مقال خطير للروائي الدكتور أمير تاج السر

المقال نشر في صحيفة القدس العربي ونقله عنها موقع الراكوبة اليوم ..

Quote: منذ عدة أيام أرسل لي أحدهم رسالة يقول فيها: إن كل ما يكتب الآن من أدب في معظم دول العالم، خاصة عالمنا العربي، لا يمثل أي قيمة إذا ما قورن بالأدب الروسي الكلاسيكي، وما كتبه الأمريكان قديما، وإن من يدعون أنفسهم كتابا حديثين، هم في الحقيقة مجرد قراء صغار، كتبوا كما يكتب القارئ ملاحظاته، على أي كتاب يقرأه، لكن سذاجة القراءة ما جعلتهم ينجحون. وأضاف كاتب الرسالة: إنه يعتقد نفسه قارئا مهما، وله الحق في إبداء الآراء الصريحة، المناهضة لآراء معظم من يقرأون بلا تبصر، وستصل رسالته هذه لمن يهمه الأمر بكل تأكيد. بالطبع ليست هذه هي الرسالة الأولى التي تصل إلى بريدي، وتطعن بعمق في صنعة الكتابة التي ليست صنعتي وحدي، ولا أملك فيها أي تميز أو حظوة خاصة، ولكن عشرات الرسائل ترد لي ولغيري من الذين يحاولون برغم المعاناة، إضافة معنى لحياتهم أولا، وللآخرين ثانيا. ومنذ أن أصبح الفضاء متاحا بجنون، والكتابة بأي لهجة أو حبر أو مستوى، تصل بكل تأكيد للذين توجه إليهم، والمبدعون بشتى أنشطتهم، مستهدفون: هناك من يمجد أعمالهم، هناك من يلعنها، هناك من يقترح أفكارا وعناوين، وكتبا لتقرأ بواسطة المبدع، وهناك من ينصب نفسه ناقدا أدبيا بلا وجه حق، وقد يستغرب البعض من ذلك الذي كتبت عنه مرة، وكان قد قال بأنه يملك مخزنا للأفكار، ومستعد لبيع الفكرة الواحدة للروائي الذي يعاني من جفاف الإيحاء، بعدة مئات من الدولارات.

Quote: إنها الإنترنت، أعظم الاختراعات وأضلها أيضا، وأتهمها صراحة بأنها السبب الرئيسي في الإساءة إلى الإبداع، وصفعه باستمرار، حين نجد تلك الاستفزازات المسماة كتابة، وحين تنتهك خصوصية الكاتب، بحشر آلاف المغالطات في بريد يستخدمه من أجل الإبداع أيضا. وقطعا يوجد أشخاص يمتلكون موهبة ملاحقة الكتاب، في كل زمن منذ عرفت الكتابة، فقط الذي اختلف في هذا الزمن، أن الكاتب شاء أم أبى أصبح ملما بكل ما يقال عنه، وبكل ما يوجه إليه، بعكس الماضي حين كان البريد العادي يصل أو لا يصل، والصحف المحلية في بلد ما، يمكنها أن تنبح في حق كاتب ليل نهار، ولا يعرف الكاتب المقيم في بلد آخر، ماذا قيل وماذا يمكن أن يقال. وبالطبع لم تكن للفضاء قنوات مزعجة تبرمج الجهل والخرافة، وتبث سوء الظن والفهم أيضا، ولا موقع للتواصل الاجتماعي ليصادق من يحملون السكاكين الافتراضية، المستعدة للقتل.

Quote: أذكر تلك الحملة الكبيرة ضد كاتب نجح، في سبعينيات القرن الماضي، وكنت طالبا صغيرا، كانت الصحف في بلده تكتب باستمرار، والبرامج الحوارية تتحاور في التلفزيون، وجمع من الأدباء المحليون يتحدثون بمغص وبازدراء عن ذلك الذي نجح خارجا، وينفون عنه وطنيته. وبعد عدة سنوات التقيت الكاتب وحدثته عن تلك الحملة، فقال إنه لم يسمع بها قط. الآن أعود لمفردات تلك الرسالة، التي يظن صاحبها بأنه امتلك قواعد الكتابة ليصنف من يكتبون بأنهم قراء صغار، كتبوا بأقلام الهواة. نعم كان الأدب الروسي الكلاسيكي، أدبا عظيما، ولن ينسى أحد أعمالا مثل «الحرب والسلام» لتولستوي، أو «الجريمة والعقاب» و»الأبله» لدوستويفسكي، و»الأم» لمكسيم غوركي، تلك الرواية العظيمة حقا. وأكيد كتب هيمنغواي، وجيمس جويس وكافكا وغيرهم آدابا عظيمة، تعلمت منها أجيال عدة، لكن ليس معنى هذا أن الآداب انتهت أو توقفت في تلك الأيام، وإن ما أتى، وما سيأتي بعد ذلك لن يكون شيئا.

Quote: لقد كتب التركي أورهان باموق، وهو أحد كتابي المفضلين، في كتابه السيري «ألوان أخرى» إن الرواية الخالدة التي ستبقى إلى الأبد، لم تكتب بعد، وهو شخصيا سيسعى لكتابة روايته الخالدة. لقد اعتبرت كلام باموق، مجرد كلام عام للاستهلاك ليس إلا، وشبيها بقول القارئ الذي خفض من قيمة الأدب الحديث، وألغاه تماما. ونحن باستمرار، نقرأ أقوالا كثيرة مثل هذه يتم تداولها باستمرار بين الناس، باعتبارها أقوالا عظيمة وخالدة، ولم أكن يوما مؤمنا بها، هناك من يقول جملا براقة عن المرأة، عن الكتابة، عن الحياة الزوجية، وهكذا، وكلها في رأيي الشخصي، أقوالا تخص من يطلقها ولا يجب أن تعمم دساتير، يتبعها الجميع. أعود لرسالة صاحب القانون الافتراضي الذي ألغى به إنجازات عظيمة، أنجزها العالم الإبداعي حين أنجب ماركيز ويوسا ولوكلزيو، ومحفوظ وآلافا غيرهم، لأؤكد فجيعتنا التي تساوي فرحتنا حين اكتشف أحدهم ما سمي بالشبكة العنكبوتية، وحين استطاع آخرون تطوير ذلك الاكتشاف المذهل ليستخدمه الناس بلا حدود، ولا ضوابط وفي أي بقعة من بقع الدنيا. ثم لتأتي الهواتف النقالة وتساعد في التقاط الصور وبثها، وكتابة الآراء وتضمينها للرسائل بكل سهولة، في طوفان لن يستطيع إيقافه أحد.

Quote: في الحقيقة لا أحد ولا حتى ناقد محترف ومعترف به، يستطيع أو يجرؤ على إلغاء المنجزات الإبداعية. بنفس القدر، لن يستطيع هذا الناقد نفسه أن يكتب عن الهذيان المنتشر في الفضاء الافتراضي، كلمة سلبية قد تؤلب عليه الكثيرين ممن أصبحوا كتابا نافذين من خلف الـ»كيبورد»، ولهم قراء نافذون أيضا، خلف شاشة الحاسوب. المشكلة هي مشكلة الكاتب الحقيقي، حين لا تلاحقه حقوقه المشتتة في الدنيا لتعود إليه، بل تلاحقه الآراء السلبية حتى في أحلامه.

الدكتور أمير عنون مقاله بالعنوان :

القاريء يلاحق الكاتب .
! ! ! ! !

Quote: الدكتور أمير عنون مقاله بالعنوان : القاريء يلاحق الكاتب . ! ! ! ! !

ألم يأنِ للروائي د. أمير، أن يتعرف على فضائل الانترنت عليه براهــو في ذات شخصه المُبدِع...؟!

كان على الأقل، وفّر على نفسه مُعاداة ال " ما بتعادى!" ..


..........
لك التحايا عزيزي فتحي الصديق

يا أستاذ محمد ,,
تحية طيبة
يبدو لي أن دكتور أمير قد كتب ما كتب تحت تأثير غضبة ( بت لذينا) ..
لاحظ لما كتب هنا يا صديقي ..

Quote: إنها الإنترنت، أعظم الاختراعات وأضلها أيضا، وأتهمها صراحة بأنها السبب الرئيسي في الإساءة إلى الإبداع، وصفعه باستمرار،

Quote: يبدو لي أن دكتور أمير قد كتب ما كتب تحت تأثير غضبة ( بت لذينا) ..

في الغالب، هذا هو الصاح، لكنني وكثيرين من قرّاء إبداعه، ما كنتُ ولا كانوا سيظنّون أن الغضب ( بما فيه حتى ال غضبة بنت اللذينا) من الممكن
أن يُخرج أمثال د. أمير، من طورِه! وقد رُويَ في الأثر" لا تغضب" .. وقد رُويَ أن الشديد ليس بالصــُّرْعة، وإنّما الشديد الذي يملك نفسه (وقد تُقرأ يراعـَهُ) عند الغضب..

أقول في الغالب، لــِ ما بدا لك أن الغضبة هيَ السبب، حتى أحتفظ بشيءٍ من ذيّاك المتبقي بعد الغالب! لكي أُجــَــيُّره لصالح سُبَيْب آخر!

ألا وهو، أن المبدع والرّوائي والقاص، الدكتور أمير، يريد أن ينزل بي تقلو في " شيءٍ مــَــا"؛ ولكنه تراجَــعْ بعضُه ولم يتراجع الآخر! فدَشَّن، وقيل " انفشَّ"
بعض الشيء، في الانترنت!! فالانترنت، مسموح فيها الفَــشــَّــة والقَـشــَّة وال طَّشّة، لأنها لا تكتب براها! ولا تُسيئ بمفردها، وإنما هيَ " ناقل" وسيط mediator ليس إلّا ..!


.....
ولكن!
هذا السُّبيب، إن صّحّ، فتلك عَوجَة ..!

ألا تتّفِق معي؟

يا أستاذي .
الدكتور أمير تاج السر أحد أعضاء هذا المنبر . وترك المشاركة فيه منذ فترة طويلة ,
ليته كان هنا لنتحاور معه حول ما حوى مقاله .


--------------------------------------------------------------
أتاحت لي هذه الشبكة امكانية التواصل مع عدد كبير من الكتاب المبدعين -السودانيين وغيرهم - .
وحقيقة سعدت بهذا القدر الذي أتيح لي من الحديث معهم . ولم ألمس تضجراً من أي منهم من ملاحقة القراء لهم .
وهنا معانا مجموعة من مبدعي بلادنا شعراء وروائيين وقصاصين ,, نسلم عليهم ويسلموا علينا ونتطاول عليهم - أحياناً - ويصفحون الصفح الجميل ., ويواصلوا ( في أمان الله ) .

Quote: ليته كان هنا لنتحاور معه حول ما حوى مقاله .

هي أمنية يجيء منها والله، فليته لو كان ما يزال..

يا عزيزي فتحي*
عندي اعتقاد كبير، بأنك تحمل رؤية نقدية متكاملة حول مقال دكتور أمير تاج الســر، فإن سمَح لك الزمن، أرجو
ألا تتردد في جمعها ونشرها على هذا البوست؛ وإنّك إن لم تفعل! وكان زمنُك وفيرا، تكون قد ضــَــنــَّــيت على إخوانك
الذين يكتبون بــ ها المنبر.



- - - - - - - - - - - - - - - -
* .. شهِدتْ الأيام الأخيرة لديسمبر2014، طرائفاً بين مجموعات التواصل الانترنتي، ومن ضمن تلك الطرائف، أن أحدهم قد خاطب أيامات ديسمبر الأخيرة قائلاً:
كريسماس، راس سنة، احتفال المولد النبوي الشريف، وأعياد استقلال الـ59 للسودان وفيها بحبحة التصاديق إلى ما بعد الثانية صباحاً ...! دَحين يا أيام ديسمبر الأخيرات، ما عَــصَــرْتَن على "أنصار السنة" السودانيين بالحَيْل!!!؟؟
فيا عزيزي فتحي، ياخي شابكني أستاذ، كأنما تريد أن تمنعني التواصل معك عبر السودانيزالعام ..! ياخي ما عصرتَ عليّ بالحَيْل دَحين!!
ولك التحايا يا عزيزي

يا (عزيزي) محمد .
هي ليست رؤية نقدية لمقال الروائي الدكتور بل هي مجرد ملاحظات من قاريء لكتاباته وكتابات غيره من المبدعين
الشطط في التحامل على القاريء واضح وجلي , ويمكن أن تلمسه في كل سطر من سطور المقال .
ثم أن الدكتور يتمنى أن لو كان المبدع يعيش في برج عاجي لا تطاله سهام النقد ولا ملاحظات القراء ,
أنظر لهذه الجزئية من المقال :

Quote: فقط الذي اختلف في هذا الزمن، أن الكاتب شاء أم أبى أصبح ملما بكل ما يقال عنه، وبكل ما يوجه إليه، بعكس الماضي حين كان البريد العادي يصل أو لا يصل، والصحف المحلية في بلد ما، يمكنها أن تنبح في حق كاتب ليل نهار، ولا يعرف الكاتب المقيم في بلد آخر، ماذا قيل وماذا يمكن أن يقال. وبالطبع لم تكن للفضاء قنوات مزعجة تبرمج الجهل والخرافة، وتبث سوء الظن والفهم أيضا، ولا موقع للتواصل الاجتماعي ليصادق من يحملون السكاكين الافتراضية، المستعدة للقتل.

ً
في ظني أن المبدع يهمه كثيرا رأي قارئه وأثر كتاباته ,, ومدى تقبل المتلقي لما كتب , هذا ظني وظنك - أظن - .
ثم لاحظ التحامل الجلي على القاريء وعلى الانترنت معاً هنا :

Quote: إنها الإنترنت، أعظم الاختراعات وأضلها أيضا، وأتهمها صراحة بأنها السبب الرئيسي في الإساءة إلى الإبداع، وصفعه باستمرار، حين نجد تلك الاستفزازات المسماة كتابة، وحين تنتهك خصوصية الكاتب، بحشر آلاف المغالطات في بريد يستخدمه من أجل الإبداع أيضا. وقطعا يوجد أشخاص يمتلكون موهبة ملاحقة الكتاب، في كل زمن منذ عرفت الكتابة،

توقف الدكتور عند ضلال الانترنت وتجاوز عظمته وفضائله عمداً كما ترى .
و


سأعود وأتمنى أن تعود يا عزيزي ...

