+++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++

+++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++


12-10-2014, 01:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1418170396&rn=0


Post: #1
Title: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-10-2014, 01:13 AM

أجبائى الكرام ..
جقيقة .. الزمن يجرى بسرعة البرق ..
ومن يقول نحن فى أواخر عام 2014 .. وبعد أيام قليلة
سيحل عام جديد بتباشير جديدة .. آملين من الله عز وجل
أن يكون عاماً مليئاً بالخير والخيرات ..

ونحن إذ ننتهز هذه الفرصة الجميلة .. لنتقدم بوافر
شكرنا وتقديرنا .. للباشمهندس والأخ الحبيب بكرى أبوبكر ..
وقيامه بفتح ساحته العامرة .. وكما نقول بلغتنا السودانية .. ..
فتح حوشه العامر .. على الرغم من المسئولية الجسيمة
الواقعة على كاهله .. هذا ناهيك عن المشاكل الفردية ..
الخ .. الخ ..

ونقول له .. كل عام وأنتم بخير يا أخانا بكرى ,, وكل عام
واسرتكم الغالية بخير وعافية .. بقرب حلول السنة الجديدة ..
وأيضاً ... كل أرشفة وانت طيب ..

وهنا أيضاً ، أود أن أنوه عن اختياركم هذا اللون ( البنى ) الجميل ..
والذى أعاد بنا ذكريات الزمن الجميل .. زمن بداية المنبر .. قبل أكثر
من عشر سنين حيث كنا دائماً نرفل فرحين بين ضفاف وجنبات هذه الساحة
العامرة ..

الرب يبارك حياتكم .. ويعطيكم وافر الصحة وهدوء البال ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست ارجانوس جبران
+++

Post: #2
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-10-2014, 01:56 AM
Parent: #1

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 13-9-2009

ما مدى معرفتنا لله

كثيرون من الذين يقولون إنهم يعرفون اللَّه تمام المعرفة ويعبدونه، يكونون في الواقع لا يعرفون اللَّه معرفة حقيقية! ذلك لأن هناك أنواعًا من المعرفة فيما يتعلَّق بالعلاقة بين اللَّه والإنسان.

أبسط الأنواع هو المعرفة العقلية التي يقول فيها الشخص: نعم أنا أعرف أن اللَّه هو الخالق العظيم الذي خلق السماء والأرض وما عليهما من سائر المخلوقات السمائية والأرضية، اللَّه الأزلي وحده، الذي لا يحده مكان، القادر على كل شيء... اللَّه غير المحدود في كل صفة من صفاته، فهو فوق الزمان وفوق المكان. وهو كُلِّي المعرفة. فهو يعرف ما في باطن الأرض، وما في أعماق الجبال ويعرف ما في قلوب الناس، وما في أفكارهم وما في نيَّاتهم... هذه المعرفة العقلية وحدها لا تكفي. لأن كل ما تفعله هي أن تملأ العقل أفكارًا، وقد يبقى القلب فارغًا لا مشاعر فيه ولا حُب، ولا عاطفة ولا أحاسيس. إنها حالة إنسان قرأ عن اللَّه أو درس، دون أن تكون له صلة خاصة باللَّه.

إنها معرفة العقل لا القلب... معرفة العُلماء في الدين، وليست معرفة العابدين... وحتى هذه المعرفة العقلية، أمامها مجال للزيادة والنمو، بالدراسة أو بالتأمل. وهى عند البعض تتحوَّل إلى نطاق من الجدل في الدين، وفي الحوار في الأمور الخاصة باللَّه جلَّ جلاله.

أمَّا معرفتنا الحقيقية باللَّه، فهي المعرفة الاختبارية لنا مَن في حياتنا. وهى التي لو تكون عن طريق الكتب أو المحاضرات أو شتَّى أنواع التعلم، بل هي عن طريق مُعاملات اللَّه لنا... عن إحساناته لنا في احتياجاتنا، وحلّه لمشكلاتنا، ولمسنا حكمته في تدبيره لحياتنا، واحتماله لنا في أخطائنا، أو معاقبته لنا أو مغفرته، أو فتحه أمامنا لأبواب التوبة... مع سائر ما نراه من صفات اللَّه الجميلة... سواء من تعامل اللَّه معنا أو مع غيرنا... أو من تدبيره الإلهي للأحداث...

إن خبرتنا مع اللَّه تعطينا معرفة أكثر. وكُلَّما نعرفه نحبه ونُمجِّده، وتزداد معرفتنا له بالأكثر، ويزداد إيماننا به، ونرى فيه القلب الكبير الذي يحنو، والذي يرشد... فتزداد معرفتنا به، ويتعمَّق اعتمادنا عليه... ومع أن اللَّه قد يكشف لنا ذاته بأنواع وطرق شتَّى، إلاَّ أننا نحتاج أيضًا أن نُصلِّي في خشوع قائلين له: أعطنا يا رب عِلم معرفتك... على أن معرفتنا للَّه -وإن كانت تبدأ هنا على الأرض- ولكنها لابد ستستمر أيضًا في الأبدية إلى أن تصل إلى كمالها. فنحن مهما عرفنا عن اللَّه، ومهما درسنا عن صفاته الجميلة المجيدة، فكل ما نقوله إننا نعرف فقط بعض المعرفة. لأننا ونحن في هذا العالم محوطون بضباب هذا الجسد المادي، فلن نصل إلى معرفة كاملة باللَّه تبارك اسمه. ولكننا حينما نخلع هذا الجسد، فأرواحنا الشفافة سوف تعرف أكثر في العالم الآخر.

ولكن هل ترانا سنعرف حينذاك كل شيء عن اللَّه؟ كلا لأننا مخلوقات محدودة، واللَّه غير محدود. ومن المُحال أن المحدود يعرف كل شيء عن غير المحدود!

فهل في الأبدية ستظل معرفتنا عن اللَّه قاصرة؟ كلا بل اللَّه سوف يوسع قلوبنا وعقولنا لكي تتسع لمعرفة أكثر عنه. فتبهرنا تلك المعرفة العجيبة عن اللَّه في عظمته وبهائه، وجماله وكماله... حتى أننا لا نستطيع أن نحتمل أكثر... ونقضي بعض الوقت في انبهار بما قد كشفه لنا. ثم نفيق، ولست أدري متى! ونحن نتأمل في ما رأيناه وعرفناه، شاعرين بسعادة لا توصف، وما قد ذقناه من معرفة وما أطيبه... ثم يعود اللَّه فيوسع قلوبنا وأفكارنا حتى تقوى على احتمال المزيد من المعرفة، حسبما تستطيع طبيعتنا البشرية المحدودة... ومع كل ما يكشفه لنا اللَّه عن ذاته، يظل كما هو اللّه غير المحدود، ونظل كما نحن الطبيعة البشرية المحدودة التي لا تستطيع أن تحتمل معرفة كل شيء عن اللَّه، إنما يكشف لها اللَّه عن ذاته بقدر فتنمو في معرفة اللَّه على قدر ما تحتمل... إذًا نحن في الأبدية ننمو في معرفة اللَّه. ولكن إلى قدر مُعيَّن! بل إن صفة واحدة من صفات اللَّه لا نستطيع أن ندركها كلها في كمالها مهما مرَّ الوقت وطال.

لقد سبق أنَّ اللَّه جلَّ جلاله قد أعطانا من قبل معرفة عن طريق الوحي، وعن طريق الكشف الإلهي، وأعطانا معرفة عن سمائه وملائكته ومجده... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأعطانا من المعرفة ما يكفي لأن نحب الحياة معه، ونحب تسبيحه وتمجيده بالقدر الذي يكفينا، وبالقدر الذي تحتمله طبيعتنا... فإن كان اللَّه في الأبدية سيعطينا أيضًا معرفة الجمال الذي يحيط بملائكته الأطهار وبسمائه، وبالنور الذي يحيط بهذا كله، فكيف إذًا يكون الجلال والجمال المحيطين بذاته وبعرشه!!

وإن كُنا هنا على الأرض لم نستطع معرفة الكواكب والنجوم والمجرَّات. فكيف سندرك معرفة خالق هذه كلها. بل إن كُنا على الأرض حيث نعيش، لا نعرف ما في باطن الأرض من أسرار، ولا ما يوجد في أعماق البحار، ونظل ننقب حتى نعرف بعض المعرفة... بل فليعذرني القارئ إن قلت أننا حتى الآن لم نعرف أنفسنا! فما الذي نعرفه مثلًا عن الروح، وعن كنهها، وعن مغادرتها للجسد... وإن كنا لا نعرف ما هو الجسد الروحاني الذي سنقوم به... وإن كنا لم نعرف الإنسان وما يتعلَّق به من أسرار... فهل في جرأة نسأل: كيف سنعرف اللَّه في الأبدية؟!

كل ما أستطيع أن أقوله إننا سننمو في المعرفة، ونعرف عن السيد الرب الإله أشياء ما كنا نعرفها من قبل. وسوف نُبهر بما نصل إليه من معرفة تسعدنا في العالم الآخر. حتى أننا نزدري بكل معرفة أخرى... ويكون ما نعرفه عن اللَّه وعن الأبدية هو مصدر سعادة لنا في السماء لا تُقارن بأية متعة أخرى بل أنه هي النعيم الأبدي، وليس يُماثلها شيء من مُتع هذا العالم التافه الذي نعيش فيه الأرضي.

نشكرك يا رب على ما تعطينا إيَّاه من فضل معرفتك.
+++

Post: #3
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Muhib
Date: 12-10-2014, 05:35 AM
Parent: #2

لك المحبه
سوف اتصل عليك في القريب

Post: #4
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-10-2014, 11:18 PM
Parent: #3

الإبن الحبيب محب ..

منذ متى لم أسمع صوتك يا محب .. الرب يبارك حياتك ..

أنا عارفك انت مشغول جداً .. الله يكون معاك ..

شكراً لهذذه المداخلة الرقيقة ..

بس أى وقت انت فاضى فيهو .. اتصل ..

سلام ونعمة ..
الله معك ..
والدك ..
ارنست
+++

Post: #5
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-10-2014, 11:49 PM
Parent: #4

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
صوم الميلاد المجيد
10 ديسمبر 2014
1 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9 ، 17 )
كَهنَتُكَ يلبسونَ العدل. وأبرارُكَ يبتهجون مِن أجل داود عبدكَ. هيَّأت سراجاً لمسيحي. وعليه يُزهِرُ قُدسي. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
وكانَ يسوع يطوفُ في كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل وجع في الشَّعب. فذاع خبرُه في جميع سوريَّة. فأحضروا إليه جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر المُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الاردُنِّ. ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعى السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبلٍ، ولا يوقدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيالٍ، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 7,4 )
أقسمَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ. لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجمعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
( 3 : 10 ـ 4: 1 ـ 22 )
وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تَعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التى أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخـدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّـر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبُت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح. أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.أسرع أن تأتي إليَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذْ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين. سلِّم على بريسكلا وأكيلا وبيت أونيسيفورس. أراستس بقى في كورنثوس. وأمَّا تروفيموس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُقرئك السلام أفبولس وبوديس ولينوس وأقلوديا وجميع الإخوة. الرب يسوع المسيح مع روحك. النِّعمة معكم. آمين.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 5 : 1 ـ 14 )
أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُعلَنَ، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل. كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأنَّ الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم.كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين. بيد سِلوانُس الأخ الأمين، ـ كمـا أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 20 : 17 ـ 38 )
ومن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعَى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم دخلت آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ الزَّمان، أخدم الربَّ بكلِّ تواضع ودموع كثيرةٍ، وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود. كما وإنَّني لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم وعلَّمتـكم به جهراً وفي كلِّ بيتٍ، شاهداً لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة التي لله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مُقيَّداً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصيبني فيها. غير أن الرُّوح القـدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ: إن وُثُقاً وشدائد تنتظرني. ولكني لستُ أحتسب نفسي ثمينة عندي في شيءٍ، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينهم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُشهِدكم اليوم هذا أنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، لأنِّي لم أُؤخِّر أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الربِّ التي اقتناها بدمه بنفسـه. لأنِّي أعلم: أنه مِن بعد ذهـابي سـيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءَهم. لذلك اسهروا إذاً، مُتذكِّرين أنِّي ثلاث سنين ليلاً ونهاراً، لم أَفتُرْ عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ. والآنَ أستودعكم يا إخوتي للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتُعطيكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّة أو ذهب أو ثوب أحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أن نتعب ونُعضِّـد الضُّـعفاء مُتذكِّـرين كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال:" مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه وهم متوجِّعين، ولا سيَّما من الكلمة التي قالها: إنهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الأول من شهر كيهك المبارك
1. نياحة القديس بطرس الرّهاوى أسقف غزَّة
2. تكريس كنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين
1ـ في هذا اليوم تنيَّح القديس بطرس الرّهاوي أسقف غزَّة. وُلِدَ بمدينة الرّها في أوائل الجيل الثالث، من أبوين شريفي الحسب والنسب، ولمَّا بلغ من العمر عشرين سنة قدَّمه أبوه إلى الملك ثاؤدوسيوس ليكون بمعيته. ولكن لزهده في أباطيل العالم وأمجاده، كان يُمارس النُّسك والعبادة وهو في بلاط الملك، وكان يحمل أجساد بعض القديسين الشهداء من الفرس. وترك البلاط الملوكي ومضى فترهب بأحد الأديرة، وبعد قليل رسموه أسقفاً ـ دون رغبته ـ على غزَّة وما يليها من الضياع. وقيل عنه إنه في أول قداس له فاض من الجسد دم كثير حتى ملأ الصينية. ولما نُقل جسد القديس يعقوب المقطع إلى أحد الأديرة بالرّها، وحدث أن مرقيان الملك الخلقيدوني شرع في اضطهاد الأساقفة الأرثوذكسيين، حضر هذا الأب ومعه جسد القديس يعقوب إلى مصر، وذهب إلى البهنسا، وأقام بأحد أديرتها. وهناك اجتمع بالقديس إشعياء المصري، ثم عاد إلى أرض فلسطين بعد انقضاء أيام مركيان، وداوم على تثبيت المؤمنين. وقد حدث في أحد الأيام وهو يقوم بالقداس الإلهي أن بعضاً من أعيان الشـعب الموجـوديـن بالكنيسـة قـد انشـغلوا عن ســماع الصـلاة بالأحـاديـث العالمية، ولم ينهَهُمْ القديس عن ذلك. فظهر له ملاك ونَهَرَهُ لأنه امتنع عن زجر المتكلمين في الكنيسة.وسمع عنه الملك زينون، فاشتهي أن يراه فلم يتمكن من ذلك لأن هذا القديس كان لا يحب مجد العالم، فمضى إلى بلاد الغور في عيد القديس بطرس بطريرك الإسكندرية. ولمَّا أقام القداس في ذلك اليوم، ظهر له القديس بطرس وقال له: إن السيد المسيح قد دعاك لتكون معنا. فاستدعى الشعب وأوصاهم بالثبات على الإيمان المستقيم، ثم بسط يديه وأسلَّم الروح.صلاته تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس العظيم الأنبا شنوده رئيس المتوحدين.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 73 : 28,24,23 )
أَمسَكتَ بيدي اليُمنى. وبمشورتَكَ أهديتني وبالمجد قَبِلتَني. وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعلَ على الربِّ اتكالي. لأُخبِرَ بكُلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنةِ صهيونَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 )
" الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل مِن الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويَذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أن الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحـدٍ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #6
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-10-2014, 11:49 PM
Parent: #4

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
صوم الميلاد المجيد
10 ديسمبر 2014
1 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9 ، 17 )
كَهنَتُكَ يلبسونَ العدل. وأبرارُكَ يبتهجون مِن أجل داود عبدكَ. هيَّأت سراجاً لمسيحي. وعليه يُزهِرُ قُدسي. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
وكانَ يسوع يطوفُ في كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل وجع في الشَّعب. فذاع خبرُه في جميع سوريَّة. فأحضروا إليه جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر المُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الاردُنِّ. ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعى السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبلٍ، ولا يوقدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيالٍ، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 7,4 )
أقسمَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ. لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجمعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
( 3 : 10 ـ 4: 1 ـ 22 )
وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تَعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التى أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخـدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّـر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبُت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح. أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.أسرع أن تأتي إليَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذْ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين. سلِّم على بريسكلا وأكيلا وبيت أونيسيفورس. أراستس بقى في كورنثوس. وأمَّا تروفيموس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُقرئك السلام أفبولس وبوديس ولينوس وأقلوديا وجميع الإخوة. الرب يسوع المسيح مع روحك. النِّعمة معكم. آمين.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 5 : 1 ـ 14 )
أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُعلَنَ، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل. كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأنَّ الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم.كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين. بيد سِلوانُس الأخ الأمين، ـ كمـا أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 20 : 17 ـ 38 )
ومن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعَى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم دخلت آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ الزَّمان، أخدم الربَّ بكلِّ تواضع ودموع كثيرةٍ، وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود. كما وإنَّني لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم وعلَّمتـكم به جهراً وفي كلِّ بيتٍ، شاهداً لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة التي لله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مُقيَّداً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصيبني فيها. غير أن الرُّوح القـدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ: إن وُثُقاً وشدائد تنتظرني. ولكني لستُ أحتسب نفسي ثمينة عندي في شيءٍ، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينهم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُشهِدكم اليوم هذا أنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، لأنِّي لم أُؤخِّر أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الربِّ التي اقتناها بدمه بنفسـه. لأنِّي أعلم: أنه مِن بعد ذهـابي سـيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءَهم. لذلك اسهروا إذاً، مُتذكِّرين أنِّي ثلاث سنين ليلاً ونهاراً، لم أَفتُرْ عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ. والآنَ أستودعكم يا إخوتي للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتُعطيكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّة أو ذهب أو ثوب أحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أن نتعب ونُعضِّـد الضُّـعفاء مُتذكِّـرين كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال:" مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه وهم متوجِّعين، ولا سيَّما من الكلمة التي قالها: إنهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الأول من شهر كيهك المبارك
1. نياحة القديس بطرس الرّهاوى أسقف غزَّة
2. تكريس كنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين
1ـ في هذا اليوم تنيَّح القديس بطرس الرّهاوي أسقف غزَّة. وُلِدَ بمدينة الرّها في أوائل الجيل الثالث، من أبوين شريفي الحسب والنسب، ولمَّا بلغ من العمر عشرين سنة قدَّمه أبوه إلى الملك ثاؤدوسيوس ليكون بمعيته. ولكن لزهده في أباطيل العالم وأمجاده، كان يُمارس النُّسك والعبادة وهو في بلاط الملك، وكان يحمل أجساد بعض القديسين الشهداء من الفرس. وترك البلاط الملوكي ومضى فترهب بأحد الأديرة، وبعد قليل رسموه أسقفاً ـ دون رغبته ـ على غزَّة وما يليها من الضياع. وقيل عنه إنه في أول قداس له فاض من الجسد دم كثير حتى ملأ الصينية. ولما نُقل جسد القديس يعقوب المقطع إلى أحد الأديرة بالرّها، وحدث أن مرقيان الملك الخلقيدوني شرع في اضطهاد الأساقفة الأرثوذكسيين، حضر هذا الأب ومعه جسد القديس يعقوب إلى مصر، وذهب إلى البهنسا، وأقام بأحد أديرتها. وهناك اجتمع بالقديس إشعياء المصري، ثم عاد إلى أرض فلسطين بعد انقضاء أيام مركيان، وداوم على تثبيت المؤمنين. وقد حدث في أحد الأيام وهو يقوم بالقداس الإلهي أن بعضاً من أعيان الشـعب الموجـوديـن بالكنيسـة قـد انشـغلوا عن ســماع الصـلاة بالأحـاديـث العالمية، ولم ينهَهُمْ القديس عن ذلك. فظهر له ملاك ونَهَرَهُ لأنه امتنع عن زجر المتكلمين في الكنيسة.وسمع عنه الملك زينون، فاشتهي أن يراه فلم يتمكن من ذلك لأن هذا القديس كان لا يحب مجد العالم، فمضى إلى بلاد الغور في عيد القديس بطرس بطريرك الإسكندرية. ولمَّا أقام القداس في ذلك اليوم، ظهر له القديس بطرس وقال له: إن السيد المسيح قد دعاك لتكون معنا. فاستدعى الشعب وأوصاهم بالثبات على الإيمان المستقيم، ثم بسط يديه وأسلَّم الروح.صلاته تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس العظيم الأنبا شنوده رئيس المتوحدين.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 73 : 28,24,23 )
أَمسَكتَ بيدي اليُمنى. وبمشورتَكَ أهديتني وبالمجد قَبِلتَني. وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعلَ على الربِّ اتكالي. لأُخبِرَ بكُلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنةِ صهيونَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 )
" الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل مِن الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويَذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أن الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحـدٍ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #28
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Mohamed Yousif
Date: 12-16-2014, 01:49 PM
Parent: #2

الاخ المحترم سودانى عجوز
العقائد الدينية وحرية المعتقد الديني وجب احترامها. ولكن يجب الاشارة الي التجاوزات الدينية و اتخاذ الدين واستغلاله كوسيلة لقمع الشعوب. والكنيسة لعبت دورا كبيرا في هذا المضمار خلال العصور المنصرمة والي يومنا هذا خاصة تلك الفضائح المتعلقة بالشذوذ الجنسي للقساوسة. الي يومنا هذا فالكنيسة ما زالت تجمع الجبايات من المواطنين هنا في أوروبا بل تخصم من مرتباتهم الشهرية. ولا شك ان هذه التصرفات ليست من الدين في شئ. ولكن؟

Post: #7
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: محمد فاروق عبدالله
Date: 12-11-2014, 00:16 AM
Parent: #1

Sudany Agouz

السلام على من اتبع الهدى

قلت جاء في إنجيل لوقا : (طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ)


بس ركز على ابن الإنسان فإن عيسى عليه السلام (يسوع) لم يقل أنا الله كما تزعمون وتدعون بل قال هو ابن الإنسان وهذا النص لوحده كافي لتدمير عقيدتهم

وإني أدعوك إلى الإسلام واتباع سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وسف تجد في القرآن كل ما تريد معرفته عن عيسى عليه السلام

Post: #8
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: محمد فاروق عبدالله
Date: 12-11-2014, 00:23 AM
Parent: #7

وأتحداك أمام هذا المنبر وامام العالم أجمع أن تأتي لنا من الكتاب المقدس بنص صريح يقول فيه المسيح عيسى عليه السلام (أنا الله) أو يقول (أعبدوني)

Post: #9
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Muhib
Date: 12-11-2014, 04:57 AM
Parent: #8

سلام محمد فاروق
لاهوت المسيح يفهم من النصوص الموجوده في الكتاب المقدس
ولفظ ابن الانسان لديه ايضا دلالات لاهوتيه كما اوضح النبي دانيال في كتابه
تابع هذا النص فهو عن المسيح

13"كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ
هذه نبؤه مستقبليه ويسوع نفسه تحدث عن سلطانه وسلطانه المستقبلي

تابع
من انجيل متي حيث قال المسيح

30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ اَبْنِ اَلإِنْسَانِ فِي اَلسَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ اَلأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ اَبْنَ اَلإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ اَلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ اَلصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ اَلأَرْبَعِ اَلرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ اَلسَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.

اذن في الحقيقه لفظ ابن الانسان الذي اطلقه يسوع علي نفسه لاينفي لاهوته بل علي العكس لان الشعوب سوف تعبد ابن الانسان كما اوضح في العهد القديم النبي دانيال وفي انجيل متي تحدث يسوع عن مجيئه المستقبلي
وكيف انه سوف يرسل ملائكته لكي تجمع كنيسته من الارض

يسوع اشار الي لاهوته وكثيرا وفي مواضع كثيره جدا

انا افضل الحادثه التي تم تسجيلها في انجيل مرقس

1ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضاً بَعْدَ أَيَّامٍ فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. 2وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ. 3وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. 4وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ. 5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: "يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ". 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7"لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟" 8فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: "لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ 10وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا" - قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: 11"لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ".

ابن الانسان هو ابن الله لاهوتا والظاهر في الجسد ناسوتا وهو غافرا للخطايا لانه مات من اجل الجميع
المسيحيه تعلم ومن خلال النصوص الواضحه ان يسوع لاهوت وناسوت


ونقطه اخيره
المسيحيه لاتفهم بطريقه
اين فلان قال او لم يقل

لدينا كتاب مقدس وفيه وحي والوحي قال ان يسوع هو ابن الله وهو لاهوت وناسوت
راجع
انجيل يوحنا الاصحاح الاول
او هنا من روميه

5وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.

Post: #10
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-11-2014, 02:05 PM
Parent: #9

الأخ الحبيب محمد فاروق ..

تعرف يا أخى .. أولاً هناك فرق كبير بين الإنسان الواضح ..
الإنسان المخلص الذى يريد أن يعرف الحقيقة من كل قلبه ..
وبين الإنسان الذى يريد أن يجادل من أجل المجادلة .. وأن
يكابر .. من أجل المكابرة ..

وفى هذه الحالة لا أود هنا أن أضيع الوقت مع أمثال هذا الإنسان ..

وكثيراً .. ما قلتها هنا .. وأكررها مرة أخرى .. ومرات أخر ..
الذى يريد أن يعرف حقيقة المسيح .. أو المسيحية .. بل الذى
يريد أن يعرف حقيقة الله .. والخالق .. ضابط الكل ..
ما عليه .. إلا أن يطلب من الله بكل اخلاص وبكل خشوع وانسكاب
روحى .. يطلب من الله .. ولاسيما إن كان هذا الطلب مصحوباً
بدموع حارقة .. لأن هذه الدموع تثبت أن الشخص يطلب من
كل قلبه واحساسه ..
فيا أخى .. إن أردت أن تعرف الحقيقة .. إركع على ركبتيك ..
وارفع يديك الى الله .. قائلاً له .. يا رب أريد أن أعرف الحقيقة ..

وأنا واثق يا أخى ان الله سيظهر لك الحقيقة .. لأن الله قريب منك ..

ولنعود الى الموضوع ..

ومن هنا أود أن أشكر الإبن الحبيب محب على ما جاء به ..
وكم هو جميل يا أخى محب أن نجتمع سوياً .. الرب يبارك حياتك ..
لأنك طلبت من الله .. ووجدت الحقيقة .. وهذه هى النعمة الحقيقية ...

نعم .. أود أن أضيف .. هناك كتاب اسمه : "أرنى أين قال المسيح أنا الله فاعبدونى"
وهذا الكتاب كتبه خادم الرب الأخ :"يوسف رياض"
وليتك أخى تقرأه .. أو تستمع الى الحلقات الخاصة .. ومن على هذا الرابط ستقرأ ..
وتستمع الى الحلقات الخاصة التى تخص هذا الموضوع .. والذى تسأل عنه يا أخى ..

http://www.baytallah.com/Did_Jesus_Christ_say_I_AM_GOD/http://www.baytallah.com/Did_Jesus_Christ_say_I_AM_GOD/

وأخيراً .. أنا أقول لك .. شكراً لأنك تدعونى الى الهداية .. ولكن الهداية .. هى فى المسيح
يسوع ربنا .. له كل المجد ..
وهنا أود أن أسألك .. وأنت مسلم .. هل أنت ضامن أنك ذاهب الى الجنة .. و أنا واثق
بأنك ستقول لا .. لان محمداً رسول الإسلام قالها علانية عندما سئل عن جهنم :
" إن لم يتغمدنى الله برحمته اننى لواردها "
فإن كان الرسول قال هذا .. فكم يكون حال بقية المسلمين ..!!! .. ؟؟؟

أما نحن المسيحين .. فنحن ضامنون الحياة الأبدية فى الفردوس .. هذا بالطبع إن
كان المسيحى يؤمن ويعمل بوصايا الله ..

وأخيراً يا أخى محمد فاروق .. أرجو أن تأخذ هذا الموضوع .. بكثير من الجدية ..
لأنك لا تضمن .. العمر .. فلابد وأن نكون جاهزين للانتقال من هذه الحياة الفانية
فى أى لحظة ..

وتقبلوا فائق احترامنا ..
اخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #11
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: محمد فاروق عبدالله
Date: 12-11-2014, 04:43 PM
Parent: #1

إلى الآن لم تأتوني بنص صريح يقول فيه المسيح عيسى عليه السلام (أنا الله) أو يقول (أعبدوني)

رغم تحريفكم للتوراة والإنجيل لم تأتو بنص صريح كيف أن المسيح يقول هو ابن الإنسان وأنتم تعلمون ذلك ومن ثم لا يوجد نص واحد تبنو عليه عقيدتكم أن المسيح هو الله

هذه عقيدة من المفترض الكتاب المقدس عندكم كله يتحدث أن المسيح هو الله أو يقول أعبدوني كما تعبدونه أنتم،،،

مازلت في أنتظار النص الصريح الواضح

Post: #12
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: محمد فاروق عبدالله
Date: 12-11-2014, 04:48 PM
Parent: #1

( في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الله الكلمة )
ما هـي قصة هذه المقولة ؟
ومن الذي كان أول من قالها ؟
إن أول من قال هذه المقولة ، هو ( فيلون ) الذي كان أول من صاغ هذه الصيغة القائلة : ( في البدء كان الكلمة . وكان الكلمة عند الله . وكان الله الكلمة ) ، وهي الصيغة التي استهل بها يوحنا إنجيله .

Post: #13
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: محمد فاروق عبدالله
Date: 12-11-2014, 04:54 PM
Parent: #1

قال المسيح عليه السلام عن نفسه وفق رواية متى [ 19 : 16 ] : (( وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية . فقال له يسوع : لماذا تدعوني صالحاً . ليس أحد صالحاً إلا واحد هو الله ))

إن المسيح عليه السلام يرفض أن يصفه أحد بأنه صالح فكيف يعقل أن يقبل بأن يصفه أحد بأنه هو الله ؟ !

Post: #14
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: محمد احمد القاضي
Date: 12-11-2014, 05:07 PM
Parent: #1

الاستاذ
Sudany Agouz
السلام عليكم لك الشكر شدنى عنوان المقال و لك التحية لكن ((( الطرفة ))) ان جماعة النظام الحاكم فى السودان فى هذا المنبر و هم يدعون اسلامين ما سمعت واحد فيهم كتب مقال يدعوا لنشر الاسلام كما تفعل انت بنشر المسيحية ...
لك التحية

Post: #15
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-12-2014, 00:04 AM
Parent: #14

الأخ الحبيب محمد فاروق ..

Quote: في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الله الكلمة )
ما هـي قصة هذه المقولة ؟
ومن الذي كان أول من قالها ؟


أراك يا أخى .. تخلط الأمور .. ألا تعلم حتى من القرآن .. من هو كلمة الله ..

أرجوك يا أخى راجع سورة النساء :"
" المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه "

ما معنى هذا الكلام يا أخى ..
فى البدء .. أى منذ الأزل كان الكلمة .. منذ البداية.. وهذا الكلمة هو المسيح ..
وكما تعلم يا أخى فى أبسط قواعد اللغة العربية .. الكلمة تعبر عن قائلها ..

وهنا أود أن أنوه بأن هناك تعزيز لكلمة " الكلمة " .. هى " روح منه ".. كما جاء فى القرآن ..
والضمير هنا يعود الى الله .. المسيح عيسى ابن مريم كلمة الله وروح منه ..

هل هناك إثبات أكثر من هذا .. بأن المسيح هو الله ..

فيا أخى كفانا .. كبرياءً .. و مكابرة ..

وأنا لآسف أخى .. لا أود أن أخوض فى مثل هذه المواضيع التى تلف وتدور حول نفسها ..
وهذا ضياع للوقت دون الوصول الى نتيجة ..

عموميا الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #16
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-12-2014, 12:05 PM
Parent: #15

الأخ الحبيب محمد أحمد القاضى ..

يا سلام يا أخى كلماتك هذى .. قد أثلجت صدرى المكلوم ..
Quote: الاستاذ
Sudany Agouz
السلام عليكم لك الشكر شدنى عنوان المقال و لك التحية لكن ((( الطرفة ))) ان جماعة النظام الحاكم فى السودان فى هذا المنبر و هم يدعون اسلامين ما سمعت واحد فيهم كتب مقال يدعوا لنشر الاسلام كما تفعل انت بنشر المسيحية ...
لك التحية


تعرف يا أخى محمد .. ما هو الفرق بيننا وبينهم ..
الفرق هو المحبة .. المحبة المخلصة .. المحبة النابعة من القلب ..
نحن نحبهم من قلوبنا .. ونحاول أن نخلصهم .. نحاول أن نريهم
الطريق الى الفردوس .. والمسألة .. صدقنى يا أخى محمد فى
منتهى البساطة ، هى الطلب من الله .. يجب أن يطلب الإنسان
من الله أن يريه الطريق الصحيح .. فإن كان طلب الطالب من الله
مخلصاً .. فإن الله لا يمكن أن يتخلى عن أمثال هذا الإنسان ..
لأن الله يقول بفمه الطاهر ..
" هنذا واقف على الباب و أقرع ، إن
سمع أحد صوتى وفتح الباب ، أدخل إليه وأتعشى معه هو معى" ..
يا سلام يا أخى .. ما أجمل السيد المسيح .. هو قريب منا ..
فقط يريد الإجابة والإستجابة .. هو واقف على الباب يقرع ..
يا فلان .. افتح الباب .. وهذا يعنى فقط انه يريد من الإنسان
الإستجابة .. لأنه لا يقحم ذاته .. يريد منا أن نستخدم عقولنا
بارادتنا الشخصية ..
أيضاً يا أخى محمد .. نحن نشعر بمدى السعادة والفرح
الذى فى داخلنا ... لأن المسيح فى داخلنا .. ونحن فى المسيح ..
لأننا مسيحيون .. لأننا نتبع السيد المسيح .. هو أبونا .. ونحن
أبناؤه ..
ونتمنى من كل انسان أن يشاركنا هذا الفرح ..

فليت كل انسان أن يطلب من الله الهداية .. لئلا تضيع
هذه الفرصة .. نعم .. يطلب من الله بإخلاص ..
لأن الوقت أصبح مقصراً .. الوقت
يجرى .. والعمر يجرى .. ولا ضمان للحياة ..
فلابد وأن نعيش حياة الإستعداد ..

نعم يا أخى لابد وأن نكون مستعدين لمقابلة الديان
الأعظم .. وهو السيد المسيح .. والذى يقول عنه
القرآن " حكمَاً مقسطاً .. " تخيل يا أخى حتى القرآن
يذكر أن السيد المسيح هو الذى سيدين الأحياء والأموات
فى يوم الدين .. إذاً هو الله .. لأن مَن له حق الإدانة غير
الله ..

أنا أسف يا أخى للإطالة عليك .. و أتمنى أن أكون
قد وفقت فى الإجابة على سؤالك يا أخى ..

وأرجوك داوم على الزيارة .. وإن كان لديك أى
سؤال فأنا تحت أمرك ..
ودمت أخى ..
أخوك وعمك العجوز ..
ارنست
+++

Post: #17
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-12-2014, 04:39 PM
Parent: #16

أحبائى الكرام ..

اليوم الجمعة .. حيث يكون موعدنا مع أبينا الورع مكارى يونان ..
فى الإرسال المباشر من قناة الكرمة ..

ومن خلال هذا الرابط لمن لديهم أجهزة الكمبيوتر ..

http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #18
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-12-2014, 05:38 PM
Parent: #17

أحبائى الكرام ...

الآن .. وعلى قناة الكرمة .. أبونا الورع .. مكارى يونان ...

فى الإرسال المباشر من قناة الكرمة ..

ومن خلال هذا الرابط لمن لديهم أجهزة الكمبيوتر ..

http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #19
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: محمد فاروق عبدالله
Date: 12-12-2014, 11:21 PM
Parent: #15

أثبت لك أن قول في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الله الكلمة
ليس هذا قول المسيح الذي تقول عنه هو الله

هات دليل من التوراة أو الإنجيل يقول فيه المسيح عليه السلام أنا الله أو أعبدوني كما تقول عنه أنت ذلك وتعبده
هل هذا السؤال صعب؟؟

هذه عقيدتك التي تؤمن بها وتدعو المسلمين لأعتناقها؟؟
كيف تدعوهم وتقول لهم المسيح هو الله وأنت لا تأتي بنص واحد من التوراة والإنجيل يقول فيه المسيح ذلك؟؟

Post: #20
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-13-2014, 00:47 AM
Parent: #19

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 20-9-2009

كيف يحتفل الفقراء بالعيد؟


في مستهل هذا المقال أقدم خالص تهانينا القلبية لجميع أخوتنا وأحبائنا وأصدقائنا المسلمين في مصر وفي أرجاء العالم العربي والعالم الإسلامي، جعله الله عيدًا مباركًا سعيدًا، وحقق فيه آمال الشعوب...

إننا نرى علامات الاحتفال بالعيد ومظاهر ذلك في كل مكان. ولعل في مقدمة ذلك ما تقوم به وسائل الإعلام من مظاهر وأخبار الفرح بالعيد: سواء ما تقدمه الإذاعة والتليفزيون، وما تقدمه الجرائد والمجلات، من مقالات وأخبار. وما قدمه رجال الفن خلال شهر رمضان من مسلسلات بذلوا فيها كل جهدهم لأفراح الناس. ولا ننسى المجهودات التي بذلتها عدة وزارات كالتجارة والتموين والمالية وغيرها لتوفير المواد التي يحتاج إليها الناس، وأعنى القادرين على شرائها... وقد احتفل رجال الدين بالعيد ببرامجهم الدينية الخاصة... واحتفلت هيئات كثيرة في أيام عطلات قُدمت لهم... وامتلأت الشوارع والطرقات بالأضواء وبخاصة الأماكن التجارية... كل ذلك فرحًا بالعيد.

ووسط كل ذلك يبرز هذا السؤال الهام: كيف يحتفل الفقراء بالعيد أو كيف يفرح الفقراء بالعيد؟ والفقراء على درجات: نذكر من بينها المعدمين، والمعوزين، والذين ليس بمقدورهم استيفاء احتياجات الحياة الأساسية والضرورية... كيف يفرح هؤلاء بالعيد؟ وكيف يكون العيد بالنسبة لهم أيامًا غير عادية من البهجة والمتعة؟! وإن حاولت الدولة بمجهودات كثيرة أن توفر الطعام في أيام العيد لمن يقدر على شرائها، ماذا نقول إذن عما يريده أطفال هؤلاء الفقراء من ملابس جديدة في العيد تكون مظهرًا لفرحهم، وأيضًا ما يريدونه من لعب لا تكتمل فرحة العيد بدونها؟!.. أم سينظر كل هؤلاء إلى الأغنياء في متعهم وترفيهاتهم، مقارنين بين حالهم هم وحال أولئك.

إنني اقترح صرف علاوات مالية معينة في مناسبة كل من الأعياد الكبيرة عند المسلمين أو المسيحيين لكي تغطي نفقات أعيادهم ولا تشعرهم بجزء من العوز في أعيادهم أو بلون من المقارنة بينهم وبين المترفّهين... كما أرجو أن تمتد يد المحبة من الأثرياء لكي تبعث روح الفرح في هؤلاء المعوزين، على الأقل في أيام الأعياد. ولا يكتفي الأمر على موائد الرحمن في أيام الصوم. فرحمة الله تشمل كل الأيام، الأصوام والأعياد. والرحمة لا يكفيها لقمة طعام لكي تريح الضمير بها. فاحتياجات الإنسان من الرحمة تشمل أمورًا عديدة جدًا.

إن الاهتمام بالفقراء وبأطفالهم في أيام الأعياد إنما هو عمل روحي، وعمل وطني، وعمل اجتماعي... لا يفوتنا ذلك كمواطنين وكأخوة... ويمتد بنا إلى حالة كل هؤلاء في غير أيام الأعياد أيضًا. ويتعمق بنا الأمر فلا نقول فقط كيف يحتفل الفقراء بالعيد، إنما نقول بالأكثر كيف يفرح هؤلاء الفقراء بالعيد؟ وما هو واجب الدولة حيالهم؟ وواجب الهيئات والأفراد؟

وإن كنا نناقش ما يجب أن يُعمل من أجلهم، فبالأكثر ما أشد دينونة وعقاب الذين بدلًا من إراحة الفقراء نجدهم يحتكرون الأسواق، ويبالغون في رفع الأسعار، فيتحمّل الفقراء ثقلًا فوق ثقل، بسبب جشع إخوة لهم في المواطنة!!

وإن كنا نقول كل هذا بمناسبة عيد الفطر الذي تحتفل به بلادنا، فهناك أعياد أخرى أيضًا تمر على الفقراء ونسأل كيف يحتفلون بها أو كيف يفرحون فيها؟ ويبقى السؤال محتاجًا إلى جواب... إن كانت الحياة العادية لا يقدرون عليها، فكم بالأولى أيام الاحتفالات؟! إن الأمر يحتاج إلى توفيق عميق بين متطلبات الحياة وسداد تكاليفها.

إن كنا حاليًا نتحدث عن مشكلة الفقراء العاديين وكيف يحتفلون بالعيد، فماذا نقول إذن عن الفقراء المرضى الذين عليهم أعباء ضخمة من تكاليف المرض والعلاج وارتفاع أسعار الأدوية، وعدم القدرة على الصرف، وبخاصة قد يحتاج الأمر أحيانًا إلى عمليات جراحية فوق مقدور الشخص العادي، ولا تستطيع أن تغطيها تأمينات من الدولة!!!

ما موقف هؤلاء المرضى الفقراء سواء في الأيام العادية أو أيام الأعياد بالأكثر؟ وما موقفنا نحن منهم؟ وهل نكتفي بمجرد كلمة طيبة نقولها دون أي عمل؟! أم نكتفي بمجرد الدعاء ونتركهم إلى الله وهو أرحم الراحمين.

إن عبارة "كيف يحتفل هؤلاء بالعيد" قد تشمل كثيرين، وليس الفقراء فقط، ولا المرضى فقط. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إنها تشمل أيضًا المشرّدين من أمثال أطفال الشوارع هؤلاء الذين خلقهم الله لا لكي يكونوا أولادًا للشوارع، إنما لكي يحتضنهم المجتمع، ويعطيهم مما أعطاه الله، أو ما يريد الله أن يعطيه لكل فرد من خليقته.

وعبارة "كيف يحتفل هؤلاء بالعيد" تشمل أيضًا الذين في السجون. فإن كانت عبارة "تهذيب وإصلاح" تطلق على السجن، فمن الممكن أن فترة العيد تنال بركة من هذه العبارة.

بعيدًا عن الهيئات الكثيرة التي يمكن أن نسأل عن حالتها في يوم العيد، نود أخيرًا أن نسأل عن موقف المترفّهين في أيام العيد، الذين ينظرون إلى أنفسهم فقط كيف يقضون تلك المناسبة في بهجة وفرح وفي رفاهية ومتعة، غير ناظرين إلى أخوتهم الذين يعيشون معهم في نفس البلد كيف هم.

نقول لهؤلاء إن الله لم يخلق الدنيا لهم وحدهم وإنما لهم ولغيرهم. وإن الله قد أعطاهم لكي يعطوا. وبقدر ما هم يعطون، تزداد عطية الله لهم بالأكثر، ويفتح لهم كوى السماء لكي تفيض عليهم. فعليهم أن يشركوا غيرهم في ما قد رزقهم الله. بل إن أحد القديسين قال عبارة جميلة هي: "إذا لم يكن لك ما تعطيه لهؤلاء الفقراء، فصم وقدم لهم طعامك". كم بالأكثر إذن إن كان عندك ما يكفيك وما يفيض عنك... ليتنا إذن في يوم العيد ننظر إلى غيرنا من المحتاجين ونشعر بفرح عميق حينما نراهم يفرحون معنا ولا يقضون يوم العيد في عوز أو احتياج.
+++

Post: #21
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-13-2014, 02:02 PM
Parent: #20

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 27-9-2009

إلهنا إله الكل

استمعت إليه وهو يُناجي اللَّه ويقول:" مَن أنا يا رب، حتى أتحدث إليك؟! أنا التراب، وأنت كل العظمة وكل المجد.. أنا الخاطئ الذي يضعف أمام حروب الشياطين ويسقط في كل يوم! كيف أقف يا رب أمامك، وأنت القدوس الكُلي القداسة، المُحاط بملائكتك القديسين، يُسبِّحونك كل حين. ومعهم أرواح الأبرار من البشر، الذين يفعلون باستمرار ما يُرضيك..؟!

كان يجب عليَّ يا رب أن أدرك مَن أنا ومَن أنت؟! ولكنني تجرأت، وفتحت فمي لأتحدَّث إليك، وأنا غريب عن ملكوتك. لستُ من هذا الجمع المقدس الذي لك والذي هو حولك. وليست لي دالة أن أتكلَّم. فاغفر لي يا رب هذه الجرأة...".

وهنا تدخلت وقلت لذلك الصديق: لا يا أخي، لا تظن أن اللَّه هو إله الأبرار فقط، الأقوياء في روحياتهم، بل هو إله الكل. هو إله الخطاة أيضًا. يشفق عليهم في سقوطهم، ويجذبهم إليه بأنواع وطُرق شتَّى، حتى يقودهم إلى التوبة. وهو ليس فقط إله الأقوياء. بل هو أيضًا إله الضعفاء المحتاجين إلى قوة منه، تسند ضعفهم وتمنحهم القوة.

إنَّ الضعفاء والساقطين والخطاة هم أحوج الناس إلى اللَّه، وهو لا يتخلَّى عنهم. " لأنه لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى". وقد سألوا مرة رجلًا إعرابيًا: مَن هو أحب أبنائك إليك؟ فقال: "الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يُشفى، والغائب حتى يعود". يقصد الأكثر احتياجًا. فإن كان القلب البشري هكذا، فكم بالأكثر قلب اللَّه؟! لا شكَّ إن كل المحتاجين يجدون فيه كل العطف وكل الحنو. " إنه مُعين مَن ليس له مُعين، ورجاء مَن ليس له رجاء".

إن اللَّه هو إله الكل. هو إله العصفور المسكين، ينقذه من فخ الصيادين. وهو أيضًا إله الصيادين الذين نصبوا الفخ لهذا العصفور. وهو الحافظ التوازن بين كل هؤلاء.

إنَّ اللَّه ليس لشعب واحد من شعوب الأرض. بل هو لشعوب الأرض كلها. السُّود والبيض والصُّفر والسُّمر، كلهم خليقته، وكلهم تحت رعايته وموضع اهتمامه، بما فيهم من صالحين وخُطاة، وبما فيهم من رعية ورُعاة. اللَّه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.

فلا يظن الخاطئ أنه ليس من رعية اللَّه، أو أن اللَّه لا يهتم به! لو كان الأمر هكذا، ما كان ممكنًا لأي خاطئ أن يتوب! ولكن مشيئة اللَّه غير ذلك. فاللَّه يشفق على الخطاة جميعهم. ويرسل إليهم نعمة لتعمل في ضمائرهم وقلوبهم وأفكارهم، وتقودهم إلى التوبة. ولعلَّ من الأمثلة الواضحة القديس أوغسطينس الذي كان بعيدًا جدًا عن الإيمان، وعن حياة الفضيلة، وكانت أمه تُصلِّي من أجله بدموع كثيرة. كيف أن اللَّه اقتاده إليه؟ فصار مؤمنًا، وتائبًا وقديسًا.

إنَّ اللَّه الذي لا يتخلَّى عن أحد من خليقته، اهتم بالعالم الوثني، وساعده على أن يترك عبادة الأصنام ويصير مؤمنًا. وكذلك العالم الذي من قبل يؤمن بتعدد الآلهة، كيف قاده إلى تركها ليؤمن بالإله الواحد خالق السماء والأرض.

حقًا إنَّ اللَّه هو إله الكل. كان إلهًا لهؤلاء الوثنيين، وصبر عليهم حتى آمنوا به.. وكان إلهًا لليونان الذين آمنوا بجمهرة من الآلهة تحت قيادة زيوس Zeus، وصبر عليهم حتى آمنوا به. وكان إلهًا للمصريين القدماء الذين آمنوا بآلهة كثيرة منها: رع وآمون وأوزوريس وإيزيس وحورس وغيرها، ولكنه صبر عليهم حتى آمنوا به.

إنه إله كل هؤلاء. وفترة بعدهم عنه، لم تجعله يعتبرهم غرباء عن رعيته. هكذا فترة الشيوعية المُلحدة في روسيا، كان اللَّه هو هو، يرعاهم ويهتم بهم، إلى عادوا إليه.

إنَّ اللَّه هو إله الكل، سواء ضلُّوا عن الإيمان أو عن حياة البر. ما أجمل عبارة القديس أغسطينس عن حياته السابقة في الخطية: "كنت يا رب معي. ولكنني من فرط شقوتي لم أكن معك". عجيب أن يقول إن الرب كان معه، وهو خاطئ! نعم كان معه، وبذلك استطاع أن يُغيِّر حياته إلى البر، وإلى التوبة، وإلى النمو في ذلك حتى أوصله إلى القداسة.

إنَّ اللَّه هو إله الكل، مهما كانت حياتهم مُتغيِّرة. هو إله المجاهدين الذين يبذلون حياتهم وجهدهم في خدمة الآخرين، وفي نفس الوقت هو إله العُبَّاد والنُّسَّاك الذين يقضون حياتهم في الصلاة والتأمل والنُّسك.

إنه إله البُسطاء، والحُكماء. إله الجُهلاء والعُلماء. ليس الكل طبيعة واحدة، ولا عقلية واحدة. ولكنهم كلهم خليقة واحدة، لإله واحد، يضمهم جميعًا تحت رعايته. ويهتم بالكل ليكونوا جميعًا أبناء للملكوت.

حقًا إن ملكوت الله، سيضُم أُناسًا من أنواع شتَّى، واللَّه سيقبلهم، بشرط نقاوة قلوبهم، مهما كانت درجتهم أو نوعية عملهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). يكفي أن يكونوا أنقياء القلب، حتى لو كانوا ضُعفاء في مستواهم، أو صغارًا في سِنّهم.

مادام اللَّه للكل، فهو لا يرفض أحدًا. وحتى الذين يرفضونه، لا يأخذهم بجهالتهم، وإنما يحاول أن ينقذهم من هذا الرفض. تارة بترغيبهم في الحياة الروحية. وتارة بتجارب ترجعهم إليه.

ومادام اللَّه للكل، فليس هناك مهمُّون ومُهمَّشُون. بل كل إنسان يشعر باهتمام اللَّه به أيًّا كانت ظروفه. فطبيعة اللَّه الحانية المملوءة من الشفقة على الكل، ترتبط أيضًا بعمل اللَّه الرعوي. لأنه يرعى الكل. وهكذا يشعر كل إنسان أنَّ اللَّه يرعاه وأنه يقود خطواته. حتى إن أخطأ الطريق، يصلح له طريقه ولكن لا يتخلَّى عنه.

مُبارك هو اللَّه الذي بعد أن خلق العالم كله، ظلَّ يعتني بكل مَن فيه، مهتمًا بكل فرد من خليقته، يريد الخير للجميع، سواء هنا على الأرض، أو في المصير الأبدي. ولا يوجد أحد لم ينل من فيض نعمته... أمَّا الهالكون فهم الذين اختاروا لأنفسهم الضياع، وأصرُّوا على ذلك، ورافضين للنعمة.
+++

Post: #22
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-14-2014, 02:29 AM
Parent: #21

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 4-10-2009

ما هي الفضيلة؟ وكيف تُقتنى؟


ما هي الفضيلة؟ وما معنى عبارة إنسان فاضل؟

ربُّما عبارة إنسان فاضل تعنى إنه إنسان خيِّر، يحب الخير ويعمله، ويحب البر. والفضيلة قد تعنى النقاوة، نقاوة القلب، والسير في طريق اللَّه. وقد تعنى قوة في النفس تُمكنها من الانتصار على كل نوازع الشر وإغراءاته، وتمارس الحياة البارة.

وربُّما الفضيلة تعنى الارتفاع فوق مستوى الذات. بحيث يخرج الإنسان من دائرة ذاته، ويعيش لغيره. يخرج من الاهتمام بنفسه، أو التركيز على نفسه، للاهتمام بالآخرين. يخرج من محبته لنفسه إلى محبته للَّه والناس.. نقول هذا لأن الخطيئة كثيرًا ما تكون انحصارًا حول الذات. كإنسان يُريد أن يرفع ذاته، ويُمتِّع ذاته، ويُشبع رغبات ذاته.

الفضيلة أيضًا هي ارتفاع فوق مستوى اللذة: لأنَّ غالبية الخطايا قد تكون مصحوبة بلذَّة حسية، أو لذَّة نفسية. فتدور حول ملاذ الجسد أو الفكر أو النَّفس. وتصبح لونًا من إشباع الذات، وبطريقة خاطئة. فالذي يُحب المال أو المُقتنيات، إنما يجد لذَّة في المال أو في المقتنيات. وكذلك مَن يحب الزينة، ومَن يحب الأطعمة، ومَن يحب المناصب أو الشهرة، إنما يجد لذَّة في كل هذا. ومَن يحب الجسد يجد لذته في الجسد. ومَن يحب الانتقام لنفسه يجد لذَّة في ذلك... الخطيئة إذن قد تكون سعيًا وراء اللذة. وحينئذ تكون الفضيلة هي ارتفاع فوق مستوى اللذة، إلى أن تجد إشباعًا لها في السعادة الروحية. والسعادة غير اللذَّة، والفرح غير اللذَّة. فاللذَّة غالبًا ما تكون مُرتبطة بالحواس، بالجسد والمادة. أمَّا السعادة والفرح فيرتبطان بالروح. ولذلك فالفضيلة إذن هي ارتفاع فوق مستوى المادة أيضًا.

بقى أن نُوضِّح كيف نقتنى الفضيلة؟ وما مصادرها؟

أول مصدر للفضيلة هو الحكمة والإفراز والمعرفة الحقيقية. أي المعرفة التي تُميِّز بين الخير والشر. ومن جهة الحكمة فالحكيم الحقيقي بالضرورة يسلُك في حياة الفضيلة. أمَّا الخاطئ فإننا نصفه بالجهل حتى ولو كان من العلماء! إنه جاهل بطبيعة الأمور، وجاهل بطبيعة الخير، وجاهل بمصيره الأبدي، وجاهل بما تجلبه الخطيئة من نتائج... فالخاطئ جاهل لا يعرف خيره من شره، ولا نفعه من ضره. ولا نقصد بكلمة جاهل المعنى السطحي للكلمة بما تعني أنه أن يتعلَّم في مدارس أو على أساتذة. إنما الحاجة إلى التوعية والإرشاد.

حتى الإلحاد: يقول المزمور: "قال الجاهل في قلبه ليس إله".. حتى ولو كان هذا المُلحِد من فلاسفة عصره. إنه جاهل!

أمَّا الإنسان الحكيم، فكُلَّما يتعب في الحكمة، فإنه يتعمَّق في فهم الأمور، ويعرف ما ينبغي أن يكون. على أن المعرفة والحكمة وحدها لا تكفي. فقد يعرف الإنسان الخيِّر، ولا يسلك فيه! وهنا نعرض المصدر الثاني للفضيلة.

المصدر الثاني للفضيلة هو قوة الإرادة والعزيمة. لأنَّ هناك أشخاصًا لا يسلكون في طريق الفضيلة، لأنهم مغلوبون من أنفسهم. فالصالح الذي يريده كل منهم لا يفعله... ويحتاج هؤلاء أن يسلكوا في تداريب روحية لتقوية الإرادة. لذلك أن ضعف الإرادة يُسبِّب الوقوع في الخطيئة. والوقوع في الخطيئة يؤدِّي إلى مزيد من الضعف. كل منهما يكون سببًا ونتيجة للآخر...

لذلك نقول عن الإنسان الفاضل إنه إنسان قوي: قوي في الوضوح وفي الفكر، وفي العزيمة وفي التنفيذ. قوي في الانتصار على الحروب الخارجية، وفي الانتصار على النزعات الداخلية. أمَّا الذي تستعبده عادة رديئة فهو إنسان ضعيف. والذي لا يستطيع التَّحكُّم في لسانه، ولا التَّحكُّم في أعصابه، ولا التَّحكُّم في فكره، فهو إنسان ضعيف. وبسبب هذا الضعف يبعد عن الفضيلة. حتى وإن تاب عن الخطيئة، يعود إليها مرة أخرى.

من مصادر الفضيلة أيضًا المبادئ والقِيَم: فالإنسان الروحي الذي له مبادئ وقيم يحرص عليها تحصنه، فلا يفعل خطيئة. مهما حُورِب بخطيئة مُعيَّنة، يقول لا أستطيع مُطلقًا أن أفعل هذا الأمر. ضميري يُتعبني. وهكذا كان يوسف الصديق حينما حورب بالخطيئة.

أمَّا الإنسان الخاطئ فلا قِيَم عنده. إنه يكذب لأن الصدق لا قيمة له في نظره. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويزني لأنَّ العفة لا قيمة لها في نظره... وهكذا يكون موقفه مع باقي الفضائل. وبسبب ضياع القِيَم عنده، يقع في الاستهتار واللامبالاة... ولهذا لا الوقت له قيمة، ولا المواعيد، ولا النظام العام، ولا القانون، ولا التقاليد، ولا شيء على الإطلاق!

من مصادر الفضيلة أيضًا مخافة اللَّه. فالذي توجد مخافة اللَّه في قلبه، لا يخطئ. فالإنسان الروحي يخاف أن يكسر وصايا اللَّه، ويخاف اليوم الذي يقف فيه أمام اللَّه ليُقدم حسابًا عن أعماله. وبالمخافة يسلك في طريق الفضيلة، وبممارسة الفضيلة يحبها.

من مصادر الفضيلة أيضًا الموهبة الإلهية: والفضيلة على نوعين: نوع يُولَد الإنسان به، بطبع هادئ طيب. ونوع آخر يُجاهد فيه الإنسان حتى يصل إلى نقاء القلب والفكر. وما أعجب المَثل العامي الذي يقول: "مالك متربي؟ قال من عند ربي". على أن كثيرين جاهدوا حتى يصلوا إلى الفضيلة. مثال القديس أغوسطينوس... حتى الذين وُلِدُوا بالفضيلة يحتاجون أيضًا إلى جهاد، حتى لا يفقدوا برّهم نتيجة لحروب الشياطين. وأيضًا يلزمهم الجهاد من أجل النمو في حياة الفضيلة.

أيضًا مِمَّا يُساعد على الوصول إلى الفضيلة والنمو فيها، النعمة. أي نعمة اللَّه التي تُقوِّي وتُشجِّع وتقود إلى الخير. إنما يجب على كل إنسان أن يتجاوب مع نعمة اللَّه العاملة فيه. كذلك طاعة الإنسان لوخز الضمير الذي يوبِّخه كُلَّما أخطأ، ويدعوه إلى اليقظة الروحية باستمرار، وإلى التوبة كُلَّما بعد عن الفضيلة. فطاعة الضمير وسيلة هامة نقتنى بها الفضائل. وقد وضع اللَّه الضمير في كل إنسان قبل أن يُرسل الشريعة المكتوبة. والضمير الصالح هو مُرشد قوي...
+++

Post: #23
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-15-2014, 01:21 AM
Parent: #22

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد )
صوم الميلاد المجيد
14 ديسمبر 2014
5 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 13 : 1 ، 3 )
إلى مَتَى ياربُّ تَنْساني إلى الانقضاءِ، حَتَى مَتى تَصرفُ وجهَكَ عنِّي. اُنظر واستَجب لي ياربِّي وإلهي، أنر عَيِنيَّ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 14 : 3 ـ 9 )
وفيمَا هو في بيتِ عنيا، في بيتِ سمعانَ الأبرصِ، وهو مُتَّكئٌ جاءت امرأةٌ معها قارورةُ طيبِ ناردينٍ خالصٍ كثير الثَّمن. فكسرت القارورةَ وسكبتُهُ على رأسهِ. وكان قومٌ يغتاظونَ في أنفُسهم قائلين: " لماذا كان تلف هذا الطِّيب؟ لأنَّهُ قد كان يُمكنُ أن يُباعَ هذا بأكثر مِن ثلاثمائة دينار ويُعطى للفقراء ". وكانوا يحنقون عليها، فقال لهم يسوعُ: " اترُكوها! ما بالكم تتعبونها؟ قد عَمِلَت بي عملاً حسـناً. لأنَّ الفقـراءَ معكُم في كلِّ حيـنٍ ، وإذا أردتم تقدرون أن تحسنوا إليهم في كلَّ حينٍ. وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. عملت ما عندها. لأنَّها سبقَت ودهنت بالطِّيب جسدي لدفني. الحقَّ أقولُ لكُم: حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كلِّ العالم، يُخبَر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 102: 19، 21)
نَظَرَ الربُّ مِن السَّماءِ على الأرضِ، ليسمَعَ تَنهُدَ المَغلولينَ. ليُخبروا في صِهيونَ بِاسمِ الربِّ. وبتسبحتِهِ في أُورشليمَ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 12 : 41 ـ 44 )
ثم جلسَ يسوعُ قدَّام خزانةِ الهيكل، وكان ينظر كيف يُلقي الجميعُ نُحاساً في الخزانةِ. وكان أغنياءُ كثيرونَ يُلقونَ كثيراً. فجاءت أرملةٌ مسكينة فألقت فلسينِ قيمتُهُما رُبعٌ، فدَعا تلاميذهُ وقال لهُم: " الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ هذه الأرملةَ الفقيرةَ قد ألقت أكثر من جميع الذينَ ألقوا في الخزانةِ. لأنَّ الجميعَ من فضلتُهُم ألقوا. وأمَّا هذه فمن إعوازِها ألقت كلَّ ما عِندها وكلَّ مَعِيشتها ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 1 : 1 ـ 17 )
بولس، عبدٌ ليسوعَ المسيح، الرسول المدعو المُفرَزُ لإنجيلِ اللـهِ، الذي سبق فوعد به من قبل أنبيائه في الكُتُبِ المُقدَّسةِ، عن ابنه. الذي صار مِن نسلِ داود بحسب الجسد، ابنَ اللـهِ المرسوم بقوَّةٍ بحسبِ روح القداسةِ، بقيامةِ الأمواتِ: يسوعَ المسيح ربِّنا. الذي به نُلنا النعمة والرسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم على اسمه، الذينَ بينهم أنتم أيضاً مدعُوُّو يسوعَ المسيح. إلى جميع الساكنين في رومية، أحبَّاءَ اللـهِ، المدعوِّين الأطهار: النعمة لكم والسلام من اللـه أبينا وربِّنا يسوعَ المسيح.فأوَّلاً، أشكُرُ إلهي يسوع المسيح مِن جهة جميعكُم، لأنَّ إيمانكُم يُنادى به في كلِّ العالم. لأنَّ شاهدي هو اللـه الذي أعبده بروحي، في إنجيل ابنه، كيف بلا انقطاع أَذكُركُم، مُتَضَرِّعاً كل حين في صلواتي أن يُسهِّل طريقي بمشيئة اللـه أن آتي إليكُم. لأنِّي مُشتاقٌ أن أراكُم، لكي أعطيكم نعمة روحيَّة لثباتكم، أي أن نشترك في تعزية قلوبكم بالإيمان الكائن فينا مع بعضنا بعضاً إيمانكم وإيماني. ثمَّ لستُ أُريدُ أن تجهلوا أيُّها الإخوةُ أنَّني مراراً كثيرةً أستعد أن آتي إليكم، ومُنِعتُ إلى الآن، لكي أنال منكُم أنتم أيضاً ثمرة كما في سائر الأُمم. إنِّي مديونٌ لليونانيِّينَ والبرابرة والحكماء والجهلاء. فهكذا هو اجتهادي الموجود لدي أن أبشركم أنتم أيها الساكنون في رومية. لأنِّي لا أستحق بالإنجيل، لأنَّه قوَّةُ اللـهِ للخلاص لكلِّ مَنْ يؤمنُ: لليهوديِّ أوَّلاً ثمَّ لليونانيِّ. لأنَّ فيهِ يظهر برُّ اللـهِ بإيمانٍ، لإيمانٍ، كما هو مكتوبٌ " أنَّ البارُّ فبالإيمانِ يحيا ".
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 1 : 1 ـ 18 )
يعقوبُ، عبدُ اللهِ وربنا يسوعَ المسيح، يُهدي السَّلامَ إلى الاثني عشرَ سبطاً الذينَ في الشَّـتَاتِ. كونوا في كلِّ فرح يا إخوتي إذا وقعتُم في تَجاربَ مُتَنوِّعةٍ، عَالمينَ أنَّ تجرُبة إيمانكُمْ تُنشئ صبراً. وأمَّا الصَّبرُ فليكُن فيهِ عملٌ تامٌّ، لكي تكونوا كاملينَ وأصحاءِ غير نَاقصينَ في شيءٍ. وإن كانَ أحدُكُم تُعوزُهُ حكمةٌ، فليطلُبْ مِنَ اللـهِ الذي يُعطي الجميعَ بسخاءٍ ولا يُعيِّرُ، فسيُعْطى له. وليسأل بإيمانٍ غير مُرتابٍ. لأنَّ المُرتابَ يُشبهُ أمواج البحر التي يخبطُها الرِّيحُ ويردها. فلا يَظُنَّ ذلك الإنسانُ أنَّهُ يَنَالُ شيئاً مِنْ عند الرَّبِّ. لأنَّ الرجُلَ ذو الرأيين مُتَقَلقِل في جَمِيع طُرُقِهِ. وليَفتَخِر الأخُ المُتواضع بارتفاعِهِ، وأمَّا الغَنيُّ فباتِّضاعِهِ، لأنَّهُ كزهر العُشبِ يَزولُ. لأنَّ الشَّمسَ أشرَقت مع الحَرِّ فيَبَّسَتِ العُشبَ، وأنتثر زهرُهُ وفَسد جَمالُ مَنظَرهِ. هكذا يَذبُلُ الغَنيُّ أيضـاً في كلِّ طُرُقِهِ. طُوبي للرَّجُل الذي يَصبر في التَّجربَة، لأنَّه إذا صار مُختاراً ينال إكليل الحياة الذي وعَدَ بِهِ الرَّبُّ للذِينَ يُحبُّونَهُ.فلا يقُل أحدٌ إذا جُرِّبَ، أن اللـه قد جرَّبنى، لأنَّ الله غيرُ مُجرَّبٍ بالشُّرور، وهو لا يُجرِّبُ أحداً. ولكنَّ كلَّ واحدٍ يُجرَّبُ إذا انجذبَ وانخدعَ من شهوة نفسه. ثُمَّ إنَّ الشَّهوةُ إذا حبلتْ فإنَّها تلدُ خطيَّئةً، وأمَّا الخطيَّئة إذا كمَلَت فإنَّها تلد الموت. لا تضلُّوا يا إخوتي وأحبَّائي. كلُّ عطيَّةٍ صالحةٍ وكلُّ موهبةٍ تامَّةٍ فهي من فوقُ، نازلةٌ من عند أبِ الأنوار، الذي ليسَ عندهُ تغييرٌ ولا شبهُ ظل يزولُ. قد شاء فولدنا بكلمةِ الحقِّ لكي نكون باكورةَ خلائقه.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 1 : 1 ـ 14 )
الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويُعلِّم به إلى اليوم الذى فيه صَعِدَ إلى السَّماء، بعدما أوصى بالرُّوح القدس الرُّسل الذين اختارهم. الذين ظهر لهم حيّاً بعد ما تألَّم بآياتٍ كثيرةٍ، وهو يظهر لهم أربعين يوماً، ويتكلَّم عن ملكوت اللهِ. وفيما هو يأكل معهم أوصاهم أن لا يُفارقوا أورشليم، بل ينتظروا " موعد الآب الذى سمعتموه منِّي، لأن يوحنَّا عمَّد بالماء، وأمَّا أنتم فستُعَمَّدُونَ بالرُّوح القدس، وقد كان هذا ليس بعد أيام كثيرةٍ ". أمَّا هم لما اجتمعوا كانوا يسألونه قائلين: " ياربُّ، هل في هذا الزمن تردُّ المُلكَ إلى إسرائيل؟ " فقال لهم: " ليس لكم أن تعرفوا الأزمنةَ والأوقاتِ التى جعلها الآبُ تحت سلطانهِ، ولكنَّكم ستنالون قوَّةً مَتَى حلَّ الرُّوح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً فى أورشليم وفي كلِّ اليهوديَّة والسَّامرة وإلى أقصى الأرضِ ".ولمَّا قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابةٌ عـن أعينهم. وفيما هـم يشخصون وهو صاعدٌ إلى السَّماء، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيضَ، وقالا: " أيُّها الرِّجال الجليليُّون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السَّماء؟ إن يسوع هذا الذى صعدَ عنكم إلى السَّماء، هكذا يأتي كما رأيتموه مُنطلقاً إلى السَّماء ". حينئذٍ رجعوا إلى أورشليم من الجبل الذي يُدعَى جبل الزَّيتون، الذي هو بالقرب من أورشليم على سفر سبتٍ. ولمَّا دخلوا صعدوا إلى العُلِّيَّة التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويوحنَّا ويعقوب وأندراوس وفيلبُّس وتوما وبرثولماوس ومتَّى ويعقوب ابن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب. هؤلاء كلُّهم كانوا يواظبون بنفسٍ واحدةٍ على الصلاة مع نساءٍ، ومريم أُمِّ يسوع، وإخوتهِ.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، فى بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الخامس من شهر كيهك المبارك
1. نياحة القديس ناحوم النبي
2. شهادة القديس بقطـر
3. شهادة القديس إيسيذورس
1ـ في هذا اليوم تذكار الصدِّيق ناحوم النَّبي أحد الاثنى عشر نبياً الصغار. وقد وُلِدَ فى قرية القوش من قرى الجليل. وهو من سبط سمعان وفي عدد الأنبياء السادس عشر من موسى. وقد تنبأ في عصر أموصيا بن يوناداع المدعو يؤاش وفي عصر عوزيِّا ولده.وبكّت بنى إسرائيل على عبادتهم الأوثان، وبيَّن لهم أن الله تعالى، وإن كان طويل الروح كثير الرحمة، إلاَّ أنه إله غيور ومنتقم من مُبغضيه وتنبأ على بشارة الإنجيل والتلاميذ المُبشرين بها بقوله: " هوذا على الجبال قَدَما مُبشِّر مُنادٍ بالسلام ... " وتنبأ بما سيحل بمدينة نينوى من الدمار وقد تم ذلك. إذ أرسل اللـه زلزالاً وناراً فدمرت وأحرقت الشعب الذى رجع عن طريق البر وارتكب الإثم. أمَّا الذين كانوا مُستقيمي السيرة فلم ينلهم أذى ولم يصبهم ضرر.ولمَّا أكمل أيامه بسيرة مرضية للـه تنيَّح بسلام . صلاته تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهد القديس بقطر. وقد وُلِدَ بإحدى البلاد من أعمال أسيوط، شرقي البحر وعُيِّن جندياً ببلده شو. وفي هذه الأثناء صدر مرسوم دقلديانوس بالسجود للأصنام والتبخير لها، وإذ امتنع القديس بقطر عن السجود للأصنام استدعاه والي شو ولاطفه فلم يستطع اغراءه، وأخيراً ألقاه في السجن. فحضر إليه والداه. وشجعاه على الاستشهاد، ثم عاد الوالي فأخرجه من السجن وأمره بالسجود للأصنام فلم يقبل. ولمَّا عجز عن رده عن الإيمان بالسيد المسيح غضب عليه وأرسله إلى أمير أسيوط مع بعض الجند مصحوباً برسالة يُعرِّفه فيها بما جرى. فلمَّا قرأ الأمير الرسالة طلب إليه بقطر وأوقفه أمامه وقال له: لماذا خالفت والي شو؟ اعلم أنكَ إذا سمعت لي جعلتك في منزلة عالية، وأكتب للملك أن يجعلك والياً على إحدى المدن. فصرخ القديس بأعلى صوته قائلاً: ممالك العالم تزول، والذهب يفنى، والثياب تبلَى، وجمال الجسد يفسد ويتحول إلى دود ويتلاشى في القبور، ولذا فأنا لا أترك سيدي يسوع المسيح، خالق السموات والأرض، ورازق كل ذي جسد، وأعبد الأوثان الحجارة التي هيَ مسكن إبليس. فغضب الوالي وأمر بأن يُربط خلف الخيل وتسرع في الصعود إلى قرية أبيسيديا. وهناك عرض عليه ثانية أن يسجد للأصنام فلم يطعه، فأمر بقتله. بأن يُلقى في مستوقد حمَّام في قرية موشا شرقي قرية أبيسيديا. فلمَّا مضوا به إلى هناك طلب من الجند أن يُمهلوه ليُصلِّي أولاً، فبسط يديه وصلَّى إلى الرب، فظهر له ملاك اللـه ووعده بمواعيد كثيرة وبالخيرات الوفيرة الدائمة في ملكوت السموات. ثم التفت القديس بقطر إلى الجند وقال لهم: كمِّلوا ما قد أُمرتم به. فأوثقوه وألقوه في مستوقد الحمَّام. فأكمل صبره الحسن وشهادته السعيدة ونال الإكليل في الملكوت. وأتى أُنـاسٍ مسـيحيون وأخـذوا الجسـد سـراً، وأخفوه حتى انقضى زمان دقلديانوس. ولما أظهروه شهد الذين رأوه أنهم وجدوا جسده سالماً لم تحترق منه شعرة واحدة. بل كان كإنسان نائم.وبنوا على اسمه كنيسة عظيمة باقية إلى الآن في قرية موشا بمحافظة أسيوط. وقد ظهرت من جسده آيات وعجائب كثيرة، ولا زالت عجائبه تظهر إلى يومنا هذا. صلاته تكون معنا. آمين.
3 ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار شهادة القديس إيسيذورس. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 102 : 13 ، 16 )
أنتَ ياربُّ ترجعُ وترأفُ على صِهيونَ، لأنَّهُ وقتُ التحنُّن عليها. لأنَّ الربَّ يبني صِهيونَ ويَظهرُ بمجدِهِ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 1 ـ 25 )
مِن أجل أن كثيرين أخذوا في كتابة أقوال مِن أجل الأعمال التي أُكملَت فينا، كما سلَّمها إلينا الأولونَ الذينَ عاينوا وكانوا خدَّاماً للكلمةِ، اخترتُ أنا أيضاً إذ قد تَتَبَّعتُ كلَّ شيءٍ مِن الأوَّل بتدقيقٍ أن أكتُبَ إليكَ أيُّها العزيزُ ثاؤفيلُس، لتَعرفَ قوَّة الكلام الذي وُعِظتَ بهِ.كانَ في أيَّام هيرودسَ ملك اليهوديَّةِ كاهنٌ اسمهُ زكريَّا مِن أيَّام خدمة آبيَّا، وامرأتُهُ كانت مِن بناتِ هرونَ واسمُها أليصاباتُ. وكانا كلاهُما بارَّين أمام اللـهِ، سالكينِ في جميع وصايا وحقوق الربِّ بلا لوم. ولمْ يكُن لهُما ولَدٌ، إذ كانت أليصابات عاقراً. وكانا الاثنان مُتقدِّمين في أيَّامهما.فبينما كان يَكهَنُ في رُتبة أيام خدمتهُ أمام اللـهِ، حسبَ عادة الكهنوت، أصابتهُ القُرعةُ أن يَرفع بخوراً فدخل إلى هيكل الربِّ. وكان كلُّ جمهورِ الشَّعبِ يُصلُّونَ خارجاً وقتَ البخورِ. فظهرَ لهُ ملاكُ الربِّ واقفاً عن يمينِ مذبح البخورِ. فلمَّا رآه زكريَّا اضطربَ ووقعَ عليهِ خوفٌ. فقال له الملاكُ: " لا تخفْ يا زكريَّا، لأنَّ طلبتكَ قد سُمِعتْ، وامرأتُكَ أليصاباتُ ستَحبل وتلِدُ لكَ ابناً وتسمِّيهِ يوحنَّا. ويكونُ لكَ فرحٌ وابتهاجٌ، وكثيرونَ سيفرحونَ بولادتهِ، لأنَّه يكونُ عظيماً أمام الربِّ، وخمراً ومُسكراً لا يشربُ ومِن بطنِ أمِّهِ يَمتَلِئُ من الرُّوح القدسِ. ويردُّ كثيرينَ من بني إسرائيلَ إلى الربِّ إلههم. ويَتقدَّمُ أمامهُ برُوح إيليَّا وقوَّتهِ، ليردَّ قلوبَ الآباءِ إلى الأبناءِ، والعصاةَ إلى فكرِ الأبرارِ، لكي يُهيِّئ للـربِّ شعباً مُبرراً ".فقال زكريَّا للملاك: " كيف أعلَمُ هذا، لأنِّي أنا شيخٌ وامرأتي مُتقدِّمةٌ في أيَّامها؟ " فأجاب الملاكُ وقال لهُ: " أنا جبرائيل الواقفُ قدَّام اللـهِ، وأُرسِلتُ لأُكلِّمكَ وأُبشِّركَ بهذا. وها أنتَ تَصيرُ صامتاً ولا تستطيعُ الكلام، إلى اليوم الذي يكونُ فيهِ هذا، لأنَّكَ لم تُصدِّق كلامي الذي سَيَتمُّ في وقتهِ ". وكان جميعُ الشَّعبُ ينتظرُ زكريَّا وكانوا مُتَعّجِّبينَ مِن إبطائهِ في الهيكل. فلمَّا خرجَ لم يستطع أن يُكلِّمهُم، فعلموا أنَّهُ قد رأى رؤية في الهيكل. فكان يُشيرُ إليهُم بيده وبقيَ صامتاً.ولمَّا كَمِلَتْ أيَّام خدمتهُ مضى إلى بيتهِ. وبعد تلكَ الأيَّام حبِلت أليصابات امرأتهُ، وأخفتْ نفسها خمسة أشهر قائلةً: " أنَّه هكذا قد صنَعَ بي الربُّ في الأيَّام التي فيها نظرَ إليَّ، لينزعَ عاري مِن بين النَّاسِ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #24
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-15-2014, 01:22 PM
Parent: #23

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 11-10-2009

أعماق حول الفضيلة


الفضيلة ليست مجرد عمل الخير، إنما هي بالأكثر محبة الخير. ذلك لأن بعض الناس يعملون الخير خوفًا من العقوبة، أو من أجل اكتساب السمعة الطيبة، أو تجنبًا لانتقادات الناس. أو البعض يعملون الخير حبًا في المديح، أو رغبة في نوال المكافأة، أو مجاراة لجو معين... ولكن كل ذلك لا يدل على فضيلة حقيقية... أما الفضيلة الحقيقية فهي في حب الخير حتى إن لم يكن متاحًا عمل هذا الخير لأسباب خارجة عن الإرادة، وهنا تعتبر مجرد النية الطيبة فضيلة. فإن توافرت الإمكانية مع النية، حينئذ يكتمل الخير. لأن النية وحدها لا تفيد الآخرين. أما العمل فهو التعبير عما في القلب من مشاعر طيبة.

والذي يعمل الفضيلة يود أن ينمو فيها، وأن يستمر في النمو حتى يصل إلى الكمال الممكن له كإنسان.

وهناك اتجاهان للفضيلة: الاتجاه السلبي وهو مقاومة الخطية ورفضها. والاتجاه الإيجابي وهو السلوك الطيب في عمل الخير. فلا يكفى مثلًا أنك لا تكره إنسانًا، إنما يجب أن تحبه وتحب الكل. ولا يكفى فقط أنك لا تتلفظ بكلمة شريرة، إنما من الناحية الايجابية عليك أن تقول كلامًا للبنيان ينفع الآخرين. وأيضًا ليست الفضيلة هي فقط إنك لا تضر الناس، بل هي بالأكثر أن تعينهم وتتعب لأجلهم.

وللفضيلة مستويات: منها المستوى الجسدي، والمستوى النفسي، والمستوى الروحي. وعلى الإنسان أن يحفظ نفسه في كل مستوى، ويحترس من السقوط في غيره. ولأنه من المعروف أن الحواس هي أبواب الفكر. فما تراه وما تسمعه وما تلمسه قد يجلب لك أفكارًا. إذن لكي تحفظ فكرك، احفظ حواسك. وإن أخطأت بالحواس، لا تجعل الخطأ يتطور بك إلى فكرك. وإن وصل إلى الفكر، اطرده بسرعة، ولا تجعله يتحول إلى مشاعر في قلبك. وإن تحول إلى مشاعر، لا تجعله يتطور إلى الفعل بأن تخطئ الإرادة أيضًا. واعلم أن جميع المستويات تتجاوب مع بعضها البعض... فخطأ القلب يسبب خطأ الفكر. وخطأ الفكر يسبب مشاعر القلب. وربما الاثنان يدفعان إلى العمل... إنها دائرة، أية نقطة تدور فيها توصل إلى باقي النقاط. وكما في الشر كذلك في الخير تتعاون المستويات معًا.

واعلم أيضًا أن الفضيلة لها مستويان آخران: في الداخل وفي الخارج. في الداخل في القلب والروح والفكر. وفي الخارج في الجسد والممارسة. فمحبة الناس فضيلة في القلب. ولكن لابد أن تتحول إلى عمل محبة في الخارج. لأنه لا يصح فقط أن نحب بالكلام أو باللسان، إنما بالعمل والحق. وهنا تظهر المحبة التي فيها عطاء وبذل وتضحية. ذلك لأن فضيلتك التي في فكرك لا يشعر بها أحد، فيجب أن تعبر عنها بعملك. ومحبتك لابنك التي في داخل قلبك، لابد أن تُعبِّر عنها بالحنو والاهتمام والعطايا. واللَّه تبارك اسمه يُعبِّر عن محبته لنا برعايته وعنايته وحفظه لنا. وأنت كإنسان، لا يجوز لك أن تقول محبة اللَّه في قلبي، إنما أن ينبغي أن تُعبِّر عن هذا بطاعتك للَّه وحفظك لوصاياه. ولا تكتفي بأن لك إيمانًا باللَّه بدون أعمال طيبة. لأنَّ الإيمان بدون أعمال ميت.

في الصلاة مثلًا: خشوع القلب من الداخل، نُعبِّر عنه بخشوع الجسد من الخارج. وهكذا نجد في الصلاة: الوقوف والركوع والسجود، ورفع الأيدي والنَّظر إلى فوق. ولا يصح أن تهمل خشوع الجسد. قائلًا في ذلك: إنَّ اللَّه إله قلوب، ويكفي أن قلبي مع اللَّه!! مِثال ذلك مَن يُصلِّي على المائدة وهو جالس!.. إنَّ المشاعر الداخلية، تحتاج إلى التعبير الخارجي فيشترك الجسد مع الروح. وتكون الفضيلة من الداخل ومن الخارج معًا. إن ما يجري في عروقك من مشاعر، ينبغي أن يكون له ثمر في الخارج. إن حياة الشجرة في داخلها، يُعبّر عن وجودها في الخارج الخضرة والزهر والثمر. ولا أحد يقبل الشجرة غير المثمرة. كذلك نريد للفضيلة أن تكون مثمرة. وهى تثمر بالعمل الطيب، وبالكلمة الطيبة، وبالسلوك الحَسن، وبالنور الذي يضيء للآخرين، وبالمحبة العملية.

الفضائل أيضًا تتكامل معًا ولا تتعارض. وإن سلكت في فضيلة ما، فلابد أنها ستقودك إلى فضائل أخرى كثيرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وإن فقدت إحدى الفضائل، فما أسهل أن يجرك هذا السقوط إلى ترك فضائل أخرى عديدة... إنها سلسلة مترابطة. إن أنفك عقد واحدة منها، انفرط الباقي. ومن الصعب أن نتكلم عن اهتمام الإنسان بفضيلة واحدة فقط وتركه للباقي.

فمحبتك لابنك مثلًا، ينبغي إلا تنفصل عن تربيتك لابنك. وينبغي أن لا تنفصل عن الحكمة في هذه التربية. والحكمة ترتبط أيضًا بالمعرفة. واهتمامك بجسد ابنك وصحته لا يمنعك من الاهتمام بعقله وثقافته وأيضًا لا ينفصل هذا عن الاهتمام بروحيات ابنك وأبديته. وهكذا مع باقي الفضائل.

كوني أحب الناس، هذا حسن جدًا. ولكن ليست محبتي لهم معناها مجاملتهم في كل شيء، ولو على حساب الحق! فالمفروض أنني أحب الله، وأحب الناس في نفس الوقت. وليس الحب معناه مجرد العطف الجسدي أو المادي فقط، وإنما معناها أولًا الحب الروحي. ورب الأسرة عليه أن يحب أسرته كلها ولكن ليس معنى هذا أن يعطف عليها عطفًا يجعلها تخطئ وتستمر في الخطأ ولا تخاف!

إن محبة الناس لله يجب أن ترتبط أيضًا بمخافته، أي بمهابته.

إن الحياة الروحية ليست مجرد فضيلة معينة يركز عليها الإنسان بحيث يهمل باقي الفضائل...! إنما هي حياة تشمل كل شيء. وكتاب الله ليس هو مجرد وصية واحدة أو آية واحدة، إنما هو كتاب يتحدث عن الخير كله، وعن البر كله. وينبغي أن نهتم بكل ما فيه من وصايا، لكي نحيا حياة لا نقص فيها. لأنه ربما نقص فضيلة واحدة قد يضيع حياة الإنسان كلها. مثال ذلك إنسان يحرص على السلوك الطيب في كل شيء. وتنقصه فقط فضيلة الاتضاع، ويقع بذلك في الكبرياء. وتهلكه هذه الخطية وحدها. على أن هذا الموضوع يحتاج إلى التحدث عن تفاصيل كثيرة، ليس وقتها الآن...
+++

Post: #25
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: محمد فاروق عبدالله
Date: 12-15-2014, 08:36 PM
Parent: #1

هل المسيح هو الله؟

أحمد ديدات


Post: #26
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-16-2014, 01:41 AM
Parent: #25

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 18-10-2009

أحيانًا فضائل تنقصها الحكمة

من الأخطاء الشائعة أن يُركِّز البعض على فضيلة واحدة بحيث تتناقض مع فضائل أخرى لازمة. بينما الحياة الروحية ليست مُجرَّد فضيلة معينة، ولكنها حياة تشمل الكل. وكتاب اللَّه لا يُقدِّم لنا وصية واحدة نحيا بها، إنما وصايا عديدة كل منها لها أهمية. وسنحاول في هذا المقال أن نُقدِّم أمثلة لخطورة الفضيلة التي تتعارض مع فضائل أخرى.

بعض الأشخاص الأتقياء يتمسَّكون بفضيلة الوداعة، ولاشكّ أنها من الفضائل العُظمى. ولكنهم يفهمون الوداعة على أن يكون الشخص هادئًا باستمرار ولا يغضب، كما قال أحد الآباء: "إن الإنسان الوديع لا يغضب من أحد، ولا يُغضِب أحدًا".

وتأتي مواقف تحتاج إلى نخوة وإلى شجاعة وشهامة. ولا يتحرك هذا (الوديع)، لأنه يحب أن يكون باستمرار هادئًا ولطيفًا!! وفي تصرفه هذا لا يكون إنسانًا فاضلًا. لأن كل موقف يحتاج إلى الفضيلة التي تُناسبه. وكما قال سليمان الحكيم: "لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السموات وقت".

من الخطأ أن يكتفي إنسان بالوداعة، ويبتعد تمامًا عن الشجاعة والقوَّة حين يأتي الوقت اللازم لهما. كذلك مثل هذه الوداعة الخاطئة تحوّله إلى جثة هامدة بلا حركة، لا نخوة فيها ولا شجاعة. بل الوضع السليم أن يستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة، ويستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة. تكون كلتاهما فيه. وتظهر كل منهما في الحين الحَسن. كما أن الوداعة ليس معناها الضعف. والقوة ليس معناها العنف. والوداعة والقوة تمتزج كل منهما بالحكمة والفهم. كما أن الإنسان القوي لا ينحرف إلى التهوّر، ولا يفقد وداعته وأدبه.

أيضًا كثيرون يحاولون أن تكون لهم فضيلة طيبة القلب، لأنها فعلًا ميزة واضحة لأنقياء القلب. ولكنهم إذ يسلكون في طيبة القلب وحدها، بلا إفراز ولا فهم، ما أسهل أن يصبحوا ألعوبة وهزأة في أيدي المستهترين. كُن إذن طيب القلب. ولكن أضف إلى الطيبة فضيلة الحكمة. كُن طيبًا، ولكن ليس بالقدر الذي تفقد فيه كرامتك وهيبتك. وإلاَّ فإن البعض -بسببك- سوف يكرهون الطيبة التي تجعل الغير يستغلَّهم ويتعبهم! المشكلة إذن ليست في الطيبة، وإنما في عدم مزجها بالحكمة وبقوة الشخصية. يُمكن أن تكون طيب القلب. ولكن ليس معنى الطيبة أن تُسلِّم قيادتك لغيرك، أو أن تشترك بضعف شخصية في أخطاء الآخرين! أو أنك خوفًا من أن تغضب غيرك تشترك معه في خطأ، أو تجامله في ذنب واضح!

إذن يجب عليك أن تزن كل فضيلة بميزان دقيق. ولا تمارسها منفردة عن باقي الفضائل. وإن رأيت من نتائجها وحدها بعض السلبيات، فتأكد أن السلبيات ليست بسبب هذه الفضيلة، وإنما بسبب وقوفها وحدها بعيدة عن سائر الفضائل التي ينبغي أن تصاحبها وتحميها.

يحدث أحيانًا أن يكون شخص مُتصفًا بالحنو وينقصه الحزم. أو آخر يتصف بالحَزم وينقصه الحنو وكلاهما مخطئ. ومن الأشياء العجيبة التي نجدها أحيانًا في محيط الأسرة، أن الأبويْن قد يوزعان الحِنو والحَزم بينهما. فيكون الحِنو مثلًا للأم، والحَزم للأب!! بينما الحنو والحزم يجب أن يتصف بهما كل منهما. ولكن الذي نراه أنه إذا أخطأ الابن، أو حاول أن يُخطئ، تقول له الأم: لا تفعل هذا لئلا يَغضب أبوك ويُعاقبك! دون أن تقول له إنه هي أيضًا لا ترضَى عن تصرفه. ويختلط الأمر على الابن ولا يعرف أين الحق. كل ما في الأمر أنه يتقي غضب أبيه. ويحدث أحيانًا أن رئيس إدارة يحب أن يكسب محبة مرؤوسيه: من أجل هذا يتهاون في حقوق العمل إرضاء لهؤلاء!!

الإنسان الروحي يمكنه أن يجمع الأمريْن معًا. ولا يستخدم الحِنو بدون حَزم، ولا الحَزم بدون حِنو.

هناك أشخاص يُركِّزون على خدمتهم أو عملهم كل التركيز. ومن فرط انشغالهم يفقدون أهمية الصلاة والتأمل في حياتهم، كما يهملون واجباتهم الروحية بينما غيرهم يركِّزون على عبادتهم وروحياتهم، بطريقة يفقدون بها الإخلاص لعملهم. وكلاهما يسلك بطريقة خاطئة. بينما الإنسان الروحي يجمع بين الأمريْن معًا. ولا يكتفي بفضيلة منهما مُهملًا الأخرى.

لقد أمر اللَّه تبارك اسمه بطاعة الآباء والمرشدين الروحيين. وما أكثر الأتقياء الذين يتمسَّكون بفضيلة الطاعة للكبار مهما كان الأمر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهنا نسأل هل تجب الطاعة إن كان الأمر مُتعبًا للضمير؟! ونحن لا نُنادي إطلاقًا بما يسمونها (الطاعة العمياء). فينبغي أن يكون الإنسان واعيًا في طاعته. وأن يدرك أن الطاعة أولًا وأخيرً هي الطاعة للَّه. وداخل الطاعة للّه تكون طاعة الآباء وطاعة الرؤساء وطاعة المُرشدين. فإن صدر من أحد هؤلاء أمر، تكون إلى جوار طاعته عبارة "ينبغي أن يُطاع اللَّه أكثر من الناس".

واجب عليك أن تُطيع الأب والرئيس والمُرشد الروحي. ولكن واجب على كل هؤلاء أن يطيعوا اللَّه فيما يأمرونك به. فإن لم يفعلوا فلا طاعة لهم عليك. واعرف أنه إن كان هناك أشخاص يهلكون بالعصيان، فهناك مَن يهلكون بالطاعة! إن كانت هذه الطاعة ضد ما يأمر به اللَّه. والأمر يتوقف على نوعية الطاعة والعصيان ونوعية المشورة أو الأمر. فإن كانت وصية اللَّه واضحة أمامك يحب أن تطيع الوصية الإلهية مهما كانت شخصية الذي يُقدِّم لك المشورة أو يصدر لك الأمر.

إن فضيلة الطاعة فضيلة جميلة تدل على الأدب والتواضع واحترام الكبار والخضوع لهم. ولكن هناك بعض المواقف التي يجب أن تقول فيها "لا" لِمَن هو أكبر منك. ولكن تقول هذه العبارة في أدب. وبخاصة في بعض المواقف التي تكون ترى واجبك فيها أن تشهد للحق. بشرط أن تكون متأكدًا أن ما تُدافع عنه هو الحق فعلًا. لأنه ليس من الحق أن يُخطئ إنسان بِاسم الدفاع عن الحق.
+++

Post: #27
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-16-2014, 12:21 PM
Parent: #26

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء)
صوم الميلاد المجيد
16 ديسمبر 2014
7 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 11 ، 6 )
افرَحُوا أيُّها الصدِّيقونَ بالربِّ وابتَهِجُوا. وافتخِروا يا جميعَ مُستقيمي القلوبِ. من أجلِ هذا تَبْتَهلُ إليكَ. كلُّ الأبرارِ في آوانٍ مستقيمٍ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 22 : 24 ـ 30 )
وكانت بينهم أيضاً مُشاجرةٌ أنَّهُ من منهم يكون الأكبر. فقال لهم: " مُلوكُ الأُمَم يسودونهُم، والمُتَسلِّطين عليهم يُدعَوْنَ المُحسنينَ. وأمَّا أنتُم فليسَ هكذا، بل الكبيرُ فيكم ليكن كالأصغر، والمُتقدِّمُ كالخادم. لأنَّ مَن هو الأكبرُ؟ الذي يَتَّكئُ أم الذي يَخْدُمُ؟ أليسَ الذي يتَّكئُ؟ ولكنِّي أنا في وسطكم كالذي يَخْدُمُ. أنتُم الذين ثبتُم معي في تجَارِبي، وأنا أيضاً أُقرِّرُ لكُم ملكوتاً كما قرر لي أبي، لتأكُلوا وتشربوا معي على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسيَّ وتَدِينُونَ أسباطَ إسرائيلَ الاثني عشرَ ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 1 – 12 )
ابتهجوا أيُّها الصدِّيقون بالربِّ. للمُستقيمين ينبغي التسبيح. طوبى للأمة التي الرب إلهُها. والشعب الذي أختاره ميراثاً له. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 ـ23 )
وكأنَّما إنسانٌ مُسافرٌ دعي عبيدهُ وسلَّمهُم أموالهُ، فأعطى واحداً خمس وزناتٍ، وآخر وزنتين، وآخر وزنةً. كلَّ واحدٍ على قدر طاقته وسافر. فمضى الذي أخذ الخمس وزناتٍ وتاجرَ بها، فربح خمس أُخر. وهكذا أيضاً الذي أخذ الاثنتين ربح اثنتين أُخريين. وأمَّا الذي أخذ الواحدة فمضى وحفر في الأرض وأخفى فضَّةَ سيِّدهِ. وبعد زمانٍ طويلٍ جاء سيِّدُ أولئك العبيدِ وحاسبهم. فجاء الذي أخذ الخمس وزناتٍ وقدَّمَ خمسَ وزناتٍ أُخر قائلاً: يا سيِّدُ، خمس وزناتٍ أعطيتني هوذا خمسُ وزناتٍ أُخرُ ربحتُها. فقال له سيِّدُهُ: حسناً أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمينُ. كنت أميناً في القليل فأُقيمك على الكثير. اُدخل إلى فرح سيِّدكَ. ثمَّ جاء الذي أخذ الوزنتين وقال: يا سيِّدُ، وزنتين سلَّمتني. هوذا وزنتان أُخريانِ ربحتُهُمَا. قال لهُ سيِّدُهُ: نِعِمَّاً أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمين. كُنتَ أميناً على القليلِ فأُقيمكَ على الكثير. ادخل إلى فرح سيِّدكَ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
( 13 : 7 ـ 24 )
اُذكُروا مُدبِّريكم الذين كلَّموكُم بكلمةِ الله. هؤلاء الذين تنظرون إلى نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بإيمانهم. يسوعُ المسيحُ هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد. لا تُساقوا بتعاليمَ مُتنوِّعةٍ وغريبةٍ، لأنَّهُ حسنٌ أن تُثَبِتوا قلوبكم بالنِّعمةِ لا بأطعمةٍ لم ينتفع بها الذين يَتَعاطونها. لنا " مذبحٌ " لا سُلطان للذين يخدمونَ القبة أن يأكلوا منه. لأن الحيواناتِ التي يُدخَلُ بدمها عن الخطيَّةِ إلى " الأقداس " بيد رئيس الكهنة تُحرَق أجسامُها خارج المعسكر. لذلكَ يسوعُ أيضاً، لكي يُقدِّسَ الشَّعبَ بدم نفسهِ، تألَّمَ خارجَ البابِ. فلنخرج إذاً إليه خارج المعسكر حاملين عاره علينا. لأنَّ ليسَ لنا هنا مدينةٌ باقيةٌ لكنَّنا نطلُبُ العتيدةَ. فلنرفع به في كلَّ حينٍ ذبائح التَّسبيح لله، أي ثمرَ شفاهنا معترفين بِاسمه. ولكن لا تنسوا فعلَ الإحسانِ والمؤاساة، لأنَّهُ بذبائح مثل هذه يُسَرُّ الله. أطيعوا مُدبريكم واخضعوا لهم، لأنَّهُم يسهرون على نفوسكم كأنَّهُم سوف يُحاسبون عنكم لكي يفعلوا هذا بفرح ولا يتضَّجروا، لأنَّ هذا هو النافع لكم. صلُّوا لأجلنا، لأنَّنا نثقُ أنَّ لنا ضميراً صالحاً، راغبين أنْ نسلك حسناً في كلِّ شيءٍ. ولكن أطلُبُ أكثر أن تفعلوا هذه لكي أُرَدَّ إليكُم سريعاً. وإله السَّلام الذي أَصعدَ من بين الأمواتِ راعي الخرافِ العظيم، ربَّنا يسوعَ المسيحَ بدم العهد الأبديِّ، ليُكمِّلْكُم في كلِّ عملٍ صالح لتصنعوا إرادتهُ، صانعاً فينا ما يُرضي أمامهُ بيسوعَ المسيح، الذي له المَجدُ إلى أبد الآبدين. آمين. واسألكم يا إخوتي أن تحتملوا كلمة الوعظِ، لأنِّي كتبت إليكم بالاختصار. أنتم تعلمون أن أخانا تيموثاوس قد أُطلِقَ. وهذا إذا جاء سأراكم سريعاً معه. سلِّموا على جميع مُدبِّريكم وجميع القدِّيسينَ. يُسلِّمُ عليكم الذين من إيطاليا. النِّعمَةُ مع جميعكم. آمين.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 5 : 1 ـ 14 )
أطلبُ إلى الشُّيوخ الذين بينكم، أنا الشَّيخَ شريكُكم، والشَّاهدَ لآلام المسيح، وشريكَ المجدِ العتيدِ أن يُعلنَ، ارعوا رَعيَّةَ الله التي بينكم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار كمثل الله، ولا ببخلٍ بل بنشاطٍ ولا كمن يتسلطُ على المواريث بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّةِ. ومتَى ظهر رئيسُ الرُّعاةِ تنالون إكليلَ المجدِ الذي لا يضمحل. كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعضٍ، لأن الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطِي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم. كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوِموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كلّ نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبدِ. آمين. بيد سلوانس الأخ الأمين، ـ كما أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحقِّ التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّدِّيقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعضٍ بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 15 : 12 ـ 21 )
فسكتَ الجُمهورُ كُلُّهُ. وكانوا يسمعونَ برناباس وبولس يُحَدِّثانِ بجميع ما صنع اللـه من الآيات والعجائب في الأُمم بواسطتهم.وبعدما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجالُ إخوتنا، اسمعوني. سمعان قد أخبر كيف افتقدَ اللـه أوَّلاً الأُمَم ليأخُذ منهُم شعباً على اسمهِ. وهذا توافقُهُ على أقوالُ الأنبياءِ كما هو مكتوبٌ: سأرجعُ بعد هذا وأبني أيضاً خيمةَ داودَ السَّاقِطةَ، وأبني أيضاً رَدْمَهَا وأُقيمُها ثانيةً، لكي يَطلُبَ الباقونَ من النَّاسِ الرَّبَّ، وجميعُ الأُمم الذين دُعيَ اسمي عليهم، يقولُ الرَّبُّ الصَّانعُ هذا الأمر. المعروف عند الرَّبِّ مُنذُ الأزلِ. لذلك أنا أَقضي أن لا يُثقَّل على الرَّاجعينَ إلى الله من الأُمم، بلْ يُرسَل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام، والزِّنا، والمخنوق، والدَّم المائت. لأنَّ موسَى مُنذُ الأجيالٍ القديمة، له في كلِّ مدينةٍ من يكرزُ به، إذ يُقرَأ في المجامع في كلِّ سبتٍ ".
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السابع من شهر كيهك المبارك
نياحة القديس متى المسكين
فى هذا اليوم تنيَّح القديس متى المسكين. كان هذا الأب رئيس دير جبل أسوان. وكان ذا فضائل عظيمة. وقد منحه اللـه نعمة شفاء المرضى وإخراج الشياطين. فمنها:إنهم قدّموا إليه امرأه بها مرض خفي حَارَ في علاجه الأطباء فعلِمَ بالروح حالها، وأمرها أن تقر بخطيتها أمام الحاضرين. فاعترفت أنها تزوجت بأخوين فاعتراها هذا الداء. فصلَّى القديس من أجلها فبرئت في الحال.وقد بلغ من فضائل هذا الأب أن الوحوش كانت تأنس إليه وتتناول طعامها من يده. ولمَّا أكمل سعيه تنيح بسلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9 ، 1 )
كهنتُكَ يَلبسُونَ العدلَ، وأبرارُكَ يبتهجونَ. من أجل داودَ عبدكَ. ُذكُر ياربُّ داودَ وكلَّ دعتهِ، كما أقسم للرب ونذرَ لإلهِ يعقوبَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 9 : 33 ـ 41 )
وجاءَ إلى كفر ناحومَ. ولمَّا دخل إلى البيتِ سألهم: " في أي شيءٍ كُنتُمْ تَفكِّرونَ في الطَّريقِ؟ " فسكتوا، لأنَّهُمْ كانوا في الطَّريقِ يقولون لبعضهم بعضاً مَن هو الأعظمُ فيهم. فجلسَ ودعا الاثنيْ عشرَ وقال لهم: " مَن أرادَ أن يكونَ أوَّلاً فيكونُ آخرَ الكُلِّ وخادماً للجميع ". فأخذَ صبياً وأقامهُ في وسطهمْ ثم أمسكهُ بيده وقال لهم: " مَنْ يَقبل واحداً مِن أولادٍ مثلَ هذا بِاسمي يقبلُني، ومَن يَقبلَني فليسَ يَقبَلُني أنا بل قَبِلَ الذى أرسلني ". فقال له يوحنَّا: " يا مُعَلِّمُ، رأينا واحداً يُخرِجُ شياطينَ بِاسمكَ فمنعناهُ لأنَّه ليسَ يَتبَعُنا ". فقال له يسوعُ: " لا تَمنعُوهُ، لأنَّه ليسَ أحدٌ يصنَعُ قوَّةً بِاسمي ويستطيعُ سريعاً أن يقولَ عليَّ شرّاً. لأنَّ مَن ليسَ علينا فهو معنا. لأنَّ مَن سقاكُمْ كأسَ ماءٍ بِاسمي لأنَّكُم للمسيح، فالحقَّ أقولُ لكُم: إنَّهُ لا يُضيعُ أجرَهُ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #29
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-16-2014, 06:32 PM
Parent: #27

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 25-10-2009

حياة الفضيلة.. بين الهدف والوسيلة

كلنا تقريبًا نتفق في الأهداف أو الأغراض، ما دام الهدف سليمًا وخيِّرًا. ولكننا نختلف في الوسائل المؤدِّية إلى الهدف... فم هي أسباب اختلاف الوسائل إذن؟ سببها اختلاف الفكر والعقل. كل مِنَّا له فكره الخاص، ونظرته الخاصة إلى الأمور. كذلك تختلف الأفكار بدرجة الذكاء، وبالتالي في الحُكم على الأمور. كما يختلف الناس أيضًا في الطِّباع وفي نوع النفسية. كما يختلفون من جهة البيئة المحيطة بكل منهم ومدى تأثيرها عليهم... لذلك نجد أناسًا طيبين، ويريدون الخير، ومع ذلك فوسائلهم مختلفة. كل واحد له منهجه الخاص في الوصول إلى الغرض.

أحيانًا يوجد تنوّع، وأحيانًا يوجد اختلاف وخلاف... والتنوع شيء طبيعي. ولكن الاختلاف كثيرًا ما يتسبب في انقسام وصراعات. ورُبَّما يتحوَّل من الموضوعية إلى خلاف شخصي. ورُبَّما إلى خصام وإلى عداوة.

مثال لذلك موضوع الإصلاح: كلنا نحب أن تنصلح الأمور. ولكن يختلف الأسلوب، فإنسان يرى أن الإصلاح يأتي عن طريق الحكمة والتفكير والتفاهم. وآخر أسلوبه في الإصلاح هو العنف. عن طريق النقد الشديد والمنشورات والتجريح والتشهير. ويقول إن المخطئين لا يصلحهم إلا اتخاذ الشدّة معهم. وآخر يقول: تنصلح الأمور بالصبر وطول الأناة، وآخر يقول: نُصلِّي ونصوم، واللَّه يتدخَّل ويصلح كل شيء.

لذلك إن اشتركت مع أحد في عمل ما، أو من أجل خير ما، لا يكفى أن يكون مشتركًا معك في الهدف والغرض. إنما ينبغي أن يكون أيضًا مُشتركًا معك في الوسيلة وأسلوب العمل. لئلًا تكون طريقته في تنفيذ الغرض المشترك غير طريقتك. فتختلفان معًا، أو يُسبِّب لك مشاكل باعتباركما شريكان في عمل واحد.

الخطير في مسألة الوسيلة هو المبدأ الميكاand#1700;لي. وكان ميكاand#1700;لي Machiavelli يقول: الغاية تُبرِّر الوسيلة the end justifies the means. فيظنه البعض أن الهدف الطيب يُبرِّر الوسيلة الخاطئة!!

فمثلًا إنسان بِاسم الغيرة المقدسة على عمل الخير، لا مانع عنده من أن يصيح وينتهر ويوبخ ويشتم، ورُبَّما يرفع قضايا... ونحن نقول لمثل هذا الشخص: "إن الغيرة المُقدسة تناسبها وسيلة مقدسة".

وبالمِثل أب يقسو جدًا على ابنه حتى يُعقِّده نفسيًا، ويحتج بغرض مُقدَّس هو تربية ابنه! الغرض سليم ولكن الوسيلة خاطئة. أو أب من أجل حرصه على عفاف ابنته يعاملها بشدة وقسوة حتى تهرب من بيته، وتبحث عن صدر حنون يعطف عليها... أو زوج يحبس زوجته في البيت ويُقيَّد كل تحركاتها وكلامها بحجة الحفاظ عليها! الوسيلة أيضًا خاطئة... أو أُم تتدخل في صميم الحياة الزوجية لابنتها، وعلاقة الابنة بزوجها. وقد تتسبب في فصلها عن زوجها. وتختفي وراء هدف مُقدِّس وهو الحرص على ابنتها وضمان راحتها.

كثيرًا ما ضيّع الناس أنفسهم وعلاقتهم بالوسيلة الخاطئة: مثال ذلك شخص يسعى إلى مصالحة غيره. وهذا هدف سليم بلا شك ولكنه يرى أن الوسيلة هي العتاب. لا مانع. ولكنه في طريقة العتاب، يُعيد الأوجاع والجروح القديمة، ويضغط عليها بأسلوب يتعب الطرف الآخر. ويخرج من العتاب وقد ساءت العلاقة عن ذي قبل لأن وسيلة العتاب كانت خاطئة... بعكس ذلك إنسان آخر يستطيع بالعتاب أن يكسب الموقف، بل يجعل الطرف الآخر يتفهّم الأمور ويعتذر له، ويخرجان صديقين كأن شيء لم يكن.

العتاب هو العتاب. ولكن وسيلته عند واحد مقبولة ومجدية، وعند آخر متعبة ومؤذية وتأتي بعكس المطلوب... فواحد يُعاتب بطريقة هادئة، والآخر يُعاتب بطريقة ساخطة. الأول يعاتب بحُب وعشم، والثاني يُعاتب بحقد وانتقام. فواحد منهما يُريد أن يُصالح. والآخر يُريد أن يثبت للطرف الآخر أنه مخطئ!

جماعة تدخل في جمعية أو مؤسسة ما. وكلهم يريدون الخير لهذه المؤسَّسة. ولكنهم يختلفون في الوسيلة أحدهم يرى أن الوسيلة هي التعاون الكامل، ولو في ذلك لون من إنكار الذات. ولكن عضوًا آخر يرى أن وسيلته هي السيطرة وتدبير الأمور حسب حكمته هو. كل واحد له طريقته. ولكن يحدث الاختلاف حينما يرى البعض أن وسيلته هي الطريق الوحيد السليم. وينتقد غيره من الوسائل أو يحاول تحطيمه. يُمكن أن يوجد تنسيق وتكامل وتعاون بين الطُّرُق المتنوعة المُتعدِّدة الواصلة إلى غرض واحد. ولكن يحدث التصارع بين الوسائل المتناقضة.

نطرق موضوع معاملة المخطئين: كلنا نكره الخطأ، ونأخذ من أصحابه موقفًا معارضًا. هذا غرض واحد ولكن الوسائل تختلف: البعض يبعد عن المخطئين، ينعزل عنهم ولا يختلط بهم. والبعض يأخذ منهم موقف المقاومة، ويرد لهم بالمثل، ويحاسبهم على كل خطأ، ولا يترك الأخطاء تمر بسهولة أو بدون مؤاخذة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والبعض يحاول أن يصلح هؤلاء ويكسبهم، رُبَّما بالحُب والصبر، ورُبَّما بالمواجهة والإقناع... والمُهم أن نوصلهم إلى اللَّه وإلى الطريق السليم ونربح نفوسهم.

أحيانًا تتحوَّل الوسائل إلى أهداف. فكلنا نرى أن هدفنا الروحي هو الوصول إلى اللَّه. ونرى أن من الوسائل الصلاة والصوم... الخ، ولنأخذ الصوم مثلًا وكيف يتحوَّل عند البعض إلى هدف في ذاته، بينما هو وسيلة نوجد بها في فترة روحية تًساعدنا على الوصول إلى اللَّه. فنمنع أنفسنا عن كل ما نشتهيه لكي نتعوّد السيطرة على الإرادة وبهذا يُمكن أن نمنعها عن الخطأ كما منعناها عن الأكل. هل نحن نحرص في صومنا أن يوصلنا إلى هذا الهدف الروحي؟! أمْ نحن نصوم لمُجرد الصوم بلا هدف وبلا فائدة وبلا نتيجة!

