«شراكة» الحوثيين… «حوار» البشير… وبيعة يزيد مقال لعبدالوهاب الأفندي

«شراكة» الحوثيين… «حوار» البشير… وبيعة يزيد مقال لعبدالوهاب الأفندي


01-23-2015, 01:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1422017298&rn=0


Post: #1
Title: «شراكة» الحوثيين… «حوار» البشير… وبيعة يزيد مقال لعبدالوهاب الأفندي
Author: زهير عثمان حمد
Date: 01-23-2015, 01:48 PM

«شراكة» الحوثيين… «حوار» البشير… وبيعة يزيد
د. عبدالوهاب الأفندي
1) من مزايا المصائب التي وقعت على الأمة في هذه الأيام المظلمة أنها أنهت الانقسام الشيعي ـ السني، لأن الجميع أصبحوا يزيديين. فبعد أن بايع أئمة الشيعة يزيد دمشق الجديد الذي ورث الحكم من معاويتها (مع الاعتذار لكل من معاوية ويزيد) لم يعد هناك أي خلاف مذهبي بين السنة والشيعة حول الإمامة، فالقاعدة عن الطرفين هو أن من قويت شوكته وجبت طاعته.
(2)
بعد أن اجتاحت جحافل الحوثي صنعاء بليل (فقد كان الاستيلاء على صنعاء أشبه بالنشل منه بالنهب)، وبالتآمر مع يزيدها المخلوع، وفرضت بقوة السلاح ما أسماه حجاجها «اتفاق شراكة» على عين منهج بيعة يزيد، خرج علينا كبيرهم بخطبة غير عصماء قال فيها إن اتفاق شراكته يجب أن يتم الالتزام رغماً عن أنف من وقعوه تحت تهديد السلاح. والغريب في الأمر أن الرجل الذي وقع طائعاً لم يلتزم بما يليه، وهو سحب غزاته من صنعاء. فالآخرون لم يوقعوا إلا رجاء انسحاب أن برابرة صعدة من صنعاء. ولكن صاحبنا يفهم الشراكة على أنها طاعة له وإكراه للآخرين.

(3)
لم يخرج زعيمنا المحترم المحبوب الرئيس السوداني عمر البشير عن هذه السنة اليزيدية. فقد دعا سيادته القوى السياسية من معارضة وموالية إلى حوار في كانون الثاني/يناير من العام الماضي، فاستجاب الجميع. ولكن يبدو أن مفهوم الرئيس للحوار هو على ما يبدو نفس مفهوم الحوثي، حيث أنه ظل يملي على الأطراف ولا يقبل منها طلباً، ويتحدث هو ولا يسمح لغيره بحديث. وعندما يعلق المتحاورون بما لا يرضى، يلقي بهم في السجن أو يهددهم بما هو أسوأ.
(4)
في هذا الأسبوع أيضاً، ألقى الرئيس البشير خطاباً يشبه خطاب صاحبه، هدد فيه «المتحاورين» بالويل والثبور، وتحداهم لمنازلته في انتخابات هو فيها الخصم والحكم والمرشح وصاحب الصوت الأوحد ومن يدير الانتخابات ويتولى الفرز. ولم يشبه ذاك خطاب رئيس لكل السودانيين، يطمئن الجميع على عدالة الدولة وحسن إدارتها لأمر الناس، وإنما أشبه بخطاب فتوة الحي الذي يهدد ويتوعد، تماماً كما كان خطاب الحوثي يؤكد أنه سيحقق ما يريد، رضيت كل القوى السياسية أم أبت. فنعم الشراكة، ونعم الحوار.
(5)
يا ترى لم يتحامل البعض على يزيد بن معاوية، ويجعلون لعنه ديدنهم، وهو ملاك بالمقارنة مع الأسد وسليماني وخلخالي والمالكي وما يسمى بعصائب أهل الحق ولواء أبي الفضل وغيرهم من مرتكبي الكبائر والفظائع مما يخجل يزيد والحجاج وحتى المغول. فلم نسمع أن يزيداً أو الحجاج هدموا البيوت على رؤوس أصحابها، أو استخدم الغازات السامة ضد خصومه، أو جعل ديدنه قتل الأطفال واغتصاب النساء، وممارسة التعذيب بشكل يومي، وتهجير الملايين قسرياً.

