اِتكاء على حائط الوقت

07:09 AM Mar, 12 2015
سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



تفتتح اللحظة مراسم حضورها فوق عشب الوقت بموسقى لا يراها الظل
لكنه يستأنس بطعمها القادم من لدن الإشتهاء، بنكهة الشوق النديم
تتبرج اللحظة فتتربص الأعياد بها لترتكب جريرة الفرح
تهز اليها جذوع الحنين فيتساقط ثمر اللقيا جنيا على جسمها المملوء بالإغنيات الملونة
ذات الألوان التى ارتداها قوس قزح فى آخر زيارة لمقام المحبة
ونسيها حين سمع أجراس الغمام تعلن بداية قداس المطر وساعة الهطول

تخرج اللحظة وتنشد فى سرها

يا ايها النهارالمبلل بالهديل
يا ايها التعب الذى
يختصر أشواق الفصول
ويسلب من قوافلنا الدليل
ارفع نواياك عن طريقنا
لتخضر الخطى
وبالأحضان تأخذنا
موانئ الوصول

اللحظة الآن

تمام الأسى إلا قليلا

حدثتنى ذات لقاء عن نهارها

قالت

نهار يقلب حبيبات القهوة على خصلات الشمس
ويتوسد اكتاف الملائكة
يسند مرفقه على طاولات من عصب الارواح
ومسام الهواء تنضح برائحة الحياة
يلوك النهار بعض حصاد الامل
ويوزع على الحاضرين ثمار الدعاء
التي تركتها القلوب النابضة وهجا على عتبات السماء
لمرة اخرى آملة ان يجدها الرب قبل ان تكنسها ملائكة الخدمة

وحدثتها أنا عن نهارى

قلت

فى نهارى

ترفع النوافذ رموشها فيتساقط ما علق بها من بقايا حكايات النجمات
تفتح النوافذ عيونها لترى وجه الشمس الصبية

وجهها الذى يشبه برتقالة مختبئة وسط القصيدة

يخرج الظل بساطا من فضةَ الوعدِ، من أقحوانَ الأغانى
ذلك الظل المدثر بأغطية الندى وافتتاحيات الأناشيد الصديقة
مزينة بلازورد الأنس الأزرق

الآن تستريح القصيدة فى فم اللقاء، ويسيل شهد المكان على جدائلِ اللحظة
والشمس تجلس على أريكة من صندل النشوة
توقع مراسيم الضياء، تكتب مواعيد العاشقين وتنادى

من دخل دار حبيبى فهو آمن

من قرأ فاتحة المحبة فهو آمن

إذهبوا الآن

فأنتم البؤساء

أنتم العاشقين

ثم

وبعد أن استمعنا سويا لإحدى فيوض "يانى" الموسيقية السماوية

بدأت تحدثنى عن كيف أن الموسيقى هى ماء الروح

قالت

ويجري اللحن
في أواخر شهر آب
شهر الحصاد
شهر الاسود
شهر القياصرة


فلاش باك
يجري آب حاملا وعد الحياة الى عروق الايام
يتسلل الى صفحة الحياة تسبقه بواكير الاشجار
يسرق من الغيم حزنه ليسقي به شوق الارض الى الامومة
يعانق الربيع مودعا ليستقبل وفود المطر والطين و يرتدي الطمي
ويغني معهم الحان الصلاة
وترقص عليها النسائم المثقلة بعطور الربيع
وحين يصل آب الى مصبه في التقويم
تغني عذراوات البساتين فرحا بحصاد النبيذ
وتتمايل القرى طربا
تنزل آلهة الاولمب لتسترق النظر
وقيصر الخيال يرسم الاسود على جدران النار
فيجمع الحاضرين
ان لآب قربان
ان عمر آب يجب ان يطول
فيسرقون يوما من شباط
الشهر العجوز بارد القدمين
ويتوجون به آب ملكا على الشهور

توكأت على شغفى
ونظرت الى عينيها، وعادة لا أجروء على ذلك
افتعلت جسارة خائبة ونظرت

قلت لها

ها أنتِ من جديد
تبذرينَ نواةَ الضوءِ
فى أرض السنينْ
فتهللُ اللحظاتُ خاشعةً
تهتف وهى تعتمر الحنين

تَبارَك وردُكِ
تبارك ضوءك
تَبارَك وعدُكِ

ذاك الذى يمنحُ الصباح إسمه
فتسجد الأفلاك
فى ملكوت سحرك
وترقص الأملاك
تروى قصائدُ العاشقينْ
تؤدى فروضَ الوجد
وتسميكِ الحديقةَ