>

عزيزي فتحي الصديق
حيّاك الله وأبقاك،

حقيقي، أن وجهة نظرك، وضحت لي إلى حدٍّ كبير، وهي عندي، نقد أدبي واجتماعي، وبَنــَّاء كمان؛ وبالطبع، فمن حقّك أن تُسمِّي مساهمتك مجرد خواطر أو ملاحظات، في نفس الآن
الذي يُمكنني أن أسمِّيها نقد اجتماعي بنّاء ومُقَوِّم لابتناءات مُزالفة!! لبعض مُبدعينا الكِرام.

أود، لمّا تأتي كما وعدتَّ، أن تستصحب معك ما يُمكن أن نُسمِّيه: ما يُستفاد من الملاحظات "غير العائرة وغير العاثرة!" وأعني إجلاء وجهة نظرك التي ابتنيتها على مقال للدكتور السر
في القدس العربي. كأن توضّح - إن شاء الله حتى على سبيل المثال!- ما هو الذي غاظَك تحديداً في اتهام الكاتب للقارئ بأنه وأنه وأنه ..؟ واضعاً في اعتبارك، أن كلامه - ولو جُزئياً -
ربما كان صائباً في " قارئ أو قرّاء معَيَّنين!" إن لم يكُن في كَثَرة غالبة، تستثني أمثالك من نُجباء القُرَّاء.

أرجو أن تعذرني على قطع الحديث، هنا، لسبب استعجالي الخروج لأمرٍ ما ..

وسأعود بإذن الله، بعد عودتك بما وعدّتَ.

وُدِّي وتقديري

Quote: ولد أمير تاج السر بشمال السودان عام 1960، وتلقى تعليمه الأولي هناك، وعاش بمصر بين عامي “1980-1987” حيث تخرج في كلية الطب جامعة طنطا، وهو يعمل حالياً طبيباً باطنياً بالعاصمة القطرية الدوحة. بدأ ممارسة الكتابة في مراحل مبكرة جداً من حياته، ففي المرحلة الابتدائية كان يكتب القصص البوليسية تقليداً لما كان يقرؤه أثناء الطفولة، وفي المرحلة المتوسطة بدأ يكتب الشعر بالعامية، وتغنى مطربون فيما بعد بالكثير من أشعاره. واستمرت كتابة الشعر حتى خلال دراسته للطب، وأصدر دواوين شعر بالعامية السودانية، وفي عام 1985 بدأ يكتب الشعر بالفصحى ووصل لمراحل متقدمة وكانت قصائده تنشر في مجلات كبيرة ومزدهرة في ذلك الوقت مثل “القاهرة” و”إبداع” و”المجلة” و”الشرق الأوسط” وكان يتوقع الكثير من أصدقائه أن يظل مستمراً في كتابة الشعر، لكنه في العام 1997 كتب رواية اسمها “كرمكول”التي كلفت الكاتب رهن ساعته ليتمكن من طباعتها، وكان حينها أنهى دراسته في جمهورية مصر العربية ويستعد للعودة، ورغم كونها رواية صغيرة فوجئ بأنها أحدثت أصداء كبيرة في القاهرة، الأمر الذي شجعه لمواصلة الكتابة، لكن بعد عودته للسودان بدأ ممارسة الطب، وعمل في أماكن بعيدة، ولكثرة التنقل والانشغال بتكوين الذات في مجال العمل، انقطع عن الكتابة لسنوات طويلة، حتى انتقل في عام 1993 للعمل في الدوحة. في عام 1996 كتب روايته الثانية “سماء بلون الياقوت” بعد انقطاع عن الكتابة دام عشر سنوات، وهي مستوحاة من بيئة شمال السودان، ثم تلاها رواية “نار الزغاريد” ثم “مرايا ساحلية” وهي الرواية التي أحدثت نقلة في تجربته الروائية، وكانت عبارة عن سيرة عن منطقة “بورتسودان”، كما كتب “سيرة الوجع” والتي نشرت على حلقات في جريدة “الوطن” القطرية، وكانت عن ذكريات متنوعة من البلدة البعيدة التي كان يعمل بها “طوكر”، ثم كتب “صيد الحضرمية” و”عيون المهاجر”. أما البداية الحقيقية والتي تمثل مرحلة الانطلاق والانتشار الواسع النطاق، كانت في عام 2002 عندما كتب د. تاج السر روايته الأشهر “مهر الصياح” و هي رواية ضخمة ذات طابع تاريخي، وهي التي حققت انتشارا كبيرا وأصداء بعيدة، وترجمت منها عدة فصول بالفعل، ، وتلتها رواية “زحف النمل” التي انتشرت بشكل كبير، وحققت أكبر شهرة، وصادف صدورها مع افتتاح معرض القاهرة للكتاب، وحققت حينها أعلى مبيعات، وانتشرت بشدة، وبعد ذلك تواصلت التجربة مروراً بتوترات القبطي والعطر الفرنسي، وصولا لـ صائد اليرقات وإيبولا 76 وأرض السودان. هكذا قالت ويكبيديا الحرة ،،

الأكرم : فتحي الصديق
تحية لك ولأضيافك كلهم

أليس من حقنا أن نعترف بأن للانترنيت من عيوب رغم كل هذا التطور ؟
إن التواصل الاجتماعي يمكن أن يملأ الصفحات المقروءة بالضجيج واستباحة الزمن وانخفاض اللغة المسفوحة بلا مقاييس . تماماً بمثل ما يغني عن الحياة التي نفتقد ويعيد إلينا الذين افتقدناهم ، ويمكننا أن نستعيد الكثير من المعارف ، كما أننا نغرق في نثير يحتاج التدقيق .
بين ظهرانينا الكثير الذين سيذهب جفاء ، وما أكثره ، كما أن بيننا القليل الذي هو من ذهب الكتابة .
إن الحياة التي عرفناها اليوم ، تقدم لنا المعارف التقنية ، ولكن كثير منا يهدر زمانه بحصيلة لا تسهم في الفكر ، وأعتقد أن قضية الفكر تقف حيرى ، قليل منا ينتبه لها .
سنعود لحديث الكاتب الكبير إن توفر لنا زمان



*

الأكرم/ عبدالله الشقلنيني،
التحايا الطيبة، والتهنئات بالعام2015 يجعله سعيداً على كل ضامرٍ يذهب في الحياة على دروب متعددة، ثم يؤوب! فثمّة أوبة مُختَزَنة على الدوام، تتحكّر في ذهنية الرحيل بأوّل عَتَبة!
وقد قالوا أن أحدهم قد حزم أمره على اعتلاء عتبة خروج يبدد فيه من سنيِّ عُمرِه، ثم أراد أن يختبر معزّة "عزيزته" وما إن كان تسفاره الطويل - ولو أنه لم يعدُ عن كونه مجرّد نيّة ! - سيُضني الأليفة إلى الحدِّ المعقول!.. قائلاً:
عدِّي السنين لغيبتي وتَصبَّري! xxx وَ دعي الشهور، فإنّهُنَّ قِصار ..!
فردّت عليه شاعرةً:
اذكُر صَبابتنا إليكَ وَ شوقَنا xxx وارحَمْ بناتــَك، إنّهُنَّ صِــغار ..!

فألقى عصا تسياره حنيناً واندفاعا .. كأنه قد قعدَ به خوف ال شوق! وللشوق خوفة، يكاد المرء منّا آل- ســودان، يتلمّظها في غناء الراحل وردي، مرحباً يا شوق،،!
مرحباً يا اه شوق، أغمُرني، شجوناً والتياعا .. فَــ وداعا ووداعا ... وَ ووداعاً للّذي شــَــيَّدتُّه بين الضلوعِ فَــ تداعى ..! كما رويّ الشاعر السـوداني الرقيق، جيلي عبدالمنعم


أستأذِنُ أخي وصديقي فتحي، في نثر تعليق موجز، على مداخلتك السامية كالعادة، وأقول بدءاً: إنني قد قرأتُ، ولأول مرة، ذاك التقرير الذي اقتبسته أنت في مداخلتك أعلاه(...)
وبالرغم من أن فحوى التقرير، كانت تتّجه لإعلاء إبداعية الروائي السـوداني: د. أمير تاج السر، إلّا أنّه لم يُحقِّق شيئاً في مسيره نحو ال فحوى المقصودة ...! ليه؟ وتلك سآتي إليها لاحقاً..
هل أسألُك، مَنْ كاتب هذ التقرير الذي اقتبسته انت؟
وإنني لسعيد بإطلالتك على هذا البوست..

مع التحايا لك وللأخ فتحي

..............
وسأعاود

تحية ندية أستاذ عبد الله .
لي عودة مؤكدة لما كتبت هنا .
فقط وددت الاشارة لتقديري غير المحدود لأعمال الروائي دكتور أمير .
وان رأيي في ما ورد في هذا المقال لا يعني مطلقاً التقليل من شأن أعماله الروائية .
----------------------------------
عزيزي محمد ,,أهلا بيك مرة تانية .
ولي عودة لاشك .

الأحباء الأفاضل :

فتحي الصديق
محمد أبو جودة
تحية واحترما

لم أعد أرغب أن أهنأ وحدي بهذا النعيم الذي منحتماني . عام جديد أتمنى أن يكون خيراً من سابقه ، وأن تكونا في نعمة وخير. فأنتما في زحام الحياة المتلاحقة ، انتبهتما إليّ وإلى مشاركة حسبتها ترحل حواراً ضمن حزمة تجري وراء أمهاتها النوق .
انتبه شخصي أنني في عمارة محبة قد دخلت ، وهالني نقش على الحوائط ، وزخرف وكرانيش ،ودوحة فِكر يحتاج المرء أن يكون بينكم ، فإن المحبة تعدي .
سأعود .. حينما يتيسر ، فلا تقطعا هذه الإفاضة الحلوة في نقد خطاب الغضب ...

*

Quote: الشطط في التحامل على القاريء واضح وجلي

شكراً عزيزي فتحي،
لقد وضعتَ أصبعك في "موقع " العِلّة تماما..

Quote: في نقد خطاب الغضب

شكراً عزيزي الشقليني،
لقد نـَـبـّهتني إلى "ثيمة" كاربة، كانت تتراءى لي كثيراً، دون استطاعة لي في الإمساك بها.

لم يسعدني الحظ بعد، بقراءة " ولا رواية واحدة" للدكتور الروائي السوداني أمير تاج السر، لكنني قرأتُ موجزات عن بعضها، وكذلك قرأتُ له "ورقته" بل واستمعتُ له يُلقيها من على
منبر في قاعة الصداقة بالخرطوم، وعلى ما أذكر، كان عنوانها: (ضغط الكتابة وســُــكــَّــرَها)، وهي شهادة د. أمير تاج السر في احتفالية شركة زين بالإبداع الكتابي للراحل المُقيم: الطيب صالح .. 2011 لا أقولّك 2012 .. أيضاً قرأتُ كتابات عن "إبداعية" الروائي د. أمير، باقلام مُحبِّين له، وأكثرهم من مُحبـِّي إبداع " خاله " الطيب صالح؛ بالطبع أنا من المتأخّرين، في الجُك!

من خلال ما قرأتُ للروائي أمير، أو قراتُه عنه، كنتُ قد أخذتُ عليه أشياء رابتني! ولعلها، تلك الإرابة!، باعدتْ بيني وبين النزوع المِلحاح كي أقرأ روايات أمير!






-------
يتواصل لاحقاً
مع وافر التحايا والود..

مواصَــلَــة

من خلال ما قرأتُ للروائي د. أمير، أو ما سمعتُه منه إلقاءاً منبريَّا؛ كذلك ومن خلال ما قراتُ عن إبداعه بأقلام آخرين متنوِّعي المشارب! فقد أخذتُ عليه كمُبدِع حقيق أو مزعوم، أشياء رابتني ..! ولعلها، تلك الإرابة، هي التي باعدتْ وما تزال، بيني وبين النزوع المِلحاح كي أقرأ روايات الدكتور أمير تاج الســر. بطبيعة الحال، وهو على هذا النحو؛ فــَ لا مقارَنة البـَـتــَّــةَ! بين اهتمامي كقارئ عادي، حينما تلمّستُ طريقي إلى أدب الطيب صالح، طيَّب الله ثراه، وبين اهتمامي ال فقير جداً، لمّا سمعتُ أول أواني بالرّوائي السوداني، أمير تاج السر، طيَّبَ اللهُ أيّامه وطوّلها. فالاهتمام بالأول ما يزال يتصاعد، بل قُل: يتعمّق؛ بينما الاهتمام بالثاني قد أضحى قليل النمو، خافت الحَركة ممطوَحْ، بل ومغمور لا يُعْرَف له تعيين في فوضى الحواسّ، ولا في طُمأنينتها. لا يسير مع الأيام بقدَم ولا ساق، ولا تُرهفه الليالي مع حُبالاتها العجيبة، ذا الزمنُ.

صحيح، ربما يكون لاختلاف المعيار المعمول به في حالتَيْ الاهتمام القِرائي، جدواه غير الممكن دحضها، ولكنني، مع ذلك، ما أزال على اعتقادٍ كبير؛ فحواه أنّ إبداعية الأول، جاذبة لاهتمام القارئ العادي وغير العادي، لما تنطوي عليه من فَرادَة، ريادة، إجادة إلخ,,, تلك الصفات والحالات التي يتكوّن من اشتمالها، ما يطلِق عليه القُرّاء النــُّقّاد، ال " أصالة " الإبداعية. كان اهتمامي وما يزال، كبيراً بأدب الأوّل، بينما تضعضع اهتمامي الأدبي بالثاني! تُكلّل مساعيه لأواء الاسترابة. لم يحظَ اهتمامي لأدب الدكتور أمير، بفاعلية معقولة! فوقف
في مهدِه لا يزيد، لا يطمح، لا يفور ولا يفيد حِـراكا.

صحيح كذلك، في أن يكون للزمن المرويّ والمكان المُخبَرعنه، وأؤلئك الأناسي الطيِّبين، بحكاياهم الأليفة، وَ قفشاتهم الطّريفة؛ سببٌ مُفســِّـر لنهوض ذيَّاك الاهتمام الروائي؛ وبالتالي يكون للزمن المرويّ، والأمكنة الحديثة والمنتقاة ومُنتَقى، بل ومُثاب!، الحكي عنها بأناسها "أبناء عصرهم الحالي وحالِم" بــِ قفشاتٍ لهم مُتقشعمات(!) تخلو من الرضا وتدّعيه، تشكو الحِرمان وتخطِـئه! وتمورُ طيِّ إهابها الطَّماعات البشرية العادية تلك! وبين أثوابها طبقات من البريستيدج، وحوايا من حاسّة الكنز للذهب والفضة والقناطير المُقنطَرة من آلاء التكريمات والتهنئات والتقديسات إلخ,,, السبب الأجلى تفسيراً لعدم اهتمامي كقارئ عادي، بالإبداع الروائي للدكتور المُعاصِر.

