رواية نون النزوة (ملامح)

11:56 AM Mar, 22 2015
سودانيز اون لاين
حبيب نورة- القاهرة
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



مقدمة
لا تنصبوا لها مشنقة، بل أشكروها لأنها استطاعت أن تجلب الماء من بئر الأسرارِ التي كان يقف على حافتها مارد جبّار، ويقبع في عمقها شيطان. بينما كان الدلْو ينتشل أفعى لم تغتسل بعد من صخبِ الفحيح. لا تصلبوها، ابحثوا فقط عن مرآة وحدّقوا، ستجدونها في وجوهكم .
هذه الرواية تجسّد أحداث حياة أنثى، ربما لم تعد موجودة في هذا الوقت، ولكنها تبقى مسؤوليتها وحدها، وفي حالِ تطابقها مع أحداث أخرى، حدثت في وقتٍ سابق، فهذا لا يؤكّد أنها رواية حقيقية تماماً، فهم النص بطريقةٍ خاطئة، مسؤولية يتحمّلها القارئ وحده، لذا وجب التنويه.

إهداء
إلى التي صنعت من أخطائها الفادحة نافذة للضوء. .

كانت جدّتي ضئيلة جداً مقارنة بالمائة عام التي عاشتها وهي تبحث عن ميتةٍ مناسبة تلائم وقارها. وكانت ترتاح على فراشها كدمية مهترئةٍ، تداولها جدّي لأمي وابنته الوحيدة التي أصبحت - لاعتبارات تتعلّق بحفظ النوع - أمي. وكان شعرها أبيض وناعماً، وكانت رائحتها عتيقة، وكنت ولم أزل لا أتذكر صوتها، إذ لم أسمعها وهي تتحدّث مطلقاً. عندما كنت في الخامسة، ماتت جدّتي، وعرفت أنها ماتت بعد أن أكملت المائة عام. ولم أكن أعرف الحساب جيّداً، ولكني تعبت طوال يومين في حساب الخمسة وتسعين عاماً المتبقية من وفاتي، إذ كنت أعتقد أن المرء يحتاج لمائةِ عامٍ لكي يموت. في النهاية سئمت الحساب، وهذا الأمر ربما يكون سبب عقدتي من الرياضيات طوال أكثر من ربع قرنٍ قادمٍ أو يزيد. الشيء الوحيد الذي ألهمني له تذكّر جدتي، هو ألا أحصي شيئاً، إلا إذا كنت سأستفيد منه، وألا أتكلم إلا بعد أن أفكر جيداً في كلماتي قبل أن أطلقها. وبعد مضي سنوات تعلمت ألا أفهم أصلاً، إذا أردت أن أعيش مرتاحة البال.

*السارد يروي على لسان منال بطلة الرواية.

كفّ السرير الحديدي الثقيل عن طحينه، ولم يعد يتبادل الشتائم مع البلاط، بعد أن فرغنا من الأمر، فنهضت منال العسكري وهي عارية تماماً، واتجهت نحو منضدة قذرة وضعت عليها بعض علب المساحيق وطلاء الأظافر وعلبة سجائر برنجي، وكان يتناثر عليها الرماد وأعواد الثقاب، وعُقبي سجائر، أحدها يماثل نصف سجارة، الشيء الذي جعل منظر المنضدة مقززاً وبائساً، وانحنت لكي تلتقط الولاعة التي سقطت على أرضية البلاط، لتظهر مؤخرتها العارية بوضوح. فيما كنت أفرد جسدي المغطى بمفرش السرير، وكنت أرمقها بحنقٍ ومقتٍ شديدين. تناولت منال العسكري الولاعة وأشعلت نصف سجارة، ونفثت دخانها بنشوةٍ وتلذّذ، وتجرعت بعد ذلك ما تبقى في علبة المشروب الغازي التي تناثر عليها الرماد أيضاً، وعادت كي تجلس على طرف السرير، وهي ترمقني بنظرةِ انتصارٍ وتلذّذ. وكانت شتائمي السريّة تصطدمُ بحائطِ نظرتها الوقحة وترتدّ إليّ، لكم كنت تافهة وعديمة الجدوى. ولكن جسدي المراوغ كان يخذلني، إذ بدا سعيداً ويشعر بالرضا.