الآنَ
يُتوجُكِ الصباحُ
سيدةً على ممالكِ الأريجِ
فتَبارَك وردُكِ
يا سيدةَ الإشراقِ

وفى رابعة نهار اللقاء
اخبرتها حقائقا يخفيها ظلى تحت ترابه المسكون بجمر الأسى

قلت لها:

أنا ضجةُ الدمِ المعربد فى السكونِ
أنا جمرُ معلقٌ على عنقِ الجليدِ
فوق قارعة السماء
أنا رمادٌ عنقاءَ الحريقِ
أين ستختبئون من أسمائكم
كيفما كنتم
حتما سيأتيكم العشق
ثم يتبعه الجنون

اباذر ،،قراءة اولي..
اعذرني ان ضل المسعي
فالوقت تمام الحزن..
ليل عبثي يتسربل بالبرد
يلفحه برد قاتل
ريح غاضبة
ومطر احمق
والقلب الساعة مشتاق
لانس مغموس في الاشواق
لعناق
وحبور العشاق..
يا اباذر
هل حقا غمرتك بتلك اللحظة
حين توحد ضوء الشمس
باشواقك للتوق
حين افاضت انفاس رحمانية
حتي مست عصب الروح
اشعلت الفانوس
وملات براحات الحقل ببشارات
الفرح الحلو الاخضر
هل ظفر المسعي
ام تاهت دعوات المشتاقين
لحضن السدرة
علي عتبات الباب الرحمني
حملتها ملائكة الزمن الحاضر
لسديم موغل في البعد
غارق في الغمض
حتي خرج من بين ضفائرها
من عسل الكلمات
من لحن صبية
مملوء فرحا وصباحات
عبق كعطر حلو
زهو فراشات
شدو عصافير
نغم اوتار كمنجات
من بشر بالميعاد
تتفجر انهار مخبؤة
تهب الريح الحلوة
يجئ الغيم بشوشا حتي مرقدنا
يسقط هذا التعب
تنغشع غلالات الاحزان
وتتوحد بالنبض الكوني الحلو
يؤذن في اللحظة اذان الفرح الريان
وتدخل فينا فيها
امراة تغسل عنا كل الحزن
تشرع فينا احلي الوان
سكن يسكت هذا النوح
ربيع يشرق في الروح
وطن وكيان...
يا زول...
دي قراية اولية والساعة الان الخامسة صباح
ارق
ضجر
وحزن ياصديقي..
ساذهب للشغل واعود
ممكن اطلب حزف ماكتبت لاني لن اقراه الان
اعني ماكتبت انا PLS DONT BLAME ME FOR INTERUPTION

يا أيها العزيز

عبد العزيز

كلما لاح بارق الحضور قبالة جهات اللقيا
نأنس فى التو نارا من شاكلة تلك التى تكون بردا ومحبة وسلاما
وفرحا

ونلفاك بيننا
تضج اللحظة بحبورها بك
وتحتشد الأمكنة بإخضرار جميل

فكيف بعد ذا وذاك يضل مسعى العبق ؟

حتى ذلك الحزن المقيم فينا
يزيح مقعده خشية وربما كسوفا
من أن يتبجح بسطوته علينا

ويترك مكانه لفرح هميم

والآن نعلن فرحنا بك
ونلصق لافتات السعادة على جدران اللحظة

فتبارك حضورك يا صاحبى

وتجدنا إن شاء الله من المنتشين

بأريج حرفك وعبق كلماتك

حاضنا سنبلة وقته

يقول أدونيس

وأقولُ الكونُ ما ينسجُهُ حُلْميَ
تَنْحلُّ الخيوطْ
وأرى نفسيَ في مَهْوى وأَسْترسل في ليلِ الهبوطْ
طُرقٌ تكذِبُ، شُطآنٌ تَخونُ
كيف لا يصعقُكَ الآنَ الجنونُ؟
هكذا أَنْتَبِذُ الآكِلَ والأكْلَ وأرتاحُ إلى كلِّ مَتَاهْ
وعَزائي أنّني أُوغِلُ في حلميَ، - أَشْتَطُّ، أموجْ
وأغنّي شهوةَ الرّفضِ، وأهْذي
فَلَكُ الزُّهرةِ خلخالٌ لأِياميَ، والجَدْيُ سِوارٌ
وأقولُ الزَّهرُ في تيجانِهِ
شُرُفاتٌ...
وعَزائي أنّني أخرجُ - أسْتَنْفِرُ أفْعال الخُروجْ.
هكذا أَبْتدئُ
حاضِنًا أرضي وأسرارَ هَواها، -
جَسَدُ البحرِ لها حبٌّ له الشّمسُ يَدانْ
جَسَدٌ مُستودَعُ الرَّعْدِ ومَرْساةُ الحنانْ
جسدٌ وَعْدٌ أنا الغائبُ فيهِ
وأنا الطّالِعُ مِن هذا الرّهانْ
جَسَدٌ غطّوا بضوءِ المطرِ العاشقِ وَجْهَ الأقحوانْ،
وَلْيَكنْ
أحتضِنُ العصرَ الذي يأتي وأَمْشي

