حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما قبل الفتح التركي الى الاستقلال(التيار)..

حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما قبل الفتح التركي الى الاستقلال(التيار)..


03-14-2015, 02:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1426339883&rn=0


Post: #1
Title: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما قبل الفتح التركي الى الاستقلال(التيار)..
Author: صهيب حامد
Date: 03-14-2015, 02:31 PM

01:31 PM Mar, 14 2015
سودانيز اون لاين
صهيب حامد-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما قبل الفتح التركي الى الاستقلال 1-35
صهيب حامد

مدخل :
ما هو مفهوم النخبة في السودان .. وما هو الاطار الثقافي والاجتماعي الذي يتيح ظهور نخبة ما .. وماهي الشروط التي اتاحت ظهور النخبة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في السودان منذ القدم والى اليوم . وماهو راس المال الكفيل اجتماعيا وسياسيا لظهور الكتلة التاريخية التي تتحدد بداخلها تطلعات المجتمع السوداني واتجاهاته ورؤاه وبله ايديولوجيته وطموحاته ، وما هي القطائع المعرفية التي طفرت بشروط تكوين وتشكل النخب منذ تشكل السودان القروسطي والى اليوم.. اي منذ الفونج والفور والى الفتح التركي ومن ثم الشكل الجنيني للنخبة التي ادت لتشكل الدولة المهدية ومن ثم مفهوم النخبة في العهد الانجليزي المصري ومن بعده الطور الجنيني للنخبة الوطنية الحديثة التي قادت بلادنا الى درب الاستقلال والى اليوم .
ما هو نظام الفكر (الابستيما) الذي اتاح ظهور مفهوم الحكيم الغريب في الاطار الثقافي والاجتماعي للفونج .. الحكيم الذي يعتقد في الغالب انه من اصل عربي والذي تزوج (حبوبة) من سلاسة احد ملوك الفونج القدماء وما نتج عنه من ظهور اسرة (الاونساب) التي قادت الفونج والهمتهم وشكلت بؤرة الولاء الروحي لهم الى 1718م . ما هو الشرط التاريخي الذي حور ممارسات نخبة فرع الاونساب لدى الفونج واثر ذلك في دورها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا . كذلك وما هي القيمة المضافة التي اضفتها الصوفية وما اذا كانت عاملا اضعف دور النخبة الفونجية مطورة (اي الصوفية) خطا جديدا منذ القرن السابع عشر فصاعدا مشكلة ايديولوجية جديدة دامجة عرَفت المخيال الاجتماعي وشكلته وكادت ان توحده لدى السودانيين كافة لولا الفتح التركي . وهل كذلك كان للتجارة دور في ادخال عناصر نخبوية جديدة وعوامل ادت لاحداث رتوش (سيميولوجية) في نظام الفكر السائد (الابستيما) مما ادى الى احداث خلخلة في دور النخبة السائدة واثر على دورها السياسي . كذلك ما هو المتغير في نظام الفكر (الابستيما) لدى الفونج الذي ادى للانقلاب على اسرة الاونساب في العام 1718 حيث خلع السلطان نول ابن اخته من العرش ونصب نفسه في مكانه وهو ما ارَخ لبدايات ظهور التعريب والنسب الابوي لدى الفونج . وكذلك ما هو المتغير في نظام الفكر (الابستيما) الذي ادى الى صعود نخبة الهمج بقيادة الشيخ محمد ابو لكيلك في البلاط السناري من بعد ذلك في 1762 وهو دور استمر الى الفتح التركي لدى 1821 .
اذن كذلك ما هو الشرط التاريخي لظهور سلالة نخبة الكيرا لدى الفور وكيف تشكلت الابستيما التي شرطت ظهور هذه النخبة وشكل مسار استمرارها في مملكة الفور ليس الى سقوط المملكة الاخير في العام 1916 بل الى عهد قريب أن لم نقل الى اليوم . وكيف تجدد ظهور الحكيم الغريب لدى الفور (كما حدث لدى الفونج) ، وكيف هضم هؤلاء عبر احد فروعهم (الكنجارة) المكون العربي لسلالة احمد المعقور مما ادى لظهور اول ملوكهم سليمان سولونج ( العربي او الاحمر بلغة الفور ) في العام 1645.
كذلك وما هو الاطار الاجتماعي الذي استفاد من فترة الفتح التركي وكيف تحالفت بعض القوى الاجتماعية في الشمال مع هذا الفتح رغم مذابح الدفتردار الانتقامية التي كادت ان تؤدي الى استئصال شآفة قبائل باكملها في هذا الشمال النيلي . وكيف تشكلت ايديولوجيا الثقافة العربية الاسلامية في هذا العهد وما هي القوى الاجتماعية الجديدة التي ظهرت وتمددت مستندة الى ظهر الحكام الجدد وما هي المؤسسات التي ظهرت على خلفية احتياجات الحكم الجديد . وما هي السوسيولوجيا التي ادت فيما بعد الى افراز الثورة المهدية وماهي (الابستيما) التي اسهمت في تشكيل النخبة المهدوية الجديدة وما الذي جعل نخبة الحزام السوداني ( اولاد الغرب ) ولاول مرة تلعب دورا فاعلا في أطر الدولة السودانية الوليدة وتشكيل ايديولوجيتها . وهل فعلا ان ثمة صراع في كيان الدولة المهدية بين النخبة النيلية (اولاد االبحر) ونخبة الحزام السوداني (اولاد الغرب) و ما اذا كان لهذا التوتر اثرا تاريخيا مضافا لاثره في أنهيار الدولة المهدية في كرري عام 1898 . ومن ثم بعد ذلك ما هي اتجاهات النخبة في بدايات فترة الحكم الثنائي وما هو الاطار الاجتماعي الذي استفاد من امتيازات هذه الفترة ولماذا استمر الانجليز في دعم مركزية الثقافة العربية والاسلامية بالاعتماد على العلماء ضدا على الطرق الصوفية ، ومن ثم كيف بدأ التشكل التدريجي لما يسمى بالحركة الوطنية السودانية الحديثة منذ 1919 وصاعدا الى اسباب قيام ثورة 1924 ومن ثم تحليل اتجاهات النخبة ما بعد ثورة 1924 وظهور الجمعيات الادبية ومجموعات القراءة ومن ثم بدايات تاثير السيدين على النخبة السودانية (الخريجين ) وصراع الفيليين والشوقيين حول السيطرة على نادي الخريجين بام درمان على اثر الازمة الاقتصادية العالمية في بداية الثلاثينات. وكذلك تحليل تداعيات اتفاقية 1936 على النخبة السودانية الى قيام مؤتمر الخريجين ومن ثم نشأة الاحزاب السودانية بعد تفجر الصراع في المؤتمر على خلفية الصراع بين الاستقلاليين والاتحاديين ، وأخيرا تحليل أتجاهات صراع النخبة الذي ادى الى الاستقلال . وايضا من ثم البحث في محصول النخبة السودانية الحديثة ما بعد الاستقلال السياسي دون احداث قطيعة مع السياسات والبنى الاقتصادية للمستعمر وما اذا كان لذلك علاقة بالاطار الاجتماعي الذي صدر ت منه هذه النخبة ، نفس الاطار الذي انتجته سياسات الحكم الثنائي ، .
ليس لانه موضوعا شيقا فحسب ولكن لاهميته التاريخية نحاول في هذه السلسلة من المقالات ان نجيب على الكثير من الاسئلة الفارقة والفاصلة في نقطة فارقة وفاصلة من تاريخنا عسانا ان نقدم وعيا بتاريخ نخبتنا السودانية نعلم عبره كيف ومن اين اتت هذه النخبة والى اين تقودنا ؟ .. عسى ان نجد في ذلك العظة والاعتبار .
ذلك من جانب ، اما من الجانب الآخر فان كانت ثمة ملاحظة فهي ان هذه المقالات قد خففت حمولتها المنهجية في سبيل ان تكون سهلة الهضم للقاري العادي غير الاكاديمي وغير المتخصص فنتمنى ان نكون قد نجحنا في هذا المسعى دون ان يكون ذلك قد قلل من وثوقيتها وليس لنا في النهاية من مقصد سوى عرض حقائق التاريخ الاجتماعي والتأمل في نتائجه علنَا نتأمل في مستقبل يقيل عثرات مصائب واقعنا المرير ..نواصل .

صحيفة التيار 12 مارس 2015

Post: #2
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-14-2015, 03:06 PM
Parent: #1

حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما قبل الفتح التركي الى الاستقلال 2-20
صهيب حامد

تحليل اتجاهات النخبة لدى الفونج :