اولك يا بادي مطلوب نسخة وحرم ما تنقص لي قرش احمر بس وريني محل الدكان
ثم انه صاحبي حسين ود الطرشا بسلم عليك قلت ليهو بجوك في الكتب وهو ينتظر
ولبعدين مالا كتابتك بقت ريحتا سقافة سقافة زي حقت المدرسة
واخيرا السلام مرفق طيه

ههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ياخ والله نفسي أرجع لي أيام الدافوري دي
على الأقل أتعلمنا منو كتير

http://sudaneseonline.com/board/480/msg/%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D9%88%...B6.--1426803753.html

ما قادر أتعامل مع البورد ولا عارف أرفع صورة ولا أي حاجة
المهم ده رابط لتوزيع الرياض الرقم ٠٥٥١٧٥٨٤٨٩
الأخ جمال

خلاس كلمت جمال وخليتو ليك اضحك واقح زي تاجر الشطة
قت ليهو اديني معاها مطرة شعفوفة هوادة
لكن حرم القاها كعبة الا اديها ست التسالي تلف بيها تساليها

وكيف لنا بها نحن اهل الداخل
لو في نص مبذول في النت ادينا محلو
ولو في زول ببيعها في السودان وصف لينا

عزيزنا الكاتب المبدع حبيب نورة
سلامات
ومن السطور القليلة دي خليتنا نشوف معاك جدتك .
والله دي أحترافية في الكتابة تخليك تقيف في مصاف كتاب الرواية الكبار .
وأكيد أكيد في بطنها صفحات مثيرة ..
تحياتي

Quote: عزيزنا الكاتب المبدع حبيب نورة سلامات ومن السطور القليلة دي خليتنا نشوف معاك جدتك . والله دي أحترافية في الكتابة تخليك تقيف في مصاف كتاب الرواية الكبار . وأكيد أكيد في بطنها صفحات مثيرة .. تحياتي

الزول السمح عثمان موسى
كيفنك يا حبيبي

أشكر دعمك المعنوي الجميل

وبالنسبة لرسالة المسنجر أحب أسألك:

يا زول إنت مرسل لي سلك شائك؟

ما فرزت أي حاجة، ومشغول في أمور سفر ما قادر أشوف المشكلة من وين

Quote: وكيف لنا بها نحن اهل الداخل لو في نص مبذول في النت ادينا محلو ولو في زول ببيعها في السودان وصف لينا

صديقي الجميل عبد الحفيظ أبو سن

تحياتي لك
بالفعل لدينا مشكلة في توزيع السودان ونسعى لحلها قريباً
حتى لو دعا الأمر للقيام بمجهود شخصي بالإنابة عن دار النشر

دعواتك

Quote: لكن حرم القاها كعبة الا اديها ست التسالي تلف بيها تساليها

طلّق مرجوعة في مسمّاها

هههههههههههههههههههه

حبيب بورة

اسمح لي بأن ارحب بك في بلدك الرابع سودانيز أون لاين


اسمعني ... رواية بتاعة فنيلتك (حقوق النشر ما عارف محفوظة لمين كدا)


أحب كتابتك ذاتو ....

Quote: حبيب بورة اسمح لي بأن ارحب بك في بلدك الرابع سودانيز أون لاين اسمعني ... رواية بتاعة فنيلتك (حقوق النشر ما عارف محفوظة لمين كدا) أحب كتابتك ذاتو ....