لذلك كله ينبغي أن يراجع كل إنسان هدفه. ويتحقَّق أن وسيلته توصّله إليه. يتأكد أن الهدف سليم وروحي، وأنه لم ينحرف عنه إلى هدف آخر، وأنه يستخدم الوسيلة السليمة التي تُحقِّق هدفه الروحي... الهدف الروحي الوحيد هو الوصول إلى إرضاء اللَّه والوصول إلى ملكوته. وما الصلاة والصوم والقراءة الروحية والتأمل والوحدة سوى وسائل توصِّل إلى هذا الهدف وكذلك الفضائل هي مُجرَّد وسائط توصِّل إلى الهدف الذي هو اللَّه... ولكن للأسف قد تتحول هذه الوسائط كلها إلى أهداف!!
+++

Post: #30
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-17-2014, 02:24 PM
Parent: #29

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء)
صوم الميلاد المجيد
17 ديسمبر 2014
8 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 19-20)
كثيرةٌ هيَ أحزانُ الصدِّيقينَ، ومِنْ جميعها يُنجيهم الربُّ، يحفظُ الربُّ جميع عظامهم، وواحدةٌ منها لا تنكَسِر. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 24 ـ 28 )
حينئذٍ قال يسوع لتلاميذه: " مَن يريد أن يتبعني فَليُنكِر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنَّ مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكُها، ومن يُهلِكُ نفسه مِن أجلي يجدها. لأنَّه ماذا ينتفع الإنسانُ لو رَبِح العالم كلَّه وخسِرَ نفسه؟ أو ماذا يُعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأنَّ ابن الإنسان سـوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذٍ يُجازي كلّ واحدٍ حسب عمله. الحقَّ أقول لكم إن من القيام ههنا قوم لا يذوقون الموت حتَّى يروا ابن الإنسان آتياً في مجد أبيه ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 39-40 )
خلاصُ الصدِّيقينَ مِنْ قِبل الربِّ. وهو ناصِرهُم في زمانِ الضيقِ. يُعينُهُم الربَّ ويُنَجيَّهُم. ويُخلِّصُهُم لأنهُم تَوكَّلوا عليهِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13 : 9 ـ 13 )
فانظُروا إلى نفوسِكُم، لأنَّهُم سيسلِّمونكُم إلى مجالسَ وسيَضربونكُم في المحافِل وتُوقفُونَ أمامَ ولاةٍ وملوكٍ مِن أجْلي شهادةً لهُم ولجميع الأُمَم. ويَنبَغي أوَّلاً أنْ يُكرزَ بالإنجيلِ. فإذا قدَّموكُم ليُسلِّموكُم فلا تَهتمُّوا مِن قَبْلُ بِما تتكلَّمونَ به، لأنَّكُم تُعطونَ في تِلكَ السَّاعـةِ ما تتكلَّمـونَ به، لأنَّ لستُم أنتُم المُتكلِّمينَ بَل الرُّوحُ القُدسُ. وسيسلِّم الأخُ أخاهُ إلى الموتِ والأبُ يُسلِّم ابنهُ، ويقومُ الأولادُ على آبائِهم ويقتلونَهُم. وتَكونونَ مُبغَضِينَ مِن الجميع مِنْ أجْلِ اسمي، والَّذى يَصبرُ إلى المُنتهَى فهَذا يَخلُصُ.
( والمجد للـه دائماً )

القـداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
( 10 : 1 ـ 18 )
أنا نفسي بولس أطلُبُ إليكم بوَداعَةِ المسيح وحِلمِهِ، كما أنِّي ذليلٌ بينكم وأمامـكُمْ، ولكـن فيمـا أنا خـارج عنكـم فمتجاســرٌ عَليكُمْ. وأطلـب أن أكـون متجاسراً ولست عندكم بالثِّقة التي بها أظنّ أنِّي سأتجاسر على قوم الذين يحسبوننا كأنَّنا نسلك حسب الجسد. لأنَّنا وإن كُنَّا نسلك حسب الجسد، لا نُحارِب حسب الجسد. إذ أسلحة مُحارَبتنا ليست جسديَّة، بل هى قوات الله تهدم الحصون. وتهدم الآراء وكل عُلو يرتَفع ضِدَّ معرفة الله، ونسبي كلَّ فكر إلى طاعة المسيح، ومستعدِّينَ لأنْ ننتقم على كلِّ عصيان مَتَى كَمِلَتْ طاعتُكُم.أَتنظرونَ إلى ما هو قُدَّامكم؟ إن كان أحدٌ يثق من نفسه بأنَّه للمسيح، فليفتكر في نفسه أيضاً: أنَّه كما هو للمسيح، كذلك نحن أيضاً! فإنِّى وإن افتخرتُ شيئاً أكثر بالسُّلطان الذي أعطاه لي الربُّ فهو للبنيان وليس لهدمِكُم، لا أُخجَلُ. لئلاَّ أَظهر كواحد يُخيفكُم بالرَّسائِل. لأنَّه يقول: " الرَّسائل ثقيلةٌ وقويَّةٌ، وحضور الجسد فضعيفٌ، والكلام مرذولٌ ". مِثل هذا فليَحسِب هذا: أنَّنا كما نحن في الكلام بالرَّسائل ونحنُ غائبونَ عنكم، هكذا نكون أيضاً بالفِعل ونحن حاضِرون عندكُم. لأنَّنا لا نتجاسر أن نُشَبِّه أنفسنا أو نُقايس ذواتنا بقوم يمدحون أنفسهم وحدهم، بل إذ هم يقيسونَ أنفسهم على أنفسهم، ويُقابلون أنفسهم بأنفسهم وهُم لا يفهمون. ولكن نحنُ لا نفتخر إلى ما لا يُقاس، بل حسب قياس القانون الذي رسمه لنا الله، للبلوغ إليه وإليكم بقياس. لأنَّنا لا نمدِّدُ أنفسنا كأنَّنا لا نَبْلُغُ إليكم. إذ قد وصلنا إليكم أيضاً في إنجيل المسيح. غير مُفتخرينَ إلى ما لا يُقاس في أتعاب آخرين، بل لنا رجاء ـ إذا نما إيمانكم ـ ليتعظَّم فيكم مثل قانوننا بزيادةٍ، لنُبشِّركُم بما هو أعظم من ذلك. لا لِنفتخر بالأمور المُعدَّة في قانون غريب. وأمَّا مَن يفتخر فليفتخر بالربِّ. لأنَّه ليسَ مَن يمدح نفسه وحده هو المُختار، بل من يمدحهُ الربُّ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 4 : 1 ـ 11 )
فإذ قد تألَّم المسيح بالجسد عنَّا، تسلَّحوا أنتُم أيضاً بهذا المثال. فإنَّ مَن تألَّم بالجسد، كُفَّ عن الخطيَّة، لكي لا يعيش أيضاً الزَّمان الباقي في الجسد، لشهوات النَّاس، بل لإرادة الله. لأنَّه يكفيكم الزَّمان الذي مَضى إذ كنتم تصنعون فيه إرادة الأُمَم، وتسلكون في النجاسات والشَّهوات، وإدمان المُسكرات المتنوعة، والخلاعة، والدنس، وعبادة الأوثان المرذولة، الأمر الذي فيه يستغربونَ أنَّكُم لستُم تركضون معهم إلى فيض عدم الصَّحة عينها، مُجدِّفينَ. الذين سوف يُعطون جواباً للذي هو على استعدادٍ أن يُدين الأحياء والأموات. فإنَّه لأجل هذا بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكي يُدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليَحيَوا حسب الله بالرُّوح.وإنَّما نهاية كلِّ شيءٍ قد اقتربت، فتعقَّلوا إذاً واسهروا في الصَّلوات. ولكن قبل كلِّ شيءٍ، فلتكن المحبَّة دائمةً فيكُم بعضكُم لبعضٍ، لأنَّ المحبَّة تستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضكم لبعضٍ بلا تذمُّر. وليخدم كلُّ واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضكم بعضاً، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوِّعة. مَن يتكلَّم فكأقوال الله. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئها الله، لكي يتمجَّد الله في كلِّ شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والسُّلطان إلى أبدِ الآبدينَ. آمين.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 12 : 25 ، 13 : 1 ـ 12 )
ورجع برنابا وشاول من أورشليم بعدما كمَّلا الخدمة، وأخذا معهما يوحنَّا أيضاً المُلقَّب مرقس.وكان في كنيسة أنطاكية أنبياء ومعلِّمون: برنابا، وسمعان الذي يُدعَى نيجر، ولوقيوس القيروانيُّ، ومناين الذي تربَّى مع هيرودس رئيس الرُّبع، وشاول. وبينما هم يخدمون الربَّ ويصومون، قال الرُّوح القدس: " افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي قد دعوتهما إليه ". حينئذٍ صاموا وصلُّوا ووضعوا عليهما الأيادي ثُمَّ أطلقوهما.فهذان إذ أُرسِلا من الرُّوح القدس انحدرا إلى سلوكية، ومن هناك سافرا في البحر إلى قبرس. ولمَّا وصلا إلى سلامينا ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود. وكانا معهما يوحنَّا خادماً. ولمَّا اجتازا الجزيرة كلها إلى بافوس، وجدا رجلاً سـاحراً نبيَّاً كـذَّاباً يهوديَّــاً اســمه باريشوع، هذا كان مع الوالي سرجيوس بولـس، وهو رجلٌ فهيمٌ. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس أن يسمع كلمة الله. فقاوَمهما عليمٌ السَّاحر، لأن هكذا يُترجَم اسمه، طالباً أن يُفسِد الوالي عن الإيمان.وأمَّا شاول، الذي هو بولس أيضاً، فامتلأ من الرُّوح القدس وقال: " أيُّها المُمتلئُ من كـلِّ غشٍّ وكـلِّ خبثٍ! يا ابن إبليـس! يا عـدوَّ كلِّ برٍّ! ألاَّ تـزال تُفسِد سُبل الربِّ المُستقيمة؟ فالآن هوذا يد الربِّ تأتي عليكَ، فتكون أعمى لا تُبصر الشَّمس إلى حينٍ ". ففي الحال وقع عليه ضبابٌ وظلمةٌ، وكان يَدورُ مُلتمِساً مَن يقوده بيده. فالوالي حينئذٍ لمَّا رأى، آمن وتعجب مِن تعليم الربِّ.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثامن من شهر كيهك المبارك
1. نياحة القديس ياركلاس بابا الإسكندرية الثالث عشر
2. شهادة القديستين بربارة ويوليانة
3. شهادة القديسين إيسى وتكلا أخته
4. نياحة القديس صموئيل رئيس دير القلمون
1ـ فى هذا اليوم من سنة 240 ميلادية تنيَّح الأب القديس ياركلاس بابا الإسكندرية الثالث عشر. وقد وُلِدَ من والدين وثنيين إلاَّ أنهما آمنا وتعمَّدا بعد ولادته. وكانا قد أدباه بالحكمة اليونانية ثم بالحكمة المسيحية، ودرس الأناجيل الأربعة والرسائل، فرسمهُ القديس ديمتريوس بابا الإسكندرية الثاني عشر شماساً ثم قساً على كنيسة الإسكندرية فنجح فى الخدمة، وكان أميناً فى كل ما أؤتمن عليه.ولمَّا تنيح الأب ديمتريوس أُنتُخِبَ القديس ياركلاس لرتبة البطريركية. فرعى رعية المسيح أحسن رعاية. وردَّ كثيرين من الصابئة وعمَّدهم، وقد كرَّس جهوده على التعليم والوعظ وإرشاد المخالفين. كما سلَّم للقديس ديونسيوس النَّظر في الأحكام وتدبير أمور المؤمنين. وأقام على الكرسي ثلاث عشر سنة. وتنيَّح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهدت القديستان بربارة ويوليانة. كانت بربارة ابنة رجل عظيم من إحدى بلاد المشرق يُسمى ديسقورس أيام مكسيميانوس الملك أي في أوائل الجيل الثالث المسيحي. ولشدة محبته لها بنى لها برجاً لتُقيم به. فرفعت القديسة بصرها إلى السماء من أعلى البرج وتأملت بهاء السماء وما بها من شمس وقمر وكواكب، واستنتجت أنه لابد لها من صانع قادر حكيم، ولن يكون إلاَّ الله تعالى هو صانعها.واتفق وجود العلاَّمة أوريجانوس في تلك الجهة فعلِم بخبرالقديسة وأتى إليها وعلَّمها مبادئ الدين المسيحي. وكان في الحمَّام طاقتان فأمرت بفتح طاقة ثالثة، ووضع صليب على حوض الماء فلمَّا دخل أبوها ورأى التغيير الذى حدث، سألها عن السبب، فقالت له : أمَا تعلم يا والدى أنه بالثالوث الأقدس يتم كل شيء. فهنا ثلاث طاقات على اسم الثالوث الأقدس. وهذه العلامة هيَ مثال لصليب السيد المسيح الذى كان به خلاص العالم. فأسألك يا والدي العزيز أن ترجع عن الضلالة التى أنت فيها، وأن تعبد الإله الذى خلقك. فعندما سمع أبوها هذا الكلام غضب جداً وجرّد سيفه عليها. فهربت من أمامه، فركض وراءها، وكانت أمامها صخرة انشقت شطرين، فاجتازتها وعادت الصخرة إلى حالتها الأولى. ودار أبوها حول الصخرة فوجدها مختبئة في مغارة، فوثب عليها كالذئب وأخذها إلى الوالي مركيانوس الذي لاطفها تارة بالكلام وأخرى بالوعد ثم بالوعيد، ولكنه لم يستطع أن يسلِبها حبها للسيد المسيح.عند ذلك أمر بتعذيبها بأنواع العذاب. وكانت هناك صبية يُقال لها يوليانة، شاهدت القديسة بربارة وهي في العذاب، فكانت تبكي لأجلها. وقد رأت السيد المسيح يُعزي القديسة بربارة ويُقوِّيها، فاستنارت بصيرتها وآمنـت بالسـيد المسـيح، فقطعوا رأسـها ورأس القديسة بربارة، ونالتا إكليل الشهادة. وقد هلك والدها بعد ذلك بقليل، وكذلك هلك الوالي الذى تولى تعذيبها.أمَّا حوض الماء الذى عُمِلَ عليه الصليب المقدس، فقد صار لمائه قوة الشفاء لكل من يغتسل منه.وجعلوا جسدي هاتين القديستين في كنيسة خارج مدينة غلاطية. وبعد سنين نقلوا جسد القديسة بربارة إلى مصر في الكنيسة التى سُمِّيت بِاسمها إلى اليوم.صلاتهما تكون معنا. آمين.
3ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهد القديس إيسي وتكلا أخته. وكانا من أبوصير غرب الأشمونين. وكان القديس إيسي غنياً جداً. وكان يتصدق على المساكين بثمن ما يجزه من غنمه.ولمَّا علم أن صديقه بولس مريض بمدينة الإسكندرية. حيث كان يتردد عليها للتجارة، مضى إليه ليودعه ولما أتى إليه وجده قد عوفيَ من مرضه، فاتفقا معاً على أن يقوما بافتقاد القديسين المسجونين بسبب الاضطهاد وقد تنبأ عنهما بعض القديسين بأنهما سينالان إكليل الشهادة.وقد حدث ذلك أثناء مجيء القديس بقطر بن رومانوس إلى الإسكندرية، فلمَّا علِما بحسن سيرته وزهده للعالم أحبا أن يكونا مثله، فتقدم إيسي إلى الوالي واعترف بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبه بأشد أنواع العذابات، كأنْ يُعرى ويوثق ويُعصر، ثم تُصوَّب مشاعل نار إلى جنبيه، وأن يُطرح على الأرض ويُضرب بالسِّياط وتُقطَّع أعضاؤه. وكان صابراً على هذا جميعه، وكان ملاك الرب يقوِّيه ويشفي جراحاته.وكان بولس صديقه يبكي من أجله هو وغلمانه، وظهر ملاك الرب لأختـه تكـلا وأمـرها أن تمضـي إلى أخيهـا، فذهبــت إلى البحـر، واسـتقلت إحدى السفن، فظهرت لها فيها العذراء والدة الإله وأليصابات نسيبتها وجعلتا تُعزِّيانها في أخيها، وكانت أليصابات تقول لها: " إن لي ولداً قد أخذوا رأسه ظلماً ". وقالت لها السيدة البتول: " إن لي ولداً صلبوه حسداً ". وكانت تكلا لا تعرف مَن هما.ولمَّا التقت بأخيها اتفق الاثنان وتقدما إلى الوالي معترفين بالسيد المسيح، فعذَّبهما أشد عذاب بالهنبازين وبحريق النار وبالتسمير وسلخ جلد الرأس، وكان الرب يقوِّيهما ويصبرهما. ثم أسلمهما إلى ولده والي ناحية الخصوص، ليذهب بهما إلى الصعيد. فلمَّا سارت بهم السفينة قليلاً سكنت الريح فوقفت عن المسير. فأمر أن تؤخذ رأسا إيسى وتكلا أختهُ، ويطرحا في الشوك والحلفاء، فكان كذلك ونالا إكليل الشهادة. وأوحى الرب إلى قِس يسمى أوري بشطانوف فأخذ جسديهما. أمَّا بولس صديق إيسي وابلانيوس بن تكلا أخته فقد استشهدا بعد ذلك. صلاتهم تكون معنا. آمين.
4ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح القديس الأنبا صموئيل رئيس دير القلمون. وُلِدَ في دكلوبا من كرسي ميصيل، من أبوين قديسين، ولم يكن لهما ولد سواه. وكان أبوه أرشلاؤس قساً. فأبصر في رؤيا الليل شخصاً مُضيئاً يقول له: لابد لولدك هذا أن يؤتمن على جماعة كثيرة ويكون مختاراً للرب طول أيام حياته.وكان صموئيل طاهراً منذ صغره مثل صموئيل النبي، وكانت تساوره دائماً فكرة الرهبنة. وفي بعض الأيام وجد وسيلة للذهاب إلى برية شيهيت ولم يكن يعرف الطريق. فظهر له ملاك الرب في شبه راهب ورافقه كأنَّهُ يقصد الدير مثله إلى أن وصلا إلى جبل شيهيت. وهناك سلَّمهُ لرجل قديس يُسمى أنبا أغاثو فقبِلهُ عنده كما أرشده الملاك. حيث أقام ثلاث سنين طائعاً له في كل ما يأمره به. وبعد ذلك تنيَّح الشيخ القديس أغاثو، وتفرَّغ القديس صموئيل للصلوات والأصوام الكثيرة، حتى أنَّهُ كان يصوم أسبوعاً أسبوعاً، فقدَّموه قساً على كنيسة القديس مقاريوس. وحدث أنَّ أتى إلى البرية رسول يحمل طومس لاون، فلمَّا قرأه على الشيوخ غار الأنبا صموئيل غَيرة الرب، ووثب وسط الجماعة وأمسك المكتوب ومزَّقه قائلاً: محروم هذا الطومس وكل من يعتقد به، وملعون كل من يغير الأمانة المستقيمة التي لآبائنا القديسين. فلمَّا رأى الرسول ذلك اغتاظ وأمر بغضب أن يُضرب بالدبابيس ثم يُعلَّق من ذراعه ويُلطم. فصادفت إحدى اللاطمات عينه فقلعتها. ثم طُرِدَ من الدير، فظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضي ويسكن في القلمون. فمضى إلى هناك وبنى ديراً أقام فيه مدة يُعلِّم المُلتفين حوله ويُثبِّتهم على الأمانة المستقيمة، واتصل خبره بالمقوقس حاكم مصر فأتى إليه وطلب منه أن يعترف بمجمع خلقيدونية، وإذ لم يذعن لرأيه ضربه وطرده من الدير، فمضى وسكن في إحدى الكنائس، وبعد حين عاد إلى الدير. واتفق مجيء البربر إلى هناك، فأخذوه معهم في رجوعهم إلى بلادهم. فصلَّى إلى السيد المسيح أن ينقذه منهم، فكان كُلَّما أركبوه جملاً لا يستطيع القيام به، فتركوه ومضوا، ثم عاد هو إلى ديره.وأتى البربر إلى هناك مرة ثانية وأخذوه معهم إلى بلادهم. وكانوا قد سَبوا قبل ذلك الأنبا يوأنس قمص شيهيت. فاجتمع الاثنان في السبي وكان يتعزيـان معـاً. وحاول آسِرَهُ أن يغـويه لعبادة الشـمس. ولمَّا لم يسـتطع إلى ذلك سبيلاً، ربط رجله مع رجل جارية من جواريه، وكلَّفهما رعاية الإبل قصداً منه أن يقع معها في الخطية وعندئذ يتسلط عليه فيُذعن لقوله، كما أشار عليه إبليس. وفى هذا جميعهُ كان القديس يزداد شجاعة وقوة قلب، ولم يزل على هذا الحال حتى مرض ابن سيده مرض الموت، فصلَّى عليه فشفاه، فشاع خبرهُ في تلك البلاد، وكان يأتي إليه كل من به مرض، فيُصلِّي عليه ويدهنه بزيت فيبرأ. فأحبه سيده كثيراً واعتذر إليه واستغفره، وعرض عليه أن يطلب ما يريد. فطلب أن يأمر بعودته إلى ديره. فأعاده. ولدى وصوله اجتمع حوله كثيرون من أولاده الذين كانوا قد كثروا جداً حتى بلغوا الألوف. وظهرت له السيدة العذراء وقالت له أن هذا الموضع هو مسكني إلى الأبد. ولم يعد البربر يُغيرون على هذا الدير. وقد وضع هذا الأب مواعظ كثيرة ومقالات شتى وتنبأ عن دخول الإسلام مصر.ولمَّا قربت أيام نياحته جمع أولاده وأوصاهم أن يثبتوا في مخافة الله والعمل بوصاياه ويجاهدوا في سبيل الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير، وتنيَّح بسلام .صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي (97 : 11-12)
نُورٌ أشرق للصدِّيقينَ. وفرحٌ للمُستقيمينَ بقلبهِم. افرحوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربِّ. واعترفوا لذِكر قُدسِهِ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 53 ـ 12 : 1 ـ 12 )
وفيمَا هو يقول هذا ابتدأَ الكتبةُ والفرِّيسيُّونَ يَنظرونَ رَدِياً، ويكلِّمونهُ في أمورٍ كثيرةٍ، ويَمكُرونَ لِيَصطادوهُ بكلمةٍ مِن فمهِ. وفى أثناءَ ذلِكَ إذ اجتمعَ رَبَواتٌ كثيرةٌ، حتَّى داسَ بعضُهُم بعضاً، ابتدأَ يسوعُ يقولُ لتلاميذِهِ: " أولاً تَحرَّزوا لأنفسِكُم مِن خميرِ الفرِّيسيِّينَ الذي هو رياؤهُم، فليسَ شئٌ مكتومٌ إلاَّ وسيظهَرُ، ولا خفيٌ إلاَّ وسيُعلَمُ. والَّذى تقولونهُ في الظُّلمةِ سيُسمعُ في النُّورِ، وما قلتموهُ في الأذنِ في المَخادع يُنادَى به على السُّطوح. ولكنْ أقولُ لكُم يا أصدقائي: لا تخَافُوا مِنَ الَّذينَ يَقتلُونَ جَسَدَكُم، وبعد ذلِكَ ليسَ لهُم أنْ يَفعلوا شيئاً أكثرَ. بَـل أُعلِمكُم مِمَّنْ تخافُونَ: خَافُوا مِنَ الذي بعدما يَقتُلُ، لهُ سلطانٌ أنْ يُلِقِيَ في جَهنَّمَ. نَعَم أقولُ لكُم: مِنْ هَذا خَافُوا‍. أَلَيسَتْ خَمسَةُ عصافيرَ تُباعُ بِفَلْسَيْنِ، وواحدٌ مِنها لا يُنسَى قُدَّام اللهِ؟ بَل شُعورُ رؤوسِكُم أيضاً جميعُها مُحصاةٌ. فلا تَخافُوا الآنَ. أنتُم أفضَلُ مِنْ عَصافيرَ كثيرةٍ. وأقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعترفُ بي قُدَّامَ النَّاسِ، يَعترفُ بهِ ابنُ الإنسانِ أيضاً قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. ومَنْ أَنكَرَني قُدَّامَ النَّاسِ، يُنكَرُ قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. وكُلُّ مَنْ يقول كلمةً على ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لهُ، وأمَّا مَنْ يُجدِّف على الرُّوح القُدسِ فلن يُغفَرُ لهُ. ومَتَى قدَّمُوكُم إلى المجامِع والرُّؤساءِ والسَّلاطِينِ فلا تَهتمُّوا كيفَ أو بِمَا تُجِيبونَ أو بِمَا تَقولونَ، لأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُعلِّمُكُم في تِلكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أنْ تَقولوهُ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #31
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: وضاحة
Date: 12-17-2014, 02:43 PM
Parent: #30

Quote: أجبائى الكرام ..
جقيقة .. الزمن يجرى بسرعة البرق ..
ومن يقول نحن فى أواخر عام 2014 .. وبعد أيام قليلة
سيحل عام جديد بتباشير جديدة .. آملين من الله عز وجل
أن يكون عاماً مليئاً بالخير والخيرات ..


عمو سودانى الحبيب
كل عام وانت ملي بالصحة والعافية
يعجبنى كثيرا طرحك لى اعتقادك فى ثقة وصدق واطمينان واحترام لمن يختلف معك
ليتنا كنا مثلكم متصالحين مع انفسونا وديننا

Post: #32
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-18-2014, 01:18 AM
Parent: #31

الإبنة الحبيبة وضاحة ..
كم أنت جميلة و واضحة يا وضاحة ..

شكراً جزيلاً .. ابنتنا وضاحة لمداخلتك الرقيقة ..

Quote:
عمو سودانى الحبيب
كل عام وانت ملي بالصحة والعافية
يعجبنى كثيرا طرحك لى اعتقادك فى ثقة وصدق واطمينان واحترام لمن يختلف معك
ليتنا كنا مثلكم متصالحين مع انفسونا وديننا


قد قمت بقراءة كلماتك الجميلة أكثر من مرتين وصرت أردد الجملة الأخيرة ..
والتى تحوى معنىً جميلاً .. وإن نمّ هذا .. إنما ينم عن أخلاق وشعور فياض ..

" ليتنا كنا مثلكم متصالحين مع أنفسنا وديننا " ..
يا سلام يا وضاحة .. قد أتيت بالمفيد ..
كيف يتصالح الإنسان مع نفسه .. لأن الإنسان الذى
يتصالح مع نفسه .. بطريقة مرضية .. إنما كأنما
يتصالح مع الله .. والذى يتصالح مع الله .. هو الذى
يقوم بتنفيذ وصايا الله ..
وأما اننا .. لابد وأن نحترم من يخالفنا الرأى .. فهذا واجب علينا ..
لأن الواجب أن نحب بعضنا بعضاً .. بغض النظر كينونة هذا
الإنسان الذى نحبه .. لابد أن نحب الجميع بغير إستثناء ..

وكم هو جميل .. أن نتناقش بهذه الروح يا وضاحة ..
الرب يبارك حياتك ..
عمك العجوز ..
ارنست
+++

Post: #33
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-18-2014, 02:09 PM
Parent: #32

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الخميس )
صوم الميلاد المجيد
18 ديسمبر 2014
9 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 11 - 33 : 1 )
افرحوا أيُّها الصدِّيقون بالربِّ وتهلَّلوا. للمُستقيمين ينبغي التَّسبِيحُ. مِن أجْـلِ هذا تَبتَهِلُ إليكَ كلُّ الأبرارٍ فى آوانٍ مُستقيم. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 ـ 23 )
وكأنَّما إنسانٌ مُسافـرٌ دَعا عبيدَهُ وسلَّمهُم أموالَهُ، فأعطَى واحداً خَمسَ وزناتٍ، وآخَرَ وَزنتينِ، وآخَرَ وَزنةً. كُلَّ واحدٍ على قدرِ طاقتِهِ وسافرَ. فمضَى الَّذي أخذَ الخمسَ وزناتٍ وتاجَرَ بِها، فرَبِحَ خمسَ أُخَرَ. وهكذا أيضاً الَّذي أخذَ الاثنتينِ، رَبِحَ اثنتينِ أُخريَينِ. وأمَّا الَّذي أخذَ الواحدةَ فمضَى وحفـرَ في الأرضِ وأخفى فضَّةَ سـيِّدهِ. وبعدَ زمانٍ طويلٍ جاءَ سـيِّدُ أُولئكَ العبيدِ وحاسبهُمْ. فجاءَ الَّذي أخذَ الخمسَ وزناتٍ وقدَّمَ خمسَ وزناتٍ أُخَرَ قائلاً: يا سيِّدُ، خمسَ وزناتٍ أعطيتَني. هُوَذا خمسُ وزناتٍ أُخَرُ ربِحْتُهَا. فقال لهُ سيِّدهُ: حسناً أيُّها العبدُ الصّـَالحُ والأميـنُ. كُنـتَ أميـناً عـلى القليلِ فأُقِيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ. ثُمَّ جاءَ الَّذي أخذَ الوزنتينِ وقال: يا سيِّدُ، وزنتينِ سلَّمتَني. هُوَذا وزنتانِ أُخريانِ ربِحتُهُما. قال له سيِّدُهُ: نِعِمَّا أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمينُ. كُنتَ أميناً على القليلِ فأُقيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 1 ، 12 )
ابْتَهِجُوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربِّ. للمُستَقِيمِينَ يَنبغي التَّسبِيحُ. طُوبَى للأُمَّةِ التى الربُّ إلهُهَا. والشَّعبِ الَّذي اختارَهُ مِيراثاً لهُ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 19 : 11 ـ 19 )
وإذ كانوا يَسمَعونَ هذا عادَ فقالَ مَثَلاً، لأنَّهُ كانَ قريباً مِن أُورُشَليمَ، وكانوا يَظُنُّونَ أنَّ ملكوتَ اللهِ عتيدٌ أنْ يَظهَرَ في الحالِ.فقالَ: " كان إنسانٌ شريفُ الجنسِ ذهبَ إلى كورةٍ بعيدةٍ ليأخُذَ مُلكاً لنفسهِ ويَرجعَ. فدَعا عشرةَ عبيدٍ لهُ وأعطاهُمْ عشرةَ أَمْنَاءٍ، قائلاً لهُم : تاجِروا في هذه حتَّى آتِيَ. وأمَّا أهلُ مدينتهِ فكانوا يُبغِضونَهُ، فأرسَلُوا وراءَهُ سَفارَةً قائلينَ: لا نُريدُ أنَّ هذا يَملِكُ علينا. ولمَّا رجعَ بعدَمَا أَخَذَ المُلْكَ، قالَ أنْ يُـدعَـى إليهِ العبـيـدُ الَّذيـنَ أعـطـاهُمُ الفضَّـةَ، لِيعلَمَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ واحدٍ. فجاءَ الأوَّلُ قائلاً: يا سيِّدي، مَنَاكَ رَبِحَ عشرةَ أَمْنَاءٍ. فقال لهُ: نِعِمَّاً أيُّها العبدُ الصَّالحُ، لأنكَ كُنتَ أميناً فى القليلِ، فليكُنْ لكَ سُلطانٌ على عشرِ مُدنٍ. ثُمَّ جاءَ الثاني قائلاً: يا سيِّدي، إنَّ مَنَاكَ قد رَبِحَ خمسةَ أَمْنَاءٍ. فقالَ لهذا أيضاً: وكُنْ أنتَ على خمسِ مُدنٍ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
( 3 : 20 ، 4 : 1 ـ 9 )
وأمَّا نَحنُ فَسيرتَنَا ( فَوَطِنيـَّـتُنا ) في السَّمَواتِ، الَّتى مِنها نَنتَظِرُ مُخلِّصنا ربنا يَسوعَ المَسيح، هذا الَّذي سيُغَيِّرُ جسد تواضُعِنا ليَكُونَ مُشاركاً لصُورةِ جسدِ مَجدِهِ، بِحَسبِ عَملِ استِطاعَتهِ أنْ يُخضِعَ لِنَفسِهِ كُلَّ شَيءٍ.إذاً يَا إخوَتي الأحِبَّاءَ والمَحبُوبينَ، يَا فَرحِي وإكليلِي، اثبُتُوا هكَذا في الربِّ أيُّها الأحبَّاءُ.أَطلُبُ إلى أفُوديَةَ وأَطلُبُ إلى سِنْتيخِي أنْ تَفتكِرَا فى هذا بعينه فى الربِّ. نَعمْ أسْألُكَ أنتَ أيضاً، أيُّها المُختار شَريكِى ( سنزيكا ) ساعِدهما، هَاتان اللَّتان جاهَدتَا مَعِي في الإنْجيلِ، مَعَ أَكْلِيمَندُسَ أيضاً وباقي العامِلينَ مَعي، الَّذينَ أسماؤُهُمْ مَكتُوبة في سفـرِ الحَياةِ.اِفـرَحُوا في الربِّ كُلَّ حِينٍ وأقُولُ أيضاً افـرَحُوا. وليَظهَر حِلمُكُمْ لِجَميـع النَّاسِ. الربُّ قَريبٌ. لا تَهتمُّوا بشيءٍ، بَـل في كُلِّ شيءٍ بالصَّلوةِ والدُّعاءِ مَعَ الشُّكرِ، لتُعلمْ طِلباتُكُم لدَى اللهِ. وسلامُ اللهِ الَّذي يَفوقُ كُلَّ عَقلٍ، يَحفَظُ قُلوبَكُم وأفكارَكُم فى المَسيح يَسوعَ.وأخيراً يا إخوَتي كُلُّ ما هُو حَقٌّ، كُلُّ ما هُو جَليلٌ، كُلُّ ما هُو عادِلٌ، كُلُّ ما هُو طاهِرٌ، كُلُّ شيءٍ بمحبةٍ، كُلُّ شيءٍ بِحسنِ صيتٍ، ما فيهِ فَضيلَةٌ أو ما فيهِ كَرامَةٌ، فَفِى هذهِ افْتَكِروا. هَذِهِ هِى الَّتى تَعَلَّمتُمُوها، وتَسَلَّمتُمُوها، وسَمِعتُمُوها، ونَظَرتُمُوها فيَّ، فهَذه افعلوها، وإلهُ السَّلام يكُونُ مَعَكُمْ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 5 : 9 ـ 20 )
لا يَئِنَّ بعضُكُم على بعضٍ يا إخوتي لِئَلاَّ تُدانوا. هوَذا الدَّيانُ واقفٌ على الأبوابِ. خُذوا لكُم يا إخوتي مثالَ احتمال المشقَّاتِ وطول أناةٍ: الأنبياءَ الَّذينَ تكلَّموا بِاسم الربِّ. ها نحنُ نُغبِط الَّذينَ صبروا. لأنكُم سَمِعتُم بصبرِ أيُّوبَ وعاقِبةَ الربِّ قـد رأيتُموها. لأنَّ الربَّ هو عظيمُ الرَّأفةِ جداً وهو طويلُ الآناةِ.وقبل كلَّ شيءٍ يا إخوتي، لا تحلِفوا، لا بالسَّماءِ، ولا بالأرضِ، ولا بقَسَم آخر. وليَكُن كلامكُم نعم نعم، ولا لا، لئلاَّ تكونوا تحت الحُكم.وإن كان واحدٌ منكم قد نالهُ تعب فليُصلِّ. والفرح القلب فليُرتِّل. وإن كان واحدٌ منكم مريضاً فليدعُ قسوس الكنيسة وليُصلُّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ على اسم الربِّ، وصلوة الإيمان تُخلِّص المريضَ، والربُّ يقيمُه، وإن كان قد عمل خطايا تُغفرُ له. واعترفوا بخطاياكم بعضُكُم لبعضٍ، وصلُّوا على بعضكم بعضٍ، لكيما تشفوا. وصلوة البارِّ فيها قوة عظيمة فعالة. كان إيليَّا إنساناً تحت الآلام مِثلَنا، وصلَّى صلوة كى لا تُمطِر السَّماء، فلمْ تُمطِر على الأرض ثلاثَ سنينَ وسِتَّةَ أَشهُر. وصلَّى أيضاً، فأعطت السَّماء المَطر، والأرض أنبتت ثَمَرَها.يا إخوتي، إذا ضلَّ واحدٌ منكم عن سبيل الحقِّ وردَّهُ واحدٌ، فليعلَم أن من يَردُّ الخاطئ عن طريق ضلالته، فإنه يُخلِّص نفسهُ من الموتِ، ويَستُر عن خطايا كثيرة.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )


الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 11 : 19 ـ 26 )
أما الذين تشتَّتُوا من الضِّيق الذي حصل بسبب استفانوس فأتوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية، وهم لا يُكلِّمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط. وكان منهم قومٌ، قُبرسيُّون وقيروانيُّون، هؤلاء الذين لمَّا دخلوا أنطاكية كانوا يتكلَّمون مع اليونانيِّين مُبشِّرين بالربِّ يسوع. وكانت يد الربِّ معهم، فآمن جمعٌ كثيرٌ ورجعوا إلى الربِّ.فبلغ القول عنهم إلى آذان الكنيسة التي في أُورُشليم، فأرسلوا برنابا إلى أنطاكية. هذا لما أتى ورأى نعمة الله فرِح، وكان يُعزي الجميع أن يثبُتوا في الربِّ برضاء القلب لأنه كان رجلاً صالحاً ومُمتلئاً من الرُّوح القدس والإيمان. فانضَّم إلى الربِّ جمعٌ عظيمٌ.ثمَّ خرج إلى طَرسُوسَ ليَطلُب شَاوُل. ولمَّا وجده أَصعده إلى أنطاكية. فحدث أنَّهما اجتمعا في الكنيسة سنةً كاملةً وعلَّمَا جمعاً كبيراً. وسُميَّ التَّلاميذ الذين في أنطاكية أولاً مَسيحيِّين.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم التاسع من شهر كيهك المبارك
نياحة القديس بيمين المعترف
في هذا اليوم تنيَّح القديس بيمين الشهيد بغير سفك دم. وقد كان من منية بني خصيب من أعمال الأشمونين. وكان وكيلاً لأشغال رجل أُرخُن جليل المقدار، ولطهارته وتقواه أحبه الجميع، كما كان لزوجة ذلك الأُرخُن ثقة عظيمة به. ولاحتقاره أباطيل العالم، ترك عمله وقصد ديراً في تلك المدينة حيث ترهَّب فيه، فلمَّا علِم الأُرخُن توجَّه إليه هو وزوجته وسألاه العودة إلى الخدمة آسفين على فراقه. وإذ لم يوافقهما عادا حزينين، أمَّا القديس فقد استمر في عبادته ونسكه، ولم يُقنع بذلك بل رغب أن يصير شهيداً بسفك دمه على اسم المسيح له المجد. فمضى إلى أنصنا ووجد كثيرين من المسيحيين يُعذَّبون على اسم المسيح. فتقدم هو أيضاً واعترف بالمسيح. فعذَّبوه عذاباً شديداً بالضرب والحريق وتقطيع الأعضاء والعصر بالهنبازين. وفي ذلك كله كان السيد المسيح يقوِّيه ويُقيمه سالماً. وفيما هو على هذا الحال انقضى زمان عبادة الأوثان، ومَلَكَ قسطنطين الملك البار، وأمر بالإفراج عن كل الذين في السجون بسبب الإيمان. فظهر السيد المسيح لهذا القديس وأمره أن يُخبِر جميع القديسين المسّجونين بأنه تبارك اسمه قد حسبهم مع جملة الشهداء ودعاهم بالمعترفين.وأرسل الملك قسطنطين يستحضر اثنين وسبعين منهم فمضوا إليه وبينهم القديس أبانوب المعترف.أما القديس بيمين فسكن في دير خارج الأشمونين. وكان الرب قد أنعم عليه بموهبة الشفاء، وشاع ذكره في جميع تلك النواحي. وحدث أن مرضت ملكة رومية بمرض عضال استعصى علاجه، وزارت أديرة وكنائس كثيرة ولم تحصل على الشفاء. وأخيراً أتت إلى أنصنا وصحبها الوالي ورجاله إلى حيث القديس. ولمَّا أعلموه بحضورها لم يُبادِر إلى لقائها بل قال: ماذا لي أنا مع ملوك الأرض. ولمَّا ألحَّ الأخوة عليه خرج إليها، فلمَّا رأته خرت عند قدميه، فصلَّى القديس على زيت ودهنت به فبرئت في الحال. وقدَّمت له أموالاً كثيرة وهدايا عظيمة فلم يقبلها، ما عدا آنية برسم الهيكل، وهي صينية وكأس وصليب من ذهب، ثم عادت إلى مدينتها ممجدة الله. وكان هناك أسقف قديس يُعيِّد هو وجماعة من المؤمنين لبعض الشهداء في أحد الأديرة، فعلِم بأن الأريوسيين قد اتخذوا لهم أسماء شهداء بغير وجود، وعيَّنوا لهم أُسقفاً غير شرعي وأضلوا بذلك كثيرين من الشعب. فتوجه الأسقف إلى القديس بيمين وأعلمه بذلك، فأخذ معه جماعة من الرهبان وذهبوا إلى حيث هؤلاء المخالفين وجادلوهم وبيَّنوا ضلالهم فتشتتوا وبدد الرب شملهم. ورجع القديس بيمين إلى ديره وتقدم في الأيام ومرض، فجمع الإخوة وأوصاهم، وأعلَّمهم أنه قد حان الوقت ليمضي إلى الرب، فحزنوا جداً على فراقه. ثم أسلَّم الروح فكفنه الأخوة، وصلوا عليه. وقد حدثت من جسده آيات شفاء عديدة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 19 ، 68 : 4 )
كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الربُّ. والصدِّيقون يفرحونَ ويتهللونَ أمام اللهِ. ويتنعمون بالسرور. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 32 ـ 44 )
لا تَخف أيُّها القطيع الصَّغير، لأنَّ أباكم قد سُر أن يُعطيكُم الملكوت. بيعوا ما لكُم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تقدم وكنزاً لا يفنى في السَّموات، حيث لا يقرب سارقٌ ولا يُفسده سوسٌ، لأنه حيث يكون كنزكم هُناك يكون قلبكم أيضاً.لتكُن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة ، وأنتم أيضاً تشبهون أُناساً ينتظرون سيِّدهم متى يعود من العرس، حتى إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال. طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيِّدهم يجدهم ساهرين. الحقَّ أقول لكم: أنه يتمنطق ويُتكئهم ويقف ويخدمهم. وإن أتى في الهزيع الثَّاني أو إذا أتى فى الهزيع الثَّالث ووجدهم هكذا، فطوبى لأولئك العبيد. وإنَّما اعلموا هذا: أنه لو عرف ربُّ البيت في أية ساعة يأتي السَّارق لسهر، ولم يدع بيته يُنقَب. فكونوا أنتم أيضاً مستعدِّين، لأنَّه في ساعة لا تعرفنها يأتي ابن الإنسان.فقال له بطرس: ياربُّ، ألنا تقول هذا المثل أم قلته للجميع أيضاً؟. فقال الربُّ: فمن هو يا ترى الوكيل الأمين والحكيم الذي يُقيمه سيِّده على عبيده ليُعطيهم طعامهم في حينه؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّده يجده يفعل هكذا! حقاً أقول لكُم: أنَّه يُقيمه على جميع أمواله.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #34
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-18-2014, 05:03 PM
Parent: #33

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 1-11-2009

عوائق للفضيلة ولكنها ليست موانع


حياة البر والفضيلة لا تسير سهلة باستمرار، إنما تصادفها عوائق في الطريق. فم هي هذه العوائق وما أسبابها؟ ولماذا سمح الله بها؟... وعمومًا يمكن أن نسأل ما فائدة العوائق.

من أهم العوائق عمل الشيطان الذي يحرص بكل قوته على أن يقتنص فريسة من بين الفضلاء. وهناك أمر يسميه الروحيون (حسد الشياطين). وهم يحسدون الأبرار على برهم وعلى نجاحهم في الطريق الروحي الذي فشل فيه هؤلاء الشياطين. يحسدونهم على حياة القداسة والنقاوة، وعلى علاقتهم الطيبة بالله. ويحسدونهم على النعمة المصاحبة لهم... لذلك يثيرون حولهم الزوابع، لكيما يفشلوا ويصيروا مثلهم أو من مملكتهم.

فأن سرت في طريق الفضيلة وقابلتك عوائق، فأطمئن، لأنك سائر في الطريق السليم. فلو كنت سائرًا في طريق الشيطان، ما كان يحاربك! بل على العكس كان يسهّل طريقك ويشجعك. أما محاربته لك أو محاربة أعوانه، فدليل أكيد على أن مسلكك يتعب الشيطان. ولهذا يجعل طريق الفضيلة ضيقًا حولك. فأنت كلما تبدأ في عمل صالح، يلجأ الشيطان وأعوانه في عمل مضاد لك. ولكن كل ذلك لا يمنعك أبدًا من الاستمرار في طريق الخير وسوف يحيطك الله بقوة من عنده تشجعك لتنتصر على كل العوائق.

على أن أكبر عائق للفضيلة هو ذاتك أنت التي قد تحاربك أكثر مما يحاربك الشيطان. فإن كانت تحب المادة أو تحب الخطية فحينئذ تكون ذاتك عائقًا للفضيلة. ومن مظاهر ذلك إن كانت الحواس طائشة تتأمل فيما يثير الخطية فيها. فالحواس هي أبواب الفكر. والفكر يوصل إلى القلب والمشاعر. والجسد أحيانًا يقاوم الروح ويقيم عوائق للفضيلة.

ومن عوائق الفضيلة أيضًا الأصدقاء الأشرار والمرشدون المضلون كما قال الرب لإسرائيل في القديم "مرشدوك مضلون". وأحيانًا وصف أمثال هؤلاء المرشدين بأنهم قادة عميان... ومن ضمن هذه المعوقات المفاهيم الخاطئة التي تنتشر في البيئة أو في وسط أية جماعة وتضللها. ومن ضمن هذه المعوقات الكتب والمطبوعات الخاطئة.

ومن عوائق الفضيلة أيضًا الطباع الشخصية للإنسان إن كانت طباعًا منحرفة. وربما يكون بعضها طباعًا موروثة، أو طباعًا مكتسبة من البيئة، أو من كثرة الممارسات. مثال ذلك أن يكون الشخص غضوبًا أو سمّاعًا أو متسرعًا... ومن العوائق أيضًا شهوات النفس الداخلية، أو بعض أهدافها الخاطئة...

ولكنني من جهة كل هذه العوائق، أقول لك لا تخف. بل اطمئن. واعرف أنك في كل المحاربات الروحية التي تتعرض لها، وفي كل العوائق التي تقف أمامك، هناك المعونة الإلهية التي تسندك. فالشيطان يحاول أن يُعيقك، ولكن النعمة تشجعك وتقويك. الله تبارك اسمه يسمح بوجود العوائق، هذه نصف الحقيقة. أما النصف الآخر فإنه في نفس الوقت يعطيك القوة التي تجاهد بها وتنتصر. إنه يسمح بالتجارب أحيانًا. ولكنه لا يدعكم تُجَرَّبون فوق ما تستطيعون، بل يجعل مع التجربة المنفذ.

إن الله قد يسمح بالعوائق لاختبار طاعتنا له ولاختبار محبة إرادتنا للفضيلة ومدى مقاومتها للعوائق... إن كل إنسان يمكنه أن يقدم نية طيبة ووعودًا طيبة. ولكن في ساعة التنفيذ حينما تواجهه العوائق ويدخل في اختبار عملي، ما أسهل أن يفشل.

فمثلًا إنسان يريد أن يدفع نصيب الله في ماله. ثم يقف أمامه عائق وهو احتياجه للمال الذي يريد أن يدفعه. وهنا تُختبر فضيلته... وإنسان يريد أن يدّرب نفسه على فضيلة الاحتمال. وإذا به يتعرض إلى إساءة، ربما يرى أنه لا يستطيع أن يحتملها. ولا يستطيع أن يسامح أو يغفر لمن أساء إليه. وهنا أيضًا تُختبر إرادته... أو إنسان يريد أن يقول كلمة حق. وتقف أمامه عوائق من نتائج قول الحق كأن يتعرض إلى أذية أو إلى تهديد ممن يخيفهم أو يتعبهم قوله للحق. وهنا تُختبر شجاعته، أو صمود قلبه أمام المخاوف!

العوائق تُظهر مدى ثبات الإنسان في إيمانه، وفي علاقته بالله والناس... إن الشهداء أظهروا عمق إيمانهم، على الرغم من التهديدات والعذابات والسجن والنفي. وعلى الرغم من الإغراءات الكثيرة التي عُرضت عليهم... فبرهنوا أنهم كانوا أقوى من كل ذلك. وانتصروا على كل العوائق ونالوا الأكاليل.

إن الفضيلة الثابتة على الرغم من العوائق تدل على أن الإنسان الروحي المنتصر على العوائق، بحيث لا يفقد هدوءه ولا سلامه الداخلي ولا فضيلته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بحيث لا يهتز ولا يتغير ولا يضطرب، ولا يشك ولا يضعف. بل يدل ثباته على أن معدنه طيب وقوي. وعلى أنه يحيا حياة الانتصار باستمرار.

مثال أخر في حياة الخدمة والبذل من أجل الآخرين: هناك فرق كبير بين الخدمة السهلة والخدمة الصعبة. فكثيرون يفضلون الخدمة السهلة المريحة. وبلا شك أن أجرها عند الله لا يمكن أن يكون في مستوى الخدمة الصعبة، التي بلا إمكانيات، أو التي تواجهها مشاكل ومتاعب من الأوضاع أو من الناس، أو من أخوة كذبة! وكلما أنتصر الإنسان على عوائق الخدمة، هكذا يكون أجره عظيمًا في السماء.

ومن فوائد العوائق أنها تسبب لنا الاتضاع، والحاجة إلى الصلاة، وإلى طلب المعونة من الله. وإن انتصرنا على العوائق، حينئذ نشكر الله الذي أعاننا، ولا نفتخر بأنفسنا افتخارًا باطلًا.

والعوائق أيضًا في مواجهتها والانتصار عليها، إنما تعطينا خبرة روحية نلمس بها يد الله وتدخّلها لمعونتنا. وهكذا نرى عمليًا كيف أن الله يحل لنا المشاكل، ويزيل العوائق والعقبات. ونختبر كيف أنه يحوّل الشر إلى خير، وكيف يدير الأحداث حسب مشيئته الصالحة، كما حدث مع يوسف الصديق. وأيضًا بهذا الاختبار الروحي نكتسب شجاعة وقوة، ولا نعود نخاف من الشدائد والعوائق.

وبمعونة الله التي تنصرنا على العوائق، ندخل في حياة الشكر، ونشكر الله الذي أنقذنا. والذي بالعوائق نشّط أرواحنا للقتال مع عدو الخير وجعلنا لا نستسلم لحروب الشيطان ولا لشهوات أنفسنا.
+++

Post: #35
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-19-2014, 01:05 PM
Parent: #34

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 8-11-2009

كونوا لطفاء


إنها نصيحة نُقدِّمها للجميع "كونوا لُطفاء نحوكم نحو بعض". وبهذا تكونون محبوبين من الكل. والإنسان اللطيف يتصف بحياة الوداعة والرقة والبشاشة، والبُعد عن الخشونة والعنف والقسوة والتعالي. ولذلك فإن تصرفاته هي ثمر للروح الوديع الهادئ.

هناك أشخاص -للأسف الشديد- يظنون أن الحياة الروحية هي مُجرَّد صلاة وصوم وما أشبه، بينما يسلكون بطريقة منفرة في معاملة الآخرين!! ولكنني أقول لكل منهم إن لم تكن لطيفًا في تعاملك، فأنت شخص غير مُتدين على الإطلاق. لأنَّ الإنسان المتدين لابد أن يسلك بطريقة روحية. فيكون مُشفقًا على الغير، لا يُجازي عن شر بشر، أو عن شتيمة بشتيمة. وإن عاتب المسيئ، لا يكون قاسيًا في عتابه، ولا يحاول أن يخجله أو يحزنه، أو يُعدد له كل أخطائه. والقلب العامر باللطف، لا يوبخ كثيرًا. وإن وبَّخ لا يستخدم كلامًا جارحًا.

إن القلب العامر باللطف، يكسب الناس بمعاملته اللطيفة. وعلى العكس فإن الإنسان الشديد أو القاسي قد يخسر أصدقائه لخشونته.

ما أشد قسوة بعض (المتدينين) في معاملتهم للخطاة، أو مَن يظنونهم خطاة! وما أكثر ما يستخدمون من عبارات جارحة في توبيخهم! ويحسبون أن هذه غيرة مقدسة منهم على الفضيلة والبِر أو يعتبرون هذا شهادة للحق! أو أنهم بالتوبيخ المُرّ يقودنهم إلى التوبة. ولكن ما أجمل ما قيل عن السيد المسيح إنه " لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ". وفي قيادته بعض الناس إلى التوبة، لم يذكر لهم بشاعة ماضيهم، ولم يجرح شعورهم. بل كان لطيفًا جدًا في قيادته.

إن القلب اللطيف لا يحتقر الضعفاء، بل يسندهم ويضع أمامه تلك النصيحة الجميلة العميقة: "شجعوا صغار النفوس، اسندوا الضعفاء، تأنوا على الجميع". واللَّه تبارك اسمه عاملنا بهذه المعاملة. وجذبنا إلى التوبة بطول أناته علينا. ولو كان قد عاملنا بقسوة لهلكنا جميعًا. وهنا أتذكَّر قول أحد الشعراء لامرأة تحترف البغاء:

ودَعوك بائعة الأثيم من الهوى كذبوا، فإن الذنب ذنب المشتري

حقًا إن المعاملة اللطيفة تكتشف النقط البيضاء فتمتدحها، ولا تُركِّز على النقط السوداء. تحضرني بهذه المناسبة قصة مدير لإحدى مدارس الطيران المدني: كان قد أعد للطلبة الامتحان النهائي العملي للتخرج. وصعد أحد الطلبة بالطائرة، وإذ بزمامها يفلت من يده، وبدأت تتأرجح في الهواء بطريقة مخيفة. وشعر قائدها بأنه قد فشل في الامتحان ولابد سيرفد من المدرسة. ورأى أنه على الأقل أن ينقذ نفسه من الموت. وهكذا جاهد حتى نزل بالطائرة إلى الأرض سليمًا... فأقبل إليه مدير المدرسة وقد توقَّع أن يسمع منه قرار الفصل. ولكن مدير المدرسة شد على يده بحرارة وهو يهنئه قائلًا: "على الرغم من خطورة الموقف، فأنك نجحت في أن تنزل بالطائرة سليمًا كأمهر طيار رأيته في حياتي"... وبهذه الكلمات اللطيفة المُشجِّعة، أدخل الطمأنينة إلى نفس الطالب. ثم قدَّم له بعض النصائح.

إن المعاملة اللطيفة لازمة بالنسبة إلى الآباء في تربية أبنائهم، وبخاصة الأطفال الصغار منهم. وقد يخطئ الطفل ولكن الأب لا يعاقبه، واضعًا في ذهنه أن الطفل في مثل هذه السن لا يدرك كل شيء في وضعه المثالي، فهنا الأب لا يُعاقِب وإنما بكل لطف يشجع ويُعلِّم ويُرشِد ويُسامح. وبالمثل يعرف طبيعة سن المراهقة وما فيها من حروب روحية. ويكون لطيفًا في معاملة أبنائه في هذه المرحلة من العمر، التي تحتاج إلى حكمة وطول بال في المعاملة. ولا يصلح معها القسوة والخشونة وسوء المعاملة.

وبالنسبة إلى اللَّه تبارك اسمه يقول عنه داود النبي في المزمور: "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا". ولماذا؟ يتابع داود النبي فيقول عن الرب: "لأنه يعرف طبيعتنا، يذكر أننا تراب نحن". حقًا إن اللَّه في رقته وطيبته، يقدر ظروف الناس، وطبيعتهم الضعيفة، فيغفر... إنهم مُجرَّد تراب، أثارتهم الريح فتحولوا إلى غبار في الجو. فيصبر اللَّه عليهم بعض الوقت حتى تهدأ الريح فيستقرون.

والإنسان اللطيف يسمح لأبنائه أو لمرؤوسيه أن يعاتبوه، أو يجادلوه فلا يغضب. إنما بكل لطف يعطيهم فرصة للتعبير عمَّا في داخلهم بكل حرية. ويفصح لهم المجال إلى آخر حد بلا مانع. إنه لا يغلق على الغير في شرح أفكارهم أو التعبير عما في داخلهم.

حقًا إنه بالعنف قد يخسر الشخص أحبائه، بينما بالمعاملة اللطيفة يمكنه أن يكسب أعداءه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هناك فرق كبير بين القسوة التي توبخ الإنسان على خطاياه، وبين اللطف الذي يجعل الخاطئ من تلقاء نفسه يعترف بخطاياه ويتوب عنها... إن الشخص اللطيف ما أسهل عليه أن يجد في أحد الخطاة شيئًا يستحق المديح، فيبدأ به ويمتدحه عليه، ويكسب محبته بهذا الأسلوب. ثم بعد ذلك يتطرق إلى ما يُريد أن ينبههه إليه في ترك أخطائه.

على أنى أقول إن للطف حدودًا. فإن لم يوصل إلى هدفه قد تبدأ العقوبة. ذلك لأن البعض قد يستغلون المعاملة اللطيفة فيستمرون في حياة الاستهتار واللامبالاة. وهنا تكون من الحكمة معاقبتهم. على أن المعاقبة لا ينبغي أن تكون عنيفة. فالعنف لا يوصل إلى طريقة سليمة. والإنسان اللطيف حينما يعاقب، إنما يعاقب بطريقة لا خشونة فيها ولا ظلم ولا قسوة. وقد تكون متدرجة بحيث تصل إلى الهدف المطلوب من الإصلاح وليس من الانتقام.

أخيرًا يهمنا أن نقدم بعض النصائح لمن يريد أن يكون لطيفًا في معاملة الآخرين: في تعاملك مع الناس لا تحاسب وتراقب على كل نقص وكل خطأ. لأنه يندر أن يوجد أشخاص كاملون بلا عيب.

وإن عاتبت فلا تكن شديدًا في عتابك. ولا تجرح شعور أحد. وقد قال الشاعر في العتاب:

إذا كنت في كل الأمور معاتبًا صديقك لن تلقى الذي لا تعاتبه

فعش واحدًا أو صل أخاك فأنه مقارف ذنبًا مرة ومجانبه

إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمأت وأي الناس تصفو مشاربه؟!
+++

Post: #36
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-19-2014, 05:06 PM
Parent: #35

أحبائى الكرام ..

اليوم الجمعة .. وكل يوم جمعة وانتم طيبون ..

بعد قليل .. ومن قناة الكرمة .. ومن خلال هذا الرابط ..

http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

سيكون اللقاء الأسبوعى لأبينا الورع مكارى يونان ..

الرب قادر أن تكون كلماته سبب بركة لكثيرين ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #37
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-19-2014, 05:50 PM
Parent: #36

أحبائى الكرام ..

اليوم الجمعة .. وكل يوم جمعة وانتم طيبون ..

الآن .. ومن قناة الكرمة .. ومن خلال هذا الرابط ..

http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

بدأ اللقاء الأسبوعى لأبينا الورع مكارى يونان ..

أرجو المشاهدة المباشرة ..

الرب قادر أن تكون كلماته سبب بركة لكثيرين ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #38
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-20-2014, 02:40 PM
Parent: #37

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-11-2009

ما بين الداخل والخارج

الحياة الروحية الحقيقية ليست مجرد مظاهر خارجية. إنما العمل الروحي يكون في حقيقته في داخل العقل والقلب، في المشاعر والنيَّات والأحاسيس. وإذا كان قويًا في الداخل، فمن الطبيعي أن تظهر ثماره في التصرفات الخارجية.

أما البِرّ الذي من الخارج فقط فقد يكون رياءً. فقد يقوم البعض ببعض أعمال البِرّ من الخارج، وفي داخله حُب الخطية. إنه قد يفعل الخير خوفًا من انتقاد الناس. وقد يبعد عن الخطيئة خوفًا من عقوبة المجتمع أو من عقوبة القانون. أو يمتنع عن الخطيئة أمام الناس خجلًا. أو يقوم بعمل البِرّ من أجل كسب مديح الناس، وليس من أجل محبة اللَّه ومحبة الخير. أو قد يعمل الخير مجاراة وتقليدًا لتيار المجتمع... وهو في كل ذلك غير مقتنع من الداخل، وربما هو مُحرج لا يستطيع أن يقول لا!!

** إن الفضيلة ليست في مجرد عمل الخير، إنما هي أصلًا في محبة الخير. إنما في محبة الخير من داخل القلب، حتى لو كانت هناك موانع للتنفيث. فاللَّه يكافئ هذا الإنسان على محبته للخير حتى إن لم يتمكن من فعله عمليًا لأسباب خارجة عن إرادته. فمثلًا الذين يقدمون عطاياهم للفقراء يكافئهم اللَّه. وأيضًا يكافئ الذين يريدون أن يقدموا وليس لهم. فيأخذون البركة على مجرد النية أو الرغبة الداخلية مادام هناك عائق يمنع الممارسة الفعلية. ونحن نعرف أن الله يفحص القلوب، ويعرف مدى صدقها، ومدى التزامها إذا أتيحت الفرصة للعمل.

** والإنسان البار من الداخل قد تحاربه من الخارج حروب روحية سواء من الشيطان أو من الناس الأشرار، أو من عثرات المجتمع. ولكنه في كل ذلك ينتصر، لأن قوة بره الداخلية تكون أقوى من الحروب الخارجية. ومثالنا لذلك يوسف الصديق: كان قويًا في الداخل ولمَّا ألحت عليه الخطية من الخارج، استطاع أن يرفضها وينتصر. ومثالنا أيضًا كثرة الحروب الخارجية التي تعرَّض لها شهداء الإيمان، وأيضًا ما عُرِض عليهم من إغراءات كثيرة لكي ينكروا إيمانهم، ولكنهم رفضوا كل ذلك لأن الإيمان القوي الموجود في قلوبهم كان أقوى من التعذيب وأقوى من الإغراء.

** أمَّا الإنسان الضعيف من الداخل، فأمامه حربان: إمَّا أنه يسعى بنفسه إلى الخطيئة. أو إذا سعت الخطية إليه، لا يرفضها ولا يقاومها، إن الخطيئة تجد قلبه مُزينًا لها ومستعدًا لقبولها، فتدخل إليه وتستريح فيه.

وفى حديثنا عن الضعف نقول إن هناك إنسانًا ضعيف من الداخل، وإنسانًا آخر يتسبب في إضعاف نفسه. فما أسهل على الإنسان الضعيف أن يحاول تقويم نفسه، ولا يعتبر الضعف الذي فيه طبيعة ثابتة. ولكنه يحاول أن يتغير إلى أفضل. بعكس غيره الذي يشتهى الخطيئة، ويلجأ إلى الأسباب التي تؤدى إلى ضعفه أو تزيده ضعفًا، فيستسلم.

** أما البار في الداخل، فإنه مُحصَّن ضد السقوط. مهما صادمته الحروب الروحية، فإنها لا تقدر عليه. أبوابه دائمًا مغلقة أمامه إذ قد أغلق أبواب فكره وأبواب مشاعره أمام كل خطية وكل شهوة. مثل هذا يستطيع أن يقاوم إبليس بكل حيله.

** على أن الإنسان، قد تمر عليه أحيانًا فترات قوة أو ضعف. فهو قد يكون قويًا ينتصر على كل إغراء وعلى كل حرب من الشيطان مهما كانت قوتها. ونفس الشخص قد تأتى عليه فترة يضعف فيها من الداخل ويسقط... إنه نفس الشخص الذي قاوم وانتصر ثم في وقتٍ ما استسلم وسقط. على أنه في حالة ضعفه الطارئ كثيرًا ما تتلقفه نعمة اللَّه وتحرسه من السقوط. أمَّا أسباب السقوط فقد تأتي من الداخل أو من الخارج. وربما الضعف الداخلي قد يأتي بالتدريج. أو قد يأتي السقوط من الداخل والخارج معًا... مثال ذلك يهوذا: كان مثقلًا بمحبة المال من الداخل وبالخيانة أيضًا. فلمَّا أتته الفرصة من الخارج نفَّذ ما بداخله.

وقد يكون إنسان محاربًا من الداخل بمحبة المديح. فإذا أتاه من الخارج تملّق بعض الناس يستسلم ويسقط.

من جهة الخوف مثلًا: ليس سببه مُجرَّد عوامل خارجية تُسبِّب الخوف. فالقلب القوي من الداخل لا يخاف، والمؤمن بحماية اللّه وحفظه له لا يخاف. والشهداء لم يخافوا من الموت لأن قلوبهم البارة كانت تشتهي محبة الآخرة مع اللّه.

كذلك القلب الذي من الداخل يكون قويًا في الإيمان، لا يمكن أن تهزّه الشكوك الخارجية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل يكون إيمانه الداخلي أقوى من الشكوك وهكذا فإن المؤمنين الأقوياء في داخلهم استطاعوا أن يصمدوا أمام الشكوك التي يثيرها بعض رجال الفلاسفة أو العلم أو ما يثيرها بعض الملحدين والمنحرفين. إن الخارج قد يضغط ملتمسًا استجابة من الداخل... فإن لم يجد استجابة تفشل كل حيله وينصرف في خزي.

كذلك أيضًا من جهة التجارب والضيقات. إن أيوب الصديق إذ كان بارًا في داخله، وحلَّت عليه تجارب شديدة ولكنه ظل محتفظًا بإيمانه.

من جهة الداخل والخارج: نقول إن هناك إنسانًا يبدو من الخارج صائمًا، وفي داخله يشتهي الطعام ويتحايل على ذلك. أمَّا الصوم الحقيقي فهو أن يكون القلب صائمًا والنفس زاهدة ولا يتمسك بمُجرَّد الشكليات في الصوم.. ومن جهة العفة، فقد يمتنع الجسد عن كل أنواع الزنا، ومع ذلك قد يكون جسده عفيفًا وربما روحه تكون زانية. ومن جهة الحشمة. ينبغي أن يكون القلب مُحتشمًا ولا يعتمد على مجرد مظاهر خارجية. ولذلك قال أحد القديسين إن الإنسان البار يكون محتشمًا حتى وهو جالس وحده في غرفته الخاصة.

كذلك من جهة التسامح: فقد يلفظ الإنسان بكلمة "اللَّه يسامحك". بينما لا يكون قلبه متسامحًا على الإطلاق. ولا يستطيع أن ينسى الإساءة. وإذا حدث أن المسيء إليه تعرَّض لكارثة. وقد يفرح هو بذلك في قلبه. إذن المهم أن تكون الفضيلة في الداخل ولا تكون مجرد مظاهر خارجية.
+++

Post: #39
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-20-2014, 08:40 PM
Parent: #38

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 22-11-2009

صراع الاثنينية | الثنائية


عندما خلق اللَّه الإنسان، خلقه بارًا قديسًا بسيطًا، لا يعرف سوى الخير فقط. ولما سقط الإنسان في الخطيئة، بدأ يعرف الشر إلى جوار الخير. وفقط بسطاته وبراءته، وعرف أنه عريان، واستحى من عريه وتغطَّى...

ومن ذلك الحين وقع الإنسان بين شقّي الرحى، أعني الخير والشر. ودخل في صراع بينهما، وبين الحلال والحرام، وما يليق وما لا يليق.

عاش الإنسان في صراع الاثنينية. أمامه الاثنان، فأيهما يختار. وأمامه النتيجتان: البركة أمْ اللعنة، المكافأة أمْ العقوبة، الحياة أمْ الموت.

** وأول صراع عاشه الإنسان، هو الصراع بين الروح والجسد. فالروح تشتهي ضد الجسد، والجسد يشتهي ضد الروح. والإنسان في حيرة. إلى أيٍّ منهما ينقاد. وكما قال أحد الأُدباء الروحيين: "كنت أصارع نفسي وأجاهد، حتى كأنني اثنان في واحد: هذا يدفعني، وذاك يمنعني"... إنه صراع داخلي.

** إنه صراع سببه معرفة الخطية، ثم محبة الخطية. وقد يكون أحيانًا صراعًا بين الشهوة والضمير. وهو صراع أثناء حياتنا في هذا العالم فقط، الذي نُوجد فيه بالجسد، ونُحاط بالمادة، ونُحارَب بالخطية. أمَّا في العالم الآخر، في الأبدية السعيدة، فسوف نعود إلى بساطتنا الأولى، ولا نعرف سوى الخير فقط. وتُنزع منا تمامًا معرفة الخطية. ولا يوجد حينئذ صراع بين الروح والجسد.

** أمَّا على الأرض فلا يزال صراع الإنسان قائمًا مع الاثنينية. إنه صراع مع نفسه، حتى يصل إلى ضبط النفس... صراع مع رغباته، ومع أفكاره، ومع حواسه. وينتهي الصراع حينما يصير الإنسان واحدًا، وليس جبهات داخلية تقاوم إحداهما الأخرى. وكما قال أحد الأُدباء: "إذ اصطلح العقل والجسد والروح فيك، حينئذ تصطلح معك السماء والأرض" ولكن الصراع الداخلي هو مرحلة للمبتدئين، أو للذين لم يتحرَّروا بعد من الداخل. فإن تحرَّروا، يكون منهجهم هو النمو في النعمة، وليس الصراع بين الخير والشر.

فإذا كان الإنسان لم يتحرَّر من شهوات العالم والجسد، فلابد أن يقع في الخوف: إنه يشتهي، ويخاف أن شهوته لا تتحقَّق. فإن تحقَّقت، يخاف أنها لا تستمر. وإن استمرت، يخاف من نتائجها. وفي حالة الخطية، يخاف أن تنكشف، ويخاف من العقوبة ومن الفضيحة، ويخاف من غضب اللَّه عليه. وقد يخاف من كيفية الاعتراف بخطئه. وإن ترك الخطية، قد يخاف من إمكانية العودة إليها. إن حالة الاثنينية ترتبط دائمًا بالخوف كما ترتبط بالشهوة. وهكذا قال القديس أوغوسطينوس عبارته المشهورة: "جلست على قمة العالم، حينما أحسست في نفسي: أنني لا أشتهي شيئًا، ولا أخاف شيئًا".

الخوف مرتبط إذًا بالشهوة والخطية. ونقصد هذا المعنى للخوف، وليس الخوف الطفولي من الظلام أو الأرواح. فالإنسان الروحي لا يخاف أبدًا. إنه يشعر بوجود اللَّه معه، يحميه ويقوِّيه ويخلصه... الاثنينية إذًا تقود إلى الصراع وإلى الخوف وإلى أخطاء أخرى كثيرة.

** الاثنينية (الثنائية أو الازدواجية) تقود إلى الرياء. حيث يصبح الشخص اثنين: أمام نفسه شيء، وأمام الناس شيء آخر... فأمام الناس يلبس ملابس الأبرار والقديسين. وهو أمام نفسه عكس ذلك تمامًا. حينما يكون وحده قد يسلك بإهمال أو بخطأ أو بما لا يليق. وأمام الناس رُبَّما يحرص على أن يكون مُدقِّقًا في تصرفاته.

وبالاثنينية يكون إنسانه الداخلي غير إنسانه الخارجي. رُبَّما تكون كل أفكاره ومشاعره ونيته غير ما يظهر للناس. وبسلوكه أمامهم، مُحال أن يظنوا أن له أفكارًا خاطئة. حقًا لو كشف اللَّه كل الأفكار والمشاعر، كم يكون خجل أصحابها، ودهشة الناس!!

** وبالاثنينية قد يكون قلب الإنسان غير لسانه. فهو يقول ما يعجب سامعه، وقد يكون قلبه غير ذلك أو عكس ذلك! وقد يُصلِّي بشفتيه، بينما يكون قلبه مبتعدًا عن اللَّه تمامًا.

إنسان آخر تتدرج به الاثنينية إلى التملُّق أو النفاق. فقد يكون في قلبه كارهًا لرئيسه، حاقدًا عليه. ومع ذلك يُكلِّمه بكلام المديح والملق... وفي هذا يكون ذلك الشخص قد صار اثنين: الإنسان الداخلي فيه يختلف عن الخارجي، بل يتناقض معه إلى أقصى حد. فمتى يصير الإنسان واحدًا، قلبه واحدًا مع لسانه.

وبمثل إنسان في المواضع المقدسة، أو في عبادته أو في خدمته، يكون بمنتهى الرقَّة واللطف والأدب. أمَّا في بيته أو في العمل فيكون بمنتهى الشدة والعنف والقسوة. إنه إنسانان مختلفان. كذلك في معاملاته لا يجوز أن يكون اثنين، أو بوجهيْن، أو يلعب على حَبْلَيْن! كأن يعامل شخصًا برقة وبإخلاص وباحترام... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ومن خلفه يُدبِّر له مكيدة، أو يتكلَّم عليه بالسوء. أو يكون معه بكل القلب أو يبدو كذلك، فإذا انقلب الجو انقلب معه. وكما يقول المثل العامي: "معاهم معاهم، عليهم عليهم".

والذي يعيش بالاثنينية، لا يكون له ثبات. فهو غالبًا يكون كثير التغيُّر، وأحيانًا كثير التردُّد. وقد يتحوَّل من حال إلى حال. وقد تتصارع أفكاره. أو تتصارع أذنه مع عقله. ولا يعرف هل يُصدِّق أذنيه ويتبعهما، أم يُصدِّق قلبه واقتناعه الداخلي.

الاثنينية قد تقود إلى انقسام الشخصية. وإذا استمرت ربما تقود إلى ازدواج الشخصية. وصاحبها قد يُرى في أحد الأيام بصورة، وفي يوم آخر بصورة مُغايرة. وتقول أنت عنه في نفسك: "ليس هذا هو الشخص الذي عرفته بالأمس. إنه شخص آخر تمامًا!!".

والاثنينية قد تقود إلى التحايل. إذ يُريد الشخص غرضًا سليمًا، وفي سبيل تحقيقه يلجأ إلى وسيلة خاطئة. وهنا يجتمع فيه الخير والشر بعمل واحد. والوسيلة الخاطئة تشوّه الخير الذي يريده. ولكنه التحايل في الوصول.

في اليوم الأخير، حينما يكشف اللَّه الخفيَّات، تُرى أن يخبئ الناس وجوههم.
+++

Post: #40
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-21-2014, 10:57 PM
Parent: #39

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-11-2009

أنواع كثيرة من السرقات

السرقة خسة في النفس، لا يقبل أحد من الكبار أن يتصف بها. رُبَّما يقع فيها الفقير بسبب عوزه واحتياجه. ومع ذلك رُبَّما يقع في السرقة كثير من الأغنياء عن قصد أو غير قصد. وربما يكون بخل الغنى وحرمان الفقير هما السبب الذي يدفع إليه. وكثيرًا ما تكون السرقة نوعًا من حقد الفقراء على الأغنياء. ومع ذلك السرقة التي يرتكبها الفقراء، لا يمكن للاحتياج أن يُبرِّرها. وهناك كثير من السرقات يقع فيها (الشرفاء)، وربما لا يشعرون بذلك.

** إن غنيًا يُسخر إنسانًا آخر لكي يعمل له عملًا من غير أجرة، يكون بذلك قد سرق أجرته. أو أن يستأجره بأجر بخس دون الكفاف، يكون قد سرق تعبه وعرقه. مثال ذلك عامل يشتغل عندك، وتُعطيه أجرًا لا يكفى سكنه وطعامه ومصروف أولاده. مثل هذا الإنسان ألا تكون قد سرقت تعبه. وهو يصرخ إلى اللَّه شاكيًا من سرقتك لجهده وتعبه.

وينضم إلى التسخير والأجر البخس، التأخر في دفع الأجر، بحيث يكون الأجير محتاجًا إلى أجره الذي لم يأخذه في ميعاده. ويدخل في هذا النطاق المدير الذي يؤخِّر علاوة الموظف، أو يؤخِّر ترقيته إن كان يستحق تلك العلاوة أو الترقية. مثل هذا المدير يكون قد سرق رزق هذا الموظف إذ قد سلب حقوقه. وبالمثل الموظف الذي يشتغل ساعات زائدة عن المسار القانوني، ويستحق عليها أجرًا إضافيًا Over Time، ويمنعه عنه رئيسه. هذا أيضًا يكون قد سرق تعبه... وبالمثل يكون المدير الذي يخصم من مُرتب أحد موظفيه بدون مُبرِّر، أي يخصم من رزقه. من حق رئيس العمل أن يُعاقب موظفيه إن فعلوا ما يستوجب ذلك. أما أن يخصم من استحقاقاتهم ظُلمًا فإنه يكون قد سرق جزءًا من رزقهم، حتى إن كان هذا الخصم لم يوضع في جيبه، لكنها تعتبر أيضًا سرقة. فالسرقة ليست فقط أن تسلب ما للناس لنفسك، إنما تشمل أيضًا إن سلبت حق إنسان سواء أخذته لنفسك أو لغيرك.

مثال ذلك أيضًا ما يفعله مأمور ضرائب غير عادل... فهو إذا قدر ضرائب على شخص أكثر مما يجب، يكون قد سلب من هذا الشخص بعض ماله. وإن قدّر عليه ضرائب أقل مِمَّا يجب، يكون قد سلب من الدولة أموالها. في حين أنه لا يكون قد أخذ شيئًا من ذلك لنفسه. وينطبق هذا الكلام أيضًا على موظف الجمارك.

** الرّشوة أيضًا هي نوع من السرقة، لأنها ابتزاز لأموال الناس بدون وجه حق. فالرّشوة التي يأخذها موظف من الجمهور هي سرقة واضحة. فكم بالأوْلَى إن وصلت هذه الرشوة إلى مستوى الإتاوات المفروضة. بحيث لا يقوم مثل هذا الموظف بخدمة فرد من أفراد الشعب دون أن يتسلم منهم إتاوة معينة.

أمَّا الرشوة التي يأخذها موظف لإعفاء مواطن من واجب عليه نحو الدولة، ففيها يكون قد وقع في سرقتين: يكون قد سلب مال هذا المواطن بأخذه رشوة منه. وفي نفس الوقت يكون قد سلب مال الدولة بإضاعة حقوقها نحو هذا الإنسان. ويكون المواطن الذي دفع الرشوة قد وقع هو أيضًا في السرقة إذ سلب الدولة حقوقها التي أعفى منها.

ولا يعفى الرشوة من المسئولية، إن أخذت اسمًا غير اسمها، كأن تأخذ مثلًا صورة هدية. فالهدايا يتبادلها الأحباء والأصدقاء، ولا يشترط فيها القيام بعمل معين في مقابل ذلك.

** العامل أيضًا قد يسرق صاحب العمل بطرق كثيرة منها إن وقت العمل ليس ملكًا للموظف، إنما هو ملك لصاحب العمل الذي يعطيه أجرًا عنه. فإن استغل العامل وقت العمل من أجل مصالحه الخاصة أو قضى هذا الوقت في سمر مع زملائه، أو أخذ عطلات بدون وجه حق (عرضية أو مرضية)... فإنه يكون بهذا قد سرق وقت العمل.. أو سرق الأجر الذي يأخذه مقابل هذا الوقت. كذلك الموظف لا يكون أمينًا في عمله، بينما يأخذ أجرًا عن هذا العمل. وبالمثل العامل الذي يشتغل بآلات لصاحب العمل إن تهاون في استخدامها وأدى به الأمر لإتلافها، بحيث يضطر صاحب العمل أن يشترى غيرها من ماله، وهذا أيضًا يكون قد سرق صاحب العمل بإتلاف آلاته.

أيضًا هناك أشخاص يستطيعون بذكائهم وحيلتهم أن يتحايلوا على القانون، ويجمعون لأنفسهم مالًا بغير حق، أو يفلتون من التزاماتهم نحو الدولة. وتكون ضمائرهم قد خدَّرتها الفرحة بربح زائد.

** هناك أيضًا سرقة الأفكار، أي أن يأخذ أحدهم فكرة غيره وينسبها إلى نفسه، أو يقتبس شيئًا دون أن ينسبه لصاحبه، كأن له هو! وهناك في الأدب باب مشهور عن "السرقات الشعرية"... من أجل هذا وغيره، ضمنت القوانين حقوق التأليف وحقوق النشر والطباعة، وحقوق الاختراع.

** أيضًا الغش في الامتحانات يُعتبر لونًا من السرقة، يسرق به التلميذ نجاحًا لا يستحقه أو شهادة لا يستحقها.

وقد يسرق شخص أسرار غيره عن طريق التجسس، بأن يستمع بأذنه ما ليس من حقه أن يسمعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أو أن يتطفَّل فيقرأ خطابات غيره أو مذكراته الخاصة، خلسة دون علمه. فهو إذن يسرق أسراره.

** هناك سرقات أخرى تبدو طفيفة: مثالها كثير من الموظفين يستخدمون أحيانًا بعض الأوراق البيضاء الخاصة بالعمل في استعمالهم الخاص. وهى ليست من حقهم مهما كانت زهيدة. وبعض الموظفين الكبار يستخدمون عربات الدولة في تنقلاتهم الخاصة. أو يستخدمون بعض الخدم والعمال في خدماتهم الخاصة. وفي كل ذلك لا يشعر هؤلاء "الكبار الشرفاء" بأي إحساس بالإثم.

وأيضًا قد يستقل أحدهم الترام أو الأتوبيس دون أن يدفع أجرًا محتجًا بأن الكمساري من فرط انشغاله لم يمرّ عليه! وحتى إن أعفاه الكمساري ولم يأخذ منه ثمن التذكرة، فهو ليس صاحب الترام أو الأتوبيس، ويُعتبر شريكًا له في سرقة الأجرة التي يجب أن تُدفع.
+++

Post: #41
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-21-2014, 10:57 PM
Parent: #39

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-11-2009

أنواع كثيرة من السرقات

السرقة خسة في النفس، لا يقبل أحد من الكبار أن يتصف بها. رُبَّما يقع فيها الفقير بسبب عوزه واحتياجه. ومع ذلك رُبَّما يقع في السرقة كثير من الأغنياء عن قصد أو غير قصد. وربما يكون بخل الغنى وحرمان الفقير هما السبب الذي يدفع إليه. وكثيرًا ما تكون السرقة نوعًا من حقد الفقراء على الأغنياء. ومع ذلك السرقة التي يرتكبها الفقراء، لا يمكن للاحتياج أن يُبرِّرها. وهناك كثير من السرقات يقع فيها (الشرفاء)، وربما لا يشعرون بذلك.

** إن غنيًا يُسخر إنسانًا آخر لكي يعمل له عملًا من غير أجرة، يكون بذلك قد سرق أجرته. أو أن يستأجره بأجر بخس دون الكفاف، يكون قد سرق تعبه وعرقه. مثال ذلك عامل يشتغل عندك، وتُعطيه أجرًا لا يكفى سكنه وطعامه ومصروف أولاده. مثل هذا الإنسان ألا تكون قد سرقت تعبه. وهو يصرخ إلى اللَّه شاكيًا من سرقتك لجهده وتعبه.

وينضم إلى التسخير والأجر البخس، التأخر في دفع الأجر، بحيث يكون الأجير محتاجًا إلى أجره الذي لم يأخذه في ميعاده. ويدخل في هذا النطاق المدير الذي يؤخِّر علاوة الموظف، أو يؤخِّر ترقيته إن كان يستحق تلك العلاوة أو الترقية. مثل هذا المدير يكون قد سرق رزق هذا الموظف إذ قد سلب حقوقه. وبالمثل الموظف الذي يشتغل ساعات زائدة عن المسار القانوني، ويستحق عليها أجرًا إضافيًا Over Time، ويمنعه عنه رئيسه. هذا أيضًا يكون قد سرق تعبه... وبالمثل يكون المدير الذي يخصم من مُرتب أحد موظفيه بدون مُبرِّر، أي يخصم من رزقه. من حق رئيس العمل أن يُعاقب موظفيه إن فعلوا ما يستوجب ذلك. أما أن يخصم من استحقاقاتهم ظُلمًا فإنه يكون قد سرق جزءًا من رزقهم، حتى إن كان هذا الخصم لم يوضع في جيبه، لكنها تعتبر أيضًا سرقة. فالسرقة ليست فقط أن تسلب ما للناس لنفسك، إنما تشمل أيضًا إن سلبت حق إنسان سواء أخذته لنفسك أو لغيرك.

مثال ذلك أيضًا ما يفعله مأمور ضرائب غير عادل... فهو إذا قدر ضرائب على شخص أكثر مما يجب، يكون قد سلب من هذا الشخص بعض ماله. وإن قدّر عليه ضرائب أقل مِمَّا يجب، يكون قد سلب من الدولة أموالها. في حين أنه لا يكون قد أخذ شيئًا من ذلك لنفسه. وينطبق هذا الكلام أيضًا على موظف الجمارك.

** الرّشوة أيضًا هي نوع من السرقة، لأنها ابتزاز لأموال الناس بدون وجه حق. فالرّشوة التي يأخذها موظف من الجمهور هي سرقة واضحة. فكم بالأوْلَى إن وصلت هذه الرشوة إلى مستوى الإتاوات المفروضة. بحيث لا يقوم مثل هذا الموظف بخدمة فرد من أفراد الشعب دون أن يتسلم منهم إتاوة معينة.

أمَّا الرشوة التي يأخذها موظف لإعفاء مواطن من واجب عليه نحو الدولة، ففيها يكون قد وقع في سرقتين: يكون قد سلب مال هذا المواطن بأخذه رشوة منه. وفي نفس الوقت يكون قد سلب مال الدولة بإضاعة حقوقها نحو هذا الإنسان. ويكون المواطن الذي دفع الرشوة قد وقع هو أيضًا في السرقة إذ سلب الدولة حقوقها التي أعفى منها.

ولا يعفى الرشوة من المسئولية، إن أخذت اسمًا غير اسمها، كأن تأخذ مثلًا صورة هدية. فالهدايا يتبادلها الأحباء والأصدقاء، ولا يشترط فيها القيام بعمل معين في مقابل ذلك.

** العامل أيضًا قد يسرق صاحب العمل بطرق كثيرة منها إن وقت العمل ليس ملكًا للموظف، إنما هو ملك لصاحب العمل الذي يعطيه أجرًا عنه. فإن استغل العامل وقت العمل من أجل مصالحه الخاصة أو قضى هذا الوقت في سمر مع زملائه، أو أخذ عطلات بدون وجه حق (عرضية أو مرضية)... فإنه يكون بهذا قد سرق وقت العمل.. أو سرق الأجر الذي يأخذه مقابل هذا الوقت. كذلك الموظف لا يكون أمينًا في عمله، بينما يأخذ أجرًا عن هذا العمل. وبالمثل العامل الذي يشتغل بآلات لصاحب العمل إن تهاون في استخدامها وأدى به الأمر لإتلافها، بحيث يضطر صاحب العمل أن يشترى غيرها من ماله، وهذا أيضًا يكون قد سرق صاحب العمل بإتلاف آلاته.

أيضًا هناك أشخاص يستطيعون بذكائهم وحيلتهم أن يتحايلوا على القانون، ويجمعون لأنفسهم مالًا بغير حق، أو يفلتون من التزاماتهم نحو الدولة. وتكون ضمائرهم قد خدَّرتها الفرحة بربح زائد.

** هناك أيضًا سرقة الأفكار، أي أن يأخذ أحدهم فكرة غيره وينسبها إلى نفسه، أو يقتبس شيئًا دون أن ينسبه لصاحبه، كأن له هو! وهناك في الأدب باب مشهور عن "السرقات الشعرية"... من أجل هذا وغيره، ضمنت القوانين حقوق التأليف وحقوق النشر والطباعة، وحقوق الاختراع.

** أيضًا الغش في الامتحانات يُعتبر لونًا من السرقة، يسرق به التلميذ نجاحًا لا يستحقه أو شهادة لا يستحقها.

وقد يسرق شخص أسرار غيره عن طريق التجسس، بأن يستمع بأذنه ما ليس من حقه أن يسمعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أو أن يتطفَّل فيقرأ خطابات غيره أو مذكراته الخاصة، خلسة دون علمه. فهو إذن يسرق أسراره.

** هناك سرقات أخرى تبدو طفيفة: مثالها كثير من الموظفين يستخدمون أحيانًا بعض الأوراق البيضاء الخاصة بالعمل في استعمالهم الخاص. وهى ليست من حقهم مهما كانت زهيدة. وبعض الموظفين الكبار يستخدمون عربات الدولة في تنقلاتهم الخاصة. أو يستخدمون بعض الخدم والعمال في خدماتهم الخاصة. وفي كل ذلك لا يشعر هؤلاء "الكبار الشرفاء" بأي إحساس بالإثم.

وأيضًا قد يستقل أحدهم الترام أو الأتوبيس دون أن يدفع أجرًا محتجًا بأن الكمساري من فرط انشغاله لم يمرّ عليه! وحتى إن أعفاه الكمساري ولم يأخذ منه ثمن التذكرة، فهو ليس صاحب الترام أو الأتوبيس، ويُعتبر شريكًا له في سرقة الأجرة التي يجب أن تُدفع.
+++

Post: #42
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-21-2014, 10:58 PM
Parent: #39

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-11-2009

أنواع كثيرة من السرقات

السرقة خسة في النفس، لا يقبل أحد من الكبار أن يتصف بها. رُبَّما يقع فيها الفقير بسبب عوزه واحتياجه. ومع ذلك رُبَّما يقع في السرقة كثير من الأغنياء عن قصد أو غير قصد. وربما يكون بخل الغنى وحرمان الفقير هما السبب الذي يدفع إليه. وكثيرًا ما تكون السرقة نوعًا من حقد الفقراء على الأغنياء. ومع ذلك السرقة التي يرتكبها الفقراء، لا يمكن للاحتياج أن يُبرِّرها. وهناك كثير من السرقات يقع فيها (الشرفاء)، وربما لا يشعرون بذلك.

** إن غنيًا يُسخر إنسانًا آخر لكي يعمل له عملًا من غير أجرة، يكون بذلك قد سرق أجرته. أو أن يستأجره بأجر بخس دون الكفاف، يكون قد سرق تعبه وعرقه. مثال ذلك عامل يشتغل عندك، وتُعطيه أجرًا لا يكفى سكنه وطعامه ومصروف أولاده. مثل هذا الإنسان ألا تكون قد سرقت تعبه. وهو يصرخ إلى اللَّه شاكيًا من سرقتك لجهده وتعبه.

وينضم إلى التسخير والأجر البخس، التأخر في دفع الأجر، بحيث يكون الأجير محتاجًا إلى أجره الذي لم يأخذه في ميعاده. ويدخل في هذا النطاق المدير الذي يؤخِّر علاوة الموظف، أو يؤخِّر ترقيته إن كان يستحق تلك العلاوة أو الترقية. مثل هذا المدير يكون قد سرق رزق هذا الموظف إذ قد سلب حقوقه. وبالمثل الموظف الذي يشتغل ساعات زائدة عن المسار القانوني، ويستحق عليها أجرًا إضافيًا Over Time، ويمنعه عنه رئيسه. هذا أيضًا يكون قد سرق تعبه... وبالمثل يكون المدير الذي يخصم من مُرتب أحد موظفيه بدون مُبرِّر، أي يخصم من رزقه. من حق رئيس العمل أن يُعاقب موظفيه إن فعلوا ما يستوجب ذلك. أما أن يخصم من استحقاقاتهم ظُلمًا فإنه يكون قد سرق جزءًا من رزقهم، حتى إن كان هذا الخصم لم يوضع في جيبه، لكنها تعتبر أيضًا سرقة. فالسرقة ليست فقط أن تسلب ما للناس لنفسك، إنما تشمل أيضًا إن سلبت حق إنسان سواء أخذته لنفسك أو لغيرك.

مثال ذلك أيضًا ما يفعله مأمور ضرائب غير عادل... فهو إذا قدر ضرائب على شخص أكثر مما يجب، يكون قد سلب من هذا الشخص بعض ماله. وإن قدّر عليه ضرائب أقل مِمَّا يجب، يكون قد سلب من الدولة أموالها. في حين أنه لا يكون قد أخذ شيئًا من ذلك لنفسه. وينطبق هذا الكلام أيضًا على موظف الجمارك.

** الرّشوة أيضًا هي نوع من السرقة، لأنها ابتزاز لأموال الناس بدون وجه حق. فالرّشوة التي يأخذها موظف من الجمهور هي سرقة واضحة. فكم بالأوْلَى إن وصلت هذه الرشوة إلى مستوى الإتاوات المفروضة. بحيث لا يقوم مثل هذا الموظف بخدمة فرد من أفراد الشعب دون أن يتسلم منهم إتاوة معينة.

أمَّا الرشوة التي يأخذها موظف لإعفاء مواطن من واجب عليه نحو الدولة، ففيها يكون قد وقع في سرقتين: يكون قد سلب مال هذا المواطن بأخذه رشوة منه. وفي نفس الوقت يكون قد سلب مال الدولة بإضاعة حقوقها نحو هذا الإنسان. ويكون المواطن الذي دفع الرشوة قد وقع هو أيضًا في السرقة إذ سلب الدولة حقوقها التي أعفى منها.

ولا يعفى الرشوة من المسئولية، إن أخذت اسمًا غير اسمها، كأن تأخذ مثلًا صورة هدية. فالهدايا يتبادلها الأحباء والأصدقاء، ولا يشترط فيها القيام بعمل معين في مقابل ذلك.

** العامل أيضًا قد يسرق صاحب العمل بطرق كثيرة منها إن وقت العمل ليس ملكًا للموظف، إنما هو ملك لصاحب العمل الذي يعطيه أجرًا عنه. فإن استغل العامل وقت العمل من أجل مصالحه الخاصة أو قضى هذا الوقت في سمر مع زملائه، أو أخذ عطلات بدون وجه حق (عرضية أو مرضية)... فإنه يكون بهذا قد سرق وقت العمل.. أو سرق الأجر الذي يأخذه مقابل هذا الوقت. كذلك الموظف لا يكون أمينًا في عمله، بينما يأخذ أجرًا عن هذا العمل. وبالمثل العامل الذي يشتغل بآلات لصاحب العمل إن تهاون في استخدامها وأدى به الأمر لإتلافها، بحيث يضطر صاحب العمل أن يشترى غيرها من ماله، وهذا أيضًا يكون قد سرق صاحب العمل بإتلاف آلاته.

أيضًا هناك أشخاص يستطيعون بذكائهم وحيلتهم أن يتحايلوا على القانون، ويجمعون لأنفسهم مالًا بغير حق، أو يفلتون من التزاماتهم نحو الدولة. وتكون ضمائرهم قد خدَّرتها الفرحة بربح زائد.

** هناك أيضًا سرقة الأفكار، أي أن يأخذ أحدهم فكرة غيره وينسبها إلى نفسه، أو يقتبس شيئًا دون أن ينسبه لصاحبه، كأن له هو! وهناك في الأدب باب مشهور عن "السرقات الشعرية"... من أجل هذا وغيره، ضمنت القوانين حقوق التأليف وحقوق النشر والطباعة، وحقوق الاختراع.

** أيضًا الغش في الامتحانات يُعتبر لونًا من السرقة، يسرق به التلميذ نجاحًا لا يستحقه أو شهادة لا يستحقها.

وقد يسرق شخص أسرار غيره عن طريق التجسس، بأن يستمع بأذنه ما ليس من حقه أن يسمعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أو أن يتطفَّل فيقرأ خطابات غيره أو مذكراته الخاصة، خلسة دون علمه. فهو إذن يسرق أسراره.

** هناك سرقات أخرى تبدو طفيفة: مثالها كثير من الموظفين يستخدمون أحيانًا بعض الأوراق البيضاء الخاصة بالعمل في استعمالهم الخاص. وهى ليست من حقهم مهما كانت زهيدة. وبعض الموظفين الكبار يستخدمون عربات الدولة في تنقلاتهم الخاصة. أو يستخدمون بعض الخدم والعمال في خدماتهم الخاصة. وفي كل ذلك لا يشعر هؤلاء "الكبار الشرفاء" بأي إحساس بالإثم.

وأيضًا قد يستقل أحدهم الترام أو الأتوبيس دون أن يدفع أجرًا محتجًا بأن الكمساري من فرط انشغاله لم يمرّ عليه! وحتى إن أعفاه الكمساري ولم يأخذ منه ثمن التذكرة، فهو ليس صاحب الترام أو الأتوبيس، ويُعتبر شريكًا له في سرقة الأجرة التي يجب أن تُدفع.
+++

Post: #43
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-21-2014, 10:58 PM
Parent: #39

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-11-2009

أنواع كثيرة من السرقات

السرقة خسة في النفس، لا يقبل أحد من الكبار أن يتصف بها. رُبَّما يقع فيها الفقير بسبب عوزه واحتياجه. ومع ذلك رُبَّما يقع في السرقة كثير من الأغنياء عن قصد أو غير قصد. وربما يكون بخل الغنى وحرمان الفقير هما السبب الذي يدفع إليه. وكثيرًا ما تكون السرقة نوعًا من حقد الفقراء على الأغنياء. ومع ذلك السرقة التي يرتكبها الفقراء، لا يمكن للاحتياج أن يُبرِّرها. وهناك كثير من السرقات يقع فيها (الشرفاء)، وربما لا يشعرون بذلك.

** إن غنيًا يُسخر إنسانًا آخر لكي يعمل له عملًا من غير أجرة، يكون بذلك قد سرق أجرته. أو أن يستأجره بأجر بخس دون الكفاف، يكون قد سرق تعبه وعرقه. مثال ذلك عامل يشتغل عندك، وتُعطيه أجرًا لا يكفى سكنه وطعامه ومصروف أولاده. مثل هذا الإنسان ألا تكون قد سرقت تعبه. وهو يصرخ إلى اللَّه شاكيًا من سرقتك لجهده وتعبه.

وينضم إلى التسخير والأجر البخس، التأخر في دفع الأجر، بحيث يكون الأجير محتاجًا إلى أجره الذي لم يأخذه في ميعاده. ويدخل في هذا النطاق المدير الذي يؤخِّر علاوة الموظف، أو يؤخِّر ترقيته إن كان يستحق تلك العلاوة أو الترقية. مثل هذا المدير يكون قد سرق رزق هذا الموظف إذ قد سلب حقوقه. وبالمثل الموظف الذي يشتغل ساعات زائدة عن المسار القانوني، ويستحق عليها أجرًا إضافيًا Over Time، ويمنعه عنه رئيسه. هذا أيضًا يكون قد سرق تعبه... وبالمثل يكون المدير الذي يخصم من مُرتب أحد موظفيه بدون مُبرِّر، أي يخصم من رزقه. من حق رئيس العمل أن يُعاقب موظفيه إن فعلوا ما يستوجب ذلك. أما أن يخصم من استحقاقاتهم ظُلمًا فإنه يكون قد سرق جزءًا من رزقهم، حتى إن كان هذا الخصم لم يوضع في جيبه، لكنها تعتبر أيضًا سرقة. فالسرقة ليست فقط أن تسلب ما للناس لنفسك، إنما تشمل أيضًا إن سلبت حق إنسان سواء أخذته لنفسك أو لغيرك.

مثال ذلك أيضًا ما يفعله مأمور ضرائب غير عادل... فهو إذا قدر ضرائب على شخص أكثر مما يجب، يكون قد سلب من هذا الشخص بعض ماله. وإن قدّر عليه ضرائب أقل مِمَّا يجب، يكون قد سلب من الدولة أموالها. في حين أنه لا يكون قد أخذ شيئًا من ذلك لنفسه. وينطبق هذا الكلام أيضًا على موظف الجمارك.

** الرّشوة أيضًا هي نوع من السرقة، لأنها ابتزاز لأموال الناس بدون وجه حق. فالرّشوة التي يأخذها موظف من الجمهور هي سرقة واضحة. فكم بالأوْلَى إن وصلت هذه الرشوة إلى مستوى الإتاوات المفروضة. بحيث لا يقوم مثل هذا الموظف بخدمة فرد من أفراد الشعب دون أن يتسلم منهم إتاوة معينة.

أمَّا الرشوة التي يأخذها موظف لإعفاء مواطن من واجب عليه نحو الدولة، ففيها يكون قد وقع في سرقتين: يكون قد سلب مال هذا المواطن بأخذه رشوة منه. وفي نفس الوقت يكون قد سلب مال الدولة بإضاعة حقوقها نحو هذا الإنسان. ويكون المواطن الذي دفع الرشوة قد وقع هو أيضًا في السرقة إذ سلب الدولة حقوقها التي أعفى منها.

ولا يعفى الرشوة من المسئولية، إن أخذت اسمًا غير اسمها، كأن تأخذ مثلًا صورة هدية. فالهدايا يتبادلها الأحباء والأصدقاء، ولا يشترط فيها القيام بعمل معين في مقابل ذلك.

** العامل أيضًا قد يسرق صاحب العمل بطرق كثيرة منها إن وقت العمل ليس ملكًا للموظف، إنما هو ملك لصاحب العمل الذي يعطيه أجرًا عنه. فإن استغل العامل وقت العمل من أجل مصالحه الخاصة أو قضى هذا الوقت في سمر مع زملائه، أو أخذ عطلات بدون وجه حق (عرضية أو مرضية)... فإنه يكون بهذا قد سرق وقت العمل.. أو سرق الأجر الذي يأخذه مقابل هذا الوقت. كذلك الموظف لا يكون أمينًا في عمله، بينما يأخذ أجرًا عن هذا العمل. وبالمثل العامل الذي يشتغل بآلات لصاحب العمل إن تهاون في استخدامها وأدى به الأمر لإتلافها، بحيث يضطر صاحب العمل أن يشترى غيرها من ماله، وهذا أيضًا يكون قد سرق صاحب العمل بإتلاف آلاته.

أيضًا هناك أشخاص يستطيعون بذكائهم وحيلتهم أن يتحايلوا على القانون، ويجمعون لأنفسهم مالًا بغير حق، أو يفلتون من التزاماتهم نحو الدولة. وتكون ضمائرهم قد خدَّرتها الفرحة بربح زائد.

** هناك أيضًا سرقة الأفكار، أي أن يأخذ أحدهم فكرة غيره وينسبها إلى نفسه، أو يقتبس شيئًا دون أن ينسبه لصاحبه، كأن له هو! وهناك في الأدب باب مشهور عن "السرقات الشعرية"... من أجل هذا وغيره، ضمنت القوانين حقوق التأليف وحقوق النشر والطباعة، وحقوق الاختراع.

** أيضًا الغش في الامتحانات يُعتبر لونًا من السرقة، يسرق به التلميذ نجاحًا لا يستحقه أو شهادة لا يستحقها.

وقد يسرق شخص أسرار غيره عن طريق التجسس، بأن يستمع بأذنه ما ليس من حقه أن يسمعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أو أن يتطفَّل فيقرأ خطابات غيره أو مذكراته الخاصة، خلسة دون علمه. فهو إذن يسرق أسراره.

** هناك سرقات أخرى تبدو طفيفة: مثالها كثير من الموظفين يستخدمون أحيانًا بعض الأوراق البيضاء الخاصة بالعمل في استعمالهم الخاص. وهى ليست من حقهم مهما كانت زهيدة. وبعض الموظفين الكبار يستخدمون عربات الدولة في تنقلاتهم الخاصة. أو يستخدمون بعض الخدم والعمال في خدماتهم الخاصة. وفي كل ذلك لا يشعر هؤلاء "الكبار الشرفاء" بأي إحساس بالإثم.

وأيضًا قد يستقل أحدهم الترام أو الأتوبيس دون أن يدفع أجرًا محتجًا بأن الكمساري من فرط انشغاله لم يمرّ عليه! وحتى إن أعفاه الكمساري ولم يأخذ منه ثمن التذكرة، فهو ليس صاحب الترام أو الأتوبيس، ويُعتبر شريكًا له في سرقة الأجرة التي يجب أن تُدفع.
+++

Post: #44
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-22-2014, 03:59 PM
Parent: #43

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

( يوم الاحد)
صوم الميلاد المجيد
21 ديسمبر 2014
12 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 144 : 5 ، 6 )
ياربُّ طأْطِئْ السَّمَوات وانزل، المِس الجبال فلتُدَخِّنَ. أَرسِلْ يدكَ مِن العلو. أنقذني ونَجِّني مِن المياه الكثيرة. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 7 : 36 ـ 50 )
ثم سألهُ أحد الفرِّيسيِّينَ أن يأكل مَعه، فلمَّا دَخَلَ بيتَ الفَرِّيسيِّ اتَّكأ. وإذا امرأةٌ كانت خاطئةً في المدينة، فلمَّا علِمت أنَّه مُتَّكيءٌ في بيت الفرِّيسيِّ، أخذت قارورة طيبٍ ووقفت مِن ورائهِ عِند رجليهِ باكيةً، وبدأت تَبُـلُّ قدميهِ بدمُوعها، وتمسحها بشعر رأسها، وكانت تُقَبِّلُ قدَميهِ وتدهنُهُما بالطِّيبِ. فلمَّا رأى الفرِّيسيُّ الذي دعاه ( ذلك )، قال محدثاً نفسه: " لو كان هذا نبيَّاً لَعَلِمَ مَن هيَ المرأة التي لمستهُ وما حالها! إنَّها لخاطئة ". فأجاب يسوعُ وقال لهُ: " يا سمعانُ، عِندي كلمةٌ أقولُها لكَ ". فقال: " قُل يا مُعلِّم ". قال: " كان لدائن مدينان. على الواحِد خمسُ مَئَة دينارٍ وعلى الآخر خمسـونَ. ولـم يكن لهُما ما يُوفيانه فسامحهُما كليهُما. فقُل فمَن منهُما يحبَّـه أكثر؟ " أجاب سمعانُ وقال: " أظنُّ أن الذي سامحَهُ بالأكثر ". فقال لهُ: " بصَّوابٍ حَكَمتَ ". ثمَّ إلتفت إلى المرأة وقال لسمعان: أترى هذه المرأة؟ دخلتُ بيتَكَ وماءً لرجليَّ لم تُعطِ، أمَّا هذه فقد بلَّتْ بالدُّمُوع رِجْلَيَّ ومسحتهُما بشعرها. لم تُقبِّل فمي، أمَّا هذه فمُنذُ دَخَلَتْ بيتك لم تكُفَّ عن تقبيل قدميَّ. بزيتٍ لم تَدهن رأسي، أمَّا هذه فقد دَهنت بالطِّيبِ قدَميَّ. مِنْ أجل هذا أقول لكَ: إنَّ خطاياها الكثيرةَ مغفورةٌ لها لأنَّها أحبَّت كثيراً. والذي يُغفر له قليلٌ يحبُّ قليلاً . ثمَّ قال لها: مَغفورةٌ لكِ خطاياكِ ". فبدأ المُتَّكئون يقولون في نفوسِهِم: " مَن هو هذا الآمِر الذي يغفِر الخطايا؟! ". فقال للمرأة: " إنَّ إيمانكِ قد خَلَّصكِ، فاذهبي بسلامٍ ".
( والمجد للَّـه دائماً )
باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 72 : 6 ، 7 )
ينزلُ مثلَ المطر على الجُزَّة، ومثل قطراتٍ تقطر على الأرض. يُشرِقُ في أيَّامِهِ العدلُ، وكثرةُ السَّلامة. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 20 ـ 28 )
وإن كُنتُ أنا بأَصْبع اللَّه أُخرِجُ الشَّياطِينَ، فإذن قَد بلغت إليكُم مَلَكُوتُ اللَّهِ. إنَّهُ إذا تَسلَّح القويُّ ليحافظ على دارَهُ، فأموَالُهُ تكُون في أمانٍ. فإذا أتاه مَن هو أَقوَى مِنهُ وغلبه يأخذُ سِلاحَهُ الذي كان مُتكِلاً عليه ويُقسم غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيسَ مَعي فقد عاندني، ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعي فَهُو يُفرق. إن الرُّوحُ النَّجِسُ إذا خرج مِن الإنسانِ، يَجتَازُ في أمَاكنَ عديمة الماء يَطلُبُ رَاحةً، وإذا لم يَجِدُ يَقولُ حينئذٍ: أَرجِعُ إلى بَيتي الذي خَرَجتُ مِنهُ. فإذا جاءَ ووجده فارغاً مَكنوساً مُزيَّناً. حينئذٍ يمضي ويَأخُذُ سَبعَة أرواحٍ أُخَر شرَّاً مِنه، فيدخلُون ويسكنُون هناكَ، فتكُون آواخِر ذلك الإنسان شراً مِن أوائِلِهِ! وفِيمَا هُوَ يَتكلَّمُ بهذا رَفَعت امرَأَةٌ صَوتَهَا مِن الجَمع وقالت لَهُ: " طُوبَى للبَطنِ الَّذي حَمَلكَ وللثَّديَيْنِ اللَّذين أرضعانك ". أَمَّا هُوَ فَقَال لها: " بل طُوبَى للَّذينَ يَسمَعُونَ كَلامَ اللَّه ويَحفَظونَه ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القـداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 3 : 1 ـ 4 : 1 ـ 3 )
إذاً ما هو فضل اليهوديِّ، أو ما هيَ منفعة الختان؟ عظيمٌ على كل وجهٍ! أمَّا أولاً فلأنَّهم اسْتُؤْمِنُوا على أقوال اللَّه. فماذا إن كان قومٌ لم يؤمنوا؟ أَفلعلَّ عدم أمانتهُم يُبطِل أمانة اللَّه؟ حاشا! بل ليكُن اللَّه صادِقاً وكل إنسانٍ كاذباً. كما هو مكتوبٌ: " لكي تتبرَّرَ في كلامك، وتغلب مَتَى حُوكِمْتَ ". ولكن إن كان ظلمُنا يثبِّت برَّ اللَّه، فماذا نقول؟ ألعلَّ اللَّه الذي يجلِبُ الغضب ظالمٌ؟ قُلتُ هذا بحسب الإنسان. حاشا! فكيفَ يدينُ اللَّه العالمَ؟ ولكن فإنَّه إنْ كان صِدقُ اللَّه قد ازداد بكذبي كخاطـئٍ ؟ وليسَ يُفتَرى علينا، وكما يزعم قومٌ أننا نقول: " لنفعل السَّيِّآت لتأتينا الخيراتُ ". أولئك الذين دينونتهم عادلةٌ. فماذا لنا إذاً؟ أنحنُ أفضل؟ كلا البتَّة! لأنَّنا قد شكونا أنَّ اليهودَ واليونانيِّينَ أجمعينَ تحتَ الخطيَّةِ، كما هو مكتوبٌ: " أنَّه ليسَ بارٌّ ولا واحدٌ. ليسَ من يفهم. ليسَ مَن يَطلُب اللَّه. الجميع زاغوا وفسدوا معاً. وليسَ مَن يَعمل صلاحاً ليسَ ولا واحدٌ. حنجرتُهُم قبرٌ مَفتوحٌ. قد مكروا بألسنتهم. سِمُّ الأفاعي تحت شفاهِهم. هؤلاء الذين أفواههم مملوءةٌ لعنةً ومرارةً. أرجُلهم سريعةٌ إلى سفكِ الدَّم. وفي طُرقهم شقاء وسحق وطريقَ السَّلام لم يعرفوه. ليس خوف اللَّه أمام عيونهم ". ونحن نعلمُ أن كلَّ ما يقوله النَّاموس فهو يُكلِّم به الذينَ في النَّاموس، لكي يستدَّ فم كلِّ واحدٍ، ويصير كلُّ العالم تحتَ حُكم اللَّه. لأنَّه من أعمال النَّاموس كلُّ ذي جسدٍ لا يتبرَّر أمامه. لأنَّه بالنَّاموس معرفة الخطيَّةِ. وأمَّا الآن فقد ظهر برُّ اللَّه بدون النَّاموس، مشهوداً له من قِبَل الناموس والأنبياء، وبرُّ اللَّه الذي بالإيمان بيسوع المسيح، في جميع الذين يؤمنونَ. لأنَّه لا يوجد فرق. إذ الجميعُ أخطئوا وأعوزهم مجد اللَّه، متبرِّرين مجَّاناً بنعمتهِ بالخلاص الذي بيسوع المسيح، الذي سبقَ اللَّهُ ووضعه كفَّارةً بالإيمان بدِمهِ، لإظهار برِّه، من أجل مغفرةِ الخطايا السَّالفةِ بإمهال اللَّه. لكي يُظهِر برِّه في هذا الزَّمان الحاضر، ليكون بارّاً ويُبرِّر مَن هو مِن الإيمان بيسوع المسيح. فأين الافتخار إذاً؟ قد بَطُلَ! بأيِّ ناموسٍ؟ أبناموس الأعمال؟ كلاَّ! بل بناموس الإيمان. إذاً نَحسِب أنَّ الإنسان يتبرَّر بالإيمان بدون أعمال النَّاموس. أم اللَّه لليهود فقط وليس للأمم أيضاً؟ نعم للأمم أيضاً. فإذاً إنْ كان اللَّه واحدٌ، وهو سيبرِّر الختان بالإيمان والغرلة بالإيمان. أفنبطل النَّاموس بالإيمان؟ حاشا! بل نُثَبِّت النَّاموس.فماذا نقُولُ إذن أن إبراهيم رئيس الآباء قد وَجَد بحسب الجسد؟ أنَّهُ لو كان إبراهيم قد برر بالأعمال لكان لهُ فخرٌ، ولكن لا عند اللَّه. فالآن ماذا يقولُ الكتابُ؟ " آمن إبراهيم باللَّـهِ فحُسب لهُ براً ".
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 1 : 1 ـ 2 : 1 ـ 2 )
الذي كان مِن البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا، من جهة كلمةِ الحياةِ. فإنَّ الحياةَ أُظهِرت، وقد رأينا ونشهد ونُعلمكم بالحياة الأبديَّة التي كانت عند الآب وأُظهِرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نُبشِّرَكم به، لكي تكون لكم أيضاً شركةٌ معنا. وأمَّا شركتنا نحن فهيَ مع الآب وابنه يسوع المسيح. وهذا ما نكتبه إليكم لكي يكون فرحكم كاملاً.وهذا هو الوعد الذي سمعناه منه ونبشِّرَكم به: إنَّ اللَّه نورٌ وليس فيه ظلمةٌ البتَّةَ. فإنْ قلنا إنَّ لنا شركةً معه ونسلك في الظُّلمة، نكذب ولسنا نعمل الحقَّ. ولكن إن سلكنا في النُّور كما إنه هو ساكنٌ في النُّور، فلنا شركةٌ بعضنا مع بعضٍ، ودم يسوع المسيح ابنه يُطهِّرنا من كلِّ خطيَّةٍ. إنْ قُلنا أنَّه ليس لنا خطيَّةٌ نُضِلُّ أنفسنا وحدنا وليس الحقُّ فينا. إنْ اعترفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادلٌ، حتَّى يغفر لنا خطايانا ويُطهِّرنا من كلِّ إثمٍ. وإنْ قلنا أننا لم نُخطئ نجعله كاذباً، وكلمته ليست فينا.يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تُخطِئُوا. وإنْ أخطأ أحدٌ فلنا شفيعٌ عندَ الآبِ، يسوع المسيح البارُّ. وهو كفَّارةٌ لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كلِّ العالم.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد.)

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 7 : 30 ـ 34 )
ولمَّا كملت له مدَّة أربعين سنةً من الزمن، خطر على قلبه أن يفتقد إخوته بني إسرائيل. وإذ رأى واحداً مظلوماً فتحنن عليه، وانتقم للمغلوب إذ قتل المصريَّ. وكان يظنُّ أنَّ إخوته يفهمون أنَّ اللَّه على يديه يعطيهم خلاصاً، أمَّا هم فلم يفهموا. وفي الغد ظهر لآخرين وهم يتخاصمون، فوفقهُم للصلح قائلاً: أنتم رجال إخوةٌ. لماذا تظلمون بعضكم بعضاً؟ فجحده المُعتدي على صاحبه قائلاً: مَنْ أقامك رئيساً أو قاضياً علينا؟ أتريد أن تقتلني أنت كما قتلت المصري أمس؟ فهرب موسى بسبب هذه الكلمة، وصار غريباً في أرض مدين، حيث وُلِدَ له هناك ابنان.ولمَّا كَمِلت أربعون سنةً، ظهر له ملاك في برِّيَّة طور سينا في لهيب نار على علَّيقةٍ. فلمَّا رأى موسى الرؤيا تعجَّب. وفيما هويتقدَّم ليتأمَّل، صار صوت الربِّ قائلاً: أنا هو إله آبائك، إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. فارتعدَ موسى ولم يجسر أن يتأمَّل. فقال له الربُّ: اخلع نعلَ رجليكَ، لأنَّ الموضع الذي أنت واقفٌ عليه هو أرضٌ مُقدَّسةٌ. قد رأيتُ عياناً مشقَّة شعبي الذين في مصرَ، وسمعت أنينَهُم ونزلتُ لأُخلِّصهم. فهَلُمَّ الآنَ لأُرسِلُكَ إلى مصرَ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الثاني عشر من شهر كيهك المبارك
1. تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة
2. نياحة القديس هدرا الأسواني
3. تذكار القديس يوحنا المُعترِف
4. اجتماع مجمع برومية على نوباطس القس
1ـ في هذا اليوم تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة، القائم أمام اللـه الضابط الكل، يشفع في جنس البشر قائلاً: أيُّها الغير غضوب لا تغضب. أيُّها الصَّالح تحنن على خليقتك. أيُّها الطويل الروح لا تُهلِك صنعة يديك. شفاعته تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح الأب العظيم الأنبا هدرا أُسقف مدينة أسوان، وقد وُلِدَ من أبوين مسيحيين. فربياه وعلَّماه مخافة الربِّ مُنذُ صِغره. ولمَّا بلغ ثماني عشرة سنة أحب والداه أن يُزوِّجاه من إحدى قريباته. ولكنه امتنع بحجة المرض، حتى إذا كان صباح ذلك اليوم، ذهب إلى الكنيسة مُبكِّراً، وصلَّى مع الجماعة وطلب من السيد المسيح أن يُسمعه من أقوال الكتب المقدسة ما يتفق وما في قلبه. فسمع ما ارتاح إليه.ولمَّا خرج من الكنيسة رأى ميتاً محمولاً ذاهبين به إلى المقبرة، فسار مع المُشيِّعين وكان يُحدِّث نفسه قائلاً: اِسمع يا هدرا. ليس هذا الذي قد مات. ولكنك أنت الذي قد مُـت عـن هذا العـالم الـزائل. ولمَّا وصلوا ودفنوا الميت، لم يَعُدْ إلى بيته بل التحق بالدير وأقام مع الرهبان. ولمَّا سمع أقاربه وأصدقاءه أتوا إليه وقالوا له: أنكَ بعملك هذا تجلب علينا الحزن، كما تؤلم قلب خطيبتك. وأنت تستطيع أن تعبد اللـه في أي مكان شئت. وإذ لم يفلحوا في إرجاعه عن رأيه عادوا والحزن يملأ قلوبهم على فراقه. أمَّا هو فقد اندفع في عبادة حارة، ونُسك عظيم، وصوم دائم، وصلوات متواترة، ومطانيات عديدة، وكان في أيام القديس بيمين، فتتلمذ له، وكان يسترشد بتعاليمه وقدوته الصالحة.وبعد ذلك بثماني سنين طلب أن ينفرد في البرية . وإذ سمحوا له، انطلق حتى عثر على مغارة فسكن فيها. وطلب من القديس بيمين أن يُطلِعه على سيرة القديس العظيم أنبا أنطونيوس أب الرهبان، ليتعلم منها قتال العدو الشرير.ومكث هناك أياماً كثيرة يُجاهد ضد إبليس وجنوده وكان الشيطان يُجرِّبه كثيراً، فمن ذلك أنه ظهر له وبيده سيف مسلول يريد قطع يديه، فصرخ القديس إلى الربِّ، فغاب عنه الشيطان في الحال.وفي أحد الأيام خرج من مغارته، ولمَّا عاد وجد تنيناً عظيماً داخلها. فصلَّى إلى الرب قائلا: ياربي وسيدي إن كانت هذه إرادتك أن أسكن مع هذا الوحش فلتكن. ثم تطلع إلى التنين فوجده مُقطَّعاً إلى ثلاثة أجزاء.وكان في حرب دائمة مع الشياطين، لا ينام الليل ولا يستقر بالنهار، وكان الرب يُخلصه منها. وأخيراً حبس نفسه في قلايته وكانوا يأتون إليه بالمرضى والمُصابين بالأرواح النجسة. فيُصلي على زيت ويدهنهم به فيبرأون في الحال.وكانت الأرواح النَّجِسة تصرخ قائلة: ويلاه منك يا هدرا. أحرقتنا صلواتك، وطردتنا من البراري.وأتَى إليه رهبان من الشام وسألوه عن مسائل غامضة في الكتب المقدسة، ففسَّر لهم معانيها، فأُعجبوا بعمله قائلين: لقد طُفنا جبالاً وأديرة كثيرة، وزرنا مُعلمين وفلاسفةٍ. فلم نجد مَن يُفسِّر لنا هذه المسائل كما فسَّرها لنا هذا القديس.ولمَّا تنيَّح أسقف مدينة أسوان ذهب بعض من شعبها إلى الدير، وهناك اجتمعوا بالرهبان الذين حضروا من الشام، وهؤلاء قد أثنوا لهم على القديس هدرا. فذهبوا إليه وأخذوه رغماً عنه وسافروا إلى الإسكندرية ورسمهُ لهم الأنبا ثاؤفيلس بابا الإسكندرية أُسقفاً عليهم.وما أن جلس على كُرسيهِ حتى عكف على وعظ شعبه وتعليمه طريق الحياة، وقد صنع آيات كثيرة، وأكمل حياته بسيرة حسنة. ثم تتيَّح بسلام.صلاته تكون معنا. آمين.
3ـ وفيه أيضاً تذكار نياحة القديس يوحنا المعترف.صلاته تكون معنا. آمين.
4ـ وفي هذا اليوم أيضاً من سنة 249م اجتمع برومية مجمع مقدس. وذلك في أول سنة من مُلك داكيوس الوثني، وفي بطريركية كرنيليوس بابا رومية، وديونسيوس بابا الإسكندرية، وفلابيانوس بطريرك أنطاكية، وجرمانوس أُسقف بيت المقدس، وذلك لمُحاكمة نوباطس القس الذي قال: " إن الذي أنكر الإيمان وقت الاضطهاد، لا يُقبل إذا تاب. وإن الذي يقع في الزنى لا تُقبل له توبة أيضاً! ". فنهاه الأب كرنيليوس عن ذلك. فلم ينتهِ. فجمع مجمعاً من ستين أسقفاً وثمانية عشر قساً وشماساً من علماء رومية، وناظروه في هذا القول. فاحتج بقول بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين: " لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس. وذاقوا كلمة اللـه الصَّالحة وقوات الدَّهر الآتي وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضا للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية و يشهرونه " فردَّ عليه الآباء موضِّحين له أن الرسول لم يقل هذا عمن يتوب. بل عمن يقصد أن يتعمَّد كلما أخطاء. لأن المعمودية إنما تكون دفعة واحدة. ولهذا اتبع الرسولُ القول بقوله: إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن اللـه مرة ثانية ويُشهِرونه. فأوضح بهذا أنَّهُ لمَّا كان الصلب قد حدث مرة واحدة، هكذا تكون المعمودية مرة واحدة. أمَّا التوبة فبابها مفتوح لكل تائب، وإلاَّ فيكون كل مَن سقط في الكفر أو الخطية غير مقبول ولو تاب. فداود النبي إذاً لم تُقبل توبته، وبطرس لمَّا جحد لم تُقبل توبته، وعلى ذلك يكون باطلاً حلول الروح المُعزي عليه، وباطلاً أيضاً تقليده رعاية خرافه، وتكون معمودية كل من اعتمد من يده باطلة وبالإجمال يكون الكل على حسب رأيك قد هلكوا، وفي هذا مُنتهى الجهل، هذا والسيد المسيح لم يأتِ إلى العالم إلاَّ ليُخلِّص الخطاة ويقتادهم إلى التوبة، بدليل قوله: " إنْ لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " فأبعد عن هذا الرأي النَّجِس وتُبْ عنه، ولا تكن عدواً للـه ولنفسك وللإنسانية، وإذ لم يرجع نوباطس عن رأيه نفاه المجمع وحرمه هو وكل من يقول بقوله.صلاة هؤلاء القديسين تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 45 : 11,10 )
اسمعي يا ابنتي وانظُري ومِيلي سمعكِ، وانسي شَعبَكِ وبيتِ أبيكِ، فإنَّ المَلِكَ قد اشتهى حُسنَكِ، لأنَّه هـو ربُّـكِ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1: 26 ـ 38 )
وفي الشَّهر السَّادس أُرسِلَ جبرائيل الملاك مِن قِبل اللَّه إلى مدينةٍ مِنَ الجليل اسمها ناصرةٌ، إلى عذراء مخطوبةٍ لرجلٍ اسمه يوسف مِن بيتِ دواد. واسم العذراء مريم. فلمَّا دخل إليها الملاك قال لها: " السلامٌ لكِ يا ممتلئة نعمة! الربُّ معكِ. مُبارَكةٌ أنتِ في النِّساء ". فلمَّا رأته اضطربت مِن كلامه، وفكَّرت ما عسى أن يكون هذا السلام! فقال لها الملاك: " لا تخافي يا مريم فإنَّكِ قد وجدتِ نعمةً عند اللَّه. وها أنتِ ستحبلينَ وتلدينَ ابناً وتدعين اسمه يسوع. وهذا يكون عظيماً، وابن العليِّ يُدعَى ويعطيه الربُّ الإلهُ كرسيَّ داودَ أبيهِ، ويملك على بيتِ يعقوبَ إلى الأبدِ، ولا يكون لملكهِ انقضاءٌ ". فقالت مريم للملاكِ: " كيف يكون لي هذا وأنا لا أعرف رجلاً ؟ ". فأجاب الملاك وقال لها: " الرُّوح القُدس يحلُّ عليكِ، وقوَّة العليِّ تُظلِّلُكِ، لهذا فالمولود منكِ قدُّوسٌ وابن اللَّه يُدعَى. وها أليصابات نسيبتُكِ قد حبلت هيَ أيضاً بِابنٍ في شيخوختها، وهذا هو الشَّهر السَّادس لتِلكَ التي تدعى عاقِراً، لأنَّه ما من أمر لدى اللَّـه غير ممكن ". فقالت مريم للملاكَ: " ها أنا أَمَةُ الربِّ. فليكُن لي كقولِكَ ". فانصرف عنها الملاك.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #45
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-22-2014, 04:03 PM
Parent: #44

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

( يوم الاثنين)
صوم الميلاد المجيد
22 ديسمبر 2014
13 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 9 : 13,11)
رتِّلوا للربِّ السَّاكن في صهيون، وأخبروا في الأُمَم بكلِّ أعمالهِ. لكي ما أُخبرَ بجميع تسابيحكَ في أبوابِ ابنةِ صهيون. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 14 : 3 ـ 9 )
وفيمَا كان في بيتِ عنيا في بيتِ سمعانَ الأبرصِ مُتَّكئاً جاءت امرأةٌ معها قارورةُ طيبِ ناردينٍ خالصٍ كثير الثَّمنِ فكسرتِ القارورةَ وسكبتُها على رأسهِ. وكان قومٌ مُتذمرينَ في أنفُسهم قائلين: " لماذا كان إتلاف هذا الطِّيب؟ فإنَّهُ قد كان يُمكنُ أن يُباعَ هذا بأكثر مِن ثلاث مئة دينارٍ وتُعطى للمساكين ". وكانوا يؤنِّبونَها. أمَّا يسوعُ فقال لهم: " اترُكوها! لماذا تزعجونها؟ قد عَمِلَت بي عملاً حسـناً. لأنَّ الفقـراءَ معكُم في كلِّ حيـنٍ وإذا أردتم تقدرون أن تصنعوا معهم خيراً كلَّ حينٍ. وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. فما كان لها قد فعلتُه لأنَّها سبقَت فدهنت بالطِّيب جسدي لدفني. الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّه حيث يُبَشَّرُ بهذا الإنجيل في كلِّ العالم، يُخبَر أيضاً بما صنعتهُ هذه تذكاراً لها.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 102 : 19 ، 21 )
الربُّ نظرَ مِن السماءِ على الأرضِ، ليسَمعَ تَنهُدَ المغلولين. ليُخبِروا في صهيونَ بِاسم الربِّ، وتسبحتهِ في أورشليم. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 12 : 41 ـ 44 )
ثم جلسَ يسوعُ قدَّام خزانةِ الهيكل وكان ينظر كيف يُلقي الجميعُ نُحاساً في الخزانةِ وكان أغنياءُ كثيرونَ يُلقونَ كثيراً. فجاءت أرملةٌ مسكينة فألقت فلسينِ، قيمتُهُما رُبعٌ. فدَعا تلاميذهُ وقال لهُم: " الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ هذه الأرملةَ الفقيرةَ قد ألقت أكثر من جميع الذينَ ألقوا في الخزانةِ، لأنَّ الجميعَ من فضلتُهُم ألقوا. وأمَّا هذه فمن إعوازها ألقت كلَّ ما عِندها، وكل معيشتها ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 1 : 1 ـ 17 )
بولس، عبدٌ ليسوعَ المسيح، المدعُوُّ رسولاً، المُفرَزُ لإنجيلِ اللـهِ، الذي سبق فوعد به من قبل أنبيائه في الكُتُبِ المُقدَّسةِ، عن ابنه. الذي صار مِن نسلِ داود بحسب الجسد، ابنَ اللـهِ المرسوم بقوَّةٍ بحسبِ روح القداسةِ، بقيامةِ الأمواتِ: يسوعَ المسيح ربِّنا. الذي به نُلنا النعمة والرسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم على اسمه، الذينَ بينهم أنتم أيضاً مدعُوُّو يسوعَ المسيح. إلى جميع الساكنين برومية، أحبَّاءَ اللـهِ، المدعوِّيين الأطهار: النعمة والسلام من اللـه أبينا وربِّنا يسوعَ المسيح.فأوَّلاً، أشكُرُ إلهي يسوع المسيح مِن جهة جميعكُم، لأنَّ إيمانكُم يُنادى به في كلِّ العالم. لأنَّ شاهدي هو اللـه الذي أعبده بروحي، في إنجيل ابنه، كيف بلا انقطاع أَذكُركُم، مُتَضَرِّعاً كل حين في صلواتي لعل يُسهِّل طريقي بمشيئة اللـه أن آتي إليكُم. لأنِّي مُشتاقٌ أن أراكُم، لكي أعطيكم نعمة روحيَّة لثباتكم، أعني أن نشترك في تقوية قلوبكم بالإيمان الكائن فينا مع بعضنا بعض إيمانكم وإيماني. ثمَّ لستُ أُريدُ أن تجهلوا أيُّها الإخوةُ أنَّني ها مراراً كثيرةً أستعد أن آتي إليكم، ومُنِعتُ إلى الآن، لكي أنال منكُم أنتم أيضاً ثمرة كما في سائر الأُمم. إنِّي مديونٌ لليونانيِّينَ والبرابرة والحكماء والجهلاء. فهكذا هو اجتهادي الموجود لدي أن أبشركم أنتم أيها الساكنون في رومية. لأنِّي لا أستحي بالإنجيل، لأنَّه قوَّةُ اللـهِ للخلاص لكلِّ مَنْ يؤمنُ: لليهوديِّ أوَّلاً ثمَّ لليونانيِّ. لأنَّ فيهِ برُّ اللـهِ يظهر بإيمانٍ، لإيمانٍ، كما هو مكتوبٌ " أمَّا البارُّ فبالإيمانِ يحيا ".
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 1 : 1 ـ 18 )
يعقوبُ، عبدُ اللهِ وربنا يسوعَ المسيح، يُهدي السَّلامَ إلى الاثني عشرَ سبطاً الذينَ في الشَّـتَاتِ. كونوا في فرح يا إخوتي إذا وقعتُم في تَجاربَ مُتَنوِّعةٍ، عَالمينَ أنَّ تجرُبة إيمانكُمْ تُنشئ صبراً. وأمَّا الصَّبرُ فليكُن فيهِ عملٌ تامٌّ، لكي تكونوا كاملينَ وأصحاءِ غير نَاقصينَ في شيءٍ. وإن كانَ أحدُكُم تُعوزُهُ حكمةٌ، فليطلُبْ مِنَ اللـهِ الذي يُعطي الجميعَ بسخاءٍ ولا يُعيِّرُ، فسيُعْطى له. وليسأل بإيمانٍ غير مُرتابٍ. لأنَّ المُرتابَ يُشبهُ أمواج البحر التي يخبطُها الرِّيحُ ويردها. فلا يَظُنَّ ذلك الإنسانُ أنَّهُ يَنَالُ شيئاً مِنْ عند الرَّبِّ. لأنَّ الرجُل ذو الرأيين هو مُتَقَلقِل في جَمِيع طُرُقِهِ. وليَفتَخِر الأخُ المُتواضع بارتفاعِهِ، وأمَّا الغَنيُّ فباتِّضاعِهِ، لأنَّهُ كزهر العُشبِ يَزولُ. لأنَّ الشَّمسَ أشرَقت مع الحَرِّ فيَبَّسَتِ العُشبَ، وأنتثر زهرُهُ وفَسد جَمالُ مَنظَرهِ. هكذا يَذبُلُ الغَنيُّ أيضـاً في كلِّ طُرُقِهِ. طُوبي للرَّجُل الذي يَصبر في التَّجربَة، لأنَّه إذا صار مُختاراً ينال إكليل الحياة الذي وعَدَ بِهِ الرَّبُّ للذِينَ يُحبُّونَهُ.فلا يقُل أحدٌ إذا جُرِّبَ أن اللـه قد جرَّبنى، لأنَّ الله غيرُ مُجرَّبٍ بالشُّرور، وهو لا يُجرِّبُ أحداً. ولكنَّ كلَّ واحدٍ يُجرَّبُ إذا انجذبَ وانخدعَ من شهوة نفسه. ثُمَّ إنَّ الشَّهوةُ إذا حبلتْ فإنَّها تلدُ خطيَّئةً، وأمَّا الخطيَّئة إذا كمَلَت فإنَّها تلد الموت. لا تضلُّوا يا إخوتي وأحبَّائي. كلُّ عطيَّةٍ صالحةٍ وكلُّ موهبةٍ تامَّةٍ فهي من فوقُ، نازلةٌ من عند أبِ الأنوار، الذي ليسَ عندهُ تغييرٌ ولا شبهُ ظل يزولُ. قد شاء فولدنا بكلمةِ الحقِّ لكي نكون باكورةَ خلائقه.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 7 : 2 ـ 7 )
إلهُ المجدِ ظهر لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النَّهرين، قبلما يَسكُن في حاران وقال له: " اخرج مِن أرضكَ ومِن عشيرتكَ، وهَلُمَّ إلى الأرضِ التي أُريكَ إياها. فخرج حينئذٍ مِن أرضِ الكلدانيِّينَ وسكنَ في حاران. ومن هُناكَ نقلهُ، بعد ما ماتَ أبوهُ، وأسكنهُ في هذه الأرض التي أنتم ساكنونَ فيها. ولم يُعطِهِ فيها ميراثاً ولا وطأةَ قدَم ولكن وعَدَ أن يُعطيها مُلكاً له ولنسلهِ من بعدهِ، إذ لم يكُن لهُ وَلَدٌ. وتكلَّم اللـهُ هكذا، أن يكونَ زرعهُ مُتغرِّباً في أرضٍ غريبةٍ، فيستعبدونه ويعذبونه أربع مئة سنةٍ، والأُمَّةُ التي يُستعبدُونَ لها سأَدينُها أنا، يقولُ اللـهُ. وبعد ذلكَ يخرجونَ ويعبُدونَني في هذا المكان.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثالث عشر من شهر كيهك المبارك
1. تذكار حبَل حَنَّة والدة العذراء مريم
2. شهادة القديس برشنوفيوس
3. نياحة الأب ابراكيوس
4. تكريس كنيسة القديس ميصائيل السائح
1ـ في هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بتذكار بشارة الملاك جبرائيل للقديسة حَنَّة بميلاد السيدة العذراء.صلاتها تكون معنا. آمين.
2ـ في هذا اليوم استشهد القديس برشنوفيوس الراهب في أول عصر الإسلام، وقد كان مُقيماً في كنيسة أبي مينا التي في فُم الخليج، وكان يُجاهد في عبادته بقوة، فكان يصوم يومين يومين، ويقوم بمطانيات كثيرة وصلوات متواصلة. وحدث أن وشى به مرة بعض الأشرار بأنه سبَّ القُضاة، فاستحضروه وعذَّبوه كثيراً، وأخيراً قُطِعت رأسه ونال إكليل الشهادة.صلاته تكون معنا آمين.
3 ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح الأب القديس ابراكيوس. كان من الصعيد وترهَّب بأحد الأديرة وهو ابن عشرين سنة. وجاهد الجهاد الكامل حتى ضجر الشيطان من حربه، وواجهه قائلاً: إنه لا يزال باقياً لك في العالم خمسون سنة أُخرى، قاصداً بهذا أن يُلقيه في الضَّجر. فأجابه الشيخ: لقد أحزنتني بهذا لأني كنت أظن إنني سأعيش مائة سنة أخري، ولهذا قد توانيت.وإذا كان الأمر كذلك، فيجب عليَّ أن أُجاهد كثيراً قبل الموت. وبهذا تغلَّب على الشيطان الذي حاول أن يُلقي في قلبه التواني ومن ثم ضاعف جهاده. وفي تلك السَّنة تنيَّح بسلام، بعدما أقام في العبادة والنُّسك مدة سبعين سنة. صلاته تكون معنا. آمين.
4ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس ميصائيل السائح. بينما كان الأنبا إسحق رئيس دير القلمون جالساً في ديره، تقدم إليه شاب فرسم على وجهه علامة الصليب كعادة الرهبان. وسمح له بالدنو منه، فاقترب وضرب مطانية أمامه وقال له: يا أبانا الأنبا اسحق اقبل مسكنتي من أجل السيد المسيح، وساعدني على خلاص نفسي، واحسبني من جملة أولادك. فتعجب منه الرئيس لكونه دعاه بِاسمه، وقال له: مَن أعلمك بِاسمي؟ فأجابه الشاب: النعمة الحالة عليك هيَ التي أعلمتني. فقال له الرئيس: اجلس. اللـه يجعلك له هيكلاً مُقدساً. والآن أخبرني بأمرك، فأجابه الشاب: إنني أُدعَى ميصائيل، وكان أبي مُحباً للعالم، مُنشغلاً به عن عبادة اللـه. وكان حزيناً لحرمانه من النَّسل. وفي بعض الأيام استضاف شيخاً راهباً قديساً، وشكا له حزنه لعدم وجود ابن يرث غناه، فقال له الشيخ: اصلح طريقك مع الله المُحب للبشر، وهو يرزقك ولداً مُباركاً. فقال له: وكيف ذلك؟ فقال الشيخ: عِشْ عيشة الكمال واسلك بحسب وصايا الكنيسـة المفروضة على المؤمنين، وواظب على الصـلاة الليلية والنهاريـة،ولا تنقطع عن الكنيسة المقدسة، وليكن لك كاهن تستشيره في كل أمورك، فإذا فعلت هذا أنت وزوجتك بلغتما المقصود. ففعل والديَّ جميع ما أوصاهما به الشيخ الراهب. فتم كلامه وحملت بي والدتي كما حدثتني بذلك.ولمَّا بلغتُ السادسة من عمري مات أبواي. فاهتم الأب الأسقف بأمر تربيتي وتعليمي وتدبير أموالي، ولمَّا اطلعت على الكتب المقدسة اشتقت إلى الرهبنة وجئت إلى هنا.فسُرَّ الرئيس من كلام الشاب ميصائيل، وسلَّمه لأحد الشيوخ، فتعلَّم منه كيف يكون الجهاد والنُّسك. وبعد ذلك ألبسوه لباس الرهبنة واسكيمها المقدس، ومن ذلك الوقت انفرد للعبادة والنُّسك.وفي أحد الأيام حضر إليه أحد الإخوة، فوجده واقفاً يُصلِّي، ولمَّا طرق باب قلايته فتح له، وصلَّيا معاً، ثم تباركا من بعضهما البعض، وجلسا يتحدثان في الكيفية التي بها يمكن التغلب على العدو الشرير. فقال له القديس ميصائيل: إنَّ الشيطان يهرب من الصلاة إذا كانت بحرارة.وبعد الفراغ من أحاديثهما الروحانية، سبحا الله، وخرج الأخ من لدنه. وبعد حين عاد إليه فوجده واقفاً يُصلِّي قائلاً : اللَّهُمَّ خلِّصني، وانظر إلى ذُلِّي، واغسلني من إثمي، فإنَّ أبي وأمي قد تركاني والرب قبَلَني. فلمَّا رآه الأخ وقد ضمر جسده والتصق جلده بعظامه، بكى وقال له: لقد صار جسدك كالمحترق. فقال له القديس. أشكر إلهي الذي وهبني نور عينيَّ وسمْع أُذُنيَّ لأُطالع الكتب المقدسة وأسمع كلمة الله، كما وهبَني أيضاً قوةً للوقوف في الصلاة.ولمَّا سمع رئيس الدير بنسكيات القديس ميصائيل، أتاه في أحد الأيام ليفتقده. فقال له ميصائيل: اعلم يا أبي القديس أنه بعد ثلاث أيام يأتيك أُناسٌ متشبهون بالجنود، ويطلبونني منك، فلا تمنعني عنهم ولا تخف ولا تحزن، فإنها إرادة اللـه واعلم أيضاً أنه في العام الآتي سيكون غلاء، ولكني سأتي إليك في ذلك الحين. فلمَّا سمع الرئيس كلام ذلك القديس اشترى كثيراً من الحبوب.وبعد قليل أتى القوم المُتشبِّهون بالجنود وأخذوا القديس ميصائيل ومضوا، ثم حدث الغلاء وقلَّ وجود القمح كما أنبأ القديس بذلك . فجاء الوالي برجاله ليأخذ ما يجده في الدير من الحبوب، فظهرت له جنود منعته عن ذلك ورجع خائباً، فرحّب الرئيس بهؤلاء الجنود وشكرهم، ثم قدَّم لهم طعاماً ليأكلوا. فقالوا له نحن لا نحتاج إلى شيء مثل هذا. ثم برز من بينهم واحدٌ وأمسك بيد الرئيس وانفرد به، وقال له: أنا ولدك ميصائيل، وهؤلاء القوم المتشبِّهون بالجنود هم سواح، وهم الذين أتوا هنا في العام الماضي وأخذوني معهم، والآن أسألك أن تمضي إلى الأنبا أثناسيوس أُسقف بلدي التي تربَّيت فيها، وأعلِمه بخبري، واطلب منه مال أبي، ثم ابنِ لي به كنيسة على اسمي، ثم ادعِ أبانا الأسقف لتكريسها، ففعل الرئيس بما قاله القديس ميصائيل واستلم من الأسقف سبعمائة مثقال ذهب، وتسعمائة درهم فضة وكتباً كثيرة وخمسمائة رأس غنم، عدا الأقمشة والحُلي والأواني، وهدم بيته القديم واشترى ما يجاوره من أرض وبنى هناك كنيسة، وفيما كان الأب الأسقف مُحتفلاً بتكريسها إذ بالقديس ميصائيل قد أتى مع الآباء السوَّاح وحضروا صلاة التكريس. وتقدَّم القديس ميصائيل من الرئيس وقال له: إنك ستنتقل من هذا العالم في العام المُقبل. وبعد ذلك عادوا من حيث أتوا.صلوات هؤلاء القديسين تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 103 : 13 ، 16 )
أنتَ يا اللـهُ ترجعُ وتترأَّفُ على صهيون، لأنَّهُ وقتُ التراؤف عليها لأنَّ الزمانَ قد حضرَ. لأنَّ الربَّ يبني صهيونَ ويظهرُ بمجدِه. لأنَّهُ نظرَ إلى صلاةِ المساكين. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 1 ـ 25 )
مِن أجل أن كثيرين أخذوا في كتابة أقوال مِن أجل الأعمال التي أُكملَت فينا، كما سلَّمها إلينا الأولونَ الذينَ عاينوا وكانوا خدَّاماً للكلمةِ، اخترتُ أنا أيضاً إذ قد تَتَبَّعتُ كلَّ شيءٍ مِن الأوَّل بتدقيقٍ أن أكتُبَ لكَ أيُّها العزيزُ ثاؤفيلُس، لتَعرفَ قوَّة الكلام الذي وُعِظتَ بهِ.كانَ في أيَّام هيرودسَ ملك اليهوديَّةِ كاهنٌ اسمهُ زكريَّا مِن أيَّام خدمة آبيَّا، وامرأتُهُ كانت مِن بناتِ هرونَ واسمُها أليصاباتُ. وكانا كلاهُما بارَّين أمام اللـهِ، سالكينِ في جميع وصايا وحقوق الربِّ بلا لومٍ. ولمْ يكُن لهُما ولَدٌ، إذ كانت أليصابات عاقراً. وكانا الاثنان مُتقدِّمين في أيَّامهما.فكان بينما هو يَكهَنُ في رُتبة أيام خدمتهُ أمام اللـهِ، حسبَ عادة الكهنوت، أصابتهُ القُرعةُ أن يَرفع بخوراً فدخل إلى هيكل الربِّ. وكان كلُّ جمهورِ الشَّعبِ يُصلُّونَ خارجاً وقتَ البخورِ. فظهرَ لهُ ملاكُ الربِّ واقفاً عن يمينِ مذبح البخورِ. فلمَّا رآه زكريَّا اضطربَ ووقعَ عليهِ خوفٌ. فقال له الملاكُ: " لا تخفْ يا زكريَّا، لأنَّ طلبتكَ قد سُمِعتْ، وامرأتُكَ أليصاباتُ ستَحبل وتلِدُ لكَ ابناً وتسمِّيهِ يوحنَّا. ويكونُ لكَ فرحٌ وابتهاجٌ، وكثيرونَ سيفرحونَ بولادتهِ، لأنَّه يكونُ عظيماً أمام الربِّ، وخمراً ومُسكراً لا يشربُ ومِن بطنِ أمِّهِ يَمتَلِئُ من الرُّوح القدسِ. ويردُّ كثيرينَ من بني إسرائيلَ إلى الربِّ إلاههم. وهو يَتقدَّمُ أمامهُ برُوح إيليَّا وقوَّتهِ، ليردَّ قلوبَ الآباءِ إلى الأبناءِ، والعصاةَ إلى فكرِ الأبرارِ، لكي يُهيِّئ للـربِّ شعباً مُبرراً ".فقال زكريَّا للملاك: " كيف أعلَمُ هذا، لأنِّي أنا شيخٌ وامرأتي مُتقدِّمةٌ في أيَّامها؟ " فأجاب الملاكُ وقال لهُ: " أنا جبرائيل الواقفُ قدَّام اللـهِ، وأُرسِلتُ لأُكلِّمكَ وأُبشِّركَ بهذا. وها أنتَ تَصيرُ صامتاً ولا تستطيعُ الكلام، إلى اليوم الذي يكونُ فيهِ هذا، لأنَّكَ لم تُصدِّق كلامي الذي سَيَتمُّ في وقتهِ ". وكان جميعُ الشَّعبُ ينتظرُ زكريَّا وكانوا مُتَعّجِّبينَ مِن إبطائهِ في الهيكل. فلمَّا خرجَ لم يستطع أن يُكلِّمهُم، فعلموا أنَّهُ قد رأى رؤية في الهيكل. فكان يُشيرُ إليهُم بيده وبقيَ صامتاً.ولمَّا كَمِلَتْ أيَّام خدمتهُ مضى إلى بيتهِ. وبعد تلكَ الأيَّام حبِلت أليصابات امرأتهُ، وأخفتْ نفسها خمسة أشهر قائلةً: " أنَّه هكذا قد صنَعَ بي الربُّ في الأيَّام التي فيها نظرَ إلىَّ، لينزعَ عاري مِن بين النَّاسِ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #46
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-23-2014, 04:33 PM
Parent: #45

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

( يوم الثلاثاء)
صوم الميلاد المجيد
23 ديسمبر 2014
14 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 8,6 )
قد ارتَسم علينا نور وجِهكَ ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقلبي. لأنكَ أنتَ وحدكَ ياربُّ. أسكنتَني على الرَّجاءِ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 24 ـ 28 )
حينئذٍ قال يسوع لتلاميذه: " مَن يُريد أن يتبعني فليُنكِر نفسه ويحمل صليبهُ ويتبعني، لأن مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلكها، ومَن يُهلك نفسه من أجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كُلَّه وخسر نفسه؟ أو ماذا يُعطِي الإنسان فداءً عن نفسه؟ فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذٍ يُجازي كل واحدٍ حسب أعماله. الحقَّ أقول لكم إن من القيام ههُنا قوماً لا يَذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في مجد أبيه ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 5 :12,11 )
ويفتخر بِكَ كلّ الذينَ يُحبُّونَ اسمكَ. لأنكَ أنتَ ياربُّ باركتَ الصِّدِّيقَ. مِثل سلاح المسرَّة كللَّتنا. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 34 ـ 42 )
" لا تظنُّوا إني جئتُ لأُلقي سلاماً على الأرض. ما جئت لأُلقي سلاماً بل سيفاً. فإني أتيت لأفرِّق الإنسان ضدَّ أبيه، والابنة ضدَّ أُمِّها، والعروس ضدَّ حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته. ومن أحبَّ أباً أو أمّاً أكثر منِّي فلا يستحقُّني، ومَن أحبَّ ابنه أو ابنته أكثر منِّي فلا يستحقُّني، ومَن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقُّني. مَن وجدَ نفسه يُضِيعُهَا، ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها. مَن يقبلكم فقد قبلني، ومن يقبلني فقد قَبِلَ الذي أرسلني. ومَن يقبل نبيّاً بِاسم نبيٍّ فأجر نبيٍّ يأخذ، ومَن يقبل بارّاً بِاسم بارٍّ فأجر بارٍّ يأخُذ. ومَن يسقي أحد هؤلاء الصِّغار كأس ماءٍ باردٍ فقط بِاسم تلميذٍ، فالحقَّ أقولُ لكم أنه لا يُضِيعُ أجرَهُ ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 8 : 18 ـ 30 )
لأني أظُن أن آلام هذا الزَّمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلَن فينا. لأن انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء الله. لأن الخليقة قد أُخضِعَت للباطل لا عن إرادة، بل من أجل الذي أخضعها على الرَّجاء. لأن الخليقة نفسها أيضاً ستُعتق من عبوديَّة الفساد إلى حرِّية مجد أولاد الله. فإننا نعرف أن كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معنا حتى الآن. وليس هى فقط، بل نحن أيضاً الذين لنا باكورة الرُّوح، نحن أنفسنا أيضاً نئنُّ في أنفسنا، متوقِّعين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأننا بالرَّجاء خَلصنَا. ولكنَّ الرَّجاء المنظور ليس رجاءً، لأن ما ينظره أحدٌ فإياه يرجو أيضاً ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعضِّد ضعفنا، لأننا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكن الرُّوح نفسه يشفع فينا بتنهُدات لا يُنطَق بها. ولكنَّ الذي يَفحصُ القلوب يعلم ما هو فكر الرُّوح، لأنه قد تشفعُ لله عن القدِّيسين.ونحن نعلمُ أن الذين يحبُّون الله، وهم الذين مدعوُّون حسب قصده السابق. يجعل كل الأشياء تعمل معهم للخير. لأن الذين سبق فعرَفهم سبق أيضاً فعيَّنهم شُركاء صورة ابنه، ليكون هو بِكراً بين اخوة كثيرين. والذين سبق فعيَّنهم، فهؤلاء دعاهم أيضاً. والذينَ دعاهم، فهؤلاء برَّرهم أيضاً. والذينَ برَّرهم، فهؤلاء مجَّدهم أيضاً.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي واخوتي. آمين. )


الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 3 : 8 ـ 15 )
والنِّهاية، كونوا جميعاً برأيٍ واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبِّين الاخوة، رحومينَ، ومُتواضعينَ. غير مُجازين عن شـرٍّ بشـرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بَلْ على العكس مُبارِكِين، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحة، فليَكفُف لسانه عن الشرِّ وشفتيه عن أن يتكلَّما بالمَكر، وليَحد عن الشرِّ ويصنع الخير، وليطلب السَّلام ويَجِدَّ في أَثَرِه. لأن عيني الربِّ تنظر الأبرار، وأُذنيه تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الربِّ ضدُّ فاعلي الشرِّ.فمن ذا الذي يُمكنه أن يؤذِيكم إذا كُنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتم مِن أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خَوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا، بل قدِّسوا الربَّ المسيح في قلوبكم.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا مَن يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 19 : 23 ـ 40 )
وحدث في ذلك الوقت اضطرابٌ ليس بقليل بسبب الطَّريق، لأنَّ واحداً اسمه ديمتريوس، صائغ فضةٍ صانع هياكل فضةٍ لأرطاميس، كان يُربِّح الصُّنَّاع ربحاً ليس بقليل. فجمعهم مع الصُّنَّاع الآخرين الذين حولهُ وقال لهم: " أيُّها الرِّجال أنتم تعرفون أنَّ رِبحَنا إنَّما هو من هذه الصِّناعة. وأنتم تنظرون وتسمعون أنه ليس من أفسس فقط، بل وحتى من جميع آسيَّا، استمال بولس هذا جمعاً كثيراً قائلاً: أن هذه التي تُصنع بالأيادي ليست آلهةً. فليس نصيبنا هذا وحـده في خطر مِن أن يحصل في إهانة، بل أيضـاً هيكل أرطاميس ـ الآلهة العظيمة ـ أن يُحسب لا شيء، وإنه سوف تُهدم عظمتها، هيَ التي يعبدها جميع آسيَّا وكل المسكونة ". فلمَّا سمعوا هذا امتلأوا غضباً، وطفقوا يصرخون قائلين: " عظيمةٌ هى أرطاميس التي لأهل أفسس ". فامتلأت المدينة اضطراباً وجروا جميعاً بنفس واحدة إلى المشهد خاطفين معهم غايوس وأرسترخُس المكدونيَّين، رفيقي بولس في السَّفر.ولمَّا كان بولس يريد أن يدخل إلى الجمع، لم يدعه التَّلاميذ. وآخرون من رؤساء المدينة ـ كانوا أصدقاءه ـ أرسلوا يطلبون إليه أن لا يُسلِّم نفسه إلى المشهد. وآخرون كانوا يصرخون بشيءٍ آخرَ، لأن المحفل كان مُضطرباً، وأكثرهم لا يدرون لأيِّ شيءٍ كانوا قد اجتمعوا. فاجتذب اليهود إسكندر من الجمع، فأشار إسكندر بيده يريد أن يحتجَّ للجمع. فلمَّا عرفوا أنه يهوديٌّ، صار صوتٌ واحدٌ من الجميع صارخين نحو مدَّة ساعتين قائلين: " عظيمة هى أرطاميس التي لأهل أفسس ".فلمَّا هدَّأ الكاتب الجمع قال: " أيُّها الرِّجالُ الأفسسيُّون، مَن هو مِن الناس لا يعرف أن مدينة الأفسسيِّين مُتعبِّدة لأرطاميس العظيمة ولتمثالها الذي هبط من زَفْسَ؟ وليس أحد يقدر أن يُقاوم هذه الأشياء، فلذا ينبغي أن تكونوا ثابتين ولا تفعلوا شيئاً بخفة. لأنكم أتيتم بهذَيْن الرَّجلين إلى هنا، وهما ليسا سارقي هياكل، ولا مُجدِّفين، على آلهتكم. فإن كان ديمتريوس والصُّنَّاع الذين معه لهم دعوى على أحدٍ، فإنه تُقام أيَّامٌ للقضاء، ويوجد ولاةٌ، فليرافعوا بعضهم بعضاً. وإن كنتم تطلبون شيئاً آخر، فإنه يُقضَى بينكم في محفلٍ شرعيٍّ. لأنَّنا في خطر أن نُحاكَم من أجل اضطراب هذا اليوم. وليس حُجَّةٌ يُمكننا من أجلها أن نُعطِي جواباً عن هذا الشَّغب ". ولمَّا قال هذا صرف المحفل.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الرابع عشر من شهر كيهك المبارك
1. شهادة القديسين بهنام وسارة أخته
2. شهادة القديس خرستوذولوس
3. شهادة القديسين سمعان المنوفي وأباهور وأبا مينا الشيخ
4. شهادة القديس أمونيوس أسقف اسنا
1ـ في هذا اليوم استشهد القديسان بهنام وسارة أخته من أولاد سنحاريب ملك الفرس. وذلك أنه ذات يوم خرج بهنام مع أربعين رجل من غلمانه للصيد في الجبل، فرأى وحشاً كبيراً فطارده مسافة طويلة، حتى افترق عن غلمانه وقد أمسى عليه الليل، فاضطر أن يقضي ليلَته في مكانه، فنام ورأى في نومه مَن يقول له : اذهب إلى القديس متى الساكن في هذا الجبل وهو يُصلِّي على أختك ( وكانت مُصابة بمرض عضال ) فيشفيها الرب.فلما استيقظ من نومهِ اجتمع بغلمانه، وبحثوا عن القديس متى حتى وجدوه في مغارة، فسجد بهنام بين يديه وأعلَّمهُ بالرؤيا وطلب منه الذهاب معه إلى المدينة فقام معه. وقد سبقه بهنام ومضى فأعلَم والدته بالرؤيا وبوجود القديس متى خارج المدينة، ونظراً لمحبتها له سمحت بذهاب أخته معه سراً. ولمَّا وصلا إلى حيث القديس متى، صلَّى عليها فشفاها الرب، ثم وعظهما وعلَّمهما طريق الحياة، وصلَّى أيضاً فأنبع الرب عين ماء، فعمَّدهما بِاسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، وعاد إلى مكانه.ولما علِم الملك سنحاريب بشفاء ابنته، استدعاها إليه وسألها عن كيفية شفائها. فقالت له إنَّ الرب يسوع المسيح هو الذي وهبها الشفاء على يد القديس متى، وليست الكواكب التي يعبدها هو، فغضب الملك على ولديه وهددهما بالعقاب فلم يرجعا عن رأيهما الصالح. ولمَّا كان الليل تشاور القديس بهنام وأخته لكي يذهبا معاً إلى القديس متى ليودعاه قبل موتهما، فسارا إليه خفيةً مع بعض أصدقائهما، وإذ علِم الملك بذلك أرسل وراءهما من لحقهما في الطريق وقتلهما ، فنالا إكليل الحياة في ملكوت السموات. ولمَّا عاد قاتِلُو بهنام وأخته، وجدوا أن الملك أصابه روح نجس، وصار يُعذِّبه عذاباً أليماً، فأرسلت الملكة إلى القديس متى متوسلة أن يحضر.ولمَّا جاء صلَّى عليه فشفاه الرب في الحال. وأخذ القديس في تعليمهما فآمنا هما وكل من في المدينة، ثم بنى الملك للقديس متى ديراً عظيماً ووضعَ فيه جسدي ابنيه بهنام وأخته، وسكن فيه القديس متى زمناً طويلاً، وأظهر الرب من جسديهما آيات كثيرة للشفاء صلاتهما تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح القديس خرستوذلوس الصائغ. وكان من مدينة عين شمس، وفي أحد الأيام أتت إليه امرأة حسنة الصورة جميلة الطلعة، وقدَّمت له آنية من ذهب مُهشَّمة، وبدأت تُخادعه، فكشفت عن يديها وقالت له : يا معلم اعمل لهذه الأصابع خواتم، ولهاتين اليدين سوارين، ولهذا الصدر صليباً، ولهاتين الأذنين قرطين، فقال لها أنا اليوم مريض، وفي الغد لتكن إرادة اللـه. ثم قام لساعته وجمع كل أدواته ومضى إلى بيته، وبدأ يعاتب نفسه قائلاً : يا نفسي لست أقوى من القديسين أمثال مقاريوس وأنطونيوس وباخوميوس وغيرهم الذين هربوا من العالم وسكنوا البراري، فاهربي من هذا العالم إن أردتِ الخلاص، ثم قص ما جرى له على والدته وسألها بدموع غزيرة أن تسمح له أن يمضي إلى البرية. فقالت له إن كان الأمر كما ذكرتَ، فارشدني أولاً إلى دير أترهب أنا فيه. أمَّا أنت فليكن الرب معك. فأخذها إلى أحد أديرة الراهبات وسلَّمها لرئيسته وقدَّم لها حاجتها من المال. ثم وزَّع ما تبقى على المساكين، ومضى نحو الجبل.وبعد مسيرة ثلاثة أيام أبصر ثلاثة رجال وبيد كل واحد منهم صليب يشع منه نور أبهى من نور الشمس. فقصدهم وتبارك منهم وسألهم أن يرشدوه إلى ما فيه خلاص نفسه. فأرشدوه إلى وادٍ به أشجار مُثمرة وعين ماء عذب. فلبث به عدة سنين، مُداوماً على تلاوة المزامير والصوم الكثير، وكان يقتات من ثمر أشجار هذا الوادي.ولمَّا عجز الشيطان عن التغلب عليه ظهر لقوم أشرار في زي بربري وقال لهم: إن هناك كنزاً عظيماً في الوادي وقد عثر عليه شخص وهو مُقيم بجواره، فهلمُّوا معي لأُريكم إياه فتبعوه إلى الجبل، ولكنهم لم يستطيعوا أن ينزلوا إلى الوادي، فذهب الشيطان في زي راهب إلى القديس خرستوذلوس وقال له: في أعلى الجبل رهبان ضلُّوا الطريق وقد أعياهم التعب وكاد يقتلهم العطش. فهلُمَّ إليهم لتنزلهم ليأكلوا ويشربوا ويحيوا. فرسم القديس علامة الصليب على وجهه كعادة الرهبان، وللحال تحول الشيطان إلى دخان وغاب، وهكذا كان دائماً يتغلب على الشيطان بعلامة الصليب.وكان يتزايد في عبادته حتى بلغ سن الشيخوخة. ولمَّا دنا يوم انتقاله أقبل إليه الثلاثة السواح الذين أرشدوه إلى الوادي. فصلَّى الجميع معاً، وبعـد أن تباركـوا من بعضهم البعـض قـالوا له: الـرب أرسلنا إليك لتخبرنا بسيرتك لنسطرها فائدة للإخوة فأخبرهم بكل ما حدث له. وبعد أن مرض قليلاً تنيَّح بسلام. فصلُّوا عليه وواروا جسده التراب. صلاته تكون معنا. آمين.
3ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهد القديس سمعان الذي من منوف العليا في أيام العرب، وتذكار شهادة القديسين أباهور وأبا مينا.صلاتهم تكون معنا. آمين.
4ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهد الأب العظيم الأنبا أمونيوس أسقف مدينة اسنا. وكان منذ حداثته حسن السيرة وذاعت فضائله. فرسمه الأنبا بطرس بابا الإسكندرية أسقفاً على مدينة اسنا، ولرغبته الشديدة في الوحدة بني ديراً على حافة الجبل بجوار عين ماء، وأعدَّ مغارة كان يقيم فيها طوال الأسبوع، وينزل يوم السبت إلى الكنيسة، ويقوم بخدمة القداس يوم الأحد، حيث يجتمع به شعبه، فيعظهم ويفصل في قضاياهم، ويقضي معهم يوم الاثنين أيضاً ثم يعود إلى مغارته، مُداوماً على النُّسك والعبادة.وقد استشهد في أيامه عدد كبير جداً من شعبه. وذلك أنه لمَّا ذهب أريانوس الوثني إلى الصعيد كان في طريقه يضطهد النصارى ويُكلِّفهم بالسجود للأوثان. ومن خالف عذَّبه ثم قتله. واستمر كذلك حتى وصل إلى مدينة اسنا، وعند دخوله وجد أربعةً من الصبية يسوقون دواباً تحمل بطيخاً. فسألهم أحد جند الوالي عن معتقدهم فأجابوه نحن نصارى، فقبضوا عليهم. ولمَّا علمت أمهم أسرعت إليهم وكانت تشجعهم وتقول للجند. نحن نحب يسوع المسيح ولا نعبد أصنامكم المرذولة، فأمر الوالي باعتقالهم في السجن، وفي نصف الليل ظهـرت السيدة العذراء لهذه الأم وقالت لها: اعلَمي أن ابني المُخلِّص والرب، قد دعاكِ أنتِ وأولادكِ السُّعَداء " سروس وهرمان وبانوف وبسطاى "، إلى الملكوت السمائية. وأعطتها السلام ثم صعدت إلى السماء. ولمَّا كان الصباح، استحضرهم الأمير، وعرض عليهم عبادة الأصنام فرفضوا بإباء وشجاعة، فقطع رؤوسهم، وكان ذلك في السادس من شهر بشنس. وأخذ المؤمنون أجسادهم ودفنوها في بيتهم. وظهرت من أجسادهم جملة عجائب وآيات.وكان بالمدينة أربعة أراخنة يقومون بجباية الضرائب. وإذ كانوا يُقدِّمون لأريانوس حساب عملهم، حدث أن ذكر أحدهم اسم المسيح، فغضب أريانوس عند ذلك وأمر بتعذيبهم. وإذ رأى قوة صبرهم أمر بقطع رؤوسهم، فأكملوا شهادتهم في اليوم السادس من شهر بؤونه، واستشهد معهم عدد وفير من النِّساء والرجال والرهبان.ولمَّا ذهب أريانوس إلى أرمنت هرعت إلي هناك امرأتان اسمهما " تكله ومرتا " من أهل اسنا واعترفتا أمامه بالمسيح. فالتفت إلى من حوله من أهل أرمنت وقال لهم: " كيف تقولون إذاً إنَّهُ ليس في مدينتكم نصراني واحد ، أمَّا هم فقد بحثوا حتى علموا أن المرأتين من اسنا، فقالوا له أنهما غريبتان عن مدينتنا المُحبة للملوك والآلهة. فأمر بأخذ رأسيهما في اليوم السابع عشر من شهر أبيب.أمَّا القديس أمونيوس فقد ظهر له ملاك الرب وهو في البريَّة وقال له: السلام لك يا أمونيوس. الرب قبل صلواتك عن شعبك، وهيأ لكم ولشعبك الأكاليل فقم وانزل وعظهم أن يثبتوا على الاعتراف بالسيد المسيح، وأعطاه السلام وانصرف عنه.فنهض القديس وأسرع بالنزول إلى المدينة، وجمع الشعب ووعظهم وأخبرهـم بما قاله له الملاك. فصاح الجمـيع: نحن يا أبانا على استـعداد أن نتحمل على اسم المسيح كل عذاب حتى الموت. واتفق عيد القديس اسحق في ذلك اليوم، فصعد بشعبه كله إلى جبل كاتون، الذي تأويله جبل الخيرات، واحتفلوا هناك بالعيد.أمَّا أريانوس فقد رحل من أرمنت إلى قرية تسمى حلوان غرب اسنا، فخرج أهلها إليه واعترفوا بِاسم المسيح، فأمر بقطع رؤوسهم، ونالوا إكليل الشهادة. ودخل أريانوس المدينة وسار في شوارعها فلم يجد بها شخصاً واحداً حتى وصل إلى الباب القبلي المُسمى باب الشكر ـ لأنَّ الأسقف كان قد صلَّى هناك مع شعبه صلاة الشكر ـ فوجد هناك امرأة عجوز لم تستطع الصعود معهم إلى الجبل. فسألها الوالي عن أهل المدينة فقالت له: لقد سمعوا أن الوالي الكافر قادم إلى المدينة ليقتل النصارى، فصعدوا إلى الجبل للاحتفال بالعيد. فقال لها من هو معبودك من الآلهة؟ فأجابته أنا مسيحية فأمر بقطع رأسها.وخرج من المدينة يقصد الجبل، فوجد جماعة في مكان يقال له المبقلة فقتلهم، ثم جماعة في قرية تسمى جرماجهت فقتلهم أيضاً، وغيرهم في مكان يُقال له سرايا فقتلهم كذلك. وكان يقتل في طريقه كل مسيحي يُصادفه حتى وصل إلى الجبل، وهناك قابله الشعب بصوت واحد قائلين: نحن مسيحيون، فهددهم وإذ لم يصغوا لتهديده أمر جنده أن يستلوا سيوفهم ولا يبقوا على أحد منهم. فكان الواحد منهم يُقدم ابنته إلى السَّياف ويقول لها تقدمي إلى العريس الحقيقي الذي لا يموت، وكان الجميع يتقدمون إلى السَّياف قائلين: نحن ماضون إلى الفرح الدائم في ملكوت السموات، وكملوا شهادتهم في التاسع عشر من شهر أبيب.أمَّا الأسقف فإنهم قبضوا عليه وأحضروه أمام أريانوس فأمر بغضب أن يُربط خلف الخيل ثم أخذه معه إلى أسوان. وفي عودته إلى اسنا قابله ثلاثة رجال، وكانوا يصيحون: نحن نصارى. فقال الجند: لقد حلفنا ألاَّ نُجرد سيوفنا هنا. فقال لهم الرجال: هذه فؤوسنا معنا فأخذوا منهم الفؤوس ووضعوا رؤوسهم على حجر بجوار باب المدينة البحري وقطعوها بالفؤوس ونالوا إكليل الشهادة.أمَّا الأب الأسقف أمونيوس فقد وضعوه في مؤخرة المركب وكان أريانوس يخرجه من حين لآخر ويطلب منه التبخير للآلهة فيرفض. وأخيراً أمر بحرقه فنال إكليل الشهادة في اليوم الرابع عشر من كيهك. وأخذ جسده بعض المؤمنين وكان سالماً لم تصبه النار بأذى، وكفَّنوه وأخفوه حتى انقضى زمن الاضطهاد، حيث أتى أهل كرسيه يريدون نقله إلى مدينتهم فسمعوا صوتاً من الجسد يقول: هذا هو المكان الذي اختاره لي الرب. صلوات هؤلاء القديسين تكون معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 68 : 35 ، 3 )
عجيبٌ هو الله في قدِّيسِيه. إلهُ إسرائيلَ هو يُعطي قوةً وعِزاً لشعبِهِ. والصِّدِّيقون يَفرحون ويتهلَّلون أمامَ اللهِ. ويَتَنَعَّمون بالسرورِ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 4 ـ 12 )
ولكن أقول لكم يا أصدقائي: لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر. بل أُريكم مِمَّن تخافون: خافوا من الذي بعدما يَقتُل، له سلطانٌ أن يُلقي في جهنَّم. نعم أقول لكم: من هذا خافوا. أليست خمسةُ عصافيرُ تُباع بفلسين، وواحدٌ منها ليس منسيّاً أمام الله؟ بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها محصاةٌ. فلا تخافوا إذاً. أنتم أفضل من عصافير كثيرةٍ. وأقول لكم: كُلُّ مَنْ يعترفُ بي قُدَّام النَّاس، يعترف به أيضاً ابن الإنسان قُدَّام ملائكة الله. ومَنْ أنكرني قُدَّام النَّاس، يُنكَر أيضاً قُدَّام ملائكة الله. وكل مَن قال كلمةً على ابن الإنسان يُغفَرُ له، وأمَّا مَن يُجدِّف على الرُّوح القدس فلا يُغفر له. ومَتَى قدَّموكم إلى المجامع والرُّؤساء والسَّلاطين فلا تهتمُّوا كيف أو بما تُجاوِبون أو بما تقولون، لأنَّ الرُّوح القدس يُعلِّمكم في تلك السَّاعة ما يجب أن تقولوه ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #47
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-23-2014, 05:38 PM
Parent: #46

اختبار الإبنة الحبيبة مريم السعودية والتى أصبحت مسيحية ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=uO55nhsCZHQwww.youtube.com/watch?v=uO55nhsCZHQ

هكذا .. أود من الجميع .. ألا يضيعوا الوقت .. لأن الله قريب منك ..
وهو يحبك .. اطلبه بإخلاص .. فهو يريك الطريق الصحيح ..

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم ..
ارنست
+++

Post: #48
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-24-2014, 05:34 PM
Parent: #47

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء)
صوم الميلاد المجيد
24 ديسمبر 2014
15 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 132 :17,9 )
كَهنَتُكَ يلبسونَ العدل. وأبرارُكَ يبتهجون مِن أجل داود عبدكَ. هيَّأت سراجاً لمسيحي. وعليه يُزهِرُ قُدسي. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
وكانَ يسوع يطوفُ في كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل وجع في الشَّعب. فذاع خبرُه في جميع سوريَّة. فأحضروا إليه جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر المُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الاردُنِّ. ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعى السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبلٍ، ولا يوقدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيالٍ، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 4 ,7 )
أقسمَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ. لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجمعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
( 3 : 10 ـ 4: 1 ـ 22 )
وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تَعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التى أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخـدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّـر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبُت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح. أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.أسرع أن تأتي إليَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذْ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين. سلِّم على بريسكلا وأكيلا وبيت أونيسيفورس. أراستس بقى في كورنثوس. وأمَّا تروفيموس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُقرئك السلام أفبولس وبوديس ولينوس وأقلوديا وجميع الإخوة. الرب يسوع المسيح مع روحك. النِّعمة معكم. آمين.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 5 : 1 ـ 14 )
أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُعلَنَ، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل.كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأنَّ الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم.كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين. بيد سِلوانُس الأخ الأمين، ـ كمـا أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 20 : 17 ـ 38 )
ومن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعَى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم دخلت آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ الزَّمان، أخدم الربَّ بكلِّ تواضع ودموع كثيرةٍ، وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود. كما وإنَّني لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم وعلَّمتـكم به جهراً وفي كلِّ بيتٍ، شاهداً لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة التي لله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مُقيَّداً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصيبني فيها. غير أن الرُّوح القـدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ: إن وُثُقاً وشدائد تنتظرني. ولكني لستُ أحتسب نفسي ثمينة عندي في شيءٍ، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينهم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُشهِدكم اليوم هذا أنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، لأنِّي لم أُؤخِّر أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الربِّ التي اقتناها بدمه بنفسـه. لأنِّي أعلم: أنه مِن بعد ذهـابي سـيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءَهم. لذلك اسهروا إذاً، مُتذكِّرين أنِّي ثلاث سنين ليلاً ونهاراً، لم أَفتُرْ عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ. والآنَ أستودعكم يا إخوتي للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتُعطيكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّة أو ذهب أو ثوب أحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أن نتعب ونُعضِّـد الضُّـعفاء مُتذكِّـرين كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال:" مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه وهم متوجِّعين، ولا سيَّما من الكلمة التي قالها: إنهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الخامس عشر من شهر كيهك المبارك
نياحة القديس غريغوريوس بطريرك الأرمن الشهيد بغير سفك دم
في هذا اليوم تنيَّح القديس غريغوريوس بطريرك الأرمن والشهيد بغير سفك دم. هذا القديس كما ذكرنا في اليوم التاسع عشر من شهر توت، قد عذَّبه تريداته ملك الأرمن في سنة 272م بسبب مُخالفته له في عبادة الأوثان ثم طرحهُ في جُبٍّ أقام فيه خمس عشرة سنة، عاله الله في أثنائها إذ كانت تأتيه عجوز بما يقتات به. ولطول الزمن لم يعرف أخصاؤه إن كان قد مات أو لازال على قيد الحياة.فلمَّا قتل الملك العذراء أريبسيما ومن معها من العذارى وأمر بطرح أجسادهن على الجبال، عاد فندم على ما فرط منه لأنه كان يريد أن يتزوج منها. ولما رأى أخصاؤه أنه قد أفرط في الحزن على قتلها، أشاروا عليه أن يخرج للصيد ليُسري عن نفسه، وفيما هو يمتطي جواده وثب عليه شيطانٌ وطرحه إلى الأرض وصار ينهش في جسده، وغيَّرَ اللـه شخصه إلى صورة خنزير بري، فأخذ يجول في البرية وينهش كل من وجده. كما أنَّ كثيرين من أهل مملكته قد أصابهم ما أصابه، وصار فزع وصراخ عظيم في القصر، وهذا بسبب ما فعله بالعذارى.ورأت شقيقة الملك رؤيا، في ثلاث ليالٍ متوالية، كأن إنساناً يقول لها: إنْ لم تُصعِدوا غريغوريوس من الجب فلن تنالوا خلاصاً ولا شفاء. فتحيَّر القوم إذ كانوا يعلَمون أنه مات. ثم أتوا إلى الجب وأنزلوا له حبلاً ونادوه، فلمَّا حرك القديس الحبل، عَلِموا أنه لا يزال حياً، فطلبوا منه أن يتعلق بالحبل وأصعدوه، ثم اغتسل وألبسوه ثياباً جديدة وأتوا به راكباً إلى القصر. وهناك استعلَم منهم عن أجساد العذارى حيث ذهب فوجدها سالمة فوضعوها في مكانٍ لائق.وسأله الشعب أن يشفي الملك مما هو فيه، فأحضره وقال له: هل تعود إلى أعمالك الرديئة؟ فلمَّا أشار الملك بالنفي، صلَّى عليه فخرج منه الشيطان وعاد إليه عقله وشخصه، ولكنه لم يعد صحيحاً كما كان، بل مازالت فيه بقية من خِلقة الخنزير وهيَ أظافر يديه ورجليه، تأديباً له وتذكيراً بما كان منه حتى لا يعود لمثله. ثم شفى الأب البطريرك جميع المُصابين وأخرج شياطين كثيرة. فآمن الملك وكل سكان كورته فعلَّمهُم وعمَّدهُم وبنى لهم كنائس كثيرة، ورسم لهم أساقفة وكهنة، ووضع لهم السُنن وفرض الأصوام.ولمَّا أكمل سعيه تنيَّح بسلامٍ.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 73 : 28,24,23 )
أَمسَكتَ بيدي اليُمنى. وبمشورتَكَ أهديتني وبالمجد قَبِلتَني. وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعلَ على الربِّ اتكالي. لأُخبِرَ بكُلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنةِ صهيونَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 )
" الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل مِن الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويَذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أن الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحـدٍ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #49
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-25-2014, 00:51 AM
Parent: #48

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 6-12-2009

سرقات أخرى


تحدَّثنا في المقال السابق عن أنواع من السرقات. واليوم نتحدَّث عن أنواع أخرى.

إن كُنَّا نقول إن الطالب الذي يغش في الامتحانات، إنما يسرق نجاحًا ليس له، فإننا نقول أيضًا أن الأستاذ الذي يقسو بطريقة ظالمة على طالب في الامتحان فيخفض درجاته، هو أيضًا يسرق من هذا الطالب تفوقه. والعجيب أنه لا يستفيد لنفسه شيئًا من هذه السرقة.

** إن العشور عند المسيحيين، والزكاة عند المسلمين، هي جزء من مالهم ليس لهم، وإنما للفقراء والمحتاجين وأعمال البِرّ. فالذي لا يدفعها لأصحابها يكون قد سرق منهم حقهم. بل يكون أيضًا قد سرق من اللَّه نفسه حقه في هذا المال. فإن لم يدفع العشور ولم يدفع الزكاة واستبقاها في جيبه، يكون ذلك مالًا حرامًا عنده ليس من حقه أن يتصرَّف فيه.

** هناك سرقات في محيط التجارة، يظن فيها التاجر أنها مهارة منه وفن يوصِّلان إلى أكبر ربح ممكن. ومن وسائل هذه السرقات الغش في التجارة. كأن يبيع إنسان شيئًا به تلف على أنه شيء سليم، مُستغلًا عدم اكتشاف الشاري للعيب الموضوع في هذه البضاعة. ما أنبل البائع الذي بكل أمانة يُنبِّه المشترى إلى العيب أو التَّلف الموجود في بضاعته. وحينئذ ستسمو منزلته في عين مَن يشترى منه ويثق به. وقد يقول البعض إن مثل هذا البائع سوف لا يبيع. كلاَّ إنه سيبيع ولكن بثمن يناسب العيب الموجود في بضاعته. إنه ثمن أقل ولكنه مال حلال فيه بركة. أمَّا لو أخفى العيب فإنه يكون قد سرق الفرق بين ثمن البضاعة التي فيها عيب والتي ليس فيها.

ويمكن أن ينضم تحت عنوان بيع الأشياء التالفة على أنها سليمة، مَن يبيعك أشياء مستعملة مُدَّعيًا أنها جديدة. أو مَن يتفق معك على صنف مُعيَّن، وعند التسليم يستبدله بشيء آخر أقل جودة أو أقل قيمة.

ومن الغش أيضًا أن يبيع التاجر شيئًا بغير اسمه: كأن يبيعك مثلًا حريرًا صناعيًا على اعتبار أنه حرير طبيعي، وأنت غير خبير بالحرير وأنواعه! أو يبيعك معدنًا مطليًا بقشرة من ذهب على أنه ذهب خالص وبسعر الذهب. ويدخل أيضًا في هذا المجال بيع قطع الآثار المغشوشة أو المقلَّدة ومُصنَّعة... أمَّا إذا باعك آثارًا حقيقية، فيكون أمامه سؤال خطير وهو من أين أتى بها. ويكون حينئذ سارقًا لهذه الآثار من الدولة، ويكون الشاري شريكًا معه في السرقة.

** ومن الغش والواضح الصريح في التجارة، غش المكاييل والموازين والمقاييس. وهنا لا يكون الغش في نوع البضاعة أو جودتها، وإنما في مقدارها. إذ يأخذ المشتري كمية أقل من حقه. ويكون الذي ينقصه سرقة من البائع.

** هناك سرقة أخرى في التجارة عن طريق الجشع ورفع الأسعار: وتكون هذه السرقة نوعًا من الابتزاز لمال المُشتري. إن اللَّه يسمح للتاجر أن يكسب في حدود المعقول. أمَّا الربح الفاحش المملوء من الجشع الخالي من الرحمة، فلا يوجد دين يقرّه. إنه سرقة مستترة.

وقد تأتي هذه السرقة عن طريق الاحتكار: بأن يكون التاجر هو الصانع الوحيد أو المستورد الوحيد لهذا الصنف، أو الوكيل الوحيد المتعهد ببيعه. وعند إذن يفرض أسعارًا باهظة مستغلًا حالة المشترى. وهكذا ينهب أموال الناس، ويشترون وهم مُكرَهون ومضطرون.

** وقد تحدث مثل هذه السرقة عن طريق السوق السوداء. تحدث عندما يخزن البائع عنده البضاعة حتى تنفذ من السوق. وقد يشترى هو نفسه منها ويظل يخزن إلى أن تخلو منها باقي الأماكن. وعند إذن يكشف عن وجودها عنده، ويفرض سعرًا خياليًا لبيعها، مستغلًا حاجة المشترين إليها، لكي يبتزّ أموالهم. ويكون سارقًا لهم بطريق غير مباشر.

فالسرقة تأتي عن طريق الاستغلال. إذ يستغل التاجر أنه البائع الوحيد، وأن المشتري محتاج، وعامل الوقت في صالحه. فيفرض سعرًا ويرغم المشتري على دفعه. وتكون الزيادة الفاحشة نوع من السرقة.

** توجد أمور أخرى تدخل في نطاق السرقة مثل التلاعب بالأسواق. كما يفعل بعض التجار في المضاربات. إذ يرفعون الأسعار أحيانًا ويخفضونها أحيانًا أخرى. وفي خلال ذلك يضيع كثير من التجار الصغار. وتُبتز أموالهم لصالح المضاربين الكبار.

ويدخل في نطاق السرقة أيضًا: المشروعات الاقتصادية الوهمية، التي تُجمع منها أموال الناس بدعايات مغرية، يتضح فيما بعد أنها أنواع من النصب تهدف إلى السرقة.

ويدخل في مثل هذا النصب، الوعد بتدبير عمل خارج البلاد، وتدبير السفر بالغش، وأخذ أموال مقابل ذلك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وينتهي الأمر إلى لا شيء!!

** ومن أنواع الغش في غير مجال التجارة: الغش في الزواج: كأن يتزوج إنسان فتاة على أنها بِكر، ويكتشف أنها غير ذلك. وأمثال هذه الزيجة تنتهي غالبًا إلى البطلان. ومن الغش في الزواج أيضًا بعض أمور مالية عديدة ليس مجالها الآن.

وهناك أنواع من الغش تدخل في مجال الطب. مثل سرقة الأعضاء. كأن يسرق جراح عضوًا من مريض لاستغلاله في علاج مريض آخر. وهذا أمر نادر. ولكنه يحدث أحيانًا.

ومن الخطورة أيضًا الغش في الدواء وخصوصًا إذا كانت تتوقف على ذلك حياة إنسان. مثال ذلك ما يُنقل إلى جسد المريض من دم ملوث على أنه دم سليم مفيد! أو يتناول أدوية تكون فاقدة للعنصر الأساسي فيها الفعالة... إن الغش في الدواء الذي يؤثِّر على حياة الإنسان يجب أن يكون القانون حازمًا جدًا في معاقبته. لأنه يختلف جوهريًا ومصيريًا عن الغش في إحدى السِّلع.

** وهناك سرقة أيضًا يقع فيها المشتري وليس البائع. وذلك عن طريق التَّشدُّد الزائد في الثمن لكي يأخذ بأرخص ما يمكن. وقد يكون ذلك مع بائع فقير في احتياج أن يبيع بضاعته بأي ثمن من أجل أن يحصل على قوته الضروري. إن كثيرًا من المساوامات مع الباعة الفقراء تدل على قساوة في قلب المُشتري.
+++

Post: #50
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-25-2014, 12:42 PM
Parent: #49

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 13-12-2009

الكذب.. أنواعه وأسبابه


الكذب هو حل سهل يلجأ إليه الضعفاء وغير الأذكياء. وكثيرًا ما ينكشف. فيلجأ الكاذب إلى كذبة أخرى يُخفى بها الأولى. وهكذا يدخل في حلقة مفرغة من الأكاذيب لا تنتهي... والكذب دليل على الخوف وعلى ضعف الشخصية. أما الإنسان الصادق فهو شجاع، يتحمل مسئولية أعماله.

والكاذب لا يثق أحد بكلامه. حتى إن قال صدقًا يشك الناس في صدقه. وقد يلجأ إلى القسم ليثبت قوله، فيشك الناس في أقسامه أيضًا... كلامه فقد هيبته.

فالكذب خطية مزدوجة، تخفى وراءها في الغالب خطية أخرى. أنه غطاء لخطية سابقة، أو حيلة لخطية مقبلة. لذلك فالمرشد الروحي الذي يُعالج الخطية عند الكاذبين، عليه أن يسألهم ما هي الخطية الأخرى التي دفعتهم إلى الكذب.

** والكذب قد يكون مباشرًا أو غير مباشر. لذلك فإن ناقل الكذب يعتبر كاذبًا، وشريكًا في الكذب ونشره. ويدخل تحت هذا العنوان مروجو الإشاعات الكاذبة. وقد يقع في هذا الأمر أيضًا البسطاء الذين يصدقون كل ما يسمعونه، ويتكلمون عنه كأنه حقيقة، دون فحص وتأكيد. وفى الحقيقة لا نستطيع أن نسمى هذه البساطة بمعناها الدقيق، بل هي سذاجة.

** من أجل هذا نقولها نصيحة لكل إنسان من هؤلاء: لا تصدق كل ما يقال، ولا تحكم بدون تحقيق. فلو كنا نعيش في عالم مثالي، لأمكن أن نصدق كل ما يقال. ولكن ما دام الكذب موجودًا في العالم، فيجب علينا أن نحقق وندقق قبل أن نصدق. فمصدر الخبر الذي يصل إلينا قد يكون جاهلًا حقيقة الأمر، أو على غير معرفة وثيقة أكيدة بما يقول. أو قد يكون مبالغًا فيما يسرده من أخبار. أو أن مصادره التي أستقى منها المعلومات غير سليمة. أو قد يكون غير خالص النية فيما يقوله، وله أسباب شخصية تدفعه إلى طمس الحقائق، أو إلى الدس والإيقاع بين الناس. أو له رغبة خاصة في إيذاء شخص معين أو جماعة معينة. وقد يكون أحد المتكلمين مجرد محب للفكاهة، يقول كلامًا بقصد المزاح ليرى ما مدى تأثيره. أو قد يكون محبًا للإثارة، ويفرح بأن يُعلن خبرًا مثيرًا.

ولا يصح أن يكون الإنسان سمّاعًا، يصدق كل ما يسمعه. أو أن يكون توّاقًا لسماع الاتهامات الباطلة، أو أن يكون كالببغاوات التي تسمع دون أن تعقل مثلما قال الشاعر:

أثر البهتان فيه وانطوى الزور عليه

يا له من ببغاء عقله في أذنيه

والذي يسمع الكذب ويقبله، إنما يشجع الكاذب على الاستمرار في كذبه. لذلك فخطية الكذب يشترك فيها ثلاثة: الكاذب، وناقل الكذب، وقابل الكذب.

حقًا ما أكثر الاتهامات التي توجه إلى أبرياء، وكلها كذب ودس ووقيعة. وللأسف تكون أمثال هذه التهم أحيانًا محبوكة حبكًا عجيبًا، حسب مهارة الشيطان في تدبير الشر.

لاحظ تطور الكلام في رحلته إلى أذنيك. إن كان نقل الكلام أي النميمة يسبب مشاكل فإن أخف الناس ضررًا من ينقلون الكلام كما هو، كما يفعل مسجل الصوت (أي الريكوردر) الأمين المخلص الذي لا يزيد عن ما قيل شيئًا. ولكن غير الأمناء فأن ما يصل إليهم من الأخبار يضيفون عليه رأيهم الخاص واستنتاجاتهم وأغراضهم ويقدمون كل ذلك كأنه كلام مباشر قد وصل إليهم. فلهذا كثير من الأخبار عندما تصل إليك، تكون أخبارًا مختلفة جدًا عن الواقع.

** هناك أنواع أخرى من الكذب: منها من يذكر فقط أنصاف الحقائق، بأن يخفي النصف الأخر من الحقيقة الذي يمكن أن يعكس المفهوم السليم. ومن الكذب أيضًا الملق والمحاباة. أي المديح الزائد بدون وجه حق. ويزيد هذه الخطية بشاعة، إن كان صاحبها بوجهين، أي يتملق شخصًا في وجهه ويذمه في غيبته. والبعض قد يحابي أهل الموتى. فيمدح المتوفي مديحًا ليس فيه بشكل يتعب الحاضرين ويفقدهم الثقة في كلام التأبين.

ومن أمثلة الكذب أيضًا الظن السيئ، وأيضًا الرياء.

** هناك عوامل تزيد بشاعة الكذب: منها كلما كانت شخصية الكاذب كبيرة، أو كان موضع ثقة، بحيث يصدق كلامه بدون فحص! وتزيد بشاعة الكذب أيضًا كلما عظمت مكانة من تكذب عليه... ومن أمثلة الكاذبين أصحاب الرؤى الكاذبة والعرافة.

** يظن البعض أن الكذب يُنجي، ويلجأون إليه لإخفاء خطية معينة. ونصحيتنا لهؤلاء أن يلجأوا إلى طرق سليمة، عارفين أن حيل الكذب قصيرة، وغالبًا ما ينكشف. ونقول لهم إن الشيء الذي تخاف أن تنكشف فيه، لا يصح أن تفعله. ولو صمت أن تكون صادقًا لاسترحت من خطايا كثيرة.

وقد يكون الكذب بسبب الإحراج أو الخوف أو إلحاح السائل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ونصحيتنا حينئذ أن السكوت أفضل من الكذب. لذلك اصمت، أو غيّر مجرى الحديث، أو اعتذر عن الإجابة، أو تكلم بالصدق في الحدود التي تستطيعها.

وقد يكون الكذب بسبب الكبرياء إخفاء للجهل! ولكن لا يضير الإنسان أن يقول أحيانًا لا أعرف.

** وقد يكون سبب الكذب اضطرار وظيفة معينة، مثل المحامي الذي يدافع عن مذنب، أو الطبيب الذي يخدع مريضًا من جهة نوع مرضه. ونحن نريد المحامي النزيه الذي لا يقبل الدفاع عن متهم إلا إذا كان واثقًا من برائته. أما إن دافع عن شخص مذنب، فأنه يشرح العوامل المحيطة التي تخفف من الذنب دون أن يكذب. كذلك الطبيب لا يصح أن يخدع مريضه وهو على أبواب الأبدية فيفقده الفرصة للتوبة. أما إن كانت الأمراض تؤذيها الصراحة فالأمر يحتاج إلى لياقة وبشاشة وإلى عبارات رجاء، وإلى تحذير بصورة لا تحمل اليأس.

** ويقف أمامنا سؤال هل إخفاء بعض الحقائق نوع من الكذب؟! كلا فهناك أسرار للإنسان من حقه كتمانها، أو أسرار للآخرين أئتمنوه عليها ومن واجبه أن يحفظها مصونة.
+++

Post: #51
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-25-2014, 04:54 PM
Parent: #50

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 20-12-2009

النمو في الحياة الروحية


يظن البعض أنهم قد وصلوا إلى الغاية، حينما يتوبون ويبتعدون عن ارتكاب الخطايا. ولكن البُعد عن الخطية، إنما يُمثِّل فقط الجهاد السلبي في الحياة الروحية. فماذا إذن عن الإيجابيات...؟ إنها طريق طويل. فالحياة الروحية لا تقف مطلقًا عند حد. إنما سائرة باستمرار. تنمو في كل حين وتتقدَّم. وهكذا فإن حياة النمو هي إحدى خصائص ومعالم الطريق الروحي.

وقد شُبِّه الإنسان الروحي بالشجرة التي تنمو باستمرار ولا تتوقف لحظة عن النمو. والشجرة تنمو بطريقة هادئة، ربما لا تلحظها وأنت تمر عليها كل يوم. ولكنها تنمو باستمرار ويظهر نموها بعد حين.

** والإنسان الروحي ينمو في كل عناصر الحياة الروحية: ينمو في معرفة اللَّه، وفي مخافته ومحبته. وينمو في حياة النقاوة وفي الصلاة والتأمل.. والذي لا ينمو هو عُرضة للفتور، بل عُرضة إلى أن يرجع إلى الوراء.

** ولكن إلى أين يمتد الإنسان الروحي في نموه؟ إنه يصل إلى القداسة. ولا يقف عند هذا الحد، بل ينمو في القداسة حتى يصل إلى الكمال. والمقصود طبعًا هو الكمال النسبي، لأن الكمال المُطلَق هو للَّه وحده. إنما الكمال النسبي هو الكمال الذي يستطيع الإنسان أن يصل إليه، في حدود إمكانياته، ونسبة إلى ما وهبه اللَّه من نعمة ومعونة، وما تُحيط به من ظروف.

** وإن كنت لا تستطيع أن تصل إلى هذا الكمال النسبي، فمهما فعلت ومهما جاهدت في حياة الروح، قِف أمام اللَّه كخاطئ ومُقصِّر لأنك بعيد عن هذا الكمال المطلوب.

إنَّ الإنسان الذي يسعى إلى الكمال يُشبّه بمَن يطارد الأفق: يرى الأُفق بعيدًا في آخر الطريق حيث تنطبق السماء على الأرض. فيذهب إلى هناك ليرى الأفق أمامه عند النهر. فيذهب إلى النهر ويرى الأُفق امتد إلى الجبل... وهكذا إلى ما لا نهاية. فالإنسان الروحي ينسى كل ما فعله من خير، لأنه يمتد إلى خير أسمى وأعلى، حتى يحب الرب الإله من كل قلبه ومن كل فكره، وبكل قوته. ومثل هذا الشخص الذي لا يوجد في قلبه سوى اللَّه تبارك اسمه ... هذا لا توجد أيَّة محبة أخرى في القلب تنافس محبة اللَّه... فهل تشعر بذلك في قلبك؟ إنك تكون كذلك قد وصلت إلى مذاقة الملكوت وأنت على الأرض.

وإن كنت لم تصل، فلا تيأس ولا تحزن واعرف أن أطول طريق أوله خطوة. فابدأ إذن بهذه الخطوة، مهما كانت قصيرة ومهما كانت ضعيفة وفاترة. حينئذ حينما يرى اللَّه رغبتك في الحياة معه، سيُرسل لك معونات إلهية من عنده، وتفتقدك نعمته بكل قوة. واللَّه الذي عمل في القديسين والأبرار وأوصلهم، وهو قادر أن يعمل فيك أيضًا. لكن نعمة اللَّه العاملة ليست تشجيعًا لك على الكسل وعلى التهاون والإهمال. إنما النعمة تعمل فيك، وأنت تعمل بها ومعها. كُن جادًا في روحياتك. افتح قلبك لكي يملأه اللَّه، واحرص ألاَّ تفتحه لمحبة خاطئة. وكُن أمينًا في القليل الذي تستطيعه، فيُقيمك اللَّه على الكثير الذي يُريده لك.

** على أن النمو في الحياة الروحية قد تُقابله عقابات كثيرة وأولها حروب الشياطين. فالشيطان لا يقف ساكتًا إن وجد إنسانًا يمتد إلى قدام باستمرار في طريقه الروحي لذلك يقف ضده وهذا ما يُسمَّى أحيانًا بحسد الشياطين. إنهم يحسدون مَن يسير في حياة البِرِّ التي فقدوها. ومُحاربات الشياطين قد توقِف النمو عند البعض، وقد تُرجع البعض إلى الوراء. فإن تعرَّضت لهذه الحروب، لا تتضايق إنها شيء طبيعي. بل قاوِم واستمر في نموّكّ، وثِق أن نعمة تُحيط بك أقوى من أعدائك الأشرار.

** ومن ضمن معوقات النمو الروحي: البيئة المُعطِّلة. لذلك تخيَّر أصدقاءك ومعاشريك ومُرافقيك في الطريق. فكما أن الصديق الصالح يجذبك معه إلى فوق، كذلك الصديق الشرير يجذبك إلى أسفل ويُعطِّل نموك.

نفس الوضع يحدث بين الأزواج. ولعلنا رأينا تأثير البيئة على لوط في أرض سدوم. إذن فالبيئة الخاطئة والضغوط الخارجية يُمكن أن تعطل الروحيات. لأن البار إذا انتصر عليها حينًا، فرُبَّما إذا ضغطت عليه فإنها تُعذِّب نفسه يومًا فيوم ولهذا احترس في ممارستك الروحية من استصحاب أحد يمكن أن يعوقك. فابعد إذن عن الأشواك حتى ينمو زرعك المُقدِّس دون أن تخنقه البيئة المحيطة. واذكر دائمًا قول الشاعر:

متى يبلغ البُنيان يومًا تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

** مِمَّا يحارب النمو الروحي أيضًا: الاكتفاء في الروحيات. حيث يصل الإنسان إلى مستوى روحي مُعيَّن فلا يتقدَّم بعده ظانًا أنه وصل إلى نهاية المستوى دون أن يُفكِّر في تخطيه إلى ما هو أعلى. أو يحاربه الشيطان بأن ما فوق هذا المستوى هو لون من التطرف.

إنَّ الذي يقف نموه هو مُعرَّض للرجوع إلى الوراء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذلك لا تكتفي مطلقًا بما أنت فيه. ولكن بحكمة ضع أمامك المستويات العُليا التي وصل إليها الأبرار، لكي يُحفزك ذلك إلى مزيد من الجهاد.

** هناك أسباب أخرى تعوق النمو الروحي منها إرشاد الخاطئ لأنه كما يقول المثل: "أعمى يقود أعمى، كلاهما يسقطان في حفرة"، لذلك لا تسمع نصيحة كل أحد، ولا تطلب الإرشاد إلاَّ من المختبرين. كما يقول الشاعر:

فخذوا العلم على أربابه واطلبوا الحكمة عند الحُكماءِ

** ومِمَّا يعوق النمو الروحي: التقليد الخاطئ حيث يحاول شخص أن يلبس شخصية غيره دون تمييز، ودون معرفة الفوارق بينهما من حيث الطبيعة والأسلوب. فرُبَّما ما يناسب شخصًا لا يناسب غيره. وقد يحدث ذلك حينما يريد الشخص أن يكون الشخص مُجرَّد صورة من مرشده.

** ومِمَّا يُعطِّل النمو الروحي: الاهتمام بالفضائل الظاهرة دون العُمق. فمقاييس الروحيات ليست بالكثرة، وإنما بالجودة. فلا يصح أن يفرح إنسان بكثرة الصلوات، دون أن يدرك ما تحمله الصلاة من صِلة باللَّه، ومن خشوع ومن عُمق وفهم لكل عبارة وما يليق بها من مشاعر. كما لا يجوز أن يهتم بالعفة من جهة الشكل الخارجي، وإنما بعفة القلب من الداخل في مشاعره وأحاسيسه.

** وقد يقف النمو الروحي بسبب الكبرياء. فإذا ما ارتفع القلب بسبب مستوى روحي وصل إليه الشخص حينئذ تبعد النعمة عنه لكي يشعر بضعفه فيتضع. فالنمو الروحي ليس هدفه الكبرياء، فإذا وصل إلى الكبرياء يسمح اللَّه أن يقف هذا النمو.
+++

Post: #52
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: وضاحة
Date: 12-25-2014, 05:09 PM
Parent: #51


Post: #53
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-26-2014, 02:54 PM
Parent: #52

الأخت الحبيبة وضاحة ..

أولاً شكراً لزيارتك الكريمة ..
ثانياً شكراً لمعايدتك الرقيقة .. بمناسبة أعياد الميلاد ..

كم هو جمبل أن يعيش الإنسان فى محبة ووئام ..
كم هو جميل أن يعيش الإنسان فى سلام ..
كم هو جميل أن يعيش العالم فى سلام ..
ليتنا نتعلم من المولود ملك السلام .. يسوع المسيح ..

شكرا .. يا أختى وضاحة .. مرة أخرى ..
الرب يبارك حياتك ..
أخوك وعمك العجوز ..
ارنست
+++

Post: #54
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-26-2014, 04:10 PM
Parent: #53

أحبائى الكرام ..

اليوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

بعد قليل ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..
http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #55
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-26-2014, 05:42 PM
Parent: #54

الآن ..

بدأ أبونا المبارك مكارى يونان ..

لا تفوتكم الفرصة ..
http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #56
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-27-2014, 08:56 AM
Parent: #55

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 27-12-2009

الصلاح.. ما هو؟ وما يُشَجِّع عليه

الصلاح هو حياة البِرّ والفضيلة، وهو حياة الروح المنتصرة على شهوات المادة وشهوات الجسد. وصلاح الإنسان ينتُج من عمل اللَّه فيه عن طريق النعمة والمعونة، وأيضًا من استجابة الإنسان للعمل الإلهي.

** والصلاح يكون على نوعين: صلاح سلبي، صلاح إيجابي. والصلاح السلبي هو البُعد عن الخطايا. كما يرد في الوصايا: لا تقتل، لا تزنِ لا تسرق... الخ. أمَّا الصلاح الإيجابي فتُمثِّله الوداعة والنقاوة والرحمة ومحبة اللَّه ومحبة الناس. والمطلوب من الإنسان أن يسلُك في نوعى الصلاح كليهما. فيبتعد عن الخطايا، ويسلك في كل الفضائل الإيجابية. والإنسان الذي يسلك في كمال الصلاح، يشمئز من الخطية وينفر منها. فإن قلَّ صلاحه، يكون بينه وبين الخطية أخذ ورد. أمَّا إن فقد الصلاح تمامًا، فإنه يلتذ بالخطية، ويستسلم لها، بل قد يسعى إليها.

** والذي يصل إلى حياة الصلاح، يأتي عليه الوقت الذي فيه لا يستطيع أن يخطئ. ومِثال ذلك أنه لا يستطيع أن يلفظ بكلمة نابية، ولا يستطيع أن يكذب بل يحتقر نفسه إن فعل ذلك، وهو أيضًا لا يستطيع أن يقوم بأي عمل غير مُهذَّب... وبالتالي كُلَّما نما في الصلاح، يجد أنه عمومًا لا يستطيع أن يرتكب أيَّة خطية أيًّا كان نوعها.

** هناك عيب من جهة السلوك في الصلاح أن يحكم الإنسان على بعض الخطايا بأنها خطايا بسيطة!! فتكون النتيجة أنه يتساهل معها إذ لا يدرك خطورة ذلك! فالخطية هي الخطية سواء حكم الشخص عليها بأنها بسيطة أو كبيرة. فمع أنه توجد خطية أبشع من خطية. ولكن كل منهما يتنافى مع الصلاح. فالإنسان الصالح لا يرتكب هذه ولا تِلك. بل في حياته الروحية يسلك بتدقيق. ولكي يسلك بتدقيق ينبغي أن يحيا في حياة الروح من جهة الرغبة أو العمل.

** هل الإنسان الصالح يدخل في صراع مع الخطية؟ نعم، المفروض فيه أن يُقاوِم الخطية حتى الندم مُجاهدًا ضدها. إذن فالصراع مع الخطية أمر صالح يقود إلى الصلاح إذا انتصر الإنسان عليها.

على أننا ينبغي أن نُفرِّق بين نوعين من الصراع ضد الخطية: صراع ضد الخطية التي تُحارِب الإنسان من الخارج. وهذا يحدث حتى للقديسين، نتيجة لحسد الشيطان وحروبه. وهو صراع لا يتنافى مع الصلاح، بل إنه يدل على بِرّ الإنسان وعدم قبوله للخطية التي تُحاربه. فالمُهم أنه لا يستسلِم لها بل يقاومها بكل قدرته مُجاهدًا ضد الخطية. والنوع الثاني من الصراع أن يُصارِع الإنسان ضد خطية تأتيه من داخله، من قلبه، أو من فكره أو من مشاعره. وهذا يدل على أن الداخل لم يصل بعد إلى النقاوة أو إلى الصلاح. بل أنه يُجاهد لكي يصل إليه. إنه صراع صالح من قلب يريد أن يكون صالحًا.

إن الخطية بشعة. الأبرار يشمئزون منها. لذلك يحترص الخاطئ من ارتكابها أمام الناس الصالحين الذين يشمئزون منها إن ارتكبها أمامهم. لذلك يرتكبها في الظلام في الخفاء.

** إن كان الصالحون يشمئزون من الخطية، فكم بالأكثر الملائكة! لذلك حينما يرتكب إنسان خطية، فكأنما يطرد الملائكة من حوله. فالملاك الحارس لك يحاول أن يصدك عن عمل الخطية. فإن أصررت عليها، يبتعد عنك. وحينئذ ينفرد بك عدو الخير لكي يكمل طريقك معه. فإن كانت الخطية بشعة هكذا أمام الأبرار وأمام الملائكة، فكم بالأكثر تكون بشعة أمام اللَّه الكلى القداسة!!

** لذلك من بشاعة الخطية، أننا نرتكبها أمام اللَّه. سواء أمام اللَّه الذي يرانا ونحن نخطئ. أو أمام اللَّه الذي يفحص أفكارنا ونحن نخطئ أو يعرف مشاعر قلوبنا إذا أخطأنا. والخطية أيضًا هي عصيان للَّه وكسر لوصاياه، وبها نُحزِن السماء والملائكة. ولهذا كله فقطعًا أن الإنسان -أثناء ارتكابه للخطية- يكون قد نسى تمامًا أنه أمام اللَّه الذي يراه. ولهذا قال داود النبي عن هؤلاء الخطاة أنهم لم يجعلوا اللَّه أمامهم. هؤلاء فعلوا الشر أمام اللَّه، ولم يدركوا أنهم يفعلون ذلك أمامه. أمَّا الإنسان الصالح فإنه يشعر باستمرار أنه أمام اللَّه فيخاف أن يخطئ قدامه. لذلك فإن الذي يقول: "إني أعترف بخطاياي أمام اللَّه مُباشرة"! هذا قد نسى أنه ارتكب تلك الخطايا أمام اللَّه ولم يخجل! إنه محتاج أن يعترف بها أمام مَن يخجل منه فلا يعود إلى ارتكابها.

** هناك أشخاص يفقدون صلاحهم لأنهم يستغلون طيبة اللَّه ومراحمه بطريقة خاطئة. إن طيبة اللَّه ومراحمه ينبغي أن يوضع أمامها صلاح اللَّه وقداسة اللَّه ودعوته لنا إلى حياة القداسة والبِرّ. فإن طيبة اللَّه وطول أناته علينا وإمهاله لنا إنما لكي يقودنا كل ذلك إلى التوبة. فإن لم نتُب نتعرض لحكم اللَّه علينا.

** إن اللَّه تبارك اسمه، من أجل محبته للصلاح وقيادتنا إليه، وضع أمامنا إمكانيات كثيرة تقودنا إلى الصلاح، منها: إنه خلقنا من الأصل بطبيعة نقية جدًا، بعيدة عن الشر، في عقل وفهم وفكر. فلمَّا سقط الإنسان وفقد نقاوته الأولى، وضع اللَّه فيه الضمير الذي هو صوت من الله فينا: يحكم ويُشرِّع، يوبِّخ ويؤنب، ويقود إلى الخير، ويمنعنا من الخطأ، ويكون مرشدًا لنا إلى الصلاح، ورادعًا عن الشر هذا إذا أطاع الإنسان ضميره... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما إذا خالف الضمير، فإنه يلقى منه توبيخًا مُرًّا.

** ومن أجل قيادتنا إلى الصلاح أرسل اللَّه لنا الأنبياء ووضع أمامنا الوصايا لكي تقودنا إلى الخير، إن كُنَّا باستمرار نتذكرها ونعمل بها. كما وهبنا أيضًا الرعاة والمُرشدين يضعون أمامنا وسائل الصلاح، ويمنعوننا عن أي طريق يخالفهما.

ومن أجل قيادتنا إلى الصلاح أرسل لنا اللَّه النعمة التي تُساعدنا على عمل الخير وتعيننا عليه. وهذه النعمة لا تقودنا فقط إلى صلاح أنفسنا، إنما تُساعدنا أيضًا في عملنا من أجل صلاح الآخرين.

ومن أجل قيادتنا إلى الصلاح أوجد اللَّه العقوبة. حتى نخاف من نتائج الخطية سواء على الأرض أو من جهة مصيرنا في السماء. ولقيادتنا إلى الصلاح قدَّم لنا اللَّه وعودًا جميلة لكل مَن يعمل الخير. إننا نشكر اللَّه الذي لم ينهى حياتنا ونحن في ساعة غفلة سالكين في الخطية. إنما سمح لنا أن نحيا حتى هذا اليوم مُعطيًا إيانًا فرصة أن نصلح أنفسنًا، ونسلك حسب مشيئته، في صلاح.
+++

Post: #57
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-27-2014, 05:41 PM
Parent: #56

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 3-1-2010

الأولوية لله

الإنسان الروحي يضع الله الأول في كل اهتماماته وفي كل عمله ولا يسمح لأية اهتمامات أن تعوقه عن الله ومحبته وتنفيذ وصاياه. بل لا يجعل أية اهتمامات تحظى بالأولوية في حياته. فهل أنت يا أخي لك اهتمامات أخرى؟ إنه حسب أولوياتك يكون حماسك ويكون عملك وتكون إرادتك.

** وسأضرب لك مثلًا: حينما تستيقظ من نومك كل يوم: من يكون أول شخص تكلمه؟ وماذا تكون أولى اهتماماتك؟ إن كنت إنسانًا روحيًا، فسيكون الله هو أول شخص تكلمه في كل يوم. حيث تبدأ يومك بالصلاة، تشكر الله الذي منحك يومًا جديدًا. وتقول له "هب لي يا رب في هذا اليوم أن تفعل ما يرضيك. وأعطني القوة على ذلك وأرشدني طول هذا اليوم". غير أن غالبية الناس لا يفعلون ذلك. بل يقوم الإنسان من نومه ليغسل وجهه، ويفطر، ويعد ملابسه، ويستعد للذهاب إلى عمله كل ذلك دون أن يهتم بأن يبدأ اليوم بالصلاة أو بالقراءة الروحية أو بالتأمل. وحسب اهتمامه يكون تصرفه. والبعض يعتذر أحيانًا ويقول "لم يكن لي وقت للصلاة"! وهذا الكلام مرفوض وليس هو عذرًا مقبولًا، وليس هو السبب الحقيقي. فلو أن هذا الشخص وضع الصلاة والتأمُّل في قمة اهتماماته، لأمكنه أن يجد لها وقتًا.

** يا أخي ليكن الله هو الأول بالنسبة لك في كل يوم وفي كل عمل. فلكي يكون الله هو أول من تكلمه في كل يوم، ليكن أيضًا هو أول من تختم به يومك، فتصلى أيضًا قبل أن تنام لكي يحفظك الله أيضًا في نومك. وليكن الله أيضًا هو الأول في كل عمل تعمله. تصلى ليمنحك الله قوة ونعمة ويبارك يومك ويبارك عملك. ويباركك في دخولك وفي خروجك... فإن وضعت الله في الأولوية باستمرار، فإنك لن تخطئ إليه. ذلك لأن الله سيكون فوق كل رغباتك العالمية، وفوق كل لذة أرضية. ويكون الله أمامك باستمرار، والعالم خلفك. ذلك لأن الإنسان يخطئ إن لم يكن الله أمامه، ولم يسبق فيتذكره قبل كل سقوط...

** الوضع الطبيعي في تقييم كل اهتماماتك هو أن يكون الله أولًا، ثم الناس. وواجباتك الروحية نحوهم، وأخيرًا تكون نفسك. وفي العهد القديم كانت هناك وصية هي وصية البكور، فكل ما يصل إلى الإنسان يضع باكورته أي أوله لله سواء كان ذلك من خيرات أرضه، من نتاج غنائمه وبهائمه، ومن ثمار أشجاره بل حتى ابنه البكر كان يهبه لخدمة الله أيضًا. وحينما كان أي شخص يحصد ثمار الأرض، كان يقدم لله أول حزمة من الحصيد. وهكذا كان الله يبارك له في كل شيء. أما الآن، فما أسهل أن يقدم الموظف أول مرتب له لله وأول علاوة. كما يقدم الحرفيون أول ثمر عمل لهم لله أيضًا فيبارك الله أعمالهم.

** وما دام محبة الله تكون هي الأولى حتى قبل محبة الابن، فإننا نرى عملًا مثاليًا قام به أبونا إبراهيم أبو الآباء والأنبياء، حينما قدم ابنه ذبيحة لله ولم يضع مشاعره القلبية الأبوية عائقًا أمام الوصية الإلهية. فكافأه الله بإحياء ابنه ومباركة نسله. وهكذا نجد الوصية التي تتابعنا وهى تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. ثم الوصية الثانية التي هي مثلها تحب قريبك كنفسك. وقريبك هنا تعنى كل أخ لك في الإنسانية أي من نسل آدم وحواء.

** حتى النفس لا يكون لها الاهتمام الأول قبل الله. نقول هذا لأنه قد يصل اهتمام الإنسان إلى أن يرتبط بغرض ما محوره النفس. ويكون هناك الغرض لإثبات الذات ووجودها، أو لارتفاع الذات بطريقة ما. في سبيل الوصول إلى هذا الغرض، لا يهتم بالوسيلة ماذا تكون، روحية أو غير روحية. ولا يهمه أن تكون حيلًا بشرية أو عالمية أو طرقًا خاطئة. بل تركيز الاهتمام كله في الوصول إلى غرض النفس، حتى لو ضيع هذا الإنسان نفسه!! إن الإنسان الروحي يخرج من دائرة الذات لكي يهتم بالآخرين، ويهتم بهم بأسلوب روحي. لأنه بهذا يرضى الله الذي جعله في مقدمة اهتماماته.

** ويكون الله أيضًا هو الأول من جهة الطاعة. إذ ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس. وصايا الله أولًا وبعد ذلك كل ما يطلبه الناس. وبعد إذن كل رغباتنا وطلباتنا الخاصة. وكل طاعة للناس نجعلها في نطاق طاعة الله. أما إن تعارضت معها، فينبغي أن يطاع الله أبونا. حتى القلب لا نطيعه ولا ننقاد لمشاعره. لأن القلب ينبغي أن يكون لله أولًا وقبل كل شيء. فإن خرجت مشاعره عن طاعة الله، فإنها تفقد أهميتها.

** ينبغي أن يكون الله أولًا في عناية الأسرة بأطفالها، فالذي نراه الآن، هو أن الأب والأم يجعلون اهتمامهما الأول من جهة تربية أطفالهما ورعاية مستقبلهم... فهم يهتمون بصحة أولادهم، وأكلهم وشربهم ولبسهم، وأيضًا بتعليمهم وإعدادهم لوظيفة لائقة، ثم بعد ذلك بتزويجهم. وكل هذا حسن وواجب. ويقول الأب بعد ذلك وتقول الأم أيضًا "أشكرك يا رب أنني أديت رسالتي نحو أبنائي. وقد استراح ضميري من جهتهم". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وللأسف لا تضع الأسرة اهتمامها الأول بالتربية الروحية ومصير الأبناء الأبدي!! فلا يعطونهم الغذاء الروحي اليومي، مثلما يعطونهم غذاءهم الجسدي! وقد يكبر الطفل ويصير مشاكسًا ومتعبًا لأمه وأبية وهكذا يجنون ثمار الخطأ في عدم الاهتمام بحياته الروحية أولًا وقبل كل شيء.

** نسأل أيضًا عن حقوق الله في مالك، من جهة العطاء الذي نقدمه للمحتاجين. قد يهتم البعض بكل إنفاقاته الأخرى، ويضع حقوق الله في آخر القائمة. إن بقى لله شيئًا، كان بها. وإن لم يبقى له شيء، نعتذر لله أو نؤجل حقوقه! وذلك بأن الله ليس هو الأول فيما ننفقه من المال.

** كذلك في خدمة الشباب. قد نهتم بالأنشطة الكثيرة وليس بالعمل الروحي. فالنادي مثلًا: قد نهتم بمكانه وترتيبه، وما توجد فيه من ألعاب ومن أنشطة رياضية وتسليات. وقد نهتم بتنظيم الكارنيهات والمواعيد والمسابقات، وفرق التمثيل والكورال. ولا نهتم إطلاقًا بالعمل الروحي. وفي ذلك نجد النوادي، في ضوضاءها وفي أخطائها ولا تعطى الصورة الروحية النافعة!
+++

Post: #58
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-28-2014, 06:16 AM
Parent: #57

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 7-1-2010

السيد المسيح يدعو إلى الكمال


السيد المسيح له المجد كان يعلّم باستمرار، في كل مكان وفي كل وقت. وكانوا يدعونه "يا معلم" أو "أيها المعلم الصالح". وهو كمثالي في كل شيء، كان يدعو إلى المثاليات. وفى مقدمة ذلك كان يدعو إلى الكمال، إذ يقول "كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 5: 48).

** وطبعًا الكمال الذي يدعو إليه السيد المسيح هو الكمال النسبي، لأن الكمال المطلق هو لله وحده لا غير...

والكمال النسبي نسميه كذلك. نسبة إلى ما عند الإنسان من مقدرة وإمكانيات، ونسبة لما يمنحه الله من معونة ومن قوة للسير في الطريق الروحي، وما يعطيه أيضًا من نعمة تساعده وتقويه. وكذلك نسبة إلى مدى تجاوب الإنسان مع عمل الله فيه، ومع عمل الله معه.

** وحياة الكمال الروحي تشمل علاقة الإنسان بالله تبارك اسمه وعلاقته بالناس، وعلاقته بنفسه أو بذاته.

أما عن علاقة الإنسان بالله، فقد لخصها بقوله "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل فكرك" (مت 22: 37). وعبارة "من كل قلبك"، تعنى أنه لا يكون في قلبك أي منافس لله. فلا تحب شيئًا ولا شخصًا ضد محبتك لله، ولا أزيد من محبتك لله. وفي ذلك يقول السيد الرب "من أحب أبًا أو أمًا أكثر منى فلا يستحقني. ومن أحب ابنًا أو ابنة أكثر منى، فلا يستحقني".

** ومحبتنا لله تعنى أن نطيعه في كل شيء. فهو يقول "من يحبني، يحفظ وصاياي". وإن حدث وكسرنا إحدى وصاياه، فعلينا بالتوبة سريعًا. فالتوبة هي شرط لازم لمغفرة الله لنا. فهو يقول "إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون".

ولكى ننال مغفرة الله لنا، علينا أن نغفر أيضًا لمن أذنب إلينا. ونحن نقول في صلواتنا اليومية باستمرار: "اغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضًا لمن أذنب إلينا". وعلمنا السيد المسيح قائلًا "إن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم".

** وفي محبتنا لله علينا أن نطلب في كل حين ملكوته. والسيد المسيح قد تحدث كثيرًا عن ملكوت الله، وملكوت السموات. وعلّمنا في صلواتنا اليومية? التي نرددها مرات عديدة كل يوم ? أن نقول لله باستمرار "ليأتِ ملكوتك". وهذه الطلبة تعنى العديد من المعاني: منها أن يأتي ملكوتك علينا، على قلوبنا وأفكارنا ومشاعرنا وحواسنا. فتملك أنت يا رب كل ما فينا. وتملك! إرادتنا. ونكون كلنا لك، نفعل في كل حين ما يرضيك حسبما نقول هذه الطلبة دومًا في صلاة باكر.

وكلمة "ليأت ملكوتك" تعنى أيضًا أن يملك الله على العالم وما فيه. فلا يملك الشيطان وينشر الفساد واللهو والحروب والكروب والعداوات. بل الله هو الذي يملك، فينشر في العالم السلام والمحبة والرخاء.

وكلمة "ليأت ملكوتك" تعنى أن يملك الله على سائر الناس، ويقودهم إلى حياة البر والفضيلة.

** ومن كمال محبتنا لله. الصلاة الحقيقية، التي ليست من الشفتين، بل من القلب. فإن الله وبّخ الشعب قديمًا قائلًا "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا". لذلك ليس كل من يقول "يا رب يا رب" يدخل ملكوت الله، بل الذي يفعل مشيئة الله.

وفى كمال الصلاة، قال السيد المسيح "صلوا كل حين ولا تملوا" "صلوا بلا انقطاع". ومعنى ذلك انه لا يقتصر الإنسان على صلوات معينة، ويكتفي بذلك! بل في كل حين يمكنه أن يرفع قلبه لله ويصلى...

** ومن كمال محبتنا لله، أن نؤمن به، ونؤمن بعنايته بنا، واهتمامه بكل أمورنا. فقال السيد المسيح له المجد "لا تهتموا بما تأكلون وما تشربون... انظروا إلى طيور السماء، إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها" "ولماذا تهتمون بما تلبسون؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنموا! لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده، كان يلبس كواحدة منها!!"... "الله يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. أطلبوا أولًا ملكوت الله وبره، وكل هذه تزدادونها"...

** أما الكلام المطلوب من الإنسان، فيقول السيد المسيح: "طوبى للأنقياء القلب" "طوبى لصانعي السلام".

والقلب النقي لا يوجد فيه شر أبدًا، بل لا توجد فيه سوى محبة الله، ومحبة الناس جميعهم. والقلب النقي لا تخرج من فمه كلمة خاطئة. وفي ذلك يقول السيد المسيح: "الإنسان الصالح: من كنز قلبه الصالح، يُخرج الصلاح. أما الإنسان الشرير فمن كنز قلبه الشرير، يُخرج الشرور.

إذن فالكلمة الشريرة، كلمة الإهانة والشتيمة، أو كلمة القسوة، أو كلمة التحقير، وما إلى ذلك... كل هذه مصدرها القلب. فهي خطية مزدوجة: خطية قلب ثم خطية لسان...

والسيد المسيح يحذر من خطايا اللسان، فيقول "بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان". ويقول أيضًا "كل كلمة بطالة تخرج من أفواهكم، تعطون عنها حسابًا في يوم الدين". وعبارة "كلمة بطالة لا تعنى فقط الكلمة الشريرة، بل تعنى أيضًا كل كلمة ليست للبنيان، أي لا تنفع بشيء...

** أما قول السيد المسيح "طوبى لصانعي السلام" فتعنى أن يكون بيننا وبين الآخرين سلام. وأيضًا أن نصنع سلامًا بين الآخرين بعضهم بعضًا. وأتذكر أنني كلما كنت أزور بيتًا من بيوت أبنائنا في الغرب، كانت أول كلمة لي، وأنا أخطو أول خطوة، هي: قال ربنا يسوع المسيح: أي بيت دخلتموه، فقولوا سلام لأهل هذا البيت...

** ولكي نصل إلى كمال السلام مع الناس، وضع لنا السيد المسيح قاعدتين: أولهما الاحتمال والتسامح، والثانية هي المغفرة للمسيئين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفى ذلك قال لنا "سمعتم أنه قيل للقدماء: عين بعين، وسن بسن. أما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر... بل من أراد أن يخاصمك أو يأخذ ثوبك، فاترك له الرداء أيضًا. ومن سخّرك ميلًا، فامشي معه اثنين.

** ولعل من أكمل الوصايا التي قدمها السيد المسيح من جهة التعامل مع الأعداء أو المسيئين، هي قوله "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم... لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم، فأي أجر لكم؟! أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك؟!

إن المسيحية تعتبر أن عدونا الحقيقي هو الشيطان أما الأعداء من البشر، فهم ضحايا للشيطان يحتاجون أن نصلى من أجلهم، ونحتملهم ونغفر لهم...

** ومن كمال الوصايا التي وضعها السيد المسيح في التعامل مع البشر، هي وصية العطاء، التي تسمى أحيانًا بالصدقة. فقال "من سألك فأعطه. ومن أراد أن يقترض منك، فلا ترده". وهكذا رفع الناس من مستوى دفع العشور، الذي كان في العهد القديم، واعتبره السيد المسيح مجرد الحد الأدنى للعطاء. وأمر بوصية الاهتمام بالجائع والعطشان والعريان، والغريب والمسجون. وقال "مهما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي قد فعلتم (متى 25). ورفع مستوى العطاء إلى الكمال في قوله "ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه".

** ومن أجل تعليم السيد المسيح في العلاقات مع الناس، هي قوله "مهما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا انتم بهم". وقوله أيضًا "بالكيل الذي به تكيلون، يُكال لكم".

فهذا هو الوضع الأصيل والكامل في التعامل: أن نعمل مع الناس ما نشتهى أن يعملوه معنا...

** ومن كمال ما يريده السيد المسيح في علاقاتنا مع الأمور العالمية والمادية، هي قوله "ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه!! أو ماذا يعطى عوضًا عن نفسه؟! إن العالم كله. لا شيء بالنسبة إلى مصيرنا في الأبدية.

ختامًا أهنئكم بهذا العيد، راجيًا لكم فيه حياة روحية سعيدة، وراجيًا لبلادنا الخير والرخاء والسلام. وراجيًا أن يوفق الله السيد الرئيس مبارك في كل اتصالاته وأسفاره، وتعبه من أجل مصر ومن أجل قضية السلام عامة.
+++

Post: #59
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-29-2014, 02:22 AM
Parent: #58

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد)
صوم الميلاد المجيد
28 ديسمبر 2014
19 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 15,13 )
لأنَّ الربَّ قد اختارَ صِهيونَ، ورَضِيها مَسكَناً لهُ. هَهُنا أسكُنُ لأنِّي أَردته. لصيدِها أُبارِكُ بَرَكةً. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 1 : 23 ـ 31 )
وللوقتِ كانَ في مَجمعهم رجُلٌ بهِ روحٌ نَجسٌ، فصرخَ قائلاً: " آه! ما لنا ولكَ يا يسوعُ النَّاصريُّ! أتيتَ لتُهلِكنا! إننا نعرفُكَ مَنْ أنتَ، قُدُّوسُ اللهِ! " فانتهرهُ يسوع قائلاً: " اخرسْ واخرُج مِنهُ! " فصَرَعهُ الرُّوحُ النَّجسُ وصاحَ بصوتٍ عظيم وخرجَ منهُ. فخافوا كلُّهم، حتى سألَ بعضهم بعضاً قائلين: " ما هذا التعليم الجديد؟ لأنَّهُ بسلطانٍ يأمرُ الأرواح النَّجسة فتطيعهُ! " فخرج خبرُهُ للوقتِ في كلِّ موضع في الكورةِ المُحيطةِ بالجليلِ.ولمَّا خَرجُوا مِنَ المجمع جاءوا للوقتِ إلى بيتِ سمعانَ وأندراوس ومعهم يعقوب ويوحنا، وكانت حماةُ سمعانَ مُضطجعةً محمومةً، وللوقتِ أخبروهُ عنها. فتقدَّمَ وأقامَها ماسكاً بيدِها، فتركتها الحُمَّى وصارت تخدمهم.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 85 : 7 ، 8 )
أَرِنا ياربُّ رحمتَكَ وأَعطِنا خلاصَكَ. سَأسمَعُ ما يتكلَّمُ بهِ الرَّبُّ الإله فيَّ. لأنَّه يتكلَّمُ بالسَّلامِ على شعبِهِ وعلى قدِّيسيهِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 15 : 21 ـ 31 )
ثُمَّ خرجَ يسوعُ من هناكَ وانصرفَ إلى نواحي صُورَ وصيداءَ. وإذا امرأةٌ كنعانيَّةٌ خارجةٌ من تلكَ التخومِ، كانت تصرخُ قائلةً: " ارحمني ياربُّ يا ابن داوُد. ابنتي مُتَعذبةٌ ومجنونةٌ ". أمَّا هو فلم يُجِبها بكَلمةٍ. فتقدَّمَ تلاميذهُ وطلبوا إليهِ قائلينَ: " اصرف هذه المرأة لأنَّها تصيحُ وراءنا! " أمَّا هو فأجابَ وقالَ: " لم أُرسَل إلى أحدٍ إلاَّ إلى خراف بيتُ إسرائيل الضَّالة ". أمَّا هيَ فأتت وسجدت لهُ قائلةً: " يا سيدي أعنِّي ". فأجابَ وقالَ: " ليس حسناً أن يُؤخذ خُبز البنينَ ويُعطَى للكلاب ". فقالت: " نعم يا ربُّ، فإنَّ الكلاب تأكل أيضاً من الفُتاتِ الَّذي يسقُط من مائدة أربابها ". حينئذٍ أجابَ يسوع وقال لها: " يا امرأةُ، عظيمٌ إيمانكِ! ليكن لكِ كما تُريدينَ ". فشُفيِت ابنتها من تلك الساعةِ.ثم انتقلَ يسوعُ من هُناكَ، وجاءَ إلى شاطئ بحر الجليل، وصعدَ إلى الجبلِ وجلس هناك. فجاء إليهِ جموعٌ كثيرةٌ، معهم عُرجٌ وعُميٌ وصُمٌّ وشلٌّ وآخرون كثيرونَ، وطرحوهم عند قدميهِ فشفاهُم. حتى تعجبَ الجموعُ إذ رأوا الخُرسَ يتكلَّمونَ، والعُرجَ يمشونَ، والعُميَ يُبصرونَ، والصُّمَ يسمَعُونَ، ومجَّدوا إله إسرائيل.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 4 : 4 ـ 24 )
أمَّا الَّذي يعملُ فلا تُحسبُ لهُ الأجرةُ على سبيلِ نعمةٍ، بل كأنَّها دَينٌ عليهِ. وأمَّا الَّذي لا يعملُ، ولكن يؤمنُ بالَّذي يُبررُ المنافقَ، فإيمانهُ يحسبُ لهُ براً. كما يقولُ داودُ أيضاً في تطويبِ الإنسان الَّذي يَحسب لهُ الله براً بدون أعمال: " طوبى للَّذين غُفرت لهُم آثامهم والذين سُترت خطاياهم. طوبى للرَّجُل الذي لا يَحسب لهُ الرَّبُّ خطيَّةً ". أَفهَذا التَّطويبُ هو على الختانِ فقط أم على الغُرلةٍ أيضاً؟ لأنَّنا نقولُ أنهُ حُسبَ لإبراهيم الإيمان برّاً. فكيفَ حُسِبَ؟ أَوَهو في الختانِ أم في الغرلةِ؟ لم يكن في الختانِ، بل في الغرلةِ! وأخذ علامةَ الختان ختماً لبرِّ الإيمان الَّذي كانَ في الغرلةِ، ليكونَ أباً لجميعِ الَّذينَ يؤمنون من أهل الغرلةِ كي يُحسَبَ لهُم أيضاً البرُّ. وأباً للختانِ للَّذينَ ليسوا من الختانِ فقط، بل والَّذينَ يسلكونَ في خطواتِ إيمان أبينا إبراهيم الَّذي كانَ وهو في الغرلةِ. فإنَّهُ ليسَ بالنَّاموسِ أُعطيَ الوعد لإبراهيم أو لنسلهِ أن يكونَ وارثاً للعالم، بل ببرِّ الإيمان. لأنَّهُ إن كانَ أصحاب النَّاموس هُم الورثةُ لأبُطِّلَ الإيمان ونُقضَ الوعدُ! لأنَّ النَّاموس يُنشئُ غضباً، إذ حيثُ لا يكون نَاموسٌ لا يكون تعدٍّ من أجل هذا هو من الإيمان، كي يكونَ على سَبيل النِّعمةِ ليكونَ الوعدُ ثابتاً لجميع الذُريَّة. لا لأصحاب النَّاموسِ فقط، بَل لِمَن كان مِن أهل إيمان إبراهيم الذي هو أبٌ لجميعُنا. كما هو مكتُوبٌ: " إنِّي قد جَعلتُكَ أباً لأُمَمٍ كثيرةٍ ". أمامَ اللهِ الذي آمنَ بهِ، الذي يُحيي الأموات ويدعو ما غيرُ موجودٍ كأنهُ موجودٌ. الذي كانَ على خلاف الرَّجاءِ، لِكي يَصيرَ أباً لأُمَمٍ كثيرةٍ كما قِيلَ لهُ: " هكذا سيكونُ زرعكَ ". وإذ لم يضعف في الإيمان ناظراً جسدهُ ـ قد ماتَ وَهوَ ابن نحو مئَةَ سنةٍ ـ ولا موتِ مسـتودع سـارَّةَ. ولم يَشكَّ في وعد الله بنقصٍ فى الإيمانِ بل تَقوَّى بالإيمانِ مُعطياً مَجداً للهِ. وتَيقَّنَ بأنَّهُ قادرٌ أن يُنجِز ما وعدهُ بهِ. ولذلكَ حُسِبَ لهُ بِرَّاً. ولم يُكتَب مِن أجلهِ وحدَهُ أنَّهُ حُسبَ لهُ، بل ومِن أجلِنا نَحنُ أيضاً، الذينَ سَيُحسَبُ لنا، نَحنُ المؤمنين بالذي أقامَ يسوعَ المسيح ربَّنا من بين الأمواتِ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 7 ـ 17 )
يا أحبائي، لستُ أكتبُ إليكُم وصيَّةً جديدةً بل وصيَّةً قديمةً التي كانتَ عندكُم من البدء. فإن الوصيَّةُ العتيقةُ هيَ الكلمةُ التي سمعتموها. أيضاً وصيَّةً جديدةً أكتُبها إليكُم، التي الحقُّ كائنٌ فيها وفيكُم، لأنَّ الظُّلمةَ قد جازت والنُّورَ الحقيقيَّ الآنَ يضيءُ. مَن يقولُ: إنَّهُ في النُّورِ وهو يبغضُ أخاهُ، فهو إلى الآنَ في الظُّلمةِ. مَن يحبُّ أخاهُ يثبُتُ في النُّورِ وليس فيهِ عثرةٌ. وأمَّا مَن يبغضُ أخاهُ فهو في الظلام وفي الظلام يسلُكُ ولا يَعلَمُ أين يمضي، لأنَّ الظُّلمةَ قد أطمستْ عينيهِ. أَكتبُ إليكُم أيُّها الأولادُ، لأنَّهُ قد غُفِرت لكُمُ خطاياكُم من أجل اسمِهِ. أَكتبُ إليكُم أيُّها الآباءُ، لأنَّكُم قد عرفتُمُ الذي مِن البدءِ. أَكتُبُ إليكُم أيُّها الشبان، لأنَّكُم قد غلبتُم الشِّرِّيرَ. أَكتُبُ إليكُم أيُّها الأولادُ، لأنَّكُم قد عرفتُم الآبَ. أكتَب إليكُم أيُّها الآباءُ، لأنَّكُم قد عرفتُم الذي مِن البدءِ. أكتب إليكُم أيُّها الشُّبان، لأنَّكُم أقوياءُ، وكلمةُ اللـهِ ثابتةٌ فيكُم، وقد غلبتُمُ الشِّرِّيرَ. لا تُحبُّوا العالمَ ولا الأشياءَ التي في العالم. إن أحبَّ أحدٌ العالمَ فليستْ فيهِ محبَّةُ الآبِ. لأنَّ كلَّ مَا في العالم: شهوةَ الجسدِ، وشهوةَ العيونِ، وتعظُّم المعيشةِ، فهذه ليستْ مِن الآبِ بل مِن العالم. والعالمُ يمضي وشهوتُهُ، وأمَّا الذي يصنعُ إرادة اللـهِ فيثبتُ إلى الأبدِ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 7 : 35 ـ 50 )
هذا هو موسى الذي أنكروه قائلينَ: مَن أَقامكَ رئيساً وقاضياً علينا؟ هذا أرسلهُ اللهُ رئيساً وفادياً، بيد الملاكِ الذي ظهرَ لهُ في العلَّيقةِ. وهو الذى أخرجَهُم صانعاً آياتٍ وعجائب في أرضِ مصر وفي البحر الأحمر وفي البريةِ أربعينَ سنةً. هذا هو موسى الَّذي قالَ لبني إسرائيل: أنَّ نبياً مثلي سيُقيمُ لكُم الرَّبُّ إلهكُم من إخوتكم لهُ تسمعون. هذا هو الذي كانَ في الكنيسةِ في البرِّيَّةِ، مع الملاكِ الذي كانَ يتكلم معه في جبلِ سيناء ومع آبائِنا. هذا الذى قَبِلَ أقوالاً حية ليُعطيكُم إيِّاها. هذا الذي لم يشأ آباؤنا أن يكونوا طائعينَ لهُ بَل أهملوهُ ورجعوا بِقلوبِهم إلى مصر، قائلين لهرون: اصنع لنا آلهةً تسير أمامنا، لأنَّ موسى هذا الذي أخرجنا من أرض مِصر، لا نعلمُ ماذا أصابهُ.فعَمِلوا لهُم عجلاً في تلكَ الأيَّام، وأصعدوا ذبيحةً للصَّنمِ، وفرحوا بأعمالِ إيديهم. فرجعَ اللهُ وأسلمَهُم ليعبدوا جُند السَّماء. كما هو مكتوبٌ في كتابِ الأنبياء: هل قرَّبتُم لي ذبائح وقرابين أربعينَ سنةً في البريةِ يا بيت إسرائيل، بل آخذتُم خيمةَ ملُوك، نجم إلهكم ريفان. التماثيل التي صَنعتموها لتسجدوا لها فسأنقلكم إلى ما وراء بابل.وأمَّا خَيمةُ الشَّهادةِ فكانت مع آبائنا في البرِّيةِ، كما أَمَرَ الذي كلَّمَ موسَى أنْ يَصنعَها على حسب المِثالِ الذي كانَ قد رآهُ، هذه التى قد أَدخَلَها آباؤنا مَعهم وقَبِلُوها مع يشوعَ في مُلكِ الأُمَم الَّذينَ طردهُم اللهُ مِن وَجْهِ آبائنا، إلى أيام داودَ الذي وَجَدَ نِعمَةً أمامَ اللهِ، والتمسَ أنْ يَصنعَ مَسكَناً لإلهِ يَعقوبَ. ولكنَّ سُليمانَ بَنَى لهُ بَيتاً. ولكنَّ العَليَّ لا يَسكُنُ في مصنوعاتِ الأيـادي، كما يقـول النبي: السَّماءُ كرسـيٌّ لي، والأرضُ موطئٌ لقَدمَيَّ. أيَّ بيتٍ تَبنون لي قال الربُّ أو أيٌّ هو مكانُ راحَتي؟ أليسَتْ يَدي خَلقتْ هذه الأشياءَ كلَّها؟.
( لم تزَلْ كَلمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم التاسع عشر من شهر كيهك المبارك
نياحة القديس يوحنا أسقف البرلس جامع السنكسار
في هذا اليوم تنيِّح القديس يوحنا أسقف البرلس. وقد كان من ذوي الحسب والنَّسب ومن نسل الكهنة. وكان والداه يُكثران من الصَّدقة على المساكين، ولمَّا توفيا أخذ القديس يوحنا ما تركاه له وبنى به فندقاً للغرباء، ثم جمع إليه المرضى وكان يخدمهم بنفسه ويُقدِّم لهم كل ما يحتاجون إليه.واتفق مجيء أحد الرهبان إليه فرأى عمله الحسن وأثنى عليه، ثم مدح أمامه الرهبنة مُبيناً له شرفها. فتعلَّق بها القديس ومال بقلبه إليها. وبعد أن رحل الراهب قام القديس فوزع كل ماله على المساكين، وذهب إلى برية شيهيت، وترهَّب عند القديس دانيال قمص البريَّة.واشتهر بحرارة العبادة والنُّسك الكثير. ثم انفرد في مبنى خاص فحسده الشيطان وجنوده على حُسن صنيعه هذا، واجتمعوا عليه وضربوه ضرباً مُوجِعاً، حتى أنه ظل مريضاً أياماً كثيرة. بعدها شفاه السيد المسيح، فقويَ وتغلب عليهم.ثم دُعيَ من اللـه إلى رتبة الأسقفية على البرلس. وكانت توجد في زمانه بعض البدع فاجتهد حتى اقتلعها وأرجع أصحابها إلى الإيمان المستقيم.وظهـر في أيامه راهـب من الصعـيد، كان يُخَبر بأمور مُدَّعياً أنَّ الملاك ميخائيل يُكشفها له، فأضلَّ كثيرين بخداعه. فرأى القديس أن عمل هذا الراهب من الشيطان، لذلك أمر بضربه حيث اعترف بخطئه فطرده من البلاد. وادعى آخر أن حبقوق النبي يظهر له ويُعرِّفهُ الأسرار. فتبعه كثيرون، فطرده أيضاً من بلاده بعد ما أبطل قوله، كما أبطل استعمال كتب كثيرة رديئة.وكان هذا القديس كلما صعد إلى الهيكل ليقوم بخدمة القداس الإلهي، يصطبغ وجهه وكل جسده باللون الأحمر كأنه خارج من أتون نار. وكانت دموعه تنحدر على خديه بغزارة، لأنَّه كان ينظر الطغمات السمائية على المذبح. وحدث في ثلاث مرات أنه كلما وضع أصبعه في الكأس للرشم وقت صلاة القسمة، يجد الكأس كنار تتقد.وكان في أيامه أيضاً قومٌ مبتدعون يتناولون الأسرار المقدسة وهم مُفطِرون. وإذ نهاهم ولم ينتهوا حرمهم ومنعهم من شركة الكنيسة. ولمَّا لم يطيعوا أمره، سأل الرب فنزلت نار من السماء وأحرقت كبيرهم. فخاف الباقون من ذلك ورجعوا عن بدعتهم. ولمَّا أراد الرب أن يُريحه من أتعاب هذا العالم، أرسل إليه القديسين أنطونيوس ومقاريوس ليعرفاه بيوم انتقاله. فدعا شعبه وأوصاهم. ثم تنيَّح بسلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 85 : 11،10 )
الرحمةٌ والحقُّ إلتقيا. والعدل والسلامُ تلاثما. الحقُّ من الأرضِ أشرقَ والعدلُ من السماءِ تطلعَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 39 ـ 56 )
فقامت مريم فى تلك الأيَّام وذهبت بسرعةٍ إلى الجبل إلى مدينة يهوذا، ودخلت بيت زكريَّا وسلَّمت على أليصاباتَ. وحدث لمَّا سَمِعت أليصاباتُ سلام مريم تحرك الجنين فى بطنها، وامتلأت أليصابات من الرُّوح القدس، وصرخت بصوتٍ عظيم وقالت: " مُباركةٌ أنتِ فى النِّساء ومُباركةٌ هيَ ثمرة بطنكِ! فمن أين لي هذا أن تأتى إليَّ أمُّ ربي؟ فهوذا حين صار صوت سلامكِ في أُذنيَّ تحركَ الجنينُ بِابتهاج فى بطني. فطوبى للَّتي آمنت أن يتمَّ ما قيل لها من قِبَلِ الربِّ ".فقالت مريمُ: " تُعظِّمُ نفسي الربَّ، وتتهلَّلُ روحي باللهِ مُخلِّصي، لأنه نظرَ إلى اتِّضاع أَمَتهِ. فهوذا مُنذُ الآن جميعُ الأجيال تُطوِّبني، لأنَّ القديرَ صَنعَ بى عظائِمَ، واسمهُ قدُّوسٌ، ورحمتهُ إلى جيل الأجيال للذين يتقونه. صنعَ قوَّةً بذراعِهِ. شَتَّتَ المُستكبرين بفكر قلوبهم. أنزلَ الأقوياءَ عن الكراسيِّ ورفعَ المتضِعين. أشبعَ الجياعَ خيراتٍ وصرفَ الأغنياءَ فارغين. عضَّدَ إسرائيلَ فتاهُ ليذكرَ رحمته، كما كلَّمَ آباءنا. إبراهيم وزريتهُ إلى الأبد ". وأقامت مريمُ عندها نحو ثلاثة أشهُرٍ، وعادت إلى بيتِها.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #60
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-30-2014, 00:52 AM
Parent: #59

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

( يوم الاثنين)
صوم الميلاد المجيد
29 ديسمبر 2014
20 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 14-15 )
لم يتركْ إنساناً يَظلِمهُم، وبكَّتَ ملوكاً مِن أجلِهم، قائلاً: " لا تَمسوا مُسحائي، ولا تُسيئوا إلى أنبيائي ". هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 37 ـ 51 )
وفيما هو يتكلَّم سألهُ فريسيٌّ أن يأكل عنده، فدخل واتَّكأ. وأمَّا الفريسيُّ لمَّا رأى تعجَّب أنه لم يَغْتَسِلْ أوَّلاً قبل الأكل. فقال له الربُّ: " أنتم الآن أيُّها الفريسيُّون تنقُّون خارج الكأس والصحفة، وأمَّا داخلكم فمملوءٌ اختطافاً وخبثاً. أيُّها الجهال، أليس الذي صنع الخارج صنع الدَّاخل أيضاً؟ بَـلْ أَعطوا ما عندكم صدَقة، وهـا كل شيءٍ يتطهر لكم. ولكن وَيْـلٌ لكم أيُّها الفريسـيُّون، لأنكم تُعشِّـرون النَّعنـاع والسَّـذاب وكل بَقْـلٍ، وتتجـاوزون عـن الحقِّ ومحبَّة الله. وكان يجب أن تفعلوا هذه وأن لا تتركوا تلك الأُخر! ويلٌ لكم أيُّها الفريسيُّون، لأنكم تُحبُّون المجلس الأوَّل في المجامع، والتحيَّات في الأسواق. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون فإنكم مِثل القبور التى ليست ظاهرة، والناس عليها ماشون ولا يعلمون! ". فأجاب واحدٌ من النَّاموسيِّين وقال له: " يا أيُّها المعلِّم، عندما تقول هذه تشتمنا نحن أيضاً ". أما هو فقال: " وأنتم أيضاً أيُّها الناموسـيُّون ويلٌ لكم، لأنكم تُحمِّلون النَّاس أحمالاً عثرة وأنتم لا تمسُّون الأحمال بإحدى أصابعكم. ويلٌ لكم، فإنكم تبنون قبور الأنبياء، وآباؤكم قتلوهم. فأنتم إذاً تشهدون وتُسرون بأعمال آبائكم، لأنهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم. ومن أجل هذا أيضاً قالت حكمة الله: إنِّي أُرسِل إليهم أنبياء ورسلاً، فيقتلون منهم ويطردونهم كيما يُنتقم من هذا الجيل لدم جميع الأنبياء المسفوك منذ إنشاء العالم، من دم هابيل إلى دم زكريَّا بن برخيا الذي أُهلِكَ بين المذبح والبيت. نعم إني أقول لكم: إنه سيُطلب من هذا الجيل!.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 26-27 )
أَرسل موسى عبدَهُ، وهارون الذي اختارَه، جعل فيهما أقوال آياته وعجائبه، كى يحفظوا حقوقهُ، ويطلبوا ناموسَهُ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 17 : 1 ـ 9 )
وبعد ستَّة أيَّام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنَّا أخاه وأصعدهم على جبل عالٍ منفردين وحدهم. وتجلَّى قُدَّامهم، وأضاء وجهه كالشَّمس، وابيضت ثيابه كالنُّور. وإذا موسى وإيليَّا قد ظهرا له يُخاطبانه. فأجاب بطرس وقال ليسوع: " ياربُّ، إنَّهُ حسنٌ لنا أن نكون ههنا! أتشاء أن نصنع هنا ثلاث مظالَّ. واحدةً لك، وواحدةً لموسى، وواحدةً لإيليَّا ". فبينما هو يتكلَّم وإذا سحابةٌ نَيِّرةٌ قد ظلَّلتهم، وإذا صوتٌ من السَّحابة قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذي سُرت به نفسي فأطيعوه ". فلمَّا سمع التَّلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدّاً. فجاء إليهم يسوع ولمسهم وقال لهم: " قوموا ولا تخافوا ". فرفعوا عيونهم فلم يروا أحداً إلاَّ يسوع وحده.وفيما هم منحدرين من الجبل أوصاهم يسوع قائلاً: " لا تُعلِموا أحداً بالرؤية إلى أن يقوم ابن البشر من الأموات ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
( 11 : 17 ـ 27 )
وبالإيمان قرَّب إبراهيم إسحق حين جُرِّبَ. وقرَّب ابنه الوحيد ذاك الذي قَبِلَ المواعيد بسببه، الذي قيل له: " أنه بإسحق يُدعى لك زرعٌ ". وافتكر في نفسه أنَّ الله قادرٌ أن يقيمه من الأموات، فمن أجل هذا أخذه بمثلٍ. بالإيمان من أجل ما سيكون بَارَكَ إسحق يعقوب وعيسو. بالإيمان يعقوب عند موته بَارَكَ كل واحد من ابني يوسف، وسجَد على رأس عصاه. بالإيمان يوسف عند موته ذكر خروج بني إسرائيل وأوصى من أجل عظامه. بالإيمان موسى، لمَّا وُلِدَ، أخفاه أبواه ثلاثة أشهر، لأنَّهم رأيا أنَّ الصَّبيَّ جميلاً، ولم يخافوا من أمر الملك. بالإيمان موسى لمَّا كَبِرَ أنكر أن يُدعَى ابناً لابنة فرعون، وشاء بالأحرَى أن يتألم مع شعب الله أفضل من أن يتنعَّم بالخطيَّة زمناً يسيراً، إذ جعل عار المسيح عنده أنه غنىً عظيماً أوفر من كنوز مصر، لأنه كان ينتظر حُسن المُجازاة. بالإيمان ترك مصر ولم يَخفْ من غضب الملك، لأنه كان مداوماً للغير منظور كأنَّهُ واحدٌ منظورٌ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
( 1 : 19 ـ 2 : 1 ـ 8 )
وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذي هو نعم ما تصنعونه إذا تأملتم إليه، كمثل سراج مُضيءٍ في موضع مُظلم، حتى يظهر النَّهار، والنُّور يُشرق ويظهر في قلوبكم، وهذا أولاً فاعلموه: أن كل نبوَّات الكتب ليس تأويلها فيها من ذاتها خاصة. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّة في زمان، بل تكلَّم أُناس بإرادة الله بالروح القدس.وقد كانت أنبياء كذبة في الشَّعب، مثل ما يكون فيكم مُعلِّمون كذابون، هؤلاء الذين يأتون ببدع هلاك. والسيِّد الذي اشتراهم يجحدونه، ويجلِّبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وكثيرون ينجذبون نحو نجاساتهم، ومن قِبَـلِهم يُجدَّف على طريق الحقِّ. وبالظُّلم وكلام الباطل يتَّجرون بكم، هؤلاء الذين دينونتهم مُنذ البدءِ لا تبطل، وهلاكهم لا ينعس. فإن كان الله لم يُشفِق على الملائكة الذين أخطأوا، لكن أسلَّمهم في وثـاق الظُّلمة والزمهرير ليُحفَظوا للدينونة مُعـذَّبين، والعـالم الأول لم يُشـفِـق عليه، لكن نوحـاً الثَّامـن المُنـادِي بالبِّر حفظه، وأتى بماء الطُّوفان على العالم المُنافق. والمدن الأُخر سادوم وعامورة أحرقهما وحكم عليهما بالخسف، وجعلهما عِبرةً للمنافقين الذين سيكونون، والصدِّيق لوط خلَّصه من ظلمهم، ومن تقلبهم الرديء وسلوكهم النجس. لأنَّه بالنَّظر والسَّمع كان الصدِّيق ساكناً بينهم، ويوماً فيوماً كانوا يُحزِنون نفس الصدِّيق بأعمال مُخالفة للنَّاموس.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 15 : 21 ـ 29 )
لأنَّ موسى منذُ الأجيال الأولى كان له من يكرز به في كُلِّ مدينةٍ، في المجامع إذ يقرأونه في كل سبتٍ. حينئذٍ رأى الرُّسل والقسوس وكل الكنيسة أن يختاروا رجالاً منهم ليرسلوهم إلى أنطاكية مع بولس وبرناباس: يهوذا الذي يُدعَى برساباس، وسيلاس، رجلين مُتقدِّمين في الإخوة. وكتبوا بأيديهم هكذا: " الرُّسل والقسوس والإخوة يُهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأُمم في أنطاكية وسوريَّة وكيليكيَّة: إذ قد سَمعنا أن قوماً منكم قد خرجوا فأقلقوكم، إذ يميلون أنفسكم بأقوال التى لم نقولها. فقد رأينا واجتمعنا برأيٍ واحدٍ واخترنا رجليْن وأرسلناهما إليكم مع حبيبينا برناباس وبولس، أُناس قد بذَّلوا أنفسهم عن اسم ربِّنا يسوع المسيح. فأَرسلنا معهما يهوذا وسيلاس، وهما أيضاً يخبرانكم بهذا القول. لأنَّ الرُّوح القدس قد ارتضَى ونحن أيضاً أن لا نزيد عليكم ثقلاً أكثر، غير هذه الضرورية: احفظوا نفوسكم من ذبائح الأوثان، ومن الدم الميت، والمخنوق، ومن الزنى، وهذه إذا حفظتم نفوسكم منها فَنِعِمَّا ما تصنعون. كونوا مُعَافينَ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم العشرون من شهر كيهك المبارك
نياحة الصدِّيق حجي النبي
في هذا اليوم تنيَّح الصدِّيق حجي النبي. كان هذا البار من نسل هرون الكاهن من قبيلة لاوي. وهو أحد الاثنى عشر نبياً الصغار. ولمَّا سبَى نبوخذ نصر الملك يهود أُورشليم وأخذهم إلى بابل، كان والدا هذا النبي من جملتهم، فرزقهما اللـه به هناك. وقد عادَ إلى أُورشليم صُحبة زَرُبَّابِل الوالي ابن شَألتِئِيل وسائر الشعب. وتنبأ في السنة الثانية من مُلك داريوس ملك الفُرس الذي مَلَكَ في سنة 3484 للعالم أي بعد رجوع بني إسرائيل من سبي بابل بخمس عشرة سنة. ووجَّه هذا النبي نبوَّته بأمر اللـه إلى زَرُبَّابِل ثم يهوشع بن يهوصادق الحَبر العظيم، تحريضاً لليهود على إتمام تجديد هيكل سليمان بن داود الذي كانوا قد ابتدأوا في تشييده بعد رجوعهم من السبي. ثم انصرفوا عنه إلى إقامة بيوت لهم. فبكَّتهم النبي على سُكناهم في بيوت مُزيَّنة وبيت اللـه خراب. وقال لهم: إنهم إن لم يهتموا ببيت اللـه ويبنوه كما ينبغي فإن الرب يقطع أرزاقهم، ويُقلل ثمر زراعاتهم، ويجعل القحط والعطش من نصيبهم، ويُقلل البركة من تجارتهم. فسمع أبرار الشعب قوله وخافوا وعِيْد الرب وبنوا البيت كما ينبغي. وقد أعلن للشعب بعد الفراغ من بنائه أن الربَّ قد سُرَّ بذلك. وعاش هذا النبي أكثر من سبعين سنة، وسبق مجيء السيد المسيح بأربع مائة وثلاثين سنة. وتنيَّح بسلام ودُفِنَ في قبر الكهنة بأُروشليمَ. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 99 : 6-7 )
مُوسَى وهارونُ في كهنتهِ. وصَموئيلُ في الَّذينَ يَدعونَ بِاسمهِ. كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 23 : 14 ـ 36 )
الويلُ لكُم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنَّكم تُغلقون ملكوت السَّموات قُدَّام النَّاس، فأنتُم لا تدخلون ولا تدعون الآتين أن يدخلوا. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنَّكم تطوفون البحر والبر لتصنعوا غريباً واحداً، وإذا كان فتصيرونه ابناً لجهنَّم مضاعفاً عليكم. ويلٌ لكم أيُّها القادة العميان القائلون: من يحلف بالهيكل فليس بشيءٍ، ومَن يحلف بذهب الهيكل كان عليه. أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظـم: الذَّهب أم الهيكل الذي يُقدِّس الذَّهب؟ ومن يحلف بالمذبح فليس بشيءٍ، ومن يحلف بالقربان الذي فوقه كان عليه. يا أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظم: القربان أم المذبح الذي يُقدِّس القربان؟ فمَن يحلف بالمذبح فقد حلف به وبكلِّ ما فوقه. ومَن يحلف بالهيكل فقد حلف به وبالسَّاكن فيه، ومَن يحلف بالسَّماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُعشِّرون النَّعناع والشِّبثَّ والكمُّون وتركتم عنكم أثقل النَّاموس: الحكم والرَّحمة والإيمان. وكان يجب أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أيُّها القادة العُميان، الذين يُصفُّون عن البعوضة ويبلعون الجمل. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون، لأنكم تنظفون خارج الكأس والصَّحفة، وداخلهما مملوء اختطافـاً ونجاسـة. أيُّها الفريسـيُّ الأعمى، طهِّـر أولاً داخل الكأس والطاس لكي يتطهَّر خارجهما. الويلُ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنَّكم تُشبهون قبوراً تبدو مُبيَّضة خارجها يظهر حسناً، وداخلها مملوء عظام أمواتٍ وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضاً: تبدو ظواهركم للنَّاس مثل الصدِّيقين وبواطنكم مُمتلئة رياءً وكل إثم. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتُزيِّنون مدافن الأبرار، وتقولون: لو كُنَّا في أيَّام آبائنا لم نكُن شركاءهم في دم الأنبياء. فتشهدون إذاً على نفوسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء. وأكملتم أنتم أيضاً مِكيال آبائكم. أيُّها الحيَّات أولاد الأفاعي، كيف تهربون من دينونة جهنَّم؟ من أجل هذا هأنذا أُرسِل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة، فتقتلون منهم وتَصلِّبونَ، وتجلِدون منهم في مجامعكم، وتطردونهم من مدينة إلى مدينة، لكي ما يأتي عليكم كل دم زكيٍّ سُفِكَ على الأرض، من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريَّا بن براخيَّا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحقَّ أقول لكم: إن هذه جميعها تأتي على هذا الجيل.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #61
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-30-2014, 01:27 PM
Parent: #60

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 10-1-2010

ما يُرى وما لا يُرى


كل الأمور التي تُرى هي أمور وقتية، تعيش في وقت معين، ثم تنتهي أو تزول، مثل المادة والعالم والجسد أما الأمور التي لا تُرى، أي غير المرئيات، فإنها أبدية لا تزول. فم هي إذن المرئيات؟ وما هي غير المرئيات؟...

