واوور الحكايات النوبية القديمة .. وخواطر من أرض النوبة

( واوور الحكايات)
مفردة ( واوور ) بالنوبية تعني الشماعة وبتفصيل أكثر كان أهلنا يخزنون البطاطين واللحاف التي كانت تأتينا من مصر لإستخدامها في الشتاء ، فكان لابد من الواوور فهو خشب طويل من شجرة السنط او السيسبان والأفضل طبعاً خشب القنا إن وجد فكانوا يقومون بربط الخشب من الأطراف في السقف من الداخل ثم يتم نشر ( الفرو ، والبطاطين ، واللحاف ) بعد إنتهاء فصل الشتاء للمحافظة عليها وبالتدريج أصبح الواوور مكان تعليق المقتنات القديمة من الثياب وغيرها ..
والمقصود من الواوور الحكايات هو تخزين هذه الحكايات والخواطر التراثية في مكان واحد .. ويرجع الفضل في هذه التسمية للاستاذ / سيف الدين عيسى ( في منتديات دنقلا الاصالة)

وبإذن الله سوف أبدأ في ( الواوور ) لأنني بصراحة أعتبر سودانيز او لاين متحف للتراث ومرجعية عبر القوقل .. وسوف أقوم بإيداع حكايات وخواطر كثيرة .. ومتتابعة ..
مع التحية ..

نبدأ من صناعة والبروش .. ,اسماء الألوان بالنوبية


والنخلة هي منبع وأصل هذا الفن النبيل ولولا مرونة سعفها لما تمكنت تلك الحنساء من أستنباط هذا الفن الراقي الجميل .. والحمدلله الذي حبا أهل الشمال بهذه الشجرة التي تعلمنا منها الكثير فناً ونبلاً وصبراً وشموخاً واصالة ..
)الكوبوشيه ( وهو اسهل انواع البروش صناعة .. يقطع الجريد او السعف الاخضر الناضر والشديد الخضرة وهي تلك السعفات التي تحمي القلب (قولي ) من النخلة ويتم تجفيفها وعمل الضفائر (اوجي) بلون واحد فقط وهو لون السعف الطبيعي بدون إضافة أي ملونات ( تفتة ) ويفرش هذه النوع من البرش ( الكوبوشيه ) للزوار العاديين غير الضيوف ودائما ما تكون في ضل العصرية أمام مجلس الحريم (( اوسمون )) أو في وقت القيلولة تحت الاشجار داخل أو خارج المنزل ويحبذه الرجال لآنه غير ملون وآمن لآن اللون لا ينتقل الى ملابس .. ويمكن للبنت ان تصنع هذا النوع من الروش وهي في مقتبل العمر ( بدون خبرة ) .. واول ما تتعلم البنت هذه المهمة تتدرب على كيفية عمل ضفيرة ( الكوبوشيه ) تحت توجيهات الوالدة أو الاخت الاكبر مع الاطراء والسخرية أحياناً .. ومن عيوب عدم إتقان عمل البروش تلك المسامات التي تظهر بين الضفائر وتتسرب منها التراب والنمل والحشرات ودائماً ما ينبطق هذا العيب على الكوبوشيه خاصة إذا تم صناعاتها على يد ( متدربة ).. هل شاهدت كيف يتم تدريب تلك الصغيرة على صنع الضفائر .. تأتي مدربة لتعلمها كيف وكم من سعفات تبلل في المياه داخل صحن أمامها ثم تعض القليل منها في فمها وتأخذ منها فمها واحدة بعد الاخرى .. والكميات ليست عشوائية ولكن بقدر معلوم لدى المتدربة .. ( قيرييه Giraih ) او السعف يجفف ويؤخذ منه الجزء الخشن ( نقطة التفاء أجزاء السعف ) وتقسم السعفه الى الاثنين او ثلاثة حسب عرضها ..

للموضوع بقية ...

نحن جاهزين
انت جاهز ؟

فيصل أننقا .. التحية لك .. ومحبتي بلا حدود ..
معاً لناصل لبعض تراثنا .. والتحية لك وأنت أكثر من قمت بهذه المهمة النبيلة عبر الصور والأمكنة
شرف كبير لي أن تكون معي هنا .. يا نوبي يا اصيل ..
تحياتي ليك ..
فأنا جاهز 100% ما دام الأمر نوبي ..

Quote: نحن جاهزين انت جاهز ؟

حاهز ووو اننقا

مواصلة للموضوع اعلاه ..

أما البروش الملونه فيتم تجهيز اللون ( التفتة ) بالغلي في الماء الساخن كل اللون على حدة ( احمر / اصفر / اخضر ) تفتة قيلي ( احمر) تفتة دسي ( اخضر ) أما الاصفر فيسمي ( هندابوسا) وهو إسم انقرض تماماً عن لغتنا .. والتفتة عبارة صبغة حجرية كانت تباع عند العطارين داخل سوق القرية ..

وكانت البروش الملونة تطلق عليها اسماء مثل ( أراب قجري ) و ) هنجا منجا ) و ( قور مسي ) وترجمتها ( عين الثور) وهي تشبة تماماً الشطرنج تضفر بمربعات سوداء والبيضاء .. وأجملها واحلاها واحبها الى قلب الفتاة ( بلال تركي ) ( Bellal Tarky والبلال هو ( الحبيب وفتى الاحلام والعريس ) ويمكن ترجمتها ( متكأ الحبيب ) وهي واحدة من أجمل البروش وربما تضاهي في الدقة والصنعة السجاد الايراني إذا لم أبالغ .. وتستغرق تحضير هذا البرش فترة طويلة وهي تتكون من مختلف انواع التفتة .. ويدخل فيها سيقان القمح البلدي ( هسد ) في تناغم جميل مع السعف الملون بمختلف الالوان الفرايحية ويتم تلوين الـ ( هسد ) كذلك وبعض منها تدخل خام .. ويزين الاطار ( بالسير ( seer وهي خيوط من الشعر الغنم تتم صناعتها عن طريق العرب المجاورين للقرى .. ويتم عمل خصلات في اركان البرش .. و لايعلق هذا البرش إلا في الحائط خلف العريس مباشرة .. ويوم تحضير هذا البرش تاتي الصديقات وكم من حديث خجول يتم في همس تعلوه بعض الضحكات واللكمات الخفيفة على الظهور في جو من الخجل والحياء .. وربما ذكرن همساً إسم ذلك الحبيب القادم من البعد على صهوة الحب والامل ..

نتابع............. معكم
عبق .... التاريخ ....
وحنين صوت السواقى
نجلس تحت ظلال النخل البركاوي

نعيد ذكريات الماضى
مع حكايات الواوور

نابع معكم بشقف ..

Quote: نتابع............. معكم عبق .... التاريخ .... وحنين صوت السواقى نجلس تحت ظلال النخل البركاوي نعيد ذكريات الماضى مع حكايات الواوور

وو طارق أمبس .. لك التحية ..
محاولة للتوثيق لبعض الصور التي إختفت عن الحياة
اليومية لأهلنا في ارض الشمال النوبي

محبتي

علي امبس
متابع معاك بدون اقطع حبل توثيقك للتراث وهو عمل مهم.

سلام وتحيايا اخونا علي
Erse

زى ما قال ليك فيصل : نحن جاهزين
واصل

حبابك أوروينتود .. إرسي ..
أنا فكرت أن أحول هذه الخواطر الى الموقع هنا
عشان مضمون أكثر من منتديات الفرى ..
وسهولة البحث كذلك ..

تحياتي ليك .. صدقني أتشرف جداً بحضورك
وكمان إيدك معانا ..

محبتي ودالملك

أبو جهينة أمبس .. سيرناقمي ..
صدقني يا زعيم .. إعتبرناه جهد المقل ..
مع أن معظم الحاجات دي اندثرت والخوف ان تختفي من الذاكرة
التحية لك .. مرور كثير مهم ..
محبتي

نواصل موضوع فن صناعة البروش .. وقد أنتهت إلى غير رجعة ..
حالياً البروش تأتي من خارج المنطقة .. ولكنها ليس مثالية
كما في السابق ..

نواصل ..


ويوم تحضير هذا البرش تاتي الصديقات وكم من حديث خجول يتم في همس تعلوه بعض الضحكات واللكمات الخفيفة على الظهور في جو من الخجل والحياء .. وربما ذكرن همساً إسم ذلك الحبيب القادم من البعد على صهوة الحب والامل ..
وبعد التحضير تأتي زميلاتها من كل بيوت القرية لتقييم هذا العمل وإبداء الملاحظات حتى يبلغ هذا العمل حده من الكمال الفني والابداعي .. ثم يحضر بعض البروش الاقل قيمة من ( بلال تاركيه) لتثبيتها كديكور لمجلس العريس ( إيركانيه كا ) ليتكيء عليها زملاء العريس ..
وكل هذه البروش كانت تلف مع بعضها حسب الترتيب من الاصغر حتى الاكبر حسب الحجم وتسمى هذه المجموعة ( سرو نبد ) وتعلق بحبال مربوطة في رصاص السقف في الغرفة الداخلية ( بيت الحريم ) وليس للرجال أي دور في هذه الصناعة سوى قطع الجريد الاخضر وكذلك الجريد الابيض ( قولتوو كورسيه ) وهذا الاخير من النادر جمع كميات كبيرة منه لوجوده في قلب النخلة وتتكون من اثنين او ثلاثة حبات .. وهي مميزه عندما يتم صبغها بالالوان ..
أذكر سابقاً عندما تقع النخيل بالفعل الرياح أو تقادم العمر كانت الفتيات يركضن أولاً الى قلب النخلة لآخذ هذا السعف الاخضر ولا مانع من الاستعانة بقوة بعض الشباب إذا لزم الامر ذلك ..

بالتأكيد ان هذا الابداع لن يتكرر في هذا الزمان .. ولا الأنامل صارت تلك الانامل .. والاماني ما صارت مقصورة على برش مثل ( بلال تاركيه ) .. الله على ذلك الزمن الجميل ..

مشكلة أهلنا مع السمك زمان.. كان يعتبر غذاء الناس المساكين من لا يمتكل ساقية ولا أرض
ولأن السمك ملك عام .. لم يقوم بتربيته أحد ..

وعلى ضوء ذلك نسجل بعض الخواطر التالية :

مشكلة اهلنا مع السمك ..

رغم ما يمثله النيل في حضارتنا من القدسية التي أرتقت الى مرحلة العبادة وتقديم القرابين من أجمل جميلات بنات النوبة آنذاك .. ظلت مهنة صيد السمك واحدة من المهن المستهجنه لدى أهلنا .. كما كانت مهنة التجارة مثل ( بيع الشطة والملح والسكر والشاي والادوات المنزلية ... فرش البضاعة في السوق ..الخ ) من المهن الدونية التي لا يمارسها اهلنا في السابق .. وفي مراحل سابقة كانت النجارة أيضا غير المحببة .. والنجار كان يسمى ( بر كوكي ) ترجمة ( نقار الخشب ( ولا أقصد هنا الشخصية الكرتونية المعروفة لدى اطفالنا
رغم الاهمية الغذائية للسمك ومادة اليود والوقاية من أمراض الغدد .. لا يحب اهلنا اكل السمك بقدر ما يحبون (( التركين )) الملوحة رغم أنها ليست أكلة سياحية شكلاً ورائحة ومضموناً .. ولله في خلقه شئون .. كما أنني حتى تاريخ اليوم لم أسمع عن صياد سمك ( حواتي ) وتجد أن معظم هؤلاء من اصول وافدة الى مناطقنا من أماكن أخرى وفي تاريخ سابق .. ورغم أن السمك لحمه نظيف ولا يعتدي على الزرع والمحاصيل مثل الطيور والبهائم الاخرى .. والله سبحانه وتعالى يطعمه مباشرة دون أي وسيط من خلقه وسخر له تعالى العلف أو الماء .. هل شاهدت يوماً أن والدك عمل عزومة سمك لشخص عزيز أو قدم سمك لضيف ؟؟ لا أظن ذلك ..

لبعض المخلوقات قدسية خاصة او اعتبار خاص كي لا يترجم البعض قدسية لاشياء اخرى اكبر .. ربما تكونت لدى اهلنا هذه قناعة لأن ما يذهبون اليه فعلا مقنع لأن هذه المخلوقات لا تضر بالزرع والضرع والنسل والحرث وهي إذا لم تكن مفيدة فهي غير ضارة على الاطلاق .. وقد يحكون بعض القصص والروايات عن هذه المخلوقات في قالب ديني شيق مؤثر وكثيراً ما تنسب هذه القصص الى بيت النبوة مباشرة ( صلى الله عليه وسلم ) وسوف احاول أن أسوق اليكم بعض هذه الروايات على سبيل التراث فقط .. لانها ربما يكون فيها نوع من المبالغة وعدم المصداقية .. ولكني يا أخواني اكررها هي كتراث فقط ..
الضفدعة ( قوق لتي Goglati ) وكنا ونحن صغار نردد ( قوق لتي فقير ) وأن نقيقها او الاصوات التي تنبعث منها إنما تراتيل او صلاة .. ويروي أهلنا (( ان أحد صالحين عندما توفي كان اهله يبكونه بكل حرقة واسف وجاءت ضفدعة لتبكي هذا الشخص الصالح .. وصارت تقفز هنا وهناك لتأخذ حصتها من البكاء والنحيب وفي ذروة هذا الحزن كانت احدى بنات هذا الرجل صالح قد لاحظت الضفدعة فإبتسمت وهي تبكي والدها .. وبناء على هذه القصة يقول اهلنا أن هناك إبتسامة تأتي في اوج الحزن .. كما يقال بالدنقلاوية (موسوقجي ) Mosog Gi أما الحرباء ( نوقا) Nogga ويقال أيضاً وفي بعض مناطق الدناقلة (دنقلسود Dungalesspd..( إذا لاحظت الحرباء تجد في بطنها خط ابيض رقيق ويقال انها بكت هذا الرجل الصالح حتى انشق بطنها وتم ترقيع بطنها بقطعة من كفنه .. أما السحالي فيقال أنها تجلب نوع الشلل الرجاف لقاتلها وغالباً ما تعيش السحالي في اماكن بعيدة عن متناول البشر .. وتكثر في شجرة ( الهوروج ) وهي شجرة ثمرتها تسمى ( الهرووف ) وربما تكون شجرة في كل ساقية لأنها اصلاً غير مفيدة في أي شي ولا يستخدم حطبها للوقود لأن لهبها يتشظى مثل لحام الاوكسجين ولا تعرش بها البيوت ولا يقترب منها الناس كثيراً وثمارها تشبه الكعكة فهي مدورة ويتم مص حبوبها .. وهذه الشجرة مشهورة بجذب السحالي إليها .. ويعتقد أهلنا أن هذه الشجرة مسكونة بجن او ارواح .. وتعلق بها بعض فضلات الولادة التابعة للغنم برتي تيسسي Berti Tissi ) ) وأقصد بالغنم الماعز ..
وبعض القصص تنسب الى فاطمة الزهراء .. رضي الله عنها .. مثل قصص جماعات الطيور المهاجرة ( الرهو ) وأجزم ان كلمة رهو نوبية لأن اهلنا يطلقون عليها أرهو Arrahow وبعض هذه الطيور تأتي مهاجرة من بلاد بعيدة وعندما تحلق فوق الحي كنا نتجمع في مكان واحد ونردد :
فاطمة النبي برو ..... سلمي ( سلامي لفاطمة بنت الرسول )
تن كا ..... سلمي ( سلامي لمنزلها )
تن إشري ..... سلمي ( سلامي .. إشري Ishari )
وكنا نردد كل ادوات المنزل ..
وحسب رواية اهلنا كنا نعتقد ان هذه الطيور هي دجاج (الزهراء ) وهي ذاهبة او راجعة الى منزلها في مكة .. رغم أن الاتجاه كان العكس .. وما للزهراء ( رضي الله عنها ) مكانة خاصة لدى المسلمين فكانت كل القصص الجميلة ذات النبل والحكمة والشفقة والعطف تنسب اليها .. ربما كان هناك أثر لحكم الفاطميين لمصر لما كان فيهم من نوع من التشيع

Quote: أما الحرباء ( نوقا) Nogga ويقال أيضاً وفي بعض مناطق الدناقلة (دنقلسود Dungalesspd..( إذا لاحظت الحرباء تجد في بطنها خط ابيض رقيق ويقال انها بكت هذا الرجل الصالح حتى انشق بطنها وتم ترقيع بطنها بقطعة من كفنه

يا سلاااااام عليك يا أستاذ. من لا يعرفك حق معرفته؛ يجهلك. فكتاباتك لم اجد واحدة منها (غير ذي جدوى) بل تنضح تاريخا قريبا وبعيدا وبداخلها ذائقة الفول عندما يكون سليميا من السليم وفيها رائحة الأشرنكي ويا لها من رائحة ما زلت اشمها حتى الآن.

توقفت عند الحرباء؛ المخلوق العجيب وقد تجلت قدرة الصانع في الخلق فتبارك الله احسن الخالقين. أتذكر حتى الآن أن عمتي رحمها الله حكت لي عن الحرباء قصصا يشيب لها الولدان فقد بكت عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انفجرت من بطنها فتمت خياطة البطن من لدن الخالق العليم. ثم اننا كنا نتحاشاها كثيرا لأن اسطورة تقول بأن الحرباء اذا ما عضتك بانيابها فلا فكاك إلا عندما تهنّق حمير مصر. يا للمفارقة.

وكان لدينا طائرُ يسمى كيكلانج يصيح الليل كلو قرب النيل وقيل فيه بأنه لم يبكي عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فدعت عليه السيدة فاطمة الزهراء ابنته ومنذ ذلك الوقت يبكي هذا الطائر العجيب ولم اجد له اسما عربيا حتى الآن.

أما الطيور المهاجرة في فصل الصيف وفي اثناء تحركها الجماعي كنا نطاردها ونحن نردد فاطنة انبيناسكا سلم وبالعربية سلموا على فاطمة بنت الرسول عليه افضل الصلاة والسلام. أما الهدهد فقد كنا نجله ونتجنب إخافته او التعرض لعشه إعتقادا بقدسيته وهو يخاطب سيدنا سليمان عليه السلام.

تلك ذكريات لا تنطفيء وتظل عالقة في اذهاننا حتى نلقى الله.

الأخ على عبدالوهاب ،، لك الشكر على هذه المعلومات القيمة ،، متابعين بشغف

ومن ناحية أخرى ،، بالنسبة للواوور ،، فإننا فى منطقة السكوت نقول عليه ( الواير ) وغير أستخدامه فى الكلون نوق لتعليق البطاطين والكبرتوهات كما قلت ،،
فإيضا فإننا نطلق نفس الإسم على الحبل الذى ينشر فيه الملابس فى الحوش بعد الغسيل ،، وربما أيضا يستعمل فى تعليق اللحم بعد تقطيعه إلى شرائح صغيرة
حتى تنشف على أشعة الشمس والتى تخرج لنا ما يسمى ب ( لحم الشرموط )

مع التحية

ماهر

شكرا كتيرا استاذنا على عبد الوهاب الباحث فى التراث النوبي
متأكد ان لديك الكثير لقرائك

Quote: وقفت عند الحرباء؛ المخلوق العجيب وقد تجلت قدرة الصانع في الخلق فتبارك الله احسن الخالقين. أتذكر حتى الآن أن عمتي رحمها الله حكت لي عن الحرباء قصصا يشيب لها الولدان فقد بكت عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انفجرت من بطنها فتمت خياطة البطن من لدن الخالق العليم. ثم اننا كنا نتحاشاها كثيرا لأن اسطورة تقول بأن الحرباء اذا ما عضتك بانيابها فلا فكاك إلا عندما تهنّق حمير مصر. يا للمفارقة. وكان لدينا طائرُ يسمى كيكلانج يصيح الليل كلو قرب النيل وقيل فيه بأنه لم يبكي عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فدعت عليه السيدة فاطمة الزهراء ابنته ومنذ ذلك الوقت يبكي هذا الطائر العجيب ولم اجد له اسما عربيا حتى الآن. أما الطيور المهاجرة في فصل الصيف وفي اثناء تحركها الجماعي كنا نطاردها ونحن نردد فاطنة انبيناسكا سلم وبالعربية سلموا على فاطمة بنت الرسول عليه افضل الصلاة والسلام. أما الهدهد فقد كنا نجله ونتجنب إخافته او التعرض لعشه إعتقادا بقدسيته وهو يخاطب سيدنا سليمان عليه السلام.

شاعرنا الجميل .. لك التحية على هذه الإضافة الرائعة ..
حفيد الشيخ زمراوي .. هذا العمق الانساني وهذا التأمل الذي لا حدود له ..
هو الذي جعل المبدعين من أمثالكم يحلقون في سماء الشعر ..
تخيل معي استاذنا عبدالاله .. شاعرنا حمزة الملك طميل .. أكيد قد زرت قصره في ( أرقو دب ) مرات عديدة
وقصره طبعاً على النيل ويطل على رأس جزيرة ارتقاشا من الشرق .. فتدفق شعره أكثر مما كان في مصر او داخل الوطن في مناطق مختلفة ..
شاعرنا عبدالاله تلك المناطق غنية مناظرها وتاريخها وإنسانها .. ويمكن للمبدعين إستحضار كل أوجه الجمال ..
لك التحية

Quote: الأخ على عبدالوهاب ،، لك الشكر على هذه المعلومات القيمة ،، متابعين بشغف ومن ناحية أخرى ،، بالنسبة للواوور ،، فإننا فى منطقة السكوت نقول عليه ( الواير ) وغير أستخدامه فى الكلون نوق لتعليق البطاطين والكبرتوهات كما قلت ،، فإيضا فإننا نطلق نفس الإسم على الحبل الذى ينشر فيه الملابس فى الحوش بعد الغسيل ،، وربما أيضا يستعمل فى تعليق اللحم بعد تقطيعه إلى شرائح صغيرة حتى تنشف على أشعة الشمس والتى تخرج لنا ما يسمى ب ( لحم الشرموط ) مع التحية

ماهر أننقا .. لأنني أجيد المحسية والدنقلاوية .. ليس هناك فرق كبير بينهما ..
حتى في بعض مناطق دنقلا تنطق الكلمة ( واوير ) فإختلاف في أحيان كثيرة جداً وخاصة في الافعال
إختلاف في إماله ..
وأهلنا في السكوت .. اللغة النوبية عندهم سلسة ومنغمه ومموسقة .. والدلالة على ذلك أن أجمل الاغاني النوبية
جاءت من هناك .. صاي وصواردة ..
( كلون نوق ) عندنا (آرين كا ) أو بالعربية الغرفة الداخلية

لك التحية لهذا الاثراء .. واصل معانا ماهر أننقا ..

Quote: شكرا كتيرا استاذنا على عبد الوهاب الباحث فى التراث النوبي متأكد ان لديك الكثير لقرائك

دكتورنا الجميل .. محمد أمبس ..
لك التحية .. يوم الخميس كنت في جمعيتكم مشو ..
تأثرت جداً لفراق المرحوم ابراهيم ( رحمه الله ) فتذكرت عفويته

تحياتي ليك دكتور أمبس

الإخوان عبدالاله زمراوى و على عبدالوهاب لكما التحية ،،

بخصوص الحرباء ،، فإننا نطلق عليه فى منطقة السكوت ( ديمو ) وما حكاه الزمراوى عنه أيضا متداول عندنا ،، حتى أنك أذا لاحظت بطنه بالأسفل ستجد شيئا قريبا من الخياطة على طول بطنه من المقدمة حتى الزيل ،،
طبعا يقال أنه بطنه أنشطر بسبب بسبب البكاء الشديد عند موت النبى صلوات الله عليه وسلم ،، وعكسه طير يرفع زيله ليكشف عن مؤخرته على طول الخط لذا سمى بـ ( جلو سوكا ) لأنه رفض البكاء عليه .

مع التحية لكما ،،

ماهر

يا سلام ماهر أننقا ..
شكراً على الاثراء .. كل ما نصبو إليه هو توثيق هذه الاشيا الجميلة
ليعرف هذا الجيل من الشباب بعض هذه الحكاوي ..
لك التحية ومحبتي ..
مولقن .. خليك قريب

التشاؤم والتفاؤل لدى اهلنا :

والطيور او الحيوانات عموماً كان لها تنصيف غريب في بيئتنا ( الكلام ده كله زمان ) فمثلاً طائر مثل ( قلو كب ) وهو اسم نوبي مركب بطريقة جميلة جداً تمثل لنا هذا الثراء الفريد لأن يا أخواني لنا امتداد لغوي يمكن الاستعانة به على امتداد ارض النوبة حتى مصر وهنا يمكن فائدة التحدث بكل اللغات النوبية .. فمثلا ( قلو كب ) قلو معروفة لدينا وهو التمر غير المستوي و(كب) بالمحسية هي ( آكل ) ومعناها تكون ( آكل الرطب ) او التمر .. لذا فللنوبة عموماً مخزون استراتيجي من المفردات ويمكن الاستعانة بها في كل المواقف التي تجافي فيها اللغة الحدث او المسمى .. فلقد فكرت كثيراً وبحثت في أيجاد معنى مباشر لكلمة ( جار ) وهو الذي يسكن الجوار .. ووجدتها مباشرة في المحسية وهي ( تيميه Taimiah ) ) وكذلك الحذاء بالدنقلاوية نطلق على الشبط ) دجا Daja ) ولكن الحذاء او الجزمة لم أجد له مقابل في الدنقلاوية ولكن في المحسية ( دير ( Deer .. وهذا الاسم له قصة طريفة معي ( عندما كنت في دنقلا الثانوية .. زمان .. وفي داخلية دقنه .. كان جاري هو احد شباب السكوت واسمه محمد اورسليم .. وفي الصباح وجدته يبحث عن حذائه .. ويردد جملة واحدة هي .. دير انقا .. ولكني افتكرت ان هذا المعتوه .. ربما يسب الدين والايعاذ بالله .. وقلت له يا محمد اصبح الصبح .. يا اخي مالك ومال الدين من الصبح .. فجزع وغضب .. وقال بالحرف الواحد انا ابحث عن حذائي .. إنت ما تعرف ان الحذاء اسمه .. دير .. بالنوبية وسكت ولم اجبه .. ) معتك الله يا محمد بالصحة والعافية .. وهو مهندس مطارات حالياً ..

الطائر ( صديق الثعبان ) ( كاق نوقو ) بالمحسية ( أوسور قللا ) osor galla

لنرجع الى عالم الحيوانات لدى اهلنا زمان .. كان هناك طائر اسود صغير تجده بين الاشواك وفي الاماكن الوعرة جداً وهي سريعة المشي والجري قبل الطيران .. وبظهوره يعتقد الناس ان في المنطقة ثعبان واساساً يسمى ( كاك نوقو kak nogo ) ومعروف ان كاك هو الثعبان ونوقو بمعنى خادم ( خادم الثعبان ) والناس يتشاءمون من هذا المسكين ربما بفعل تجارب تراكمية ومن ملاحظات لعدة قرون .. يطلق عليه بالمحسية )اوسور قلا Ossor Galaa) والترجمة ما حلوة بالعربي .. لأن هذا الطائر يرفع ذيله على الدوام وعورته دائماً مكشوفة من الخلف والمسمى من هذه الصفة .
الطائر الاخر الذي يجلب الشؤم هو ) ايلوم تيسود Eloom Tissod ) وأيلوم معروف بالتمساح وتيسود معناه ابن العم او الخال ..الخ .. ويطلق هذا الاسم على هذا الطائر للعلاقة الحميمة بينه وبين التمساح وإذا كثر عدد هذا الطائر في مكان ما لا بد ان يكون هناك تمساح ليساعده هذا الطائر في نظافة فمه وجسده .. وقيل انه يدخل الى داخل فمه حتى الحلق ولكنه لا يطبق فمه .. فهذا الوفاء والميثاق الالهي بين المخلوقات وليت البشر جميعهم صاروا في الالفة ايلوم تسود وصاحبه الوحش الكاسر .. والله حكمة .. أما علاقته بالبشر فالناس يستعيذون من هذا الطائر إذا قرب من البيوت او السكن وصار يصدر صوته النشاز ويملأ الدنيا بالضجيج لأن في الغالب يكون قد تم ايذاءه او تم خطف البيض او الصغار بواسطة النسور او الصقور او الاطفال الاشقياء لأنه يتابع صغاره حتى آخر لحظة .. ويتشاءم الناس ويتوقعون ان شيئاً ما سوف يحدث قريباً ..

نبدأ بالأخيرة يا على ،، نحن نقول لذاك الطير ( أولمين جيتا ) وكما قلت أولوم هى التمساح ،، والجتا هى الجسم أى جسم كان ،،
وفعلا فإن مهمته الأساسية هى تنظيف أسنان وفك التمساح مما علق بهما من اللحوم ،، وحقيقة هو يتغذى بتلك ،، أذن المصلحة مشتركة بينه وبين التمساح .

أما قلو كاب ،، فهو نفس التسمية لدينا ،، وكان هذا الطير ومثله أيضا بقية الطيور كانت تحب ( الكورييه ) فى بعض المناطق يسمونها ( جوقوراد ) وهى
ذاك الرطب الطرى جدا والذى يؤكل مباشرة عند قطفه حيث لا ينتظر حتى ينشف مثل بقية خلق الله من التمور ،، أنه حقيقة لا يفضل فيه شىء حتى ينشف
ولهذا الأمر عبقرية متجلية لأناسنا العظماء ،، حيث كانوا يشتلون بين كل نخلات وأخرى مثل هذا الكورييه ،، ليييييه بقى ؟؟ عشان يلهو الطير من أكل
التمر النقدى أو تمر القوسيبات ،، هذا والله أعلم .

مع التحية ومتابعين

ماهر

Quote: أما قلو كاب ،، فهو نفس التسمية لدينا ،، وكان هذا الطير ومثله أيضا بقية الطيور كانت تحب ( الكورييه ) فى بعض المناطق يسمونها ( جوقوراد ) وهى ذاك الرطب الطرى جدا والذى يؤكل مباشرة عند قطفه حيث لا ينتظر حتى ينشف مثل بقية خلق الله من التمور ،، أنه حقيقة لا يفضل فيه شىء حتى ينشف ولهذا الأمر عبقرية متجلية لأناسنا العظماء ،، حيث كانوا يشتلون بين كل نخلات وأخرى مثل هذا الكورييه ،، ليييييه بقى ؟؟ عشان يلهو الطير من أكل التمر النقدى أو تمر القوسيبات ،، هذا والله أعلم . مع التحية ومتابعين

لك التحية ماهر اننقا ..
إضافة في غاية الروعة .. نعم عندما في كل ساقية توجد نخلة ( كورييه ) وهي كما قلت أنصرافية تأويها الطيور .. و دائماً ما تكون نخلة الكورييه ( سبيل ) او كما
يقال اليوم ( وقف ) يأكل منها القاصي والداني .. ومن لا يملكون النخيل .. وكنت ألاحظ أن نخلة ( الكورييه ) مع بناتها لم يكن يهذب او يقطع جريدها ,. ربما لكي
لا يسيء الناس إستخدامه .. فقط نحن كنا نكتفي بما يسقط من الثمر بفضل الرياح لأن ثمرة الكورييه رطبة للغاية لم تكن تنتظر حتى تهب الرياح العاتية ..
رحم الله وردي ( أرتا دويمين بجون كرييه ) أبلغ تشبيه يمكن ان يقوله الانسان في حبيبته عشان كده قلت ليك ناس السكوت فنانين بالفطرة ( ممنوع الترجمة حتى لا يتم التشوية )

التحية ماهر أننقا .. ومحبتي

قلوكاب ( galo kab ) طائر كان شبه مقدس بالنسبة للإناث .. ومن تدقيق الاسم يتضح ان التسمية بالنوبية المحسية ( كاب) بمعنى (يأكل ) وفي الدنقلاوية ( كل ) .. إذن المسمى من النوبية المحسية .. فلا فرق كبير .. المهم في الموضوع أن هذا الطائر كان له إحترام وتبجيل من الأمهات والاخوات في ذلك الزمان .. رغم أن شكله غير جذاب لسواد الرأس والرقبة وباقي الجسم رمادي ومقارنة بنقار الخشب ( بير كوكي) المزين بكل أنواع الألوان يبدو (قلوكاب ) الأكثر قبحاً .. وهذا الطائر يعتبر خاص للاناث فلم نسمع أي من الذكور يأتي بسيرته بل كان من العيب على الرجل ان يتحدث عن هذا الطائر الانثوي الهوى .. فكنا نراه على الأشجار داخل المنازل او في مطبخ بعد الانتهاء من الوجبات ، فيأتي لتناول باقي فتات ( العواسه ) من الكسرة او القراصة .. وكنا نتلقى الكثير من المحاذير من الامهات والاخوات بعدم إيذاء هذا الطائر لدرجة أن لقبوه بـــ ( قلوكاب فقير) .. وبالبحث عن سبب هذا التقديس .. سمعت أسطورة تخص هذا الطائر .. فيقال أن النساء إجتمعن فيما بعض لمناقشة حقوقهن وإحتجاجاً على تعدد الزوجات بالنسبة للرجل .. فكان الاتفاق أن يتم إرسال خطاب او رسالة مكتوبة إلى الرجل الصالح يسألونه عن حق التعدد أيضاً .. فكان ناقل هذا الخطاب هو طائر (قلوكاب) وذهب الطائر وإلى اليوم لم يتم إستلام الرد .. ولهذا السبب عندما يغرد هذا الطائر في منتصف النهار تجد الامهات يرددن ( هيرو ) او خير ..ثم هناك جملة تعتبر دعوة لهذا الطائر ( ميري شوي إنقلوا ) بالعربية في أطعمك الله بحبوب الذرة البلدية ..
مع التحية ..