الدّومة "هيل" ود حامد، وحفنة من تمر، وموسم للهجرة، أم باب، النخيل، أشجار السَّلَم وَ ضوّالبيت، و حسن تمساح ومفتاح الخزنة. كذلك جين مورس، آن همند، وَ نساء فلاندرز! وَ شيلا غرينوود، حُسنى بت محمود، وبت مجذوب و محكمة "الأولدبيلي" وفتيات جيش الخلاص! وحتى محجوب مثل نمر هَرِم، وودّ الرّيِّس المزواج، كأنما عقلو في راس " هنايووو" وأخانا "الزين" لم يكُ بالأخ المُسلم! ولم يكُ بالحَـدَثاني ولا الأمدرماني! لم يكُ بالصعلوك، وما كان الصوفي المُعذّب، بل لم يكُ من الذين يهتمون بأن ستُكرِّمهم شركة زين! ومع ذلك، كان فيه من كل هؤلاء نسيج، وله مع كل منهم وشائج تُنْسَلِ، وبنفسه من كل منهم، بضعة.

أين أؤلئك من، مُهر الصَّـيـَّـاح، صائد اليرقات، إيبولا76، أرض السودان والاشتهاء، ثم العِطر الفرنسي ..!؟ أين أؤلئك من ضغط الكتابة وسُكّرها؟ أين هم من "القارئ يُلاحق الكاتب"؛ أي كاتب ..!؟

- - - - - - - - - - - -

تحية لصاحب الملف الفاضل
والشكر الجزيل للأكرم محمد أبوجود’
ونعود لبعض الوثائق : فقد كان الكاتب الروائي أمير تاج السر من ضمن (16)

اختارت لجنة الحكيم لائحة الـ16 من أصل 123 ترشيحا من 17 بلداً
وسنعود ...



.....................
للإعلان المباشر
الجائزة العالمية للرواية العربية 2011
الإعلان عن http://www.kikah.com/indexarabic.asp?fname=kikaharabic%5Clive%5Ck53%5C2010-11-11%5C33.txtandstorytitle=لائحةhttp://www.kikah.com/indexarabic.asp?fname=kikaharabic%5Cliv...txtandstorytitle=لائحة التصفيات الأولى
http://http://www.arabicfiction.orgwww.arabicfiction.org

- سبع كاتبات يصلن الى لائحة الـ16، وهو الرقم الاعلى في تاريخ الجائزة.

- تيمات الأعمال الأساسية هي التطرّف الديني، النزاعات السياسية والاجتماعية، وكفاحات النساء.

أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية ("البوكر" العربية) لسنة 2011، اليوم الخميس 11 تشرين الثاني، أسماء الكتب المرشّحة لنيل الجائزة، التي تشكل أحد أبرز الأحداث الأدبية في العالم العربي، وأكثرها أهمية.

اختارت لجنة الحكيم لائحة الـ16 من أصل 123 ترشيحا من 17 بلداً تضمنّت للمرة الأولى أفغانستان. العدد الأكبر من الترشيحات جاء من مصر، وقد شهد عدد الكتب المتقدِّمة للجائزة ارتفاعا مقارنة بالسنة الفائتة، حين تقدّم 118 عملا من 17 بلداً. 29% من الكتب جاءت بأقلام نساء، مقارنة بـ16% في السنة الفائتة.

تتنوع الأعمال الواردة في اللائحة بين قصة امرأة عن اندرغرواند مدينة مكة المكرّمة في الزمن الراهن، الى قصة عن القومية العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر، وقصة عن عاشقين مراهقين من دينين مختلفين في اليمن. هناك روايتان عن والدين التحق ابناهما بتنظيم القاعدة، بينما تنظر رواية أخرى في معاناة سجين في سجن أميركي في المغرب. ويشكل كفاح المهاجرين العرب الى مجتمعات غربية موضوع روايتين، تجري أحداث إحداهما في انكلترا وأخرى في الولايات المتحدة. وتشهد هذه السنة زيادة ملحوظة في المشاركات من بلدان المغرب العربي.

تتضمن اللائحة هذه السنة أربعة كتّاب ممن وصلوا الى اللائحتي الطويلة والنهائية للجائزة العالمية للرواية العربية في دورة 2009: فواز حداد الذي وردت روايته "المترجم الخائن" في اللائحة القصيرة، الى جانب رينيه الحايك وعلي المقري وبنسالم حميش الذين وصلت أعمالهم الى اللائحة الطويلة (صلاة من أجل العائلة، طعم أسود رائحة سوداء، هذا الأندلسي).

أما اللائحة الطويلة لسنة 2011 فهي بحسب الترتيب الألفبائي لأسماء المؤلفين:



عنوان الرواية
إسم المؤلف
إصدار
الجنسية
*
القوس والفراشة
محمد الأشعري
المركز الثقافي العربي
مغربي
*
البيت الأندلسي
واسيني الأعرج
منشورات الجمل
جزائري
*
رقصة شرقية
خالد البري
دار العين للنشر
مصري
*
صائد اليرقات
أمير تاج السر
ثقافة للنشر
سوداني
*
عين الشمس
ابتسام إبراهيم تريسي
الدارالعربية للعلوم ناشرون
سورية
*
حياة قصيرة
رينيه الحايك
المركز الثقافي العربي
لبنانية
*
جنود الله
فواز حداد
شركة رياض الريس للكتب والنشر
سوري
*
حبل سري
مها حسن
الكوكب
سورية
*
معذبتي
بنسالم حميش
دار الشروق
مغربي
*
اسطاسية
خيري أحمد شلبي
دار الشروق
مصري
*
بروكلين هايتس
ميرال الطحاوي
دار ميريت
مصرية
*
طوق الحمام
رجاء عالم
المركز الثقافي العربي
سعودية
*
فتنة جدة
مقبول موسى العلوي
الكوكب
سعودي
*
الخطايا الشائعة
فاتن المر
دار النهار
لبنانية
*
نساء الريح
رزان نعيم المغربي
ثقافة للنشر
ليبية
*
اليهودي الحالي
علي المقري
دار الساقي
يمني
*


وعلّق رئيس لجنة التحكيم على اللائحة بقوله: "إن روايات هذه السنة متنوعة بموضوعاتها، وتتناول تيمات التطرف الديني، النزاعات السياسية والاجتماعية، وكفاحات النساء في سبيل تحرير أنفسهنّ من العقبات التي تقف في وجه نموهنّ الشخصي وتمتعهنّ بالسلطة. إننا فرحون جدا بالنسبة العالية من الكاتبات اللواتي وصلن الى اللائحة هذه السنة مقارنة بالسنوات الفائتة".

سوف يُعلن عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم لسنة 2011 بالتزامن مع اللائحة القصيرة التي يتمّ إعلانها في الدوحة، قطر (عاصمة الثقافة العربية لهذه السنة) في 9 كانون الأول 2010.


تحتفل الجائزة العالمية للرواية العربية هذه السنة بعامها الرابع، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي من حيث التزامها استقلالية عملية الاختيار وشفافيتها ونزاهتها. وتهدف إلى مكافأة الامتياز في الكتابة العربية الإبداعية المعاصرة، إلى جانب توفير أكبر عدد ممكن من القرّاء العالميين للأدب العربي الجيد.

لقد ترجمت الأعمال الثلاثة الفائزة بالجائزة الى الانكليزية، فضلا عن مجموعة كبيرة من اللغات الاخرى بما فيها البوسنية والفرنسية والألمانية والنروجية والاندونيسية. رواية "واحة الغروب" للروائي بهاء طاهر التي فازت عام 2008، صدرت بالانكليزية عن منشورات "سيبتر" عام 2009. أما الكاتب يوسف زيدان، رابح الجائزة عام 2009 عن "عزازيل"، فتُنشر روايته في إنكلترا عن "أتلانتيك" في آب 2011. وسوف يتم قريبا الإعلان عن دار النشر الذي سوف تصدر عنها الترجمة الانكليزية لرواية عبده خال، "ترمي بشرر". الى جانب ذلك، حظيت مجموعة من الكتب التي وصلت الى اللوائح القصية بعقود ترجمة، آخرها رواية "الحفيدة الأميركية" لإنعام كجه جي التي صدرت بالانكليزية عن مؤسسة بلومسبيري – قطر.

وعلّق جوناثان تايلور، الذي يرأس مجلس الأمناء، على اللائحة الطويلة، بالقول: "إن اللائحة الطويلة للجائزة في دورتها الرابعة متنوعة وقوية وغنية بالمواهب كعادتها في كل سنة، وهي تتضمن كتّابا من سبعة بلدان عربية مختلفة، وتشهد نسبة عالية من النساء".

يذكر أن الجائزة تُمنَح سنوياً لرواية مكتوبة بالعربية، ويحصل كل من المرشّحين الستة النهائيين على 10000 دولار، أما الرابح فيفوز بـ 50000 دولار إضافية. أُطلقت الجائزة في أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، في نيسان 2007، بالتعاون مع جائزة البوكر البريطانية، وبدعم من مؤسسة الإمارات.

أما اسم الفائز لسنة 2011 فيُعلن في احتفال يقام في أبو ظبي، مساء الاثنين 14 آذار 2011، عشية معرض أبو ظبي العالمي للكتاب.


نبذ عن أعمال اللائحة الطويلة لسنة 2011:

"القوس والفراشة" لمحمد الأشعري:

محمد الأشعري شاعر وروائي من المغرب، ترأس اتحاد كتاب المغرب وكان وزيراً للثقافة من سنة 1998 حتى 2007. صدر له العديد من الأعمال الشعرية والروائية وتُرجمت بعضها إلى الفرنسية، الأسبانية، الروسية والهولندية.

تتناول هذه الرواية موضوعي التطرف الديني والارهاب من زاوية جديدة، وتستكشف تأثيرات الارهاب على الحياة العائلية، اذ تروي قصة والد يساري يتلقى في أحد الايام رسالة من تنظيم القاعدة تفيده بأن ابنه، الذي يتابع دراسته في باريس بحسب اعتقاده، مات شهيدا في أفغانستان. تنظر الرواية في وقع هذا الخبر الصادم على حياة بطلها، وبالتالي على علاقته بزوجته.

"البيت الأندلسي" لواسيني الأعرج:

واسيني الأعرج كاتب جزائري معروف في بلده وفي فربسا أصدر الكثير من الروايات. تصدر كتبه في العربية والفرنسية وفاز بعدة جوائز ومن بينها جائزة الشيخ زايد للأدب عام 2007.

يروي هذا العمل قصة بيت في غرناطة من خلال حيوات الناس الذين يعيشون فيه على مر القرون. من بين هؤلاء شخصيتان واقعيتان شهيرتان: الأول هو الدالي مامي، وهو قرصان من القرن السادس عشر حارب في صفوف الاتراك وكان مسؤولا عن فترة سجن ميغال دي ثرفانتس في الجزائر. أما الثاني فالامبراطور نابوليون الثالث، الذي ولدت زوجته اوجينيه في غرناطة.

"رقصة شرقية" لخالد البري:

خالد البري كاتب مصري حاصل على باكالوريوس طب من جامعة القاهرة. يقيم في لندن منذ أكثر من عشرة أعوام. صدرت له كتابان، إحداها سيرة ذاتية.

يروي هذا العمل قصة شاب مصري يتزوج ببريطانية تكبره سنا وينتقل الى انكلترا. من خلال عينيه يكتشف القارىء عن كثب كفاحات مجتمع المهاجرين العرب المقيمين في المملكة المتحدة وعلاقاتهم.

"صائد اليرقات" لأمير تاج السرّ:

أمير تاج السر كاتب من السودان، صدرت له تسعة أعمال روائية وكتابان في السيرة ومجموعة شعرية واحدة.

انها قصة عميل مخابرات سابق يضطر الى التقاعد بسبب حادث، فيقرر كتابة رواية عن تجاربه. هكذا يشرع في التردد على مقهى يرتاده المثقفون، ليجد نفسه من ثم موضع ملاحقة من جانب الشرطة.

"عين الشمس" لابتسام ابراهيم تريسي:

ابتسام ابراهيم تريسى كاتبة سورية، صدرت لها أربع روايات ومجموعتان قصصيتان.

تعود البطلة نسمة الى سوريا بعد سنوات من المنفى في السويد، وتضطر الى مواجهة ذكريات أليمة: من المعاناة العائلية في كنف والد قاس ومتلاعب، الى المشكلات السياسية التي تؤثر على عائلتها وعلى جميع سكان حلب. تستكشف الرواية كذلك علاقاتها بالرجال الذين مروا في حياتها، من والدها واخيها الى عشاقها والرجل الذي يعذبها، وصولا الى زوجها.

"حياة قصيرة" لرينيه الحايك:

رينيه حايك ولدت في جنوب لبنان ودرست الفلسفة في الجامعة اللبنانية قبل بداية عملها في الصحافة والترجمة الأدبية. كتبت مجموعة قصصية بعنوان "بورتريه للنسيان" (1994) وتُرجمت قصة من المجموعة اسمها "المحادثة التلفونية" إلى اللغة الإنكليزية واُدرجت ضمن كتاب "حكايات نساء لبنانيات". وصلت روايتها "صلاة من أجل العائلة" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية سنة 2009.

هي شهادة امرأة عن الحرب الاهلية في لبنان. اذ تكتب الراوية في صيغة الحاضر، تمنح القارىء نافذة مفتوحة على الحياة اليومية خلال سنوات الحرب، من اخطار التجول في البلاد الى تأثير الحرب على الحياة الاجتماعية، من العائلة الى العلاقات بالاصدقاء: اولئك الذين ظلوا واولئك الذين غادروا طلبا لحياة جديدة في الخارج.

"جنود الله" لفواز حداد:

فواز حداد روائي سوري ولد في مدينة دمشق. تفرغ إلى الكتابة وصدر له العديد من الروايات ومجموعة قصصية. وصل على القائمة النهائية للجائزة العالمية للرواية العربية سنة 2009 عن روايته "المترجم الخائن" وكان عضواً في لجنة التحكيم لجائزتي "حنة مينا" سنة 2003 و"المزرعة" سنة 2004. قام المترجم البريطني بول ستاركي بترجمة فصل من روايته "مشهد عابر" وصدر هذا باللغة الإنكليزية في مجلة "بانيبال" سنة 2008.

قصة حافلة بالاحداث تجري في عراق اليوم، وتروي قصة والد يبحث عن ابنه الذي التحق بالقاعدة، آملا ان يعود به الى سوريا. رغم حماية أجهزة الاستخبارات الاميركية والسورية، يُخطف الوالد من جانب اخصامه ويجد نفسه وجها لوجه مع الزرقاوي.