** من الأشياء التي لا تُرى، الأبدية، أي الحياة في العالم الآخر. والذي يفكر في أبديته، إنما بالطبع يفكر في غير المرئيات، أي في، ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، وما لم يخطر على بال إنسان. سعيد ومبارك هو الذي يفكر في الأبدية. إنه بلا شك سوف يعدّ نفسه لها. وبالتالي سوف يبتعد عن كل ما يمنع تمتعه بها، وأقصد ذلك التمتع بالأمور التي لا تدخل تحت مستوى الحواس، وما فيها من فرح لا يُنطق به وعجيب. وهو فرح دائم، لا يستطيع أحد أن ينزعه منا.

وفى الأبدية توجد أيضًا المتعة بعشرة الله الذي هو أيضًا في عالمنا يرانا ونحن لا نراه... فليتنا ننشغل بالله الذي نعدّ أنفسنا للحياة في الأبدية، حيث تكون السعادة التي هي فوق إدراكنا...

** وفي الأبدية سوف نرى الملائكة الذين يحيطون بنا هنا، ونحن لا نراهم بعيوننا هذه المادية. وكذلك سوف نرى أرواح الأبرار القديسين من البشر الذين سبقونا إلى العالم الآخر... أما الآن، فإننا ننظر إلى كل هؤلاء بالروح وبالإيمان. ونستحي من حضرتهم بيننا، إن فعلنا خطية...

** الروح أيضًا هي من الأشياء التي لا تُرى. أما الجسد فإنه من المرئيات. لذلك فإن الشخص الروحي المحب لله، لا يعيش ناظرًا باستمرار إلى الجسد وطلباته، إنما بالأكثر إلى الروح، فيهتم بها وبغذائها الروحي، وبمصيرها الأبدي، وبما يربطها بالله ويجعلها دائمًا معه.

** والذي ينظر دائمًا إلى غير المرئيات، فإنه يهتم بالمعنويات، وبالإيمان، وعمل الخير. والإنسان الذي يعيش في الإيمان، إنما ينظر دائمًا إلى ما لا يُرى، وإلى الأبدية التي يشتاق إليها وهو لا يراها.

وفى كل أمورنا، ننظر إلى قوة الله غير المنظورة العاملة معنا، ولا ننظر إلى ضعفنا الظاهر والمشاكل التي أمامنا... إن موسى النبي لم ينظر إلى البحر العظيم الذي يراه أمامه، وإنما إلى قوة الله غير المرئية، التي تستطيع أن تشق البحر له بعصاه.

** ننتقل إلى الحديث عن المرئيات: لاشك أن في أولها المادة. والمادة وقتية، لا تدوم إلى الأبد بل تزول. إن لم نفارقها نحن، فهي ستفارقنا. ومهما كنزنا لنا كنوزًا من الماديات أموالًا وعقارات وحسابات في البنوك... فإننا سوف لا نأخذها معنا حينما نفارق هذا العالم. فخير لنا إذن أن نكنز لنا كنوزًا في السماء. فإنها ستبقى لنا حيث نلقاها هناك. وتلك الكنوز السمائية هي كل خير نعمله على الأرض، وكل إحسان نعطيه للغير.

** ومن الأشياء الوقتية أيضًا، هذا العالم الحاضر الذي سوف يزول وشهوته معه.

ومن هنا وجدنا أن الرهبان والنساك قد بدأوا حياتهم الروحية بالموت عن العالم أو بالبعد عن العالم. ولعل البعض منكم يسأل: ماذا أفعل أنا عمليًا: كيف اترك العالم وما فيه من المادة، وأنا أحيا في العالم؟ أقول لك: عش في العالم، ولكن لا تجعل العالم يعيش فيك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). يمكنك أن تملك المادة، ولكن لا تجعل المادة تملكك. تعيش في العالم، دون أن تجعله يدخل إلى قلبك، وإلى فكرك ومشاعرك. تستعمل ما فيه من مادة. وأنت متحرر في الداخل من سيطرتها ومن محبتها.

وكل ما تفقده من أمور العالم، لا تحزن عليه، لأنه سوف لا يصحبك في اليوم الأخير. وردد باستمرار هذه العبارة "ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!

** والإنسان الروحي الذي لا تملكه محبة الماديات. يعيش بلا شك سعيدًا ويتحرر من الشهوة ومن الخوف. وفي ذلك قال القديس أغسطينوس: "جلست على قمة العالم، حينما أحسست في نفسي أني لا أشتهى شيئًا ولا أخاف شيئًا". فالإنسان الذي ارتفع فوق مستوى الماديات، هو حصن منيع لا ينهدم. إنه فوق العالم، وفوق الجسد أيضًا. أليس الجسد المادي كذلك هو من الأمور المادية الزائلة. إذ سيأتي وقت سننطلق منه، ويأكله الدود، ويتحول إلى تراب!!

إذن عش في الروح، واهتم بها. فالروح من الأمور التي لا تُرى. وبالروح تخلص من شهوات الجسد. أما الأمور المرئية فلا تهتم بها، ولا تسبب لك همًا. وفي قمة هذه الأمور، المال. والعيب ليس هو في المال، ولكن في محبته. ذلك لأن كثيرًا من الأغنياء صنعوا به خيرًا. والبعض أعطى كل ماله للفقراء كالقديس أنطونيوس مؤسس الرهبنة. إذن استعمل المال، ولكن لا تتكل عليه، ولا تصل إلى الكبرياء بسببه. واكنز به لك كنوزًا في السماء... ولا تظن أن كثرة العطاء للفقراء والمحتاجين، إنما تقلل مالك. كلا، بل هي تمنحه بركة فيزداد.

** هناك نقطة هامة في تمييز غير المرئيات على المرئيات، وهى ما نراه في قصص الشهداء القديسين. وكيف أنهم تقدموا إلى الموت، غير ناظرين إلى العالم وكل ما فيه من متع أرضية مؤقتة، ورافضين الإغراءات التي عُرضت عليهم. ذلك لأنهم كانوا مركزين كل اهتمامهم في الحياة التي بعد الموت، الحياة الأبدية التي لا تُرى. ولكن فيها كل البركة وكل السعادة. وأيضًا كانوا لا ينظرون إلى الملكوت الأرضي، بل إلى الملكوت السماوي الذي لا يرونه بالعين المادية، لكنهم يرونه بالإيمان.

حقًا إن النظر إلى ما لا يُرى، ينجى العالم من كل المذاهب المادية، ومن كل الاتجاهات الإباحية غير الأخلاقية.
+++

Post: #62
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 12-31-2014, 11:04 PM
Parent: #61

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء)
صوم الميلاد المجيد
31 ديسمبر 2014
22 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 7 ، 8 )
يُعسكِر ملاكُ الربِّ حول كل خائفيه ويُنجِّيهم. ذوقوا وانظروا ما أطيَب الربَّ. طوبى للإنسان المُتَّكِل عليه. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 24 ـ 28 )
حينئذٍ قال يسوع لتلاميذه: " مَن يريد أن يتبعني فَليُنكِر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنَّ مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكُها، ومن يُهلِكُ نفسه مِن أجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه؟ أو ماذا يُعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأن ابن الإنسان سـوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذٍ يُجازي كل واحدٍ حسب أعماله. الحقَّ أقول لكم إن من القيام ههنا قوم لا يذوقون الموت حتَّى يروا ابن الإنسان آتياً في مجد أبيه ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 97 : 8 )
اسجُدُوا لهُ يا جَمِيعَ ملائكته. سَمِعتْ صِهيَونُ فَفَرِحَتْ، وتهلَّلتْ بناتُ اليهوديَّةِ مِنْ أجْلِ أحكامِكَ ياربُّ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل مُعلمنا متى البشير ( 18 : 10 ـ 20 )
اُنظروا، إذاً لا تحتقروا أحد هؤلاء الصِّغار، لأني أقول لكم أن ملائكتهم في السَّموات كلَّ حينٍ ينظرون وجه أبي الذي في السَّموات. لأن ابن الإنسان قد جاء ليُخلِّص ما قد ضلَّ. ماذا تظنون؟ إن كان لأحد مئة خروفٍ، وضلَّ واحدٌ منها، أفلا يترك التِّسعة والتِّسعين على الجبال ويذهب ويطلب الضَّالَّ؟ وإذا حصل ووجده، فالحقَّ أقول لكم أنه يفرح به أكثر من التِّسعة والتِّسعين التي لم تَضلَّ. هكذا ليست مشيئة أبي الذي في السَّموات أن يَهلِك أحد هؤلاء الصِّغار. وإذا أخطأ إليكَ أخوكَ فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إنْ سمع منكَ فقد ربحتَ أخاكَ. وإنْ لم يسمع منكَ، فخذ معك أيضاً واحداً أو اثنين لكي تقوم كلُّ كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة. وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كوثنيٍّ وعشار. الحقَّ أقول لكم: كلُّ ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السَّموات، وكلُّ ما تَحلُّونَه على الأرض يكون محلولاً في السَّموات. وأقول لكم أيضاً: إن اتَّفق اثنان منكم على الأرض لأي شيءٍ يطلبانه فإنه يكون لهما مِن عند أبي الذي في السَّموات. لأنَّه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثةٌ بِاسمي فهُناك أكونُ في وسَطِهم.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
( 2 : 5 ـ 18 )
فإنه لملائكةٍ لم يُخضِع " العالم العتيد " الذي نتكلم عنه. لكن شهد لنا واحدٌ في موضع قائلاً: " مَن هو الإنسان حتَّى تذكره، أو ابن الإنسان حتَّى تفتقده؟ أنقصته قليلاً عن الملائكة. بالمجد والكرامة كلَّلته، وأقمته على أعمال يديك. أخضعت كلَّ شيءٍ تحت قدميه ". لأنه إذ أَخضَعَ الكلَّ له لم يترك شيئاً غير خاضع له. على أنَّنا الآن لسنا نرى الكلَّ بعدُ مُخضَعاً له. ولكنَّ الذي أنقصه قليلاً عن الملائكة، يسوع، نراه مُكلَّلاً بالمجد والكرامة، من أجل ألم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كلِّ واحدٍ. لأنه لاقَ بذاك الذي من أجله الكلُّ وبه كان كلّ وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد، أن يُكمِّل رئيس خلاصهم بالآلام. لأن المُقدِّس والمُقدَّسين جميعهم من واحدٍ، فلهذا السَّبب لا يستحي أن يدعوهم إخوتي. قائلاً: " أُخبِّر بِاسمك إخوتي، وفي وسط الجماعة أسبِّحك ". ويقول أيضاً: " أنا سأكون مُتوكِّلاً عليه ". وأيضاً يقول: " ها أنا والأولاد الذينَ أعطانيهِم الله ". فإذ قد تشارك الأولاد في الدَّم واللَّحم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما، لكي يُبطل بموته ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين ـ خـوفاً من الموت ـ كانوا مذلولين كل حياتهم تحت العبوديَّة. لأنه حقّاً ليس يمسك الملائكة، بل يمسك نَسلَ إبراهيم. من أجل ذلك كان يجب أن يُشبِه إخوته في كلِّ شيءٍ لكي يكون رحيماً، ورئيس كهنة أميناً في ما لله لكي يغفر خطايا الشَّعب. لأنه في ما هو قد تألَّم مُجرَّباً يقدر أن يُعين المُجرَّبين.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 1 : 3 ـ 12 )
مباركٌ الله أبو ربِّنا يسوع المسيح، الذي بكثرة رحمته وَلَدَنَا ثانيةً لرجاء حيٍّ، بقيامة يسوع المسيح من الأموات، للميراث الذي لا يَبلى ولا يتدنَّس ولا يضمحلُّ، محفوظاً لكم في السَّموات، أيُّها المحروسون بقوة الله، بالإيمان للخلاص المُستَعدّ أن يُعلَن في الزمن الأخير. الذي به تبتهجون الآن يسيراً، وإن كان يجب أن تتألموا بتجارب متنوِّعة، لكي تكون صفوة إيمانكم كريمة أفضل من الذَّهب الفاني، المُجرَّب بالنَّار، لتوجَدُوا بفخر ومجدٍ وكرامةٍ عند استعلان يسوع المسيح، ذلك الذي وإن لم تعرفوه تحبُّونه. هذا الذي الآن لم تروه وآمنتم به، فتهللوا بفرح لا يُنطق به ومُمجد، وتأخذوا كمال إيمانكم وخلاص أنفسكم. لأنه من أجل هذا الخلاص قد طلب الأنبياء وفتَّشوا، الذين تنبَّأُوا عن النِّعمة التي صارت فيكم، وبحثوا عن الزمن وروح المسيح المُتكلِّم فيهم، إذ سبق فشهد على آلام المسيح، والأمجاد الآتية بعدها. الذين أُعلِنَ لهم أنهم ليسوا لأنفسهم كانوا يعملون، بل جعلوا نفوسهم لكم خداماً بهذه الأمور التي أُخبرتم بها أنتم الآن، بواسطة الذين بَشَّروكم بالرُّوح القدس المُرسَل من السَّماء. التي تشتهي الملائكة أن تطَّلع عليها.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
(10 : 21 ـ 33 )
فنزل بطرسُ إلى الرِّجال، وقال: " ها أنا الذي تطلبونه. ما هو الأمر الذي حضرتم لأجله؟ " فقالوا: " إن كرنيليوس قائد المئَة، رجلاً بارّاً وخائف من الله ومشهوداً له من جميع أُمَّة اليهود، أُوحيَ إليه بملاكٍ مقدَّسٍ أن يستدعيك إلى بيته ويسمع منك كلاماً ". فدعاهم إلى داخل وأضافهم. ثُمَّ في الغد قام وخرج معهم، وأتى معه إخوة آخرين من يافا.وفي الغد دخلوا قيصريَّة. وأمَّا كرنيليوس فكان ينتظرهم، وقد دعا أنسباءه وأصدقاءه الأخصة. وحدث لمَّا دخل بطرس سُرَّ به كرنيليوس وسجد واقعاً على قدميه. فأقامه بطرس قائلاً: " قم، أنا أيضاً إنسانٌ مثلك ". ثم دخل وهو يتكلَّم معه ووجد كثيرين مُجتمعين. فقال لهم: " أنتم تعلمون كيف هو مُحرَّمٌ على رجل يهوديٍّ أن يلتصق أو أن يسير مع أجنبيٍّ. وأمَّا أنا فقد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما أنه دنسٌ أو نجسٌ. فلذلك جئتُ من دون مناقضةٍ إذ استدعيتموني. فأسأل: لأيِّ سبب استدعيتموني؟ ". فقال كرنيليوس: " أنه منذُ أربعة أيَّام إلى هذه السَّاعة كنت أُصلِّي في بيتي نحو السَّاعة التَّاسعة، وإذا رجلٌ قد وقف أمامي بلباس أبيض. وقال: يا كرنيليوس سُمِعت صلواتك وذُكرِت صدقاتك أمام الله. فأرسِل إلى يافا واستدع سمعان المُلقَّب بطرس. إنه نازلٌ في بيت سمعان الدبَّاغ عند البحر. فأرسلتُ إليكَ حالاً. وأنت فعلت حسناً إذ جئتَ. والآن نحن جميعاً حاضرون ههنا أمام الله لنسمع كل ما أُمِرتَ به من قِبِلِ الربِّ.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثاني والعشرون من شهر كيهك المبارك
1. تذكار رئيس الملائكة الجليل غبريال المُبشِّر
2. نياحة القديس أنسطاسيوس بابا الإسكندرية السادس والثلاثون
1ـ في هذا اليوم تذكار رئيس الملائكة الجليل غبريال المُبشِّر، وتكريس كنيسته في مدينة قيسارية وظهور العجائب بها. هذا الملاك هو الذي أُرسِلَ إلى العذراء بالبشارة الكريمة. ولمَّا أتى إليها قال لها: " السَّلام لكِ أيتها المُمتلئة نعمة الربُّ معكِ ". وهو الذي بشَّر زكريا بولادة يوحنَّا المعمدان. فبمقدار ما لهذه البُشرى من فرح وسرور كذلك يجب علينا أن نجتمع في عيدهُ بنيَّةٍ صالحةٍ، متوسلين إليهِ أن يشفع فينا أمام اللـه ليحفظنا من فخاخ الشيطان. وينعم علينا بالخلاص من خطايانا.شفاعة هذا الملاك الجليل تكون معنا. آمين.
2ـ وفيه أيضاً من سنة 611م تنيَّح الأب القديس أنسطاسيوس السادس والثلاثون من باباوات الإسكندرية. كان هذا الأب من أكابر الإسكندرية وكان في أول أمره رئيساً على الديوان، ثم صار فيما بعد قساً على كنيسة الثغر الإسكندري وبعد قليل أُختيرَ للبطريركية. فاهتم بالكنائس اهتماماً زائداً، ورَسَمَ أساقفة وكهنة على الجهات الخالية، وشيَّد عدة كنائس، واسـتعاد من الملكييـن ما كانوا قد اغتصبـوه، لأنَّـه كان محبـوباً منهم لعلمه وفضله وتقواه. وأرجع كثيرين منهم إلى الإيمان الأرثوذُكسي.ولمَّا مات ملك القسطنطينية وشى بعض الأشرار إلى خليفته أن البطريرك لمَّا رُسِمَ حرم الملك وأمانته. فغضب الملك وأرسل إلى والي الإسكندرية أن يُسلِّم إلى أولوجيوس بطريرك الروم كنيسة قزمان ودميان وأوقافها. فحزن الأب من ذلك كثيراً، غير أن الرب عزَّاه من ناحية أُخرى، وذلك أن بطرس المُخالِف بطريرك أنطاكية كان قد مات وأُقيم عوضاً عنه راهب قديس عالم يُسمى أثناسيوس قَويم المُعتقد، الذي بمجرد أن صار بطريركاً عمل على تجديد الاتحاد بين كنيستي الإسكندرية وأنطاكية. فكتب رسالة بالإيمان المستقيم، وأرسلها إلى الأب أنسطاسيوس ففرح بها جداً وجمع بعضاً من الأساقفة والكهنة وقرأها عليهم، ثم ردَّ على الأب أثناسيوس بأنه يتمنى من صميم قلبه أن يراه. فحضر الأب أثناسيوس إلى الإسكندرية ومعه الأساقفة والكهنة. فلمَّا عَلِم بقدومه الأب أنسطاسيوس وكان بالاسقيط حضر إلى الإسكندرية وذهب إلى البحر مع الأساقفة والكهنة واستقبله بالتجلة والإكرام. ثم عقدوا مجمعاً بأحد الأديرة التي على ساحل البحر استمر شهراً وهم يتباحثون في أُصول الدين، ثم عاد البطريرك الأنطاكي إلى كرسيه بسلام. وكان الأب أنسطاسيوس مُداوماً على تعليم رعيته بنفسه وبكتبه. وكان من كثرة علمه وفصاحته يكتب كل سنة كتاباً، وقد ظل على الكرسي البطريركي اثنتىعشرة سنة وستة أشهر وعشر أيام. كتب أثناءها اثنى عشر كتاباً رتبها على حروف الهجاء القبطية أي أنه ابتدأ في أول سنة بحرف { الفا ـ A } وفي الثانية بحرف { فيتا ـ B } وهكذا إلى أن كتب الكتاب الثاني عشر ورسَمَهُ بحرف { لولا ـ L } . ثم تنيَّح بسلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 138 : 1,2 )
أَعترِفُ لكَ ياربُّ مِنْ كُلِّ قَلبي لأنكَ سَمِعتَ كُلَّ كلمات فَمي. أمام الملائكةِ أُرتِّلُ لكَ. وأسجُدُ قُدَّام هيكلكَ المُقدَّس. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1: 26 ـ 38 )
وفي الشَّهر السَّادس أُرسِلَ جبرائيل الملاك من عند الله إلى مدينةٍ من الجليل ا‘سمها ناصرةٌ، إلى عذراء مخطوبةٍ لرجلٍ مِن بيتِ دواد اسمه يوسف. واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال لها: " سلامٌ لكِ أيَّتُها المملوءة نعمة! الربُّ معكِ. مُبارَكةٌ أنتِ في النِّساء ". فلمَّا رأته اضطربت من الكلام، وفكَّرت ماذا يكون هذا السلام! فقال لها الملاك: " لا تخافي يا مريم لأنَّكِ قد وجدتِ نعمةً عند الله. وها أنتِ ستحبلينَ وتلدينَ ابناً ويُدعَى اسمه يسوع. هذا يكون عظيماً، وابن العليِّ يُدعَى ويعطيه الربُّ الإلهُ كرسيَّ داودَ أبيهِ، ويملك على بيتِ يعقوبَ إلى الأبدِ، ولا يكون لملكهِ انقضاءٌ ". فقالت مريم للملاكِ: " كيف يكون لي هذا وأنا لستُ أعرف رجلاً ؟ ". فأجاب الملاك وقال لها: " الرُّوح القُدس يحلُّ عليكِ، وقوَّة العليِّ تُظلِّلُكِ، فلذلك أيضاً المولود منكِ قدُّوسٌ ويُدعَى ابن الله. وهوذا أليصابات نسيبتُكِ هيَ أيضاً حُبلى بِابنٍ في شيخوختها، وهذا هو الشَّهر السَّادس لتِلكَ المدعوَّة عاقِراً، لأنَّه ليس شيءٌ عسيرٌ عند الله ". فقالت مريم للملاكِ: " هوذا أنا أَمَةُ الربِّ. ليكُن لي كقولِكَ ". فانصرف عنها الملاك.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #63
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-01-2015, 05:31 AM
Parent: #62

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 17-1-2010

العُمق.. أهميته وفاعليته


ونعنى به العمق في كل شيء: العمق في الصلاة، وفي التوبة، وفي العبادة عمومًا، وعمق الكلمة وتأثيرها، وعمق الخدمة، وعمق العطاء، وعمق الإيمان، وعمق المحبة والصداقة، وعمق الشخصية بصفة عامة.

** فمن جهة الصلاة كثيرون يصلون، ولكن ليس كل إنسان يصلى بعمق وتكون صلاته مقبولة. وهنا يعجبني قول المرتل "من الأعماق صرخت إليك يا رب" يقصد صرخت إليك من عمق القلب والعاطفة، من عمق الاستغاثة، وأنا في عمق ضعفي وعجزي وعدم قدرتي. من عمق قلبي طلبتك. من عمق الإيمان والثقة بأنك ستستجيب.

فليس المهم إذن في طول الصلاة وإنما في عمق المشاعر التي فيها. والصلاة التي بعمق فيها شعور بالصلة بالله. وهى صلاة بعاطفة وبفهم وتأمل وتركيز، صلاة بحرارة، وبإيمان... صلاة بروح وليست مجرد ألفاظ. فليس المهم في الصلاة مقياس الطول، بل مقياس العمق. هكذا ينبغي أن تكون صلواتنا، ونحرص أن تخرج من أعماقنا.

** ومن أمثلة الصلاة التي بعمق، صلاة إنسان مريض بمرض خطير، وهو في ساعاته الأخيرة وعلى حافة الموت. أنه حينما يصلى فمن أعماقه يتطلع إلى أبديته كيف تكون، أنها صلاة مصيرية لذلك تقال بعمق.

** إن عملًا واحدًا من أعمال الخير يعمله الإنسان بعمق، ربما توزن حياته كلها. ويبقى هذا العمل خالدًا، ويسجل في التاريخ من أجل عمقه.

مثال ذلك العمق الذي قدم به أبونا إبراهيم ابنه كمحرقة أمام الله. إنه كان في تقدمته هذه في عمق المحبة لله، وفي عمق الطاعة له، وفي عمق التسليم للإرادة الإلهية. كان في أعماق شعوره يحب الله أكثر من ابنه الذي ناله بعد صبر سنوات طويلة.

ومن أمثلة العمق في العطاء أيضًا من يقدم عشور أمواله إلى الله، وهو في منتهى العوز والاحتياج، أو يقدم بكور مرتب كان ينتظره منذ زمن ليسدد ديونه... ومن عمق العطاء أيضًا من يقوم بخدمة غيره أو إعانته في أهم أيام الامتحانات، وهو في حاجة إلى كل دقيقة... أو الذي يقدم أحد أعضاء جسده، تبرعًا لمريض محتاج إليه، حبًا في هذا المريض وإشفاقًا عليه... ومن عمق العطاء أيضًا الذي يستدين ليعطى إنسانًا معوزًا.

** أما من جهة العمق في الخدمة، فنذكر أولئك الذين ذهبوا إلى بلاد شعبها من أكلة لحوم البشر، لكي يدعوهم إلى الإيمان.

وهناك أمثلة عديدة لأشخاص أبرار كانت لهم خدمات عميقة، وهم لم يكونوا من رجال الدين، ولا ممن يعظون على المنابر. بل كان لهم العمق في العمل الفردي، وكان كل من يلتقي بهم يجذبونه إلى محبة الله، ويلهبون قلبه بكلمات النعمة التي تخرج من أفواههم.

ومن أمثلة ذلك الذين يخدمون في حل المشاكل العائلية، بكل تعب وعمق ومثابرة. وقد يقضى الواحد منهم أيامًا طويلة، يسهر ويحاور ويقنع لكي يدخل سلام الله إلى البيت وتحل المشاكل.

ومن أمثلة الذين يخدمون بعمق، أولئك الذين يعملون كل الجهد لجذب الأولاد المتسكعين في الشوارع أو في المقاهي أمام دور اللهو، ويحولونهم إلى أشخاص صالحين.

** ومن أمثلة العمق: عمق الكلمة التي تأتى بفاعلية كبيرة. مثال ذلك إنسان يكلمك بكلمة نصيحة أو حتى كلمة تحذير. فتلمس هذه الكلمة قلبك، ولا تفارق ذهنك إطلاقًا. تتمشي معك في الطريق، وتصاحبك في نومك وفي صحوك. وتعمل فيك عملًا كثيرًا. إنها كلمة قد خرجت من العمق، ووصلت إلى العمق. وكان لها تأثيرها وفاعليتها وقوتها. وأصبحت تعمل عملًا عميقًا مثلها.

** العمق في العبادة. كثيرون يهتمون بالمظهر الشكلي في العبادة دون عمقها. فقد يقوم الإنسان بصوم يرهق فيه جسده، ولكن بغير عمق في العمل الروحي أي في الانتصار على النفس وفي ضبط الإرادة والحواس والفكر. ولا يكون لهذا الصوم أي تغيير في حياته وطباعه وأخطائه. أما الذي يصوم بعمق روحي، وتصوم نفسه مع جسده، فهذا ينجح في حياته الروحية.

كذلك نفس الوضع بالنسبة للقراءة الروحية وعمقها وتأثيرها. فليس المهم أن تقرأ كمية كبيرة. وإنما ما تتركه هذه القراءة في نفسك من عمق وتأثير. ما أعجب الذين يكونون من علماء عصرهم في الكتب المقدسة، ولكن ليس لهم عمق فيها، لا في الفهم ولا في التطبيق، ولم يستفيدوا شيئًا.

** من جهة العمق في التوبة: نقول أن كثيرين تابوا ورجعوا كما كانوا، لأن توبتهم لم تكن بعمق. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما الذين تابوا بعمق، فقد كانت التوبة نقطة تحول مصيرية في حياتهم. لم يعودوا إلى الخطية مرة أخرى. بل تدرجوا من التوبة إلى النمو في حياة البر حتى وصلوا إلى درجات عالية من السمو الروحي.

إن الذين لهم خطايا يكررونها، لم يتوبوا بعد. والذين لا تصحب توبتهم مشاعر الانسحاق والندم، والشعور بعدم الاستحقاق، هؤلاء ليس لهم عمق في التوبة، وما أسهل رجوعهم إلى الخطية.

من جهة العمق في الصداقة والحب. قد يوجد صديق لك تدوم صداقته أعوامًا طويلة. ثم بسبب نقطة معينة أو وشاية، أو خبر غير صحيح قد سمعه، ينقلب ويتغير لأن صداقته لم تكن بالعمق الكافي ولا بالمحبة العميقة. أما المحبة العميقة فهي مثل محبة الأم لرضيعها. وأعمق مثال للمحبة، المحبة التي تبذل حتى ذاتها.

** أما من جهة عمق الشخصية، فنقول إن الشخصية العميقة لها عمق في التفكير والتدبير، وعمق في الذكاء والفهم. الشخص منهم له ذكاء شمولي، يشمل كل شيء. إذا بحث موضوعًا، يفكر فيه من جميع زواياه، ويعمل حسابًا لكل النتائج وردود الفعل. وإذا تكلم يتكلم بعمق. وكل مسئولية تعهد إليه، يتناول كل شيء فيها بعمق. وكذلك التلميذ الذي يذاكر بعمق، فأنه يذاكر بفهم وتركيز، وبعقل منتبه، لا ينسى. ليس المهم عنده عدد ساعات مذاكرته، إنما عمق الفهم والحرص.
+++

Post: #64
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-01-2015, 05:32 PM
Parent: #63

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 24-1-2010

محبة الخير، ومحبة الغير


الخير في معناه الإيجابي هو البر والفضيلة والنقاوة. وفي معناه السلبي هو البعد عن الخطأ بكل معانيه وتفاصيله.

ونحن حينما نتكلم عن الخير في حياتنا لا نقصد إطلاقًا مجرد عمل الخير، وإنما محبة الخير. فالله تبارك اسمه لا يهمه الخير الذي نعمله مضطرين أو مجبرين. كما لا قيمة للخير الذي نبغي من وراءه مديحًا أو مجدًا من الناس أو إعجابًا. لأننا في هذه الحالة يكون حبنا هو للمديح والإعجاب وليس للخير. كما أننا ننال أجرًا على ما فعلناه هنا على الأرض. وأحيانًا قد يفعل الإنسان الفضيلة أو الخير خوفًا أو خجلًا من انتقاد الناس، أو اتقاءً للعقوبة، أو حفظًا لسمعته، أو مجاملة، أو مجاراة للمجتمع، أو رياءً... بينما تكون محبة الخطية في أعماقه. إذن أهم ما نريده هو محبة الخير.

** إن الخير مصدره هو الله القدوس الذي يدعو إلى الخير، ويساعد الناس على عمله. لذلك إن ابتعدنا عن الله، تبتعد طبيعتنا عن الخير. كما أننا إذا ابتعدنا عن الخير نكون قد ابتعدنا عن الله.

إن الذي يحب الخير، سيجد أنه قد ارتفع فوق مستوى الصراع مع الخطية. فالمرحلة التي يشتهى فيها الجسد ضد الروح، وتشتهي الروح ضد الجسد، هي مرحلة خاصة بالمبتدئين الذين يجاهدون ضد الجسد غير الخاضع للروح. أمَّا الجسد النقي البار الذي يحب الخير، فهو لا يشتهي ضد الروح. بل إن الروح البارة هي التي تقود جسده نحو الخير.

الذي يحب الخير يُجاهد لكي يغصب نفسه على حياة الفضيلة. فمادام هو يحب الفضيلة، طبيعي أنه لا يغصب نفسه عليها. هذا البار قد أصبح الخير جزءًا من عناصر نفسه، يفعله تلقائيًا كشيء عادي طبيعي لا يبذل فيه جهدًا. يصير الخير في حياته كالنَّفس الذي يتنفَّسه، دون أن يشعر في داخله أنه يفعل شيئًا زائدًا أو عجبًا. لذلك فهو أيضًا لا يفتخر أبدًا بهذا الخير، باعتباره شيئًا عاديًا بالنسبة إليه.

ومحبة الخير توصل الإنسان بالطبيعة إلى محبة اللَّه الذي هو مصدر كل خير. فيحب اللَّه، ويحب وصاياه، ويحب نعمته التي تُشجِّع دائمًا على عمل الخير... هذا بعكس الخاطئ الذي يحب الخطية، ولا يستطيع أن يحب الله معها في نفس الوقت. لأنه لا شركة بين النور والظلمة، ولا خلطة بين البر والإثم. مثال ذلك الوجوديون الذين يظنون أن الله يُعطل ممارستهم لشهواتهم. فينكرون وجود الله الذي يدعو إلى الخير ويعاقب على تلك الشهوات.

** إن الخير هو الأصل في طبيعتنا البشرية، قبل أن نعرف الشر. الشر دخيل على طبيعتنا. ونحن حينما نحب الخير إنما رجوع إلى الطبيعة البشرية التي خلقنا الله بها وأيضًا نستعد للمصير الذي نصل إليه في الأبدية. وفي محبتنا للخير لا يكون لنا جهاد للوصول إليه. إنما يكون جهادنا في النمو في حياة الخير، والتدرج للوصول إلى خير أكبر ثم أكبر.

** وفي محبتنا للخير، نحب أن نوصل هذا الخير إلى الغير. ونقصد بالخير كل أخ لنا في البشرية أيًا كان نوعه أو لونه، وأيًا كانت علاقتنا بهذا الغير. سواء كان صديقًا لنا، أو عدوًا، أو مقاومًا، سواء كان بارًا أو خاطئًا. البار نحبه من أجل قدوته الصالحة. والخاطئ نحبه مصلين من أجله أن ينقذه الله من أخطائه ويقوده إلى الخير. ومحبتنا للناس توصلنا إلى محبتنا لله. لأنه إن كان أحد لا يحب أخاه في البشرية الذي يبصره، فكيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟!

** لذلك يا أخى القارئ إن أردت أن تحب الله، ابدأ أولًا بمحبتك للناس. أخدم الناس، ساعدهم،ٍ احترمهم، ابذل نفسك عنهم، أعط من قلبك حبًا لكل المحتاجين إلى الحب. أعط حبًا للأطفال، للعجزة والمسنين، للأيتام، للمحتاجين والفقراء، للمعوقين، للذين ليسوا لهم أحد يذكرهم. فإن أحببت كل هؤلاء ستجد أن محبة الله قد دخلت إلى قلبك بقوة، وستجد أيضًا أنك ترفع قلبك إلى الله ليساعدك على خدمتهم ومحبتهم، وأنك تشكره إذ قدم لك احتياجاتهم لتعطيهم.

أنت تحب الغير لأنه رعية الله. وتحبه لأنه يحبهم ويساعدك على محبتهم.

وحينما تحب الغير احرص أن تكون محبتك له محبة طاهرة نقية، ومحبة عملية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فلا تحب بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق. وفي محبة الغير احترس من المحبة الخاطئة التي تسبب ضررًا. ولتكن محبتك للغير محبة عادلة. ولا تكن محبتك له محبة الاستحواذ، أي المحبة التي تحبس محبوبها في حيزها الخاص. فالذي يحبس عصفورًا في قفص لكي يتمتع وحده بتغاريد العصفور.

وفى محبتك للغير عليك أن تحتمله في أخطائه وفي ضعفاته وفي نقائصه. وتحتمل التعب من أجل الغير. وثق أنك ستنال أجرتك من الله حسب تعبك في محبة الآخرين وفي خدمتهم وفي قيادتهم إلى الخير.

** ومحبة الغير تظهر أيضًا في المحبة الروحية التي تظهر في الرعاية وفي التعليم وفي الإرشاد، وفي حل مشاكل الناس، والتعب في إقناعهم بالسلوك السوي، والصلاة من أجلهم. والمحبة شجرة ضخمة كثيرة الثمار. ومن نوع ثمرها نعرف قيمتها ودرجتها.

** ومن جهة محبتنا للخطاة، لا يجوز لنا أن نحتقر هؤلاء الخطاة أو نوبخهم وننتهرهم، بل نقودهم بوداعة وحنو إلى التوبة. ونجاهد لأجل الساقطين لكي يعودوا إلى الله.

وفى محبتنا العملية، لا نكتفي بمجرد الإشفاق، أو إلقاء النصائح وإنما نبذل جهدًا عمليًا لسد احتياجات الناس، سواء كانت مادية أو معنوية.

وبمحبتنا للخير ومحبتنا للغير، نصل إلى نقاوة القلب وبذل الذات لأجل الآخرين.
+++

Post: #65
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-02-2015, 03:36 PM
Parent: #64

أحبائى الكرام ..

اليوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

بعد قليل ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..
alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #66
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-02-2015, 05:49 PM
Parent: #65

أحبائى الكرام ..


الآن ..

.. من قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..
alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #67
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-03-2015, 05:07 AM
Parent: #66

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 31-1-2010

نقاء القلب، وكمال التوبة

كمال التوبة ليس هو مجرد عدم فعل الخطية، إنما هو كراهية الخطية. أي أن القلب يكون قد تنقَّى تمامًا من كل محبة للخطية أو تجاوب معها. وهكذا يكون القلب نقيًا. إذن فالتوبة الكاملة هي علامة على نقاء القلب. ولكن ما هو المقياس الذي يثبت كمال التوبة؟

** قد يظن إنسان أنه تائب، بسبب أنه ترك الخطية الرئيسية التي تتعب ضميره، ولم يعد يسقط فيها الآن. أي أنه لم يعد يزنِ مثلًا، أو يسرق، أو يغش، أو يسكر، أو يرتشي. ولم يعد يرتكب خطايا في هذا المستوى. لذلك استراح ضميره، وظنَّ أنه تاب...! وربما في نفس الوقت يكون واقعًا في خطايا كثيرة يعتبرها طفيفة، ولا تدخل في مقاييسه الخاصة بالتوبة. مثل الحديث بافتخار عن النفس، والفرح لمديح الناس، وتبرير الذات باستمرار، والتشبُّث بالرأي الذي يقود إلى العناد، مع إهمال بعض عناصر العبادة كالصلاة مثلًا، وربما عدم احتمال الإساءة، وعدم دفع نصيب اللَّه في ماله... ومع هذا كله، ضميره لا يوبِّخه. لأنه لم يصل إلى المستوى الذي يتبكَّت فيه على أمثال هذه الأمور.

** أنه ولا شك مُحتاج إلى أن ترتقي مقاييسه الروحية، لكي يتوب عن أمثال هذه الخطايا التي يعتبرها طفيفة أو لا يلتفت إليها باهتمام! وعليه أن يطردها جميعها من قلبه ومن فكره. وهنا يصعد الإنسان درجة في سلم التوبة لكيما ينضج روحيًا، ويصير ضميره حساسًا جدًا. فهل إذا وصل إلى هذه الدرجة نحكم عليه بأنه وصل إلى نقاوة القلب؟ هنا نبدى ملاحظة هامة، لكي تكون لنا دقة في الحُكم وهى:

** رُبَّما هو لا يُخطئ، لأنَّ الشيطان قد تركه إلى حين. والشيطان حكيم في المحاربة بالخطيئة. يعرف متى يُحارب، وكيف يُحارب، وفي أيَّة خطية يُركِّز قتاله... فإن وجد شخصًا مُتحمِّسًا جدًا لحياة البِرّ، ومستعدًا، يتركه فترة حتى يثق هذا الإنسان بنفسه ثقة كاملة رُبَّما تدفعه إلى التهاون والتراخي وعدم التدقيق. ثم يرجع الشيطان إليه في وقت يكون فيه أقل استعدادًا وحرصًا فيسهل إسقاطه.

وهذه الفترة لا تكون فترة انتصار على الخطية، إنما فترة عدم قتال. إنها فترة راحة من الحروب الروحية، وليست انتصارًا من اللَّه. فإن وجدت نفسك لا تسقط في خطية مُعيَّنة، رُبَّما لا يعني هذا إنك تنقيت منها تمامًا. ورُبَّما يرجع السبب إلى أن الشيطان لا يُقاتلك بها حاليًا، أو رُبَّما الظروف الحالية غير مواتية، ولا توجد عثرات ومُسبِّبات للخطية، ولا ما يثيرك من جهتها! والشيطان لا يُقاتلك الآن، ليس حبًا في إراحتك، وإنما لأنه يجهز لك فخًا من نوع آخر. ورُبَّما يكون هذا الفخ هو الافتخار بنقاوتك.

** ومن الملاحظ أن بعض الخطايا لها مواسم، وليست دائمة. إنها مثل دورات الألم أو الوجع. تلف دورتها في عنف وشدة، ثم تهدأ، ثم تلف دورة أخرى، وهكذا... أو مثل نبات له أحيانًا موسم رقود وفي وقت آخر موسم أزهار وإثمار.

** أو من الجائز أن اللَّه تبارك اسمه أراد أن يريحك فترة من إرهاق الخطية حتى لا تبتلع نفسك من اليأس. لذلك تدركك مراحم الله، وتحفظك النعمة وتسندك ولو إلى حين. فتمُر عليك فترة هدوء لا تزعجك الخطية، لأنك غير مقاتل بها حاليًا.

أو من الجائز أنك مستريح الآن لأن صلوات قد رُفِعَت لأجلك، سواء من قديسين في السماء، أو من أحباء لك على الأرض. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). واستجاب الرب لهم، واسترحت من الخطية وضغطاتها.

** ولذلك نقول إن هناك فرقًا بين نقاوة الأطفال، ونقاوة الناضجين سِنًّا وروحًا. حقًا إن الأطفال لهم قلب نقي بسيط لم يعرف الخطية بعد، ولم يدخلوا بعد في حرب روحية، ولم تختبر إرادتهم بعد. أي أنهم لم يصلوا إلى السن التي تختبر فيها إرادتهم. وهم غير الكبار الناضجين الذين دخلوا في حروب العدو وقاتلوا وانتصروا، ورفضت إرادتهم الحرة كل إغراءات الخطية. هؤلاء لهم مكافأة الغالبين التي ليست للأطفال. وما أعظم الذين يصلون إلى نقاوة مثل نقاوة الأطفال بعد صراعات وحروب روحية خرجوا منها منتصرين.

والنقاوة الكاملة هي نقاوة من جميع الخطايا بكل صورها وأنواعها. سواء كانت بالعمل، أو بالفكر، أو بالحواس، أو بمشاعر القلب، أو بسقطات اللسان. ولا تظن إذن إنك قد وصلت إلى درجة نقاء القلب، إن كنت قد تخلَّصت من بعض الخطايا التي كان لها سلطان عليك، إنما النقاوة الحقيقية هي النقاوة الكاملة الشاملة بحيث لا يكون لأية خطية من الخطايا سلطان عليك، فهل أنت كذلك؟ وهل تنقيت من جميع الخطايا حتى التي تتنكر في كل فضيلة لتخدعك.

والنقاوة الحقيقية تكون نابعة من القلب وليست مظهرية خارجية. يذكرني هذا الأمر بأن كثيرًا من الوعاظ حينما يتكلمون عن حشمة المرأة، يركزون على ملابسها وزينتها وشكلها الخارجي، دون أن يهتموا بالقلب ومحبة العفة والحشمة فيه، هذا الذي إذا وصلت إليه المرأة، يكون من نتائجه تلقائيًا حشمة الملابس والزينة. كذلك ينبغي للعمل النقي، أن يكون نقيًا أيضًا في أهدافه ووسائله، ويحكم عليه ضمير صالح غير منحرف. ويعتبر الإنسان نقيًا تمامًا لو دخل في كل حرب مع الخطية في عمقها وشدتها ولم يهتز. فاختبار نقاوة القلب يأتي من الحروب الروحية الشديدة في استمرارها وإلحاحها. لأن الشخص قد ينتصر مرة، ولكنه لو استمرت الضغوط مدة طويلة ربما يضعف أمامها ولا يقوَ على المقاومة. والشيطان يختبر كل شخص، ويدرس نواحي الضعف فيه، ويضغط بشدة على نقط الضعف، وتزداد حروبه قسوة.

إن نقاوة القلب درجة عالية جدًا، لا تكون في بدء الحياة الروحية، إنما قد يصل إليها الإنسان بعد اختبارات طويلة منتصرًا على كل أنواع الخطايا، فكرًا، وقلبًا وحواسًا ولسانًا وجسدًا وعملًا.
+++

Post: #68
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-03-2015, 04:25 PM
Parent: #67

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 7-2-2010

نقاوة العقل الباطن والأفكار والظنون والأحلام


تحدثنا في المقال السابق عن النقاوة من الخطية ونود أن نتحدث اليوم عن نقاوة الأفكار.

والأفكار ليست عواقر بينما هي تلد أفكارًا أخرى من نوعها أو بأنواع شتى. والذي يريد النقاوة لأفكاره، ينبغي أن تنتقى حواسه أيضًا. فالحواس تلد الفكر: فما يراه الإنسان وما يسمعه وما يلمسه... يفكر فيه أيضًا. فإن أردت النقاء لفكرك، ولتكن حواسك نقية أيضًا، لا تجلب للفكر ما يدنسه.

** ونقاوة الفكر يلزمها أيضًا نقاوة القلب. وما يختزن في هذا القلب من مشاعر ومن رغبات ومن شهوات وما يكُنز فيه. فالإنسان الصالح من الكنز الصالح الذي في قلبه يخرج الصلاح. والإنسان الشرير من المكنوز الشرير الذي في قلبه يخرج الشر. وهكذا كما يقول المثل "كل إناء بما فيه ينضح".

** والأفكار إذا تعمقت في الإنسان تختزن في عقله الباطن. وربما تخرج من العقل الباطن على هيئة ظنون أو أحلام أو تفاهات كثيرة. فإن كانت لك ظنون سيئة، أي تظن في بعض الناس ظنونًا تسئ إليهم على غير حقيقتهم، فاعرف حينئذ أن قلبك لم يتنقى بعد، وأن عقلك الباطن لم يتنقى أيضًا. لأن الإنسان صاحب القلب النقي، دائمًا تكون أفكاره نقية، ولا يظن السوء. وعلى قدر إمكانه يأخذ الأمور ببراءة وطهارة، ولا يحكم بالسوء على أحد إلا إذا كانت الخطية واضحة تحمل دينونتها في ذاتها. أما الأمور التي تحمل وجهين، لأنه يأخذ الوجه المنير منها. من أجل هذا، فإن أمثال هؤلاء الأشخاص يكونون في علاقة حسنة مع الناس. لأنهم لا ينسون خطئًا لأحد، كما يعزرون الناس في تصرفاتهم.

** ولعلك تسأل: هل معنى هذا أن القلب النقي لا تحاربه ظنون وأفكار شريرة؟ نقول: نعم قد تحاربه الأفكار من الخارج، دون أن تنبع من داخله. بل على العكس يكون من الداخل رافضًا لها، لا يقبلها، بل يطردها بسرعة. والخديعة التي يتعرض لها البعض هنا، هي أن يستبقى الفكر الشرير، ولو بحجة فحصه أو محاربته، أو بنوع من الفضول ليرى إلى أين ينتهي! فتكون النتيجة أن يدنسه الفكر ويفقده نقاوته. والوضع السليم هو طرد الفكر بسرعة، لأن القلب النقي يشمئز من الأفكار الخاطئة، ولا يقبل حتى مجرد فحصها.

** ولا يفوتنا إذن أن نتحدث عن الأحلام. والأحلام على أنواع منها أحلام نجسة، وأحلام مرعبة مخيفة، وأحلام بأنواع أخطاء كثيرة، وأحلام تحوى قصصًا أو أفكارًا تافهة. فهل الأحلام الدنسة أو الأحلام الخاطئة، تعتبر خطيئة يُحاسب الإنسان عليها أمام الله وأمام الضمير؟ المعروف أن الإنسان لا يُحاسب إلا على الأعمال الإرادية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والبعض يظن أن الأحلام غير إرادية لأن الإنسان يكون أثناءها ليس في وعيه ولا في إرادته!! ولكننا نقول إن الأحلام وإن كانت غير إرادية أثناء النوم، ولكنها ترجع إلى إرادة سابقة قبل النوم ولو بأيام. ولا يمكن أن يحلم الإنسان بأشياء ضد إرادته. وهكذا يمكن أن نعتبر الأحلام شبه إرادية، لأنها تتعلق بإرادة سابقة. فالإنسان مثلًا لا يمكن أن يحلم بأنه يزنى أو يقتل أو يسرق ويشتم، إلا لو كان في قلبه ميل لهذه الأمور. والأحلام تنبع أيضًا من صور وقصص ورغبات كامنة في العقل الباطن.

** وماذا إذن عن الأحلام المخيفة؟ كإنسان يحلم مثلًا بأسد يفترس... نجيب بأن هذا الإنسان لابد أنه رأى أسدًا في حديقة الحيوان أو في سيرك أو صورة أسد في مجلة أو أسد يفترس في فيلم أو في قصة. ومن مجموعة هذا كله يحلم بشيء من هذا مما يخيفه. يضاف إلى هذا عنصر الخوف الذي في قلبه وفي طبعه. ويمتزج كل هذا معًا ليظهر في حلم مخيف لأسد يفترس. ونفس الوضع نقول عن الخوف من القتل، أو الخوف من اعتداء الغير، أو الخوف من أحداث مرعبة ربما مصدرها قصص اختزنت في العقل الباطن نتيجة قراءات أو سماعات.

** الأحلام الخاطئة بصفة عامة، تدل على أن العقل الباطن يحوى رصيدًا قديمًا من الخطايًا، لم يتنقى بعد من صورها وقصصها وذكرياتها. فأما أن تكون ذاكرته لا تزال مدنسة بخزينها الرديء، أو أن هناك بعض مشاعر في القلب، كامنة في أعماقه لم تتنقى بعد. وهى مصدر أحلامه الخاطئة التي تعكر نقاوة ذهنه.

يحتاج مثل هذا الشخص أن يتنقى من ماضيه مثلما يتنقى من حاضره. وعلى أية الحالات قد تحتاج نقاوة الأحلام إلى فترة من الزمن، إلى أن يصبح الإنسان في وضع بعيد تمامًا عن الأحلام الشريرة. فبالوقت وعدم التكرار، تختفي مصادر هذه الأحلام من الذاكرة. ويختزن العقل الباطن بدلًا منها أمورًا نقية طاهرة، تتناسب مع حياة التوبة والنقاوة التي يحياها. وتكون مصدرًا لأحلام نقية تمامًا.

علينا إذن أن نسعى إلى تنقية العقل الباطن، بطرد ما فيه من خزين لأخطاء ماضية. ثم إلى تقديس هذا العقل الباطن، بما يشحن أو نشحنه فيه من أمور طاهرة نقية، تكون مصدرًا لظنون نقية، ولأحلام نقية. كذلك علينا أن ننقى فكرنا من حشوه بالأمور التافهة التي إن لم تكن خطية في ذاتها، لكنها مضيعة للوقت وسبب في طياشة الأفكار. لأننا أحيانًا قد نقف ونصلى، فتطيش عقولنا أثناء الصلاة بأفكار كثيرة. ذلك لأننا أعطينا تلك الأفكار عمقًا فينا، فأخذت سلطانًا علينا. لذلك احذر ولا تعطِ أمثال تلك الأمور عمقًا في فكرك أو في مشاعرك أو في وقتك. وإن سرقك الاعتياد القديم، استيقظ بسرعة. فإن يقظة العقل والجهاد مع الأفكار، يسبقان نقاوة العقل.

** أصعب درجة في النقاوة هي النقاوة من معرفة الخطية. فعندما خلق الإنسان كان بسيطًا طاهرًا لا يعرف إلا الخير فقط. وبالسقوط بدأ يعرف الخطية. وبمرور الوقت بدأت الخطية تتسلط عليه. وعاش في ثنائية الخير والشر. فمتى يأتي الوقت الذي نتخلص فيه تمامًا من معرفة الخطية. اعتقد أن هذه بركة لا ننالها إلا في الأبدية في العالم الآخر حيث لا معرفة للخطية على الإطلاق.
+++

Post: #69
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-03-2015, 08:23 PM
Parent: #68

هذا ما يفعله السيد المسيح ..

مع المعجزات الغريبة ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=8mYpjjCbtT4andfeature=youtu.bewww.youtube.com/watch?v=8mYpjjCbtT4andfeature=youtu.be

شاهدوا هذه المعجزات ..

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #70
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-03-2015, 08:27 PM
Parent: #69

مرة أخرى ..
محاولاً تعديل الخلل الفنى ..

http://youtu.be/8mYpjjCbtT4http://youtu.be/8mYpjjCbtT4

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #71
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-04-2015, 11:36 PM
Parent: #70

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد)
صوم الميلاد المجيد
4 يناير 2015
26 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 87 : 5 )
الأُمُّ صِهيون تقولُ: إنَّ إنساناً وإنسانٌ صارَ فيها، وهو العليُّ الذي أسسها إلى الأبدِ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 8 : 1 ـ 3 )
وبعد هذا كانَ يسيرُ في كُلِّ مدينةٍ و قريةٍ يَكرزُ ويُبشِّرُ بملكوتِ اللهِ، ومعهُ الاثنا عَشر. وبعضُ النِّساءِ كانَ قد أبرأهنَّ من أرواح شريرةٍ وأمراضٍ: مريمُ التي تُدعَى المجدليَّةَ التي أخرجَ منها سبعةَ شياطينَ. ويؤنَّا امرأةُ خوزي وكيلِ هيرودس، وسوسنَّةُ، وأُخَرُ كَثِيراتٌ كُنَّ يخدمنَهُ مِن أموالهِنَّ.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 96 : 13,11 )
فلتَفرح السَّمَواتُ ولتبتهج الأرضُ. وليتحرَّك البَحرُ وكُلُّ ملئهِ، يبتهجُ كُلُّ شجرِ الغابِ قُدامَ وجهِ الرَّبِّ. لأنَّهُ يأتي. أنَّهُ يأتي ليُدِينَ المسكونةَ بالعَدلِ والشُّعوبَ بحقِّهِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 3 : 28 ـ 35 )
الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ كل شيءٍ يُغفر لبني البشر الخطايا، وجميع التجاديفَ التي يُجدَّفونَها. ولكن مَن يُجدِّف على الرُّوح القُدس فلا يُغفرُ لهُ إلى الأبد، بل هو مُستوجبٌ دينونةً أبديَّةً ". لأنَّهم كانوا يقولون: " إنَّ رُوحاً نجساً معهُ ".فجاءت أُمُّهُ واخوتُهُ ووقفوا خارجاً وأرسلوا إليه يدعونهُ. وكانَ الجمعُ جالساً حولهُ، فقالوا لهُ: " هوذا أُمُّكَ واخوتُكَ خارجاً يطلبونكَ ". فأجابهم وقال: " مَن هيَ أُمِّي وإخوتي؟ ".ثمَّ نظر إلى الجالسينَ حوله وقال: " ها أُمِّي وإخوتي، لأنَّ من يَصنعُ مشيئة اللـه هو أخي وأُختي وأُمِّي ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلىأهل رومية
( 9 : 6 ـ 33 )
وكذلكَ لم تَسقط كلمةُ اللهِ قط. فليسَ جميعُ الذينَ مِن إسرائيلَ هُم إسرائيليُّونَ. ولا لأنَّهم من ذُريَّةِ إبراهيم هُم جميعاً بنون. بل " بإسحق يُدعَى لكَ نسلٌ ". ومعنى هذا أن ليس أولاد الجسدِ هُم أولادَ اللهِ، بل أولادُ الموعدِ هُم الذينَ يُحسَبونَ نسلاً. لأنَّ كلمةَ الموعدِ هيَ هذه: " أنا آتي نحوَ هذا الوقتِ ويكونُ لسارة ابنٌ ". وليس هيَ فقط، بل رفقةُ أيضاً، وهيَ حُبلَى مِن واحدٍ وهو إسحقُ أبونا. لأنَّهُ وهما لم يُولدا بعدُ، ولا فَعلا خيراً أو شرّاً، لكي يَثبُتَ قصدُ اللهِ حسب الاختيار، ليس من الأعمال بل من الذي يدعو، قِيلَ لها: " إنَّ الكبيرَ يُستعبدُ للصَّغيرِ ". كما هو مكتوبٌ: " أحببتُ يعقوبَ وأبغضتُ عيسو ".
فماذا نقول؟ هل عِندَ اللهِ ظُلماً؟ حاشا! لأنَّهُ يقولُ لموسى: " إنِّي أرحمُ من أرحَمُ وأتراءفُ على من أتراءفُ ". فإذاً ليس لِمَن يشاءُ ولا لِمَن يسعَى، بل الله الذي يَرحَمُ. لأنَّ الكتاب يَقُولُ لفرعونَ: " إنِّي لهذا بعينهِ أقمتُكَ، لكي أُظهِرَ فيكَ قُوَّتي، ولكي يُنادىَ بِاسمي في كُلِّ الأرض ". فإذاً هو يرحمُ من يشاءُ، ويُقسِّي مَن يشاءُ. فستقولُ لي: " لماذا يَلُومُ بعدُ، لأنْ مَن يُقاومُ مشيئته؟ " بلْ مَن أنتَ أيُّها الإنسانُ حتى تُجاوبُ اللهَ؟ ألعلَّ الجِبْلَةَ تقولُ لِجابِلها: " لماذا صنعتني هكذا؟ " أم ليسَ للخزَّاف سُلطانٌ على الطِّين أن يصنعَ من هذه العجنةِ الواحدةِ إناءً للكرامةِ وآخَرَ للهوانِ؟ فإنْ كانَ اللهُ، وهو يُريدُ أن يُظهِر غضَبهُ ويُرينا قُوَّتهُ، أتى بأناةٍ طويلةٍ آنيةَ غضبٍ مُهيَّأةً للهلاكِ. ولكي يُظهِر غِنَى مجدهِ على آنيةِ رحمةٍ قد سبقَ اللـهُ فأعدَّها للمـجدِ، التي أيضاً دعانا نحنُ إيَّاها، ليس من اليهودِ فقط، بلْ من الأُمم أيضاً. كما يقولُ في هُوشعَ أيضاً: " سأَدعُو الذي ليسَ بشعبي شعبي، و الَّتي ليست بمحبُوبةٍ محبُوبةً. ويكونُ في الموضعِ الذي قِيلَ لهُم فيه أنتُم لستُم شعبي، أنَّهُ هناكَ يُدعَونَ أبناءَ اللهِ الحيِّ ". وإشعياءُ يَصرُخُ من جهةِ إسرائيلَ قائلاً: " وإنْ كانَ عددُ بني إسرائيلَ كرملِ البحرِ، فالبقيَّةُ ستخلُصُ. لأنَّ الرَّبَّ مُتَمِّمُ أمراً و قاضٍ بهِ، لأنَّهُ يصنعُ أمراً مَقْضِيّاً بهِ على الأرضِ". وكما سبقَ إشعياءُ فقال: " لولا أنَّ ربَّ الجنودِ أبقَى لنا نسلاً، لصِرنا مِثلَ سدُومَ وشابهنا عَمُورةَ ".فماذا نقول؟ إنَّ الأُممَ الذينَ لم يسعوا في طلبِ البرِّ أدركوا البرِّ، البرِّ الذي من الإيمان. ولكن إسرائيلَ، وهو يَسعَى في طلبِ نامُوسِ البرِّ، لم يُدرِك النَّاموسَ! لماذا؟ لأنَّه‎ُ لم يكن من الإيمانِ، بل كأنَّهُ من الأعمالِ. فعثروا بحجرِ العثرةِ، كما هو مكتُوبٌ: " ها أنا أضعُ في صِهيونَ حجرَ عثرةٍ وصخرةَ شكٍ، وكُلُّ مَن يؤمنُ بهِ لا يُخزَى ".
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 24 ـ 3 : 1 ـ 3 )
أمَّا أنتُم أيضاً فما سمعتُموهُ مِنَ البدءِ فَليثبُت فيكم. إن ثَبتَ فيكُم ما سَمِعتُموهُ من البدءِ، فأنتم أيضاً تَثبُتُون في الابنِ والآب. وهذا هو الوعدُ الذي وعدَنا هو به: الحياةُ الأبديَّةُ. كتبتُ إليكُم هذا عن الذين يُضلُّونَكُم. وأمَّا أنتُم فالمَسحَةُ الَّتي أخذتُمُوهَا منهُ ثابتةٌ فيكُم، ولستُم مُحتاجين إلى أن يُكتب إليكُم، أو أن يُعلِّمَكُم أحدٌ، بل كما يُعلِّمكم هذا الرُّوح عَينُهُ، عن كلِّ شىءٍ، وهو حقٌّ و ليس كَذِباً. وكما علَّمَكُم فاثبتوا فيهِ.والآنَ يا بَنيَّ، اثبُتُوا فيهِ، حتى إذا أُظهِرَ تنالونَ دالةٌ، ولاتخجلون منهُ في مجيئهِ. فإن كُنتُنم قد رأيِتُم أنَّهُ بارٌّ. فاعلَموا أنَّ كُلَّ مَن يَصنعُ البرَّ مولودٌ منهُ.أُنظروا أيِّة محبَّةٍ أعطانا الآب حَتَّى نُدعَى أبناء اللهِ! مِن أجلِ هذا لا يعرفُنا العالمُ، لأنَّهُ لا يَعرفُهُ. يا أحبَّائي، الآن نحنُ أولادُ اللهِ، ولم يُظهَر بَعدُ ماذا سنكونُ. ولكن نعلمُ أنَّهُ إذا أُظهِر نكونُ مِثلهُ، لأنَّنا سنراهُ كما هو. وكُلُّ مَن عندهُ هذا الرَّجاءُ بهِ، يُطهِّرُ نفسَهُ كما أَن ذاك طاهرٌ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل
( 7 : 8 ـ 22 )
وأعطاهُ عهد الختانِ، وهكذا وَلَدَ إسحق وختنهُ في اليوم الثَّامن. وإسحقُ وَلَدَ يعقوبَ، ويعقوُب وَلَدَ رُؤساء الآباء الاثني عشر. ورُؤسـاء الآباء حسـدوا يوسف وباعوهُ إلى مصر، وكان اللهُ معهُ، وخلَّصه من جميع شدائدهُ، ومنحهُ نعمةً وحكمةً أمام فرعون ملك مصر، فجعلهُ مُدبِّراً على مصر وعلى كُلِّ بيتِهِ.ثُمَّ أتى جوعٌ على كُلِّ أرض مصر وكنعان، وضيقٌ عظيمٌ، فكان آباؤنا لا يجدونَ قمحاً. ولمَّا سَمِع يعقوبُ أنَّ في مصر قمحاً يُباع، أرسـل آباءنا أولاً. وفي المرَّة الثَّانية أظهر يوسف نفسه لإخوته، وتبيَّن لفرعون أصل يوسف. فأرسل يُوسفُ واستدعى يعقوبَ أباهُ وجميعَ عشيرتهِ، خمسةً وسبعينَ نفساً. فنزل يعقوبُ إلى مصر وتوفى هو وآباؤنا، ونُقِلَ إلى شكيم ووُضِعَ في القبر الذي اشتراهُ إبراهيم بثمنٍ من الفضَّة من بني حَمُورَ في شكيم. وكما كان يَقرُبُ زمان الموعدِ الذي أقسم به الله لإبراهيم، كان الشَّعبُ ينمو ويكثرُ في مِصرَ، إلى أن قام ملكٌ آخر على مصر لم يكن يعرف يوسف. فهذا دبَّر حيلةً على جنسنا وأساء إلى آبائنا، حتَّى ينبذُوا أطفالهم لكي لا يعيشوا.وفي ذلك الوقتِ وُلِدَ موسى وكان جميلاً مرضياً عند الله، هذا رُبِّيَ ثلاثة أشهُرٍ في بيت أبيه. فلمَّا طُرِحَ، أخذته ابنة فرعون وربَّته لنفسها ابناً. فتهذَّب موسى بكُلِّ حكمةِ المصريِّينَ، وكان مُقتدراً في كلامه وفي أعماله.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم السادس والعشرون من شهر كيهك المبارك
1. شهادة القديسة أنسطاسية
2. تذكار القديسة يوليانا الشهيدة
1ـ في هذا اليوم من سنة 304م استشهدت القديسة أنسطاسية، وقد ولِدَت هذه المُجاهدة بمدينة رومية سنة 275م. من أب وثني اسمه بريتاسطانوس وأُم مسيحية اسمها فلافيا. وهذه كانت قد عمَّدت ابنتها خفية عن والدها، ثم ربتها تربية حسنة. وكانت تُغذيها كلّ يوم بالتعاليم المسيحية، حتى ثبتت فيها ثباتاً يعسر معه انتزاعها منها.ولمَّا بلغت سن الزواج زوجها والدها رغم إرادتها من شاب وثني مثله. فكانت تُصلِّي إلى السيد المسيح بحرارة وتَضرُّع أن يُفرِّق بينها وبين هذا الشاب البعيد عن الإيمان.وكانت عند خروجه من البيت إلى عمله، تخرج هي أيضاً فتزور المحبوسين في سبيل الإيمان وتخدمهم وتُعزِّيهم، وتُقدِّم لهم ما يحتاجون إليه. ولمَّا عرف زوجها ذلك حبسها في المنزل وجعل عليها حراساً. فكانت تداوم على الطلب إلى اللـه والتضرُّع بالبكاء والانسحاق أن يُنقذها من يده. فاستجاب اللـه طلبتها وقبل تضرّعها وعَجَّلَ بموته.وللحال أسرعت في توزيع مالها على المساكين والمحبوسين من المعترفين والمُجاهدين لأجل الإيمان. ولمَّا وصل خبرها إلى فلورس الحاكم استحضـرها واستفسـر منها عن دينها، فأقـرت أنها مسـيحية، فتحـدَّث معهـا كثيراً، ووعدها بعطايا جزيلة، محـاولاً أن تعـدل عن رأيها. وإذ لـم تذعـن له عـاقبها بعقوبات كثيرة، ولمَّا حار في أمرها أمر باغراقها في البحر. ولكنها صعدت منه سالمة بعناية الرب، ولمَّا علم الأمير بذلك أمر بأن توثق بين أربعة أوتاد وتضرب ضرباً مؤلماً، ثم تُطرح في حفرة مملوءة ناراً. ففعلوا بها كما أمر حتى أسلَّمت روحها الطاهرة، ونالت إكليل الشهادة.صلاتها تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار القديسة يوليانا الشهيدة.صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 80 : 1 ، 3 )
يا جالساً على الشاروبيمِ اظهر قُدَّامَ أفرايمَ وبنيامينَ ومنسَّى. لِخَلاصِنا يا اللـهُ أَرددنَا. ولِينرْ وجهُكَ علينا فنخلُصَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 57 ـ 80 )
ولمَّا تمَّ زمانُ أليصابات لتلِدَ، فولدت ابناً. وسَمِعَ جيرانُها وأقرباؤها أنَّ الربَّ قد عظَّم رحمتهُ لها، ففرحوا معها. وحدث في اليوم الثَّامن أنَّهم جاءوا ليختنوا الصَّبيَّ، وسمَّوهُ بِاسم أبيه زكريَّا. فأجابت أُمُّهُ وقالت: " لا بل يُدعَى يوحنَّا ". فقالوا لها: " ليس أحدٌ في عشيرتك يُدعَى بهذا الاِسم ". ثُمَّ أشاروا إلى أبيه، بماذا تُريد أن تُسمِّيه. فطلب لوحاً وكتب قائلاً: " اسمه يوحنَّا ". فتعجَّب جميعهم. وبغتةً انفتح فمه ولسانه وتكلَّم مُبارِكاً للهِ. ووقع خوفٌ على جميع جيرانهم. وتُحُدِّثَ بهذه الأمور جميعها في جبال اليهوديَّةِ، وحفظها جميع السَّامعين في قلوبهم قائلينَ: " أتُرى ماذا يكون لهذا الصَّبيُّ؟ " وكانت يد الربِّ معه.وامتلأ زكريَّا أبوه من الرُّوح القُدُس، وتنبَّأ قائلاً: " مُبارَكٌ الرَّبُّ إلهُ إسرائيلَ الذي افتقد وصنع خلاصاً لشعبهِ، وأقام لنا قرن خلاصٍ من بيت داود فتاهُ. كما تكلَّم على أفواهِ أنبيائِه القدِّيسين منذُ الدَّهر، خلاصٍ مِن أعدائنا ومن أيدي جميع مُبغضينا. ليصنع رحمةً مع آبائنا، ويذكُرَ عهدهُ المُقدَّس، القَسَمَ الذي حلف به لإبراهيم أبينا: أن يُعطينا بلا خوفٍ، الخلاص من أيدي أعدائنا، لنعبدهُ بالطهارة والحقِّ قُدَّامه جميع أيَّامنا. وأنتَ أيُّها الصَّبيُّ نبيَّ العليِّ تُدعَى، لأنَّك تتقدَّمُ سائراً أمام وجه الرَّبِّ لتُعِدَّ طُرقهُ. لتُعطيَ عِلْم الخلاصِ لشـعبه بمغفرة خطاياهم، من أجل تحنن رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المُشرَقُ من العَلاءِ. ليُضيء على الجالسينَ في الظُّلمةِ وظلال الموتِ، لكي تستقيم أرجُلنا في طريقِ السَّلام ".أمَّا الصَّبيُّ فكان ينمُو ويتقوَّى بالرُّوح، وكان مُقيمٌ في البراري إلى يوم ظُهورهِ لإسرائيلَ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #72
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-05-2015, 03:54 PM
Parent: #71

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين)
صوم الميلاد المجيد
5 يناير 2015
27 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 89 : 19 ، 20 )
رَفعتُ مُختاراً مِنْ شعبي. وَجَدتُ داودَ عَبدي، مَسَحتُهُ بدُهنٍ مُقدَّسٍ، لأن يدي تُعَضِّـدَهُ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 34 ـ 42 )
لا تَظُنُّوا أنِّي جئتُ لأُلقيَ سـلاماً على الأرض، ما جئتُ لأُلقيَ سلاماً بَل سيفاً. فإنِّي أتيتُ لأُفرِّقَ الإنسانَ ضدَّ أبيهِ والاِبنةَ ضدَّ أُمِّها والعروسَ ضدَّ حماتِها. وأعداءُ الإنسانِ أهلُ بيتهِ.مَن أحبَّ أباً أو أُمَّاً أكثرَ منِّي فلا يَستَحقُّني. ومَن أحبَّ ابنهُ أو ابنتهُ أكثرَ منِّي فلا يَستَحقُّني. ومَن لا يَحملُ صَلِيبَهُ ويَتبَعُني فلا يَستَحقُّني. مَن وَجَدَ نفسهُ يُضِيعُها، ومَن أضاعَ نفسهُ مِن أجلي يجدُهَا. مَن يَقبلكُم فقد قَبلني ومَن يَقبلُني فقد قَبِلَ الذي أرسلني. ومَن يَقبلُ نبيَّاً بِاسم نبيٍّ فأجْرَ نبيٍّ يأخُذُ، ومَن يَقبلُ بارّاً بِاسم بارٍّ فأجْرَ بارٍّ يأخُذُ. ومَن يَسقي أحَدَ هؤلاءِ الصِّغار كأسَ ماءٍ باردٍ فقطْ بِاسم تلميذٍ فالحقَّ أقولُ لكُمْ أنَّه لا يُضِيعُ أجْرَهُ.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9-17)
كهنتُكَ يَلبَسونَ العدلَ، وأبرارُكَ يَبتهِجونَ مِن أجلِ داودَ عبدِكَ. هيَّأتَ سراجاً لمَسيحي. وعليهِ يُزهِرُ قُدسِي. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجميعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالرُّوح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها البـاكـونَ الآنَ لأنَّكُـم سـتَضحكـونَ. طُوبـاكُم إذا أبغضـكُـم النَّاسُ وأفرَزوكُـم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
( 7 : 18 ـ 8 : 1 ـ 13 )
فإنَّه يَصِيرُ إبطالُ الوصيَّةِ الأولى مِن أجلِ ضَعفِها وعدَم نفعِها، إذ النَّاموسُ لمْ يُكَمِّـل شيئاً، ولكِن المدخلَ هو ما للرجاء الأفضل الذي به نقتربُ إلى اللهِ. وعَلَى قدرِ ما أنَّهُ ليسَ بدونِ قَسَم لأنَّ أولئِكَ بدونِ قَسَم قد صاروا كهنةً، أمَّا هذا فبِقسم مِن القائِل لهُ أَقسَمَ الربُّ ولن يندمَ أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على طقسِ ملكيصادقَ، عَلَى قدرِ ذلك قد صارَ يسوعُ ضامِناً لعهدٍ أفضلَ. وأُولئكَ قد صاروا كهنةً كثيرينَ مِن أجْلِ مَنعِهم بالموتِ عن العمرانِ، وأمَّا هـذا فمِنْ أجْلِ أنَّه يبقى إلى الأبدِ قد أخذ كهنوتاً لا يتغيرُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقدرُ أنْ يُخلِّصَ أيضاً إلى التَّمام الَّذينَ يتقدَّمونَ بهِ إلى اللهِ إذ هو حيٌّ في كلِّ حينٍ ليشفَعَ فيهِمْ. لأنَّه كانَ يَليقُ بنا رئيسُ كهنةٍ مِثْلُ هذا قُدُّوسٌ بلا شَرٍّ ولا دنَسٍ قـد انفَصَلَ عَنِ الخُطاةِ وارتفع أعْلَى مِن السَّمَوات. الذي ليسَ لهُ اضطِرارٌ كلَّ يوم مِثْلُ رؤساءِ الكهنةِ الَّذين يُقدِّمونَ ذبائحَ أولاً عن خطاياهُمْ المُختَصةِ بهم ثم بعد ذلكَ عن خطايا الشَّعبِ. لأنَّه فَعَـلَ هـذا مــرَّةً واحدةً إذ قَدَّم نفسَهُ. فإنَّ النَّاموسَ يُقيمُ أُناساً بهِم ضعفٌ رؤساءَ كهنةٍ، وأمَّا كلمةُ القَسَم التى كانتْ بعدَ النَّاموسِ فتُقيمُ ابناً مُكَمَّلاً إلى الأبـدِ.أمَّا رأسُ ما نقول فهو لنا رئيسَ كهنةٍ مِثْلَ هذا قد جلسَ عن يمينِ عرشِ العظمةِ في السَّمَواتِ، خادِماً للأقداسِ والمَسكَنِ الحقيقيِّ الذي نَصبهُ الربُّ لا إنسانٌ. لأنَّ كلَّ رئيسِ كهنةٍ يُقامُ لكِي يُقدِّم قرابينَ وذبائحَ، فَمِنْ ثَمَّ يجبُ أنْ يكونَ لهذا أيضاً شئٌ يُقدِّمهُ. فإنَّه لو كانَ علَى الأرضِ لمَا كانَ كاهِناً إذ يوجدُ الكهنةَ الَّذينَ يُقدِّمونَ قرابينَ حسبَ النَّاموسِ. الَّذينَ يَخدمونَ شِبْهَ السَّماويَّاتِ وظِلَّها كما أُوحيَ إلى موسى وهو مُزمِعٌ أنْ يُكَمِّـل المَسكَنَ، لأنَّهُ قال: " انظُرْ أنْ تَصنعَ كُلَّ شيءٍ حسبَ المثالِ الذي أُظهِرهُ لكَ على الجبلِ ". أمَّا الآنَ فقد حصلَ على خِدمةٍ أفضلَ بمقدارِ ما هو وسيطٌ أيضاً لعهدٍ أفضلَ الذي تقرَّرَ بناموسٍ بمواعيدَ أفضلَ.فإنَّه لو كانَ ذلكَ الأوَّلُ بلا لوم لمَا طُلِبَ موضِع للثاني. لأنَّه يقولُ لهُم لائِماً هوَذا أيَّامٌ تأتي يقولُ الربُّ حينَ أُكَمِّلُ مع بيتِ إسرائيلَ ومع بيتِ يهوذا عَهداً جَديداً، لا كالعهدِ الذي قَطعتُهُ مع آبائِهِم يومَ أَمسَكتُ بيدهِم لأُخرِجَهُم مِن أرضِ مصرَ لأنَّهُم لمْ يَثبُتوا في عهدِي وأنا أهملتُهُم يَقولُ الربُّ. لأنَّ هذا هو العهدُ الذي أُعاهدُ به بيتَ إسرائيلَ بعد تلكَ الأيَّام يقولُ الربُّ أجعلُ نواميسي في أَذهانِهم وأَكتُبُها على قُلوبهِم وأنا أكونُ لهُم إلهاً وهُم يكونونَ لي شَعباً. ولا يُعلِّم كلُّ واحدٍ ابنَ مدينته ولا كُلُّ واحدٍ أخاهُ قائلاً: اعرِف الربَّ لأنَّ الجميعَ سيعرفونَنِي مِن صَغِيرهِم إلى كَبيرهِم، لأنِّي سأغفِر لهُم ذنوبَهُم ولن أذكُر خطاياهُم مِن بَعْدُ. فبقوله جديداً جَعَلَ الأول عتيقاً، وأمَّا ما عَتَقَ وشَاخَ فهو قريبٌ مِن الفناءِ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الثالثة
( 1 : 1 ـ 15 )
مِن الشَّيخ إلى غايُوسَ الحبيبِ الذي أنا أُحبُّهُ بالحقِّ.أيُّها الحبيبُ في كلِّ شيءٍ أرُومُ أَنْ تكونَ مُوَفَّقاً ومُعافى كما أَنَّ طُرُقَ نَفسِكَ مُستقيمةٌ. لأَنى فَرِحتُ جداً إذ حضرَ الإخوةُ وشَهِدوا بِبرِكَ كما أنَّكَ تَسلُكُ بالحقِّ. ليسَ لي نعمةٌ أعظمَ مِن هذا أَنْ أسمعَ عن أولادي أنهُم يَسلُكُونَ بالحـقِّ. أيُّها الحبيبُ أنتَ تفعـلُ بالأمانةِ كُلَّ ما تَصنعُهُ إلى الإخوةِ وعلى الخصوصِ إلى الغُرباءِ. الذين شَهِدوا بِمَحَبَّتِكَ أمامَ الكنيسـةِ، وتُحسنُ صُنعاً إذا شَيَّعتَهُمْ كما يَحقُّ للـهِ لأَنهم مِن أجلِ اسمِهِ خَرَجوا وهم لا يَأخُذون شيئاً مِن الأُمَم. فنحنُ يَنبغِي لنا أن نَقْبَلَ إلينا أمثالَ هؤُلاءِ لكى نكونَ عامِلينَ معهُم بالحقِّ.كتبتُ إلى الكنيسةِ ولكِن ديوتريفسَ الذي يُحِبُّ أن يكون الأولَ بينهُم لا يَقْبَلُنا. مِن أجل ذلكَ إذا جئتُ فَسَأُذَكِّرُهُ بأعمالِهِ التى يَعملُها حيثُ يُهذِ علينا بأقوالٍ خبيثةٍ. وإِذ هو غير مكتفٍ بهذه لا يقبلُ الإخوة ويمنعُ أيضاً الذين يُريدونَ قبولهم ويَطردُهُم مِن الكنيسةِ. أيُّها الحبيبُ لا تتمثَّلْ بالشَّرِّ بل بالخيرِ، لأنَّ مَنْ يصنعُ الخيرَ هو مِنَ اللـهِ ومَنْ يصنعُ الشَّرَّ لمْ يرَ اللـهَ.أمَّا ديمتريوسُ فمشهودٌ لهُ مِنَ الجميع ومِنَ الحقِّ نَفْسِهِ ونَحنُ أيضاً نشهَدُ وأنت تَعْلَمُ أنَّ شهادتَنا هى حقُّ، وكان لي كثيرٌ لأكتُبَهُ لكَ لكِنَّنِي لستُ أُريدُ أن أَكتُبَ إليكَ بمدادٍ وقلَم.ولكِنَّنِي أرجو أن أَرَاكَ عن قريبٍ فنتكلَّمَ مع بَعضِنا فماً لفَمٍ. السلامُ لكَ. يُسَلِّمُ عليكَ الأَحِبَّاءُ. سَلِّمْ على الأَحِبَّاءِ بأَسمائِهِمْ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 15 : 36 ـ 16 : 1 ـ 5 )
من بعد أيَّام قالَ بولسُ لبرنابا: لنرجِع ونفتقد الإخوَةَ في كلِّ مدينةٍ بَشَّرنا فيها بكلِمةِ الربِّ وكيف حالَهم. وكان برنابا يُريدُ أَنْ يأخُذ معهما يوحنا الذي يُدعَى مَرقُس. وأمَّا بولسُ فكان يُريدُ أَنَّ الذي فارقهُما من بمفيليَّةَ ولمْ يأتِ معهُما للعملِ لا يَأخُذانه معهما. فَحَصَلَ بينهُما مُغَاضبةٌ حتى فارقَ أَحدهُما الآخَرَ، وبرنابا أخذ مرقس وأقلعَ إلى قُبرصَ. أمَّا بُولسُ فاختارَ سِيلا وخَرجَ وقد أُستودِعَ مِنْ الإخوةِ إلى نعمةِ اللّهِ. فاجتازَ في الشام وكليكيَّةَ يُثبِّتُ الكنائِسَ.ثُمَّ وصلَ دَربةَ ولِسترَةَ وإذا تلميذٌ كانَ هُناكَ اسمُهُ تيموثاوسُ ابنُ امرأةٍ يهوديَّةٍ مؤمنةٍ وكان أَبوه يونانياً، وكان مَشهوداً لهُ مِن الإخوة الذينَ في لِسترَةَ وإيقُونيةَ. فأرادَ بولسُ أنْ يَخْرُجَ هذا مَعهُ فَأَخَذَهُ وخَتَنَهُ من أجْلِ اليهودِ الذينَ كانوا في ذلكَ الموضِع لأنَّ الجميعَ كانوا يَعرِفونَ أَنَّ أباهُ كانَ يونانياً. وإذ كانا يطوفان في المُدنِ كانا يشتَرِعان لهُم ناموساً بأنْ يَحفظوا الأوامرَ التى قَرَّرَها الرُّسُلُ والقُسُوسُ الذينَ بأُورشليمَ. فكانت الكنائِسُ تَتَشَدَّدُ في الإيمانِ وتزدادُ في العَددِ كُلَّ يَومٍ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السابع والعشرون من شهر كيهك المبارك
شهادة القديس الأنبا بسادى الأسقف
في هذا اليوم استشهد القديس العظيم الأنبا بسادى أسقف ابصاى. وذلك لمَّا بلغ الملك دقلديانوس إن بسادى وغللينيكوس الأسقفين يثبتان المسيحيين على الإيمان، ويعطلان عبادة الأوثان. أرسل يستحضرهما. فطلب الأنبا بسادى من الرسول إمهاله ليلة واحدة، فأمهله. فذهب إلى الكنيسة ودعا الشعب وأقام القداس الإلهي وقرَّبهم من الأسرار المقدسة، وأوصاهم بالثبات على الإيمان المستقيم. ثم ودَّعهم وخرج وسلَّم نفسه للرب. ومضى به الرسول إلى أريانوس وإلى أنصنا. فلمَّا رأى وجهه المنير وما هو عليه من الهيبة، عطف عليه وقال: أنت رجل موقر، فاشفق على نفسك وأطِع أمر الملك. فأجابه: يستحيل أن أستبدل ملكوت السموات بحياة زائلة. وبعد مفاوضات كثيرة بينهما أمر الوالي بتعذيبه بالهنبازين، والقائه في مستوقد حمَّام. وكان الرب يحفظه ويقيمه سالماً بغير ألم. وبعد هذا أمر الوالي بقطع رأسه. فنال إكليل الحياة في ملكوت السموات.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 99 : 7,6 )
مُوسَى وهارونُ في الكهنةِ، وصَموئيلُ في الذينَ يَدعونَ بِاسمه، كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 16 : 20 ـ 33 )
الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم إنَّكُم ستبكُونَ وتنوحونَ والعالمُ يَفرحُ، أنتُم ستحزَنونَ ولكِنَّ حُزنكُم يتحوَّلُ إلى فرحٍ. المرأةُ وهى تلِدُ تحزنُ لأنَّ ساعتها قد جاءتْ، وإذا ولدت الابن لا تعودُ تتذكرُ الشِّدَّة لسببِ الفرحِ لأنها ولَدت إنساناً في العالم. فأنتُم كذلكَ الآنَ ستتكبَّدونَ حُزناً، ولكنِّى سأراكُم أيضاً فتفرحونَ ولا ينزعُ أحدٌ فرحَكُم مِنكُم. وفى ذلكَ اليوم لا تسألونني شيئاً. الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم إنَّ كُلَّ ما تطلبونهُ من الآبِ بِاسمي أُعطيكُم إيَّاه. إلى الآنَ لم تطلُبوا شيئاً بِاسمي، اُطلُبوا فتأخُذوا ليكونَ فرحُكُم كاملاً.قد كلَّمتُكُم بهذا بأمثالٍ ولكِن تأتي ساعةٌ حينَ لا أُكلِّمُكم أيضاً بأمثالٍ بل أُخبرُكم عن الآبِ علانيةً. في ذلكَ اليـوم تطلُبونَ بِاسمي، ولستُ أقولُ لكُم إنِّي أنا أسألُ الآبَ مِن أجلِكُم، لأنَّ الآبَ نفسهُ يُحبُّكم لأنكُم قد أحببتُموني وآمنتُم أنِّى مِنْ عندِ الآبِ خرجتُ. خرجتُ مِن عندِ الآبِ وقد أتيتُ إلى العالم وأيضاً أترُكُ العالمَ وأذهبُ إلى الآبِ. قال لهُ تلاميذهُ هوَذا الآنَ تتكلَّمُ علانيَةً ولستَ تقولُ مَثلاً واحداً. الآنَ نَعلَمُ أنكَ عالمٌ بكلِّ شيءٍ ولستَ تحتاجُ أنْ يسألكَ أحدٌ، لهذا نؤمنُ أنكَ مِن اللهِ خرجتَ. أجابهُم يسوعُ الآنَ تؤمنونَ، هوَذا تأتي ساعةٌ وقد أتت الآنَ تتفرَّقونَ فيها كُلُّ واحدٍ إلى خاصَّتهِ وتتركوني وحدي، وأنا لستُ وحدي لأنَّ الآبَ كائنٌ معي. قد كلَّمتُكُم بهذا ليكونَ لكُم فيَّ سلامٌ، في العالم سيكونُ لكُم ضيقٌ ولكن ثِقوا أنا قد غلبتُ العالمَ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #73
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-05-2015, 07:11 PM
Parent: #72

رسالة عيد الميلاد 2015 -
من أبينا الورع بولس سيدهم ..

التجسُّد ... بين الميلاد والقيامة
يحتفل المسيحيون كل عام بعيد ميلاد السيد المسيح ، وكلمة ميلاد هى الكلمة التى يمكن لكل البشر أن يستوعبوها ، كمولودَ من العذراء مريم. ولكن الحقيقة كما يقول معلمنا بولس الرسول هى أنه : " وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " (1تي 3 : 16)
لذلك يُعوِزنا أن نتفهَّم ماهية هذا السر العظيم من خلال ثلاثة محاور أساسية:
أولاً: التجسُّد حقيقة:
لا يستطيع أى كائن من كان أن ينفى حدوث هذا الأمر العجيب. فميلاد السيد المسيح حقيقة تاريخية ثابتة سواء من خلال النبوات (أشعياء 9 : 6) أو إعلانات الملائكة
( لوقا 2 : 12) وحتى بشهادة الذين من خارج الإيمان المسيحى.
لقد حَبَلَت السيدة العذراء بالطفل يسوع بدون زواج وهذا الطفل عاش بين الناس كإنسان ، شفى المرضى وفتَّح أعين العميان وأقام الموتى وأخرج الشياطين ، وقام بكل الأعمال التى هى من صميم أعمال الله. وتألَّم وقُبِرَ وقام من بين الأموات وما زال قبره الفارغ يشهد بأنه كان يوماً ما هناك.

ثانياً: التجسُّد عقيدة:

تقوم عقيدة المسيحيين فى المسيح على أنه الله الظاهر فى الجسد وليس إنساناً عادياً. فالأنبياء مثلاً على مرّ التاريخ – وبالرغم مما قاموا به من أعمال رائعة – إلا أن حياتهم لم تخلو من الأخطاء ، وأحياناً كانت هذه الأخطاء أموراً ليست سهلة مثل داوود ( 2 صم 11 : 4 و5 ) وإبراهيم (تك 20 : 2) وموسى النبى (خر 32 : 19) ويونان (يونان1 :3) ويعقوب أب الآباء ( تكوين 27 : 19 ) ... إلخ .
لكن الوحيد الذى لم يستطِع أحد أن يسجِّل عليه أى خطية هو رب المجد يسوع المسيح. وهو القائل : " مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " (يو 8 : 46)
كما أن الأنبياء لم يأتو بالمعجزات التى أتى بها السيد المسيح ، وحتى إن فعلوا ذلك أحياناً ، فقد كان ذلك من خلال إعتمادهم على قوة السيد المسيح نفسه وطلب ذلك قبل إتمام المعجزة . فبطرس الرسول يقول للأعرج : " بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!». ( أعمال 3 : 6)
أيضاً لم نسمع عن أى نبى أو تلميذ أو رسول أو أى شخصية من شخصيات العهد القديم ، أن أتى بهذا الكمّ الهائل من المعجزات . فإيليا النبى أقام إبن الأرملة ( 1 مل 17 : 21 و 22 ) وموسى شق البحر الأحمر بالعصا ( خروج 14 : 21 ) وضرب الصخرة فخرج الماء ( خروج 17 : 6) ، وبطرس أقام الأعرج ( أعمال 3: 6 – 8) وبولس خرج من السجن بعد أن كان مُقيَّداً ( أعمال 16 : 25 – 26)... إلخ.
أما السيد المسيح ، فيقول عنه معلمنا يوحنا الرسول فى إنجيله: " وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ (يو 21 : 25)
ثالثاً: التجسُّد والقيامة:
فى نفس اللحظة التى قضى العدل الإلهى بطرد آدم وحواء من حضرة الله ، أعلن عن نيته فى تحقيق الرحمة فى يوم من الأيام . وفى هذا يقول المزمور :" الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا. (مز 85 : 10).
ولولا الميلاد ما كان الصَّليب ، ولولا الصَّليب ما كانت القيامة . ولولا الصَّليب والقيامة ما كان للوعد الألهى أن يتحقَّق : " هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
( تكوين 3 : 15 )
من هنا ياأحبائى تأتى أهميَّة إحتفالنا بميلاد السيد المسيح ، فهو الله الذى ظهر فى الجسد ليسدَّد الدين الذى وقع على آدم وذريته ، وليعيدنا إلى المكانة الأولى التى أُعِدَّت لنا من قبل تأسيس العالم.( متى 25 : 34 )
كل عام وأنتم بخير ،،،،،،،
+++

Post: #74
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-05-2015, 11:34 PM
Parent: #73

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 14-2-2010

التساهل أم الحَزْم في حروب الشياطين

كثيرًا ما يسقط الإنسان في الخطية، بسبب تساهله وعدم حزمه في محارباته الروحية. فكيف ذلك؟ المعروف أن الخطية تبدأ بحرب من الخارج، وتريد أن تدخل وتسيطر. وبالتساهل معها تتحوَّل الحرب من الخارج إلى داخل القلب. فكيف يحدث هذا التطور؟ تكون الخطية في الخارج: شيئًا مثيرًا، وتصرف سيء من شخص ما، أو أي شيء يمكن اشتهائه أو اقتناؤه ثم يتساهل الإنسان مع حواسه، مع سمعه أو بصره، فيأتيه الفكر ضعيفًا في البدء، ويمكن طرده بسهوله. ولكن بالتساهل مع الفكر، ينزل إلى القلب، ويتحول إلى شعور. فإن استيقظ الإنسان إلى نفسه يمكنه التخلص من هذا الشعور، مؤقتا أنه يقوده إلى الخطيئة. بهذا الشعور الخاطئ هو خطية في حد ذاته. ولكن بالتساهل مع الشعور يتحول إلى انفعال أو شهوة. وهنا يكون الإنسان قد بدأ يخضع للفكر. وبدأ يدخل في صراع بين شهوته وضميره. والشهوة إن طردت بحزم، يمكن التخلص منها. ولكن بالتساهل تبدأ الشهوة أن تنتشر حتى تشمل فكر الإنسان وقلبه وحواسه.

** وبالتساهل مع الشهوة، تحاول أن تعبر عن ذاتها عمليًا. فإن تساهل معها يصل إلى الخطية بالفعل والعمل، وتصبح الخطية كاملة. ثم لا تستريح الخطية بهذا، إنما تريد أن تتكرر. فإما أن يتوب الإنسان بعد سقطته، أو أنه يتساهل في عمل الخطية، فتتحول إلى عادة. وبهذا يخضع لسيطرتها ويصبح عبدًا لها. ويرتكب الخطية بغير إرادته أحيانًا ولا يملك السيطرة على نفسه... كمن يقع في الغضب تلقائيًا، ويثور دون أن يتحكم في أعصابه. أو كمن يخطئ في الكلام دون أن يتحكم في ألفاظه...

أما الأبرار فهم في منتهى الحزم، لا يتساهلون مع أنفسهم. إنما لهم على أنفسهم رقابة شديدة جدًا: رقابة على كل فكر، على كل شعور، رقابة شديدة على حواسهم، في حزم. ورقابة على كل كلمة تخرج من أفواههم، وعلى كل تصرف. إنها رقابة من الضمير ساهرة في حرص، والنعمة تحفظها.

** لا تتساهل إذن مع الخطية، اعتمادًا على قوتك. ثقة منك أن الشيطان لا يقدر عليك. فالذي لا يحترص، ولا يبعد عن العثرات، ولا يطلب معونة الله ليلًا ونهارًا، يمكن أن يسقط كما سقط من قبله أقوياء.

إنك تكون في ملء قوتك حينما تبدأ الحرب الروحية من الخارج. وتكون أيضًا في ملء عمل النعمة معك. ولكنك كلما تتساهل مع الخطية، تضعف قوتك، وتقل مقاومتك، ويزداد تأثير الخطية عليك، وتزداد سيطرتها على تفكيرك وشعورك وإرادتك. إذ يكون فكر الخطية قد ثبت أقدامه داخلك. وحينما تحاول أن تخرج من نطاقه ومن مجاله، تجد عقبات وتدخل في صراع. وباستمرار التساهل، تجد قوتك قد فرغت، واستسلمت. كقطعة من الحديد وجدت نفسها في مجال المغناطيس. وتريد أن تخرج منه فلا تعرف. وأحيانًا لا تريد. بل تجد نفسها بكل ما فيها منجذبة إليه!!

كما أن تساهلك مع الخطية -ولو بالفكر- معناه أن مثاليتك بدأت تهتز. بدأت تتنازل عن المستوى العالي، وتسمح بالشيطان بمكان داخلك. إن الشيطان في بدء حروبه معك، يحاول أن يختبرك ويجس نبضك، ليعرف نوعيتك: هل أنت سهل أمامه أم صعب؟ هل ترفض كل ما يعرضه عليك بحزم وبدون نقاش؟ أم تقبل؟ أم تتفاوض؟ أم تتساهل معه وتقابله في منتصف الطريق. لذلك نراك تتساهل مع أفكاره، حينئذ تسقط هيبتك أمامه، ويعاملك على أساس هذه الخبرة. وحينئذ يجرأ الشياطين ويتلاعبون بك. ويُسلِّمك كل واحد منهم إلى الآخر لكي يلهو بك. ككرة قد نزلت إلى الملعب، واللاعبون يمررونها بينهم. احترس إذن لنفسك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فالذي يتساهل مع الخطية مرة، يتعوَّد التساهل ويتمادى فيه.

** لا تتساهل مطلقًا مع الخطية مهما بدت أمامك بسيطة. فاعتبارك أنها بسيطة يقودك إلى التساهل. لا تحاول أن تقسم الخطايا إلى صغائر وكبائر. لا تقل هذا شيء بسيط، وهذا أمر تافه لا يزعج الضمير، وهذه ليست خطية؟ وهذا التَّصرُّف لا يعثرني، ولن يترك أثرًا في نفسي. واعلم أن كثيرين قد سقطوا لعدم تدقيقهم فيما يفعلونه. واعلم أيضًا أن الذي لا يحترص من الصغائر، يمكن أن يسقط في الكبائر. وكل خطية هي تمرُّد على الفضيلة، وانفصال عن العشرة مع اللَّه. والخطية عمومًا هي ضعف ودنس.

** كثيرون مثلًا يعتبرون أن أخطاء اللسان هي أمور بسيطة لا تزعج ضمائرهم. بينما كل كلمة بطَّالة يتكلَّم بها الشخص، سوف يعطي عنها حسابًا أمام اللَّه. وليست الكلمة البطالة هي فقط التي في مستوى الكذب والشتيمة والتجديف. إنما الكلمة البطالة هي كل كلمة ليست للمنفعة، وليست للبنيان. ولا شك أن الإنسان الذي يُدقِّق في كلماته، ولا يتساهل مع أخطاء اللسان، فإنه بالتالي لم يتساهل مع العمل الخاطئ. والتدقيق الذي يتعوَّده يشمل كل حياته وكل تصرفاته. كُن مُدقِّقًا إذن في كل شيء. واعلم أن التساهل مع الشيء الصغير يجعله يكبر. والذي يتساهل في الخطوة الأولى يقع في الثانية ثم في الثالثة وإلى غير حد. واعلم أن التساهل قد يؤدي إلى اللامبالاة، وإلى عدم الخوف من كسر وصايا اللَّه. لأنك في تساهلك لست تتساهل فقط مع حروب الشياطين، أو مع نقاوة قلبك، إنما تتساهل بالأكثر في حقوق اللَّه عليك في وصاياه الإلهية.

** وإن سقطت في خطية لا تتساهل في معاقبة نفسك عليها، وفي توبيخ ذاتك بل في معاقبة نفسك أيضًا. ولا تحاول أن تدلك ذاتك في سقطاتها وتلتمس لها عذرًا وتخفف عنها! لأن الذي يتساهل في توبيخ نفسه على خطاياه، ما أسهل أن يرجع إليها.

** وإن تعودت عدم التساهل مع الخطية، سوف تتعوَّد أيضًا التدقيق في القيام بواجباتك الروحية، وفي حرصك باستمرار على خلاص نفسك والاستعداد لأبديتك.
+++

Post: #75
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-06-2015, 12:20 PM
Parent: #74

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء)
برمون عيد الميلاد المجيد
6 يناير 2015
28 كيهك 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 50 : 2 ، 23 )
مِن صِهيونَ حسنُ بهاءِ جَمالِهِ. اللهُ يأتي جَهاراً. وهُناكَ الطريقُ حيثُ أُريه خلاصَ اللهِ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 1 : 1 ـ 17 )
كتابُ ميلادِ يسوعَ المسيح ابن داوُدَ ابن إبراهيمَ. وإبراهيم وَلَدَ إسحق وإسحق وَلَدَ يعقوبَ. ويعقوبُ وَلَدَ يهوذا وإخوتهُ. ويهوذا وَلَدَ فارِصَ وزارحَ مِن ثامارَ. وفارصُ وَلَدَ حصرونَ. وحصرونُ وَلَدَ أرامَ. وأرمُ وَلَدَ عَمِّينادابَ. وعَمِّينادابُ وَلَدَ نَحشُونَ. ونَحشونُ وَلَدَ سَلمونَ. وسَلمونُ وَلَدَ بوعـزَ مِن راحـابَ. وبوعـزُ وَلَـدَ عُوبيـدَ مـن راعـوثَ. وعُوبيـدُ وَلَدَ يَسَّـى. ويَسَّى وَلَدَ داودَ الملكَ. وداودُ وَلَدَ سُليمانَ مِن التي لأوريَّا. وسُليمانُ وَلَدَ رحبـعامَ. ورحبـعامُ وَلَـدَ أبـيَّا. وأبـيَّا وَلَـدَ آســاف. وآسـاف وَلَـدَ يهوشـافاط. ويهوشافاطُ وَلَدَ يورامَ. ويورامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. وعُزِّيَّا وَلَدَ يوثامَ. ويوثامُ وَلَدَ أحازَ. وأحازُ وَلَدَ حزقيَّا. وحزقيَّا وَلَدَ مَنسَّى. ومَنسَّى وَلَدَ عموص. وعموص وَلَدَ يوشِيَّا. ويوشِيَّا وَلَدَ يَكُنيا وإخوتهُ عند سبي بابل. وبعد سبي بابل يَكُنيَا وَلَدَ شألتئيلَ. وشألتئيلُ وَلَدَ زرُبَّابلَ. وزرُبَّابلُ وَلَدَ أبيهودَ. وأبيهودُ وَلَدَ ألياقيمَ. وألياقيمُ وَلَدَ عازورَ. وعازورُ وَلَدَ صادوقَ. وصادوقُ وَلَدَ أخيمَ. وأخيمُ وَلَدَ أليودَ. وأليودُ وَلَدَ ألِيعازرَ. وأليعازرُ وَلَدَ متَّانَ. ومتَّانُ وَلَدَ يَعقوبَ. ويَعقوبُ وَلَدَ يوسُفَ رجُلَ مريمَ التي وُلِدَ منها يسوعُ الذي يُدعَى المسيحَ. فجميعُ الأجيالِ من إبراهيمَ إلى داودَ أربعةَ عشرَ جيلاً، ومن داود إلى سبي بابل أربعةَ عشرَ جيلاً، ومن سبي بابل إلى المسيح أربعةَ عشرَ جيلاً.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 76 : 1,2 )
اللهُ ظَاهِرٌ في اليهوُديَةِ، وعَظِيمٌ هو اسمُهُ في إسْرَائيلَ. صَارَ مُوضِعَهُ بسلام ومَسكَنُهُ في صِهْيَوْنَ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 1 : 18 ـ 25 )
أمَّا ميلادُ يسوعَ المسيح فكان هكذا: لمَّا كانت مريمُ أمُّهُ مخطوبةً ليوسُفَ، قبل أن يجتمعا، وجِدت حُبلَى من الرُّوح القدس. فيوسُفَ رجُلُهَا إذ كان بارّاً، ولم يشأ أن يُشهرهَا أرادَ تَخليتها سرّاً. ولكن فيما هو مُتفكِّرٌ في هذا، إذا ملاكُ الرَّبِّ قد ظهر لهُ في حُلم قائلاً: " يا يوسفُ ابن داودَ، لا تخفْ أن تأخُذَ مريم امرأتك. لأنَّ الذي ستلده هو من الرُّوح القُدُسِ. فستلد ابناً وتدعو اسمهُ يسوعَ. لأنَّهُ يُخلِّصُ شعبهُ من خطاياهُم ". وهذا كلُّه كان لكي يتمَّ ما قِيلَ من الرَّبِّ بالنَّبيِّ القائل: " هوذا العذراءُ تحبلُ وتلِدُ ابناً، ويُدعَى اسمه عمَّانوئِيلَ الذي تفسيرهُ اللهُ معنا ".فلمَّا استيقظَ يوسُفَ من النَّوم صنع كما أمرهُ ملاكُ الرَّبِّ. وأخذ مريم امرأته. ولم يعرفها حتَّى وَلَدت الابن ودعا اسمهُ يسوعَ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية
( 3 : 15 ـ 4 : 1 ـ 18 )
أيُّها الإخوةُ بحسبِ الإنسان أقولُ: ليس أحدٌ يُرذل عهدَ إنسان قد تمَكَّنَ أو يزيدُ عليهِ. ولمَّا وُعدَ إبراهيم ونسلهُ بمواعيدٍ لا يقولُ وفي أنسالهِ كأنَّهُ يقولُ عن كثيرينَ بل كأنَّهُ عن واحدٍ: " وفي نسلِكَ " الذي هو المسيح. وإنَّما أقولُ هذا: إن النَّاموسَ الذي صار بعد أربعمائةٍ وثلاثينَ سنةً، لا يُبطلهُ عهدٌ قد سبق فتمكنَ من اللهِ حتى يُبطِّلَ الموعدَ. وإن كانت الوراثةُ من النَّاموسِ فلم تكن أيضاً من موعدٍ ولكنَّ الله وهبها لإبراهيم بموعدٍ.فما سبب النَّاموسِ بعدُ؟ قد وضِعَ من أجل التعدياتِ إلى أن يأتي النَّسلُ الذي قد وُعِدَ لهُ مُرتَّباً بملائكةٍ في يدِ وسيطٍ. وأمَّا الوسيط فلا يكونُ لواحدٍ ولكنَّ اللهَ واحدٌ. فالنَّاموسُ ضدُّ مواعيدِ اللهِ؟ حاشا! لأنَّهُ لو أُعطِيَ ناموسٌ قادرٌ أن يُحييَ لكانَ بالحقيقةِ البرُّ بالنَّاموسِ. لكنَّ الكتابَ أَغلقَ على الكلِّ تحت الخطيِّة ليُعطي الموعدُ من إيمانٍ بيسوعَ المسيح للَّذين يُؤمنونَ. ولكن قَبلما جاء الإيمانُ كُنَّا محروسينَ تحت النَّاموسِ مُغلَقاً علينا إلى الإيمانِ العتيد أن يُظهرَ. إذاً قد كان النَّاموسُ مُهذِّباً لنا إلى المسيح لكي نتبرَّرَ بالإيمان. ولكن بعدما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مُرشدٍ.لأنَّكُم جميعاً أبناءُ اللهِ بالإيمان بالمسيح يسوع. لأنَّ جميعكُم الذين أعتمدتُم بالمسيح قد لَبِستُم المسيحَ. ليس يهوديُّ ولا يونانيُّ. ليس عبدٌ ولا حُرُّ. ليس ذكرٌ ولا أُنثى. لأنَّكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع. فإن كُنتُم للمسيح فأنتم إذاً من زرع إبراهيم وحسب الموعد ورثةٌ.وإنَّما أقولُ: مادام الوارثُ طفلاً لا يَفرقُ شيئاً عن العبدِ، مع كونهِ سيِّد الكلِّ. بل هو تحت أوصيـاءَ ووكلاءَ إلى الوقتِ المؤجَّل من أبيهِ. هكذا نحن أيضاً: لمَّا كُنَّا أطفالاً، كُنَّا مُستعبدينَ تحت عناصر العالم. ولكن لمَّا جاء ملءُ الزَّمانِ، أرسلَ اللهُ ابنهُ مولوداً من امرأةٍ، صائراً تحت النَّاموس، ليشتري الذين هُم تحت النَّاموسِ، لننالَ التَّبنِّي. ثُمَّ بما أنَّكُم أبناءٌ، أرسلَ اللهُ روح ابنهِ إلى قلوبكم صارخاً: " يا أَبَا الآبُ ". إذاً لستَ بعدُ عبداً بل ابناً، وإن كُنتَ ابناً فوارثٌ للهِ.لكن حينئذٍ إذ كُنتُم لا تعرفونَ اللهَ، استُعبِدتم للذين ليسوا هم بالطَّبيعةِ آلهةً. أمَّا الآن إذ عَرَفتُمُ اللهَ، بل بالحَريِّ عُرِفتُمْ من اللهِ، فكيف تَرجعونَ أيضاً إلى الأركان الضَّعيفةِ الفقيرةِ التي تُريدونَ أن تُستعبدوا لها مرةٍ أخرى، أتحفظونَ أيَّاماً وشهوراً وأوقاتاً وسنينَ؟ إني أخافُ عليكم أن أكونَ قد تعبتُ فيكُم باطلاً.أتضرَّعُ إليكم يا إخوتي، كونوا كما أنا لأنِّي أنا أيضاً كما أنتُم. لم تَظلموني شيئاً. ولكنَّكُم تَعلمونَ أنِّي بضعفِ الجسدِ بشَّرتُكُم في الأوَّل. وتجربتكم التي في جسدي لم تزدروا بها ولا كرهتُموها، بل كملاكٍ من اللهِ قَبلتموها، كالمسيح يسوع. فأين إذاً تطويبُكُم؟ لأنِّي أشهدُ لكُم أنَّهُ لو أمكنَّكُم لقلعتُم عُيونكُم وأعطيتمونيها. أفقد صِرتُ إذاً عدُوّاً لكم لأنِّي أعلمتكم بالحقِّ؟ يغارونَ لكُم ليس حسناً، بل يُريدونَ أن يَصُدُّوكُم لكي تَغَاروا لهم. فحسناً أن تغاروا في الخير كُلَّ حينٍ، وليس في حضوري عندكم فقط.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 4 : 1 ـ 14 )
يا أحبائي لا تُصدِّقوا كُلَّ روح، بل امتَحِنوا الأرواحَ: هل هيَ من اللهِ؟ لأنَّ أنبياءَ كذبةً كثيرينَ قد أتوا إلى العالم. بهذا تَعرفونَ روح الله من روح الضلالةِ: كُلَّ روح يعترفُ أن يسوعَ المسيح قد جاء في الجسدِ فهو من اللهِ، وكل روح لا يعترفُ بيسوعَ المسيح أنَّهُ قد جاء في الجسدِ، فليس من اللهِ. وهذا هو المسيح الكذَّاب الذي سَمِعتُم أنَّهُ يأتي والآن هو في العالم. أمَّا أنتُم فأبناءٌ من اللهِ، وقد غلبتموهم لأنَّ الذي فيكُم أعظمُ مِن الذي في العالم. هُمْ من العالم. مِن أجل ذلك يتكلَّمون من العالم، والعالم يسمعُ لهم. وأمَّا نحنُ فمن اللهِ. ومَن يعرف الله يسمعُ لنا، ومَن ليس من اللهِ لا يسمعُ لنا. بهذا نعرفُ روحَ الحقِّ وروحَ الضلالةِ. يا أحبائي، فلنحبَّ بعضنا بعضاً لأن المحبَّة هيَ من الله، وكلُّ مَن يُحبُّ فقد وُلِدَ من الله ويعرف الله. ومَن لا يُحبُّ لم يعرف الله، لأن الله محبَّةٌ. بهذا أُظهِرتْ محبَّة الله فينا: لأنَّ الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي يحيا به. فى هذا هيَ المحبَّة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبَّنا، وأَرسَلَ ابنه فداءً لخطايانا.يا أحبائي، إن كان الله قد أحبَّنا هكذا، ينبغي لنا أيضاً أن نحبَّ بعضنا بعضاً. الله لم ينظره أحدٌ قطُّ. إن أحببنا بعضنا بعضاً، فالله يثبت فينا، ومحبَّته قد تكمَّلت فينا. بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو يثبت فينا: لأنَّهُ أعطانا من روحه. ونحن قد رأينا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن لخلاص العالم.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 13 : 13 ـ 25 )
ثُمَّ أقلعَ بولس وبرنابا ومن معهما وأتوا إلى بَرجَةِ بمفيليَّة. وأمَّا يوحنَّا ففارقهم ورجعَ إلى أُورشليمَ. وأمَّا هم فخرجوا من برجة وأتوا إلى أنطاكية بيسيديَّة، ودخلوا المجمعَ يوم السَّبتِ وجلسوا. وبعد قراءة النَّاموس والأنبياء، أرسل إليهم رؤساءُ المجمع قائلين: " أيُّها الرِّجالُ إخواننا، إن كانت عندكم كلمةُ تعزية للشَّعب فقولوها ". فقام بولس وأشار إليهم بيده وقال: " أيُّها الرِّجال الإسرائيليُّون والذين يتَّقونَ اللهَ، اسمعوا. إله شعبِ إسرائيل اختار آباءَنا، ورفع الشَّعب في الغُربةِ في أرض مصر، وبذراع عاليةٍ أخرجهم منها. وعالهم مُدَّة أربعينَ سنةً في البرِّيَّة. ثُمَّ أهلكَ سبعة أمم في أرض كنعان وأورثهم أرضهم أربعمائة سنة. وبعد ذلك أعطاهم قضاة حتَّى صموئيل النَّبيِّ. ومن ثَمَّ طلبوا ملكاً، فأعطاهم اللهُ شاولَ بن قيسٍ، رجلاً من سبط بنيامينَ، أربعين سنةً. ثُمَّ عَزله وأقامَ لهم داود ملكاً، هذا الذي شَهِدَ لأجله إذ قال: وجَدتُ داودَ بن يَسَّى رجُلاً حسبَ قلبي، هذا الذي سيصنعُ كُلَّ مشيئتي. ومن نَسلِ هذا، حسبَ الوعدِ، أقام اللهُ مُخلِّصاً لإسرائيل يسوع. إذ سبق يوحنَّا فكرز قبل مجيئهِ بمعموديَّة التوبة لجميع شعبِ إسرائيل. ولمَّا أكمل يوحنَّا سعيهُ جعل يقول: " مَن تَظُنُّون أنِّي أنا؟ لستُ أنا إيَّاهُ، لكن هوذا يأتي بعدي الذي لستُ مستحقِّاً أن أَحُلَّ حِذاءَ قَدَميهِ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثامن والعشرون من شهر كيهك المبارك
شهادة مائة وخمسين رجلاً وأربع وعشرين امرأة من أنصنا
في هذا اليوم استشهد مائة وخمسون رجلاً وأربع وعشرين امرأة، كانوا من أهل أنصنا يعبدون الأصنام. واتفق حضورهم إلى دار الولاية فشاهدوا الجُند يُعذِّبون القديس بولس السرياني، لأن الوالي كان قد أمرَ بأن تُحمَّى مسامير في النار وتفقأ بها عيني هذا القديس. وإذ وضعوا المسامير في عينيه إنفقأتا. ثم ألقوهُ في السجن، وفي صباح الغد لمَّا أحضروه كان هؤلاء الرجال والنِّسوة حاضرين. فرأوا عينيه سالمتين كما كانتا أولاً. فتعجبوا قائلين: لا يقدر على صنع مثل هذه الآية إلاَّ الإله وحده خالق الطبيعة ومُبدعها من العدم، ثم صاحوا بفمٍ واحد قائلين: نحن مؤمنين بإله القديس بولس، وتقدّموا ساجدين أمام قدمي القديس طالبين أن يُصلِّي مِن أجلهم. فأقامهم ودعا لهم بالخير. وبعد ذلك تقدموا إلى الوالي، واعترفوا بالسيد المسيح. فأمر بقطع رؤوسهم ونالوا إكليل الشهادة. صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 3)
مَعْكَ الرئَاسةُ في يوم قُوَّتِكَ. في بَهَاءِ القدِّيِسِينَ. مِنْ البْطنِ قَبلَ كَوكَبِ الصُّبح وَلَدتُكَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 1 ـ 20 )
وفي تلكَ الأيِّام صَدرَ أمرٌ مِنْ أوغُسطُس قيصرَ بأن يُكتتبَ كُلُّ المسكونةِ. وهذا الاكتتاب الأوَّلُ حصلَ إذ كانَ كيرينيوس والي على الشام. فمضى الجميعُ لِيكتتبوا كُلُّ واحدٍ إلى مدينتهِ. فصعدَ يوسفُ أيضاً من مدينةِ النَّاصرةِ إلى اليهوديَّةِ، إلى مدينةِ داوُدَ التي تُدعَى بيتَ لحم، لكونهِ من بيتِ داوُدَ وعشيرتهِ، ليُكتتبَ مع مريم المخطوبةِ لهُ وهيَ حُبلَى. وبينما هُما هُناكَ تمَّت أيَّامُها لِتَلِدَ. فَولدت ابنها البكرَ ولفتهُ ووضعتهُ في مذودٍ، إذ لم يكُن لهُما موضعٌ في المنزلِ.وكان في تلكَ الكورةِ رُعاةٌ يرعونَ في الحقلِ ويحرسونَ حراسةِ اللًّيل على رعيَّتهُم، وإذا ملاكُ الرَّبِّ وقفَ بهم، ومجدُ الرَّبِّ أضاءَ عليهم، فخافوا خوفاً عظيماً جداً. فقالَ لهُم الملاكُ:" لا تخافوا. فها أنا أُبشِّركُم بفرح عظيم سيكونُ لجميع الشَّعبِ: إنهُ وُلِدَ لكُم اليوم في مدينةِ داودَ مُخلِّصٌ هو المسيحُ الرَّبُّ. وهذه لكُم علامةٌ تجدونَ طفلاً ملفوفاً موضوعاً في مذودٍ". وظهرَ بغتةً مع الملاكِ جمهورٌ من الجندِ السَّماويِّ مُسبِّحينَ اللهَ وقائلين: " المجدُ للهِ في الأعالي، وعلى الأرضِ السَّلامُ، وفي النَّاس المسرَّةُ ".ولمَّا مضت عنهمُ الملائكةُ إلى السَّماءِ، تكلَّم الرُّعاةُ مع بعضهُم قائلينَ: " هلمَّ بنا إلى بيتِ لحمُ لننظرَ هذا الكلام الذى كانَ. الذى أعلَّمنا بهِ الرَّبُّ ". فجاءوا مُسرعينَ ووجدوا مريمَ ويُوسفَ والصبيَّ موضوعاً في مذودٍ. فلمَّا رأوهُ عَلِموا أنَّ الكلامُ الَّذي قِيلَ لهُم كانَ عن هذا الصبيِّ. وكُلُّ الَّذينَ سمعوا تعجبوا ممَّا قيلَ لهُم من الرُّعاةِ. وأمَّا مريمُ فكانت تحفظُ جميعَ هذا الكلام مُتفكِّرَةً بهِ في قلبها. ثُمَّ رجعَ الرَّعاةُ وهم يمجِّدونَ اللـهَ ويسبِّحونهُ على كُلِّ ما سمعوهُ ورأوهُ كما قِيلَ لهُم.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #76
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-06-2015, 11:48 PM
Parent: #75

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 21-2-2010

اجلس إلى نفسك وحاسِبها

إذا أردت أن تتوب، أو أن تكون أمينًا في علاقتك مع الله، فعليك بين الحين والحين أن تجلس إلى نفسك. فلماذا؟

** فأنت إما أنك لا تشعر بما أنت فيه من خطر. لا تعرف حالتك بالضبط، ولا تدرك أخطاءك ولا عمقها وبشاعتها. لأن دوامة المشغوليات والاهتمامات تجذبك إليها باستمرار، وأنت غارق فيها تمامًا... ليس لديك وقت أن تفكر في نفسك وفي روحياتك. وربما لا يخطر هذا الموضوع على فكرك! إذن فأنت محتاج أن تجلس إلى نفسك وتفحصها وتراقبها، لكي تدرك مستوى ما أنت فيه من الروحيات أو مستوى بعدك عنه.

** أو ربما إنك تعرف أخطاءك، أو تعرف البارز منها. ولكن ليس لديك وقت ولا فرصة، لكي تفكر كيف تترك تلك الأفكار، وكيف تعالجها. وقبل أن يدور بذهنك أن تعالج خطاء معينًا تكون قد وقعت في غيره أو في ما هو أشد منه... والأخطاء والخطايا تحيط بك من كل ناحية، وليست هناك فرصة للتخلص منها. إذن فأنت محتاج أيضًا أن تجلس إلى نفسك لكي تعالج ما يحتاج فيها إلى معالجة.

** وكما يحتاج المريض إلى كشف أشعة وأجهزة تحاليل لكي يعرف ما يدور في داخله بالضبط ونوعية ومدى خطورة أمراضه، وهو يحتاج أيضًا أن يعرف العلاج وممارسته لكي يشفى. وأن يتابع هذا العلاج مع طبيب حكيم خبير بالأمراض وعلاجها. وهذا لا يتأنى بالمريض. إلا إذا انتزع نفسه من مشغولياته وذهب للكشف... هكذا الجلسة مع النفس.