هاني العربي
إزيك يا جميل

هههههههههههههه ياخي تسلم يا زول

تعال نتلاقى في بيت ناصر اللمين :)

كان الظلام يعانق الغرفة، وكانت أقدام السرير الحديدي الثقيل تسحق البلاط بعنف، وتصدر صوتاً أشبه بحجر الطحين، وكنت أرى أمي وهي تطحن دقيقها وقتها، وكنت الدقيق، وكنت يائسة وحانقة على نفسي وسعيدة. كنت لبرهةٍ أشعر بقوّتي، وسرعان ما أفقد هذه القوة وأصبح ضعيفةً ومسكينة، وكانت تسيطر عليّ تماماً، بل كنت أملّكها من نفسي راغبة. كان محض انسكاب، إذ لم نكن نبحث عن مزاج اللون وسط خريرهِ المنهمر، اندفاع الألوان نحو اللوحة بلا رؤية وتبصّر، يجعل من الفنانِ شخصا غير جدير بالاحترام!. اللوحة لا ترمّم تصدعاتها إلا الريشة، ولا يبثّ فيها الروح إلا خيال الفنان، وما خلا ذلك، لاتحتفظ المتاحف بتوقيعهِ، ولا يأسر قلوب الزوار. كقاطرةٍ من اللذّة الغبشاء، كانت تنزلقُ ببطءٍ وترو، ولم تكن تتلوّن. لم تكن القضبان ممهّدة ولا منبسطة، ولكنها كانت تتثنّى وتتعرج، وفقاً لجغرافية الجسد، الذي كان يقبع أسفل القاطرة المنطلقة بلا إبطاء، ولا مهادنة. كانت الآهات تتصاعد من مداخنها، وكانت الشتائم تتصاعد من نافذة السائق المتهوّر، الذي كان يتوغّل بإصرارٍ وخبرة، في عمق البلاد البعيدة، التي لم تبلغها سوى أحلام المراهقين. من الذي أمر بأن تكون الرمال طيناً؟ بل من الذي أوعز للغمامة بأن تمطر على ملابسها فلا يبقى فيها موطئ غيمٍ للجفاف؟. لا أحد يعلم بالطبع. لقد كان سُعاراً تخبئه تلك الجدران غليظة الأقفال، وكان سرّاً لا تبوح به إلا تلك الغرف المغلقة على الأجساد الظامئة، للحظة الاكتشافات الجديدة، المتكررة المتوقعة، كنت أتساءل: "ما الذي يجبرني على فعل هذا الأمر المخزي؟". وكنت أترك جسدي يطفو ويغرق، حتى بدت السواحل بعيدةً بعيدة.


على لسان الساردة من رواية نون النزوة
الفصل الأول

أخبرتني صديقتي هادية أن حبيبها كان يقول لها كلمة أحبك في الليلةِ آلاف المرات، ولكنها لم تزل تبحث عن الرنين الذي أحدثته المرة الأولى. لم تزل تبحث عن الإعصار الذي اندلع ما بين كتفيها، عن الزلازل التي زلزلتها، وعن البراكين التي اشتعلت ثم خمد أوارها، ولم يتكرّر ما حدث في لحظتها الأولى بعد. تسمعها منه في الليلةِ آلاف المرات دون أن يصيبها ذات الشلل النصفي الذي شلّ حركتها عشق ذاك. لم أزل أتساءل: "لماذا يبدأ الحب فتياً وتصيبه الشيخوخة منذ القبلة الأولى؟ بل لماذا بعد أن يذهب العشاق إلى السرير يصير ذات السرير الذي كانت تدور فيه منذ لحظات معركة ما بين التأوّه والخفقان نعشاً ينعي فيه العشاق حبهم؟ بل لماذا يصبح جسد الحبيبة كفنا؟. كلما تأخرت القبلة الأولى كلما ظلت الحبيبة قِبلة. حين تسكر الشفاه منذ الكأس الأولى لن يكون هنالك ثمة كأس ثانية. الحب قنبلة يجب ألا نشعل فتيلها حتى تنفجر وتخلّف وراءها آلاف الشظايا والدموع والآهات" .

سلام يا حبيب السمحة وسمرية.
تحياتي النواضر
" نون النزوة" عنوان يحفل بالغموض والإثارة والفضول.
يقول بعض النقاد:" إن اي عنوان لأى منجز إبداعي يعتبر مهمة صعبة وخطيرة لأنه قد يكون سببا في نجاح العمل أو العكس".
كيف يختار حبيب السمحة وسمرية عناوين اعماله؟
مع اطيب الامنيات لك، ايها الروائي كامل الدسم، بالمزيد من النجاحات.

