مزامير ليلية

مزامير ليلية


02-22-2015, 10:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1424595954&rn=0


Post: #1
Title: مزامير ليلية
Author: أبوذر بابكر
Date: 02-22-2015, 10:05 AM

09:05 AM Feb, 22 2015
سودانيز أون لاين
أبوذر بابكر -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



(1)
كانت سماء الفرح وجهتنا
فهناك ينتظر القمر
زادنا حلم ووعد
وبضع أغنيات زرقاء
و ثالث اثنين
كان رفيقنا السهر

انتوينا مراوغة الأنسام
لنجلس خلسة
على مقاعد الندى
فيحسدنا المطر

وستوغل النجمات فى نشيدها

طلع الفرح علينا
من لدن وجهها
من مكامن الألق
من حدائق الزهر
وجب العشق علينا
هب من مهاجع الأشواق
ثم طار وانطلق

كانت تتصبب ألقاً
يسكن الضو ضفائر ليلها
وعلى لوح عذوبتها
يكتب العبير قصة الشذى
كلما فاض الرحيق و انهمر

هناك ينتظر القمر

Post: #2
Title: Re: مزامير ليلية
Author: أبوذر بابكر
Date: 02-22-2015, 10:22 AM
Parent: #1

(2)

عمرا فعمرا
ساقنا سراب الصبوات
إلى ماء السنين
قال علقوا عذابَكم
فوق سدرة البكاء
قرب جرح الياسمين
أو أكتبوا غيابكم
فى وجه ذاك الظل
فوق لوح العاشقين
فاليوم أكملت لكم حزنكم
ورضيت لكم
نشيد وجدكم الحزين
قال هاكم أكتبوا
ثم دس فى الضياع
بقايا مداده اللعين

Post: #3
Title: Re: مزامير ليلية
Author: أبوذر بابكر
Date: 02-22-2015, 10:24 AM
Parent: #2

(3)

لم يعد يغريني سماء الفرح بالتحليق، صارت الأغنيات فى آفاقه مثل ثقوب سوداء تتلهف لابتلاع خطوات الدعاء وهو فى طريقه صوب بوابات الإستجابة، متأبطا كنايات التعب واستعارات الإستحالة
لم يعد طوق صمتك يحيط بعنق هتاف الأناشيد المدوى، وبين كل غيمة وكلمة، يربض احتمال يليه احتمال

ينهض شوق من بين جمر المسافات العراض، تنطلق معه عصافير الرغبة ترفرف بأجنحتها المخدوشة بنزق الترقب ورؤى أحلامها الداكنة

يالصمتك المنسوج من نار الجليد، يا لخرس أيامى التى تنادم أبجدية الصياح
أمشي كل يوم على حواف اللهفة بخطوات بينها وأرض التمنى فراغ يلتهم الفراغ، ويا لسذاجتى البلهاء
فقد اكتشفت أننى كائن تدير رأسي أحلام الصمت، ويقرر العناء مصير ايامى
وما كان لجنونى غير أن ينزلق ويهوى إلى غيهب الهذيان والوجل العميق، فيرتد إلى بصر العشق وهو حسير

ليتنى اقدر أن الم عنى رائحة هذا الصمت الهادر
فلم يعد يغرينى سر الكلام، ولم تعد تصادقنى أبجديات اللغات المهلكة
فليتنى استطيع أن أصب قليلا من عطر ذلك الحلم لأنام ملء دمى، لأصحو ملء جنونى
فأنا أعرف يقينا أن
للصمت ذاكرة الحجر، لكنها لا ترى سوى ما يراه العاشق حين يغمض قلبه ويتكئ على وسائد الوهم، حين تمطر سحائب دمه على أقاليم الوجل

تذكرت الآن
أنه وكلما لاح بارق طيف صديق، استمسك بعروة الحنين الوثقى وأنده أولياء العشق أجمعين
لا يجيبنى سوى صمتى

صمتى العالى