Quote: وبإذن الله سوف أبدأ في ( الواوور ) لأنني بصراحة أعتبر سودانيز او لاين متحف للتراث ومرجعية عبر القوقل .. وسوف أقوم بإيداع حكايات وخواطر كثيرة .. ومتتابعة

قريبنا وحبيبنا وأخونا الاستاذ علي عبدالوهاب
مع التحية والتقدير
فكرة جميلة جداً .. ونعم سودانيز أون لاين متحف ومخزن التراث والتوثيق خاصة هناك أرشقة لكل المواضيع بطريقة ساهلة نشكر الأخ الباشمهندس بكري أبوبكر كثيراً
و
وإستأذنك لأقول :
شوية شوية يا استاذ .. يعني ممكن تنزل كل يوم اسبوع حلقة من حكايات الواوور لسهولة المتابعة لمن لم يتابع من قبل

الاستاذ محمد .. عاطر التحايا ..
صحيح كلامك .. لأن زمن التكنولوجيا .. والسرعة ..
صدقني دي ملاحظة جميلة جداً منك ..
مع كل المحبة والتقدير .

23:48 م Feb 2,2015
سودانيز اون لاين
عبدالرحمن إبراهيم محمد
بـوســطن، الولايات المتحدة




أخى على عبدالوهاب

يا خازن التراث وموثق إيقاع الحياة فى أرض عز على أهلها الهجران والنسيان إضافة إلى الظلم الواقع عليهم منذ قرن وربع من الزمان.

أنت لا توثق فقط ولكنك تعلمنا وتذكرنا بما نسينا من أس أصالتنا، بارك الله فيك.

وفى عملك هذا فإنما أنت تشيع فى أجيالنا الجديدة والقادمة زخما من المعرفة ما كان يتأتى لهم أن يعرفوه.

وتضيف بعدا آخر لوعى عامة شعب السودان بأن حضارتهم التى يعيشونها فى لا وعيهم من أسماء وتعابير وأدوات، إنما هى إمتداد لحضارة حق لكل منهم أن يفخر بها.

فجزاك الله عنا خير الجزاء، ودمت لنا هاديا ودليلا.

00:17 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان
جدة

Quote: 23:48 م Feb 2,2015 سودانيز اون لاين عبدالرحمن إبراهيم محمد بـوســطن، الولايات المتحدة أخى على عبدالوهاب يا خازن التراث وموثق إيقاع الحياة فى أرض عز على أهلها الهجران والنسيان إضافة إلى الظلم الواقع عليهم منذ قرن وربع من الزمان. أنت لا توثق فقط ولكنك تعلمنا وتذكرنا بما نسينا من أس أصالتنا، بارك الله فيك. وفى عملك هذا فإنما أنت تشيع فى أجيالنا الجديدة والقادمة زخما من المعرفة ما كان يتأتى لهم أن يعرفوه. وتضيف بعدا آخر لوعى عامة شعب السودان بأن حضارتهم التى يعيشونها فى لا وعيهم من أسماء وتعابير وأدوات، إنما هى إمتداد لحضارة حق لكل منهم أن يفخر بها. فجزاك الله عنا خير الجزاء، ودمت لنا هاديا ودليلا.

أستانا الجليل وشاعرنا المجيد عبدالرحمن
يا سلام .. تجدني أقف قاصراً أمام كلماتك التي توجتني بها ..
أيها الهميم بأمر أهلنا وتراثنا .. أيها شامخ بكبرياء أهلنا .. لك التحية والتجلة ..
سوف أحاول بكل جهدي أن اقدم شيئاً لهذه الأجيال ..

شهادة أعتز بها من قامة نوبية سامقة ..

محبتي بلا حدود ..

01:43 ص Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان
جدة


لم تكن المرأة تتزين وتتعطر إلا في المناسبات ، ورغم أنها كانت تحتفظ بمخزون الزيت المعطر ( دس نوميل Dess Nomail ) في ماعون زجاجي كان يسمى (قوبرا gobra ) وهي انواع من القوارير كانت تجلب من مصر زمان ، وكان يتم صناعة هذا الزيت الخليط في المنزل ، واحسب ان هذه الصنعة إنتشرت على نطاق الوطن أنطلاقاً من منطقة النوبة .. لأن القرب مع مصر والسفر الدائم إليها كان سبباً في معرفة الكثير من الاشياء المستحدثة في ذلك الزمان (الصندل والمجموع والسرتية والمحلبية ) كانت تأتي من مصر وهكذا إنتشرت الثقافة في باقي الوطن ..
ولم يكن مسموح بالدخان وبالنوبية الدنقلاوية ( كوليد Kolaid ) او (سالييه Saliah ) وهي الطلح .. لأن الزينة بلا سبب كان يعتبر نوع من التهتك والخروج عن السياق العام ، وما يسمى بالدلكة وهي بالنوبية ( بوكريه Bokriah ) كانت تصنع من دقيق القمح وأحسب أن زراعة أهلنا للقمح جعلت لنا قاعدة من الابداع في طهي الطعام والخبائز وكذلك مركبات الجمال مثل الدلكة وإستثناء الوحيد للمرأة أن تتزين كان في مناسبات الولادة والزواج .. فكان التجمع في بيت النفساء وكانت تتم هناك جلسات الزينة والعطر ، وكان أيضاً هناك إستثناء بالنسبة للفتاة التي لم تتزوج والعزباء والمطلقة لم يكن لهن نصيب والأهم تلك المسافر زوجها وفي مصطلح اليوم ( زوجة المغترب) والمسموح لهن ، فقط الزيت العادي وصابون ا لغسيل

02:15 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
عبد الوهاب المليك
جدة


أرشح الأستاذ علي عبد الوهاب عثمان لأوسكار سودانيز اونلاين القادم

02:30 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان
جدة

Quote: أرشح الأستاذ علي عبد الوهاب عثمان لأوسكار سودانيز اونلاين القادم

أستاذي المليك .. شهادة أعتز بها ..
لأنك جميل ترى الجمال في كل شيء ..
صدقني يا المليك إنت زول مروة ونفير تحمل هم الاخرين
تحياتي ومحبتي ..

03:18 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
عبيد الطيب

Quote: وتضيف بعدا آخر لوعى عامة شعب السودان بأن حضارتهم التى يعيشونها فى لا وعيهم من أسماء وتعابير وأدوات، إنما هى إمتداد لحضارة حق لكل منهم أن يفخر بها. فجزاك الله عنا خير الجزاء، ودمت لنا هاديا ودليلا.

شكرا استاذنا علي علي هذا البوست القيّم
شكرا بروف عبدالرحمن

وياعلي بخصوص الحرباء
أخطر حيوان علي الجمال وإلإبل هو الحرباء،
يكون لونها مع لون العُشب الأخضر، وعندما يأكلها الجمل مع العُشب، يموت في الحال، ولا يستغرق ذلك ساعة
وكذلك لها لسان طويل جدا، من فوق أغصان الشجرة يصل إلي الأرض
محبتي

03:31 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
محمد عبد الله حرسم



كما دوما الانسان النوبى الجميل الارتاوى الباحث على عبد الوهاب


رائع اينما كنت
وكيفما كتبت


ننتظر دوما روائعك



وها انذا على قيف البوست جلست استمتع بالنيل والنخيل والرواكيب والبيوت التى ابوابها تفتح جنوبا والشمس تشرق فيها مرتين

حتى اصوات الحيوانات والطيور لها غناء خاص لا يستطيع وصفه الا من بنى علاقة متينة بينه وبين هذه البيئة

شكرا حبيبنا كما دوما رائع

03:42 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
محمد على طه الملك

06:06 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان
جدة


أورينتود .. ود الملوك ..
شكراً على هذا الاثراء ..
الفنان ده صوته جميل وتقليدي
خاصة في غناء القديم ( تولليه جوم )

لك التحية ويشرفنا كثيراً وجودك معنا ..

06:10 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان
جدة

Quote: ها انذا على قيف البوست جلست استمتع بالنيل والنخيل والرواكيب والبيوت التى ابوابها تفتح جنوبا والشمس تشرق فيها مرتين

شاعرنا حرسم ..
يا اخي كلامك الفوق ده .. أجمل من الشعر ( القيف والنخيل والنيل والرواكيب )
والعمق الحقيفي في عبارة ( أبوابها تفتح جنوباً )

لك التحية على هذا الجمال

06:13 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان
جدة

Quote: شكرا استاذنا علي علي هذا البوست القيّم شكرا بروف عبدالرحمن وياعلي بخصوص الحرباء أخطر حيوان علي الجمال وإلإبل هو الحرباء، يكون لونها مع لون العُشب الأخضر، وعندما يأكلها الجمل مع العُشب، يموت في الحال، ولا يستغرق ذلك ساعة وكذلك لها لسان طويل جدا، من فوق أغصان الشجرة يصل إلي الأرض محبتي

شكراً على الإضافة أخي عبيد الطيب .. كما أنك قد فتحت لي نافذة لأسترسل في موضوع الابل لدى أهلنا :

لأن في بيئتنا الزراعية على طول ضفاف النيل ولطبيعة الارض ونوعية الزراعة فإن أهلنا لا يتعاملون مع الأبل وخبراتهم قليلة تجاها .. بل وأن الابل تمثل مصدر خوف بالنسبة لهم .. وكنت ألاحظ عندما يأتي أخواننا العرب من الجوار لتحميل الإبل بالمحصول كان المزارع كثير الحرص وكذلك صاحب البعير كي لا يحدث أي خلط في الساقية لأن السواقي مساحاتها محدودة جداً والإبل تحتاج الى فضاءات واسعة وجافة حتى أن النخيل وكثافتها تعوق حركة الابل .. وأكثر من ذلك أقولها ولتوثيق أن أهلنا كانوا يشبهون بعض الناس بالإبل كناية عن القبح كما يقال ( كم شوندي كول com shondi ) ويقصد به شفتي الإبل ربما لأن المجتمع الزراعي رموزه مختلفة عن المجتمع الرعوي ورغم ما يراه الراعي جمالاً في البعير يراه الترابلة نوعاً من القبح .. كما أن الإبل صعبة المراس ومن الصعوبة التحكم فيها .. ويمكنها بخطفة واحدة أن تأخذ كمية من المحصول حيث لا ينفع معها الضرب والزجر كما الابقار وباقي البهائم ..

06:47 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
محمد ادريس زمراوي
المملكة العربية السعودية - الرياض


حبيبنا الاستاذ / على عبد الوهاب

تحياتى لك

استمتعت كثيرا بهذا البوست ومازلنا ننتظر المزيد

رائع كعادتك دائما

مع التحية والتقدير

07:20 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان
جدة

Quote: استمتعت كثيرا بهذا البوست ومازلنا ننتظر المزيد رائع كعادتك دائم

يا سلام .. زمراوي اننقا ..
الفنان الراقي .. لك التحية ،،

14:52 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
فقيرى جاويش طه
Arlington va


ازددت فخرا وسعدا بسماع صوتك والسلام عليك الارو المبدع المتجلى فى سرد هذا الفن والنغم الجميل .
ابن الوطن البار ارتقاشة تود الله يكرمك ويحفظك ويسعدك .

00:03 ص Feb 4,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان
جدة
مكتبتي في سودانيزاونلاين

Quote: ازددت فخرا وسعدا بسماع صوتك والسلام عليك الارو المبدع المتجلى فى سرد هذا الفن والنغم الجميل . ابن الوطن البار ارتقاشة تود الله يكرمك ويحفظك ويسعدك .

شرفتني كثير بإتصالك .. فقيري أمبس جزى الله التكنولوجيا خيراً أن جعل لنا هذه المعايشة
فقيري أمبس الصور التي أرسلها أستاذنا محمد إبراهيم في غاية الروعة والرمزية ..

فثيري أمبس هي محاولات لنقل بعض الاشياء النوبية للشباب حتى لا تندثر ادراج هذا الزمن العجيب
ما عندنا في الدنيا دي غير هذا التراث الرائع نتكيء عليه عندما تحيط بنا نوائب الدهر ..
تحياتي يا زول يا هميم

محبتي ..

00:21 م Feb 4,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان
جدة
مكتبتي في سودانيزاونلاين


( الموشوق ) بالنوبية وتم إستلافها إلى العربية :


(موشوق moshok ) هذه الكلمة نقطها ومعناها ثابت بالنوبية وحتى بالعربية حسب إعتقادي .. ويقصد بها الشيء الغير متماسك
عكس ( لزج ) ودائماً ما يذكر في الطين والتربة والعجين..الخ يمكن تكون في هذه الحالة ( صفة ) يعني ( سبي مشوق sibiah moshok ) الطين غيراللزج ، أما كإسم مطلق فيتبادرالى ذهن باقي الدكاي ( Dakai ) أوالنبيت تلك المشروبات التي كانت تجهز في معظم البيوت بمناسبة وبدون مناسبة ولكن جلساتها كانت تمثل نوع الترابط الاجتماعي والصفاء والتسلية والبريئة كما كانت في جلسات ( البوقانا ) .. ويأتي ( الموشوق ) نتيحة لتصفية الدكاي أو النبيذ بما يسمى (أسكر askoor ) بضم الكاف ، وهذا في شكل صبابه مخروطية الشكل ومصنوع من السعف يتم إمرار المشروب بداخله وينزل السائل ويبقى (الموشوق ) وهي عبارة عن ( مصفى ) ثم يتم تجميع الموشوق ويؤخذ الى البهائم وخاصة النعاج لأن المعزة يشربون حليبها .. والموشوق كان مفيد غذائياً لتسمين الحيوانات ..

00:03 م Feb 5,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان - جدة
مكتبتي في سودانيزاونلاين



وهذه قصة حدثت بالفعل في إحدى قرانا بالقرب من أرقو .. وعلمنا بها من نقابة المعلمين آنذلك وفي منتدى عام عن طرائف المعلمين وهي كثيرة .. كان في المنهج القديم قبل السلم التعليمي ... حصة الجغرافيا في سنه ثانية / الاولية .. رحلات داخلية بين القرى.. وحصة معاينة وبوجود المفتش ( وما أدراك ما المفتش في تلك الايام ) ...
جهز الاستاذ نفسه تماماً للحصة .. ليأخذ الأطفال في رحلة خيالية الى القرى المجاورة حيث كمائن الطوب .. بدأت الرحلة بوجود المفتش داخل الفصل .. وعندها سأل المدرس التلاميذ .. نحن وصلنا قرية ( ... ) ما هي الرائحة المميزة التي تفوح من هذه القرية ؟؟
وكانت هذه القرية رغم الكمائن بقربها تشتهر بصناعة الخمور في ذلك الزمان الجميل .. وكان الاستاذ يقصد رائحة الكمائن ليكون مدخل لحصته .. رفع أحد التلاميذ يده فأشار اليه الاستاذ ( فقال التلميد : رائحة الموشوق) فما كان من الاستاذ إلا أن إنهار وظن أن ضاعت الحصة وضاعت معها درجة ( H ) فراق الحبايب .. ولكن جاءه التقييم بدرجة جيد لأن الطفل كان صادقاً في إجابته .. فأصبح لقبه في ميز المدرسين (حسن موشوق ) رحمك الله حياً وميتاً .. ورحم ذلك الزمن ..

11:45 ص Feb 5,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان - جدة
مكتبتي في سودانيزاونلاين



بعض الادوات المستخدمة في مجال صناعة اللبن :


( كشمبيل kashambail ) عبارة عن ثلاث خشبات في شكل هرم تعلق به السعن بالنوبية الدنقلاوية (بينج baing ) ثلاث نقاط تحت الجيم وبعض المناطق يطلقون عليه ( شكمبيل shakambail ) وذلك نسبة للـ (شكيد shakeed ) وهي خج الحليب لاستخراج الفرصة ( دس Dess ) ثم السمن لاحقاً ..

(( بوسكا booska ) قرع كبيرة مفتوحة من الاعلى لترويب اللبن وكذلك لحفظها .. وهي من القرع المر التي لا تطبخ والا تؤكل .. وبالعربية (بوخسة) ..
والقرع درجات : بوسكا ، كبي Kebe نصف قرع يشرب بها الماء والدكاي والنبيذ ... الخ.
دناد Danad ) : أصغر حجماً تستخدم في العواسة لغرف العجين ..
شبلول sheblool ) : مغراف صغير بمقبض

06:51 م Feb 8,2015
سودانيز أون لاين
علي عبدالوهاب عثمان - جدة
مكتبتي في سودانيزاونلاين



كيفية فطام العجل وتعليمها الأكل .. ( انسانية الترابلة )

يمكن ان يشعر بها العجل عند شم اللوبيا ويرفض أكلها .. ودائماً ما يكون المراح بخلفية من البوص ( قووا Gowa ) ويضع المزارع فرع من اللوبيا بين البوص الى درجة يمكن للعجل أن يتناولها .. سبحان الله يبدأ العجل بشم اللوبيا عدة مرات ويقوم بلحس الصفق بلسان عدة مرات ثم يذهب ويجيء عدة مرات ومزارع دائما يقربه وتتم برفق وصبر .. حتى يبدأ في قطع أجزاء صغيرة منها ويتعلم المضغ ويتم تغيير هذا الفرع كل مرة حتى تكون اللوبيا محتفظة دائماً برائحتها الجميلة ونضارتها .. ربما هذا العجل ينجذب عن طريق الرائحة لآنه يبدأ بالشم اولا ولعدة مرات .. سبحان الخالق .. كم جميل هذا المنظر وكم جميل هذا المزارع الانسان الرائع .. وهل يبلغ الانسان درجة أعلى من الرقة والانسانية أكثر من هذا ليصبر على الحيوان حتى يعلمه الاكل ... ربما مثل هذه الممارسات هي ترقى بسلوك الترابله الى هذا المستوى الراقي ..
ولاننسى أن هذا المخلوق يكون على درجة من الجمال في هذه المرحلة ... لذا وصف الشعراء الحبيبة بــ ( أرمري قورتود ) .. لجمال الشكل والجسم والتناسق في القوام :

وجميل وردي عندما وصف حبيبته ( ارمري قورتود ) وقال :
برولي بالنق منو كييسو
ارمدي قورتودا نقوسو
وبعدين ما في فرق بين اللغتين ( الترجمة الى الدنقلاوية )
برو أي بال ارمندو كيوسكون
أرمري قورتودا نقوسكون
قورتود ( gortoud ) نفس النطق
أرمديه ( Armadiah وبالدنقلاوية Armariah )
برو ( boroo ) نفس النطق

مصطلح ( أوقجيل ) بالعربية ( المرأة المسترجلة )

كان هناك نوع من النساء في مجتمعاتنا وهي المرأة ( لا اقول مسترجلة ) ولكنها اخت الرجال فمثل هذه المرأة تلعب دور مهم جداً في تماسك المجتمع وتوصيل الرسالة لكلا الجانبين بوضوح وكذلك تحافظ على قوامة السلوك اليومي للمراهقين والمراهقات وحتى المتزوجين ونساءهم .. وهي يمكن ان تتدخل في حياة اي رجل في القرية بطريقة او اخرى حتى اذا كان مقصراً تجاه زوجته فهي تعرف بحكم انوثتها وتتدخل لحل المشكلة بطريقة جميلة وعفوية وتحثهن على التجميل والتوادد الى الزوج .. و اذا لاحظت اي سلوك غير قويم من الشباب في تحركاتهم داخل الحي تحذرهم بطريقة تربوية جميلة او في شكل كوميدي مازح (انت عندك شنو في الشارع ده .. كان داير عرس ما عندنا مانع ... الخ ) هنا يكون الشاب قد شعر بنوع من الخجل او ادرك انه مراقب او ان امره مكشوف .. بل واحياناً تتكلم من غير تحفظ في كل المواضيع حتى الممنوعه منها .. وهي دائماً ما تكون في مواجهة مع الرجل المزواج وكأنها ناطقة رسمية بإسم جميع نساء الحي وتكون المناظرة جميلة وتجذب الحضور وغالباً ما تكون هي المنتصرة لما لها من شخصية فريدة والمام بفنون المناقشة والرأي المضاد واحياناً تتطرق الى نوع من الكلام الاباحي تكشف فيه عن عجز الرجل .. وقد لاحظت ان هؤلاء النوع من الرجال الذين يمثلون العنتريات في جلساتهم تجدهم ينسحبون من امامها خوفاً من الاستسلام والهزيمة .. وقد تطرق الطيب صالح في كاتبه موسم الهجرة الى الشمال لمثل هذه الشخصية ( بت مجذوب .. وحاورها مع ود الريس ) فهي ليست بها عهر او نقص ولكنها شخصية قوية ومن عائلات محافظة ولها تأثير على من حولها وتحل مشاكل لا حصر لها في المجتمع .. ولا ترضي ان يطلق عليها (اوقجيل) او المسترجلة لأنها تتمتع بكامل انثوتها .

بيت الجد وقصة جيوش القمل :

في ذلك الوقت معظم بيوت ( كا بابور ) وهذا مصطلح يطلق على المنزل بدون احواش ولانها بيوت ورثة ولا يمكن لكل واحد أن يبني حوش لآن الارض في الجزر لا تسع لساكنيها لعدم وجود أمتدادات صحاري ولا تنسوا الفيضان والنيل والنخيل والجرف والزراعة كل هذه في ساقية واحدة لذا تجد ذلك التداخل الجميل بين الاسر والعائلة الواحدة وخاصة في فصل الصيف تجد سرير كبير ينام فيه كل الاحفاد في بيت الجد والسرير منسوج بحلد البقر وعليه برش او فروه .. ربما ينام فيه ستة او اكثر من البنين والبنات .. لم يكن هناك باعوض ولا ملاريا في ذلك الزمان وحتى الناموس الليلي كان نادر .. فقط كانوا يستبعدون من الاطفال من لهم عادة التبول الليلي وهم غالباً دون السابعة .. لا تصدق أن تنام في بداية السرير وتجد نفسك في نهايته وذلك من كثرة التقلب وحك الجلد طوال الليل بسبب تلك الحشرة الخبيثة ( القمل ) قاتلها الله فهذه الحشرة كانت أبتلاء من الله .. وكنا نحن نساعد على تكاثرها بعدم الاستحمام ولا أذكر ان الناس كانوا يأخذون الحمام كهدف رئيسي بل كان يأتي ضمن سياق السباحة في البحر او الغسيل من دلو الساقية لازالة الغبار عن العين والاذن او الوجه عموماً ولا بأس من رش قليل من الماء على باقي ..

للحديث بقية .....

ربما هذا في الصيف او الفصل المعتدل بين الصيف والشتاء .. أما الشتاء فهو مربط القمل ( وليس الفرس ) حيث تسرح هذه الحشرة وتمرح في أجساد البشر ومن سخافتها وعدم التزامها بأي وازع او ميثاق كانت تستغل الفصل البارد جداً في الشتاء وتشفط الدماء من الاوردة والشرايين ومن وقاحتها أحياناً تجدها تتجول خارج مسارب الخياطة في العراريق والسراويل ( الدمورية ) وتجدها ثملة منتفخة البطن والاوداج ممتلئة بدماء قانية مثل عصير الفراولة .. ويتم اصطيادها دائماً من قبل الوالدة مصحوبة بدعوة عليها بهلاكها وانقراضها حتى تضعها بين ظفري الابهام والضغط عليها من الجانبين حتى تسمع لها فرقعة خفيفة مثل التي تصدر من (ماكينة البوب كورن ) صوت .. تاخ .. وربما تطاير قليل من الدماء الى طرف الاصبع واذا كانت القملة من النوع السيوبر وتسمي (إسين قور ) ومعناها (إسي / قمل ) و ( قور / الفحل او الثور ) وهو أكبر انواع القمل وكنا ننظر الى هذه المجرمة الانتحارية وهي تلقى حتفها بكل سادية وتمتع .. وقد عرفنا بعد أن كبرنا قليلاً أن الرجال كانوا يعتزلون النساء في الشتاء خوفاً من الماء في البرد القارس إلا في حالة واحدة وهي عندما تأتيهم حتمية التحرر من النجاسة وذلك بعد الاحتلام ليلاً فينتهز الفرصة فيقضي وطره ويتنظر حتى منتصف النهار ليمارس نوع التحرر من النجاسة (الغسل) وليس الحمام بمعناه المعروف

حقوق المراة .. حسب نظرية عمنا توفيق ..

عمنا توفيق ( رحمه الله ) لم يكن رجلاً عادياً في حياة اهلنا من سكان جزيرة ارتقاشا وكان إسمه مقترناً بمركب التعاون (المشرع) التي تقل الناس بين ضفتي النهر عدة مرات في اليوم وهي المهنة الوحيدة التي خدم فيها طوال عمره المديد .. واكثر ما إشتهر به الرجل هو شدة تعامله مع الجنس الآخر ، خاصة وان طبيعة مهنته كانت تضعه في مواجهة يومية مع النساء .. يبدو ان حرص عمنا توفيق على اولويات السلامة والانضابط يتخطى أي نظرية أخرى تدعو الى الرومانسية والرقة .. وتكونت لديه قناعة مسلمة أن الاثني لا بد ان يتعامل معها الرجل ( بالعين الحمرا) ونجح تماماً في ضبط ايقاع عمله والسيطرة الكاملة على مرتادي المركب وخاصة من الاناث .. ولم يلاحظ على الرجل ان تعامل معهن ولو لمرة واحدة برفق او النعومة لأنها اصلاً غير واردة في قاموسه على الاطلاق وأجزم انه لم يسمع حتى بالحديث الشريف (رفقاً بالقوارير ).. وعلى النقيض كان رواويس المراكب السفرية (بيليك) ممن اشتهروا بالرقة والحنين والطنابير وأغاني الغزل الجميلة والتشبب بالفتيات وكانت لهم معجبات في كل الموانيء التي يرسون فيها ينتظرن تلك المواعيد في شوق وهيام .. فالمراة عند عمنا توفيق هي المرأة دون اعتبار لأي مقياس آخر ، وقد أقسمت لي احدي خالاتي أنها خلال عمرها المديد لم ترى يوماً هذا الرجل بوجه مبتسم مع النساء ناهيك عن تبادل حديث الود او اي نوع من المزاح المباح .. ولكن لم تنطلي هذه النظرية على كل النساء لأن منهن من يتمتعن بقوة الشخصية والحضور الطاغي مثل الخالة (اليسا) التي كانت تنبري للدفاع عن اخواتها من جور الريس الاستبدادي توفيق وتضع حداً لتطاوله حتى ينزوي خلف السارية هرباً من المواجهة مما يتيح الفرصة لأمهاتنا واخواتنا الجلوس في اريحية تامة في الجزء المخصص لهن ويتمهلن في الدخول والخروج من المركب والريس توفيق يكاد ينفطر من الغيظ ، ويشفي غليله في لفة التبغ ( القمشا ) وهو ينفث دخانها بعصبية .. وفي الغالب فإن نظرة المجتمع للرجل والاعتراف به كعضو فعال كان يتوقف على مدى قوته في السيطرة على من حوله من الجنس الآخر فكان يتحاشى ان يرافق زوجته او اخواته أو والدته في الطريق العام ناهيك عن ذكر اسمائهن خارج نطاق الاسرة والاهل .. وحتى في مرحلة الطفولة وفي المدارس الاولية كنا نصاب بالحرج عند ابراز شهادة الميلاد لأن اسم الام فقرة اساسية فيها .. كل ذلك تحاشياً من لقب ( إنجيلا ) وهي كلمة دنقلاوية تطلق على الرجل كثير الجلوس والاستماع الى النساء والانقياد لهن ولها معاني ومدلولات اوسع .. رحم الله عمنا توفيق الذي لو عاش ورأى هذا الزمن العجيب عهد سيادة المرأة والـ ( انجيلا ) ولو سمع تلك الضجة التي تثار عن حقوق المرأة لأنتحر من سارية مركبه .. أما الخالة ( إليسا) أطال الله في عمرها فهي المرأة القوية أخت الرجال التي تنال الاحترام والتقديرمن الجميع .. لأنها تتدخل في حدود الفضيلة وقوامة المجتمع وتدافع عن حقها دون ابتذال او خروج عن الخطوط الحمراء ..

ول ابا علي عثمان..حبابك
وحباب ضيوفك هنا..
كتر خيرك على هذه الكوة اللطيفة والحكايات العجيبة المدهشة ، دهشتها يا صديقي هو تطابق الأشياء في الثقافات السودانية الى درجة عجيبة..واهديك هنا بعض الإضاءات التي قد تفيدك في اهتمامك بالبحث في ثقافات اهلنا..

فكرة الواوور كما تفضلت بشرحها ، هناك حاجة قريبة منها في مجتمعات البقارة..واسمها ام شلوخة..وشكلها اشبه بعوارض القون بتاع كرة القدم ، وهي تستخدم للملابس فقط..فبيت البقارة ، حينما تدخله ، تكون ام شلوخة على جانبه ، والجانب الأخر يكون الرحل وهذا يستخدم لحفظ الأغراض الأخرى غير الملابس..بينهما السرير (الدرنقل)..وهو مصنوع من سرائح رفيعة من شجر القنا..

الحاجة التانية التي لفتت انتباهي..هي فكرة البروش..وصناعة البروش في مناطق البقارة تسمى (ضفارة) البروش ، وصناعة العناقريب تسمى (تجليد) لأن الحكاية في الماضي كانت تعتمد على سيور من جلود البقر ، وصناعة السرير الدرنقل تسمى (ترميل)..وصناعة طوق حول البخسة تسمى (شفاية)..وايضا صناعة الطباقة تسمى شفاية..
ضفارة البروش هي من اختصاص النساء..والبنت تتعلمها منذ سن التاسعة او العاشرة..ويستخدم فيها الألوان بنفس الأسماء التي ذكرتها (التفتة)..والصفار..ولأن في تلك المناطق لا يوجد نخيل فيتم استخدام سعف الدوم (الدندور) ويتكاثر في الجبال..
هناك بروش تجارية والواحد يسمى ابو طريقة (تصغير طرقة)...

ضفارة البروش تعتمد على شرائح رقيقة جدا من السعف..وتكون طرقة طولها يقاس بالذراع (اربعة ، خمسة أو ستة..الخ)..عدد الشرائح المستخدمة يحدد حجم الطرقاية..مثلا ام ستة (تكون باستخدام ست سعفات) ، ام ثمانية (ثمانية سعفات) وام عشرة (عشرة سعفات)..تضفر
شريحة الطرقاية ، وتجمع مجموعة مع بعض لتكون البرش..جمع الطرقايات مع بعض يتم عبر عملية اشبة بخياطة الملابس ، ويستخدم فيها نوع من السعف يسمى الحانكوك..وهو اطراف السعفة المعروفة وغالبا تكون قوية..عملية خياطة البرش..تجعله له جانب ناعم وجانب خشن..تماما مثل حكاية الجلابية أو العراقي ..حيث تكون الحياطة داخلية..
البروش ايضا لها اسماء..فحينما يكون منتصف البرش يغلب فيه اللون الأبيض (اربعة طرقات تقريبا) يسمى (قلب الوالدة) ، وحينما يغلب عليه اللون الأحمر يسمى (قلب الحبيب) وحينما يغلب عليه اللون الأسود يسمى (قلب الضرة)..وهذه طبعا البروش المستخدمة كفراش على السراير/العناقريب..
البرش الكبير ويسمى (الشـُقة) يستخدم كسقف لبيت البقارة..وغالبا يكون لوحدها أو في بعض الأحيان يتم عرش من القش ويغطى بالبرش الشقة من الخارج..
الشــُقة غالبا يتم صناعتها من البروش التجارية حيث يتم شراء عدد من الطرقات وتخاط مع بعض..الحالة الوحيدة التي يتم فيها ضفارة الشــُقة بطريقة اشبه بالبروش الملونة هو شقة بيت العرس..
الحاجة الطريفة..البروش في مجتمع البقارة تعتبر جزء من اثاث المنزل بتاعهم..وبيكون حقها جزء من سد المال..يعني جزء يخصص لتكاليف البروش وجزء لتكاليف السرير (الدرنقل)..
اطراف البرش يتم غطاء بطبقة من الجلد وتسمى (تــُبابة البرش)..

الشــُقة المصنوعة من البروش التجارية..يتم تلوينها بطريقة عجيبة..فلأن البرش يكون كبير بالتالي شراء التفتة سيكون مكلف للغاية ، عشان كده حبوباتنا كانن بعملن حاجة اسمها (ام عطونة)..أي عطن البرش في الطين..وهنا بيتم قطع فروع خضراء من شجرة الخروب وتضع فوق البروش والجمع يعطن في الطين لمدة ثلاثة ايام على الأقل..وبعدها تعرض البروش على ضوء الشمس حتى تجف وتكسب لون اقرب الى البنفسجي الغامق..!!

كتر خيرك يا صديقي..وفي المرة الجاية كن ربنا حيانا..نجيب حكاية التعامل مع البقر والقرع والتطير..وسوف اركز اكتر على القرع..

ودمت..
كبر

عزيزي الاستاذ علي عبد الوهاب
ار مسكاقمي
ساهرت بينا وما قادرين نشيل عيونا من بين السطور...وابتديت في طباعة الحلقات
الدسمة عن الثقافة النوبية والحضارة النوبية اقدم حضارة في العالم عشان اعيد قراءتها
مرات ومرات وحتى وانا مسافرة في القطر...
ومتمنية اقرا كتاب كامل بمثل هذا السرد الشجي....وفعلا انت زولا سمح وزين ..وواصل وما تقيف
ونحن متابعين ومستمعين...
وايه رايك يا علي لمن امشي الاجازة وازور حبوبتي بلقاها لسع محتفظة بالقسيب...وبلقاها في نص الحوش
وهي براها بتشيل القمح من القسيب ...وانا كنت مفتكرة ان زمن القسيب انتهى واندثر.......
لقد. اعدت لنا دماء جديدة للثقافة النوبية والعادات النوبية
والله يديك الصحة والعافية

Quote: البروش ايضا لها اسماء..فحينما يكون منتصف البرش يغلب فيه اللون الأبيض (اربعة طرقات تقريبا) يسمى (قلب الوالدة) ، وحينما يغلب عليه اللون الأحمر يسمى (قلب الحبيب) وحينما يغلب عليه اللون الأسود يسمى (قلب الضرة)..وهذه طبعا البروش المستخدمة كفراش على السراير/العناقريب.. البرش الكبير ويسمى (الشـُقة) يستخدم كسقف لبيت البقارة..وغالبا يكون لوحدها أو في بعض الأحيان يتم عرش من القش ويغطى بالبرش الشقة من الخارج..

يا سلام يا أستاذنا كبر .. صدقني نحن كلنا وحدة واحدة .. تراث وثقافة ..
أتذكر أن أهم البروش عندنا كان إسمه ( بلال تاركييه ) وكان هذا البرش يثبت خلف العريس أو هو متكأ له ..
لأن البروش كانت تستخدم للزينة وتعلق في الحائط في مجلس العريس أو غرفة نومه وتفرش في الارض البروش الكبيرة
والمرتبة أو اللحاف المصري في الارض .. وكان العريس يقيم في هذه الغرفة 40 يوم وآخر يوم هو الاحتفال بالاربعين
والبرش الذي يطلق عليه ( بلال تاركييه Belal Tarkiah ) على مقياس برش الصلاة .. ومزين بطريقة أجمل من السجاد الايراني
والفرق أن عندنا كان يضاف مع سعف النخيل سيقان القمح اللامعه ( هسد Hased ) وهذه السيقان قابلة للصبغة بألوان مختلفة وتكون لامعة
وصناعتها تحتاج إلى دقة وصعوبة وكل بنت كان تحتفظ ببرش ( بلال تاركييه ) حتى يأتيها فتى الاحلام ..
التحية لك يا جميل .. وأنا قاريء لكتاباتك ..

Quote: ار مسكاقمي ساهرت بينا وما قادرين نشيل عيونا من بين السطور...وابتديت في طباعة الحلقات الدسمة عن الثقافة النوبية والحضارة النوبية اقدم حضارة في العالم عشان اعيد قراءتها مرات ومرات وحتى وانا مسافرة في القطر... ومتمنية اقرا كتاب كامل بمثل هذا السرد الشجي....وفعلا انت زولا سمح وزين ..وواصل وما تقيف ونحن متابعين ومستمعين... وايه رايك يا علي لمن امشي الاجازة وازور حبوبتي بلقاها لسع محتفظة بالقسيب...وبلقاها في نص الحوش وهي براها بتشيل القمح من القسيب ...وانا كنت مفتكرة ان زمن القسيب انتهى واندثر....... لقد. اعدت لنا دماء جديدة للثقافة النوبية والعادات النوبية

سمو الاميرة .. مسكاقمي ..
القوسيبه فن نوبي جميل وتكنولوجيا نوبية بارعة ..
تعرفي لحدما شارلي بونيه في السبعينات شرح لينا فلسفة القوسيبة والكييفة التي تتم بها تكييف الهواء في الشكل الدائري
في تلك الفترة كنت معلم بمدرسة البرقيق الثانوية العامة ( مدرس لغة انجليزية ) بدأت أستحضر كلماته .. آمنت أن أهلنا
كانوا في ذلك الزمان قوى عظمى في العلم والنظريات الهندسية .. ( الخواجات ديل فهمهم عالي جداً ..) بالله طول عمرنا
وسط القساسيب مافي واحد فينا فكر في الحكمة من تصميم القوسيبة على شكلها الحالي ..

تحياتي ليكي .. وسوف آتي بمواضيع

أستاذي كبر .. شوف أهلنا يدلعوا البقر كيف .. وخاصة أيام السواقي .. بقرتين فقط لجر الساقية توفر المعيشة لأكثر من مئة فرد ..

كيفية تربية العجول وتدليلها وحتى التغزل بجمالها .. ؟؟؟؟؟؟؟



والنوبة يهتمون بالحيوان المنتج الى درجة تصل حد المساواة وكأنه فرد من العائلة .. فلم أجد في كل السودان مجموعة تهتم بالابقار مثل اهلنا النوبة .. حتى الوثنيون من عبدة الابقار لا يعرفون ان يدللوا البقرة مثل اهلنا .. لأنها كما ذكرت سابقاً هي النماء والخير .. فبقرتان تكفيان قرية كاملة شر الجوع والحاجة بل وكانت تمول تعليم أبنائهم الذين ارتقوا اعلى الدرجات ونافسوا المستعمر والمجلوب في كل المجالات .. فأجمل لحظات المزارع عندما يستمتع بمشاهد العجل وهي تتدرب على أكل اللوبيا .. كنا بتدريبه بجلب اللوبيا الخضراء الظارجة من الجروف ونعلقها بين جنبات الجريد الجاف ونقدمها للعجل لأتها لا تنزل رقبتها الى الارض لتأكل في تلك المرحلة من العمر وما أجمل منظرها وهي تشم رائحة اللوبيا وتلحس الاغصان اللوبيا بلسانها ثم تبدأ بقطع صغيرة وهكذا حتى تتعود على الأكل وتبعد عن امها لتوفير الحليب للعائلة .. وهي المرحلة التي تربط فيها العجل في الرجل الخلفي ثم الى الرقبة ومن بعد ذلك الى ( أرمديه ) وهي كلمة نوبية ( الحبل ) الملتف حول وجه وعنق العجل .. لم يشبه أحد في السودان حبيبته بتلك العجول إلا اهلنا ومن أجمل مخلوقات على الاطلاق هو العجل في مرحلة ( أرمديه ) وتتمتع بعيون جميلة وظهر أملس لامع ينساب عليه كل شيء صلب .. وهل هناك اشعر من امتع واثرى وأجمل من محمد وردي العملاق وهو يقول ( برو لي بالنقمونو كيوسو .. أرمديه قورتودا نقوسو ) فالترجمة العربية سوف تشوه المعنى لأن اصل الجملة نوبية ولا تصلح الا بالنوبية ومعناها ( متى شبت عن الطوق ونحن غافلون .. لقد اصبحت مثل تلك العجلة الملساء .. ) وفي الدنقلاوية اذا كانت البنت واسعة العينين حوراء يقال لها ( برو تي مسنجي كول ) فتاة بعيون البقرة ..
نواصل ..

الجيرتق وسوميت من الروائع النوبية
كم كانت فرحتنا ونحن في مقتبل العمر عندما نسمع عن مناسبة ولادة في القرية مستحضرين ذلك اليوم الذي كنا نرافق فيه اخواتنا وامهاتنا الى النيل وهو اليوم السابع من الولادة عندما يأخذون بعض المقتنيات من منزل الولادة ويتم غسلها في النيل وأخذ عينة من المياه لوضعها تحت سرير الام ولا بأس ايضاً من أخذ بعض المياه من المناطق العميقة من النيل لمسحه على جسد الطفل خاصة اذا كان المولود ذكراً .. ويبدو ان هذه الممارسات كانت موروثة من ايام الديانة المسيحية ولها علاقة بعادة التعميد بالغطس ومازال اسم السيد الغطاس يتردد في الكنائس الشرقية حتى اليوم كرتبة كنسية .. ومنذ عهد ما قبل الديانات فإن النوبة تتأصل فيهم خاصية التأمل في هذا الكون الواسع والطبيعة من حولهم فقد كان لهم اعتقاد بأن هناك قوى شريرة تتربص بهم فكان من جراء ذلك نشوء السحر كأحد نتائج هذا التأمل والتفكير في عالم اللامحسوس وقيل ان نبي الله موسى عليه سلام قد بعث فيهم لمحاربة السحر .. ومن آثار هذا الموروث ما يسمى ( الكبس ) وبدنقلاوية ( مشهرا ) وهي نتاج القوى الشريرة ولدرئها كانت تستخدم بعض التعاويذ مثل ( السوميت ) أصلها بدنقلاوية ( سومت ) وكذلك الجريتق وبدنقلاوية (جيرتي ) وكان اكثر انواع الخرز اهمية في هذه المجموعة هي ( الجعرانة ) وبالدنقلاوية (دورانج) وتسمى ايضا ( تين باب ) وتكون في شكل خنفساء والحكمة من اختيار هذا الشكل الخنفسائي لأن محيطها الخارجي يشبه مخطط القلب وهنا يتضح عمق المعني والرمز الايماني المتصل بالقلب وهذه دلالة على أن النوبة لم يتخذوا شكل الخنفساء عبثاً أو بدون مدلول وشكل الخنفساء موجود في الجداريات النوبية وكان هذا النوع من الخرز لا يوجد إلا في مناطق الاثرية كالدفوفة في كرمة حيث مهد الحضارة الكوشية واذكر اننا كنا نخرج في مجموعات للبحث عن هذا النوع من الخرز لننال بها رضا الامهات وإعجاب الاخوات ومن وجد واحدة منها كان يزف وكأنه فتى القبيلة الأول أما باقي انواع الخرز فهو (الكوفري) ويطلق على كل شيء قديم وتاريخي بما فيه آبار المياه القديمة (مترات) .. أما تلك المشغولات النحاسية المستديرة وهي في الغالب كانت عملات ومصكوكات تجلب من مصر ثم تضاف اليها زوائد لتعليقها حول الرقبة بالحرير الاحمر .. وتسمى هذه المجموعة ( هافيد ) وهي محرفة من كلمة العربية ( حفاظ ) ويقصد به حفظ المرء من الشرور وقد تطور هذا الرمز من المثلثات المعكوسة ابان الديانة اليهودية الى الصليب في العهد المسيحي ثم شكل الهلال في العهد الاسلامي ومازال هذا الهلال يزين جباه العرسان والاطفال عند الختان .. وتأملوا معي في شعر هذا النوبي البارع خليل فرح في اغنية عزة ( نشابي للنجوم وانا ضافر الهلال ) وفي اغنية اخرى يقول ( صافية كالدينار ) والدينار كان أيضاً من حلي الزينة الذي كان يتدلى على جباه الفتيات .. رحمك الله يا خليل وانت توثق لهذه الرموز الجمالية ..

عزيزنا علي عبدالوهاب
"ار مسكاقمي" ما عارف معتاها لكن إحساسي إنها تحية ودودة.
توثيق بديع ومدهش لمنطقة تعتبر من اكثر المناطق ثراء في السودhن.
وشدني على نحو خاص " عمكم توفيق" والصورة التي نقلتها لنا عن صرامته مع الجنس اللطيف حتى خلته شخصية اسطورية خارجة من رحم رواية ما، وايضا تصوير إنهزاميته إثر الضربات" الجندرية الناعمة" من قبل عمتكم أليسا في دفاعها عن صويحباتها وبنات جنسها.
مرور على سبيل التحية والمحبة والمتابعة.

محبتي

عزيزي الفاتح مرغني

نيابة عن صاحب البوست الأستاذ علي نرحب بك بشدة في هذا البوست النوبي .. وفعلا وكما قلت فإن عبارة:" إر مسكاقمي" هي تحية ودودة
ومعناها ، اذا ترجمناها ترجمة حرفية، هل انت بخير وصحة وعافية، او كمان ممكن تقول How are you او كيفنك؟؟
وطبعا انا ضليعة في اللغة النوبية وما دام انت ما بتعرف هذه اللغة فانا مستعدة ادرسك لغة اقدم حضارة في تاريخ البشرية وبشهادة علماء ا|لآثار السويسريين
والأمريكان، فقط الساعة بأربعين دولار.. اها شفت التخفيض ده كيفن....
والله يديك الصحة والعافية

Quote: عزيزي الفاتح مرغني نيابة عن صاحب البوست الأستاذ علي نرحب بك بشدة في هذا البوست النوبي .. وفعلا وكما قلت فإن عبارة:" إر مسكاقمي" هي تحية ودودة ومعناها ، اذا ترجمناها ترجمة حرفية، هل انت بخير وصحة وعافية، او كمان ممكن تقول How are you او كيفنك؟؟ وطبعا انا ضليعة في اللغة النوبية وما دام انت ما بتعرف هذه اللغة فانا مستعدة ادرسك لغة اقدم حضارة في تاريخ البشرية وبشهادة علماء ا|لآثار السويسريين والأمريكان، فقط الساعة بأربعين دولار.. اها شفت التخفيض ده كيفن.... والله يديك الصحة والعافية

العزيزة الأميرة بت السيد.
اولا، انا شاكر ليك شديد تعريفي بعبارة"إر مسكاقمي" وهي فعلا عبارة ودودة، يعني الحمد لله حدسي ما خذلني.
ثانيا، أنا من زمان اللغة النوبية دي هابشاني، يمكن عشان البلابل ووردي وخليل الفرح الخرافي .وثالثا، ده حيكون شرف اكاديمي عظيم أن تدرسني اللغة A native speaker وواحدة من أمهر المترجمات اللواتي مرن على سودانيزاونلاين.
ما بنختلف على الـ 40 دولار لكن بعد كسير التلج ده ،مش مفروض تديني Full tuition scholarship

محبتي

أخى وصديقى على عبدالوهاب

كثر خيرك يا رجل يا جميل. يا حارس التراث المنقب فيه والمقدمه
للناس فى سلاسلة لا يقدر عليها غيرك.

والشكر لك مرة ثانية عشان جبت لينا الناس الرايعين ديل ناس أميرة
السيدة الكنداكة المفكرة المنتجة، الله يحفظها ويزيدها من فضله. وكمان
أخونا الكتاب والتراثى الجميل كبر، والرجل المعطاء الفاتح ميرغنى،
ومحمد على طه المك الراجل الذاخر بالثقافة القومية، وأخونا أبوجهينة
المبدع فى التعبير، وعزيزنا الشاعر المتفرد عبدالإله زمراوى، والرجل
ذو الرأى الثاقب ماهر محمد صالح، والتراثى الرائع عبيد الطيب والأرو
النبيل فقيرى جاويش طه، وما أنسى أخوى الدفعة فيصل خليل.

أنا زمان قلت "الزول الجميل بيجيب الناس الجميلين" فشكرا ليك
على إثراء معارفنا و شكرا مرة ثانية لى لمة الناس المبدعين ديل.

تسلم يا عزيزى وأخى

Quote: عزيزنا علي عبدالوهاب "ار مسكاقمي" ما عارف معتاها لكن إحساسي إنها تحية ودودة. توثيق بديع ومدهش لمنطقة تعتبر من اكثر المناطق ثراءا في السودلن. وشدني على نحو خاص " عمكم توفيق" والصورة التي نقلتها لنا عن صرامته مع الجنس اللطيف حتى خلته شخصية اسطورية خارجة من رحم رواية ما، وايضا تصوير إنهزاميته إثر الضربات" الجندرية الناعمة" من قبل عمتكم أليسا في دفاعها عن صويحباتها وبنات جنسها. مرور على سبيل التحية والمحبة والمتابعة. محبتي

الاستاذ / الفاتح
دائماً ما أضعك نموذج للشاب السوداني الطموح .. تماماً نريد أمثالكم من عرفوا كيف يتعاملون مع العالم الخارجي
ومع هؤلاء الذين سبقونا بسنوات ضوئية .. وهذا النموذج الذي تمثله هو الخلاص لنا للحاق بركب التطور ..
يشرفني كثيراً حضورك الزاهي ..
نعم استاذنا الفاتح .. عم توفيق .. رحمه الله .. وخالتنا أليسا أمد الله في عمرها .. عندما زرتها في اجازتي الاخيرة للبلد
وجدتها إنزوت في ركن دارها .. وبدأت أستحضر لها تلك العوالم الجميلة .. ووجدتها على نفس نمطها السابق ..
هذه شخصيات ربما مكررة في كل مجتمعاتنا ..

بالنسبة للغة النوبية .. إذا كان دواخل الشخص جميلاً فإنه يشعر بالجمال مهما كان لغته وسحنته ومفرداته .. لهذا كان إحساسك
باللغة النوبية .. هي لغة ترانيم رائعة .. كما ذكرت مثال ( خليل ووردي ) ...

ما زلت أرشحك لتكون الرئيس الشاب للوطن ..

Quote: عزيزي الفاتح مرغني نيابة عن صاحب البوست الأستاذ علي نرحب بك بشدة في هذا البوست النوبي .. وفعلا وكما قلت فإن عبارة:" إر مسكاقمي" هي تحية ودودة ومعناها ، اذا ترجمناها ترجمة حرفية، هل انت بخير وصحة وعافية، او كمان ممكن تقول How are you او كيفنك؟؟ وطبعا انا ضليعة في اللغة النوبية وما دام انت ما بتعرف هذه اللغة فانا مستعدة ادرسك لغة اقدم حضارة في تاريخ البشرية وبشهادة علماء ا|لآثار السويسريين والأمريكان، فقط الساعة بأربعين دولار.. اها شفت التخفيض ده كيفن.... والله يديك الصحة والعافية

سمو الاميرة .. مسكاقمي ..
تحياتي .. والبوست لكل من أراد إضافة .. الاخ الفاتح .. يستاهل .. بعدين أنتو ناس العالم المتحضر ديل طوروا لنا طريقة لتعلم اللغة ..
مع تحياتي .. ولم يتبقى لنا أن نستحضر ذلك العصر الزاهر ونتعايش معه بوجداننا ..
شكراً كثير كثير ..

Quote: خى وصديقى على عبدالوهاب كثر خيرك يا رجل يا جميل. يا حارس التراث المنقب فيه والمقدمه للناس فى سلاسلة لا يقدر عليها غيرك. والشكر لك مرة ثانية عشان جبت لينا الناس الرايعين ديل ناس أميرة السيدة الكنداكة المفكرة المنتجة، الله يحفظها ويزيدها من فضله. وكمان أخونا الكتاب والتراثى الجميل كبر، والرجل المعطاء الفاتح ميرغنى، ومحمد على طه المك الراجل الذاخر بالثقافة القومية، وأخونا أبوجهينة المبدع فى التعبير، وعزيزنا الشاعر المتفرد عبدالإله زمراوى، والرجل ذو الرأى الثاقب ماهر محمد صالح، والتراثى الرائع عبيد الطيب والأرو النبيل فقيرى جاويش طه، وما أنسى أخوى الدفعة فيصل خليل. أنا زمان قلت "الزول الجميل بيجيب الناس الجميلين" فشكرا ليك على إثراء معارفنا و شكرا مرة ثانية لى لمة الناس المبدعين ديل. تسلم يا عزيزى وأخى

اخي عبدالرحمن ..
يا سلام وجودك هنا يجعلني في غاية السعادة .. وانت صاحب الحروف والعبارات المنمقة ..
لي رغبة دائماً أن أقرأ كتاباتك .. لجمال اللغة وعمق الالفاظ .. نعم .. وأنت قدوة لنا جمعياً .. ومن ذكرتهم
من الاخوان .. هم من واقع هذه البيئة التي ضاقت بأهلها فتفرقوا في أرجاء الأرض .. ولكن الأهم
أنهم يحملون الوطن في دواخلهم .. دعنا أخي الكريم نجتر هذا التراث الجميل .. حتى يأتينا واقع نعيد به مجدنا ..
لك التحية .. ومحبتي بلا حدود ..

عمتي عزة .. نموذج لوفاء المرأة
كانت على درجة من الجمال بمقاييس تلك الفترة بلونها القمحي وشلوخها الرائع على الخدين و مسايرها المسترسلة .. تزوجت من ابن عمها الذي سافر الى مصر كعادة ذلك الزمان حيث السواقي والارض الضيقة كانت لا تسع كل العائلة وخاصة في الجزر فكان الناس يفضلون السفر ويتركون الارض للاخ الاكبر ليزرعها ويكون المنتج لكل افراد العائلة في بيت الجد .. فالعمة ( عازة ) كانت تقوم بكل واجبات البيت الكبير ، تشرف على تربية الصغار وترعى زوجات الابناء عند الولادة وتتزعم المناسبات العائلية وتقوم بجزء مقدر من اعمال الساقية .. ولكن اكبر إهتمامها كان ينصب على اسراب الدجاج المنتشرة في فضاء المنزل والتي سوف تكون ولائم ووجبات دسمة عند قدوم زوجها من مصر .. غاب عمنا في مهاجر مصر لسنوات طويلة تاركاً (عازة) مع العائلة وهي صابرة ومحتسبة لم تشكو يوماً لأحد وفي المقابل لم تبدي ظاهرياً اي شعور بالحنين او الشوق الى زوجها ولكن في قرارة نفسها تذوب شوقاً وهياماً لأنها في آخر المطاف أنثى لها احساس طبيعي كباقي البشر ولكن هي عفة المرأة النوبية وسموها النفسي والخلقي ما يمنعها من البوح بتلك الاحاسيس كما ان نمط التربية الاجتماعية للاناث في مجتمعاتنا تضع خطوط حمراء وقانون للعيب لا يمكن ان يتخطاها أحد . في احدى المرات القليلة سمعت أن عمنا قد ارسل طرداً الى ( عازة ) وتجمعنا امام غرفتها وجاءت متأبطة تلك لفافة وكلنا شوق لمعرفة محتواها أما بالنسبة لها فكان مغزى هذه الهدية معنوية وتدل انها مازالت في ذاكرة ذلك الحبيب البعيد الذي غاب وطال غيابه.. فظلت (عازة) تقلب محتويات الطرد من ( كرب سادة أسود) موضة ذلك الزمان صابون معطر( ابو ريحة ) وجلابية مصرية وكانت تسمى ( الغزلي ) وكان زياً معتاداً لدى الذكور من اهلنا .. لم تدم فرحة عازة طويلاً لأنها استدركت ان الاهم هو الحبيب الغائب وعادت الى حزنها النبيل وصبرها الذي لا يقدر عليه إلا امثالها من العفيفات الطاهرات .. مرت السنين كبرت عازة واصابها اليأس ومازالت صامدة لا تشكو ولا تتذمر ولكن مازال في أعماقها شوق ووفاء للغائب .. كان يوماً سعيداً عندما حضر عمنا بعد السنين وتواترت الاخبار من شرق النيل وتجمعنا في الضفة الغربية في انتظار وصول مركب السعد التي تقله .. انزوت عمتنا عازة في ركن واختفت عن الانظار لتتزين ببعض ما عندها من مقتنيات وخرجت من مخبأها بمسايرها المتموجة التي تتدلى حتى صدرها ويبدو وجهها كالقمر في ظلمة ثوب الكرب الاسود .. هذه عازة التي لم تكن تتزين ابداً منذ سفر عريسها .. ها هي اليوم على استحياء تبدي بعض زينتها .. استقر عمنا نهائياً في البلد ولكن بعد ان اكل منه الدهر وشرب وانجبت عازة ولدها الوحيد عوض الذي صار عوناً وركيزة لهم ولم تنجنب بعده لأن العمر تقدم بها بعد قضت جله في انتظار الزوج المهاجر .. عازة نموذج للمرأة الوفية التي لم تشكو ولم تتبرم رغم غياب زوجها لسنين طويلة .. فدمتي عمتي عازة رمزاً للطهر وتجسيداً للمجتمع النوبي الذي يتحكم فيه القيم والاخلاق وقبلهما قانون العيب .

دائماً ما أضعك نموذج للشاب السوداني الطموح .. تماماً نريد أمثالكم من عرفوا كيف يتعاملون مع العالم الخارجي
ومع هؤلاء الذين سبقونا بسنوات ضوئية .. وهذا النموذج الذي تمثله هو الخلاص لنا للحاق بركب التطور ..
يشرفني كثيراً حضورك الزاهي ...
.......,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,...............
.....,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,..........

ما دام قلت كدي فإن الفاتح يستاهل فعلا Full Tuition scholarship وحضوره معنا حضور زاهي..
والله يديه الصحة والعافية
..
وانا في سباق مع الزمن لقراءة كل الحلقات بتمعن ودراية.. فانت تبحر بنا في الدهاليز الممتعة للثقافة النوبية العميقة
والله يجازيك بالخير .. والله يديك الصحة والعافية

البروف عبد الرحمن ابراهيم
الكلمات التي سطرتها بحقي هي ميدالية ذهبية اضعها في عنقي ..
والله يديك الصحة والعافية...

والسطور التي سطرها الأستاذ علي عبد الوهاب صاحب البوست ادناه هي تعبير عن ما نحسه جميعنا نحوك.. فوجودك في هذا البوست يغمرنا فعلا بالسعادة...

..........,,,,,,,..........................,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,.............

اخي عبدالرحمن ..
يا سلام وجودك هنا يجعلني في غاية السعادة .. وانت صاحب الحروف والعبارات المنمقة ..
لي رغبة دائماً أن أقرأ كتاباتك .. لجمال اللغة وعمق الالفاظ .. نعم .. وأنت قدوة لنا جمعياً

الاستاذة أميرة .. مسكاقمي ..
شكراً على التواجد ويشرفنا كثير ..
لقد عمدت إلى نشر هذه الخواطر والحكاوي .. لتكون ملك القوقل .. وجمال هذه الاسافير
أنها أتاحت فرصة النشر للجميع .. وهذه الحكاوي النوبية ربما يحتاج إليها حتى الباحثون ..
تحياتي .. سمو الاميرة ..

دائماً انت في القمة ..

اسطورة فاطنة دفوفه .. والاسكتندي جون الذي أحب أهلنا كثيراً :

في السابق كان ينظر الى الدفوفة انها منطقة مهجورة تروى عنها حكايات واساطير غريبة وان سكانها من الجن وهي تجلب الاذى واللعنة لمن يقترب منها .. وتقول الاسطورة ان الدفوفة كانت داخل كرمة ومسكونة من قبل سيدة شريرة اسمها ( فاطنة دفوفة ) .. ولأنها تمادت في ايذاء جيرانها فقد وجدت ذات صباح مسكنها خارج نطاق القرية واصبحت معزولة تماماً عن كرمة .. وظلت هذه الاسطورة تثير الرعب في نفس كل من يقترب من الدفوفة .. حتى جاءها العالم السويسري ( شارل بونيه ) مكتشف آثار الكوشيين .. وعرف الناس ان هذه الاثار هي عزهم ومجدهم وانهم ابناء أقوام ساهموا بالعلم والمعرفة في بناء الحضارة الانسانية .. وتغيرت نظرة الناس تجاه الدفوفة كما إزداد احترامهم وتقديرهم للبعثات الاوربية .. ونشأ نوع من التواصل والتقارب بين اهلنا واعضاء هذه البعثات وخاصة مدير اعمال الحملة وهو استكلندي الجنسية ( جون ) .. لقد اندمج جون في مجتمع قريتنا بصورة تدعو للدهشة يجالس الناس يتبادل معهم الاحاديث وكان يجيد العربية افضل من كثير من أهلنا .. وبحكم عمله في تجهيز المواد التموينية للحملة فقد كان في تعامل مباشر مع بائعات البيض والدجاج في سوق البرقيق ( كمبو السوق ) مما جعل علاقة بينه وبين أهلنا وثيقة جداً .. كنت أراقب ( جون ) وهو يساوم في اسعار الدجاج ويدخل يديه بين ريشها ليتأكد من حجمها ووزنها وتسمع منه عبارات مثل ( يفتح الله ) ومن خلفه عمنا ( ود بشير ) مرافقه الخاص وهو يحمل اناء مملوء بالماء لتجربة البيض وفرز الصالح والطالح منه وعندما يشتد النقاش والمساومة بين جون والباعة ينفجر عمنا ( ود بشير ) في نوبة من الضحك حتى تظهر نواجذه الصدأة من آثار ( التمباك ) بل ويتعدى ذلك احياناً للعب دور الوسيط غير النزيه لصالح الخواجة جون مما يعرضه الى مواجهة من بائعات البيض .. وكان جون يلفت الانظار بمجرد دخوله الى السوق بقامته الفارعة ونظارته السوداء وزيه المميز ( عراقي وسروال ) وكان كثير الاعجاب بالمنتجات الزارعية التي تجلب الى سوق البرقيق من مزارع اخواننا الصعايدة في منطقة امبابة بوادي الخليل وخاصة الخضروات الشتوية مثل ( الجزر والبنجر ) جازماً ان هذه النوعية من الخضار من حيث الجودة والطعم غير متوفرة في اي مكان آخر الا في سوق البرقيق .. لم يقتصر اجتماعيات جون على السوق فقط ولكن امتدت لجلسات الانس في القرية وله مناظرات مع ( محمد مركب ) وهو من اشهر مساعدي اللواري في المنطقة وكان ( مركب ) يطلق الكلام على عواهنه لأنه غالباً ما كان خارج الوعي بفعل اشياء يستخدمها .. واكثر ما يثير جون عندما يتحدث ( مركب ) عن المجتمع البريطاني حسب مفهمومة المتواضع وعالمه الخاص ويكرر جملته المعهودة ( يا جون .. قالوا في بلدكم .. مافي بوليس .. والواحد بيعمل على كيفو ) وينهض جون ثائراً وكأنه اصيب في كرامة بلده ويأتي دورنا لنشرح لجون مؤهلات ( مركب ) ومستوى فهمه واداركه للحياة .. عندها يبتسم الرجل ويربت على كتف ( مركب ) التائه في عالمه اللامحدود .. لم يكن جون يتحفظ في تناول الوجبات المحلية وكان يحبذ تناول الفول ولكن مشكلته كانت تكمن في طريقة الاكل التي تبدو وكأنه يخوض معركة حقيقية ومواجهة بكلتا يديه .. هكذا دخل جون في قلوب اهلنا كما كان يدخل بيوتنا ويحضر المناسبات .. وأكثر ما كان يستمتع به هو حضوره جلسات ليالي الشتاء مع ( مركب ) وشلته وهم متحلقون حول مدفأة النار وسط الغرفة .. ولا مانع لديه من تناول قرعة من الدكاي او النبيذ المعتق .. فطابت الاقامة للخواجة جون بيننا الى ان غادر المنطقة مخلفاً أجمل الذكريات التي مازال صداها في العمق وأكاد أستحضر تلك العبارة التي كان يرددها دائما ( مركب قال .. النار فاكهة الشتاء ) .. حقاً كان جون فاكهة ذلك المجتمع البسيط ..

أستاذي الكبير الرائع أهديك نصاً كتبته قبل ثلاث عقود من وحي جدتي وكنت وقتها أكتب لنفسي فقط.



جدتي وكلبها
يعُاقران
نشوَة الفضّيلة!

حيَن كانتْ جِدَتي
تغالبُ الدموع
تنزوي
تُسابقُ التأريخ
ترتوي
بخَمرةِ الحقَيقة،
كاَن عُرسُها مصادفة
بجذعِ نَخلٍة
عتيقةٍ مُهَفهفَة!

وحينذَّاك باركَ
الآلهُ جدَتي
وعرُسها
وصحن دارها
وناَمتْ القبيلة
وناَم
حارسُ القبيلة!

فأرتوتْ من نيِلنا
وأقسَّمتْ
بمريمِ العذرَاءِ
والصليبِ قائَلة:
"مَريمْقو مريومقو مَريمْقو مريومقو"*

فأنثَنى الصليبُ واجفاً
من جَدتي وكَلبهُا.
وأرعَد السحابُ.
والسَماءُ أبرقتْ
وأرتوَى الغَديُر بالمطر!

أواَّه جَدتي
أتقُسِمين بالصليبِ
والمسيحِ والمطرِ؟
اتمسَحين عار رَبعْنا
ام دمعنا
الذي إِنهمر؟!

أواَّه جَدتي
أتعلمينَ ما بِنا؟
أطفالنُا،
لحِافهُم مُضَّرجة
عيونهُم
في الدمِع
والدموعِ ساَجدة!

أواَّه جدَتي
لا تسألينِني
عن قامتي الرزَينة
فالقوم سائرونْ،
ونحن سائرونَ مثلَهم!

سنسَرِعُ الخُطى،
كمثلِهم
نُغالبُ الأسى،
كمثلِهم
في ثورةٍ،
لا تعرفُ السَكينة!

فنخلطْ الترُابَ بالحصَى
ونَلعقُ الحصَى
ونَلعقُ الضغَيّنة!
أواَّه جَدتي
ما أقبح الضَغّينة!
أواَّه جدتي
ما أقبح الضَغيّنة!!
"********
مَريمْقو مريومقو مَريمْقو مريومقو *
*مريمقو هي "مريم العذراء" وهي عبارات كانت تقال عندما يولد طفل في القرى النوبية والجدير بالذكر ان النسوة حتى وقت قريب كن يرسمن الصليب في أربعينية الطفل!

Quote: أرتوتْ من نيِلنا وأقسَّمتْ بمريمِ العذرَاءِ والصليبِ قائَلة: "مَريمْقو مريومقو مَريمْقو مريومقو"* فأنثَنى الصليبُ واجفاً من جَدتي وكَلبهُا. وأرعَد السحابُ. والسَماءُ أبرقتْ وأرتوَى الغَديُر بالمطر! أواَّه جَدتي أتقُسِمين بالصليبِ والمسيحِ والمطرِ؟ اتمسَحين عار رَبعْنا ام دمعنا الذي إِنهمر؟!

حفيد شيخنا زمراوي .. شاعرنا الجميل ..
تحية من القلب .. وأنت تجمل هذا البوست بروائعك ومعين جمالك الذي لاينضب ..
نعم هذه الجدة من حفيدة هؤلاء الذين لم يعبدوا صنماً قط .. تعاقبت عليهم الديانات من نبي الله إدريس حتى الاسلام ..
لقد تشربوا بالفضائل وكما يقال بـخمسة عشرة من مكارم الاخلاق ستة من اليهودية واربعة من المسيحية وخمسة من الاسلام ..
فمازال عمق التسامح الديني الموروث يتجذر في مجتمعنا .. وإعمال العقل في السلوك وتقييم الحدث واسقاط الحكمة عليه .. جعل المجتمع آمناً متسامحاً ..
وقد جسد ذلك أيضاً الرائع خليل فرح عندما جمع القيم النوبية في الرموز الدينية في (قصيدة عزه )

تشابي للنجوم وأنا ضافر الهلال ..

النجوم رمز القيم المسيحية والهلال رمز القيم الاسلامية
وانت من بيئة ونسل هؤلاء الكرام ..

أذكر أهلنا .. عندما كانوا يردون إلى النيل يرددون عباة (.. مريم قو .. مريومه قو ..)
وكذلك هناك عبارة ( إسي نتو أنقليس ) وكما تجيد الدنقلاوية ( إسي نتو ) معناه عمق الماء .. وأنقليس ( أنجلز في الانجليزية ملائكة ) وفي وقت
سابق بحثت في القاموس ووجدت أن ( أنقليس ) ضرب من السمك الملون ..
شاعرنا الجميل .. هذا شعب يحتاج إلى المزيد من الدراسة والبحث ..

هل كنت تسمع الحبوبات بعد الصلاة وخاصة المغرب ودعواتهن .. وهن يرددن
ويتمنين السلامة للاعداء والكلاب .. هل يوجد إنسان في الكون مثل هؤلاء ,,

ويل أووبوتر سلامة .. ( السلامة للكلب على أكوام الزبالة )
عدونتود سلامة ... ( السلامة لابناء الاعداء )

فهذه القيم ودعوة حتى للكلاب وابناء أعداء هي قمة الانسانية ..
وطالما أتيت من هذه البيئة وكل هذه القيم في الاشعور .. فسوف تأتي بالحمال حتماً ..

تحياتي لك .. شكراً لهذا التجلي ..

قصة هذه السويدية الرائعة التي عاشت في قريتنا لأكثر من 20 عام ..
قمة الانسانية والعطاء


مارقريت السويدية .. وساتي الولي ..
لا أدري كيف جاءت هذه السويدية الى مستشفى البرقيق لماذا تترك واحدة من اجمل بلاد العالم وأرقى المجتمعات تقدماً ورفاهية لتعيش في ضواحي الدنيا حيث الحر القائظ والاتربة وحشرة النتما والعقارب .. ليس تقليلاً من شأن قريتي البرقيق ولكن مقارنة بالسويد فإن أرقى احياء العاصمة لدينا بالنسبة لمدينة مثل (استوكهولم) تبدو كالسكن العشوائي .. فالخالق جلت قدرته يخلق كل شيء ليتكيف مع بيئته في تناغم وانسجام دون نشاز او نفور إلا من فرض نفسه على بئية غير مهيئة له شكلاً ومضموناً فالمجمتع الاسنكدنافي المتميز بلون الجليد الابيض والشقراوات من الحسان تعرض لخرق من بعض أهلنا الافارقة السمر درءاً لظروف قاهرة في بلادهم مما احدث نوعاً من عدم انسجام في النسيج الجمالي وقد ينطبق عليهم قول الشاعر )تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد) ولكن يبدو لي وكأنهم زيتونه سوداء على صحن من الزبادي .. بكل خفة ورشاقة انطلقت مارقريت في خدمة اطفالنا داخل عنابر المستشفى ليلاً ونهاراً بدون مواعيد أو ساعات عمل محددة تجلب الدواء والمساعدات من المنظمات الاوربية . لم تقتصر نشاطها داخل اسوار المستشفى بل إمتدت بعلاقاتها الاجتماعية ووطدت عرى الصداقة والمعرفة مع كل سكان القرية ، شاهدتها يوماً في منزلنا تجلس بالقرب من الوالدة داخل الحوش على حافة العنقريب وهي تشاهد اسراب الدجاج بصحبة ذلك الديك المميز ذو الشعر الذهبي وقد نال هذا الديك الكثير من اعجاب هذه الشقراء السويدية مما دعاني في لحظة تجلي ان اهديها هذا الطائر الجميل ولكنها اعتذرت بكل رقة لأنها لا تريد ان يفارق هذا ديك عائلته .. عندها عرفت القيمة الانسانية عند هذه السويدية التي تركت نعيم اهلها وجاءت تعيش وسط هذه البيئة القاسية .. اصطحبتها الى باب الحوش بعد أن أنهالت عليها الوالدة بالدعوات بالبيت السعيد والحياة الرغدة والصحة والعافية وهي تتوسل بالفقرا والمشايخ (الشيخ منور.. وسيدي الحسن ) وفي إعتقادها ان كل الناس مسلمون في هذه الدنيا فالمقياس عندها هي القيم والمثل وحسن السلوك .. عند عتبة ذلك الباب العتيق وجدت ( ساتي الولي ) وهو من سليل الزياداب من بيت اشتهر بالزهد والتصوف طويل القامة غائر العنين نحيف الجسد ويعتقد اهلنا انه من أولياء الله ويتفاءلون بمقدمه ويتبارون في ارضائه وإطعامه .. وكان دائماً ما يتقمص شخصية الطبيب وتجده يتجول داخل المستشفى وقد اكتشفت انه في حب وهيام بهذه السويدية ولكنه حب عذري لا يبوح به لأحد .. وساتي الولي مشهور بالتشبب بالنساء في القرية وما حولها ولكن العولمة ارتقت بذوقه من حب (الارتاويات) والوله بهن الى الهيام والشوق بمارقريت.. وأثناء مداعبتها بعض الاطفال في الشارع ألقت بالتحية على ( ساتي الولي ) الذي كاد يذوب من شدة الوجد والصبابة واختفي صوته الهادر وصار حشرجة مكبوته وجحظت عيناه الغائرتان وأتكأ على جزع شجرة هو يتابع بنظراته خطوات هذه الشقراء الساحرة .. وما إن ابتعدنا قليلا من ( ساتي الولي ) حتى رفع عقيرته بالغناء وصار يشدو بالدوبيت المعروف من ثراث الشاعر الشعبي عبدالسيد شرشورة (يا بنوت أللقية .. اللابس الشف مع الوقية ) وظل يرددها حتى اختفت مارقريت بين أزقة الحي وصدى صوت الولي ساتي فقير يتبعنا .. لقد رجعت مارقريت من حيث اتت ورحل ساتى فقير من هذه الدنيا الى رحمة مولاه

أستاذنا الجليل، الجميل علي عبدالوهاب عثمان
شكراً لك ولضيوفك الكرام على هذ البوست الرائع، الممتع.
واصل أستاذنا ونحن معك نتابع بشغف حكاوي أهلنا الطيبين.

Quote: شكراً لك ولضيوفك الكرام على هذ البوست الرائع، الممتع. واصل أستاذنا ونحن معك نتابع بشغف حكاوي أهلنا الطيبين.

أنت الرائع وصاحب الذوق الرفيع ..
شكراً على المداخلة التي أتمنى أن أكون موفقاً في بلوغ ما تصبو إليه ..
أمير يا أصيل ... هذه الخواطر حاولت أن آتي بها وبشعوائية وبدون ترتيب ..
حتى أستطيع المحافظة عليها وحتى لا تتسرب من الذاكرة ..

مرة أخرى تحياتي لك .. ولمرورك الرائع ..

ونواصل .. مع البوقانا .. ( ممارسات أنقرضت منذ فترة طويلة )

محبتي ..

الأستاذ علي عبد الوهاب عثمان
لك التحية والتقدير .. اتابع حذو القذة بالقذة.

Quote: لأستاذ علي عبد الوهاب عثمان لك التحية والتقدير .. اتابع حذو القذة بالقذة.

حبيبنا وائل تحياتي ليك يا جميل ..
شكراً على المتابعة .. قلنا نستفيد من التكنولوجيا المتاحة لتاصيل بعض التراث ..
محبتي .. يا وائل ..

هي محاولات لجمع ما عايشناه .. وما سمعناه من الآباء والاجداد رحمهم الله ..

وكمان محاولة لربط الشباب ببعض الماضي ..

تاني .. التحية والمحبة ..

إجازة المزارع الصيفية ( جاد الهال ) .. فترة ترفيهية بعد الموسم الشتوي ..


البوقانا .. كانت موجودة في الجزر بعد انحسارها في المناطق الاخرى .. لأن الجزر عبارة عن حاضنات مغلقة لا يدخلها الا سكانها ولذلك كانت محتفظة بالتقاليد والعادات النوبية المندثرة في المساحات المفتوحة .. لقد عايشت البوقانا بكل تفاصيلها الدقيقة .. مجموعة أهل القرية ( أسكليه / كولييه ) كلهم اهل طبعاً .. يجتمعون في بيت يكون بعيد عن المنازل قليلاً ولو أن هذه الخاصية من الصعب وجودها في الجزر لأن الساقية محدودة المساحة بالزراعة والنخيل .. وذروة البوقانا كانت في ليالي الصيف .. وخاصة أيام عطلة السنوية للمزارع .. وهي عطلة اجبارية ما بين نهاية الصيف وبداية الموسم الشتوي .. والغريب ان مسمى هذه الاجازة لدى الترابلة كانت بلغة العربية ( جاد الحال ) او الهال بالنوبية .. وكانت تمتد لمدة شهرين تقريباً من نهاية الفيضان حتى وبالشهور القبطية من شهر مسرى .. الى بداية ( كيهك ) في الشتاء .. في هذه الفترة تجد مزارع بملابس نظيفة ومزاج رايق وليس لديه الكثير من العمل إلا رعاية الحيوانات فقط لأن الزراعة خطرة في هذه الفترة خوفاً من الفيضان .. ولكن كان بعض ( صمد الساقية ) يزرعون المكادة في الجزر الخصبة مثل جزيرتنا ارتقاشا حيث يستوي المحصول في حدود (خمسين يوم وأكثر قليلاً ) .. ولكن هذه الممارسة لم تكن محببة للتربالة لأن المثل يقول بالدنقلاوية ( توربر جللين اوللير نيويه) .. وهو كلام بليغ ويقصد به ( التربال ليس لديه راحة إلا في ضل الشغل ) .. وفي هذه الاجازة السنوية الاجبارية تسمع اصوات الطنابير وجلسات الانس والسمر والبعض يذهب الى صيانة سقف البيوت وإنزال القصب المخزن لغذاء الابقار والحمير .. وايضاً هي الفترة التي تتزين فيها زوجة المزارع تسرح الضفاير وتسدلها على صدرها ولا بأس من بعض المكياج البلدي من الكحل وقليل من الدلكة وبالنوبية ( بوكريه ) وهذه الممارسة لا تتم إلا في حالة ان تكون هناك ولادة او زواج لأن الزينة بدون مناسبة كانت تدخل ضمن ( العيب ) وكان أكثر المناسبات في تلك الايام .. حتى الاجازات السنوية للعاملين من اهلنا في المدن كانت في هذه الفترة من يوليو الى اكتوبر .. واجازة المدارس .. الاجازة الصيفية الطويلة لمدة ثلاثة اشهر في نفس الفترة .. هؤلاء الانجليز المستعمرين كانوا يعرفون العمق الثقافي والمجتمعي في المنطقة ولم يكن عملهم عشوائياً لان الاجازة كان تغطي موسم جمع التمر والفيضان والحر القائظ ..

بعض عجائب اللغة النوبية :

كلمة ( وسخ ) بالنوبية الدنقلاوية وهي من المؤكد ( إرتي Ertee ) والمثل يقول ( جللي جتاد إرتي ) ومعني المثل ( ان العمل مثل وسخ الجسم لا ينتهي .. فهما بلغ الشخص من النظافة يمكن ان تجد في جسمه بقعة وسخانة ) والعمل هكذا مهما تعمل تجد بعض النواقص في مكان ما .. ( كا ن إرتي kan ertee ) معناها قمامة المنزل .. او ما يجمع بالمقشاشة ويتم حرقه او نقله الى مكان بعيد .. وهذه الكلمة بنفس النطق يطلق على ( الثدي ) .. أما إذا اضيفت المدة ( آرتي Aartee ) فهي (الجزيرة ) وكذلك ( الظل ) وإذا كانت بحرف الالف ( أرتي atree ) فهو اسم الجلاله .. وهذا من جمال اللغة النوبية تجد نطقها واحد ولها معاني لا تحصى احياناً وأمثلة كثيرة بل ربما كل كلمات ومسميات هذه اللغة بنفس الروعة .. وهذه الخاصية هي جعلت هذه اللغة غنية جداً مما جعل شاعرائها يتميزون بإستخدام كم كبير جداً من المسحنات اللفظية وفنون التشبية القريب والبعيد

أما كلمة ( وسخ ) إذا استخدمت كصفة ( مثلا عندما تقول لشخص ما يا وسخان ) ففي هذه الحالة تطلق عليها كلمة ( تسكد ( tas kid وهي تعني ( وسخان ) او قذر .. أما كلمة نظيف ربما إنقرضت من اللغة ولم اجد مقابل لها في الدنقلاوية ويمكن ايجاد مدلول لها .. ولكن عندما يراد وصف النظافة يقال مثلا ( كدي تلمي كر / غيسل الثوب حتى اللمعان ) وكلمة تليمي tilimi معناها الوهج او اعلى مستوى النظافة وكذلك ( فيليتي filitti ) ومعناها اللمعان وهناك فرق بين الوهج واللمعان وهذه الخفايا هي التي تميز هذه اللغة فمن سبر غورها احبها اكثر واكثر ومن تعمق فيها خرج منها بمعجزات لفظية ومترادفات وجماليات لا حد لها .. تخيل تلك الكلمات ( تليمي وفيلني ) من نطق الكلمة تعرف انها تدل على اللمعان وان دلالتها واضحة في نطقها وتجد الكلمة حية فيها نوع من الحركة الداخلية والخارجية وكأن حروف تتحرك فمثلا عند ذكر ( تليمي وفيلتي tilimi , filitti) تدرك فوراً انها تدل على اللمعان فتتخيل أنوار او النجوم .. واحياناً يتم تصريف كلمة فيلتي الى فيليتا ( filitta ) وتطلق على المعدن اللامع غير الذهب يعني شيء ليس له قيمة ولكن له لمعان فقط .. ويقال (سوودير .. فيليتا ) ومعناها فقط لامع ولكن بدون مغزى وجوهر .

رحمك الله .. وووو.. يوو .. سلية كروش برو
كان همي الاول ان أقفز فوق سقف بيت جدي لأنال نصيبي من التمر الذي يتساقط عليه من تلك النخلة المشهورة التي كانت في فناء منزل جدتنا ( سلية ) وهي نخلة مشهورة ومنحنية الى الامام في شكل عصا معقوفة وهي القونديله ( اكوندينا ) وتأخذ هذا الشكل عندما تهرم والتكبر .. كانت الجدة ( سليه ) سمراء اللون ويقال أنها كانت على درجة من الضخامة والجسد الثقيل في شبابها وعلى قدر من الجمال أما وقد بلغ منها الكبر فقد كانت معروقة اليدين غائرة العنين ليس في شعرها أي خيط اسود بل بياض كالثلج .. وذات شخصية قوية وذكاء وحنكة في تصرفها ومقدرة على السيطرة على كل من حولها من البشر ذكوراً واناثاً لأنها ام الجميع .. وكانت داية الحبل الوحيدة في ذلك الزمان ولها شرف توليد النساء لمدة لا تقل عن ستون عاماً ورغم ان العمر طال بها اكثر من قرن فلم يصبها الخرف .. وما أريد ذكره هنا هي تلك المهنة المتعبة والشاقة التي كانت تمارسها سليه كداية حبل وبالدنقلاوية اووسكر ( Oosker ) الى جانب ختان وكذلك الشلخ وبوفاء واخلاص قل ان تجده في البشر إلا من سخر حياته لخدمة الناس بكل تجرد ووفاء كالراهبة التي وهبت حياتها لخدمة الناس .. وأذكر ان الولادات كانت لا تتم الا في الثلث الاخير من الليل ولا اعرف سبباً لهذا ؟ تخيلوا أن هذه المرأة بمفردها تغطي ارتقاشا من ( الساب) الى (الكونج) وعلى قدميها تقدم هذه الخدمة بكل اريحية وفخر ورضا واحياناً تكون هناك ولادات في اتجاهات معاكسة تتطلب منها مشقة كبيرة جداً .. هي واحدة من اكثر نساء بلدي قيمة ومعنى وتستحق التكريم وتذكير الاجيال بما كانت تقوم به من عمل مرتبط بحياة البشر بإنضاط ذاتي وتجرد منقطع النظير دون أي اجر أو مقابل مادي .. اذكر تماماً ذلك اليوم حيث مناسبة ختان .. ووسط الحوش حيث البروش والبخور وتجمع من النساء والبنات .. كنت واختى نتراكض حول المكان وتم استدراجها الى حيث ذلك الجمع الغفير من النساء وسط ازاهيج من الغناء والزغاريد توجست قليلا عندما تم تدليلها اكثر من اللازم فقلت ان لابد في الامر شيء وكنت صادقاً فيما ذهبت اليه .. لقد عملت تلك الجدة اسلحتها الحادة في خد تلك الطفلة البرئية وكانت الشلوخ .. والى هذا التاريخ اتجاهل ان اتذكر ذلك اليوم حتى لا اشعر بتلك القسوة الدامية ولكن كان هذا من متطلبات الجمال في ذلك الوقت كما الاكسسوارت في زمننا الحالي . ولا أحمل تلك الجدة رحمها الله مسئولية هذه الممارسات الشلوخ والفصدة وبدنقلاوية شتييل ( ####eel ) وكانت ادوات الجمال في ذلك العصر ونوع من العلاج ضد الرمد الذي كان يسبب العمى.. هكذا كانت هذه المرأة رمز من الرموز التي تحتاج الى وفاء ووقفة طويلة عند حياتها كداية حبل في جزيرتنا .. ويقال انها كانت تطلق الزغاريد اذا كان المولود ذكراً وصمتاً مطبقاً إذا كانت انثى وهذا حسب مقاييس زمان .. رحمها الله بقدر ما قدمت من خدمة .. ولكن يبقى الوفاء لذلك الجيل الخالد والرحمة والمغفرة لجدة ارتقاشا كلها ( سليه كروش برو ) ولكل مثيلاتها في القرى والجزر عبر دنقلا ..

عزيزي علي عبد الوهاب
سفير الثقافة النوبية والحضارة النوبية
متعك الله بالصحة والعافية حتى تواصل لنا هذا السفر الجميل في الحضارة والثقافة والعادات النوبية
ولا اود ان اخرج خارج الموضوع الدسم.. ولكن بنا انني نوبية محسية ممعنة في النوبية فقد استسمحك
في عرض قصير هنا عن تسمية المحس بالمحس.. وبعدها نعود مرة اخرى للثقافة النوبية ...
واقول هذا طبعا لأن المحس يشكلون ركنا كبيرا في القبائل النوبية مع الحلفاويين والدناقلة والكنوز...
فقد قرأت في موقع اجتماعي وكتبه عبد العظيم كنور مقال عن سبب تسمية المحس بالمحس.. فماذا قال...""

لا يمكن اعتبار المحس قبيلة رغم ان مجتمعه يحمل كل صفات المجتمع القبلي فالفارق ان المحس ليس له
ناظر او شيخ ولكن كانت مملكة عظيمة في زمن مضى.. وكان الملك او ( الأورو) بلغة المحس النوبية مرجعهم الأول
قبل الغاء ملكهم بواسطة السلطة الانجليزية عام 1910م..

اغلب المؤرخين يقولون ان اول من عبر حدود السودان وسكن ارض الحجر في حلفا من اجداد المحس هو زيد بن عمارة بن حارثة
بن عبادة بن ابي بن كعب الأنصاري الخزرجي.. وسكن هو وعائلته في تلك المنطقة لفترة من الزمن ثم هاجروا جنوبا الى دلقو..
وهناك من يقول انهم هاجروا اولا إلى منطقة اسمها مراغة في شمال دنقلا الحالية وعادوا مرة اخرى للشمال لدلقو.. والراجح في الأمر
ان هؤلاء القوم وبعد ازدياد عددهم رجالا ونساء اتجهوا جنوبا للبحث عن مناطق فسيحة اكثر سكانا واكثر ازدهارا اقتصاديا فوصلوا الى دلقو
.. وفي حدود عام 866 م كونوا مملكة مسلمة داخل حدود مملكة المقرة المسيحية القوية ,, وكان اول حاكم للمملكة المسلمة اسمه جامع .. ومن
الاسباب التي ساعدت في انشاء هذه المملكة المسلمة التالي:
1- مصاهرة الأسرة الكبيرة بزواج بنات أمراء النوبة
2- تزويج بناتهم البيض البشرة لأبناء النوبة المسلمين
3- اقناع هؤلاء ان الاسلام والمسيحية تحملان نفس فكرة الوحدانية
4- التخلي تدريجيا عن اللغة العربية وتبني اللغة النوبية في المخاطبة والمعملة اليومية مع الاحتفاظ باللغة العربية لغة للتعلم.

وبعد ما لا يقل عن 400 سنة بعد ظهور هؤلاء القوم على مسرح الأحداث تغير الوجه الديمغرافي للسكان واصبحوا يحملون جينات نوبية وعربية
ولكن كيف ظهر اسم المحس؟؟ ونواصل الحديث عن سيرة المحس لحلقة اخرى اذا لم يمانع الأاستاذ علي ..
والله يديكم الصحة والعافية

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

Quote: ( أوسور قللا )

زمان في صباي كتا بنوم باللباس والفنيله الداخليه والحجه تشيل وتوصف فيني بي كلام من ضمنو اوسور قلا وانا اضحك مافهمتا ىالكلام ده الا بعد كبر
اتحفتنا يانوبي يامعتق وفي انتظار تمر القسييبه وشربت دكاي نررررررررررلتون

التحية والتقدير .. لسمو الاميرة .. نورتي البوست ..



أنا شخصياً وفي قرارة نفسي لا اصدق أي تاريخ ينسب المحس هنا وهناك .. لأننا عندما نتحدث بالنوبية وهي اللغة التي نعبر بها عن ذاتنا نقول بالاندادي ( مسي Massi ) مع تشديد ( السين ) وفي حالة الجمع ( Massingiماسينجي ) .. ولأن للكلمة عمق في النوبية ولم تأت منسوباً لأحد كعائلة او قبيلة لأن إسم الفرد أو القبيلة يقزم هذا الجمع من البشر ذو الحضارة الضاربة ليس التاريخ لأن التاريخ محدد بل في الانسانية بل في الوجود البشري .. ثم نأتي للاخوة المحس وكيف يعبرون عن أنفسهم فتراه يقول ( آي ماسي يا مليه ) وفي حالة الجمع ( ماسيري ) وإذا ترجمت بالعربية تكون ( أنا محسي ) ولفظ (محس) لا يأتي إلا عندما يتم الحديث او الكتابة بالعربية وهي لم تكن لغة الأم أو اللغة المتداولة في المنطقة لنأصل عليها مسمى ( مسي أو ماسي ) .. وهناك حقيقة ثابته أن أكثر من اصل العائلات غرباً من أكد حتى تخوم دنقلا ومن الشرق من ارتقاشا ( البرقيق) حتى السير أصلهم ( مسنجي أو ماسيري ) ونحن من هؤلاء ( مسيده وفريق ) لأنه عندما ضاقت أراضي ( المحس ) بالناس لطبيعة قساوة الارض الجبلية وضيق الجروف بدأت الرحلات نحو الجنوب .. وهناك عائلات مازالت تتحدث بالمحسية ( في ابوحجار والسرارية وابتى ودار العوضة وتخوم أرقو وفي الجزر في جزيرة أرتقاشا الى يومنا هذا ) والمتعة الحقيقية أن يجيد المرء كل مكونات اللغة النوبية إنها متعة حقيقية عندما تستمع إلى روائع وردي وكذلك روائع نوري سيد علي ( مشو) .. مثال واحد أغنية ( تونجيلا) كلمات نوري سيد علي وغناء عبداللطيف توسي ( وتغنت عام 1972) تقريباً .. وأعتبر نفسي محظوظاً جداً لإجادتي لأي حديث وغناء نوبي .. حتى معلقة (سرقدن دكاي ) ..

آسف للاخطاء الاملائية .. سنين الغربة .. الزهايمر

سمو الاميرة .. كمان شرح اضافي للمفردة :

ومعنى ومدلول لفظ ( مسي ) في الأندادي هو ( مس Mas ) هو الجميل شكلاً وسلوكاً ومعاملة .. في حالة الجمال الشكلي يقال للبنت ( برو مس ) أي البنت الجميلة .. وفي المبالغة ( مسوو) أي ( الإجمل ) لاحظ لفظ ( مسوونكيل ) يمكن أن تكون بالمحسية (آشري نكيل ) وبالاندادي ( مسوونكيل ) معناها ( مكملة الجمال ) او (حد الزين ) .. و( مس ) يطلق على جمال السلوك والاخلاق والادب ، وهذا هو عمق ما يطلق (مسنجي) أو ( الناس أصاحب السلوك والقيم )
ولدي مفارقة عن ( مسوونكيل ) سوف أنقلها هنا وقد كتبتها في جريدة الخرطوم في وقت سابق ..

Quote: زمان في صباي كتا بنوم باللباس والفنيله الداخليه والحجه تشيل وتوصف فيني بي كلام من ضمنو اوسور قلا وانا اضحك مافهمتا ىالكلام ده الا بعد كبر اتحفتنا يانوبي يامعتق وفي انتظار تمر القسييبه وشربت دكاي نررررررررررلتون

حامد أننقا .. ووو امبس ( بكل الألسنة النوبية )
يا حامد ده جمال اللغة النوبية ..
كلمة ( اوسور) هي المؤخرة بالمحسية بالدنقلاوية ( اوسود )
ويمكن استخدام هذه الكلمة بطريقة عادية مثال ( كآخر طرف للشيء ) وقد إستخدمها الكاتب النوبي ( إدريس علي ) بصفة مطلقة
مثلا ( دوكي نوسور ) نهاية ( المرتفع او القوز ) وفي الدنقلاوية الاندادي ( كا نوسود ) نهاية الحائط او آخر نقطة في المنزل ..
لأن القيم الاخلاقية لدى المجتمع النوبي لا تجعل الانسان يأول المفردات إلى غير موضعه ..

ولو حاولنا نشرح أوسور قلا ( بالعربي ) سيتم حجب ( باسويرد ) مع أن هي كلمة عادية لدى أهلنا
الله الله عليك يا حامد ..

لك التحية والموضوع ذو عمق ..
محبتي بلا حدود ..
ومرووك اسعدني كثيراً

استاذ علي عبد الوهاب

اظنك ضليع في لغتنا النوبية

وانا شايفة طبعا مسوونكيل بتدي نفس معنى اشري نكيل...
وسمعت قبل كده اغنية بالطنبور من الفنان الراحل وردي، والذي يؤرخ له لؤي الآن في بوست منفصل، اغنية
نوبية دميلة وبستخدم فيها اشري نكيل.. وكنت عاوزة انزلها هنا بس ما لقيتها في اليوتوب..

اما حديثك عن تاريخ المحس.. ماسي-- فمنطقي جدا....
ولكن كدى نشوف عبد العظيم كنوز بقول شنو في اصل كلمة المحس..
يقول:"
" بعد تكوين مملكة مسلمة عام 866 م سموها المؤرخيم مملكة السكراب.. وتوسعت المملكة في عهد الملك عبد الكريم بن عبد الله
بن يعقوب بن جابر بن سعيد بن موسى بن اويس بن جامع ، وهو مؤسس المملكة، ويعتبر وصول الملك محمد محسن ابن الملك سعد ابن الملك جامع
إلى الحكم حدثا مهما في تاريخ مملكة السكراب عام 1280 م .. ففي هذا العام اصبح كل من ينتسب إلى هذه المملكة ماسي .. اي محسي وهذا الاسم محرف من
اسم الملك محمد محسن وذلك عطفا على التحريف الذي يحدث نتيجة نطق النوبيين لبعض الحروف العربية التي لا تتضمنها الابجدية النوبية خاصة حرف الحاء
وبذلك اصبح سكان هذه المنطقة يسمون بالماسي او بالمحس.. .... والمقال طويل.. ولكن لنقف هنا للتعليق...

