جالية الرياض بين زيارة السفير سوار واللقاء الوطني!

جالية الرياض بين زيارة السفير سوار واللقاء الوطني!

لا يختلف اثنان في أن العاصمة السعودية الرياض تحتضن مجموعة مميزة من أفراد الجالية السودانية، كماً ونوعاً؛ ولذلك من الضروري أن تقوم جالية ترعى مصالح هؤلاء الناس وتكون حلقة وصل بينهم وبين الجهات الرسمية سواء كانت السفارة السودانية أو سلطات البلد المضيف أو جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج والجهات الرسمية الأخرى. وبما أن هنالك مستجدات كثيرة قد طرأت الآن، لابد من مناقشة هذا الأمر بشيء من الجدية والعزم والشفافية التي لا تغضب أحد؛ لأننا نعتقد أن منظمات المجتمع المدني السودانية القائمة حالياً قد فشلت في النهوض بأمر السودانيين في هذه المدينة العامرة. فمن المعلوم أن النظام الأساسي للجالية قد أجيز رسمياً منذ فترة طويلة ولكن لم تر الجالية النور حتى اللحظة؛ نظراً لحالة الشد والجذب التي شهدتها الساحة السودانية في الآونة الأخيرة ولا تزال! ونحسب أن الأمور قد بدأت تسير في الاتجاه الصحيح؛ ولذلك ينبغي وضع خارطة طريق مفصّلة ليستهدي بها الجميع فيما يتعلق بهذا الأمر الحساس.
في هذا الإطار نظمت سفارة السودان بالرياض، مشكورة، لقاءاً تفاكرياً مع وفد جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج الذي وصل إلى المملكة برئاسة السفير حاج ماجد سوار وبعض كبار المسئولين من إدارته. وقد أجمع كل الحضور على ضرورة تأسيس الجالية لعدة اعتبارات منها رعاية شؤون السودانيين بالتنسيق مع السفارة السودانية بالرياض. فهنالك أمور اجتماعية وإنسانية وثقافية قد لا تستطيع السفارة القيام بها بمفردها، أو ليست من مسئولياتها، أو أنها تشكل عبئاً إضافياً على طاقمها؛ كما أن بعض الأمور تحتاج جهداً شعبياً مكملاً للدور الرسمي. وكل ذلك يحتم قيام الجالية بالرياض، شريطة أن تحظ بقدر عالٍ من الإجماع؛ تفادياً لأي خلافات قد تنشأ مستقبلاً لأسباب سياسية أو جهوية أو بسبب بعض الطموحات الشخصية أو بمعنى آخر أن تكون الجالية ذات طابع خدمي حتى تستطيع أن تمد يد العون والمساعدة لأي سوداني مقيم في هذا المدينة بغض النظر عن انتمائه أو جهته أو قبيلته. ولكن للأسف هنالك جهات تحاول أن تفرض وجهات نظر بعينها عن طريق أشخاص تشرأب أعناقهم للسيطرة على قيادة هذا الجسم حتى قبل قيامه، وهذا لعمري يعوق التوافق لحد كبير؛ ولذلك من الضروري إعمال مبدأ العقد الاجتماعي في مثل هذه الحالة؛ أي أن يتراضى الناس ويقدموا تنازلات من أجل التوصل لرؤية توافقية تخدم مصالح المجموعة وليس الأفراد وهذا يقتضي حسن النوايا بعيداً عن النزعات الشخصية الضيقة.
هنالك عدة أطروحات قيد النقاش والتداول الآن لتكوين الجالية وهي معلومة لدى كافة المهتمين بهذا الملف! وحيث أن الكيانات السودانية القائمة بالرياض يمكن أن يقال عنها "لحم رأس" نقترح عقد ما يمكن أن نسميه "لقاء وطني"، إذا جاز التعبير، يضم كل الأطراف التي تتحرك في وسط الجالية السودانية المقيمة بالرياض وذلك باختيار زمرة من الناس ذوي الإحساس والاهتمام بمشاكل المغتربين السودانيين بعيداً عن الأبهة والبروتوكولات، وذلك من أجل دراسة هذه المسألة من كافة الجوانب ومن ثم التوصل لرؤية مقنعة؛ تجنباً لاستخدام صلاحيات الجهات الرسمية، الأمر الذي قد يعمق هوة الخلاف ويزيد الوضع تعقيداً ويجعل من الجالية المرتقبة منبراً آخر للصراع وإدارة الخلافات مما سيقعدها عن القيام بالمهام المنوطة بها تماماً.
ونظراً لتغير أحوال المغتربين وتنوع المشكلات التي تواجههم من تعليم وإسكان وعودة طوعية أو قسرية وغيرها من التحديات الجسام، فإن المطلوب هو تشكيل جالية تعنى بوضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ؛ خاصة إذا علمنا أن نسبة كبيرة من السودانيين الذين يقيمون بالرياض يعملون في وظائف غير مهنية أو فنية وهم الأكثر عرضة لغوائل الهجرة والاغتراب، لذا فإن الجالية المرتقبة ينبغي أن تكون ذات تشكيلة خدمية بالدرجة الأولي وليست للوجاهة والمظاهر، كما ينبغي أن يكون لها صوت مسموع لدى الدوائر الرسمية والسفارة وجهاز تنظيم شؤون السودانيين العالمين بالخارج من خلال حسن أدائها وتماسكها ووحدة هدفها وصفها،مع مراعاة أنظمة البلد المضيف، وهذا يتطلب اختيار قيادة الجالية من ذوي الخبرة والكفاءة وحسن السيرة والقبول لدى جموع السودانيين المقيمين بمنطقة الرياض. كما يجب أن تنال الجالية دعم ومساندة الجهات الرسمية إذا أريد لها أن تقوم بواجبها على أكمل وجه، وذلك لن يتحقق إلا بالتوافق بين الأطراف ذات الصلة دون أن يسعى طرف لفرص وجهة نظر بعينها!
الكرة الآن في ملعب قيادات العمل العام من أفراد الجالية السودانية بالرياض؛ فقال سعادة السفير عبد الحافظ إبراهيم أمام الملأ " اتفقوا على من ترون وسأبصم لكم على الجالية بأصابعي العشرة". ومن جانبه، قال سعادة السفير حاج ماجد سوار بأنه يسعى لتكوين الجالية في حال الاتفاق على كيفية تشكيلها وتكوين لجنتها التنفيذية وإذا لم يحدث ذلك فسوف يضطر لتشكيلها وفقاً للمعطيات المتاحة حتى لا تتعطل مصالح الناس.
لقد حانت فرصة سانحة لتشكيل جالية الرياض ويجب ألا تضيع من بين أيدينا وكل ما هو مطلوب ترك الخلافات والتنازل عن الطموحات الشخصية من أجل المغترب الذي بدأ يفقد كثيراً من عمره وتراكمت عليه مطالب المعيشة وهمومها وتبدلت أحواله في المهجر حتى كادت الأرض تضيق عليه بما رحبت! فالمطلوب عقد " لقاء وطني" تمهيداً لقيام كيان يمثل كافة المغتربين السودانيين بالرياض؛ خدمة لمصالحهم وقضاياهم.

