|
|
|
 Re: تدشين ذهبية جامعة الأحفاد للبنات الثلاثاء 10 مارس 2015 الساعة 8 م بمباني الج (Re: بكري الخير)
|
لعل كل من يريد ان يكتب عن تاريخ التعليم الوطني في السودان لابد له ان يضع امام اولياته ..الاحفاد هذه المؤسسة التعليمية التي نمت من روضة وصارت صرحاً تعليماً عظيماً ورائداً.
ذلك ان الذي ميز ويميز الاحفاد هو قدرتها علي البقاء والصمود ، يوم أن ان كان البقاء والصمود تحدياً خرافياً. وقدرتها علي الابتكار في زمن كان الابتكار فيه بدعة .
لقد كانت فلسفة الشيخ بابكر بدري ان ينشر التعليم والمعرفة علي اوسع نطاق ممكن نسبة لحاجة المواطن السوداني والمجتمع في ذلك الزمن لاكثر جرعا ت عاجلة واكبر مقدار ممكن من المعرفة وعلي احسن وجه ممكن وقد كان للشيخ الجليل ما اراد.
كان الاحفاديون الاوائل في طليعة المجموعات الوطنية الذين اسهموا في العمل الوطني الذي قاد البلاد الي السيادة والاستقلال الوطني.
في اوائل القرن العشرين وبالتحديد في عام 1903 انشأ الشيخ بابكر بدري مدارس الاحفاد في رفاعة وكانت بداية متواضعة بتجربة رائدة تمثل نقطة تحول في مسار التعليم الأهلي في السودان بصفة عامة.
والتجربة في بدايتها تمثلت في اقتطاع بابكر بدري جزء من منزله جمع فيه سبعة عشر تلميذاً هي اول مدرسة للبنين في السودان .وفي عام 1907 انشأ مدرسة للبنات،وجاء في كتاب حياتي الجزء الثاني ليوسف بدري ص 63 (دخلت سنة 1907وجددت نشاطي لأبرز مدرسة البنات برفاعة ولما كانت هي الأولي من نوعها في التعليم المدني للبنات ، فمن الطبيعي ان يلقي منفذه من الصعوبات مايلقاه المجددون ).
وفي العام الذي تلاه خط يراع الشيخ بابكربدري اول منهج لتعليم المرأة وارساء القيم والمفاهيم الجميلة من خلال قصيدة ( زينة البنت الادب ) .
بل كان الشيخ يشجع الانشطة الفنية فاول مسرحية كبيرة مثلت علي مسرح في السودان كانت من اخراجه سنة 1938م . بمسرح نادي الخريجين بامدرمان.
وقد جاء في كتاب علمتني الأحفاد لعلي شبيكة * الطبعة الاولي 2001 الناشر علي شبيكة ص 23(كان في الأحفاد مسرح تقدم فيه تمثيليات بين الحين والآخر يشارك بالتمثيل العديد من الأساتذة اذكر منهم الأستاذ سيد أحمد عبد الرحمن* (شيخ سيد أحمد ) والاستاذ عبد الخالق حمدتو *والعم عبد الكريم بدري* . وآخرين.).
وقدمت مسرحيات شهيرة في ذلك المسرح منها مجنون ليلي وغبد الرحمن الداخل . وغيرها من المسرحيات العالمية الممنا بها ونحن في تلك السن المبكرة ).
وفي عام 1936 افتتحت المباني الجديدة لمواكبة التطور الذي ينشده فتضاعف عدد طلاب المدرسة الاولية وكذلك القسم الاوسط في عام 1936 وتصاعد عدد طلاب المدرسة الاولية وكذلك القسم المتوسط الذي نشأ عام 1933 واصبح عام 1941 من ثلاثة انهر.
ويرجع ذلك الي فلسفة الشيخ بابكر بدري وطريقة عمله مع التلاميذ فهو مربي من الدرجة الاولي يتمتع بموهبة ربانية في التعامل مع الاطفال والتلاميذ جعله يحتوي كل هذه الاعداد ، بحنان ابوي حازم غير متشدد .* مقابلة مع علي شبيكة////
وفي عام 1932 انتقلت التجربة الي مدينة ام درمان باقتراح من بعض مواطنيها المهتمين بنشر التعليم وتطوره واصبحت المدرسة في منزل تبرع به صاحبه لهذا الغرض السامي.
1- دبلوماسي سوداني عمل في الخارجية السودانية
واصبح لها مجلساً للامناء الذي نجح في الحصول لها علي قطعة ارض في مكان بارز ، في قلب المدينة كما نجح في جمع التبرعات الفردية والاكتتابات الخاصة التي بلغت ثلاثة الف جنيه سوداني وفي عام 1932 واجهت التجربة في البداية معارضة الحكام الانجليز واحجام بعض المواطنين كما جاء في مذكرات الشيخ بابكر بدري الجزء الثاني ص ( واصبح لي مثبطان هما معتقد المدينة وعالمها من جهة وشيخ القبيلة من جهة اخري اذ طلبت من المدير الانجليزي ان يأذن لي بفتح مدرسة بنات عام 1904 فضربني في كتفي وقال لي( أنت مجنون ) ولم يؤثرهذا الموقف التهكمي من مواصلة الشيخ بابكر بدري أهدافه وفلسفته .