(6)
يساعد هذا على تفكيك ميثولوجية الخطاب الطائفي عن وجود خلاف جذري بين طوائف المسلمين حول الحكم الصالح. فكل طوائف المسلمين تتفق على تصور نظام مثالي للحكم لا وجود له، بينما تدعم في واقع الأمر «الملك العضوض» وتمارسه. ويستوي في هذا السنة والشيعة عبر العصور. مما يتطلب نبذ الخطاب الطائفي والتوبة عنه، لأن أكثره كذب على النفس وعلى الله.
(7)
كنت قد تناولت في كتابي «لمن تقوم الدولة الإسلامية؟» (2010) ما وصفته بالتقابل بين «نموذج المدينة» و «نموذج دمشق» في الحكم الإسلامي، وقلت إن النموذجين تعايشا في وقت واحد، لأن ولاية معاوية على الشام بدأت منذ خلافة عمر الذي انتقد بعض ممارساته ولكنه تقبل تبريراته لها. وقد خلصت إلى أن نموذج المدينة للخلافة الراشدة انهار لمثاليته المفرطة أولاً وعدم صلاحيته بشكله الأصلي لإدارة امبراطورية مترامية الأطراف.
(8)
بالمقابل فإن نموذج دمشق نجح بسبب واقعيته، رغم أن ممارساته استمرت في التدهور نحو توجهات قمعية ازدادت سوءاً. ولكنه مع ذلك تم تبنيه من قبل كل الحركات التي ثارت على الدولة الاموية، بما فيها الحركات الشيعية، بدءاً من حركة المختار الثقفي، مروراً بالعباسيين، والبويهيين والحمدانيين والفاطميين والصفويين والزيديين، وأخيراً الجمهورية الإسلامية، خاصة منذ فترة أحمدي نجاد.

(9)
الدرس من كل هذا هو الذي بدأ به ابن خلدون، وهي أن مسألة السلطة لا يمكن معالجاته بأساطير تتلى في الحسينيات وغيرها حول تاريخ أسطوري يقسم الناس إلى أشرار لا يصيبون وأبرار لا يخطئون. بل لا بد من دراسة موضوعية تفسر لماذا يتلو البعض في الصباح دروساً تمجد ثورة الحسين وتسرف في ذم يزيد، ثم تنطلق نفس المجموعة بعد لحظات لممارسة عمل يزيد وما هو أسوأ، دون أن يطرف لهم جفن. فكلنا يزيد حتى إشعار آخر. وإنما أنفسنا نلعن صباح مساء. فليتوب الجميع من سفك الدماء والكذب على الله ورسله، فكلاهما يفضي إلى الآخر، ثم إلى سقر وبئس المصير، يوم يبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم وآله الكرام من كل مجرم قاتل كذاب.

د. عبدالوهاب الأفندي




Post: #2
Title: Re: «شراكة» الحوثيين… «حوار» البشير… وبيعة يزيد مقال لعبدالوهاب الأفندي
Author: أحمد الشايقي
Date: 01-23-2015, 03:39 PM
Parent: #1


Quote: بل لا بد من دراسة موضوعية تفسر لماذا يتلو البعض في الصباح دروساً تمجد ثورة الحسين وتسرف في ذم يزيد، ثم تنطلق نفس المجموعة بعد لحظات لممارسة عمل يزيد وما هو أسوأ، دون أن يطرف لهم جفن. فكلنا يزيد حتى إشعار آخر.
وإنما أنفسنا نلعن صباح مساء. فليتوب الجميع من سفك الدماء والكذب على الله ورسله، فكلاهما يفضي إلى الآخر، ثم إلى سقر وبئس المصير، يوم يبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم وآله الكرام من كل مجرم قاتل كذاب.