على تخوم وادي برلي

مدخل اول
*************



جنون وعطلة


تلبو

في ذا ت نهار غائظ كانت الشجرة بنت امها ماهلة تسع كل من اراد ان يجار بظلها من سموم الحرور
دون عناء او تعب، تسعهم بقلب منفتح ،ولكن دون اغراءات ،او تقديم ماقد يجعلهم يطمعون في
الاسترخاء، لأن لفحات سموم الشمس الحارقة تهاجم الظل الوارف من هنيئة لاخرى وامواج
الاتربه المتلاطمة والمسطلح عليها (باللكتاحة) تياراتها في اوجها الكل يجلس على مؤخرته في
تأهب! لاادرى لماذا ولكنهم متأهبون وكأنهم يترغبوا هجوما من القدر الذي ما فتئ يهاجمهم اينما
حلوا ، شُعث غُبر عراريقهم المهترئة يبدوا عليها اثار غسيل غير مكتمل الاركان او قل احادي
التفاعل وذلك اثر انفراد الماء بساحة التفاعل الطشدية ، فأكسب ذلك التفاعل الاحادي (العراريق) لون بدا متلائم
مع اجواء الكتاحة بل مطابق لذرات غبارها التي تحملها في احشائها .
هتف ( ولد الله جابو ) -عندما اطلت التومه بكبابي الشاي - بكلمات بشوشه تبدو عليها اثار الانقراض
- لم يعره احد كثير انتباه - وليست من دواعي سروره ان يعره احدهم ذلك الانتباه البائس بؤس كمينه
لم تكمل جرعاتها من لظي الجحيم وداهمها خريف ذو (عينه) !! اخذ منها كوب الشاي وهو يراقب في
احمد صاحب المويه يشق الزحام للوصول للزير المخيش ليضع جوز الماء الذي سيدفع ثمنه
منقوص حاج سعد ابو رونجول ،في نفس الوقت الذي يحاول فيه ودعريس ان يمط رجليه ليريحها
من خضر التقرفص نشبت بينهم مشادده كلامية انتهت بسباب متبادل اما سعد او ابو زنت كان يتخذ
من اصل الشجرة متكئا ،جلستُ انا بعيدا حيث كان يجلس حمدية المجنون على ظل الحرازاية الشحيح
المنسدل على رمال وادي ( برلي )العظيم جلست قبالته وكأني اريد استجوابه - والحق يقال قد اردت ذلك -
ولكن قشعريرة خفيفة شعر ت بها تسري في ظهري الجمتني من التساؤل لدقائق ولكن فعلت اخيرا اول
ما ابتدرت به حديثي
رايك شنو يا محمد في الناس الحايمة دي ؟
سكت برهة ثم قال الناس مالها؟
قلت له رايك انت انت فيهم شنو ؟
اطرق قليلا ثم تأوه وسألني سجارة جدت له (بالبرنجية ) الوحيده التي املك
اشعلها من الكوشه في بطن الوادي ثم عاد وبعد ان اخذ نفسأ عميقا وزفره قال لي
دي عالم مهضربة والله حيرونا نحنا المجانين ذاتنا !
ومن ثم نهض نافضا يدية ويمم وجهه شطر مدرسة المصطفى ليهتف ياعالم ياناس انتو ما بتفهموا مليون مره قنا ليكم دي ماعيشة
واطلق ساقيه للريح!
جلست حائرا ومتحسرا على برنجيتي يقتلني شقف حوار لم يكتمل وددته طويلا وممتعا ولكن خذلني بجنونه
فقلت لنفسي (والله كلام عجيب حتى المجانين بقوا يكالو حقك )
عدت بخُفَّيْي ودون سجارة لوسط شجرة النيم على تخوم وادي برلي !


مودتي
تلبو

**************

فوق