النختها يا أخوي دي الأحمال والننتكي نتابع معاك ما ينسجه أدونيس .
..
كيفك يا ود بابكر
عل الأيام معاك متحانة وضاحكة ؟
وكيف مع تلاقيح الغربة ؟ وكيف حال المال والحلال ؟
تحياتي وجزيل شكري علي التدفق البديع .. ليك القومة يا شاعرنا الجميل

عثمان

يا بن موسى

الحال ياهو نفس الحال

نقتات ذكريات
ونشرب آهات

الغربة بت الكلب

اصبر ليها ساى

بلاقيها فى رجعه وبضوقا الوجعه

واتا اخبارك شنو

تسلم يا زول يا اخدر

يطيب معناك ان شاء الله

هناك
تقف غبطة الوقت بكامل عطرها
قريبا من شجر يحفظ تاريخ المكان
ويختزن كل أخبار الطير ومواعيد عودة الرياح
هناك
تنبت لافتات الصحو
ترتب مجالس الغيم فوق حقول الإنتظار الذى يراود التراب عن أسراره
وينادى الخريف لينضم الى مائدة غناء النهر

هنا
تصطف العصافير على جنبات النشيد
لتستقبل العائدين من أحلامهم
الخارجين من أحزانهم

سيأتى الشعراء بعد حين

ربما بعد أن يزهر الصخر

فى البدء

وعند إفتتاحية سيمفونية النهار الأول
كان الوطن يمسك حرف الحا من يده العليا
يرفعه عاليا ويقفز به فوق شبح المفردات
ويتجاوز رهق "الحا" الى
حب وحديقة وحنان

وحقل

Quote: فى البدء وعند إفتتاحية سيمفونية النهار الأول كان الوطن يمسك حرف الحا من يده العليا يرفعه عاليا ويقفز به فوق شبح المفردات ويتجاوز رهق "الحا" الى حب وحديقة وحنان وحقل

الشاعر الجميل أبوذر
شكرا على سيمفونية النهار الأول او " الحاء الحنونة"

محبتي

Quote: بنكهة الشوق النديم

لا تزال عالقة بحلق محبتي هذه النكهة
أعرفها و لا أجرؤ على وصفها
مكانها فوق سقف العبرات و أسفل منتصف العشق
كيف وصفت نكهتها؟؟...كيف!!

.

الطيب البشير

كيفنك يا البيك نور اقليمك

نكهة الشوق

قريبة من تلك التى كابدها استاذنا السر بن دوليب

شوقى ابلغ من غناى
وحبى اسمى من المعانى

يرتلها بن عوف الشهير بمحمد ميرغنى بعد أن يقول

وكل يوم كان لى فى قربك
اتمنى لو احياهو تانى

طعم التبريح ممزوجا برائحة الأمنيات

إخضرار فاتح

وقد فتحت لنا فتحا منيرا

وتمعن "الحاء" فى حنانها
لتصادق كل أبجديات الحسن

ويزهر الحضور

فاتحا سمحا وفتحا جميلا

أُعد الآن ذاكرتى
واهيئ ِالأرض
لمحاورة محاريث التخيل
ذاك الذى
لا يغنى عن انحياز الطمى
لشهيق النهر
فالوعد يخرج من فضة النهار
والبشارة تنبع من ضحكة الأصيل
الحلم كنز يختبئ فى عسجد الأماسى
والحقيقة وهم فى إغفاءة الغسق

اوان التسكع بين آهات الخروج ومرافئ اللاوصول
يدنيك من ملامسة وجه الوقت وتحسس ندبات الحزن عليه

الخروج من بين صلب السكون وترايب الضجيج
سكون الروح وضجيج أمنياتها الذى لا ينتهى

لو كان السفر رجلا لقتله
كنت لأقتله وأنا أغنى بلا ندم
فهل نحن إلا قابيل؟
قابيل متأبطا فجيعته التى بدأت، وحتما سوف لن تنتهى