لم يدرك الكثيرون والى اليوم اسباب قوة دولة الفونج وكيف انها استطاعت ان تعيش لاكثر من ثلاثة قرون من 1504 م الى الفتح التركي في 1821 ، وكيف انها استطاعت بموهبة لا تنئ تشكيل نخبة حاكمة استغرقت كافة الوان طيف النسيج الاجتماعي متحولة بذلك الى ما يمكننا تسميته (بالارثودكسية الاجتماعية) في الفضاء الجغرافي الذي احتلته أنذاك . وكما يقول جاي (أسبولدينق) فالاكيد ان تنظيما قرابيا يستمد اساسه من النظام الاموسي (الامومي) قد انتشر وسط كل قطاعات من تحدثوا اللغة النوبية في السودان النيلي هو (اي هذا النظام) قد الهم النخبة النوبية وامدها باسباب القوة والحياة في الفضاء الذي كانت تحتله الممالك النوبية القديمة ابتداءا من نوباتيا الى المغرة وانتهاءا بعلوة وفي فضاء هذه المملكة الاخيرة عاشت سلطة الفونج فيما بعد لاكثر من ثلاثة قرون . هل فعلا حكمت اسرة فرع الاونساب الفونج الى سقوط سنار ؟.. ام قد سقطت لدى 1718 بانقلاب السلطان نول على ابن اخته السلطان كي يورث العرش لابنه بادي الرابع بعد ذلك . ذلك سابق لاوانه في العرض والتحليل ولكن المؤكد كما تحكي الاسطورة الفنجية التي ينقلها لنا كاتب الشونة (احمدبن محمد ابو علي) في مخطوطته ويفهم ان حكيما غريبا تدور حوله الكثير من دوائر الغموض قد سيطر على الحكاية الشفاهية الفنجية بعد ان تزوج من ابنة ملك قديم وانجب منها سلالة صارت محل تقديس وسط الفنج وهذا الغريب هو ما يبدو أنه قد اعطى الفنج اصلهم الاموي الذي ابرزوا شجرة نسبه حين عايرتهم القبائل العربية حينا ما بوضاعة اصلهم . ورغم أن مفهومة (الحكيم الغريب) هذه لم تقتصر كوعاء رمزي او رمز ثقافي (كما يسميها هولت ويوسف فضل على رواية ابراهيم اسحق في دراسته للسيرة الهلالية) اقول لم تقتصرعلى الفونج فحسب ولكنها تسيطر على كافة ممالك الفضاء السوداني الكبير وليس سودان وادي النيل فحسب وان سيطرت على الاسطورة التأسيسية لكل الممالك السودانية الوسيطة ، فقصة احمد المعقور مؤسس اسرة الكيرا الحاكمة في دار فور وكذلك النابتاب الاسرة الحاكمة لدى االبني عامر والاسرة المالكة بمملكة تقلي ، هذه جميعها اساطير تأسيسية تسير وقع الحافر مع الاسطورة الفنجية مما يعني ان القصة تمتاح من وعاء ثقافي ورمزي كبير !!. تلك هي الاسطورة ..اما الحقيقة فهي ان عادات البلاط في سنار قد درجت على وجوب تزويج كل سلطان قبل التتويج ولتوه امراة من نسل تلك المرأة والتي يطلق عليها (بنت عين الشمس) وهي من فرع يسميه الفنج بالاونساب .. كان ذلك يحدث على الاقل الى 1718 حيث احتفظ كافة سلاطين الفنج بارومة انتمائهم لفرع اسرة الاونساب من ناحية الام . حسنا .. يقول الرحالة الالماني ثيودور كرمب ولكي يتم ضمان وريث للعرش من هذه الزيجة السلطانية يعزل العروسان لمدة اربعين يوما حيث يؤمل ان تتمخض عن هذه العزلة ابن ذكر يحسم مسألة خلافة العرش بعد ابيه فيعزل عن امه ويوضع في معتزل يسمى ب(حوش القواويد ) تحت رعاية شخص ما كبير النفوذ يلقب بمقدم (القواويد) ، اما الام فتمنح معاشا ملكيا وبيتا في احد انحاء السلطنة ولا تعود الا عند موت السلطان لتكون الى جانب ابنها كملكة ام . اما اذا كان المولود انثى فتظل الزوجة قرب زوجها الى ان تضع مولودا ذكرا . يحرص البلاط السناري ان لا ينجب السلطان اكثر من ذكر واحد من بنت عين الشمس وان حدث غير ذلك فيساق بقية الاخوة الاشقاء يوم تنصيب السلطان الجديد الى الاعدام حفاظا على الامن والاستقرار ويقوم بذلك مقدم القواويد العالي ذكره . بالطبع تحدث بعض الاستثناءات حيث يستطيع احد الاشقاء الهرب بمساعدة امه او غيرها كحالة الامير قريش في 1699 الذي هرب الى الحبشة وصار مهددا لاستقرار السلطنة .
حسنا .. وهكذا كي نعلم ان اي من سلطان فونجاوي ليس له شقيق من الناحية القانونية حتى وان وجد ، كما انه ليس له من عم في الجيل الثاني . وان كان يتوفر دائما على خال ذي تاثير كبير وجد لامه يلعب ادوارا مهمة الى جانب ام السلطان . من هنا اتى الدور الركيزي للخال في المجتمعات النيلية وتدخله في تحديد مصير ابناء شقيقته بشكل كبير (دراسة دور الخال لدى الرباطاب..دكتوراة . (ذلك من جانب ولكن من جانب اثر يتدخل مكانيزم اخر يعوض هذه العزلة الملوكية ، فانه وفي كل الاحوال ولدى تنصيب اي شيخ جديد على احد اقاليم السلطنة فانه كذلك يزوج من احدى قريبات السلطان حتى وان كان متزوجا من اخريات فتذهب معه الزوجة الجديدة الى عاصمة الاقليم الى ان تحبل بمولودها الاول فيؤتى بها الى بلاط السلطان فتضع حملها فان كان ذكرا تتركه كذلك في حوش معلوم ملحق بالبلاط يسمى بحوش (السواكرة) ، فيتعهد هذا الحوش امين يسمى بمقدم (السواكرة) وهؤلاء الاخيرين عبارة عن رهائن ملكيين يتم استخدامهم وقت الحاجة في الصراع مع البلاطات الاقليمية . اما الزوجة فترجع الى بلاط زوجها الاقليمي ، وهكذا تحقق هذه السياسة الاحتوائية عدة اهداف .. الاول تنشيئ وريث العرش الاقليمي المستقبلي مع السلطان القادم بعاصمة السلطنة اما الهدف الثاني فتخديم قريبة السلطان زوجة الحاكم الاقليمي كجاسوسة تتعهد مصالح السلطان في بلاط زوجها اكثر من حرصها على مصالح هذا الزوج واخيرا وضع هذا الابن كرهينة تضمن السلوك الحسن لوالده صوب مصالح السلطان . هذا النظام والمتمثل في الزواج من قريبة السلطان كان ساريا في كل بلاطات الاقاليم في قري والقربين وخشم البحر والاليس (الكوة) وكردفان وقري والتاكا والاتبرا وفازغلي ومثاله زواج شاع الدين ود التويم شيخ التاكا من الشكرية من الاميرة االفنجية بياكي وكذلك زواج ابنه نايل من اميرة تدعى بياكي كذلك!!.
و بذا تتضح اركان النخبة الفنجية وهي تقوم على اساس اموسي (بمصطلح انتروبلوجي) وليس نظاما (اببيسيا). حسنا .. اذن في الواقع ان السلطان الفنجي يؤسس سياسة (للاحتواء) يضمن بها ترابط النخبة الحاكمة سواء في سنار او عواصم الاقاليم كي تنجلي الصورة عن نخبة من النبلاء الحاكمين تتبع لنفس الاسرة السلطانية وتدين لها بالولاء ، ولكن لا يقف الامر عند مكوك الاقاليم ولكنه يتجاوز ذلك لينسخ هؤلاء المكوك نفس هذا النظام (سياسة الاحتواء) الى المستويات الادني في الاقليم ، فيقوم المك بتزويج نساء اسرته الى اتباعه ومعاونيه في المستوى الادنى وهو ما تؤكده الوثائق حيث تأكد ممارسة مكوك القربين والاليس لهذا النظام . لقد ذكر الرحالة بيركهارت لدى مروره بشندي في 1818 انه علم ان ملكها او مكَها شخص يدعى (نمر) وهو من اسرة عجيب الفونجية وهي الاسرة التي كان يتحدر منها سلطان سنار انذاك . بالطبع ان هذه الحقائق التاريخية الموثقة تقلب الكثير من المفاهيم التى ورثناها راسا على عقب احيانا الى درجة الضحك واحايينا اخرى الى درجة البكاء.
اذن تتأسس وتتأثث النخبة الفونحية في سنار على ارضية واسعة من المركز الى الاطراف بنيتها شكل قرابي اموسي ويرتكز الى ولاء روحي لاسرة فرع الاونساب التي تنجب نخبة من النبلاء والحكام ، وتحكم رعايا سنار الذين يدينون لهذه النخبة بولاء روحي اسطوري متين اتاح للسلطنة ان تعمر طويلا فوق رمال متحركة . ليس من دليل على قوة ومتانة الاواصر داخل هذه النخبة سوى أن فرع العدلاناب في اقصى الشايقية هم في الاصل ذوي اصول فنجية اونسابية من جدهم حمد السميح وكذلك الحاكماب حكام أقليم دنقلا في الخندق يتأهلون كاعضاء في هذه النخبة عبر جدة من بنات عين الشمس!! ..نواصل .

Post: #3
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-23-2015, 02:44 PM
Parent: #2

حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما قبل الفتح التركي الى الاستقلال 3-35
صهيب حامد

النخبة الفنجية ومأزق الأرابيب :
حسنا .. وكما قلنا في الحلقة الفائتة أن النخبة الفونحية تتأسس وتتأثث في سنار على ارضية واسعة (من المركز الى الاطراف) بنيتها شكل قرابي (اموسي) يرتكز الى ولاء روحي لاسرة فرع الاونساب التي تنجب نخبة من النبلاء والحكام ، وتحكم رعايا سنار الذين يدينون لهذه النخبة بولاء روحي اسطوري متين اتاح للسلطنة ان تعمر طويلا فوق رمال متحركة . ليس من دليل على قوة ومتانة الاواصر داخل هذه النخبة سوى أن فرع العدلاناب في اقصى الشايقية هم في الاصل ذوي اصول فنجية اونسابية من جدهم حمد السميح وكذلك الحاكماب حكام أقليم دنقلا في الخندق يتأهلون كاعضاء في هذه النخبة عبر جدة من بنات عين الشمس!! . ولكن من يد أخرى ، فلقد كان بسنار طبقة ادنى من النخبة الفونجية الحاكمة ولكنها جزء منها وعلى علاقة بها وهي فئة الارابيب (مفردها ارباب ) ، حيث طرحت هذه الفئة بعض الاشكاليات !!. فالارباب شخص تنتمي امه لفرع الاونساب ووالد من العامة ، هي بالطبع حالة تحدث كثيرا خاصة حين يكون هنالك فائض كبير من نساء الاسرة يفوق حوجة النبلاء ، لو احطنا علمنا بخطورة الزواج من امراتين اونسابيتين حيث تحدث في هذه الحالة أشكاليات جمة في وراثة المناصب . ومكمن التعقيد ان الارباب يكون قلقا من واقع ان يصير ابناءه محض أفراد من العامة ان لم يتزوج الارباب نفسه أمراة من بنات عين الشمس ، خصوصا في اوقات شح وجود نساء مؤهلات للزواج من الاسرة الام . من هنا كانت تنبع اهمية التسمية على الام في المجتمع الفونجي تدليلا على الارومة والانتماء للنخبة ، حيث لن نجد الا نادرا في وثائق البلاط من يتسمون على ابائهم ، فالاغلبية الساحقة في وثائق الفنج رجال يتسمون باسماء امهاتهم كالملك بادي الثالث الذي عرف بابن الاودية (يوسف فضل في تحقيقه للطبقات) وكذلك النبيل الشهير عبدالله ود امنة الاونسابي وكذلك نجد في الوثائق الارباب محمد ود بنت القويدي والارباب علي ود عيشة والارباب محمد ود الكمير وكذلك نجد مالك الضو ود حوة عدا الولي الشهير من القرن السابع عشر ادريس ود الارباب الذي ركل مبكرا نسبه من ناحية الام متسميا بلقب أبيه الأرباب محمد من اوائل من سكنوا ضفاف النيل الازرق من المحس في العيلفون (عيلة الفونج) ، فلقد كانت حظوة محس الخرطوم لدى سلاطين البلاط لا تعدلها حظوة فأقطعوهم الاراضي الواسعة التي تقف شاهدة الى اليوم على ذلك وزوجوهم كذلك الاميرات الفونجيات ومنهن جدة الشيخ ادريس ود الأرباب !!.
حسنا .. أذن ظل الارابيب انصاف نبلاء في ظل هذا النظام الفنجي ، وهو ما أثار السخط في نفوسهم من هذا النظام الاجتماعي وبذا صاروا في انتظار اي تطور يمكنه قلب اسطرلاب معادلة السلطة لصالحهم وهو ما حدث فعلا في العام 1718 . ورجوعا لمذكرات الرحالة جيمس بروس ففي هذا الوقت قام الخال نول بالانقلاب على أبن اخته السلطان القاصر ونصب نفسه سلطانا ، أذ يبدو أن أبنائه لم يكونوا من ارومة اونسابية من جهة الام . لم تهتم الاسرة بالانقلاب فلقد كان نول نفسه من أرومة أونسابية من ناحية الام ، ولكن الطريف في الامر انه قد أورث الحكم لابنه بادي الرابع والذي لم يكن اونسابيا من ناحية الام كما ذكرنا . اولا لم يعزل بادي الرابع أبنائه في القصر ينتظرون التنصيب او الشنق كما يقول جاي اسبولدينق في كتابه (عصر البطولة في سنار) بل تركهم طلقاء في عاصمة المملكة وهو الامر الذي احدث ازعاجا وبلبلة لم تحدث من قبل وليس ذلك فحسب بل يذكر كاتب الشونة (وقد قتل باقي الاونساب واخذ من اهل المراتب ارض ابائهم واخذ جانب النوبة واعطاهم اراضي اولاد المراتب القديمة وجعل من ابناء االفور شيوخا مثل خميس ولد جنقال واخذ جانبهم ضد الفونج واولاد الملوك السابقين ) . أذن نحن امام تطور سياسي خطير في بلاط السلطنة أبتداءا من 1718 وصاعدا وهو الى جانب تطورات اخرى يؤشر لقطع معرفي في نظام الفكر السائد في سنار ، اذن ما هي مؤشرات تغير الابستيما في سنار منذ بدايات القرن السابع وصاعدا .

