اينما وضعت يدي وجدت جرحك ياوطن

بسم الله ونعوذ بالله من الشيطان الرجيم

اما بعد

اينما وضعت يدي وجدت جرحك نازفاً يا وطني تصبرنا وصبر بعضنا البعض سنيناً عددا املاً وطمعاً وعشماً في يوم بكرة

ويأتي بكرة وتذداد الجروح وتلتهب ثم نزرع الامال مرة تلو المرة وحصادنا كلعادة سراب .

احترق الجنوب منذ العام 1955 فكانت نتيجة 2011 محصلة طبيعية وربما الجنوب والشمال ارتضوا النتيجة (بروح رياضية ) وكل ذهب في حال سبيله .

ولكن ما زال الجسد يلتهب وليس من المتوقع أن تكون محصلة الاحداث في دارفور او جبال النوبة او النيل الازرق او شرق السودان او شمال السودان

بنفس نتيجة الجنوب كما يتمنى بعض الاشقياء من هنا وهناك .

مالات الاحداث قد تفضي الى صراع قبلي طويل الامد لا يبقي من هذا البلد سوى اسم في ذاكرة التاريخ وشعباً يهيم بالمطارات احتفالاً بماضي عريق وحاضر مقيت ومستقبلاً متلاشي .

كما اقول ويقول البعض يربطنا خيط رقيق جداً اذ ما حافظنا عليه اصبح عصياً على القطع او الشرخ وكلما شددناه انقطع وحينما ينقطع لن يفوز احد

(كما يحدث في جر الحبل في اللعبات التراثية ) فكل مجموعة ستسقط في بعضها هنا وهناك .

بملاحظة بسيطة في الايام الفائتة ومن خلال هذا المنبر المقروء تبين لي مدى ايغالنا في العنصرية والنتانة قد نحسب أن من يقوم بذلك هو المحاسب لا

فكلنا شركاء فيما يحدث للحكومة مثل حظ المعارضة والشعب .

وحينما ننظر الى التنوع الجميل في سوداننا تظهر لنا بوادر الخلاف والانشقاقات والمرارات القديمة والجديدة فلا توجد قومية تجتمع على كلمة واحدة

في اقاصي الشمال هناك خلافات بين المكونات النوبية وكل منهما يدّعي النقاء والصفا ونتجه جنوباً فنجد ما يحدث شمالاً يحدث ايضاً بين المكونات العربية

ويتواصل الصراع بالاحرى بوادره جنوباً وفي نفس المجموعة فكل منهما وإن قبل الاخر حيناً يلتهمه في اول منعطف ومن ثم نتجه غرباً

فنجد صراعاً حامي بين المكونات ذات التوجه الافريقي والمكونات ذات التوجه العربي وبينهما دماء في حين أن نفس المجموعات العربية تعاني من صراع طويل فيما بينها

راح فيه الالاف فداء للقبيلة وتاريخها وايضاً لا تخلو المجموعات ذات التوجه الافريقي مما اصاب نظيرتها العربية

وشرقاً ليس الحال بافضل من غرب او وسطه او شماله او جنوبه اعني الجنوب الجديد وإن كان الصراع في الغرب اتخذ شكله الحالي (اعني فيما بين القبائل )

سيتخذ نفس الشكل وسطاً وشرقاً وشمالاً وجنوباً فكل ينتظر دوره الااذا حدثت معجزة ونحن في زمن نادر أن تحدث في المعجزات او كرامات الصوفية

ولكن العشم في القلم رغم أننا نؤمن ونقر بصحة المثل القائل القلم ما بزيل بلم .

جميعنا تجمعنا صلات طيبة ببعضنا ولكل منا اصدقاء اقرب اليه من اخوته من مناطق اخرى ومن قبائل اخرى ولكن رغم ذلك نرى ما يحدث ولا نحرك ساكناً

نشعله بمباركتنا وبصمتنا وبضحكاتنا . نعم قلة هم من يمارسون العنصرية ويشعلون نار الفتنة في هذا البلد المنكوب ولكن جميعنا نصطلي بالنتائج .

المتعلمين وغير المتعلمين المثقفين والمشاهدين الناس الساي والناس الما قادرة تحدد هي بتعمل في شنو كلنا مسؤولون عما سيحدث في هذا الوطن

ولكن ما الذي يهمنا اذا كنا لا ندري ما الذي سيحدث .؟ للاسف رغم المخاطر ورغم الدلائل التي تشير امر عظيم سيحدث في القريب نمارس فن دفن الرؤوس في الرمال

وكل منا يدّعي القوة والمنعة وحماية حمى السودان .


الشعوب هي التي تصنع اقدارها

الحكومة سترحل والمعارضة ستحكم وسترحل نحن من يحدد :

من وكيف وبما يحكم ؟؟

دعوة لكل من له عقل

دعوة لكل من له ذرة حب لهذا الوطن

دعوة لبعض الزملاء في هذا المنبر والمنابر الاخرى كفوا عما تفعلوا

رجاء وليس امراً

كتاباتكم لا تزيل النظام الحالي ولا تبقيه مجرد فتنة مسمومة تبثونها وتغذونها كل يوم حتى كادت أن تستفحل .

من اجل السودان فلنكن على قدر التحدي

السودان لنا كلنا

لا فضل لاحد فيه على احد

وحين نردد

يا بلدي ياحبوب فلنتمعن جيداً