محبتي

Quote: سلام يا حبيب السمحة وسمرية. تحياتي النواضر " نون النزوة" عنوان يحفل بالغموض والإثارة والفضول. يقول بعض النقاد:" إن اي عنوان لأى منجز إبداعي يعتبر مهمة صعبة وخطيرة لأنه قد يكون سببا في نجاح العمل أو العكس". كيف يختار حبيب السمحة وسمرية عناوين اعماله؟ مع اطيب الامنيات لك، ايها الروائي كامل الدسم، بالمزيد من النجاحات.

صديقي الجميل المضاد للإكتئاب والبشتنة والحال الكعب
ياخ دي جرجرة واعية شديد، وكأنك تنفّض يراعك من حوار محتمل. ربما :)

ولكن برضو يا صديق برد على سؤالك " المرّاقة"

ولعلك لاحظت: الحب من طرفٍ ثالث، منغولي، بنات الداون تاون، ومحمود عبد العزيز مع سبق الإصرار والترصّد. لعلك.
سأكتفي بنصف إجابة.
ربما تكون محاولة للتشريك لقاريء لم يجرفه موج اسم الكاتب، ولم يدرك صارقيل المعرفة الوثيقة.
مش يمكن يقع في غرامي ويغني لي: "الشادن الهالكني ريدو؟".

رحمة الله واسعة يا صديقي :)

شكرن كتيرن!

نون النزوة ؟!!

انت يا يس بتجيب المباغتات اللغوية السمحه دي من وين ..

المهم ..
بقى عندك ركن أساسي في المكتبة وأحتفي به كثيرا ..
ما ناقصو الا "نون النزوة" ..

نون النزوة ؟!!
انت بتجيب الحاجات دي من وين ؟!!

دايرين نعرف قصة منا العسكري من الألف للياء...

سوف نسعي للحصول علي نسختنا بإهداء بخط يدك...

مزيدا من الإبداع المهاجر ....

الله في يا عمك

Quote: الله في يا عمك

يا جبرين
كيفنك يا زول؟

يا راجل تعرف يوم قلت ليك أجدع لي العنوان؟
بعدها بيومين مشيت شحنت أربع طرود، تلاتة السعودية، وواحد للمغرب.

أمبارح الراجل بتاع السعودية قال لي الطرد التالت لي يوم الليلة ما جا

وأنا مسافر الضهر، لكن بديهم تلفون بشوف الحاصل. بس الله يستر ما أكون غلطت ويجيني الطرد راجع
أربع نسخ الفيتوري، ونسخة نون النزوة

Quote: ايرين نعرف قصة منا العسكري من الألف للياء... سوف نسعي للحصول علي نسختنا بإهداء بخط يدك... مزيدا من الإبداع المهاجر ....

سيف اليزل
ها زول ماك طيب

والله منال العسكري ومنال الفرَسَة قصتهن تحيّر!!!

لكن بإذن الله تصلك تب

لوك الصبُر

Quote: نون النزوة ؟!! انت يا يس بتجيب المباغتات اللغوية السمحه دي من وين .. المهم .. بقى عندك ركن أساسي في المكتبة وأحتفي به كثيرا .. ما ناقصو الا "نون النزوة" .. نون النزوة ؟!! انت بتجيب الحاجات دي من وين ؟!!