النخبة التجارية وبداية نموء البرجوازية الفنجية :

يبدو ان الثورة والانقلاب على اسرة الاونساب في البلاط كان يرافقه تطور اخر يعكس واقع (ابستيما) جديدة في السلطنة ، اذ تلاحظ انه وما قبل نهايات القرن السابع عشر ومطلع القرن الثامن عشر كان السلطان هو اللاعب الابرز والاهم في حركة التجارة بسنار ، ورجوعا لتيم نبلوك (صراع السلطة والثروة في السودان) فلقد كانت حركة التجارة انذاك تتمحور حول سلعتين داخلتين هما الذهب والرقيق . ولما كان السلطان هو السلطة الوحيدة التي تملك حق اصدار فرمانات غزو (العبيد) لذا فكان له حق امتلاك نصف غنائم الحملة ، وكذلك الى جانب حقه في اعطاء اذن التنقيب عن الذهب وهو ما يمنحه كذلك نصيب الاسد في االذهب المستخرج . وبذا صار بمكنة السلطان السيطرة على الاسعار عبر التحكم بعرض هاتين السلعتين في السوق . ذلك من جانب اما من يد اخرى فان السلطان كذلك يتحكم في تجارة القوافل عبر عرف عرض السلع القادمة من الاسواق الخارجية (القاهرة ، جدة ) اولا على السلطان الذي ياخذ كفايته بسعر تفضيلي ومن ثم يمكن للتجار الآخرين نيل حظهم من القافلة القادمة . كما لا يحق لشخص عرض بضاعته في السوق قبل عرض بضاعة السلطان وهو ما يعطيه افضلية في تعظيم الربح . ولكن ومنذ نهايات القرن السابع عشر الى مطلع القرن الثامن عشر حدث تطور اقتصادي خطير بظهور التجار الاجانب في السوق السناري من مصريين ومغاربة ويونان وغيرهم وبدخولهم بدأ مظهر من مظاهر الاقتصاد النقدي بتداول (الريال الاسباني) الذي صار اداة تبادل نقدي ثابتة ومضمونة ، وهنا يقول البروفسير (تيم نبلوك) أنه ومذاك صار امتلاك النقد ميلا لدى العاملين في التجارة بدلا عن الذهب والرقيق الامر الذي اضعف قوة السلطان الاقتصادية بفقده السيطرة على السوق عبر التحكم في كمية المعروض من هاتين السلعتين ، ومن هنا بدأ اقتصاد آدم سميث بقواه الخفية في الظهور في سوق السلطان وهكذا جنح التجار المحليين لخلق علائق مع التجار الاجانب والعمل معهم . ولم يقف الامر على التجار العاديين بل جنح حتى موظفوا البلاط الى العمل التجاري بعد ان خفت قبضة السلطان على السوق .
من أولى النتائج السياسية والاجتماعية لهذا التطور هو ظهور نخبة او طبقة تجارية متنامية ذات استقلال نسبي من البلاط ومرتبطة بمصالح مختلفة عن مصالحه . كما رافق ذلك ظهور مراكز تجارية اخرى في اربجي وشندي وبربر سواكن . الاكيد أن هذه التطورات قد أضعفت قبضة السلطان على السوق والتجارة كثيرا كما ذكرنا اعلاه ومن ثم برزت عدة انقسامات وسط النخبة الحاكمة في سنار ادت لضعف بلاط السلطنة ، وهو ما مهد لبعض الانفصالات ففقدت سنار بعض اطرافها (دار الشايقية) وهو الامر الذي اثَر على حركة القوافل وانسيابها في أقاليم سنار . وهكذا وببروز النخبة التجارية وميولها الاستقلالية نسبيا عن السلطان بدأ تضعضع السلطنة وتفككها ، وصارت هذه البرجوازية الجديدة طبقة او نخبة موازية لنخبة النبلاء من فرع الاونساب كما يذكر جاي اسبولدينق في كتابه (عصر البطولة في سنار) ..نواصل .


صحيفة التيار 21 مارس 2015

Post: #4
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-23-2015, 02:47 PM
Parent: #3

حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما قبل الفتح التركي الى الاستقلال 4-35
صهيب حامد
التصوف ودوره في انهيار ايديولوجية النخبة الفونجية :
وكما ذكرنا في حلقتنا المنصرمة ونتيجة لظهور الأقتصاد النقدي (تداول الريال الأسباني) ظهرت نخبة او طبقة تجارية متنامية ذات استقلال نسبي من البلاط ومرتبطة بمصالح مختلفة عن مصالحه . كما رافق ذلك ظهور مراكز تجارية اخرى في اربجي وشندي وبربر سواكن . الاكيد أن هذه التطورات قد أضعفت قبضة السلطان على السوق والتجارة كثيرا كما ذكرنا اعلاه ومن ثم برزت عدة انقسامات وسط النخبة الحاكمة في سنار ادت لضعف بلاط السلطنة ، وهو ما مهد لبعض الانفصالات ففقدت سنار بعض اطرافها (دار الشايقية) وهو الامر الذي اثَر على حركة القوافل وانسيابها في أقاليم سنار . وهكذا وببروز النخبة التجارية وميولها الاستقلالية نسبيا عن السلطان بدأ تضعضع السلطنة وتفككها ، وصارت هذه البرجوازية الجديدة طبقة او نخبة موازية لنخبة النبلاء من فرع الاونساب كما يذكر جاي اسبولدينق في كتابه (عصر البطولة في سنار) . وكذلك الى جانب التطور الذي ادَى لانهيار اسرة فرع الاونساب على يد السلطان بادي الرابع ، اشَر ذلك لتغير كبير في الابستيما (نظام الفكر) في المجتمع السناري بحدوده المعروفة . اما واذا تضافر مع ذلك تطور خطير اخر وهو بروز الصوفية كقطب لاستقطاب الولاء الروحي لدى رعايا السلطنة بديلا للايديولوجية الفونجية ، اذن نحن ازاء قطع معرفي (أبستيميولوجي) يعكس كل المسلمات الفكرية والثقافية في ذلك الفضاء . فالاكيد ان الايديولوجية الفونجية كانت تتأسس بالمعنى التيولوجي والسويولوجي على تأليه السلطان ووامتلاكه للبركة لذا يسمى الكثير من السلاطين ب(بادي) ، حيث كان حديث السلطان وهو على الكرسي الرسمي يأخذ شكل القانون كما يقول الرحالة الالماني ثيودور كرمب . اما واذا اضفنا لذلك أنه وعرفا لدى الفونج ما من سلطان يقرب الطعام ، لذا فيكون متوجبا قتل كل من يراه وهو يأكل او يرى الطعام في صالونه والحكايات شتى في هذا المضمار كما يحكيها التراث الشفهي الفنجي . أذن الصوفية هي الايديولوجية الجديدة التي غزت سنار كي تتضافر مع الطفرة في العلامات الاخرى محدثة انقلابا على الابستيما السائدة انذاك ، فتموضع الابستيما الجديدة الولي الفقير محل السطان والورد والطلاسم الصوفية محل رطانة ساحر البلاط الملوكي (سيد القوم) وغير ذلك ما جعل التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي حتما مقضيا !!.
كيف زحفت الصوفية تدريجيا مسيطرة على الولاء الروحي في سنار !؟. تسربت الصوفية االى السودان قليلا قبل تأسيس سلطنة الفنج وان استمر دخول الكثير من الطرق قليلا بعد قيام السلطنة او كثيرا . فلقد دخلت الطريقة الشاذلية السودان على يد الشريف حمد ابو دنانة في بربر في العام 1445 قبيل قيام السلطنة ، فانتشرت هذا الطريقة في بربر وبعض مناطق البحر الاحمر وجيوب حول سنار .وقد كان لها بعض التاثير في مملكة سنار ولكنها ضعفت فيما بعد محتفظة بقليل من التأثير في المناطق اعلاه . اما القادرية فقد دخلت السودان لدى نهايات القرن السادس عشر على يد (تاج الدين البهاري) الذي لم يستقر طويلا في االسودان (قضى سبع اعوام في منطقة وادي شعير بالجزيرة) وان استطاع ان ينصب بعض مريديه خلفاء للطريقة مثل الخليفة محمد الامين عبد الصادق (فرع الصادقاب) وبان النقا الضرير (اليعقوباب) وعبد الله العركي (العركيين) وهذا الفرع الاخير وفي ظل ظروف متغيرة آثر التحول فيما بعد للسمانية . خليفة من خلفاء القادرية وشيوخها الكبار ممن لا يمكن نسيانهم وهو الخليفة ادريس ود الارباب بالعيلفون والذي صار خليفة للطريقة ولكن عن طريق آخر غير تأثير تاج الدين البهاري ، فعموما ان اتته حضرة الهية الهمته سلوك درب القوم كفاحا بلا شيخ كما تروي الحكايات الشفاهية لمريديه ام لا ،فلقد صار هذا الفرع ذائع الصيت ومشهورا وخطيرا حيث كان لاحفاد ادريس ود الأرباب تأثيرا كبيرا في بلاط سنار خصوصا الولي حجازي ود ابو زيد ود ادريس ود الارباب ، وأن احتفظت كل فروع القادرية بالسودان بتاثير مقدر في المجتمع السوداني ولم تزل خصوصا في الجزيرة . أما الطريقة السمانية فلقد دخلت السودان في العام 1800 على يد الشيخ احمد الطيب ولد البشير والذي كان يتمتع بنفوذ كبير لدى الوزراء الهمج بعد أن عالج أحد الوزراء من شلل أصابه (يقول سبنسر تيرمنجهام أنه الشيخ محمد ابو لكيلك زعيم الهمج الاول وأن كنا نعتقد أنه الوزير عدلان الذي اصيب بدودة الفرنديد فاقعدته عن الحركة شهورا عديدة) وهو ما جعله يطور علاقة مكنته فيما بعد من امتلاك اراضي زراعية واسعة في الجزيرة ورثها احفاده في كل من المسلمية وطيبة الشيخ القرشي وطابت . ومن هؤلاء الاحفاد الشيخ القرشي بمنطقة طيبة الشيخ القرشي والخليفة نور الدائم الذي استقر بطابت . ولغرابة الاقدار وبينما وقف الخليفة محمد شريف نور الدائم حفيد مؤسس الطريقة ضد تلميذه القديم محمد احمد الدنقلاوي (المهدي فيما بعد) فلقد احتوى الاحفاد الاخرون بطيبة الدعوة الجديدة وصارت مذاك الوقت تعاليمها جزء من الطريقة . هناك فرع آخر للسمانية يقوده الشريف يوسف الهندي والذي كان احد خلفاء الطريقة الكبار وان انفصل فيما بعد عنها واسس الطريقة االهندية وكان تأثيرها منحصرا وسط الكواهلة وان لعب الشريف يوسف الهندي ادوارا سياسية مهمة في فترة الحكم الثنائي . كذلك لا يمكن نسيان فرع مهم من الطريقة السمانية وخليفتها الشيخ ابو صالح الذي خلفه أبنه الشيخ قريب الله المتوفي في العام 1930 . ومن جانب كذلك فلقد تأسست الطريقة المجذوبية في بدايات القرن الثامن عشر على يد الشيح حمد المجذوب في منطقة الدامر ، وهي طريقة اقرب الى الشاذلية وقد توسعت على حسابها وان اشتهر مجاذيب الدامر بتعليم وتحفيظ القرآن وهو دور جعل من المنطقة بؤرة اهتمام الكثير ممن يودون تعلم وسلوك درب (الفقرا)ومعرفة أسرارهم ومن ثم الهجرة لتكوين مجتمعاتهم الدينية الخاصة وهذا نمط من المتصوفة كان لهم دور كبير في الهام الوجدان الشعبي في سنار ، الى جانب ذلك فلقد احتفظ فقرا الدامر بعلاقات جيدة بالوزراء الهمج وهو ما قادهم لمقاومة الحكم االتركي ومن ثم مناصرة الامام المهدي والذي كان لهم ادوار مهمة في نصرته .
هناك بعض الطرق الاخرى في االسودان وان كان تأثيرها ليس ذو بال في مجتمع السلطنة مثل الاسماعيلية التي اسسها الشيخ اسماعيل الولي والذي كان في االبدء تلميذا للسيد محمد عثمان الميرغني الختم الكبير وقد انحصر أثرها في وسط قبائل البديرية بكردفان وكذلك هناك التجانية التي وسط المهاجرين من غرب افريقيا وان تسربت فيما بعد الى الوطنيين السودانيين وكان لها دور كبير خصوصا في كردفان ودارفور .
يقول المفكر الراحل د.محمود الزين ان اكثر ما اهَل الصوفية كي تترقى لتحل محل الايديولوجية الفونجية منذ مطلع القرن الثامن عشر وصاعدا هو كونها (اي الصوفية) تشتغل كنظام فوق قبلي اسهم في توطيد العلائق بين القبائل الامر الذي شجع عمليات التصاهر والتزاوج والتضامن بين المجموعات القبلية وهو ما برز جليا في فترة الجهاد ضد الاستعمار على طول الحزام السوداني وليس في السودان فحسب . ان اختيار التصوف هنا له دلالة كبرى، حيث انه هو الاقرب من كل اشكال الاسلام الاخرى للروحية الافريقية في الحزام السوداني الذي تقع ضمنه سنار .فالمزاج العام هنا قد انتخب او تبنى ما يليق به في اطار التركيبة الاجتماعية والبنيوية والاسطورية له ، او بكلمات الاستاذ محمد ابو القاسم حاج حمد في كتابه (السودان المأزق التاريخي) كي يسقط الحكيم الافريقي نفسه في شيخ الطريقة ، ويسقط الولي نفسه في صورة الحكيم ، وكي يسقط الرقص الطقوسي لجلب الامطار نفسه في حلقة الذكر في طقوسيتها الجماعية . يواصل د. الزين قائلا ان الصوفية قد تطورت هكذا لتطبع الثقافة الدينية في السودان بخصائص مميزة . ولعل ما يبعث علي الاعتقاد أن الصوفية كانت صاعدة باتجاه أن تصبح أيديولوجيا لكل الفئات هو كونها صارت معتقد السلاطين والملوك والعامة في دولة الفونج. وما يؤكد ذلك اكثر هو استطاعة الصوفية حسم الصراع بينها وبين الثقافة العلمية (الفقهية) الموازية لها، بل واستدماج تلك الثقافة في نسقها العام . يضاف إلى ذلك أن شيوخ الطرق الصوفية أخذوا يقومون بدور زعماء العشائر فى فض النزاعات القبلية وصاروا ذوى نفوذ واضح على الشيوخ والسلاطين. من هذا المنطلق فإن الصوفية قد خلقت شروط "وفرة" جديدة فى الموارد لما أتاحته من فوائد متبادلة وهجرات موسمية فى مسارات جديدة لبعض القبائل أو تنقل وحدات من هذه القبائل للإستقرار فى أراض جديدة فى جيرة شيخ صوفى أو "إخوة فى الطريق".




