المغتربون كبديل وطني للاستثمار الأجنبي

02:16 PM Apr, 03 2015
سودانيز اون لاين
ودقاسم-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



الاستثمار الأجنبي نشاط اقتصادي يسهم في التنمية والرفعة الاقتصادية ، ولا أحد يشكك في ذلك .. هنالك خوف من الشركات الأجنبية الضخمة التي تضعف المستثمرين المحليين
لعدم المقدرة على المنافسة فيتساقط المحلي لصالح الأجنبي .. وحتى هذه بحسابات تجارية بحتة لا غبار عليها ...
لكن إذا تعاملنا مع الاقتصاد بفهم كلي فإنها تلحق أضرارا بمواطنينا وبصناعاتنا الوطنية لأنها اصلا ضعيفة وتستحق الحماية .. والاقتصاديون يسمونهاinfant projets
ويتفقون على ضرورة حمايتها لكن لابد من مراعاة مستوى تدفق الاستثمارات الأجتبية لأن رأس المال الأجنبي هو الذي يمكن أن ينقذ بلادا مثل بلادنا تعاني شحا ضخما في تمويل المشاريع الانتاجية
التي يمكنها أن تسهم في زيادة الصادرات والانتقال بمنتجاتنا إلى السوق العالمي بدلا من تصديرها كمواد خام ، وربما أننا لا نتمكن حتى من تسويقها عالميا لعدم مقدرتنا على التسويق والإدارة وتجويد الانتاج
ونحن منذ سنين نسعى ولم نتمكن من جذب استثمارات أجنبية تعين بلادنا وشعبنا على النهوض .. نبدّل القانون بالقانون ونضيف ونلغي موادا ظننا أنها تفيدا ، لكنا في كل مرة نجد أننا نعيش واقعا بائسا
لا يمنح بلادنا فرصا ولا يفتح نوافذ حقيقية للاستثمارات الأجنبية ..
هذه مجرد مقدمة ضرورية للموضوع الذي سأطرحه ..
هل يكون المغتربون بديلا حقيقيا ممكنا للاستثمار الأجنبي في بلادنا؟ وهل يمكن التغاضي عن الأجنبي واستبداله بابناء الوطن ولو جزئيا ؟

إحدى أكبر مشكلات المواطن السوداني في الوطن وفي الاغتراب أنه لا يهتم بأمر التوفير ( الإدخار )
والإدخار ضروري جدا لبناء راس المال .. ويكاد في كثير من الحالات يكون الملاذ الأوحد لبناء راسمال يتيح انطلاقة اقتصاديه للمبتدئين
ويلاحظ أن السودانيين يصرفون صرف من لا يخشى الفقر .. ويبدو لي أنهم من أكثر الناس إيمانا ب( اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب )
وتجدهم بذخيون في الضيافة وفي كل المناسبات الاجتماعية ، وفي الصرف على أسرهم وأنفسهم ..
كما أن مسئولياتهم المتعاظمة تجاه أسرهم الممتدة تهدر الكثير من مدخراتهم .. وهم يعلمون أن مثل هذا الصرف يعتبر نشاطا اجتماعيا لا اقتصادي
وهم يقومون به بروح العاطفة ، وخشية العيب والاتهام بالتقصير ، والمثل السوداني يقول ( الدابو وداب رقبتو قصّر من رقبتو ) ..
كما أن الكثير مما يمكن للمغتربين ادخاره يضيع في الصرف على تعليم الأبناء الذي اصبح يمثل بندا ضخما يكاد يهزم كل أصحاب الدخول المتوسطة
وأصبحت الدراسة في الكليات العلمية المتخصصة هي مطلب أبناء المغتربين واسرهم ، وأصبح هذا الواقع يمثل نمط استهلاك في اوساط المغتربين
والدولة استغلت حاجة المغتربين النفسية واالاجتماعية واستمرت في سياسية قبول غير مقبولة لأبناء المغتربين حتى تضطرهم للدفع بهم إلى التعليم على النفقة الخاصة
وهو مكلف جدا ويكاد يستنزف كل ما يمكن للمغترب أن يدخره .. والمغترب السوداني تقيده الكثير من المطالب والقيود الاجتماعية فيزداد الصرف وتتراجع المدخرات
وبالتالي تضعف فرصه في الاستثمار ، أو اي عمل حر آخر .. فمثلا لا يكتفي المغترب السوداني بشراء شقة سكنية لأسرته كما يفعل المغترب المصري ،
وذلك لأن السوداني يطلب دائما سعة البيت ورحابته استعدادا للضيوف من اقاليم السودان المختلفة ، وهذا مطلب اجتماعي بحت لا علاقة له باي فهم اقتصادي
بالإضافة إلى ارتفاع اسعار الشقق السكنية في السودان ، وفي بعض الحالات تكون تكلفة الشقة أكبر من تكلفة المنزل .
وقد قابلت كثيرين من الذين عادوا من الاغتراب وهم يكدحون من اجل لقمة العيش في السودان، وكثير منهم اكتفى ببيت أو تعليم الأولاد ،
وبعضهم يحمد الله على عودته سالما دون غنيمة..