"حبل سري" لمها حسن:

مها حسن روائية سورية تقيم في فرنسا وتنشر أعمالها في بعض الصحف والمواقع العربية. صدر لها عملان روائيان من قبل ولكن أعمالها مُنعت في سوريا منذ سنة 2000. عاشت خلال سنة 2008 في الشقة التي كانت تملكها السجينة المشهورة "آن فرانك" وعائلتها والتي تم ترميمها وهذا بعد دعوة خاصة من مؤسسة "فلوكشتاد" في مدينة امستردام حيث تقدم المؤسسة الشقة للكتاب المضطهدين لإقامتهم فيها لمدة سنة تذكاراًَ ل"آن فرانك".

يروي هذا العمل تناقضات الحياة في سوريا وفرنسا من خلال قصة أمّ وابنتها. بعد زواجها في سوريا، تجد الابنة نفسها مضطرة الى العودة الى فرنسا سعيا الى حرية لا تستطيع عيشها في بلدها الأم.

"معذبتي" لبنسالم حميش:

بنسالم حميش روائي وشاعر وفيلسوف مغربي ويشغل الآن منصب وزير الثقافة في المغرب. صدرت له ستة وعشرين كتاباً ومن ضمنها الأعمال الأدبية والعلمية بالعربية والفرنسية. فاز بعدة جوائز أدبية أبرزها وسام نجيب محفوظ للأدب (مرتين) وجائزة رياض الريس. ترجمت روايتاه "مجنون الحكم" (2005) و"العلامة" (2004) إلى الإنكليزية من قبل المترجم الانكليزي المعروف روجر آلن. وصلت روايته "طعام أسود رائحة سوداء" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية علم 2009.

في رواية يتزاوج اسلوبها بين "الف ليلة وليلة" وأعمال فرانز كافكا، انها قصة تجربة رجل بريء في سجن اميركي. خلال فترة أسره، يتعرض البطل للاستجواب والتعذيب من جانب العرب والاجانب على حد سواء، لكن الكاتب ينجح في تقديم كوة أمل في وضع يائس.

"اسطاسية" لخيري احمد شلبي:

خيري شلبي ولد في كفر الشيخ في الدلتا، مصر، عام 1938. كتب أكثر من سبعين كتاباً ما بين الرواية والقصة والمسرحية والدراسة. فاز روايته "وكالة عطية" بوسام نجيب محفوظ للأدب سنة 2003 وحاز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2005. قد تُرجمت كتبه إلى لغات عدة، من إلى أفلام وسيناريوات تلفزيونية. ترجمت روايته "وكالة عطية" (2006) إلى الإنكليزية. بينها الإنكليزية، الفرنسية، الإطالية، الروسية، الصينية، الأوردية والعبرية كما تحوّلت بعض أعماله إلى أفلام وسيناريوات تلفزيونية. ترجمت روايته "وكالة عطية" (2006) إلى الإنكليزية.

اسطاسية ارملة قبطية تعيش في دلتا النيل، وتصبح اسطورة محلية عندما تكرس حياتها للانتقام من موت ابنها من خلال الصلاة. ويأتي العون في شكل ابن عائلة القرية المسلمة، المعروفة بقسوتها وطغيانها، وهو محام يقرر التحقيق في القضية ومحاكمة قتلة ابن اسطاسية امام العدالة. حكمة القصة هي انه لا بد من ان يستجيب الله صلوات المظلوم مهما كانت ديانته.

"بروكلين هايتس" لميرال الطحاوي:

ميرال الطحاوي كاتبة مصرية تقيم الآن في مدينة نيويورك. لاقت روايتها الأولى بعنوان "الخيمة" نجاحاً كبيراً عند إصدارها بالعربية ونُشرت بالانكليزية من قبل الجامعة الامريكية في القاهرة عام 2000. وقد تُرجمت أعمالها الاخرى إلى لغات عدة، من بينها الإنكليزية والفرنسية والأسبانية.

هي قصة مهاجرين عرب الى نيويورك من خلال راوية امرأة تعرض تجاربها بين بلدها المختار، الولايات المتحدة، وبلدها الام، مصر، فتكشف العلاقة المعقدة بين الشرق والغرب. انها قصة عن الاصولية والتسامح، عن الخسارة والامل في الحب، وهي تسترجع أجواء أميركا خلال العقد الاخير.

"طوق الحمام" لرجاء عالم:

رجاء عالم روائية سعودية معروفة تقيم في مكة، صدرت لها أعمال روائية عدة. لها روايتان كتبتها بالتعاون مع الروائي والمصور السينمائي الأمريكي توم مكدونوه وصدرت في اللغة الإنكليزية: "فاطمة: رواية الجزيرة العربية" (2002) و"ألف ليلة وليلتي" (2007). في "طوق الحمام" تدافع عن صورة مكة القديمة المعرضة للهدم والتدمير باسم التحديث.

تكشف هذه الرواية انرغرواند مدينة مكة المكرمة التي ترويها البطلة عائشة، من الدعارة الى التطرف الديني الى استغلال العمال الاجانب في ظل مافيا من متعهدي البناء يقومون بتدمير معالم المدينة التاريخية. يتصادم هذا الواقع المعتم مع جمال رسائل عائشة الى عشيقها الالماني.

"فتنة جدة" لمقبول موسى العلوي:

مقبول موسى العلوي كاتب من السعودية، نشر بعض القصص والمقالات في الصحف المحلية. وهذه الرواية هي عمله الأول.

تجري احداث هذه الرواية في اواخر القرن التاسع عشر، وتستعرض القومية العثمانية في منطقة الخليج. عندما يقوم قائد سفينة عربي بإنزال العلم البريطاني عن سفينته ورفع العلم العثماني مكانه، يثير غضب القنصل البريطاني، وهو حامي السفينة، فتخرج الاحداث عن السيطرة، وصولا الى سفك الدماء واندلاع ثورة محلية ضد البريطانيين.

"الخطايا الشائعة" لفاتن المرّ:

فاتن المرّ أستاذة الأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية، صدرت لها رواية ومجموعة قصصية.


قصة حب ومقاومة تجري احداثها في لبنان، وهي مروية على لسان امرأة. تنتقل بين جنوب لبنان وبيروت ولندن، وتمنح رؤية عميقة عن المقاومة في الجنوب اللبناني.

"نساء الريح" لرزان نعيم المغربي:

رزان نعيم المغربي كاتب ة ليبية صدرت لها خمس مجموعات قصصية ورواية بعنوان "على مدار الحمل".

انها قصة مؤثرة عن الصداقة بين النساء وحيوات النساء السرية، اذ تروي حياة خادمة مغربية تطلب مساعدة النساء في حياتها لجمع ما يكفي من المال لكي تهرب على متن سفينة في البحر. قبل ان تذهب البطلة في رحلتها الصعبة، نكتشف قصص النساء اللواتي اللواتي ساعدنها، من العراقية التي تؤدي دور الوسيط بينها وبين المهرّبين في البحر، وصولا الى كاتبة والى فتاة صغيرة تخلت عنها والدتها.

"اليهودي الحالي" لعلي المقري:

علي المقري شاعر وصحافي وروائي ولد في اليمن. بدأ الكتابة وعمره 18 سنة. بعد إعادة اتحاد اليمن عام 1990، أصبح محرراً ثقافياً لمنشورات عدة. منذ سنة 1997 هو محرر منشور أدبي "الحكمة" لجمعية الكتاب اليمنيين كما يترأس مجلة أدبية بعنوان "غيمان" أُسست سنة 2007. وصلت روايته "الرجل من أندلسيا" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009.


هي رواية تاريخية تروي قصة مراهقين من دينين مختلفين يلتقيان ويقعان في الحب في اليمن. تبدأ القصة في احدى القرى عندما تقوم ابنة الامام بتعليم فتى يهودي القراءة والكتابة بالعربية. وعندما يقرران الهرب الى العاصمة كي يظلا معا، لا يتوقعان النتائج الطويلة الامد التي ستنجم عن قرارهما هذا.



***

معلومات للمحررين:



* الناطقان باسم الجائزة هم رئيس مجلس الامناء جوناثان تايلور، والمنسقة الادارية جمانة حداد. بغية الحصول على حوار، يرجى الاتصال بكاتي ماكميلان سكوت في مكاتب كولمان غيتي في لندن:

0044 20 7631 2666

البريد الإلكتروني:

mailto:[email protected]@colmangetty.co.uk


* التواريخ الأساسية للجائزة لعام 2011:

القائمة القصيرة: 9 كانون الأول 2010

إعلان الفائز: 14 أذار 2011


* الفائزون السابقون بالجائزة:

2008: الكاتب المصري بهاء طاهر عن "واحة الغروب".

2009: الكاتب المصري يوسف زيدان عن "عزازيل".

2010: الكاتب السعودي عبده خال عن "ترمي بشرر".

* ينبغي لكل الأعمال المتقدمة للتنافس على نيل "الجائزة العالمية للرواية العربية" ان تكون مكتوبة بالعربية وتنتمي الى جنس الرواية الأدبي.

*من أجل الإطلاع على مسار الجائزة وتاريخها، يرجى زيارة موقعها الإلكتروني http://http://www.arabicfiction.orgwww.arabicfiction.org. يفصّل الموقع شروط الإشتراك بالجائزة ويوفّر معلومات في شأن خلفيات إنشائها فضلا عن أحدث المعلومات في خصوصها. إنه أسرع الأساليب المتوافرة للجمهور من كل أصقاع العالم للحصول على معلومات منوطة بالجائزة.


* تموّل "الجائزة العالمية للرواية العربية" "مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي"، إحدى المنظمات ذات المنفعة العامة الرائدة في الإمارات العربية المتحدة.

* من داعمي الجائزة ايضاً معرض أبو ظبي الدولي للكتاب.



* أمناء الجائزة المستقلون من العالم العربي وخارجه، المسؤولون عن إدارة الجائزة: أستاذة الأدب الإنكليزي والأدب المقارن في جامعة القاهرة والكويت (بالإعارة) ماري تيريز عبد المسيح، الناشر التونسي نوري عبيد، الناشر اللبناني بشار شبارو (الدار العربية للعلوم ناشرون)، الكاتب الإنكليزي الدكتور بيتر كلارك، أستاذ الأدب المعاصر في إنكلترا رشيد العناني، الكاتب والأكاديمي خالد حروب، المترجمة والصحافية ومديرة منشورات "الاختلاف" آسيا موساي، مستشار وزارة الشؤون الرئاسية ونائب رئيس إدارة "هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث" زكي نسيبة، ناشرة مجلة "بانيبال" للأدب العربي المعاصر في إنكلترا مارغريت أوبانك، رئيس ومؤسس دار "فوروورد" ويوم الشعر الوطني في إنكلترا وليم سيغهارت، أستاذ اللغة العربية في جامعة كامبريدج في إنكلترا ياسر سليمان، أمينة سر مؤسسة جائزة بوكر إفلين سميث، رئيس مؤسسة جائزة بوكر في إنكلترا جوناثان تايلور.



* بالإضافة الى الجائزة السنوية، تدعم "الجائزة العالمية للرواية العربية" ندوة سنوية (محترف كتابة) لمجموعة من الكتّاب العرب الشباب المتميّزين. انعقدت الندوة الاولى في نوفمبر 2009 وضمّت ثمانية كتّاب أوصى بهم أعضاء لجنة التحكيم كبعض ابرز الروائيين الشباب في العالم العربي. وقد نجم عن الندوة ثمانية نصوص قصصية جديدة صدرت بالانكليزية والعربية عن، وتم اطلاق الكتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب في 27 اكتوبر 2010، وسوف يصدر في انكلترا سنة 2011. وانعقدت الندوة الثانية في ابو ظبي في اكتوبر 2010، وضمت سبعة كتّاب. الندوتان انعقدتا برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وهو ممثّل الحاكم في المنطقة الغربية، في الامارات العربية المتحدة.



لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بكاتي ماكميلان سكوت او فيرونيك نورتون في كولمان غيتي

0044 2076312666

البريد الإلكتروني:

mailto:[email protected]@colmangetty.co.uk

mailto:[email protected]@colmangetty.co.uk

خارج دوام العمل:

كاتي ماكميلان سكوت

+44 (0)7786567887



يمكنكم أيضا الاتصال بمنسّقة الجائزة على الايميل الآتي:

mailto:[email protected]@arabicfiction.org



*

.

الأكرم/ عبدالله الشقليني،

أطيب التحايا،

شكراً لإجلاء أمر البوكر العربية لعام2011، تلك التي كان مبدعنا د. أمير تاج السر، ضمن الستة العظام فيها ..

وكثير ما ساورني الشّك، بأنّ تسمية تلك المسابقة الروائية العربية، باستلاف اسم ال" بوكر" الأوروبية، بل واستلاف حتى " النَّسَق الإداري في سيرورتها ودفع التكاليف" ..!

واحد من أسباب "غرابتها"، وبالتالي غُربتها ..! في أوساط القارئين والقارئات للروايات ما يزالون!

ليتهم أسموها بالــ" جاحظ"، أبوحيّان، ابن بُرد، المتنبي، رهين المحبسين، أو بديع الزمان الهمزاني، الحريري، إلخ,,


لك التحايا، ومتابعين

ووينك يا أخانا فتحي؟

علّك بخير..!؟

حول قضية الملف
أخي الأكرم : فتحي الصديق
تحية واحتراماً ... لك ولشركاء الملف .
*
أخي الأكرم : محمد أبو جودة
تحية واحتراماً
أني أتمنى أن يكون هذا الملف لتناول رواية من روايات الكاتب " أمير " بالتحليل والنقد ، إن تيسر ذلك ، ولكن يبدو أن المادة الروائية ليست متوفرة لدى الكثيرين ، وأظنه المفتاح الحقيقي للتقدم إيجابياً تجاه الملف .
ربما يسهل على الجميع الاتفاق أن المقارنة بين " الطيب صالح " وابن أخته : ( أمير تاج السر) ، ليست مُيسرة ، لأن كتب الأخير الروائية ليست بذلك الذيوع أو الصيت، الأمر الذي يجعل الكثيرون يعتادون الشخوص الروائية للطيب صالح ، ولا يعتادون على غيره من الكُتاب . وهي ميزّة ليست في صالح المقارنة ، وأحسب أن كثيراً من الروائيين السودانيين وغيرهم ليسوا بدقة تناول الطيّب لشخوصه الروائية . لقد صنع الطيب صالح في بيته غرفة أثاثها وأدواتها وروائحها مصدر إيحاء وتقمُص لواقع ابتعد عنه طويلاً ، واستدرجه من الذاكرة إلى مستودع روائي مفتوح .