صحيفة التيار 23 مارس 2015

Post: #5
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: الصادق اسماعيل
Date: 03-23-2015, 05:21 PM
Parent: #4

Quote: ما هو مفهوم النخبة في السودان .. وما هو الاطار الثقافي والاجتماعي الذي يتيح ظهور نخبة ما .
. وماهي الشروط التي اتاحت ظهور النخبة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في السودان منذ القدم والى اليوم
. وماهو راس المال الكفيل اجتماعيا وسياسيا لظهور الكتلة التاريخية التي تتحدد بداخلها تطلعات المجتمع السوداني
واتجاهاته ورؤاه وبله ايديولوجيته وطموحاته ، وما هي القطائع المعرفية التي طفرت بشروط تكوين وتشكل النخب
منذ تشكل السودان القروسطي والى اليوم.. اي منذ الفونج والفور والى الفتح التركي ومن ثم الشكل الجنيني للنخبة
التي ادت لتشكل الدولة المهدية ومن ثم مفهوم النخبة في العهد الانجليزي المصري ومن بعده الطور الجنيني للنخبة
الوطنية الحديثة التي قادت بلادنا الى درب الاستقلال والى اليوم .
ما هو نظام الفكر (الابستيما) الذي اتاح ظهور مفهوم الحكيم الغريب في الاطار الثقافي والاجتماعي للفونج


صهيب
سلام
قبل المواصلة يا ريت لو وقفت لينا شوية في المنهج الاتبعته في التحليل
وشرحت بصورة مبسطة المصطلحات البتستخدمها هنا زي: نظام الفكر، والقطيعة المعرفية
يعنى اضاءة مبسطة عن المنهج البحثي.

Post: #6
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: محمد على طه الملك
Date: 03-23-2015, 11:19 PM
Parent: #5

كدا مسكت الدرب الكان تايه بين كثير من مجاميعنا الايديولوجية والثقافية ..
اتابع .

اعادة صياغة للتوضيح.

Post: #7
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: ibrahim fadlalla
Date: 03-24-2015, 10:54 AM
Parent: #6

دي القراية أم دق ...,درس العصر الذي يجب علينا جميعاً كمنتمين لهذه الرقعة " الجغراخية " ...أن نأخذه ...مدفوع الثمن ...


شكرا صهيب على المقالات الدسمة ...
وأتمنى أن يحمى وطيس القراءة في هذا الشأن العويص ....من أهل الاختصاص والاطلاع ...
عسى ولعل أن يتعرف الراس من الكرعين ....وينقشع الكثير من غبار الكلام .

ذكرت بأن الأيديولوجية الفونجية ...كانت تقوم على تأليه السلطان ...بدليل تجريم من يشاهد مأكله أو مشربه ....
وذكرت بأن السلطان عندما يرزق بوريث للعرش ....يتم قتل جميع اخوته الذكور ...منعاً للخلاف وتثبيتا للحكم ...
أتساءل ..ألم يكن الإسلام وقتها منتشراً في الفونج ...، فمن أين وكيف تمت هذه الممارسات المعارضة تماماً لمبادئ الإسلام ؟

وإن لم يكن الاسلام وقتها هو دين السلطنة ....فما هو المعتقد الذي كان سائداً وقتها ؟
وهل من الممكن أن تكون هذه الممارسات المشار إليها عاليه ، موروثة من تراث قبلي ..أو سلطنات قديمة ضاربة في التاريخ ..
لم يؤرخ لها بعد ؟؟؟

كما أتساءل ، وأنت قد ذكرت طي مقالك ...أن سلطة الفونج كانت تقوم على نظام أمومي ...واشرت إلى أسرة تسمى " الأونساب "
هل لديك فيض معرفة بخصوص أصل هذه الأسرة ونسبها ...وهل هي أسرة تعود إلى الغريب الحكيم ...وفق اشاراتك السابقة ؟
أم أنها محض اختراع من المخيلة السياسية لسلاطين الفونج ...كي يمكنوا لنفسهم ؟

هذه حجارتي في بركة النقاش ....
شاكرا سعة صدر الجميع ...
مع التقدير ...

Post: #8
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: محمد على طه الملك
Date: 03-24-2015, 11:58 AM
Parent: #7

الأستاذ صهيب وزواره الأكارم..
بظني مصطلح الغريب الحكيم تعريب مستحدث يشير لتقليد تليد وراسخ في ايديولوجية تداول وانتقال السلطة في الممالك والسلطانات القديمة ..
لا يختلف في ذلك ممالك النوبة على النيل أو الجبال وممالك البجا ودارفور ..
حيث كانت الأم تمثل الرمز السيادي للمملكة ( كنداكه) وتورث الملك لابن بنتها لا ابن ولدها مع أنه الملك ..
هذه القاعدة في انتقال السلطة يسرت طريق الغريب الحكيم لكي يتزوج من العائلة أخت الملك مثلا ليرث ابنه الحكم بعد وفاة الملك ..
بهذه التقاليد ورثت ارومات عربية الحكم في تلك الممالك ...
كل الملوك والسلاطين الذين حملو اسماء عربية عن آبائهم أمهاتهم أميرات سودانيات .

Post: #9
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-24-2015, 01:58 PM
Parent: #1

تحية للأخ صهيب

وكل الحضور الطيبين هنا

أنا من محبى التأريخ والبحث فيه، ولدى شغف مهول بكل ما يتصل بذلك

والتقدير للأخ صهيب على ما أتانا به من بحث وتحليل، وأنا شخصيا أجد فيه الكثير من "المعلومات" الجديدة تماما علينا
والتى لم أصادفها إطلاقا فى كل المراجع التاريخية والبحثية منها على وجه الخصوص، عند المهتمين بتاريخ السودان بشقيه القديم والحديث من لدن "هولت" و "شبيكة" و "شقير" وصولا الى "محمد سعيد القدال"

ونأمل أن يوافينا الأخ صهيب ب ما إذا كانت هذه المعلومات موثقة ومضمنة فى مصادر موثوقة أو انها نتيجة بحثه ودراسته هو شخصيا

ومثال على المعلومات المعنية

مسألة قتل الأشقاء من ورثة الحكم
مسألة تأليه الحاكم
مسألة العلاقة بين الحاكم وزوجاته


وبعيدا عن "المعلومات" أيضا

لفت نظرى استخدام الأخ صهيب لمسمى "الفتح التركى" وقد تكرر عدة مرات

وما الفرق، لغويا وسياسيا وحتى اجتماعيا، بين الفتح التركى و "الغزو التركى" ؟

واتذكر أن ذات المسمى "الفتح التركى" هو المسمى الرسمى الذى اعتمده نعوم شقير فى "جغرافية وتاريخ السودان"

واجدد التحية والتقدير

Post: #10
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-24-2015, 04:14 PM
Parent: #9

شكرا لهذه المتعة

اتابع لعلى اجد ضالتى هنا معك





شكرا نسميا صهيب وزواره الكرام

Post: #11
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: Hololy
Date: 03-24-2015, 06:53 PM
Parent: #9

Quote:
لفت نظرى استخدام الأخ صهيب لمسمى "الفتح التركى" وقد تكرر عدة مرات
وما الفرق، لغويا وسياسيا وحتى اجتماعيا، بين الفتح التركى و "الغزو التركى" ؟
واتذكر أن ذات المسمى "الفتح التركى" هو المسمى الرسمى الذى اعتمده نعوم شقير فى "جغرافية وتاريخ السودان"