كان الشيخ بابكر بدري يؤجر المنازل للمدرسة فكان ان استاجر منزلا من احد الاجانب ويدعي عبجي * لتكون مقراً للمدرسة وكانت عزيمته وهمته لا تؤمن بمحدودية الامكانيات فكان يستعمل القرعة لشرح جغرافية الكرة الارضية وذلك لشح الامكانيات *
كان الشيخ بابكر بدري رجلاً عمليا يكسب الاخرين بالتعامل الودود فعندما اراد برمبل المفتش العام لامدرمان توسيع المدينة .قام باعطاء المواطن القبطي قديس عبد السيد *قطعة ارض حكرا لمدة عشرين عاماً (1940 -1960) يبني عليها سينما جديدة بدلاً عن السينما الصامتة التي كانت تؤجر بالمدينة وقد اسماها (قديس ) عند افتتاحها بسينما (برمبل ) بينما اعطي الشيخ بابكر بدري قطعة ارض هبة حكومية فكتب نشيداً للمفتش .
برمبل بيكا هاك الشكر منا
عن الاحفاد مرفوعاً مثني
عمرت الدار اصلاحاً وامنا
فمثلك عن سيرته يغني
وبذلك اراد ان يشكر المفتش الانجليزي برمبل اعطاءه الارض التي تقابل حزب الامة الآن فانشأ عليهاالمدرسة الاولية بعد ان كون لها مجلساً للامناء. وفي عام 1948 منحت حكومة السودان الاحفاد ارضا لتقيم عليها المدرسة الثانوية التي اكتمل بناؤها عام 1951م بحملة تبرعات قومية شملت كل السودان وجميع قطاعات الشعب وكانت حصيلة ذلك الجهد القومي 15 ألف جنيها واضافت اليها وزارة التربية عشرين الف اخري وكانت مدارس الاحفاد تضم انذاك 38 طفلا بالروضة 209 تلميذاً با لمرحلة الاولية 460 تلميذا بالمدرسة الثانوية.
توفي الشيخ الشيخ بابكر بدري عام 1954م وخلفه ابنه يوسف بدري وكانت اهم اهدافه بعد وفاة والده القفز بالاحفاد وتوسيع مسيرتها التعليمية ، في عام 1955م قامت المدرسة الثانوية للبنات .*مقابلة كامل شوقي 2
ذكر كامل شوقي في مقابلة بان مؤسسة الاحفاد مثلما كان لها اصدقاء ومحبين اعانوها علي النهوض الا انه كان لها ايضاً منافسين ومثبطين لا يريدون لها التقدم وهو النظام التعليمي الحكومي للمستعمر الانجليزي. فكان ان واجهت الشيخ بابكر بدري صعوبات كبيره ولكنه انجز كثيراًوقلت الصعوبات .
2- احد ابرز تلاميذ بابكر بدري ومدير مصلحة الغابات سابقاً
وعند وفاته ظن اعداء الاحفاد في ذلك الوقت بان هناك فراغاً شديداً قد حدث فنشطوا في محاولة تأميمها وضمها لوزارة المعارف وبالتالي القضاء علي خصوصيتها فتصدي لهم يوسف بدري الذي خلف والده بابكر بدري بقوة وقد قال قولته المشهورة لوزير التربية انذاك (اذا اردت تأميم الاحفاد فسوف اقوم بتلغيمها وتفجيرها وانا بداخلها). فكان قرارالسيد عبد الرحمن المهدي *3بعد أن جمع وزراءه من حزب الامة وكان وزيرالمعارف من ضمنهم فأخبرهم بترك الاحفاد وشأنها وقد كان . مقابلة مع الصادق المهدي ////
* كان الشائع انذاك ان كلية غردون لا تقبل خريجي المدارس الاهلية الوسطي بل يقتصر قبولها علي طلبة المدارس الوسطي الحكومية فقط ذلك ان المدارس الاهلية كما تقول الاشاعة اضعف من ان يجتاز طلبتها امتحان الدخول لكلية غردون وخلقت هذه الاشاعة روح التحدي لتبرهن الاحفاد علي جدارتها ، وان يبرهن تلاميذها علي عدم صحة هذه الاشاعة المغرضة .
وجاءت امتحانات الدخول لكلية غردون وتقدمت الدفعة الاولي من تلاميذ الاحفاد للامتحان ولدهشة الجميع فقد كسرت الاحفاد وتلاميذها حاجز الاشاعة ونجح عدد مقدر منهم ودخلوا كلية غردون وكان علي رأسهم ثابت حسن*4 الذي اصبح اول مديراً لمصلحة الاثار والمتاحف عند استقلال السودان في عام 1956م وكامل شوقي الذي اصبح كذلك اول مديراً لمصلحة الغابات وصادق بدري محافظ مشروع الجزيرة والامام الهادي المهدي واسحق الخليفة شريف ومحمد داوؤد الخليفة وزير الحكومات المحلية وغيرهم وهكذا انطلقت الاحفاد صاعدة سلم التعليم .
وهكذا اصبحت الاحفاد تؤهل طلاب لامتحان الشهادة الثانوية والتي كانت تعده جامعة كمبردج انذاك بعد مماطلة ومغالطات مع مدير المعارف الانجليزي ومكابرتهم المحبطة للهمم .
والفضل كل الفضل يرجع للشيخ بابكر بدري وابنه يوسف بدري* 5وللمواطنين الذين آزروها ووقفوا بجانبها اثناء الحملات التي كانت تهدف الي تعطليها وتأميمها .
(منقول من بحث الدكتور مصطفي الشريف)
| |
 
|
|
|
|
|
| |
بكري الخير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست