وطن بلا معارضة ورجال دولة ؟!#

وطن بلا معارضة ورجال دولة ؟!#


03-02-2015, 10:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1425333007&rn=0


Post: #1
Title: وطن بلا معارضة ورجال دولة ؟!#
Author: زهير عثمان حمد
Date: 03-02-2015, 10:50 PM

09:50 PM Mar, 02 2015
Sudanese Online
زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½
My Library at SudaneseOnline



أصبح الاحساس السائد بين كل فئات الشعب السوداني بأن المعارضة الحالية عديمة الفائدة ولا ذات جدوي ولن تقودنا للتغيير المنشود بل ترسخ مفهوم أننا وطن بلا معارضة وحتي رجال دولة يعول عليهم في الملمات وتسير دولاب العمل للدولة وشئون الناس لسوابق كثيرة لا حصر لها
والمعارضة كما يقول برهان غليون في مقالته ( عن معنى المعارضة السياسية ووظيفتها)كثيرا ما يؤخذ على المعارضات السياسية عجزها عن إحداث التغيير الذي ينتظره الرأي العام. وفي حالات كثيرة تستخدم النظم التسلطية هذا العجز لإقناع الجمهور بأنه لا قيمة للمعارضة ولا جدوى منها. .والحال أن المعارضة لا تستطيع أن تكون وسيلة تغيير إلا في إطار نظم ديمقراطية، تعترف بشرعية المعارضة وتحترم حقوقها، وفي مقدمها حقها في التداول على السلطة عند حصولها على أكثرية نيابية. خارج هذا الإطار لا يمكن لحركة التغيير أن تستند إلى المعارضة السياسية، خاصة وأن هذه المعارضة تكون سرية أو شبه سرية وبالتالي مقيدة إلى حد كبير.
والغريب في الامر أن معارضتنا لنظام الانقاذ أخذت دهرا طويل بلغ ربع قرن من الزمان بدون نتائج أو تحقيق حتي أختراق لمؤسسات الحزب الحاكم أو قل تجنيد شباب مؤمنيين بمباديء هذه الاحزاب أو الكيانات السياسية المعارضة وأقولها شهادة لله والتاريخ أن هبة سبتمبر المجيدة كانت حراكا شبابي عفوي مبرأ من التحزب زاللون السياسي وحتي لا يسرق أهل الاحزاب دماء أبطال صغار قدموا أنفسهم مهرا للحرية بل حتي الذين في الضفة الاخري ليسوا أقل تعاسة منا نحن في المعارضة أيضا سرقت أعمارهم تحت مسميات كثيرة أعظمها الجهاد
وأقلها المجاهدات في العمل العام والوعود بالمناصب وأقتسام كعكة السلطة مع جبابرة الوطني كلهم سرقوا في رابعة النهار من رجال لايعرف معني واضح لقيادة الدولة أو لديهم مشروع لنهضة يقدم للوطن تنمية مستدامة ويوظف خيرات هذا البلد بل أصبح كل مسئول أقطاعي كبيرفي أملاك الدولة يسبح بحمد القائد الاوحد ويتمسك بالمنصب كأنه حق أصيل له طوال العمر وكذلك نري في الاحزاب أن القيادات صاحبة الحق التاريخي في التعاطي مع الشأن العام تكلست وأضحت من الماضي منهم تمرس علي الحديث الذي يدغدغ المشاعر ويجعل الجماهير حالمة بفجر جديد هم أبطاله وأصحاب القدح المعالي في التغيير يبيعون الامل وهم كمن يبيع الاوهام في سوق اللذة والممنوعات بئس ما فعلوا سقوا الشباب للموت والاستشهاد حكحومة ومعارضة وكل الخراب الذي حدث كان بسبب المكايدات السياسية والاقصاء وعدم الاعتراف بالاخر والشراكة في الوطن
كيف لنا أن نثق في الساسة ونحن نري مألات الامور اليوم في السودان كم هائل من الشعب يرزح تحت وطأءة الفقر والمرض والجهل لد أصبح التعليم من حق أصحاب المال لا الفقراء وتدهورت الخدمات حتي في العاصمة أضحي ماء الشرب صعب المنال حتي الاحياء الراقية
بعض أرجاء العاصمة القديمة يشقي المواطن ليبني بيت يضم أهله ولكن بفعل أستهتار المسئوليين عن تخطيط المدن يصبح الحلم ماساءة لقد تمزق النسيج الاجتماعي لهذه الامة وأضحت القيم الاجتماعية اكبر الاكاذيب التي نتغني بها في الخطاب الاعلامي والسياسي السمة العامة هذا السلوك المنافق أو المرعوب أو كما يحلو للعامة أن يصفوه (بأنهم يريدون أن يأكلوا عيش ) ما أتعس هذه اللحظة من تاريخنا المعاصر