ياااااااااااااااااه!
ود المشرّف الوااااحد ده؟
أسمعني: في حكايات كتيرة حصلت في الفترة الحرجة الفاتت دي
وحاة الله وكتاب الله تدّي ربك العجب!
وقال ليك ما أتذكرتك؟

بتنفع معاك يا زميل

_____________

على العموم: نون النزوة من المطبعة دغرررري لي لمعرض الدوحة، بس للأسف أظنك ما سمعت بيها الوكت داك

خيرها في غيرها وعندي مشوار خليجي ربما أغشاكم

وبعد نصف ساعة وصلنا إلى مقر الداخلية التي كانت تقيم فيها ميمي في ذلك الحي الفاخر، وانتظرنا عشر دقائق حتى خرجت لنا الفتاة باسمة، وأشارت لنا إلى الاتجاه الذي تصفُّ فيه سيّارتها مع مجموعة من السيارات الفاخرة. لقد كانت سيارة جميلة جداً، ولم أكن أعرف موديلها، وعلى كل حال لم يسبق لي ركوب سيارة بمثل ذلك الجمال، أو أقل منها جمالاً. أخذنا جولةً صغيرةً في بعض الشوارع، وبعد ذلك اتجهنا إلى شقة ميمي التي كانت تقبع في حي المنشية. كان كل ما يحدث حولي يعتبر نقلةً كبيرةً لم أهيئ نفسي لها، السكن الداخلي الفاخر والسيارة، وميمي، والشقة بأثاثها الجميل، وصالتها الواسعة، وبلكونتها التي كانت تطلّ على بنايةٍ جميلةٍ وحديقةٍ صغيرة، كان يلعب فيها أطفال نظيفون ومرحون. ضحكتُ في سرّي عندما تذكرت بيتنا الذي لا يقدّم لك إلا وجبةً تراثيةً مضحكة، تذكرت البؤس والذباب الذي كان يشاركنا طعامنا البائس قبل أن نسمّي الله، تذكرت وأنا أعدّ القهوة في مطبخ الشقة، وجه أمي وعينيها اللتين كانتا تسحان الدمع وهي تصنع لنا الكسرة، من فرطِ تأجّجِ دخان الحطب، وحين دخلت التواليت تذكرت رائحة البول المعتّقة في مرحاضنا، التي تثبت لك أن جميع البشر قد تبولوا فيه ومضوا، وحمدت الله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه، وابتسمت!. كان مرحاضا عتيقا بحفرةٍ ضيقة وقذرة لا يستطيع التعامل معها، إلا من يجيد التصويب من بعيد!!

في الطريق كنا سعداء ومرحين، والحقيقة التي اكتشفتها ونحن في طريقنا إلى المزرعة - ولا أدري إن كانت طريفة أم سخيفة- التي سنقضي فيها السهرة مع آخرين، أنها مملوكةٌ لجنرال سابق في الجيش، وذلك الأمر يحدث في العالم بأسره، بصورٍ متشابهة، لأن السلطة والفساد وجهان لعملةٍ واحدة كما عرفت لاحقاً. ولكن المفاجأة أن صاحب تلك المزرعة، كان هو نفسه صاحب {الداخلية} التي كانت تقيم فيها ميمي!. وعرفت لاحقاً أن أغلب الفتيات اللائي يحضرن تلك الجلسات، كن من الطالبات المقيمات في داخلية الجنرال السابق!. أهكذا كانت تجري الأمور في الخرطوم، تلك المدينة الملعونة على حسب وصف جدّي؟. اكتفيت بالدهشةِ ونحن نقطع ذلك الطريق الترابي الموحش الذي يفضي إلى المزرعة، وشعرت برهبةٍ شديدةٍ. كانت الأشجار الشوكية تحفّه من الجانبين، وكانت تتربّص بزجاج السيارة المظلل الرصين، وتكاد أن تحدث فيه بعض الخدوش أحياناً، وكانت الكلاب تنبح، وكانت أسراب الحشرات التي كان يجذبها ضوء السيارة الساطع، تبدو كأنجمِ صغيرةٍ محطمة. وهناك كانوا رجالاً عظيمي الشأن كما كان يبدو من ملابسهم، لم أكن متأكدة من هذا الأمر، لأن الملابس - في هذا الزمن- وظيفتها الرئيسة هي إضفاء بعض العظمة والأهمية، على بعض الناس العاطلين عن القيمة!. وكانت هناك فتيات متبرّجات، وخمرٌ وميسرٌ وشواء، وسمعت صوت غناء، وموسيقى، وضحكِ فاجر، ولم أصدّق نفسي لأولِ وهلة حين ميّزت أحد الفنانين الذين كنت أشاهدهم في التلفزيون في مناسباتٍ كثيرة. خفت وتوترت لمدةٍ من الزمن، ولكن بعد ذلك خفّت حدةّ ذلك التوتر، استمتعت كثيراً بذلك الجو الجديد، وحزت على إعجاب البعض، وكذلك لم أحز على إعجاب الآخرين، لأني لم أكن أفعل مثل باقي الفتيات، ولكنها كانت تجربتي الأولى في احتساء الخمر. وعلى الرغم من تردّدي وعدم إكثاري في الشرب، إلا أن ما حدث في بقية السهرة، لم أعرفه إلا في ظهيرة اليوم الثاني، وليتني لم أعرف أبداً.