.
.
.شكرا ليك يا عزيز
.
.حقيقة ضبط المصطلاحات و التدقيق في اختيارها كي تعكس الواقع كما هو وليس كما نحن و كما نريد يكتسب اهمياتو القصيه في اي جهد او بحث يتناول تاريخ الاقوام و البطون و الملل الاصيله التي خلت والتي بالضروره نحمل سحنتها و ملمحها و نتجدر عميقا معها في سلاسل حبلها السري الممتد بعيدا في بطنها و بطن تاريخ هده الارض مند تكورها في يومها الاول او السابع؟؟؟؟ ما فرقت كتير !!!!
.
.
.فادا كنا نكني الانقليز بانهم استعمار ....وغزاه متطاولين علي حقوق الاخرين ...اتين من الخارج لينهبو ثروات بلدنا و يدخلو في صراع مع ابناء هده الارض لا يتوانو حتي في قتلهم من اجل النهب و الاستعباد .....ولم ياتو لسواد عيوننا او لتطويرنا .....ببساطه لانو مافي زول من اهلنا القدام ديل قدم ليهم كرت دعوه عشان يجونا يستعمرونا و يطورونا ..و ببساطه اكتر ....لانو هم ما عندهم تلاته عيون واربعه اضنين وكاسرين جنبه ؟؟؟؟ (اولاد تسعه و بنات تسعه كلنا)... وبالضروره ان اعتلائهم لدرجه اعلي او ادني في سلم التطور الانساني و البشري ..و الحضاره الانسانيه ....هي لظروف محدده مرت بالانسان في تلك المناطق...اولجته هده او تلك الدرجه لا اكتر ولا اقل ....و ليس لميزه تخصهم و يتفوقون بها علي بنو البشر ...و تطور الاخرين علي انقاض التخلف هو رهين بالزمن فقط - مسالة زمن يعني ح لانو الانسان بيتعلم ...من تجاربه بل حتي الكلام و اللغات و الكتابه و العلم والتدرج في التطور الانساني بداياته كانت او في المبتدأ بدأت بالتجارب و تراكماتها ... و مقارباتها الدهنيه مع المجهود العضلي المبدول من اجل البقاء و الاستمرار و حفظ الانواع
...
...
..
ان كان دلك كدلك .... فما الفرق بين الخواجه المجرم النصاب القاتل الجاي من الخارج لنهب ثرواتنا وقتل انسان هده الثروات و بين التركي القاتل المجرم محمد علي باشا و احفادو المواصلين لدات سياساتو والآتين من الخارج ايضا؟؟؟ بل ما الفرق بين العــــرص عبد الله بن ابي السرح والآتي من الخارج ايضا كيما نطلق علي داك .....استعمار او استعماري ..... و علي هؤلاء ....فاتحين او فتوحات ؟؟؟؟؟؟ .... يكون ياربي عشان حيدخلونا الجنه ؟؟؟ و يدونا حوريات عينيات .... سوريات لبنانيات .....الخ..مدنكلات . ونحن ما علينا كسودانيين .... الا نشد و نركب؟؟؟؟؟؟ يمكن .....
.
.
. عدم ضبط المصلحات والامعان في تداولها كما صاغها السابقين بحبث هي التي زحزحت تاريخ الاصل الي الوراء بعيدا و لدرجة قريبه من الاضمحلال ليجد تاريخ الغزاه و القتله النصابين الآتين من الخارج تربه خصبه يرتع فيها و ينمو من فوق وعلي حساب الاصل المخنوق جدرا في تربته ....ولن تكف الجهود في التواصل لاجتثاث اثار شأفة جدره من كل تربنه ..... هدا ما نراهو اليوم ماثل امامنا ان كل تاريخ ناس ما يسمي بالجزيره العربيه من صحابه لانبياء لغيرم اضحوا هم تاريخنا او تاريخ هده الارض ....تشكلت صورهم و ملامحهم ومعاركهم و نفوسهم بكثافه في مناهجنا و وسائطنا الاعلاميه وصراعاتنا وحروبنا و نهب بلدنا و مواردها وعدم استقرارها واهراق دماء عزيزه لابناءها ....وصل الحد ان المداحين تركو مدح نبيهم الي مدح ملوكهم علي فضائياتنا واطلالة دعاتهم الصباحيه و بشكل راتب عليها .... و كففت استغرابي حينما عزف السلام الجمهوري لبلدنا في حضرة مؤسساتهم كتلك المسماه منظمة الدعوه الاسلاميه ....بينما لم يجد حظه -هدا السلام الجمهوري - في وثبة الرئاسه الحواريه ..ولن يكون غريبا ايضا ان كامل البلد ترهن لبارونات تلك الجزيره وداك الخليج ؟؟؟؟؟؟ولن نكون نحن اكثر من عبيد لهم في ارضنا ننتج لهم خيراتها لتدهب بقيمتها و فائض قيمتها لهم للاستمتاع بعرقنا و خير عرقنا و لن يكفو بزمنا رميا و تنميطا بالكسل و هم من نادرا تجد احدهم يكدح في وضع طوبة بنا في وطنه و كان الاخر من كل حدب و صوب من بني لهم ارضهم و انسانهم .....ولدلك لااعتقد ان ما يحدث الان ليس بدا صله لما حدث قبل الف عام و يزيد...وهم يطلبون في اتفاقياتهم 360 عب سنويا ... او يستجلبون الاخر تحت مظلة الكفاله لبناء بلدم .... اختلفت الازمان واختلف المقابل؟؟؟؟؟سخرت كانت فاضحت برادو او همر
...
... لدلك تجدني اتمسك و اناشد الاحرصبط المصطلحات وان نسمي الاشياء بمسمياتها ليس ارضاء لكبرياء او غرور او قفز فوق خقاءق الاشياء و لي عنقها و تفطيسها .....لا .....بل لانها الحقيقه و الواقع كما حدث في تلك الحقب التاريخيه وكيما تصدق الكلمات في وصف الاشياء و الاحداث كما جدثت في خقيقتها.....وليس ارواءا لرغائبنا و تطلعاتنا و ايمانياتنا كوننا خير امة انزلت ..و ما دوننا اردل امة انزلت.. او شعب محتار من الله .... و ما دوننا شعب مختار من الشيطان ..وفوق كل دلك لنسطر كلمات حقيقه في تاريخنا لانو المستقبل ينبني علي الحقيقه و ليس علي الزيف وقالنها حبوباتنا ثم سارت عليها الاجيال (من نسي قديمو تااااااااااااااااه).. حينها سنعرف قدر نفسنا و نعرف قدر الاخر ....و كيف سنتعاون و بما تيسر للمضي قدما بمواصلة بناء صرح الحضاره الانسانيه باقل قدر من الانانيه و الجريمه و القتل حتي يرثها الله بمن عليها
.
.
.

......
......
,و حب مقيم و لزوارك
.
.جهد مقدر و افاد كتير
.
.

Post: #12
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-25-2015, 10:11 AM
Parent: #11

الصادق اسماعيل ازيك واخبارك ..

أنا الآن مهموم بضبط وصياغة الحلقات في الوقت القليل الذي أجده وسط مشغولياتي العملية للخوض في نقاش حول منهجية البحث وأسلوبه مما سوف يصرف القراءة
عن الحلقات الى ذلك ، ولكن لحسن الحظ فلقد دبجت مقدمة عن ذلك سوف تنشر مع المادة في شكلها الاخير (الكتاب ) وهي تشمل :
1- نقد موضوعات المضمون .
2- المصادر (من اولية او ثانوية او شفاهية مدونة او غير مدونة او تراثية من علامات وغيرها (سيماطيقية) .
3- منهجية الدراسية وهنا انا استعنت بعدة مناهج احتذاءا بالجابري في الثلاثية وان يبدو ظاهرا منها الان المنهج البنيوي الذي اشرت انت لبعض مصطلحاته .
4- النتائج والخلاصات .


بس نخلي القاري يتم قرايتو وبعدين نخش في دشمان المنهج خصوصا وان احد اركان المشروع الذي يجئ موضوع النخبة هذا في سياقه عن الاستقرافيا السودانية
(طريقة كتابة التاريخ في السودان) .
- المشروع هو نقد للنخبة والثقافة والاستقرافيا

تحياتي يا الصادق

----
فاتني لقاؤك عند محنتك المرضية بالسودان حيث خذلني الاخ الصديق بشير ابو بكر وقد تحصل على تلفونك كي نزورك مكفرين فاذا به يسافر مغلقا جواله ..
فالف سلامة ..

Post: #13
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-25-2015, 10:18 AM
Parent: #12

الصديق د.محمد علي طه الملك ..
انا اعلم ان هذه الملف في احد جوانبه يخصك شخصكم بشكل شخصي خاصة بعد مصادفتي لكتاب من تأليفكم عن الحاكماب وجدته لدى الاستاذ/جابر الانصاري مؤلف كتاب
عن الجوابرة حيث تصادف ان لاهلنا علاقة بالجوابرة ببارا ..

تحياتي التي تعلم

Post: #14
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-25-2015, 11:16 AM
Parent: #13

الاخ ابو ذر بابكر تحياتي ..
بخصوص المصادر راجع ما اوردته للصادق اسماعيل

Post: #15
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-25-2015, 11:22 AM
Parent: #14

الاخ م.عبد الله حرسم ..
متعك الله بالصحة والعافية ..

Post: #16
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-25-2015, 11:37 AM
Parent: #15

الاخ حلولي ممنون لمرورك والتعليق الثمين ..

الاكيد ان من اهم اسباب عرض هذه الحلقات صحفيا وأسفيريا هو الاستفادة من الاراء النقدية ومن ثم تضمينها في الخطة النهائية ..
الاكيد فلقد يكون لمصطلح (فتح) دلالات ايديولوجية غير مرضية للكثيرين والاكيد ان اي كاتب في اي حقل معرفي بما في ذلك حقل التاريخ
سوف يتأثر بمن سبقوه في المجال ومن هنا تنبع اهمية نقد الكاتب لادواته ومناهجه ومصطلحاته وهو ما ينطبق على هذا الكاتب .


فشاكر يا حلولي وابو ذر بابكر

Post: #17
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-25-2015, 11:59 AM
Parent: #16

ابراهيم فضل الله ممنون لمرورك شاكر

Post: #18
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-26-2015, 07:58 AM
Parent: #17

حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما قبل الفتح التركي الى الاستقلال 5-35
صهيب حامد