هذا الموضوع حيوي ولكنه محفوف بالتحديات ..

الدولة تقول كلاماً ولكننا لا نرى طحينا

أحمد الشايقي

الأستاذ احمد الشايقي
لك التحية
هو تحد كبير ، والحكومة أضعفت المغترب وأضعفت المواطن داخل السودان
لكن الوطن لا يبنيه إلا أبناء الوطن

وللمغتربين هموم أخرى .. كثير منهم لدغوا من جحر الوطن ،جحر الغياب ، وجحر الثقة
كثير من المغتربين أوكلوا بعض أمورهم لأناس كانوا محل ثقة .. ففوجئوا بأنهم فقدوا كل شئ.
قطعة الأرض ، البيت ، أرصدة في البنوك ، ممتلكات تحت التخزين ، اشياء كثيرة قيمة فقدها المعتربون
كما فقدوا وخسروا أعمالا أوكلوها لأقارب أو اصدقاء .. وهذا الأمر مهلك للمدخرات التي يظل المغترب يبذل فيها جهد عمره
آملا أن يصبح ملاذا له عند عودته .. فلا يقبض إلا الريح
وقد تكون هناك وجوه أخرى للفشل غير مسألة الثقة والأمانة ، قد تكون خسارات طبيعية بعامل السوق أو الضرائب أو ضعف الإدارة
أو تهاون العمالة أو اي أمر آخر .. وهذه كلها امور مرتبطة بغياب المغترب واعتماده على إدارة عمله بالتوكيل
وبالطبع لا يمكن أن يكون المغترب في موقعين مختلفين في آن واحد
وكل ذلك يصب في خانة الإحباط المؤدي إلى اليأس ، والذي يقود في نهاية الأمر إلى حرمان الوطن من مدخرات أبنائه ، وحرمان أبناء الوطن عن المساهمة في بناء وطنهم

الخال ودقاسم
سلامات ونعلك طيب و مبسوط
زي مابقولوا عزفت على وتر حساس وضربتنا في مقتل وهبشتنا في اللحم الحي
ويقولوا ايضاً المغترب عايز يرجع والمامغترب كايس المخارجة
انا شخسياً كدا داخل على السنة قم 20 واهو زي ماقلت غير البيت مافي عمار
ونحمد الله كثيراً على ذلك في ناس البيت مالموا فوقو
الايمات دي قايم علي انزيم العودة قومة الياباك
وكان آخر عهدي بيهو سنة 2007 لما البلد كانت فيها حبة رقشة
وتعليقي البيسط على كلامك هو نسخة من كلامك زاتو
لكن يبقى السؤال الغلبنا نحلو
كيف نوفر ولورجعنا حنعمل شنو
رقم الايمان بان الارزاق والحركة والسكون بيد الله
بس عايزين نعقلها قبل ما تعقلنا
وكترت خيرك

موضوع مهم ونقاش أهم.

