أســــــــــــــــــــــــــماء سميتموها

04:25 PM Mar, 07 2015
سودانيز أون لاين
ودقاسم -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



الجقر
سألت صاحب المغلق الذي اعتدت التعامل معه إن كان يعرف سباكا ماهرا ليقوم بتغيير الموتور المتوقف منذ يومين بآخر جديد اشتريته بحمسة أضعاف سعر الأول من منطقة البوستة بأم درمان .. فرد الرجل بالإيجاب .. وقال لي :
تلقاهو برة مع العمال ..
خرجت من المحل وتوقفت أمامه حيث تجلس مجموعة من الناس يبدو أنهم العمال الذين قصدهم صاحب المعلق .. ووجهت إليهم السؤال مباشرة : منو فيكم السباك ؟
فتلفتوا يمنة ويسرة ثم رد أحدهم : هسة كان هنا
ورد آخر : ياعمك الزول ده بيكون قريب ما بعيد
وثالت يقول : يمكن مشى يتسيّر
عدت لصاحب المغلق ، وقبل ان أسأله بادرني بالسؤال :
أها ما لقيتو؟
أجبته بالنفي . ثم سألته : هو اسمو منو ؟
فرد بابتسامة عريضة وأتبعها : الجقر .. أسمو الجقر
فقلت : الجقر مرة واحدة كده ؟
وقبل أن يرد على سؤالي رفع يده مناديا : الجقر .. الجقر ، تعال .
فأقبل علينا شاب لايمكن إلا ان يطلق عليه الجقر ..هو الجقر ولا يمكن ان يحمل اسما آخر ..

كاس العالم
عثمان شاب في سنته الجامعية الثانية .. طالب بآداب الخرطوم .. يسكن البركس ويأكل من السفرة الجديدة ( هكذا كان اسمها ) .. عثمان شاب عادي في كل شيء مظهرا وخلقا .. لكنه كان بدينا يميل إلى القصر ، وله أذنان كبيرتان بشكل واضح.. صاحبنا ابراهيم كان احد كبار المستهبلين من البراكسة في تلك الفترة ، لا يجمل مالا في جيبه ولا يكنز المال ، ويتعامل مع ما يصله من المال بسخاء زائد فيعود مفلسا كعادته .. لكنه لم يكن يفتر أبدا من السعي للحصول على المال عبر علاقات متعددة .. وكثيرا ما يكون خميسنا معتمدا على ابراهيم ومهاراته..
المهم في مرة من المرات كان إبراهيم يستهدف عثمان ، لكن سخاء عثمان لم يكن يوازي عشم ابراهيم .. ولما كان الخميس قال عثمان أنه لا يجد قرشا واحدا يعطيه لإبراهيم .. فعاد إبراهيم حاملا وجها يلعن القفا .. ولما قابله يوسف وسأله :
أها يا ابرهة الخميس كيف الليلة ؟
تعفر وجه إبراهيم أكثر من ذي قبل ، ورد على يوسف :
والله عثمان ده طرشق علينا أي حاجة ..
وتساءل يوسف : عثمان منو
فرد إبراهيم : أنا عارفو عثمان منو .. ما عثمان كاس العالم ده
ومنذ ذلك التاريخ اطلقت شلتنا على عثمان اسم عثمان كاس العالم ( بدون همزة )
لكن عثمان لم يكن يعلم ذلك .. وما كنا نعرف ان كأس العالم طويل وتحيف وربما بدون أذنين..

جنا فيل
محمد شاب مصري طيب للغاية يبدو أنه اغترب قبل أن يكمل الجامعة أو ربما أنه لم يدخلها أصلا .. عمل معنا بالشركة بمقسم الهاتف ( السنترال ) .. وكان يميل للسودانيين أكثر لأن كل زملائه بالعمل في السنترال كانوا سودانيين ، وكاانيسعى لتعلم اللغة الإنجليزية من زملائه.. وكان معنا الأخ صمويل من جنوب السودان .. كان صمويل رجلا صامتا أكثر الوقت ، وحين يتحدث ينطق حكمة ..هو اكبر منا جميعا وأكثرنا حزما وجدية .. لكنه لم يكن يبخل بالضحكة والابتسامة وكثير من الود .. صمويل يعرف الغابة وتفاصيل حياتها وكثير من صورها .. ومحمد المصري كان قصيرا وممتلئا ويبدو محدودبا بدرجة ما .. لو سئلت ما شبه محمد المصري لما حرت إجابة أو لقلت أنه شخص عادي .. لكن صمويل كان له فهم إبداعي آخر .. تراءى له محمد المصري مثل صغير الفيل .. فأطلق عليه اسم ( جنا فيل ) ..ولما سمعت الاسم اقتنعت به تماما .. إنه جنا فيل..