نشوء النخبة المختلطة في البلاط الفنجي :
وكما ذكرنا في الحلقة الفائتة مستشهدين بكلمات د.محمود الزين ان اكثر ما اهَل الصوفية كي تترقى لتحل محل الايديولوجية الفونجية منذ مطلع القرن الثامن عشر وصاعدا هو كونها (اي الصوفية) تشتغل كنظام فوق قبلي اسهم في توطيد العلائق بين القبائل الامر الذي شجع عمليات التصاهر والتزاوج والتضامن بين المجموعات القبلية وهو ما برز جليا في فترة الجهاد ضد الاستعمار على طول الحزام السوداني وليس في السودان فحسب . ان اختيار التصوف هنا له دلالة كبرى، حيث انه هو الاقرب من كل اشكال الاسلام الاخرى للروحية الافريقية في الحزام السوداني الذي تقع ضمنه سنار .فالمزاج العام هنا قد انتخب او تبنى ما يليق به في اطار التركيبة الاجتماعية والبنيوية والاسطورية له ، او بكلمات الاستاذ محمد ابو القاسم حاج حمد في كتابه (السودان المأزق التاريخي) كي يسقط الحكيم الافريقي نفسه في شيخ الطريقة ، ويسقط الولي نفسه في صورة الحكيم ، وكي يسقط الرقص الطقوسي لجلب الامطار نفسه في حلقة الذكر في طقوسيتها الجماعية . حسنا .. كيف تم دمج الصوفية في البنية السلطانية بالفونج ؟..وكما ذكرنا سابقا فلقد استطاع السلطان نول ان يقضي على الارثودوكسية الاجتماعية الفنجية والممثلة في فرع الاونساب الى الابد ولكن ومن يد فكان لا بد من انشاء نخبة ارستقراطية جديدة تكون غطاء لممارسة الحكم الجديد والذي استمر من العام 1718 الى 1762 وهي الفترة التي تشمل مدة حكم كل من السلطان نول وابنه بادي الرابع الى حين صعود الهمج بقيادة الشيخ محمد ابو لكيلك . وكما قلنا فلقد تخلص السلطان بادي الرابع من اسرة فرع الاونساب حيث اردف هذا العمل الثوري بعمل ثوري آخر مدرجا الارابيب في صفوة بلاط السلطنة والى جانبهم الحليف الآخر وهم (الفقرا) . ملاحظة مهمة وهي أنه وبشكل او بآخر فلقد مثَل الارابيب والى حين مصالح البرجوازية الجديدة بصفتهم رجال اعمال العهد الجديد بعد أن بدؤوا هذه المسيرة منذ انهيار دور السلطان في السوق السناري بعد ظهور الريال الاسباني كوسيط للتداول . هنا اكتمل الانقلاب الابستيميولوجي في الفضاء المعرفي السناري حيث وتدريجيا بدأ تحول الاقتصاد الى النمط النقدي بظهور الريال الاسباني وانهار اسلوب المقايضة وكذلك انهارت ايديولوجية الفنج الاجتماعية في الاعتقاد باسرة الملك الاونسابي وظهرت ايديولوجية (الفقرا) الذين تحالفوا مع البلاط والارابيب ، وهو تطور معقول نظرا لما هو كائن من مصالح مشتركة بين السلطان الجديد الذي يرجح ضعف ارومته من ناحية الام وتعطش الارابيب للتخلص من الوضع الاجتماعي القديم ، حيث أنه وما اذا كان فعلا ان بادي الرابع لم يكن نبيلا من امه كما يعتقد ، فهو أذن من منظور الايديولوجية الاجتماعية للفنج محض عامي ، اذن ورجوعا لاسبولدينق فانه وبتبنيه للشخصية العربية والانفصال عن تراث الفنج جعل المكانة تنتقل عبر سلسلة الذكور وهو ما فعله فعلا حين شق (اي بادي الرابع) صف المراتب الادنى من طبقة النبلاء القديمة وبذا حول هؤلاء الارابيب الى مدافعين ذوي ولاء للدستور العربي الجديد ولشرعية اسرة نول الملكية على حد قول اسبولدينق . واحتياج الطرفان عاليه (بادي والارابيب) الى منظرين ايديولوجيين جدد لتبرير هذا الانقلاب فسدَ (الفقرا) من متصوفة القرن الثامن عشر هذه الثغرة بأحكام كبيرة وموهبة لا تنئ . أما من جانب آخر وبما أن البلاط قد دخله حلفاء جدد لذا فلقد توسعت جدا وظائف بلاط السلطان والتي لم تتجاوز العشرين وظيفة الى ماا قبل العام 1744 ، كي تقفز لازيد من ستين وظيفة في العام 1752 ليجد بادي الرابع موطئ قدم لتحالفه الثوري مع الارابيب والذين سيطروا على ثلث الوظائف من هنا فصاعدا ، وثلث آخر كذلك ل(الفقرا) البارزين من امثال الفقية حجازي ود ابوزيد ولد ادريس ود الارباب ، اما الثلث المتبقي من وظائف البلاط فقد احتفظت به النخبة القديمة في بلاط السلطان والتي كما يتضح اعلاه انها قد صارت اقلية لا حول لها ولا قوة .
حسنا .. كيف امتص االفضاء السياسي والاجتماعي للسلطنة هذه النقلة العنيفة التى اعادت تعريف واقع النخبة لدى الفونج وهي نخبة منتشرة ومتراصة على المستويين الافقي والرأسي على طول السلطنة وعرضها بلا استثناء !!. بالطبع فلقد كان جميع الحكام يدعون الاصل الفونجي بحكم علاقة وروابط أمهاتهم .. جميع حكام الاقاليم ابتداءا من الشمال حيث اسرة الحاكماب مرورا بالعدلاناب الشايقية ثم أسرة نمر الحاكمة بشندي مرورا بحكام قري وخشم البحر حيث حكمت اسرة كمتور وباقي الاسر الحاكمة في بلاطات مشيخات السلطنة الباقية وانتهاءا ببلاط سنار ، هؤلاء جميعهم كانوا ينتمون لاسرة عجيب من الفونج ويدعون الاصل الفونجي حقا وبلا مواربة . أن ابرز سمات (الأبستيما) الجديدة هي تدشين الانتقال الى وضع جديد باشره المنظرون من طبقة (الفقرا) باجتراح اشجار النسب الابوية لاعضاء النخبة الجديدة وهو ما يعد بداية عهود ثقافة التعريب في بلاط السلطنة والانقلاب على النظام الامومي وهو تطور استمر تدريجيا الى ان اكتمل لدى الفتح االتركي ، أذ ما من شجرة نسب متداولة والى اليوم الا وقد سطرتها أيدي هؤلاء (الفقرا) الماهرة وقد كانت هذه الموهبة مطروحة في السوق لمن يدفع حيث لم يعدم هؤلاء حيلة لأثبات أرومة الزبون العربية ولم يستثنى من ذلك حتى االدينكا والنوير والشلك كما يقول جاي أسبولدينق في كتابه الركيزي (عهد البطولة في سنار) . أذن هل يؤدي هذا القول للشك في اوراق النسبة العربية المتداولة والى اليوم في مجتمعاتنا السودانية ؟!. ليس ذلك على وجه الدقة ولكن الاكيد أن تسطير مثل هذه الوثائق هي من النوع الذي يحتاج لبعض المهارات الضرورية مثل معرفة الكتابة والقراءة وبعض الثقافة المتعلقة بتتبع العلاقات الاجتماعية وسبر اغوار اصول الاسر والقرابات وهو ما لم يبرز في مجتمعاتنا الا لدى نهايات القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر عند ظهور المجتمعات الدينية ونخبتها من (الفقرا) ..
حسنا .. وبينما كانت النخبة الجديدة المختلطة في خضم كل ذلك ظهر تحدي جديد الى الغرب من سنار ، ويبدو ان السلطان بادي الرابع ونخبته لم يحسنا التعامل مع التحدي بكردفان حيث تلقت قوات السلطان هناك سلسلة من الهزائم على يد السلطان (عيساوي) من المسبعات والذي كان يحكم كردفان نيابة عن سلطان دارفور وفي تنافس معه كذلك. والى العام 1762 يبدو ان ظروفا وعوامل عدة تضافرت ومنها انسحاب كافة اعداء السلطان من الاونساب وغيرهم الى كردفان محيطين بقائد جيش السلطنة هناك وتحريضه وتزيين امر الاطاحة ببادي الرابع له وتعيين ولده المك ناصر في محله ، وهو الامر الذي حدث فعلا حيث قاد الشيخ محمد ابو لكيلك كل الجيش الذي تحت امرته بكردفان الى سنار مطيحا ببادي االرابع وهو ما دشن بدايات عصر جديد في سنار وظهور نخبة جديدة في البلاط .. نخبة الهمج بقيادة الشيخ محمد ابو لكيلك .

صحيفة التيار اليوم الخميس 26 مارس 2015

Post: #19
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: ibrahim fadlalla
Date: 03-26-2015, 04:09 PM
Parent: #18

التحية لصاحب المفترع على المجهود المقدر ..
وجدت مقالة لتاج السر عثمان بابو ...متعلقة بالموضوع مثار البوست ، وأقتبسها أدناه ، راجياً أن لا يشكل ذلك إزعاجاً او حرجاً
لكم أخي صهيب ....وإن كان ..فأرجو تنبيهي لعمل اللازم ...مع تمام الاعتذار .

تقديري للجميع ...

Quote: التشكيلة الاجتماعية للسلطنة الزرقاء
تاج السر عثمان بابو
الراكوبة
------------------------------------------------
ورقة قدمت في المؤتمر الذي نظمته جامعة الدمازين بمناسبة مرور 500 عام علي السلطنة الزرقاء في مايو 2005م.

الهدف من هذه الورقة بعنوان "التشكيلة الاجتماعية للسلطنة الزرقاء" هو تسليط الأضواء على تطور المجتمع السوداني في الفترة ( 1504 _1821 ) ، وهى فترة السلطنة الزرقاء أو سلطنة الفونج ، في الجوانب الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية والدينية والعائلية .. الخ