** هذه الجلسة الروحية مع النفس هدفها تنقيتها. وذلك بأن يكتشف الشخص خطاياه وضعفاته، ويلوم نفسه عليها. ثم يعرف أيضًا أسباب سقوطه، سواء أكانت أسباب خارجية تضغط عليه، أو أسبابًا داخلية يسعى فيها هو نفسه إلى الخطية، أو هي طباع وعادات أو تأثرات بآخرين... ويحاول في كل هذا أن يتحاشى ما يبعده عن حياة التوبة والنقاوة. ويعزم عزمًا قلبيًا أكيدًا أن يترك أخطاءه بكل رضى واقتناع داخلي.

** والإنسان الروحي لا يقصر جلسته مع نفسه على بحث الماضي والندم عليه وتبكيت النفس على أخطائها. إنما عليه أيضًا أن يفكر في مستقبله الروحي، ويضع كذلك خطة حكيمة من واقع حالته واختباراته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويصمم في أعماقه أن يسلك في ذلك بتدقيق شديد وبجدية والتزام... وفي كل ذلك يطلب من الله نعمة وقوة لكي يسلك حسنًا فيما بعد.

** وإني أنصح بهذه المناسبة، أن الشخص الذي ينوى أن يحيا حياة بارة في المستقبل، لا ينفعه أن ينتهز هذا الشعور فيقدم لله تعهدات ونذورًا أنه سيفعل كذا وكذا! كما لو كان له ثقة أو غرور بقدرته الشخصية الذاتية حتى أن البعض يقول في جلسته هذه افعل بي يا رب ما تشاء من الويلات إن رجعت إلى هذه الخطية مرة أخرى!.. فما أكثر مَنْ وعد الله وعودًا، ولم ينفذ. ثم عاد يقول في حزن:

كما وعدت الله وعدًا حانثًا ليتني من خوف ضعفي لم أعد

إنما الأمر لا يعد أن يكون مجرد رغبات مقدسة، تعرض فيها إرادتك وعزمك على الله، ليعطيك قوة على التنفيذ. لأنك بدون معونته لا تستطيع أن تفعل شيئًا. وهكذا تندمج جلستك مع نفسك لتكون جلسة صلاة تطلب فيها القوة.

** ولاشك أن الشيطان يقاوم بكل قوته جلوسك مع نفسك، لأنه يخشى أن تقلت من سيطرته عن طريقه. إما أنه يخشى في جلوسك مع نفسك، أن تدرك سوء حالتك الروحية فتفكر جديًا في التوبة، وبهذا تفلت من يده. وإما أنه يخشى في جلوسك مع نفسك، أن تطلب معونة من الله، وأن تنال منه قوة روحية لا يقوى الشيطان على مقاومتها... والشيطان جرب كيف أن كثيرين جلسوا إلى أنفسهم فتابوا. مثال ذلك القديس أوغسطينوس الذي لم يستطع أن يتوب وهو في دوامة المشغوليات، ودوامة الأصحاب، ودوامة الفلسفة والفكر... لكنه لما جلس إلى نفسه تلك الجلسة الروحية العميقة، استطاع أن يصل إلى الإيمان وإلى التوبة وأن يرجع إلى الله ويفلت إلى الأبد من قبضة الشيطان. ولم تكن مجرد جلسة عادية، إنما هي جلسة مصيرية.

** لذلك فالشيطان يقاوم جلوس الإنسان مع نفسه وذلك بأمرين: أما أن يمنع جلوس الإنسان مع نفسه، بأن يقدم له عشرات من المشغوليات ومئات من الأفكار، ويذكره بأمور تبدو أمامه هامة جدًا، ويجب أن يتفرغ لها. وكل ذلك لكي يعود إلى دوامته مرة أخرى. مثال ذلك إذا انتهزت فرصة بداية عام جديد من حياتك لتجلس مع نفسك، يمكن للشيطان أن يعمل على شغل هذه المناسبة بالحفلات والمجاملات حتى تنشغل بذلك ولا تخلو للتفكير بنفسك.

** ولكنك إذا أصررت على الجلوس إلى نفسك وفحص تصرفاتك وحياتك، ووجدت فرصة لذلك، وابتعدت عن المشغوليات ولو إلى حين، حينئذ تكون خطة الشيطان أن يجلس معك أثناء جلوسك مع نفسك. فهو لا ييأس أبدًا. وفي اشتراكه معك في جلستك الروحية، يقدم لك أفكارًا وأحاسيس من عنده بأن يمنعك من تبكيت نفسك على أخطائها، ويخفف من مشاعر ندمك، فإن تذكرت آية خطية، فبدلًا من أن ينسحق قلبك بسببها وتوبخ ذاتك، يقدم لك الشيطان عنها أعذارًا وتبريرات، بمحاولة لتدليل النفس ومجاملاتها، أو تخفيف المسئولية عنها بإلقائها مثلًا على الوسط الخارجي أو الآخرين... وكل ذلك لا ينفعك روحيًا، ولا يقودك إلى التوبة. إن لومك لغيرك لا يبررك، حتى لو كان ذلك الغير ملومًا فعلًا. لهذا يجب أن تركز على ما فعلته أنت لأنك مطالب به. وأنت لا تنال المغفرة بالتبريرات وإنما بالتوبة وإدانة النفس.

ولعل من حيل الشيطان أيضًا، أن يقلل لك من خطورة خطاياك. ولا يجعلها تبدو على حقيقتها في بشاعتها، كما لو كانت شيئًا بسيطًا لا تستحق أن تحزن بسببه وتندم. وما أسهل أن يسمى لك الخطايا بغير أسمائها. أو يفلسف الخطية ويحاول أن يخفيها وراء سلامة القصد وحسن النية! وفي كل هذا يقودك إلى الاستهانة واللامبالاة ولا يساعدك على التوبة، بل ربما يدفعك إلى الاستمرار فيما أنت فيه. أما أنت فحينما تجلس مع نفسك حاسبها بكل حزم. وافحصها بدقة، واطمئن باستمرار على نقاوتها.
+++

Post: #77
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-07-2015, 05:15 PM
Parent: #76

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 28-2-2010

البِرّ الذاتي، و التبريرات


** يقولون كل الناس هكذا (الكل كده) فهل نشذ نحن عن المجتمع؟! وكأنهم بهذا يعتبرون أن الخطأ إذا صار عامًا، لم يعد خطئًا يُلام عليه الفرد! كأن نقائص المجتمع كله لم تعُد نقائص. أو صار الخطأ العام مبررًا لخطأ الفرد!! كلا، فالخطأ هو خطأ، عامًا كان أو خاصًا. ومن أجل ذلك يقوم المصلحون الاجتماعيون بإصلاح أخطاء المجتمع. وكذلك يُهاجمها الرُّعاة ورجال الدين والكُتَّاب وأصحاب المبادئ.

** إن أبانا نوح كان يعيش ببِرِّهِ في عصر كله فاسد. وبلغ من فساد الناس في تلك الأيام، أن اللَّه أغرق العالم كله بالطوفان. فهل كان ذلك الفساد الذي عم العالم كله، عُذرًا لأبينا نوح أن يسلك مثلهم هو وأسرته، ويقول: (كل العالم كده)، فهل نشذ عن المجتمع! أم أنه سلك بكماله أمام اللَّه والناس، وكان لابد له أن يشذ عن ذلك المجتمع الفاسد. وهكذا نجَّاه اللَّه وأسرته من الطوفان. وهكذا كان لوط أيضًا في أرض سدوم الفاسدة التي حرقها اللَّه بالنار.

** إن الأبرار يحتفظون بمبادئهم السامية، مهما كان الخطأ عامًا، أو منتشرًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فهُم لا يتبعون المثل القائل: "إن كنت في بلد يعبدون فيه العجل، حش وارمي له! " كلا، فالخطأ العام يجعل الأبرار أكثر حرصًا ودقة. فهم يطيعون ضمائرهم، ولا ينجرفون مع التيار.

** عِش بروحياتك السليمة، حتى لو عشت بها وحدك. كما قلنا في الشِّعر:

سأطيع اللَّه حتى لو أطعت اللَّه وحدي

لذلك إن لم تستطع أن تؤثر على المجتمع بروحياتك، فعلى الأقل لا تندمج في الأخطاء العامة وتخضع لها، ولا تجعلها تؤثِّر عليك... لماذا تأخذ موقفًا ضعيفًا أمام الذين يُعيِّرونك بتدينك؟! إن القلب القوي يحتمل كل شيء من أجل الثبات في مبادئه.

** هناك مَن يعتذر عن عدم سلوكه في حياة الفضيلة، بأن هناك عوائق تمنعه من ذلك... وهذا الاعتذار لا يليق بالأقوياء المحتفظين بنقاوة قلوبهم. بل هم ينتصرون على العوائق. لأن محبة الخير التي في قلوبهم، هي أقوى من العوائق الخارجية. ومادامت لهم النية الخيِّرة والإرادة القوية، حينئذ يجدون الوسائل الكثيرة للخير الذي يريدون أن يفعلوه. يكفي أنك تريد الخير، وحينئذ تجد نعمة اللَّه تفتح أمامك أبوابًا كانت مُغلقة. فلا تفكِّر إذًا في العوائق إنما فكِّر جيدًا كيف تنتصر عليها. أم أن دوافعك الداخلية ضعيفة، لذلك تعتذر بالعوائق؟! إن أبانا إبراهيم لم يجد عائقًا أمامه في تقديم ابنه ذبيحة للَّه، لأن قلبه كان قويًا بالإيمان. والشهداء لم يعتذروا بالعذابات التي يتعرَّضون لها أو كافة الضغوط الخارجية أو الإغراءات. بل بقلوبهم القوية انتصروا. وكل الأبرار الأنقياء القلوب، لا يعترفون بالإغراءات الخارجية ولا يخضعون لها، ولا يتخذونها مُبرِّرًا لارتكاب الخطية. ومثال ذلك يوسف الصديق الذي ضغطت عليه الخطية من الخارج وبقبله النقي انتصر عليها.

** يعتذر البعض بعبارة: (أنا ضعيف، والوصية الإلهية صعبة!)، وهنا عُذر غير مقبول لأنه لو كانت الوصية صعبة وغير ممكنة، ما كان اللَّه يأمر بها. إن اللَّه لا يأمرنا أبدًا بالمستحيل.

إن باب الأعذار واسع قد يدخل فيه الصدق والكذب... والإنسان غير التائب، على الرغم من أخطائه، فإن نفسه تكون جميلة في عينيه يناقش في موضوع برها ويجادل ويجد له أعذارًا.
+++

Post: #78
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-08-2015, 00:58 AM
Parent: #77

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 7-3-2010

الحسد والغيرة


الحسد بمعناه اللغوي هو تمنِّي زوال النعمة أو الخير عن المحسود، وتحول هذه النعمة والخير إلى الحاسد. وبهذا المعنى يكون الحسد خطية مزدوجة. فتمني زوال النعمة عن المحسود خطية لأن ذلك ضد المحبة، والمحبة لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق. وسليمان الحكيم يقول: "لا تفرح بسقطة عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر" فكم بالأكثر إن كان الشخص الذي يتمنى له الحاسد السقوط ليس عدوًا، ولم يفعل به شرًا!! كذلك تمنى تحول خيره إلى الحاسد يحمل خطية أخرى، إذ هو شهوة خاطئة.

** هناك نوع آخر من الحسد، يُحذِّر منه الحكيم بقوله: "لا تحسد أهل الشر ولا تشته أن تكون معهم". وهنا يرتبط الحسد بشهوة الخطية. فيحسد الذين يرتكبونها حين لا يكون بإمكانه ذلك. وهذا يدل على عدم وجود نقاوة في القلب، وعلى أن القلب ليست فيه محبة اللَّه ولا محبة الخير.

** والحسد عمومًا هو ضد المحبة. فالذي يحب إنسانًا لا يمكن أن يحسده. وأنت إن أحببت إنسانًا، تتمنى أن تزيد نعمة اللَّه عليه، لا أن تزول النعمة منه. وإن أحببت إنسانًا، فإنك تُفضِّله على نفسك، بل تبذل نفسك من أجله. وهكذا لا يمكن أن تشته أن يتحول الخير منه إليك. فالمحبة تبني ولا تهدم.

وهكذا فإن الأم التي تحب ابنتها، لا يمكن أن تحسدها على زواج موفق. بل تسعد بسعادتها وتكون في خدمتها في يوم زواجها. تبذل جهدها أن تكون ابنتها في أجمل صورة وأجمل زينة. وكذلك الأب يفرح بنجاح ابنه. ولا يمكن أن يحسده على نجاحه ولا على تفوقه، ولا على نواله درجة أعلى من درجة هذا الأب.

** أمَّا من جهة الغيرة، فليست كل غيرة لونًا من الحسد الخاطئ. وليست كل غيرة ضد المحبة. لأنها مغبوطة هي الغيرة في الحسنى. إنها الغيرة التي لا تحسد، وإنما تقلد، وتتحمس للخير فنحن نسمع عن فضائل الأبرار، سواء الذين تركوا عالمنا الحاضر، أو الذين مازالوا أحياء. فنغار منهم غيرة تجعلنا نتمثل بأفعالهم، لا أن نحسدهم أو نتمنى زوال النعمة منهم إلينا!! بل نفرح كلما نعرف جديدًا من فضائلهم.

إنَّ الذي يحب الفضيلة، لا يحسد الفضلاء. والذي يحب الفضلاء، لا يحسدهم بل يقلدهم. إن القديسين ما كانوا يحسدون بعضهم بعضًا في حياة الروح. بل كان ارتفاع الواحد منهم في الطريق الروحي، يُشجِّع الآخرين ويقويهم، فيمجدون اللَّه بسببه. وتملكهم الغيرة المقدسة، فيفعلون مثلما يفعل. ويطلبون صلواته عنهم وبركته لهم.

** هنا ونسأل سؤالًا هامًا وهو: هل الحسد يضر؟ نقول أولًا إن الحسد يضر الحاسد وليس المحسود. فالحاسد تتعبه الغيرة، ويتعبه الشعور بالنقص. يتعبه منظر المحسود في مجد. تتعبه مشاعره الخاطئة. وكما قال الشاعر:

اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله

فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله

** وكذلك فإن الحاسد يتعبه تفكيره وسعيه في الأضرار بالمحسود. وقد لا يفلح في ذلك، ويزداد المحسود ارتفاعًا، فيزداد هو غيظًا... إن القلب الخالي من المحبة لابد أن يتعب. وقد يسعى الحاسد إلى التحرش بالمحسود وإهانته. فيقابله المحسود برقة ولطف، فتتعبه رقته ولطفه. ويتعبه فشله في إثارته، وتزداد فيه النار اشتعالًا.

** نقطة أخرى وهى أن الحسد مع كونه في حد ذاته لا يضر، ولكن المؤامرات التي يدبرها الحاسدون قد تضر أحيانًا. ولا يكون الضرر عبارة "ضربة عين" كما يظن البعض! وإنما هو متاعب نتيجة لمؤامرات الحاسدين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إن الحسد هو مشاعر قلب خاطئ، وليس ضربة عين. ونحن حينما نطلب من الله في صلواتنا أن ينجينا الله من الحسد، لا نقصد أبدًا أن ينجينا من ضربة عين، إنما من مؤامرات الحاسدين. كما نطلب من الله أيضًا أن يُبعد عن قلوبنا حسدنا لغيرنا.

إن كثيرًا من الناس يحاولون إخفاء كل خير يأتيهم خوفًا من حسد الناس لهم! ولكنه خوف مبنى على جهل، ظانين أن معرفة الحاسدين بخيرهم تسبب لهم ضررًا! أو ألا ضربة عين تصيبهم، فتفقدهم ما هم فيه من خير!

** إن ضربة العين لو كانت حقيقية، إذن لهلك كل أصحاب المواهب والمناصب والتفوق... الحاصلون على جائزة نوبل Nobel Prize كل عام، أليس لهم حاسدون؟ وهؤلاء الحاسدون أليست لهم عيون؟... فهل نتيجة حسدهم يفقد العالم أعظم علمائه وأدبائه وأبطال السلام فيه!! وأيضًا أبطال الرياضة أصحاب الكئوس الذهبية، والميداليات، والمتفوقون في الفن والموسيقى، وملكات الجمال في العالم... أليس لكل هؤلاء حاسدون، وللحاسدين عيون... والذين ينجحون في الانتخابات أو الذين يتولون مناصب ورياسات على كل المستويات، وفي كل البلاد أليس لهم حاسدون. وأوائل الثانوية العامة، وقد يكون الأول متفوقًا بنصف درجة فقط عن الذي يليه، أليس لكل أولئك حاسدون ولهم عيون "تفلق الحجر"؟!!

** ننتقل إلى نقطة أخرى وهى حسد الشياطين. لاشك أن الشيطان يحسد الإنسان البار على بره وفضائله ونقاوة قلبه، بينما الشيطان قد فقد تلك النقاوة وكل ما يتعلق بالبر، ويحسده أيضًا على علاقته الطيبة مع اللَّه تبارك اسمه بينما هو قد خسر تلك العلاقة، ويحسده على ما يتمتع به من نعمة ومن بركة بينما الشيطان محروم من كل هذا. ويحسده على ما ينتظره في الأبدية من نعيم وفرح بينما الشيطان يخاف هذه الأبدية.

** لذلك فإن الشيطان إن وجد الإنسان في طريقه لعمل فضيلة معينة، يحاول أن يبعده عن عملها بكافة الطرق. وإن وجد الإنسان بارًا، يحاول أن يسقطه من بره. ولكن الله لا يسمح له بكل ذلك، ويرسل حفظه لهذا الإنسان.
+++

Post: #79
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-08-2015, 01:59 PM
Parent: #78

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 14-3-2010

المحبة الضارة

على الرغم من أن المحبة فضيلة كبرى، إلا أنه توجد محبة ضارة. ولعل من أسباب المحبة الضارة، أن تكون بغير حكمة، أو بعيدة عن الروحيات، أو تتصف بالذاتية، أو تتعارض مع وصايا اللَّه. وسنتكلَّم في هذا المقال عن أنواع من هذه المحبة الضارة.

** لا يستطيع أحد مِنَّا أن ينكر محبة الأم، حتى أنه يضرب بها المثل في الحنان وفي عمق المحبة. ومع ذلك يمكن أنَّ أُمًّا تحب ابنها بطريقة ضارة. ومن أمثلة ذلك تدخلها في زواج ابنها وبعد زواجه. هذا مع الابن ومع الابنة: إمَّا في الإسراع بالتزويج قبل النضوج أو قبل التوافق... أو اختيار زوج تظن فيه الأم أنه صالح لابنتها، فتدفعها إلى الزواج به دفعًا ويكون في ذلك ضرر لها طول الحياة... ومن المحبة الضارة أن تتدخل الأم في الحياة الزوجية لابنها. وهى تظن أنها تفعل ذلك إشفاقًا عليه، بينما تحطم حياته الزوجية.

** ومن أساليب المحبة الضارة، المديح الضار، الذي يقود أحيانًا إلى الغرور، وإلى حسد الآخرين ومتاعبهم. وإعلان ذلك المديح يكون بغير حكمة.

ويماثل المديح الخاطئ في ضرره، الدفاع عن الأخطاء، بدافع من الحُب الخاطئ. هذا الدفاع يجعل المخطئ يثبت في أخطائه، وقد يؤدي ذلك إلى هلاكه. ولا شكَّ أن مبرئ المذنب هو مثل مُذنِّب البريء، في أن كليهما ضد الحق.

وقد يحدث الدفاع عن الأخطاء في جو الأسرة والأصدقاء، أو في تملق الملوك والزعماء، أو في مجال المخطئين دينيًا. إنها محبة خاطئة، بل محبة ضارة. سواء كانت عن ثقة واقتناع، أو عن تملق رخيص.

** ومن ألوان المحبة الخاطئة تسهيل الشر. مثال ذلك طالب يقوم بتغشيش زميله في الامتحان بدافع من الشفقة والمحبة! أو طبيب يكتب شهادة مرضية وهمية...! أو صديق يشهد شهادة زور تأييدًا لصديقه. أو محاسب يساعد ممولًا على اختلاس حقوق الدولة في الضرائب. أو أستاذ باسم الرحمة أو المحبة يخفض المُقرر لتلاميذه، ويُقدِّم لهم في الامتحان أسئلة تافهة لكي ينجحوا ولم ينالوا من العلم شيئًا... كما يحدث أحيانًا تسهيل زواج غير شرعي!!!

وينضم إلى هذا البند أيضًا النُّصح الخاطئ.

** ومن أمثلة المحبة الضارة، أن أبًا يحب ابنًا له أكثر من بقية أبنائه. فيثير فيهم عن عوامل الحسد ضد أخيه. ومن أمثلته أيضًا الذي يتزوج امرأتين، ولا يكون عادلًا بينهما في المحبة.

** ومن ألوان المحبة الضارة الاستحواذ. أي المحبة التي تحبس محبوبها في حيزها الخاص. كالأم التي تمنع ابنها من سفر بعيد يفيده جدًا، لأنها تريده إلى جوارها وبهذا تضره وتُضيِّع مستقبله بسبب محبتها الضارة. وكثيرًا ما تحدث أمثال هذه المشاكل في محيط الحياة الزوجية أو الحياة العائلية بصفة عامة. مثل الزوج الذي تدعوه أنانيته في محبته إلى التضييق على زوجته في الدخول والخروج، وفي الكلام وفي الابتسام، وفي الزيارات وفي اللقاءات. كمَن يحبس عصفورًا في قفص، ويمنعه من الطيران، ليصير له وحده، ويُغنِّي العصفور له وحده! ولا تهمه حرية العصفور في شيء. وفي تضيق الرجل على امرأته بسبب محبته الأنانية لها، يجمع الرجل بين نقيضين: الحب والقسوة!!

ونفس الوضع بالنسبة إلى الزوجة التي تضر رجلها بمحبتها، فتضيق عليه الخناق أيضًا. وتكثر من أسئلتها وتحقيقاتها حول مواعيده ومقابلاته وعلاقاته، بطريقة تصيبه بالضجر والضيق النفسي. وتصيبها هي بالشك والقلق والخوف... وكل ذلك بِاسم الحب!!

ومحبة الاستحواذ قد توجد أيضًا في محيط الأصدقاء. فبِاسم المحبة يريد الشخص من صديقه أن يتحيز له، فيصادق مَن يُصادقه ويعادى مَن يُعاديه. وهكذا يضره من جهة علاقاته ومن جهة روحياته... وأحيانًا يُضيِّع وقت هذا الذي يُحبه. وبِاسم المحبة إذ يشغل وقته، كثيرًا ما يؤثِّر ذلك على دراسته أو عمله فيضره!

** ومن المحبة الضارة، أنها تتركز أحيانًا في الجسد، وتتحول إلى شهوة. وللأسف قد يسميها البعض حبًا بينما هي شهوة، تضر نفسها، وتضر مَن تحبه أيضًا. سواء الضرر الروحي، أو ما يصاحبه من أضرار أخرى.

** ومن المحبة الضارة المحبة التي تشفق على الجسد وتضر الروح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كأم تشفق على ابنها، وتمنعه من الصوم حرصًا على صحة جسده. ومن مظاهر المحبة الخاطئة التدليل. وفيه الشفقة الزائدة والإنفاق الزائد على الحاجة وتقديم أنواع المُتع العديدة. وعدم فرض عقوبة مهما كان الذنب. أو تكون العقوبة نوعًا من التوبيخ الهادئ جدًا الذي لا يمكن أن يروع أحدًا فيستمر الخطأ. وقد يصل تدليل الأم لابنها أنها تُغطِّي على أخطائه أمام أبيه حتى لا يُعاقبه. بل قد تدافع عنه بالباطل، وهكذا يفسد الابن، إذ لا يجد مَن يؤدِّبه أو يربيه. وقد تقاسي الأم بعد ذلك من سوء سلوك ابنها وتطاوله عليها.

** ومن ألوان المحبة الضارة، محبة المريض لمَّا يزيد مرضه. كمريض بالسكر يحب الحلويات، أو مريض بالكوليسترول يحب الدهنيات. أو شخص يحب المخدرات ولا يقدر عن الامتناع عنها وكل هذا يضره. وكل من هؤلاء يضر نفسه دون أن يضره غيره...

** وبالمثل شخص لمحبته الخاطئة لنفسه يكثر من الافتخار ومديح نفسه بطريقة تنفر الناس منه... أو إنسان بخيل يحب المال ويكنزه ويُنمِّي رصيده، بأسلوب يبخل به على نفسه وعلى المحيطين به، فيضر نفسه ويضرهم.

** وهناك محبة أخرى للمرضى تضرهم. كأن يزورهم شخص يحبهم، فيبقى إلى جوارهم مدة طويلة يتحدث إليهم. وهم صحيًا في حاجة إلى الراحة. وبكلامه معهم لا يعطيهم فرصة للاتصال باللَّه أثناء مرضهم. أو من المحبة للمريض، خداعه في نوع مرضه. فلا يهتم بأبديته وما يلزمه من التوبة. أو بتقديم مُتَع للمريض أثناء مرضه يمكن أن تضره.

ورُبَّما إنسان يحب شخصًا فيُضيِّع سمعته.
+++

Post: #80
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-09-2015, 05:59 AM
Parent: #79

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 21-3-2010

محبة خاطئة للنفس تضرها


كل إنسان في الدنيا يحب نفسه، ولا يوجد أحد لا يحب نفسه، وليست محبة النفس خطيئة. ولكنها تصبح كذلك إذا كانت محبة خاطئة أو تقود إلى خطأ. وهناك حروب روحية تُسمَّى حروب الذات، أو عبادة الذات، التي يتمركز فيها الإنسان حول نفسه ويقول أريد أن أبني نفسي، أو أن أُحقِّق ذاتي. وللأسف يبني نفسه بطريقة خاطئة.

** من المحبة الخاطئة للنفس، المحبة الخاصة باللذَّة والمُتعة. منها لذة الحواس التي تقود إلى الشهوة وإلى الخطيئة. وفيها قد يفتخر شخص ويقول: "مهما اشتهته عيناي لن أمسكه عنهما". ويقود ذلك إلى كل أنواع المُتع العادية والضارة.

ومن أمثلة اللذة الخاطئة، ما يقع فيه البعض من ملاذ الجسد، أو المخدرات، أو التدخين، أو كل ما ينسيه عن نفسه. والواقع أنها ليست محبة حقيقية للنفس، التي تأتي عن طريق اللذة والمتعة، مادامت متعة خاطئة.

** ومن المحبة الخاطئة للنفس، المحبة الخيالية. وفيها لا يستطيع الشخص أن يُمتِّع نفسه عمليًا، فيسبح بفكره في تصورات إسعادها. وتكون متعته بالخيال أقوى من المتعة الحسية. لأن الخيال مجال واسع لا يقف عند حد. ويتصوَّر فيه الإنسان تصورات لا يمكن أن تحقق في الواقع. وتحصل له بذلك سعادة وهمية.

ومن هذا ما يسمونه بأحلام اليقظة. فكل ما يريد الشخص أن يمتع به نفسه، يغمض عينيه ويتخيله. ويؤلف حكايات وقصصًا عن مُتعة لا وجود لها في عالم الحقيقة. ويقول لنفسه سأعمل وأعمل، وسأصير وأصير... وقد يستمر في هذا الفكر بالساعات، ورُبَّما بالأيام. ويستيقظ لنفسه، فإذا هو في فراغ وقد أضاع وقته! وعلى رأي المثل العامي: "المرأة الجوعانة تحلم بسوق العيش". ومثال آخر التلميذ الذي لن يستذكر دروسه، ولم يستعد عمليًا للامتحان. وإنما يجلس إلى جوار كتبه، ويسرح في الخيال: يتخيل أنه نجح بتفوق كبير، وانفتحت أمامه جميع الكليات، وصار وارتفع وارتقى وتخرَّج... ثم يصحو إلى نفسه، فيجد أنه أضاع وقته وأضاع نفسه.

وكثير من المجانين يقعون في مثل هذا الخيال الذي يشبعون به أنفسهم، ويجدون به أنفسهم في مناصب ودرجات وألقاب. والفرق بينهم وبين العقلاء، أنهم يصدقون أنفسهم فيما يتخيلونه ويصيبهم نوع من المرض يُسمَّى البارانويا Paranoia، وحكايات كثيرة.

كثيرون يضيعون أنفسهم بشهوة العظمة الخيالية. وهى محبة خاطئة للنفس. أمَّا العظمة الحقيقية فليست كذلك. والذي تحاربه شهوة العظمة، ما أسهل أن يدخل في حروب ومنافسات قد تضيعه على الأرض. وهذه العظمة الأرضية تضيعه في الأبدية. وهناك أشخاص لا يجدون لأنفسهم تلك العظمة الخاطئة، فيحاولون أن يجدوا العظمة بالكلام. بالفرح بمديح الناس لهم. وإن لم يجدوا ذلك، فإنهم يمدحون أنفسهم. ويتحدَّثون عن فضائلهم وأعمالهم المجيدة، لكي ينالوا تمجيدًا من الناس. ولا شكّ أن حروب العظمة قد ضيَّعت كثيرين.

** هناك آخرون لا يقدرون على العمل البنَّاء. فيظنون أنهم يبنون أنفسهم بهدم البنائين. فيعملون على هدم وتحطيم غيرهم. ولا يسرَّهم شيء مِمَّا يعمله العاملون، فينتقدون كل شيء. ويبحثون عن أخطاء لتكون مجالًا لعملهم في النقد والنقض والتشهير. كأنهم يعرفون ما لا يعرفه غيرهم. وفي نفس الوقت الذي يحطمون فيه بناء غيرهم، لا يبنون هم شيئًا. حياتهم كلها صراع، ويظنون الصراع بطولة. ويفرحون بذلك، ويفتخرون بأنهم هاجموا فلانًا وفلانًا من الأسماء المعروفة. ويقول الواحد منهم إن عنده الشجاعة التي بها يقول للأعور أنه أعور في عينه! إنهم يحبون في أنفسهم أن لهم الطبع الناري. وشهوتهم أن يرتفعوا على جماجم الآخرين. على أنهم في صراعهم هذا الذي يتخيَّلون فيه أنهم وجدوا أنفسهم، يكونون قد ضيَّعوها... كالطفل المشاكس في الفصل، الذي يشعر أنه قد وجد ذاته في معاكسة المدرسين! ويظن ذلك جرأة وشجاعة وقوة وبطولة يبني بها نفسه التي يحبها، ولكنها محبة خاطئة للنفس.

إن المحبة الحقيقية للنفس، هي بناء النفس من الداخل، حتى ولو كان هذا البناء بأن يقهر الإنسان ذاته، ويغلب ذاته. وبهذا الانتصار على النفس يبنيها من الداخل من حيث علاقتها باللَّه، ومن حيث المحبة التي تربطه بالكل. وقد ينكر ذاته لكي يظهر غيره. ومحبته الحقيقية لذاته، تجعله يضبطها، ولا يتركها تسير حسب هواها. ولا تفرح نفسه مطلقًا بهدم الآخرين. فالهدم أسهل كثيرًا من البناء. وكما يقول المَثَل: "البئر الذي يحفره العاقل في سنة، يمكن أن يهدمه الجاهل في يوم".

هناك أشخاص يحبون أنفسهم بأسلوب خاطئ في فهم الحرية. حيث يظن الشخص أنه في حريته يفعل ما يشاء بلا قيد حتى المبادئ والقيم والتقاليد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). يجب أن يتخلَّص من كل ذلك ويفتخر بأنه يتمتَّع بالحرية التي يهلك بها نفسه. مثال ذلك الشواذ، والوجوديون. كل أولئك يقصدون بالحرية، الحرية الخارجية. وليست حرية القلب من الرغبات الخاطئة، ولا يفهمون الحرية بأنها التَّحرُّر من الخطايا والأخطاء، والتَّحرُّر من العادات الفاسدة التي تستعبدهم. وأخطر من أولئك: الذين يعطون لأنفسهم الحرية في تفسير الكتاب حسب أهوائهم وينشرون آراءهم الخاصة كعقيدة. ويحب الواحد منهم أن يكون مرجعًا في المعرفة يقود غيره. ويحاول أن يأتي بفكر جديد ينسب إليه وينفرد به. ومن هنا ظهرت البِدَع، التي بها ابتدع الناس أفكارًا جديدة ضد التسليم العام.

** ومن المحبة الخاطئة للنفس، الإعجاب بالنفس. إذ يكون الشخص بارًا في عيني نفسه، وحكيمًا في عيني نفسه. ويدخل في عبادة النَّفس. ولا مانع أن يكون الكل مخطئين، وهو وحده الذي على صواب. وهذا النوع يبرر ذاته في كل عمل وفي كل خطأ. ويرفض كل توجيه. وإن عوقب على خطأ، يملأ الدنيا صراخًا: إنه مظلوم! ولا ينظر إلى الذنب الكبير الذي ارتكبه، وإنما يدَّعي قسوة من عاقبه. والعجيب أن الكثيرين من هؤلاء الذين يقعون في الإعجاب بالنفس، يكون اللَّه قد منحهم مواهب. ولكنهم استخدموا المواهب في الإضرار بأنفسهم.
+++

Post: #81
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-09-2015, 12:23 PM
Parent: #80

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 28-3-2010

فضيلة الاحتمال


الاحتمال موضوع طويل، وله أسباب عديدة: فهناك من يحتمل بسبب الوداعة والهدوء في طبعه. وهناك من يحتمل لاتضاع قلبه. أو بسبب الحكمة إذ يتجنب عواقب الأمور. أو لأسباب أخرى... ولكن موضوعنا الآن هو الاحتمال بسب المحبة، المحبة التي تحتمل كل شيء.

** فالذي يحب شخصًا يكون مستعدًا أن يحتمل منه، وأن يحتمل من أجله. يحتمل منه إساءاته وأخطائه. ويحتمل من أجله في الدفاع عنه.

** ومن أمثلة المحبة التي تحتمل، محبة الأمومة ومحبة الأبوة: فالأم تحتمل متاعب الحمل والولادة، ومتاعب الرضاعة، وحمل الابن في صغره، ومتاعب الصبر في تربية أبنائها والعناية بهم في غذائهم وفي نظافتهم، وفي الاهتمام بصحتهم، وفي تعليمهم النطق والكلام، وفي الصبر على صراخ الأطفال وصياحهم وعنادهم إلى أن يكبروا.

ومن جهة الأب: يحتمل كثيرًا في تربية أبنائه، وفي مشقة العمل للإنفاق عليهم وتوفير كافة احتياجاتهم.

** ومن أمثلة المحبة التي تحتمل، ما احتمله الشهداء من سجن وعذابات لا تُطاق، ثابتين في محبة الله، ورافضين أن ينكروه إلى أن قُطعت رقابهم... ولا ننسى أيضًا احتمال الأنبياء والرسل في نشر رسالة الإيمان، وما يتلقونه من متاعب ومقاومات.

ومن أجل محبة الله أيضًا احتمل الرهبان والنُسّاك أن يعيشوا في البراري والقفار وشقوق الأرض، بعيدًا عن كل عزاء بشرى، في شظف الحياة زاهدين في كل شيء.

** ومن أمثلة المحبة التي تحتمل، محبة الجنود لوطنهم. إذ يحتملون مشاق التدريب والحرب، والتعرض للموت أو للإصابة. وربما يحتملون أيضًا فقد بعض أعضائهم أو التعرض لجروح شديدة أو تشوّهات... ونفس الوضع نقوله على ما تحتمله الشرطة لحفظ الأمن، وما يتعرضون له أحيانًا من مقاومات من المتمردين على النظام.

كل هذه الأمثلة عن المحبة من أجل الغير، المحبة التي لا تطلب ما لنفسها... ومن الأمثلة أيضًا رجال المطافئ، وفرق الإنقاذ على تنوع تخصصاتهم. أولئك يعرضون أنفسهم للحريق أو للغرق أو للموت بأنواع كثيرة من أجل الغير.

** ننتقل إلى نقطة أخرى وهى الحديث عن محبة المخطئين واحتمال تصرفاتهم. المحبة التي تحتمل الغير وتغفر له، والمحبة التي تحتمل الإساءة ولا ترد بالمثل. ولا تُشهّر بالمخطئ، ولا تشكو منه بل المحبة التي تنسى الإساءة، ولا تخزنها في ذاكرتها كما يفعل البعض إذ يتذكر الإساءة لشهور وسنوات، أما المحبة الغافرة فكثيرًا ما تنسى حقوقها الخاصة.

** المحبة التي تحتمل هي محبة الشخص صاحب القلب الكبير الواسع. الذي يحتمل كلام الآخرين حتى لو كان ذلك بألفاظ صعبة. ويحتمل حتى الفكاهة ولو كانت بأسلوب يبدو فيه تهكم. ويحتمل العتاب القاسي ولا يتضايق.

على أن يكون الاحتمال في غير ضجر ولا تذمر ولا ضيق. بل بصدر رحب وروح طيبة، غير متمركز حول ذاته وحول كرامتها... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وطبيعي أن المحبة التي لا تطلب ما لنفسها، سوف لا تطلب حقوقًا لذاتها، وبالتالي ستحتمل كل شيء، دون أن تحتد.

** بعض الناس لا يحتملون الذين لا يفهمونه. ومن هنا كانت مشكلة الأذكياء مع الجهلاء أو الأقل فهمًا، أو مع الطبقات الجاهلة. لذلك يبعد مثل هؤلاء الأذكياء عن كثيرين من الناس. وقد لا يحتمل الواحد منهم طول الوقت في إقناع غيره، فيبعد عنه. بينما لو كانت في قلبه محبة لأطال أناته على من لا يفهمه، وبمحبته يصبر عليه. وبذلك يمكنه أن يضم إليه هذا الجاهل باحتماله له، ويرجو منه خيرًا! ونفس الوضع في معاملته للأطفال.

** إن القلب الضيق الخالي من الحب، هو الذي لا يحتمل الآخرين. أما القلب المتسع فيستطيع أن يحتمل كل الناس. لذلك كن متسعًا في قلبك وفي صدرك وفي فهمك. ولا تتضايق بسرعة واعرف أن المجتمع فيه أنواع متعددة من الناس. وليسوا جميعًا من النوع الذي تريده. يوجد فيهم كثيرون لم يصلوا بعد إلى المستوى المثالي، ولا إلى المستوى المتوسط. وعلينا أن نحبهم جميعًا. وبالمحبة ننزل إلى مستواهم لنرفعهم إلى مستوى أعلى. نتأنى عليهم، ونترفق بهم، ونحتمل كل ما يصدر من جهالاتهم، ونصبر عليهم حتى يصلوا...

لا تقل: "الناس متعبون". بل بمحبتك تعامل معهم، وحاول أن تصلح من طباعهم. لأنك لو كنت لا تتعامل إلا مع المثاليين، فعليك أن تبحث عن عالم آخر تعيش فيه. في أحدى المرات قال لي شخص: "أنا لم أعد احتمل (فلان) إطلاقًا. إنه شخص لا يطاق ولا يمكن احتماله!!". فقلت له: "وكيف إذًا احتمله الله منذ ولادته حتى الآن؟! وكيف احتمل غيره وأمثاله منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا؟!". فإن كان الله يحتملنا في كل أخطائنا، فلماذا لا نحتمل غيرنا.

وكم مرة قدمنا لله توبة كاذبة، وكان الله يقبلنا. ثم نعود إلى خطايانا السابقة، ويحتملنا الله ويطيل أناته علينا حتى نتوب مرة أخرى. وكم مرة يأتي موعد الصلاة، فنقول ليس لدينا وقت لنصلى! عجيب أن هذا التراب يقول لخالقه: "ليس لدى وقت لأكلمك!!"، ويحتمل الله عبده... وكأنه يقول لهذا العبد: إن وجدت وقتًا افتكرني.

حقًا ليتنا نتعلم دروسًا من معاملة الله، ونحتمل الناس. نحتملهم كما يحتملنا الله، ونحتملهم كما احتملهم.

** كذلك الإنسان المحب لله يحتمل التجارب والمشاكل والأمراض. ولا تتزعزع محبته لله مهما طال وقت التجربة أو ازدادت حدتها. بل يحتمل في ثقة وفي غير تذمر ولا يتعجل حل المشكلات... بل ينتظر الرب متى يحين الوقت الذي يخلصه فيه. والذي يحب الله لا يتضايق من انتظاره للرب بل يحتمل. فقد يصلي، ولا يجد أن الصلاة قد اُستُجيبَت. فلا يشك في محبة الله له، ولا يظن أن الله قد نسيه. بل يحتمل ما يظنه متأخرًا في الاستجابة!! واثقًا أن الله لابد سيعمل من أجله. ولكن الله دائمًا يعمل في الوقت المناسب حسب حكمته.

إن القلب الضيق أو الذي محبته قليلة، هو الذي يتضجر. ويريد أن يطلب الطلب، ويناله في التو واللحظة، دون أن يحتمل عامل الزمن!!
+++

Post: #82
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-09-2015, 05:19 PM
Parent: #81

أحبائى الكرام ..

اليوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

بعد قليل ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..

http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
++

Post: #83
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-09-2015, 06:22 PM
Parent: #82

أحبائى الكرام ..

الآن ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان .. من قناة الكرمة ..
ومن خلال هذا الرابط ..

http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #84
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-10-2015, 04:22 PM
Parent: #83

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 4-4-2010

تجلّي الطبيعة البشرية بالقيامة


أهنئكم يا أبنائي وأخوتي الأحباء بعيد القيامة المجيد، راجيًا لكم جميعًا ولمصرنا العزيزة كل خير وبركة من إلهنا الصالح. ومصليًا من أجل كل المشاكل في أفريقيا وفي كل الشرق الأوسط، وفي الأراضي المقدسة وفلسطين. واله السلام قادر أن يفيض بسلامه على الكل. وما لا يستطيعه البشر، يستطيعه الله القادر على كل شيء.

وبعد، أريد أن أكلمكم اليوم عن عنصر هام جدًا من عناصر القيامة: وهو أنه في القيامة يتم تجديد وتجلى الطبيعة البشرية. وتجلى هذه الطبيعة يشملها جسدًا وروحًا وعقلًا وفكرًا. فتصبح بتجليها في حياة جديدة، مقدسة تمامًا، مختلفة عما كانت قبلًا.

** فمن جهة الجسد، نحن نقوم بأجساد نورانية روحانية، قد تخلصت تمامًا من المادة التي كانت متحدة بها في الحياة الأرضية، وبالتالي تتخلص من كل حروب المادة وما يتعلق باللحم والدم. وفي تجلى الجسد، لا يشعر الإنسان في الأبدية بأي جوع، أو عطش، أو تعب، أو مرض، ولا يقاسى من شهوات جسدية أو مادية. ولا من طياشة الحواس وشغبها وانحرافاتها... هذا من الناحية السلبية.

** أما من الناحية الإيجابية، فإن الحواس في تجليها ترى ما لا يُرى، أو ما لم تكن تراه من قبل. فترى أرواح القديسين الذين سبقوها إلى عالم المجد. وترى الملائكة الذين لم ترهم من قبل، وكلهم أرواح لا يُرون إلا بتجلي البصر البشري، وفي تجلى الحواس تسمع الطبيعة البشرية ما لم تكن تسمعه من قبل: من التسابيح السمائية، وأناشيد الملائكة، وأصوات الأبرار من كافة البلاد وعلى مر كل العصور. تسمعهم وتتكلم معهم. وهذا لا تحدث إلا بتجلي الطبيعة البشرية.

** الروح أيضًا تتجلى، ولا تخطئ أبدًا إلى الأبد. لقد كانت تخطئ عندما كانت متحدة بالجسد، يجرها أحيانًا معه في شهواته وفي اتجاهاته المادية، كما تحيطها المادة بإغراءات كثيرة وحروب. أما في القيامة فقد تخلصت من هذا كله وتحررت. ومنحها الله "إكليل البر" فصارت بارة على الدوام، وأصبحت تتغذى بالحب الإلهي، وتنمو به يومًا بعد يوم. وصارت متعتها الحقيقية هي عشرة الله وملائكته وقديسيه.

** وما أحمل قول السيد المسيح عن الحياة في الأبدية، إذ يقول عنها "تكونون كملائكة الله في السماء". أي في طهارة الملائكة البعيدة عن كل الشهوات الجسدية، وكذلك خفة الملائكة الذين يتحركون في لمح البصر إلى أبعد مكان، دون أن يقطعوا وسطًا في الطريق.

** في تجلي الطبيعة البشرية، يتجلى العقل أيضًا والفكر والمعرفة. فلا تجول أية فكرة خاطئة في العقل، إذ تكون الطبيعة البشرية قد وصلت في تجليها إلى نقاوة العقل نقاوة كاملة. ويصبح في بساطة أبوينا الأولين قبل السقوط في الخطيئة.

أما عن المعرفة، ففي التجلي لا يعرف الإنسان سوى الخير فقط. لقد كان في القديم في ازدواجية متعبة، من الخير والشر، والحلال والحرام، وما يليق وما لا يليق. يتأرجح ما بين وضع وعكسه. أما في تجلي الطبيعة البشرية، فأصبحت معرفتها قاصرة على الخير فقط. وزالت منها كل معرفة لكل أسماء الشر ومرادفاته. ومُحيت من ألفاظ القاموس البشري الجديد كلمة الخطيئة وما يتبعها من كلمات الفساد، والظلم، والزنى، والدعارة، والقتل، والخداع والكذب والسرقة... وما إلى ذلك.

** مع محو الماضي الأثيم كله من ذاكرته، مع كل أخباره وقصصه وذكرياته، كما تُمحى صور الناس الأشرار، أعداءً أو أصدقاء. وبعبارة مختصرة: يُنسى كل ما تركز في العقل الباطن وفي الذاكرة. ويصبح للطبيعة البشرية في التجلي عقل باطن جديد طاهر لا يحوي إلا البر، كما يكون لها قاموس جديد للألفاظ، ليست فيه كلمات الخطيئة على الإطلاق. بل كل ألفاظ جديدة بارة.

** وفي تجلي المعرفة، يبدأ أن يكون للإنسان معرفة بالله، أقصد المعرفة الحقيقية العميقة.فنحن الآن لا نعرف عن الله إلا اسمه، دون أن نعرف الجوهر: نعرف مثلًا أن الله كامل، ولكن ما كنه هذا الكمال؟ هذا لا نعرفه. نعرف أن الله عظيم. ومع ذلك لا نعرف ما كنه هذه العظمة. نعرف أن الله أبرع جمالًا من بني البشر، ولكننا لا نعرف ما كنه هذا الجمال. كل ما نعرفه عن الله هو مجرد أسماء كثيرة، دون أن ندرك كنهها!!

ولكن في الأبدية، حين تتجلى طبيعتنا البشرية، فإن معرفتنا سوف تتجلى، حينما يكشف لنا ذاته أو بعضًا من ذاته. فنصبح في ذهول من عجب وروعة مما لا نستطيع أن ندركه. حينئذ يوسع الله مجال إدراكنا حتى نستوعب عنه ما هو أكثر... ومع ذلك كل ما ينكشف لنا من مجد الله وجلاله وجماله وكماله، يجعلنا في غاية الذهول والعجب، والعجز عن الإدراك، فيوسع الله إدراكنا أكثر وأكثر حتى يمكننا أن نقترب من فهم ذاته الإلهية، ونحن لا نفهم! أما متى سنعرف الله كما هو، فهذه هي الحياة الأبدية بطولها غير المحدود التي لا تكفى لمعرفته مهما تجلت معرفتنا! على أننا كلما نعرف عن الله أكثر، كلما نزداد في محبته وإجلاله.

** ومع تجلى معرفتنا، نبدأ في أن نعرف أشياء أخرى عن الملائكة بكل طغماتهم وصفوفهم وعملهم، ويحتاج هذا بلا شك إلى مدى طويل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ثم تتوسع معرفتنا بجميع الأنبياء والرسل والشهداء والعبّاد والنساك وسائر الذين أرضوا الرب منذ البدء. فنفرح بهذا ونبتهج بعشرتهم. وتزداد معرفتنا سعيًا وراء فهم كل أسرار الملكوت.

وكل هذا يعمّر عقلنا الواعي وعقلنا الباطن بأخبار البر التي تتعلق بكل هؤلاء وكل ما عملوه في محبة الله وإرضائه. وبكل هذا نتعلق بالبر وبالخير، ويصبح طبيعة فينا، لسنا نجاهد لإدراكها كما كان يحدث في الحياة الأرضية.

** وأخيرًا، وأنا أتكلم عن تجلى الطبيعة البشرية، أريد أن اذكر بعض أمثلة لتبسيط هذا الموضوع:

يحدث أحيانًا في أيامنا هذه أن يكون فكر شخص صافيًا تخرج منه أفكار في منتهى الروعة. كأن يؤلف قصة أو رواية في منتهى الإبداع، تترك تأثيرًا عميقًا في الكل. أو شخص ينظم قصيدة تعتبر من أمهات الشعر في خيالها وموسيقاها وعميق معانيها... فنقول عن هذا الشاعر أو ذلك القصصي إنه كان في حالة تجلى.

وقد نقول عن إنسان إنه في حالة تجلى، إذا كان الله قد وهبه موهبة معينة بقدرة غير طبيعية في لون من الفن أو الموسيقى أو الرسم أو النحت أو في صناعة ما. فينتج إنتاجًا نادرًا نقول عنه إنه نوع من التجلي. ولكن كل هذه الأمثلة تدل على تجلِ مؤقت. أما التجلي الذي يكون للطبيعة البشرية بعد القيامة، فهو دائم وثابت.

** ما أعظم التجلي الذي يكون لطبيعتنا في الأبدية. ولكن ما قلناه ينطبق على الأبرار الذين يصلون إلى السماء، وهم في حالة من النقاوة تؤهلهم لمجد هذا التجلي.

ليتنا إذن نستعد لكل ذلك بحياة مقبولة أمام الله.
+++

Post: #85
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-11-2015, 03:24 AM
Parent: #84

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 18-4-2010

التداريب الروحية


إن الدين ليس هو مجرد معلومات، ولا مجرد امتلاء من المعرفة الدينية. فالمعرفة وحدها لا تكفي. فماذا يستفيد الإنسان لو كان يعرف كل المعلومات عن الفضيلة، دون أن يسلك فيها؟! إننا نقرأ كثيرًا، ونستمع إلى الكثير، ونهتم بأن نحشوا أذهاننا بالمعلومات. فهل تغيرت أحوالنا بمجرد المعلومات؟ أم ينبغي أن تتحول المعلومات إلى عمل؟! إن كثيرين من أصحاب المعرفة لهم ضعفات ثابتة، تكاد تصل إلى مستوى الطباع، وتستمر معهم على مدى سنوات طويلة. وكذلك لأنهم لم يُدرِّبوا أنفسهم على ترك تلك الضعفات.

** ومن هنا كانت أهمية التداريب الروحية: فبها يدخل الإنسان في مواجهة عملية مع نفسه. إمَّا ترك خطاياه، أو اكتساب فضائل تنقصه، أو النمو روحيًا. وهكذا يحول بها المعرفة الروحية إلى حياة. وكذلك يحول الاشتياقات الروحية إلى حياة عملية. وفي التدريب العملي يعرف حقيقة نفسه، ومن أين يأتيه الخطأ، ما هي أسبابه ومصادره ويدخل بالتدريب في طريق المقاومة. ويعرف العقبات التي تصادفه، وأسلوب الانتصار عليها.

** والتداريب الروحية تدل على أن صاحبها سهران على خلاص نفسه: يكتشف أخطائه ونقائصه، ويتدرب على تفاديها.

لذلك أنصحك أيها القارئ العزيز أن تكتشف أخطاءك، أو الأخطاء التي يكشفها غيرك لك. لأنه بدون اكتشاف أخطائك، لا يمكنك أن تُدرِّب نفسك على تركها. لأنه لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. فلا تتضايق إذن مِمَّن يظهر لك عيبًا فيك. بل استفد من هذا الكشف لكي تتدرَّب على التخلُّص من ذلك العيب. بل أنت نفسك حاول أن تفحص ذاتك جيدًا في ضوء وصايا اللَّه.

** واحذر من تبريرك لنفسك والتماس الأعذار في أخطائك. فالذي يُبرِّر نفسه، يبقى دائمًا بحيث هو. لا يصلح من ذاته شيئًا، لأن ذاته جميلة في عينيه بلا عيب!! أمَّا الذي يُحاسب نفسه بدقة ولا يعذر نفسه مطلقًا مهما كانت الظروف فهذا هو الشخص الذي يمكنه أن يعرف عيوبه، ويمكنه أن يُدرِّب نفسه على تركها.

إن كنت تستحي من أن يكشف لك الغير خطأ فيك، فلاشك أن تستحي من نفسك من نفس الخطأ! فاجلس إذن إلى ذاتك وكُن صريحًا مع نفسك إلى أبعد الحدود. وحاول أن تطرق نقط الضعف التي فيك، ونقط النقص التي تكشفها لك القراءة الروحية، أو تدركها من سماعك لبعض العظات التي تشعر أنها تمس حياتك.

** فلو أنك دربت نفسك كل أسبوع، أو حتى كل شهر على مقاومة نقطة ضعف واحدة، لأمكنك في عام واحد أن تتخلص من 12 نقطة ضعف. وثق أن الخطايا يرتبط بعضها بالبعض الآخر. بحيث أنَّ تخلّصك من خطيئة معينة، قد يُخلِّصك من خطايا أخرى عديدة مرتبطة بها.

كما أن تدربك على فضيلة معينة، وبخاصة لو كانت من الفضائل الأمهات، فلابد أن ذلك سيقودك إلى فضائل أخرى ما كنت قد وضعتها في تدريبك. الفضائل أيضًا مرتبطة ببعضها البعض، كحلقات في سلسلة واحدة.

** إن الإنسان الروحي الذي يدرب نفسه على حياة الفضيلة، فأنه في كل تدريب يكتسب دون أن يقصد فضيلة ضبط النفس. وفي ذات الوقت يكتسب معونة إلهية تساعده على ترك الخطية. لأنه من الواضح أنك إن بدأت في تدريب نفسك في حياة الفضيلة، لابد أن نعمة اللَّه ستبدأ معك أيضًا. فاللَّه -جلّت قدرته- لا يتركك وحدك في تدريبك، بل سيعمل معك. لأنك بالتدريب تظهر أنك جاد ومُلتزم بالسلوك في الحياة مع اللَّه. وهذا الشعور ستتجاوب معه المعونة الإلهية. وإن كان الشيطان يحاربك لتكسر التدريب، فإن النعمة سوف تسندك لتنجح فيه. المهم أنك لا تتراجع ولا تتراخى ولا تكسل في تدريباتك. بل كن حازمًا مع نفسك.

** وإن دربت نفسك على فضيلة، فاعلم أن الثبات في الفضائل أهم من بدأ اقتنائها. لأنه ما أسهل أن يسير الإنسان في فضيلة ما يومًا أو يومين أو ثلاثة أو أسبوع. ولكن المهم أن يستمر حتى تصبح هذه الفضيلة عادة فيه، أو تتحوَّل إلى طبع. وهكذا تحتاج التداريب إلى مدى زمني طويل تكاد ترسخ في أعماق النفس. لأن كل تدبير لا يثبت فيه الإنسان زمنًا، يكون بلا ثمر. فالاستمرارية هي المحك العملي لمعرفة عمق الفضيلة فيك. وأيضًا تعطى فرصة لاختبار المعوقات التي تقف ضد التدريب وطريقة الانتصار عليها. لهذا فإن القفز السريع من تدريب إلى آخر، لا يفيد روحيًا. ذلك لأن كثيرين يريدون أن يصلوا إلى كل شيء في أقل فترة من الوقت. فتكون النتيجة أنهم لا يصلون إلى أي شيء!! أو أنهم يضعون أمامهم تداريب عديدة في نفس الوقت، بحيث ينسون بعضهم، أو لا يستطيعون التركيز عليها جميعًا. أمَّا أنت فاُسلك في تداريبك بحكمة، شيئًا فشيئًا، لكي تصل. وهنا أضع أمامك بعض الملاحظات:

** ليكن تدريبك مُحدّدًا وواضحًا. فلا تقل مثلًا: أدرِّب نفسي على المحبة. وكلمة المحبة تشمل فضائل عددية جدًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل يمكنك الاكتفاء بعنصر واحد تُركِّز عليه، ثم تتابع بعد ذلك. ولا تقُل لنفسك: أُريد أن أتدرَّب على حياة الاتضاع والوداعة. بينما تكون هذه الكلمات غير واضحة في تفاصيلها أمامك. وهكذا لا تفعل شيئًا. إنما قُل مثلًا: أُريد في حياة الاتضاع أن أُدرِّب نفسي على أمر واحد فقط، وهو إنني لا أمدح ذاتي. فإن أتقنت هذا، قُل لنفسك: أُدرِّب ذاتي على أني لا أسعى وراء مديح الناس. فإن أتقنت هذا قُل أُدرِّب نفسي على شيء آخر: وهو إن مدحني أحد أتذكَّر في الحال خطاياي وتقصيري، وأُبكِّت ذاتي من الداخل. فإن لم تستطع شيئًا من كل هذا أُدخل في تدريب آخر لأنَّ التدريب ينبغي أن يكون في حدود إمكانياتك، بحيث يمكنك تنفيذه عمليًا.

** هناك شخص يُريد أن يُدرِّب نفسه على ترك أخطاء الكلام. فيقول: أُريد أن أُدرِّب نفسي على الصمت. ولا يستطيع ذلك. وقد يصمت فترة يمكن أن يتكلِّم بأخطاء كثيرة! كمال قال المثل: "سكت دهرًا، ونطق كُفرًا". إنما يستطيع هذا الإنسان أن يُدرِّب نفسه على بعض نقاط في أخطاء الكلام فمثلًا يُدرِّب نفسه على عدم الإطالة في الحديث. كما يحتاج إلى كلمة، لا يقول فيها جملة. وما يحتاج إلى جملة، لا يلقي فيه محاضرة. وإن فهم محدِّثه ما يريد، لا داع لأن يزيد. ثم يُدرِّب نفسه على عدم مقاطعة غيره في الحديث. أو يُدرِّب ذاته على الصمت الهادئ. أما أن يدخل في التدريب على مقاومة كل أخطاء اللسان، فلن يصل إلى شيء مرَّة واحدة.
+++

Post: #86
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-11-2015, 10:36 PM
Parent: #85

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد)
11 يناير 2015
3 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 47 : 1 ، 2 )
يا جميعَ الأُمَم صَفِّقوا بأيديكُم. هلِّلوا للـهِ بصَوتِ الابتهاج، لأنَّ الرَّبَّ عليٌّ ومرهوبٌ. ملكٌ عظيمٌ على كافةِ الأرضِ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 4 : 40 ـ 44 )
ولمَّا غربت الشَّمس، جميعُ الذينَ عندهُم مرضَى بأمراضٍ مُختلفةٍ قدَّموهُم إليهِ، فوضعَ يدهُ علىَ كُلِّ واحدٍ منهُم وشفاهُم. وكانت أيضاً شياطينُ تخرجُ من كثيرينَ وهيَ تَصرخُ قائلةً: " أنتَ المسيح ابن اللـه! " فكان ينتهرهُم ولم يدعهُم يَتكلَّمونَ، لأنَّهُم عرفوهُ أنَّهُ هو المسيح.ولمَّا صار النَّهارُ خرجَ وذهبَ إلى موضع خلاءٍ، وكان الجموعُ يَطلِّبونه. فجاءوا إليهِ وأمسكوهُ لئلاَّ يذهب من عندهم. فقال لهم: " إنَّهُ ينبغي لي أن أُبشِّر في المدن الأُخر أيضاً بملكوتِ اللهِ، لأنِّي لهذا قد أُرسِلتُ ". فكانَ يكرزُ في مجامع الجليل.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 93 : 1 ، 2 )
الرَّبُّ قد مَلَكَ ولبسَ الجلالَ. لبسَ الرَّبُّ القوَّةَ وتمنطقَ بها. كُرسِيُّكَ مستعدٌ منذُ البدءِ. وأنتَ هو منذُ الأزلِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 4 : 31 ـ 37 )
ونزلَ إلى كفرناحُوم، مدينةٍ من الجليل، وكان يُعلِّمُهُم في السُّبوتِ. فبُهتوا من تَعلِيمهِ، لأنَّ كلامهُ كان بسُلطانٍ. وكان يوجد في المجمع رجُلٌ بهِ روحُ شيطانٍ نجسٍ، فصاحَ بصوتٍ عظيم قائلاً: " ما لنا ولكَ يا يسوعُ النَّاصريُّ! أتيت لتُهلِكنا! أنا أعرِفُكَ مَن أنتَ: قُدُّوسُ اللـهِ ". فانتهرهُ يسوعُ قائلاً: " اخرس واخرج منهُ ". فصرعهُ الشَّيطانُ في الوسط وخرج منهُ ولم يؤلمهُ شيءٌ. فحدث خوفٌ عظيمٌ على جميعهم، وكانوا يَتكلَّمونَ مع بعضهم بعض قائلينَ: " ما هذا الكلامُ! لأنَّهُ بسُلطانٍ وقُوَّةٍ يأمُر الأرواحَ النَّجسةَ فتخرجُ ". فذاع صيتٌ عنهُ في كُلِّ موضعٍ في الكورةِ المُحيطةِ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 15 : 4 ـ 19 )
فإنَّ كُلَّ شيءٍ كُتِبَ من قَبْل، إنَّما كُتِبَ لأجل تَعليمنَا، حتَّى بالصَّبرِ والتَّعزيةِ بما في الكتبِ يكونُ لنا رجاءٌ. وإلهُ الصَّبرِ والتَّعزيةِ يُعطيكُم فكراً واحداً مُتفقاً فيما بينكُم، بحسبِ المسيح يسوعَ، لكي بنفسٍ واحدةٍ وفم واحدٍ تُمجِّدونَ اللـه أبا ربِّنا يسوعَ المسيح. من أجل ذلك اقبلوا بعضُكُم بعضاً كما أنَّ المسيح قبِلَكُم لمَجد اللـهِ. وأقولُ: " إنَّ المسيحَ قد صارَ خادماً للختان، من أجل صِدق اللـهِ، لكي يُثبِّت مواعيدَ الآباءِ. وأمَّا الوثنيونَ فيُمجِّدونَ اللـهَ من أجل الرَّحمةِ، كما هو مكتوبٌ: " من أجل ذلك سأعترفُ بكَ ياربُّ بين الوثنيينَ وأُرتِّلُ لاسمِكَ " ويقولُ أيضاً: " تهلَّلوا أيَّتها الأُمَمُ مع شعبه ". ويقول أيضاً: " سبِّحوا الرَّبَّ يا جميعَ الأُمَم، وامدحوهُ يا جميعَ الشُّعوبِ " وأيضا يقول إشعياءُ: " سيكونُ أصلُ يَسَّى والقائمُ ليقودَ الأُمم، على اسمه سيكون رجاء الأُمَم ". وليملأكم إله الرَّجاء من كلِّ فرحٍ وسلامٍ عندما تؤمنونَ، وتزدادونَ في الرَّجاءِ بقوَّة الرُّوح القُدسِ. وأنا نفسي أيضاً مُتيَقِّنٌ من جهتكم يا إخوتى أنَّكم ممتلئونَ من كلِّ عملٍ صالحٍ، ومملوؤونَ من كلِّ عِلْمٍ، قادرونَ أن ينصحَ بعضكُم بعضاً. ولكن بأكثر جسارةٍ كتبتُ إليكُم جزئيّاً أيُّها الإخوة كمَن يُذكِّركُم، بسبب النِّعمةِ التي أُعطيَتْ لي من اللهِ، حتَّى أكونَ خادماً ليسوعَ المسيحِ لدى الوثنيين، عاملاً بالكهنوتِ لإنجيل اللهِ، ليكونَ قُرْبانُ الأُمم مقبولاً مُقدَّساً بالرُّوح القُدسِ. فلي افتخارٌ في المسيحِ يسوعَ عند اللهِ. لأنِّي لا أجسُرُ أنْ أقولَ كلمةً ممَّا لم يفعلْهُ المسيحُ بواسطتي لأجل إطاعةِ الأُممِ، بالقولِ والفعلِ، بقوَّةِ آياتٍ وعجائبَ، وبقوَّةِ الرُّوح القدسِ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وأخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة معلمنا يوحنا الأولى
( 3 : 1 ـ 11 )
أُنُظروا أيَّة محبَّةٍ أعطاها لناَ الآبُ حتَّى نُدعَى أبناءَ اللـهِ! وإنَّنا نحنُ كذلك، من أجل هذا لا يَعرفُنا العالم، لأنَّهُ لا يعرفهُ. يا أحبَّائي، الآنَ نحنُ أولادُ اللـهِ، ولم يُظهَرْ بَعدُ ماذا سنكونُ. ولكن نعلمُ أنَّهُ إذا أُظهِرَ نكُونُ مِثلهُ، لأنَّنا سنراهُ كمَا هو. وكُلُّ مَن عندهُ هذا الرَّجاءُ بهِ، يُطَهِّرُ نَفسهُ كما أنَّ ذاكَ طاهرٌ. كُلُّ مَن يصنعُ الخطيَّةَ يصنعُ التَّعدِّي أيضاً. لأنَّ الخطيَّةُ هيَ التَّعدِّي. وتَعلمونَ أنَّ ذاكَ أُظهِرَ لكي يَرفعَ خطايانا، وليسَ فيهِ خطيَّةٌ. كُلُّ مَن يَثبتُ فيهِ لا يُخطئُ. وكُلُّ من يصنع الخطيَّة لم يَنظرهُ ولا عَرفهُ.أيُّها الأولادُ، لا يُضِلَّكُم أحدٌ. مَن يصنعُ البرَّ فهو بارٌّ، كما أنَّ ذاك بارٌّ. مَن يفعلُ الخطيَّةَ فهو مِن الشَّيطان. لأنَّ الشَّيطان مِن البدءِ يُخطئُ. لأجل هذا أُظهِرَ ابنُ اللـهِ لكي يَنقُضَ أعمَال الشَّيطانَ. كُلُّ مَن وُلِدَ مِن اللهِ لا يفعلُ خطيَّةً، لأنَّ زَرعَهُ ثابتٌ فيهِ، ولا يستطيعُ أن يُخطئ لأنَّهُ مَولودٌ من اللـهِ. بهذا أولادُ اللـهِ ظاهرونَ وأولادُ الشَّيطان. كُلُّ من لا يفعلُ البرَّ فليسَ من اللـهِ، وكذا مَن لا يُحبُّ أخاهُ.لأنَّ هذا هو الوعد الذي سمِعتُموهُ من البدءِ: أن تُحِبُّوا بعضُكم بعضاً.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأنَّ العالم يزول وشهوتهُ معهُ،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 14 : 24 ـ 15: 1 ـ 3 )
ولمَّا اجتازا في بيسيديَّة أتيا إلى بمفيليَّة. وتكلَّما بالكلمةِ في بَرجَةَ، ثُمَّ نزلا إلى أتَّاليَةِ. ومن هناك أقلعا إلى أنطاكية، حيثُ كانا قد أُسلِمَا بنعمة اللـه للعمل الذي أكملاهُ. ولمَّا حضرا وجمعا الكنيسةَ، أخبرا بكُلِّ ما صنعَ اللـه معهما، وأنَّهُ فَتَحَ للوثنيين بابَ الإيمانِ. ومكثا هناك زماناً ليس بقليلٍ مع التَّلاميذِ.وانحدر قومٌ من اليهوديَّةِ، وكانوا يُعلِّمونَ الإخوة " إنْ لم تَخْتَتِنُوا حسبَ عادةِ موسى، لا يمكنُكُم أن تخلُصوا ". فلمَّا حصل لبُولُس وبرنابا مُشاحنةٌ ليست بقليلةٍ معهُم، رتَّبوا أن يَصعدَ بُولُسُ وبرنابا وأُناسٌ آخرونَ منهُم إلى الرُّسُلِ والشيوخ الذين بأُورشليمَ لينظروا في هذه المُنازعة. فهؤلاء بعد ما شيَّعتهُم الكنيسةُ اجتازوا في فينيقيةَ والسَّامرةِ يُخبرونَهُم برجوع الوثنيين، وكانوا يَصنعونَ سُروراً عظيماً لجميع الإخوة.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثالث من شهر طوبه المبارك
تذكار قتل أطفال بيت لحم بأمر هيرودس الملك.
في هذا اليوم من السنة الثانية لميلاد المسيح، قُتِل أطفال بيت لحم الشُّهداء، وذلك أنَّ هيرودوس الملك لمَّا استدعى المجوس سِرّاً، وتحقق منهُم زمان ظهور النَّجم، وأرسلهم إلى بيتِ لحم ليفتشوا بالتدقيق عن الصَّبيِّ وطلب منهم قائلاً: " إذا وجدتموه فعودوا وأخبروني، لكي آتي أنا أيضاً وأسجد له ". فذهبوا ووجدوا الصَّبيَّ مع أُمِّه. فخرُّوا وسجدوا. ثم قدَّموا له هدايا: ذهباً ولُباناً ومرَّاً. وإذ كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس. أمرهم ملاك الرب في حلم بأن يعودوا إلى كورتهم في طريق آخر.وبعدما انصرفوا، إذا ملاكُ الرَّبِّ قد ظهر ليوسف في حُلم قائلاً: " قُم وخُذ الصَّبيَّ وأُمّهُ واهرب إلى مصر، وكُن هناك حتى أقول لك. لأنَّ هيرودس مُزمع أن يَطلب الصَّبيَّ ليُهلكهُ ". فقام وأخذ الصَّبيَّ وأمِّهُ ليلاً وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس. لكي يتم ما قيل من الرَّبِّ بالنَّبيِّ القائل: " مِن مصر دعوتُ ابني ".حينئذ لمَّا رأى هيرودس أنَّ المجوس سخروا به غضب جدَّاً. فأرسل وقتل جميعَ الصِّبيان الذين في بيتِ لحم وفي كُلِّ تُخومها من ابن سنتين فما دون، بحسـب الزَّمان الذي تحققهُ من المجوس. وقد أراد هيرودس بذلك أن يقتل الطفل يسوع في جملتهم، وقيل أنَّ هيرودس احتال لتحقيق غايته الأثيمة، بأن أرسل إلى تلك البلاد قائلاً لهم: " بحسب أمر قيصر يجب إحصاء كل أطفال بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دون. فجمعوا مئة وأربعة وأربعين ألفاً من الأطفال على أيدي أُمَّهاتُهم. وقد ظن أن يسوع معهم وحينئذ أرسل الملك قائداً ومعه ألف من الجنود فذبحوا هؤلاء الأطفال على أحد الجبال في يوم واحد: وبهذا تم قول النبي إرميا: " صوتٌ سُمِع في الرَّامةِ، نَوْحٌ وبكاءٌ وعويلٌ كثيرٌ. راحيلُ تبكي على أولادها ولا تُريد أن تتعزى، لأنَّهُم ليسوا بموجودين " وذلك لأنَّ بيت لحم منسوبة لراحيل. وقد قتلوا بجوار مدفنها الواقع قُرب بيت لحم.وقد قال القديس يوحنا الإنجيلي أنَّهُ رأى نفوس هؤلاء الأطفال وهم يصرخون قائلين: " حتى متى أيُّها السيد القدُّوس والحقَّ لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض. فأُعطوا كل واحدٍ ثياباً بيضاً وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً أيضاً حتى يَكمَلَ العبيد رفقاؤهم وإخوتهم أيضاً العتيدون أن يُقتلوا مثلهم ". وقال إنَّ التسبحة التي يُسبِّح بها الأربعة الحيوانات والشيوخ لا يعرفها إلاَّ المئة والأربعة والأربعون ألفاً هؤلاء الأبكار الذين لم يتنجسوا مع النِّساء لأنَّهُم أطهار ، وهم مع الرب كل حين، يمسح كل دمعة من عيونهم. فطوبى لهم وطوبى للبطون التي حملتهم. شفاعتهم تكون معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 98 : 2 ، 3 )
أعلنَ الرَّبُّ خلاصَهُ قُدَّامَ الوثنيينَ. وكشفَ عدلهُ لهُمْ. ذَكَرَ رَحْمَتَهُ ليعقوبَ. وحقّهُ لبيتِ إسرائيلَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 2 : 13 ـ 23 )
ولمَّا مضوا، وإذا ملاكُ الربِّ قد ظهر ليوسف في حلم قائلاً: " قُم وخُذ الصَّبيَّ وأُمَّه واهرب إلى مصرَ، وكن هناك حتَّى أقول لك. لأنَّ هيرودس مُزمعٌ أن يطلبَ الصَّبيَّ ليُهلِكَهُ ". فقام وأخذ الصَّبيَّ وأُمَّه ليلاً ومضى إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس. لكي يتمَّ ما قيل من الربِّ بالنَّبيِّ القائل: " من مصرَ دعوتُ ابني ".حينئذ لمَّا رأى هيرودس أن المجوس سَخِروا به غضب جدّاً. فأرسل وقتل جميع الصِّبيان الذين في بيت لحم وفي كُلِّ تُخومها، من ابن سنتين فما دون، بحسب الزَّمان الذي تحقَّقه من المجوس. حينئذٍ تمَّ ما قيل بإرميا النبيِّ القائل: " صوتٌ سُمِعَ في الرَّامة، بكاءٌ ونحيبٌ كثيرٌ. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزَّى، لأنهم ليسوا بموجودين ".فلمَّا مات هيرودس، إذا ملاك الربِّ قد ظهر في حلم ليوسف في مصرَ قائلاً: " قُم وخُذ الصَّبيَّ وأُمَّه واذهب إلى أرض إسرائيل، لأنَّهُ قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصَّبيِّ ". فقام وأخذ الصَّبيَّ وأُمَّه وجاء إلى أرض إسرائيل. فلمَّا سمع أن أرخيلاوُس يَملكُ على اليهوديَّة عوضاً عن هيرودس أبيه، خاف أن يذهب إلى هناك. وإذ أُوحِيَ إليه في حلم، ذهب إلى نواحي الجليل. فأتى وسكن في مدينة تُدعَى ناصرة، لكي يتمَّ ما قيل بالأنبياء: " أنه سيُدعَى ناصرياً ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #87
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-12-2015, 00:55 AM
Parent: #86

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 25-4-2010

صفات الإنسان الوديع


الإنسان الوديع هو شخص هادئ لا حدة في صوته ولا صياح. وقد قيل عن السيد المسيح الوديع أنه: لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ.

الوديع لا يصرخ في الناس منتهرًا، ولا يثور. أنه إنسان دمث الخلق، هادئ، يريد دائمًا أن يكسب محبة الناس سواء على الأرض أو في السماء.

** هنا وأحب أن أفرق بين هدوء الطبع، وبرودة الطبع... فالإنسان الوديع الهادئ لا يثور على الناس، ولا يثيرهم. بينما البارد في طبعه، قد لا يثور، ولكن ما أسهل أن يثير ببروده! وذلك بأن يرد عليهم بردود باردة قد تتعب أعصابهم أو تحطمها. أمَّا الوديع فهو إنسان هادئ يشيع الهدوء في النفس وهو أيضًا طيب القلب، يحب أن يرضي الناس. يحب أن يكون في علاقة طيبة مع الجميع. فلا يغضب من أحد مهما حدث... ولا يستريح إن ترك أحدًا غاضبًا عليه. بل يهمه أن الكل يدعون له بالخير.

** والإنسان الوديع يكون هادئًا من الداخل كما من الخارج. إنه ليس مثل بعض الناس الذين يظهرون هادئين من الخارج، بينما في داخلهم ثورة وغليان. وهم يكتمون غضبهم لسبب روحي أو غير روحي، أو لسياسة ما، أو احترامًا لِمَن هو أكبر منهم أو خوفًا من نتائج الغضب... أمَّا الوديع فهو هادئ تمامًا. فمِن الداخل مشاعره وعواطفه وإحساساته في هدوء وسلام قلبي... ومن الخارج له ابتسامة لطيفة بشوشة، يقابل بها أحاديث الناس ومعاملاتهم. ولا يحدث أن يراه الناس وقد اكفهرت ملامحه، أو احمرَّت عيناه. أمَّا الإنسان الذي يبدو هادئًا من الخارج، بينما يغلي في داخله، ليس هو وديعًا في الحقيقة. أقصى ما نقوله عنه إنه يحاول أن يتدرَّب لكي يصير وديعًا!

** والإنسان الوديع لا ينتقم لنفسه. بل في كثير من الأحيان لا يُدافع عن نفسه، بل يترك اللَّه ليُدافع عنه. أنه كثيرًا ما يتنازل عن حقوقه، بدون أن يحزن. فهو لا يشاء مُطلقًا أن يخسر أحدًا من الناس بسبب هذه الحقوق. فسلامه مع الناس هو عنده أهم من التَّمسُّك بحقوقه. وهو يفعل ذلك تلقائيًا، دون أن يناقش الأمر في داخله. وهو لا يحب أن أحدًا يصيبه أذى بسببه، أو من أجله.

** والإنسان الوديع يكون دائمًا سهل التفهم، لا يتعب أحد في التعامل معه. إنه يحب باستمرار أن يكسب غيره، لا أن يكسب من غيره. وإذا ما تناقشت أو تحدثت مع إنسان وديع، تجده لا يُقاطعك في الكلام، ولا يحاول أن ينتصر عليك في المناقشة. بل يعطيك كل الفرصة أن تتكلَّم كما تشاء، وتقول ما تشاء، مادام الموضوع لا يمس عقيدة أو إيمانًا. وفي الأمور الإيمانية يقول الرأي القوي بهدوء وبساطة، دون أن يجرح مَن يناقشه. ويترك قوة الرأي تتكلَّم، دون أن يقسو، ودون أن يفتخر. أمَّا في الأمور العادية، فلا يهمه أن ينتصر في نقاش. فليقل القائلون ما يريدون أن يقولون، إن كانت المسائل لا تعنيه.

** وأحيانًا يجلس في بعض المجالس صامتًا. ومادام ليس مكلَّفًا فيه بمسئولية، فلا داع له أن يظهر! وإن طلبوا إليه أن يتكلَّم رُبَّما يقول: "أنا أحب أن أسمع وأستفيد "، أو يقول: "البركة في فلان"... وإن تكلَّم، قد يمتدح مَن سبقوه في الحديث، ولا مانع من أن يقول في كلامه: "على رأي فلان... وفلان...". إنه إنسان لطيف، يحب الناس صمته وهدوءه إن صمت. كما يحبون كلامه وأسلوبه في الحديث، إن تكلَّم...

** إن الإنسان الوديع ناجح في تعامله مع الناس: يحبهم ويحبونه. وإن سكت أحيانًا، يكون ذلك بدافع من التواضع والحب، وليس عن انطواء. فهو يُعطي فرصة لغيره لكي يتكلم، ويقدم غيره على نفسه في الكرامة. كما أنه يصمت أحيانًا لكي يستفيد من حديث غيره، ويضيف معلومات جديدة إلى معلوماته. وهو أيضًا لا يميل إلى الدخول مع الناس في صراعات الجدل، مفضلًا السلام... وهو يرضي الذين يحبون الكلام.

** والإنسان الوديع لا يضغط على أحد، ولا يستعمل العنف. ولا يلح على أحد إلحاحًا شديدًا، لكي يأخذ موافقته على أمر من الأمور، بغير إرادته، بأسلوب الإلحاح والضغط! فهو لا يبحث عن راحته، وإنما عن راحة الناس. لذلك فإن الذين يعاشرونه، يشعرون براحة في عشرته. ويقول كل من يعامله إنه يشعر براحة في التعامل معه. والوديع لا يصر على أن ينتصر لفكرته أو رأيه في الأمور العادية. أمَّا من جهة المبادئ السليمة فهو لا يتنازل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن لا يتشاجر مع الغير بسبب ذلك. ولعل هذا الأمر يحتاج إلى حكمة تمتزج بالوداعة. ومن أجمل ما قيل في ذلك: "مَن هو حكيم وعالم بينكم، فليرِ أعماله الحسنة في وداعة الحكمة". لأن هناك (حكماء) قد يكونون في شرح حكمتهم عُنفاء، يصرون على رأيهم في غيرة وتحزُّب. وقد يسببون بذلك انقساما وتشويشًا!! فحكمة هؤلاء ليست روحية لأنها خالية من الوداعة. أمَّا الحكمة الوديعة فهي مسالمة مترفقة مملوءة أخبارًا صالحة. وليست حكمة حقيقية، تلك التي تفقد أصحابها حياة الوداعة والهدوء، وتجعلهم عنفاء في الدفاع عن آرائهم! يجرحون كل من يهاجمهم، ويخدشون مشاعره!!

إن العُنف قد يكون أسلوبًا سهلًا وقصيرًا، يوصل بسرعة! ولكن الوديع لا يمكن أن يستخدمه. فإن أعطاه الرب حكمة، فإنه يوصلها إلى الناس بأسلوب هادئ، في طيبة في رقة في لُطف. ولا يغضب ولا يثور إن خالفوه في وقت، أو كانوا بطيئين أو متباطئين في التنفيذ... فإنه يصبر عليهم، ويطيل أناته، إلى أن يتمكنوا من التنفيذ. إنه يعطي فرصة لسامعه، ولِمَن يتتلمذ عليه، لكي يصل حسبما تسعفه إمكانياته. فإن لم يصل اليوم فقد يصل غدًا أو بعد غد، دون التحكم في عامل الزمن، الذي تتحكم فيه أسباب عديدة.

** من صفات الوديع أيضًا أنه متسامح: إن أخطأت في حقه، لا يخطأ في حقك. إن له طباعًا لا يستطيع أن يتجاوزها، وله مبادئ لا يمكنه أن يكسرها. فهو لا يستطيع أن يخطئ.

والإنسان الوديع لا يتحدث من فوق، من موقع السُّلطة، مهما كان في مركز عالٍ أو رئاسة. والناس يدافعون عن الوديع دون أن يُدافع هو عن نفسه.
+++

Post: #88
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-12-2015, 12:34 PM
Parent: #87

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين)
12 يناير 2015
4 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 19 : 1 ، 4 )
السمواتُ تُذيعُ مجدَ اللهِ. الفلكُ يُخبُر بعمل يديهِ. في كلِّ الأرضِ خَرجت أقوالُهم. وإلى أقطار المسكونةِ بلغتْ تعاليمهم. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 15 : 7 ـ 16 )
إن ثبتُّم فيَّ وثَبَتَ كلامي فيكُم تطلُبونَ ما تُريدونَ فَيكونُ لكُم. بهذا يَتَمَجَّدُ أبى أن تأتوا بثمرٍ كثيرٍ فتكونونَ تلاميذي. كما أحبَّني أبى كذلك أحببتُكُم أنا اُثبُتوا في مَحبَّتي. إن حفِظتُم وصاياى تثبُتونَ في مَحَبَّتي كما أنِّي أنا قد حَفِظتُ وصايا أبى وأنا ثابتٌ في مَحبَّتهِ. كلَّمتُكُم بهذا لكي يَثبُتَ فَرحي فيكُم ويُكمَل فَرَحُكُم. هذه هي وصيَّتي أن تُحبُّوا بعضُكُم بعضاً كما أحببتُكُم. أليس لأحدٍ حُبٌّ أعظَمُ من هذا أن يَضَعَ أحدٌ نَفسَهُ لأجل صديقِهِ. وأنتم أحِبَّائي إن عملتُم كل ما أُوصيتكُم به. ولستُ أدعوكُم عبيداً لأنَّ العبدَ لا يَعلَمُ ما يَصنعُ سيِّدُهُ. لكنِّي قد دعوتكُم أصدقائى لأنِّي أعلمتكُم بكل ما سَمِعتُهُ من أبي. لستم أنتُمُ اخترتُموني بل أنا أخترتُكُم وأُطلِقكُم لِتَذهبوا وتأتوا بثَمَرٍ ويَدومَ ثَمَرُكُم. لكي يُعطيكُم الآب كلَّ ما تسألونه بِاسمي.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي (45 : 1 ، 2 )
فاضَ قلبى كلمةٌ صالحةٌ. أقول أنا أعمالي أنا للملِكِ. انسكَبَتْ النعمةُ من شَفَتيكَ. لذلك بَارككَ اللهُ إلى الدهرِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 1 : 1 ـ 17 )
في البدءِ كان الكلِمةُ، والكلِمةُ كان عندَ اللهِ، وكان الكلمة اللـه. هذا كان في البدءِ عند اللهِ. كلُّ شيءٍ بهِ كان، وبغيرهِ لم يكن شيءٌ مِمَّا كان. فيهِ كانت الحياةُ، والحياةُ كانت نورَ النَّاس، والنُّورُ أضاء في الظُّلمَةِ، والظُّلمَةُ لم تُدركهُ. كان إنسانٌ مُرسلٌ من اللهِ اسمُهُ يوحنَّا. هذا جاء للشَّهادةِ ليشهدَ للنُّور، لكي يُؤمنَ الكلُّ بواسِطتِهِ. لم يكُن هو النُّور، بل ليشهد للنُّور. كان النُّورُ الحقيقيُّ الذي يُنيرُ كلَّ إنسانٍ آتياً إلى العالم. كان في العالم، وكوِّنَ العالم به، ولم يَعرفهُ العالمُ. إلى خاصَّتِهِ جاءَ وخاصَّتُهُ لم تقبَلهُ. وأمَّا كلُّ الذين قَبِلُوهُ فأعطاهُم سُـلطاناً أن يَصيروا أولاد اللـهِ، الذين يؤمنون باسـمِهِ. الـذينَ وُلِدوا ليسَ من دم ولا من مَشِيئةِ جسدٍ ولا من مشيئةِ رجُلٍٍ بل من اللـهِ.والكلمةُ صارَ جسداً وحلَّ بيننا، ورأينا مَجدَهُ، كمجدِ ابنٍ وحيدٍ لأبيه، مملوءاً نعمةً وحقّاً. يوحنَّا شَهدَ له ونادى قائِلاً: " هذا هو الذي قُلتُ عنهُ: إن الذي يأتي بعدي صارَ قُدَّامي لأنَّهُ كان قبلي ". لأنَّه من ملئِهِ نحن جميعاً أخذنَاُ ونعمةً فوقَ نعمةٍ. لأنَّ النَّاموس بموسى أُعطي، أمَّا النِّعمَةُ والحقُّ فَبيسوعَ المَسيح صارَا.
( والمجد للـه دائماً )

القـداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 10 : 4 ـ 18 )
لأنَّ غاية النَّاموس هي: المسيح للبرِّ لكلِّ مَن يؤمِن به. لأنَّ موسى كتب أن البرِّ الذي من النَّاموس: " إنَّ الإنسان الذي يفعل البرِّ يحيا به ". وأمَّا البرُّ الذي مِن الإيمان فيقول هكذا: " لا تقُل في قلبك مَن يَصعد إلى السَّماء؟ " أي ليُنزِل المسيح، أو " مَن يهبط إلى الهاوية؟ " أي ليُصعِد المسيح مِن بين الأموات لكن ماذا يقول الكتاب؟ " أنَّ الكلِمة قريبةٌ منكَ، وهي في فمكَ وفي قلبكَ " أي كلمة الإيمان التي نُنادي بها‎ لأنَّكَ إن اعترفت بفمكَ أنَّ الربِّ هو يسوع، وآمنت بقلبكَ أنَّ الله قد أقامه من بين الأموات، فأنكَ تخلص.لأنَّ بالقلب يُؤمَنُ به للبرِّ، وبالفم يُعتَرف به للخلاص. لأنَّ الكتاب يقول: " كلُّ مَن يؤمِن به لا يُخزى ". لأنَّه لا فرق بين اليهوديِّ واليونانيِّ، إذ للجميع ربٌّ واحدٌ، غنيٌّ لكل مَن يدعوه. لأنَّ كلَّ مَن يدعو بِاسم الربِّ يخلُص. ولكن كيفَ يَدعون بمَن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمَعوا به؟ وكيف يَسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يُرسَـلُوا؟ كما هو مكتوبٌ: " ما أجمل أقدامَ المُبشِّرينَ بالخيرات! " لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل، لأنَّ إشعياءَ يقول: " ياربُّ من آمن بخَبرنا. ولِمَن استُعلِنَتْ ذراع الربِّ؟ " إذاً الإيمان بالسمع، والسمع بكلمة المسيح. لكنَّني أقول: ألعلَّهم لم يسمعوا؟ وكيف ذلك! " وقد خرج صوتهم إلى الأرض كلها وإلى أقاصي المسكونة بلغت أقوالهم ".
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الاولى
( 1 : 1 ـ 2 : 1 ـ 6 )
الذي كانَ مَن البدءِ، الذي سمعناهُ، الذي رأيناهُ بعُيوننا، الذي شاهدناهُ، ولمستهُ أيدينا، مِنْ جهةِ كلمةِ الحياةِ. فإنَّ الحياةَ أُظهِرتْ، وقد رأينا ونشهدُ ونُعلمكُم بالحياةِ الأبديَّةِ التي كانت عند الآب وأُظهِرتْ لنا. الذي رأيناهُ وسمعناهُ نبشركُم به، لكي يكون لكُم أيضاً شركةٌ معنا. وأمَّا شركتُنا نحنُ فهي مع الآب وابنهِ يسوع المسيح. وهذا ما نكتبهُ إليكُم لكي يكونَ فرحكُمْ كاملاً. وهذا هو الوعد الذي سمعناه منه ونبشركم به: إنَّ اللهَ نورٌ وليس فيهِ ظلمةٌ البتَّةَ. فإنْ قُلنا إنَّ لنا شركةً معهُ ونسلُك في الظُّلمةِ، نكذبُ ولسنا نعملُ الحقَّ. ولكن إن سلكنا في النُّور كما هو ساكن في النُّور، فلنا شركةٌ بعضنا مع بعضٍ، ودمُ يسوعَ المسيح ابنِهِ يُطهِّرُنا مِنْ كلِّ خطيَّةٍ. إنْ قُلنا إنَّه ليس لنا خطيَّةٌ نُضلُّ أنفُسنا وحدنا وليس الحقُّ فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمينٌٍ وعادلٌ، حتَّى يغفر لنا خطايانا ويُطهِّرَنا من كلِّ إثمٍ. وإذا قلنا إنَّنا لم نُخطئ نجعلهُ كاذِباً، وكلمتُهُ ليست فينا. يا أولادي، أكتُبُ إليكُم هذا لكي لا تُخطئوا. وإن أخطأ أحدٌ فلنا شفيعٌ عند الآب، يسوعُ المسيحُ البارُّ. وهو كفَّارةٌ لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كلِّ العالم. وبهذا نعلَّم أنَّنا قد عرفناهُ إن حفظنا وصاياهُ. مَن يقول إنى قد عرفتُهُ وهو لا يحفظُ وصاياهُ، فهو كاذبٌ وليس الحقُّ فيهِ. وأمَّا مَن يحفظَ كلمتهُ، فحقّاً في هذا قد كَمُلتْ محبَّة اللـهِ. بهذا نعلمُ أنَّنا ثابتون فيه. من يقول إنَّى ثابتٌ فيه، ينَّبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلُكُ هو أيضاً.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 3 : 1 ـ 16 )
وصَعِدَ بطرس ويوحنَّا إلى الهيكل في وقت صلوة السَّاعة التَّاسعة. وكان رجلٌ أعرج مِن بطن أُمِّه. هذا كان يُحمَلُ كل يوم ويضعونه عند باب الهيكل الذي يقال له " الجميل " ليسأل صدقةً مِن الذين يدخلون الهيكل. فهذا لمَّا رأى بطرس ويوحنَّا مزمعين أن يدخلا الهيكل، سألهما يريد أن يأخذ منهما صدقةً. فتفرَّسَ فيه بطرس مع يوحنَّا، وقال: " انظُـر إلينا! " فتفرَّس فيهما مؤمِّلاً أن يأخذ منهما شيئاً. فقال له بطرس: " ليسَ لي فضَّةٌ ولا ذهبٌ، ولكن الذي لي فإيَّاه أُعطيك: بِاسم يسوع المسيح النَّاصريِّ قُمْ وامش". وأمسكه بيده اليُمني وأقامه، ففي الحال تشدَّدت ساقاه وكعباه، فوثبَ ووقف وصارَ يمشي، ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويثب ويُسبِّح الله. وأبصره جميع الشَّعب وهو يمشي ويسبِّح الله. وكانوا يعرفونه أنَّه هـو الذي كان يجلس يسأل صـدقةً على باب الهيكل الجميل، فامتلأوا خوفـاً ودهشةً ممَّا حدث له. وبينما كان ( الرَّجل الأعرج ) مُتمسِّكاً ببطرس ويوحنَّا، تراكض إليهم جميع الشَّعب إلى الرِّواق الذي يقال له " رواق سليمان " وهُم مندهشون. فلمَّا رأى بطرس أجاب الشَّعب: " أيُّها الرِّجال الإسرائيليُّون، لماذا تتعجَّبون مِن هـذا، ولما تشخَصُون إلينا، كأنَّنا بقوَّتنا أو تقوانا صنعنا هذا أن جعلنا هذا يمشي؟ إنَّ إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب، إله آبائنا، مجَّدَ فتاه يسوع، هذا الذي اسلمتُمُوهُ أنتم وأنكرتُمُوهُ أمام بيلاطس، وهو كان حاكماً بإطلاقه. وأمَّا أنتُم فأنكرتم القُدُّوس والبارَّ، وطلبتم أن يُطلَق لكم رجلٌ قاتلٌ. ورئيس الحياة قتلتُمُوهُ، هذا الذي أقامه الله من الأموات، وَنَحنُ شهودٌ لذلك. وبالإيمان بِاسمه، هذا الذي ترونه وتعرفونه، اسمه الذي ثبت والإيمان الذي بواسطتِهِ أعطاه هذه الصِّحَّة أمامكم أجمعين.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الرابع من شهر طوبه المبارك
نياحة القديس يوحنا الإنجيلي اللاهوتي
في هذا اليوم من سنة 100م تنيَّح القديس يوحنا البتول الإنجيلي الرسول، وهو ابن زبدي، ويقول ذهبي الفم: " أنَّهُ تتلمذ أولاً ليُوحنَّا المعمدان. وهو أخو القديس يعقوب الكبير الذي قتلهُ هيرودس بالسيف. وقد دعاه المُخلِّص مع أخيه ( بوانرجس ) أي ابني الرعد، لشدة غيرتهُما وعظيم إيمانهما. وهو التلميذ الذي كان يسوع يُحبَّهُ. وقد خرجت قرعة هذا الرسول أن يمضي إلى بلاد آسيا ولأنَّ سكان تلك الجهة كانوا غُلاظ الرقاب فقد صلَّى إلى السيد المسيح أن يشملهُ بعنايتهُ، وخرج قاصداً أفسس مُستصحباً معه تلميذه بروخوروس واتخذ لسفره سفينة. وحدث في الطريق أن السفينة انكسرت وتعلَّق كل واحد من الركاب بأحد ألواحها، وقذفت الأمواج بروخوروس إلى إحدى الجزر. أمَّا القديس يوحنا فلبث في البحر عدة أيام تتقاذفه الأمواج حتى طرحته بعناية الرب وتدبيره إلى الجزيرة التي بها تلميذه. فلمَّا التقيا شكرا اللـه كثيراً على عنايته بهما. ومن هناك مضى القديس يوحنا إلى مدينة أفسس ونادى فيها بكلمة الخلاص. فلم يتقبل أهلها ببشارته في أول الأمر إلى أن حدث ذات يوم أن سقط ابنٌ وحيد لأُمِّهِ في مستوقد حمام كانت تُديره. فأسرعوا لإخراجه ولكنه كان قد مات. فعلا العويل من والدتهِ. عندئذ تقدَّم الرسول من الصبي وصلَّى إلى اللـه بحرارة ثم رشمه بعلامة الصليب ونفخ في وجهه فعادت إليه الحياة في الحال. فابتهجت أُمّه وقبَّلت قدمي الرسول، ودموع الفرح تفيض من عينيها. ومنذ تلك اللحظة أخذ أهل المدينة يتقاطرون إليه ليسمعوا تعليمهُ. وآمن منهم عدد كبير فعمَّدهم. وأثار هذا الأمر حقد كهنة الأوثان، فحاولوا الفتك به مراراً كثيرة ولم يتمكنوا لأنَّ الرب حافظ لأصفيائه. وأخيراً بعد جهاد شديد ومشقة عظيمة ردَّهُم إلى معرفة اللـه، ورسم لهم أساقفة وكهنة، ومن هناك ذهب إلى نواحي آسيا وردَّ كثيرين من أهلها إلى الإيمان.وعاش هذا القديس تسعين سنة، وكانوا يأتون به مَحمولاً إلى مجتمعات المؤمنين، ولكبر سنه كان يقتصر في تعليمهُ على قوله: " يا أولادي أحبوا بعضكم بعضاً ".وقد كتبَ الإنجيل الموسوم بِاسمهِ، وسفر الرؤيا التي رآها في جزيرة بطمُس، المملوءة بالأسرار الإلهية، وكتبَ الثلاث رسائل الموسومة بِاسمه أيضاً. وهو الذي كان مع السيد عند التجلي والذي اتكأ على صدر الرب وقت العشاء، وقال له من الذي يُسلِّمكَ. وهو الذي كان واقفاً عند الصليب مع العذراء مريم، وقد قال لها السيد المسيح وهو على الصليب: " هوذا ابنكِ ". وقال ليُوحنَّا: " هوذا أُمكَ ". وهو الذي قال عنه بطرس: " يا ربُّ وهذا ما له ". فقال له يسوع: " إن كُنتَ أشاء أنَّه يبقَى حتَّى أجيء فماذا لكَ؟ ".ولمَّا شعر بقرب انتقاله من هذا العالم دعا إليه الشعب وناوله من جسد الرب ودمه الأقدسين ثم وعظهم وأوصاهم أن يثبتوا على الإيمان. ثم خرج قليلاً من مدينة أفسس وأمر تلميذه وآخرين معه فحفروا له حفرة هناك. فنـزل ورفـع يديـه وصلَّى ثم ودَّعهم وأمرهم أن يعـودوا إلى المدينة ويُثبِّتوا الاخوة على الإيمان بالسيد المسيح قائلاً لهم: إنني بريءٌ الآن من دمكم، لأنِّي لم أترك وصيَّة من وصَّايا الرب إلاَّ وقد أعلَمتكم بها. والآن اعلموا أنَّكم لا ترون وجهي بعد. وأنَّ اللـه سيُجازي كل واحدٍ حسب أعماله. ولمَّا قال هذا قبَّلوا يديه ورجليه، ثم تركوه ومضوا، فلمَّا علِم الشعب بذلك خرجوا جميعهم إلى حيث القديس فوجدوه قد تنيَّح فبكوا بحزن عميق وكانوا يتحدثون بعجائبه ووداعته، وإنَّهُ وإن لم يكن قد مات بالسيف كبقية الرسل إلاَّ أنَّهُ قد تساوى معهم في الأمجاد السماوية لبتوليته وقداسته.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 139 : 16 ، 17 )
وأنا لقد أكرَم عليَّ جدّاً أصفياؤُك يا اللهُ. واعتزَّت جدّاً رئاستهم. أحصِيهم فَيكثرون أكثر مِن الرملِ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 21 : 15 ـ 25 )
فبعدما أكلوا قال يسوع لسمعانَ بُطرُس: " يا سمعانُ ابن يونا، أتحبُّني أكثر من هؤلاء؟ " قال له: " نعمْ ياربُّ أنتَ تَعلَمُ أنِّي أُحبُّك ". قال له: " ارعَ خرَافِي "، ثُمَّ قال له أيضاً ثانيةً: " يا سـمعانُ ابن يونا، أتُحبُّني؟ ". قال له: " نعمْ يا سيدي، أنتَ تَعلَمُ أنِّي أُحبُّكَ ". قال له: " ارعَ غَنَمي ". قال له ثالثةً: " يا سمعان ابن يونا أتحبُّني؟ " فَحَزنَ بُطرُسُ لأنَّه قال له ثلاث مراتٍ أتحبُّني؟ فقال له: " ياربُّ، أنتَ تَعلَمُ كلَّ شيءٍ. أنتَ تَعلَمُ أنِّي أُحِبُّكَ ". قال له: " ارعَ خرافي. الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ: لمَّا كُنتَ شاباً كُنتَ تُمنطقُ ذاتَكَ وتَمشي حيثُ تشاءُ. ولكن إذا شِخْتَ فإنَّكَ تُبسطُ يديكَ وآخرُ يُمنطقُكَ، ويَحمِلُكَ حيثُ لا تشاءُ ". قال له هذا مُشيراً إلى أيَّة ميتةٍ كان مُزمعاً أنْ يُمجِّد اللـه بها. ولمَّا قال له هذا قال له: " اتبعني ". فالتفتَ بطرسُ ونظرَ التِّلميذَ الذي كان يسوعُ يُحبُّهُ يَتبعُهُ، وهو أيضاً الذي اتَّكأ على صدرهِ وقتَ العشاءِ، وقال: " يا سيِّدُ، مَنْ الذي يُسلِّمُـكَ؟ " فلمَّا رأى بُطرُسُ هذا، قال ليسوع: " ياربُّ، وهذا ما له؟ " قال له يسوعُ: " إن كُنتُ أشاءُ أن يبقى حتَّى أجيءَ، فماذا لكَ؟ اتبعني أنتَ ". فذاعَ هذا القولُ بينَ الإخوة: إنَّ ذلكَ التِّلميذَ لا يَموتُ. ولكن لم يقلْ لهُ يسوعُ إنَّه لا يموتُ، بل: " إن كُنتُ أشاءُ أنَّه يبقَى حتَّى أجيءَ، فماذا لكَ؟ ". هذا هو التِّلميذُ الذي شهدَ بهذا وكَتبهُ. ونعلَمُ أنَّ شهادتهُ حقٌّ. وأشياءُ أُخَرُ كثيرةٌ صنعَها يسوعُ، إن كُتِبتْ واحدةً واحدةً، يَظُنُّ العالم نفسه لا يسعُ الكتبَ المكتوبةَ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #89
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-12-2015, 04:00 PM
Parent: #88

مقالة جميلة من الصحفى ..

ثروت الخرباوى
حوار مع السيد المسيح
ثروت الخرباوى
الجمعة 09-01-2015 21:53

أود أن أحكى لكم سراً على أن يظل بيننا، هذا السر هو أننى أحب السيد المسيح جداً، ولمَ لا، أليس هو الذى قال الله سبحانه وتعالى عنه «وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا» هو رحمة من الله للبشرية، ومن منا لا يحب الرحمة إلا أصحاب القلوب التى ختم عليها إبليس بالشر، هذا هو سيدنا عيسى أيها الناس الذى قال لبنى إسرائيل «قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ»، هذا هو سيدنا عيسى عليه السلام، الذى تعرّض للإيذاء من بنى إسرائيل، فكانوا يلاقونه بالعذاب والشر، فيلاقيهم بالسلام والخير.

ولكن لماذا يظل حبى للمسيح سراً بيننا؟ لأن بعضهم يعاقبنا فى هذه الأيام على الحب، فحين أحببنا المسيح وفرحنا بيوم مولده وعبّرنا عن مشاعر الفرحة التى اعتملت فى قلوبنا إذا بدهاقنة الشر يتهموننا بالكفر ويرفعون فى وجوهنا رايات التحريم السوداء، وحين قلنا لإخواننا الأقباط كل عام وأنتم بخير ونحن معكم نشارككم الفرحة قدماً بقدم وكتفاً بكتف وقلباً بقلب، قامت القيامة عند مشايخ السلفيين غضباً واستنكاراً وتحريماً، وكان مما أدهشنى أننى تقابلت مصادفة مع أحد مشايخ السلفيين الذين يشار إليهم بالاستنارة، فإذا به يستنكر فرحتى بيوم مولد المسيح عليه السلام، فقلت له: «لا أظنك تختلف عن الآخرين، فأنت ومن معك من المتسلفين، تحرّمون أيضاً الاحتفال بمولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أنت ومن معك تنهون عن كل مظاهر الاحتفال البريئة المسالمة، هل تعرف لماذا؟ لأنكم أعداء الحب، وأبناء الكراهية والحرب».

وانصرفت من لقاء هذا المتسلف إلى بعض شأنى، وخلوت إلى نفسى، وقلت لها: ماذا لو جاء السيد المسيح إلى زمننا هذا، تراه ماذا يقول لنا؟ ولو قدّر الله لى أن أقابله، فما الذى كنت سأقوله له؟ أغلب الظن أن السيد المسيح عليه السلام، لو جاء إلى دنيانا فإنه سينزل إلى مصر، فمصر هى التى استقبلته، وهو بعد رضيع مع أمه «ستنا» مريم البتول، عندما جاءت إلى مصر هرباً من شرّ الإمبراطور هيرودس، هربت السيدة مريم إلى مصر، أرض الأمان، وسلكت فى سبيل ذلك صحارى وهضاباً وودياناً فى رحلة شاقة مليئة بالآلام، ولذلك رأيتُ أن السيد المسيح إذا ما نزل الآن إلى دنيانا، فإنه حتماً سيختار مصر، وفى أعلى قمة أحد الجبال فى سيناء، أرض الفيروز سيكون هبوطه.

ورأيتنى بعين قلبى وأنا أسعى إليه، أصعد الجبل بقدمى الكسيرة المتعبة، ولكن طاقة روحية أمدتنى بقوة هائلة لم أعهدها فى نفسى من قبل، فأنا الآن فى طريقى لمقابلة السيد المسيح عليه السلام، الذى قال الله عنه «إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ»، فهل لى أن أتلكأ فى الصعود، والله إن روحى من فرط شوقها إليه قد كادت ترفعنى كما «رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ» وعلى قمة الجبل، رأيته ساجداً لله، فقلت له: أتسجد لله وأنت كنت فى معيته.

قال المسيح وقد أحاطته هالة نورانية عجيبة: لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد.

قلت وأنا أمد له يدى ببعض الخبز: ألا تأكل يا سيدى؟ أظنك الآن جائع، وكما أرى الآن أنك قد جئت إلى دنيانا من غير زاد.

قال المسيح: مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.

اقتربت منه قليلاً، ثم انكببت على قدمه أقبّلها، فوضع يده على رأسى، وقال: طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات، طوبى للحزانى لأنهم يتعزّون، طوبى للرحماء لأنهم يرحمون، طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله، طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون.

انتفض قلبى فرحاً بدعاء السيد المسيح، وقلت له: أظنك عرفت أيها السيد العظيم ما يحدث فى دنيانا هذه الأيام من قتل وسفك للدماء باسم الدين؟

قال المسيح: قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم، وأما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم، ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم.

قلت: ولكن الواقع عندنا الآن غير ذلك، إن العالم كله يا سيدى مشتعل بالحروب والخلافات والقتال، والقتل حالياً يكون باسم الدين.

قال المسيح: سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.

قلت: ولكن هذا يا سيدى فوق طاقة الإنسان الحالية، فقد اعتملت النفوس بالشر، وكل الناس فيهم نقص، لم يصل أحدنا إلى هذه الدرجة من الكمال.

قال المسيح: فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذى فى السماوات هو كامل.

قلت: إذن يا سيدى نريد أن نعرف الطريق، دلّنا عليه فنحن نعيش فى غابة.

قال المسيح: لا تجرّب الرب إلهك.

قلت: نعم أنا أعرف هذا الأمر، فحينما جاء إليك إبليس، وقال لك اطرح نفسك من فوق الجبل والملائكة ستتلقاك، لأنك برعاية الله، قلت له لا تجرّب الرب إلهك، هذه حكمة عظيمة، فالله لا ينبغى أن يخضع لتجارب البشر، أنا أتوجه بدعائى لله عبادة وليس تجربة، أفإن أجابنى عبدته وإن لم أرَ الإجابة تركته؟! ولكن ما الخطوة الثانية فى الطريق إلى الله يا سيدى.

قال المسيح: من سألك فأعطه، واحترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكى ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذى فى السماوات، فمتى صنعت صدقة فلا تُصَوّت قدامك بالبوق كما يفعل المراءون فى المجامع وفى الأزقة لكى يُمَجّدوا من الناس، الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم، وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك.

قلت: أراك تهتم بالفقراء جداً، هل الصدقة هى إحدى الخطوات إلى الله؟

قال المسيح: من يرحم الفقير يُقرض الرب، وعن معروفه يجازيه.

قلت: ثم ماذا يا سيدى؟

قال المسيح: ومتى صلّيت فلا تكن كالمرائين، فإنهم يحبون أن يصلّوا قائمين فى المجامع وفى زوايا الشوارع لكى يظهروا للناس، الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم، وأما أنت فمتى صلّيت فادخل إلى مخدعك، وأغلق بابك وصلّ إلى أبيك الذى فى الخفاء، فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية، وحينما تصلّون لا تكرروا الكلام باطلاً كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم، فلا تتشبّهوا بهم، لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.

قلت وأنا أستزيده: ثم ماذا؟

قال المسيح: اغفروا للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوى، ولا تدينوا لكى لا تدانوا، لأنكم بالدينونة التى بها تدينون تدانون، وبالكيل الذى به تكيلون يُكال لكم.

قلت: ولكننى أرى عدداً كبيراً من الناس يرتكبون أخطاءً جمّة، وطاقتى لا تتحمّل مثل هذه الأخطاء.

قال المسيح: ولماذا تنظر القذى الذى فى عين أخيك، وأما الخشبة التى فى عينك، فلا تفطن لها، أم كيف تقول لأخيك دعنى أخرج القذى من عينك، وها الخشبة فى عينك.

قلت: أخبرنى أيها السيد هل الله يحبنا؟

قال المسيح: نحن نحبه، لأنه هو أحبنا أولاً، فتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك.

قلت: ماذا أعد الله لنا؟

قال المسيح: ما لم ترَ عين ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان، أعده الله للذين يحبونه.

وقبل أن أوجه إليه سؤالاً آخر، أشار لى أن أصمت، ثم قال: كل من يسمع أقوالى هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل، بنى بيته على الصخر، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبّت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسساً على الصخر، وكل من يسمع أقوالى هذه ولا يعمل بها يُشبّه برجل جاهل بنى بيته على الرمل، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبّت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيماً.

وفجأة اشتدت برودة الجو وقامت الأعاصير وغيّمت سحابة كثيفة وأخذ البرق يضرب عينى والرعد يضرب أذنى، وكان ذلك كله إيذاناً باختفاء السيد المسيح، ولكن ستظل تعاليمه باقية، فعليه وعلى أخيه سيدنا محمد أفضل الصلاة والسلام.

+++

Post: #90
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-13-2015, 10:04 AM
Parent: #89

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء)
13 يناير 2015
5 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 18 : 34 ،39 )
الذي يُعلِّم يديَّ القتالَ. وجعلَ ساعديَّ أقواساً مِن نحاسٍ. ومَنطَقتنِي قوَّة في الحربِ. وعقلت كلَّ الذين قاموا عليَّ تحتي. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 8 : 5 ـ 13 )
ولمَّا دخلَ كفرناحوم، جاء إليه قائد مِئَةٍ يطلب إليه قائلاً: " ياسيِّدي، غُلامي مطروحٌ في بيتي مُخلَّعاً مُعذَّباً جدّاً ". فقال له يسوع: " أنا آتي وأشفيه ". فأجاب قائد المِئَة وقال: " ياربُّ، لستُ مُستحقّاً أن تدخل تحت سقف بيتي، لكن قُل كلمةً فقط فيبرأ غلامي. لأنِّي أنا أيضاً إنسانٌ تحت سلطانٍ. لي جندٌ تحت يدي. أقول لهذا: اذهب فيذهب، ولآخر: تعال فيأتي، ولعبـدي: افعل هذا فيفعل ". فلمَّـا سَمِع يسـوع تعجَّب، وقال للذين يتبعـونـه: " الحقَّ أقول لكم، إنِّي لم أجد إيماناً بمقدار هذا في أحد في إسرائيل. وأقول لكم: إنَّ كثيرين سيأتون مِن المشارق والمغارب ويتَّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السَّمَوات، وأمَّا بنو الملكوت فيُطرحون إلى الظُّلمة الخارجيَّة. حيث البُكاء وصرير الأسنان ". ثُمَّ قال يسوع لقائد المئة: " اذهب، وكما آمنت ليكن لكَ ". فَبَرَأَ الغلامُ في تلكَ السَّاعة.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 68 : 35 ، 3 )
عجيبٌ هو الله في قدِّيسِيه. إلهُ إسرائيلَ هو يُعطي قوةً وعِزاً لشعبِهِ. والصِّدِّيقون يَفرحون ويتهلَّلون أمامَ اللهِ. ويَتَنَعَّمون بالسرورِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 4 ـ 12 )
ولكن أقول لكم يا أصدقائي: لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر. بل أُريكم مِمَّن تخافون: خافوا من الذي بعدما يَقتُل، له سلطانٌ أن يُلقي في جهنَّم. نعم أقول لكم: من هذا خافوا. أليست خمسة عصافير تُباع بفلسين، وواحدٌ منها ليس منسيّاً أمام الله؟ بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها محصاةٌ. فلا تخافوا إذاً. أنتم أفضل من عصافير كثيرةٍ. وأقول لكم: كل من يعترف بي قُـدَّام النَّاس، يعترف به أيضاً ابن الإنسان قُدَّام ملائكة الله. ومن أنكرني قُدَّام النَّاس، يُنكَر أيضاً قُدَّام ملائكة الله. وكل مَن قال كلمةً على ابن الإنسان يُغفَرُ له، وأمَّا مَن يُجدِّف على الرُّوح القدس فلا يُغفر له. ومَتَى قدَّموكم إلى المجامع والرُّؤساء والسَّلاطين فلا تهتمُّوا كيف أو بما تُجاوِبون أو بما تقولون، لأن الرُّوح القدس يُعلِّمكم في تلك السَّاعة ما يجب أن تقولوه ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
( 10 : 1 ـ 18 )
أنا نفسي بولس أطلُبُ إليكم بوَداعَةِ المسيح وحِلمِهِ، كما أنِّي ذليلٌ بينكم وأمامكُمْ، ولكن فيما أنا خارج عنكم فمتجاسرٌ عَليكُمْ. وأطلب أن أكون متجاسراً ولست عندكم بالثِّقة التي بها أظنّ أنِّي سأتجاسر على قوم الذين يحسبوننا كأنَّنا نسلك حسب الجسد. لأنَّنا وإن كُنَّا نسلك حسب الجسد، لا نُحارِب حسب الجسد. إذ أسلحة مُحارَبتنا ليست جسديَّة، بل هى قوات الله تهدم الحصون. وتهدم الآراء وكل عُلو يرتَفع ضِدَّ معرفة الله، ونسبي كلَّ فكر إلى طاعة المسيح، ومستعدِّينَ لأنْ ننتقم على كلِّ عصيان مَتَى كَمِلَتْ طاعتُكُم.أَتنظرونَ إلى ما هو قُدَّامكم؟ إن كان أحدٌ يثق من نفسه بأنَّه للمسيح، فليفكر في نفسه أيضاً: أنَّه كما هو للمسيح، كذلك نحن أيضاً! فإنِّى وإن افتخرتُ شيئاً أكثر بالسُّلطان الذي أعطاه لي الربُّ ( فهو ) للبنيان وليس لهدمِكُم، لا أُخجَلُ. لئلاَّ أَظهر كواحد يُخيفكُم بالرَّسائِل. لأنَّه يقول: " الرَّسائل ثقيلةٌ وقويَّةٌ، وحضور الجسد فضعيفٌ، والكلام مرذولٌ ". مِثل هذا فليَحسِب هذا: أنَّنا كما نحن في الكلام بالرَّسائل ونحنُ غائبونَ عنكم، هكذا نكون أيضاً بالفِعل ونحن حاضِرون عندكُم. لأنَّنا لا نتجاسر أن نُشَبِّه أنفسنا أو نُقايس ذواتنا بقوم يمدحون أنفسهم وحدهم، بل إذ هم يقيسونَ أنفسهم على أنفسهم، ويُقابلون أنفسهم بأنفسهم وهُم لا يفهمون. ولكن نحنُ لا نفتخر إلى ما لا يُقاس، بل حسب قياس القانون الذي رسمه لنا الله، للبلوغ إليه وإليكم بقياس. لأنَّنا لا نمدِّدُ أنفسنا كأنَّنا لا نَبْلُغُ إليكم. إذ قد وصلنا إليكم أيضاً في إنجيل المسيح. غير مُفتخرينَ إلى ما لا يُقاس في أتعاب آخرين، بل لنا رجاء ـ إذا نما إيمانكم ـ ليتعظَّم فيكم مثل قانوننا بزيادةٍ، لنُبشِّركُم بما هو أعظم من ذلك. لا لِنفتخر بالأمور المُعدَّة في قانون غريب. وأمَّا مَن يفتخر فليفتخر بالربِّ. لأنَّه ليسَ مَن يمدح نفسه وحده هو المُختار، بل من يمدحهُ الربُّ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 4 : 1 ـ 11 )
فإذ قد تألَّم المسيح بالجسد عنَّا، تسلَّحوا أنتُم أيضاً بهذا المثال. فإن من تألَّم بالجسد، كُفَّ عن الخطيَّة، لكي لا يعيش أيضاً الزَّمان الباقي في الجسد، لشهوات النَّاس، بل لإرادة الله. لأنَّه يكفيكم الزَّمان الذي مَضى إذ كنتم تصنعون فيه إرادة الأُمم، وتسلكون في النجاسات والشَّهوات، وإدمان المُسكرات المتنوعة، والخلاعة، والدنس، وعبادة الأوثان المرذولة، الأمر الذي فيه يستغربونَ أنَّكُم لستُم تركضون معهم إلى فيض عدم الصَّحة عينها، مُجدِّفينَ. الذين سوف يعطون جواباً للذى هو على استعدادٍ أن يُدين الأحياء والأموات. فإنَّه لأجل هذا بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكى يدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليحيوا حسب الله بالرُّوح.وإنَّما نهاية كل شيءٍ قد اقتربت، فتعقَّلوا إذاً واسهروا في الصَّلوات. ولكن قبل كلِّ شيءٍ، فلتكن المحبَّة دائمةً فيكُم بعضكُم لبعضٍ، لأنَّ المحبَّة تستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضكم لبعضٍ بلا تذمُّر. وليخدم كلُّ واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضكم بعضاً، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوِّعة. مَن يتكلَّم فكأقوال الله. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئها الله، لكى يتمجَّد الله في كل شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والسُّلطان إلى أبد الآبدين. آمين.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل
( 12 : 25 ، 13 : 1 ـ 12 )
ورجع برنابا وشاول من أورشليم بعد ما كمَّلا الخدمة، وأخذا معهما يوحنَّا أيضاً المُلقَّب مرقس.وكان في كنيسة أنطاكية أنبياء ومعلِّمون: برنابا، وسمعان الذي يُدعَى نيجر، ولوقيوس القيروانيُّ، ومناين الذي تربَّى مع هيرودس رئيس الرُّبع، وشاول. وبينما هم يخدمون الربَّ ويصومون، قال الرُّوح القدس: " افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي قد دعوتهما إليه. حينئذٍ صاموا وصلُّوا ووضعوا عليهما الأيادي ثُمَّ أطلقوهما. فهذان إذ أُرسِلا من الرُّوح القدس انحدرا إلى سلوكية، ومن هناك سافرا في البحر إلى قبرس. ولمَّا وصلا إلى سلامينا ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود. وكانا معهما يوحنَّا خادماً. ولمَّا اجتازوا الجزيرة كلها إلى بافوس، وجدا رجلاً سـاحراً نبيَّاً كـذَّاباً يهوديَّــاً اســمه باريشوع، هذا كان مع الوالي سرجيوس بولـس، وهو رجلٌ فهيمٌ. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس أن يسمع كلمة الله. فقاوَمهما عليمٌ السَّاحر، لأن هكذا يُترجَم اسمه، طالباً أن يُفسِد الوالي عن الإيمان.أمَّا شاول، الذي هو بولس أيضاً، فامتلأ من الرُّوح القدس وقال: " أيُّها المُمتلئُ من كـلِّ غشٍّ وكـلِّ خبثٍ! يا ابن إبليـس! يا عـدوَّ كلِّ برٍّ! ألا تـزال تُفسِد سُبل الربِّ المُستقيمة؟ فالآن هوذا يد الربِّ تأتي عليكَ، فتكون أعمى لا تُبصر الشَّمس إلى حينٍ ". ففي الحال وقع عليه ضبابٌ وظلمةٌ، وكان يَدورُ مُلتمِساً مَن يقوده بيده. فالوالي حينئذٍ لمَّا رأى، آمن وتعجب مِن تعليم الربِّ.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الخامس من شهر طوبه المبارك
شهادة القديس أوساغنيوس الجندي
في هذا اليوم استشهد القديس أوساغنيوس. وقد كان جندياً في عهد الملك قسطنطين الكبير، وكان كثير الرحمة. وحدثَ أنَّ الملك قسطنطين لمَّا رأى علامة الصليب لم يفهم معناها، لأنَّهُ لم يكن قد آمن بعد. سأل هذا الجندي فعرَّفهُ أنَّها علامة السيد المسيح. فطفق الملك يُفكِّر في هذا الأمر وخصوصاً في تلك الجملة التي كانت مكتوبة على علامة الصليب وهيَ: " بهذا تغلب " ولمَّا كان الليل ظهر له السيد المسيح في حُلم وأراه علامة الصليب وأمره أن يصنع أعلام جيشه على مثالها. وفي الصباح فعل الملك ما أمره به الرب، فانتصر على أعدائه، ودخل رومية ظافراً. وأصبح من ذلك الحين مسيحياً، وأقام منار دين المسيح في المسكونة كلها.وعاش أوساغنيوس الجندي حتَّى بلغ من العمر المئة والعشرين سنة ووصل إلى زمان يوليانوس الملك العاصي. وكان يوماً ما ماراً في أحد شوارع أنطاكية فوجد اثنين يتخاصمان. فأوقفاه ليَحكُم بينهما نظراً لشيخوخته الموقرة. فحكمَ لهما بما أرضاهما. فسعَى به بعض الأشرار لدى الملك يوليانوس، بأنه جعل نفسه حاكماً للمدينة. فاستحضره الملك وانتهره قائلاً له: من الذي أقامك حاكماً وقاضياً. فأجابه أوساغنيوس بجرأة: إنني لـستُ حاكـماً ولا قـاضياً. ولكنك أنت تركت عبادة إله الـسماء الذي روحك في يديه، وسجدت للأوثان النَّجِسة، ولم تقتف أثر الملوك الذين قبلك. لقد أقمت في الجندية مع الملك البار قسطنطين ستين سنة، ومع أولاده من بعده فلم أرى أشرَّ منك. فحنق الملك عليه جداً، وأمر بصلبه ووضع مشاعل في جنبيه، ففعلوا به كل ذلك وهو صابر حباً في السيد المسيح. وأخيراً أمر الملك بقطع رأسه. ولمَّا اقترب منه السِّياف طلب منه أن يُمهله حتى يُصلِّي، ولمَّا انتهى من صلاته قطعوا رأسه المقدس، ونال إكليل الشهادة. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.


مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 45 : 3 )
تقلَّد سيفك على فخذك. أيُّها القويُّ. بحسنِك وجمالِك. استلّه وانجح واملك. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 12 : 9 ـ 23 )
ثمَّ انتقل من هناك ودخل مجمعهم، وإذا إنسانٌ يده يابسةٌ، فسألوه قائلين: " هل يَحلُّ أن يُشفى في السَّبت؟ " لكي يشتكوا عليه. فقال لهم: " أيُّ إنسان منكُم يكون له خروفٌ واحدٌ، فإن سقط هذا في السَّبت في حفرةٍ، أفما يمسكه ويُقيمه؟ فالإنسان كم هو أفضل من خروفٍ! إذاً يَحلُّ فِعْلُ الخير في السُّبوت! " حينئذٍ قال للرجل: " مُدَّ يَدكَ ". فمدَّها. فعادت صحيحةً كالأخرى.فلمَّا خرج الفرِّيسيُّون تشاوروا عليه لكى يهلكوه، فعلِم يسوع وانتقل من هناك. وتبعته جموعٌ كثيرةٌ فشفاهم جميعاً. وأمرهم أن لا يظهروه، لكي يتمَّ ما قيل بأشعياء النَّبيِّ القائل: " هوذا فتاى الذي ارتضيت به، حبيبي الذي سُرَّت به نفسي. أضع عليه روحي فيُخبِر الأُمم بالحقِّ. لا يُخاصِم ولا يصيح، ولا يسمع أحدٌ في الشَّوارع صوته. قصبةً مرضوضةً لا يقصف، وفتيلةً مُدخِّنةً لا يُطفئ، حتَّى يُخرج الحقَّ إلى النُّصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الأُمم ". حينئذٍ قُدِّمَ إليه أعمى مجنونٌ وأخرس فشفاه، حتَّى أنَّ الأخرس تكلَّم وأبصرَ. فَبُهتَ كل الجموع وقالوا: " ألعلَّ هذا هو ابن داود؟ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #91
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-13-2015, 03:48 PM
Parent: #90

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 2-5-2010

عِش سعيدًا في حياة الرجاء

الإنسان الروحي يعيش دائمًا في رجاء أن اللَّه سيتدخل في حياته ويقوده إلى الخير، وذلك مهما تعقدت الأمور أمامه، ومهما بدأ كل شيء مُظلمًا. أمَّا الذي يفقد الرجاء، فأنه يقع في اليأس، ويقع في الكآبة، وتنهار معنوياته، ويصبح في قلق واضطراب، وفي مرارة الانتظار بلا هدف. وقد يصير ألعوبة في يد الشيطان.

** أمَّا الذي يعيش في الرجاء: وكل مشكلة تبدو معقدة أمامه يرى أن لها من اللَّه حلولًا كثيرة. وكل باب مُغلق أمامه، له في يد اللَّه مفتاح أو عِدَّة مفاتيح. والله هو الذي يفتح ولا أحد يغلق. وبهذا الرجاء ينجو من الخوف ومن القلق والاضطراب. ويكون مطمئنًا لعمل الله. والله قادر أن يحول الشر إلى خير، وقادر أن يحول كل مجريات الأمور لتسير في اتجاه مشيئته الإلهية الصالحة. ولذلك فالإنسان الروحي بدلًا من أن ينظر إلى الحاضر المتعب الذي أمامه، فأنه ينظر بعين الرجاء إلى المستقبل المبهج الذي يعده الرب له. وهو لا ينظر إلى المتاعب مجردة بدون عمل الله، الذي يقدر أن يحول الشر إلى خير. والإنسان الروحي إذا شعر بضعفه، يؤمن بالرجاء أن قوة الله سوف تدركه. ويعرف تمامًا أن الذي لا تستطيعه حكمته كإنسان، فإن حكمة الله تقدر عليه. ويؤمن أنه في الحياة ليس وحده، بل هو محاط بمعونة إلهية. وقوات سمائية تحيط به، وقديسون يتشفعون فيه.

** لكي يمتلئ قلبك بالرجاء يا أخي القارئ، ينبغي أن تثق بأن الله يحبك أكثر مما تحب نفسك. وأنه يعرف ما هو الخير لك أكثر مما لا تعرف أنت بما لا يقاس. ولابد أن تعلم أنك في يد الله وحده، ولست في أيدي الناس، ولا في أيدي التجارب والأحداث، ولا في أيدي الشياطين. وعليك أن تؤمن أيضًا أن الله يعتني بك، ويحفظك من كل سوء، ويحفظ دخولك وخروجك، وينقذك من كل شر. وتؤمن أنه هو الراعي الصالح الذي يرعاك. ويمنحك كل احتياجاتك فلا تحتاج إلى شيء.

** وإن كنت في مشكلة، فمن المريح لك أن تنتظر الله الذي سينقذك منها. ولا تنتظر عمل الرب من أجلك، وأنت متضجر ومتذمر! ولا تسخط وتقول: لماذا لم يعمل الرب حتى الآن؟! أين محبته؟ أين رعايته؟. ولا ينبغي أن تشك في قيمة صلاتك وفاعليتها، إن مضى وقت ولم تصل إلى الاستجابة!! واعرف أن الإنسان المضطرب أو اليأس أو الخائف أو المنهار، يدل على أنه فاقد الرجاء. أما الأبرار فإنهم كلما حاربهم الشيطان بالقلق أو بالاضطراب، فإن قوة الرجاء تتجدد فيهم من تذكرهم لمواعيد الله السابقة وصفاته الإلهية المحبوبة باعتباره الحافظ والساتر والمعين، الله الحنون المحب صانع الخيرات الذي لا يغفل عن أحد. إن عنايته بنا فائقة وشاملة، وحكمته هي فوق إدراكنا البشرى.

** في حياة الرجاء نثق إن الله يعطينا باستمرار دون أن نطلب، وقبل أن نطلب. فكم بالحري إذا طلبنا. ونحن نثق أيضًا أن الله يعطينا ما ينفعنا، وليس حرفية ما نطلبه. لأنه ربما تكون بعض طلباتنا غير نافعة لنا فنتعب. لذلك في حياة الرجاء لابد أن نثق بحكمة الله في تدبيره لحياتنا. وهناك أمور كثيرة لا ندريها، وهى معروفة ومكشوفة أمام الله. ربما الذي تطلبه يا أخي، لا يكون مناسبًا لك ولا نافعًا لك. وربما الوقت الذي تحدده لاستجابة طلبك، يعرف الله تمامًا أنه غير صالح، ويرى أن تأجيل الاستجابة أفضل. لذلك تواضع واترك لحكمة الله أن تتصرف! وانتظر في ثقة... إننا أحيانًا نضع حلولًا للأمور، واثقين أنها أفضل الحلول، أو أنها الوحيدة النافعة؟ وربما يكون في تدبير الله حل آخر لم يخطر لنا على بال، هو أفضل بما لا يقاس من كل تفكيرنا. فننتظر إذن حل الله في رجاء.

أتذكر بهذه المناسبة أن أحدى الفتيات جاءت تشكو إليّ من أن كل عريس يأتي إليها يمضى ولا يعود. فقلت لها ربما إن الله يعد لك عريسًا أفضل من كل أولئك يسعدك بدلًا من الذين يمضون ولا يعودون.

** في حياة الرجاء نؤمن أن الله قادر على كل شيء، وإنه باستمرار يعمل لأجلنا، وأنه ينقذنا من كل ضيق. لقد اختبر داود النبي ذلك، فقال في أحد مزاميره "نجت أنفسنًا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي خلق السموات والأرض." لذلك فالإنسان الذي يرجو الرب، يكون دائمًا في اطمئنان. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إنه ليس فقط يؤمن أن الله سيعمل في المستقبل، إنما يؤمن تمامًا أن الله يعمل الآن حتى إن كان لا يرى هذا العمل. ولكنه يثق تمامًا بعمل الله حاليًا. إن الطائرة قد تبدو لمن يستخدمها لأول مرة، أنها واقفة في الجو! بينما تكون في سرعة أكثر من 800 كم. في الساعة. ولكنها تبدو له كما لو كانت واقفة! وبعض المراوح الشديدة الحركة تبدو متوقفة، وهى في أقوى درجة من السرعة. وهكذا الله يعمل، وأنت لا تراه يعمل، لكن تؤمن بذلك. ويكون لك رجاء في نتيجة عمله الإلهي التي ستراها بعد حين.

** على أن البعض ربما يفقد الرجاء بسبب ما يظن أنه تأخير في استجابة الله له! فربما يكون السبب فيما يظن تأخيرًا، هو أن الله يعد له بديلًا أفضل مما يطلبه. وربما يكون السبب أن ما نناله بسرعة لا نشعر بقيمته! وقد لا نشكر عليه! فإن (تأخرت) الاستجابة يزداد تعلقنا بما نطلبه ونشعر بقيمة تحقيقه. ولذلك نحرص على ما نلناه فلا نفقده بسرعة. وربما يكون السبب فيما نظن أنه تأخير، هو أننا نطلب وقلوبنا بعيدة عن التوبة. فلا نستحق الاستجابة بسرعة. وإنما علينا قبل أن نطلب أن نرجع إلى الله لكي نستحق ما نحتاج إليه. كما يحسن بنا أن نعرف أن الضيقات هي مدرسة للصلاة. ولرفع القلب إلى الله ولذلك هي لفائدتنا سواء عرفنا أم لم نعرف.

ختامًا علينا أن نحيًا حياة الرجاء، ونثق بعمل الله لأجلنا سواء كنا نستحق أو لا نستحق.
+++

Post: #92
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-13-2015, 06:51 PM
Parent: #91

أحابائى الكرام ..

هذه ندوة دكتور محمد رحومة ومع آخرين ..

أرجو الاستمتاع بهذه الندوة الجميلة ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=yJHgfie7A3kwww.youtube.com/watch?v=yJHgfie7A3k

الرب يبارك حياتكم ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #93
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-14-2015, 02:16 AM
Parent: #92

وأيضاً هذا اختبار الأخ الحبيب الذى انتقل
الى الأمجاد السماوية .. ألا وهو الأخ الحبيب
صادق عبد المسيح .. المنتقل الباقى ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=smmKs4GHYFAwww.youtube.com/watch?v=smmKs4GHYFA

شاهدوا .. وتمتعوا أحبائى الكرام ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #94
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-14-2015, 11:02 AM
Parent: #93

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء )
تذكار ختان السيد المسيح
14 يناير 2015
6 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 116 : 18,16 )
قطعتَ قُيودي فَلكَ أَذبحُ ذبيحةَ التسبيح. أَفي للربِّ نُذُوري في ديار بيتِ الربِّ. قُدَّامَ كلِّ شعبِهِ. في وَسَطِ أورشليمَ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 15 ـ 20 )
ولمَّا مضت عنهمُ الملائكةُ إلى السَّماءِ، تكلَّم الرُّعاةُ مع بعضهُم قائلينَ: " هلمَّ بنا إلى بيتِ لحمُ لننظرَ هذا الكلام الذى كانَ. الذى أعلَّمنا بهِ الرَّبُّ ". فجاءوا مُسرعينَ ووجدوا مريمَ ويُوسفَ والصبيَّ موضوعاً في مذودٍ. فلمَّا رأوهُ عَلِموا أنَّ الكلامُ الَّذي قِيلَ لهُم كانَ عن هذا الصبيِّ. وكُلُّ الَّذينَ سمعوا تعجبوا ممَّا قيلَ لهُم من الرُّعاةِ. وأمَّا مريمُ فكانت تحفظُ جميعَ هذا الكلام مُتفكِّرَةً بهِ في قلبها. ثُمَّ رجعَ الرَّعاةُ وهم يمجِّدونَ اللـهَ ويسبِّحونهُ على كُلِّ ما سمعوهُ ورأوهُ كما قِيلَ لهُم.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 66 : 13 ، 15 )
أَدخلُ إلى بيتِكَ بالمُحرَقاتِ. وأَفيك النذورَ التي نَطقتْ بها شَفتَايَ. أُقرِّبُ لكَ مُحرَقاتٍ شحماً بغير عظمٍ. مع بخورٍ وكباشٍ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 40 ـ 52 )
أمَّا الصَّبيُّ فكان ينمو ويتقوَّى بالرُّوح، مُمتلئاً من الحكمةِ، وكانت نعمةُ الله عليهِ.وكانَ أبواه يمضيان إلى أورشليم كُلَّ سنةٍ في عيد الفصح. ولمَّا صارت له اثنتا عشرة سنةً مضيا إلى العيدِ كالعادة. وبعدما أكملوا الأيَّام بقيَ عند رُجوعِهِمَا الصَّبيُّ يسوعُ في أورشليمَ، ويوسُفُ وأمُّهُ لم يعلَما. وإذ ظنَّاهُ مع السائرين في الطريق، ذهبا مسيرة يوم، وكانا يسألان عنه عند أقاربهما ومعارفهما. ولمَّا لم يجداهُ رجَعَا إلى أُورشليمَ يبحثان عليه. وبعد ثلاثة أيَّام وجداهُ في الهيكل، جالساً في وسط المُعلِّمِينَ، يسمعهم ويسألهم. وكان كُلُّ الذين يسمعونه يُبهَتون من فهمِه وجوابه لهم. فلمَّا أبصراه تعجبا. وقالت له أمُّهُ: " يا بُنيَّ، ما هذا الذي صنعته بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كُنَّا نبحثُ عليك مُعذَّبَيْنِ! ". فقال لهما: " لماذا كُنتُما تطلبانني؟ ألم تعلما أنَّهُ ينبغي لي أن أكون في ما لأبي ". أمَّا هما فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما يسوع. ثُمَّ نزلَ معهما وجاء إلى النَّاصرةِ وكانَ يخضعُ لهُمَا. وأمَّا أمُّهُ فكانت تحفظ جميع هذه الأمور مُـفكِّرةً بها في قلبها. وأمَّا يسوعُ فكان يتقدَّمُ في القامةِ والحِكمةِ والنِّعمةِ، عند اللهِ والنَّاسِ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
( 3 : 1 ـ 12 )
أخيراً يا إخوتي افرحوا في الرَّبِّ. وهذه الأمُور التي أكتبها إليكُم ليست عليَّ ثقيلةً، وأمَّا لكُم فهيَ مقوِّيةٌ. احذروا الكلابَ. احذروا فعلةَ الشَّرِّ. احذروا قطع الختان. لأنَّنا نحنُ الختانَ، نحنُ الذين نعبُدُ بالروح اللـه، ونفتخر في المسيح يسوعَ، ولا نتَّكِلُ على الجسد. مع أنَّ لي أن أتَّكلَ على الجسد أيضاً. إنْ ظنَّ واحدٌ آخرُ أن يتَّكل على الجسدِ فأنا بالأولى. من جهة الختان فمختونٌ في اليوم الثَّامن، من جنس إسرائيل، من سبطِ بنيامينَ، عبرانيٌّ من العبرانيِّين. من جهة النَّاموس فريسيٌّ. من جهة الغَيرَةِ مُضطهِدُ الكنيسة. من جهة البرِّ الذي في النَّاموس صرت بلا لوم. لكن ما كان لي ربحاً، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارةً. بل إنِّي أحسبُ كلَّ الأشياءِ خسارةً من أجل فضل معرفة يسوع المسيح ربِّي، الذي من أجلهِ خَسِرتُ كلَّ الأشياءِ، وأنا أعُدُّها كلها نفايةً لكي أربح المسيح، وأُوجَدَ فيه، وليس لي برِّي الذي من النَّاموس، بل الذي بإيمان المسيح، البرُّ الذي من اللـه بالإيمان. لأعْرِفهُ وقوَّة قيامتهِ، وشركة آلامهِ، باذلاً نفسي مُتشبِّهاً بموتهِ، لعلِّي أبلغُ إلى قيامةِ الأمواتِ.ليسَ أنِّي قد فُزتُ ونِلتُ أو أنِّي قد كملتُ، ولكنِّي أسعى لعلِّي أُدرِكُ بهذا الذي لأجلهِ أدرَكَني أيضاً المسيح يسوعُ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
( 1 : 12 ـ 21 )
لذلك لا أملُّ أن أُذكِّركُم في كل حينٍ بهذه الأمور، ولو أنَّكم عالمينَ وثابتينَ في الحقِّ الحاضر. ولكنِّي أظن أنَّه واجب حقٍّ عليَّ أن أُذكِّركُم ـ ما دُمتُ مُقيماً في هذا المسكن ـ أن أنهضكُم بالتَّذكرة، عالماً أنَّ مسكني سينحل سريعاً، كما أعلمنا ربُّنا يسوع المسيح. وأنا أُسرع في كلِّ حينٍٍ لتتذكروا هذه الأمور من بعد خروجي. لأنَّنا لم نَتْبَعْ خُرافاتٍ فلسفيةٍ، إذ عرَّفناكُم بقوَّة ربِّنا يسوع المسيح وظهوره، بل قد كُنَّا مُعاينين عظمته. لأنَّه أخذ كرامةً ومجداً من الله الآب، وإذ أقبل صوتٌ كهذا من المجد الأسنَى العظيم قائلاً: " هذا هو ابني وحبيبي الذي أنا به سُررتُ ". وقد سمعنا نحن هذا الصَّوت مِن السَّماء، حين كنَّا معه على الجبل المقدَّس. وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذي هو نِعِمَّا ما تصنعونه إذا تأمَّلتم إليه، كمثل سراجٍ مضيءٍ في موضع مُظلِم، حتَّى يظهر النَّهار، والنُّور يُشرق ويظهر في قلوبكم، وهذا أوَّلاً فاعلموه: أنَّ كل نبوَّات الكُتب ليسَ تأويلُها فيها مِن ذاتها خاصةً. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّةٌ في زمانٍ، بل تكلَّم أُناسٌ بإرادة الله بالرُّوح القدس.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 15 : 13 ـ 21 )
وبعد ما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجال إخوتنا، اسمعوني. سمعان قد أَخبر كيف افتقد الله أولاً الأُمَم ليأخذ منهم شعباً على اسمه. وهذا توافقه أقوال الأنبياء، كما هو مكتوبٌ: سـأرجع بعد هـذا وأبني أيـضاً خيمـة داود السَّاقطة، وأبني أيضاً رَدْمَهَا وأُقيمها ثانيَةً، لكي يطلب الباقون من النَّاس الربَّ، وجميع الأُمَم الذين دُعِيَ اسمى عليهم، يقول الربُّ الصَّانع هذا الأمر، المعروف عند الربِّ منذُ الأزل. لذلكَ أنا أقضي أن لا يُثَقَّل على الرَّاجعين إلى اللهِ من الأُمَم، بل يُرسَل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام، والزِّنى، والمخنوق، والدَّم المائت. لأنَّ موسى منذُ الأجيال القديمة، له في كلِّ مدينةٍ مَنْ يَكرِز بهِ، إذْ يُقرأُ في المَجامِع كلَّ سَبْتٍ ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم السادس من شهر طوبه المبارك
1. تذكار ختان السيد المسيح
2. تذكار انتقال ايليا النَّبي
3. نياحة القديس مرقيانوس بابا الإسكندرية الثامن
4. نياحة القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية
1ـ في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار ختان السيد المسيح له المجد، وذلك أنَّ اللـه كان قد رَسم شريعة الختان علامةً يتميز بها شعبه عن الشعوب الأخرى، وهيَ أن يُختتن كل ذكر من نسل إبراهيم في ثامن يوم من ميلاده، وقد وضع الرب كل نفس لا تحفظ هذا العهد تحت القصاص، ومن ثَمَّ إذ كان سيدنا مولوداً من نسل إبراهيم بالجسد، فقد أراد هو أيضاً أن يُختتن في ثامن يوم من ميلاده ليُكمِّل النَّاموس وليعتقنا من ثقل هذه الوصية، كما يقول لسان العطر بولس الرسول: " إنَّ يسوع المسيح قد صار خادمَ الختان من أجل صِدق اللـه حتى يُثبِّتَ مواعيد الآباء " ثم أعطانا علامة العهد الجديد بالمعموديَّة، كما قال الرسول: " وبه أيضاً خُتنتم ختاناً غير مصنوع بيدٍ، بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح. مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقِمتم أيضاً معه بإيمان عمل اللـه الذي أقامه من الأموات. وإذ كنتم أمـواتاً في الخـطايا وغَلَفِ جـسدكم أحياكم معه مُـسامـحاً لكم بجميع الخطايا. لهذا يُريد منا أن نحفظ الختان الروحي أي ختان القلب، لنحيا له في البر والقداسة، لأنه: " إن كان أحدٌ لا يولدُ من الماء والرُّوح لا يقدرُ أن يدخُلَ ملكُوتَ اللهِ ".ولربنا المجد إلى الأبد. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً كان انتقال النبي إيليا التِّشْبيّ إلى السماء حيّاً. وكان هذا النبي في أيام أخاب الملك. وقد غمر قلبه الحزن إذ رأى آخاب الملك قد تحوَّل من عبادة إله إسرائيل إلى عبادة الأوثان وإنقاد إلى إيزابل الملكة، التي ساعدت كهنة بعل زبوب، فانتشرت عبادة الأوثان في أيامه، ولذلك وقف أمامه يوماً وقال له: " حيٌّ هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه إنَّهُ لا يكون طلٌّ ولا مطرٌ في هذه السنين إلاَّ عند قولي ". وفي الحال جفَّت الأنهار ويبسَ العُشب، وصار القحط والغلاء في الأرض كلها. ولكن الله لم يتخلَ عن عبده الغيور. فأمره الرب أن يمضي إلى نهر كريث وكانت الغربان تأتي إليه بخبز ولحم صباحاً ومساءً. وأمر الله فجفَّ ماء النهر ولكنه لم يترك إيليا أيضاً. إذ أمره أن يذهب إلى صرفة صيدا، وهناك وجد امرأة أرملة تجمع حطباً، فطلب منها خبزاً ليأكل، فقالت له: " حيٌّ هو الرب إلهك أنَّهُ ليست عندي كعكة ولكن ملئ كف من الدقيق في الكوار وقليل من الزيت في الكوز، وهأنذا أقُش عودين لآتي وأعمله لي ولابني لنأكله ثم نموت ". فقال لها إيليا: " لا تخافي أُدخلي واعملي كقولكِ ولكـن اعـملي لي منها كعكـة صـغيرة أولاً .. ثُمَّ اعـملي لكِ ولابنكِ أخيراً.لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل: أنَّ كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقُص إلى اليوم الذي فيه يُعطي الرب مطراً على وجه الأرض ". فذهبت وفعلت حسب قول إيليا وأكلت هيَ وهو وبيتها أياماً.وأقام عند الأرملة إلى انقضاء زمن الغلاء. وكان لها ولدٌ قد مرض واشتد مرضه جداً حتى لم تبقَ فيه نسمة، ورأى النَّبيِّ حُزن المرأة، فأخذه منها وصعد به إلى العُلِّيَّة التي كان مُقيماً بها، وصلَّى لأجله وتمدد عليه ثلاث مرات فسمع الرب لصوت إيليا ورجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش فأخذ الولد وأعطاه لأُمّه حياً.ولمَّا علمت إيزابل أنَّ إيليا قد ذبح كهنة البعل هددته بالقتل، فلمَّا رأى ذلك منها صغرت نفسه وذهب إلى جبل حوريب حيث اختبأ، فكلَّمهُ الرب: " ما لك هَهنا ". فقال: يارب قتلوا أنبياءك، وهدموا مذابحك، وبقيت أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي. فقال له: لا تخف فإني قد أبقيت لي سبعة آلاف ركبة لم تجثُ للبعل. ولمَّا مات أخاب، وملك أَخَزيا، وعمل الشرّ في عيني الرب، سقط من الكوة ومرض، فأرسل رسلاً إلى إله عقرون ليسألوه إن كان يبرأ من هذا المرض. فالتقى إيليا النَّبيِّ بالرُّسل وقال لهم: " قولوا للملك هكذا قال الرب: أليس لأنه لا يوجد في إسرائيل إله تذهبون لتسألوا بعل زبوب إله عقرون. لذلك السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتاً تموت ". فلمَّا قالوا للملك هذا، عرف أنَّهُ إيليا النَّبيِّ، أرسل إليه رئيس خمسين وكان النَّبيِّ جالـساً على رأس الجبل، فـقال له القائد يا رجل الله انزل إلى الملك فأجاب إيليا: " إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين معك ". فنزلت نار من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له. ثم أرسل الملك رئيس خمسين آخر، وقال كما قال الأول. ونزلت نار وأكلته هو والخمسين الذين له، أمَّا الثالث فقد جاء وجثا على ركبتيه أمام إيليا وتضرَّع إليه وقال له باتِّضاع، فنزل معه بأمر الوحي وذهب إلى الملك وبكَّته على فعله ومات الملك على سريره.وبعد ذلك مضى إلى نهر الأردن ومعه أليشع تلميذه حيث ضرب الماء بردائه فانفلق إلى نصفين فعَبَرَ كلاهما في اليَبَس. وفيما هما يتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعدَ إيليا في العاصفة إلى السَّماء.صلاته تكون معنا. آمين.
3ـ وفي هذا اليوم أيضاً من سنة 154م تنيَّح القديس مركيانوس بابا الإسكندرية الثامن. قد وُلِدَ بالإسكندرية، ولمَّا تنيح البابا أومانيوس، اجتمع الآباء مع الشعب بثغر الإسكندرية وتشاوروا مَن يقيمونهُ على الكرسي عوضاً عنه. فوقع اختيارهم جميعاً على مركيانوس لعلمه وتقواه فأقام على الكرسي تسع سنين وشهرين و26 يوماً مداوماً على تعليم رعيته، حارساً لها من التعاليم الغريبة. ولمَّا أكمل سعيه الصالح مرضياً للرب، تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.
4ـ وفي هذا اليوم أيضاً من سنة 379 م، تنيَّح القديس العظيم الأنبا باسيليوس أسقف قيسارية. كان والده إيسيذورس قساً قديساً، وقد رُزِق خمسة أولاد هم: باسيليوس وغريغوريوس وكساريون وبطرس ومكرينا. وقد عاش الجميع في القداسة مدى حياتهم.وقد تلقى علمَي الفصاحة والخطابة على يد ليبانيوس الفيلسوف الأنطاكي، واشتغل بالمحاماة. وفي سنة 358م هجر العالم وكل أمجاده وطاف في براري مصر حيث شاهد النُسَّاك وتأثر بهم، وعاد فلازم العزلة في إحدى البراري. ولمَّا شاع خبر قداسته التف حوله كثيرون فاتخذوه مُرشداً يقودهم في طريق الكمال.وفي سنة 362م رُقيَّ إلى الدرجة الكهنوتية، فاستمر يُعلّم المؤمنين ويدافع عن الإيمان القويم ويرد الضالين، وفي سنة 370م رُسِم رئيساً لأساقفة قيصرية الكبادوك، ولكن لجرأته في الحقِّ وتوبيخه الملوك الذين يسلكون ضد العقيدة والآداب، أراد الملك والس نفيهُ، ولكنه أحجم لموت ابنه. ومرة أراد الملك أن يوقع أمراً بنفيه فانكسر القلم، فأمسك بآخر فانكسر الثاني أيضاً، وهكذا الثالث. فمزَّق الورقة وترك القديس يرعى شعبه ويدبِّر كنيسته بسلام. وامتلأ باسيليوس من الروح القدس ووضع القداس المشهور المنسوب إليه وأجرى اللـه على يديه عجائب ومعجزات كثيرة، منها أن إحدى الكنائس استولى عليها الهراطقة، واتفق الرأي على غلقها، على أن تُعطَى لمن يفتحها بصلاته، وبصلاة هذا القديس فُتحت الكنيسة وتسلَّمها المؤمنون ثانية. ومنها أيضاً: أنَّ مار افرآم رأى عموداً من نور من الأرض إلى السماء. ولمَّا قِيلَ له أن هذا هو باسـيليوس، أتى إلى قـيسـارية وشـاهد فـضائله. وقد رسمه باسيليوس شماساً.ومنها أن امرأة كتبت خطاياها في ورقة وقدَّمتها للقديس باسيليوس فصلَّى من أجلها فمُحيت خطاياها ما عدا خطيَّة واحدة، فأمرها أن تمضي إلى الأنبا افرام ليُصلِّي عليها من أجلها. ولمَّا مضت إليه أعادها إلى القديس قائلاً لها: اسرعي لملاقاته قبل وفاته. فلمَّا عادت وجدته قد انتقل فبكت ووضعت القرطاس على جسده فمُحيَّ ما كان مكتوباً به.ومنها أن طبيباً يهودياً لم يكن ليُخطئ في علاجه، وأخبر القديس أنَّهُ سيموت بعد ثلاثة أيام، فصلَّى إلى الرب، فأطال عمره ولم يمت في اليوم الذي حدده، فآمن واعتمد وهو وأهل بيته. ومنها أن غلاماً كتب للشيطان صكاً بإنكار مسيحيته ومعموديَّته، وبصلاة القديس باسيليوس عاد الصَّك وتخلَّص الغلام من عبودية الشيطان. ولهذا الأب فضائل كثيرةٌ وعجائب عديدةٌ غير هذه، وقد وضع ميامر ومقالات ومواعظ ونُسكيات، وفسَّر بعض الأسفار من العتيقة والحديثة، ووضع قوانين، موجودة بين أيدي المؤمنين. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 50 : 14 ، 23 )
اِذبح للهِ ذبيحةَ التسبيح، أوفِ العليَّ نذورَكَ. ذبيحةُ التسبيح تُمجِّدني. وهناك الطَّريقُ حيثُ أُريه خلاص اللـه. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 21 ـ 39 )
ولمَّا تمَّت ثمانيةُ أيَّامٍ أتوا ليختنوهُ ودعوا اسمه يسوع، كما قد تَسمَّى مِنَ الملاك قَبلَ أنْ حُبِلَ بهِ في البطن.ولمَّا تمت أيَّام التطهير، حسبَ شريعةِ موسى، صعدوا بهِ إلى أُورشليمَ ليقيموه للرَّبِّ، كما هو مكتُوبٌ في ناموسِ الرَّبِّ: أنَّ كُلَّ ذكرٍ فاتِحَ رَحِم أُمّه يُدعَى قُدُّوساً للرَّبِّ. ولكي يُقدِّم قرباناً كما قيلَ في ناموسِ الرَّبِّ، زوج يمام أو فرخي حمام. وكان إنسانٌ في أُورشليمَ اسمهُ سِمعانُ، وهذا الرَّجُلُ كان رجلاً بارّاً تقيَّاً ينتظرُ تعزيةَ إسرائيلَ، والرُّوحُ القُدُسُ كان عليهِ. وكان قد أُوحِيَ إليهِ بالرُّوح القُدُس أنَّهُ لا يرى الموتَ قبل أن يرى المسيح الرَّبِّ. فأتى بالرُّوح إلى الهيكل. وعندما دخل الطفلُ يسوعَ أبواهُ، ليصنعا لهُ كما يجب للنَّاموس. فأخذهُ سمعان على ذراعيهِ وبارَكَ اللـهَ قائلاً: " الآن تُطلِقُ عبدَكَ يا سيَّدي بسلامٍ. لأنَّ عينيَّ قد أبصرتا خلاصَكَ، الذي أعددتهُ قُدَّامَ جميع الشَّعوبِ. نوراً أُعلِنَ للأُمم، ومجداً لشعبكَ إسرائيل ". وكان أبوه وأمُّهُ يتعجَّبان مِمَّا يُقال فيه. وباركهُما سمعانُ، وقال لمريم أُم الصَّبيِّ: " ها إنَّ هذا قَد وضِعَ لسُقوطِ وقيام كثيرينَ في إسرائيلَ، ولعلامةٍ تُقاوَمُ. وأنتِ أيضاً سيَجُوزُ في نفسِكِ سيف الشكِّ، لِتُعلَنَ أفكارٌ من قُلُوبٍ كثيرةٍ ". وكانت نبيَّةٌ، حنَّةُ بِنتُ فَنُوئِيل من سبط أشيرَ، وهيَ تقدَّمت في أيَّام كثيرةٍ، قد عاشت مع زوجٍ سبع سنين بعد بُكُوريَّتها. وهذه كانت ترمَّلت نحو أربعة وثمانينَ سنةً، لا تَبرحُ عن الهيكل، عابدةً بأصوامٍ وطلباتٍ ليلاً ونهاراً. فهيَ من ذاك الوقتِ جاءت قُدَّامهُ تعترفُ للهِ وكانت تتكلَّمُ عنهُ عند جميع المُنتظرينَ فداءً في أُورشليمَ. ولمَّا أكملُوا كُلَّ شيءٍ حسبَ ناموس الرَّبِّ، رجعوا إلى الجليل إلى مدينَتهِم الناصرة.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #95
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-14-2015, 11:23 PM
Parent: #94

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 9-5-2010

التأمل.. ما هو؟ وما هي مجالاته؟

التأمل في أي أمر معناه الدخول إلى العمق، سواء في عمل الفكر، أو عمل الروح. هو أيضًا الوصول إلى لون من المعرفة فوق المعرفة العادية الخفية، معرفة فوق الحس، معرفة جديدة عليك، ومبهجة لروحك، تجد فيها غذاءً ومُتعة روحية. أو التأمُّل هو تفتح العقل والقلب والروح، لاستقبال معرفة يرسلها اللَّه من فوق، أو من داخل روح الإنسان. والتأمُّل يناسبه السكون والهدوء، والبُعد عن الضوضاء التي تشغل الحواس، وبالتالي تشغل العقل وتبعده عن عمل الروح فيه. ويزداد التأمُّل عمقًا كُلَّما تتحرَّر الحواس من الشغب الحالي، ويتحرَّر الإنسان من سيطرة فكره الخاص، لكي يستقبل ما تعطيه الروح.

** وللتأمُّل مجالات كثيرة، نود أن نتناولها بالتفصيل... هناك تأمُّل في كلام اللَّه، أو في الصلاة والتدبير والألحان. أو التَّأمُّل في الخليقة والطبيعة، أو في السماء والملائكة، أو التَّأمُّل في الموت والدينونة وما بعدها. وهناك تأمُّل في الأحداث وفي سِيَر القديسين، وفي الفضيلة عمومًا، وفي وصايا اللَّه. وهناك نوع آخر هو أسمى من التَّأمُّل في صفات اللَّه الجميلة. ومنها التأمُّل في المُطلق، في الحق، في الخير. على أن موضوعات هذا التَّأمُّل قد تكون أكثر من أن نحصيها، بحيث يتأمَّل الإنسان الروحي في كل شيء، حتى في الماديات، يحاول أن يستخرج منها روحيات تفيده.

** من جهة التَّأمُّل في كلام اللَّه: فكلام اللَّه هو روح وحياة. والكلمات هي مُجرَّد غُلاف، يُغلِّف معاني داخلها. كالصدفة التي تحوي داخلها اللؤلؤ. وفي التَّأمُّل ينبغي أن تكشف الصدفة، وتأخذ اللآلئ التي في داخلها. وهنا تُصلِّي مع داود النبي وتقول: "اكشف يا رب عن عينيَّ، لأرى عجائب من شريعتك". أي تكتشف العمق الموجود في الوحي الإلهي. فإلهنا الحنون ينير عقولنا وأفهامنا لندرك عُمق وصاياه. حقًا يا رب بنورك نُعاين النور. وهنا يكون التَّأمُّل عبارة عن تقديم عقولنا إلى اللَّه، لكي بنعمته يملأها بالفهم الذي من عنده. أو هو تلمذة على نعمة اللَّه، وتدريب كيف نأخذ منها الفهم الذي تريد أن تعطيه. فلا تقف يا أخي عند حدود العقل. بل اتخذ العقل وسيلة للوصول إلى الروح. والروح توصلك إلى اللَّه الذي عنده كل كنوز المعرفة فيعطيك.

** القارئ السطحي في كلام اللَّه، قد يقرأ كثيرًا ولا يتأمَّل. أمَّا القارئ الروحي، فالقليل من قراءته يكون له نبع تأملاَّت لا ينضب. إن كلمة واحدة أو عبارة تستوقفه، فيغوص في أعماقها، ويظل سابحًا في تلك الأعمال. وهو يقول مع داود النبي: "لكل كمال رأيت منتهى، أمَّا وصاياك فواسعة جدًا". لأنه في التأمل قد يفتح اللَّه قلبه، فيرى في الآية الواحدة كنزًا عظيمًا، مهما اغترف منه لا ينتهي...

إذن كتدريب روحي، خُذ لك كل يوم آية للتَّأمُّل تكون قد تركت في نفسك تأثيرًا عميقًا أثناء القراءة... ورُبَّما تكون معاملات اللَّه مع الناس مجالًا واسعًا للتَّأمُّل... سواء معاملة الله تبارك اسمه مع قديسيه الذين أحبوه وأطاعوه. أو معاملته للخطاة الذين انتفعوا من طول أناة الله عليهم التي قادتهم إلى التوبة... إن شخصيات الكتاب أيضًا تصلح مجالًا للتَّأمُّل.

** إن التأمُّل في وصايا اللَّه سوف يشغل نفسك أثناء النهار بفكر روحي. ويظل هذا الفكر يتعمَّق فيك. والفكر يلد فكرًا من نوعه، ويلد أيضًا الكثير من المشاعر والعواطف والتَّأمُّلات. ويصبح قلبك نقيًا تعمل فيه كلمة اللَّه. ولا يقف الأمر عند حدود اللذة بالمعرفة، إنَّما يتطوَّر ليكون له تأثيره في حياتك العملية. لذلك إن استطعت أن تُطبِّق تأملاتك على حياتك، وتستخرج منها منهجًا تسير عليه، يدخل في علاقاتك مع اللَّه ومع الناس.

وإن لم تكن لك موهبة للتَّأمُّل في الكتاب، فاقرأ تأملات الأبرار الذين اتصفوا بعُمق تأملاتهم في الكتاب.

** أمَّا من جهة التأمُّل في الطبيعة فهو ليس مُجرَّد تأمُّل في جمال الطبيعة، إنما بالأكثر ما تُقدِّمه لنا من روحيات، كما قال داود النبي في مزاميره: "السموات تُحدِّث بمجد اللَّه، والفلك يخبر بعمل يديه". وهنا نتدرج من التأمُّل في الطبيعة إلى التَّأمُّل في عظمة اللَّه خالقها. وهنا أتذكر قول الشاعر:

ها ذي الطبيعة قِف بنا يا ساري حتى أريك بديع صنع الباري

وقديمًا كانوا يدرسون الفَلَك في الكليات اللاهوتية. لأنَّ النظام العجيب الدقيق الذي فيه، يُثبت وجود خالق كُلِّي القدرة استطاع أن يوجد كل ذلك. إن كانت السماء المادية مكانًا عظيمًا للتَّأمُّل، فكم تكون السماء التي هي عرش اللَّه!! ويرتبط التأمُّل في السماء بتأمُّل آخر في الملائكة... بل على الأرض يمكن أن يكون هناك تأمُّل في جمال الورود والأزهار. وما أكبر الفارق بين الزهور الطبيعية وغيرها من الزهور الصناعية، التي مهما أفتن الإنسان في صنعها، فهي بلا حياة، بلا رائحة، بلا نمو... وكذلك التأمُّل في طيور السماء، في تعدُّد أنواعها وأشكالها ونغمات أصواتها، وطباعها، ورحلاتها.

بل التأمل في النملة النشيطة حيث لم أرَ في حياتي كلها نملة واقفة، بل هي دائمة الحركة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفي ذلك قال سليمان الحكيم: "اذهب إلى النملة أيها الكسلان. تأمُّل طُرقها وكُن حكيمًا". بل أكثر من هذا إذا تأمَّلنا في النحل حيث نأخذ منه أيضًا تأمُّلًا في النظام الداخلي الذي تعيشه مملكة النحل، وكيف خلقها اللَّه بإمكانيات وقدرات عجيبة... تستطيع أن تجمع الرحيق وتصنعه شهدًا، وكيف تصنع غذاء الملكات! وكيف تبني خلاياها بهندسة متقنة عجيبة، وكيف تطير رحلات بحثًا عن الزهور والرحيق. وما أعجب ما قاله عنها أمير الشعراء أحمد شوقي:

مملكة مُدبّرة بامرأة مؤمَّرة
تحمل في العمال والصناع عبئ السيطرة
أعجب لعمال يولُّون عليهم قيصرة

إن الإنسان الروحي يستطيع أن يتخذ كل شيء مجالًا للتَّأمُّل. ويستطيع أن يستخرج من الماديات ما تحمله من دروس روحية.

** كذلك جسم الإنسان هو مجال واسع للتَّأمُّل يدل على عظمة الخالق، فما أعجب القدرات التي وضعها اللَّه في المُخ، وفي القلب، وفي كل أجهزة الجسم البشري، وكيف تعمل متناسقة في اتزان عجيب. وبعض هذه الأجهزة إذا تلف، لا يقدر كل التَّقدُّم العلمي على إرجاعه إلى وضعه الطبيعي.

** هناك تأمل آخر في الأحداث، ويد اللَّه في بعض الأحداث، وفي تدبير كل شيء إلى الخير.

ولا ننسى التأمُّل في الموت، وفي القيامة، وفي الدينونة، وفي صفات اللَّه الذاتية مثل الأزلية والقدرة على كل شيء والوجود في كل مكان. وأيضًا تأمل صفات اللَّه في معاملته مع البشر.
+++

Post: #96
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-15-2015, 10:56 AM
Parent: #95

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الخميس )
15 يناير 2015
7 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 132 :17,9 )
كَهنَتُكَ يلبسونَ العدل. وأبرارُكَ يبتهجون مِن أجل داود عبدكَ. هيَّأت سراجاً لمسيحي. وعليه يُزهِرُ قُدسي. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
وكانَ يسوع يطوفُ في كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل وجع في الشَّعب. فذاع خبرُه في جميع سوريَّة. فأحضروا إليه جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر المُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الاردُنِّ. ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعى السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبلٍ، ولا يوقدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيالٍ، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 4 ,7 )
أقسمَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ. لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجمعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
( 3 : 10 ـ 4: 1 ـ 22 )
وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تَعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التى أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخـدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّـر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبُت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح. أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.أسرع أن تأتي إليَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذْ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين. سلِّم على بريسكلا وأكيلا وبيت أونيسيفورس. أراستس بقى في كورنثوس. وأمَّا تروفيموس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُقرئك السلام أفبولس وبوديس ولينوس وأقلوديا وجميع الإخوة. الرب يسوع المسيح مع روحك. النِّعمة معكم. آمين.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 5 : 1 ـ 14 )
أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُعلَنَ، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل.كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأنَّ الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم.كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين. بيد سِلوانُس الأخ الأمين، ـ كمـا أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 20 : 17 ـ 38 )
ومن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعَى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم دخلت آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ الزَّمان، أخدم الربَّ بكلِّ تواضع ودموع كثيرةٍ، وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود. كما وإنَّني لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم وعلَّمتـكم به جهراً وفي كلِّ بيتٍ، شاهداً لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة التي لله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مُقيَّداً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصيبني فيها. غير أن الرُّوح القـدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ: إن وُثُقاً وشدائد تنتظرني. ولكني لستُ أحتسب نفسي ثمينة عندي في شيءٍ، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينهم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُشهِدكم اليوم هذا أنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، لأنِّي لم أُؤخِّر أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الربِّ التي اقتناها بدمه بنفسـه. لأنِّي أعلم: أنه مِن بعد ذهـابي سـيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءَهم. لذلك اسهروا إذاً، مُتذكِّرين أنِّي ثلاث سنين ليلاً ونهاراً، لم أَفتُرْ عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ. والآنَ أستودعكم يا إخوتي للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتُعطيكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّة أو ذهب أو ثوب أحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أن نتعب ونُعضِّـد الضُّـعفاء مُتذكِّـرين كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال:" مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه وهم متوجِّعين، ولا سيَّما من الكلمة التي قالها: إنهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم السابع من شهر طوبه المبارك
نياحة القديس سلبطرس بابا رومية
في هذا اليوم تنيَّح القديس سلبطرس بابا رومية. وقد وُلِدَ هذا الأب برومية، ونظراً لفضائلهِ ونُسكهِ وعلمهِ فقد أُختيرَ لبطريركية رومية بعد انتقال ملطيانوس سلفه. وكانت تقدِّمتهُ في السنة الحادية عشرة من مُلك قسطنطين الكبير. وهو الذي قام بتعميد الملك قسطنطين. لأنَّهُ لم يكن إلى هذا الوقت قد تعمَّد لانشغاله بالحروب وهدم البرابي وبناء الكنائس.أمَّا سيرة هذا الأب فكانت مُضيئة جداً لمداومته على تعليم الشَّعب، وإزالة الشكوك من نفوسهم، وتفسير ما يَعسُر عليهم فهمهِ، ومناقشة المـُبتدعين، حتى ردَّ كثيرين منهم إلى الإيمان بالـسيد المسيح وعمَّدهُم. وقد وضع كُتباً كثيرة في معرفة اللـه وفي سر التجسد. وفي سابع سنة من رياسته كان اجتماع مجمع نيقية. وقد حرم أريوس وكل الذين يشايعونه. ولمَّا أكملَ سعيه الصالح، تنيَّح بسلام بعد أن أقام على الكرسي إحدى عشرة سنة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 73 : 28,24,23 )
أَمسَكتَ بيدي اليُمنى. وبمشورتَكَ أهديتني وبالمجد قَبِلتَني. وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعلَ على الربِّ اتكالي. لأُخبِرَ بكُلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنةِ صهيونَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 )
" الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل مِن الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويَذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أن الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحـدٍ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #97
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-15-2015, 11:05 PM
Parent: #96

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 16-5-2010

الخدمة الروحية والاجتماعية

الإنسان الروحي لا يحيا لنفسه فقط. وما أجمل المَثل الذي يقول: "ما عاش مَن عاش لنفسه فقط". ففي خدمة الآخرين لابد أن يخرج الإنسان من قوقعة نفسه ليلتقي بالغير، ويشبع الكل من محبته. ويشعُر أن رسالته في الحياة هي أن يفعل خيرًا مع كل مَن يدفعه اللَّه في طريقه. وكُلما يتسع قلبه، تتسع دائرة خدمته. فلا تقتصر على معارفه وزملائه وأصدقائه، بل تصل إلى نطاق أوسع بكثير.

** ومادام الإنسان يستطيع أن يعمل الخير نحو الغير، فعدم قيامه بذلك يُعتبر خطيئة. ولنضع أمامنا هذه القاعدة "مَن يعرف أن يعمل خيرًا ولا يفعل، فتلك خطية له".

وخدمة الآخرين في جوهرها، ما هي إلاَّ تعبير عن الحُب المختزن في القلب من نحو اللَّه والناس. فأنت إن أحببت الناس، فسوف تخدمهم بكل الوسائل المُتاحة لك والنافعة لهم.

** والخدمة المقدمة للآخرين، منها الروحية والاجتماعية أيضًا وخدمات أخرى. فمن جهة الخدمة الروحية، نذكر التعليم الروحي وقيادة الغير إلى التوبة. لأن من رد خاطئًا عن ضلال، يخلص نفسًا من الموت ويستر كثرة من الخطايا. أمَّا الخدمة الاجتماعية فهي الاهتمام باحتياجات الآخرين الذين لا يجدون كفايتهم في أمور المعيشة. ونذكر من بين هؤلاء: الفقراء والمعوزين، والأيتام والأرامل، والمرضى، وكافة المُضررين والمحتاجين. فاسأل نفسك: ما مصير الآخرين في حياتك؟

أتذكَّر أنه في إحدى المرَّات سألني طبيب جراح عمَّا يستطيع أن يعمله لأجل الآخرين. فقلت له: "على الأقل عُشر العمليات الجراحية التي تقوم بإجرائها، لتكن للفقراء والمحتاجين، بغير أجر". وهكذا يكون للَّه وللناس نصيب في علمك وعملك. وبهذا تُعبِّر عن محبتك للفقراء.

** وما أجمل ما تُقدَّمه بعض الهيئات المحلية أو العالمية من خدمات مثل جمعيات الإسعاف وهيئة إطفاء الحرائق، والهيئات الدولية للإغاثة وأمثالها التي تُقدِّم معونة في حالات الكوارث الطبيعية كالفيضانات أو السيول، أو المجاعات. ومن تلقاء ذاتها تقوم بإغاثة المحتاجين.

** إن كل شخص مُطالب أن يفعل شيئًا من أجل أخيه الإنسان، دون أن يُكلَّف بذلك من هيئة رسمية. بل إن كل شخص عليه أن يخدم غيره حسب النعمة المُعطاة له. والإنسان الخدوم، أقصد الذي فيه روح الخدمة، تجده يخدم في كل مجال: في البيت، في مكان العمل أو الدراسة، في الطريق، في النادي... مع كل أحد. إنه إنسان مُعطاء. كل مَن يقابله، لابد أن ينال من عطائه.

** وفي خدمتك للآخرين سوف تنال فوائد كثيرة لنفسك.

فكما تعطي المخدومين حُبًا من قلبك، كذلك يشبع قلبك حبًا بهذه الخدمة. فالذي يخدم الأيتام أو المرضى أو المعوقين أو الفقراء والمحتاجين عمومًا، لاشكّ أن قلبه سيمتلأ في الخدمة بمشاعر عميقة تسمو بنفسه. فإنَّ العاطفة التي يكتسبها الإنسان في حماية الآخرين من الألم والمُعاناة، هي أقوى بكثير من العواطف التي تُقدِّمها مجالات اللهو والترف. والإنسان في مجال الخدمة يكتسب كثيرًا من الخبرات الروحية، ومن علاقته باللَّه الذي يعينه في الخدمة. فلا شكّ أنك في الخدمة يعمل اللَّه معك، ويعمل فيك، ويعمل بك. وفي كل ذلك ترى عجائب من عمل اللَّه، وكيف يتدخَّل في كل الأمور المُعقدة، ويفتح لك بعض الأبواب المغلقة، أو يُقدِّم لك حلولًا للمشاكل ما كنت تُفكِّر فيها، أو يرسل لك معونات من حيث لا تدري. فتُمجِّد اللَّه في كل عملك... أمَّا الذين لا يخدمون الغير، فإنهم يحرمون أنفسهم من كل هذه الخبرات الروحية.

والخدمة أيضًا تفيدك في أنها مدرسة للصلاة. ذلك لأنك كُلَّما تخدم الآخرين، أو تعمل على حل مشاكلهم، كُلّما تشعر أن هناك أمورًا تحتاج إلى معونة إلهية، فتتدرَّب على الصلاة من أجلها. كما أنك تُصلِّي لكي يبارك اللَّه العمل الذي تعمله، ولا يتركك وحدك. وقد تُصلِّي وتطلب قائلًا: "إن هؤلاء الناس المحتاجين، يحتاجون بالأكثر أن تكون لهم علاقة بك يا رب متصلة دائمًا من أجلهم. فأعطني ذلك ليس من أجلهم فقط، وإنما أيضًا من أجل نفسي. لكي ترعاني وترعاهم، وتحفظني وتحفظهم. وليتني أكون جسرًا صالحًا يصلون به إليك".

** والخدمة تمنح الإنسان ألوانًا من المعرفة: فيعرف مشاكل الناس، ويعرف تفاصيل كثيرة عن النفس البشرية وما يدور فيها من مشاعر. ويعرف أيضًا الحلول العملية لكي ما يتعرض له الناس من مشاكل داخلية وخارجية. وإن لم يكن يعرف، فعلى الأقل سيرى كيف يتدخل المرشدون الروحيون في حل تلك المشاكل. فتزداد خبرته في الحياة.

** هناك أشخاص لا يقومون بالخدمة في ذاتها، ولكنهم يساعدون على ذلك بما يتبرعون به للخدمة. أو على الأقل يقومون بخدمة الصلاة من أجل أن يُنجح اللَّه خدمة العاملين ومن أجل أن يحل المشاكل. وقد تكون لصلواتهم استجابة أكثر نفعًا، وتكون هي الخدمة الخفية التي تقوم على أساسها الخدمة الظاهرة.

** من شروط الخدمة أن تحب الناس الذين تخدمهم، ولا يكون في نفسك ضيق أو تبرج. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). واعرف أن طُلاب الحاجات قد يلجأون أحيانًا إلى الكذب والاحتيال، أو يمتزج طلبهم بإلحاح متعب، أو بضجيج وعلو صوت. وقد يتبرم البعض بهم فيطردهم أو يقسو عليهم! أمَّا القلب المُحب الخدوم، فإنه لا يكتفي بمساعدة المحتاجين، إنما يحتمل أيضًا متاعبهم. ويشعر أنه لولا احتياجهم الشديد، ما كانوا يلجأون إلى تلك الأخطاء.

** لا تجعل خدمتك للمحتاجين تتصف بالروتين، أو مُجرَّد النشاط بدون روح. ولا تسمح للخدمة أن تفقدك وداعتك وتواضعك. ولا تسمح بشيطان المجد الباطل أن يتعبك بالمديح أو أن يرتفع قلبك بذلك. بل قل لنفسك باستمرار: "أنا ما دخلت إلى الخدمة لكي أقع في خطايا جديدة، إنما لكي أنمو روحيًا!". إنما إن نجحت في خدمتك، فلا تنسب ذلك إلى نفسك، وإنما إلى اللَّه الذي ساعدك، وإلى الآخرين الذين تعاونوا معك. وفي خدمة الفقراء ابعد عن أسلوب الأمر والنهي. وليكن لك أدب التخاطب مع الصغير كما مع الكبير. ومهما أوتيت من سُلطة في الخدمة، لا تكلم الناس من فوق، ولا تتعالَ على أحد. ولا تقل عن نفسك إنك فاعل خير، وإنما أنت خادم للخير.
+++

Post: #98
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-16-2015, 01:24 PM
Parent: #97

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 23-5-2010

ما بين الكمال والممكن

كلنا مطالبون بأن نصل إلى الكمال، أو على الأقل نسعى إلى ذلك. ولكن الكمال المطلق هو لله وحده. أما نحن فأقصى ما نصل إليه هو الكمال النسبي أو الكمال الممكن. نسبة لمقدراتنا، ونسبة لما يمنحه الله لنا من نعمة ومن قدرة. فالكمال المطلوب منا هو ما يمكننا عمله. مثال ذلك طفل صغير في بداية التعليم، يدرسونه الجمع والطرح في علم الحساب. فينجح في الامتحان ويحصل على الدرجة النهائية. فنقول إنه وصل إلى درجة الكمال في الرياضة (في الحساب)، طبقًا لمستواه. على الرغم من أن مستواه يعتبر لا شيء إذا ما قورن بالمستويات العليا في الرياضيات. ولكنه حصل على الكمال النسبي.

** نحن مثلًا نطالب بالسلام مع الناس. ولكن عمليًا حسب طاقتنا نُسالم جميع الناس. مثال ذلك زوجة لا تستطيع إطلاقًا أن تعيش في سلام مع حماتها، ليس من جهتها هى، وإنما من جهة معاملة حماتها لها. لذلك إن كانتا تعيشان معًا في بيت واحد: فبدلًا من أن يتكرر الشجار بينهما كل يوم، من الأفضل أن ينفصلًا، كل منهما في بيت. وبهذا تعيشان في سلام.

** مثال آخر من جهة التعليم والإرشاد: نلاحظ أن بعض المعلمين أو المرشدين الذين يحبون المثاليات، نراهم يطالبون الناس بما هو فوق طاقتهم من جهة الوصايا والتعاليم مما لا يستطيعون تنفيذه عمليًا فيفشلون. بينما الأمر يحتاج إلى تدرج للوصول إلى الوصية في كمالها. وهذا أيضًا نقوله للآباء والأمهات ومن يعملون في مجال التربية أو في مجال الإرشاد: أعطوا الناس الممكن الذي يقدرون عليه.

** إن الله -تبارك اسمه- في محاسبته للناس، يحاسب كل واحد منهم حسب مستواه، من جهة إمكانيات كل شخص، حسب طاقته، وحسب ظروفه، وحسب سنه وصحته. وليس الجميع في مستوى واحد ولا في إمكانيات واحدة. فإن الناس يتنوعون في مستوياتهم، حتى الروحية منها: فالشخص المبتدئ هو غير المُخْتَبِر الناضج. وكلاهما غير الإنسان الروحي صاحب المواهب التي منحه الله إياها. والناس يختلفون أيضًا من جهة السن. فما يستطيعه الشاب غير ما يقدر عليه الشيخ، غير ما يستطيعه الطفل. كذلك ما يقدر عليه القوى في صحته، غير ما يقدر عليه المريض... إن الكمال الممكن هو لكل هذه النوعيات. ولكن درجته تختلف من واحد إلى آخر، كل واحد على قدر طاقته.

هناك أشخاص يقدرون على حياة الوحدة والتأمل، وأشخاص لا يستطيعون ذلك وإنما يحاولون الوصول إلى الكمال النسبي والممكن في وسط الناس وخدمتهم. ونلاحظ أيضًا أن الناس يختلفون في نوعية نفسياتهم، وفي نوعية ذكائهم وأيضًا يختلفون ما بين البساطة والعمق وكل من هؤلاء له قدرته الخاصة التي تختلف عن غيره. وكل منهم يمكنه أن يصل إلى الكمال النسبي بدرجة يختلف فيها عن غيره. وكل منهم يحاسبه الله حسب الطاقات التي عنده. وينال بركة إذا كان أمينًا في التصرف حسب إمكانياته وحسب جهاده في الوصول إلى الكمال النسبي الذي يقدر عليه.

** نلاحظ أيضًا في التجارب التي يسمح بها الله، نرى من مراحم الله أن الناس لا يُجربون فوق ما يستطيعون. فما يقدر القوى على احتماله، هو غير ما لا يحتمله الضعيف.

كذلك مستوى الذين يعيشون وسط شعوب وثنية، أو شيوعية، أو مؤمنة بديانات أخرى، هو وغير ما يطلبه الناس من مؤمنين في عمق الإيمان. كل هؤلاء يحاسبون حسب إمكانياتهم ولا يطلب منهم إلا الكمال النسبي حسب الجو الذي يعيشون فيه.

** وفي عمل الفضائل يطلب الله من كل فرد ما يستطيع أن يصل إليه من الكمال النسبي. فمن جهة فضيلة العطاء مثلًا، عليك أن تعطى ما تستطيعه. فإن استطعت أن تعطى كل ما يكون في طاقة يدك أن تفعله، فهذا حسن جدًا. وإن استطعت أن تعطى الغير من أعوازك وأن تفضله على نفسك، فهذا أفضل. وإن لم تستطع فعلى الأقل تعطى المستوى الأدنى، سواء من العشور أو الزكاة. وإن طلب منك المحتاجون ما لا تقدر عليه، فعلى الأقل يمكنك أن حولهم إلى الهيئات الخيرة التي تعتني بأمثالهم وتعطيهم. وبهذا تكون قد أعطيت ولو بطريق غير مباشر. أما إن كنت لا تفعل هذا ولا ذاك، ولا الكمال النسبي ولا الممكن ولا العطاء غير المباشر، فلا شك أن ضميرك يكون مقصرًا يلومك ولابد أن يلومك.

** من جهة خدمة الآخرين: هناك درجة من الكمال أن يكرس الإنسان نفسه للخدمة ويعطيها كل حياته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن ليس كل إنسان يستطيع هذه الدرجة من الكمال وظروفه العائلية والمادية لا تسمح بذلك. فعلى الأقل من جهة الكمال النسبي، أن يعطى وقت فراغه لخدمة الله والناس. فإن لم يستطع، فعلى الأقل يُعطى جزءًا من وقته لخدمة الآخرين على قدر إمكانه. وإن لم يقدر، فعلى الأقل كل من يرسله الله إلى طريقه، يقوم معه بالخدمة التي يستطيعها. ويكون مستعدًا في قلبه أن يخدم كل أحد بقدر طاقته.

** من جهة الصلاة، فإن القديسين يصلون كل حين. وهذا نوع من الكمال. والذي لا يستطيع ذلك عليه أن يصلى صلوات الساعات حسب الوصية. وإن كانت إمكانياته لا تسمح بكل ذلك، فعلى الأقل يبدأ اليوم بالصلاة، ويختم يومه بالصلاة أيضًا قبل نومه. وبإمكان كل أحد أيضًا أن يرفع قلبه في كل وقت إلى الله بصلاة قصيرة ولو بكلمة أو بضع كلمات، يطلب فيها من الله البركة أو المعونة أو المغفرة وباختصار إن لم تقدر على الوضع الكامل، فلا تهمل الممكن.

كذلك من جهة معاملة المسيئين: إن لم تقدر أن تحب من يسيء إليك وتصلى من أجله، فعلى الأقل إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه... وإن لم تقدر على كل ذلك، فعلى الأقل احتمل المسيئين، ولا تنتقم لنفسك، ولا ترد الإساءة بمثلها. وصل أن يغفر الله لمن أساء إليك، ويبعد شره عنك.

** كلمة أخيرة أقولها وهى: إن سرت في الممكن وليس في الكمال، فلا تحول الممكن إلى تسيب. لا تقصر في تنفيذ وصية الله، ولا تغطِ تقصيرك بالأعذار، وبأنه لم يكن في إمكانك غير ذلك! كلا، بل ليكن لك ضمير صالح أمام الله وأمام نفسك، في صدق وتدقيق. لئلا تصل إلى تدليل النفس في هروبها من الواجب وفي استهتارها.
+++

Post: #99
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-16-2015, 03:55 PM
Parent: #98

احبائى الكرام ..

هذا اختبار الأخ السعودى عبد الفادى والذى تحول
الى المسيحية فى حلقة من حلقات برنامج " سؤال جرئ "
مع الأخ رشيد ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=TzcdkyEN4i0www.youtube.com/watch?v=TzcdkyEN4i0

والرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #100
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-16-2015, 04:44 PM
Parent: #99

أحبائى الكرام ..
اليوم يوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

وكل يوم جمعة أحب أن أذكركم بلقائنا الأسبوعى ..
مع اللقاء المباشر وعلى الهوام مباشرة ..
مع أبينا الورع .. مكارى يونان .. وبعد قليل ..
ومن خلال قناة الكرمة ..
ومن خلال هذا الرابط ..
http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #101
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-17-2015, 06:04 AM
Parent: #100

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 30-5-2010

أسباب تعب الأعصاب

يظن كثيرون أن تعب الأعصاب خاص فقط بخطية الغضب، على اعتبار أن النرفزة مشتقة من كلمة Nerve بمعنى غضب. على أن هناك أسبابًا كثيرة لتعب الأعصاب نذكر منها:

** فربما يكون سبب تعب الأعصاب مرض جسدي. فأحيانًا يحدث أن بعض العظام في الجسد تضغط على أحد الأعصاب، كما يحدث في بعض أمراض العمود الفقري، إذ يضغط العظم على الـSciatic Nerve، فيشعر المريض بألم وتعب في أعصابه.

ويحدث أيضًا أن يكون الإنسان مرهقًا جدًا من التعب، وفي حاجة إلى الراحة أو إلى النوم. وتكون أعصابه غير محتملة أي نوع من الجدل. وتكون المناقشة معه في هذه الحالة عبارة عن ضغط على أعصابه قد لا يحتمله، ويظهر أمام غيره أنه ضيق الصدر! لذلك نصيحتي لكل زوجة أنها لا تضغط على زوجها في مناقشة وهو مُرهق، وأيضًا لا تلح عليه وهو قي مثل هذه الحالة. فإن تعبت أعصابه من الجدل أو الإلحاح، وثار عليها أو انتهرها أو رفض الحديث معها، فلا تتهمه بشدة أو جفاء. إنما تلوم نفسها لأنها كلمته في وقت غير مناسب وهو مُرهق عصبيًا.

إن اللَّه تبارك اسمه يعرف مضار الإرهاق وحاجة الجسد إلى راحة، ولذلك منحنا يوم راحة في الأسبوع.

** كذلك مِمَّا يُتعب الأعصاب أكل لحوم لا يزال فيها شيء من الدم. فالذي يأكل لحمًا بدمه، تكون أعصابه أكثر إثارة. صدقوني حتى الوحوش أيضًا من آكلة اللحوم، يحرص المشرفون عليها في حديقة الحيوان أن يُقدِّموا لها لحومًا مسلوقة ليأكلوها. فإن أكلوا لحمًا بدمه، من السهل أن يزدادوا وحشية.

هناك أيضًا ألوان لها علاقة بالأعصاب، كاللون الأحمر مثلًا. أمَّا اللون الأخضر فهو مهدئ للأعصاب. لذلك تحرص بعض الدول على أن تكون المناطق السكنية مُحاطة بمساحات خضراء green area بالإضافة إلى فوائدها الأخرى.

نلاحظ أيضًا أن الموسيقي على أنواع: منها ما هو مهدئي وما هو مسيء. وقد كان الموسيقي الشهير بيتهوفن Beethoven يستطيع أن يعزف لحنًا يجعل السامع يُثار وآخر يهدئه. وهكذا يتلاعب بمشاعره كما يشاء. ومن المعروف أن موسيقى الجيش تلهب المشاعر وتثير العواطف، وتوقظ الأعصاب وتشدها... فاختر لنفسك لونًا من الموسيقى يشيع الهدوء في نفسك. كذلك يمكننا أن نقول أن نوع الطباع له تأثير على الأعصاب: فعُلماء النفس يقسمون الطباع إلى أنواع: الناري، والهوائي، والترابي، والمائي. فالنوع الناري هو أكثرها ثورة وجرأة وانفعالًا، وأقربها إلى الإثارة والاستثارة. وليس هذا الأمر خاص بالأفراد فقط، إنما حتى بالشعوب. فيُقال إن الشعب الفلان الفلاني بارد بطبعه. حتى في فكاهاته، تكون فكاهاته باردة أيضًا! ويقولون عن شعب آخر أنه (زربون) أي يثور بسرعة. لذلك بحسب نوعية الطبع تكون الأعصاب في تعبها وراحتها.

** مِمَّا يؤثِّر على تعب الأعصاب أيضًا أخطاء الآخرين التي قد تثير الأعصاب أو تتعبها. ومنها الكلام المُتعب، وهو على أنواع: فيه إطالة الكلام بدون داع، بطريقة مُملَّة تتعب الأعصاب. أو التكرار مما لا يحتمله الذهن أو كثرة المقدمات دون الدخول في الموضوع إلا بعد إرهاق السامع. أو شرح الشيء المفهوم والواضح. كما لو كان المُتكلِّم يتهم السامع بضيق الفكر.

وليس كل إنسانًا سهلًا في مناقشاته. فهناك نوع من النقاش مثير للأعصاب. منه المغالطة في الكلام (المقاومة). وإصرار المُتكلِّم على ترجيح رأيه مهما كان مخطئًا! وهنا يدخل في لون من المغالطة غير المقبولة. وقد يمتزج في الجدل بالكذب واختلاق الأسباب.

ومن أسباب تعب الأعصاب الإهانة التي تصدر من الآخرين، وبخاصة إذا كانت ضد إنسان مُتمسِّك بكرامته. ويدخل في موضوع الإهانة الاتهام الظالم والكلام الموجع. وقد تكون الإهانة على شكل نوع من المزاح الثقيل، الذي يخرج عن حدود المزاح إلى لون من الاستهزاء أو التحقير أو الاستهانة بكرامة السامع. ورُبَّما تكون الإهانة بغير كلام، بالحركات أو الإشارة أو الملامح.

** ومِمَّا يثير الأعصاب أيضًا الإحراج. وقد يكون ذلك بتقديم سؤال صعب الإجابة، أو بمحاولة جر السامع إلى موضوع لا يريد الحديث فيه، أو يحرجه الخوض فيه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد يكون الإحراج بكشف أسراره أو أخباره. ويزداد الإحراج في أتعاب الأعصاب، إن كان مقصودًا، أو أمام مجموعة معينة يجرحه الإحراج أمامها.

ومن أسباب تعب الأعصاب العناد. سواء بمخالفة أمر، أو باستمرار العصيان. أو إن وصل الأمر إلى جو من التمرد والعناد المقصود، أو التحدي والاستهانة.

** ومما يتعب الأعصاب جو النكد، وبخاصة لو ازداد أو استمر. ويشبه الشخص النِّكَدي إلى حد ما الشخص الكِشَري الذي لا تستريح الأعصاب إلى مجرد رؤية ملامحه.

** وتتعب الأعصاب أيضًا كثرة الأحزان والضيقات. وأيضًا معاملة الاضطهاد من الغير، وبخاصة لو كان مقصودًا أو مستمرًا. وهكذا تتعب الأعصاب عمومًا: الضغوط الخارجية التي ضد ضمير الإنسان أو حريته، أو ضد إمكانياته في التنفيذ. ومنها الإلحاح فهو يتعب الأعصاب باعتباره لونًا آخر من الضغوط.

ومما يتعب الأعصاب أيضًا التسلط، سواء في محيط الأسرة أو العمل. فالزوجة مثلًا تتعب أعصابها من الزوج المتسلط الذي يحد حريتها ويقيدها. كذلك يتعب الأعصاب التعامل مع رئيس متسلط، لا يعط حرية للحركة. ويريد أن يكون كل شيء بأذن وبتصريح منه.

** نذكر أيضًا في تعب الأعصاب: متاعب الأذكياء. فللأذكياء مستوى مرتفع في العقل والتصرف. قد يتعب أعصابهم الاصطدام بمستوى أقل منهم بكثير. كأن يتعاملون مع شخص بطئ الفهم، أو عديم الفهم، أو سيئ التصرف فإن أخطأ في الفهم أو في التنفيذ، نرى بعضًا من الأذكياء يكثرون الانتهار لمساعديهم أو العاملين تحت قيادتهم... وهؤلاء أيضًا تتعب أعصابهم من أوامر الأذكياء ومن ردود فعلهم. نلاحظ أيضًا أن الشخص الذي يتعب عصبيًا قد ينقل تعبه إلى غيره بالعدوى. كما أن معاشرة الهادئين قد تنقل هدوئهم إلى معاشريهم.
+++

Post: #102
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-17-2015, 06:35 PM
Parent: #101

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 6-6-2010

شِبْه الشر

في مفهوم الناس إن أي تصرُّف أو أي عمل: إمَّا أن يكون خيرًا، أو أن يكون شرًا. ولكن أن يكون شبه شرّ، فربما لا يكون هذا المفهوم وعملنا الآن هو أن نشرح هذا الأمر.

** هناك أمور قد لا تكون شرًا في ذاتها، ولكنها لا تليق، فهي شبه شر. مثال ذلك إنسان يمضغ لبانًا وسط الناس أو في اجتماع. ليس هذا شر في ذاته ولكن لأنه أمر غير لائق يُعتبر شبه شر، أو شخص يغنى كما يشاء ويرفع صوته في الطريق.

** هناك أمور أخرى ليست شرًا في ذاتها، ولكنها إذا تحولت إلى عادة تتسلط على إرادة الإنسان حينئذ تُصبح شرًا. لأن كل ما يُفقد الإنسان حرية إرادته هو شر بلا شك. وهكذا تكون المرحلة المتوسطة قبل تكوين العادة المسيطرة هي شِبه شر. لذلك عليك أن تبتعد عن كل شيء يتحول عندك فيما بعد إلى عادة مسيطرة. في حالة الوصول إلى العادة المسيطرة يكون الأمر شرًا واضحًا. أمَّا في مرحلة الوصول إلى ذلك يكون الأمر هو شبه شر.

** عليك أيضًا أن تبتعد عن كل ما يُسبِّب ضررًا لغيرك، حتى لو لم تكن تقصد إطلاقًا هذا الضرر ولا يخطر لك على بال. مثال ذلك ما يحدث من البعض في زيارتهم للمرضى. وقد يكون مريض في مستشفى وفي حالة تعب، والكلام معه يتعبه ويجهده. ويزوره أحد معارفه أو أصدقائه ويتكلَّم معه كثيرًا وهو لا يدرى أن الكلام يتعبه. ويكون ذلك شبه شر. فإن أتعب المريض فعلًا أو أضره يتحوَّل الأمر إلى شر... أو مريض آخر في مستشفى يحتاج في مرضه إلى كمية من الأوكسجين. ورُبَّما يُركِّبون له في حجرته أجهزة الأوكسجين. ويزدحم مُحبِّوه في غرفته بالمستشفى. وطبعًا يتنفسون ويأخذون كمية من الأوكسجين، ويتركون له كمية من ثاني أكسيد الكربون. وبهذا يضرونه وهم لا يعلمون ولا يقصدون. ويضطر الطبيب أن يخرجهم من حجرة المريض وهم واقعون في شبه شر.

مثال آخر لشِبه الشرَّ، هو إنسان كثير الإلحاح. والإلحاح في ذاته ليس شرًا إن كان في حدود المعقول. ولكن قد يزداد الإلحاح إلى درجة تُتعب الأعصاب. فيضطر السامع أن يقول: كفى أرجوك. لقد عرفت ما تطلب أو ما تقصد. فينصرف بعد أن يكون قد وقع في شِبه شر... ومثل الإلحاح كثرة الشروحات أو تكرار الكلام، التي تكون بدرجة مُملَّة أو مزعجة. وبخاصة في موضوعات لا تحتاج إلى الشرح الكثير والتكرار الكثير. ويزداد الأمر إن كان السامع شديد الذكاء ويدرك ما يُقال له من أوَّل جملة. ويكون التكرار والشروحات ضغط على أعصابه. إن الشرح في ذاته ليس شرًا ولكنه قد يتحوَّل إلى شبه شر.

** مثال آخر هو زيارة صديق عزيز لك على غير موعد. بسبب الدالة والمحبة جاء إلى زيارتك، ولكن في وقت لا يعرف فيه هل هو مناسب أم لا؟ وهل تستطيع أن تتفرَّغ له أمْ لديك ما يشغلك؟ ويجلس، وتطول الجلسة. وأنت مُتضايق وبسبب المحبة لا تستطيع أن تظهر ضيقك. ويبدو أنه لم يضع حدًا لنهاية زيارته! لا شك أن مثل هذه الزيارة للصديق العزيز قد دخلت في شبه شر. وإن طالت جدًا وأتعبتك وأضاعت وقتك تتحوَّل إلى شر. وبالمِثل المكالمات التليفونية، بغير موعد وبغير وقت محدد. وقد يكون إنسان مع ضيوف له في بيته أو في مكتبه، يتحدَّثون معه في أمور هامة جدًا. ثم يرن جرس التليفون، ويظل المُتكلِّم يتحدَّث في موضوعات طويلة، وهو لا يعبأ بالاجتماع وما يدور فيه، أو لا يعرف. ولا يسأل هل صاحب التليفون مشغول أو غير مشغول. من أجل هذا يضطر البعض إلى اتخاذ إجراءات لمنع الاتصال التليفوني في أوقات مُعيَّنة. هناك أمور رُبَّما لا تدركها، ولا تعرف هل تضر أو تضايق الطرف الآخر، ولكنها أمور تحتاج إلى حساسية وإلى ذكاء كي تدرك. وإلاَّ فإنك تدخل في شبه شر، أو تصبح غير مقبول في معاملاتك هذه مع الآخرين.

** معروف أن عدم دفع الأجور لمستحقيها هو شر في ذاته. ولكن يدخل في شبه الشر أيضًا، تأخير دفع الأجور. ذلك لأن البعض لا يُبالي ويقول: أدفع للعامل أجرته باكر أو بعد باكر أو فما بعد. دون أن يدري احتياج هذا العامل إلى أجرته وبسرعة، إن مثل هذا التأخير هو شِبه شر... وبنفس المنطق تأثير دفع المساعدة لفقير. فلا يجوز أن تقول للمحتاج اذهب الآن وتعال غدًا فأعطيك. بينما يكون ما يحتاجه موجودًا عنده. فهذا أيضًا شِبه شر.

ويدخل في شِبه الشرِّ أيضًا التَّشدُّد في الثمن في البيع والشراء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد يكون في هذا ضرر للبائع أو المُشتري يحتمله مضطرًا. ولا يظن المُتشدِّد في الثمن أنه قد ارتكب شرًّا. لأن الصفقة تمَّت بموافقة الطرف الآخر (المُضطر). ولا شك أن هذا التَّشدُّد شِبه شر. فإن كان يحدث ضررًا واضحًا يكون شرًا كاملًا.

وبالمِثل الطبيب الذي يفرض مبلغًا ضخمًا لإجراء عملية. وأيضًا كل صاحب مهنة، محاميًا أو محاسبًا أو مُدرِّسًا، ومن شابه ذلك، بنفس التشدُّد في فرض أجرة عملية. وقد يدَّعي صاحب هذه المهنة أنه لم يرغم الذي يدفع له على التعامل معه. بينما يكون ذلك مضطرًا، إذ كان يثق بكفاءة صاحب هذه المهنة.

** ومن الأشياء التي تدخل في شِبه الشر، الوقت الضائع بلا سبب جوهري. وقد يقول الشخص أنا لم أعمل في هذا الوقت أي شيء خاطئ! فنقول له وأيضًا لم تعمل فيه أي شيء نافع هو شِبه شرّ.

هناك نوع آخر من شِبه الشرِّ، هو وقوف النمو في عمل الخير. فالمفروض الإنسان الروحي الذي يسعى إلى الكمال، أن ينمو باستمرار. وإن توقَّف نموه يكون هذا شِبه شرّ.

ومن ضمن الأشياء التي تدخل في شِبه الشرِّ، أمور ليست شرًا في ذاتها، ولكنها تنتهي إلى شر... مثال ذلك علاقة تبدو بريئة في ذاتها. ولكنها بالوقت والاستمرار تنتهي بخطيئة. لذلك يحتاج الأمر إلى حكمة وتمييز للمواقف وما تنتهي إليه الأمور على المدى الزمني. ومن شِبه الشرّ أيضًا المواقف السلبية التي لم يفعل الإنسان خيرًا ولا شرًا. ولكنه كان ينبغي أن يأخذ موقفًا إيجابيًا في الخير.
+++

Post: #103
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-18-2015, 01:04 AM
Parent: #102

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 13-6-2010


ردود الفعل

إن كان ما يزرعه الإنسان إياه يحصد‏,‏ فإن هذا ينطبق أيضا علي كل تصرفات أي شخص‏,‏ بل علي كل كلمة يقولها‏,‏ ورد الفعل قد يكون خيرا أو شرا حسب موقعه‏..‏ وهكذا في العلاقات البشرية‏: نري أن المحبة تلد محبة, والعداوة قد تلد عداوة, واللطف يلد لطفا, بل إن ابتسامة في وجه طفل, تطبع ابتسامة أخري علي شفتيه.

† والأدب والاحترام في معاملة الناس, من ردود فعله أدب واحترام للجهتين, أتذكر زميلًا لنا في الدراسة, كان لا يكلم أحدًا إلا باحترام شديد, وكانت النتيجة أن الكل يقابلونه بالمثل, وإن خرج أحد منهم عن اللائق, كان هذا الزميل يتصرف بأسلوب رصين ورزين.. وبهذا يجبر ذلك الآخر علي تعديل سلوكه.

أتذكر أيضا ناظر مدرسة كان يعامل المدرسين بجفاء, بأسلوب قانوني بحت, فكان رد الفعل هو كراهية جميع المدرسين له, وقد سألني مرة: لماذا يكرهني المدرسون؟.. هل أنا خرجت عن القانون في معاملة أحد منهم؟! فأجبته: مشكلتك أنك تعاملهم بالقانون وليس بالمحبة, بينما الناس لا يلجأون إلي القانون إلا إذا زالت المحبة من بينهم, ويقول المثل: إذا تراضي الخصمان استراح القاضي.

حتى الحزم يولد الانضباط.. بينما التسيب يولِّد الفوضى, ولكن القسوة في الحزم تولد الكراهية أو النفور, لذلك ينبغي أن يكون الإنسان حكيما في حزمه, لا يتطرف فيه إلي القسوة أو الشدة الزائدة علي الحد, وأتذكر أنني قلت في تأبين أستاذنا الروحي حبيب جرجس سنة 1951:

يا قويا ليس في طبعه عنف

يا حكيما أدب الناس وفي

لك أسلوب نزيه طاهر

ووديعا ليس في ذاته ضعف

زجره حب وفي صوته عطف

ولسان أبيض الألفاظ عف

† لذلك ينبغي علي الإنسان في كل كلمة يقولها, أو يفكر في ردود فعلها, أن يتحاشى الألفاظ القاسية, وعبارات التهديد وعبارات التهكم, وبالذات في معاملة الأطفال, يجب أن تكون صادقا فيما تقوله, وأن تفي بكل وعد تعده, ولا تهز المثاليات التي في ذهن الطفل بأخطائك في الكلام, بل في حياتك الخاصة حاول أن تنتقي ألفاظا وتزنها بميزان دقيق.

† وكن رقيقًا, فالرقة لها رد فعل عميق فيمن يتعامل معها, أحيانا يكون الرجل رقيقًا جدًا في معاملته لخطيبته, فإذا ما تزوجًا, يظن -للأسف الشديد- أن الرقة هي لون من الكُلفة, بينما قد زالت الكُلفة بينهما بالزواج! وهذا خطأ شديد, إذن احتفظ باحترامك لزوجتك, واستخدم الرقة واللطف في معاملتها, بل الاحترام أيضًا, وسيكون رد الفعل لذلك طيبًا جدًا في نفسيتها. أتذكر مرة وأنا أسقف للتعليم, أن زارني أستاذ من جامعة كمبردج ومعه زوجته, فكان يجعلها تتقدمه باستمرار, وكان يتحدث عنها باحترام, ولا يذكر اسمها مجردًا, وإنما معه لقبها, وكانت هي تحترمه بالمثل.

وأعرف شخصًا كان يتخاطب مع أبنائه أيضًا باحترام, ولا يستخدم مع أي واحد منهم كلمة جارحة مهما حدث, وكان أطفاله يحبونه, إذ إنه كان يشعر كل منهم بقيمة شخصيته وبتوقيره لمواهبهم.

كذلك بالنسبة لرئيس أي عمل في معاملته لمرءوسيه, يمكنه أن يوجههم ويشرح لهم أخطاءهم, ولكن بأسلوب غير مهين, فكل إنسان له مشاعره التي لا يقبل أن تهان.

† لذلك ادرس نفسيات الناس وعاملهم بما يناسبهم، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فالزوجة أحيانا تطلب من زوجها طلبًا, وتظل تلح عليه إلحاحًا, وتكرر الإلحاح حتى يسبب له ذلك شيئًا من التبرم والضجر, وربما لا يحتمل المزيد من الانفعال, فيرفض ويرد بكلمة شديدة, فإذا عرفت أن هذا هو رد الفعل عند زوجك, احترسي إذن من الضغط علي أعصابه بإلحاح, ويمكن أن تعيدي الطلب في مناسبة أخري, يكون فيها الزوج أكثر هدوءًا وأكثر استجابة.

والكلام نفسه يقال عن مناقشة في وقت يكون فيه الشخص مشغولًا ومرهقًا أو غير متفرغ للجدل, ويكون رد الفعل عنده هو عدم القبول أو الغضب ممن يجادله.

† وعلي كل شخص أن يحسب ردود فعل إغاظته لغيره, وقد تكون الإغاظة بكلمات مهينة, أو ببرود مثير, أو برفض ليست له مبررات, أو بتهكم لاذع, أو بغير ذلك. والكتاب يقول: لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا.

† وأذكر أيضا بعض الشيء عن العطاء وردود فعله: لاشك في أن العطاء وردود فعله المحبة, وربما الدعاء أيضا, بما في ذلك العطاء المعنوي: كابتسامة حب, أو كلمة تشجيع, أو كلمة مواساة, أو كلمة نصيحة أو بركة.. كل ذلك له تأثيره وردود فعله.

بينما البخل وعدم العطاء, قد تكون من نتائجه أضرار كثيرة.

† يتحدث البعض عن الفتيات الجانحات, وكثيرا ما تلام الفتاة التي تفسد أخلاقها, وتستجيب لإغراء أحد الشبان وتخطئ معه, أو تهرب من بيتها, أو ترتد عن دينها.. وقد يكون ما تفعله هذه الفتاة هو رد فعل للمعاملة الصعبة التي تلاقيها في منزل الأسرة, حيث لا تجد حنانا ولا حبا, والقسوة في المعاملة, أو الانتهار أو الكلام الجارح, فتلجأ إلي طلب الحنان من خارج البيت, وإن وجدت ذلك الحنان تسلم له ذاتها وتسقط.

يشبه هذا الأمر إلي حد ما عدم اهتمامنا بالفقراء وسد احتياجاتهم, بل أكثر من ذلك سوء معاملة من يحتاجون إلي العون المادي, واتهام بعضهم بالكذب والاحتيال.. فيضطر بعضهم -ردود الفعل- أن ينحرف في الحصول علي المعونة.

† آخر نقطة هي إهمال الإنسان نفسه روحيًا, وقد يقضي فترة طويلة بعيدا عن الصلاة والتأمل وقراءة الكتب الروحية دون أن يفتقدهم الخدام في بيت الله, فيظل هكذا إلي أن يتفقده الشيطان فيجده فريسة سهلة بلا مقاومة.
+++

Post: #104
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-19-2015, 00:02 AM
Parent: #103

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد )
برمون عيد الغطاس المجيد
18 يناير 2015
10 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 42 : 2 ، 11 )
عطشت نفسي إلى الله الحى، توكلى على الله فإنى أعترف له، خلاص وجهى هو بإلهى. هليلويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 12 ـ 22 )
ولما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل. وترك الناصرة واتى فسكن في كفرناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون ونفتاليم. لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل. ارض زبولون وارض نفتاليم طريق البحر عبر الاردن جليل الامم.الشعب الجالس في ظلمة ابصر نورا عظيما والجالسون في كورة الموت وظلاله اشرق عليهم نور. من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات. واذ كان يسوع ماشيا عند بحر الجليل ابصر اخوين سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين. فقال لهما هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس. فللوقت تركا الشباك وتبعاه.ثم اجتاز من هناك فراى اخوين اخرين يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه في السفينة مع زبدي ابيهما يصلحان شباكهما فدعاهما. فللوقت تركا السفينة واباهما وتبعاه
(والمجد لله دائماً)

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 42 : 7 ، 8 )
العمق نادى العمق، بصوت ميازيبك، من عندى صلاة، لإله حياتى. هليلويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 3 : 22 ـ 29 )
وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه الى ارض اليهودية ومكث معهم هناك وكان يعمد. وكان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم لانه كان هناك مياه كثيرة وكانوا ياتون ويعتمدون. لانه لم يكن يوحنا قد القي بعد في السجن. وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير. فجاءوا الى يوحنا وقالوا له يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الاردن الذي انت قد شهدت له هو يعمد والجميع ياتون اليه. اجاب يوحنا وقال لا يقدر انسان ان ياخذ شيئا ان لم يكن قد اعطي من السماء. انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت لست انا المسيح بل اني مرسل امامه.من له العروس فهو العريس واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل.
(والمجد لله دائماً)

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 1 : 1 ـ 17)
بولس المدعو رسولا ليسوع المسيح بمشيئة الله وسوستانيس الاخ.الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان لهم ولنا. نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح. اشكر الهي في كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح. انكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة وكل علم.كما ثبتت فيكم شهادة المسيح. حتى انكم لستم ناقصين في موهبة ما وانتم متوقعون استعلان ربنا يسوع المسيح. الذي سيثبتكم ايضا الى النهاية بلا لوم في يوم ربنا يسوع المسيح. امين هو الله الذي به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا. ولكنني اطلب اليكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تقولوا جميعكم قولا واحدا ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد وراي واحد. لاني اخبرت عنكم يا اخوتي من اهل خلوي ان بينكم خصومات. فانا اعني هذا ان كل واحد منكم يقول انا لبولس وانا لابلوس وانا لصفا وانا للمسيح. هل انقسم المسيح العل بولس صلب لاجلكم ام باسم بولس اعتمدتم. اشكر الله اني لم اعمد احدا منكم الا كريسبس وغايس. حتى لا يقول احد اني عمدت باسمي.وعمدت ايضا بيت استفانوس عدا ذلك لست اعلم هل عمدت احدا اخر. لان المسيح لم يرسلني لاعمد بل لابشر لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
( 1 : 12 ـ 19)
لذلك لا اهمل ان اذكركم دائما بهذه الامور وان كنتم عالمين ومثبتين في الحق الحاضر. ولكني احسبه حقا ما دمت في هذا المسكن ان انهضكم بالتذكرة عالما ان خلع مسكني قريب كما اعلن لي ربنا يسوع المسيح ايضا. فاجتهد ايضا ان تكونوا بعد خروجي تتذكرون كل حين بهذه الامور. لاننا لم نتبع خرافات مصنعة اذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معاينين عظمته.لانه اخذ من الله الاب كرامة ومجدا اذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى هذا هو ابني الحبيب الذي انا سررت به. و نحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء اذ كنا معه في الجبل المقدس. وعندنا الكلمة النبوية وهي اثبت التي تفعلون حسنا ان انتبهتم اليها كما الى سراج منير في موضع مظلم الى ان ينفجر النهار و يطلع كوكب الصبح في قلوبكم.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأنَّ العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 16 : 25 ـ 34 )
ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما. فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت اساسات السجن فانفتحت في الحال الابواب كلها وانفكت قيود الجميع. ولما استيقظ حافظ السجن وراى ابواب السجن مفتوحة استل سيفه وكان مزمعا ان يقتل نفسه ظانا ان المسجونين قد هربوا. فنادى بولس بصوت عظيم قائلا لا تفعل بنفسك شيئا رديا لان جميعنا ههنا. فطلب ضوءا واندفع الى داخل وخر لبولس وسيلا وهو مرتعد. ثم اخرجهما وقال يا سيدي ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص.فقالا امن بالرب يسوع المسيح فتخلص انت واهل بيتك. وكلماه وجميع من في بيته بكلمة الرب. فاخذهما في تلك الساعة من الليل وغسلهما من الجراحات واعتمد في الحال هو و الذين له اجمعون. ولما اصعدهما الى بيته قدم لهما مائدة وتهلل مع جميع بيته اذ كان قد امن بالله.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم العاشر من شهر طوبه المبارك
برمون عيد الغطاس المجيد
فى هذا اليوم تقلدت جميع الكنائس المسيحية ، عن الآباء القديسين معلمى الكنيسة، أن تصوم إلى الغروب وأن لا تأكل إلا ما جرت العادة أن يؤكل فى الأربعين المقدسة . وذلك لأن الرسل القديسين رسموا أن يأكل المؤمنون فى يومى الأربعاء والجمعة إذا إتفق فيهما عيد الميلاد أو الغطاس سائر الأطعمة المحلل أكلها فى أيام الخمسين، لأنهما عيدان للرب. فلئلا يظن بنا أننا نهمون منهمكون فى لذات العالم الزائلة ، رسم لنا أن نتقدم هذين اليومين بالصوم فى يومين عوضا عنهما لتكمل لنا الغايتان ، غاية الصوم وغاية العيد . والعادة الجارية فى كنيستنا القبطية ، أنه متى إتفق يوم البرمون فى يوم السبت أو يوم الأحد ، فإنهم يصومون يوم الجمعة الذى قبله ، ثم يصلون على الماء قبل نصف الليل . ويغطسون ، ويباركون من شاء . والسبب فى إتمام ذلك قبل نصف الليل ، هو خوفا من أن يفطر الأطفال بالماء ، ولكى يقدسوا ويخرجوا باكرا كما رسم لهم.نسأل السيد المسيح أن يطهرنا من نجاساتنا ويغفر لنا زلاتنا . ويجعلنا أهلا لإظهار مجد لاهوته فى قلوبنا وأعمالنا ، كما أظهره على نهر الأردن . له المجد مع أبيه الصالح وروح قدسه . الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين . آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 45 : 2)
بهىٌ فى حسنه، أفضل من بنى البشر، إنسكبت النعمة من شفتيك لذلك باركك الله إلى الدهر. هليلويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 3 : 1 ـ 18 )
وفي السنة الخامسة عشر من سلطنة طيباريوس قيصر اذ كان بيلاطس البنطي واليا على اليهودية وهيرودس رئيس ربع على الجليل و فيلبس اخوه رئيس ربع على ايطورية وكورة تراخونيتس وليسانيوس رئيس ربع على الابلية. في ايام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية. فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالاردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. كما هو مكتوب في سفر اقوال اشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. كل واد يمتلئ وكل جبل واكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة. ويبصر كل بشر خلاص الله. وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي. فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة ولا تبتدئوا تقولون في انفسكم لنا ابراهيم ابا لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم. والان قد وضعت الفاس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. وساله الجموع قائلين فماذا نفعل. فاجاب وقال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا. وجاء عشارون ايضا ليعتمدوا فقالوا له يا معلم ماذا نفعل. فقال لهم لا تستوفوا اكثر مما فرض لكم. وساله جنديون ايضا قائلين وماذا نفعل نحن فقال لهم لا تظلموا احدا ولا تشوا باحد واكتفوا بعلائفكم. واذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح. اجاب يوحنا الجميع قائلا انا اعمدكم بماء ولكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح الى مخزنه واما التبن فيحرقه بنار لا تطفا. وباشياء اخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #105
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-19-2015, 04:42 PM
Parent: #104

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين )
عيد الغطاس المجيد
19 يناير 2015
11 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 42 : 6 ، 11 )
لذلكَ أَذكُرُكَ ياربُّ في أرضِ الأُردنِّ. تَوكَّلِي على اللهِ فإنِّي أعترِفُ لهُ. خلاصُ وَجهي هو إلهي. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 3 : 1 ـ 12 )
وفي تلكَ الأيَّام جاء يُوحنَّا المَعمَدانُ يَكرزُ في برِّيَّة اليهُوديَّةِ قائلاً: " توبُوا، لأنَّهُ قد اقتربَ مَلكوتُ السَّمواتِ. فإنَّ هذا هو الذي قِيلَ عنه في إشعياء النَّبيِّ: صوتُ صارخٍ في البرِّيَّةِ، أعِدُّوا طريقَ الرَّبِّ سهِّلوا سُبُلَهُ وكان لبُاسُ يوحنَّا من وبَرِ الإبل، وعلى حَقوَيهِ مِنْطَقَةٌ من جلدٍ. وكان طعامُهُ جَراداً وعسلاً برِّيَّاً. حينئذٍ خرج إليه أهلُ أُورشليمَ وكلُّ اليهوديَّةِ وجـمـيعُ كـورة الأردنِّ. وكـانـوا يَعـتمِدونَ منـه في نـهر الأردنِّ، مُـعـترِفِينَ بخطاياهُم. فلمَّا رأى كثيرين من الفرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّينَ يأتُونَ إلى مَعمُوديَّتهِ، قال لهم: " يا أولادَ الأفَاعي، مَن دلَّكُم على الهربِ من الغضبِ الآتي؟ فاصنعوا الآن أثماراً تَليقُ بالتَّوبةِ. ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكُم: لنا إبراهيم أباً. لأنِّي أقول لكُم إنَّ الله قادرٌ أن يُقيمَ من هذه الحجارةِ أولاداً لإبراهيمَ. هوَذا الفأسُ قد وُضِعَت على أصل الشَّجَر، فكُلُّ شجرةٍ لا تُثمِر ثمراً جيِّداً تُقطَعُ وتُلقَى في النَّار ". أنا أُعَمِّدُكُم بماء للتَّوبةِ، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى منِّي، الذي لستُ أَهْلاً أن أحمِلَ حذاءَهُ. هو سيُعَمِّدُكُم بالرُّوح القُدُس ونارٍ. الذي رَفْشُهُ في يدهِ، وسيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، ويَجمعُ قمحهُ إلى المخزن، وأمَّا التِّبنُ فيُحْرِقُهُ بنارٍ لا تُطفأُ ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 29 : 3 ، 4 )
صوتُ الرَّبِّ على المياهِ، إلهُ المَجدِ أَرْعَدَ. الرَّبُّ على المياهِ الكثيرةِ. صوتُ الرَّبِّ بقوةٍ، صوتُ الرَّبِّ بجلالٍ عظيمٍ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 1 : 1 ـ 11 )
بَدْءُ إنجيل يسوع المسيح ابن الله: كما هو مكتوبٌ في إشعياء النَّبيِّ: " هأنذا أُرسِل ملاكي أمام وجهك، الذي يُهيِّئ طريقك قُدَّامك. صوت صارخ في البريَّة: أعِدُّوا طريق الربِّ، وسهِّلوا سُبله ". وكان يوحنَّا يُعمِّد في البريَّة ويكرِز بمعموديَّة التَّوبة لمغفرة الخطايا. وكان يخرج إليه جميع أهل كورة اليهوديَّة وكل أهل أُورشليم ويعتمدون منه في نَهر الأردُنَّ، مُعترفين بخطاياهُم. وكان يوحنَّا يلبَس وَبَر الإبِل، ومِنطقةً مِن جلدٍ على حَقوَيهِ، وكان يأكُل جراداً وعسَلاً برِّيّاً. وكان يكرز قائلاً: " يأتي بعدي من هو أقوى منِّي الذي لست أهلاً أن أنحني وأحلَّ سيور حذائه. أنا عمَّدتكم بماء وأما هو فسيُعمِّدكم بالرُّوح القدس ". وفي تلك الأيَّام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنَّا في نهر الأردن. وللوقت وهو صاعِدٌ من الماء رأى السَّموات قد انشقَّت، والرُّوح مِثلَ حمامةٍ نازِلاً واستقر عليه. وكان صوتٌ مِن السَّمَوات: " أنتَ ابني الحبيب الذي به سُرِرتُ ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى تلميذه تيطس
( 2 : 11 ـ 3 : 1 ـ 7 )
لأنَّهُ قد ظهرت نِعمةُ اللهِ مُخلِّصنَا لجميع النَّاس، مُعَلِّمةً إيَّانَا أن نُنكرَ النفاقَ والشَّهواتِ العَالمِيَّةَ، لنَعيشَ بالتَّعَقُّل والبرِّ والتَّقوَى في العالم الحاضر، مُنتظرينَ الرَّجاءَ المغبوطَ وظُهور مجدِ اللهِ العظيم ويسوعَ المسيح مُخلِّصنَا، هذا الذي بَذلَ نَفسهُ لأجلنا، لكي يفدينا من كُلِّ إثمٍ، ويُطهِّرنا لنفسهِ شعباً خاصَّاً غيُوراً في أعمال حسنةٍ. تكلَّم بهذه، وعِظْ، ووبِّخ بكُلِّ سُلطانٍ. ولا تُرخِّصَ لأحدٍ أن يستهينَ بكَ.
ذكِّرهُم أن يخضعوا للرؤساء والسَّلاطين، ويُطيعوا، ويَكونوا مُستعدِّينَ لكُلِّ عمل صالح، ولا يَطعنُوا في أحدٍ، ويكونوا غيرَ مُخاصِمينَ، ويكونوا لطفاءَ، مُظهرينَ كُلَّ وداعةٍ لجميع النَّاس. لأنَّنا كُنَّا نحنُ أيضاً قبلاً أغبياء، غير طائعينَ، ضالِّينَ، مُستعبَدينَ لشهواتٍ ولذَّاتٍ مُختلفةٍ، سالكينَ في الشَّرِّ والحَسدِ، مَمقُوتينَ، مُبغِضِينَ بعضُنا بعضاً. فلمَّا ظهرَ لُطفُ مُخلِّصنَا اللهِ ومحبَّتهُ للبشر ـ لا بأعمالنا في برٍّ عملناها نحنُ، بل برحمتهِ ـ خلَّصنَا بِغُسلِ الميلادِ الثَّاني وتجديدِ الرُّوح القُدُس، الذي أفاضهُ علينا بغنى بيسوع المسيح مُخلِّصنَا. لكي نتبرَّر بنعمة ذاكَ، ونَصيرُ ورثةً حسبَ رجاءِ الحياةِ الأبديَّةِ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 5 : 5 ـ 20 )
مَن هو الذي يَغلبُ العالمَ، إلاَّ الذي يُؤمنُ أنَّ يسوعَ هو ابنُ اللهِ؟ هذا الذي جاءَ بالماءِ والدَّم والرُّوح، يسوعُ المسيحُ. لا بالماءِ فقط، بل بالماءِ والدَّم. والرُّوحُ هو الذي يشهدُ، لأنَّ الرُّوحَ هو الحقُّ. فإنَّ الذينَ يشهدونَ هُم ثلاثةٌ: الرُّوحُ، والماءُ، والدَّمُ. والثَّلاثةُ هُم في واحد. إن كُنَّا نَقبلُ شهادةَ النَّاس، فشهادةُ اللهِ أعظمُ جداً، لأنَّ هذهِ هيَ شهادةُ اللهِ التي قد شهدَ بها عن ابنهِ. مَن يؤمنُ بِابن اللهِ فشهادة الله ثابتة فيهِ. ومن لا يُصدِّقُ اللهَ، فقد جَعلهُ كاذباً، لأنَّهُ لم يُؤمن بالشَّهادةِ التي قد شهد بها اللهُ عن ابنه. وهذهِ هيَ الشَّهادةُ: أنَّ اللهَ أعطانا الحياة الأبديَّةُ، وهذهِ الحياةُ هيَ في ابنهِ. من لهُ ابن الله لهُ الحياةُ ومن ليسَ لهُ ابن اللهِ فليست لهُ الحياةُ. كتبتُ إليكُم بهذا كي تَعلموا أنَّ لكُم حياةً أبديَّةً أيُّها المؤمنونَ بِاسم ابن اللهِ. وهذه هيَ الدَّالةُ التي لنا عندهُ: أنَّهُ إن طلبناَ شيئاً حسبَ مشيئتهِ يسمعُ لنا. وإن كُنَّا نرى أنَّهُ يسمعُ لنا كُلَّ ما نطلُّبهُ منهُ، نَعلمُ أنَّ لنا الطِّلِبَاتِ التي طلبناها. إن رأى أحدٌ أخاهُ أخطأ خطيَّةً ليستِ مُوجِبةً للموتِ، فليطلُبُ أن تُعطَى لهُ حياة للذينَ يخطئون خطيَّةٌ ليست للموتِ، توجد خطيَّةٌ مُوجِبة للموت ليس قولي عن تلك أن يُطلَبَ من أجلها. كلُّ ظُلمٍ فهو خطيَّةٌ وتوجد خطية ليست مُوجِبة للموت. نحن نعلمُ أنَّ كُلَّ من وُلِدَ من اللهِ لا يُخطئُ، بل المولودُ من اللهِ يحفظُ ذاتهُ، ولا يُمسُّهُ الشِّرِّيرُ. نَعلمُ أنَّنا نحنُ من اللهِ، والعالم كُلَّهُ قد وُضِعَ في الشِّرِّير. ونَعلمُ أنَّ ابن اللهِ قد جاءَ ووهب لنا عِلماً لنعرفَ الإلهَ الحقيقيَّ، ونثبت في ابنهِ يسوعَ المسيح. هذا هو الإلهُ الحقيقيُّ والحياةُ الأبديَّةُ. أيُّها الأبناءُ احفظوا أنفُسكم من الأصنام.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأنَّ العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا مَن يعمل بمشيئة اللـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 18 : 24 ـ 19 : 1 ـ 6 )
وكان يوجد يهوديٌّ اسمه أبولُّوس إسكندريُّ الجنس، رجلٌ فصيحٌ قَدُمَ إلى أفسس مُقتدر فى الكتب. هذا كان تلميذاً لطريقة الربِّ. وكان وهو حارٌّ بالرُّوح يتكلَّم ويُعلِّم بتدقيق ما يختصُّ بيسوع. عارفاً معموديَّة يوحنَّا فقط. وابتدأ هذا يُجاهر فى المجمع. فلمَّا سمعه بريسكِّلا وأكيلا قَبِلاه إليهما، وعلَّماه طريق الله بأكثر تدقيق. وإذ كان يُريد أن ينطلق إلى أخائية، حضُّوا الإخوة وكتبوا للتلاميذ أن يقبلوه. فلمَّا جاء هذا نفع المؤمنين كثيراً بالنِّعمة، لأنَّهُ كان يُفحِم اليهود باشتداد جهراً، مُبيِّناً لهم من الكتب أن المسيح هو يسوع.فحدث إذ كان أبولُّوس فى كورنثوس، أن بولس بعدما اجتاز فى النواحي العالية لكي يأتي إلى أفسس وجد تلاميذاً. فقال لهم: " هل قَبِلتُم الرُّوح القُدس لما آمنتم؟ " قالوا له: " ولا سمعنا أنه يوجد روح قدس ". فقال لهم: " فبماذا اعتمدتم؟ " فقالوا: " بمعمودية يوحنَّا ". فقال بولس: " إن يوحنَّا عمَّد الشعب بمعموديَّة التَّوبة قائلاً أن يؤمنوا بالذى يأتي بعده، أي بيسوع ". فلمَّا سَمِعوا اعتمدوا بِاسم الربِّ يسوع. ولمَّا وضع بولس يديه عليهم حلَّ الرُّوح القدس عليهم، فطفقوا ينطقونَ بألسِنة ويتنبَّأون.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الحادي عشر من شهر طوبه المبارك
عيد الظهور الإلهي ـ الغطاس
في هذا اليوم من سنة 31م اعتمدَ سيدنا وإلهنا وربِّنا يسوع المسيح، من يد القديس يوحنَّا الصابغ. ويُدعىَ هذا اليوم باليونانية: " عيد الثاؤفانيا " أي الظهور الإلهي. لأنَّ فيهِ ظهر الثالوث الأقدس هكذا: " الآب ينادي من السماء: هذا هو ابني الحبيب. والابن قائم على الأردُنِّ. والروح القدس شبه حمامة نازلاً عليه ". كما شهد بذلك يوحنَّا المعمدان: أنَّ السيد المسيح لمَّا اعتمد صعدَّ للوقتِ من الماء وإذا السَّموات قد انفتحت فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليهِ، وصوت من السموات قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ". هذا اليوم الذي قال عنه يوحنا البشير.. " وفي الغد نظرَّ يوحنَّا المعمدان يسوعُ مُقبلاً إليهِ فقال: هوذا حملُّ اللهِ الذي يرفع خطيَّة العالم هذا هو الذي قُلتُ عنهُ يأتي بعدي رجُلاً صارَ قدَّامي .. لذلك جئت أُعمِّد بالماء ".ففي هذا اليوم ظهر مجد السيد المسيح وإنَّهُ ابن الله وحمل الله الذي يحمل خطيَّة العالم، لذلك صار هذا العيدُ عظيماً عند جميع المؤمنين، فيتَّطهرونَ فيه بالماء مثالاً لمعموديَّة السيد المسيح له المجد، وينالون بذلك مغفرة خطاياهم. لإلهنا المجد والكرامة والسجود من الآن وإلى دهر الداهرين. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 118 : 26 ، 28 )
مباركٌ الآتي باسم الرَّبِّ. بارَكناكُم من بيتِ الرَّبِّ. أنتَ هو إلهي فَأَشكُركَ إلهي أنتَ فَأَرفعُكَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 1 : 18 ـ 34 )
اللهُ لم يرهُ أحدٌ قَطُّ الوحيدُ الجنس الإلهُ الذي هو في حضن أبيهِ هو خبَّرَ. وهذهِ شهادةُ يوحنَّا، حينَ أَرسلَ إليهِ اليَهودُ من أُورشليمَ كهنةً ولاويِّينَ ليسألُوهُ:" مَن أنتَ " فاعترفَ ولم يُنكِر وأقَرَّ " أنِّي لستُ المسيح ". فسألوهُ:" أ إيليَّا أنتَ؟ " فقال: " لا "." أَلنَّبيُّ أنتَ؟ " فأجاب: " لا ". فقالوا له " مَن أنتَ، لنُعطيَ جواباً للَّذين أرسلونا؟ ماذا تَقولُ عن نفسِكَ؟ " قال: " أنا الصوتُ الصارخ في البرِّيَّةِ: قوِّمُوا طريقَ الرَّبِّ، كما قال إشعياءُ النَّبيُّ ". وكانَ قد أُرسِلَ إليه من الفرِّيسيِّينَ، فسألوهُ وقالوا لهُ: " فما بالُكَ تُعمِّدُ إن كنُتَ لستَ أنتَ المسيحَ، ولا إيليَّا ولا النَّبيَّ؟ " أجابُهم يُوحنَّا قائلاً: " أنا أُعَمِّدكُم بماءٍ، ولكن في وسطكُم قائمٌ الذي لستُم تَعرفونَهُ. هو الذي يأتي بعدي، صار قُدَّامي، الذي لستُ مستحقَّاً أن أَحُلَّ سُيُور حذائه ". هذا كان في بيتِ عنيا في عبر الأُردُنِّ حيثُ كانَ يوحنَّا يُعمِّدُ ".وفي الغدِ نظر يسوعُ مُقبلاً إليه، فقال: " هُوَذا حَملُ اللهِ الذي يرفعُ خطيَّةَ العالم. هذا هو الذي قُلتُ أنا عنهُ أنَّهُ يأتي بعدي، رجُلٌ صار قُدَّامي، لأنَّهُ كان قبلي. وأنا لم أكُن أعرفُهُ. لكن ليُظْهَرَ لإسرائيلَ لذلكَ جِئتُ لأُعَمِّدَ بماءٍ ". وشهدَ يُوحنَّا قائلاً: " إنِّي قد رأيتُ الرُّوحَ نازلاً مِثل حمامةٍ من السَّماء فاستقرَّ عليهِ. وأنا لم أكُن أعرفُهُ، لكنَّ الذي أرسلَني لأُعَمِّدَ بماءٍ، هو قال لي: الذي تَرى الرُّوحَ نازلاً ومستقرَّاً عليهِ، فهذا هو الذي سيُعَمِّدُ بالرُّوح القُدُس. وأنا قد عاينتُ وشَهِدتُ أنَّ هذا هو ابنُ اللهِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #106
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-19-2015, 07:57 PM
Parent: #105

أحبائى الكرام ..

أرجو المشاهدة والإستماع الى الإنجيل باللهجة السودانية ..

http://video.arabicbible.com/home/viewvideo/305/http://video.arabicbible.com/home/viewvideo/305/-

اسمعوا واستمتعوا ,,

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #107
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-20-2015, 11:24 AM
Parent: #106

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء )
ثاني أيام عيد الغطاس المجيد
20 يناير 2015
12 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 42 : 1 ، 6 )
كما يَشتاقُ الإيَّلُ إلى ينابيعِ المياهِ كذلِكَ تاقتُ نفسي أن تأتي إليكَ يا اللهُ. لذلكَ أَذكُرُكَ ياربُّ في أرضِ الأُردُنِّ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 3 : 21 ـ 22 )
وكانَ لمَّا اعتَمَدَ جميعُ الشَّعبِ واعتَمَدَ يسوعُ أيضاً. وإذ كانَ يُصلِّي انفتحت السَّماءُ، ونزلَ عَليهِ الرُّوحُ القُدُس بهيئَةٍ جسميَّةٍ مثل حمامةٍ. وكانَ صوتٌ مِنَ السَّماءِ قائلاً: " أنتَ هو ابني حبيبي، الذي بِكَ سُررتُ ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 11 ، 5 )
هلُمَّ أيُّها الأبناءُ واسمعوني لأُعَلِّمكُم مخافةَ الرَّبِّ. تَقَدَّموا إليهِ واستَنِيروا ووُجُوهكُم لا تَخزَى. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 3 : 13 ـ 17 )
حينئذٍ جاءَ يسوعُ مِن الجليل إلى الأُردُنِّ إلى يُوحنَّا ليَعتَمِدَ منهُ. ولكن يُوحنَّا منعهُ قائلاً: " أنا المُحتاجُ لأن أَعتَمِدَ مِنكَ، وأنتَ تأتي إليَّ! " فأجاب يسوعُ وقال له: " اسمح الآن، لأنَّهُ هكذا ينبغي لنا أن نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ ". حينئذٍ سمَحَ لهُ. فلمَّا اعتَمَدَ يسوعُ صَعِدَ للوقتِ من الماءِ، وإذا السَّمواتِ قد انفتَحت لهُ، فرأى رُوحَ اللهِ نازلاً مثلَ حمامةٍ وآتياً عليهِ، وكان صوتٌ من السَّمواتِ قائلاً: " هذا هو ابني حبيبي الذي به سُررتُ ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
( 1 : 1 ـ 14 )
بولُسُ، رسولُ يسوعَ المسيح بمشيئةِ اللهِ، إلى القدِّيسينَ الذينَ في أفَسُسَ، والمُؤمنينَ الذين في المسيح يسوعَ. النِّعمةُ لكُم والسَّلامُ مِن اللهِ أبينا ورَبِّنا يسوعَ المسيح.مباركٌ اللهُ أبو رَبِّنا يسوعَ المسيح، الذي بارَكَنَا بكُلِّ بركةٍ رُوحيَّةٍ في السَّماويَّاتِ في المسيح، كمَا اختارنَا فيهِ قبل إنشاء العالم، لنكُونَ قدِّيسينَ وبلا دنسٍ قُدَّامهُ في المَحبَّةِ، إذ سبقَ فعيَّننَا للتَّبنِّي بيسوعَ المسيح لنفسهِ، حسبَ مسرَّةِ إرادتهِ، لمدح مجدِ نعمتهِ التي أنعمَ علينا بها في حبيبه، هذا الذي نُلنا الخلاصُ بدمهِ، غُفرانُ خطايانا، حسبَ غنَى صلاحهِ الذي أَجزلهُ لنا بكُلِّ حكمةٍ وبكُلِّ فهم، إذ أعلَمنا بسرِّ مشيئتهِ، حسب مسرَّتهِ التي قصدها في نفسهِ، لتدبير ملء الأزمنةِ، ليُكمِّل كُلَّ شيءٍ بالمسيح، ما في السَّمواتِ وما على الأرض فيه. هذا الذي فيه أيضاً أخذنا نصيباً، مُعَيَّنينَ سابقاً حسبَ قَصْدِ الذي يَعملُ كُلَّ شيءٍ حسب مشورة إرادتهِ، لنكُونَ لمدح مجدهِ، نحنُ الذينَ سبقَ رجاؤنا في المسيح. الذي فيه أيضاً أنتُم، سمعتُم كَلِمةَ الحَقِّ، إنجيلَ خلاصِكُمُ، الذي فيه أيضاً آمنتُم وخُتِمتُم بروح الموعدِ القُدُّوس، الذي هو عُربُونُ ميراثكم، لخلاص الذين يحيونَ لمدح مجدهِ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 3 : 15 ـ 22 )
كونوا مُستعدِّين في كل حينٍ لِمُجاوَبَةِ كلِّ مَن يسألكُم عن كلمة الرَّجاءِ الذي فيكم، لكن بوداعةٍ وخوفٍ، ولكُم ضميرٌ صالحٌ، لكي يخزى الذين يتكلمونَ عليكم بالشرور والذين يُعيبون سيرتكم الصَّالحة في المسيح، فإنَّه خيرٌ لكم أن تتألموا وأنتم صانعونَ خيراً، إن شاءت إرادة الله، مِن أن تتألموا وأنتم صانعونَ شراً. لأنَّ المسيح أيضاً قد مات مرَّةً واحدةً من أجل الخطية عنَّا، البارُّ من أجل الأثمةِ، لكي يُقَرِّبَنَا إلى اللهِ، مُماتاً في الجسد ولكن مُحيىً في الرُّوح، وبهذا أيضاً ذهب فبشَّر الأرواح التي في السِّجن، التي عصتْ قديماً، حين كانت أَناةُ اللهِ تنتظرُ في أيَّام نوح، الذي صنع فُلكاً وفيه خَلَصَ قليلون من الماء، أي ثماني أنفُسٍ. فهكذا أنتم أيضاً الآن يُخلِّصكم بمثال المعموديَّة. لا ‘إزالةُ وسخ الجسدِ، بل سؤال ضميرٍ صالحٍ عن اللهِ، بقيامة يسوعَ المسيح، الذي هو جالسٌ عن يمين اللهِ، إذ قد صعد إلى السَّماء، وملائكةٌ وسلاطينُ وقوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لهُ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 8 : 26 ـ 39 )
ثُمَّ إنَّ ملاكَ الرَّبِّ تكَلَّمَ معَ فِيلُبُّس قائلاً: " قُم واذهب وقت الظهيرة، على الطَّريق المُنحدرةِ مِن أُورشليمَ إلى غَزَّةَ التي هيَ بَرِّيةٌ ". فقامَ وذهبَ. وإذا رجلٌ حبشيٌّ خَصيٌّ، وزيرٌ لكنداكةَ مَلكةِ الحبشةِ، هذا كانَ على جميع خزائنها. وكان قد جاءَ إلى أُورشليمَ ليَسجُدَ. وكانَ راجعاً وجالساً عَلى مَرْكَبَتِهِ وهو يقرأُ في إشعياءَ النَّبيَّ. فقالَ الرُّوحُ لفيلُبُّس: " امضِ والتصق بهذه المَركَبَةَ ". فأسرع فيلُبُّسُ، فسمعهُ يَقرأُ في إشعياء النَّبيَّ، فقال له: " ألعلَّكَ تَفهمُ ما أنت تقرأُ؟ " أمَّا هو فقال: " كيف يُمكنُني إن لم يُرشدني أحدٌ؟ ". وطلبَ إلى فيلُبُّس أن يركب ويجلسَ معهُ. وأمَّا فصلُ الكتابِ الذي كان يقرأُهُ فكان هذا: " مِثل شاةٍ سيقَ إلى الذَّبح، ومثل خروفٍ صامتٍ أمامَ الذي يَجُزُّهُ هكذا لم يَفتح فاهُ. في تواضُعهِ انتُزع قضاؤُهُ، وجيلُهُ من يُخبِرُ بهِ؟ لأنَّ حياتَهُ تُنتزعُ من الأرض " فأجاب الخَصيُّ وقال لفيلُبُّس: " أطلُبُ إليكَ: عن مَن يقولُ النَّبيُّ هذا؟ عن نفسه أم عن واحدٍ آخر؟ " ففتحَ فيلُبُّس فاهُ وابتدأ يُبشِّرهُ بيسوعَ من هذا الكتاب.وفيما هما سائران في الطَّريق أقبلا على ماءٍ، فقال الخَصيُّ: " هُوَذا ماءٌ. ماذا يمنعُني أن أعتَمِدَ؟ " فأمرَ أن تَقِفَ المركبةُ، فنزلا كِلاهُما إلى الماءِ، فيلُبُّس والخَصيُّ، وعَمَّدهُ. ولمَّا صَعِدا من الماءِ، خطفَ روحُ الرَّبِّ فيلُبُّس، فلَم يُبصرهُ الخَصيُّ أيضاً، وذهبَ في طريقهِ فرحاً.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)

السنكسار
اليوم الثاني عشر من شهر طوبه المبارك
1. تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة
2. شهادة القديس تاؤدورس المشرقي
3. شهادة القديس أناطوليوس
1ـ في هذا اليوم تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس جند السَّماء الشفيع في جنس البشر والوكيل الأمين. شفاعته تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً من سنة 306م تُعيِّد الكنيسة بتذكار استشهاد الأمير الشجاع القديس تاؤدورس المشرقي. وقد وُلِدَ بمدينة صور سنة 275م. ولمَّا بلغ دور الشباب، انتظم في الجندية، وارتقى إلى رتبة قائد. وكان أبوه صداريخوس وزيراً في عهد نوماريوس، وأمُّه أخت واسيليدس الوزير. فلمَّا مات الملك نوماريوس في حرب الفُرس، وكان ولده يسطس في الجيش المُحارِب جهة الغرب. فقد ظل الوزيران صداريخوس وواسيليدس يُدبِّران شئون المملكة، إلى أن مَلَكَ دقلديانوس الوثني سنة 303م وأثار الاضطهاد على المسيحيين. أمَّا القديس تاؤدورس فكان في هذه الأثناء متولياً قيادة الجيش المُحارِب ضـد الفُـرس. وقد رأى في رؤيا الليل كأن سـلِّماً من الأرض إلى الـسَّـماء، وفوق السلِّم جلسَ الرَّبُّ على منبر عظيم وحوله ربوات من الملائكة يسبِّحون. ورأى تحت السلم تنيناً عظيماً هو الشيطان. وقال الرب للقديس تاؤدورس: " سيُسفك دمك على اسمي " فقال له: " وصديقي لاونديوس؟ " فقال لهُ الرب: " ليس هو فقط. بل وبانيكاروس الفارسي أيضاً. وعندما عُقِدت هُدنَّة بين جيش الروم وجيش الفرس، اجتمع في أثنائها القديس تاؤدورس ببانيكاروس قائد جيش الفرس، وأرشده إلى الدين المسيحي فآمن بالمسيح. ثم رأى دقلديانوس أن يستقدم الأمير تاؤدورس فحضر بجيشه ومعه لاونديوس وبانيكاروس، وإذ عَلِمَ تاؤدورس أنَّ الملك سيدعوه إلى عبادة الأوثان قال لجنوده: " من أراد مِنكُم الجهاد على اسم السيد المسيح فليقُم معي ". فصاحوا جميعاً بصوتٍ واحدٍ: " نحن نموت معكَ، وإلهك هو إلهنا ". ولمَّا وصل المدينة ترك جنوده خارجاً، ودخل على الملك الذي أحسنَ استقباله. وسأله عن الحرب والجنود، ثم عرض عليه السجود لأبللون. فقال القديس بشجاعة الإيمان: " أنا لا أعرف لي إلهاً اسجد له سوى سيدي يسوع المسيح. فأمر دقلديانوس الجنود أن يسمروه على شجرة وأن يُشدِّدوا في عذابه، ولكن الرب كان يقوِّيه ويعزِّيه. وأخيراً أسلَّم روحه الطاهرةِ بيد الرب الذي أحبَّهُ، ونال إكليل المجد الأبدي في ملكوت السموات، ثم أرسل الملك كهنة أبللون إلى جنود القديس يدعونهم إلى عبادة الأوثان. فصرخوا جميعاً قائلين: " ليس لنا ملك إلاَّ سيدنا يسوع المسيح، ملك الملوك ورب الأرباب. فلمَّا بلغَ مسامع دقلديانوس أرسل فقطع رؤوسهم جميعاً، ونالوا الأكاليل النورانية والسعادة الدائمة. صلاتهم تكون معنا. آمين.
3 ـ وفيه أيضاً استشهد القديس أناطوليوس. وُلِدَ هذا القديس في بلاد الفُرس، ولمَّا نشأ التحق بالجندية بمملكة الروم، وارتقى إلى أن صار قائداً في الجيش. وظل كذلك خمس عشرة سنة إلى أن كانت أيام دقلديانوس، فأحب أن يختار المملكة السمائية، مُفضلاً إيَّاها على مجد هذا العالم الزائل. فأتى وخلع ثياب الجندية أمام الملك واعترف بالإيمان بالسيد المسيح. فدُهش الملك من جرأته.وإذ عَلِّمَ أنَّهُ من الفرس لاطفه وسلَّمهُ إلى رومانوس لعلَّهُ يثنيه عن عزمهِ. وقد عجز رومانوس عن ذلك فأعاده إلى الملك، فعذَّبه بأنواع العذاب، تارةً بالعصر، وتارةً بالضربِ والطرح للوحوش، وتارةً بقطع لسانه. وكان السيد المسيح يُرسِل إليهِ ملاكهُ يُعزيِّهِ في جميع شدائده. ومكث تحت العذاب مُدةٍ طويلةٍ. وإذ ضاق الملك بتَعذيبهُ أمرَ بقطع رأسهِ. فنال إكليل الشهادة في الملكوت الأبدي.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 1 ، 2 )
بارِكي يا نفسي الربَّ. أيُّها الرَّبُّ الإلهُ قد عَظُمتَ جداً. الاعترافُ وعِظم الجلال تَسربَلتَ. اشتَملتَ بالنور مثل الثوبِ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 1 : 35 ـ 51 )
وفي الغدِ أيضاً كانَ يُوحنَّا واقفاً هو واثنان من تلاميذهِ، فلمَّا نظرَ إلى يسوعَ ماشياً، قال: " هوَذا حَملُ اللهِ ". فسمِعهُ تلميذاه يَتكلَّمُ، فتبعا يسوعَ. فالتفتَ يسوعُ ونَظرَهُما يَتبعانهِ، فقال لهما: " ماذا تَطلُبان ". فقالا لهُ: " ربِّي ـ الذي تَفسيرُهُ يا مُعَلِّمُ ـ أينَ تمكُثُ؟ " فقال لهما: " تعاليا وانظرا ". فأتيا وأبصَّرا أينَ كان يَمكُثُ، وأقاما عندهُ ذلك اليوم. وكان نحوَ السَّاعةِ العاشرةِ. وكان أندراوُسُ أخُو سِمعانَ بُطرسَ واحداً من الاثنين اللذين سَمِعا مِن يُوحنَّا وتبعاهُ. هذا وجدَ أوَّلاً سمعان أخاهُ، فقال لهُ: " وجَدنا مسيَّا " ـ الذي تأويلهُ ـ المسيحُ. فجاءَ به إلى يسوع. فنظر إليهِ يسوعُ وقال له: " أنتَ سِمعَانُ بن يُونا. أنت تُدعَى كيفا ( صفا ) " ـ الذي تفسيرُهُ ـ بطرسُ.وفي الغد أيضاً أراد أن يأتي إلى الجليل، فوجدَ فيلبُّس فقال له يسوع: " اتبعني ". وكان فيلبُّسُ من بيت صيدا، من مدينة أندراوس وبطرس. فوجد فيلبُّسُ نثنائيل وقال له: " وجَدْنا الذي كَتَبَ عنهُ موسى والأنبياء وهو يسوع ابن يوسف الذي من النَّاصرة ". فقال له: " هل يُمكن أن يكون مِن النَّاصرة شيءٌ صالحٌ ؟ " فقال له فيلبُّسُ: " تعالَ وانظُر ". ورأى يسوع نثنائيل مُقبِلاً إليه، فقال عنه: " هوذا إسرائيليٌّ حقّاً لا غشَّ فيهِ ". فقال له نثنائيل: " مِن أين تَعرِفُنِي ؟ ". أجاب يسوع وقال له: " قَبْلَ أن يَدعوكَ فيلبُّسُ وأنتَ تحت شجرة التِّينَ، رأيتُكَ ". أجاب نثنائيل وقال له: " يا مُعلِّمُ، أنتَ هو ابن الله! أنت هو مَلكُ إسرائيلَ! " أجاب يسوع وقال له: " لأنِّي قُلتُ لكَ إنِّي قد رأيتكَ تحت شجرة التِّين آمنتَ ؟ سوف ترى أعظم من هذا! " وقال له: " الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: مِن الآنَ ترونَ السَّماءَ مفتوحةً، وملائكةَ اللهِ يَصعدونَ وينزِلونَ على ابن البشر ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #108
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-20-2015, 03:51 PM
Parent: #107

أحبائى الكرام ..