نعود لملف الغضب :
ربما كان للغضب أن يكون ليس بذي معنى إن اقتصر على تفريغ شحنته ، ولكن تحول الغضب إلى سؤال كبير عن عالمية الفن الروائي وتقاصر الكُتاب عن بلوغ سقوف الكتاب العالميين الذين نعرف ، وأن القامات التي كتبت الرواية في التاريخ تقصر عنها كل القامات ، هي وجهة نظر تفتح الأبواب في أن للفنون سقف وللإبداع سماوات قد تخلّقت ويتقاصر الجميع عن بلوغها . وهنا أرى أن الغضب الإيجابي هو الذي يحيل قضية شخصية إلى قضية رأي عام . وأرى ( أمير تاج السر) قد فعل .

الطيب صالح :.
هل من حقنا أن نقارن كل الروائيين الذين نعرف بكتابة الطيب صالح الروائية . ونحن نعرف أنه لولا تضافرت مجموعة من الصدف والانتباه لدى البعض لكان لهذا الإرث العظيم للطيب أن يندثر ، بل وربما كان الطيب قد فترت عزيمته للكتابة ، ولما استطعنا أن نثب ويثب موطننا إلى كل تلك الآفاق .
كتب الطيب القليل وكان يشتكي من أن الكتابة مُضنية وتأخذ من صحته الكثير ، لأن الرواية : عالم كامل تصنع أنت أرضه وزمانه وشخوصه . الرواية ولغتها وشاعريتها وتنوع تصاريفها وحبكة الرواية والصناعة وتفاصيل التفاصيل .وتدخل أنت معهم حياتهم وتفاصيلها وتُزيح الأستار عن رغبات الشخوص المُعلنة والسرّية ، وتلك مشقة كان من نتائجها أن قلّ إنتاج الطيب صالح فصارت كل رواية أيقونة ، لها شخصيتها في الأدب الروائي العالمي .
ونواصل إن وجدنا سانحة

*

.

يحتاج الملف لقليل من الصبر

الأكرم، عزيزي الشقليني،

لك التحايا،،

مقترحك بتناول إحدى روايات الدكتور أمير، مــُــثــَنّى، وليتك تواصل هذا التدفق الأدبي البوّاح ..

عن نفسي، لم أقرأ - ولا - إحدى روايات الأخ د. السر، لكنني مُلْمم على نحو ما، ببعض موجزات لبعضها؛ وبالتالي، يُتاح لي المساهمة -
من خلال ما استكننتُه من أفكار متولدة من "روح السرد " - في الموضوع المُقتَرَح من شخصكم الكريم.

.................
مع وفير الود

*

مرحبا يا مرحباً بالأخ الأكرم، والمبدع/ أسامة الخواض


والله يا عزيزنا أسامة، لــَـ مرورَك بهذا البوست - العَذب - يزيد الاهتمام بما للطيِّب صالح وما لأمير تاج السر، وما للمُتابعين ..

كمان وبمرورك العَذب، وأنت تحتقِب " عنواناً " لمُبدع سوداني عنوان، كالدكتور أحمد محمد البدوي (الناقد المُثير للإعجاب والتعجُّب!)، فأنتَ تزيد كيل الاهتمام، بعير ليهو ضُل!

تقول يا أسامة:

Quote: الطيب صالح،كاتب كبير بدون شك، لكن في هذا الكتاب نجد أن شروطا وظروفا كثيرة لعبت دورا حاسما في شهرته.

بداية موفّقة، ولكأنّما أشعُر أن رؤيتك النقدية (محل النظر) اقتصرت على توصيل فكرتك المُسبَقَة! ثم وظّفتْ - وبغير اطمئنان!- فكرة الشروط التي!! رآها د. البدوي.

ثم جاء في قولك:

Quote: لو كان الطيب صالح في السودان، لما وجد عُشْر ما حظي به خارج السودان،

أجد في نفسي ممانعة في القبول للإطلاقية التي ترمي بها فكرتك! لاسيّما وأنت المُبدع الطَّيِّبي، ما تزال خارج السودان، فهل راجت كتاباتك ..! بصرف النظر عن مستوى الرّواج هاهُنا، وهُناك..؟

وجاءت عزيزي الأستاذ/ أسامة الخواض، نهاية فقرتَك، كما يلي:

Quote: طبعا دا حساب مغرق في التفاؤل.

وقد بدتْ لي، أوّل قراءتها كــَــ خطّ رَجعة، ثم بعد "شوية" تحديق، وقَرتْ في ذهني كـــ" ثالثة أثافي!"

فلماذا يا أسامة ..!؟


................
مع وافر الود

معليش، التصحيح اقتضاه تراكُب المُكوَّت مع ال مامكوَّتْ؛ أما التصحيح بالحذف للمداخلة السابقة، فذلك لعلة "عُجالة نشرها" قبل أن تتم!

الأستاذ فتحي الصديق.. وضيوفك الأكارم .. تحياتــي،

Quote: بالطبع ليست هذه هي الرسالة الأولى التي تصل إلى بريدي، وتطعن بعمق في صنعة الكتابة التي ليست صنعتي وحدي، ولا أملك فيها أي تميز أو حظوة خاصة، ولكن عشرات الرسائل ترد لي ولغيري من الذين يحاولون برغم المعاناة، إضافة معنى لحياتهم أولا، وللآخرين ثانيا. ومنذ أن أصبح الفضاء متاحا بجنون، والكتابة بأي لهجة أو حبر أو مستوى، تصل بكل تأكيد للذين توجه إليهم، والمبدعون بشتى أنشطتهم، مستهدفون: هناك من يمجد أعمالهم، هناك من يلعنها، هناك من يقترح أفكارا وعناوين، وكتبا لتقرأ بواسطة المبدع، وهناك من ينصب نفسه ناقدا أدبيا بلا وجه حق، وقد يستغرب البعض من ذلك الذي كتبت عنه مرة، وكان قد قال بأنه يملك مخزنا للأفكار، ومستعد لبيع الفكرة الواحدة للروائي الذي يعاني من جفاف الإيحاء، بعدة مئات من الدولارات..

إزاء هذه المشاركات النوعية القيمة.. فتحي الصديق.. أبو جودة .. الشقليني .. أسامة الخواض.. لا يحق لنا ولا ينبغي - مثلي على الأقل - إلا الجلوس للقراءة والاستمتاع...
وحسبي هنا - يا للجسارة - أن أبدي استغرابي لهذه الثورة العارمة التي جابه الدكتور أمير تاج السر رسالة ذلك الـ (أحدهم) الذي يعتقد بأنه قارئاً (مهماً) .. بيد أن الدكتور أمير تاج السر هو روائي كبير ويحظى بمعجبين كثيرين يكادوا يغطون معظم الدول العربية.. يتضح ذلك من خلال حسابه في الفيسبوك والذي هو حساب ناشط ومتجدد والذي يديره الدكتور أمير بنفسه وبصورة تكاد تكون يومية.. عن نفسي فإنني لم أقرأ له إلا رواية واحدة هي (العطر الفرنسي).... واعترف بأنني لم أجد نفسي مشدوداً لها ... وبالطبع فقد عزيت ذلك لقصور في ذائقتي وحدها...

برغم تحفظاتي بشأن وضع روابط الكتب الإلكترونية.. باعتباره تعدياً على حقوق المؤلف .. إلا أنني هذه المرة ... أضع رابط رواية (سيرة الوجع) للدكتور أمير تاج السر ... تحججاً بمقتضيات تقييم ودراسة أعمال الكاتب.. وهي في ظني مسوغات لا تنهض بأي حال لدفع هذا التعدي... عسى أن تتحقق الفائدة..

http://www.4shared.com/office/iokcBw0yba/_____.htmlسيرة الوجع - أمير تاج السر

أعيد وضع رابط الرواية (سيرة الوجع) مرة ثانية.. لأنه لم يظبط في المرة الأولى:

على الفورشيرد [قد يتطلب الأمر امتلاك حساب.. وهو مجاني وسهل]

http://www.4shared.com/office/iokcBw0yba/_____.htmlhttp://www.4shared.com/office/iokcBw0yba/_____.html

تحايا طيبة الاخوة المتداخلين
سعدت كثير بالمشاركات وجمال مناقشة الخيط والاستمتاع بالمداخلات وتلك اللغة الباذخة المبذولة
والتي تجبرك على المتابعة وانتظار الممتع اكثر
قرأت للروائي د. امير تاج السر الكثير من الاعمال وكنت انوي بأن افتح بوستاً اعرض فيه تجربتي مع كتاباته
لكن يقيني ان صاحب الخيط قد كفاني ذلك العنت ولي عودة لادلي ببعض ملاحظاتي
تقبلوا تحياتي
احمد عمر

قرأت للروائي د. امير تاج السر الكثير من الاعمال وكنت انوي بأن افتح بوستاً اعرض فيه تجربتي مع كتاباته
لكن يقيني ان صاحب الخيط قد كفاني ذلك العنت ولي عودة لادلي ببعض ملاحظاتي

---------------------------------------------------------------------------------------
أهلاً بيك يا أستاذ أحمد وبانتظار عودتك .

Quote: عن نفسي، لم أقرأ - ولا - إحدى روايات الأخ د. السر، لكنني مُلْمم على نحو ما، ببعض موجزات لبعضها؛ وبالتالي، يُتاح لي المساهمة - من خلال ما استكننتُه من أفكار متولدة من "روح السرد " - في الموضوع المُقتَرَح من شخصكم الكريم.

أ[ْجودة
سلام

طيب لمن إنت ما قريت ولا رواية لأمير تاج السر

كيف حكمت على أنها لا ترقى لمستوى روايات الطيب صالح؟

كان تدي نفسك فرصة تقرأ بعد داك تحكم


والله لقد غظتني جنس غيظ بكلامك دا

Quote: طيب لمن إنت ما قريت ولا رواية لأمير تاج السر كيف حكمت على أنها لا ترقى لمستوى روايات الطيب صالح؟ كان تدي نفسك فرصة تقرأ بعد داك تحكم والله لقد غظتني جنس غيظ بكلامك دا

أهلين عزيزي الصادق،

ليه أصلو! أنا داير أحكُم نهائي قالولك! فكونو - على حَدّ وصفَك - أن حُكمي هو أن روايات د. أمير، لاترقى لرويات الطيب صالح،

فتلك نتيجة واحدة وأوّليّة، ومُبتناة على قراءتي لجميع روايات الطيب صالح، وكذلك، قراءتي لِــ موجَزات من رويات، وَ كتابات، و خِطابات الدكتور أمير..

بعدين ياخي، العافية درجات، وكذلك الحُكم، أدبي كان أو قانوني، له مراحل تتبدّى من "اول" إلى ثالث مُعَزّز، وربما رابع وخامس نهائي أو يزيد؛ وحيث أنه من

"قولنا": "الجوّاب من عنوانو" فقد قلتُ قولي الـ "نتيجة الأوّلانية" وكدا .. وفي الحقيقة، ليس هُناك من حُكم، بعد! إنّما المسألة كلها تجري في "خانة" القراءة ما تزال.


فــ "شنو" قــلــِّل غيظك، أو زده بأن تُرينا قراءتك المُغايرة في نتائجها التي تتعارض مع قراءتي.

ولك التحايا

عزيزي الأستاذ المُبدع/ أسامة الخواض

يا أهلاً ومرحبا، بتشريفك البوست؛ والحقيقة أعوّل كثيراً على تلقّي عدد من "لقياتك" الناجزة حول أدب الطيب صالح، له الرحمة ..

وأقبل، تعليلك فيما كنتَ تقصده عن دواعي انتشار ورواج أدب الطيب صالح، فبالفعل، يبدو أن الترجمة الباكرة لموسم الهجرة إلى الشمال، Season of migration to the North

للترجمان الإنجليزي، (دينيس جونسون)، كان لها - ربما - النصيب الأوفى في "رواج" الرواية ..


ليتك تعود يا أستاذ أسامة
فالباحة تنوّر بيك .. حتى لتكاد تُرجعنا إلى شدو "وسيم الطّلعة": بيتنا نوّر .. والله نوّر كلو زينة ..


ودمتَ بكل خير..

Quote: وأقبل، تعليلك فيما كنتَ تقصده عن دواعي انتشار ورواج أدب الطيب صالح، فبالفعل، يبدو أن الترجمة الباكرة لموسم الهجرة إلى الشمال، Season of migration to the North للترجمان الإنجليزي، (دينيس جونسون)، كان لها - ربما - النصيب الأوفى في "رواج" الرواية ..

عالمياً أم عربياً ؟؟؟؟ يا أستاذ أسامة ويا أستاذ محمد ..

مرحى عزيزي أبانصر الفارابي،

ياخوي انتا "سيرة الوجع" ال راكِدْ ده! صالينا بيها مالك؟

فالوجع - في حديث حديث - أولى بتغييره من تفسيرِه ..! أو كما قالوا

وقالوا وقالو عليّ شقي ومجنون! صحيح مجنون .. وانتو جنوني يا حلوين ..
والرحمة لصديق الكحلاوي ..


................
طابت أيامك، عزيزي نصرالدين، ولك الثناء

الأخ الكريم، أستاذ/ أحمد عمر محمد

لك التحايا الطيبة، وثناء على مرورك بالبوست، ومرحى كثيراً بعودتك المُنتَظَرة، وأنت تحتقب رؤاك النَّــيِّرَة - لا محالة - حول وفي ما قرأت

من روايات الأخ الدكتور/ أمير تاج السر ..




