نورا.. يا مصطفي سيد أحمد

نورا.. يا مصطفي سيد أحمد


01-19-2015, 02:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1421632601&rn=0


Post: #1
Title: نورا.. يا مصطفي سيد أحمد
Author: طه جعفر
Date: 01-19-2015, 02:56 AM

نورا.. إنتماء لجيل، محبة، نضال و علاقة مع الوطن و الأصدقاء
أتذكّرهم ! مورقون كنبتات يانعة، أتذكّرهم يلتمعون ببريق الأمل، أتذكّرهم و شموس تشرق حوالي وجوههم الوضيئة. أتذكّرهم بالأسئلة تزحم آفاق عقولهم المتفتقة عن الجديد. أولئك الباحثون عن إجابات مستيحلة في سيرة وطن مسروق و مبدد. أتذكّرهم يحاولون جعل الابتسامات عميقة في الوجوه. أتذكّر مشينا لجلسات الاستماع في محال الطلبة، المثقفين و الأماكن العزيزة؛ ميدان آداب بجامعة الخرطوم، نادي المكتبة القبطية، مقهي تجارة أو في نجائل البركس الخضراء بعزّ الحركة الطلابية و أحلام الشباب، هنا في اتحاد الكتاب، اتحاد المعلمين، نادي الموردة الرياضي بامدرمان، حديقة القرشي، معهد المواصلات السلكية و اللاسلكية كنا عندما نلتقي به تشرق أقمار الليل فتضاء الدروب بنور الأمل. مصطفي سيد احمد كان شجرة، كما قال الفنان و الشاعر جمال حسن سعيد. فعلاً كان شجرة ظليلة يستريح في ظلها الرعاة، العمال و المهمشون و المثقفون؛ الثوري منهم و اللبرالي و من يطربون و الذين أخبتوا لسماع فصاحة اللحن و قدرة الكلمات و جسارة الصوت. كان مصطفي سيد احمد مناسبة سعيدة و فرح إلتقينا في مجالسه بمن نحب و من نحترم. كان هناك نجمة سودانية البريق، مشرقة النِيل، باذخة العتمور ، يانعة الرجّاف و معتَدّة بجبل دايرها المابنطلع لزول ، عظيمة السِنّار و عميقة المروي، متوردة الفاشر، مونقة النِيّالا و عميقة الجنينة و سمحة الدنقلا. كان مصطفي سيد احمد أملاً يباعد بين العوارض في "أم عوارض" كان حاضراً و مازال في أحزان الوطن و افراحه. غني أشعار الكتّاب النافعين للوطن و للغة. نعم كان مصطفي سيد احمد مناسبة سعيدة، كان فرحاً عميماً. أتذكره يحاول الكلمات الصعبة و الاغنيات العصيّات علي التطويع و التطبيع.
و الآن يا مصطفي سيد احمد بعد أن كتبت عنك للقراء سأخاطبك إذا سمح لي جلال الموت، فأنت تسمع! فيك رأيت الرؤي و رأيت في غناك مواكباً جليلة يقودها حمد ود أم مريوم الذي فتح مسيده للنساء فغنّت رحيله الفزّاريات، مواكباً فيها العالم المتعلم في أرقي جامعات عصره السيد ادريس ود الأرباب و كان الشيخ حمد النحلان يتسنّد للمشي بأتباعه و انت منهم حتي لا تعصف الريح بما تبقي من جسده الذي بدده صوم الوصال. و الآن و في عزّ الرؤية يحضر الملك انلماني و الرمل يملأ كفيه أثراً لمأثرة تنظيف المعبد في كرمة و رؤية الرب الجليل. جاءت مع رؤياك المشاهد و صفوف النبلاء؛ المقدوم مسلّم و قيلي أب جريدة ، المهدي و الخلفاء و الامراء، علي عبد اللطيف و عبد الفضيل الماظ و جميع الآباء الكبار بينهم عبد الخالق محجوب و محمود محمد طه و الدكتور جون قرنق. هل تعرف يا مصطفي سيد احمد أن أم عوارض الآن مجروحة و نازفة، اطفالها جياع، غادرتها الحُرِّيات، فتحت سجونها للشرفاء، تجرفت مستشفياتها فلا طبيب و لا دواء، علت مكبرات الصوت في مساجدها، ضجّ الصمت المكبوت في كنائسها، شوراعها تهديك حفرةً بعد حفرة، يحكمها السرّاق، يسرق مقدارتها حكّامُها ميّتو الضمائر. أم العوارض الآن يا مصطفي عنصرية تحرق بناتها، نسائها و الرجال في دارفور، جبال النوبا و جنوب النيل الأزرق. ترك ناسُها بلادَهم و نزحوا،هاجروا و اغتربوا، خمس سكانها خارج الحدود. ازدحمت بداخلنا الأحزان و مازال في الفؤاد فجوة لحزننا عليك أيها الراحل الجبّار.

طه جعفر

Post: #2
Title: Re: نورا.. يا مصطفي سيد أحمد
Author: HAYDER GASIM
Date: 01-19-2015, 05:27 AM
Parent: #1

Quote: ازدحمت بداخلنا الأحزان و مازال في الفؤاد فجوة لحزننا عليك أيها الراحل الجبّار.

وهو ... كذلك, إذ ما تزال تلك الفجوة تستعر وتتمدد على جسد متعب مهين, هو في واقع الأمر
جسد وطن بحاله ومواطنيه بأحوالهم المدلهمة. ستظل نورا رمزية ساطعة في أدب السودان
المعاصر, حتى تتحقق أمانيها في نور ودش ورابط خلاق بالعصر. نورا كومة ثورة مقبلة, تنتظر
الزناد قدحا على ذمة وطن مستحق. أعجبتني الترابطات السلسة بين مكونات المكتوب, فقط لم
تعجبني الإستلالات السياسية المباشرة, وكأنها تحيل الموضوع من كنفه الثقافي إلى بيان سياسي
... وجهة نظر ... مع كل الود

تسلم ... طه ... مع وافر تقديري

Post: #3
Title: Re: نورا.. يا مصطفي سيد أحمد
Author: طه جعفر
Date: 01-20-2015, 03:51 AM
Parent: #2

الاخ الغالي حيدر قاسم
شكراً علي التعليق
الكتابة ارتجال و تداعي افكار و لم تكن هنالك خطة محددة
لسير المكتوب. فقط ذكريات و خواطر بمناسبة ذكري رحيل الاستاذ
مرورك علي البوست بالدنيا يا استاذ و مما تكتب نتعلم فلا تبخل علينا بالتعليق

طه جعفر