( تعليق):
هناك تناقض بين ما قرأته هنا وما قرأـه من قبل في كتب تاريخية بان ملك المحس كان يسمى حسن كاشف واخوه حسين كاشف...
وهذه الأسماء التي اقرأها هنا كلها اسماء عربية صرفة.,..
ولكن ايضا نتساءل هل في عهد حضارة كرمة الضاربة في اعماق التاريخ وقبل ميلاد المسيح لم يكن يسمى سكان هذه المنطقة بالمحس
وهل سمى السكان بالمحس فقط بعد وصول الملك محمد محسن للملك... وهل اسم مملكة السكراب معروفة في كتب التاريخ؟؟؟
والله يديكم الصحة والعافية

Quote: هناك تناقض بين ما قرأته هنا وما قرأـه من قبل في كتب تاريخية بان ملك المحس كان يسمى حسن كاشف واخوه حسين كاشف... وهذه الأسماء التي اقرأها هنا كلها اسماء عربية صرفة.,.. ولكن ايضا نتساءل هل في عهد حضارة كرمة الضاربة في اعماق التاريخ وقبل ميلاد المسيح لم يكن يسمى سكان هذه المنطقة بالمحس وهل سمى السكان بالمحس فقط بعد وصول الملك محمد محسن للملك... وهل اسم مملكة السكراب معروفة في كتب التاريخ؟؟؟

سمو الاميرة ..
أسئلة التي قمت بطرحها هي نفسها التي كنت اريد ان أوردها .. وهي نفس الإستفسارات التي يتم التبرير بها لدحض بعض الاشياء ..
المشكلة في عون شريف قاسم وكأنه كتاب منزل .. هل زار المنطقة ؟ هل يفهم لغة أهل المنطقة ؟ هل وهل وهل ..
كما استوطن العرب في كل بقاع السودان نعم استوطن البعض وتزاوجوا وتناسلوا .. ولكن تم أحتوائهم أو إذابتهم بالمعنى الصحيح
وأصبحوا نوبيين .. لأنهم تركوا لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم وفنهم وثقافتهم .. إلا الاسلام والدين ليس ثقافة وكانت الناس يقيمون شعائرهم
بالنوبية ..
أمة موجودة من آلاف السنين بتراهم وتاريخهم وواقعهم وسلوكهم ..

سوف أورد كيف كانت تتم قراءة السور بالنوبية في الصلوات ..

مع التحية ..

هل هي مصادفة .. أم هناك تواصل انساني بين الشعوب :


أغرب مسمى في الدنيا هذا الطائر بالعربي ( نقار الخشب ) بالانجليزي ( woodpecker ) .. والمفاجأة .. بالنوبية الدنقلاوية ( بير كوكي berkoki ) الترجمة ( بير بمعنى خشب ) ( كوكي .. معناها النقر .. فمثلا نقر الباب ( كوبيتي كوكي kobiti koki ) أو بمعنى .. ينقر او يخبط برقة .. لأن في النوبية هناك تناغم ما بين الصوت ونطق الكلمة ( لأن صوت النقر هو كوك ... كوك ... كوكك ) هل من المعقول أن تكون على سبيل المصادفة أن يكون اسم هذا الطائر مطابق هكذا بثلاث لغات ( نوبية ، انجليزية ، عربية ) .. أ قبل ان ننطق بالعربية .. وحتى الاجداد كانوا يطلقون هذا الطائر ( بير كوكي) وبما أن هذا الطائر ظهوره ليس كثيفاً إلا في الجزر فأنا نشأت في جزيرة نوبية ( ارتقاشا ) لهذا ما زلت استرجع شكله وإسمه .. وكان يعتبر من الطيور المحببه إلى النفس لم يكن يصطادها الناس ولا يؤذونها مثل ( طير الجنه أو ديجا Diga بالنوبية ) وطائر ( قلوكاب ) لا اعرف بالاسم بالعربية .. لأن هذه الطيور لا تأكل الحبوب ولا تخرب المنتجات الزراعية .. فهي صديقة للتربال ..
هذا العالم فيه تواصل غريب وإحياناً يصل لدرجة الاعجاز .. على سبيل المثال ( العملة الفيتنامية تسمى دونق .. والنقود بالنوبية الدنقلاوية ( دونقي ) ولاحظ أربعة حروف مشتركة ( ما بين العربية والفيتنامية والنوبية )

النوبة رغم أن السلمية جزء أساسي من ثقافتهم إلا أنهم كانوا يهتمون بممارسة المصارعة ( الصراع ) في الليالي المقمرة ..

هذا موجز عن تلك الرياضة ا


( الصراع ) المصارعة كانت تتم في الليالي المقمرة في رمال القرية _ ويبدو أن أجدادنا نقلوا هذه الممارسة معهم الى مهجرهم في المنطقة جبال النوبة _ و( الصراع ) المصارعة كانت تبرز الرجولة القوة وحنكة والتكتيك والدفاع عن النفس وتحث عليها ولكن طبعاً على سبيل المنافسة الرياضية دون احداث أذى بالآخر .. فكانت لها قوانينها وقيمها وما زلت اتذكر بعض تلك القوانين وتكتيكات مثل ( تلنج Talang ) وهي عملية احتواء احدى رجلي الخصم بالرجل وليس باليد وهنا اختلاف بين مصارعة اهلنا نوبة الجبال وما كان ممارس عندنا . ثم المتصارعان يمسكان بعضهما على مستوى الظهر بدون اللجوء الى الرقبة او الراس . ( بيريرندي Bairindi) وهي حركة من خلالها يمكن للمصارع ان يحمل خصمه على الجنب ( صفحته ) وإلقائه أرضاً وهو واقف ( وهذا يعتبر الانتصار الحاسم ) . ( اوسندي Ossindi ) وهي عملية فتح الرجلين وفي المصارعة وكلما ضممت الرجلين كلما اعطيت الافضلية للخصم للانتصار والثبات في فتح الرجلين بمسافة معقولة كانت معروفة لنا آنذاك . أما الحكم فيراعي عدم العض او الوصول الى الوجه والاجزاء الممنوعة من الجسم ، وعندما تكون هناك اخطاء يطلق الحكم لفظ ( برينج Brinij ) وهو الخطأ القاتل والذي معه يكون مرتكب الخطأ خارج المبارة ويعتبر الخصم منتصراً ، او لفظ ( سينجا Sinja ) ويطلق على الخطأ البسيط ويمكن معه اعادة المصارعة .. أما التعادل او الدرون فكان يسمى ( قوللي قاريه Goolli Garaih ) فهذا يحدث عندما يسقط المصارعان على جنبيهما ولا يكون احدهم اعلى الاخر بصورة واضحة وجليه ، وكانت تقسم المباريات حسب السن والاحجام ، واذكر أن القصير المتين كان هو من يكسب الجولة النهائية .. وقوانين المصارعة كانت تربي في الانسان قيم وخطوط واضحة في الخصام حتى اذا بلغت درجته الصدام الجسدي ، فكان من العيب ان يضرب آخر أخاه تحت الحزام ، او في وجهه او بعصا اذا لم يكن الآخر يحمل عصا .. يعني بإختصار العدالة .. وميثاق شرف الخصام ..

قمربوبا .. من زينة المرأة النوبية .. زمان

النوبة لديهم إرث تاريخي مع الذهب وقد ظهرت هذه العلاقة في آثارات الدفوفة في كرمة وكنداكات البجراوية في الدولة المروية وقد تم تفجير الاهرامات وسرقة هذه المصوغات الذهبية ومازالت موجودة في معارض اوربا تبهر زوارها بجمالها ودقة صنعها ، وسر ذلك التفوق في صناعة الذهب هو استقدام اليهود من اورشليم ( القدس) للعمل في الصياغة والحدادة وصهر المعادن ، وفي الماضي القريب عندما بدأت نهضة المصرية انتعشت المنطقة النوبية عموماً على امتدادها من كوممبو وحتى ما بعد دنقلا العجوز ثم كان سفر اجدادنا الى مصر ولم يعد بيتاً يخلو من المصوغات الذهبية مهما كان حجمها ، وأعز وانقى هذه القطع كان (الجنيه الانجليزي) وهي عبارة مصوغة في شكل عملة عليها صورة الملك جورج ، أما قمر بوبا فكانت حلية تعلق في الاذن وعبارة ( قمر بوبا عليك تقيل ) تعنى رقة ونعومة تلك الانثي حتى انها لا تستطيع ان تتحمل تلك الحلية الصغيرة الحجم أما بالنسبة لطول الرقبة فقد ذهب الى تشبيه لا أظن انه شاعري (الرقيبة قزازة عصير) ، والقمربوبا لمن لا يعرفه هو نوع من العكش الصغير الحجم ، والعكش كان معروف لدى النوبيين منذ زمن طويل بإسم ( هكش) وتم تحريف الاسم الى ( عكش) بالعربية ، وهناك انواع كثيرة بمقاييس مختلفة ( هكش الوقية ) تعتبر من اكبر الاحجام ثم النصف والربع ، وأحياناً كانت المرأة النوبية تبالغ في الترف والزينة فتعلق عكشين في كل اذن ، وخوفاً من حدوث اي جرح أو اذى في الاذن كان يتم رفع العكش بالحرير الاحمر الجميل بين الاذن والاخرى وفي المجالس النسائية كانت المرأة تكشف عن شعرها وتهز رأسها ليصدر صوت حفيف احتكاك العكش كنوع من المباهاة ، وقد ورد الحلي كثيراً في الشعر والغناء النوبي : ( اسمر شيريتو .. دسي ديناريقو ) السمراء ذات الدنانير وهي اغنية تردد على نطاق نوبة مصر والسودان واجادها الفنان النوبي محمد منير ولكن إذا سمعتها من البلابل فهي من روعة التي لا تجدها عند أي فنان في الكون ، والدنانير كانت من الحلي التي تتزين بها الاناث وفي شكل دائري تشبه العملة النقدية تعلق على الجبهة وهذا النوبي الرائع خليل فرح يقول في وصف إمرأة ( خلي جات متبوعة صافية كالدينار ) دليل على والوهج والبريق..

مقدرة مدهشة في الحكي والوصف!!

أوثمانتود أمبس والله إنت كنز.. والف شكر للسياحة
الباذخة في عوالم النوبة المدهشة.. الله يديك العافية
ياقريبي .. وأرجوا كمن سبقوني بأن التوثيق الرائع دا
لتراث أهلنا النوبة ما يكون حبيس سودانيز أو المواقع
الأخرى وأن يخرج في شكل كتاب لتوسيع دائرة نشره
عشان يطلع عليه أكبر عدد من الناس، ولحفظه لأجيالنا
القادمة وحرام يضيع سفر بهذه الأبهة بين أزقة الأسافير!

محبتي

Quote: لا يمكن اعتبار المحس قبيلة رغم ان مجتمعه يحمل كل صفات المجتمع القبلي فالفارق ان المحس ليس له ناظر او شيخ ولكن كانت مملكة عظيمة في زمن مضى.. وكان الملك او ( الأورو) بلغة المحس النوبية مرجعهم الأول قبل الغاء ملكهم بواسطة السلطة الانجليزية عام 1910م.. اغلب المؤرخين يقولون ان اول من عبر حدود السودان وسكن ارض الحجر في حلفا من اجداد المحس هو زيد بن عمارة بن حارثة بن عبادة بن ابي بن كعب الأنصاري الخزرجي.. وسكن هو وعائلته في تلك المنطقة لفترة من الزمن ثم هاجروا جنوبا الى دلقو..

أختنا العزيزة أميرة ،،
تحياتي وتقديري،،

كتب المؤرخ ويليام آدمز في أحدى مؤلفاته:
أن "شعب النوبة لا يمكن تعريفهم كقبيلة! لأنهم تخلوا عن المجددات والتراتيب القبلية
قبل الالاف السنين " !!

حسب علمي تاريخيا لم أقرأ عن ناظر وشيخ قبيلة للنوبة! وكان لهم ملوك على الدوام. فحتى
عندما ضعفت ثم إنهارت مملكة النوبة العظيمة وإنحسرت لممالك صغيرة لم تأخذ حينها الشكل
القبلي المعروف! أجد نفسي متفق تماماً مع تعريف المؤرخ ويليام آدمز للنوبة. فهم حسب قرائتي
لتاريخ النوبة أعتقد بأنهم يختلفون كثيراً عن المجتمعات المشاعية كتلك التي كانت عند بدو الجزيرة
العربية، والتي كانت ترفض قديماً الملكية بمعناها القديم والحديث، فحتى دولة الإسلام منذ نشأتها
لم تكن تأخذ الشكل الملكي بأنماطه التقليدية المعروفة حتى عصور لاحقة. الحاكم كان وما زال يعرف
بأمير المؤمنين!! بينما كانت الملكية بكل معانيها معمول بها في المجتمعات الحضرية الإقطاعية كممالك
النوبة.

السؤال: هل إختلط النوبة مع البجة والعرب والاتراك وشعوب غرب إفريقيا وغيرها من الشعوب؟؟
الإجابة: نعم

الشعب النوبي بلا شك أختلط مع عدة شعوب عبر التاريخ ، والعرب أحدى تلك الشعوب التي
أختلطت دمائها بقدر مع النوبة، وأتعجب من مثل كاتب المقال الذي نقلتيه عن أصول المحس!
فدعاة العروبوية السابقين واللاحقين ياعزيزتي لم يصيبهم لا كلل ولا ملل من ترديد أن أصول
المحس أو غيرهم من فروع شعب النوبة بأنهم عرب!! فهذه الفرية من كثرة ترديدها أصبحت
كانها الحقيقة بعينها! فهم بهذا كمن يريد أن يسد عين شمس حقيقة الأصل الإفريقي الذنجي
لشعب النوبة بكف العروبة!!

شعب النوبة كان و مازال حتى الآن يحتفظ بسماته الثقافية الأفريقية المميزة وموروثاته التي
إستمرت بشكل مدهش عبر الالاف السنين حتى يومنا هذا على الرغم من إنفتاح الشعب النوبي
على الدوام وترحيبه ومساكنته ومخالطته لكل الشعوب التي مرت على بلاد النوبة.

خالص مودتي

Quote: مقدرة مدهشة في الحكي والوصف!! أوثمانتود أمبس والله إنت كنز.. والف شكر للسياحة الباذخة في عوالم النوبة المدهشة.. الله يديك العافية ياقريبي .. وأرجوا كمن سبقوني بأن التوثيق الرائع دا لتراث أهلنا النوبة ما يكون حبيس سودانيز أو المواقع الأخرى وأن يخرج في شكل كتاب لتوسيع دائرة نشره عشان يطلع عليه أكبر عدد من الناس، ولحفظه لأجيالنا القادمة وحرام يضيع سفر بهذه الأبهة بين أزقة الأسافير!

أهمد أمبس .. أنباب عالم تود ..
لأنك اصيل ومأصل تعمقت في هذا الخواطر ..
أحمد لم نملك شيئاً في هذه الدنيا نعتز به ونلجأ اليه ونتكيء .. إلا هذا التاريخ الناصع .. وتلك العادات التي
بهرت الجميع .. حتى الاجانب ابدوا إعجابهم بتصرف اهلنا على طبيعتهم ..
أحمد ليك تحياتي .. ومحبتي بلا حدود ..
هناك شباب من منتدى قريتنا ( أرتقاشا ) جمعوا اكثر من مائتي صفحة ومازالوا يجتهدون ..
أجمل حاجة شغف الشباب بالتراث بالاغاني النوبية .. ومعظم الفنانين من الشباب .. وانتشر الغناء النوبي في الافراح حتى
في أجمال الصيوانات في الخرطوم .. رحم الله وردي وأطال في عمر شاعر دنقلا ( نوري سيد علي )
محبتي بلا حدود ووو أحمد أمبس ..

Quote: لشعب النوبي بلا شك أختلط مع عدة شعوب عبر التاريخ ، والعرب أحدى تلك الشعوب التي أختلطت دمائها بقدر مع النوبة، وأتعجب من مثل كاتب المقال الذي نقلتيه عن أصول المحس! فدعاة العروبوية السابقين واللاحقين ياعزيزتي لم يصيبهم لا كلل ولا ملل من ترديد أن أصول المحس أو غيرهم من فروع شعب النوبة بأنهم عرب!! فهذه الفرية من كثرة ترديدها أصبحت كانها الحقيقة بعينها! فهم بهذا كمن يريد أن يسد عين شمس حقيقة الأصل الإفريقي الذنجي لشعب النوبة بكف العروبة!! شعب النوبة كان و مازال حتى الآن يحتفظ بسماته الثقافية الأفريقية المميزة وموروثاته التي إستمرت بشكل مدهش عبر الالاف السنين حتى يومنا هذا على الرغم من إنفتاح الشعب النوبي على الدوام وترحيبه ومساكنته ومخالطته لكل الشعوب التي مرت على بلاد النوبة.

أحمد أمبس .. كلام عميق وقراءة أعمق ..
إضافة حقيقية للبوست ..
وكمان تحياتي لسمو الاميرة الاصيلة ..

اهمد امبس خليك قريب

على أمبس .. تحياتي وإحترامي مجدداً، ما عاوز أقاطع حبل أفكارك ..
لكن يبدوا أنوا من الضروري زيارة موقع أرتقاشا الجزيرة الجميلة لمتابعة
ما فاتني! صادق محبتي

أهمد أمبس .. تحياتي ..
نعم اخي احمد .. هذه الجزر عبارة عن مخزون استراتيجيي لتراث النوبة ..
ننحيل ساقية عمنا كنتود كانت تعمل إلى قبل تقريباً خمس سنوات ..
كل صور السواقي التي تظهر في التلفزيون هي صور ( ساقية عمنا كنتود في رأس ارتقاشا ) ( قرافي نارتي )
ناس تصور وتبيع الصور وعمنا ما عنده خبر .. لكن في الأخير انصفوه ..
التحية لك احمد وسوف أواصل ..

البقرة .. لها وضع خاص لدى أهلنا ..

لاحظت ان مكان الاكل والاستراحة والمقيل للتربال هو مكان العجول او مربطها .. وأهل شمال يهتمون بالحيوان المنتج الى درجة وكأنه من مجموعة العائلة ا .. فلم أجد في كل السودان مجموعة تهتم بالابقار مثل اهلنا النوبة .. حتى الوثنيون من عبدة الابقار لا يعرفون ان يدللوا البقرة مثل اهلنا .. لأنها كما ذكرت سابقاً هي النماء والخير .. فبقرتان تكفيان قرية كاملة شر الجوع والحاجة بل وكانت تمول تعليم أبنائهم الذين ارتقوا اعلى الدرجات ونافسوا المستعمر والمجلوب في كل المجالات .. فأجمل لحظات المزارع عندما يستمتع بمشاهد العجل وهي تتدرب على أكل اللوبيا .. بتدريبه بجلب اللوبيا الخضراء الظارجة من الجروف ونعلقها بين جنبات الجريد الجاف ونقدمها للعجل لأتها لا تنزل رقبتها الى الارض لتأكل في تلك المرحلة من العمر وما أجمل منظرها وهي تشم رائحة اللوبيا وتلحس الاغصان اللوبيا بلسانها ثم تبدأ بقطع صغيرة وهكذا حتى تتعود على الأكل وتبعد عن امها لتوفير الحليب للعائلة .. وهي المرحلة التي تربط فيها العجل في الرجل الخلفي ثم الى الرقبة ومن بعد ذلك الى ( أرمديه ) وهي كلمة نوبية ( الحبل ) الملتف حول وجه وعنق العجل .. لم يشبه أحد في السودان حبيبته بتلك العجول إلا اهلنا ومن أجمل مخلوقات على الاطلاق هو العجل في مرحلة ( أرمديه ) وتتمتع بعيون جميلة وظهر أملس لامع ينساب عليه كل شيء صلب .. وهل هناك اشعر وامتع واثرى وأجمل من محمد وردي العملاق وهو يقول ( برو لي بالنقمونو كيوسو .. أرمديه قورتودا نقوسو ) فالترجمة العربية سوف تشوه المعنى لأن اصل الجملة نوبية ولا تصلح الا بالنوبية ومعناها ( متى شبت عن الطوق ونحن غافلون .. لقد اصبحت مثل تلك العجلة الملساء .. ) وفي الدنقلاوية اذا كانت البنت واسعة العينين حوراء يقال لها ( برو تي مسنجي كول ) فتاة بعيون البقرة ..

متابعة يا إبن العم

مع تحياتي

ابوجهينة أمبس .. شكراً على المرور ..
اخي الكريم .. جزى الله الاسفير خيراً .. كلام مخزون من سنين طويلة ..
ولو لا هذه الاسافير لبقيت في الوجدان ..

مجبتي بلا حدود يا اصيل ..

المرأة النوبية .. القداسة والتاريخ والموروث ..

لقد ثبت من خلال البحث في آثار النوبة أنهم لم يعبدوا صمناً خلال تاريخهم الطويل بل كانوا يؤمنون بأن هناك قوى ما وراء الطبيعة تتحكم في هذه الحياة فاصبح الانسان متأملاً في كل ما حوله بتعمق وقد كل دخلت كل المعطيات الكونية مثل النيل والشمس والقمر في دائرة تأمل الانساني النوبي ، وقد أدركوا ان الانوثة احدى هذه القوى الخارقة وفيها الكثير من الاسرار والخفايا من القوى الخير والجمال والصبر والعادلة .. وبناء على الموروث الجيني لدى النوبيين فقد حظيت المرأة بمكانة أقرب للتقديس في تاريخ النوبة إيماناً منهم بأنها منبع الخير والخصوبة والتوزان الطبيعي للحياة البشرية وما عروس النيل إلا دلالة على هذه القيمة التي تفردت بها جداتنا في ذلك الزمان لدرجة أن توارث الملك كان من خلال ابناء الاخت او البنت حتى بعد الفتح الاسلامي ووضع ضمن شروط اتفاقية (البقط) ارضاءاً لملك النوبة آنذاك ومازالت بعض هذه الرموز يتم تداولها الى اليوم كوصف للقوة الكامنة في الانثى وهو رمز (الكنداكة) . وقد وصفهن الرحالة العرب بأجمل الصفات ( في نسائهم الجمال وكمال المحاسن ، شفاههن رقاق وافواههن صغار ومباسمهن بيض وشعورهن سبطة ) وقد رغب العرب المهاجرين في اتخاذهن زيجات منهن ونتيجة لذلك فنحن اخوال معظم القبائل العربية التي استقرت على ضفاف النيل او التي هاجرت الى الداخل . ولهذه المكانة المتميزة فقد كانت كل ظواهر العادات والتقاليد الموروثة تدور حول المرأة والمحافظة عليها من الشرور والنوازل حسب المعتقدات التي كانت سائدة حتى الزمان القريب . ومن العادات الغريبة التي اندثرت حالياً أن المرأة الحامل كانت لا تخرج من البيت عند الغروب لأن الاعتقاد السائد في ذلك الوقت ان هناك طائر اذا مر فوق رأس الحامل فإنها تكون عرضة للاجهاض وكان لهذا طائر صوت غريب يتشاءم منه الناس وأظن انه ( البوم ) ويطلق عليه بالدنقلاوية ( برو درو ) ومدلولها بالعربية ( العانس ) فكانت المرأة تضع فوق رأسها صحناً أو اناء من الحديد أو دبوس حديدي وسط الشعر يقيها شر الطائر المشئوم حسب الاعتقاد . وأكثر العادات تعقيداً كانت تحدث عند الولادة بطقوس تبدأ بعملية التخلص من الغشاء الذي يكون حول الجنين عند الولادة وكانت تكلف إمرأة بمهمة التخلص من هذا الغشاء وتذهب به الى مدفن بعيد عن الانظار لا يوجد به حيوانات لأن نبش الحفرة واخراج هذا الغشاء بعد دفنه يعتبر نذير شؤم وفأل غير حسن . وفي نفس الوقت تقوم امرأة اخرى بعملية جلب مياه النيل في اناء وغسل مقتنيات المرأة حديثة الولادة او ما يسمى ( بالجيرتق ) ويوضع اناء فيه مليء بماء النيل مع سكين او فأس تحت سرير المرأة لمدة اربعون يوماً وفي نهايتها تذهب المرأة بمولودها ومعها جميع نساء الحي والاطفال دون البلوغ الى النيل وتبدأ الطقوس فإذا كان المولود انثي يرمى بحجر ثقيل في النيل تيمناً بأن تصبح الفتاة ثقيلة مثل ذلك الحجر ليس وزناً ولكن سلوكاً وقيماً أما اذا كان المولود ذكراً فيؤخذ العيش والتمر واللبن ويرمى في النيل وهذا مدلوله ان يكون قادراً على جلب الرزق والعيش الرغيد لأن القوة الجسدية عند النوبة ليست للقهر والبطش بالآخر ولكنها تسخر في تطويع الارض وإنتاج الخيرات من الزرع والضرع ويمكن اختصارها في مصطلح التوظيف الاقتصادي لدعم الامن الغذائي للمجتمع .. ومن خلال ممارسة كل هذه السلوك والعادات قبل اعتناقهم الديانات السماوية نلاحظ ان الاساس في ذلك هو الخوف من العدو المجهول او ما كان يسمى في الاعتقاد النوبي القديم بقوى الطبيعة الشريرة وحالياً بمسمى ( مشهرا ) أو ( الكبس ) بالعامية العربية وكان الاعتقاد لدى اهلنا ان ابعاد هذ الشر يتم عن طريق اقتناء نوع من الخرز القديم ( الكوفري ) كان يجمع من الامكان الاثرية القديمة مثل ( الدفوفة ) ويربط بحرير في المعصم ولكن القاسم المشترك في جميع الحالات هو اللجوء الى النيل كمصدر للخير ينتهي عنده كل الشرور ..

لقد ثبت من خلال البحث في آثار النوبة أنهم لم يعبدوا صنما خلال تاريخهم الطويل بل كانوا يؤمنون بأن هناك قوى ما وراء الطبيعة تتحكم في هذه الحياة
فاصبح الانسان متأملاً في كل ما حوله بتعمق وقد كل دخلت كل المعطيات الكونية مثل النيل والشمس والقمر في دائرة تأمل الانساني النوبي ،
وقد أدركوا ان الانوثة احدى هذه القوى الخارقة وفيها الكثير من الاسرار والخفايا من القوى الخير والجمال والصبر والعادلة .. وبناء على الموروث الجيني لدى النوبيين فقد حظيت
المرأة بمكانة أقرب للتقديس في تاريخ النوبة إيماناً منهم بأنها منبع الخير والخصوبة والتوزان الطبيعي للحياة البشرية وما عروس النيل إلا دلالة على هذه القيمة التي تفردت بها جداتنا في
ذلك الزمان لدرجة أن توارث الملك كان من خلال ابناء الاخت او البنت حتى بعد الفتح الاسلامي ووضع ضمن شروط اتفاقية (البقط) ارضاءاً لملك النوبة آنذاك ومازالت بعض هذه الرموز
يتم تداولها الى اليوم كوصف للقوة الكامنة في الانثى وهو رمز (الكنداكة) . وقد وصفهن الرحالة العرب بأجمل الصفات ( في نسائهم الجمال وكمال المحاسن ، شفاههن رقاق وافواههن صغار
ومباسمهن بيض وشعورهن سبطة ) وقد رغب العرب المهاجرين في اتخاذهن زيجات منهن ونتيجة لذلك فنحن اخوال معظم القبائل العربية التي استقرت على ضفاف النيل او التي هاجرت الى الداخل
. ولهذه المكانة المتميزة فقد كانت كل ظواهر العادات والتقاليد الموروثة تدور حول المرأة والمحافظة عليها من الشرور والنوازل حسب المعتقدات التي كانت سائدة حتى الزمان القريب .
ومن العادات الغريبة التي اندثرت حالياً أن المرأة الحامل كانت لا تخرج من البيت عند الغروب لأن الاعتقاد السائد في ذلك الوقت ان هناك طائر اذا مر فوق رأس الحامل فإنها تكون عرضة للاجهاض
وكان لهذا طائر صوت غريب يتشاءم منه الناس وأظن انه ( البوم ) ويطلق عليه بالدنقلاوية ( برو درو ) ومدلولها بالعربية ( العانس ) فكانت المرأة تضع فوق رأسها صحناً أو اناء من الحديد أو دبوس حديدي
وسط الشعر يقيها شر الطائر المشئوم حسب الاعتقاد ...

......................
والله سرد ممتع وحكي جميل ونحن جالسين بصمت ننهل من هذه الثقافة الثرة في تاريخ النوبة والنوبيين
ومتعك الله بالصحة والعافية يا استاذ علي ... وقد وجدت ايضا معلومات ثرة جدا في موقع الكتروني متخصص في انساب
القبائل السودانية .. وسوف احاول ان اجد ما يفيد عن النوبة بعد مراجعتها وتحليلها...
والله يديك الصحة والعافية

Quote: والله سرد ممتع وحكي جميل ونحن جالسين بصمت ننهل من هذه الثقافة الثرة في تاريخ النوبة والنوبيين ومتعك الله بالصحة والعافية يا استاذ علي ... وقد وجدت ايضا معلومات ثرة جدا في موقع الكتروني متخصص في انساب القبائل السودانية .. وسوف احاول ان اجد ما يفيد عن النوبة بعد مراجعتها وتحليلها... والله يديك الصحة والعافية

سمو الاميرة .. مسكاقمي ..
أتمنى أن أكون عند حسن الظن .. نريد أن نعكس كل ما كنا نعايشه زمان ..
هناك أشياء لا بد من التوثيق للأجيال والباحثين الشباب .. وهناك المزيد عن المرأة النوبية ..
تحياتي .. ونواصل إن شاء الله

كلمة أَيِر AYIR

كلمة نوبية صميمة
وهي تعني عادة أصيلة متبعة عند إنتهاء كل حصاد
فيقوم صاحب المحصول بتوزيع كميات صغيرة من المحصول على الجيران
والغريب أن هذه العادة لا يطبقونها عند حصاد التمور

أبوجهينة أمبس .. شكراً يا جميل .. وكأنك قرأت أفكاري .. سبحان الله .. كنت جهزت بعض الكلام عن ( أيير)
لك التحية وأكيد محبتي ..

وفي ليلة من ليالي اربعائية الدناقلة هذا المنتدى الذي تمدد ليشمل كل الاثنيات النوبية وغيرها من ارجاء الوطن الكبير كانت هناك ليلة تفاعلية للترويح بعد المحاضرات العلمية والتراثية .. وتم طرح أسئلة عن الكلمات النوبية المنقرضة .. فكان سؤالي .. ما هي المفردة النوبية المقابلة لكلمة (جديد)؟ واحتار الجميع في ايجاد المعنى وتم تداول الكلمة ( جديد ) من كل الحضور ولكن احداً لم يوفق .. فقام أحد أبناء نوبة الجبال .. فقال إن كلمة جديد بالنوبية لدينا تعني ( أنجير) وهنا تلقفت هذه الكلمة وبحثت عن مدلولها .. ولأن الحضارة النوبية في الشمال مرتبطة بالثقافة الزراعية فأرجعت الكلمة الى ( أيير ) وهي كلمة تطلق لدى اهل دنقلا على المنتج الزراعي الجديد .. مثل ( اول محصول من الفول او الذرة او الخضروات ) وقد فسرت ان هذا المنتج الزراعي الجديد ( ايير ) يوزع مجاناً على الاقارب والجيران .. فإن الكلمة عند النوبة في الشمال هي ( أيير ) وعند نوبة الجبال ( انجر ) مع تحويل حرف الجيم الى الياء للتخفيف وسرعة النطق وبالعربية هي كلمة ( جديد ) فكان هذا نموذجاً للتواصل الجميل.. ودائماً اصول الكلمات تجدها في مفردات الزراعية والامثال .. لأن لغة التواصل يمكن تتحور وتتغير حسب المفردات وخفة نطقها ..