إذن لابد من معالجة تسرب المدخرات الذي يواجهه المغتربون، وبعضهم تتسرب مدخراته عن وعي ، وبعضهم تتسرب منه بلا وعي ..
وغالبيتهم يفاجئهم تقدم العمر ، وولوج الأبناء إلى الجامعات والتي تتطلب كما ذكرنا آنفا برامج خاصة وصعبة ..
وبعضهم ربما يكون قد بنى بيتا يأويه في أواخر العمر، وبعضهم يجد أنه قد استهلك كل شئ ولم يترك شيئا لنوائب الدهر ..
والمعالجة لداء تسرب المدخرات لا يمكن أن يفاجئ المغترب وهو في بيته أو في موقع عمله .. هي برنامج يتدرب عليه المغترب وتساعده الدولة على بلوغ ذلك الهدف ..
لأنه هدف وطني أكثر منه برنامج شخصي .. فالحكومة تبذل جهودا كبيرة في جذب راس المال الأجنبي ليسهم في الاستثمار في البلاد ،
وتصطدم في النهاية بجدر من التعنت الاقتصادي الذي تمارسه دولا لا مصلحة لها في بناء أوطان أخرى ،
وجدر من المقاطعات الاقتصادية التي تنشأ عن إشكاليات سياسية ربما تستمر سنين طويلة تهز اقتصاد البلد دون مراعاة لضعفه وقلة حيلته أصلا .
ولعل الحكومة تنتبه لهذه الأمور التي تنخر في سوس الاقتصاد الوطني فتزيده ألما وهزالا .. وتتقتنع الحكومة بالمثل القائل ( ما حك جلدك مثل ظفرك )،
فابناء الوطن هم الأحق بان توجه لهم برامج الدولة بالدعم والتشجيع والتوجيه والرعاية .. هم الذين يمكن ان يقدموا التضحيات من أجل وطنهم وشعبهم ..
وداائما يجدون أنفسهم في حاجة إلى الوطن كملاذ من نيران الغربة وآلامها .. فلماذا لا تتخط الحكومة برامج جاذبة لآبناءالوطن لينقلوا مدخراتهم مدعومة بخبرات سنوات الاغتراب؟
ولا يمكنك أن تنفذ برنامجا وطنيا ضخما ذو أهداف تنموية كبيرة بدون خطة دقيقة جدا لجذب هذه المدخرات والخبرات ..
وعملية الجذب هذه لا يمكن ان تتم طالما استمرت سياسات التعنت ، والمعاملة غير العادلة ، التي تنطوي بحسب إحساس وقناعة المغترب ، على تمييز سلبي ،
يقصد به استنزاف مدخراته والتعامل معه على أنه البقرة الحلوب التي لا يجف لها ضرع..

إن كانت الحكومة لا تعلم حجم المدخرات التي يمكن ان يحققها المغتربون سنويا فعليها أن تسعى لنعرفة ذلك
وعليها أن تبذل المساعي الحميدة والمستميتة لجعل المغتربين بقرة حلوبا تدر لبنها من أجل بناء الوطن .. لا لنأخذه منهم
لنصرفه على الترضيات السياسية والرواتب والمخصصات
لا نأخذه منهم غصبا بل نجعلهم يتدافعون على جمع الأموال لبناء الوطن والمشاركة الإيجابية
ما تخذه الحكومة كضرائب على المغتربين ، وما تأخذه منهم مقابل منحهم اراضي سكنية ، وما تأخذه منهم لتعليم أبنائهم
لا يساوي شيئا مما يمكن للمغتربين أن يحققوه لو وجدوا من يساعدهم ومن يقول لهم أنتم ابناء الوطن وأبناؤكم أبناء الوطن المستقبل
ولكم الحق في السكن والدراسة ولكم كامل الحقوق في وطنكم ..
إذن المغترب السوداني وحتى المهاجرين هم أبناء السودان ، وهم يحققون دخولا أعلى في اغترابهم .. ويجب علينا منحهم ميزات كبرى في الاستثمار
بدلا من سلب أموالهم في أمور هم يستحقونها أصلا بموجب المواطنة ..
فالذي يدفع 30ألف دولار للجامعة ليدرس ابنه الطب وهو أصلا كان حائزا على 95% كشهادة عربية ، هو مواطن أطلقنا عليه صفة المغترب
وجعلنا قانونا يحكمه وضيقنا عليه في كل اتجاه ليستجيب لهذا القانون الجائر .. وكان يمكن ان نجعله يبني مشروعا وأن تصبح عائدات المشروع جزءا من الناتج القومي
ويصبح هو البديل الممكن لاستثمار أجنبي لم نتمكن من جذبه