وقهوتنا تحرس الوقت من "عين" الضجر
والسلام علينا ونحن نتنكب اسنة هذا الزمن الضنين

الضنين بفرحه وسعده
بإخضرار لحظاته التى تيبست فيها مفاصل النشوة
وجف من حولها ريق البهجة

لقهوتنا تلك، و"ضحوياتنا" الندية

نعود لنتوحد مع ذلك الطين البهى
نصحو مع دقات الضوء الأولى على أبواب الفجر

وفى صباح الوقت
حين تنقر العصافير الصديقة بأناملها الرقيقة على نوافذ نومنا؟

وسنراقب ذات العصافير حين تزمع الشمس النوم مجددا
تمد فوقها وفوقنا ذلك الغطاء الذهبى وتعلن أن سنلتقى مجددا ذات فجر، ذات سعادة

سنراقب تلك العصافير وهى تعود الى مهاجعها
تدندن بأغنيات الشفق وتدفق مواعيد العشق لرفيقاتها

سنلوح للشمس

نغسل الروح فى نمير أغنيتها الحنينة
والغروب قد تقمص روح الكرز ولونه الأحمر

مثل خدود صبية
ترسم جنتها بألوان حلمها
على راحة كفها

وقف النهار و هو يحيط بخصر المدينة
كان الإنتظار فيها عميقا مثل ثقب أسود
بلا محطات فيه ولا موانئ
كان النهر تائها بين حقول اللحظات العجولة
والماء اختبأ بين عتبات الموج
كان عميقا بصمته
و موته الطويل مثل صحراء
لا يكذب الرمل فيها
مثل بحر
يقتات من جسدِ القَدرِ
يعتاش من خيبة السفنِ
ومن ذكريات المسافرين

Quote: وقف النهار و هو يحيط بخصر المدينة كان الإنتظار فيها عميقا مثل ثقب أسود بلا محطات فيه ولا موانئ كان النهر تائها بين حقول اللحظات العجولة والماء اختبأ بين عتبات الموج كان عميقا بصمته و موته الطويل مثل صحراء لا يكذب الرمل فيها مثل بحر يقتات من جسدِ القَدرِ يعتاش من خيبة السفنِ ومن ذكريات المسافرين

لكأنما ..أغسل عيني بالضوء والألوان ...للمرة الأولى ...
لكأنما الكلمات ..تتنفس ..وتمشي ..وتحلق ...ملونة كالطيف ...نابضة كالعنفوان...

شكرا أبا ذر ...على فيض التلاوين ...البهية ...

Quote: حدثتنى ذات لقاء عن نهارها قالت نهار يقلب حبيبات القهوة على خصلات الشمس ويتوسد اكتاف الملائكة يسند مرفقه على طاولات من عصب الارواح ومسام الهواء تنضح برائحة الحياة يلوك النهار بعض حصاد الامل ويوزع على الحاضرين ثمار الدعاء التي تركتها القلوب النابضة وهجا على عتبات السماء لمرة اخرى آملة ان يجدها الرب قبل ان تكنسها ملائكة الخدمة

هكذا تكون الإتكاءة...
يطيب لنا الجلوس ها هنا...
لعــــــــل يكون لنا نصيب من ثمار نهار تلك الحبيبة الأثيرة..
تسلم أبا ذر......

نصر الدين

لك الحدائق والأغانى
وكل أعياد السهول
لك الورود
ورحيق الفرح
ترياق للذبول
لك الأمانى
أعراس الغيوم
وكرنفالات الهطول

يا وقت

كن بردا وندى وطيب وسلاما

على إبراهيم

شكرا يا أبا الخليل

على تجميل المكان

بنورك وحضورك

والأيام
منذ قهوتها التى
خدش ضحاها
مكر الظل
وتواطؤ الأشجار
منذ نشوتها التى
استباح صباها
طيش العشب
وسيل الأنين
ها هى الآن تغفو
حافيةَ القلب
تستجير من رمضاء الليل
بأرقِ النهار
ها قلبها الآن
ينتعل الحنينْ

هل المساء
إلا جثة خائبة
لنهار خائبٍ؟
نهار
فضّل أن يبيع الشمس
مقابل حفنة نجمات

شربت الشمس حليب ليلها ونامت

نهار
ما علم أن القمر
طفل يبخل بحلوى الضياء
وفتات الأغنيات الذابلة

هل المساء
إلا محض نهار زائفٍ؟