مع وافر الود والتحايا

العطر الفرنسي للكاتب أمير تاج السر (1)
*
التحية للأكرم : فتحي والأكرم : محمد أبوجودة والشاعر والناقد الأكرم : اسامة الخواض ولفيف من الأضياف
*
لربما كُنا نجهل كُتابنا ، وهي قضية كُبرى ألا نقرأ ما تستحقه القراءة إلا عندما تأت الكتابة النقدية من كُتاب آخرين لا ينتمون لوطننا . كأننا لم نزل لا نثق في تقييم كُتابنا إلا من بعد أن يلتفت إليهم قلمٌ شرقي أو غربي من الناطقين بالعربية . ونعرف أن الكتابة النقدية لم تزل أقلامه نادرة ، ونخاف كل الخوف من الانطباع ، فهو شقيق الكراهية أو المحبة ، ولكنه لا يقود بالضرورة إلى الحفر النقدي موضوعياً ، فالرواية قضية إبداعية مُركبة : منها اللغة الروائية بين المباشرة وبين الفخامة والشاعرية ، فالسرد طريقه شاق بين تقنيات الكتابة وحلياتها ، يتنفس الكاتب الروائي بالسرد القصصي فلا يتركك مبهوراً بالنص الفخم الإبداعي وحده ، ولكنه يتابع معك تفاصيل الحياة وتفاصيل مسلك الشخوص في العلن ، و مفاصل بواطن نفوسهم ، ثم تأتي الحبكة وصعودها من البدايات إلى القمم وإلى النهايات . ثم هناك الراوي ، الواحد أو المتعدد . ثم لدينا عطرٌ جذاب يأخذك ببهار الرغبة الخفية في المتابعة دون أن تملّ ، وتلك من المشوقات التي يصعب نثر مفاصلها .ولغة الكتابة الروائية ، وكثافة التعبير وسلاسة الأحداث ....
نبدأ من حيث لا يحتسب المرء أن نختار مقطعاً من لغة الروائي " أمير تاج السر " من روايته ( العطر الفرنسي ) لنتعرف علي طريقته في الكتابة الروائية ، ودعوة للذين لم يقرءوا له ليتعرفوا على الأنموذج الذي اخترنا على أمل إغراء من يُحب أن يقرأ لروائي لديه تسع روايات أو قل عشر :
(أ)
{ خرجتُ من عند " حكيم النبوي " عصر ذلك اليوم ، وفي جانبي الأيسر بوادر لمغص ما ، كانت في ذهني أشياء كثيرة أردت أن أنجزها قبل أن تأت الفرنسية " كاتيا" وتضخ ذلك العِطر الذي أنتظره بشدة ، ولا أدري لماذا . أشياء تخصني ، أشياء تخصها ، وأشياء أخرى سأعثر على الذين تخصهم بكل تأكيد .. لم أكن أعرف شيئاً عن مشروعها العالمي ، ولماذا اختارت له حيَّاً غائباً حتى عن ذاكرة المدينة . لم يكن يهمني بقدر وجهها الذي سأراه ، عينيها اللتين قد تكونان زرقاوين ، أو سوداوين ، أو بلون جديد لم تألفه عيوننا ، لهجتها التي قد تكون سليمة ، أو مكسّرة وبحاجة إلى ترميم ، وقوامها الذي حتماً رأيت مثله في شريط سينمائي في درجة الشعب الرخيصة ، في سينما الخواجة التي كنتُ أرتادها كلّما مللت من عشق النساء المحليات : حواء ، أمونة ، سليمة العرجاء ، فاطمة ، جواهر ، زهورات ..بائعات شاي الفقر ، والخادمات النازحات من أثيوبيا وتشاد ، وتشرد الحروب الأهلية هنا وهناك ، أولئك اللائي لا يجدن حتى المساحيق رامز الشعبية ، ليصبغنّ بها وجوههنّ ، ولا فساتين " سلوى بوتيك " التي كانت عقاباً سافراً ، لا أزياء يفخر بها الجسد حين يرتديها . وحين كنت أتقدم زوجاً مُخادعاً لإحداهنّ ، أرى أسنانها تصطك ، قدميها ترتعشان بشدة ، وثمة بؤر من الشبق تتراقص في رماد عينيها .. مسكينات .. مسكينات حقيقة .}
(ب)
{ كانت " سلافة " الجميلة جداً ، والتي كان صوتها في الماضي أغنية أطرب لها .. و" يا علي " التي تنطقها من فم عسلي ، ترجني من أقصاي إلى أقصاي .. لم تكن من اللائي وعدتهنّ بالزواج وأخلفت ، ولا من اللاتي سمحنّ لي أو لغيري من أشقياء الحي ، يتعقب فتنتهنّ إلى أكثر من السلام ورد السلام ..كانت مثلي فقيرة لكنها تتفانى في هندمة زيها ، وصياغة حياتها بما تستطيع ولا تستطيع . تعيش في بيت جدتها التي ربتها منذ الصغر ، وتعمل أحياناً في الحناء للعرايس أو تفصيل الفساتين لنساء الحي ، على ماكينة " سنجر " عتيقة . وقد ذكرت إحدى نشرات الأقاويل في الحي ذات مساء ، علاقة تجمعها بواحد من تُجار المدينة الكبار ، تمنحه الجسد ، ويمنحها المال ، ولكن الخبر لم يؤكد أو يُنفى بعد ذلك .. وظلت جميلة جداً ، جميلة جداً في نظري ونظر الجميع .}

*
ونتابع إن تيسر
*

لك التحايا عزيزي أســامة الخواض،

وسعيدٌ أنا، بقراءة تالية لمقالك الثــَر، فقد قرأتُه من قبل، واستثار عندي بعض كوامن، لا يخلو البعض منها من "ليت" ــات!

- مدخل أول:

العنوان، عنوان المقالة:

Quote: الطيب صالح :آراء في السياسة والهجنة الثقافية

هل أراه الـ "عنوان" الذي؟! مايزال حبلاً سُـــرِّيــّاً للمقالة ..!

...............

Quote: "أنا مهمتي أن أكتب.السياسة لا اصلح لها, ولا تصلح لي .والمفكرون والكتاب يمكن أن يكون لهم دور مساند" - الطيب صالح-

ذاك قول "البطل" وأعني بطل المقال بإبداعــِه الذي ملأ دُنياوات السودانيين القُرّاء وغير القُرّاء..! وشغل الناس؛ فمَنْ نَمسِك به؟

أمصطفى سعيد، أم الطيب ذات نفسه وقد خَبّ السفر بعد مئين الغياب في بلاد تموت من البرد حيتانها، آيباً يعود الــ" هؤلاء" ولو جَبْر خواطَر ..!

أعني هل كانَ القول قابلاً للمَسْكِ به؟ أم أنه كان قولاً كــ قولهم: لا بُد من صنعاء ولو طال الســفر!

................

Quote: للطيب صالح في قلوب السودانيين محبة خاصة,باعتباره درتهم اليتيمة في مال الكتابة الابداعية في العالم العربي,فهو"القشة" التي يتمسكون بها للنجاة من الغرق في بحر "النسيان".

والله يا أسامة، لَـلــ القشّة التي أتيتَ بها هنا، لتكاد تلزِمني أن أُسَمِّيها وأسُكُّ منها، بل قول " أُمَكْيــِجُ " illuminate ــبها عبارتك الجَزلى، كأنّما هيَ " قَـشــَّــة الخواض" .. فهيَ قَشّة ناجية! بينما " القشّة الأصل" كانت المُهلِكة ..!

............................

Quote: تحوّل ذلك الاحساس العميق"باليتم الابداعي"-اضافة الى جمالية نصوص الطيب صالح-تحوّل الى افتتان نادر بنصوصه وسط المتعلمين.فكثير منهم يتبارون في عدد الصفحات التي يحفطونها عن ظهر قلب من تلك النصوص.

أقبل هُنا صيغة المبالغة! ولو في غير قليل من الــ "لَــيْت" ..


..................
وبصورة عامة، فاحتفائي بالمقال بعد قراءتي تلك، لم ينقُص كثيرا وأنا أعيد قراءته اليوم، لولا ..!


أني رهينٌ لطلب ذات الصدر، أعــني الصّبر ..






ولك التحايا وارقد عافية

الشكر لصاحب الملف ، والأكرم : محمد أبوجود والأكرم الصديق الشاعر والناقد أسامة الخواص
تحية لكم جميعاً وعبركم لشركاء الملف .
وربما هي سانحة لتناول قبساً من رؤية للنقد من تاريخ أحد كُتابنا المشاهير ، وقد أوردتها في مقال لي عن المحجوب / وجه آخر :
*
محمد أحمد محجوب والنقد الأدبي لكتاب مصر عام 1935 ، وجه نتعرف على أرشيفنا في تناول الأعمال الأدبية وكتابها :

*
نقطف من مقال للمحجوب في مجلة الفجر ، المجلد الأول ، العدد الثاني والعشرين ، 16 يونيو 1935م ، ما نراه صفحة مورقة،تكشف عمق بصيرته النقدية ، كان المقال تاريخاً دقيق الحِرفية ، لم يتناول الكثير من تناول إبداعات كُتاب مرموقين في مصر من أمثال سلامة موسى ولطفي السيد ومحمد حسين هيكل ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي وتوفيق الحكيم وغيرهم من كتاب مصر، الذين نهضوا بالأدب والقص في فترة تلت كتابة المقال ، ولا يخرج عن تاريخ العصر آنذاك ،و يمثل مقاله نقداً لأدب مصري خلال فترة سابقة في مصر الثلاثينات ،قبل النهضة الكبرى :

{ حديث الأدب القومي في مصر ذاتها جديد لم تمض عليه سنوات ، وحتى الآن لم نر نتاجاً جديراً بأن يسمى قومياً . فشوقي وحافظ وأحمد محرم كانوا يقرضون الشعر على طريقة العرب ويسوقون الحديث عن النوق والخيام والهوادج ويتغزلون في سعاد ودعد وهند ، ولا يحفلون بزينب وفاطمة وبثينة . وما كنت لتلمح اثر مصر في قصيدهم إلا عندما يمتدح شوقي خديويها أو يرثي أحد أبنائها ، أو عندما يتغنى حافظ بالوطنية المصرية ويدفع الشعب للقيام بواجبه . والعقاد والمازني لا فرق بين شعريهما في المعاني والتخيلات وبين شعر " توماس هاردي " أو " شلي " أو " بيرنر " ، فهو شعر إنجليزي في لغة عربية . وأما النثر فحتى بداية هذا القرن كان سجعاً مقفى ، وما "حديث عيسى بن هشام " للمويلحي ببعيد . وأما كتاب العصر فهم بين نزوعهم إلى التجديد واللحاق بالغرب ، وبين محافظتهم على أسلوب " عبد الحميد الكاتب " وبيان " الجاحظ" ، لم يتقدموا خطوة إلا ليتأخروا خطوات ، وأدباء الشباب الذين يحاولون إدخال القصة أو الأقصوصة والمسرحية إلى اللغة العربية لا تتعدى كتاباتهم الترجمة إذا كانوا أمناء والمسخ إذا كانوا ممن ينتحلون فضل الغير . والأثر الأدبي الذي قرأته ورأيت بين سطوره حياة مصرية صحيحة هو كتاب " الأيام " للدكتور طه حسين ،ولكني ما كنتُ لأخطئ هنا و هناك لطريقة " أناتول فرانس " في معالجته لتاريخ حياته في كتابيه " بيير نوزير " و " كتاب صديقي " ، وكدت أتهم الدكتور بأنه مُقلد لا يستطيع الابتكار ، ولكن طلاوة الأسلوب وتلاحق الصور البيانية وغرر المعاني حملتني لأغفر الذلّة وأشيد بفضل الدكتور على الأدب المصري خاصة والأدب العربي عامة . والكتاب الثاني لكاتب مصري شغلته السياسة والكتابة في الصحافة عن التوفر لفنه وتجويد أدبه ، ألا وهو الأستاذ فكري أباظة ، وكتابه هو " الضاحك الباكي " حيث وجدت في الكتاب صوراً من الحياة المصرية لا غبار عليها مجلوة في أسلوب سهل فكه ، تتمثل فيه روح عصره السمحة الفكهة ، ولكن ما في الكتاب من ضعف لغوي وضعف فني في سبك القصص جعل الكتاب في مرتبة أقل مما يستحقها موضوعه . والأثر الثالث لكاتب مشهور بارع مشرقه حلو الفكاهة مغرب فيها ألا وهو الأستاذ المازني . وكتابه الذي نشير إليه هو " صندوق الدنيا " ، ولكن الأديب لم يخل من التقليد والنقل في بعض الأحيان من بعض كتاب الغرب المشهورين بالفكاهة والسخرية أمثال " مارك توين " و " جيروم جروم " وهكذا نرى أن الأدب القومي لم تقم للآن في مصر دعامته ، واذكر أني كتبت في رسالة لصديقي الأستاذ حسونة القصاص المصري في عرض الحديث عن الأدب القومي قائلاً ( وأي خير في أن نقرأ لـ " أناتول فرانس " و " برنارد شو " و " كانت " ونُخرج خليطاً من الأدب إن استطعنا معرفة أمه فلن نستطيع معرفة أبيه ) . والأدب المصري سيطول جهاده قبل أن يكون قومياً بالمعنى الصحيح ، وذلك لأن كثيراً من الكُتّاب في مصر يقرءون ويُكثرون القراءة ولكنهم لا يهضمون ، ولذلك يكون نتاجهم نصف غربي إن لم يكن غربياً من رأسه حتى القدم . والسبب الآخر في تعسير خلق الأدب المصري القومي راجع لاختلاط الأجناس في مصر حتى أصبحت مصر تسمى أم الدنيا بحق وحقيق }

*
ونواصل إن تيسر
*

يا له من كتاب ... عزيزي الشاعر والكاتب والناقد أسامة الخواض

وأنت السباق إلى النشر ، وأنا الكسول ...
ذات الهيبة التي أتوقعها : فكل حلمي أن يصبح الكتاب Text : خالٍ من عثرات اللغة والتسلسل
وجاذب للقراءة

الزملاء الأعزاء ,
لكم التحايا والتقدير ,
---------------------------------------
حالت ظروف تواجدي بالسودان لفترة أسبوعين عن متابعة البوست المحضور ,
شكراً ليكم كتير ,
ولي عودة ..

لك التحية أخي الأكرم : فتحي

ساقتنا الحكاية إلى الطيب صالح ( خال الروائي أمير تاج السر )
وها هو الخواض يتحفنا برؤى جديدة ..

تحايا لكم أعــزائي،

وحمداً لله على سلامة العودة للبوست، عزيزنا فتحي،،

وشكراً على التدفّق الهتّان، عزيزنا الخواض ..

ويا حبّذاها من مقاربات، عزيزنا الشقليني ..

والبقية، لا محالة، ستأتي ..

ارقدوا عافية، وتلك بِشارة أسامة


............
رأيتُ أن أرفع البوست، كَــ مَنْ يُحرّك تسمية عَشرة ويست، والفنّ والمُتعة مُنثالان ..

Quote: بيد أن الدكتور أمير تاج السر هو روائي كبير ويحظى بمعجبين كثيرين يكادوا يغطون معظم الدول العربية.. يتضح ذلك من خلال حسابه في الفيسبوك والذي هو حساب ناشط ومتجدد والذي يديره الدكتور أمير بنفسه وبصورة تكاد تكون يومية.

أهلاً بك أستاذ نصر الدين .
لمست اعجاب الكثيرمن القراء العرب بكتابات دكتور أمير . من خلال صفحته في الفيس بوك ومن خلال نوافذ أخرى ,
شكراً جزيلاً لك على وضع رابط (سيرة الوجع) هنا في هذا البوست .