لابد من قرار لنا نحن شعب السودان بعد القناعة التامة بأن السودان الان بلا معارضة ذات وزن وأحترام حتي في الوسط الاقليمي الضيق ودعك عن عواصم القرار الدولي الذي يعطي بفهم المصالح المتبادلة لا من يحكم وهؤلاء من أناصرهم وهم غدا في سدة السلطة وحتي التعويل علي من هم الان علي قمة السلطة والجهاز التنفيذي تعويا خاسر بعد هذه الفوضي والدماء والفساد ونعلم أنهم ليسوا ساسة أو رجال دولة بمعايير هذا الزمن ما نعاصر و القول بان مفهومي رجل السلطة ورجل الدولة هما مفهومان متغايران فانه ينطلق من كون مجال البحث في هذه الجدلية يخرج من دائرة النخبة السياسية إلى فضاء أوسع لا يضيق مداه بعموم المواطنين. فليس شرطا ان يكون رجل الدولة مسؤولا او معارضا للنظام في دولة ما، بل قد يكون شاعرا او كاتبا او فنانا او شخصا من عامة الناس يتبنى موقفا داعما لعوامل الرقي في بلاده مثلما يتبنى موقفا مناهضا لكل ما من شانه الحط من الكيان الرسمي الذي ينتمي اليه. ان الانسان الذي يغيظه مشهد رؤية الازبال في منطقة سكناه ويسعى جاهدا الى ايجاد حل للتخلص من هذه الظاهرة الضارة به وبمواطنيه، ينطبق عليه مفهوم رجل الدولة بشكل لا لبس فيه وهو في صنعه هذا يشبه الكاتب الذي لايخشى على نفسه من السلطات الجائرة حينما يؤشر قلمه ببسالة على مواطن الخلل في مجتمعه، ويشبه المسؤول السياسي المستقيل عن منصبه طوعا نتيجة احساسه بسوء ادائه او حلول ساعة مغادرته المنصب الرسمي وفقا لقواعد اللعبة في بلاده، ويشبه المعارض الذي لا يخضع نقده الحكومي الى معيار المنفعة الحزبية والشخصية ولا يستنجد باطراف خارجية لفض نزاع داخلي بحت.
إن التحسس بالمسؤولية التضامنية هو ابرز العلامات الفارقة التي تميز رجل الدولة عن رجل السلطة، وان خلاف هذه الصفة اي التهرب من المسؤولية والبحث عن شماعات لها هو ابرز العلامات الفارقة التي تعزل مجتمع السلطة بعيدا عن مجتمع الدولة. وان قبول النقد الموضوعي من لدن القابضين على السلطات هو السجية التي تحدد هوية رجل الدولة المؤمن بكونه انسانا معرضا للخطأ في افعاله واحكامه وتنأى به عن رجل السلطة الذي يرى لنفسه صفات خارقة لطبائع البشر، ويبيح لنفسه نعت منتقديه بأوصاف غير أخلاقية مما هو شائع في قاموس المتجبرين والمتسلطين. إلى ذلك ان تصنيف الساسة إلى مسؤولين ينصفون الناس من انفسهم ويقرون باخطائهم برحابة صدر ويؤمنون بالتداول السلمي للسلطة ويحترمون ما الزموا به أنفسهم من التزامات وتوقيتات على صعيد العمل السياسي المتبع في دولهم، والى معارضين ينتهجون مبدأ الحفاظ على المصلحة العامة طريقا دائما ولا يحيدون عنه خضوعا لاغراءات ذاتية او املاءات خارجية، ان هذا التصنيف الراقي يصلح لان يكون مؤشرا مهما في تقسيم الدول الى دول ناجحة واخرى فاشلة وهشة وغير مستقرة وعلى حافة الهاوية وما إلى ذلك من تقسيمات علمية.
نعلم جميعا لابأن المعارضة مولعة بالمواثيق والاحلاف التي لا جدوي منها وكذلك السلطة لا تريد أن تصحي من فوضي الاولويات ولا تعمل الا لأجل البقاء علي دماء الشباب وبؤس الفقراء وهل نترك الامر لمعارضة هزيلة وساسة أصبح جزء من الازمة في السودان ؟!
نعم نحن بوطن لا وجود لمعارضة جادة وقوية تريد أن تصنع التغيير وكذلك رجال الدولة متحذلقيين أصحاب مظهر براق وباطن أجوف أنها الحقيقة سادتي .