هناك المزيد عن ( أيير ) و ( تنجا )

نواصل

أما بالنسبة لأير التمر فبعد ( حش النخلة ) وتجميع التمر أولا يوزع ما يسمى ( بالكرامة )
بماعون صغير او بقضبة اليد وكنا نمد طرف العراقي ليضع فيه صاحب النخلة نصيبنا من
الكرامة .. ومن لم يوزع ( الكرامة ) كان يقابل بمظاهرات من الاطفال يرددون فيها :


إن بنتي كرامة كومو ( نخلتكم هذه بدون كرامة )
سنة جوبلوا كوكندارا شيبي ( والسنة قادمة سوف تثمر خنافس بدل التمر )

أيير في الغالب يتم توزيعه من ( القيساب) مباشرة قبل التعبئة في الشوالات .. وكذلك منتج
الويكة ، والبصل ، والخضار ( الورق والملوخية والأوريق ..) وبالنسبة للخضار هناك
مصطلح آخر يسمى ( تنجا Tangga ) وحصري للخضار فقط ويقصد به تذوق المنتج
الأول من الخضار ..
أخي أبوجهينة .. وأنا أكتب هذه المداخلة .. استحضرت أن اللسان بالانجليزية Tongue
واللسان للتذوق وجدت أن علاقة بين ( الكلمتين ) سبحان الله .. ولفظ (تنجا) المقصود به عينة
من الخضار تكون بكمية بسيطة ليست للشبع ولكن لمتعة التذوق .. لتقريب المعنى (مثال
العينات من الطعام والشراب التي توزع في الاسواق كدعاية يمكن ان نطلق عليها تنجا ..)
ولكن أهلنا يوزعون عينة منتجاتهم محبة وتواصلاً ومنعاً للحرمان

مناظر من القرية النوبية زمان .. كانت عبارة عن مسرح من الجمال والابداع

الانسان في البيئة النوبية ينشأ في إطار مجتمع ابداعي يضم في جنباته صوراً جمالية، فهناك الام التي تعكف في فترة راحتها على انتاج ضفائر من سعف النخيل وهسد القمح توحي بلمسات جمالية فيها تناغم حتى تنتهي بصناعة (برش) لا يقل جمالاً ومهارة عن السجاد الفارسي ، ومجموعة اخرى يعملن على تشكيل نماذج رائعة من الطين كصناعة القوسبيه و ( كابو) مستودع الادوات المنزلية– (قوقا) مأوى الدجاج – (دورا) موقد النار- ولياسة الجدران وتزيينها بالالوان، أما الاباء فالصورة الفنية لأعمالهم تتجسد في صناعة الساقية وتجهيز قطع غيارها يومياً ، وفتل الحبال ، وصناعة المراكب ، وتهذيب خشب نخلة الجافة ( اومبو) و صناعة الادوات الزراعية هكذا كانت القرى والسواقي عبارة عن ورش تصنع الخير والجمال، الكل فيها يتنافس ليكون منتجه هو الأكثر جمالاً وجاذبية وتكون المحصلة النهائية معرض من المواهب الانسانية التي تجمل دواخل الفرد، حتى اذا تناول التربال إحدى هذه الادوات تكون لديه الرغبة الجامحة في استخدامها من فرط جمالها ويمكن تجسيد ذلك المثال في آلة (الواسوق) التي كانت تصمم بصورة موغلة في الجمال لأنها من الادوات الاساسية المستخدمة في الزراعة لتسوية الارض ورفع (التوكناد) وشق الجداول فجمال الصناعة فيه جاذبية وترغيب لمستخدمها رغم ما تسببه الآلة من عناء وتعب جسدي ، وفي المقابل كان اكثر ما يضايق الفرد هو زيارة ( تبد تور) او ورشة الحداد لما فيها من بعض النتوءات غير الجمالية ، كأصوات ضرب الحديد واشعال النيران وتتطاير الشرر ورغم أن الحدادة فن نوبي أصيل جلب في عهد الكنداكات من اورشليم إلا ان المرء كان يشعر بنوع من الضيق في هذه الدائرة لأن الضجيج والاصوات الحادة المنبعثه من المطرقة والسندان تشكل نوعاً من النفور لدى أهلنا مقارنة بباقي الصناعات الاخرى التي فيها الكثير من الرقة واللمسات الفنية مثل استخدام المناشير الخشبية وضرب الفؤوس بطريقة متناغمة ما بين الارتفاع والهبوط بل كانت الاصوات المنبعثه من ورش نجارة السواقي والمراكب تشكل نوعاً من الايقاعات لأزهايج (السلاد) .

نواصل ..

ما هي المفردة النوبية المقابلة لكلمة (جديد)؟ واحتار الجميع في ايجاد المعنى وتم تداول الكلمة ( جديد ) من كل الحضور ولكن احداً لم يوفق ..
فقام أحد أبناء نوبة الجبال .. فقال إن كلمة جديد بالنوبية لدينا تعني ( أنجير) وهنا تلقفت هذه الكلمة وبحثت عن مدلولها .. ولأن الحضارة النوبية
في الشمال مرتبطة بالثقافة الزراعية فأرجعت الكلمة الى ( أيير ) وهي كلمة تطلق لدى اهل دنقلا على المنتج الزراعي الجديد .. مثل
( اول محصول من الفول او الذرة او الخضروات ) وقد فسرت ان هذا المنتج الزراعي الجديد ( ايير ) يوزع مجاناً على الاقارب والجيران ..
فإن الكلمة عند النوبة في الشمال هي ( أيير ) وعند نوبة الجبال ( انجر ) مع تحويل حرف الجيم الى الياء للتخفيف وسرعة النطق وبالعربية هي كلمة ( جديد )
فكان هذا نموذجاً للتواصل الجميل.. ودائماً اصول الكلمات تجدها في مفردات الزراعية والامثال .

>>>>>>>>>>>>>>><<<<<<<<<<<<

الأعزاء علي وابو جهينة...
هذا التفسير منطقي جدا لشرح كلمة ايير.... وهناك معلومة ان نوبة الجبال في جبال النوبة لهم لغة فيها الكثير من المفردات النوبية... وهناك
من يقول ان اصولهم اساسا من شمال السودان ولكنهم رحلوا او قل سافروا من الشمال للغرب... وبمرور السنوات اصبح لديهم لغتهم الخاصة
والتي تحورت من اللغة النوبية الشمالية إلى اللغة النوبية لجبال النوبة بفعل البيئة التي كانوا يعيشون فيها... فلا ندري ما هي حقيقة هذه المقولة..

والله يديكم الصحة والعافية

Quote: ما هي المفردة النوبية المقابلة لكلمة (جديد)؟

الاخت / اميرة السيد سلام وتحية

مقابل جديد فى النوبية بالظبط كما تفضلتى ايير وايضا ( مرى ) بكسر الميم والراء
وعكس جديد قديم ويقابلها فى النوبية فـار far

وشكرا للصديق العزيز على عبدالوهاب على هذا السفر العظيم

دمتم

جزيرة آرتى مـــرى فى المنطقة النوبية وتعنى :
الجزيرة الجديدة

Quote: من يقول ان اصولهم اساسا من شمال السودان ولكنهم رحلوا او قل سافروا من الشمال للغرب... وبمرور السنوات اصبح لديهم لغتهم الخاصة والتي تحورت من اللغة النوبية الشمالية إلى اللغة النوبية لجبال النوبة بفعل البيئة التي كانوا يعيشون فيها... فلا ندري ما هي حقيقة هذه المقولة..

تحياتي الاستاذة الاميرة ..
هي حقيقة وهم يرددون نفس المفهوم .. والنوبة منخرطين معنا في كل فعالياتنا بجدة .. بقيادة الاستاذ حامد دامر
لهم التحية ..
وشكراً كثير على الاضافة ..

اصيلة والله يا أميرة ..

Quote: مقابل جديد فى النوبية بالظبط كما تفضلتى ايير وايضا ( مرى ) بكسر الميم والراء وعكس جديد قديم ويقابلها فى النوبية فـار far وشكرا للصديق العزيز على عبدالوهاب على هذا السفر العظيم

علاء امبس
كرمة البلد ، واجزاء من بدين وأكد وسروج و أبتى ودارعوضه وبيوض وأرقو الشرقية .وناس أرتقاشا
كل هذه المساحة الجغرفية يجيدون النوبية بشقيها ( الدنقلاوية والمحسية ) مما فتح لنا مجال واسع للتأويل ..
لك التحية علاء أننقا

مع التحية علاء أننقا ..
صدقني يا علاء وأميرة والاخوان .. لم يبقى لنا في الدنيا إلا هذا التأصيل والاصالة والعمق ..

الزينة زمان .. هكش الوقية ..

العكش كان من أدوات التباهي بين الاناث في ذلك الزمان ، فالمرأة التي لديها العكش كانت دائماً تجلس حاسرة الرأس بين زميلاتها وتحاول ان تصطحب حديثها بحركات جسدية من الرأس والرقبة حتى تهتز هذه العكشات ، وتثير الغيرة في نفوس اخواتها (هي الانثى) وخاصة اذا كانت مسترسلة الشعر ولها ضفائر ( مساير) طويلة . وأنواعها : عكش الوقية والنصف والاصغير ( قمر بوبا ) ويطلق عليه ايضاً ( بيير ) معناه الاكبر او السيد او صاحب الجاه ( ويقال بروين بير ) او (اخو البنات) وقد انتقلت ( بيير ) الى البشر للدلالة والرمزية على الظهور والتميز ، وهذه المصوغات في الأصل على شكل ( هلال ) والهلال يرمز الى الاسلام وكما كان في العلم التركي المصري ، وقبل ذلك كله فان للنوبة اعتقاد في الكواكب والاقمار والنجوم ( أوون ) والى عهد قريب كانت الشعارات التي ترسم في المنازل في المناسبات هي الهلال رمز الاسلام والصليب او النجمة كفضيلة من فضائل الدين المسيحي ، ثم كان اسم ( هافد ) واحسب انها محرفة عن العربية لأن هذه الاشياء كانت تأتينا من مصر وأظن أن الاصل في مصر هو ( الحافظ ) ثم تحول الاسم عند النوبيين ( هافد) وهو اعتقاد بأن هذا الهلال الصغير حافظ للانسان من الاوراح الشريرة او العين والحسد ، وقد ورد في سياق شعر خليل فرح :
تشابي للنجوم وأنا ضافر الهلال
وهي رمزية الجمع ما بين القيم المسيحية والاسلامية

نواصل

تصحيح للأخ العزيز ماهر في كلمة الطائر صديق التمساح

هو OLMIN JOTTI

OLOM هو التمساح كما هو معلوم

JOTTI هو الحميمحيث نقول ANJOTTI ومعناها الحميم

ويسمى هذا الطائر بحميم التمساح لأن التمساح يركن إليه في إستسلام وطمأنينة وسلام . رغم أن هذا الطائر خلق له الله شوكة في كل جناح ، فيقوم بفرد جناحيه وهو ينظف أسنان التمساح وكأنه يعمل بالنصيحة : ( حرِّص ولا تخوِّن ) ...

دمتم

شكراً حبيبنا أبوجهينة .. لهذا الاثراء

كمان بالدنقلاوية .. ( أيلوم تيسود ) Eloom Tisoud

إيلوم ( تمساح )
تيسود هو ( أبن الاخ او إبن الاخت )
والحفيد بالدنقلاوية ( أسيي ) Assi

تحياتي

عفوا أخي علي

JOTTI هو الحميم أو المقرب

والحفيد في كل لهجات اللغة النوبية هو ASSI

لذا لزم التنويه

أبوجهينة أمبس .. بما أن هذا بوست واوور الحكايات .. فالمواضيع غير محددة ..
كنت أتأمل في الشخصية النوبية .. وسلمية النوبيين .. وجدت أن خليل فرح المبدع بدون حدود .. لم يستطيع
تقديم اشعار جميلة في شعر الحماسة والقتال لأن شعوره وكذلك اللاشعور هو السلم .. والأمان له ولغيره ولجواره ..

فكانن هذه الخواطر ..


حتى شاعر الامة خليل فرح .. أراد أن يجاري الاخرين في شعر الحماسة والفخر ولكن طبيعة الخليل السلمية والبيئة التي نشأ فيها خليل لم تسعفه كثيراً في لمعالجة هذا النوع من الشعر لأن البيئة في الشمال مختلفة ولم تكن هذه الممارسات من مكونات تلك الحاضنة .. فالقوة الجسدية والمعركة الحقيقية كانت مع الارض لانتاج الزرع والضرع والاكتفاء ولا بأس من الفائض ولا ننسى المعركة الابدية مع النيل ايام الفيضان .. فهناك مجتمعات طبيعتها تجبر الانسان على اتباع نوع الغلظة ومعرفة بفنون القتال والدفاع عن سربه من المعتدين وهنا اختلاف القيم ما بين السلمية والعدوانية .. واحسب ان خليل لم يتناول هذا النوع من الشعر بجدية وبالأخص عندما أراد أن يجاري زملاءه من الشعراء عندما اراد يفتخر بأهله ، لأن النوبة توقفوا عن الحروب والغزوات من معركة ( رماة الحدق ) وأنكفأوا الى مجتمع مسالم ، واصبح المجتمع خالي من كل أدوات القتل والقهر والحرب إلا معاول البناء والزراعة ( طورية ، سواسوق ، نورج .. ) .. فكان من المستهجن ( سكين الضراع) او حتى حمل العكاز إلا لمن يتوكأ عليه .. كانت البنادق فقط مرخصة لبعض كبار القوم ( العمد والمشايخ) وهي بنادق صيد ..
وكمثال هنا بعض الابيات التي قالها في اخاه بدري :
أبواتكم ملوك من أرقو لي سكّوت
وكان دمّ الرّجال ليهم شراب ومقوت
غرب صيصاب جيوشُهم ذلّت الجبروت
كتلوا الجرْدة وفيها سوّوا الفوت

وهنا يفتخر بأصله :

إنِحْنا المحس يَحْسِن وِليدنا حتوفُو
متّحمل جبال الواقعة ساندة كتوفُو
نارُو بِتوقد الغيرة وتناجي ضيوفُو
فرّة سِنُّو في دارُو تحاكي سيوفُو

تجد هذه الابيات تختلف عن الجمال في مكونات شعر الخليل ( عزه ، فلق الصباح ، في الضواحي ... الخ )

الأستاذ علي عبد الوهاب
نيابة عن الأميرة المحسية بت مصطفى السيد وفي غيابها لك الشكر مرة اخرى على هذا السفر الرائع
.. وانا ما محسية .. لكن شهيتوني عشان ابقى محسية... لانك وبسطورك وبحكاويك الأنيقة
عن المحس قد فعلت كل جميل وحسن في تأريخ ثقافة المحس وتقاليدهم وعاداتهم ومسيرتهم
في هذا السفر الجميل..
وكما قال خالد ود المنسي عن حكاوي الاستاذة سلمى الشيخ ان الاستاذة سلمى لمن تحكي عن الموت
الواحد يتمنى الموت...
وانت كذلك حكاويك رائعة وانيقة.. ودائما بت مصطفى السيد تقول ان علي عبد الوهاب وعبد الله عثمان
وافراد وضيوف حوش البوست الناس السمحين بعتبرهم اهل و اصدقاء ممزوجين بنكهة الأخوة ...
ومتابعين.. انرجو ان تواصل..
ودمت بالف خير وصحة وعافية
بسمات الشيخ عبد الرحيم( بت اتبرة)

Quote: يابة عن الأميرة المحسية بت مصطفى السيد وفي غيابها لك الشكر مرة اخرى على هذا السفر الرائع .. وانا ما محسية .. لكن شهيتوني عشان ابقى محسية... لانك وبسطورك وبحكاويك الأنيقة عن المحس قد فعلت كل جميل وحسن في تأريخ ثقافة المحس وتقاليدهم وعاداتهم ومسيرتهم في هذا السفر الجميل.. وكما قال خالد ود المنسي عن حكاوي الاستاذة سلمى الشيخ ان الاستاذة سلمى لمن تحكي عن الموت الواحد يتمنى الموت... وانت كذلك حكاويك رائعة وانيقة.. ودائما بت مصطفى السيد تقول ان علي عبد الوهاب وعبد الله عثمان وافراد وضيوف حوش البوست الناس السمحين بعتبرهم اهل و اصدقاء ممزوجين بنكهة الأخوة ... ومتابعين.. انرجو ان تواصل.. ودمت بالف خير وصحة وعافية بسمات الشيخ عبد الرحيم( بت اتبرة)

الاديبة الراقية بسمات ..
شهادتي مجروحة ولا استطيع أن أعبر عما أكن لكم من الاعجاب في بوست بن لادن
صدقيني إنني أتباهي بما تكتبون أمام الاخوة الحضارمة واليمنيين في المكتب وهم في غاية
الإعجاب والاهتمام .. وأصبح البوست متداول بينهم .. والمهم فيه هو طريقة السرد الممتع ..

التحية .. بلا حدود وهذه شهادة أعتز بها ..

يا سلام على أتبره ( قطار الشوق متين ترحل ) وما أحلى هذه الاغنية مع البلابل ..

من الفيسبوك

Quote: خالد ابودنيا · الأكثر تعليقا شكرا استاذنا علي الارتاوي وانت توثق تراث

أبودنيا .. امبس

التحية لك أيها النوبي الجميل .. الشكر لك انت يا جميل ..
حكاوي وخواطر أحببت نشرها كيفما جاءت ..
تعظيم سلام وأنت دائماً تتابع ما يخطه قلمي المتواضع
ليس لدينا من يجمل حياتنا إلا استدعاء هذه الذكريات واستحضار هذا الجمال

محبتي بلا حدود .. ووو خالد أمبس

محاولة لتأصيل مسمى ( النيل) بالنوبية ..

لفظ ( النيل) مسمى نوبي بإمتياز .. لأن ( ني Nee ) بالنوبية بمعنى يشرب ، والشخص الذي يشرب الماء أو غيره من السوائل يتم وصفه بـ ( نييل ) أو كثير الشرب واسع الجوف وأذكر أن أهلنا كانوا يطلقون لفظ ( نييل ) على الشخص الذي يتناول الخمر بكثرة ولكن لا يبدو عليه علامات السكر والتهتك وبمقياس أهلنا في ذلك الزمان كان يبدو فارساً ونموذجاً للرجل القوى ، بغض النظر عن حكم الشريعة ولكنهم كعادتهم يمعنون في إعمال العقل في كل حدث ما ، فالفعل (ني ) هو بالعربية ( يشرب) .. وهو نفس المسمى في الدنقلاوية والمحسية ( ني ) وبنفس المعنى بالمحسية يقال ( أمنقا ني Amanga Nee ) وبالدنقلاوية ( إسي ني Essi Nee ) أما لفظ ( نييل Nyeel ) فهو صغية مبالغة لمن يشرب كثيراً ، وفي النوبية فإن بعض صيغ المبالغة تأتي بالضغظ على الياء فمثلا في الدنقلاوية ( بود) بمعنى ( يجري) وبالتالي (بوديل Bodeel ) هو السريع والكثير الجري والركض ،
ومن هنا نستنتج أن مسمى النهر بــ ( نييل ) وهو الممتليء جوفه بالماء ، أو كثير المياه ، أما إضافة (ال) للتعريف فجاءت من العربية ..

نواصل ..

الحردلو والعمق النوبي .. والنظرة العقلانية للجمال وتسخيره للناتج الاقتصادي ..


(( يا بنت يا نهيداتا يادوب قايمين .. شايلين تخا ورخا .. شايلين بنين وبنات ))
ليس المقصود الغزل الحسي السطحي .. لكن المدلول أعمق ..

نواصل :

لقد ذكرت في حديث سابق عن كلام الحردلو ان الام كانت تزوج ابنها للفتيات المكنتزات الجسد فارعات الطول وكان مقياس الجمال في السابق بثقل الوزن .. والقصد والهدف هو المولود فأهلنا كانوا يحبون ان يكون ابناءهم من ذوي الاجساد القوية ، للقيام بدورهم في السواقي والمراكب ومقاومة الفضيان وجمع المحصول لأن كل هذه الاعمال شاقة جداً وخاصة السواقي ومركباتها (الحلقة والتورية واسيكاق .. الخ ) وهي تنوء على عصبة دعك من الفرد .. ما عدا الاروتي كان لا بد ان يكون خفيف الوزن قصير القامة وهذه المواصفات تنطبق على امثالنا وهم كثر هذه الايام، وكان اهتمام الام بالبنت كبير وخاصة عند الحمل الأول كانت تمنع من الخروج من البيت بعد المغرب وكان الاعتقاد السائد آنذاك اذا حلق طائر البوم فوق الرأس الحامل فسيكون هناك اجهاض ، واذا كان لا بد من الخروج كانت تضع على رأسها ماعون معدني ( صحن او صينية ) واخيراً اصبحت التوكا الحديدية .. ثم الولادة وآلام المخاض واذا تأخرت مواعيد الولادة وعانت المراة كان الشباب يدعون زوجها الى الطواف حول المنزل سبع مرات لتسهيل مهمة الولادة وازالة الالام عن زوجته .. وهي عادات اقرب الى الاعتقادات النوبية القديمة .. ثم يأتي دور القابلة ( داية الحيل ) والتي كانت تبشر بالذكر وإذا انطلقت زغرودة منها تدل على ان المولود ذكر أما الصمت فالعكس ، وكانت لها مصلحة مادية في ولادة الذكور حيث يزداد العطاء عينياً ونقدياً وكان نصيبها ( فخذ خروف يوم السماية ) بالاضافة الى الصابون والسكر وبعض المواد .

نواصل

ثم الزيارة الى النيل ورمي الذرة البيضاء والحليب والدعوات ( مريم .. مريومة .. اسنتوو انقليس ) وانقليس الملائكة بالانجليزية او السمك المتعدد الالوان .. ثم الرجوع الى المنزل بماء النهر في صحن نحاسي ووضعه تحت سرير المرأة .. وكتابة الحجاب للصغير من شيخ الحلة ( كورتيه سور ) وهناك التكامل في الشخصية النوبية ( زيارة النيل جزء من معتقدات الماضي والحجاب يخص الممارسة الاسلامية ) وهذا نوع فريد من البشر .. وعندما تجف السرة ( بدنقلاوية سين) يأخذ الاب السرة اذا المولود ذكراً يدفنها تحت حلقة الساقية كنوع من الانتماء والاصالة والعز وأن الولد مأصل في هذا المكان .. واذا كانت انثى تدفن في المطبخ ( ديوكا ) وهي رمزية انها سوف تصبح ست البيت من الدرجة الاولى لأن المرأة عندنا من زمان وحتى اليوم مطلوب منها ان تكون ربة منزل من الدرجة الاولى وتكون ذات مهارة في الطبخ وتجهيز الطعام لأن ذلك يقود الى الكرم والاريحية والرجل الذي لا تجيد زوجته صناعة الطعام لا يكون كريماً كما الاخر .. فأهلنا مجتمعهم مبني على الحكمة والعقل والتجربة والقيم العليا ..

انبهار وابداع بدون أي شك..
ونحن في حالة انصات واستماع تام وفي ايدينا فناجين القهوة العربية..
ودمت بالف خير وصحة وعافية

التحية .. سمو الاميرة ..
عهدي سوف أعبيء هذا البوست بكل الجمال النوبي ..
هي حكاوي وتوثيق للشباب .. كما ذكرت سابقاً ما دام في قوقل لا بد أن نملأ كل الفضاءات
بالحكاوي والتراث النوبي ..
والتحية للاستاذة الرقية بسمات بنت اتبرا ..

سمو الاميرة .. كان أهلنا لا يحبون اكل الذرة أبداً .. فكان يحبذون القمح كثيراً ..
والقمح هو الذي جعل من النوبيات مبدعات في الطبخ والخبز وغيرها من فنون المطبخ
لأن القمح قابل للتشكيل خبز وعيش وكعك وغيره .. حتى مكونات الجمال والنظافة للمرأة
تلك العجينة التي تسمى ( بوكريه ) بالنوبية وأصبحت ( ديلكا ) بالعربية .. وأصلها من القمح

تحياتي .. نواصل مع مزاج اهلنا زمان ..

.. واذكر أن اباءنا رحمهم الله كانوا لا يحبذون غير أكل القمح وكانوا يعتبرون أن الذرة هي خبزالفقراء رغم أن الذرة في منطقتنا كانت من اجود الانواع وفي مواسم الرخاء كانوا يقدمونها كغذاء للحيوانات خاصة الحمير ذات السلالات المميزة ومن رواياتهم أن كثرة أكل الذرة تسبب امراض وبالتحديد نوع من المرض كان يطلق عليه ( سوفور Sofor ) وهو الهزال او الانيميا وسوء التغذية وكان الشخص المصاب بهذا المرض يميل النحافة المفرطة وإنتفاخ في البطن وجحوظ في العينين وكان من المعيب ان يقال ( فلان مصاب بالسوفور) .. ومن معتقداتهم ايضاً ان أكل الذرة بكثرة يجلب انواع من القمل والطفيليات البيضاء التي تصيب شعر الرأس ( كيد Keed ) او ما يسمى ( صواب) بالعربية وكان استخدام الكسرة يقتصر على المصابين بالتخمة ( وتاب) بعد ان يضاف اليها قليل من الماء والشمار ويسمى ( إسين كل ) او ( كسرة بالموية ) وهو بمثابة الدايت حالياً .. ولأن زراعة الذرة تأتي مع موسم الفيضانات لم يكن أهلنا يتحمسون لها إلا تلك الانواع التي تسمى ( موقود ) وقد انقرضت حالياً وكانت مقاومة لمياه الفيضان بسيقانها الطويلة والسميكة ولسماكتها كانت تحصد داخل المياه وبفؤوس صغيرة حادة الطرف وفي الغالب كانت تستخدم فقط كغذاء للحيوانات .. ومن أجمل انواع الذرة منظراً وجمالاً وأنفعها علفاً هي نوع ( الديابي ) وقد شبه بها الفنان محمد وردي محبوبته في اغنية ( ديابي مريه ) .. أما القمح فقد طرأ عليه تغييرات شكلاً ونوعاً بعد أن تلاعبوا به في المعامل وتم تغيير النوع الذي كان معروفاً لدينا بالقمح ( البلدي ) بسنبلته الكبيرة وحبه المميز بكبر الحجم والممتليء بمادة بيضاء كاللبن لدرجة اننا كنا نشويه على الجمر ونأكله تماماً كالذرة الشامية ( قنقريه) وكانت مزارع القمح البلدي تميل الى الخضرة الدائمة تتماوج فيها القمح وتنحني لثقل السنبلة وتسمع حفيفها مع نسمات شهر ( امشير ) ويقال ان المزارع كان يتمايل طرباً عندما يسمع تلك الموسيقى المنبعثة من مزرعته وهو مستلقي على سريره في ليالي الشتاء .. وقد تبدل نوع القمح وضاعت تلك الجينة الموروثه من عصر الممالك النوبية بحجة التطوير وبدأت دخول انواع غريبة من القمح مع عهد حكومة مايو حيث بدأت بتقاوي ( القمح الامريكي ) .. ومازالت في الذاكرة طعم رقائق القمح البلدي ( انجاويد ) باللبن الرائب بالثوم والفلفل والقراصة ( بالتركينج ) .. فالقمح كان ومازال هو سيد الطعام ولكن مع تغيير واضح في النكهة والمذاق ورحم الله ذلك الزمان .. ولأننا أول من عرف القمح فقد اظهرت امهاتنا براعة فائقة في استخراج الكثير من عجين القمح مثل انواع الكعك والخبائز والرغيف الشمسي والمعجنات وكذلك مواد التجميل مثل ( البوكريه ) او الدلكة وغيرها من المزيلات ومنها انطلقت هذه الثقافة الى كل انحاء الوطن ..

استاذنا العظيم على عبدالوهاب عثمان
لك التحية والتجلة والاعجاب وانت توثق للتراث النوبى بمعرفة عميقة واسلوب رصين جعلنا نعيش ذكريات الطفولة بكل القها وجمالها.. طربت كثيرا وانا اقرأ عن الطيور والحرباء والتمساح ومخلوقات الله ... لله درك... ضحكت كثيرا لاننى عشت كل هذه الصور فى طفولتى..قلوكب فقير هيركا بنج... الطائر المقدس.. اولمين جوتى او ابن اخت التمساح لان جوتى تعنى بالمحسية ابن الاخت وهو الذى يقوم بتنظيف فم واسنان التمساح من الفضلات.. كما ان النوبيون كانوا يتشاءمون من البوم قوكمى عندما يصيح ليلا.. ولل ايركىى الحيوان الخرافى رهبة مثل دوقر وامن دالة وقصص كثيرة شحنت خيالاتنا الغضة اثناء مراحل الطفولة... شكرا على هذا الجمال النوبى يا استاذ علي..

Quote: ستاذنا العظيم على عبدالوهاب عثمان لك التحية والتجلة والاعجاب وانت توثق للتراث النوبى بمعرفة عميقة واسلوب رصين جعلنا نعيش ذكريات الطفولة بكل القها وجمالها.. طربت كثيرا وانا اقرأ عن الطيور والحرباء والتمساح ومخلوقات الله ... لله درك... ضحكت كثيرا لاننى عشت كل هذه الصور فى طفولتى..قلوكب فقير هيركا بنج... الطائر المقدس.. اولمين جوتى او ابن اخت التمساح لان جوتى تعنى بالمحسية ابن الاخت وهو الذى يقوم بتنظيف فم واسنان التمساح من الفضلات.. كما ان النوبيون كانوا يتشاءمون من البوم قوكمى عندما يصيح ليلا.. ولل ايركىى الحيوان الخرافى رهبة مثل دوقر وامن دالة وقصص كثيرة شحنت خيالاتنا الغضة اثناء مراحل الطفولة... شكرا على هذا الجمال النوبى يا استاذ علي..

هذه العبارات عبارة قلادة شرف في عنقي
خاصة أنها من رجل في قامة هذا الدبلوماسي .. ومكانته .. والرمزيته لدى النوبيين ..
لك التحية والتجلة ..
ولأنك جميل تحمل كل هذه الاصالة والاجمال في دواخلك مازلت تستحضر تلك البيئة التي نشأنا فيها بكل قداساتها ورموزها وحكاياتها ..

هل تتذكر هذه الطيور .. كانت لها مواقيت وساعات ولحظات محدده .. طائرة القلوكاب منتصف النهار .. عند المقيل .. والامهات والاخوات .. منهمكات
في الاشغال اليدوية .. في الضائفر وصناعة البروش والطباق .. الغريب أن هذا الطائر المقدس شكلة يميل إلى القبح أكثر من الجمال .. ويأتي بتلك التغريدات
والملاحظ ان هذا الطائر كان مقدس لدى الإناث وليس بذلك القدر لدى الرجال .. لأن الاسطورة تقول ( ان النساء اجتمعن وارسلن هذا الطائر الى الرجل الصالح
إحتجاجاً على تعدد الزوجات .. وكانت هل الرسالة هل تستطيع الأنثى زواج اكثر من رجل ؟ ) ولم تأتي الاجابة إلى يومنا هذا من الرجل الصالح .. ومازالت المرأة
في الانتظار .. (هذه هي الاسطورة ) .. ولكن الواقع كان أن هناك خبر سعيد .. أو مسافر قادم من (مصر او السودان ) .. ومصطلح السودان كان إمتداد الوطن خارج أرض النوبة
ومازال لدى البعض ..

وبسبب ذلك فمن أول تغريده لطائر ( القلوكاب ) تجد الأمهات يرددن عبارة ( هيرو ) او ( خير) .. ولو لاحظت أن الشابات لم يكن يرددن هذه العبارة
(هيرو) وكأنها شأن للامهات ( كبار السن ) ..

فالواقع النوبي والاسطورة النوبية أو الحياة عموماً تجد فيها عمق وجانب روحي خفي يرمز إلى أن هناك ابعاد وأفكار إلى ما خلف الطبيعة .. دون إغفال
الموروث التاريخي والحكايات التي جاءت من العمق الحضاري لهذه الامة ..

لك التحية دبلوماسي والرمز النوبي .. منان ..


تخريمه : (( أحسب ان مخترع التويتر .. إقتبس العملية من القلوكاب ))

استاذنا علي عبدالوهاب عثمان.
متابعة لصيقة لهذا البوست التوثيقي التثقيفي المدهش!
وبالمناسبة البوست ده بوست خير وبركة، لأنو جاب لينا منحة دراسية في اللغة النوبية من المترجمة الضليعة أميرة السيد.
لك ولضيوفك صادق التقدير والإحترام.

محبتي

Quote: استاذنا علي عبدالوهاب عثمان. متابعة لصيقة لهذا البوست التوثيقي التثقيفي المدهش! وبالمناسبة البوست ده بوست خير وبركة، لأنو جاب لينا منحة دراسية في اللغة النوبية من المترجمة الضليعة أميرة السيد. لك ولضيوفك صادق التقدير والإحترام. محبتي

لك التحية .. والاعجاب ..
حسبي أنكم تجملون وجه الوطن الذي أصابه نتوء والاورام .
هكذا نراكم تحملون الوطن إلى نهايات الكرة الارضية .. في رونق وبهاء ..
حمداً لله أن لدينا كفاءات عالمية .. والوطن حتماً سيأتي ..

لك التحية أيها العملاق .. لنوثق لبعض تراث الامة ..

لك التحية .. وأعتز بالشباب الطموح من أمثالكم ..