Quote: عدا عن إبداعية النص، هنالك شروط كثيرة لا علاقة لها بإبداعية النص،تلعب في معظم الأحايين دورا حاسما في رواج النص. وفي ثقافات لا تتمتع فيها الكتابة بنفس القدر من الأهمية والاحترام كما في الغرب مثلا، تصبح تلك الشروط ذات أهمية قصوى وحاسمة في رواج النص. وذلك ما حدث للطيب صالح، ولم يحدث لابن اخته أمير تاج السر، وبقية الروائيين السودانيين.

سعدت كثيراً بحضورك في هذا البوست ..أستاذ أسامة .
وباعتقادي أن دكتور أمير قد وجد ظروفاً أفضل لرواج نصوصه من الروائي الطيب صالح ,
دكتور أمير له صلات واسعة بكثير من دور( النشر العربية ) وكثير من الروائيين والنقاد العرب .بحكم اقامته خارج السودان .
فهل لأمر عدم رواج نصوص دكتور أمير علاقة بانصراف المتعلمين عن القراءة بسبب سطوة وسائط الاعلام الأخرى ام ماذا .؟

Quote: كتب الطيب القليل وكان يشتكي من أن الكتابة مُضنية وتأخذ من صحته الكثير ، لأن الرواية : عالم كامل تصنع أنت أرضه وزمانه وشخوصه . الرواية ولغتها وشاعريتها وتنوع تصاريفها وحبكة الرواية والصناعة وتفاصيل التفاصيل .وتدخل أنت معهم حياتهم وتفاصيلها وتُزيح الأستار عن رغبات الشخوص المُعلنة والسرّية ، وتلك مشقة كان من نتائجها أن قلّ إنتاج الطيب صالح فصارت كل رواية أيقونة ، لها شخصيتها في الأدب الروائي العالمي

والدكتور أمير روائي مسرف في الكتابة الروائية اضافة لما يكتبه من أعمدة راتبة في بعض الصحف العربية ,
صدر للدكتور أمير تاج السر من الروايات :

العطر الفرنسي
صائد اليرقات
رعشات الجنوب
زحف النمل
صيد الحضرمية
مهر الصياح
سيرة الوجع
ايبولا 76
366
طقس
اشتهاء
أرض السودان - الحلو والمر
تعاطف

Quote: بين ظهرانينا الكثير الذين سيذهب جفاء ، وما أكثره ، كما أن بيننا القليل الذي هو من ذهب الكتابة . إن الحياة التي عرفناها اليوم ، تقدم لنا المعارف التقنية ، ولكن كثير منا يهدر زمانه بحصيلة لا تسهم في الفكر ، وأعتقد أن قضية الفكر تقف حيرى ، قليل منا ينتبه لها .

يا أستاذ عبد الله ..تحية وتقدير ,
ذاك الذي يذهب جفاء قديم قدم الكتابة مذ عرفت ,
الاسفاف موجود في كل عهد وعصر .
وذهب الكتابة هو الباقي الخالد .
أراك توقفت فقط في عالم اليوم , عالم المعرفة التقنية مقتفياً أثر صاحب المقال الدكتور أمير ,
وللا شنو؟

السباحة في بحـر رواية : " موسم الهجرة إلى الشمال " .السباحة في بحـر رواية : " موسم الهجرة إلى الشمال " .


*
أخي الأكرم : فتحي وأضيافه الكرام
لم أغب ، ومرفق أعلاه :
مشروع كتابة عن الشخوص لم يكتمل بعد ، وقد افترعت له ملفاً قبل سبع سنوات .
محبتي للجميع

*

22:35 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
عبدالله الشقليني

مكتبتي في سودانيزاونلاين


هكذا ابتدرنا الملف السابق :

Quote: السباحة في بحـر رواية : " موسم الهجرة إلى الشمال " (1) مقدمة: لن نسقط في مصيدة التبسيط المُخل . فلم تكن الرواية سيرة ذاتية أو سيرة " أبوسن " أو سيرة " عبد الله الطيب المجذوب " أو سيرة حياة مصطفى سعيد حقيقة كانت حياته ، أم بالوناً أو أكذوبة . لن نتبع مكر السياسة في تفكيك الفعل الإبداعي ونحيله لأبجدية أو شفرة نتلصص بها على حياة الطيب صالح الخاصة ونُلبسه " قَرْمَصيص " الرقص الذي يروق لنا . بالفعل لم يمُت الكاتب وفق تلك النظرية التي تقول بذلك ، رغم أن الكاتب منذ أن بعث بالنص للطباعة والنشر فقد أصبح مثلنا يقرأ ويفتح ذهنه للأحلام وبروقها . في قلم الكاتب أو أصابع رؤاه الكثير الذي يتدفق من الحياة الإبداعية وهي تتخلق على يديه ، له نصيب من الشخوص ولنا نصيب ، ولكن الشخوص فارعة الطول ، ضخمة ، ذهبت بالجسارة المدى البعيد . منها ملامح واضحة للعيان ومنها عالم غامض ضبابي ومنها تفاصيل وصور متقطعة ، وسرب من طيور السرد تحبس الأنفاس وهي تُحلق وأنت تقرأ ، وجاذبية سينمائية تأخذ بمجامع النفوس . لا يهم رأي كاتب الرواية ، والنذر اليسير من الإفصاح الذي فاح في أركان أو زوايا لقاءات إعلامية ،فإني أرى أن معظم الذين يديرون تلك اللقاءات من قليلي التجارب ، ومن الذين يمرون على الكون الروائي مرور الشهب . لا يتوقفون كثيراً عند القدرة الخلاقة للنص وهو يعبر التاريخ والجغرافيا واللغة والسحر والجنون وعلوم الإجماع والنفس البشرية، وكنوز لا أول لها ولا آخر . لكل صفحة من السفر الروائي بوابة ، وعند كل بوابة ماردٌ يسهر على دخول العابرين : من المتجولين كالسياح يقفزون من أفراح الدهشة ، ومن دخول الحاذقين الذين ينصبون خيامهم عند كل تعبير و عند كل كلمة ، يُدقِقون في القفزات السلسة التي تلتف من حول الزمان والمكان ، ثم يعود بك الطريق . كل شخص في الرواية ، مَلِك في مملكته ، لا ينازعه ملكه أحد . من كل الألوان والأنفس والأطياف والأبدان كانت هنالك تماثيلً منحوتةً بصبر . جلس الكاتب لكل كلمة ولكل حرف جلوس العُباد في هياكلهم الساكنة في صمت ، والأبخرة برياحينها تملأ المكان . كان مطلع ستينات القرن الماضي هو تاريخ الكتابة ، ولكن الرواية إن دققتَ بصيرتك فهي عمل إبداعي تمهل فيه صاحبه ، وهيكل الرواية كاسراً كل تقاليد كتابة الرواية العربية حينئذ . فاح من الرواية سحر اللغة العربية وسحائبها المكنوزة التي تنتظر ساحراً مثله لصياغة أورادها وكتابة أدعيتها. كنـز هي الرواية ، وسنفتح ما وسعنا الزمان من ثقوب فيها . نُقلب الكنوز وحجارة الياقوت وهي تُبرِق تخطف الأبصار . تركَتَ الرواية للقارئ الكثير من الضباب الذي يُغطي المرآة وهو ينظر ، بيديه عارية تمسح الغيوم عنها ويرى نفسه فيها ، كأنه يراها أول مرة في حياته . أشرَكَنا النص في معرفة الشخوص . ولج النص من الشكل وبنيان الجسد إلى عالم الأفكار وخزائن الأذهان بقدرتها غير المحدودة في رسم صور وأحداث جسام وبطولات تتنقل برشاقة بين كل الذين وردت أسماؤهم أو أفعالهم في جسد الرواية . ربما اليوم نيف وعشرة رسائل دكتوراه ينهل أصحابها من بئر " موسم الهجرة إلى الشمال " الذي لا ينضب . لن نكون إلا من زمرة القُراء ، ننفث تاريخنا المعرفي ونطوع قصيدة النص الباهرة ، لنُمتع أنفسنا بالدهشة كما قال الشاعر " عمر الدوش " لقد أفسحت الرواية لنفسها مكاناً بين أمهات الأسفار : منذ دانتي ، و تشوسر ، وتوموس مالوري ،و شكسبير ، وجون ملتون ، و جون دون ، وصمويل جونسون ، وجيمس بوزول ، وروبرت بيرنز ، و ويليم بلاك ، و ويليم وردورث ، و جون كيتز ، وجين أوستن ، والأخوات برونتي ، وتشارلز ديكنز ، و توماس هاردي ، وألفرد تيسنسون ، وأوسكار وايلد ، و جورج إليوت ، وماري أن إيفنز . ونواصل

04:53 م Feb 4,2015
سودانيز أون لاين
عبدالله الشقليني

مكتبتي في سودانيزاونلاين






لك الشكر الجزيل صديقنا الشاعر والناقد الأكرم : أسامة الخواض
نعم الصحبة مصاحبة الذين يحفرون في بطون المصطلحات
وينحِتون متون النقد ليأتوا لنا بالدرر ..
نتقبل ملاحظاتك سيدي بطيب نفس ، وبالفعل تختلف لغة النقد عن غيرها

لك الشكر الجزيل ، وأرجو ألا تكون قد أعطيتني فوق ما أستحق ،،،
وواصل أنت دلق الكنوز ، فهي عزيزة هذه الأيام


*

عزيزي أســامة

حيّاك الله،

ودون قطع لاسترسالك، حسبتك تأتي بالموسم، في أوائل المئة ال مُختارة من جانب النرويجيين باعتبارها المئة الأعظم ..!

لكنني لم أرَ "الموسم" .. ضمن الـ 85 أو ال 86 التي أتيتَ بها ..!


................
يا أسامة ياخ، انتا معانا ولاّ مع التّانين!؟؟
ههههه

Quote: Azzam Farah · الأكثر تعليقا كان خطير ما عارِف.. هسي المقال ده خطورتو شنو؟!

أهلين عزام،

خطورتو - باقيْ ليْ - في عدم حساسيتو!

فالمقال، على خطورة كاتبه - لم يخلُ من بعض غلاظة، والله أعلم ..





..................................
اتا آ عزّام، بتحوم بيْ بَــرّة مالَكْ ..!؟ مـَ خــَــلَّل من سودانيز ولاّ شنو؟

Quote: عالمياً أم عربياً ؟؟؟؟ يا أستاذ أسامة ويا أستاذ محمد ..

ترجمة دينيس، لرواية موسم الهجرة، بالأكيد، بل الأقمن! أنها أسهمت في ترويج الرواية في لغة بلاط سنت جيمس! at least


..................
معليش يا عزيزي فتحي، لم أرَ سؤالك إلّا اللحظة،
مع أني قرّبت اقولك: كدا بتــ حرِجني يا بيه!

في واحدة من فصول الرواية، حكى البطل! (حليل البطل!!)

أنه كان يتحدث في جمع من قُدامى المُستعمرين الذين عَمِلوا في دول كالسودان ومصر و .. و.. إلخ,, وفيهم _كما يتهيّأ لي! - مشاريع مُستشرقين،
حتى تخطّتْ رِقاب الناس إليه "طالبة" كانت تدرس العربية في مدرسة "....." للغات، تخطّتْ " آن همند" رِقاب المشاريع! والمرابيع حتى وصلت
مصطفى سعيد الخطيب، في تلك الدّارة، واحتضنته! وَ ......"شنو كدا ما عارف " ... وبعدين ..! ولا أبلين، قرأ لها بعد أن انفرد بها من كلام
الحَـكمي، أبي نواس:

إذا عَبَّأ أبو الهيجاء للهيجاء فرسانا ..
وسارت راية الموت أما الشيخ إعلانا ..

جعلنا القوسَ أيدينا .. ونبل القوس سوسانا




.....................
أو كما جال!



الشاهد، أنّ اللغة العربية، لم تكن بغريبة عند أهل المُستعمَرات! فهل قرأوها " وأعني الرواية" بالإنجليزية فقط!!؟

Quote: إذا عبّا أبو الهيْجاءِ ... لـلهـيْـجــاءِ فُـرْسَــانَــا وســارتْ رايــة ُ المـوتِ ، أمامَ الشيْخِ إعْلانَا وشبّتْ حربُها واشْتَـ ـعلتْ تُلْهِبُ نيرانَا وأبدتْ لوعَة َ الوقْعـ ــة .. أضـراســاً وأسْـنــانَــا جعلنا القوس أيدينا .. ونَبْـلِ القـوْسِ سـوْســانَـا وقـدّمْنـا مكــانَ القـتــ ـلِ والمِطْرَد رَيْحانَا فـعادَتْ حـرْبُـنَــا أُنْـسـاً ، وعُدنَا نحن خُلاّنا بفتيـانٍ يـروْنَ الفـتــ ـــل فـي الــــلّـذّة ِ قُـرْبَــانَـا إذا ما ضـربوا الطبــلَ ، ضربنـا نحـن عِـيـدانَـا وأنْشَأنَا كراديساً مـن الخِـيــرَيّ ألــوانــا وأحجــارُ الـمـجـانيـقِ لنــا تُـفّـاحُ لبـنانَــا ومَنْشا حرْبِنا ساقٍ، سبَا خمْراً، فسقّانَا يحثّ الكأسَ كيْ تلحـ ــقَ أُخـرانَـا بـأُولانَــا تَـرى هـذاك مصــروعـاً ، وذا ينـجَـرُّ سـكـرانَــا فهذي الحربُ لا حـربٌ تغـمّ الــنّـاسَ عــدوانَـا بـهـا نـقــتـلهـم ثــمّ بهـا ننـشــرُ قَـتــلانَـــا

......................
شُكراً للانترنت، وكدا

Quote: وأحجــارُ الـمـجـانيـقِ لنــا تُـفّـاحُ لبـنانَــا ...!

يا عزيزي أستاذ/ فتحي،

دَحين ال زول ده ما بالَغ!؟




..............
فقط أرجوك، ألّا تسألني من "الزول" هو منو؟
زولي هووووي! أيكون الحَكمي الحسن بن هاني؟ أم مصطفى سعيد ود فاطنة بت عبدالصادق؟ أم أنه الطيب محمد صالح؟ أم هو ..كّأنّه هوَ ..!

لك التحايا الطيبة، عزيزي أسامة الخواض،

مُلتزم صبرا من ناحية، ومتعوك في مشاغل، بالتالي، لم آتِ بعد بتعليقي على ما قدّمتَ لنا من جمال أدبي.

انبنى تعليقي المتسائل حول ترتيب أصحاب المئة بصويحباتهم " الإبداعات الخالدة في مجال الكتابة الروائية"، على عدم عثوري على ال"موسم" ضمن ال 85 عنوان ..

