كوبري حمدنا الله

08:18 AM Apr, 21 2015
سودانيز اون لاين
ودقاسم-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



وأنت تنطلق بالطريق من أم القرى السودانية (المناقل ) تتجه شرقا مارا ب ( كمّل نومك ) فتتجاوزها دون أن تنام بها ، إلى ( عبود ) ..
وقبل أن تصل منطقة المدينة عرب ، وهي مدينة إن دخلت إليها يوم السوق وجدتها تفور بالخضار واللحم وشتى المنافع ..
قبل وصولك إلى منطقة المدينة لابد أن تتوقف خلف رتل من السبارات وأمامك رتل آخر قادم من الشرق عائدا إلى المناقل ..
والمياه حولك من كل جانب تسمع فورانها وتراقب حركتها كشلال وسط نهر ..
(الكنار )هنا متسع يصنع بحيرة ضخمة ، يخترقها كوبري ضيق جدا .. إنه كوبري حمدنا االله
هكذا سميت المنطقة وسمي الكنار وسمي الكوبري منذ أزل الجزيرة .. هذا الكوبري تم تصميمه وتنفيذه في بدايات الجزيرة
في العام 1925 عندما انطلقت شرايين الري لأول مرة وواصلت حتى صدقت نبوءة شيخنا العارف بالله فرح ودتكتوك بالتقاء مياه الأزرق بمياه الأبيض
وفي التسعينات بدأت الحكومة إنشاء طريق مسفلت يخترق الجزيرة من شرقها لغربها .. والآن بعد مرور أكنر من عشرين عاما على انطلاقة هذا الطريق
لم تكتمل منه غير مرحلة واحدة من مدني حتى المناقل ..
وكان لزاما على هذا الطريق أن يخترق كبري حمدنا الله .. فأناس مثل أهلنا في حمدنا الله أطلقوا اسم الحمد على بلدتهم العامرة لا يمكن أن يتجاوزهم الظلط
والطريق نفسه لا يستطيع النفاذ غربا إلا عبر كوبري حمدنا الله ...
لكن الحركة كلها ، الصاعدة والنازلة ، أصبحت تمر عبر الكوبري الضيق والذي لم يتم تصميمه أصلا لعبور أعداد كبيرة من السيارات
لم يكن في الحسبان إلا الموريس ماينور بتاع المفتش ، واللاندروفر بتاع المدير، وشوية لواري تتوقف في الخريف لينقلب أهلها إلى زراعتهم ..
أصبح كوبري حمدنا الله يمثل عنق زجاجة بطريق مدني المناقل ، لأنك تضطر أن تتوقف به مهما كان الحال .. فهو لا يسمح إلا بمرور عربة واحدة لضيق عرضه
ونظرا لذلك فقد وجد مرور الجزيرة فرصة للاستعراض ، والتغريم ، والذي منه .. فازداد الكبري ضيقا على ضيقه ..
الجديد في أمر كوبري حمدنا الله .. الجديد خالص ، والذي لم يخطر لي على بال ، هو أن البحيرة التي يصنعها الكوبري أصبحت من مصايد الأسماك
فترى أعلى الكوبري عددا من الأكشاك ، وعدد كبير من شباك الصيد وحاويات الثلج ،ومجموعة من الناس بين صيادين ومشترين ومتطفلين ..
قيل لي أن العربات تنهل من سمك حمدنا الله وتنقله حامدة شاكرة إلى مناطق مختلفة ..
أجد نفسي مستاء جدا من عدم اكتمال الطريق ، ومن عدم توسعة كبري حمدنا الله ، ومن اتخاذ شرطة مرور الجزيرة منطقة الكبري كمنطقة إيرادية
وسعيد جدا بأن أهل حمدنا الله اضافوا للكوبري العتيق قيمة إضافية بتحويله إلى أحد أكبر مصايد الأسماك في جزيرتنا الجبيبة

شكراً ود قاسم لتعريفنا بهذه المنطقة الحيوية والهامة.

فقط في بلادي ...... فقط في سوداني العزيز تتكون مشاريع إقتصادية بالصدفة، دون أن يخطط أحد ودون أن تجري دراسات جدوى ويعمل الإقتصاديون أقلامهم وأدواتهم.

محمد أبوالعزائم أبوالريش
تحيات برائحة لوزة القطن طويل التيلة
أهلنا في الجزيرة خاصة الذين يعيشون بالمناطق الداخلية لا يعرفون صيد الأسماك
ولا يعتبرونها أحد مكونات الغذاء
لكنهم الحاجة ام الاختراع
فهاهم في حمدنا الله عرفوا كيف يؤسسون مشروعا ناجحا .. وكما قلت لم يخطط له الاقتصاديون
لو أن بلادنا تجد مبدعين ومجتهدين لحققنا افضل وضعية للإنسان في العالم