نواصل

وقد أكدت الدراسات الاثرية هذا العمق المعرفي للنوبة ومنهم عالم الاثار السويسري شارل بونيه والذي كنت احب مرافقته في جولاته داخل القرية وكان لا يخفي اعجابه من مهارة امهاتنا في الصناعة اليدوية خاصة يوم شاهد احدى الخالات وهي تعمل في بناء مخزن الحبوب ( القوسيبه ) او (قوسا) بدنقلاوية .. وقام بفحص الطين المستخدم والخلطة والنسب المتناسقة بين روث البهائم والطين والرمل مما يجعله مقاوم للمناخ القاسي للمنطقة بالاضافة الى الشكل الدائري الذي يساعد على التهوية صيفاً وشتاءاً ويحفظ الغلال من التلف وكذلك الوضع بالنسبة لابراج الحمام وما كان يسمى ( قوقا) لحفظ الدجاج من شرور واعتداءات الثعالب في منتصف الليالي .. وشتاءاً كانت الـ( دورا ) وهي موقد للنار للتدفئة وتسخين الاكل وتكون في منتصف مجلس الحريم ( اوسمون ) والحقيقة ان هذا الموقد كان يصنع عند بداية الشتاء من كل عام ويكون مكان لتجميع ( الرماد ) بدل من انتشارها في ارضية الغرفة .. أما المطبخ فإن ادواتها كثيرة ومتعددة مثل الرفوف الطينية البارزة من الحائط وبعضها محفورة الى داخل الحائط حيث توضع فيها مصباح الاضاءة ويتكون هذا المصباح من حاوية الزيت وبداخله قطن يشعل فيه النار ويسمى ( لمبة بنية ) ويحفظ بعيداً لاتقاء انداع الحرائق وعلى سبيل السلامة . لتنخطي منطقة جلوس النساء ( اسمون ) الى المخزن المواد الغذائية الجافة ( كوبد كا ) ونجد فيه مواعين تخزين البقوليات ( الفول والترمس والفاصوليا ولوبيا .. الخ ) وأكوام البصل على الارض والبامية الجافة مفروشة على قطع بروش صغيرة وحبل الشرموط (اللحم المجفف ) من الاعلى .. وعلى الجوانب نجد لفائف البروش الضخمة ( سرو نبد ) معلقة بحبال متينة متدلية من السقف وغير بعيد وفي الاتجاه العكسي نجد ( الواوور ) وهي خشبة قنا مربوطة الى السقف من الجانبين وتعلق فيها البطاطين والفرو وما يسمى بالاكليم الذي كان يجلب من مصر .. وهناك بعض الاواني المنزلية كانت تخزن عن طريق التعليق من السقف بغرض الحماية من التلف وكذلك للعرض والديكوربزوايا هندسية جميلة في معلاق يسمي (سوليل) بدنقلاوية .. وفي احدى الاركان تجد الـ ( كابو) وهي حاوية مصنوعة من الطين ويحفظ فيها الادوات المنزلية مثل الصواني والأطباق ولا تستخدم هذه الادوات إلا في المناسبات والحقيقة ان هذه الاواني كان يتم شراءها ايام حصاد التمر مما يجمعه النساء من المحصول ويتم مقايضته بتلك الاواني من الاسواق او من المراكب التجارية ( كتين كوب ) التي كانت ترسو في موسم الحصاد .. أما لمن كان لهم ميزة الاغتراب الى مصر فتجد بيوتهم مزينة بما يسمى ( السحارة ) وهي صندوق خشبي كبير منقوش عليه فنون يدوية وألوان زاهية وعلى مستوى عالي من الجمال ودقة الصنعة وبها من الداخل ادراج صغيرة ومخابيء كثيرة والسحارة كانت نوع من الترف والتباهي في ذلك الزمان .. ثم كان الانتقال على عصر الصناعات الخشبية وهكذا نسير الى عصر اكثر تعقيداً .. ما أجمل ذلك الجيل من الامهات وما اجمل طريقتهن في تطويع الحياة بأسلوب السهل الممتنع وبحرفة ومهارة يدوية دون اي تكاليف مادية على الاسرة على عكس الملايين التي تدفع اليوم من أجل حفنة من الاثاث لغرض التباهي فقط وليس للاستخدام

الساقية .. والأمن المجتمعي .. والهيكل التنظيمي الاداري كما اليوم في الشركات .. (عظمة التراث النوبي )


الساقية كمصطلح ليست آلة صماء ترفع الماء .. ولكنها منظومة إقتصادية وإجتماعية تقوم على ثوابت وضوابط تنظم المجتمع وتحفظ حقوق العاملين.. وبفضلها عرف أهلنا الهيكل التنظيمي للادارة منذ زمن بعيد ، وهذا الانضباط والتسلسل الوظيفي في منظومة الساقية هو الذي اورث انسان المنطقة التقدم الفكري والتطور السلوكي، فكان الهيكل التنظيمي للساقية يبدأ من (السمد) وهو بمثابة ( الرئيس التنفيذي) ويتم اختياره من قبل ملاك الساقية (حاملي الاسهم ) والسهم بالدنقلاوية ( أوربق) وهو نصيب الفرد في الساقية ولا يأتي الاختيار هكذا او بطريقة عشوائية بل بشرط ان يتمتع (السمد) بكل مزايا القيادة ، من حكمة وكاريزما ، وخبرة عميقة في الزراعة ومعرفة بميقات الزرع والحصاد ، وأن تكون لديه خبرة في عملية القسمة ، وتحديد الحدود ( كيل ) بالاضافة إلى أنه الحكم والوسيط العادل في المشاكل الاجتماعية داخل العائلة ( الطلاق والزواج والاختلاف .. الخ ) وإمعاناً في العدالة يتم تكوين منظومة شبيهة بمجلس الادارة اليوم وتتكون من عدد اربعة من سمد السواقي المجاورة يرأسها احدهم بناء على الكفاءة ويسمى ( سمدن بير) ولفظ (بير) في النوبية هو الكبير او السيد ، وفي حالة اي ظلم من السمد يمكن للمزارع ان يلجأ على هذه المنظومة التي تحاكم السمد، وبعد السمد يأتي ( التربال ) فهو بمثابة مدير الموقع وغالباً ما يكون من شركاء الساقية ومؤهل في كل فنون الزراعة ، شق الجدول و رفع الاحواض ..الخ
ثم يأتي بعد ذلك ( باينتود ) وهو أقل رتبة من التربال وغالباً ما يكون من خارج ملاك الساقية ، كالمتعاقد في العصر الحالي ثم يأتي بعد ذلك ( الاروتي) وهو من يقود الساقية ، والمعروف أن أولويات توظيف التربال لزراعة الموسم كان يتوقف على امتلاكه للبقرة التي تجر الساقية وهي انواع خاصة من الابقار وسلالاتها كانت معروفة لدى أهلنا بمسمى ( تي همرا) وهي بقرة تعرف المواعيد وتفهم اساليب ( الاروتي ) وتطرب لغناء الاروتي (سلاد) وتضبط حركتها مع ايقاع الساقية صوت الماء المسكوب في الدلو. حقاً فإن ومثل هذا الموروث هو الذي جعل انسان منطقة ذو تصرف حضاري ووطد الامن المجتمعي بين افراده لأن الكل يعرف حدوده ونصيبه ، مما قلل الاشتباك بين الناس كمجتمع نموذجي خالي من الجرائم والعداوات واصبح مثالاً يحتذى به .

مسميات مراحل ( البلح ) من أول ثمرة حتى الحصاد ..
وكل مرحلة لها طعمها وجمالها وكم أغرت الشعراء من ابناء البيئة للتشبيه ..
نكتفي بإسماعيل حسن عندما قال ( الدفيفيق الدابو ني .. البسيمتو تكوين كي )
والدفيفيق وتضغير التصغير - الأصل هو دفييه ( ولدى أهلنا الشايقية - دفييق _ وتصغيرها دفيفيق )
وهي المرحلة الأولى من ثمار النخيل ..
وهذه من شاعرية وجمال أهلنا الشايقية ..

=========================
هذه المسميات بالنوبية ( الاندادي ) الدنقلاوية


القمر والخضرة والشفق والنيل .. الخ كل هذه المعطيات تكون مجموعة من الالوان الطبيعية المختزنه في االوجدان النوبي .. وجمال الالوان ولوحتها البديعة تشاهد في موسم إثمار النخيل وتجد زحمة من مختلف الالوان ( اخضر احمر اصفر ..الخ ) في إطار مساحة تكفي ان تكون لوحة رائعة تتجلى فيها قدرة الخالق عز وجل .. وتظهر اهمية الالوان كعامل مهم في تحديد كل متطلبات الزراعة .. ولكل مرحلة لون خاص بها فمثلا في النخيل :
كاور دفيي ( Caroon diffiah ) هي اولى مراحل الثمار وتكون ( حبوب خضراء بحجم اصغر من الفول(
سالي فوكا ( Salaih focca ) هي المرحلة الثانية ما قبل القلو وبها مرارة شديدة وتؤكل من الصغار
قلوو (Galou ) وهي مرحلة تكون شكل الثمرة ( خضراء تؤكل بعد دفنها في تربة ساخنة وتسمى ( قلوو كونوسل ) وكونوسل ( Konosel ) هو اللين او الطري .. وتطلق على البنت المدللة ..
( قنتي Gintee ( هي ليست مرحلة ثابتة ولكن في بعض النخيل يظهر نضوج مبكر للثمر فتجد حبة صغيرة اخذت اللون الاصفر او الاحمر من بين ( القلوو ) ويتباهي من الاطفال من يجدها ودائماً لا يأكلها إلا بعد رؤيتها من شهود حتى يثبت له الاسبقية ويتفاخر بها طول العام .. ويشبه البنت الجميلة ( بالقنتي ) لانها تكون ظاهرة وسط اخواتها ويمكن رؤية ( قنتي ) بين الثمر الاخضر بسهولة .
هوان قيلي Howan Gailiah ودائما ما تكون في النخيل التي ثمارها حمراء مثل ( الكرش الاحمر) او ( اوسميدان ) وهي فقط تكون حمراء ولكن بنفس طعم (القلوو ) وهي خادعة ولا تكون ناضحة بل تحمل صفات الثمرة الناضحة من الخارج .. حتى الشخص المنافق يسمى ( هاون قيلي ) .. لآنه يغريك بالشكل الخارجي فقط .. ولكن المحتوى غير مختلف ..
قوبوش ( Goboosh ) اولى مراحل النضوج الحقيقي لونه اصفر في بعض النخيل واحمر في البعض لذيذ الطعم في بعضها وبدون طعم محدد احياناً ولا تكون مرة إلا نادراً .. من اجمل الالوان في مراحل التمور .. ويشبه بها البنت ذات اللون الفاتح ( قوبوش ( ..
كوجي كول ( Cougi Koal ) الرطب وتطلق على الثمرة التي تكون لينة حتى نصفها أو اكثر .. فإذا كانت لينة او مستوية حتى النهاية تكون ( كوريه ( Cooriah .. وهي مرحلة في بعض انواع النخيل وليست قاعدة ثابته كباقي المراحل ..
سوو ودا ( sowooda ) المرحلة قبل النهاية عندما يجف الرطب ويتضح الشكل النهائي للتمر وتأخذ درجة من الصلابة ..
شييه ( Shayiah ) التمر بالشكل النهائي ويجب جمعها بسرعة حتى لا تتساقط ويضيع المحصول وهي مرحلة النضوج الكامل ولا بد من الانفصال عن الام ..

( قنتي Gintee ( هي ليست مرحلة ثابتة ولكن في بعض النخيل يظهر نضوج مبكر للثمر فتجد حبة صغيرة اخذت اللون الاصفر او الاحمر من بين ( القلوو ) ويتباهي من الاطفال من يجدها ودائماً لا يأكلها إلا بعد رؤيتها من شهود حتى يثبت له الاسبقية ويتفاخر بها طول العام ..
ويشبه البنت الجميلة ( بالقنتي ) لانها تكون ظاهرة وسط اخواتها ويمكن رؤية ( قنتي ) بين الثمر الاخضر بسهولة ...

.................,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,.......................

بما انك يا استاذ علي بتقول ان المسميات دي بالدنقلاوية.. فهل " القنتي" Gintee هي نفس الـ " فنتي " Fintee بالمحسية..عشان نحن بنقول
للتمر الناضج " فنتي" ...

انا ما زلت بعيدة عن مرابعي.. لكننا متابعين متابعة لصيقة...ولنا عودة..
والله يديك الصحة والعافية

متابعة لصيقة لهذه السياحة المدهشة
يا عزيزي تستحق أكثر من الإشادة بهذا العمل المكرب
المادة تحتوي على معلومات قيمة كما إن أسلوب عرضها وصياغتها مدهش
لك مني الشكر والتحايا مثنى وثلاث ورباع




كنا نحيي أصدقاءنا النوبة في اتبرا الثانوية بعبارات لم نكن نعرفها: هيكرفي، ويافينا .. فقط أخدنها منهم شفاهة

Quote: ما انك يا استاذ علي بتقول ان المسميات دي بالدنقلاوية.. فهل " القنتي" Gintee هي نفس الـ " فنتي " Fintee بالمحسية..عشان نحن بنقول للتمر الناضج " فنتي" ... انا ما زلت بعيدة عن مرابعي.. لكننا متابعين متابعة لصيقة...ولنا عودة.. والله يديك الصحة والعافية

الاستاذة اميرة مسكافمي ..
الفرق لا يكاد أن يذكر حوالي (75%) مشتركة إلا البعض
وهذه الخاصية أعطت للغة النوبية عمق وثراء ليس له حدود
هناك تكامل وعمق عندما تريد تأصيل أي كلمة نوبية من العربية
وإخوانا الشايقية المفردات المؤخوذة من النوبية هي من الدنقلاوية .. طبعاً بحكم الجوار والتواصل
وكمان أهلنا البديرية لعبوا دور مهم ووسيط لهذا التواصل وإنتشار المفردات النوبية

بحث طويل ..

التحية أيتها الأصيلة .. وتحياتي لبنت أتبرا

Quote: متابعة لصيقة لهذه السياحة المدهشة يا عزيزي تستحق أكثر من الإشادة بهذا العمل المكرب المادة تحتوي على معلومات قيمة كما إن أسلوب عرضها وصياغتها مدهش لك مني الشكر والتحايا مثنى وثلاث ورباع كنا نحيي أصدقاءنا النوبة في اتبرا الثانوية بعبارات لم نكن نعرفها: هيكرفي، ويافينا .. فقط أخدنها منهم شفاهة

يا سلام .. الرائع بدرالدين .. هذا يدل على جمال دواخلك .. لأنك تحب التأصيل والأصالة
محاولات متواضعة أخي بدرالدين لجمع هذا التراث فهو هدية لكل الوطن ..
ويشرفني حضورك ومداخلاتك بل وتشجعني إلى المزيد من البحث

هذه العبارات عمقها تعبير عن المحبة والود ( كيف حالك .. وكيف صحتك )

محبتي بلا حدود .. وتقديري وتحياتي ..

والحاجة الغريبة يا استاذ علي ، ورغما انك بتقول ان 75 % من الكلمات مشتركة بين الدنقلاوية والمحسية، لكني
عندما اسافر للبلد وتقوم حبوبتي ، والدة والدي، و والتي تتحدث المحسية والدنقلاوية بطلاقة، تقوم تتكلم بالدنقلاوية
لا افهم منها ولا كلمة.. ربما عشان هي بتتكلم بسرعة الصاروخ.. لكن عندما تتكلم المحسية كلامها يكون مفهوم وواضح
.. وعندي نية اقوم ببحث عن اللغة الدنقلاوية دي جات من وين.. وهل اصل اللغتين، المحسية والدنقلاوية واحد ومن نفس المصدر
وبعد ذلك تحورت الكلمات عند المحس او الدناقلة بحكم البيئة العايشين فيها.... ولنا عودة...
والله يديك الصحة والعافية

Quote: والحاجة الغريبة يا استاذ علي ، ورغما انك بتقول ان 75 % من الكلمات مشتركة بين الدنقلاوية والمحسية، لكني عندما اسافر للبلد وتقوم حبوبتي ، والدة والدي، و والتي تتحدث المحسية والدنقلاوية بطلاقة، تقوم تتكلم بالدنقلاوية لا افهم منها ولا كلمة.. ربما عشان هي بتتكلم بسرعة الصاروخ.. لكن عندما تتكلم المحسية كلامها يكون مفهوم وواضح

الاستاذة أميرة .. نفس مداخلتك تكررت معي هنا في جدة ..
كان سعي الدائم في الليالي التراثية هو تقريب شقي اللغة ( الاندادي والمحسية ) فكان الحديث عن الراحل وردي رحمه الله ..
ومحمد وردي عبقريته مشهودة لديه بعض العبارات التي تعتبر من عمق القيم النوبية لفظاً وسلوكاً وثقافة .. فكانت ( أغنية كرولي نوقولي )
والعبارة هي ( إرتا دوش كاقلييه .. إربمو سودلييه ) بالمحسية
بالدنقلاوية الاندادي ( أر كاقا دوش ترا .. ) ..
هي اللغة متشابهة لدرجة كبيرة جداً ولكن سرعة النطق والتنغيم حسب المناطقية النوبية تعقد الأمور قليلاً ولكن بالنسبة لنا لا صعوبة فيها ..

والمقصود من العبارة أن وردي يقول بلسان محب لحبيبته ( إنت البنت البكر .. وتطلقين الكلام على عواهنه وبحسن نية )
والمعروف لدينا في المجتمع النوبي أن البنت البكر دائماً ما تتمتع بسحن النية ونظافة الدواخل وكما يقول المصريين ( اللي في قلبها على لسانها ) .. وهذا
ظاهر جداً في وصف وردي ( إيبرموا سودلييه ) لأن ( Sod ) النوبية ( السقوط سهواً او بدون قصد ) ويقصد به الكلام الذي يخرج من غير قصد وبحسن نية
وهذا نوع من الجمال الداخلي الذي رفع من شأنه وردي ..

كانت في مقام وتتحمل عناء المنزل في المطبخ وغيره .. فكانت تتنازل عن حقوقها لمن أصغر منها
سناً من الاخوات .. فمن القيم النوبية اعلاء شأن التضحية والايثار للاخرين .. فهكذا وصف وردي تلك الحبيبة بعيداً من الغزل الحسي الرخيص والسياحة الجسدية
فهكذا كانت البكرية ( البنت البكر) نموذج من التضحية والايثار ..

الله الله على هؤلاء النوبيين ( ووووو نوبا )

سوف آتي بنموذج عملي لهذه الشخصية .. هي أختى فاطمة .. حفظها الله وأمد في عمرها ..

أذكر انني كنت يافعاً عند اول مناسبة زواج في منزلنا وهي زواج اختي فاطمة التي كانت ترعاني وتهتم بشئوني اكثر من الوالدة وكنت متعلقاً بها ألازمها احياناً في بعض المشاوير القريبة لزوم الحراسة الرجالية .. فجأة لاحظت أن اختي لم تعد كما في السابق فقد اصحبت مرتبكة شاردة الذهن كثيرة الهمس مع رفيقاتها تتخلل احاديثهن الغامضة ابتسامات خجولة وتبادل اللكمات الخفيفة لظهور بعضهن على سبيل المداعبة .. وبدأت تهتم اكثر في ترتيب مقتنياتها من بروش الزينة ولياسة المنزل وطلائه باللون الابيض (الجير) بمساعدة مجموعة من رفيقاتها.. وغير بعيد وفي ظل شجرة النيم حيث البروش الكبيرة ( سرو نبد ) واكياس من القمح تفرغ عليها .. وجاءت العمات والخالات في حملة نظافة العيش وبدأن في انشاد المدائح ( السلاد) التي تردد في مثل هذه المناسبات وخاصة المدحة المشهورة ( النبي عبدالله نتود) .. عندها عرفت ان هناك مناسبة زواج في بيتنا .. غابت اختي من منزلنا ولا أكاد أراها كما في السابق لقد أخذوها الى خلوة خاصة ( بوكر كا ) لزوم التجميل والمكياج من المشاطة والحنة .. الخ . وخصصت غرفة كاملة في بيتنا لاقامة العريس القادم وتم فرشها وتزيينها بالبروش التي قضت اختي زمناً طويلاً في تجهيزها لعرضها في هذا اليوم المنتظر واشهرها ذلك البرش المطرز بالنقوش والذي كان يسمى ( بلال تركييه ) وهو ما يتكيء عليه العريس اثناء جلساته .. بعد أيام من التجهيزات جاء اليوم الموعود وزفة العريس الى باب منزلنا .. عشرات الناس من كل الاعمار وهم يرددون الازاهيج ويهزون بجريد النخل كفأل خير ويتبادلون رش العطور والزغاريد حتى استقر بهم المقام داخل الحوش .. وفي الجزء الآخر احضرت فاطمة من مخبئها تصحبها رفيقاتها وتقودها تلك المشاطة ذات الشخصية القوية والكلمة النافذه على الجميع .. ووقفت فاطمة وسط الجمع من النساء تكاد تذوب من الخجل وقد توشحت بتلك الاثواب الفاخرة من ( الفركة والقرمصيص ) وبدأت مراسم ( النومكيرد ) وهي تعطير العروس وتجهيزها للدخول على عريسها .. بعدها لم اشاهد اختى الا بعد اسبوعين تقريباً لأنها كانت تغطي وجهها وهي معزولة مع زميلاتها في جزء خاص بهم لقد تغيرت فاطمة واصبحت في غاية الجمال والروعة وكأنها ملاك وازدادت حياءاً ووقاراً لم تعد تركض خلفي كما كان في السابق ولا ترفع صوتها لتزجرني اذا تجاوزت حد اللياقة .. واكتملت الصورة يوم ان جاءت تلك المرأة من غرب النيل بأدواتها الى منزلنا لزوم ( دق الشلوفة ) وقد كنت هناك اشاهد ذلك المنظر المقزز كمية من الابر مثبتة مع بعضها كأسنان المشط وتسيل كمية الدماء وهناك طحين اسود في زجاجات لتلوين الشفاه وبعد ايام من المعاناة رأيت ان فاطمة اضيفت لها قيمة اخرى من قيم الجمال آنذاك .. أما فقد صارت هذه الممارسات ذكرى جميلة لاخواتنا وامهاتنا من ذلك الجيل الذي كان يستحي من ذكر اسم الزوج حتى بعد وفاته وكانت تنادي عليه فقط بكلمة ( هووي) .. هذه ليست ملاحظة تسجل على بناتنا من جيل الحداثة والعولمة ولكن هي فرصة لتوثيق هذا التراث من الاندثار .

والى المزيد

ذكرياتنا مع قدوم رمضان .. في مثل هذا الوقت زمان

===============================

قبل حلول الشهر الكريم .. كانت الاستعدادت تجري من وقت مبكر جداً خاصة من جانب الامهات .. اول تلك المهمة طبعاً هي البحث عن نوع معين من الذرة الجيدة والممتازة ( بلدي ) او ( ما يسمى بالذرة البيضاء ) وبالدنقلاوية ( مريه ارو ) او ( مريه دوقدوق ) ايام كانت زراعة الذرة منتشرة عندنا وقد ضاعت بذور هذا النوع من الذرة عندما جاءت انواع من التقاوي المضروبة ايام حكومة نميري .. اذكر جيداً كيف كانت الوالدة واختي الكبيرة يجهزون الذرة بالغسيل وابقائها في الماء لفترات معروفة .. ثم يتم عمل الزريعة ( هذا تقريباً هو الاسم العربي وبالدنقلاوية .. إلتي illti ) بعد ذلك يتم فرش الذرة في عنقريب داخل الغرفة او المستودع (ارين كا ) ويفرش على العنقريب في الغالب شوالات كأرضية او فرش للذرة وتقرش الذره داخل الغرفة ( للاحتفاظ بالرطوبة للانبات ) ولكن ما لفت نظري واثارني كي ابحث عن السبب حتى يومنا هذا .. هو .. ( ورق العشر ) والعشر ( هبد habid ) كما هو معروف نبات بري مقاوم للحشرات ومقاوم للبكتيريا بدرجة عالية ( تماماً زي المطهر حالياً ) .. وقد ادركت ان اهلنا كان لهم ذكاء وموروث لا يستهان ومعرفة بخصائص النباتات .. ولم يكن عشوائياً استخدام ( صفق العشر ) لتغطية الذرة بطبقة عازلة ورطبة مع الحرص على عدم التخمير والتعفن وهو سبب مقنع وعلمي رغم توفرالبدائل من النباتات ورغم ان العشر كان يعتبر من النباتات غير المحببة لاهلنا .. فإذن فإن ( اوراق العشر ) هي الحل وهذه الاوراق خضراء جداً ورطبة جداً ولا تجف بسرعة واذا جفت لا تتخمر ابداً فكان السر وراء عدم نمو البكتيريا الخبيثة واتلاف الذرة .. وطبعأً السبب يرجع لتلك المادة البيضاء التي تمتاز بشدة المرارة والطعم اللاذع ( لبن العشر) وبدنقلاوية (هبد نجي) .. بعد عدة ايام تنبت الذرة لدرجة معينة ثم تجمع للطحين وهي المادة الرئيسية في صناعة ( حلومر) او ( بريه قيليه ) .. وعملية عواسة الابريه كانت تتم في شكل نفير (فزع) في الغالب مهمة الشابات وعلى الامهات المراقبة وتحديد المقادير .. وابداء الملاحظات والتدريب لبعض الفتيات حتى تتعلمن المهنة ( وكيف لا وهي زوجة وام المستقبل ) .. تأتي كل واحدة حاملة على رأسها (الدوكة) او ( ديو) بالدنقلاوية وينتقلن من منزل الى آخر حتى اتمام العملية .. اجمل شيء هو أنه كان لرمضان لون وطعم ورائحة .. كانت الانوف تمتليء برائحة الحلومر التي تغطي كل اجواء القرية وهذه كانت احدى ارهاصات قدوم الشهر

تي قير ..
( مابتحش قش التناقر) رحم الله إسماعيل


هنا لابد لنا ان نعرف معنى ( التناقير ) ومفردها (تي قير ) والمعنى هو (الطريق الذي تسلكه الابقار عندما ترد الماء في النهر ) وكلمة تي هي البقرة و قير بالنوبية الدنقلاوية هي الطريق او الدرب .. والمعنى يمكن ان يكون ( درب الابقار ) .. وهذا الطريق ضيق لا يسع إلا من راكب حمار او شخصان متجانبان ويقع هذا الطريق دائماً ما بين الجدول الرئيسي للساقية ( الجدول الضكر ) او ( ما لتي ننودي ) بالدنقلاوية وبين الزراعة ويظهر الطريق انه محفور او يبدو كجدول من كثرة استخدامه ( من الطالعين والنازلين من النهر واليه ) فغالباً ما يكون ملوثاً بروث الابقار والحمير والاغنام ويكون ايضاً مغطى بالحشائش لأنه بمحاذاة آخر ( تكناد) من الحقل فتتسرب اليها المياه من الاحواض ، ومثل هذا الطريق يخضع لمثياق الشرف الغير مكتوب بين اصحاب السواقي ليكون المنفذ لأهل القرية الى النيل ولا يستطيع صاحب الساقية منع أي شخص من المرور إلا في حالة ثبوت اعتداء الدابة التي يركبها على الزراعة وغالباً ما تثار المشاكل مع اصحاب الابل لأنها صعبة الكنترول وخطفة واحدة من الابل تذهب بعدد ضخم من سياق الذرة او القمح .. هذا التعريف المختصر عن ( تينقير / تي قير ) ..
ما تحش قش التناقير ..
لأن قش التناقير كما ذكرت ملوثة ببقايا الحيوانات وكثير من الحيوانات لا تأكل هذا القش بالوضوح فإن هذا النوع من القش يقوم بحشه فقط من ليس لهم سواقي أو أملاك او اطيان وهي رمزية او كناية عن الشخص الذي لا اساس له في القرية او لا يملك ارض ينتمي اليها لأنه في هذه الحالة يكون محكوماً بالتحرك من خلال مساحات محددة لا خيار فيها .. واسماعيل يريد ان يقول ان حبيبته هي ذات اصل وفصل وكيان

النوبيون يجنحون للسلم ( مثال خليل فرح )

حتى شاعر الامة خليل فرح .. أراد أن يجاري الاخرين في شعر الحماسة والفخر ولكن طبيعة الخليل السلمية والبيئة التي نشأ فيها خليل لم تسعفه كثيراً في لمعالجة هذا النوع من الشعر لأن البيئة في الشمال مختلفة ولم تكن هذه الممارسات من مكونات تلك الحاضنة .. فالقوة الجسدية والمعركة الحقيقية كانت مع الارض لانتاج الزرع والضرع والاكتفاء ولا بأس من الفائض ولا ننسى المعركة الابدية مع النيل ايام الفيضان .. فهناك مجتمعات طبيعتها تجبر الانسان على اتباع نوع الغلظة ومعرفة بفنون القتال والدفاع عن سربه من المعتدين وهنا اختلاف القيم ما بين السلمية والعدوانية .. واحسب ان خليل لم يتناول هذا النوع من الشعر بجدية وبالأخص عندما أراد أن يجاري زملاءه من الشعراء عندما اراد يفتخر بأهله ، لأن النوبة توقفوا عن الحروب والغزوات من معركة ( رماة الحدق ) وأنكفأوا الى مجتمع مسالم ، واصبح المجتمع خالي من كل أدوات القتل والقهر والحرب إلا معاول البناء والزراعة ( طورية ، سواسوق ، نورج .. ) .. فكان من المستهجن ( سكين الضراع) او حتى حمل العكاز إلا لمن يتوكأ عليه .. كانت البنادق فقط مرخصة لبعض كبار القوم ( العمد والمشايخ) وهي بنادق صيد ..
وكمثال هنا بعض الابيات التي قالها في اخاه بدري :
أبواتكم ملوك من أرقو لي سكّوت
وكان دمّ الرّجال ليهم شراب ومقوت
غرب صيصاب جيوشُهم ذلّت الجبروت
كتلوا الجرْدة وفيها سوّوا الفوت

وهنا يفتخر بأصله :

إنِحْنا المحس يَحْسِن وِليدنا حتوفُو
متّحمل جبال الواقعة ساندة كتوفُو
نارُو بِتوقد الغيرة وتناجي ضيوفُو
فرّة سِنُّو في دارُو تحاكي سيوفُو

نواصل .. إلى المزيد

مواصلة للسلم المجتمعي النوبي ومثال الخليل اعلاه الذي لم يجيد شعر الحماسة والقتال لأن ذلك ليس من ثقافته :

فالنوبيون منذ معركة رماة الحدق والكر الفر خلال عقود طويلة من الحروب وصلوا حتى اعالي مصر وهزموا الاشوريين وحرروا اورشليم ( القدس ) حالياً وحتى هنا تجد النفحة النوبية ( أور ... سليم ) أور هو الملك او الزعيم ( الملك سليم ) وتنطق ( شليم ) لشنشنة اللغة العبرية .. وعند التشبع من هنات الحروب وانتكاساتها ونشوة انتصارتها التي لا تدوم إلا للحظات ثم يستحضر الانسان لوحات من الدماء والعذابات والقروح التي لا تتماشى مع الصفة الانسانية وفلسفة خلق الانسان ووجوده لاعمار الكون وتطوير ذاته وصفاته فلا يمكن ان يكون الانسان مثل قطعة حجر يحتفظ بشكله وصفاته السالبة والموجبة لملايين السنين حتى يفنى هذا الكون .. فكان اكتشاف الانسان النوبي بفعل التأمل ان هناك قوة كامنة في الانسان اشد فتكاً للظلم والجهل والقهر من اي سلاح فكان نبذ العنف بالسلوك الانساني التلقائي ومقابلة الشر بالخير والرجوع الى قيم الانسان والتأمل في هذا الكون وما وراء هذه الطبيعة قوة تدفع نحو الخير وتم تأطير الفكرة بمكارم الديانات وان هذا الكون لا يستقيم بل ولا يعطي ريعه الاقتصادي كخير لبقاء الفرد ورخاءه إلا اذا تعامل معه الانسان بالقيم الطبيعة التي غرسها الخالق فيه فكان اكتشاف القوة الخفية التي غذت الاوراح بكل القوة المادية القيمية السلوك التي بدت للآخر وبأنها قوة لا تقهر تنحني لها قوة المادية القاهرة من الاسلحة وادوات الدمار والحرب وجعلت هذه القوة تستوعب كل موجات التجبر والغطرسة الفوقية لذلك الزمان فإستخلصت منها القيم ومكارم الاخلاق ورفعت من قيمة الانسان وحياة الانسان كمعمر لهذا الكون البديع فأبدع في الصناعة والطب والمعمار فهضم كل قادم اليه حتى لو كان وحشاً كاسراً فروضه وقلم اظافره وأدخله في دائرة الانسانية .. فأصبح المكان عبارة عن جغرافيا آمنه لا تسمع فيها غلظة او قعقعة سلاح او دمار او تطهير او نزح لا إرادي ، ومن تشبع بهذه القيم فإن كل مخرجات ثقافته سوف تكون على هذه الشاكلة ، ومن هذه المقدمة ندخل الى سياق الشعر النوبي ومضمونه من القيم الانسانية التي تدعو الى حب والوئام بل اصبح الامن والامان من ابجديات الحياة ، فلا تجد في محتوى الغناء وكلماته ومعانيه قتل وتنكيل وتهميش للآخر فمن هنا رسالتي الاخرى ، هي نشر قيم التسامح والفضيلة والتي هي عمق كل الديانات السماوية ، فهذه الاغاني التي تردد اليوم أغاني الحماسة التي تدعو الى تجييش والحرب لا بد من تخفيض نبرتها قليلاً وبالفعل بدأت اشعر انها بدأت تخف كثيراً عن الماضي لأنها لا تدعو الى ما فيه خير الانسان ولا تحترم حياة البشر والشجر والحيوان ..الخ ،

هي دي الليبرالية المحببة إلى نفس .. زمان كانت ممارسات عادية أصبحت اليوم فيها الكثير من القول ..

