بين التزعة والزجارة والغاف واللا قاف

صادفت سوداني في بلد الاغتراب وقد بدا جادا أحيانا وساخرا أحايين أخري، في مواجهة شخص آخر من بلاد
الشام أعتقد أنه سوري، علمت أنه قال للسوداني يا زول إن السودانيين لا يجيدون نطق الحروف العربية بدليل أنهم
يحولون القاف غينا والسين زايا كقولهم (غال لقال) و(تزعة لتسعة)، فقال له السوداني يا زلمي ان الشوام يقولون
(زغير لصغير ) و(زجارة لسجارة) ويلغون تماما القاف من قاموس اللغة كقولهم (أولت لك لقلت لك) مثلهم والأخوة
المصريين .. فقلت للسوداني ماذا تفعل وفي ماذا تجادل فقال لي هولاء دائما يتندرون من السودانيين وهم أكثر الناس
مدعاة للسخرية منهم فعيوبهم لا تحصي ولا تعد.. ولا أدري ما سر قوة العين التي تجعلهم يسخرون من الآخرين
ويرمونهم بالحجارة وهم يسكنون بيوتا من زجاج هش .. فهدأت من روعه وقلت له أن الله يأمر بأن لا يسخر قوم من
قوم وذكرته بالمثل الشعبي العارف عزو مستريح .. وقلت له هذا فرد واحد وهناك عشرات غيره يحترمون السودانيين
ويعترفون لهم بالأفضلية ويبادلونهم الود والمحبة الصادقة.. وليس عليك أن تأخذهم بجريرة فرد واحد ربما كان جاهلا
أو مريضا وليس عليه حرج .. فقال لي أعرف كل ما قلته ولكنني أردت فقط أن أقول له إن السودانيين يعرفون كيف
يبادلون السخرية بأسوأ منها.. ولديهم موهبة في ذلك لا تجاري ولا تباري وفي إمكانهم أن يؤلفوا مئات النكت والقفشات
التى تجعل الآخرين عراة حفاة.. ولكنهم يسكتون ترفعا ومراعاة لخالقهم وليس جبنا كما يعتقد هولاء .. فقد له وقد شعرت
أنه بدأ يغلبني في الكلام .. علينا كسودانيين أن نحتفظ بخصالنا وأخلاقنا التى يعرفها أصحاب الخصال الحميدة والأخلاق
الرفيعة فالرجال تعرف بفعلها لا بالكلام وإذا كان الآخرين يسخرون ويتندرون على السودانيين فهم ليسوا قدوة لنا لنجاريهم
ونفعل مثلهم بل يجب أن نحتفظ دائما بحكمتنا وأخلاقنا التى تجعلنا أرفع وأسمي.. ومن كان منكم بلا عيب أو خطئة فليردمني بجبل من الحجارة .

Quote: فيردمني بجبل من الحجارة .

هاك دي لحدي ما ألم فيك وأردمك:

قوم لف :)

وبمناسبة الغربة والصدفة فأيضا صادفت مرة ثلاثة ( ولدين وبنت ) في واحد من المولات
وهم يرغون ويزبدون لأنهم لاحظوا أن سودانيا مثلهم ومن بلدهم ( يقدل ) بالعراقي والسروال
والشبشب في المول .. ولأنني أعرفهم فقد سألت عن سر غضبتهم وقلت لهم إن السروال والعراقي
على الأقل لبس محتشم طالما كان نظيفا ومرتبا .. فالخواجات وبعض ( العرب المستخوجين ) يقدلون
بالفنلة الداخلية والشورت والسفنجة الواحدة دي، وفي أي مكان وليس في المولات والأسواق العامة
فقط، فانبري لي أحدهم ليذكرني بأن كل شاة معلقا من عصبتها وقال لي إن الخواجات هذه طبيعتهم
وطريقة لبسهم المعروف للجميع وهي لا تلفت النظر في الغالب، فضحكت لقوله وذكرته أيضا إن
العراقي والسروال والجلابية والتوب والمركوب شأن سوداني أصيل نفتخر ونعتز به كسودانيين كما
يفتخر الخلايجة بالكندورة والغترة والعقال ولا يتخلون عنها حتي في بلاد الخواجات.. فلماذا نتخلي
نحن عن حاجاتنا الأصيلة التي تميزنا لإرضاء عيون الآخرين ؟ فقال الثاني سريعا وكأنه إكتشف
عبارة يلجمني بها : المثل بقول ليك ألبس ما يعجب الآخرين .. فقلت له بنفس السرعة : اذن لماذا لا تلبس
فنلة داخلية وشورت وسفنجة ؟؟ فبهت الذي كفر بزينا وتراثنا .
المشكلة تبدو عويصة لدي بعض السودانيين في دول المهجر خصوصا البلاد العربية طالما لا يعجبهم
السروال والعراقي .. مع إن نفس هذا السروال والعراقي ندخل به المسجد لنصلي ونقابل خالقنا سبحانه
وتعالي، فهل وصل بنا الأمر لدرجة أن نستحي من الخلق ولا نستحي من الخالق ؟؟؟
إنها من وجهة نظري صدمة حضارية عاناها بعض المغتربين حتى فقدوا الثقة بأنفسهم وفلكلورهم، و أصبحوا
يتعففون من تراثهم وأصالتهم بل وأحيانا لهجتهم .

Quote: وذكرته بالمثل الشعبي العارف عزو مستريح

المريخاب ديل دايرين يجنونا و لا شنو ؟ كدي أتفقو على حاجة .. آية و لا حديث و لا مثل و لا شنو تحديداً ؟




ثم إنو مشتاقين و كده ...

مشتاقين دي شنو يا خالد ..؟؟؟
لو ما قلتا لي قوم لف بعتبرك ما جاد