صوت الشارع- النعمان حسن- مشاهد حية من معاناة المواطن فرضت على نفسها

صوت الشارع- النعمان حسن- مشاهد حية من معاناة المواطن فرضت على نفسها


03-20-2015, 09:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1426840304&rn=0


Post: #1
Title: صوت الشارع- النعمان حسن- مشاهد حية من معاناة المواطن فرضت على نفسها
Author: محمد نجيب عبدا لرحيم
Date: 03-20-2015, 09:31 AM

08:31 AM Mar, 20 2015
سودانيز اون لاين
محمد نجيب عبدا لرحيم-السعودية ـ الرياض
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



صوت الشارع- النعمان حسن- مشاهد حية من معاناة المواطن فرضت على نفسها

لقد تناولت في المقالتين السابقتين ما حل بالعلاج والتعليم تحت الحكم الوطني وهى أهم الخدمات الضرورية التي وفرها الاستعمار لرجل الشارع العادي والغلبان قبل أن يفقدها بعد أن آل الحكم لبنى جلدته و يفترض بأنهم قدموا للسلطة من الشارع ومن اجل الشارع حتى يكون أكثر عطفا عليه من الجانبي المستعمر ولكن حدث العكس

وكنت بصدد تناول ما ألحقه هبوط الجنيه السوداني في مواجهة الدولار بالمواطن بعد أن أصبح مصدر للثراء الحرام والفاحش للتجار الذين اثروا على حساب توفير احتياجاته والاتجار بالدولار نفسه الذي أصبح اكبر مصادر الثراء (الحرام) الأمر الذي يتطلب أن نقوم بجولة نقارن فيها بين أسعار السلع الضرورية لرجل الشارع العادي وأسعاره التي كانت سائدة قبل أن يحل الحكم الوطني بديلا للاستعمار ويحكم بالإعدام على الجنيه السوداني بعد أن الغوا حماية الانجليز له ولكنى وجدت نفسي مجبرا لتأجيل هذا للوقوف أمام ثلاثة مشاهد أو وقائع مرتبطة بالعلاج والتعليم عايشتها نفسي خلال الخمسة الأيام الأخيرة فقط.

الواقعة الأولى قصة مريض رب أسرة يعمل موظفا عاديا يعانى من الضغط تعرض لحالة أملت عليه أن يذهب لواحد من المستشفيات الخاصة والمفارقة انه وصل المستشفى بصحبة ابنه راجلا ولكن حالته تطورت بعد لحظات من وصوله لغيبوبة تحتاج لرعاية عاجلة في غرفة الإنعاش إلا إن المستشفى اشترط لإلحاقه بالإنعاش أن توفر أسرته عشرة مليون جنيه تامين مقدم فسارع أولاده وإخوته لجمع المبلغ المطلوب وبقى الرجل في غرفة الإنعاش ولا يزال بتكلفة فوق طاقة الأسرة ولحاجة المريض حسب رأى المستشفى لغسيل موية في المخ فطلب من الأسرة خمسة مليون تدفع مقدما لكل غسلة والغريب انه بعد سداد المبلغ ابلغهم المستشفى انجهاز البطارية معطل فأسرع أبناؤه وجاءوا ببطارية على حسابهم وخلال هذه الخمسة أيام تعدت تكلفة العلاج الثمانية وعشرين مليون وحتى اليوم يلهث أولاد المريض وإخوته لمعرفة حقيقة حالته وسط أقوال متضاربة في المستشفى مما دفع بهم لان يفكروا في تسفيره للخارج بناء على طلب صديق للمريض يعمل في قطر التزم بتولي علاجه ولكن سفره بالنسبة لحالته يقتضى توفير طائرة خاصة مزودة بوسائل التنفس تكلفتها 200مليون جنيه وهو ما تعمل أسرته لتوفيره ببيع كل ما تملك ربما ملاذها السكنى نفسه لإنقاذ أخيهم (ولا تسألوني عن المستشفى لان هذا واقع كل المستشفيات الخاصة التي لم يعد للمرض ملاذ غيرها) طالما إن هذه المستشفيات تجارة فاسدة بلا رقيب وإنها تشهد يوميا عشرات الحالات التي لا تختلف عن هذه الحالة

والحالة الثانية وفى مستشفى ثاني خضعت فيه امرأة للعلاج اجتهد أولادها وبناتها وإخوتها لتوفير المعلوم الذى لا ينقطع إلا إن القدر وإرادة الله سبحانه تعالى كانت اسبق فرحلت وانفجر أفراد الأسرة غضبا وهياجا أمام مرأى زوار المستشفى وهم يدعون أنها تعرضت للإهمال وهو ما لا يجزم به احد ولكن المستشفى رفض تسليم الجمثان للآسرة حتى يسدد ما تبقى من الفاتورة وهو11مليون جنيه وفشلت كل توسلات الأسرة بل والخصور من الزوار وبلغ الأمر بالآسرة إن عرضوا عليهم احتجاز اثنين من أخواتها حتى يتدبروا المبلغ بعد الإسراع بواجب دفنها إلا إن المستشفى رفض كل التوسلات وشرع أفراد الأسرة في إجراء الاتصالات وجمع ما أمكن لهم توفيره وبلغ ثمانية مليون إلا إن المستشفى تمسك بالمبلغ كاملا حتى إن بعض الحضور ساهم بقدر ضئيل لجمع المبلغ وبقى الجثمان طرف المستشفى حتى تم جمع المبلغ( يعنى باختصار المستشفى منشار المريض حي ميت هو بياكل) ولولا حرص السودانيين على سترة موتاهم لتركوا للمستشفى الجثمان(يأكله ساندوتش)

الواقعة الثالثة وأنا في طريق للمنزل توقفت حركة المرور وعربات مدينة تذمر تتبعها مجموعة من الحافلات ورجال مرور يقدمون لها خدمة المرور ولما اتضحت الحكاية كانت زفة مدرسة خاصة تقيم احتفال تخريج للأطفال في الروضة في طريقهم لصالة أفراح مؤجرة لهذا الغرض ولما سألت أن كانت المدرسة هي التي تتحمل تكلفة الحفل فعلمت إن أسرة كل خريج دفعت أربعمائة جنيه ولم تكن أي أسرة تملك أن تعتذر عن ذلك لان تخلف الطفل يؤثر على نفسياته ووقتها تذكرت إنني اطلعت على قرار أصدرته الجهة المسئولة بإلغاء هذه الاحتفالات في الصالات ولكن يبدو إن أصحاب الصالات يملكون من السلطة ما أجهض القرار وتذكرت إنني لم اشهد في مسيرتي التعليمية إلا حفل التخريج من جامعة الخرطوم عام 63 في حفل نظمته الجامعة داخل حرمها ومجانا0( بذمتكم نقول شنو ولمنو)