لم أتعدّ العاشرة وقتها، ولكني كنت أبدو أكبر بكثير، لأن جسدي كان فاخراً، وكنت أكثر طولاً من قريناتي اللاتي حرمت من اللعب معهن في سنٍ مبكرة، لنفس السبب. كنا نجوب شوارع الحي كلها، فحفظناها شارعاً شارعا، وبيتا بيتا، وحفظنا حتى {أزيار} سبيل الماء، فنعرف أن ذلك السبيل يتميّز بأن ماءه سيكون بارداً ونظيفاً، لأن أهل البيت الذين شيّدوه يعتنون به، ويقومون بتنظيفه كل صباح. كنا نجوب كل المنطقة، شبراً شبرا، وأحيانا تجدنا قد وصلنا إلى منطقة السوق في بحري، أو المحطة الوسطى، أو سوق سعد قِشرة، ولم يكن يتملّكنا التعب ولا نخشى الحر. كنت أستطيع أن أميّز الشوارع من روائحها!. فأعرف أن ذلك هو شارع أسرة فهمي الإغريقي، من رائحة الفسيخ المنبعثة طوال الوقت من مطبخه، كانوا يصنعون الفسيخ ويقومون ببيعه للناس. كنت أعرف من رائحة البالوعة الطافحة على الدوام، أنني في الشارع الذي كانت تقطن فيه زينب بوسطة، تلك الرائحة النتنة التي تجعلني عندما أضطر للمرور بذلك الشارع، أسارع بقفل أنفي بأصبعي. وكنت في السابق أرفع طرف جلبابي لكي أسدّ به أنفي، ولكن حذرتني الحاجة زينب بوسطة من تكرارِ فعل ذلك الأمر مرة أخرى في حياتي، بعد أن قرصتني على فخذي قرصةً مؤلمة لن أنساها ما حييت!. والسبب ليس لأنني كنت أتأفّف من رائحة العفونة المنبعثة من البالوعة الطافحة، ولكنها كانت تخشى علي من نظرات الرجال، لأن ساقيّ جميلان ومثيران، فلم أكرّرها مطلقاً. كنت أسير مغمضة العينين أحياناً وأنا ألعب مع صديقاتي لعبةً شعبيةً طريفةً ونحن نردّد "وصلنا؟ حجر الحنة . . وصلنا؟ حجر الحنة"، ولكن بدون أن أفتح عيني، أعرف أنني في ذلك الزقاق التي تقطن فيه حوّة كبّاية، التي كانت تبيع الخمر {والمريسة}، وكذلك كانت تشارك بمالها الذي تكسبه من تلك التجارة الرابحة، في الأتراح والأفراح، وتجعل بيتها مفتوحاً للمساكين والجوعى، وحتى أفراد الشرطة المرتشين الذين يطعمون أطفالهم من الرشاوى التي كانت تقدمها لهم، مقابل أن يتركوها في حالها.

ياسين يا صاحب ..
كما عهدناك حرفاً متخم بالروعة ..
حد الاندهاش ..
ما أجملك حين تتداعى خلف الخطوط الحمراء ..
تبدع ابداع ما بعده ابداع ..
عارف ..
لازلت أذكر حكاية ذلك ( المسيخيت ) التي سردتها ذات ليلة ..
وعدت وارخيت عليها مزلاج واقع كؤود ..
اضنى الجميع فك الصدأ الذي إعتلى خياشيمه ..
وكتم أنفاسه عن البوح ..
نعم ..
كنت من القله ..
التي عاكست ريح النوم ..
وأدمنت السهر ..
فاسترقت النظر لتلك السردية الفخيمة ..