كتابة المصاحف يدوياً قد انقرضت .. لأن الخط الذي يكتب به لايمكن تصنيفه مع الخطوط العربية المعتادة بأسمائها .. وفي اجازتي إجازاتي السابقة كنت أجلس عند عمنا الشيخ ( محمد فقير احمد بدري رحمه الله وهو من سليل الشيخ عووضة القارح ) كان آنذاك فوق الثمانين .. يقرأ ويكتب بدون نظارات والورق الذي يكتب عليه المصحف هو نوع خاص يتطوع البعض لاحضاره له من مصر حتى في مصر في مكتبات معينة يعرفها هو بالاسم .. عندما تجلس عند الشيخ محمد فقير وهو يكتب المصحف يأخذك الى عالم آخر وكأنك في فترة العهد الوسيط من الحكم الاسلامي .. لديه عشرات الانواع من الاقلام ( الريشة ) وهي معروفة لجيلنا من ايام المدارس الوسطى .. وانواع من الاحبار ( الحبر الرئيسي _ اسود اللون _ خاص جداً وهناك حبر احمر للتشكيل ) وأقلام اخرى لعمل الاطار للصفحة .. واتذكر ان عمنا هذا يمارس هذه المهنة او هي هواية بالنسبة له منذ فترة طويلة جداً وخاصة هو ممن درسوا في الازهر .. وكتب العديد من المصاحف للادارسة وكان يحظى برعاية من السيد / محمد الحسن الادريسي رحمه الله .. كم هو عمل دقيق يحتاج الى موهبة ومهارة عالية وشيخنا عندما تراه يكتب يكون مندمجاً بكل وجدانه .. حيث يرسم الحروف والتشكيل بقدر معلوم ويكتب بعض الحروف من يسار الى اليمين وترى الحرف بنفس الحجم في كل صفحة من صفحات المخطوطة .. ومن امتع اللحظات عندما يشكل الكلمة وخاصة ( الشدة ) تجزم انك امام عازف سيمفونية رائعة ..

لفد كان عمنا محمد فقير هو امام مسجدنا .. ومعروف عنه انه كان غير متزمت ( الفقرا زمان ) وخاصة الازهريين منهم .. كان عمنا عفوي ومحبوب من الجميع .. بعد فطور رمضان كان الرجل يتكأ بطريقة مميزة في البرش خالفاً ساقيه .. حتى اذا وجد مدخناً ( مع ملاحظة ان التدخين امام المسجد وفي فرشة رمضان او حتى داخل حوش المسجد كان غير مستجهن وكأن السجاير مثل الاكل والشرب ) ولم نسمع فيه اي إفتاء ذلك الزمان .. وما أن يشم عمنا رائحة الدخان حتى ينادي .. يا أخواني بالله سيجارة عشان نهضم .. وكان ذلك في رمضان وبعد فطور فقط .. وكان المحتج الوحيد هو عمنا حسن صابر رحمه الله حيث عمل في السعودية لفترات طويلة .. ولكن لا احد كان يتجاوب معه وكأن الرجل يأذن في مالطا

مسرى شهر فصل الصيف القائظ والدميرة .. موسم كله زهج ..
ليله أجمل .. سماء صافية .. نجوم ساطعة ..

فقون .. الصيف بالمحسية .. بقون .. الصيف بالدنقلاوية ..

مسرن بقون .. هل عرفتم معنى هذا .. مسرى هو شهر من شهور القبطية شهر الدميرة والحر الشديد .. ويتم فيه شتل النخيل مع أن النخلة يمكن شتلها في أي وقت ولكن يحبذ الصمد هذا الشهر
.. ( إصفرار القصب .. وحش المكادة .. بالمناسبة المكادة بتستوي في الجروف خلال 55 يوم فقط والمزارع الشاطر يمكن أن يزرعها ثلاث مرات في السنة .. وهناك أشياء كثيرة يمكن ان أوردها لاحقاً .. )

بقون : هو فصل الصيف بالدنقلاوية و ( فقون) بالمحسية .. ويقال أن النجوم تستطع في الصيف وتبرز كل جمالها من الصفاء والضياء
ويمكن مشاهدة كل النجوم بالعين المجردة وانت مستلقي داخل الحوش حتى البنت عندما تكون جميلة العينين يتم تشبيهها بنجمة الصيف ويقال ( بقون وسي كودل ) نجم الصيف المضيء ..
يا جماعة والله لغتنا دي أجمل منها ما في وبنوتنا برضهن جميلات .. وكذلك في المحسية في غناء وردي ( فقون ونجي كودارتو ) وهو نفس التشبيه السابق .. ووردي طبعاً كان نوبي موغل في التراث ورموزه رحمه الله ..

مسرن بقون معناه ( صيف شهر مسرى) وفي هذا الشهر وفي وأوجه يعاني الناس كثيراً خاصة في منتصف النهاء ولكن تتخلله أحياناً نسمة باردة ( ولوتي ) ويتغير الهواء في جزء من اليوم الى عدة إتحاهات أنقطاع تام
حتى لا تري أغصان الشجرة تتحرك الى التيار الغالب ( النو) ثم ( غربي ) وأحيانا ( شرقي ) والصلاح نادر لذا كان معظم جلوسنا زمان أمام البيت في ظل أشجار اللبخ والنيم
حيث جلسات السمر النهارية خاصة والمزارعون في إجازة ( جاد الحال ) والوجبات في نفس المكان حتى العشاء ... حيث النوادر الحلوة والحكايات الجميلة ...

حليل زمان .. ولكن مثل هذه الجلسات مازالت إلى يومنا هذا

حكاوي عن الدفوفة عاصمة كوش ( كرمه ) وشارلي بونيه عام الاثار .. الذي أحب كوش لدرجة العبادة ..

في السابق كان ينظر الى الدفوفة انها منطقة مهجورة تروى عنها حكايات واساطير غريبة وان سكانها من الجن وهي تجلب الاذى واللعنة لمن يقترب منها .. وتقول الاسطورة ان الدفوفة كانت داخل كرمة ومسكونة من قبل سيدة شريرة اسمها ( فاطنة دفوفة ) .. ولأنها تمادت في ايذاء جيرانها فقد وجدت ذات صباح مسكنها خارج نطاق القرية واصبحت معزولة تماماً عن كرمة .. وظلت هذه الاسطورة تثير الرعب في نفس كل من يقترب من الدفوفة .. حتى جاءها العالم السويسري ( شارل بونيه ) مكتشف آثار الكوشيين .. وعرف الناس ان هذه الاثار هي عزهم ومجدهم وانهم ابناء أقوام ساهموا بالعلم والمعرفة في بناء الحضارة الانسانية .. وتغيرت نظرة الناس تجاه الدفوفة كما إزداد احترامهم وتقديرهم للبعثات الاوربية .. ونشأ نوع من التواصل والتقارب بين اهلنا واعضاء هذه البعثات وخاصة مدير اعمال الحملة وهو استكلندي الجنسية ( جون ) .. لقد اندمج جون في مجتمع قريتنا بصورة تدعو للدهشة يجالس الناس يتبادل معهم الاحاديث وكان يجيد العربية افضل من كثير من أهلنا .. وبحكم عمله في تجهيز المواد التموينية للحملة فقد كان في تعامل مباشر مع بائعات البيض والدجاج في سوق البرقيق ( كمبو السوق ) مما جعل علاقة بينه وبين أهلنا وثيقة جداً .. كنت أراقب ( جون ) وهو يساوم في اسعار الدجاج ويدخل يديه بين ريشها ليتأكد من حجمها ووزنها وتسمع منه عبارات مثل ( يفتح الله ) ومن خلفه عمنا ( ود بشير ) مرافقه الخاص وهو يحمل اناء مملوء بالماء لتجربة البيض وفرز الصالح والطالح منه وعندما يشتد النقاش والمساومة بين جون والباعة ينفجر عمنا ( ود بشير ) في نوبة من الضحك حتى تظهر نواجذه الصدأة من آثار ( التمباك ) بل ويتعدى ذلك احياناً للعب دور الوسيط غير النزيه لصالح الخواجة جون مما يعرضه الى مواجهة من بائعات البيض .. وكان جون يلفت الانظار بمجرد دخوله الى السوق بقامته الفارعة ونظارته السوداء وزيه المميز ( عراقي وسروال ) وكان كثير الاعجاب بالمنتجات الزارعية التي تجلب الى سوق البرقيق من مزارع اخواننا الصعايدة في منطقة امبابة بوادي الخليل وخاصة الخضروات الشتوية مثل ( الجزر والبنجر ) جازماً ان هذه النوعية من الخضار من حيث الجودة والطعم غير متوفرة في اي مكان آخر الا في سوق البرقيق .. لم يقتصر اجتماعيات جون على السوق فقط ولكن امتدت لجلسات الانس في القرية وله مناظرات مع ( محمد مركب ) وهو من اشهر مساعدي اللواري في المنطقة وكان ( مركب ) يطلق الكلام على عواهنه لأنه غالباً ما كان خارج الوعي بفعل اشياء يستخدمها .. واكثر ما يثير جون عندما يتحدث ( مركب ) عن المجتمع البريطاني حسب مفهمومة المتواضع وعالمه الخاص ويكرر جملته المعهودة ( يا جون .. قالوا في بلدكم .. مافي بوليس .. والواحد بيعمل على كيفو ) وينهض جون ثائراً وكأنه اصيب في كرامة بلده ويأتي دورنا لنشرح لجون مؤهلات ( مركب ) ومستوى فهمه واداركه للحياة .. عندها يبتسم الرجل ويربت على كتف ( مركب ) التائه في عالمه اللامحدود .. لم يكن جون يتحفظ في تناول الوجبات المحلية وكان يحبذ تناول الفول ولكن مشكلته كانت تكمن في طريقة الاكل التي تبدو وكأنه يخوض معركة حقيقية ومواجهة بكلتا يديه .. هكذا دخل جون في قلوب اهلنا كما كان يدخل بيوتنا ويحضر المناسبات .. وأكثر ما كان يستمتع به هو حضوره جلسات ليالي الشتاء مع ( مركب ) وشلته وهم متحلقون حول مدفأة النار وسط الغرفة .. ولا مانع لديه من تناول قرعة من الدكاي او النبيذ المعتق .. فطابت الاقامة للخواجة جون بيننا الى ان غادر المنطقة مخلفاً أجمل الذكريات التي مازال صداها في العمق وأكاد أستحضر تلك العبارة التي كان يرددها دائما ( مركب قال .. النار فاكهة الشتاء ) .. حقاً كان جون فاكهة ذلك المجتمع البسيط ..

ثقافة رفيعة المستوى وثقافة ثرة عن آثار النوبة وحضاراتها وتقاليدها وعاداتها وباسلوب جاذب
ومفيد جدا..
وفي غياب النوبية بت مصطفى مرينا عشان نحي هذا العمل الجميل .. و اظنها الآن وهي في اجازة في نفس هذه المناطق التي تحكي عنها
تعيش هذه التفاصيل على ارض الواقع,,,
ودمت بخير وصحة وعافية .. ونرجو الاستمرار في هذا السفر التاريخي الثقافي الجغرافي الاجتماعي الأنيق والرائع...
بسمات الشيخ عبد الرحيم

Quote: ثقافة رفيعة المستوى وثقافة ثرة عن آثار النوبة وحضاراتها وتقاليدها وعاداتها وباسلوب جاذب ومفيد جدا.. وفي غياب النوبية بت مصطفى مرينا عشان نحي هذا العمل الجميل .. و اظنها الآن وهي في اجازة في نفس هذه المناطق التي تحكي عنها تعيش هذه التفاصيل على ارض الواقع,,, ودمت بخير وصحة وعافية .. ونرجو الاستمرار في هذا السفر التاريخي الثقافي الجغرافي الاجتماعي الأنيق والرائع... بسمات الشيخ عبد الرحيم

ياسلام أستاذة بسمات .. شهادة أعتز بها من كاتبة رائعة ومتمكنة ..
وأنا احييك وأحي الاستاذة أميرة .. أتمنى منها أن تزور منطقة النوبة ..
وخاصة الدفوفة في كرمة حيث حضارة كوش .. وتزور المعرض هناك ..

مثل هذه كلمات من إنسانة موهوبة في مقامك تجعلني أتسلق المستحيل ..

تحية بلاحدود ..

علي اخوي،
ياريت، ياريت، علي قول ترباس تعرف مدي اهمية وخطورة الانتا بتقول فيهو ده ياعزيزي، من حيث تاريخ ثقافتنا الكوشية "النوبية" كسودانيين!

تقريبا كل بوست من بوستاتك هنا بصب طوالي في قلب موضوع من مواضيع العراك مابين المؤرخين عن تاريخنا القديم، الما فاهمين التكتح لي روحم كاجانب او حتي افارقة اهلنا نشاو في الغرب، في الصراع الكوني الدائر حول ارثنا هذا، البمثل قضية الساعة تقريبا حول العالم في كل ما اتصل بالتاريخ القديم!!

ادناه نموذج فقط للمعارك الدايرة في الاسافير حول موضوع تاريخنا القديم:

+K Bashasha THIS NIGGER IS STILL BABBLING LIKE A RABID BABOON.
BUT HERE'S GOOD HUMOR FOR MY FANS:
KuKluxKnevial's latest stunt?
tried to jump 50 niggers with a steam roller.
Why don't niggers like blow jobs?
Niggers don't like ANY jobs!

How do you stop a nigger from drowning?
Take your foot off the back of his head.
NIGGERRRRRRRS AHAHAHHAHAHAHAH

اعلاه ده بريطاني واحد من عشرات بشبك معاهم يومي في موضوع تاريخ ثقافتنا، والمدهش انو ده تاريخ مش سياسة مثلا، بل تاريخ افارقة Negro تحديدا كما يحلو لهم مناداتنا، بالتالي لايهمهم في شئ، ولكن مدي اهتمام العالم الخارجي بي تاريخنا تحديدا شئ مذهل حقيقة او خارق للعادة من حيث الاهتمام!

لاحظ هم البجونا او مش انا مثلا البمشي محلاتم!!

ثق تماما خلاصة كلامك هنا، شئ قديم، قديم، يعود بعض منه لبداية حياة البشر في شكل مجتمع بشري منظم!

نعم تحديدا موضوع الحيوانات البمثل العمود الفقري للبعد الروحي في ثقافتنا!

موضوع السمك ده يا سبحانه عجيب بحق!

في فترة في تاريخنا القديم اي منذ الاف السنين اكلو كان محرم، كما الخنزير اليوم، لا ادري لماذا!!

لو لقيت فرصة بالله اتكلم لينا عن ال"ككندارة" اي الخنفسانة الاخذت حيز ضخم جدا جدا في مرجعية ثقافتنا الروحية.

عزيزي القارئ موضوع الحيوانات ده محتاج لمجلدات للخوض فيهو، او عشان كده بتحاشي ابتسرو لوحاولت اقول حاجة بي خصوصو هنا في سطرين، ولكن اعلم، كيف الترميز والرمزية مثل اساس اللغة حتي المكتوبة في حضارتنا!

نعم لغتنا المكتوبة اي الهيروغلوفية ما كانت لغة منطوقة ذات حروف او جمل او كده.

ابدا كانت رموز فقط، اساسا مرة اخري الحيوانات تحديدا، ثم الظواهر الطبيعية كماء النيل تحديدا.

قبل ما اواصل اذكر القارئ كيف الحيوانات مرتبطة في وعينا الحالي بالغابات والجنوب تحديدا كمثال.

نعم مافي غابات في نواحي دنقلا او حلفا وماشابه، ولكن كما اثبت العزيز علي، فالحيوانات، والاستخدام الترميذي للحيوانات بنلقاها حتي في صلوات كبارنا الي هذا التاريخ وهذا عجيب بحق!

ده بوري كيف حقيقة انسان السودان لم يحدث في مكونو الحضاري العتيق العريق تغيير يذكر!

ليه؟

لانو المركوز جوانا قديم جدا جدا، نعم ممتد لعشرات الالاف من السنين، وبالتالي لايمكن بضعة مئات من سنيين الغزو الثقافي الاجنبي تاثر فيهو بما يذكر!

المضحك الوهابية والخواجات ايضا، بفهمو الرمزية دي، كوثنية اوعبادة للحيوانات او الظواهر الطبيعية، وهذه مشكلة كبيرة جدا جدا، لانهم اي الخواجات هم الصاغو المادة المتداولة اليوم كتاريخ لينا، بالذات ما اتصل ب"الدين' بي فهمم، او بالتالي افسدو المعني تماما، بي اسقاطم لي تصوراتم المادية التجسميية علي ارث اصلا روحي، خالص الروحاية، ولايؤمن اصلا بي حاجة اسمها "مادة" نهائي!!

نعم اجدادنا امنو المادة تجلي مظهري خادع، فقط لي جوهر روحي!

يازول الحياة الدنيا هذه بي كل مافيها وماحوت، كانت عندهم مجرد وهم!!
عييييك!!

صعب الوهابي ولا الكنسي يفهم كلام زي ده!

انتظرو نهاية النظام الحالي البمثل خلاصة وذبدة ارث الغزو الاجنبي فينا جميعا، او حتشوفو براكم لو حييتو البعث القادم، الحيبدا بالتصوف كمدخل، حتي لو حصل انهيار مؤقت مرحلي لي شكل الدولة!

كل ما طول مشوار قلع هذا النظام، فاعلم القلع حيكون من جذور جذورو، كما تنبا الشهيد محمود.

أخوي بشاشا ..
صدقني لك عمق وقراءة علمية لما اسطره هنا للتوثيق .. ومثل قراءاتك هي التي نحتاج إليها لفهم تراثنا
وما راي الاخر فيه .. وأرجو أن يكون كل الاخوان الذين أنفتحت أمامهم السبل للوصول ذلك العالم آخر
أن يقدموا لنا رأي هؤلاء في تراثنا وتاريخنا .. ولأنني وأمثالنا كثيرون أحتكاكنا محدود بالاخر في أوربا
وأمريكا وغيرها من الدول .. إلا هؤلاء الزوار ( وبالمناسبة هم اصبحوا بالمئات ) في آونة الاخيرة يأتون إلى الدفوفة في كرمة
وهم لا يدخلون في أي نقاش أو حديث معنا .. فقط الزيارة والتصوير والتدوين .. وأهل المنطقة يكنون لهم الكثير من الاحترام والتقدير
والمساندة بقدر المستطاع ..

Quote: لو لقيت فرصة بالله اتكلم لينا عن ال"ككندارة" اي الخنفسانة الاخذت حيز ضخم جدا جدا في مرجعية ثقافتنا الروحية.

أستاذنا بشاشا لقد كتبت الكثير عن ( الككندارا ) وسوف أعيد كتابته هنا ..

أخي بشاشا .. كم أستفيد من مداخلاتك التي تقودني إلى نوع من العلمية وإستقراء الجانب الاخر من الموضوع ..

شكراً كثير على هذا التنوير والاضافة .. ومحبتي لك ..

نواصل ..

أستاذي بشاشا .. هذه بعض الخواطر كتبتها في وقت سابق عن ( الككندارا )

كم كانت فرحتنا ونحن في مقتبل العمر عندما نسمع عن مناسبة ولادة في القرية مستحضرين ذلك اليوم الذي كنا نرافق فيه اخواتنا وامهاتنا الى النيل وهو اليوم السابع من الولادة عندما يأخذون بعض المقتنيات من منزل الولادة ويتم غسلها في النيل وأخذ عينة من المياه لوضعها تحت سرير الام ولا بأس ايضاً من أخذ بعض المياه من المناطق العميقة من النيل لمسحه على جسد الطفل خاصة اذا كان المولود ذكراً .. ويبدو ان هذه الممارسات كانت موروثة من ايام الديانة المسيحية ولها علاقة بعادة التعميد بالغطس ومازال اسم السيد الغطاس يتردد في الكنائس الشرقية حتى اليوم كرتبة كنسية .. ومنذ عهد ما قبل الديانات فإن النوبة تتأصل فيهم خاصية التأمل في هذا الكون الواسع والطبيعة من حولهم فقد كان لهم اعتقاد بأن هناك قوى شريرة تتربص بهم فكان من جراء ذلك نشوء السحر كأحد نتائج هذا التأمل والتفكير في عالم اللامحسوس وقيل ان نبي الله موسى عليه سلام قد بعث فيهم لمحاربة السحر .. ومن آثار هذا الموروث ما يسمى ( الكبس ) وبدنقلاوية ( مشهرا ) وهي نتاج القوى الشريرة ولدرئها كانت تستخدم بعض التعاويذ مثل ( السوميت ) أصلها بدنقلاوية ( سومت ) وكذلك الجريتق وبدنقلاوية (جيرتي ) وكان اكثر انواع الخرز اهمية في هذه المجموعة هي ( الجعرانة ) وبالدنقلاوية (دورانج) وتسمى ايضا ( تين باب ) وتكون في شكل خنفساء والحكمة من اختيار هذا الشكل الخنفسائي لأن محيطها الخارجي يشبه مخطط القلب وهنا يتضح عمق المعني والرمز الايماني المتصل بالقلب وهذه دلالة على أن النوبة لم يتخذوا شكل الخنفساء عبثاً أو بدون مدلول وشكل الخنفساء موجود في الجداريات النوبية وكان هذا النوع من الخرز لا يوجد إلا في مناطق الاثرية كالدفوفة في كرمة حيث مهد الحضارة الكوشية واذكر اننا كنا نخرج في مجموعات للبحث عن هذا النوع من الخرز لننال بها رضا الامهات وإعجاب الاخوات ومن وجد واحدة منها كان يزف وكأنه فتى القبيلة الأول أما باقي انواع الخرز فهو (الكوفري) ويطلق على كل شيء قديم وتاريخي بما فيه آبار المياه القديمة (مترات) .. أما تلك المشغولات النحاسية المستديرة وهي في الغالب كانت عملات ومصكوكات تجلب من مصر ثم تضاف اليها زوائد لتعليقها حول الرقبة بالحرير الاحمر .. وتسمى هذه المجموعة ( هافيد ) وهي محرفة من كلمة العربية ( حفاظ ) ويقصد به حفظ المرء من الشرور وقد تطور هذا الرمز من المثلثات المعكوسة ابان الديانة اليهودية الى الصليب في العهد المسيحي ثم شكل الهلال في العهد الاسلامي ومازال هذا الهلال يزين جباه العرسان والاطفال عند الختان .. وتأملوا معي في شعر هذا النوبي البارع خليل فرح في اغنية عزة ( نشابي للنجوم وانا ضافر الهلال ) وفي اغنية اخرى يقول ( صافية كالدينار ) والدينار كان أيضاً من حلي الزينة الذي كان يتدلى على جباه الفتيات .. رحمك الله يا خليل وانت توثق لهذه الرموز الجمالية ..

نواصل ..
الزينة عند المرأة النوبية ..

العكش كان من أدوات التباهي بين الاناث في ذلك الزمان ، فالمرأة التي لديها العكش كانت دائماً تجلس حاسرة الرأس بين زميلاتها وتحاول ان تصطحب حديثها بحركات جسدية من الرأس والرقبة حتى تهتز هذه العكشات ، وتثير الغيرة في نفوس اخواتها (هي الانثى) وخاصة اذا كانت مسترسلة الشعر ولها ضفائر ( مساير) طويلة . وأنواعها : عكش الوقية والنصف والاصغير ( قمر بوبا ) ويطلق عليه ايضاً ( بيير ) معناه الاكبر او السيد او صاحب الجاه ( ويقال بروين بير ) او (اخو البنات) وقد انتقلت ( بيير ) الى البشر للدلالة والرمزية على الظهور والتميز ، وهذه المصوغات في الأصل على شكل ( هلال ) والهلال يرمز الى الاسلام وكما كان في العلم التركي المصري ، وقبل ذلك كله فان للنوبة اعتقاد في الكواكب والاقمار والنجوم ( أوون ) والى عهد قريب كانت الشعارات التي ترسم في المنازل في المناسبات هي الهلال رمز الاسلام والصليب او النجمة كفضيلة من فضائل الدين المسيحي ، ثم كان اسم ( هافد ) واحسب انها محرفة عن العربية لأن هذه الاشياء كانت تأتينا من مصر وأظن أن الاصل في مصر هو ( الحافظ ) ثم تحول الاسم عند النوبيين ( هافد) وهو اعتقاد بأن هذا الهلال الصغير حافظ للانسان من الاوراح الشريرة او العين والحسد ،

نموذج مواصفات الزوجة حسب إختيار الامهات ..
من خلال قراءة قصيدة الحردلو ( يا بنت يا نهيداتا يا دوب قايمين .. شالين تخا ورخا شايلين بنين بنات )
ليس هذا غزلاً ولن رمزية .. للخير والنماء ..

لنقرأ .. معاً ...

وكنت ما بين وصف شاعرنا جلال مراوارتي والمتفرد الحردلو .. واذكر انني تطرقت الى وصف جلال لتلك النوبية التي تحمل الماء من النيل الى حيث مشاتل النخيل وهي رمزية الحياة والاستقرار وجمال الانثى المجسدة في النخيل بكل معانيه والعطاء الذي لا يتوقف وتلك الجميلة التي تجلب الخير الى الخير .. ورذاذ الماء يتدفق على صدرها الناهد كرمز للانثى التي لا تتوقف عطاءها وهذه المكتنزة الصدر تماماً مثل تلك النخلة الممتلئة الساق وهي تحمل على اعطافها سبائط الخير والنماء .. هنا جاء الحردلو ليعمق في تلك الفلسفة والنظرة الجمالية المختلفة عن كل ما يثير الشهوات والغرائز السطحية فيقول :
يا بنت يا نهيداتا يادوب قايميين
شاليين تخا ورخا
شاليين بنين وبنات ..
ويقصد بالرخاء والتخاء .. أن هذه الانثى هي رمزية القوة والسواعد التي تخرج خيرات الارض .. هي الام هي الرضاعة هي الحليب هي الصحة هي العافية وهذا صدر الذي هام به هؤلاء صعاليك الشعر من اصحاب الادب الحسي كان لدى حردلو هو هذا الرمز .. فالقوة الجسدية للتربال هي الاهم في سبيل توفير الخير والنماء .. فالساقية كل اعمالها تحتاج الى قوة جسدية هائلة صيانتها وتحريك مكوناتها من الاخشاب الضحمة وفي الزراعة ومقاومة الفيضان .. فكان الوزن الخفيف ( من امثالنا فقط زول مرسال ) .. فالشاعر عندما يكون ابن بيئته يطلق الرمز والكلمة ويكون قد عايشها او سمعها او شعر بها من خلال تعامله مع المجتمع من حوله ( حبوبات وامهات وذات القربى .. وكذلك كبار السن ) .. وكانت تلك الانثى هي الزوجة النموذجية التي تبحث عنها الام لولدها من وسط بنات العائلة على الاعتبار ان الام هي الجينة الاساسية التي تورث ابنائها كل التفاصيل الظاهرة ما عدا النسب للاب ..

أستاذي أرتاوي تحياتي لك ولزوارك الأفاضل
بعد غياب لسنوات عن المنبر... شدتني رائحة الاناقة عبر نافذتك التي ظللت انتظرها طويلا... وكما عودتنا فهانذا اسحب مقعدا تحت شباك الجمال مستمتعا.
يازميل الزمن الجميل: لابد من حكاية عن التمساح فلي بحث في هذا الأمر- فضلا منك.
اسف لقطع استرسالك الأنيق.. ومع الآخرين أجلس مستمتعا بالحكي الأصيل.

أستاذنا كمال .. صحفي المبدع ..
شهادة وقلادة شرف اتوشح بها ..
كمال أمبس ..

سوف أقوم بالكتابة عن التمساح ..
هذا الحيوان رمز القوة والصرامة ..
حتى شاعر الجمال والرقة خليل فرح ذكره في جمالياته ( تحتو دابي كور )

قادم بالمزيد أخي كمال ..

أستاذنا كمال في عمق هذه الخاطرة سوف تجد .. رمزية التمساح لدى العامة ..
أشرت غلى نوعين من التمساح ( دابي السار ) .. ( أبكريك ) .. وفيه المزيد عن رمزية ( التمساح)


درجت وسائل الاعلام في الاحتفالات والمناسبات الوطنية والخاصة الى ترديد أغاني الحماسة حتى اصبحت تشنف الآذان ليل نهار، ورغم عدم معرفة شريحة من أهلنا النوبيين ببعض مفردات هذه القصائد إلا أن هناك معاني وقيم نوبية توشح هذه القصائد يرددها الاخرون ولا يعرفون مدلولها، فمثلاً القصيدة التي قيلت في عمدة الجعليين ( النميراب ) .. دابي السار الرسا .. والمقصود هنا تمساح السار ومفردة ( سار) نوبية خالصة وتعني منطقة محددة من شاطيء النهر تكون ذات ارضية جيرية صلبة لا تنبت فيها الزرع وتكون مثالية لرسو المراكب لأن قاع النهر يكون فيها عميقاً حتى آخر نقطة عند الشاطيء ويكفي ذلك الركاب عناء النزول في الماء وخاصة الاناث لتجنب رفع اثوابهن أثناء الخوض للوصول الى البر، كما أنها منطقة خطرة تحدث فيها حالات الغرق لمن لا يعرفون السباحة، ولكنها الدائرة المفضلة للتماسيح حيث يمكنها الصيد والمناورة بسهولة ولا يستطيع احد أن يقاوم تمساح سار لأن الارضية الصلبة تمكنه من القذف بفريسته داخل النهر والغطس بها الى الاعماق بسهولة ودون مقاومة، ونموذج آخر في أغنية خال فاطنة ( أبكريك في اللجج .. سدر حبس الفجج ) وكذلك (عشميق حبل الوجج) هنا أختلطت الثقافة الزراعية والرعوية فكان الجمال، فأبكريك ويقصد به التمساح أما ( كريك) في النوبية فهو الخور الذي يمتليء بالماء موسم الفيضان ويجف مع نهايته، وخور ارقو في الشمال يطلق عليه أهلنا (كرييه) وإخواننا العرب في نفس المنطقة يطلقون عليه (كريك) وأبكريك هو التمساح الذي يدخل (الكريك) دون قصد لأن الكريك متفرع من النهر ومحدود المساحة ، وتنقص مياهها يومياً ، يشعر فيها التمساح بالخطر وعدم الامان ويصبح وحشاً كاسراً يضرب في كل الاتجاهات ، ثم كانت البلاغة الرعوية في كلمة (لجج) واللجة هي البحر او ماء الغزير وهذا دليل على ثراء قاموس العامية السودانية فقد إختارت الشاعرة أجمل المعاني من بيئتين مختلفتين فكانت هذه الدرر ، الى ان توجها ( بعشميق ) وهي الألياف التي تستخرج من سبائط النخل وحبلها متين وقاسي يزداد قوة كلما تقادم الزمن ، وحسب ما ورد لدى الباحثين فإن جدة الشاعرة هي البتول من الجوابرة الذين نزحوا من منطقة مشو والحفير في دنقلا الى شمال كردفان وخال فاطمة هو نقدالله عمر نقدالله ومن مسمى نقد الله تتضح صحة الرواية ، ورغم جماله وثرائه الا أن هذا الضرب من الغناء جيش المجتمع نحو إتجاهات اخرى غير الانتاج والمعرفة والبناء وخلق نوعاً من الشوفينية لدى البعض وشعوراً مختلفاً لدى اطراف اخرى من ابناء الوطن .. ورغم ذلك فإعمال العقل في هذه القصائد يفقدها بريقها ومغزاها لأن الاسود والتماسيح تصطاد الفرائس الناعمة من أكلة الحشائش وليست في هذه شجاعة ، ولكن الاقوى هو التشبيه بالظواهر الطبيعة التي تقهر أعتى القوى ، كالرياح والمياه والزلازل مثل( سيل الوادي ) او (إعصار المفازة) ،

التحية أخي كمال إدريس .. اعلاه كانت قراءة عن التمساح في شعر الحماسة ..
ولكني سوف آتي بنظرة أهلنا تجاه للتمساح .. ورمزية أستخدامه ..
قادم إليك بالمزيد ..

مع عاطر التحايا .. محبتي كمال أمبس