حلقة يقدمها :

الشيخ السلفي المتنصر بهاء احمد حسين العقاد
https://http://http://www.youtube.com/watch?v=guR1AAzNHYUwww.youtube.com/watch?v=guR1AAzNHYU

فى إحدى حلقاته التلفزيونية ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم ..
ارنست
+++

Post: #109
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-21-2015, 03:08 AM
Parent: #108

أحبائى ..
هذا اختبار الأخ محمد .. فى برنامج سؤال جرئ ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=eESoEvFqDA0www.youtube.com/watch?v=eESoEvFqDA0

الرب يبارك حياتكم ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #110
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-21-2015, 01:56 PM
Parent: #109

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء )
عيد عرس قانا الجليل
21 يناير 2015
13 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 4 :8,7 )
قد كثروا من ثمرةِ الحنطةِ وخمرهم وَزَيتِهم. لأنكَ أنتَ وحدَكَ ياربُّ أسكَنتنِي على الرجاءِ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 19 : 1 ـ 12 )
وحدث لمَّا أكمَل يسوعُ هذا الكلامَ انتقلَ مِن الجليلِ وجاء إلى تُخوم اليَهوديَّةِ إلى عبر الأُردُنِّ. وتبعتهُ جموعٌ كثيرةٌ فشفاهم هناك. وجاءَ إليهِ فرِّيسيُّونَ ليُجَرِّبُوهُ قائلينَ: " هل يحلُّ للإنسان أن يُطَلِّقَ امرأتهُ لكُلِّ خطيَّةٍ؟ " أمَّا هو فأجاب وقال: " أمَا قرأتُم أنَّ الذي خَلقَ من البَدءِ خلقهُما ذكراً وأُنثى؟ " وقال: " مِن أجل هذا يـترُكُ الإنـسـانُ أباهُ وأمَّهُ ويَلتـصِقُ بامرأتِهِ،ويَكُونُ الاثنانِ جسداً واحداً. إذ ليسَا بعدُ اثنين بل جسدٌ واحدٌ. فالذي جَمَعَهُ اللهُ لا يُفرِّقُهُ الإنسانُ ". قالوا له: " فلماذا أوصَى مُوسَى أن يُعطَى كتابُ طلاقٍ فتُطلَّقُ؟ " قال لهُم: " إنَّ مُوسَى مِن أجل قساوةِ قُلُوبِكُم أَذِنَ لكُم أن تُطَلِّقُوا نساءَكُم. ولكن مِن البدءِ لم يَكُن هكذا. وأقُولُ لكُم: إنَّ مَن يُطَلِّقَ امرأتَهُ بغير عِلَّةِ الزِّنَا فقد جعلها تَزني. ومَن يتزوَّجُ بمُطَلَّقَةٍ يزني ". قال له تلاميذُهُ: " إن كان هكذا أمرُ الرَّجُل مع المرأةِ، فلا خيرٌ لهُ أن يَتزوَّج! " فقال لهُم: " ليسَ الجميعُ يَقْبَلُون هذا الكلامَ بل الذين أُعطيَ لهُم، لأنَّهُ يُوجدُ خِصْيَانٌ وُلِدوا من بطن أُمِّهم، ويُوجدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، ويوجدُ خِصْيَانٌ خَصَوا أنفُسهُم لأجل ملكُوتِ السَّمواتِ. من يستطعُ أن يَقبلَ فليَقبَلُ ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 15 ، 24 )
الخمرُ يُفرحُ قلبَ الإنسان، ويَبتهجُ وجهُهُ بالزيتِ. كمثل ما عَظُمتْ أعمالكَ يارَّبُّ، كلُّ شيءٍ بحكمةٍ صَنعتَ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 43 ـ 54 )
وبعدَ اليَومين خرجَ مِن هُناك وجاءَ إلى الجليل، لأنَّ يَسوعَ نَفسهُ شهدَ أنَّ: " ليسَ لنَبيٍّ كرامةٌ في مدينتهِ ". فلمَّا جاءَ إلى الجليل قَبِلَهُ الجَليليُّونَ، إذ كانُوا قد عاينُوا كُلَّ مَا فعله في أُورُشليمَ في العيدِ، لأنَّهُم هُم أيضاً جاءُوا إلى العيدِ فجاء أيضاً إلى قانا الجليل، حيثُ صنعَ الماءَ خمراً. وكانَ في كفر ناحوم عبدٌ لملكٍ ابنه مريضٌ. هذا إذ سَمع أنَّ يسوع قد جاء من اليهوديَّة إلى الجليل انطلقَ إليهِ، وسألَهُ أن يَنزل ويَشفي ابنهُ. لأنَّه كان مُشرِفاً على الموتِ. فقال له يسوع: " لا تؤمنونَ إن لم تُعاينوا آياتٍ وعجائبَ " قال له عبدُ المَلِكِ: " يا سيِّدي، انزل قبل أن يموت فتاي ". قال له يسوع: " امضِ. ابنُكَ حيٌّ ". فآمن الرَّجل بالقول الذي قاله له يسوع، وذهب. وفيما هو نازلٌ استقبلهُ عبيدُهُ قائلينَ: " إنَّ ابنَكَ حيٌّ ". فاستخبرهم عن السَّاعة التى فيها أخذ يتعافى، فقالوا له: " أمسِ في السَّاعة السَّابعة تركته الحمَّى ". ففهِمَ أبوه أنَّه في تلكَ السَّاعة التى قال له فيها يسوع: " إنَّ ابنَكَ حيٌّ ". فآمنَ هو وبيتُهُ كلُّه. هذه أيضاً آيةٌ ثانيةٌ عملها يسوعُ لمَّا جاءَ مِن اليَهوديَّةِ إلى الجليل.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 6 : 3 ـ 16 )
أَمْ تَجهلُونَ أنَّنا كُلَّ مَن اعتمدَ ليسوعَ المَسيح اعتمدنا لموتهِ، فدُفِنَّا معَهُ بالمعمُوديَّةِ لموتهِ، حتَّى كما أُقيمَ المسيحُ من الأمواتِ، بمجدِ الآب، كذلك نسلُكُ نحنُ أيضاً في جدَّةِ الحياةِ. لأنَّهُ إن كُنَّا قد اشتركنا معه بالغرس بشبهِ موتهِ، نصيرُ أيضاً بقيامتهِ. عالمين هذا: أنَّ إنساننَا العتيقَ قد صُلِبَ معهُ ليُبطَلَ جسدُ الخَطيَّةِ، كي لا نَعُودَ نُستعبَدُ أيضاً للخطيَّةِ. لأنَّ الذي ماتَ قد تَبرَّأ من الخطيَّةِ. فإن كُنَّا قَد مُتنَا مع المسيح، نؤمنُ أنَّنا سنحيا أيضاً مَعهُ. عالمينَ أنَّ المسيحَ بعدما أُقيمَ من الأمواتِ لا يموتُ أيضاً. ولا يسُودُ عليهِ الموتُ بعدُ. لأنَّ الموتَ الذي ماتَهُ للخطيَّةِ مرَّةً واحدةً، والحياةُ التي يَحياهَا فيَحياهَا للهِ. كذلك أنتُم أيضاً احسبوا أنفُسكُم أمواتاً عن الخطيَّةِ، ولكن أحياءً للهِ بالمسيح يسوعَ ربِّنَا. إذاً لا تَملِكَنَّ الخطيَّةُ في جسدِكُمُ المائتِ فتطيعوها في شهواتهِ، ولا تُقيموا أعضاءكُم أسلحة إثم للخطيَّة، بل أقيموا ذواتِكُم للهِ كأحياءٍ من الأمواتِ وأعضاءَكُم أسلحةِ برٍّ للهِ. فإنَّ الخطيَّةِ لن تسُود عليكُم، لأنَّكُم لستُم تحتَ النَّاموس بل تحتَ النِّعمةِ. فماذا إذاً؟ أنُخطئُ لأنَّنا لسنا تحتَ النَّاموس بل تحتَ النِّعمةِ؟ حاشا! ألستُم تعلمُونَ أنَّ الذي تُقيمون أنفُسكُم لهُ عبيداً لطَاعته. أنتم عبيدٌ لِمَن تُطيعُونَهُ. إمَّا للخطيَّة للموت وإمَّا للطاعةِ للبرِّ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 20 ـ 25 )
وأمَّا أنتم فلكُم أيضاً مَسْحَةٌ من القُدُّوس وتَعلمونَ كُلِّ شيءٍ. لم أكتُب إليكُم لأنَّكُم لستُم تعلَمونَ الحَقَّ، بلْ لأنَّكُم تعرفونهُ، وأنَّ كُلَّ كذَّابٍ ليس هو من الحقِّ. مَن هو الكذَّابُ، إلاَّ الذي يُنكِرُ أنَّ يسوعَ ليس هو المسيحُ؟ هذا هو ضِدُّ المسيح، الذي يُنكِرُ الآب يُنكِرُ الابنَ أيضاً. وكُلُّ من يُنكِرُ الابنَ فليسَ لهُ الآبُ أيضاً، ومَن يعترفُ بالابنِ فلهُ الآبُ أيضاً.أمَّا أنتُم أيضاً فما سَمِعتُموهُ من البدءِ فليَثبُت فيكُم. إنْ ثَبَتَ فيكُم ما سَمِعتُموهُ من البدءِ، فأنتُم أيضاً تثبُتونَ في الابنِ والآبِ. هذا هو الوَعدُ الذي وعدنَا بهِ الحياةُ الأبديَّةُ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وبشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 8 : 3 ـ 13 )
وأمَّا شاول فكان يضطهدُ الكنيسةَ وهو يَدخلُ البيوتَ ويجُرُّ رجالاً ونساءً ويُسلِّمهم إلى السِّجن.أمَّا الذينَ تَشتَّتوا كانوا يَجولون مبشِّرينَ بكلمة اللـه. فانحدر فيلبُّس إلى مدينةٍ من السَّامرة وكان يَكرزُ لهم بالمسيح. وكان الجموعُ يُصغونَ بنفسٍ واحدةٍ إلى مَا يقولهُ فيلبُس عند استماعهم ونَظَرهِمُ الآياتِ التي كان يَصنعها. لأنَّ كثيرينَ مِنَ الذينَ بهم أرواحٌ نجسةٌ كانت تخرجُ صارخةً بصوتٍ عظيم. وكثيرونَ من المفلوجين والعُرج كان يَشفيهُم. فكان فرحٌ عظيمٌ في تلك المدينةِ.وكان في تلكَ المدينة رجلٌ اسمهُ سيمون يَستعمِلُ السِّحرَ مُسبباً كل شغبٍ في السامرةِ وقائلاً إني أنا شيءٌ عظيمٌ! وكان الجميع يَصغونَ إليه من كبيرهم إلى صغيرهم قائلين: " هذا هو قوَّةُ اللـه العظيمةُ ". وكان الجميع يصغون إليه لأنَّه أقام بينهم زماناً طويلاً يُطغيهم بالأسحار. ولكن لمَّا آمنوا بفيلبُّس وهو يُبشِّرُ بالأمورِ المُختصَّةِ بملكوتِ اللـهِ وباسم يسوعَ المسيح اعتمدوا رجالاً ونساءً. وسيمون أيضاً نفسهُ آمَنَ. ولمَّا اعتمد كان يُلازم فيلبُّس. وإذ رأى آياتٍ وقوَّاتٍ عظيمةً تُجرىَ على يديه اندهشَ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الثالث عشر من شهر طوبه المبارك
1. تذكار آية تحويل الماء خمراً في قانا الجليل
2. نياحة القديس ثاؤفيلس الراهب
3. شهادة القديسة دميانة
1ـ في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار الأعجوبة التي صنعها السيد المسيح في قانا الجليل. وهيَ الأعجوبة الأولى التي صنعها السيد المسيح بعد العماد. وكان قد دُعيَ والقديسة مريم العذراء إلى العُرسِ وكذلك بعض تلاميذه. ولمَّا فرغت الخمر قالت السيدة العذراء: ليس لهم خمر. قال لها يسوع: ما لي ولك يا امرأة. لم تأتِ ساعتي بعدُ، ثم قالت أُمُّه للخدام: مهما قال لكم فافعلوه. وكانت ستة أجران موضوعة هناك. قال لهم يسوع: املأوا الأجران ماء. فملأوها إلى فوق. ثم قال لهم استقوا الآن وقدِّموا إلى رئيس المُتكإ، فقدَّموا الخمر الذي تحول بأمره الإلهي فصار خمراً جيداً، كما شهد رئيس المتكإ إذ قال للعريس: " كلُّ إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً ومتى سكروا فحينئذ الدُّون. أمَّا أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن ". هذه بداية الآيات التي فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه.له المجد مع أبيه الصالح والروح القدس إلى الأبد. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح القديس ثاؤفيلس الراهب الذي كان الابن الوحيد لملك إحدى جزائر رومية، فربَّاه أحسن تربية، وهذَّبه بالآداب المسيحية. ولمَّا بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة، قرأ رسائل لسان العطر بولس، فوجد في الرسالة إلى العبرانيين قوله: " أنت يارب في البدء أسست الأرض، والسموات هي عمل يديك. هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى. وكرداء تطويها فتتغيَّر. ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى ".وقرأ في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: " حسنٌ للرجل أن لا يمس امرأة. ولكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها... لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا... وأظن أنا أيضاً عندي روح اللـه ". وقرأ أيضاً في الإنجيل المقدس قول سيدنا: " إنْ أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني ".فترك بيت أبيه وكل ماله، وخرج متنكراً، وصار يتنقل من دير إلى دير، إلى أن وصل الإسكندرية، ومنها مضى إلى دير الزجاج. فلمَّا رآه القديس بقطر رئيس الدير، علم من النعمة التي فيه أنَّهُ من أولاد الملوك، فتلقاه ببشاشة وبارَكه ثم استفسره عن أمره فأعلَمه به. فتعجب الأب ومجَّد اللـه وقَبِلَه في الدير. ولمَّا رأى نجاحه في الفضيلة ونشاطه، ألبسه الإسكيم المقدس. وبعد عشر سنين، أتى جند من قِبل أبيه وأخذوه رغماً عن رئيس الدير. فلمَّا وصل إلى أبيه لم يعرفه لأن النُّسك كان قد غيَّر شكله. فعرَّفهُ القديس بنفسه ففرح كثيراً بلقائه. شرع القديس في وعظ أبيه مُبيِّناً له حالة الموت والحياة وهَول الدينونة وغير ذلك حتى أثر كلامه في قلب والده. فنـزع التاج عـن رأسـه تاركـاً المُـلك لأخيـه. وذهب هو وامـرأته والقديـس ثاؤفيلس ابنهما إلى دير الزجاج حيث ترهبا وأقام مع ولده. وأمَّا والدته فقد ترهبت بدير الراهبات. وعاش الجميع بالنُّسك والعبادة وعمل الفضائل إلى آخِر أيامهم. ولمَّا أكملوا جهادهم الصَّالح تنيَّحوا بسلام. صلاتهم تكون معنا. آمين.
3ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهدت القديسة دميانة. وكانت هذه العذراء العفيفة المُجاهدة ابنة مرقس والي البرلس والزعفران ووادي السيسبان. وكانت وحيدة لأبويها. ولمَّا كان عمرها سنة واحدة أخذها أبوها إلى الكنيسة التي بدير الميمة وقدَّم النذور والشموع والقرابين ليُبارِك اللـه فيها ويحفظها له. ولمَّا بلغت من العمر خمس عشرة سنة أراد والدها أن يزوجها فرفضت وأعلمته أنها قد نذرت نفسها عروساً للسيد المسيح. وإذ رأت أن والدها قد سُرَّ بذلك، طلبت منه أيضاً أن يبني لها مسكناً منفرداً تتعبد فيه هيَ وصاحباتها. فأجاب سؤلها وبنى لها المسكن الذي أرادته، فسكنت فيه مع أربعون عذراء، كُنَّ يقضين أغلب أوقاتهن في مطالعة الكتاب المقدس والعبادة الحارة. وبعد زمن أرسل دقلديانوس الملك، وأحضر مرقس والد القديسة دميانة وأمره أن يسجد للأوثان. فامتنع أولاً، غير أنه بعد أن لاطفه الملك، انصاع لأمره وسجد للأوثان. وترك خالق الأكوان ولما عاد مرقس إلى مقر ولايته. وعلمت القديسة بما عمله والدها، أسرعت إليه ودخلت بدون سلام أو تحية وقالت له: ما هذا الذي سمعته عنك؟ كنت أَود أن يأتيني خبر موتك، من أن أسمع عنك أنك تركت عنك الإله الذي جبلك من العدم إلى الوجود. وسجَدَّت لمصنوعات الأيدي. اعلم أنك إن لم ترجع عما أنت عليه الآن. ولم تترك عبادة الأحجار. فلست بوالدي ولا أنا ابنتك، ثُمَّ تركته وخـرجـت. فتـأثـر مـرقـس مِـن كـلام ابنتـه وبـكى بكـاءً مـُرّاً، وأسـرع إلى دقلديانوس واعترف بالسيد المسيح. ولمَّا عجز الملك عن إقناعه بالوعد والوعيد، أمر فقطعوا رأسه.وإذ علم دقلديانوس أن الذي حوَّل مرقس عن عبادة الأوثان هيَ دميانة ابنته، أرسل إليها أميراً، وأمره أن يلاطفها أولاً، وإن لم تطعه يقطع رأسها. فذهب إليها الأمير ومعه مَئة جندي وآلات التعذيب.ولمَّا وصل إلى قصرها دخل إليها وقال لها: أنا رسولٌ من قِبل دقلديانوس الملك، جئت أدعوكِ بناء على أمره أن تسجدي لآلهته، لينعم لكِ بما تريدين. فصاحت به القديسة دميانة قائلة: شجب اللـه الرسول ومَن أرسله، أما تستحون أن تُسمُّوا الأحجار والأخشاب آلهة، وهيَ لا يسكنها إلاَّ شياطين. ليس إله في السماء وعلى الأرض إلاَّ إله واحد. الآب والابن والروح القدس، الخالق الأزلي الأبدي مالئ كل مكان، عالِم الأسرار قبل كونها، وهو الذي يطرحكم في الجحيم حيث العذاب الدائم، أما أنا فأني عبدة سيدي ومخلصي يسوع المسيح وأبيه الصَّالح والروح القدس الثالوث الأقدس، به اعترف، وعليه أتوكل، وبِاسمه أموت، وبه أحيا إلى الأبد. فغضب الأمير وأمر أن توضع بين هنبازين ويتولى أربعة جنود عصرها فجرى دمها على الأرض. وكانت العذارى واقفات يبكين عليها. ولمَّا أودعوها السجن ظهر لها ملاك الرب ومسَّ جسدها بأجنحته النورانيَّة، فشُفيت من جميع جراحاتها.وقد تفنن الأمير في تعذيب القديسة دميانة، تارة بتمزيق لحمها وتارة بوضعها في شحم وزيت مغلي، وفي كل ذلك كان الرب يُقيمها سالمة. ولمَّا رأى الأمير أن جميع محاولاته قد فشلت أمام ثبات هذه العذراء الطاهرة، أمر بقطع رأسها هيَ وجميع مَن معها مِن العذارى العفيفات. فنُلنَ جميعهُنَّ إكليل الشهادة.صلاتهُنَّ تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 77 : 14 ، 16 )
أنتَ هوَ اللهُ صانعُ العجائبَ. أَظهرتَ في الشُّعوبِ قوَّتَكَ. خلَّصتَ بذراعِكَ شَعبَكَ. أَبصَرَتكَ المياهُ يا اللـهُ فَفَزِعَت. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 2 : 1 ـ 11 )
وفي اليوم الثَّالثِ كانَ عُرسٌ في قانا الجليل، وكانت أُمُّ يسوعَ هُناكَ. ودُعيَ يسوعُ وتلاميذهُ إلى العُرس. ولمَّا فَرغتِ الخمرُ قالت أُمُّ يسوعَ لهُ: " ليسَ لهُم خُمرٌ ". فقالَ لهَا يسوعُ: " ما لي ولكِ يا امرَأةُ؟ لم تأتِ ساعَتِي بعدُ ". قالت أُمُّهُ للخدَّام: " مهما يقول لكُم فافعلُوهُ ". وكانت سِتَّةُ أجران من حجارة موضوعة هُناكَ، حسبَ تَطهير اليهُود يسعُ كُلُّ واحدٍ مطرَين أو ثَلاثةً. قالَ لهُم يَسوعَ: " املأوا الأجرانَ ماءً ". فملأوها إلى فوقُ. ثُمَّ قَالَ لهُم : " استقوا الآنَ وقدِّمُوا إلى رئيس المُتَّكَإِ ". فقدَّمُوا. فلمَّا ذاقَ رئيسُ المُتَّكَإِ المَاءَ المُتَحَوِّلَ خمراً، ولم يكن يَعلَمُ من أين هيَ، لكنَّ الخُدَّامَ الذينَ كانُوا قد ملأوا الماء كانوا يعلمون، فدعا رئيسُ المُتَّكَإِ العريسَ وقالَ لهُ: " كُلُّ إنسانٍ إنَّمَا يَضعُ الخمرَ الجَيِّدة أوَّلاً، ومتى سَـكِروا فحينئذٍ يُقدِّمُ الدُّونَ. أمَّا أنتَ فقد أبقيتَ الخَمرَ الجيِّدةَ إلى الآنَ! ". هذهِ هيَ الآيةُ الأُولى التي فَعلهَا يسوعُ في قانا الجليل، وأظهرَ مَجدهُ، فآمنَ بهِ تلاميذُهُ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #111
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-22-2015, 00:17 AM
Parent: #110

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 27-6-2010

إنذارات من الله


إن اللَّه الذي لا يشاء هلاك الخاطئ، بل بالحري أن يتوب ويرجع إليه ويخلص. لذلك فإنه يرسل إنذارات متنوِّعة إليه لعلَّه يستفيد منها من أجل خلاص نفسه. وإنذارات اللَّه هي أجراس تنذر بخطر مُعيَّن، لكي نصحو إلى أنفسنا، ونرجع إلى اللَّه. فهي إذن لفائدتنا. وقد تكون عبارة عن ضيقات مُعيَّنة تحل بنا أو مُجرَّد كلمات إنذار. هذه الإنذارات هي من صميم مراحم اللَّه، تعطي الإنسان فرصة لمراجعة نفسه.

ومن أمثلتها: بعض الزلازل الخطيرة التي هزت بلادًا. وخاف الناس واعتبروها علامة على بداية النهاية. وكان الخوف دافعًا لهم وقادهم إلى التوبة وإلى مزيد من الحرص. إن اللَّه لا يضرب الخطاة ضربة مفاجئة تهلكهم، بل بمراحمه ينذرهم. وهنا تعجبني صلاة كان يُصلِّيها أحد الرهبان قائلًا: "لا تأخذني يا رب في ساعة غفلة".

والإنذار الإلهي قد يأتي قبل السقوط، لكي يحترس الإنسان ولا يسقط. وقد يأتي بعد السقوط، ليكون دعوة إلى التوبة. ولهذا قدَّم اللَّه لنا هذه الوسيلة، لكي ننذر أيضًا ما يمكننا إنذاره من الخاطئين، لكي يتوبوا. ومن الأسف أن الكثيرين مِمَّن عليهم المسئولية قد يتعسَّفون من الإنذار، بدافع من الخجل أو المجاملة أو العطف. وبسبب ذلك يبتعدون عن النصيحة أو الإنذار لأحبائهم ومعارفهم. وأحيانًا بدافع الخوف لئلا يتضايقوا منهم. وقد توجد أُم عطوفة على ابنها أو طفلها لا توبِّخه مطلقًا مهما أخطأ، لئلا يحزن، أو لئلا يغضب منها. وقد تفتخر بهذا الأمر وتقول: "ابني هذا لم أحزنه في شيء ما منذ ولادته"، بينما رُبَّما هذا التدليل ليفسده. بينما الحُب الحقيقي يكون في توجيهه إلى ترك أخطاءه، لكي لا يقع فيها مرَّة أخرى. وأيضًا يكون ذلك بأسلوب حكيم لا تخسره به.

لقد أنذر اللَّه العالم قبل الطوفان، فنجى من قِبَل الإنذار وأطاع، أعني نوحًا وأسرته. وقد أنذر اللَّه أيضًا فرعون مرات عديدة ، قبل أن يضربه الضربة النهائية. ولكن فرعون كان في كل إنذارات اللَّه يرفضها ويُعاند، لذلك قد هلك.

قد يأتي الإنذار من اللَّه نفسه مباشرة كما حدث في قصة الطوفان، وكما حدث كثيرًا في بعض أحداث التاريخ. وقد يكون الإنذار الإلهي عن طريق الرُّسُل والأنبياء، وعن طريق المرشدين والمُعلِّمين أو بعض الناصحين.

وقد يكون الإنذار عن طريق عقوبة تحدث تأثيرها في النَّفس. وقد يبكي إنسان بسببها ويحزن. لكن الحزن يقوده إلى التوبة. وقد يكون الإنذار الإلهي عن طريق فشل يقع فيه الشخص أو مرض أو ضيق. فيبحث عن سبب فشله كيف يُعالجه. أو قد يستيقظ إلى نفسه ويقول: " رُبَّما هذا الفشل نتيجة لتخلِّي اللَّه عني بسبب خطاياي. إنه إنذار لي لكي أصطلح مع اللَّه وأرجع إليه". وقد يمرض أحدهم مرضًا خطيرًا. فيقول لنفسه: "إنه إنذار من اللَّه، ورُبَّما الموت قريب، وعليَّ أن أتوب قبل أن أموت". لذلك فإن بعض المشاكل العويصة قد تحمل إنذارًا بالرجوع إلى اللَّه لكي يتدخَّل ويحل المشكلة.

هناك إنذارات عامة يُقدِّمها اللَّه للبشرية عن طريق الأمراض المُستعصية. مثل مرض الإيدز الذي عجز الأطباء عن علاجه. وصار إنذارًا للمنحرفين خلقيًا يخافون منه. وبالمثل لا يحدث لبعض الأمراض المستعصية الأخرى مثل فيرس C، والفشل الكبدي، وأمراض أخرى خاصة بالمخ لا علاج لها ... ورُبَّما يكون الإنذار هو موت أحد الأحباء أو الأقرباء ... إذ يتأثَّر القلب بهذا الموت. ويقول الإنسان لنفسه: "ما أسهل أن يترك الإنسان هذا العالم الفاني في أي وقت. فعليَّ أن أكون محترسًا في كل وقت".

وقد يأتي الإنذار الإلهي عن طريق أحداث مُعيَّنة: كما حدث سنة 1948 حينما هجم وباء الكوليرا على مصر وكان من ضحاياه كثيرون. ولكن الكثيرين أيضًا قادهم الخوف من الوباء إلى التوبة. ومثل ذلك ما يحدث في بلاد أخرى من كوارث طبيعية مثل البراكين أو الفيضانات أو القحط أو الحروب. ولا شكّ أن كثيرًا من الكوارث تحمل في أعماقها إنذارات للعالم لكي يرجع إلى اللَّه. ولكن الحُكماء لا ينتظرون الكوارث حتى يتوبوا. بل عليهم أن يكونوا مستعدين للقاء اللَّه في كل وقت. تجذبهم محبة اللَّه أكثر مِمَّا تخيفهم الإنذارات. أمَّا إن آتتهم الإنذارات فليستيقظوا.

وقد يكون الإنذار بطريق التأثُّر الروحي. وقد يتأثر أحدهم بقراءة روحية، أو بعظة مُعيَّنة أو بأحداث سمع عنها. وقد يكون الإنذار عن طريق توبيخ من مُرشِد روحي، أو من الوالدين، أو نصيحة من أحد الأصدقاء، أو من مقال روحي قد قرأه. على أن ردود الفعل للإنذارات الإلهية قد تتنوع من شخص لآخر، أو من شعب لآخر. وهناك نوع سريع التَّأثُّر ينتفع بالإنذار الإلهي ويستجيب له. وهناك من الناس يسمع الإنذار فيتأثَّر، ولكنه يؤجِّل التوبة وتغيير مسلكه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بلون من قساوة القلب والعناد أو التَّمسُّك بما هو فيه. وهناك نوع يتلقَّى الإنذار فيتأثر به. ولكنه ييأس. إذ تكون الخطيَّة قد سيطرت عليه تمامًا. وأصبح لا يستطيع الفكاك منها. وكأنه مستعبد للخطأ لا توثر فيه الإنذارات. أو هو يسمع الإنذار ولا يبال ويستمر في أخطائه حتى يضيع. ما أكثر الذين تعطيهم الإنذارات ولكن شهواتهم تُضلِّلهم، أو كبرياءهم وتكون عائقًا أمام استجابتهم وتقودهم إلى لون من العناد. وهناك نوع صلب الرقبة مثل بني إسرائيل الذين لم يستمعوا بقلوبهم إلى إنذارات اللَّه مرات عديدة فأسلمهم الرب إلى يد نبوخذنصر، وتمَّ سبيهم في بلاد فارس. وبكوا حينما جلسوا على أنهار بابل مُتذكِّرين صهيون!

وهناك نوع آخر يصله الإنذار، فيستهزئ ويقاوم ويعتد بنفسه.

وهناك نوع أصعب من كل أولئك فهو لا يتأثر إطلاقًا مهما سمع الإنذارات وتكون نهايته هو مثال ذلك يهوذا الإسخريوطي الذي أصبح في العالم كله مثالًا للخيانة.

أمَّا أنت أيها القارئ العزيز: إن أتاك إنذار من اللَّه في وقت ما من الأوقات، فحاول أن تستجيب وبسرعة وتستفيد من ذلك. وليساعدك اللَّه.
+++

Post: #112
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-22-2015, 04:09 PM
Parent: #111

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الخميس )
22 يناير 2015
14 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 65 : 4، 5 )
طوبى لِمَن اخترته وقبلته ليسكُن في دياركَ إلى الأبد. استجب لنا يا اللـه مُخلِّصنا، يا رجاء جميع أقطار الأرض. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 24 : 42 ـ 47 )
" اسهروا إذاً لأنَّكم لا تعلمون في أيَّةِ ساعةٍ يأتي ربُّكم. واعلموا هذا أنه لو كان ربُّ البيت يعلم في أيَّةِ ساعةٍ يأتى السَّارق، لسَهِر ولم يدع بيته يُنهَب. لذلك كونوا أنتُم أيضاً مُستعدِّينَ، لأنه في السَّاعة التى لا تعرفونها يأتي ابن الإنسان فيها. فَمَن هو يا تُرى العبد الأمين والحكيم الذي يُقيمه سيِّده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّده يجده يفعل هكذا! الحقَّ أقولُ لكُم: إنه يُقيمه على جميع أمواله.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 16,18,29 )
والربُّ يعضدُ الصِّديقينَ، يعرفُ الربُّ طريقَ الذينَ لا عيبَ فيهم، ويكون ميراثهم إلى الأبدِ، والصِّدِّيقونَ يَرِثونَ الأرضَ، ويسكنونَ فيها إلى دهرِ الدُّهورِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13 : 33 ـ 37 )
انظروا ! واِسهروا وصلُّوا، لأنَّكم لا تعرفون متى يكون الوقت. كأنَّما إنسانٌ سافر وترك بيته، وأعطى عبيده السُّلطان، ولكلِّ واحدٍ عملهُ، وأوصى البوَّاب أن يسهر. اِسهروا إذاً فانَّكم لا تعرفون متى يأتي ربُّ البيتِ، أمساءً، أم نصف اللَّيل، أم صياح الدِّيك، أم صباحاً. لئلاَّ يأتي بغتةً فيجدكم نياماً! وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهَرُوا.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 3 : 9 ـ 23 )
لأنه إذا قال ‎‎‎‎‎‎‎‎واحدٌ: " أنا لبُولُس " وآخر: " أنا لأبُلُّوس " أفلستُم جسديِّين؟ فمَن هو بولُس، ومن هو أبُلُّوس؟ بل خادمان آمنتُم بواسطتهما، وكما أعطى الربُّ لكلِّ واحدٍ: أنا غرستُ وأبُلُّوس سقى، لكن الله كان يُنْمِي، إذاً ليس الغارسُ شيئاً ولا السَّاقي، بل الله الذي يُنْمِي، والغارس والسَّاقي هما واحدٌ، ولكن كل واحد سيأخُذُ أُجرته بحسب تعبِهِ. فإنَّنا نحن شركاء عاملان للـه، وأنتم فلاحة اللـه، بناء اللـه. حسب نعمة اللـه المُعطاة لي كبنَّاءٍ حكيم ماهر قد وضعت أساساً، وآخر يبني عليه. ولكن فلينظر كل واحدٍ كيف يبني عليه. فإنه لا يستطيع أحدٌ أن يضع أساساً آخر غير الذي وُضِعَ، الذي هو يسوع المسيح. وإن كان واحدٌ يبني على هذا الأساس: ذهباً فضَّةً حجارةً كريمةً حطباً عُشباً قشاً، فسيُعلَن عمل كل واحدٍ لأن اليوم سيُظهِرهُ. لأنه بنارٍ يُستعلَن، وستمتحن النار عمل كل واحدٍ كيف ما هو. فمَن بقيَ عمله الذي بناه ثابت سينال أجرته. ومَن احترق عمله فسيخسر، وأمَّا هو فسيخلُص، ولكن كما بنارٍ. أمَا تعلمون أنَّكم هيكل اللـه، وروح اللـه ساكن فيكم؟ فمَن يُنجَّس هيكل اللـه فسيُفسِده اللـه، لأن هيكل اللـه مُقدَّسٌ الذي أنتم هو. لا يغرنَّ أحدٌ نفسه. إن كان أحدٌ يظنُّ أنه حكيمٌ بينكم في هذا الدَّهر، فَليَصر جاهلاً لكي يصير حكيماً! لأن حكمة هذا العالم جهالةٌ عند الله، لأنه مكتوبٌ: " الآخذ الحُكماء بمكرهم ". وأيضاً: " الربُّ يعلم أفكار الحُكماء أنَّها باطلةٌ ". فلا يفتخرنَّ أحدٌ بالناس، فإن كل شىءٍ لكم: إن كان بولس، أو أبلُّوس، أو كيفا ( الصفا )، أو العالم، أو الحياة، أو الموت، أو الأشياء الحاضرة، أو المستقبلة. جميعها هى لكم. وأنتم للمسيح، والمسيح لله.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 5 : 5 ـ 14 )
كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعضٍ، لأن الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطِي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم. كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوِموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كلّ نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبدِ. آمين. بيد سلوانس الأخ الأمين،ـ كما أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحقِّ التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّدِّيقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعضٍ بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل
( 18 : 24، 19 : 1 ـ 6 )
وكان يوجد يهوديٌّ اسمه أبولُّوس، إسكندريُّ الجنس، رجلٌ فصيحٌ قَدُمَ إلى أفسس مُقتدرٌ في الكتب. هذا كان تلميذاً لطريقة الربِّ. وكان وهو حارٌّ بالرُّوح يتكلَّم ويعلِّم بتدقيق ما يختصُّ بيسوع. عارفاً معموديَّة يوحنَّا فقط. وابتدأ هذا يُجاهِر في المجمع. فلمَّا سمعه بريسكِّلا وأكيلا قبلاه إليهما، وعلَّماه طريق الله بأكثر تدقيق. وإذ كان يريد أن ينطلق إلى أخائية، حضوا الإخوة وكتبوا للتَّلاميذ أن يقبلوه. فلمَّا جاء هذا نفع المؤمنين كثيراً بالنِّعمة. لأنه كان يُفحِم اليهود باشتدادٍ جهراً، مبيِّناً لهم من الكتب أن المسيح هو يسوع. فحدث إذ كان أبولُّوس في كورنثوس، أن بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية لكي يأتي إلى أفسس وجد تلاميذاً. فقال لهم: " هل قَبِلتُم الرُّوح القُدس لما آمنتم؟ " قالوا له: " ولا سمعنا أنه يوجد روح قدس ". فقال لهم: " فبماذا اعتمدتم؟ " فقالوا: " بمعمودية يوحنَّا ". فقال بولس: " إن يوحنَّا عمَّد الشعب بمعموديَّة التَّوبة قائلاً أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده، أي بيسوع ". فلمَّا سَمِعوا اعتمدوا بِاسم الربِّ يسوع. ولمَّا وضع بولس يديه عليهم حلَّ الرُّوح القدس عليهم، فطفقوا ينطقونَ بألسِنةٍ ويتنبَّأونَ.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الرابع عشر من شهر طوبه المبارك
1. نياحة القديس أرشيليدس
2. نياحة القديس مكسيموس أخي القديس دوماديوس
1 ـ في هذا اليوم تنيَّح القديس أرشيليدس. وقد وُلِدَ هذا المُجاهد بمدينة رومية، واسم والدهُ يوحنَّا وأمه سنكلاتيكي، وكانا بارين أمام اللـه، سالكين بحسب وصاياه. مات والده وهو ابن اثنتي عشرة سنة. ولمَّا أرادت أُمُّهُ أن تُزوِّجه لم يقبل فأشارت عليه أن يمضي إلى الملك ليأخذ وظيفة أبيهِ، وأرسلت معهُ غلامين بهديةٍ عظيمةٍ ليُقدِّمها إلى الملك.فلمَّا سافروا هاج البحر عليهم برياح شديدةٍ فانكسرت السفينة، فتعلقَ القديس بقطعةٍ من خشب السفينة ونجا من الغرق بعناية اللـه. ولمَّا صعدَ إلى البَرِّ وجد جثة إنسان قد قذفها الموج، فتذكر مال الناس وزوال العالم، وحدَّث نفسهُ قائلاً: ما لي وهذا العالم الزائل وماذا أربح عندما أموت وأصير تراباً. ثم نهض وصلَّى إلى السيد المسيح أن يهديهِ إلى الطريق القويم، ثم جدَّ في السير إلى أن وصلَ دير القديس رومانوس، فقدم للرئيس ما بقيَ لديه من المال. وأقام هناك سالكاً حياة التقشف والزُّهد في المأكل والملبس، حتى بلغ درجة الكمال، ومنحهُ الرَّب نعمة شفاء المرضى. ثم قطع عهداً على نفسهِ أن لا يرى وجه امرأة مطلقاً.ولمَّا طال غيابه عن والدته، ولم تعلَم من أمره شيئاً، ظنت أنَّهُ مات، فحزنت عليه كثيراً، ثم بَنَت فندقاً للفقراء والغُرباء، وأقامت في حجرة منه. وسمعت ذات يوم اثنين من التُّجار يتحدثان بخبر ابنها أرشليدس وقداسته ونسكه ونعمة اللـه التي عليه، ولمَّا تقصَّت منهما الخبر تأكدت أنَّهُ ولدها، فنهضت مسرعة إلى ذلك الدير.ولمَّا وصلت أرسلت إلى القديس تخبره بوصولها، فأجابها قائلاً: أنَّهُ قطع عهداً مع اللـه أن لا يُبصر امرأةً مطلقاً. فكررت الطلب وهددته بأنَّهُ إذا لم يسمح لها برؤيته، مضت إلى البرِّيَّة لتأكلها الوحوش. ولمَّا عرف أنها لا تتركه، كما أنَّهُ لا يقدر أن ينكث عهده، صلَّى طالباً من السيد المسيح أن يأخذ نفسه. ثم قال للبواب دعها تدخل، وكان اللـه قد أجاب طلبه، إذ أنَّ أمُّهُ لمَّا دخلت وجدَتهُ قد أسلَّم الرُّوح، فصرخت باكية وطلبت إلى اللـه أن يأخذ نفسها أيضاً، فاستجاب اللـه طلبتها. ولمَّا قصدوا أن يفرقوا بين جسديهما سمعوا صوتاً من جسده يقول: اتركوا جسدي مع جسد والدتي، لأنَّني لم أُطيِّب قلبها بأن تراني. فوضعوا الاثنين في قبر واحد. وقد شرَّف اللـه هذا القديس بعمل آيات كثيرة.صلاته تكون معنا. آمين.
2 ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح القديس مكسيموس أخي القديس دوماديوس ولدي والندنيانوس ملك الروم.صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 30-31 )
فَمُ الصِّدِّيق يتلو الحِكمة. ولِسَانُه يَنطقُ بالحُكْمِ : ناموسُ اللهِ في قلبهِ. ولا تتعرقلُ خطواتُه. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 16 : 1 ـ 12 )
وقال أيضاً لتلاميذه: " كان إنسانٌ غنيٌّ له وكيلٌ، فوشِيَ به إليه بأنه يُبَذِّر أمواله. فدعاه وقال له: ما هذا الذي أسمعه عنكَ؟ أعطني حساب الوكالة لأنَّك لا تكون وكيلاً بعد. فقال الوكيل في نفسه: ماذا أفعل؟ سيِّدي يأخذ منِّي الوكالة. ولستُ أستطيع أن أنقب وأستحي أن أسأل صدقة. قد علِمتُ ماذا أصنع، حتَّى إذا عُزلتُ عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم. فدعا كل واحدٍ من مديوني سيِّده، وقال للأوَّل: كـم عـليـك لسـيِّدي؟ أمَّـا هو فقال: مئة قفيز ( بثِّ ) زيتٍ. فقال: خُذ صكَّك واجلس عاجلاً واكتُب خمسين. ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟ فقال مئَة كرِّ قمح. فقال له: خُذ صكَّك واكتُب ثمانين. فمدح السيِّد وكيل الظُّلم إذ بحكمةٍ صنع، لأنَّ أبناء هـذا الدَّهر أحكم من أبناء النُّور في جيلهم. وأنا أقول لكم: اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظُّلم، حتى إذا فَنِيتُم يقبلونكم في المظالِّ الأبديَّة. الأمين في القليل يكون أميناً أيضاً في الكثير. والظَّالم في القليل ظالمٌ أيضاً في الكثير. فإنْ لم تكونوا أُمناء في مال الظُّلم، فمَن يأتمنكُم في الحقِّ؟ وإنْ لم تكونوا أُمناء في ما هو للغير، فمَن يُعطيكُم ما هو لكم.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #113
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-22-2015, 08:55 PM
Parent: #112

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 4-7-2010

الروح وليس الحرف

المقصود بوصايا الله هو روح الوصية وليس مجرد حرفيتها، لكن هناك وصايا واضحة جدًا من جهة الحرف مثل وصية‏:‏ لا تقتل، أو لا تزن، أو لا تسرق، ويمكن الدخول في بعض تفاصيل هذه الوصايا مثلا، وتبقي حرفيتها قائمة، وكما تقول القاعدة‏:‏ لا اجتهاد مع النص، مادام النص واضحًا تمامًا‏.‏

ـ ونحن في هذا المقال نود أن نشرح روحيا المقصود ببعض الوصايا العامة التي لا يمكن الاكتفاء فيها بمجرد النص، وإنما يجب الدخول في عمق روحانيتها‏.‏

ـ من جهة العطاء ‏(أو الصدقة‏):‏ المفروض هو الروح وليس الحرفية، فالإنسان الروحي يعطي من قلبه بكامل حبه، قبل أن يعطي من جيبه، فالعطاء إذن هو مجرد تعبير عن المشاركة القلبية في احتياجات الآخرين، ولا تعطي الإنسان لمجرد الإحراج، أو لمجرد تنفيذ الوصية، بغير مشاعر وبغير روح، وفي روح الوصية حينما يعطي يجب أن تعترف داخل نفسك بأن المعطي الحقيقي هو الله، وهو الذي أعطاك لكي تعطي غيرك، وهو الذي أعطاك الرغبة في العطاء، وأنت مجرد موصل عطايا الله للآخرين، لأنه ليس من عندك الذي تعطيه، إنما هو من عند الله، وهكذا لا يفتخر أحد إذا أعطي، وأيضا روح العطاء يعني أنك تعطي إخوتك في البشرية، فلا تدقق في الحساب معهم، ولا تعاملهم بطريقة سيئة كأنك تحسن إليهم‏!‏ واعرف أن القلب إن لم يشترك بحب وفرح في وصية العطاء، يكون في عطائه مجرد الحرفية وليس الروح‏.‏

ـ نقول الكلام نفسه عن الخدمة الاجتماعية‏:‏ كثير من الناس يأخذون من هذه الخدمة حرفيتها أو شكلياتها دون روحها، وينسون في ذلك أنها خدمة وليست مجالا لإظهار الذات، ولا يجوز أن تختلط بحب السيطرة والنفوذ، أو أن تصبح مجرد أعمال إدارية ومالية دون روح، ويجب علي العامل في الخدمة الاجتماعية أن يذكر أنه خادم للآخرين، وليس مسيطرا عليهم‏.‏

ـ فالصوم مثلا ليس هو مجرد الصوم عن الطعام، فهو في روح الوصية يحمل معني ضبط النفس، والارتفاع عن مستوي شهوة الجسد، فقد يصوم شخص عن الطعام، ولا يصوم عن متعة جسده بالتدخين، وتبقي هذه العادة مسيطرة عليه علي الرغم من صومه، وهو هنا يكون قد دخل في شكلية الوصية وحرفيتها دون روحها، وإن كان الصوم يحمل معني المنع أيضا، فالمفروض أن يشمل هذا المنع كثيرا من الأخطاء، فيمنع نفسه عن أخطاء كثيرة‏.‏

وهكذا يدخل في صوم اللسان عن الكلام الرديء، وصوم العقل عن أخطاء الفكر، وصوم القلب عن الشهوات الرديئة، وتصبح فترة الصوم تدريبا روحيا علي خطايا كثيرة يمتنع عنها في أثناء صومه، وبتوالي ذلك يتحول هذا المنع إلي منهج حياة‏.‏

نقول ذلك لأن كثيرين يصومون ولا يستفيدون، لأنهم يسلكون في صومهم بطريقة حرفية شكلية، دون الدخول إلي روح الصوم وما يريده الله منه، وهكذا قد يرجع البعض في نهاية فترة الصوم إلي عادته السابقة، ويذكرني ذلك بقول أمير الشعراء أحمد شوقي‏:‏

رمضان ولي هاتها يا ساقي مشتاقة تسعي إلي مشتاق

ومعني ذلك أنه لم يستفد من الصوم في منع نفسه عن زجاجة الخمر إلا مؤقتا، فما إن انتهي صومه حتى عاد إلي اشتياقه إلي الشرب مرة أخري، فأخذ حرفية الوصية دون أن يدخل في روحانيتها، وهكذا نري أن البعض كانت أجسادهم صائمة، بينما أرواحهم مفطرة‏.‏

* كذلك السجود أيضًا‏:‏ الإنسان الروحي لا يدخل في حرفية السجود، إنما في روحه، فليس السجود مجرد انحناء الجسد إلي الأرض، إنما أيضا انحناء الروح مع الجسد، فلا يقتصر الأمر علي خشوع الجسد، إنما أيضا خشوع الروح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والذي يكتفي بمجرد حرفية المعني من السجود دون روحه، لا يكتسب خشوعا لا في الجسد ولا في الروح، وأنت يا أخي حينما تسجد أمام الله ليكن في قلبك وذهنك الشعور بأنك تراب ورماد، تنحني أمام خالقك الذي صنعك ومنحك هذا الجسد الذي تسجد به‏.‏

أيضا الصلاة حرفيًا يظنها البعض أنها الحديث مع الله، ولكن ما هي الصلاة الروحية؟ من واقع عبارة الصلاة واضح أن معناها الصلة بالله، وقد يصلي إنسان، أو يظن أنه يصلي، بينما لا توجد هذه الصلة بينه وبين الله‏!!‏ إنه يكلم الله بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنه بعيدا‏!‏ والله يريد القلب قبل كل شيء، أتظن يا أخي أنك تصلي، بأنك تحرك شفتيك أمام الله؟‏!‏ بينما تكون الصلاة بلا روح، ولا مشاعر، ولا خشوع، ولا اتضاع، وربما لا تعني عمق ما فيها من ألفاظ، أتريد أن ترضي ضميرك من جهة الصلاة، حتى ولو كانت هكذا؟ أم تصلي بروحك، وتصلي بذهنك، وتقصد كل كلمة تقولها في صلاتك، صدق أحد الآباء الكبار حينما قال عن مثل تلك الصلاة التي بلا روح‏:‏ إذا حوربت بمثل هذه الصلاة، فقل لنفسك‏:‏ أنا ما وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظا‏!!

ذلك لأن كثيرين يهمهم أن يطيلوا الصلاة بغير فهم، ويفرحوا بهذا‏!‏ دون أن يدخلوا في عمق المعاني التي في ألفاظ الصلاة، وبالمثل يفعلون ذلك في كل التراتيل والتسابيح، المهم عندهم هو الحرف وليس الروح، وتستريح ضمائرهم لأنهم قاموا بواجبهم الروحي في العبادة، بينما لم تصعد تلك الصلوات إلي الله، ولا تلك التسابيح، لأنه في كل ذلك لم تكن هناك صلة بينهم وبين ربهم، ولم تشترك الروح ولا القلب في أثناء الصلاة‏.‏

* في السلام أيضا‏:‏ غالبية الناس يسلمون علي غيرهم، وليس في قلوبهم سلام، إنما يأخذون من كلمة السلام حرفيتها فقط دون روح هذا السلام، وما أكثر ما نقوله في هذا المجال من كلام، ومن تحيات، ومن مجاملات، لمجرد الحرف وبلا روح، لذلك ينبغي أن يكون سلامنا مع الناس بالروح والحق، وبالحب والتعاطف وحسن التعامل، علي أن يكون كل ذلك من عمق القلب‏.‏

* الناس أيضا ربما لا يفهمون معني الراحة الحقيقية، فيظن الشخص أنه يهم براحته شخصية بينما المعني الحقيقي أن يجد راحته في إراحة الآخرين، وفي راحة ضميره من نحو نفسه، ومن نحو واجبه حيال غيره، إذن ما يتصف علي المعني الحرفي للراحة، بل علي معناه الروحي، إذ فيها يريح روحه، ويريح كل من يتصل به‏.‏
+++

Post: #114
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-22-2015, 11:08 PM
Parent: #113

أحبائى الكرام ..

أود أن أسلط الضوء على بعض المتنصرين ..
حتى تتعرفوا على وجهات النظر من الذين
تركوا الإسلام .. ارجو إعتبار هذا الموضوع ..
اختباراً لمستوى تفكير الآخرين .. وليس تكفيراً للاخرين ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=NRIjqvqh6Lswww.youtube.com/watch?v=NRIjqvqh6Ls

هذا هو برنامح سؤال جرئ .. و موضوع الأخ الحبيب محمد حجازى ..
الرب يبارك حياته .. وحياة أسرته .. وحياتكم أحبائى ..

الرب يبارك حياتكم مرة أخرى ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #115
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-23-2015, 03:20 PM
Parent: #114

أحبائى الكرام ..

اليوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

بعد قليل ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..

http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #116
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-23-2015, 05:52 PM
Parent: #115

مرة أخرى ..
أحبائى الكرام ..

الآن ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..

http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات قبل فوات الأوان ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #117
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-24-2015, 01:10 AM
Parent: #116

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 11-7-2010

النجاح: أنواعه ودرجاته


كلمة النجاح كلمة مُفرحة. والإنسان الناجح يكون فرحًا بنجاحه وسبب فرح لأسرته وأحبائه وللمجتمع المحيط به. وهناك أنواع من النجاح تكون فرحة للوطن كله. كما أن نجاح الإنسان روحيًا يكون سبب فرحة للملائكة وأرواح القديسين. ونتكلَّم حاليًا عن الفرح بمناسبة النتائج الدراسية وما تعلنه من نجاح كثير من التلاميذ.

* والنجاح كما يضم هؤلاء الصغار يضم أيضًا مَن حصلوا على جائزة نوبل، مثل الأديب نجيب محفوظ، والعالِم أحمد زويل، وكل مَن قدموا بحوثًا ناجحة، أو اختراعات تمَّ الاعتراف بها. كل أولئك كانوا سبب فرح لبلدهم ووطنهم.

فلا يكفي إذن مُجرَّد النجاح، إنما أيضًا التفوق والذَّكاء والنبوغ والعبقرية الذي يرفع رأس الجميع ويكون أيضًا سببًا للفخر وللإعجاب.

* ونحن لا نقصد بالنجاح مُجرَّد النجاح العلمي فقط، وإنما كل نجاح في كل الميادين: كنجاح المحامى إذا كسب قضية مُعيَّنة، ونجاح الطبيب في علاج مريضه، ونجاح العامل في إتقان عمله، ونجاح الفنان في إتقان دوره، ونجاح الوالدين في تربية أبنائهم، ونجاح فريق الكرة في كسب المباراة. وقد رأينا كيف أن بعض رؤساء الدول يرقصون فرحًا في نجاح فريقهم بالمونديال... كذلك يكون الفرح بأي اقتراح ناجح، أو أية فكرة ناجحة، أو أي مشروع يُلاقى نجاح.

* وكما يكون الفرح بالنجاح، يزداد الفرح أكثر بدرجة النجاح. فهناك فرق بين تلميذ ينجح نجاحا عاديًا، وبين آخر ينجح بتفوق وبامتياز. وأكثر منهما في سبب الفرح الأوائل حيث يكونون سبب فرح عميق لكل مُن يتصل بهم.

وعكس ذلك كله الفشل والرسوب وما يُسبِّبه من حزن ومن انهيار أحيانًا.

* والنجاح هو صفة من صفات الإنسان الروحي، الذي يكون ناجحًا في كل شيء، وكل ما يعمله ينجح فيه. فإن مقومات النجاح تكون في شخصيته لا تفارقه في كل ما يمارسه من أعمال. فيكون ناجحًا في وظيفته، وناجحًا في كسب احترام وثقة مَن يتعامل معهم. ويكون ناجحًا في أخلاقيته، وناجحًا في حياته العائلية، وناجحًا في رسالته وفي مهمته. ناجحًا أيضًا في ملاقاة الصعاب وفي حل المشاكل التي يتعرَّض لها، وناجحًا في النجاة من المكائد والمؤامرات. ولا يؤثِّر عليه شيء، بل يجتاز كل ذلك في نجاح.

* والتاريخ يعطينا يوسف الصديق كمثال، إذ كان ناجحًا ومحبوبًا في كل وضع: كان ناجحًا كابن في أسرة نال محبة والديه، وناجحًا كخادم في بيت ذلك المصري، وناجحًا كسجين يلتف حوله زملائه ويستشيرونه في مشاكلهم. كما كان ناجحًا كوزير ائتمنه فرعون على إدارة البلاد أيام المجاعة.

بلا شك أن هناك أمثلة كثيرة للناجحين في كل مراحل التاريخ: من القادة الناجحين في الحروب الذين أنقذوا بلادهم ورفعوا شأنها. ومن الفلاسفة والكُتَّاب الذين خلدت أسماؤهم وحفظ التاريخ تراثهم، ومن العُلماء الذين انتفع العالم بعلمهم على مر الأجيال وحتى الآن. ولا ننسى أيضًا المصلحين الاجتماعيين ومؤسسي الجامعات، وأصحاب الأنشطة المتعددة في مجالات كثيرة.

* على أننا في موضوع النجاح لا تهمنا كثيرًا البداية، إن كانت فاشلة أحيانًا. إنما تهمنا النهاية التي يحصل عليها الإنسان الناجح. فالإنسان الناجح كثيرًا ما تُقابله صعاب ومشاكل تعطله. لهذا كله لا تتعب مطلقًا، إن لم تحصلوا على النجاح في بداية الطريق. فالنجاح يحتاج إلى صبر وإلى مثابرة. أمَّا الإنسان الذي يدركه الملل والضجر والضيق، فهذا لا يستطيع أن ينجح. أمَّا الإنسان الروحي فلا يقلق، وإنما ينتظر ثمرة كفاحه حتى تنضج.

* والإنسان الروحي يكون ناجحًا أيضًا في داخل نفسه: يكون ذا نفسية قوية لا تتزعزع ولا تضطرب ولا تخاف. يكون ناجحًا في قلبه وفي أعصابه وفي إرادته. وقبل كل شيء يكون ناجحًا في علاقته مع الرب خالقه. ويسير في حياته كسهم نحو هدف، يصل إلى غايته بدون انحراف. ومهما هاجت الأمواج على سفينته، لا يضعف ولا يفشل من الداخل. ولا يلين إيمانه في إمكانية النجاح على الرغم من كل العراقيل التي تحاول أن تسد الطريق أمامه. بل يجد لذة في الانتصار على تلك العقبات، بنعمة من اللَّه. ونجاحه على الرغم من الصعاب يكون له فرح أكبر، ويعطى خبرة روحية عميقة في عمل اللَّه معه.

* والنجاح أيضًا يحتاج إلى حكمة وذكاء. فكثيرون يفشلون في حياتهم الروحية أو المادية أو العائلية أو في معاملتهم، كل ذلك بسبب نقص في الحكمة وفي حُسن التَّصرُّف، أو بسبب عدم وضوح الطريق أمامهم. فأمثال هؤلاء يحتاجون إلى إرشاد من مرشدين، لهم عقلية واعية حكيمة. ويحتاجون إلى صلاة لكي يرشدهم اللَّه في طرقهم.

* والنجاح يحتاج إلى عمل دؤوب. لأن الذي يزرعه الإنسان إيَّاه يحصد. ويحتاج النجاح أيضًا إلى صمود حتى النهاية. والإنسان الناجح إن فاتته فرصة يلتمس غيرها. وهو لا ييأس أبدًا. بل على العكس إن فشل في الخطوات الأولى، يعود فيقوم. وهو باستمرار يضع أمامه قصص الناجحين لكي يكونوا مُثلًا عليا يقتدي بهم، ويعرف وسائل نجاحهم في الحياة. وهو يحتاج في نجاحه أيضًا إلى بركة من اللَّه، وبركة من والديه.

وفي موضوعنا هذا لابد أن نُفرِّق بين النجاح الحقيقي والنجاح الزائف. فنجاح فتاة في إغراء أحد الشبان، هو نجاح زائف ومثله نجاح شاب في إسقاط فتاة. ومن أمثلة النجاح الزائف أيضًا نجاح شخص ماكر خبيث يخدع إنسان بسيط، ويفرح قائلًا: "قد نجحت اللعبة". وهنا تقف أمامنا مشكلة منذ القديم وهى: "لماذا تنجح أحيانًا طرق الأشرار؟ وقد اطمأن الغادرون غدرًا؟! "، هنا ونذكر مثالًا ذكره القديس أغسطينوس إذ قال: "إن نجاح الأشرار كالدخان الذي يرتفع إلى فوق وتتسع رقعته وفي كل ذلك يتبدد. أمَّا النار فتبقى تحت لا تعلو مثل الدخان. ولكنها تظل في قوتها وحرارتها وفاعليتها، لا تتبدد مثله في الارتفاع". لذلك فنجاح الأشرار هو نجاح زائف ومؤقت، وبطُرُق شريرة.

المهم إذن هو النجاح الحقيقي الذي يُباركه اللَّه ويفرح به الناس.
+++

Post: #118
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-24-2015, 04:13 PM
Parent: #117

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 18-7-2010

محبتنا لله


الفضيلة الأولى والكُبرَى هي أن نحب اللَّه من كل القلب ومن كل الفكر. وإن أحببناه نفعل في كل حين ما يُرضيه. وبالمحبة نُطيع وصاياه، لا عن قهر ولا عن خوف وإنما عن حُب للَّه ولوصاياه. فالدين يا إخوتي، ليس مجرَّد حلال وحرام! أو مُجرَّد أوامر ونواهي، بقدر ما هو حُب نحو اللَّه والناس. ومن هذا الحُب ينبع كل خير، وتصدر كل فضيلة. والشخص الذي لا يُحب اللَّه والناس، ليس هو إنسانًا مُتدينًا بالحقيقة، مهما كانت له صلوات وأصوام، وقراءات وتأملات وعطاء وخدمة للآخرين. ولا نظن أن الدين هو مُجرَّد واجبات أو فروض، أو وصايا نرغم أنفسنا عليها لكي نظهر مطيعين لأوامر اللَّه، أو لكي نكون أبرارًا في أعين أنفسنا. بل نحن نحب اللَّه كما أحبنا من قبل حتى قبل أن نُوجَد. ومن أجل هذا الحُب أوجدنا. ونحب اللَّه لأنه يرعانا باستمرار، ويكفل كل احتياجاتنا. ومن فرط جوده يعطينا قبل أن نطلب، ويعطينا فوق ما نطلب إن طلبنا.

* إننا نحب اللَّه، ونحب كل الناس داخل محبتنا له. ولا نسمح بوجود محبة في قلوبنا تتعارض مع محبة اللَّه أو تفوق محبتنا للَّه. حتى محبتنا لأنفسنا لا نجعلها في المرتبة الأولى، فمحبة اللَّه هي قبل كل شيء. ولا يجوز أن أية شهوة أو رغبة ندعها تفصلنا عن محبة اللَّه. وكل محبة تُنافس اللَّه في قلوبنا، تكون محبة غريبة خاطئة لا نسمح بها لأنفسنا. إن قلوبنا هي ملك للَّه وحده، فلا يجوز أن نعطيها لغيره. ولكننا نحب جميع الناس داخل محبتنا للَّه.

* إن الذي يُحب اللَّه، يحب أن يتكلَّم معه، وهكذا يحب الصلاة. ويرى الصلاة ـ من واقع اسمها هي مُجرَّد صِلَة باللَّه. إنها اشتياق إلى اللَّه، وإلى البقاء في حضرته، وهى مذاقة حلوة لأرواحنا تسمو بها في أجواء عُليا أرفع من مستوانا. ومن أجمل ألفاظ الصلاة أن يقول الشخص: أعطني يا رب أن أحبك، وأيضًا علِّمني يا رب كيف أحبك، درِّبني على محبتك، ودرِّجني في محبتك. اسكب محبتك في قلبي. وانزع من قلبي كل محبة تتعارض مع محبتك، حتى يصير القلب كله لك وحدك. وأيضًا اجعل محبتك هي التي تشغلني وتملك قلبي، وهى التي تقود كل تصرفاتي. وتمنحني أن أُحب الناس جميعًا. بهذا الشعور لا تكون الصلاة واجبًا أو فرضًا، بل تكون متعة للروح وللفكر. والقديسون الذين ذاقوا هذه المتعة، كانوا يحبون الكلام مع اللَّه أكثر من الكلام مع الناس بما لا يحد.

* إن الذين أحبوا اللَّه، أحبوا ملكوته. وأحبوا الأبدية التي يحيون فيها معه. ولم تعد محبة العالم والمادة تشغلهم. بل أيقنوا تمامًا أن كل شهوات العالم زائلة تنتهي بعد حين. أمَّا محبة اللَّه فتبقى إلى الأبد. شهوات العالم سطحية، أمَّا محبة اللَّه فلها عُمق، ولها قدسية، وترفع مستوى الإنسان، في حين أن شهوات العالم تهبط بمستواه... والإنسان الروحي يقول: كلما أحبك يا رب، ترفعني إليك، لأعيش السماويات. أمَّا إن أحببت هذا العالم الحاضر، فإنه يهبطني معه إلى الأرض إلى التُّراب والأرضيات.

* ما أجمل التَّأمُّل في صفات اللَّه، إنها تغرس محبته في قلوبنا... اللَّه المُحب الطيِّب الشفوق، الطويل الروح، الكثير الرحمة، الجزيل التَّحنُّن. الذي لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا... اللَّه الكُلِّي القداسة، الكُلِّي الحكمة، الكُلِّي القدرة، الذي فيه كل كنوز الحكمة والعِلم.

* إننا نحب اللَّه الذي هو أقوى من الكل. وهو الذي يحرسنا ويسندنا. تشعر النفس المُحبة له أنها في حمايته، محاطة بقوة عجيبة، لا يقدر عليها عدو مهما بلغ من جبروت، ولا حتى الشيطان في كل حيلة وحروبه، هو لا شيء أمام قوة اللَّه الحافظة لنا. وهكذا فإن محبة اللَّه تطرح الخوف إلى خارج قلوبنا. فلا نخاف الدينونة، ولا نخاف الناس، ولا الخطية، ولا الشيطان.

* إن محبتنا الحقيقية للَّه تجعلنا ننتصر على جميع العوائق. ولعل العائق الأول هو الذات، الـEgo. فكثير من الناس يحبون ذواتهم أكثر من محبتهم للَّه!! ذاتهم هي الصنم الذي يتعبدون له، ويبحثون باستمرار عن رغبات هذه الذات وشهواتها، ورفعة الذات ومجدها، وكرامة الذات وانتقامها لنفسها، وعظمة هذه الذات ومديح الناس لها... وفي سبيل ذلك ما أكثر الخطايا التي يقترفونها، ويبعدون بها عن اللَّه ومحبته. ولذلك يضع أمامنا اللَّه -تبارك اسمه- فضيلة إنكار الذات.

* وكثيرًا أيضًا ما تقف المادة ضد محبة اللَّه، كالمال مثلًا. فإن كنت تملك مالًا، لا تجعل هذا المال يملكك. أنفقه في محبة اللَّه والناس، فيكون لك كنز في السماء.

* الجسد أيضًا تقف شهواته أحيانًا ضد محبة اللَّه. لذلك فإن شهوات الجسد ضد شهوة الروح. العجيب أن غالبية الناس يهتمون براحة أجسادهم أكثر من راحة الروح.

* كذلك أيضًا المشغوليات تعطلنا أحيانًا عن محبة اللَّه... إذا استطاعت هذه المشغوليات أن تستولي على كل الوقت وكل الاهتمام، وتشغل الفكر والعواطف بحيث لا تبقى مجالًا للانشغال باللَّه في صلاة أو في تأمُّل، أو في قراءة كلمة اللَّه، أو حضور الاجتماعات الروحية. وهكذا تبعدنا المشغوليات عن الوسائط الروحية التي تعمق محبة الله في قلوبنا. نصيحتي لك أن تمسك بميزان دقيق، وتجعل لكل مشغولياتك حدًا لا تتعداه. فلا تضغى كفتها على حياتك الروحية. لأنه: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!". اهتم إذن بمحبة الله وبالوسائط التي تؤدى إليها. ولتكن لها المكانة الأولى في قلبك. وحينئذ يكون لك فرح كبير لأنك وجدت الطريق الذي يوصلك إلى الله وإلى محبته. وبذلك تصل إلى محبة الفضيلة والقداسة. وكما قال بعض الآباء: "إن القداسة هي استبدال شهوة بشهوة. إذ يترك الإنسان شهوة العالم والمادة والجسد، لكي يتمتع بشهوة الوجود في حضرة اللَّه والتَّمتُّع بعشرته فيشتهي كل ما يتعلق بالحب الإلهي، وكل ما يوصله إليه، ويجد في ذلك لذَّة وفرحًا لا تُقارن به كل ملاذ الدنيا".
+++

Post: #119
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-24-2015, 08:01 PM
Parent: #118

أحبائى ..
وهذه حلقة .. خاصة مع المتنصرة ..
أمانى ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=yyzKk_9AJl8www.youtube.com/watch?v=yyzKk_9AJl8

شاهدوا هذا الإختبار الجميل .. بكل بساطة ..

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #120
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-25-2015, 00:22 AM
Parent: #119

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 25-7-2010

نحبه بسبب إحساناته إلينا


تكلَّمنا في العدد الماضي عن محبتنا للَّه. ونوِد اليوم أن نذكر بعض الأسباب التي تقودنا إلى محبة اللَّه. ولعل من أولها تذكار إحساناته إلينا وإلى أحبائنا.

وهذا أمر واضح. فإنك إن تذكرت جميل إنسان عليك، أو إنقاذه لك، أو وقوفه إلى جوارك في ضيقاتك، لابد ستحبه. وإن استمر في ذلك فسوف تتعمَّق محبته في قلبك... فكم بالأولى إحسانات اللَّه التي لا تُعَد!! وهذا الأمر اختبره داود النبي فقال في أحد مزاميره:

"باركي (سبحي) يا نفسي الرب ولا تنسي كل إحساناته".

* وأوَّل إحسانات اللَّه إليك إنه خلقك، أي منحك نعمة الوجود. خلق التراب أولًا، ثم جبلك من هذا التراب. وأتذكَّر إنني قلت بضعة أبيات في هذا الأمر هى:

يا تراب الأرض يا جدي وجد الناس طرّا
أنت أصلي، أنت يا مَن أقدم من آدم عمرًا
ومصيري أنت في القبر إذا وُسّدتُ قبرًا

على أن كرم اللَّه لم يكتفِ بأن يمنحك الوجود، بل أضاف إلى ذلك عقلًا منحه إياك، بما يحمل هذا العقل من إمكانيات التفكير والفهم والاستنتاج والذكاء، وقدرة هذا العقل على الاختراع والإنشاء وأمور عالية جدًا. ولكن الإنسان للأسف الشديد بدلًا من أن يشكر اللَّه على كل هذه الإحسانات، فإنه يتكبَّر ويتعالى ويقول: أنا... أنا... وعن هذا الأمر قلت في بعض أبيات من الشعر:

قُل لِمَن يعتز بالألقاب إن صاح في فخره من أعظم مني
أنت في الأصل تراب تافه هل سينسى أصله مَن قال إني...؟!

إن الذي ينسى إحسانات اللَّه هو الذي يفتخر بذاته وبمواهبه... سواء كان له عقل أو ذكاء أو حكمة، أو جمال وجه أو جمال صوت، أو مواهب فنية أو حتى جمال خط... مع مواهب أخرى روحية، وما أعطاه اللَّه من نعمة في أعين الناس، ومحبته في قلوب الآخرين... والأولى أن يتذكَّر أن كل هذه هي من إحسانات اللَّه إليه. عليه أن يشكر اللَّه ويحبه الذي منحه كل ذلك. ويقول في صلاته: كم أحبك يا رب من أجل هذه النِّعم التي أعطيتني إيَّاها! أو كم ينبغي أن أحبك.

وأيضًا تحب اللَّه من أجل إحساناته إلى أصدقائك وزملائك وأحبائك، بل من أجل إحساناته أيضًا إلى الوطن وإلى بلادها كلها... فمن العجيب أننا في الكوارث، نذكر من حلَّت بهم المصائب فنحزن ونتضايق. وفي نفس الوقت لا نذكر أحباءنا ومعارفنا الذين أنقذهم الرب من ذلك وخلَّصهم بوسائل تكاد تكون ضمن المعجزات.

* لذلك اجلس إلى نفسك وتذكَّر إحسانات اللَّه إليك، منذ ولادتك وإلى الآن. اذكر إنقاذه لك من أمراض أصبت بها ومن أمراض أبعدها عنك، وكان يمكن أن تصاب بها... إنقاذه لك من مشاكل ومن ضيقات ومن أناس أشرار ومؤامرات دبروها ضدك... وأشكر اللَّه من أجل كل ذلك.

اذكر أيضًا ستر اللَّه عليك في خطايا ارتكبتها، لو عرفها الناس ما كانوا يحترمونك. ولكن اللَّه الذي يعرف خطاياك كلها، والتي لا يعرفها أحد غيره، مع ذلك يستر ويغفر.

* بل إن إحسانات اللّه إليك قد سبقت ولادتك أيضًا: فكان من الممكن أنك لا تولد، ولا تأتي إلى عالم الوجود، لأي سبب يتعلَّق بأبيك أو بأمك. وكان ممكنًا أن ترث وأنت جنين بعض الأمراض، أو بعض النقائص. ولكن اللَّه حفظك منها جميعًا. ومنحك أن تولد إنسانًا سويًا جسدًا وعقلًا ونفسًا. فهل يجوز لك أن تنسى كل هذا؟! إنك لو ذكرت جميل اللَّه عليك في تلك الفترة، لازددت حبًا له. وأُذكر أيضًا حفظ اللَّه لك في طفولتك، وكيف أن اللَّه جعل هذه الفترة من حياتك تمر بسلام، وأتى بك إلى هذه الساعة التي تقرأ فيها هذا المقال... علينا أن نحب اللَّه إذن ونشكره لأننا لا نزال أحياء، حتى هذه الساعة... كم اجتاحت العالم أوبئة وأمراض، ونحن نجونا منها. وكم كانت البلاد أحيانًا مهددة بجفاف، والرب أرسل المطر ونجى. ولا يزال اللَّه يعطينا فرصة لنعمل من أجل أبديتنا... علينا إذن أن نشكر اللَّه ونحبه. لأنه لم يأخذنا من العالم، ونحن في حالة غفلة، أو متلبسين بخطيئة. الأمر الذي يسبب الهلاك في هذا العالم وفي العالم الآتي إذا كان الموت يأتي بدون توبة. قُل إذن في صلاتك: أنا أحبك يا اللَّه من أجل طول أناتك عليَّ، وصبرك وإحسانك إليَّ، على الرغم من كثرة إساءتي إليك وكسري لوصاياك.

* إذا أردت أيضًا أن يمتلئ قلبك بمحبة اللَّه، لا تنسب إحساناته إلى غيره، لا تنسبها إلى الناس أو إلى نفسك... فكثيرًا ما أنجح اللَّه عملك، فكنت تنسب النجاح إلى ذكائك وقدرتك، وتنسى اللَّه الذي ساعدك وأعانك! وكثيرًا ما كان اللَّه يُرسل إليك إنسانًا ينقذك فتنسب كل الفضل إلى ذلك الإنسان، وتنسى اللّه الذي أرسله إليك!... وقد تمرض وتحتاج إلى عملية جراحية خطيرة، ويجريها لك أحد الأطباء المشهورين وتنجح العملية وتشفى. وتعزو بشفائك إلى نبوغ الطبيب وخبرته العالية، وتنسى اللَّه الذي أمسك بيد الطبيب وقاد عقله ومنحه الموهبة... وفي نسيانك للَّه وعمله، تفقد الشعور بإحسانه إليك، وتفقد سببًا تحبه به.

* والعجيب أننا فيما ننسب الخير الذي نناله من اللَّه إلى غيره، فإننا ننسب كل مشاكلنا إلى اللَّه..!! وكل مصيبة تحل بنا ننسبها إلى اللَّه، ونعاتبه عليها. ونظل نشكو لكل أحد ونقول إن اللَّه أهملنا، فأين رحمته إذن وحنانه؟! وقد تكون تلك المشكلة بسبب الناس الأشرار، ولكننا ننسبها إلى عدم محبة اللَّه لنا!! وقد تكون المشكلة بسبب إهمالنا نحن أو أخطائنا، ولكننا ننسبها إلى اللَّه أيضًا!! أما أنت يا أخي، فكل بركة تأتيك، انسبها إلى اللَّه، لا إلى الناس ولا إلى نفسك. وكل مشكلة تصيبك، أرجعِها إلى أسبابها الطبيعية الحقيقية. ذلك لأن اللَّه هو مصدر كل خير، ولا يأتي شر من جهة اللَّه إطلاقًا... إنه الذي يظل يحسن إلينا حتى إن نسينا إحساناته.

* إن إحسانات اللَّه تصل بنا إلى الشكر عليها. والشكر يوصلنا إلى محبة اللَّه، وليس إلى مجرد الفرح بإحساناته وإنما نرى أن إحسانات اللَّه دليل على محبته لنا، فنبادله حبًا بحب.
+++

Post: #121
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-25-2015, 11:04 PM
Parent: #120

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 1-8-2010

نحب الله بتأمل صفاته الجميلة

إنك يا أخى القارئ، قد تحب شخصًا أحيانًا، لمجرد أن صفة معينة فيه تجذبك إليه. كأن يكون إنسانًا شهمًا، أو خفيف الظل مرحًا، أو يكون إنسانًا ذكيًا أو قوى الشخصية... إنما مجرد صفة واحدة تجذبك إلى محبته... فكم بالأولى الله سبحانه، الذي تجتمع فيه كل الصفات الجميلة، وعلى درجة غير محدودة من الكمال!! لا شك أنك كلما تأملت صفة من صفات الله الفائقة الوصف، ستجد نفسك تحبه.

* هناك صفات يتميز بها الله وحده، ولا يشترك فيها أي كائن آخر. مما يجعلنا نقف في ذهول ونحن نتأمل الله الأزلي الذي لم يسبقه أحد. أو الله الخالق الذي صنع كل شيء من لا شيء. أو الله الواجب الوجود... الله الحاضر في كل مكان، وقبل مستوى الأزمان. الله غير المحدود، وغير المدرك، وغير المرئي، وغير المحوى، الله العارف بالخفيات، وفاحص القلوب والأفكار. الذي يسبحه غير المرئيين، ويسجد له الظاهرون... ألوف ألوف وقوف قدامه، وربوات ربوات يقدمون له الخدمة... إلى غير ذلك من الصفات التي يختص بها لاهوته... لا شك ونحن نتأمل عظمة الله، لابد أن نمجده. وحينما نتأمل كيف أنه على الرغم من كل هذا الجلال الذي يحيط بالله نرى كيف أنه في كل مجده ينظر إلينا، ويولينا اهتماما خاصًا. حينئذٍ نجد أننا نحبه.

* إننا نحب الله أيضًا في صفاته الأخرى التي يتصف بها بعض البشر، ولكنها عند الله كاملة وغير محدودة... مثل قوة الله وحكمته، ومحبته ورحمته، وصبره وطول أناته. وقد يتصف بعض البشر بإحدى هذه الصفات أو بكثير منها. ولكنها عند البشر ضئيلة، أما عند الله فهي في جمال من الروعة لا يعبر عنها، وفوق مستوى إدراكنا. مثال ذلك إن الله رحوم وعادل. وهو كامل في عدله، وفي نفس الوقت كامل في رحمته. ولا تتناقض الصفتان. بل عدله مملوء رحمة، ورحمته مملوءة عدلًا. هو عادل في رحمته، ورحيم في عدله. وهنا يملكنا العجب والإعجاب. ولا نستطيع أن نملك أنفسنا من أن نحبه.

* نحب الله القدوس، الكامل في صلاحه. والذي على الرغم من كل هذا، يتعامل معنا نحن الخطاة، في رفق وحنو وشفقة. بل يستر علينا في كثير من أخطائنا، ولا يكشفها لغيرنا! ويحافظ علينا. ولا يحاكمنا على كل صغيرة وضئيلة كما يفعل معنا أخواتنا في البشرية، الذين يخطئون مثلنا، ولكنهم يركزون على كل خطأ من أخطائنا، ويشمئزون!

إننا نحب الله الغفور، الذي لم نجد مثله في مغفرته. الله الذي لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه يعرف طبيعتنا، يذكر أننا تراب نحن... الله الذي يغفر الخطايا مهما كثرت، ويصفح عنها إذا ما توِّبنا. ولا يعود يذكرها لنا فيما بعد... أي حنان هذا الذي يذيب قلب الإنسان التائب! وكلما يغفر له الرب أكثر، يحب الله أكثر وأكثر!! فيقول للرب في صلواته: مثل كثرة رأفتك تمحو إثمي..!! حقًا لو كان الله يرصد جميع خطايانا، ما كان يخلص أحد. ولهذا فإنه يستحق كل الحب، هذا الإله الحنون الغفور، الذي لا يذكر لنا كل الماضي الأثيم، من أجل حاضر مستقيم!

* إننا نحب أيضًا إلهنا الحكيم، ذا الحكمة الفائقة الوصف، الذي صنع كل المخلوقات بحكمة عجيبة. الذي بحكمة أوجد علاقة بين الأرض والشمس والقمر، ينتج عنها الليل والنهار، والصيف والشتاء، وأوجه القمر المتعددة. والذي جعل حكمة ما بين الأجواء، تنتج عنها الأهواء المتعددة. بل صور الإنسان في حكمة عجيبة... في كل من عمل المخ، والقلب، والأعصاب، وسائر الأعضاء. بدقة لا تخل إذا صارت حسب طبيعتها... الله الذي في خلقه أوجد العشب والزهر. وأوجد الألوان العجيبة في كثير من الطيور والأسماك، والألحان المتنوعة في أصوات الطير.

* إننا نحب الله الذي -في حكمة بالغة- جعل هناك علاقة بين القوى والضعيف، مذهلة في وصفها. فهو مثلًا وهب الغزال قوة في الجري، تجعله يستطيع الهروب من الأسد القوى القادر على التهامه. وهو قد أعطى أيضًا للقط قدرة تجعله يستطيع أن يتسلق شجرة ليهرب من الكلب. وهكذا أعطى كثيرًا من الخلائق القدرة على النجاة ممن هو أقوى منها... بل الله أيضًا الذي أعطى الكرمة أن تنفض أوراقها في الشتاء لكي يتدفأ من يجلس تحتها... وأن تكتسي بالورق في الصيف لكي يستظل من يجلس تحتها أيضًا.

* إننا نحب الله الغنى القوى. الذي في غناه منح العالم كله من جوده. حتى أنه من فيض جود خيراته، لم يعد العالم معوزًا شيئًا من نعمة تحننه. فالخير يملأ الأرض كلها، إذا ما أحسن توزيعه، وإذا ما تحركت قلوب الجميع بحب الخير على كل أحد... الله الذي يملأ الدنيا غنى، والذي يجعل السماء تمطر على الأرض فتغذيها، أو الينابيع تنفجر من باطن الأرض لكي ترويها. فمن السماء من فوق ينزل الخير، ومن باطن الأرض من تحت يأتي الخير أيضًا. سبحانه الله في كل عطاياه.

* ونحن نحب الله القوى، الذي يستطيع أن يحمى، وأن يدافع عن كل ضعيف، ويمنح نعمة لصغيري النفوس، ويقوى الركب المخلعة. ولا يترك الضعفاء مضغة في أفواه الأقوياء... نحب الله الموجود بقوته في كل مكان، ينظر ويسمع، ويسجل. وإذا بعبارة "ربنا موجود"، يسمعها الضعفاء فيطمئنون. ويسمعها العنفاء فيقشعرون. ويشعر الكل بأن ميزان الله العادل مازال موجودًا... يرى ويعمل ويحكم.

* إننا نحب الله الذي يمنح الدب القطبي فروة في جسده تعطيه الدفء من برودة الجو. بينما لا يكون الفراء في أجساد حيوانات البلاد الحارة التي لا تحتاج إلى ذلك. نحب الله الذي يجعل اللبن في ثدي الأم من البشر ومن الحيوان لكي يتغذى به الأبناء الرضع. نحب الله الذي يشبع كل حي من رضاه. الذي يهتم حتى بالحشرة التي تسعى تحت حجر لكي يعطيها رزقًا. الله الذي يهتم باليتيم وبالأرملة، وبالغريب وبالضيف. ولا يحرم أحدًا من أعمال نعمته. فالكل من غنم رعيته. أوجدهم ويهتم بهم.
+++

Post: #122
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-26-2015, 03:04 AM
Parent: #121

أحبائى الكرام ..

هذا هو اختبار الأخت الحبيبة فرحة ..
من خلال برنامح سؤال جرئ ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=xsEsU6XPzT4www.youtube.com/watch?v=xsEsU6XPzT4

شاهدوا هذه الحلقة .. وأنا واثق بأنها ستكون
سبب بركة لكثيرين ..
والرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #123
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-26-2015, 12:11 PM
Parent: #122

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين )
26 يناير 2015
18 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 89 : 19 ، 20 )
رَفعتُ مُختاراً مِنْ شعبي. وَجَدتُ داودَ عَبدي، مَسَحتُهُ بدُهنٍ مُقدَّسٍ، لأن يدي تُعَضِّـدَهُ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 34 ـ 42 )
لا تَظُنُّوا أنِّي جئتُ لأُلقيَ سـلاماً على الأرض، ما جئتُ لأُلقيَ سلاماً بَل سيفاً. فإنِّي أتيتُ لأُفرِّقَ الإنسانَ ضدَّ أبيهِ والاِبنةَ ضدَّ أُمِّها والعروسَ ضدَّ حماتِها. وأعداءُ الإنسانِ أهلُ بيتهِ.
مَن أحبَّ أباً أو أُمَّاً أكثرَ منِّي فلا يَستَحقُّني. ومَن أحبَّ ابنهُ أو ابنتهُ أكثرَ منِّي فلا يَستَحقُّني. ومَن لا يَحملُ صَلِيبَهُ ويَتبَعُني فلا يَستَحقُّني. مَن وَجَدَ نفسهُ يُضِيعُها، ومَن أضاعَ نفسهُ مِن أجلي يجدُهَا. مَن يَقبلكُم فقد قَبلني ومَن يَقبلُني فقد قَبِلَ الذي أرسلني. ومَن يَقبلُ نبيَّاً بِاسم نبيٍّ فأجْرَ نبيٍّ يأخُذُ، ومَن يَقبلُ بارّاً بِاسم بارٍّ فأجْرَ بارٍّ يأخُذُ. ومَن يَسقي أحَدَ هؤلاءِ الصِّغار كأسَ ماءٍ باردٍ فقطْ بِاسم تلميذٍ فالحقَّ أقولُ لكُمْ أنَّه لا يُضِيعُ أجْرَهُ.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9-17)
كهنتُكَ يَلبَسونَ العدلَ، وأبرارُكَ يَبتهِجونَ مِن أجلِ داودَ عبدِكَ. هيَّأتَ سراجاً لمَسيحي. وعليهِ يُزهِرُ قُدسِي. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجميعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالرُّوح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها البـاكـونَ الآنَ لأنَّكُـم سـتَضحكـونَ. طُوبـاكُم إذا أبغضـكُـم النَّاسُ وأفرَزوكُـم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
( 7 : 18 ـ 8 : 1 ـ 13 )
فإنَّه يَصِيرُ إبطالُ الوصيَّةِ الأولى مِن أجلِ ضَعفِها وعدَم نفعِها، إذ النَّاموسُ لمْ يُكَمِّـل شيئاً، ولكِن المدخلَ هو ما للرجاء الأفضل الذي به نقتربُ إلى اللهِ. وعَلَى قدرِ ما أنَّهُ ليسَ بدونِ قَسَم لأنَّ أولئِكَ بدونِ قَسَم قد صاروا كهنةً، أمَّا هذا فبِقسم مِن القائِل لهُ أَقسَمَ الربُّ ولن يندمَ أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على طقسِ ملكيصادقَ، عَلَى قدرِ ذلك قد صارَ يسوعُ ضامِناً لعهدٍ أفضلَ. وأُولئكَ قد صاروا كهنةً كثيرينَ مِن أجْلِ مَنعِهم بالموتِ عن العمرانِ، وأمَّا هـذا فمِنْ أجْلِ أنَّه يبقى إلى الأبدِ قد أخذ كهنوتاً لا يتغيرُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقدرُ أنْ يُخلِّصَ أيضاً إلى التَّمام الَّذينَ يتقدَّمونَ بهِ إلى اللهِ إذ هو حيٌّ في كلِّ حينٍ ليشفَعَ فيهِمْ. لأنَّه كانَ يَليقُ بنا رئيسُ كهنةٍ مِثْلُ هذا قُدُّوسٌ بلا شَرٍّ ولا دنَسٍ قـد انفَصَلَ عَنِ الخُطاةِ وارتفع أعْلَى مِن السَّمَوات. الذي ليسَ لهُ اضطِرارٌ كلَّ يوم مِثْلُ رؤساءِ الكهنةِ الَّذين يُقدِّمونَ ذبائحَ أولاً عن خطاياهُمْ المُختَصةِ بهم ثم بعد ذلكَ عن خطايا الشَّعبِ. لأنَّه فَعَـلَ هـذا مــرَّةً واحدةً إذ قَدَّم نفسَهُ. فإنَّ النَّاموسَ يُقيمُ أُناساً بهِم ضعفٌ رؤساءَ كهنةٍ، وأمَّا كلمةُ القَسَم التى كانتْ بعدَ النَّاموسِ فتُقيمُ ابناً مُكَمَّلاً إلى الأبـدِ.أمَّا رأسُ ما نقول فهو لنا رئيسَ كهنةٍ مِثْلَ هذا قد جلسَ عن يمينِ عرشِ العظمةِ في السَّمَواتِ، خادِماً للأقداسِ والمَسكَنِ الحقيقيِّ الذي نَصبهُ الربُّ لا إنسانٌ. لأنَّ كلَّ رئيسِ كهنةٍ يُقامُ لكِي يُقدِّم قرابينَ وذبائحَ، فَمِنْ ثَمَّ يجبُ أنْ يكونَ لهذا أيضاً شئٌ يُقدِّمهُ. فإنَّه لو كانَ علَى الأرضِ لمَا كانَ كاهِناً إذ يوجدُ الكهنةَ الَّذينَ يُقدِّمونَ قرابينَ حسبَ النَّاموسِ. الَّذينَ يَخدمونَ شِبْهَ السَّماويَّاتِ وظِلَّها كما أُوحيَ إلى موسى وهو مُزمِعٌ أنْ يُكَمِّـل المَسكَنَ، لأنَّهُ قال: " انظُرْ أنْ تَصنعَ كُلَّ شيءٍ حسبَ المثالِ الذي أُظهِرهُ لكَ على الجبلِ ". أمَّا الآنَ فقد حصلَ على خِدمةٍ أفضلَ بمقدارِ ما هو وسيطٌ أيضاً لعهدٍ أفضلَ الذي تقرَّرَ بناموسٍ بمواعيدَ أفضلَ.فإنَّه لو كانَ ذلكَ الأوَّلُ بلا لوم لمَا طُلِبَ موضِع للثاني. لأنَّه يقولُ لهُم لائِماً هوَذا أيَّامٌ تأتي يقولُ الربُّ حينَ أُكَمِّلُ مع بيتِ إسرائيلَ ومع بيتِ يهوذا عَهداً جَديداً، لا كالعهدِ الذي قَطعتُهُ مع آبائِهِم يومَ أَمسَكتُ بيدهِم لأُخرِجَهُم مِن أرضِ مصرَ لأنَّهُم لمْ يَثبُتوا في عهدِي وأنا أهملتُهُم يَقولُ الربُّ. لأنَّ هذا هو العهدُ الذي أُعاهدُ به بيتَ إسرائيلَ بعد تلكَ الأيَّام يقولُ الربُّ أجعلُ نواميسي في أَذهانِهم وأَكتُبُها على قُلوبهِم وأنا أكونُ لهُم إلهاً وهُم يكونونَ لي شَعباً. ولا يُعلِّم كلُّ واحدٍ ابنَ مدينته ولا كُلُّ واحدٍ أخاهُ قائلاً: اعرِف الربَّ لأنَّ الجميعَ سيعرفونَنِي مِن صَغِيرهِم إلى كَبيرهِم، لأنِّي سأغفِر لهُم ذنوبَهُم ولن أذكُر خطاياهُم مِن بَعْدُ. فبقوله جديداً جَعَلَ الأول عتيقاً، وأمَّا ما عَتَقَ وشَاخَ فهو قريبٌ مِن الفناءِ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الثالثة
( 1 : 1 ـ 15 )
مِن الشَّيخ إلى غايُوسَ الحبيبِ الذي أنا أُحبُّهُ بالحقِّ.أيُّها الحبيبُ في كلِّ شيءٍ أرُومُ أَنْ تكونَ مُوَفَّقاً ومُعافى كما أَنَّ طُرُقَ نَفسِكَ مُستقيمةٌ. لأَنى فَرِحتُ جداً إذ حضرَ الإخوةُ وشَهِدوا بِبرِكَ كما أنَّكَ تَسلُكُ بالحقِّ. ليسَ لي نعمةٌ أعظمَ مِن هذا أَنْ أسمعَ عن أولادي أنهُم يَسلُكُونَ بالحـقِّ. أيُّها الحبيبُ أنتَ تفعـلُ بالأمانةِ كُلَّ ما تَصنعُهُ إلى الإخوةِ وعلى الخصوصِ إلى الغُرباءِ. الذين شَهِدوا بِمَحَبَّتِكَ أمامَ الكنيسـةِ، وتُحسنُ صُنعاً إذا شَيَّعتَهُمْ كما يَحقُّ للـهِ لأَنهم مِن أجلِ اسمِهِ خَرَجوا وهم لا يَأخُذون شيئاً مِن الأُمَم. فنحنُ يَنبغِي لنا أن نَقْبَلَ إلينا أمثالَ هؤُلاءِ لكى نكونَ عامِلينَ معهُم بالحقِّ.كتبتُ إلى الكنيسةِ ولكِن ديوتريفسَ الذي يُحِبُّ أن يكون الأولَ بينهُم لا يَقْبَلُنا. مِن أجل ذلكَ إذا جئتُ فَسَأُذَكِّرُهُ بأعمالِهِ التى يَعملُها حيثُ يُهذِ علينا بأقوالٍ خبيثةٍ. وإِذ هو غير مكتفٍ بهذه لا يقبلُ الإخوة ويمنعُ أيضاً الذين يُريدونَ قبولهم ويَطردُهُم مِن الكنيسةِ. أيُّها الحبيبُ لا تتمثَّلْ بالشَّرِّ بل بالخيرِ، لأنَّ مَنْ يصنعُ الخيرَ هو مِنَ اللـهِ ومَنْ يصنعُ الشَّرَّ لمْ يرَ اللـهَ.أمَّا ديمتريوسُ فمشهودٌ لهُ مِنَ الجميع ومِنَ الحقِّ نَفْسِهِ ونَحنُ أيضاً نشهَدُ وأنت تَعْلَمُ أنَّ شهادتَنا هى حقُّ، وكان لي كثيرٌ لأكتُبَهُ لكَ لكِنَّنِي لستُ أُريدُ أن أَكتُبَ إليكَ بمدادٍ وقلَم.ولكِنَّنِي أرجو أن أَرَاكَ عن قريبٍ فنتكلَّمَ مع بَعضِنا فماً لفَمٍ. السلامُ لكَ. يُسَلِّمُ عليكَ الأَحِبَّاءُ. سَلِّمْ على الأَحِبَّاءِ بأَسمائِهِمْ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 15 : 36 ـ 16 : 1 ـ 5 )
من بعد أيَّام قالَ بولسُ لبرنابا: لنرجِع ونفتقد الإخوَةَ في كلِّ مدينةٍ بَشَّرنا فيها بكلِمةِ الربِّ وكيف حالَهم. وكان برنابا يُريدُ أَنْ يأخُذ معهما يوحنا الذي يُدعَى مَرقُس. وأمَّا بولسُ فكان يُريدُ أَنَّ الذي فارقهُما من بمفيليَّةَ ولمْ يأتِ معهُما للعملِ لا يَأخُذانه معهما. فَحَصَلَ بينهُما مُغَاضبةٌ حتى فارقَ أَحدهُما الآخَرَ، وبرنابا أخذ مرقس وأقلعَ إلى قُبرصَ. أمَّا بُولسُ فاختارَ سِيلا وخَرجَ وقد أُستودِعَ مِنْ الإخوةِ إلى نعمةِ اللّهِ. فاجتازَ في الشام وكليكيَّةَ يُثبِّتُ الكنائِسَ.ثُمَّ وصلَ دَربةَ ولِسترَةَ وإذا تلميذٌ كانَ هُناكَ اسمُهُ تيموثاوسُ ابنُ امرأةٍ يهوديَّةٍ مؤمنةٍ وكان أَبوه يونانياً، وكان مَشهوداً لهُ مِن الإخوة الذينَ في لِسترَةَ وإيقُونيةَ. فأرادَ بولسُ أنْ يَخْرُجَ هذا مَعهُ فَأَخَذَهُ وخَتَنَهُ من أجْلِ اليهودِ الذينَ كانوا في ذلكَ الموضِع لأنَّ الجميعَ كانوا يَعرِفونَ أَنَّ أباهُ كانَ يونانياً. وإذ كانا يطوفان في المُدنِ كانا يشتَرِعان لهُم ناموساً بأنْ يَحفظوا الأوامرَ التى قَرَّرَها الرُّسُلُ والقُسُوسُ الذينَ بأُورشليمَ. فكانت الكنائِسُ تَتَشَدَّدُ في الإيمانِ وتزدادُ في العَددِ كُلَّ يَومٍ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثامن عشر من شهر طوبه المبارك
نياحة القديس يعقوب أسقف نصيبين
في هذا اليوم من سنة 338م تنيح القديس يعقوب أسقف نصيبين. وُلد بمدينة نصيبين وتربى فيها وكان سرياني الجنس. واختار مُنذ صباه سيرة الرهبنة. فلبس مسحاً من الشعر يتقي به حرّ الصيف وبرد الشتاء. وكان طعامه نبات الأرض وشرابهُ الماء فقط لذلك كان نحيلاً جداً، ولكن كانت نفسه نامية مُضيئة. ولهذا استحق نعمة النبوَّة وعمل المعجزات. فكان يُخبر الناس بما سيكون قبل حدوثه. أمَّا آياته ومعجزاته فكثيرة جداً. منها أنَّهُ أبصر يوماً نساءً مستهترات يمزحن بدون حياء عند عين ماء، وقد حللن شعرهن لأجل الاستحمام. فصلَّى إلى اللـه فجفّ ماءُ العين وابيضَّ شعر النساء. ولمَّا اعتذرنَّ إليه نادمات على ما فرط منهُن صلَّى إلى اللـهِ فعاد ماء العين، وأمَّا الشعر فبقىَّ أبيضاً. ومنها أنَّهُ اجتاز يوماً بقوم مدَّدوا إنساناً حياً على الأرض وغطوه كأنه ميت. وسألوا القديس شيئاً من المال لتكفينه، ولمَّا رجعوا إلى صاحبهم وجدوه قد مات حقيقةً، فأسرعوا إلى القديس تأبين عما اقترفوه فصلَّى إلى اللـه فأحياه. ولمَّا شاعت فضائله أُختِّير أُسقفاً على مدينة نصيبين، فرعى رعية المسيح أحسن رعاية، وحرسها من الذئاب الأريوسية، وكان أحد المُجتمعين في مجمع نيقية سنة 325م ووافق على طرد ونفي أريوس. ولمَّا حاصر سابور ملك الفُرس مدينة نصيبين، جلب اللـه بصلاة هذا القديس على الجنود سحابة من الزنانير والناموس فجمحت الخيول والفيلة، وقطَّعت مرابطها وانطلقت تعدو هنا وهناك، فخاف ملك الفُرس وارتد بجنوده عن المدينة. ولمَّا أكمل القديس جهاده الحسن تنيح بسلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 99 : 7,6 )
مُوسَى وهارونُ في الكهنةِ، وصَموئيلُ في الذينَ يَدعونَ بِاسمه، كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 16 : 20 ـ 33 )
الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم إنَّكُم ستبكُونَ وتنوحونَ والعالمُ يَفرحُ، أنتُم ستحزَنونَ ولكِنَّ حُزنكُم يتحوَّلُ إلى فرحٍ. المرأةُ وهى تلِدُ تحزنُ لأنَّ ساعتها قد جاءتْ، وإذا ولدت الابن لا تعودُ تتذكرُ الشِّدَّة لسببِ الفرحِ لأنها ولَدت إنساناً في العالم. فأنتُم كذلكَ الآنَ ستتكبَّدونَ حُزناً، ولكنِّى سأراكُم أيضاً فتفرحونَ ولا ينزعُ أحدٌ فرحَكُم مِنكُم. وفى ذلكَ اليوم لا تسألونني شيئاً. الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم إنَّ كُلَّ ما تطلبونهُ من الآبِ بِاسمي أُعطيكُم إيَّاه. إلى الآنَ لم تطلُبوا شيئاً بِاسمي، اُطلُبوا فتأخُذوا ليكونَ فرحُكُم كاملاً.قد كلَّمتُكُم بهذا بأمثالٍ ولكِن تأتي ساعةٌ حينَ لا أُكلِّمُكم أيضاً بأمثالٍ بل أُخبرُكم عن الآبِ علانيةً. في ذلكَ اليـوم تطلُبونَ بِاسمي، ولستُ أقولُ لكُم إنِّي أنا أسألُ الآبَ مِن أجلِكُم، لأنَّ الآبَ نفسهُ يُحبُّكم لأنكُم قد أحببتُموني وآمنتُم أنِّى مِنْ عندِ الآبِ خرجتُ. خرجتُ مِن عندِ الآبِ وقد أتيتُ إلى العالم وأيضاً أترُكُ العالمَ وأذهبُ إلى الآبِ. قال لهُ تلاميذهُ هوَذا الآنَ تتكلَّمُ علانيَةً ولستَ تقولُ مَثلاً واحداً. الآنَ نَعلَمُ أنكَ عالمٌ بكلِّ شيءٍ ولستَ تحتاجُ أنْ يسألكَ أحدٌ، لهذا نؤمنُ أنكَ مِن اللهِ خرجتَ. أجابهُم يسوعُ الآنَ تؤمنونَ، هوَذا تأتي ساعةٌ وقد أتت الآنَ تتفرَّقونَ فيها كُلُّ واحدٍ إلى خاصَّتهِ وتتركوني وحدي، وأنا لستُ وحدي لأنَّ الآبَ كائنٌ معي. قد كلَّمتُكُم بهذا ليكونَ لكُم فيَّ سلامٌ، في العالم سيكونُ لكُم ضيقٌ ولكن ثِقوا أنا قد غلبتُ العالمَ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #124
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-26-2015, 04:47 PM
Parent: #123

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 8-8-2010

محبة الناس: شروطها وأنواعها

محبة الناس هي لكل الناس جميعًا. فالبشر كلهم أقرباء بعضهم لبعض كلهم أبناء آدم وأبناء حواء. خلقهم اللَّه من هذيْن الأبويْن ليكونوا جميعًا أسرة واحدة، تربطهم رابطة الدم، وبالتالي رابطة الحُب.

لهذا فإن عدم الحب بين البشر هو أمر غير طبيعي. وهو في نفس الوقت لا يتفق مع الصالح العام، كما لا يتفق مع مشيئة اللَّه ولا مع وصاياه.

* والعجيب أن أول إيذاء حدثنا عنه التاريخ كان من إنسان ضد إنسان، ولم يكن من وحش افترس إنسانًا. وهكذا فإن هابيل البار قام عليه أخوه وقتله. وبدأت البُغضة والقسوة بين الناس. ولم تستطع البشرية أن تحتفظ بالحب حتى بين أفراد الأسرة الواحدة. ومعروفة قصة يوسف الصِّدِّيق مع إخوته... وتتابعت مأساة فقدان الحب في تاريخ البشرية. وكثرت قصص العداوة والبغضاء، وقصص الحسد والغيرة وتصادم الأغراض، والنزاعات والحروب، والتنافس على الرزق وعلى السُّلطة والمناصب. واكتست الأرض بدماء بريئة وبدماء غير بريئة، وأصبح الأخ يعتدي على أخيه والأخ يخاف أخاه. حتى قال أحد الشعراء:

عوى الذئب فاستئنست بالذئب إذ عوى وصوَّت إنسان فكدت أطير

* وقدَّم لنا اللَّه وصايا لإعادة المحبة بين الناس، وتقديم القدوة في ذلك، ومعالجة الأسباب التي أوصلت البشرية إلى التخاصُم والعداوة والقسوة. وقام المصلحون الاجتماعيون والرعاة الروحيون لبذل أقصى الجهد في العمل على ترميم بناء المحبة المنهدمة. كما وضع اللَّه الأُسُس للتعامل بين الناس: أمَّا الأساس الإيجابي، فهو مشاعر الود والتعاطف والتعاون. وأما الأساس السلبي فهو الكف عن الكراهية والاعتداء. فالكراهية هي المشاعر الكامنة داخل القلب. والاعتداء هو التعبير الظاهر عن تلك المشاعر الداخلية... والمطلوب هو الارتقاء بكل مشاعر الإنسان للوصول إلى مستويات الحُب. والحُب هو القمة التي تصل إليها المشاعر البشرية. وفي يوم الدينونة العظيم، ستفحص كل أعمالنا وعواطفنا، ويُستخلص ما فيها من حب، فيكافئنا اللَّه عليه. على أن هذا الحب له قواعد ينبغي أن نعرفها، لكي تكون محبتنا بعضنا للبعض سليمة ومقبولة.

* أولًا ينبغي أن تكون محبتنا للناس داخل محبتنا للَّه. فلا تكون ضدها، ولا تزيد عليها. فلا نحب أحدًا عن طريق كسر وصية من وصايا اللَّه. فالصديق الذي يحب صديقه بحيث يُجامله في كل خطأ، ويخشَى أن يُقدِّم له نصيحة مخلصة لئلا تجرح شعوره. هنا لا يحبه بالحقيقة. والأم التي تُدلِّل ابنها تدليلًا يُفسده، أو تُغطي على أخطائه. بحيث لا يعرفها أبوه. لا تكون محبتها لابنها محبة حقيقية ولا نافعة. بل لا نُسمِّيها حبًا إنما تدليلًا.

* ومن شروط المحبة الحقيقية أن تكون عملية. فتظهر محبتنا للناس في معاملاتنا لهم، في إخلاصنا لهم، ومشاركتنا الوجدانية، ووقفنا معهم في وقت الشدة، وتخليصنا لهم من ضيقاتهم. ومحبتنا للفقراء تظهر في عطفنا عليهم، وإعطائهم ما يلزمهم. وليست في مُجرد كلام العطف أو الدُّعاء. وهكذا ارتبط الحب عمومًا بالعطاء بل والبذل. فلا يوجد حُب أعظم من هذا أن يبذل أحد نفسه لأجل الآخرين. ويظهر الحُب والعطاء بالأكثر، في أن يُعطي الإنسان من أعوازه، وأن يضحي باحتياجاته سببًا في إسعاد الآخرين. وهنا نقول إن المحبة لا تطلب ما لنفسها بل بما لغيرها.

* ومن شروط المحبة أن تكون طاهرة. فمحبة شاب لفتاة، لا يمكن أن تكون محبة حقيقية إطلاقًا، إن كان يفسد عفتها، ويفقدها سمعتها في المجتمع الذي تعيش فيه، ويضيع أبديتها. ومثل هذا الشاب لا نقول إنه يحب الفتاة، إنما يحب نفسه محبة خاطئة، ويحب إشباع شهواته، ولا يهتم بصالح الفتاة. وهنا أُكرِّر ما قُلته من قبل في الفرق بين المحبة والشهوة: (المحبة تريد دائمًا أن تُعطي. بينما الشهوة تريد دائمًا أن تأخذ).

* ومن شروط المحبة أنها تكون صادقة أي أن تكون المحبة بلا رياء ولا نفاق. ويدخل في ذلك أيضًا كل كلام الملق، والمديح الكاذب. ولا تكون محبة فيمن يُساعد غيره على إهلاك نفسه أو على ارتكاب خطاياه. إنما المحبة الحقيقية هي محبة روحانية. فيها تحب شخصًا بأن تساعده على حياة البِرّ، ولا تشاركه في خطأ، ولا توافقه على ذلك ولا تنصحه به.

* والقلب المُحب لا يعرف البغضة مطلقًا. فهو بالبغضة يكون بعيدًا عن اللَّه والناس، لأن اللَّه محبة. والقلب المُحِب لا ينتقم لنفسه، ولا يرد الإساءة بإساءة. لأنَّ الانتقام هو لون من الكراهية والعداوة والقساوة. وأيضًا هو لون من محبة الذات لا محبة الغير. لذلك يُعلِّمنا الدين أنه: إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقهِ.

* والمحبة تكون محبة للكل، ولا تكون أبدًا تحيُّزًا لجنس أو لون أو دين، بلا تمييز بسبب شيء من هذا كله، بل ملتزمة بالحق والموضوعية. ومن أنواع المحبة: محبة الأبوة والأمومة، ومحبة البنوة والأخوة، ومحبة الأزواج، ومحبة الأصدقاء، ومحبة العشيرة، ومحبة الوطن، ومحبة بيت اللَّه، ومحبة الفريق، ومحبة المُجتمع كله. وهكذا توجد المحبة العامة التي تشمل العالم أجمع. وما أكثر ما نقرأ عن الهيئات العالمية التي تعمل في نطاق الخير والإغاثة، لأي شعب على وجه الأرض... وهنا تظهر أيضًا المحبة للغرباء.

* وأسمَى درجة من المحبة هي المحبة للأعداء. فعدونا الوحيد هو الشيطان، أمَّا الباقون الذين يُسمُّون أعداء فهم ضحايا ذلك الشيطان، ينبغي أن نُصلِّي من أجلهم أن يهديهم اللَّه ويُغيِّر سلوكهم، من أجل أنفسهم وأبديتهم ومن أجلنا أيضًا. وقد يقول البعض: "من الصعب عليَّ أن أحب عدوِّي. فماذا أفعل؟"، أقول لك: على الأقل لا تبغضه، وحاول أن تغفر له في قلبك وتسامحه. وأيضًا لا تشمت به إذا فشل، ولا تفرح إطلاقًا بسقوطه. فهذا أيضًا يفقدك نقاوة قلبك.
+++

Post: #125
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-27-2015, 04:13 AM
Parent: #124

أحبائى حلقة حول المتنصرين فى العالم ..


https://http://http://www.youtube.com/watch?v=AzHeNO27Pgcwww.youtube.com/watch?v=AzHeNO27Pgc

الرب يبارك حياتكم ..
اخوكم وعمكم العجوز
ارنست
+++

Post: #126
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-27-2015, 09:56 AM
Parent: #125

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء )
27 يناير 2015
19 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 3 ، 7)
اعلموا أنَّ الربَّ قد جعلَ بارهُ عجباً. الربُّ يستجيبُ لي إذا ما صرختُ إليه. قد ارتسم علينا نور وجهك ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقلبي. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 24 ـ 33 )
ليس التِّلميذ أفضل من معلِّمه، ولا العبد أفضل من سيِّده. يكفي التِّلميذ أن يَصير كمعلِّمه والعبد مثل سيِّده. إن كانوا قد لقَّبوا ربَّ البيت بعلزبول، فكم بالحريِّ أهل بيته. فلا تخافوهم. لأن ليس خفيٌّ إلا ويستعلَن ولا مكتومٌ إلا ويُعــرَف. الذي أقـوله لكم في الظُّلمـة قولـوه في النُّور، والذى تسمعونه بآذانكم نادوا به على سـطوحكم، ولا تخافوا من الذي يقتلُ جسـدكم ونفسـكم لا يقدرون أن يقتلوها، بل خافوا بالحريِّ من الذي يقدر أن يُهلِك النفس والجسد كليهما في جهنَّم. أليس عصفوران يُباعان بفلس؟ وواحدٌ منهما لا يسقط على الأرض بدون إرادة أبيكم الذي في السموات. وأمَّا أنتم فحتَّى شعور رؤوسكم جميعها مُحصاةٌ. فلا تخافوا إذاً. أنتم أفضل من عصافير كثيرة. فكل مَن يعترف بي قُدَّام النَّاس أعترف أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السَّموات، ومَن ينكرني قُدَّام النَّاس أُنكِره أنا أيضاً قُدَّام أبي الذي في السَّموات .
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 113 : 1-2 )
سبِّحوا الربَّ أيُّها الفتيان. سبِّحوا لاِسم الربِّ. ليَكُـنْ اسم الربِّ مُباركاً. من الآن وإلى الأبدِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 8 : 34 ـ 9 : 1 )
ودعا الجمع وتلاميذه وقال لهم: " من أراد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. لأن مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكها، ومن يُهلِك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يُخلِّصها. لأنه ماذا ينتفع الإنسـان لـو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه؟ أو ماذا يُعطِي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأن من يخزى بأن يعترف بى وبكلامي في هذا الجيل الفاسد والخاطئ، فإن ابن البشر أيضاً يستحي به متى جاء في مجد أبيه مع ملائكته القدِّيسين ". وكان يقول لهم: " الحقَّ أقول لكم: إن قوماً من القيام ها هنا لا يَذُوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوَّة ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 8 : 14 ـ 27 )
لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أولاد الله. إذ لم تأخذوا روح العبوديَّة أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التَّبنِّي الذي به نصرخ: " يا أَبَا الآب ". الرُّوح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنَّا أولاداً فنحن ورثةٌ أيضاً، وورثة الله وشركاء المسيح في الميراث. إن كنَّا نتألَّم معه لكي نتمجَّد أيضاً معه.لأني أظُن أن آلام هذا الزَّمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا. لأن انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء الله. لأن الخليقة قد أُخضِعت للباطل لا عن إرادة، بل من أجل الذي أخضعها على الرَّجاء. لأن الخليقة نفسها أيضاً ستُعتق من عبوديَّة الفساد إلى حرِّية مجد أولاد الله. فإننا نعرف أن كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معاً حتى الآن. وليس هى فقط، بل نحن أيضاً الذين لنا باكورة الرُّوح، نحن أنفسنا أيضاً نئنُّ في أنفسنا، متوقِّعين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأننا بالرَّجاء خَلَصنَا. ولكنَّ الرَّجاء المنظــور ليس رجاءً، لأن ما ينظره أحدٌ فإياه يرجو أيضاً ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعضِّد ضعفنا، لأننا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكن الرُّوح نفسه يشفع فينا بتنهُدات لا يُنطَق بها. ولكنَّ الذي يَفحص القلوب يعلم ما هو فكر الرُّوح، لأنه تشفع لله عن القدِّيسين.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 2 : 11 ـ 17 )
أيُّها الأحبَّاء، أطلب إليكم كغرباء ونزلاء، أن تبتعدوا عن الشَّهوات الجسديَّة التى تُقاتِل النَّفس، وأن يكون تصرفكم حسناً بين الأُمم، لكى يكونوا فيما يتكلمون به عليكم كفاعلي شرٍّ، إذ يَرون أعمالكم الصالحة يُمجِّدون الله في يوم الافتقاد. فاخضعوا لكل ترتيب بشريٍّ من أجل الربِّ. إن كان للملك فكمَن هو فوق الكلِّ، أو للولاة فكمُرسَلِينَ منه للانتقام من فاعلي الشرِّ، وللمدح لفاعلي الخير. لأن هذه هى إرادة الله: أن تصنعوا الخير لكى تسدُّوا جهالة النَّاس الأغبياء. كأحرار، ولا تكن حريتكم كستار للشرِّ، بل كعبيد لله. أَكرموا كل واحد. حبُّوا الإخوة. خافوا الله. أَكرموا الملك.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 19 : 11 ـ 20 )
وكان الله يصنع على يدي بولس قوَّاتٍ كثيرة، حتَّى أنهم كانوا يأخذون عمائماً وخِرقاً من على جسده ويضعونها على المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشِّرِّيرة. فابتدأ قومٌ من اليهود الطَّوَّافين المُعَزِّمِينَ أن يُسمُّوا باسم الربِّ يسوع على الذين بهم الأرواح الشرِّيرة قائلين: " نستحلفكم بالربِّ يسوع الذي يَكرز به بولس! " وكان سبعة بنين لواحد يُدعَى سكاوا، يهوديّ رئيس كهنة يفعلون هذا. فأجاب الرُّوح الشرِّير وقال لهم: " أمَّا يسوع فأنا أعرفه، وبولس أنا أَعْلَمُهُ، أمَّا أنتم فمَن أنتم؟ " فوثب عليهم الرجل الذي كان به الرُّوح الشِّرير، وتسلط عليهم وقوي عليهم، حتى هربوا من ذلك البيت عراة مشدوخي الرؤوس. وصار هذا ظاهراً لجميع اليهود واليونانيِّين السَّاكنين في أفسس. فوقع خوفٌ على جميعهم، وكان اسم الربِّ يسوع يتعظَّم. وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مُعترفين ومُخبرين بأفعالهم، وكان كثيرون من الذين يستعملون السِّحر يُقدِّمون كتبهم ويحرقونها أمام الجميع. وحسبوا أثمانها فوجدوها تُقدر بخمسة ربوات من الفضَّة. هكذا كانت كلمة الربِّ تنمو وتقوى بشدَّةٍ.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم التاسع عشر من شهر طوبه المبارك
وجود أعضاء القديسين أباهور وبيسورى وأمبيرة أمهما
في هذا اليوم كان وجود أعضاء أباهور وبيسورى وأمبيرة أُمهما. وذلك أنهم كانوا من أهل شباس مركز دسوق. واستشهدوا فى زمان عبادة الأوثان ووضعت أجسادهم في كنيسة بلدهم. وفي سنة 1248م غزا الافرنج أرض مصر، وملكوا مدينة دمياط وما جاورها من البلاد. فخرج إليهم الملك الكامل ملك مصر يومئذ بجيوشه، وفي أثناء مرورهم على البلاد هدموا وخربوا بعض الكنائس، ومن بينها كنيسة شباس الموضوعة فيها أجساد هؤلاء القديسين، فأخذ أحد الجنود تابوت القديسين ظناً منه أنه يجد به شيئاً ينتفع به. فلمَّا فتحه وجد فيه هذه الجواهر الكريمة التى لا يعرف لها قيمة. فألقاها بجوار حائط الكنيسة وأخذ التابوت وباعه، إلاَّ أنَّ اللـه الطويل الأناة تمهَّل عليه إلى أن دخل المعسكر. فكان هو أول مَن قُتِل كما شهد بذلك أصحابه عند عودتهم.أمَّا الأعضاء النفيسة فقد شاهدتها امرأة أحد الكهنة، فأخذتها فى طرف إزارها بفرح، ومن خوفها دخلت الكنيسة وأودعتها جانباً وغطتها بقطع من الأحجار. وظلت الأعضاء مجهولة نحو عشرين عاماً. لأنَّ المرأة كانت قد نسيت الأمر. ولكن اللـه أراد إظهار هذه الأعضاء لمنفعة المؤمنين. فتذكرتها المرأة وأعلَمت المؤمنين بمكانها. فجاء الكهنة وحملوها وهم يُصلُّون ويُرتِّلون ووضعوها في تابوت جديد داخل الكنيسة.ورسم أُسقف الكرسي الأنبا غبريال أن يُعيّدَ لهم في هذا اليوم، وأن تُثبت أسماؤهم في دليل الأعياد. وأظهر اللـه من تلك الأعضاء آيات وعجائب كثيرة. منها: أن ابنة إحدى المؤمنات كانت قد فقدت بصرها وانقطع رجاء شفائها. فتشفعت بهذه الأعضاء الطاهرة فبرئت وعاد إليها بصرها، فمجدت السيد المسيح الذي أكرم عبيده بهذه الكرامة العظيمة. صلاة هؤلاء القديسين تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 75 : 11 ، 12 )
جُزنا في النَّار والماء. وأخرجتنا إلى الراحة. أَدخل إلى بيتكَ بالمُحرَقاتِ. وأُفيكَ النذورَ التي نَطَقت بها شفَتاي. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 21 : 12 ـ 19 )
وقبل هذا كلِّه يُلقونَ أيديهم عليكم ويطردونكم، ويُسلِّمونكم إلى مجامع وتُحبَسون، وتُقدَّمون أمام ملوك وولاة من أجل اسمي. فيكون لكم ذلك شهادةً. فضعوا إذاً في قلوبكم أن لا تهتمُّوا من قبل بما تحتجُّون به، لأني أنا أُعطيكم فماً وحكمة التي لا يقدر جميع مُعانديكم أن يُقاوموها أو يُناقضوها. وسوف تُسلَّمون من الوالدين والإخوة والأقرباء والأصدقاء، ويقتلون منكم. وتكونون مُبغَضِين من الجميع من أجل اسمي. وشعرة من رؤوسكم لا تسقط. بصبركم تقتنون أنفسكم.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #127
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-27-2015, 05:12 PM
Parent: #126

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-8-2010

الاهتمام بالغير


إن اهتمامنا بالغير هو مظهر عملي لمحبتنا للناس‏,‏ وفي الاهتمام بالغير‏,‏ لا يعيش الإنسان لنفسه فقط‏,‏ بل يهتم بما لغيره كما يهتم بما لنفسه‏,‏ وربما أكثر‏,‏ إذ يؤثر غيره علي نفسه‏,‏ لو ينسي ذاته في محبته للآخرين‏,‏ فهو يؤمن تمامًا أن حياته ليست ملكا له‏.‏

إنما هي ملك للمجتمع الذي يعيش فيه‏,‏ وفيما يهتم الإنسان الروحي بالكل‏,‏ نراه يتعب ليستريح غيره‏,‏ فهو يهتم بمشاعر الناس وفي محاولة إسعادهم‏,‏ ويندمج في مشاعرهم‏,‏ دموع الناس تسير من عينيه‏,‏ وتسقط من جفنيه‏,‏ وأفراح الناس تنبع من قلبه قبل أن تنبع من قلوبهم‏.‏

‏..‏ أول مثل قدمته لنا الطبيعة في الاهتمام بالغير‏,‏ هو مثال الأمومة المحبة الحانية‏,‏ فالأم تفكر في طفلها أكثر مما تفكر في نفسها‏,‏ تسهر حتى تطمئن انه قد نام‏,‏ وتتعب لكي يستريح هو‏,‏ ولا تتبرم بأي طلب يطلبه‏,‏ تبتسم إذا ابتسم‏,‏ بل أن ابتسامة هذا الطفل ترتسم علي شفتي أمه قبل أن ترتسم كاملة علي شفتيه‏,‏ لقد أوجد الله في قلب الأم عواطف الحب والحنان والبذل والاهتمام بطفلها أكثر من الاهتمام بنفسها‏.‏

‏..‏ إن مشاعر الاهتمام بالغير تنزع من القلب الأنانية والاهتمام بالذات‏,‏ فيرفض الإنسان تمامًا أن يبني راحته علي تعب الآخرين‏,‏ بعكس ذلك الشخص الذي يلوث الجو بدخان سيجارته‏,.‏ ولا يعبأ في ذلك أن الغير قد تؤذي صحته بتدخينه هو‏,‏ ويضطر علي الرغم منه أن يستنشق الدخان الفاسد الذي ينفثه المدخنون‏,‏ ولهذا فإن شركات الطيران لا تصرح للركاب بالتدخين في كثير من الرحلات‏,‏ ومن أمثلة غير المهتمين بغيرهم‏,‏ من يرفع صوته بطريقة تعكر الهدوء‏,‏ وتعطل غيره عن التفكير أو القراءة‏,‏ أو من يركن عربته في موضع تعاكس عربات غيره دون أن يبالي‏,‏ ولكنها الأنانية التي لا تهتم بغيرها‏.‏

‏..‏ أما الإنسان المهتم بغيره‏,‏ فلا مانع عنده من أن يتعب ليستريح الغير‏,‏ وهو لا يطلب ما لنفسه‏,‏ واهتمامه بغيره ينبع من محبته للغير‏,‏ وأيضا من محبته للخير‏,‏ وبغيره لا يزاحم الناس في طريق الحياة‏,‏ إنما يفسح لهم الطريق ليعبروه‏,‏ ولا يمتنع في أن يتقدموا عليه وهو يفعل ذلك باهتمام وليس بمجرد شكلية‏,‏ انه شعور ينبع من قلبه ويدفعه لبذل الجهد الذي يناسب اهتمامه‏.‏

‏..‏ والاهتمام بالآخرين يشمل العناية بهم من كل ناحية‏,‏ سواء من الناحية المادية أو الاجتماعية أو من الناحية الروحية‏,‏ أو من جهة نفسيتهم ومشاعرهم وراحتهم‏,‏ وحل مشاكلهم‏,‏ وإشعارهم أن هناك من يسندهم ويقف إلي جوارهم‏,‏ فإن كثيرين من الذين لا يهتم بهم أحد يقول الواحد منهم‏:‏ لا يوجد أحد بما يشعر بما أنا فيه‏,‏ أو يحس بحالتي‏!!‏

‏..‏ والاهتمام بالغير يكون أحيانا في نطاق العمل‏.‏ فهناك فرق بين موظف وموظف‏:‏ الموظف الذي يهتم براحة الجمهور‏,‏ يظهر اهتمامه في بذل كل الجهد لراحتهم‏,‏ ودون تأخير‏,‏ أما الموظف الروتيني‏,‏ فانه يماطلهم ويطلب إليهم أن يعودوا إليه في موعد آخر‏,‏ وقد يضع العراقيل في طريق قضاء مصلحتهم‏,‏ ولذلك أتذكر إنني قلت ذات مرة‏,‏ الموظف المتعاون يحاول أن يجد حلا لكل مشكلة‏,‏ أما الموظف الروتيني فقد يجد مشكلة لكل حل‏!!‏

‏..‏ المهتم بالآخرين يظهر اهتمامه بالإسهام في حل مشكلاتهم‏,‏ إذ يعتبر أن مشكلة الغير كأنها مشكلته شخصيا‏,‏ ويهتم بحلها مهما كلفه ذلك من جهد‏,‏ ويكون سعيدًا أن وصل فيها إلي حل‏,‏ لأنه يشعر بفرح في إسعاد الآخرين‏,‏ وإنقاذهم مما هم فيه من ضيقات‏,‏ ولاشك أن الناس يشعرون باهتمامه وإخلاصه‏,‏ علي الرغم من أن الأمر لا يدخل في نطاق مسئوليته ولكن اهتمامه يترك في نفوسهم أثرًا عميقًا هذا الإنسان الذي يفكر فيهم وفي إسعادهم‏.‏

‏..‏ والاهتمام بالغير يمكن تطبيقه علي مستوي الأسرة‏,‏ حيث يبذل الزوج كل طاقته في أن يهتم كل الاهتمام براحة زوجته وأولاده‏,‏ وكذلك الزوجة تهتم كل الاهتمام براحة زوجها‏,‏ ويهتم الاثنان براحة أولادهما‏,‏ وان الاهتمام المتبادل فطبيعي أن لا تحدث إطلاقًا حوادث الطلاق التي نسمع عنها‏,‏ أن مثل هذا الاهتمام في محيط الأسرة أو بين كل أفراد المجتمع‏,‏ هو ما يسميه البعض بالعقد الاجتماعي‏,‏ حيث يكون الاهتمام علي المستوي الاجتماعي والشخصي‏,‏ فيتدرب الإنسان في بيته علي الاهتمام بأهله وإخوته وأقربائه بل وجيرانه أيضا‏,‏ وفي مكان عمله يتعود كيف يهتم بزملائه‏,‏ ثم يتطور حتى يهتم بجميع الناس‏,‏ ويعيش كإنسان نشيط في المجتمع يخدم الكل‏,‏ ويصير إنسانا خدوما يحب الجميع‏,‏ وباهتمامه بهم يجذبهم أيضا إلي محبته‏,‏ وهذا الاهتمام بالغير يشغل فكر الإنسان المحب ويشغل عواطفه‏,‏ فيتناوله بجدية ولا يهمله مطلقا‏,‏ هناك فرق بين إنسان تطلب تدخله في مسألة معينة‏,‏ فيقول لك‏:‏ أنا فاكر موضوعك‏,‏ وبين آخر يقول لك‏:‏ أنا مهتم بموضوعك‏,‏ ويظهر اهتمامه هذا عمليا‏,‏ إنسان يهمك أمره‏,‏ فتقابله‏,‏ وتكلمه باهتمام‏,‏ وتعامله باهتمام‏,‏ ويظهر اهتمامك به في طريقه للقائك به وفي تحيتك له‏,‏ وفي عدم إحراجه حينما تساعده‏,‏ أن اهتمامك بالغير يظهر في ملامح وجهك‏,‏ وفي نبرات صوتك‏,‏ انه اهتمام يشعر به من يتعامل معك‏,‏ دون أن تعلن له انك مهتم به وبما يعرضه عليك من موضوعات‏.‏

‏..‏ يظهر اهتمامك بالغير أيضا دون أن تطلب هذا منه‏,‏ فهناك شخص قد يكون في خطر وهو لا يشعر بذلك‏,‏ وقد يحتاج إلي إنقاذ دون أن يعرف إلي من يلجأ‏,‏ ويصل إليك موضوعه بطريق غير مباشر‏,‏ فتهتم به وتنقذه دون أن يطلب‏,‏ ويظهر الاهتمام بالغير أيضا في الأمور الروحية‏,‏ فقد يكون شخص غارقًا في عمق الخطية‏,‏ وهو لا يطلب الخلاص منها‏,‏ لأنه لا يريد ذلك‏.‏ وتهتم أنت بخلاصة دون أن يسألك معونة في ذلك‏,‏ وتعمل كل ما تستطيع لكي تقوده إلي التوبة‏,‏ بكل حب واحتمال وطول أناة‏,‏ هذا النوع هو الاهتمام الروحي‏,‏ وقد يكون من عمل الرعاة والمرشدين الروحيين كما يكون من عمل الاجتماعيين الذين يهمهم سلامة أفراد المجتمع من الضياع‏,‏ مثال ذلك المهتمون بعلاج المدمنين وإنقاذهم من الإدمان‏.‏

وأنت أيها القارئ العزيز لعلك تشارك في الاهتمام بالغير من أي نوع يصل إليك‏.‏
+++

Post: #128
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-28-2015, 01:47 AM
Parent: #127

أحبائى الكرام ...

