صوت الشارع- النعمان حسن- الحكم الوطني هل هو لإسعاد المواطن أم لإفقاره ومعاناته

صوت الشارع- النعمان حسن- الحكم الوطني هل هو لإسعاد المواطن أم لإفقاره ومعاناته


04-12-2015, 05:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1428813732&rn=0


Post: #1
Title: صوت الشارع- النعمان حسن- الحكم الوطني هل هو لإسعاد المواطن أم لإفقاره ومعاناته
Author: محمد نجيب عبدا لرحيم
Date: 04-12-2015, 05:42 AM

04:42 AM Apr, 12 2015
سودانيز اون لاين
محمد نجيب عبدا لرحيم-السعودية ـ الرياض
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



صوت الشارع- النعمان حسن- الحكم الوطني هل هو لإسعاد المواطن أم لإفقاره ومعاناته

عفوا عزيزي القارئ إن كنت اكتب هذا المقال وأنا احزم حقيبتي في الطريق للمطار للسفر للقاهرة بإذن الله لإجراء جراحة زراعة كلى لابنتي التي عانت من فشل كلوى الأمر الذي سيحتم غيابي للفترة التي تقتضيها الجراحة وفترة النقاهة إلا إنني وبإذن الله سأظل قريبا منكم قدر المستطاع فقط دعواتكم بالشفاء لابنتي وعودتنا بصحة وعافية.

السودان دولة غير عادية بكل المقاييس فلقد كان من حيث المساحة من اكبر دول العالم حيث تبلغ مساحته مليون ميل مربع كما إن الله سبحانه تعالى خصه بمزايا عديدة فهو في حقيقته مجموعة دويلات متنوعة البيئة من حيث تعدد العنصريات والأعراق والألوان والأديان ومن الناحية الاقتصادية فهو متنوع الإمكانات الاقتصادية التي تصنفه بين اغني دول العالم لو إن قدراته الاقتصادية فجرت ووجهت الوجهة الصحيحة حيث إن كل من شماله وجنوبه وغربه وشرقه يمثل مقومات اقتصادية تختلف بل ربما تساوى كل واحد منها دول بحالها يندر أن تجتمع في بلد واحد بل ربما جزء من واحدا منها يساوى أو يفوق دول بحالها فجبل مرة (المهمل)على سبيل المثال في أقصى غربه له نفس إمكانات لبنان ولكن انظروا أين لبنان وأين جبل مرة ولعلني بهذه المناسبة اذكر في مطلع السبعينات وقد كنت من المسئولين عن صادرات الحبوب الزيتية وكنت أشارك في مؤتمر في نيجريا ويومها وبسبب خلافات مع الأسواق الأوروبية في صادرات الفول السوداني تباحث المؤتمرون في مقترح لمقاطعة السوق الأوروبية في صادر الفول إلا إن إحدى الدول الإفريقية محدودة المساحة وقف وزير التجارة فيها وهو حضور في المؤتمر فخاطبه بحده قائلا ( وماذا يفعل شعبنا إذا نفذتم قرار حظر صادرات الفول لأوروبا وتحن لا نملك مصدر اقتصادي غير سلعة الفول السوداني فهل ستعوضوننا ما نحتاجه حتى نعيش) ويومها تأكد إنها دولة ليس لها أي مصدر غير الفول السوداني ويومها اندهشت ونحن في السودان نملك ثلاثة أنواع من الفول السودان الباربتون في الغرب للأكل وليس الزيت وفول الجزيرة الغنى بالزيوت ثم الفول الأمريكي بقشره في الشمالية ومع ذلك ليس بين هذه المناطق من يعتمد عليه كمصدر أساسي له فهو يظل سلعة هامشية. حتى في المناطق التي تنتجه.

فالسودان دولة زراعية لهذا لم يكن غريبا أن يراهنوا عالميا أن يكون سلة غذاء العالم والسودان دولة سياحية متنوعة المصادر والمناطق تاريخيا وعصريا وهو دولة بترولية ومعدنية ونحاسية وهو بلد الثروة الحيوانية وغنى بمصادر المياه وغير هذا كثير.

ولكن وكم هي قاسية كلمة لكن إن السودان رغم كل هذا من أفقر الدول على صعيد الواقع ومن الأكثر تسولا بل في مفارقة غريبة زاد تسولا بعد اكتشاف البترول ولعل الأخطر من هذا إن الفوارق التي حسبناها تميزه من اختلاف العنصر واللون والدين انقلبت عليه وأصبحت من اكبر مصادر زعزعته وانتشار الفتنة والحروب بين أهله من مختلف عنصرياته وألوانه وأعراقه وأديانه, والسبب في كل هذا فشل الحكم الوطني ليس فقط في تفجير إمكاناته الاقتصادية لمصلحة شعبه بل لتحقيق التوافق والتعايش بين ألوان طيفه المختلفة التي لهذا وبدلا من أن يسعد أهله أصبح خصما عليه عندما أصبح عبر الحكم الوطني بأشكاله المختلفة ضيعة خاصة بالحكم وجهاز الدولة التي تستنزف كل المتوفر منه على قلته والاعتماد على جيب المواطن الخالي لتمويله.

فالحكم الوطني فشل في أن يطور تنوعه السكاني لعنصر ايجابي قوامه المواطنة والانتماء للسودان بل حوله لعنصر عدواني كما إن الحكم الوطني كما أوضحت في المقالات السابقة ولا يزال هناك الكثير من الذي ينتظر الكشف عنه فانه افرز فى السودان وضعا سالبا انتهى بان يصبح الحكم الوطني ملكية حكم للون أو عنصر أو ودين واحد عبر كل مراحل حكمه التي تبادلها رموز الفشل الوطني.

ويا لها من مفارقة المستعمر الانجليزي أدرك هذا التكوين للسودان فحرص على توحيده إداريا دون أن تحس أي منطقة بتميز واحدة على أخرى وقسمه لتسعى مديريات على رأس كل مديرية محافظ يعاونه في إدارة شان المديرية بما يحفظ لكل منطقة هويتها دون أن تحس بالغبن وذلك بأقل تكلفة من الخزينة العامة حتى يوجه المال العام لخدمة المواطن ووجه إمكانات الدولة المحدودة لتوفير الضروريات له قدر المستطاع وبأقل تكلفة أو بالمجان ولكن انتظروني لنقف مع أحدثه الحكم الوطني من تضخم في جهاز الدولة حتى أصبح المستنزف الأكبر للخزينة العامة وللمواطن وكونوا معي.