الخادمة السودانية في المملكة العربية اصبحت امر واقع وشوف عين ...

Quote: أخبار عازة تلتقي إحدى العاملات المنزليات السودانيات في السعودية – صورة كان مجرد إقناعها بالحديث معنا غاية في الصعوبة، وظلت تجيب بتحفظ على اسئلتنا وبها رغبة كبيرة في التخلص منا، ولم ندرك السبب الحقيقي لخوفها من الحديث معنا هل كانت لشعورها بالذل والامتهان أم هي تدرك أن الامر ” وجود سودانيات يعملنّ كخدم في السعودية” مكان لغط وخلاف، من شكلها الخارجي وبعدها إطمئنانها قليلا رفعت النقاب عن وجهها بعفوية، لنرى بإعيننا في ملامح وجهها السودأني الاصيل خطوط معأناة عميقة أصّر الدهر على ان تكون من نصيبها، وكانت في عينيها حسرة وألم كبير، وأحسست حينها ان ” البشير” لا محالة في النار، ذاك الرجل الذي جعل أشراف قوم إذلة يتسولون وارضهم تفيض بموارد الخيرات، أحسست لحظتها بأن عليّ الهتاف أو بالاحرى حمل السلاح للانضمام الى الشرفاء المقاتلين والذين أجزم بانهم عاشوا معاناة اهلنا في السودان قاطبة، تلك ” السودانية” بانت في عينيها قصة طويلة فصولها قد تكون معلومة لكل السودانيين. كانت البداية في مستشفى الملك ” فيصل ” في مدينة ” ح” وكنا حينها في معاودة مريض، وبعد خروجنا وجدناها تقف بحيرة ولا تدري ما تفعل والقت علينا التحية بفرحة سرعان ما ضاعت وسط خوفها، اكملنا طريقنا لينبهني صديقي بانها سودانية، وبادرت بإلقاء التحية ولابد انها في حاجة الى عون ما ..! استدرنا في اتجاهها عائدين والقينا التحية وسالناها ان كانت في حاجة الى شي ما وحين اجابت بالنفي سالناها هل أحد أقاربها مريض وهي برفقته وهنا أجابت الاجابة التي أذهلتني نوعا ما قائلة: لا والله لكن ست البيت الشغالة معاهم عندها مقابلة…!!!! هنا تذكرت الجدال الدائر حول ” خدم المنازل” … وسالتها ان كانت تعمل كخادمة منزلية واجابت بالايجاب بهز راسها في ” حيرة” وكان الكلمة غريبة عليها او كانما لم تستطيع ان تستوعب الامر الذي كان لا يأتيها حتى في اسواء الكوابيس انها ربما تعمل كخادمة منزلية بعيدا عن وطنها..!!! وتواصل حوارنا حول الامر وعرفت منها انها من ولاية الجزيرة، وانها درست حتى المرحلة الثانوية وانها اتت للسعودية عبر عبر ما سمته ” عمل خير” عبر احد الافراد السودانيين الذي تكفل بتوفير فيزا لهم مجانا مع توفير العمل في المملكة، وهنا سالتها هل بحثتي عن عمل داخل السعودية فور وصولك واجابت بلا وانها اساسا تدرك من السودان انها سوف تعمل مع تلك الاسرة والتي تواصلت معها بالهاتف حتى تمكنت من السفر والوصول الى تلك المدينة وللاسف كان سفرها عبر ” البحر” ومنه بالبر الى المدينة المقصودة ليقابلها رب الاسرة في ” النقل الجماعي” ، وهنا أدركت انه لايوجد عمل خير بل ” تجارة” تمت واستلم ” المستقدم” في السودان اتعابه كاملة..!!! وعن جو عملها افادت بانها تشعر كانت تشعر بغرابة في بادي الامر وانها كانت تعتقد ان الامر بمثابة سياحة وعمل لكنها فوجئت بالمجتمع السعودي الذي يطلب مقابل كل ريال يعطيه ارهاقا وعنتا، وانها احيانا تكلف بعمل ليس له داعي ولكن الاسرة التي تعمل معها تكره ان ترأها جالسة بلا عمل ، وانها تستيقظ في الخامسة صباحا لتجهيز متطلبات افطار الاطفال للمدارس، وتظل تعمل حتى الظهر وفي العصر اما مرافقة ربة المنزل في مشوار ما لحمل اطفالها والاشراف عليهم أو لحمل الاغراض، وحين عودتها تبدا في تجهيز العشاء ونظافة المنزل والتخلص من بواقي العشاء والذي عادة يكون في ساعة متاخرة للغاية، وقالت كم هي تتمنى ان تجلس لساعة في التلفاز لتشاهد اي قناة سودانية. وتبّحر بي الفضول الى سؤالها عن وضعها في السودان والتي افادت بانها أم لطفلتين وان الشوق لهم يعصف بها ولكنها مجبرة على الصبر في سبيل تعليمهم وتربيتهم وحين سألتها عن والدهما قالت انه موجود في السودان وكان يعمل مزارع وكان حتى وقت قريب يتكفل بكل متطلباتنا ولكن ” الزراعة بقت مانافعة وهو جرب شغل السوق وشغل العتالة وكلوا مانفع” . وهنا أجتهدت في اقناعها برؤية رخصة الاقامة الخاصة بها وتصويرها مع وعد بعدم اظهار اي تفصيل يختص بها وباريحية اعتطني اياها وهي تقول ” هي فيها شنو ذاتها الدنيا وانا عايشة وسط ناس لو كحيت يتلفتو” في أشارة لتحفظهم وخوفهم منها…!! صورت رخصة الاقامة ” مرفقة في الموضوع” وامتد بيننا حديث طويل سوف نعود له بعد ان تخف آهات الالم التي سكنتني، واعملت مخي في محاولة لايجاد ثغرة تفيد بانها غير مجبرة وانها تسرعت في الامر ولكن عندما ارفع نظري اليها احس بانها ليست من النوع الذي يستسلم بسهولة بل يظل يقاوم في أحلك الظروف ولابد انها قاومت في السودان ولكنها فشلت وماسردته عن زوجها اقنعني لانني ادرك الوضع في الجزيرة وخصوصا لمن امتهنو مهنة الزراعى فقط وما حّل بها…!!!! تواصل حديث سوف اعود له ولكن اثناء أدخال بطاقتها سقطت ورقة أضحكتني من الألم ورقة مكتوبة بخط اليد الى أمير الامارة ومعنونة بكلمة” استرحام” وفيه تطلب ” ز,م” من الامير ان يسهل لها زيارة لبنتيها..!!!!! تطلب الاسترحام خارج بلدها بعد ان فعل فيها نظام الانقاذ الافاعيل … وأجبر ” بت العز عازة” على العمل خارج وطنها كخادمة..!! قبل ان اختم هذا الجزء انوه الى انها أكدت بانها ليست لوحدها وتعرف ما لايقل عن ” سبعة” اتو عبر ذات الشخص…!!!

(عدل بواسطة ناصر حسين محمد on 01-12-2015, 08:31 AM)