وأشكرك على المداخلات التي أعقبت، مع شكري الجزيل لك، على إنعاشنا بكل مداخلاتك بالبوست..

هُنا:

Quote: أما في "دراسات ما بعد الكولونيالية" فتحتل "الموسم "مركزا جد متقدم، لا تنافسها في ذلك إلا رائعة كونراد "قلب الظلام"، التي يقال أن "الموسم" ترتبط بها بعلاقة وثيقة.

والله لم تعجبني " قلب الظلام" في نسخاتها الأشبه بــ نُسخات الــ Longmann ..! فالبرود الإنجليزي فيها، فارِه! ولا مُقارنة بينه وبين " سموم" الموسم وأهله؛ كما أنه قد استفزّني، تناول " إدوارد سعيد" لموسم الهجرة إلى الشمال! بل حتى الآن، لا أرى له مُسوِّغ في أن الطيب صالح، استقى روايته من " رواية كونراد" ..! كما لا اتفق بتاتاً مع مَنْ يضعون " قنديل أم هاشم" أو " عصفور من الشرق" في كَـتـْف واحد!! مع " موسم الهجرة إلى الشمال..




......
مع وفير التحايا

لك التحايا عزيزي الخواض،
جاء في حديثك:

Quote: من الواضح أن رولان بارت يوضِّح هنا ما يتعرّض له الكاتب الحقيقي الطيب صالح من جانب القراء من مطابقة بينه و بين الكاتب الضمني، و أنه ككاتب حقيقي بيده مفاتيح تأويل النص.لكن الطيب صالح-للأسف- لم ينتبه إلى ذلك ،بل و علّق على مقاطع رولان بارت قائلا في ص 301: "ولا يحتاج الانسان إلي إعمال الفكر طويلا ، كي يدرك أنه لغو مملوء بالمغالطات والعجرفة . وهو لم يترك للقاريء اي مجال للحكم . لم يترك شيئا تقيس به او مرجعا تستند إليه ـ لأنه رفض كل شيء ضربة لازب . ورغم ذلك ، فإنه لم يفلح أن يخفي المغالطة الكبري في خطابه . إذا كان قد أمات الكاتب والناقد والعقل والعلم والقانون ، فأين وضع هو نفسه ؟ ومن أين استمد الحق ان يصدر هذه الأحكام ( اللاهوتية ) كأنها حقائق تنزّلت عليه من السماء ؟ لأمر كما قال بودلير – كلام مثل هذيان المجانين . انه لا يعدو ان يكون محض لعب بالافكار والالفاظ ، من رجل يتيه بعلمه ، وهو فيما يتعلق بنا علي اي حال ، علم لا فائدة منه ولا خير فيه" . رولان بارت بالتأكيد، لا يستحق تلك السخرية، و هذا ما لم يفعله إيكو. فإيكو –علاوة على أنه روائي، فهو يشتغل على مشروع أكاديمي هو "التأويل".و هذا ما لم يتوفَّر للطيب صالح.

ولعلي، مُصطحباً بعض روح لأبي الطيب المتنبي:
من الجآذر في زيِّ الأعاريب ,,, حُمُر الحِلي والمطايا والجلابيب ..
............ ... ...
حُسنُ الحِضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ ,,, وفي البداوة حُسنٌ غير مجلــوبِ ..

فيا عزيزي أسامة الخواض، لشدّما استغربتُ أسـَــفــَـــك...! تُبديه على "لوم" راوٍ بحجم وعظمة "الطيب صالح" للناقد والأكاديمي الفرنسي، والمُشتَغِل بدرس "التأويل" رولان بارت، صاحب نظرية " موت المؤلِّف" ..! والحال أنّ "الطيب صالح" يُبدي رأيا صقيلا، في حكاية "موت المؤلف" دي؛ بل يُعزِّز رأيه برأي رؤية لـــِ " بودلير" ..! أقول: استغربتُ أسفَك، وأنت شبه المؤيــد للرؤى التي تفيد بأن الكاتب الحقيقي لـــ"الطيِّب صالح" يكاد يشكو من أسئلة القُرّاء عن ارتباط كاتبه ال ضمني، بشخصيّات روايته "الموسم" ..! وبأمانة، فقد استمر استغرابي منك! وأنت تستغيث بــ" امبورتو إيكو"، الأديب والفيلسوف الإيطالي، صاحب رواية "اسم الوردة" وأخريات، وحائز الدكتوراه في دراسة مشاهير القرون الوسطى كــ "توما الإكويني"؛ كونه لم يرَ ما قال الطيب في "رولان" ...!
وبعد! كل هذا ألا تخشى يا مبدعنا أسامة الخواض، أن نظنّ بأنّك ما تزال تُعلِّي من "المركزية الآوروبية" ..! وقد غيّب أهلها شمسها ..! أو غيّبوا ما هو جدير بالتغييب منها.
بصراحة، تجدني من الآملين في أن تكون من الرّائين علوَّ مَثَلنا القومي: " لالوبنا ولا تمر الناس " ..! ، وبصراحة أكتر، أراك غير مُـحِــق في تأســُّــفِك على رأي للطيب صالح!
هو رأي ملزوم بحِجاحِه التي هي أمامك.





...........................
مع وافر المُنى الطيِّب

ملاحظة عائرة "ساي" ..

في إجابته على المُتسائلة، يكاد الطيب صالح، أن يكتب ذات الفقرة في الموسم ..! وأعني ألّا فِصال يُذكَر بين سرد كاتبه الحقيقي، وسرده الآخر ككاتب ضمني!

فانظر إليه يحكي عن "ارتباط" ــــه بحكاية " جين مورس" ..! وأنه تلك الأيام ..! شهريَ الأول في لندن!/ المتحف/ شربنا/ وأنت من أين ...؟

هل كان يفوت عليه ..؟

لا أظن!

وإنما أراد أن يدخل في معنى البيت الشعري الشهير لأبي نواس:

قُل لمَنْ يدَّعي في العِلم فَلسَفةً ,,, قد نِلتَ شيئاً وغابت عنك أشياءُ ...!



......................

مرجعية المداخلة الفائتة .. *

Quote: فهو يقول في ص ص 194-195 في إجابته عن سؤال قارئة "كيف تنعكس السيرة الذاتية ،و إلى أي مدى تنعكس على كتابات الكاتب؟ عندما أدرس كاتبا في حد ذاته هل أدرس حياته أو أركز على ما هو مكتوب؟"يقول الطيب صالح "أما كم يوجد في رواياتي من حياتي،فهذه كما يعلم الأستاذان عصفور و شاهين،قضية شائكة في الأدب.أعتقد أن الكاتب موجود في كتاباته و لكن ليس بالطريقة التي يراها القارئ أحيانا". ثم يورد مثالا واضحا ليبين فيه العلاقة بين ما يجري للكاتب في حياته العادية و بين طريقته في بناء شخصياته ،يقول الطيب صالح "سأقول لكِ شيئا،و هو سركبير أقوله لكِ الآن و لم أبُح به لأحد من قبل،و أقوله لكِ لأنكِ سألتني عن بناتي.السرّ الذي أفصح عنه هو: في "موسم الهجرة إلى الشمال" هنالــــــك هذه الشخصية العجيبة و اسمها جين مورس.جين مورس شخصية حقيقية،و لكنها ليست نفسها في الرواية.تعرّفتُ عليها في الشهر الأول من وصولي إلى لندن عام 1952 في المتحف الوطني.قابلت فتاة جذابة حقا و كانت...(صمت) كان في المتحف آنذاك معرض عن الفن الانطباعي و بعدين...(صمت) تحدثنا مع بعض و سالتني من أين أنا إلى آخر ذلك...و كنتُ في ذلك الحين فتى يافعاً،لا بد أن تعترفوا بذلك و بعد أن خرجنا من المعرض و ذهبنا إلى مقهى و أمضينا بعض الوقت في الحديث عن أمور عامة،و بعد ذلك لم أرها قط،و اسم الفتاة جين مورس،و قد أحببت ذلك الاسم،و من ذلك اللقاء عَلِقَ اسمها في ذاكرتي و أدخلته في الرواية:الاسم و بعض الأمور الأخرى يعلم الله بها.فلذلك فالعمل الروائي،أو القصيدة،مليئ بالإشارات التي يحتاج الكاتب إلى أن ينفذ منها إلى ما هو أبعد و أعمق.لذلك يمكن أن يكون البحث عن الكاتب في كتاباته ضربا من العبث أحيانا.نحن نعلم الآن أشياء كثيرة عن فرجينيا وولف و خلفية بلومزبري.هذه الأشياء يتوق الناس إلى معرفتها و قد تنير السبيل أحيانا.و لكنني لا أعتقد أن حياة الإنسان الخاصة و هو ما يزال على قيد الحياة مهمة بالنسبة للقارئ.و لا أعتقد أنها يمكن أن تكون مفيدة له في قراءاته أعمال الكاتب"

......
*.. مُقتَبَس من حديث الأستاذ/ أسامة الخواض

عزيزي أسامة الخواض،

لك التحايا الطيبة،،

لا أعتقد أن السأم بقادر أن يقف في طريق أمثالك المشــّائين. وإلّا، مَ الفائدة من التأدُّب والتأنــُّق والتمثـــُّل الفلاحي؟

يا أسامة، منذ بدايات قراءتي لمُشاركاتك بهذا المنبر، كنتُ - وما أزال - أرى فيك كشــّافاً أدبياً نقدياً يماثل الزمخشري في كــَــشـّافه تفسيراً للقرآن الكريم من "زاوية" المُعتَزِلَة ..والكشّاف الذي أعني، أنّك صاحب مشــروع نقدي - فااارد جناحو - وأنت المشّاء قد جُستَ خلال تلك الديار ودَيّاريها، من عهود التنوير الآوروبي، بــحداثته وما قبلها، وتفكيكيــّته وقبلها بِــنيويــّتِه، وإلى عند " مابعد الحداثة" كدلتا تتلاشى عندها الثيمات، ليبقى على الدلتا، ما ينفع الناس ..

لكنك احتازتك، رَبّة الشِّعر، ولِرَبّة الشِّعر جَــناح ..! وعليها كم جُناح!! فكُتِبَ عليك الطيران بأحد الجناحين! أو لا سوحٌ في الفضاء المُحاز سـَــلَــفاً لأسماء سَمــّيتموها ..

يا عزيزي الناقد الكبير، أسامة الخواض،
إنني على اعتقاد أنه - في كتاباتك - لا ينقصك الصدق، وربما لا تخذلك الجُرأة، ولكن يتبدّى لي أحياناً، كأنما أنت تستوحِش العُزلة في الكتابة ....! وبالتالي، تسوقك الخُطى، وعليها الأنا "المُبدِعة"، أن تعمل حساباً لفلان أو "لا " تعمل حساباً لأيِّ فُلان التاني..! وفي الحالَيْن، النقدُ الحُر، لا يأبه بـــِــ ..! بل لا يصيخُ لـِ.







..........
مع التحايا الجزيلة

عزيزي أسامة، لك الود


تقول:

Quote: شارتي الأولى هي إلى "الفيدباك"* الذي كان يمكن أن تقدمه "الصفوة"، و فشلت في ذلك،

ها هنا، يا عزيزي أسامة، ما يُمكن أن نطلق عليه " إطلاقية ضارة" ...!

فلا تركن إلى تفشيل الصفوة " كدا " على إطلاقها ..


....

أعتقد أن تعليقي الفائت، كان منصباً على مداخلتك التي أبديت فيها أنك قد يئست ..! ولو إلى حد مـــَــا ..

....

سأكون متابع لمقالاتك، وسأُريك تعليقاتي بالطبع..




دُم بخير

ا

التحية لكم والشكر على ما نثرتم هنا من رائع الحروف ,
عارف يا أستاذ أسامة ,, كثيراً ما أحس بأن زماننا هذا ليس زمان القراءة المطمئنة - وأنت الذي كتبت عن افتقادك للكتابة المطمئنة حين كنت في الجماهيرية الليبية العظمى -
ذلك حديث اخر قرأته لك في ( نصوص المشاء) ,الكتاب ,
عنيت أننا الان لا نجد الوقت الكافي كي نقرأ , وأن علمنا الراحل الطيب صالح قد كتب ما كتب من ابداع في زمان القراءة (الحقة) ..و (ظرف الزمان) ذاك أسهم اضافة للعوامل التي أشرت اليها وأشار اليها الأستاذ عبد الله في أن يحتل هذه المكانة الرفيعة في عالم الرواية العربية والعالمية .
هنالك الكثير من الأعمال الأدبية المميزة أنتجها كتاب ومبدعون وأنت منهم لم يسمع بها أحد ! ولا يبدو لي أن في نية أحد التفكير في التوقف في محطاتها حتى ! !
الكل يركض خلف أمور تشدهم بعيداً عن القراءة ,,
و(جات )وسائل التواصل الاجتماعي و(سرقت الوقت الجميل) كما أشارت لذلك الروائية - زميلة المنبر - رانيا مأمون .

عزيزي محمد أبو جودة ,,
تعال وشوف الأستاذ أسامة كتب شنو هنا :

Quote: مطار صوفيا مزدحم بالمودعين . . أصدقائي يحشون حقائبي بالخطابات والهدايا، ويحشون ذاكرتي بالوصايا للأهل والعشاق. حانت ساعة الدخول إلى صالة المطار وودعتهم واحدا واحدا في شرود أصيل وأسى مصطنع . . شعرت بوخز عميق في قلبي . . كيف سأواجه وطني؟ كانت هي تقف منزوية، لم تودعني، وكانت ترمقني بطرف عينها الثالثة . . كانت حزينة في إباء أنثوي مهزوم، وكنت مرتبكا قليلا . . رمقتها باشتهاء كسير . . ماذا ستكون في حياتي؟ . . داهمني هذا السؤال عند بوابة الدخول. . كنت أفكر فيه وأنا أتابع إجراءات السفر في تبلد. . فاحت رائحة كمثرى فسعلت . . تذكرت قولا لصاحبي بارودي "ليس من الضرورة أن تؤكل الكمثرى، ولكن لها وظيفة أخرى. . " الطائرة المغادرة إلى الخرطوم ستحلق بعد خمس دقائق. . حملت حقائبي وهرولت تجاه لغز قادم وسؤال يطاردني "ماذا ستكون في حياتي"؟

لا أحد يقرأ الان ,,
بكل أسف ,

<

الأخ أسامة الخواض،

لك التحايا الطيبة،،

فوجئتُ بمسحَك لكافة مداخلاتك ..!

ما هذا التقليد ال " حَــيــَّــاني " ...؟





.......................................................................
For sure, it's up to you ..! though I thought that you had already known that a lot of people were keeping following your contributions