نقابة المحامين السودانيين

نقابة المحامين السودانيين


04-06-2015, 01:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1428322452&rn=0


Post: #1
Title: نقابة المحامين السودانيين
Author: wadalzain
Date: 04-06-2015, 01:14 PM

12:14 PM Apr, 06 2015
سودانيز اون لاين
wadalzain-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



كانت دائما وابدا هي ملاذ المظلوم وحامى حمى الحريات ومستغاث الملهوف حتى حط عليها بوم اهل الإنقاذ فحطموها واحالوها محض مهزلة وفرع امنى للسلطة

كتب الصحفى عثمان شبونة عن محنة المحامى الذى اختطفته الأجهزة الأمنية وضربوه وعذبوه واهانوه مشتبهين فيه بأنه شخص آخر فقال :-



Quote:

عثمان شبونة


* لزهاء ساعة ظللت استمع إلى المحامي محمد إبراهيم، الذي تعرض لضرب من عناصر السلطة، وإهانات لا يمكن كتابتها، وذلك في الأسبوع الماضي أمام محكمة الخرطوم شمال.. كل هذا وأكثر منه حدث للمحامي لأنهم فقط اشتبهوا فيه واقتادوه إلى مبنى جهاز الأمن بالعمارات شارع 53.. ثم بعد التعذيب الذي تعرض له أخرجوه ولسان حالهم يأسف بأنه ليس الشخص المطلوب...! وتثبت هذه الواقعة التي أخذت حقها من التداول بأننا مازلنا نعاني تخلفاً مفضوحاً في الأجهزة الرسمية التي تذل الناس وتضربهم لمجرد "مزاج" أفراد لا مهنية لهم، ولا سعة في عقولهم إلاّ للعدوان.. وحادثة محمد إبراهيم تنبه إلى أن البعض يمكن أن يتخذ للتشفي والانتقام عشرات الأساليب.. كأن يقتادك أحدهم "دون بلاغ" بحجة أنك "شخص آخر مطلوب!!" مثلما رأينا الحال مع المحامي الذي "بهدلوه" وأصابوا عينه وبقية جسده واكتشفوا بعد "خراب مالطا" أنه الشخص غير المقصود..!! يا سلام على "العبقرية!!!"..!

* أمس أصغيت إلى المحامي (الضحية).. أعني ضحية (اللا وعي) الذي يشوب أجهزة كثيرة تتعامل مع الناس بقانون الغابة، إذ تختار بعض هذه الأجهزة عناصرها بعشوائية لتسد بهم فراغاً فحسب، حتى لو كان تأهيلهم الأخلاقي والقانوني متدنياً..! قال محمد إبراهيم في فاتحة حديثه معي، إنه بدأ يفطن لضرورة أن يكون الشخص "معارضاً"، ذلك رغم أنه طوال حياته لم يتنظم في حزب ولم يتبع لجماعة، وليس له متسعاً ليهتم بالسياسة عموماً.. هو فقط "محامٍ" بكل ما تعنيه الصفة المحددة..! قلت: لن يكون ذلك مدهشاً، فآلاف الناس في السودان صنع القهر منهم معارضين ومتمردين.. هذا شعور طبيعي حينما يصطدم الشخص منا بالعتمة وأشباح الظلام..! بل القهر يمكن أن يصنع من الفرد مجرماً أو انتحارياً.. فلا شيء يوازن النفس الغاضبة سوى "حمية التحدي!!" أحياناً.

* المحامي محمد إبراهيم ذكر لي الألفاظ التي رموها في وجهه، وهي ضرب من الكلمات يستحي الفرد أن يرددها في سرّه... ثم بعد كل هذه الدراما توجه لنقابة المحامين شاكياً، فوجد بعض من تعاطف معه.. لكن لأن الأمكنة لا تخلو من ذوي السلبية واللا إنسانية، اصطدم محمد ــ وهو يقدم شكواه ــ اصطدم بأمين أمانة شؤون المهنة بنقابة المحامين "محمد صابر" وهو يستفزه ويهينه بدلاً عن مواساته، أو الاستماع لشكواه كاملة "على الأقل".. أمين المحامين قال لمحمد إبراهيم (تستاهل يدقوك!!) لأنك لم تخرج لهم بطاقتك!! وكررها (تستاهل يضربوك) لأنك لم تعرفهم بنفسك.. قال المحامي المكلوم للرجل: إنهم يا سيدي لم يتركوا لي فرصة الاستماع لصوتي.. حشروني على طريقة الأفلام داخل سيارة وأنا أترجاهم بأن يسمعوني فقط..! ويضيف محمد: شعرت بغضب شديد من كلام أمين النقابة وخرجت...! فلحق بي بعضهم لتطييب خاطري.. لكن كلمات هذا الرجل كانت أقسى من جراحي..!!

* نعم.. شعر (الضحية) بالغضب لأن (الإنسداد) مميت..!!!!!
* دورة طويلة ما بين قسم الشرطة والمستشفى ونقابة المحامين، حوّلت المحامي المسالم إلى شخص آخر يتلمس بثور وقيح المؤسسات الرسمية المشوهة من "نعلاتها!!" لرأسها.. وقبل هذا لا ننسى بأن "أحدهم" أدخل أصبعه في عينه عنوة.. وهو الآن يبصر بواحدة..!!

* ما هي "الضرورة" لكل هذا الظلم الفاحش؟!! الإجابة: ليست ثمة ضرورة، ولكنها "مرحلة" كتبت علينا.. ولا أمل في "معالجتها" إلاّ بتبدّل أفكار المجتمع، والإرتفاع عن أديم الخنوع الذي حوّل المواطن إلى كائن لا حقوق له ولا صوت..!!
* هذا المختصر، لا يمثل الحقيقة كاملة؛ أو كما هي، فالتفاصيل تخبر بأننا أمام "عار" أخلاقي.. التفاصيل التي حدثت للضحية خلال يوم واحد تحتاج إلى كتاب "بلا مبالغة".. فما جرى للمحامي محمد إبراهيم سيستمر، طالما الأسباب متوفرة في "قمامة" الواقع..!!
أعوذ بالله
ـــــــــــــــ