تناولت الورقة التطور الاجتماعي في المحاور الآتية :
_ الأوضاع الاقتصادية .
_ الأوضاع الاجتماعية .
_ الأوضاع الثقافية .
أولا : تقديم :
معلوم إن السلطنة الزرقاء كانت تقع على حدود مملكتي المقرة وعلوة سابقا ، وكانت تمثل تطورا أوسع في رقعة الدولة السودانية ، فلأول مرة بعد سقوط مملكتي المقرة وعلوة تنشأ دولة تضم حدود المملكتين السابقتين .
امتدت السلطنة الزرقاء من الشلال الثالث إلى أقصى جبال فازوغلى شمالا وجنوبا ، ومن سواكن على البحر الأحمر إلى النيل الأبيض شرقا وغربا ، وكان الحد بين مملكة سنار ومشيخة قرى ( الحلفايا )
مدينة اربجى بقرب المسلمية والتنظيم الإداري من اربجى فصاعدا جنوبا كان تابعا لملوك الفونج رأسا لادخل لمشايخ قرى فيه ، ومنها شمالا إلي الشلال الثالث كان تابعا لادارة مشيخة قرى تحت سيادة ملوك الفونج ،
وكانت المملكة منقسمة إلى عدة مشيخات من سود ونوبة وعرب حضر وبادية ، وكان كل ملك أو شيخ يدفع الجزية لملك سنار ، إلا أن له نوعا من الاستقلال .
_ دوافع تحالف الفونج والعبدلاب :
كانت هناك عوامل متشابكة أدت إلى قيام تحالف الفونج والعبدلاب يمكن تلخيصها في التالي :
• برزت تشكيلة اقتصادية اجتماعية كانت تتخلق في أحشاء النظام القديم ، كان لابد من التعبير عنها في شكل سياسي يتوافق معها .
• أصبحت شوكة القبائل العربية قوية ، وانتشر الإسلام نتيجة لتراكمات كمية بطيئة ، وبعد سبعة قرون من اتفاقية البقط ، واصبحت الغلبة للديانة الإسلامية بعد اندثار المسيحية ، وكان لابد من وجود نظام سياسي
وتشريعي جديد يعبر عن القوى الاجتماعية الجديدة ذات الديانة الجديدة وينظم حياتها الاجتماعية والدينية وفقا لمعتقداتها .
• وفى إطار النظام السياسي الجديد الذي عبرت عنه السلطنة الزرقاء تأتى العوامل والدوافع الاقتصادية مثل حماية تجارة القوافل ، تنظيم ملكية الأرض ، توفير الأمن ، وكان الدور القيادي في تحالف الفونج والعبدلاب للفونج .
ثانيا : الأوضاع الاقتصادية :
كان من ابرز التطورات التي حدثت في هذا الجانب هو التطور في ملكية الأرض كما يتضح من الوثائق التي نشرها د .محمد إبراهيم أبو سليم في كتابه الفونج والأرض التي توضح نمط الإنتاج الإقطاعي الذي حمل سمات
الإقطاع الشرقي من زاوية ملكية السلطان للأرض وتوزيعها على الزعماء والشيوخ بحجج معينة ، وفى كل حالة يحدد الخراج أو الإعفاء منه .
وأدي هذا التطور الجديد إلى تطور في الإنتاج الزراعي ، وكانت أهم المحاصيل التي تنتج في تلك الفترة : الذرة ، الدخن ، ... الخ في أراضى الزراعة المطرية ، والقطن والقمح واللوبيا والخضر وات في أراضى
الزراعة المروية ( السواقي ، الشادوف ، الفيضانات ، الجروف ) .
أما في يختص بوسيلة الري الدائم في الأراضي النيلية فقد كانت الساقية أو الشادوف ، ولكن لم يحدث فيها تطور تقني أساسي ، والتي دخلت السودان منذ العهد المروى ، وقد تحدث عن الساقية بتفصيل د .
محمد إبراهيم أبو سليم في كتابه الساقية والذي يشكل مصدرا هاما في تاريخ الزراعة المروية في السودان .
أما عن أدوات الإنتاج الزراعي التي كانت مستخدمة أيام السلطنة الزرقاء كما وردت فى كتاب طبقات ودضيف الله فهي : السلوكة ، المنجل ، النجامة ، والشبكة ( وهى مستديرة وتصنع من السعف ) .
ومن مقاييس الأرض كان هناك مقاس محلى للأراضي الزراعية يسمى الجدعة ( تساوى خمسة افدنة ، الفدان 4200 م 2 ) .
أما عن علاقات الإنتاج ، فقد كان المزارعون واصحاب الإقطاعيات يدفعون الزكاة والفطرة والعشور ، هذا اضافة للضرائب الأخرى التي كان يدفعها المزارعون والتي تستند إلى الأعراف المحلية .
بجانب عمل المزارعين ، كان هناك عمل الرقيق ، فقد عرفت سلطنة الفونج نظام الرق أو علاقات الإنتاج العبودية التي كان فيها ملاك الرقيق يستحوذون على كل ناتج عملهم مقابل معيشتهم ومعيشة أبناءهم .
كما كان صاحب الأرض أو الإقطاعية يدفع نصيبا من الدخل للسلطان ( خراج ، زكاة ) ، وكانت العلاقة بين التجار والمزارعين تقوم على الشيل ( الربا العيني ) ،
ومعلوم أن الربا كان سائدا بعد أن تطور المجتمع التجاري في السلطنة الزرقاء ، والمزارعون الذين يفشلون في سداد ديونهم عليهم أن يتحملوا عقوبات رادعة من المحاكم المحلية ، وذلك لان المسئولين في تلك المحاكم كانوا
يتمتعون بعلاقات طيبة مع التجار ، أو ربما كانوا يخضعون لسيطرتهم ، كما أشار سبولدنق ، والواقع أن هؤلاء المسئولين كانوا يعملون في النشاط التجاري ، هذا اضافة لمصادرة أراضى المزارعين الذين يفشلون ف
ي سداد ديونهم أو بيعهم كرقيق .
اضافة للزراعة كان هناك النشاط الرعوي حيث كان الأهالي في ذلك القطاع يعملون في تربية الضان والأبقار والإبل .
الصناعة الحرفية :
ازدهرت وتطورت الصناعة الحرفية التي كانت تشمل : صناعة النسيج ، المصنوعات الجلدية ، الصاغة ، المراكب والسواقي ، أدوات الإنتاج الزراعي ، الفخار ، الأدوات المنزلية من حديد ونحاس وخشب ،
سك النقود من الذهب والفضة ، الأسلحة ، أدوات الطرب والموسيقى ، الخمور ، أدوات الزينة ، المصنوعات من السعف .
ومع قيام هذه الصناعات وتطورها نشأت الحرف الصناعية المتخصصة مثل : النجارة ، الحدادة ، الخزف ، الغزل والنسيج ، البناء ، .... الخ . وتطور إنتاج هذه الحرف من الإنتاج للاستعمال الشخصي إلى الإنتاج للسوق ،
وبالتالي تخصص بعض التجار في شراء هذه المنتجات وعرضها في الأسواق ، وفى بعض المدن كان المنتجون أنفسهم يبيعون منتجاتهم في الأسواق الأسبوعية التي كانت تقام لذلك مثل أسواق : الدامر ، سنار ، شندى ....الخ .
ونلاحظ أن اغلب مواد هذه الصناعات الحرفية الخام كانت محلية مثل : القطن ، الصوف ، الجلود ، الأخشاب ، الحديد ، الذهب ، الفضة ، تراب البحر( الطمي ) المخلوط بروث البهائم اللازمة لصناعة الفخار والطوب .
كما نلاحظ أن اغلب المصنوعات المستوردة كانت كمالية تهم البلاط السنارى الحاكم وكبار الأغنياء من تجار وملاك الأراضي مثل : المنسوجات الفاخرة والعطور ... الخ .
التجارة :
اشتهرت سنار بالغنى والثروة _ كما يقول نعوم شقير _ وكان التجار يأتونها بالبضائع من مصر والحجاز والهند عن طريق النيل والبحر الأحمر ، وكان يرد إليها من دنقلا التمر ومن كردفان التبر والحديد والرقيق ،
ومن فازوغلى والصعيد الذهب والعسل والجلود والبغال والبساط والريش والسمسم ومن سوق رأس الفيل من بلاد الحبشة على أربعة أيام من سنار الذهب والخيل والرقيق والبن والزباد والعسل واساور العاج وغيرها من حلى النساء ،
وكانت أهم صادراتها التجارية : الذهب والرقيق وسن الفيل والخرتيت والزباد والعسل والجلود والإبل والقصاع ، وكانت الصادرات أيضا تشمل الصمغ العربي ، وريش النعام والروائح .
أما الواردات فكانت تشمل : البهارات ، الصابون ، الروائح ، السكر ، والمنسوجات القطنية الفاخرة .
وكانت التجارة تتم عن طريق ميناء سواكن في البحر الأحمر ، إلى الجزيرة العربية والهند وشرق الهند ، وعن طريق القوافل التجارية عبر الصحراء إلى مصر ، وكانت هناك مراكز تجارية هامة مثل : بربر ، شندى ،
سواكن ، فازوغلى ، .... الخ .
وكان من أسباب تطور النشاط التجاري : _ اتساع السوق الداخلية ، الشكل الجديد لملكية الأرض ، اتساع دائرة التعامل بالنقد ، ظهور طبقة تجارية احترفت التجارة ، استقرار الأمن والحماية بالنسبة للقوافل التجارية .
كما ظهرت طبقات وفئات جديدة تمركزت في أيديها الثروات مثل السلاطين والملوك ومشايخ القبائل وكبار ملاك الأراضي الزراعية والماشية والأغنياء من مشايخ الصوفية والتجار ... الخ . وبالتالي زاد استهلاكها للسلع الكمالية والسلع الفاخرة المستوردة والداخلية واحتياجات السكن الفاخر والمعيشة الرغدة ، وبالتالي أدي ذلك إلى المزيد من انتعاش التجارة بتطور الاستهلاك من الضروري إلى الكمالي ، وهذا يفسر جزئيا طبيعة الواردات
الكمالية التي كان لها نصيب الأسد في واردات السلطنة الزرقاء .
ومع ازدياد نفوذ الطبقة التجارية وازدياد تراكم رأس المال التجاري دخلت الطبقة التجارية في صراع لكسر احتكار السلطان للتجارة في سلعتي الذهب والرقيق ، مما أدى إلى إضعاف قبضته في السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر وزاد ت قوة التجار الأجانب : الهنود ، الإثيوبيين ، البريطانيين ، اليونانيين ، الأرمن ، العرب . وكان هذا نتاجا لتوسع النشاط التجاري ، وما عاد النظام الإقطاعي الذي كان سائدا يستوعب هذا الاتساع ، ودخل في تناقض مما أدى إلى إضعاف وخلخلة النظام الإقطاعي .
هذا اضافة إلى ظهور عملات جديدة في نهاية القرن الثامن عشر داخل سلطنة سنار مثل الدولار الأسباني مما قوض نفوذ السلطان ، ولم يعد السلطان قادرا على التحكم في الأسعار عن طريق التحكم في كمية
الذهب التي تصل إلى الأسواق . هذا اضافة إلى للمصاعب التي واجهتها الحركة التجارية في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر مثل انعدام الأمن للقوافل ، فرض ضرائب باهظة على القوافل ، .... الخ .
وعموما ، فان الصراع بين التجار وسلاطين الفونج كان من عوامل تحلل وتفكك دولة الفونج ، واستمر هذا التحلل والتفكك يزداد حتى الاحتلال التركي للسودان عام 1821 م .
العملة :
كانت العملات المتداولة هي : العملة الذهبية ( أوقية الذهب ) ، محلقات الفضة ، الريال ، ألحدا يد ، المحبوب ، الدينار ، الدراهم ، ألا شرفية ، القرش ... الخ كما ورد ت في الطبقات .
وفى أواخر القرن الثامن عشر واوائل لقرن التاسع عشر ظهرت عملات جديدة داخل السلطنة مثل : الدولار الإسباني .
الضرائب :
عرفت سلطنة الفونج الضرائب التي كانت أحد مصادر دخل السلطنة ، وكانت الضرائب تستند إلى الشريعة والأعراف المحلية ، والضرائب الشرعية هي : الزكاة ، الفطرة ، المكوس . أما الضرائب العرفية كما رصدها وشرحها
د . محمد إبراهيم أبو سليم في كتابه ( الفونج والأرض 1967 ) فكانت : الدم ، الكليقة ، العادة ، النزول ، العانة ، السنسنه ، المخلا ، الجباية ، التورات ، حسب ، السبلة ، علوق .... الخ .
وكانت هذه الضرائب تجمع إما باشراف الشيوخ أو عامل الخراج ( الجراى ) .
كما نشير إلى أن زيادة الأعباء الضريبية في السنوات الأخيرة للسلطنة كانت من أسباب تفكك وزوال السلطنة .
ثالثا: الأوضاع الاجتماعية :
كان من ابرز سمات التحول في الأوضاع الاجتماعية ظهور تطور جديد في النظام الإقطاعي يختلف عن النظام الإقطاعي الذي كان سائدا في ممالك النوبة السابقة والذي كان فيه ملك النوبة هو المالك
للأرض ويعتبر الفلاحين العاملين فيها عبيدا له مقابل معيشتهم ، وبقيام السلطنة الزرقاء تحرر الفلاحون من عبودية ملك النوبة وساد نظام اقطاعى جديد يتميز بالآتي :
_ احتكار السلطان للأراضي ، أي أن كل الأراضي أصبحت ملكا للسلطان ، وكان يقطعها لاعيان الدولة أو لنفسه أو لشيوخ الطرق الصوفية وفى كل حالة ، كان يحدد الخراج أو الإعفاء منه .
_ احتكار السلطان للتجارة الخارجية ، واحتكار أهم سلعتين ( الذهب والرقيق ) ، والثروات العائدة من ذلك الاحتكار أو السلع الكمالية كانت توظف لتدعيم النظام الاجتماعي القائم ، وكان العائد من تلك التجارة
اضافة للمكوس من المقومات الأساسية لمصادر دخل النظام .
_ تطور نمط الإنتاج البضاعى الصغير ( الإنتاج الحرفي ) في أحشاء النظام الإقطاعي ، وبالتالي تطور اقتصاد السلعة _ النقد ، أي الإنتاج من اجل الاستهلاك إلى الإنتاج للسوق ، وبالتالي تطورت الطبقة
التجارية والتجارة الخارجية والداخلية .
ومع تطور اقتصاد السلعة _ النقد وبروز ونمو الطبقة التجارية تدريجيا والتي قويت شوكتها بمرور السنين حتى دخلت في تناقض مع النظام الإقطاعي مما شكل أحد الأسباب لانحلاله وتفككه ، فظهور وتطور
اقتصاد السلعة _ النقد ، وظهور الطبقة التجارية كان دائما من أسباب انحلال النظم الإقطاعية ، هذا اضافة لضعف العائد من التجارة الخارجية والمكوس نتيجة لانعدام الأمن والاستقرار في السنوات الأخيرة للسلطنة الزرقاء .
وبهذا المعنى وبتلك الخصوصيات كان نظام الفونج إقطاعيا، وتم تحلله وتفككه تقريبا بالآليات نفسها التي تفككت بها النظم الإقطاعية الأوربية والشرقية ، مع الأخذ في الاعتبار أن نظام الفونج لم يتطور بشكل طبيعي
باطني ، بل زال بأثر خارجي ( الاحتلال التركي للسودان ) .
نظام الرق :
كان الرقيق يشكل عاملا هاما في النسيج الاجتماعي للسلطنة الزرقاء ، وكان نظام الرق يتميز بالآتي :
_ كانوا يعملون في مزارع السلطان اوملاك الأراضي وفقا لعلاقات الإنتاج العبودية . _ كان الرقيق مصدرا هاما من أرباح الطبقة التجارية .
_ كانوا وسيلة تبادل أو دفع .
_ كان الرقيق موضع الثقة من أسيادهم يعملون في التجارة الخارجية .
_ كانوا يشكلون العمود الفقري لجيش السلطنة الزرقاء .
_ كان من سياسة شيوخ الطرق الصوفية مثل الشيخ حمد ودام مريوم التشجيع على عتق الرقيق .
وكان من أسوأ ما أنتجته تلك التجارة اللعينة هي عملية الخصى ، تلك العملية الوحشية التي تجعل منظر الخصيان أشبه بالهياكل العظمية ، وهذه العملية كانت ترفع من ثمن العبد .
بهذه السمات والخصوصيات عرفت السلطنة الزرقاء نظام الرق ، والذي كان يختلف عن نظام الرق الذي كان سائدا في أوربا .
التركيب الطبقي :
شهدت فترة الفونج تطورا في التركيب الطبقي ، فبدلا من التركيب الطبقي البسيط الذي كان سائدا في ممالك النوبة شهدت تلك الفترة ألوان طيف طبقي معقدة ، بحيث كانت الفئات الاجتماعية تتكون من الآتي :
السلاطين والملوك وشيوخ القبائل ، التجار ، القضاء والكتبة وقيادات الجيش ، شيوخ الطرق الصوفية ، المزارعون ، الجنود ، الرقيق .
المدينة والحياة الاجتماعية :
كان لازدهار الزراعة والصناعة الحرفية والتجارة والحياة الثقافية أثره في تطور المدينة والحياة الاجتماعية ، وكان من أهم المدن التجارية : سنار ، قرى ، فازوغلى ، شندى ، بربر ، وسواكن التي كانت
منفذ السلطنة للعالم الخارجي ، هذا اضافة للحلفايا التي كانت مركزا ثقافيا ودينيا ، والحلفايا هي موطن ودضيف الله صاحب كتاب الطبقات .
كما شهدت السلطنة عادات استهلاكية جديدة مثل البهارات ( الفلفل ، الشمار ، والكزبرة ، ) والتي جاءت للبلاد نتيجة للارتباط بالعالم الخارجي وبعد اكتشاف جزر الهند الشرقية ، كما عرفت البلاد مكيفات جديدة مثل : البن ، التبغ والتنباك .
وكانت المنازل تبنى بالجالوص أو الحجر أو القش ، ومن معالم البناء الأساسية في السلطنة هي القبب التي قامت على مدافن الأولياء والصالحين ، ولازالت هذه القبب منتشرة فى وسط البلاد .
كما كانت القوى المنتجة متخلفة في السلطنة ، وكانت المجاعات والأوبئة تفتك بآلاف الناس . كما عرف الفونج الطب التقليدي : البصير ، والفكي الذي يعالج المرضى النفسانيين والعلاج بالأعشاب .
المرأة :
كان للمرأة دور بارز في البنية الاجتماعية للسلطنة الزرقاء ، ويظهر ذلك من نشاطها الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع ، كما كانت تشترك في النشاط التجاري والعلمي والديني ، كما تطورت الأحوال الشخصية
وانتقلت الوراثة من جهة ألام إلى جهة الأب ،كما كفل الإسلام للمرأة حق الميراث ، ونظام الزواج والعائلة المستمد من الشريعة الإسلامية .