حاول انزال الرواية في النت برابط ..
فأنت احوج الى الانتشار ..
فما تمتلكه لا تجعله هكذا حبيس بيروقراطية النشر ...
فليس هناك شي مجاني ..
كلو بي تمنو ..
وللانتشار أيضاُ مردود ياصاحب .. ولو بعد حين ..
وأنت أكيد تدري ..
أكيد محبتي ..

Quote: عارف .. لازلت أذكر حكاية ذلك ( المسيخيت ) التي سردتها ذات ليلة .. وعدت وارخيت عليها مزلاج واقع كؤود .. اضنى الجميع فك الصدأ الذي إعتلى خياشيمه .. وكتم أنفاسه عن البوح .. نعم .. كنت من القله .. التي عاكست ريح النوم .. وأدمنت السهر .. فاسترقت النظر لتلك السردية الفخيمة ..

صديقي جمال
أو تذكر؟
قاعد في أمااااانة الله، مع هشام شيخ الدين، في جدّة أم جداد
لم أبلغ _ حينها _ من لعب السّيجة نباح كلاب. والمقولة لشيخي علي ود المك ما نمر.
مشيت البيت كتبت قصّة مسيخيت
وكضبت فيها كتير، عن ناس ما شفتهم ذااااتو
بس بكونوا قاعدين في بلُوداً أصلو ما معروفة وين!


على العموم: مبسوط منك ياخ.

_____
بالنسبة لموضوع تنزيل الرواية، والله العقد مع دار أوراق ما بدّيني الحق لمدة سنتين، ما لم نتوصل لصيغة واضحة تتيح النشر الإلكتروني.

من إسمها دا يبدو أنها رواية ماجنة .. إنت لسة ما خليت روايات المواجن دي .. الله يهديك

بعدين الكرفتة دي مالها كاسرة مسمار جنب ..(السودانيين ديل أصلو ما بتجيهو في لبسهم )

يا مسخوت
ترأني أعود لشوقك ولماضي ذكريات ونونات أوانس

شحدة للمرة السادسة


رسوم الترحيل مني

وكنوع من الحردان قريت الشحتفة الأولى وكلي أمل في وصول الدليفري قريباً
ولو على ظهر تمساح

واعبرها وصلت

Quote: يا مسخوت ترأني أعود لشوقك ولماضي ذكريات ونونات أوانس شحدة للمرة السادسة رسوم الترحيل مني وكنوع من الحردان قريت الشحتفة الأولى وكلي أمل في وصول الدليفري قريباً ولو على ظهر تمساح واعبرها وصلت

أبنوسي!
لا حول لا حولااا!
إنت يا زول بتعبر البرزخ الفاصل ما بين الذكرى والنسيان بي ياتو مواصلات؟

ياخ الأذان بلغة عموم الجزيرة الملعونة ديك اسمو شنو؟
حاجة قريبة من شيكو واللا شيخو واللا ...

________

وحاة الله وكتاب الله، شحدتك الخامسة واصلة، وما تعتبرني أبيت ليك. أعتبرها وصلت!.

كدي خلينا نتلاقى في السودان الدولي
هذا بإعتبار إننا أصبحنا نفاخر بشهداء "شهادة عربية" ولدت بطولاتهم في نواحي اليمن السعيد.

مبروك يا يس صدور العمل الخامس ،،،، دا بإعتبار إنو " الحب من طرف ثالث ، ومنغولي ، وبنات الداون تاون ومحمود مع سبق الإصرار " وختينا الطوبة جنب الحديدة وحجزنا للمخروبة الجديدة ...


مزيداً من المزيد

لك التحيه حبيب

روايه جميله وكما عهدناك كتاباتك دائما تتدفق ابداعا

Quote: روايه جميله وكما عهدناك كتاباتك دائما تتدفق ابداعا

كيفنك يا نعمان

شكراً لحسن الظن.