نعم أخي التجاني قش..
اوافقك الرأي بضرورة قيام الجالية ..
بل بالضرورة والحاجة الملحة..
وقد شعرنا كلنا خلال الايام السابقات..
بعمق وتنامي هذا الاحساس لدي الجميع..
الوفد الرسمي وقيادات العمل الطوعي موالاة ومعارضة..
ولا سيما الاخوة بالسفارة السودانية بالرياض ..
والذين بلا شك يمثل عدم وجود الجالية ..
عبئا أضافيا عليهم..
نسأل الله التوفيق.

Quote: نعم أخي التجاني قش.. اوافقك الرأي بضرورة قيام الجالية .. بل بالضرورة والحاجة الملحة.. وقد لمسنا كلنا خلال الايام السابقات.. بعمق وتنامي هذا الاحساس لدي الجميع.. الوفد الرسمي وقيادات العمل الطوعي موالاة ومعارضة.. ولا سيما الاخوة بالسفارة السودانية بالرياض .. والذين بلا شك يمثل عدم وجود الجالية .. عبئا أضافيا عليهم.. نسأل الله التوفيق

شكرا لك على المرور يا يوسف

تقدم بعض ممثلي ولايات السودان بمذكرة للسيد حاج ماجد سوار تحمل رؤيتهم لتكوين الجالية طالبوا فيها برفعة نسبة تمثيل الولايات (تمثيل جغرافي) إلى 80% بدلا من 65% حسبما ينص النظام الاساسي للجالية فيما يتعلق بمجلس الجالية كما طالبا بتمثيل الالولايات بنسبة مقدرة في حال تكوين لجنة تسيير تتولى عمل الجالية لفترة مؤقتة.