رابعاً : الأوضاع الثقافية :
تفاعلت تعاليم الإسلام مع الموروث المحلى ، وكانت الحصيلة الإسلام السوداني المتميز الذي اتسم بالتسامح وتنوع الطرق الصوفية والدينية ، ووحدة الفقه والتصوف ، وتعدد الذاهب ( المذهب المالكي والشافعي ) ،
وظهور التنظيم الصوفي الاجتماعي كشكل أرقى واوسع من التنظيم القبلي ، واصبحت الطريقة الصوفية تضم أشخاصا من فبائل مختلفة مما اسهم في خلق رابطة أوسع من رابطة القبيلة وبالتالي شكل ذلك البذور الأولى للشعور القومي .
_ استنبط الفونج نظاما سياسيا واجتماعيا وثقافيا اعتمد على التعاليم الإسلامية والأعراف المحلية ، والذي حمل بعض السمات والتقاليد السابقة لملوك النوبة ( الطاقية أم قرنين ، الككر ) ، وأضافوا الجديد مثل تطوير
نظم الإدارة والتنظيم والتوثيق في الدولة السودانية .
وكانت دولة الفونج حلقة أرقي في مسار تطور الدولة السودانية منذ نشؤها من خلال التخصص والوظائف المختلفة للدولة وتشعبها ( جهاز الدولة ، الجيش ، القضاء ، النظام السياسي والاجتماعي ) ،
وكانت تلك الدولة تمثل مصالح الطبقات المالكة وكبار التجار وزعماء القبائل ، والشيوخ المتحالفين مع السلاطين والملوك ، أي أنها كانت دولة طبقية .
_ استنبط الفونج نظاما قضائيا ، كان مستندا في أحكامه على الشريعة الإسلامية والعرف ، وقد وصف مولانا حسين سيد احمد المفتى في كتابه ( تطور نظام القضاء في السودان ، 1959 ) ذلك النظام بالتفصيل .
_ شهدت دولة الفونج أنماطا مختلفة من علاقة الدين بالدولة ، فعلى مستوى المركز في سنار كان شيوخ الطرق الصوفية في استقلال عن الدولة . وفى لحظات ضعف الدولة المركزية ( كما أشار هولت في كتابه :
الأولياء والصالحون في السودان ) ، ظهرت دويلات دينية مصغرة داخل دولة الفونج مثل دولة العبدلاب في عهد الشيخ عجيب ، ودولة المجاذيب فى الدامر والتي كان يجمع فيها شيوخ الطرق الصوفية مباشرة بين الدين والسياسة .
_ استنبط الفونج نظاما للتعليم كان متجاوبا مع احتياجات البلاد الاقتصادية والاجتماعية ، وانتشرت الخلاوى في ربوع السلطنة ، كما انتشرت اللغة العربية التي أصبحت لغة الدواوين . كانت ثقافة الفونج حاصل
تفاعل بين الثقافة الإسلامية والموروث المحلى في مضمار اللغة العربية ، الشعر الغنائي ، والأغنية الدينية ( المديح ) ، وتفاعل الوافد من إيقاعات الطرق الصوفية ( القادرية ، السمانية ) مع إيقاعات الآلات المحلية
( طبل ، كاس ، طار ، نوبه ، ..) مما أدى إلى إيقاعات جديدة عبرت عن تفاعل الوافد مع المحلى .
وكان الطابع الغالب على الثقافة الإسلامية هو الطابع الصوفي ، والذي استمده الفونج من حالة العالم الإسلامي الفكرية التي كانت سائدة يومئذ ، والتي كانت تقوم على النقل والجمود .
كم كانت الحياة العقلية والفلسفية متخلفة نتيجة لعزلة الفونج عن العالم في السنوات الأخيرة ، وعدم مواكبتهم للتطورات التي كانت سائدة في أوروبا منذ عصر النهضة ، رغم أن الفونج كانت لهم روابط تجارية مع العالم الأوروبي
عن طريق التجارة الخارجية ، فنلاحظ انه كانت تصل واردات من أوربا للسلطنة الزرقاء مثل : الورق ، والأسلحة النارية ( بكميات محدودة ) والشفرة الألمانية ، والشاي والبهارات والعطور والروائح ) .
أي أن مجتمع الفونج وفى مستوى الطبقات العليا كانوا مستهلكين لتلك المنتجات الكمالية ، ولكنهم لم يتفاعلوا مع التطورات العلمية والفلسفية ، وذلك بحكم أن العالم الإسلامي الذي كانت روابطه مع مجتمع الفونج قوية ،
كان فى حالة ركود وجمود ، رغم حركات التجديد التي بدأت تحدث في مصر قبل حملة نابليون عليها .
الخلاصة :
وخلاصة ما نود قوله في هذه الورقة أن السلطنة الزرقاء كانت فترة هامة في سياق التطور الاجتماعي في السودان إذ أنها شكلت نقطة الانطلاق لتطور السودان الحديث ، فهي الفترة التي شهدت تطورا في نظام ملكية الأرض ،
وشهدت بذور التنظيم الإداري للدولة السودانية ، وشهدت قيام تنظيمات صوفية ضمت في صفوفها أفراد من قبائل مختلفة مهدت الطريق للشعور القومي ، كما شهدت التحول من نظام الأمومة إلى الأبوة ونالت المرأة السودانية حق الوراثة ،
كما شهدت تطورا في نظام التعليم ( الخلاوى ) بشكل واسع مما أدي لانتشار الإسلام وتعاليمه واللغة العربية ، كما ضمت السلطنة الزرقاء رقعة أوسع من الدولة السودانية وشكلت الميل إلى الوحدة والتكامل والاستقلال الذاتي
للممالك التي شكلت الحلف الفونجى العبدلابى كما شهدت السلطنة الزرقاء تطور ا في النشاط التجاري والصناعة الحرفية وتطورا في اقتصاد السلعة _ النقد ، وقيام المدن التجارية والصناعية والثقافية .
كما تفاعلت السلطنة الزرقاء مع العالم الخارجي أخذا وعطاءا ، وعندما تم الاحتلال التركي في للسودان عام 1821 م ارتبط السودان بشكل أوسع بالعالم وتم ضم سلطنة دارفور والمديريات الجنوبية ، وظهرت معالم السودان الحديث ،
ولتبدأ فترة جديدة فى تطوره الاجتماعي .

**********


المصادر والمراجع :
1 _ احمد بن الحاج ( كاتب الشونة ) : تاريخ ملوك السودان ، تحقيق د . مكي شبيكة ( الخرطوم 947 1 ) .
2 _ الشاطر بصيلى عبد الجليل : تاريخ وحضارات السودان الشرقي والأوسط ( الهيئة المصرية العامة للكتاب 1972 ) .
3_ ب . م . هولت : الأولياء والصالحون والإسلام في السودان ، ترجمة هنري رياض والجنيد على عمر ( دار الجيل بيروت ط3، 1986) .
4 _تاج السر عثمان الحاج : تاريخ النوبة الاقتصادي _ الاجتماعي ( دار عزة 2003 ).
5 _ تاج السر عثمان الحاج : لمحات من تاريخ سلطنة الفونج الاجتماعي ( مركز محمد عمر بشير 2004 )
6 _ تاج السر عثمان : تحالف الفونج والعبدلاب : الخصائص والدوافع ، صحيفة الأيام بتاريخ : 2 _ 3 _ 2005 م ، 9 _ 3 _ 2005 .
7 _ د . محمد إبراهيم أبو سليم : الفونج والأرض ( وثائق تمليك ) ، مطبعة التمدن 1967 .
8 _ د . محمد إبراهيم أبو سليم : الساقية ( معهد الدراسات ألا فرو_ أسيوية ، جامعة الخرطوم 1980 ) .
9 _ محمد صالح محي الدين : مشيخة العبدلاب ( دار الفكر بيروت 1972 ) .
10_ نعوم شقير : تاريخ السودان ، تحقيق د . محمد إبراهيم أبو سليم ، دار الجيل بيروت 1981 .
11 _ د . يوسف فضل ( تحقيق ) : كتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان ، تأليف : محمد النور بن ضيف الله ( ط3 ، دار جامعة الخرطوم للنشر 1985 ) .
12_ د . يوسف فضل : مقدمة في تاريخ الممالك الإسلامية في السودان الشرقي ( 1450 _ 1821 ) ، دار جامعة الخرطوم للنشر ، ط2 1989 .

13_ Ofahey and Spaulding : Kingdoms of Sudan ( London 1974 )
Spaulding . j .:The Heroic Age in Sinnar ( 1985 ) 14_
15_Bruce .Travels to discover of the Nile ( 1804 )
16 _ Burkard .J .L .: Travels in Nubia ( 1891 ) .

mailto:[email protected]@yahoo.co.uk

Post: #20
Title: Re: حفريات حول النخبة السودانية .. من ممالك ما
Author: صهيب حامد
Date: 03-26-2015, 08:21 PM
Parent: #19

الاخ ابراهيم فضل الله تحياتي ..

طبعا هذه الورقة هي تلخيص لكتاب الصديق السر بابو (الاوضاع الاجتماعية في العهد الفونج) وهو اجتهاد جيد وان اختتلفت
مناهجنا البحثية وبله كذلك النتائج . السر بابو يعتمد المنهج المادي التاريخي وهو ما ادى به كي يتحدث عن طبقة عاملة سودانية في طورها
االجنيني في عهد الحكم التركي وهو ما اعتقد انه سابق لمرحلته التاريخية في االسودان .. لقد اشرت لبعض مراجع السر بابو في مقبل حلقاتي خصوصا الاوضاع الاجتماعية تحت الحكم التركي .
يتناول السر بابو مجمل الاو ضاع الاجتماعية والاقتصادية وانا اتناول اوضاع النخبة فقط


تحياتي