هبت الخُرطوم ـ الكابلي ـ هل الغناء بقدر السامعين ؟

07:12 PM Mar, 03 2015
Sudanese Online
عبدالله الشقليني-
My Library at SudaneseOnline







هبت الخُرطوم ـ الكابلي ـ هل الغناء بقدر السامعين ؟

أما الأحبة فالبيداءُ دونَهُمُ .. فليت دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
لم يترُكِ الدهرُ من قلبي وَلا كبدي .. شيئاً تُتَيّمهُ عَينٌ ولا جيدُ
ماذا لقيتُ من الدُنيا و أعجَبُه .. أني لَما أنَا شاكِ مِنهُ مَحسُودُ
إني نزلتُ بكذابينَ ، ضَيفُهُمُ .. عَنِ القِرَى وَ عَنِ الترْحالِ محْدُودُ
جودُ الرجالِ من الأيدي وَ جُودُهُمُ .. من اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ
ما يَقبِضُ الموتُ نَفساً من نفوسِهِمُ ..إلا وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِها عُودُ
جوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني .. لكي يُقالُ عَظيمُ القَدرِ مَقصُودُ

ما كذب الشاعر أبو الطيب المتنبي .

*
نعمَ الغناء .
كأن مدامِع الناظرين تلعق من عسل الذل .
كانت الدُنيا عظيمةً حين يقف يزود عن حياضها الكرام .
فأي عيد عدت يا عيد . بينك والأحبة بحور وصحارى .
كنتَ سيدي على ضفاف النهر تشربُ خيولك ،
وترعى ماشيتُك من علف الأرض .
حين كانت السماء تسقي ، فتنهض الأرض بغلتها ،
تُغني الفقير ، وتسوي الموائد والجالسين حولها .
يا لعظمة الأرض التي نُغني لها ! .
نورها يُعشي العيون . وما أخفض الجالسين .
أبصارهم دون مراقي القِمم .
النور في صباحات الأناشيد .
والبؤس يلُف السامعين .
ليت السامعين بقدر المعاني ،
ولُجج الغيم وكوابس الرعد .

*

يا لجمال القصيد والمغنى

ويا لتعاسة المستمعين ذوى الوجوه الكالحة

لك من الشكر أجزله أخ عبد الله

تحية

(ابصارهم دون مراقي القمم)...نعم هي كذلك من باع الجغرافيا ولم يحصد من مدونة التاريخ شيئا...ابصارهم واجفة لأن قاماتهم كانت أقصر من رمشهم وهم يحدقون في غيبات جبهم المظلم...ظلام ليل الطغاة وهم يعدون في ثواني حياتهم في سعيها الخائب..

وجراح تتغني ومصائر....مصير الحلم الذي تتباعد الخطوات اليه والجراحات في اغنية نضالها المستمر...استمرار النزف في زمان المسغبة برجاءاتها الخائبة...يدفع الشعب من مراراته ونزفه من رصصيد توقه رغم حسه المنهوك وان طال ليل الطغاة الجبناء...


لهم يومهم...خاب سعيهم..

الأحباء محمد الكامل " والعميد محمد أحمد الريح

لكم الشكر الجزيل