Quote: مبروك يا يس صدور العمل الخامس ،،،، دا بإعتبار إنو " الحب من طرف ثالث ، ومنغولي ، وبنات الداون تاون ومحمود مع سبق الإصرار " وختينا الطوبة جنب الحديدة وحجزنا للمخروبة الجديدة ...

تسلم يا إبراهيم

محبة أكيدة.

حبيبها يااااااخ...

أنقر شنو؟؟

امبارح كان عندنا ليلة عجيبة مرة واحدة...جلسة استماع للفنان الفنان الفنان الفنان شديد البوردابي الجميل/ أبوبكر سيد أحمد...ويااااا له من أبي بكر..

أها وأنا في عز الطرب داك..تصلني (مناولة) نسختي من نون النزوة عبر الأخ الصديق الجميل / سفيان قرضية..

بس شفت شنو؟؟؟ قبل ما أحمد الله وأثني عليه..تلقفتها أيادي عزيزة وأنا عارفك بتكون فرحان إنه ديل شالوها وشموها..

ديل منو؟؟

د. بشرى الفاضل..
د. صلاح التيجاني..
الأستاذ الطيب برير
الأستاذ مجاهدعيسى
الأستاذ/ صديق رحمة النور..

أها قوووووم يا الطيب برير (أندرع) فيها...
وأنا بخاطراً طيب أديتها ليهو...الزول أفضالو علينا كتيرة..
أنا براي (ماعط) منه كذا ديوان وكذا كتاب..

لكن بيني وبينك ..الطيب أكثر فائدة مني في أن يسبقني في قراءة نونك
فهو ناقد وقاص وشاعر وصحفي محرر كبير في ملحق ثقافي في جريدة المدينة..
شايف كيف؟؟
يعني لا أنا لا إنت خسرانين...صااااح؟؟

خلاص..
ودعتك الله..

..

.

Quote: حبيبها يااااااخ... أنقر شنو؟؟ امبارح كان عندنا ليلة عجيبة مرة واحدة...جلسة استماع للفنان الفنان الفنان الفنان شديد البوردابي الجميل/ أبوبكر سيد أحمد...ويااااا له من أبي بكر.. أها وأنا في عز الطرب داك..تصلني (مناولة) نسختي من نون النزوة عبر الأخ الصديق الجميل / سفيان قرضية.. بس شفت شنو؟؟؟ قبل ما أحمد الله وأثني عليه..تلقفتها أيادي عزيزة وأنا عارفك بتكون فرحان إنه ديل شالوها وشموها.. ديل منو؟؟ د. بشرى الفاضل.. د. صلاح التيجاني.. الأستاذ الطيب برير الأستاذ مجاهدعيسى الأستاذ/ صديق رحمة النور.. أها قوووووم يا الطيب برير (أندرع) فيها... وأنا بخاطراً طيب أديتها ليهو...الزول أفضالو علينا كتيرة.. أنا براي (ماعط) منه كذا ديوان وكذا كتاب.. لكن بيني وبينك ..الطيب أكثر فائدة مني في أن يسبقني في قراءة نونك فهو ناقد وقاص وشاعر وصحفي محرر كبير في ملحق ثقافي في جريدة المدينة.. شايف كيف؟؟ يعني لا أنا لا إنت خسرانين...صااااح؟؟ خلاص.. ودعتك الله..

صديقي المحمود ود مصطفى ود محمود
ياخ: أولاً بالتبادي.
دي رفقة جميلة شديد!
إنت بتعرف النجوم كلهم. يعلم الله _ بعد خمس كتب _ الواحد لو سلّم عليهم ساهي، يبوس يدّو وش وضهر.

ما أتوفقت نهائي، كنت جاييكم في السعودية بتاعة عاصفة الحزم دي، وتقريباً في "رياظ" سلمان الوااااااااحدة دي.
ربك ما سهّل.
لكن ح يسهِّل.

تحياتي لك، وللكواكب منيرين.