هذه هى الناشطة الحقوقية نجلاء الإمام مع اختبارها ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=UiB5yRI1748www.youtube.com/watch?v=UiB5yRI1748

شاهدوا واستمعوا للعلم ..

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #129
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-28-2015, 11:24 AM
Parent: #128

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء )
28 يناير 2015
20 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 5 : 11 ، 12 )
وَليفرحْ جميعُ المُتَّكِلين عليكَ. وإلى الأبدِ يُسرون. لأنَّكَ أنت باركتَ الصدِّيقَ ياربُّ. مِثلَ سلاحِ المسرَّةِ كللتنا. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 24 ـ 33 )
ليس التلميذُ أفضلَ من مُعلِّمه ولا العبدُ أفضلَ من سيِّده. يكفي التلميذ أن يَصير كمُعلِّمه والعبدَ مثل سيِّدهُ. إن كانوا قد لَقَّبوا ربَ البيتِ بَعْلزَبُول فَكَم بالحريِّ أهل بيته. فلا تخافوهم لأن ليس خفيُّ إلا ويُستَعلَنَ ولا مكتومٌ إلاَّ ويُعرف. الذي أقوله لكم في الظُّلمَة قولوه أنتم في النُّور والذى تسمَعُونهُ بآذانكُمْ نادوا به على سطوحِكم. ولا تخافوا من الذي يقتلُ جسدَكُمْ ونَفسَكُمْ لا يَقـدرون أن يَقتلوها بل خافوا بالحريِّ من الذي يقدرُ أن يُهلِكَ النَّفس والجسَـدَ كليهِما في جَهَنَّـم. أَلَيْـسَ عُصفـوران يُباعـان بِفَلـسٍ، وواحـدٌ منهُمـا لا يسقطُ على الأرض بدون إرادة أبيكم الذي في السَّمَوات. وأما أنتم فحتى شعور رؤوسِكُم جميعُها محصاةٌ. فلا تخَافوا، إذاً أنتُـم أفضلُ من عصافير كثيرةٍ. فكُلُّ مَن يعترفُ بي قُدَّام النَّاس أعترفُ أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السَّمَوات. ومن يُنكِرُني قُدَّام النَّاس أُنكِرُهُ أنا أيضاً قُدَّام أبي الذي في السَّمَوات.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 20,19 )
كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الرَّبُّ. يَحفظُ الرَّبُّ جميعَ عِظامِهِم. وواحدةٌ منها لا تنكَسِرُ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 12 : 20 ـ 26 )
وكان قومٌ يونانيين من الذين صَعدوا ليسجدوا في العيد. فتقدَّم هؤلاء إلى فيلُبُّس الذي من بيت صَيدا الجليل وسألوهُ قائلين: يا سيِّـدُ نُريدُ أن نَرى يسوع. فجاء فيلُبس وقال لأندَراوس. ثُمَّ جاء أندراوس وفيلُبُّس وقالا ليسوع. وأمَّا يسوعُ فأجاب وقال لهما: قـد أتت السـَّاعة ليتمجَّد ابنُ الإنسانِ.الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: إنْ لم تقع حبَّةُ الحِنـطَةِ في الأرض وتمُـت فهيَ تبقَـى وحدَها، ولكِن إذا ماتَت تأتي بثمر كثير. مَن يُحِبُّ نَفسهُ يُهلِكُها. ومن يُبغِضُ نَفسهُ في هذا العالم يَحفَظُها إلى حياةٍ أبديـَّةٍ. إنْ كان أحدٌ يَخدمُني فَليتبعني، وحيثُ أكونُ أنا هُناك أيضاً يكون خادمي معي. ومَن يَخدمُني يُكرِمهُ أبي.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
( 11 : 16 ـ 12 : 1 ـ 12 )
أقول أيضاً لئلاَّ يظُنَّ أحدٌ إنِّي غبيٌّ، وإلاَّ فأقبلوني ولو كغبيٍّ لأفتَخِرَ أنا أيضاً قليلاً. الذي أتكلَّمُ بِه لستُ أقوله بحسب الربِّ بل كأنَّهُ بجهلٍ بمقدار هذا الافتخارِ. بمَا أنَّهُ يُوجد كثيرون يفتخِرون حسب الجسدِ أفتخِرُ أنا أيضـاً. فإنكم بسرورٍ تَحتمِلُون الجُهَّال إذ أنتُم عُقَلاءُ، لأنكم تَحتمِلونَ من يَستعبِدُكم، ومَن يأكُلكُم، ومَن يأخذ منكم، ومَن يَتكبَّر، ومَن يَضربُ على وجوهِكُم. وعلى سبيل الهَوَانِ أقولُ: أننا قد ضَعِفنا، والذى يجترئُ فيه أحدٌ أقول بجهلٍ: إني أنا أجترئ فيه أيضاً. أَهُم عبرانيون، فأنا أيضاً. أَهُم إسرائيليون، فأنا أيضاً. أَهُم نسل إبراهيم، فأنا أيضاً. أَهُم خُدَّام المسيح، قلتُ كَمُختلِّ العقلِ: فأنا أفضل. في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، بإفراطٍ في الميتات مراراً كثيرة. جَلدني اليهود خمس مرات أربعين جَلدة إلاَّ واحدة، وضُرِبتُ بالقضبانِ ثلاث مرات، رُجِمتُ مرةً، وانكسرت بي السفينة ثلاث مرات، وأقمتُ في عُمق البحر نهاراً وليلاً. بأسفارٍ في الطُـرق مـراراً كثيرة، قاسيت أخطـار أنهـار، وكنت في أخطـارِ لصــوص، وفى أخطارٍ من بني جنسـي، في أخطـارٍ من الأمـم، في أخطارٍ في المدنِ، في بلاءٍ في البرية، كنت في بلاءٍ في البحرِ، كنت في بلاءٍ من الإخوةِ الكذبة. بأتعابٍ وأوجاع في الأسهار مراراً كثيرةً، بجوع وعطش، في الأصوام مراراً كثيرةً، في بردٍ وعُري. سواءَ أشياءَ كثيرةً دون ذلك قاسَيتها، والاهتمامُ كل يوم بجميع الكنائسِ. مَن يَمرضُ وأنا لا أمرضُ، من يَرتابُ وأنا لا أحترقُ. إنْ كان يجب أن أفتخِر فافتخِر بضَعفي، الله أبو ربنا يسوع المسيح المُبارَكُ إلى الأبدِ يَعرفُ أني لستُ أكذِبُ، في دمشق وإلي الأُمم الذي لأريطا المَلِك كان يحرس مدينة الدِّمشقيِّين يُريد أن يقبض عليَّ، فتدلَّيتُ من طاقةٍ في زِنبيلٍ من السُّور ونَجوتُ من يديهِ.فإنْ افتخرتُ فليس في ذلك خيراً، وإني آتي إلى مناظر وإعلاناتِ الربِّ. أعرفُ رجلاً في المسيح قَبْـلَ أربعة عشر سنةً أفى الجسدِ لستُ أعلمُ أم خارج الجسدِ لستُ أعلمُ، اللهُ يَعلمُ، أُختُطِف هذا هكذا إلى السَّماءِ الثالثةِ. وأعرف هذا الإنسان هكذا أفى الجسد أم خارج الجسد لستُ أعلمُ، أنه أُختُطِف إلى الفردوس وسمع كلمات لا يُنطق بها ولا يحل لإنسان أن ينطق بها. فأنا بمثل هذا هكذا أفتخِر، أمَا من جهة نفسي فلا أفتخِر إلا بضعفاتي. فإني إن أردت الافتخار لا أكون جاهلاً لأني أقول الحقَّ، ولكني أتحاشى لئلاَّ يظُنَّ أحدٌ من جهتي فوق ما يراني عليه أو يسمعه منِّي. ولئلاَّ أستكبر بكثرة الإعلانات أُعطِيتُ منخاساً في جسدي من ملاك الشيطان ليقمعني لئلاَّ أستكبر. ومن جهة هذا طلبتُ من الربِّ ثلاث مراتٍ أن يبعده عنِّي. فقال لي: تكفيكَ نِعمَتي لأنَّ قوَّتي في الضَّعفِ تُكْمَـلُ، يَسرني بالحريِّ أن أفتخِر بالأمراض لكي تَحلَّ عليَّ قوة المسيح. لذلك أُسرُّ بالأمراضِ، بالشَّتائم، بالشَّدائدِ، بالاضطِهاداتِ والضيقاتِ عن المسيح، لأنِّي إذا ضعِفتُ فحينئذٍ أنا قويٌّ.قد صِرتُ جاهلاً لأنكم أنتم ألزمتُوني، لأنه كان الواجب أن أُمدَحَ منكم إذ لم أنقُـص شــيئاً عن الرُّسـُـل الفضـلاء. وإن كنتُ أنـا لسـتُ شيئاً، لكن علامات الرسالة قد عُمِلَتْ بينكم في كل صبرٍ بآياتٍ وعجائب وقواتٍ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 1 : 25 ـ 2 : 1 ـ 10 )
وهذه هيَ الكلمة التى بُشِّرتُم بها. فاطرحوا عنكم إذاً كلّ شرٍّ وكل غشٍ وكل رياءٍ وكل حسدٍ وكل نميمةٍ، مثل أطفال مَولُودِينَ الآن اشتهوا اللبنَ العقليَّ العديم الغشِّ لكي تَنموا به للخلاصِ. إن كنتم قد ذُقتُم أن الربَّ صالحٌ. الذي إذ تأتونَ إليه حجراً حيَّـاً مَرذولاً من النَّاس ولكن مُختارٌ من الله وكريمٌ. كونوا أنتُم أيضاً كحجارةٍ حيَّةٍ مَبنِيِّيـن بيتـاً روحانياً، كهنوتاً طاهراً لتقديم ذبائحَ روحيَّةٍ مقبولةٍ عند اللهِ بيسوع المسيح. لأنه مكتوبٌ في الكتاب: " إنِّي هأنذا أضعُ في صِهيونَ حجراً مُختاراً في رأس الزاويةِ كريمـاً الذي يؤمن به لن يُخـزى ". فلكُم أنتُم أيُّهـا الذين تُؤمنـون الكرامة وأمَّا الذين لا يؤمنون فالحجرُ الذي رذَلَهُ البنَّاؤون هو قد صار رأس الزَّاوية وحجر عثرةٍ وصخرةَ شكٍ. الذين يَعثُرونَ بالكلمة غير موافقينَ للذي وُضِعُوا لهُ. أمَّا أنتم فجنسٌ مُختارٌ وكهنوتٌ ملوكيٌّ وأُمَّةٌ مُقدَّسةٌ وشعبٌ بارٌ لكي تُخبِروا بفضائلِ ذاك الذي دعاكُم من الظُّلمةِ إلى نورهِ العجيبِ، الذينَ قَبْلاً لمْ تكونوا شَعباً وأمَّا الآن فأنتُم صِرتُم شعبُ اللـه، الذين كنتُم غير مرحومينَ وأمَّا الآن فقد رُحِمتُمْ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 6 : 1 ـ 7 : 1 ـ 2 )
وفى تلك الأيام إذ تَكَاثَر التلاميذُ حدثَ تذمُّرٌ من اليونانيين على العبرانيين بأن أرامِلَهُم كُن يُغفَلُ عنهُنَّ في الخدمة اليوميَّة. فدعا الاِثنا عَشَرَ رسولاً جمهور التلاميذ وقالوا لهم: لا يُرضِينا هذا الأمر بأنْ نتركَ نحنُ كلِمة الله ونخدمَ موائدَ. فاختاروا إذاً يا إخوتنا سبعة رجالٍ منكم مشهوداً لهم ومَملُؤينَ من الرُّوح والحكمة فنُقيمَهُم على هذه الحاجةِ. وأمَّا نحنُ فنتفرغ للصَّلوةِ وخدمة الكلمةِ. فَحَسُنَ هذا الكلام أمام كلِّ الجمهورِ فاختارُوا استِفانوس رجُلاً من بينهم رجلاً مَملُوءاً من الإيمان والروح القدس وفيلُبُّس وبُرُوخُورُس ونِيكانُور وتِيمون وبَرمِينا ونِيقولاوس الدخيل الأنطاكي، هؤلاء أقاموهُم أمامَ الرُّسلِ فَصَلُّوا ووضَعوا عليهم الأياديَ. وكانت كلمةُ الربِّ تنمو، وكثر عدد التلاميذ جداً في أُورُشليمَ وجمهورٌ كثيرٌ من الكهنةِ أطاعوا الإيمان. وأما استِفانوس فإذ كان مَملُوءاً نعمةً وقوةً كان يصنعُ عجائبَ عظيمةً وقواتٍ في الشعبِ.فقام قومٌ من المجمع الذين يُدعَونَ الليبَرتينـيِّين والقيروانييِّن والإسكندَريِّين ومن الذين من كيليكيا وأَسيَّا يُجادِلون استفانوس. ولمْ يُمكنهم أنْ يُقاوِموا الحِكمة والروح الذي كان يتكلَّم فيه. حينئذٍ قدَّموا رجالاً قائلين: إننا سمعناهُ يتكلَّم بكلام افتراءٍ على موسى وعلى الله. وهيَّجوا كل الشعبِ والشُّيوخ والكتبة فقاموا وخطفوهُ وأتوا به إلى موضع الحُكم، وأقاموا شهوداً كَذَبَةً يقولون: أن هذا الرَّجل لا يفتُرُ عن أنْ يتكلَّم كلاماً ضِدَّ هذا الموضع المُقدَّس والناموس، لأننا سمعناه يقول: أنَّ يسوع الناصري سَينقُض هذا الموضع المُقدَّس ويُغيِّـر العوائد التى سلَّمنَا إيَّاها موسى. فتفرَّس إليه جميعُ الجالِسين في موضع الحُكم ورأوا وجههُ كأنَّه وَجهُ مـلاكٍ.فقال له رئيس الكهنةِ: هل هذه الأمور هكذا كانت؟. فقال: أيُّها الرجال إخوتنا وآبائنا اسمعوا: ظهر إله المجدِ لأبينا إبراهيم وهو مُقيمٌ في ما بين النهرَين قَبلَمَا يَسكُن في حاران.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم العشرون من شهر طوبه المبارك
1. نياحة القديس بروخورس أحد السبعين رسولاً
2. تذكار تكريس كنيسة القديس يوحنا صاحب الإنجيل المُذهَّب ونقل أعضائه إليها. وتذكار شهادة الأنبا بهناو والأنبا كلوج القس
1ـ في هذا اليوم تنيَّح القديس بروخورس أحد السبعين رسولاً، الذين دعاهم السيد وأرسلهم ليكرزوا بِاسمه، وأعطاهم موهبة الشفاء وإخراج الشياطين. ولمَّا كان مع التلاميذ في العُلِّيَّة إمتلأ من نعمة الروح القدس المُعزِّي. ثم انتخبه الرسل من السبعة الشمامسة الذين شهدوا عنهم أنهم مملوؤون من الروح القدس والحكمة. ثُمَّ صحب الرسول يوحنَّا الثاؤلوغس وطاف معهُ مدناً كثيرة ووضع يوحنَّا اليد عليه وأقامه أُسقفاً على نيقوميدية من بلاد بيثينيا. فبشَّر فيها بالسيد المسيح وردَّ كثيرين من اليونانيين إلى الإيمان وعمَّدهُم وعلَّمهُم حِفظ الوصايا. وبعد أن بنى لهُم كنيسة، ورسم لهم شمامسة وقسوساً، ذهب إلى البلاد المجاورة فبشَّرها وعمَّد كثيرين من أهلها، كما علَّم وعمَّد كثيرين من اليهود. وقد احتمل ضيقات كثيرة بسبب التبشير بالمسيح. ولمَّا أكمل سعيه تنيَّح بشيخوخة صالحة مرضية ونال النعيم الأبدي.صلاته تكون معنا.آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس يوحنَّا الكوخي صاحب الإنجيل المُذهَّب بمدينة رومية ونقل أعضائه المُقدسة إليها. وتذكار شهادة القديسين بهناو والأنبا كلوج القس.صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 21 : 3 ، 5 )
أَدركتَهُ ببركاتِ صلاحِكَ. ووضَعتَ على رأسهِ إكليلاً من حجرٍ كريم. مَجدهُ عظيمٌ بخلاصِكَ. مَجداً وبهاءً عظيماً جعلتَ عليهِ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 10 : 1 ـ 20 )
وبعد ذلك عيَّن الربُّ سبعين آخرينَ وأرسلهُم اثنَيْن اثنَيْن أمام وجههِ إلى كلِّ مدينةٍ وموضع حيث كانَ هو مُزمِعاً أن يَمضي إليهِ. فكانَ يقول لهُم: إنَّ الحَصَاد كثيرٌ ولكنَّ الفَعَلة قليلون، فاطلُبوا إلى ربِّ الحَصَاد أنْ يُرسِل فَعَلَةً إلى حصادهِ. اذهبوا. ها أنا أُرسِلكُم مِثل حُملانٍ في وسطِ ذئابٍ. لا تحمِلـوا كيسـاً ولا مِزوَداً ولا أحـذيَة ولا تُسـلِّموا على أحـدٍ في الطَّـريق وأيُّ بيتٍ دخلتُموهُ فقولوا أولاً السَّلام لهذا البيتِ. فإنْ كان هُناك ابنُ السَّلام يَحِلُّ سلامُكُم عليه وإنْ لمْ يَكُن فسلامُكُم يَرجع إليكُم. وأقيموا فـي ذلك البيتِ آكِلينَ وشارِبين ممَّا عندهُم، لأنَّ الفاعِل مُستحقٌ أُجرَتهُ، لا تنتقِلوا من بيتٍ إلى بيتٍ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها وقَبِلوكم إليهم فَكُلوا ممَّا يُقدَّم لكُم. واشفوا المرضى الَّذين فيها. وقولوا لهُم: قـد اقتربَ منكُم ملكوتُ اللهِ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها ولم يَقبَلُوكُم فاخرُجُوا إلى شوارعِها وقولوا: حتَّى الغُبارُ أيضاً الذي لَصِقَ بأرجُلِنا من مدينتِكُم نَنفُضُهُ لكُم، ولكن اعلَمُوا هذا أنَّهُ قد اقتربَ منكُم مَلكوتُ اللهِ. وأقول لكم: أنَّهُ سَيَكونُ لِسادُوم في ذلك اليوم راحةٌ أكثرُ مِن تِلكَ المدينةِ.ويلٌ لكِ يا كُورَزِينُ، ويلٌ لكِ يا بيتَ صَيدا، لأنَّهُ لـو صُنِعـتْ في صُور وصَيـدا هذه القـوات التى صُنِعـتْ فيكُمـا لتَابَتَا قَـديماً جالِسَـتَيْـن في المُسُـوح والرَّمادِ. ولكنَّ صُور وصَيدا سـتكون لهُما راحـة في الدينونةِ أكثر مما لكما وأنتِ يا كفرَناحوم أَترتفِعِين إلى السَّماءِ ( إنكِ ) سَتَنْحطِّينَ إلى أسفلِ الجحيم. الذي يسمعُ مِنكُم فقد سَمِعَ مِنِّي، والذى يُرذِلكُم يُرذِلُني، والذى يُرذِلُني يُرذِل الذي أرسَلَني.فَرَجَعَ السَّبعونَ بِفرح قائلينَ: ياربُّ حتَّى الشَّياطِينُ تخضعُ لنا بِاسمِكَ. فقال لهُم: رأيتُ الشَّيطانَ ساقِطاً مِن السَّماءِ مِثْلَ البَرقِ. ها أنا أعطَيتكُم السُّلطان لِتَدوسُوا الحيَّاتِ والعقاربَ وكلَّ قوَّةِ العدوِّ ولا يَضُرُّ بِكُم شيءٌ. ولكِن لا تَفرَحُوا بِهذا أنَّ الأرواحَ تَخضَعُ لكُم بل افرَحُوا أنَّ أسماءَكُم مكتوبة في السَّمَواتِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #130
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-28-2015, 12:48 PM
Parent: #129

هذا اختبار جميل من عابرة ...

فى برنامح سؤال جرئ ...
https://http://http://www.youtube.com/watch?v=HDV-OTOKCX8www.youtube.com/watch?v=HDV-OTOKCX8

شاهدوا هذه البركات ..
كيف يتعرف الإنسان على الله الحقيقى ..
على الرغم من كل الصعوبات التى تجابه الإنسان ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #131
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-28-2015, 10:43 PM
Parent: #130

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 22-8-2010

نوعيات من المحتاجين


من هم المحتاجون؟ أنهم أنواع وأشكال متعددة‏,‏ فهناك المحتاجون ماديا ينقصهم المال وسعة الرزق‏,‏ والمحتاجون اجتماعيًا ويلزمهم التوجيه والاهتمام بهم والمحتاجون روحيًا ويلزمهم الإرشاد والقيادة إلي التوبة‏,‏ والمحتاجون ثقافيًا وتنقصهم المعرفة والتعليم‏.‏

أما عن المحتاجين ماديا‏:‏ فنري كثيرين يتكلمون عن محدودي الدخل وينسون معدومي الدخل‏,‏ يتكلمون عن الفقراء وينسون الذين هم تحت خط الفقر‏.‏ إذن هناك الفقير‏,‏ والمعوز أي المحتاج وما أكثر ما نشرت الجرائد عن هؤلاء دون أن تقدم حلولا فأصبح الأمر مجرد كلام بدون عمل‏,‏ وعن هؤلاء نسأل من هم المسئولون عنهم أو المهتمون بهم ؟هل هم علماء الاجتماع أم علماء الاقتصاد أم المسئولة هي الدولة‏,‏ أم أصحاب القلوب المشفقة من أثرياء الشعب أو الجمعيات الخيرية أو محبو الخير عموما‏.‏

في أمريكا توجد مجموعة من الفقراء الذين لا مأوي لهم يطلقون عليهم لقب ‏Homeles‏ وهؤلاء تصرف لهم الدولة معونة هي الحد الأدنى جدًا من الإيراد الذي يكفيهم في الضروريات‏.‏

نذكر من بين المحتاجين طائفة الذين أهملهم المجتمع وليس لهم أحد يذكرهم يقول المحتاج منهم‏:‏ ماحدش حاسس بي ذلك لأن الذين يعيشون في سعة وفي سعادة لا يشعرون بالمحرومين من كل ذلك‏,‏ فيلزم للذين يجلسون في القمم أن ينزلوا إلي القاع ليروا من يعيش فيه وكيف يعيش وعلي هذا النسق فإن سكان المدينة ينبغي أن يفكروا في إخوتهم الذين يعيشون في النجوع ويحتملون البرد والجوع كما يقاسون اختلاف الأجواء وعدم اهتمام أحد بهم وكأنهم ليسوا إخوة في الوطن ومثل هؤلاء بعض الذين يعيشون في القرى المعدمة‏,‏ وهنا لا نتكلم عن مجرد احتياج فرد إنما القرية‏,‏ كلها ومن بين هؤلاء من لا يجدون الماء النقي للشرب أو الكهرباء اللازمة أو وسائل الصرف الصحي‏..‏ وأهل الخير قد يحزنون علي حالة هؤلاء ومع ذلك تبقي حالتهم كما هي‏!‏

ومن المحتاجين أيضا الشباب الذين أدركتهم البطالة حتى بعد تخرجهم من الجامعة وفي هذه البطالة لا يستطيعون تكوين أسرة‏,‏ فليس لهم مال لتدبير سكن للمعيشة‏.‏ وقد ارتفعت أسعار المساكن جدا وليست لهم قدرة علي تكاليف الزواج وعلي رعاية بيت ماديا‏,‏ ومن هنا تأخر سن الزواج عند الفتيات وعدم القدرة ماديا علي الزواج أدي إلي العديد من مظاهر الفساد الخلقي وإلي تحايل البعض للخروج من هذا المأزق بما يسمونه الزواج العرفي حيث لا مسئوليات فيه علي الإطلاق‏!‏

من المحتاجين إلي الرعاية أيضا ما يمكن أن نسميهم مجموعة الغرباء ولعل من بينهم الذين غادروا من الصعيد إلي المدن الكبرى مثل القاهرة‏,‏ حيث لا يجدون سكنا ولا عملا وأحيانا لا يجدون ترحابا‏.‏ هم قد انتقلوا من ضيقة في بلادهم‏,‏ ليصادفوا ضيقة أخري في المكان الذي هاجروا إليه‏,‏ والله تبارك اسمه يدعونا إلي إضافة الغرباء ليس فقط الغرباء الذين يأتون من خارج بلادنا وإنما أيضا الغرباء الذين هم إخواننا في الوطن‏..‏ وهؤلاء الغرباء كما يحتاج الأحياء منهم إلي عناية كذلك يحتاج موتاهم إلي مدافن‏,‏ كما تحتاج أيضا إلي مدافن مجموعات الفقراء‏.‏

ومن المحتاجين أيضا المرضى الذين تلزمهم عمليات جراحية تكاليفها فوق طاقتهم وربما فوق طاقة المحسنين إليهم أيضا بل الكثير من هؤلاء لا يجدون أيضًا ثمن الدواء‏.‏ وربما تنهار صحتهم لعدم قدرتهم علي تكاليف العلاج‏.‏ فيموتون وهم ضحايا المجتمع‏,‏ ونذكر من بين طائفة المرضي من أصيبوا بالجذام أو السل‏.‏ وأصبح كثيرون يمتنعون حتى عن زيارتهم أو الاختلاط بهم‏,‏ ومن المحتاجين أيضا المرضي بأنواع من السرطانات وقد كثرت جدا في هذا الجيل ونحن نشكر قيام مستشفي لسرطانات الأطفال ونود أن تنتشر هذه العناية في نطاقات أوسع بكثير‏.‏

وينضم إلي طائفة المرضي المحتاجين مجموعة المعاقين واحتياجاتهم الكثيرة سواء من جهة العلاج‏,‏ أو من جهة الدراسة‏.‏ وأشد هؤلاء المعاقين احتياجًا هم المعاقون ذهنيًا‏..‏ نضم أيضا إلي المرضي المحتاجين أولئك الذين وقعوا في الإدمان وأصبحوا محتاجين إلي علاجهم من إدمانهم‏.‏

من بين المحتاجين أيضا المساجين الذين ينبغي أن نشعرهم بأن المجتمع لم يلفظهم تمامًا‏.‏ وإنما هم يقضون فترة عقوبة ليخرجوا منها إلي حياة أفضل‏,‏ فهنا تكون فضيلة زيارة المسجونين وتقديم العطايا لهم وبخاصة من يشعرون أنهم قد سجنوا ظلما‏.‏ وهناك بعض المسجونين كانوا هم الوحيدين الذين يعولون أسراتهم‏.‏ وبسجنهم أصبحت العائلة كلها في صفوف المحتاجين وفي حاجة إلي رعاية واهتمام‏,‏ ونضم إلي هؤلاء أيضًا المديونين والذين وقعوا منهم علي إيصالات أمانة وأصبحوا هم أيضا مهددين بالسجن إن لم يسددوا ديونهم‏.‏

ومن المحتاجين أيضا الذين لا يقدرون علي تزويج بناتهم لأنهم لا يملكون تكاليف الزواج‏,‏ ومن ضمن هؤلاء ما نسميهم بالأسر المستورة‏.‏ فهم يحتاجون ولكن لا يستطيعون إعلان احتياجهم بسبب مركزهم الاجتماعي‏.‏ وهؤلاء يحتاجون إلي سد احتياجاتهم في سرية‏,‏ ونضم إليهم الأيتام والأرامل‏.‏ ومن ضمن المحتاجين بعض الشعوب الفقيرة‏.‏

إن الله -من حنوه وعطفه- أوجد علي الأرض خيرا يكفي الكل‏,‏ وبقي علي الموسرين أو الأثرياء أن يسدوا احتياج الفقراء ويكون ذلك بدافع الحب والإشفاق‏,‏ وليس بالتعالي وإشعار المحتاجين باحتياجهم‏.‏ علي أن يكون العطاء لهؤلاء دون أن يطلبوا فمن يعطي عليه أن يشعر باحتياج الآخرين ولا ينتظر أن يطلبوا منه‏,‏ بل يجب أن يعرف أن هؤلاء المحتاجين لهم حق شرعي في ماله كوصية الله من جهة العشور والزكاة‏.‏

‏أما عن المحتاجين روحيًا وقيادتهم إلي التوبة وحياة الفضيلة‏,‏ فهذا الأمر يحتاج إلي مقال آخر‏.‏
+++

Post: #132
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-29-2015, 06:07 AM
Parent: #131

أحبائى الكرام ..
الإختبار الكامل للدكتور محمد رحومة ...

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=rKvfRo_oUQMwww.youtube.com/watch?v=rKvfRo_oUQM

حقيقة انه لاختبار قوى .. أتمنى من كل شخص أن يسمعة ..

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #133
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-29-2015, 12:27 PM
Parent: #132

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

( يوم الخميس )
29 يناير 2015
21 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 87 : 3 ، 5 ، 7 )
أعمالٌ مجيدةٌ قد قِيلت لأجلِكِ يا مدينةَ اللهِ. وهو العليُّ الذى أسَّسها إلى الأبدِ. لأنَّ سُكنَى الفَرِحِينَ جميعهم فيكِ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 10 : 38 ـ 42 )
وفيما هم سائرون دخلَ قريةً، فقَبِلَتهُ امرأةٌ اسمها مرثا فى بيتها. وكانت لهذه أختٌ تُدعَى مريم، وهى التى جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. وأمَّا مرثا فكانت مرتبكةً فى قضاء خِدم كثيرةٍ. فقامت وقالت: " ياربُّ، أمَا يُعنِيك أمري بأن أُختى قد تركتنى أخدم وحدي؟ فقُل لها أن تُساعدني! " فأجاب يســوع وقال لها: " مرثا مرثا، أنتِ تهتمِّين وتضطربين لأجل أمور كثيرةٍ، ولكنَّ الحاجة إلى واحدٍ. وأمَّا مريم فاختارت لها النَّصيب الصَّالحَ الذي لن يُنزع منها إلى الأبدِ ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 48 : 8 ، 1 )
كَمِثل ما سمعناه كذلِكَ رأينا فى مدينةِ ربِّ القوَّاتِ فى مدينةِ إلهنا. عظيمٌ هو الربُّ ومُسبَّحٌ جدّاً. فى مدينةِ إلهنا على جبلِهِ المُقدَّس. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 12 : 35 ـ 50 )
الرَّجُل الصَّالح من كنزه الصَّالح يُخرج الصَّلاح. والرَّجل الشِّرِّير من كنزه الشِّرِّير يخرج الشُّرور. ولكن أقول لكم: " إن كلَّ كلمةٍ باطلةٍ يقولها النَّاس سوف يُعطُون جواباً عنها فى يوم الدِّين. لأنك من كلامك تتبرَّر ومن كلامك يُحكم عليك ".حينئذٍ أجابه قومُ من الكتبة والفرِّيسيِّين قائلين: " أيُّها المُعلِّم، نُريد أن نرى منك آيةً ". أمَّا هو فأجاب وقال لهم: " الجيل الشِّرِّير والفاسق يطلب آيةً، ولن تُعطَى له آيةٌ إلا آية يونان النَّبيِّ. لأنَّه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيَّام وثلاثة ليال، هكذا يكون ابن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيَّـام وثلاثة ليـال. رجـال نينـوى سيقومـون في الدِّيـن مع هـذا الجيــل ويدينونه، لأنَّهم تابوا بإنذار يونان، وهوذا أفضل من يونان ههنا! ملكة التَّيمن ستقوم فى الدِّين مع هذا الجيل وتدِينه، لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سُليمانَ. وهوذا أعظم من سُليمانَ ههنا! إذا خرج الرُّوح النَّجس من الإنسان يمضي إلى أماكن ليس فيها ماءٌ يطلب راحةً فلا يجد. حينئذٍ يقول: أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه. فيأتى ويجده فارغاً مكنوساً مُزيَّناً. فيمضي حينئذٍ ويأخذ معه سبعة أرواح أُخر أشرَّ منه، فيأتى ويسكن هناك، فتصير أواخر ذلك الإنسان أشرَّ من أوائلهِ. هكذا يكون أيضاً لهذا الجيل الشرِّير.وفيما هو يُخاطِب الجموع إذا أُمُّه وإخوته قد وقفوا خارجاً طالبين أن يُكلِّموه. فقال له واحدٌ مِن التَّلاميذ: " هوذا أُمُّك وإخوتكَ واقفون خارجاً يطلبون أن يتكلَّموا معك ". أمَّا هو فأجاب وقال للقائل له: " مَن هيَ أُمِّي ومَن هم إخوتي؟ " ثُمَّ مدَّ يده نحو تلاميذِهِ وقال: " ها أُمِّي وإخوتي. لأن كلَّ مَن يصنع إرادة أبي الذى فى السَّمواتِ هو أخي وأختي وأُمِّي ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
( 9 : 1 ـ 12 )
فأمَّا القُبة الأولى فكان فيها وصايا الخدمة وقدسٌ مزينٌ، لأن القبة الأولى وُضِعت وهى التى كانت فيها المنارة، والمائدة، وخبز التَّقدِمةِ. وتُدعَى القُدس. وبعد الحجاب الثَّاني القُبة التى تُدعَى " قُدس الأقداس " وكان فيها مِبخرةٌ من ذهبٍ، وتابوتُ العهـدِ المُصفَّح بالذَّهبِ من كلِّ جانبٍ، وكان فيها قِسطُ الذَّهب الذي فيه المنُّ، وعصاة هارون التى أفرخت، ولوحا العهدِ. وفوقها كان كاروبيم المجد مُظلِّلةٌ موضع الاستغفار. هذه التي ليس لنا أن نتكلَّم عنها بالتَّفصيل. فهذه لمَّا تُصنع هكذا، يدخل الكهنة إلى القبة الأولى فى كل حين لإتمام الخدمة. أمَّا القبة الثَّانية فيدخلها رئيس الأحبار وحـده مـرَّة فى كـلِّ سـنةٍ، وليـس بغيـر دم الـذي كان يُقدِّمه عن نفسه وعن جهالات الشَّعبِ، وهذا يُظهره الرُّوح القدس أن طريق الأقداس لم يُظهَر بعدُ، ما دامت القُبة الأولى قائمةٌ، التي هى رمزُ هذا الزمان الحاضر، الذى فيه كانوا يرفعون القرابين والذَّبائح، التي لا يمكنها بالنيَّة أن تُكمِّل من يخدم، إلا بالمطعم فقط والمشرب وغسلاتٍ مختلفةٍ التي هى فرائض جسديَّةٍ، وُضِعت إلى زمان التقويم.وأمَّا المسيح فهو قد جاء رئيس كهنةٍ للخيرات العتيدةِ، فبالمسكن الأعظم والأكمل، غير المصنوع بيدٍ، أي الذى ليس من هذه الخليقة، وليس بدم تيوس وعجول، بل بدمه بنفسه، دخل الأقداس مرَّةً واحدةً فوَجَدَ فداءً أبديّاً.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الثانية
( 1 : 1 ـ 13 )
من الشَّيخ إلى السيدة المُختارة، وإلى أولادها الذين أنا أحبُّهم بالحقِّ، ولستُ أنا فقط، بل جميع الذين قد عرفوا الحقَّ. من أجل الحقِّ الثَّابت فينا وسيكون معنا إلى الأبد، تكون النِّعمةُ والرَّحمةُ والسَّلامُ معنا من الله الآبِ ومن ربِّنا يسوع المسيح، ابن الآبِ بالحقِّ والمحبَّةِ.فرحتُ جدّاً لأني وجدتُ من أولادك سالكين فى الحقِّ، كما أخذنا وصيَّة من الآبِ. والآن أطلب منكِ أيتها السَّيِّدة، لا كأنِّي أكتب إليكِ وصيَّةً جديدةً،بل التى كانت عندنا من البدء: أن نحبَّ بعضنا بعضاً. وهذه هى المحبَّة، أن نسلكَ بحسبِ وصاياه. هذه هيَ الوصيَّة، كما سَمِعتم من البدء أن تسلكوا فيها. لأنه قد جاء إلى العالم مُضِلُّونَ كثيرون، الذين لا يعترفون أن يسوع المسيح قد جاء فى الجسد. هذا هو المُضِلُّ. والضِّـدُّ للمسيح. فانظروا إلى أنفُسِكـم لئلاَّ تفقـِدوا مـا عمـلتموه، بل تنالوا أجـراً تـامـاً. كلُّ من يتعـدَّى ولا يثبت فى تعليم المسيح فليس له إلهٌ. ومَن يثبُت فى تعليم المسيح فهذا له الآبُ والابنُ. ومَن يأتيكم، ولا يجيء بهذا التَّعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلامٌ. ومن يقول له سلامٌ فهو شريكٌ له فى أعمالهِ الشريرةِ.إذ كان لي كثيرٌ لأكتبه إليكم، لم أُرِدْ أن يكون بورقٍ وحبرٍ، لأنِّي أرجو أن آتيَ إليكم وأتكلَّم فماً لفم، لكي يكونَ فرحكم كاملاً. يُسلِّمُ عليكِ أولاد أُختكِ المُختارةِ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 1 : 1 ـ 14 )
الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلِّم به، إلى اليوم الذى فيه صَعِدَ إلى السَّماء، بعدما أوصى بالرُّوح القدس الرُّسل الذين اختارهم. الذين ظهر لهم حيّاً بعد ما تألَّم بآياتٍ كثيرةٍ، وهو يظهر لهم أربعين يوماً، ويتكلَّم عن ملكوت اللهِ. وفيما هو يأكل معهم أوصاهم أن لا يُفارقوا أورشليم، بل ينتظروا "موعد الآب الذى سمعتموه منِّي، لأن يوحنَّا عمَّد بالماء، وأمَّا أنتم فستُعَمَّدُونَ بالرُّوح القدس، وقد كان هذا ليس بعد أيام كثيرةٍ". أمَّا هم لما اجتمعوا كانوا يسألونه قائلين:" ياربُّ، هل فى هذا الزمن تردُّ المُلكَ إلى إسرائيل؟ " فقال لهم: " ليس لكم أن تعرفوا الأزمنةَ والأوقاتِ التى جعلها الآبُ تحت سلطانهِ، ولكنَّكم ستنالون قوَّةً مَتَى حلَّ الرُّوح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً فى أورشليم وفي كلِّ اليهوديَّة والسَّامرة وإلى أقصى الأرضِ ".ولمَّا قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابةٌ عـن أعينهم. وفيما هـم يشخصون وهو صاعدٌ إلى السَّماء، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيضَ، وقالا: " أيُّها الرِّجال الجليليُّون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السَّماء؟ إن يسوع هذا الذى صعدَ إلى السَّماء عنكم هكذا يأتي كما رأيتموه مُنطلقاً إلى السَّماء ". حينئذٍ رجعوا إلى أورشليم من الجبل الذي يُدعَى جبل الزَّيتون، الذي هو بالقرب من أورشليم على سفر سبتٍ. ولمَّا دخلوا صعدوا إلى العِلِّيَّة التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويوحنَّا ويعقوب وأندراوس وفيلبُّس وتوما وبرثولماوس ومتَّى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب. هؤلاء كلُّهم كانوا يواظبون بنفسٍ واحدةٍ على الصَّلوة مع نساءٍ، ومريم أُمِّ يسوع، وإخوته.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، فى بيعة اللـه المقدسة. آمين. )

السنكسار
اليوم الحادي والعشرون من شهر طوبه المبارك
1. نياحة سيدتنا العذراء والدة الإله
2. نياحة القديسة إيلارية ابنة الملك زينون
3. نياحة القديس غريغوريوس أخو القديس باسيليوس الكبير
1ـ في هذا اليوم تنيَّحت سيدتنا كُلِّية الطُّهر البتول مريم والدة الإله. وذلك أنها بينما كانت مُلازمة الصلاة في القبر المقدس، أعلَمها الرُّوح القُدُس أنها ستنتقل من هذا العالم الزائل. ولمَّا دنا الوقت حضر إليها العذارى اللواتي بجبل الزيتون، وكذلك الرسل الذين كانوا لا يزالون أحياء واجتمعوا حولها وهيَ مُضطجعة على سريرها. وإذا بالسيد المسيح له المجد قد حضر إليها وحولهُ ألوف ألوف من الملائكة، فعزَّاها وأعلمها بالسعادة الدائمة التي أُعِدت لها، فسُرّت بذلك. وسألها الرُّسل والعذارى أن تُبارِك عليهم، فمدت يدها وباركتهم جميعاً. ثم أسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وإلهها، فأصعدها إلي المساكن العلوية. أمَّا الجسد فكفَّنه الرُّسل كما يليق وحملوه إلي الجسمانية، وفيما هم في طريقهم، اعترضهم بعض اليهود ليمنعوا دفنه، وأمسك أحدهم بالتابوت، فانفصلت يداه من جسمه، وبقيتا معلقتين بالنعش، حتى ندم باكياً بدموع حارة على سوء فعله، وبتوسلات الرُّسل القدِّيسين عادت يداه إلى جسمه كما كانتا من قبل، فآمن لوقته بالسيد المسيح. ولمَّا وضعوا جسدها الطاهر في القبر أخفاه الرب عنهم. ولم يكن توما الرسول قد حضر نياحتها، وأراد الذهاب إلى أورشليم فحملته سحابة إلى هناك. وفيما هو في طريقهُ رأى جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به. فقال له أحدهم: أسرع وقبِّل جسد القديسة الطاهرة مريم فأسرع وقبَّله. وعند حضوره إلى التَّلاميذ أعلموه بنياحتها فقال لهم: أنتم تعلمون كيف شككت في قيامة السيد المسيح ولن أُصدِّق حتى أُعاين جسدها، فمضوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه فدُهِشَ الكل وتعجبوا فعرَّفهم توما كيف أنَّهُ شاهد الجسد الطَّاهر مع الملائكة صاعدين به، وهنا سمعوا الروح القدس يقول لهم: " أنَّ الرب لم يشأ أن يبقى جسدها في الأرض "، وكان الرب قد وعد رسله الأطهار أن يُريها لهم في الجسد مرة أخرى، وظلوا مُنتظرين ذلك الوعد إلى اليوم السادس عشر من شهر مسرى حيث تم الوعد لهم برؤيتها. وكانت سنو حياتها على الأرض ستين سنة. منها اثنتا عشرة حتى غادرت الهيكل، وأربع وثلاثون سنة في بيت يوسف وإلى صعود الرب، وأربع عشرة سنة عند يوحنَّا الإنجيلي. كوصية الرب القائل لها : " هذا ابنكِ ". وليوحنَّا: " هذه أمُّك ".شفاعتها وبركتها تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّحت القديسة البارة إيلارية ابنة الملك زينون الذي كان أرثوذكسياً مُحبّاً للكنيسة. ولم يُرزق سوى إيلارية وأختاً لها اسمها تاؤبستا، فهذَّبهما أبوهما وعلَّمهما أُصول الدين القويم.ونشأت إيلارية على حب الوحدة وخطر على بالها فكر الرهبنة ولباس الاسيكم. فخرجت من بلاط أبيها وتزيت بزي الرجال وأتت إلى ديار مصر حيث كان عمرها وقتـئذ ثماني عشر سـنة. ومن هناك قصدت برِّيَّة القديـس مكاريوس، وقابلت رجلاً قديساً اسمه الأنبا بمويه وعرضت عليه رغبتها في الرهبنة وترهَّبت بِاسم الراهب إيلاري. وبعد ثلاث سنين عرف القديس الأنبا بمويه أنها إيلارية ابنة الملك زينون، فكتم أمرها وجعلها في مغارة وكان يفتقدها من حين لآخر. حيث أقامت خمسة عشر سنة. وإذ لم تظهر لها لحية ظن الشيوخ أنها خصي فكانوا يدعونها " إيلاري الخصي".أمَّا أختها تاؤبستا فقد اعتارها شيطان رديء، وأنفق عليها والدها مالاً كثيراً دون جدوى. وأخيراً أشار عليها رجال بلاطه أن يُرسلها إلي شيوخ شيهيت، لأنَّ صيت قداستهم كان قد بلغ كل البلاد الرومانية. فأرسلها مع أحد عظماء المملكة ترافقه حاشية من الجند والخدم وسلَّمه كتاباً إلي شيوخ البريَّة يبثهم ألمه، ويذكر لهم أن اللـه تعالى قد رزقه ابنتين. واحدة خرجت ولم تعد ولا يعلم مكانها ولا أخبارها، والأخرى قد اعتارها شيطاناً رديء يُعذِّبها دواماً. وكان يتمنى أن يكون لهُ بها عزاء عن أختها ويسألهم الصلاة عليها ليشفيها الرب مما قد ألمَّ بها. فلمَّا وصلت الأميرة بحاشيتها برية شيهيت وقرأ الشيوخ كتاب الملك، صلُّوا عليها أياماً كثيرة فلم تبرأ. وأخيراً قد رأى الآباء أن يأخذها القديس إيلاري الخصي ( إيلارية أختها ) ويُصلِّي عليها فامتنع. ولكن الشيوخ ألزموه فأخذها، وقد عرفت القديسة أنها أختها وأمَّا هيَ فلم تعرفها. فكانت إيلارية تعانق أختها وتقبِّلها وتخرج فتبكي كثيراً. وبعد أياماً قليلة برئت أختها من مرضها فأخذها القديس إلى الشيوخ وقال لهم: بصلواتكم أيُّها الآباء قد وهبها اللـه الشفاء. فأعادوها إلى والدها بسلام. فلمَّا وصلت إليهِ فرح مع كل أهل القصر لعودتها إليهم سالمة، وشكروا السيد المسيح كثيراً. وبعد ذلك سألها: كيف كان حالها في برية شـيهـيت؟ فقالت : إنَّ القـديـس إيـلاري الـذي أبرأها بصلاته كان يُـعانـقـها ويُقبِّلها كثيراً. ولمَّا علم الملك بذلك. ساورته الشكوك في ذلك الراهب، وأرسل إلي الشيوخ يطلب إرسال القديس إيلاري الذي أبرأ ابنته لينال بركته. ولمَّا أمره الشيوخ بالذهاب إليه بكى بكاءً حاراً أمام الشيوخ متوسلاً إليهم أن يعفوه من الذهاب. فقالوا له هذا ملك بار مُحب للكنيسة المقدسة، والواجب يُحتِّم عدم مخالفته كما أوصتنا الكتب. وبعد جهد ذهب إلى الملك فسلَّم عليه هو ومن معه. ثم اختلى الملك والملكة بهِ وقالا : كيف كنت أيُّها القديس تُعانق الأميرة؟ فقال لهما الراهب احضروا لي الإنجيل وتعهدا لي أنَّكما لا تحولا دون عودتي إلى البرِّيَّة، إذا أجبتكما إلى طلبكما. فأحضرا له الإنجيل وتعهدا له كما أراد، فأجابهما إلى طلبهما، وعرَّفهما بنفسه قائلاً: أنا " ابنتكما إيلارية "، ثم روت لهما حالها من يوم خروجها إلى تلك اللحظة، فعلا صوت والديها بالبكاء وحدث هرج كثير في القصر، ومكثت ثلاثة أشهر ثم أرادت العودة إلى حيث كانت، فلم يُطلقاها إلاَّ بعد أن ذكَّرتهما بالعهد الذي قطعاه لها.وكتب الملك إلى والي مصر يأمره أن يُرسِل إلى البرِّيَّة كل عام مائة أردب قمح وستمائة قسط زيت وكل ما يحتاج إليه رهبان الدير.وقد اهتم الملك ببناء القلالي كما بنى قصراً بديعاً بدير القديس مقاريوس. ومنذ ذلك الحين إزداد عدد الرهبان في تلك البرية.أمَّا القديسة البارة إيلارية فقد أقامت بعد عودتها من عند أبيها إلى البريَّة خمس سنوات، ثم تنيَّحت بسلام، ولم يعلم أحد أنها كانت فتاة إلاَّ بعد نياحتها. صلاتها تكون معنا. آمين.
3ـ وفي هذا اليوم أيضاً من سنة 396م تنيَّح القديس غريغوريوس أخو القديس باسيليوس الكبير. كان هذا الأب العظيم مع إخوته من ذوي الفضيلة، كما كان بليغاً في علم المنطق واللغة اليونانية، وكان شديد الغَيرَة على الأمانة المستقيمة.ولمَّا عُرِفت عنه هذه الصفات الصالحة والخصال الحسنة أُختير رغماً عنه لرتبة الأسقفية. فرُسِمَ على مدينة نيسس، فرعى رعية المسيح التي أؤتُمِن عليها أحسن رعاية حيث أضاء النفوس بمواعظه ومصنفاته، وشرح أكثر الأسفار المقدسة.وقد نُفيَ في عهد الملك والس وبأمره، ولكنُه عاد بأمر الملك تاؤدوسيوس الكبير إلى نيسس سنة 378م.ولمَّا اجتمع الآباء المئة والخمسون بمدينة القسطنطينية سنة 381م بسبب هرطقة مقدونيوس بطريركها، بأمر الملك تاؤدوسيوس، كان هذا الأب أحد الحاضرين. وقد أفحم هذا الأب سبليوس ومقدونيوس وأبوليناريوس مُفنِّداً آراءهم الكُفريَّة كما فلَّ بسيف خُطَبه حُجج المُلحِدين.وقد قِيلَ عنه أنَّهُ عندما كان يُصلِّي القداس الإلهي كان يرى الشاروبيم على المذبح. ولمَّا كملت له ثلاث وثلاثون سنة في الأسقفية، أتى إليه أخوه القديس باسيليوس ليفتقده. لأنَّهُ كان قد مرض من كثرة النُّسك، فتلقاه بفرح. ولمَّا عزم القديس غريغوريوس أن يُقيم القداس، أخذته غفوة، وظهرت له السيدة العذراء وقالت له: اليوم ستأتي إلينا.وقد تنيَّح في نفس اليوم فصلَّى عليه أخوه القديس باسيليوس ودفنوه بإكرام جزيل.صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 45 : 14 ، 15 )
ولهُ تسجُد بناتُ صور بالهدايا. ويتلقونَ وجهَهُ أغنياءُ شعبِ الأرض. كلُّ مجدِ ابنة الملك مِن داخلٍ. مُشتملة مُتزينة بأشكالٍ كثيرةٍ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 39 ـ 56 )
فقامت مريم فى تلك الأيَّام وذهبت بسرعةٍ إلى الجبل إلى مدينة يهوذا، ودخلت بيت زكريَّا وسلَّمت على أليصاباتَ. وحدث لمَّا سَمِعت أليصاباتُ سلام مريم تحرك الجنين فى بطنها، وامتلأت أليصابات من الرُّوح القدس، وصرخت بصوتٍ عظيم وقالت: " مُباركةٌ أنتِ فى النِّساء ومُباركةٌ هيَ ثمرة بطنكِ! فمن أين لي هذا أن تأتى إلىَّ أمُّ ربي؟ فهوذا حين صار صوت سلامكِ في أُذنيَّ تحركَ الجنينُ بِابتهاج فى بطني. فطوبى للَّتي آمنت أن يتمَّ ما قيل لها من قِبَلِ الربِّ ".فقالت مريمُ: " تُعظِّمُ نفسي الربَّ، وتتهلَّلُ روحي باللهِ مُخلِّصي، لأنه نظرَ إلى اتِّضاع أَمَتهِ. فهوذا مُنذُ الآن جميعُ الأجيال تُطوِّبني، لأنَّ القديرَ صَنعَ بى عظائِمَ، واسمهُ قدُّوسٌ، ورحمتهُ إلى جيل الأجيال لخائفيهِ. صنعَ قوَّةً بذراعِهِ. شَتَّتَ المُستكبرين بفكر قلوبهم. أنزلَ الأقوياءَ عن الكراسيِّ ورفعَ المتواضِعين. أشبعَ الجياعَ خيراتٍ وصرفَ الأغنياءَ فارغين. عضَّدَ إسرائيلَ فتاهُ ليذكرَ رحمته، كما كلَّمَ آباءنا. إبراهيم وزرعَهُ إلى الأبد ". وأقامت مريمُ عندها نحو ثلاثة أشهُرٍ، وعادت إلى بيتِها.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #134
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-29-2015, 05:23 PM
Parent: #133

احبائى الأجلاء ..

وها هو إختبار الأخت الحبيبة حنان ..
وبرنامج " أنا مش كافر " من خلال
قناة الكرمة المباركة ..
https://http://http://www.youtube.com/watch?v=vtpCewZdLTMwww.youtube.com/watch?v=vtpCewZdLTM

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العحوز ..
ارنست
+++

Post: #135
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-29-2015, 09:57 PM
Parent: #134

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-8-2010

السلام مع الناس

ما أجمل الحياة في سلام مع الآخرين‏,‏ والمجتمع الذي يسوده السلام‏,‏ هو مجتمع مثالي محبوب‏.‏ لذلك فعلي قدر طاقتك حاول أن تسالم جميع الناس‏,‏ وأقول علي قدر طاقتك‏,‏ لان عدم السلام أحيانًا قد يكون سببه منهم وليس منك‏.‏ يكونون‏.‏ حتى في مثل هذه المواقف حاول أن تحتفظ بسلامك الداخلي إن استطعت‏,‏ ولكنك ربما لا تستطيع مسالمة الكل‏,‏ إذا كانت تلك المسالمة علي حساب ضميرك وروحياتك‏.‏

إن هناك أمورًا يمكن للإنسان أن يمررها في هدوء‏,‏ دون أن يفقد السلام بينه وبين الناس‏.‏ ولا يعطي خطورة لأمثال تلك الأمور البسيطة التي لا تتعب ضميره‏,‏ فكيف يستطيع الإنسان أن يتعامل في سلام مع الذين يعاملونه في غير سلام؟‏!‏ أو كيف يسالم الذين يتعبونه ويقاومونه؟ هناك بلا شك بعض مبادئ روحية وأساليب معاملات‏,‏ إن اتبعناها يمكننا أن نعيش في سلام مع الكل‏:‏ ومن ذلك حياة الوداعة والاتضاع فالإنسان الوديع‏,‏ الهادئ‏,‏ الطيب القلب‏,‏ الدمث الخلق‏,‏ الرقيق‏,‏ اللطيف‏,‏ المبتسم‏,‏ البشوش‏..‏ لاشك انه يستطيع أن يسالم جميع الناس‏.‏

وبالمثل الإنسان المتواضع‏,‏ الذي في تواضعه - لا يغضب من احد‏,‏ ولا يغضب أحدا‏.‏ وبعكس ذلك الشخص العصبي الثائر‏,‏ لذلك إن أردت أن تسالم الكل‏,‏ لا تكن عصبيًا‏,‏ حاول في كل حين أن تهدئ أعصابك‏,‏ ولاتكن سهل الاستثارة‏,‏ وان حاول احد أن يثيرك‏,‏ لا تستسلم إلى الضعف البشري وتثار‏,‏ إن الشخص القوي هو الذي يستطيع أن يحتمل لذلك إن غضبت وثرت علي من يسيء إليك‏,‏ تكون ضعيفا لم تحتمل‏,‏ وان ثرت تخسر من أساء إليك بل تكون قد هبطت من مستواك الروحي وأصبحت مثل أولئك المسيئين‏,‏ وما أجمل قول سليمان الحكيم‏:‏ "لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ" (سفر الأمثال 26: 4) أي صرت معادلا له أو مساويا له في أخطائك‏.‏

إذن كيف تعامل من يثيرك ويغضب عليك؟ يقول الحكيم‏:‏ "اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ، وَالْكَلاَمُ الْمُوجعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ" (سفر الأمثال 15: 1) إذن فالإنسان الوديع هو الذي يقابل غضب غيره بكلام طيب هادئ وبهذا الأسلوب يصرف غضبه عنه ويسالمه‏,‏ أما إن رد عليه بكلام موجع‏,‏ فإنه يهيجه عليه بالأكثر‏,‏ وقد يتحول الأمر إلى معركة‏.‏ لذلك حسن ما قاله الآباء في هذا المجال‏:‏ إن النار لا تطفئها النار‏,‏ بل يطفئها الماء النار تزيد النار اشتعالا أما الماء فإنه يخمد لهيبها بليونته‏.‏

لذلك إن أردت أن تسالم الناس‏,‏ لا تكن حساسا جدا في مقابلة أخطائهم‏,‏ لا تقل هذه الكلمة جرحتني أو أغضبتني‏,‏ وهذه الكلمة جرحتني‏,‏ وهذه الكلمة أهانتني‏,‏ لأنه إن كان كل شيء يجرحك فلن تستطيع أن تحيا في سلام مع الناس‏,‏ لا تكن كنبات الخروع الذي تهزه أي ريح‏,‏ بل كن مثل السنديانة الصلبة التي تثبت إمام الريح العاصفة ولا تهتز‏.‏

تستطيع أيضًا أن تسالم الناس‏,‏ إن اكتسبت فضيلة الهدوء والاحتمال‏,‏ لا تقل فلان متعب‏,‏ فلم اقدر أن أتعامل معه‏,‏ ولكن لو كان عندك احتمال‏,‏ ما استطاع هذا المتعب أن يتعبك‏,‏ تأكد يا أخي إن ما يتعبك ليس هو أخطاء الناس‏,‏ بل أعصابك وطريقة تفكيرك‏,‏ فإن استطعت أن تهدئ أعصابك‏,‏ ولا ترهق تفكيرك بالحكم علي تصرفاتهم‏,‏ حينئذ يمكنك أن تسالمهم‏,‏ ولو بالبعد عن مجالهم المتعب‏,‏ وهنا أذكرك بقول القديس يوحنا ذهبي الفم‏:‏ لا يستطيع احد أن يؤذ إنسانا‏,‏ ما لم يؤذ هذا الإنسان نفسه‏.‏ فأنت تؤذي نفسك إن تركت أفكارك تتعبك‏.‏

لذلك قال نفس هذا القديس‏:‏ هناك طريقة تستطيع بها أن تتخلص من عدوك‏,‏ وهي أن تحول هذا العدو إلى صديق‏,‏ وكيف تحوله إلى صديق؟ ذلك بالمسالمة بل والإحسان إليه‏.‏ ولا تجعل شره يغلبك‏,‏ بل اغلب الشر الذي فيه بالخير الذي فيك كذلك تستطيع أن تسالم الناس بالحكمة‏.‏ فالإنسان الحكيم‏,‏ يتصرف برزانة‏,‏ وبهدوء وبعد تفكير‏,‏ ولا يخسر الناس لان رابح النفوس حكيم والنفوس لا تستطيع أن تربحها بالمنازعة والعداوة ومقابلة المثل بالمثل‏,‏ إنما بالمسالمة‏.‏

إن الإنسان الحكيم يعرف ما هو المفتاح الذي يمكنه به أن يدخل إلى قلب احد‏,‏ وهكذا يعامل كل شخص بما يناسبه‏,‏ حسب دراسته بطبعه وصفاته‏,‏ وهكذا ليس فقط يسالم الناس‏,‏ بل بالأكثر يكسب محبتهم‏,‏ إذن لكي تسالم الناس‏,‏ ادرس شخصياتهم‏,‏ وعاملهم بما يناسبهم‏,‏ وفي حكمه لا تتسرع بمجابهة الأمور‏,‏ بل عامل الغير بطول أناة وسعة صدر ورحابة قلب‏,‏ بل حسب التعبير العامي لتكن لك صفة إنسان بحبوح انك قد تخسر الناس بوجهك العابس المتجهم‏,‏ وبجديتك الزائدة‏,‏ ومقابلة كل أمر بحزم شديد‏!‏ إنما بالبشاشة واللطف‏,‏ يمكنك أن تكسب الناس في أصعب المواقف‏,‏ حاول أن يكون لك روح المرح في معاملة الآخرين‏,‏ وربما الشخص الذي يعاملك بطريقة متعبة‏:‏ إن ابتسمت في وجهه ورددت عليه بفكاهة تضحكه فإنه قد يشاركك المرح فتكسبه‏,‏ وطبعا ليس الجميع يمكنهم أن يتقنوا أسلوب المرح هذا‏,‏ أني أنصحك بالبشاشة واللطف‏,‏ والوجه البشوش محبوب من الناس‏,‏ ويمكنه أن يكسبهم علي الأقل ليعيشوا في سلام معه‏,‏ وثق انك لو كنت إنسانا غليظ القلب‏,‏ لانفض الناس من حولك‏,‏ ولو كنت تحاسب غيرك علي كل كلمة وتصرف ولا تسامح فإنك لن تقدر علي مسالمة الناس‏,‏ فأذكر قول الشاعر‏:‏

إذا كنت في كل الأمور معاتبًا ‏ صديقك لم تلق الذي تعاتبه

فعش واحدًا أو صل أخاك فإنه‏ ‏ مُقارف ذنبًا مرة ومُجانِبه

إذا أنت لم تشرب مرارًا علي القذى‏ ‏ ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه؟!

أخيرا أقول لك ربما يسمح الله أن يعترض طريقك بعض المتعبين‏,‏ لكي تتدرب علي فضيلة الاحتمال وعلي المغفرة للمسيئين‏.‏
+++

Post: #136
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-30-2015, 07:02 AM
Parent: #135

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 5-9-2010

ختامًا عن الصوم


هل لأن الصوم وصية إلهية علينا أن نطيعها؟ ولماذا أمر الله بالصوم؟ إن الله لا يأمرنا بشيء إلا لخيرنا‏.‏ إذن لابد هناك فوائد لنا من الصوم من أجلها أمرنا الله به‏ ثم ما هو الصوم؟ هل هو مجرد علاقة بين الجسد والطعام؟ أم هو في الأصل علاقة مع الله.

نعم يا أخوتي‏,‏ إننا لو فصلنا الصوم عن الله‏,‏ لا يصبح فضيلة علي الإطلاق‏,‏ فنحن من أجل الله نأكل‏,‏ ومن أجل الله نصوم‏.‏ من أجل الله نأكل‏,‏ لكي نأخذ من الأكل طاقة نستطيع بها أن نخدم الله والناس‏.‏ ونحن من أجل الله نصوم‏,‏ لأن الصوم يقربنا إلي الله بالأكثر‏.‏

‏**‏ في الصوم يكون الجسد تحت سيطرتنا‏,‏ ولا نكون نحن تحت سيطرة الجسد‏,‏ وكما نمنع الجسد عن الطعام‏,‏ نمنع النفس أيضا عن الخطايا والآثام‏,‏ فنكون أثناء الصوم‏,‏ لسنا فقط بجسد صائم‏,‏ وإنما أيضا بنفس صائمة‏.‏ وعن أي شيء تصوم؟ يذكرني هذا بقول أحد الآباء الروحيين‏:‏ صوم اللسان خير من صوم الفم‏.‏ وصوم القلب عن الشهوات الرديئة هو خير من صوم الاثنين‏.‏ وفي الصوم أيضا لا ننجس عقلنا بفكر رديء‏.‏

**‏ وفي الصوم اكتساب لفضائل كثيرة‏:‏ منها تقوية الإرادة‏,‏ وضبط النفس والتدرج علي ترك خطايا محبوبة لنا وعادات خاطئة‏,‏ ومنح الروح فرصة بعيدا عن رباطات الجسد‏,‏ وفي الصوم أيضا التدرج‏,‏ تدرج علي فضائل معينة‏.‏ وهكذا يكون الصوم فترة روحية‏,‏ أو فترة مقدسة‏.‏ ولا يكون الصوم مجرد جوع للجسد‏,‏ بل يكون غذاء للروح‏.‏

‏**‏ فمن الفضائل المصاحبة للصوم‏:‏ التوبة‏.‏ والصوم من غير توبة‏,‏ لا يكون مقبولا عند الله‏,‏ ولا يستفيد منه الإنسان‏.‏ والخطية التي يرتكبها الشخص أثناء صومه تكون أبشع‏.‏ لأنها تدل علي أنه لم يبال بقدسية أيام الصوم‏.‏ ذلك لأن شهر الصوم هو شهر بر وقربي إلي الله‏.‏ فعلي الصائم أن يتخلص من الأخطاء التي تبعده عن الله وعن الناس‏,‏ ويتخلص من الكراهية ومن الحقد‏,‏ ومن خطايا النرفزة‏,‏ ومسك سيرة الناس‏.‏ ويتدرج أيضا علي مقاومة الوقت الضائع الذي هو جزء من حياته‏.‏ ويخرج من الصوم بحياة أفضل‏,‏ ويكون أكثر نقاوة وطهارة قلبا وفكرا وجسدا‏.‏

‏**‏ فهل شعرت يا أخي الصائم‏,‏ بأن الصوم قد غيرك إلي الأفضل‏!‏ أم خرجت من الصوم‏,‏ وأنت كما أنت بنفس الطباع‏,‏ ونفس الأخطاء‏!!‏ إن كان الأمر هكذا فماذا استفدت من صومك؟‏!‏

كم أصوام يا إخوتي مرت علينا علي مدي أعوام طويلة‏,‏ ونحن كما نحن؟‏!‏ إن الصوم بلا شك له فوائده الكثيرة‏,‏ هذا إذ كنا نصوم فيه بطريقة روحية سليمة‏,‏ وبالرغبة في النمو الروحي بواسطته‏,‏ وتعميق الصلة مع الله تبارك اسمه‏.‏

‏**‏ وشهر الصوم أيضا هو شهر رحمة‏,‏ يشعر فيه الصائم بالجوع فيشفق علي الجياع‏,‏ وهكذا تنمو فيه فضيلة العطاء وتستمر معه‏.‏ الجياع موجودون طوال العام وليس في شهر الصوم فقط‏.‏ إذن إذا بدأت فضيلة العطاء في شهر الصوم‏,‏ يجب أن تستمر حتى تصبح منهج حياة‏,‏ وأنت حينما تعطي‏,‏ إنما تعطي من المال الذي أعطاك الله إياه‏,‏ وأصبحت مجرد مؤتمن علي تدبيره ليس لخيرك فقط إنما لخير الآخرين أيضا‏.‏ أنت تعطي فيعطيك الله بالأكثر‏,‏ وإذا أمسكت يديك فأنت الخاسر‏.‏ وما أصدق قول الشاعر عن الأموال‏:‏

فهي بالإنفاق تبقي‏ وهي بالإمساك تفني

إنها مثل قدح من القمح تلقيه في الأرض فيعطيك طنا من الغلة‏.‏ إن الفقراء هم رعية الله‏.‏ أعطاك لتعطيهم‏,‏ وبالنسبة إليك هم إخوتك في البشرية‏.‏ فإن كنت لا تعطي في فترة الصوم‏,‏ فمتى ستعطي أذن؟‏!!‏ والصوم أيضا هو فترة تتفرغ فيها لله بالأكثر‏.‏ هي فترة أكثر للصلاة وللتأمل ولانشغال الفكر بالله‏.‏ وهنا أسأل في صراحة‏:‏ ما هو نصيب الله في صومك؟ هل مشاغل الدنيا ومشاكلها تملأ فكرك أثناء الصوم؟ وتتوه في دوامة العمل‏,‏ ودوامة الأخبار‏,‏ ودوامة الأحاديث‏...‏ وتشغل فكرك بالتافهات؟ ولا يبقي وقت لله في مشغولياتك‏.‏ إن كنت إنسانًا روحيًا‏,‏ فعليك أن تقول لجسدك أثناء الصوم‏:‏ أنا لست متفرغا لك الآن‏.‏ بل أنا مشغول بعملي الروحي‏,‏ وطعامي الحقيقي هو كل كلمة تخرج من فم الله‏.‏ يا أخي إن يوم الصوم الذي لا تفكر فيه في الله وفي وصاياه‏,‏ أشطبه من أيام صومك‏.‏ لا تجعل مسئولياتك تطغي وتستقطب كل أفكارك‏.‏ بل اجعل لها حدودا‏,‏ فتقوم بها ولكن بحيث لا تنسيك واجباتك نحو الله‏.‏ وليتك في برنامج صلاتك‏,‏ أن تصلي من أجل الآخرين أيضا‏,‏ من أجل كل محتاج إلي المعونة‏.‏

‏**‏ إن الصوم ليس هو إرغاما لك علي عدم الأكل‏,‏ بل هو ارتفاع منك عن شهوة الأكل‏.‏ وأن يكون صومك بغرض روحي‏.‏ ويصير الصوم فترة تخزين روحي للعام كله‏.‏ ومن هنا تختلف أيام الصوم عن باقي أيام السنة‏.‏

‏**‏ إن الصوم هو فترة ترتفع فيها الروح فتجذب معها الجسد‏,‏ وتخلصه من أحماله وأثقاله‏.‏ فلا نهتم بما للجسد بل بما للروح‏.‏ نريد أن تكون أرواحنا مع الله‏,‏ وألا يعوقها الجسد فنخضعه بالصوم‏,‏ لكي يرتفع عن المستوي المادي ويتحد مع الروح في عملها‏.‏ وهنا يكون عمل الجسد أثناء الصوم هو مجرد تمهيد للروح‏,‏ أو تعبير عن مشاعر الروح‏.‏ ويصبح الجسد روحيا في منهجه‏.‏ وتكون فترة الصوم هي فترة روحية يقضيها الجسد والروح معا في العمل الروحي‏,‏ إن أخطر ما يتعب البعض في الصوم‏:‏ أن الجسد لا يتغذي والروح أيضا لا تتغذي‏!‏ فيكون الصوم بذلك فترة حرمان متعبة‏!‏ إذن لابد من غذاء الروح أثناء الصلاة‏,‏ وغذاء الروح هو في صلاة القلب‏,‏ وفي التأمل‏,‏ وفي القراءات الروحية‏,‏ وفي التسابيح والتراتيل‏...‏ والروح إذا تغذت تستطيع أن تحمل الجسد معها‏.‏

‏**‏ إنك تغذي جسدك كل يوم ومرات عديدة‏,‏ وبأنواع شتي من الأطعمة‏.‏ فهل تغذي روحك هكذا؟‏!‏ وأنت تعطي جسدك مقويات عددية‏.‏ فهل تعطي روحك كذلك؟‏!‏ ليتك تهتم بروحك علي الأقل كما تهتم بجسدك‏.
+++

Post: #137
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-30-2015, 05:05 PM
Parent: #136

أحبائى الكرام ..

اليوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

بعد قليل ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #138
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-30-2015, 05:38 PM
Parent: #137

الآن ..

ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #139
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-31-2015, 00:58 AM
Parent: #138

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 12-9-2010

الحفظ الإلهي

ما أجمل تلك العبارات التي وردت في المزمور‏.‏ وهي‏:‏ الرب يحفظك‏.‏ الرب يحفظك من كل سوء‏.‏ الرب يحفظ نفسك‏.‏ الرب يحفظ دخولك وخروجك‏.‏ إنها عبارات جميلة ومعزية‏.‏ وتطمئن النفس بأنها في حمي الله الحافظ‏.‏ وقد قيل في ذلك أيضا‏:‏ يسقط عن يسارك ألوف‏,‏ وعن يمينك ربوات‏.‏ وأما أنت فلا يقتربون إليك‏.‏

إن عبارة الرب يحفظك هي العبارة التي يقولها كل أب لابنه‏,‏ وكل أم لابنها‏.‏ الرب يحفظ دخولك وخروجك‏.‏ وهي عبارة أيضا يقولها كل مرشد روحي لتلاميذه أن يحفظهم الله من كل سوء‏.‏ بل هي عبارة تقال لكل جندي خارج إلي الحرب‏:‏ الرب يحفظ نفسك‏...‏ بل هي أيضا دعاء يقوله الشعب لقائده حينما يذهب في مفاوضات لأجل البلد‏.‏ فيقال له‏:‏ الرب يحفظ دخولك وخروجك‏.‏

نعم إن كل إنسان يكون في حفظ الله‏,‏ فلن تستطيع قوة في العالم أن تؤذيه‏.‏ لأن حياته هي في يد الله الحافظ وليست في أيدي المعتدين‏.‏ وكل خطر لابد أن يفقد خطورته إذا كانت مشيئة الله أن يحفظ‏.‏

والذي يؤمن بالحفظ الإلهي‏,‏ لا يخاف أبدا‏,‏ ولا يضطرب ولا يقلق‏.‏ شاعرا أن حماية الله ستنقذه من كل ضيق‏,‏ ومن كل الأعداء مهما كانت قوتهم‏.‏ بل يقول كما قال داود النبي في المزمور‏:‏ أحاطوا بي مثل النحل حول الشهد‏,‏ والتهبوا كنار في شوك‏...‏ دفعت لأسقط والرب عضدني‏...‏ فلن أموت بعد بل أحيا وأحدث بأعمال الرب‏.‏

إن الحفظ الإلهي نابع من حنو الله‏,‏ ومن رحمته‏,‏ ومن رعايته لشعبه‏.‏ فهو -تبارك اسمه- إن رآهم وقد أحاطت بهم المشاكل وأرهقتهم‏,‏ حينئذ تتدخل رحمته لكي تنقذهم بحفظه الإلهي‏.‏ وما أكثر الأوقات التي يرسل الله فيها ملائكته لتحفظ الملتجئين إليه‏.‏ وكثيرا ما تدخل الحفظ الإلهي أثناء المجاعات‏,‏ والأوبئة‏,‏ وكوارث الطبيعة من زلازل وفيضانات وسيول‏...‏ إننا لا ننسي حينما هجم وباء الكوليرا علي مصر وهي من أمراض البلاد الحارة وقد أودت بكثيرين‏...‏ لا ننسي أنه في السنة التالية سمح أن تكون قارصة البرد‏,‏ بحيث اختفي وباء الكوليرا‏.‏ ولا ننسي إطلاقًا كيف حفظ الرب بلادنا من الزلزال ولم يدرك الخطورة‏.‏

ولا ننسي حفظ الله للأطفال‏,‏ الذين قد يتعرضون لأخطار شديدة نتيجة لجهدهم وعدم حرصهم‏.‏ لكن الله يحميهم‏...‏ وقد حفظ الله موسي النبي في طفولته بطريقة معجزية أنقذته من الموت الذي كان يحكم به فرعون وقتذاك علي الأطفال‏...‏ وحفظ الله للأطفال لا يعني فقط الصغار في السن‏.‏ بل أيضا هو حافظ لكل ضعيف محتاج إلي حماية‏.‏ أي كل من لا يقوي علي حماية نفسه‏,‏ فيتدخل الله ويحميه ويحفظ له كيانه‏.‏ وما أجمل ما قاله داود النبي في هذا الموضوع. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إذ قال‏:‏ نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين‏.‏ الفخ انكسر ونحن نجونا‏.‏ عوننا باسم الرب الذي صنع السماء والأرض‏.‏ حقا ماذا يستطيع العصفور المسكين أمام فخ الصيادين؟‏!‏ وإذ لا يستطيع شيئا لإنقاذ نفسه‏,‏ حينئذ يدركه الله أيضا في حفظه‏,‏ يحفظ كذلك من حروب الشياطين‏.‏ إنه في رحمته لا يترك الشيطان يحاربنا بكل خبثه وضلاله‏,‏ بل يضع له حدودا‏.‏ وبغير هذه الحدود كان الشيطان يستطيع أن يملأ الدنيا شرًا‏.‏ أما الحفظ الإلهي فقد قيده‏...‏ وهكذا أيضا يحفظ الله الناس في حروب الخطيئة‏.‏ إذ تتدخل نعمة الله الحافظة وتقف إلي جوار الإنسان كلما ضغطت عليه الخطايا في عنف‏.‏ فيساعده الله لكي لا يسقط‏.‏ هذا إذا استجاب الإنسان إلي عمل النعمة واشترك معها‏.‏

حفظ الله للبشر عموما يشمل حفظهم في البر والبحر والجو‏.‏ فما أكثر ما تعرضت السفن لأمواج البحر العاتية التي تكاد تغرقها‏,‏ ولكن الله الحافظ يدوس علي كبرياء البحر‏.‏ وعند ارتفاع لُجَجُه هو يسكتها‏...‏ كذلك حفظ الله للطائرات في الجو‏,‏ وأحيانا تدركها أخطار من تقلب الجو ومن المطبات الخطيرة‏.‏ ولولا حفظ الله لتعرضت كثيرا من الطائرات إلي الضياع‏...‏ وهناك أخطار أيضا في البر‏,‏ فما أكثر الأحداث الخطرة‏.‏ ولكن الله يحفظ في غالبيتها‏.‏

أقول من جهة الحفظ الإلهي‏:‏ إن الله يحفظنا كثيرًا حينما نطلب منه الحفظ‏,‏ وأحيانا يحفظنا دون أن نطلب‏.‏ لذلك حينما نشكر الله علي حفظه لنا‏,‏ لا نشكر فقط علي ما نعرفه من حفظه‏.‏ وإنما هناك أمور حفظنا الله فيها ونحن لا نعلم‏.‏ ومنع المشاكل من الوصول إلينا دون أن نعرف‏.‏

والحفظ الإلهي يلزمه من جانبنا الإيمان والشكر‏.‏ فأنت حينما تؤمن بحفظ الله تطمئن‏.‏ وبإيمانك بالحفظ الإلهي‏,‏ يدخل السلام إلي قلبك‏.‏ وتقول لله مع داود النبي‏:‏ إن سِرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا‏,‏ لأنك أنت معي‏.‏ أما الذي يكون إيمانه ضعيفًا‏,‏ ويتعرض لذلك الخوف‏,‏ فعليه أن يصلي لكي يمنحه الله هذا الإيمان‏.‏ وبما يقويه أيضا أن يذكر ما يعرفه من قصص الحفظ الإلهي‏.‏ إن الإيمان والصلاة تسبقان الحفظ‏,‏ والشكر يكون نتيجة لهذا الحفظ‏.‏ لأنه لا يليق بنا أبدا أن يحفظنا الله ونحن لا نشكر‏!‏ علي أن حفظ الله لنا يزيدنا إيمانا بحفظه‏.‏

وعبارة يحفظ الرب دخولك وخروجك‏,‏ لتكن في ذاكرتك وعلي فمك‏,‏ في كل مرة تخرج فيها من بيتك أو ترجع إليه‏.‏ وأيضا في كل مرة تدخل إلي مكان عملك أو تخرج منه‏.‏ وكما حفظ الله دخولك إلي هذا العالم‏,‏ فليحفظ خروجك منه‏.‏ وليحفظ دخولك إلي العالم الآخر‏.‏ وعليك أن تصلي وتقول‏:‏ أنت يا رب الذي تحافظ علينا‏.‏ فمن منا يستطيع أن يحفظ نفسه بل أنت يا رب الذي تحافظ علي نفسي من كل شر ومن كل سقطة‏,‏ ومن كل تجربة‏.‏ فليكن حفظ هذا مستمرا معنا كل حين‏.‏ حتى إن لم نعمل علي حفظ أنفسنا تحفظها أنت‏.‏ لأنك يا رب إن فتحت أعيننا لنري كل ما حفظتنا منه‏,‏ ما كانت حياتنا كلها تكفي لشكرك‏.‏
+++

Post: #140
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 01-31-2015, 04:13 PM
Parent: #139

مقالة حساب ردود الفعل

لا يوجد شيء ليست له نتائج‏,‏ وكل أمر له ردود فعله‏.‏ سواء تصرف الإنسان‏,‏ أو الأحداث التي تحدث‏.‏ وأنت يا أخي حينما تتعامل مع الناس‏,‏ فلست تتعامل مع جمادات‏,‏ وإنما مع نفوس لها مشاعر ولها انفعالات‏.‏ فكل كلمة تقولها‏,‏ أو كل تصرف أو معاملة‏,‏ له رد فعل مع من تتعامل معه‏.

المحبة لها ردود فعلها‏,‏ والعداوة أيضا لها ردود فعلها‏.‏ فالقسوة لها رد فعلها‏,‏ والطيبة أيضا لها رد فعلها‏.‏ بل ما يمر علي العالم من الأزمات أو المشاكل له أيضا ردود فعله‏.‏

فالبطالة مثلا كانت لها ردود فعلها‏:‏ لأنه لما لم يجد الشباب عملا ينشغلون به‏,‏ كان رد فعلهم هو الانشغال بما يضرهم ويضر غيرهم‏.‏ وإذا لم تكن لهم فرصة للزواج وإنشاء بيت‏,‏ كان رد الفعل هو الفساد الخلقي‏.‏ بل إن البطالة عند البعض‏,‏ كان من ردود فعلها اللجوء إلي المخدرات‏,‏ لكي ينسي الشخص ما هو فيه من ضيق‏.‏ وأيضا الفقر له ردود فعله‏,‏ والجوع له ردود فعله‏.‏ وهذا الموضوع واسع جدا كمشكلة اجتماعية تحتاج إلي حلول عملية‏.‏ لأنه ربما من نتائج الفقر‏,‏ قد يلجأ البعض إلي الاحتيال أو إلي السرقة‏.‏ وأيضا من ردود فعل هذه المشكلة ما نراه من أطفال الشوارع‏.‏

**‏ وإن كان ينبغي علي الإنسان قبل كل كلمة يقولها‏,‏ أن يفكر في ردود فعله‏.‏ ويحسب حسابا لتأثيرها علي من يسمعه‏,‏ ومدي انفعاله بها‏.‏ لذلك عليه أن يتحاشى الألفاظ القاسية‏,‏ وعبارات التهكم‏,‏ والكلمات التي لها أكثر من معني‏,‏ وقد يفهمها البعض علي معني سيء‏.‏ ويلزم أن يكون هناك احتراس شديد في الكلام مع الأطفال‏.‏ فالطفل يأخذ فكرة عنك من كلامك‏,‏ ولا تستطيع أن تنزعها منه‏.‏ لذلك عليك أن تكون صادقا في كل ما تقوله له‏,‏ وأن تفي بكل وعد تعده به‏,‏ ولا تهز المثاليات التي في ذهنه بأخطائك في الكلام‏.‏ ومن الناحية الأخرى‏,‏ ثق أن كل ابتسامة منك في وجه طفل‏,‏ تضع ابتسامة أخرى علي شفتيه‏,‏ فيحبك ويستريح لك‏.‏

‏**‏ إن أدبك في معاملة الناس‏,‏ واحترامك لمشاعرهم‏,‏ يكون لذلك رد فعل عندهم وعند غيرهم‏.‏ أما عبارات القسوة فلها ردود فعل تناسبها‏.‏ بها تخسر الناس في مشاعرهم نحوك وأيضا يكونون فكرة عنك وعن طباعك لا تريحك‏.‏ لذلك كن رقيقا في معاملاتك للغير‏.‏ فالرقة لها رد فعل عميق فيمن يتعامل معك‏.‏ لا تكن سريعا في مهاجمة غيرك‏,‏ أو بالتشهير بالغير‏.‏ فكل هذا له ردود فعل سيئة‏.‏

‏**‏ وفي محيط الأسرة أيضًا‏,‏ ينبغي أن تكون المعاملة في رقة وأدب واحترام‏.‏ ولا يظن البعض أن الدالة تسمح بزوال هذا الاحترام بين الزوجين أو حتى مع الأولاد‏.‏ احترم زوجتك أيضا‏,‏ واستخدم الرقة واللطف في معاملتها‏.‏ وثق أن رد الفعل سيكون طيبا جدا في نفسيتها‏,‏ وستبادلك نفس المعاملة‏.‏ وعلي الزوجة أيضا أن تراعي شعور زوجها‏,‏ ولا تضغط عليه في الحديث أو الطلبات‏.‏ لأنه ربما تطلب الزوجة شيئا من زوجها‏,‏ وتلح عليه إلحاحًا‏,‏ وتكرر الإلحاح حتى تسبب له شيئا من التبرم والضجر‏.‏ وربما يكون رد الفعل أنه لا يحتمل المزيد من الإلحاح‏,‏ فيرد عليها بشدة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إن السعادة التي يجدها الرجل في بيته‏,‏ يكون من رد فعلها أنه يفضل الوجود في بيته أكثر من الخروج إلي النادي وإلي الأصدقاء‏.‏ وذلك إذا لم يجد ما يشبعه في بيته‏,‏ حتى من جهة الأحاديث التي قد تدور كلها حول أمور تافهة تختلف تماما عن أحاديثه مع أصدقائه خارج البيت‏.‏

‏**‏ كذلك في محيط الأسرة نذكر أن ما يظنه الآباء من الحزم الشديد في التربية وعدم منح بناتهم ما يحتاجون إليه من الحب والحنان‏.‏ فإن قسوة هؤلاء الآباء لها ردود فعلها‏.‏ إذ قد تبحث الفتاة عن مصدر خارجي للحب والحنان‏,‏ فتستجيب لإغراء أحد الشبان وتخطئ معه‏,‏ أو تهرب من بيتها‏,‏ وخاصة إذا كانت لا تجد من والدها سوي الانتهار والكلام الجارح وسوء المعاملة‏.‏ ونصيحتنا إلي الآباء والأمهات أن يشبعوا أبناءهم وبناتهم من الناحية العاطفية‏,‏ والبعد عن التقيدات الكثيرة‏,‏ حتى لا يصير البيت بمثابة سجن عند الأبناء‏.‏

نفس الوضع نقوله أيضا في مجال الإدارة بالنسبة للمسئول الذي يقسو علي الذين هم تحت رئاسته مما يسبب لهم ضيق النفس وشهوة التخلص منه كرد فعل لمعاملته السيئة‏.‏ ونفس الوضع يحدث مع كل رجل من رجال الأعمال يقابل العاملين عنده بالإهمال وعدم مراعاة ما يحتاجون إليه من الرزق والظروف الاقتصادية الصعبة‏.‏ أما الذي يشتهر بالعطاء‏,‏ فعطاؤه له رد فعل عميق في قلوب الذين يحسن إليهم‏.‏ وعكس ذلك البخيل فرد الفعل هو كراهيته‏,‏ وربما سرقته أيضا‏.ً‏

هناك أيضا ردود فعل للحرية‏,‏ وردود فعل أخري للتسيب‏,‏ تتفق علي مدي نضج الناس الذين يحسنون استخدام الحرية‏,‏ أو عدم نضجهم بحيث يكون رد فعل الحرية عندهم هو المغالاة في الأخطاء‏.‏

وربما يكون من مظاهر التسيب نشر الشائعات الضارة‏.‏ أو كرد فعل لاستخدام الحرية استخدامًا خاطئًا‏,‏ والتعليم الخاطئ‏,‏ وقيادة الغير إلي تفكير يضرهم وكما تقول كلمات الحكمة‏:‏ "أعمي يقود أعمي كلاهما يسقطان في حفرة"‏، ونص الآية هو: ‏"إِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ"، "هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟" (إنجيل متى 15: 14؛ إنجيل لوقا 6: 39).

‏**‏ إن ردود الفعل تظهر واضحة في الحياة الروحية لكل إنسان‏.‏ فالذي يهمل ذاته‏,‏ يهمل علاقته بالله‏,‏ ويسمح لنفسه بقراءات لا تليق أو يترك نفسه ضحية لما ينشر أحيانًا في النت Internet‏,‏ يكون رد فعل ذلك هو انحرافه وسيره في الملاهي والعبث‏,‏ أو تشويه فكره بأخبار أو معلومات تضلله وتقوده إلي الانحرافات‏.‏

كما أن معاملة الآخرين لها ردود فعلها‏,‏ كذلك تعاملك مع نفسك له أيضا ردود فعل سواء من جهة ضبطك لنفسك أو تراخيك مما يكون رد فعله هو السقوط والضياع‏.‏
+++

Post: #141
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-01-2015, 00:19 AM
Parent: #140

أحبائى الكرام ..

فيديو لأبينا الورع مكارى يونان ..

وهو يخرج الشياطين ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=qovuWnR-0Oowww.youtube.com/watch?v=qovuWnR-0Oo

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
أرنست
+++

Post: #142
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-02-2015, 03:22 AM
Parent: #141

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد )
1 فبراير 2015
24 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 78 : 20 ، 23 )
لأنَّهُ ضَرَبَ الصَّخْرَةَ فانحدرت المِيَاه، وفَاَضَت الأَوْدِيَةُ مياهً. فَأَمَرَ السَّحَابَ مِنْ فَوْقُ وفَتَحَ أبَوابَ السَّماءِ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 5 : 31 ـ 46 )
إنْ كُنتُ أشهدُ لنَفسي فَشَهادتِي ليستْ حقَّاً. الذي يَشهدُ لي هو آخرُ، وأنا أعلَمُ أنَّ شَهادَتهُ التي يَشهَدُها لي هيَ حقٌّ. أنتُمْ أرسلتُم إلى يوحنا فَشَهِدَ للحقِّ. وأنا لا أقبَلُ شهادةً مِن إنسانٍ، ولكنِّي أقولُ هذا لِتَخلُصُوا أنتُم. كان هو السِّراجَ المُوقدَ المُنيرَ، وأنتُم أردتُم أن تتهللوا بنُورهِ ساعَةً. وأمَّا أنا فلي شَهادةٌ أعظَمُ مِن يوحنَّا، لأنَّ الأعمالَ التي أعطاني الآبُ لأُكمِّلَهَا، هذه الأعمالُ بعيِنَها التي أنا أعمَلُهَا هيَ تَشهدُ لي أنَّ الآبَ قد أرسلنِي. والآبُ نفسهُ الذي أرسلني يَشهَدُ لي. لم تَسمَعُوا صوتَهُ قطُّ، ولا رأيتم هيئَتَهُ، وليست كلمتهُ ثابتةً فيكُم، لأنَّ الذي أرسَلَهُ هوَ لستم أنتم تؤمنونَ بهِ. فتِّشوا الكتبَ التي تَظُنُّونَ أنَّ لكُم فيها حياةً أبديَّةً. وهيَ التي تَشهَدُ لي. ولا تُريدونَ أن تَأتُوا إليَّ لتكونَ لكُم حياةٌ. مَجداً مِن النَّاسِ لستُ أقبَلُ، ولكنِّي قد عَرَفتكُم أنْ ليستْ لكُمْ محبَّةُ اللهِ في أنفُسِكُم. أنا قد أتيتُ بِاسم أبي ولَستُم تَقبلونَني. إن أتى آخرُ بِاسم نفسِهِ فذلكَ تقبلونَهُ. كيفَ تقدرونَ أن تُؤمُنوا وأنتُم تَقبَـلُونَ المجد بعضُكُم مِن بعضٍ؟ والمجدُ الذي من الإلهِ الواحدِ وحدهُ لستُم تَطلُبونَهُ؟. لا تظنُّوا أنِّي أشكُوكُم عند الآبِ. يوجدُ الذي يشكُوكُم وهو موسى، الذي أنتم جعلتم فيه رَجاؤكُم. لأنَّكُم لو كُنتُم تُصَدِّقونَ موسى لكُنتُم تُصدِّقونَني، لأنَّ ذاكَ كَتَبَ عَنِّي.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 80 : 7 ، 18 )
يارَّبُّ إلهَ القواتِ أَرْجِعْنَا وليُنِرْ وجْهُكَ عَلينا فَنَخلُصَ. فَلاَ نَرْتَدَّ عَنْكَ، أَحْيِنَا فَنَدْعُوَ بِاسْمِكَ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 6 : 47 ـ 58 )
الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: أنَّ مَنْ يُؤمِنُ بي فلَهُ حياةٌ أبديَّةٌ. أنا هو خُبزُ الحياةِ. آبَاؤُكُم أكَلُوا المَنَّ في البرِّيَّةِ ومَاتُوا. هذا هو الخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّماءِ، لِكَيْ يَأكُلَ مِنهُ الإنسانُ ولا يَمُوتَ. أنا هو الخُبْزُ الحَيُّ الذي نَزَلَ مِنَ السَّماءِ. إنْ أَكَلَ أحَدٌ مِنْ هذا الخُبْزِ يَحْيَا إلى الأبَدِ. والخُبزُ الذي أنا أُعطِيه هو جَسَدِي الذي أبْذِلُهُ مِنْ أجلِ حَياةِ العَالمِ.فخاصَمَ اليَهُودُ بَعضهُم بَعضاً قائلينَ: " كَيفَ يَقدِرُ هذا أنْ يُعطِينا جَسَدهُ لِنَأكُلَهُ؟ ". فقالَ لهُم يَسُوعُ: " الحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لَكُم: إنْ لَمْ تَأكُلُوا جَسَدَ ابنِ الإنسانِ وتَشرَبوا دَمَهُ فليسَ لكُم حياةٌ فيكُم. مَن يأكُلُ جَسدِي ويشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبَديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليوم الأخيرِ، لأنَّ جسَدي مأكلٌ حقيقيٌّ ودَمِي مَشربٌ حقيقيٌّ. مَن يَأكُلْ جسدي ويشربْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ. كما أرسَلَني الآبُ الحيُّ، وأنا أيضاً حيٌّ بالآبِ، فَمَنْ يَأكُلني فهو يَحيا بي. هذا هو الخبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السَّماءِ. ليسَ كمَا أكلَ آباؤُكُمُ المَنَّ في البرِّيةِ وماتوا. مَنْ يَأكُلْ هذا الخُبزَ فإنَّهُ يَحيا إلى الأبدِ ".
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 11 : 13 ـ 36 )
فإنِّي أقولُ لكُم أيُّها الوثنيونَ: بما أنِّي أنا رسولٌ للوثنيين أُمجِّدُ خدمَتي، لعلِّي أُغِيرُ الذين هُم من دَمِي وأُخلِّصُ أُناساً مِنهُم. لأنَّهُ إن كانَ رفضُهم هو مُصالحةَ العالمِ، فماذا يكونُ قبولهم إلاَّ حياةً مِنَ بين الأمواتِ؟ وإنْ كانت الباكورةُ مُقدَّسةً فكذلكَ العَجينُ مُقدَّسٌ أيضاً! وإنْ كانَ الأصلُ مُقدَّساً فكذلكَ الأغصانُ مُقدَّسةٌ أيضاً! فإنْ كانت قد قُطِعت بعضُ الأغصانِ، وأنتَ بنفسِكَ من الزيتونة المُرَّة طُعِّمتَ فيها، فصرتَ شريكاً في دسم أصلِ الزَّيتونةِ، فلا تفتخر على الأغصانِ. وإنْ افتخرتَ، فأنتَ لستَ تحملُ الأصلَ، بل الأصلُ هو الحامـلُ لكَ! فستقولُ إذاً: " إنَّ بعضَ الأغصان قُطِعَت لأُطعَّمَ أنا ".حسناً! مِن أجل عدم الإيمان قُطِعَتْ، وأنتَ بالإيمانِ ثبَتَّ. فلا تَستَكبِر بلْ خَفْ! لأنَّهُ إنْ كان اللهُ لَمْ يُشْفِقْ على الأغْصَانِ الطَّبِيعيَّةِ فلَعَلَّهُ لا يُشْفِقُ عليكَ أنتَ أيضاً! فانظروا لُطْفُ اللـهِ وشدَّتُهُ: أمَّا الشدَّة فعلى الذينَ سقطوا، وأمَّا لُطفَ اللـهِ فلكَ أنتَ، إنْ ثَبتَّ في اللُّطفِ، وإلاَّ فأنتَ أيضاً ستُقطعُ. وهُم أيضاً الآخَرونَ إنْ لم يَثبُتوا في عدمِ الإيمان سَيُطَعَّمونَ. لأنَّ اللـه قادرٌ أن يُطَعِّمَهُم دفعةً أُخرى أيضاً. لأنَّهُ إنْ كُنتَ أنتَ قد قُطِعتَ مِنَ الزَّيتونةِ المُرَّة حسبَ الطَّبيعةِ، وطُعِّمِتَ بخلاف طبيعتكَ في الزيتونةِ الجيِّدة، فكم بالحريِّ يُطعَّمُ هؤلاء الذينَ هُم حسبَ الطَّبيعةِ في زيتونَتهمُ الخاصَّةِ؟ فإنَّي لستُ أُريدُ يا إخوتي أن تجهَلوا هذا السِّرَّ، لئلاَّ تكونوا عند أنفسِكم حكماءَ. أنَّ عَمَى القلب قد حصلَ جُزئيَّاً لإسرائيلَ. إلى إن يدخلَ الوثنيونَ جملةً، وهكذا سيخلُصُ جَميعُ إسرائيلَ كما هو مكتوبٌ: " سَيخرجُ من صِهيونَ المُخلِّصَ ويرُدُّ الفجورَ عن يعقوبَ. وهذا هو عهدي الذي سيكون لهُم متى نَزَعْتُ خطاياهم ". أمَّا من جهةِ الإنجيل فهُمْ أعداءٌ من أجلِكُم، وأمَّا من جهةِ الاختيارِ فهُمْ أحِبَّاءُ من أجل آبائهم، لأنَّ مواهبَ اللـهِ ودعوتَهُ هي بلا ندامةٍ. فإنَّه كما كنتُم أنتم زماناً لا تُطيعونَ اللـهَ، ولكن الآن رُحِمتُم بعصيان هؤلاءِ، هكذا هؤلاء أيضاً الآن، لم يَطِيعوا لكي يُرحَمُوا هُم أيضاً برحمتِكُم. لأنَّ اللـهَ أغلقَ على الجميع معاً في العِصيَانِ لكي يَرحمَ الجميعَ.يا لعُمقِ غِنى الله وحكمتهِ وعلِمهِ! ما أبعدَ أحكامَهُ عن الفحصِ وطرقَهُ عن الاستقصاءِ! لأنَّ مَن الذي عَرَفَ فِكرَ الرَّبِّ، أو مَن صارَ لهُ في المشورةِ؟ أو مَن سبقَ فأعطاه شيئاً ثم أخذ منهُ عِوضاً عنهُ؟. لأنَّ منهُ وبهِ ولهُ كُلِّ الأشياءِ. لهُ المجدُ إلى الأبدِ. آمين.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 5 : 9 ـ 21 )
إن كُنَّا نَقبَلُ شهادَةَ النَّاسِ، فَشَهادةُ اللـه أعظَمُ جدَّاً، لأنَّ هذه هيَ شهادةُ اللـهِ التي قد شهدَ بها عن ابنهِ. مَن يُؤمِن بِابن اللـهِ فشهادة اللـه ثابتةٌ فيه. ومَن لا يُصدِّقُ اللـهَ، فَقَد جَعَلهُ كاذباً، لأنَّه لم يُؤمِن بالشَّهادة التي قَد شَهدَ بها اللـهُ عن ابنهِ. وهذه هيَ الشَّهادةُ: أنَّ اللـهَ أعطانا الحياة الأبديَّة، وهذهِ الحياةُ هيَ في ابنهِ. مَن لهُ ابن الله لهُ الحياةُ، ومن ليسَ لهُ ابن اللهِ فليست لهُ الحياةُ.كتبتُ إليكُم بهذا كي تَعلَموا أنَّ لكُم حياةً أبديَّةً أيُّها المؤمنونَ بِاسم ابن اللهِ. وهذه هيَ الدَّالةُ التي لنا عندهُ: أنَّهُ إنْ طلبنا شيئاً حسبَ مشيئتهِ يَسمعُ لنا. وإن كُنَّا نرى أنَّهُ يسمعُ لنا كُلَّ ما نطلُبهُ منهُ، نَعلمُ أنَّ لنا الطِّلباتِ التي طلبناها. إنْ رأى أحدٌ أخاهُ يخطئُ خطيَّةً ليستِ موجبةً للموتِ، فليطلُبُ أنْ تُعطَى لهُ حياةً للذينَ يُخطئونَ خطيَّةٌ ليست للموتِ، توجد خطيَّةٌ ليست مُوجِبة للموتِ ليس قولي عن تلك أن يُطلبَ من أجلها. كلُّ إثمٍ هو خطيَّةٌ وتوجد خطيَّةٌ ليست مُوجِبة للموتِ. نحنُ نعلَمُ أنَّ كُلَّ من وُلِدَ من اللهِ لا يُخطئُ، بل المولودُ من اللهِ يحفظُ ذاتهُ، ولا يُمسُّهُ الشِّرِّيرُ. نَعلمُ أنَّنا نحنُ من اللهِ، والعالم كُلَّهُ قد وُضِعَ في الشِّرِّير. ونَعلمُ أنَّ ابن اللهِ قد جاءَ ووهَبَ لنا عِلماً لنعرفَ الإلهُ الحقيقي، ونثبُت في ابنهِ يسوعَ المسيح. هذا هو الإلهُ الحقيقي والحياةُ الأبديَّةُ. أيُّها الأبناءُ احفظوا أنفُسكم من الأصنام.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 11 : 2 ـ 18 )
ولمَّا صعدَ بطرس إلى أُورشليم، خاصمه الذين مِن أهل الختان قائلين: " إنَّكَ دخلت إلى رجال غلفٍ وأكلت معهم ". فإبتدأ بطرس يُخبرهم بأمره قائلاً: " إنِّي كُنتُ في مدينة يافا أُصلِّي، فرأيتُ رؤيا في غيبةٍ: إناءً نازلاً مثل ثوب كتَّان عظيم مُدلَّى مِن السَّماء بأطرافه الأربعة، وجاء إليَّ. فهذا إلتفتُ إليه وتأمَّلتُ فيه، فرأيتُ ذوات الأربع في الأرض والوحوش والدبابات وطيور السَّماء. وسَمِعتُ صوتاً يقول: قُمْ يا بطرس اذبح وكُلْ. فقلت: حاشا لي ياربُّ، لأنَّه لم يدخل فمي قطُّ شيءٌ نجسٌ أو دنسٌ. فأجاب الصَّوت مرة ثانية مِن السَّماء قائلاً: ما طهَّرَهُ الله لا تُنجِّسَهُ أنتَ. وكان هذا على ثلاث مرَّات. ثمَّ رُفِعَ كُلّ شيءٍ ثانيةً إلى السَّماء أيضاً. وإذا بثلاثة رجال في الحال وقفوا على باب البيت الذي كُنتُ فيه، مُرسَلِينَ إليَّ مِن قيصريَّة. فقال لي الرُّوح انطلق معهم غير مُرتابٍ في شيءٍ. وجاء معي أيضاً هؤلاء الإخوة السِّتَّة. فدخلنا بيت الرَّجُل، فأخبرنا كيفَ رأى الملاك في بيته قائماً وقائلاً له: أرسِل إلى يافا، واستدع سمعان الذي يُدعَى بطرس، وهذا يُكلِّمكَ كلاماً به تَخلُص أنتَ وكلُّ بيتكَ. فلمَّا ابتدأت أتكلَّم، حلَّ الرُّوح القدس عليهم كما حلَّ علينا نحنُ أيضاً فى البداءة. فتذكَّرتُ كلام الربِّ كيفَ قال: إنَّ يوحنَّا عمَّد بماءٍ وأمَّا أنتُم فَسَيُعَمِّدُونَكم بالرُّوح القدس. فإنْ كان الله قـد أعطاهُم الموهِبة كما لنا أيضاً بالسَّويَّة، مؤمنينَ بالربِّ يسوع المسيح، فمَنْ أنا حتَّى أمنع اللـه؟ ". فلمَّا سَمِعوا ذلك سَكَتُوا، وكانوا يُمجِّدونَ الله قائلين: " إذاً أَعطَى اللهُ الوثنيِّين أيضاً التَّوبةَ للحياة! ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الرابع والعشرون من شهر طوبه المبارك
1. نياحة القديسة مريم الحبيسة النَّاسكة
2. نياحة الأنبا بساده القس
1ـ في هذا اليوم تنيَّحت القديسة مريم الحبيسة النَّاسكة. وقد كان والداها من أشراف مدينة الإسكندرية. وطلبها كثيرون من أبناء عظماء المدينة للزواج فلم تقبل، ولمَّا تُوفيَّ والِداها وزَّعت كل ما تركاه لها على الفقراء والمساكين واحتفظت بجزء يسير منه، ثم دخلت أحد أديرة العذارى التي بظاهر الإسكندرية ولبست ثوب الرهبنة، وأجهدت نفسها بعبادات كثيرة مدة خمس عشرة سنة. ثم لبست الاسكيم المقدس، واتخذت لها ثوباً من الشعر. ثم استأذنت رئيسة الدير وحبست نفسها في قلايتها، وأغلقت بابها عليها، وفتحت فيها طاقة صغيرة تتناول منها حاجتها. وقد قضت في هذه القلاية اثنتين وعشرين سنة، كانت تصوم خلالها يومين يومين، وفي أيام الأربعين المقدسة كانت تصوم وتفطر كل ثلاثة أيام على قليل من البقول المُبللة. وفي اليوم الحادي عشر من شهر طوبى، طلبت قليلاً من الماء المقدس وغسلت يديها ووجهها، ثم تناولت من الأسرار الإلهية وشربت من الماء المقدس. ومرضت فلزمت فراشها إلى الحادي والعشرين من شهر طوبى. حيث تناولت الأسرار الإلهية أيضاً، واستدعت الأم الرئيسة وبقية الأخوات وودعتهُنَّ على أن يفتقـدنها بعد ثلاثة أيام. فلمَّا كان اليوم الرابع والعـشرين من شهر طوبى افتقدنها فوجدنها قد تنيَّحت بسلام. فحملنها إلى الكنيسة، وبعد الصلاة عليها وضعنها مع أجساد العذارى القديسات. صلاتها تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم استشهد القديس بساده، وكان أبوه من القيس وأُمّهُ من أهل أهريت ابنة أحد كهنة الأوثان. وقد آمنت بالسيد المسيح، ولمَّا طلب ابن كاهن وثني أن يتزوج بها. هربت إلى القيس، وهناك تزوجت بمزارع، ورزقهما اللـه بساده هذا، فربياه في خوف اللـه وحفظ الوصايا. ولمَّا بلغ عمره عشرين سنة توفى والده وترك أموالاً كثيرة فازداد في عمل البر والصَّدقة، إلى أن صدر أمر دقلديانوس بعبادة الأوثان. فانزوى هذا القديس في بيته مُلازماً العبادة. فناداه صوت من العلاء قائلاً: لماذا هذا التواني؟ فقام مُسرعاً وتقدم إلى الوالي واعترف قائلاً: أنا نصراني، فأمر بتعذيبه بضرب السياط، وضرب رأسه بالدبابيس وخلع أظافره وغمس أصابعه في الخل والجير. وقضى عدة أيام يتحمل العذابات بصبر، وكان السيد المسيح يشفيه من جراحاته، وقد صنع عدة معجزات.ولمَّا ضجر منه الوالي أرسله إلى الفيوم مُكبلاً، وهناك أقام طفلاً من الموت، كان قد سقط عليه حجر كبير أثناء وقوفه بجوار حائط. وسمع به أُسقف المدينة فاستحضره ورسمه قساً. وعاد فظهر أمام والي الفيوم فعذَّبه كثيراً، ثم أرسله إلى الإسكندرية. وهناك استشهد ونال إكليل الشهادة. فأخذ جسده القديس يوليوس الأقفهصي وكانت أمُّهُ حاضرة هُناك فسلَّمهُ إليها، وعادت به إلى بلدها أهريت، وتلقاه أهلها بالفرح ودفنوه بكرامة وبنوا له كنيسة، وأظهر الرب من جسده عجائب كثيرة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 36 : 9 ، 10 )
لأنَّ ينبوعَ الحياةِ عندكَ. بنورِكَ ياربُّ نُعاينُ النُّورَ. فابسِطْ رحمتَكَ على الذينَ يعرِفُونَكَ، وعدْلَكَ على المُستقيمينَ في قلوبِهِمْ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 9: 1 ـ 38 )
وفيما هوَ مُجتازٌ نظر رجُلاً مولوداً أعمَى. فسالهُ تلاميذهُ قائلينَ: " يا مُعلِّمُ، مَن أخطأ: هذا أم أبواهُ حتَّى وُلِدَ أعمى؟ ". أجابَ يسوع: " لا هذا أخطأ ولا أبواهُ، لكن لتظهَرَ أعمالُ اللـهِ فيهِ. ينبغي لي أن أعملَ أعمالَ الذي أرسلني ما دام النهار. يأتي ليلٌ حين لا يستطيعُ أحدٌ أن يعملَ عملاً فيهِ. ما دُمتُ في العالم فأنا نورُ العالمِ ". قال هذا وتفلَ على الأرضِ وصنع طيناً وطلَى بهِ عيني المولود أعمَى. وقال لهُ: " امضِ واغسل وجهكَ في بِركةِ سلوامَ " ـ الذي تفسيره مُرسَلٌ ـ فمضَى وغسلَ وجهَهُ وأتَى بصيراً.وأمَّا جيرانُهُ والذينَ كانوا يعرفونَهُ قبْلاً أنَّهُ كان يَستعطي، كانوا يقولون: " أليس هذا هو الذي كان يجلسُ ويَستعطي؟ " فقومٌ كانوا يقولون: " أنَّه هو ". وآخرون كانوا يقولون: " لا، إنَّما يُشبههُ ". وأمَّا هو فقال: " أنا هو ". فقالوا لهُ: " كيف انفتحتْ عيناكَ؟ " أجاب ذاكَ وقال: " إنسانٌ يُقالُ لهُ يسوعُ صنعَ طيناً وطَلَى عينيَّ بهِ، وقال لي: " اذهبْ واغسل وجهَكَ في سِلْوَامَ. فمضيتُ وغسلتُ وجهي فأبصرتُ ". فقالوا لهُ: " أينَ ذاكَ الرَّجلُ؟ ". فقالَ: " لا أعلمُ ".فأتوا إلى الفرِّيسيِّينَ بذاكَ الذي كانَ أعمَى زماناً. وكان سبتٌ حينَ صنع يسوعُ الطِّينَ وفتحَ عينيهِ. فسألهُ الفرِّيسيُّونَ أيضاً كيفَ أبصرَ، فقالَ لهم: " وضع طيناً على عينيَّ واغتسلتُ، فأبصرتُ ". فقال قومٌ مِن الفرِّيسيِّينَ: " هـذا الإنسـانُ ليـسَ من اللـهِ، لأنَّهُ لا يَحفظُ السَّبتَ ". آخـرون قالـوا: " كيفَ يَقدرُ إنسانٌ خاطئٌ أنْ يعملَ مثلَ هذه الآياتِ؟ " وكانَ بينهم انشقاقٌ. فقالوا أيضاً للأعمى: " ماذا تقولُ أنتَ عنهُ مِن حيث إنَّهُ فَتَحَ عينَيكَ؟ " فقالَ: " إنَّهُ نبيٌّ ". فلم يُصدِّق اليهودُ أنَّهُ كانَ أعمَى فأبصرَ حتَّى دَعوا أبوَيهِ. فسألوهما قائلينَ: " أهذا ابنُكُما الذي تقولان إنَّه وُلِدَ أعمَى؟ فكيف أبصرَ الآنَ؟ " أجابَ أبواهُ وقالا: " نعلمُ أنَّ هذا ابنُنا، وأنَّهُ وُلِدَ أعمَى. وأمَّا كيفَ يُبصرُ الآنَ فلا نعلمُ. أو مَن فَتَحَ عينيهِ فلا نعلمُ. هو كاملُ السِّنِّ. اسألوهُ فهو يتكلَّمُ عن نفسِهِ ". قالَ أبواهَ: هذا لأنَّهُما كانا يَخافان منَ اليهودِ، لأنَّ اليهودَ كانوا قد قرروا أنَّهُ إنْ اعترفَ أحدٌ بأنَّهُ المسيحُ يُخرَجُ من المَجمَعِ. لذلكَ قالَ أبواهُ: " إنَّهُ كاملَ السنِّ، اسألوهُ ". فدَعَوا مرةً ثانيةً الرَّجلُ الذي كانَ أعمَى، وقالوا لهُ: " أعطِ مجداً للـهِ. نحنُ نَعلَمُ أنَّ هذا الإنسانَ خاطئٌ ". فأجابَ الذي كانَ أعمَى قائلاً: " إنْ كان خاطئاً لستُ اعلمُ. إنَّما أعلمُ شيئاً واحداً: أنَّي كُنتُ أعمَى والآنَ أُبصِرُ ". فقالوا له أيضاً: " ماذا صنعَ بكَ؟ كيفَ فَتَحَ عينَيكَ؟ " أجابَهُم: " قد قُلتُ لكُم ولم تسمَعوا. ماذا تريدونَ أن تسمَعوا؟ ألعلكُم أنتُم تُريدونَ أن تَصيروا لهُ تلاميذَ؟ " فشَتَمُوهُ قائلينَ: " أنتَ تلميذُ ذاكَ، وأمَّا نحنُ فإنَّنا تلاميذُ موسَى. نحنُ نعلَمُ أنَّ موسَى كلَّمهُ اللـهُ، وأمَّا هذا فلا نعلَمُ مِن أينَ هو ". أجابَ الرَّجلُ وقالَ لهُم: " إنَّ في هذا عجباً! إنَّكم لستُم تعرفونَ مِن أينَ هو، وقد فَتَحَ عينيَّ. ونعلمُ أنَّ اللـهُ لا يسمعُ للخطاةِ. ولكن إنْ كانَ أحدٌ يعبدُ اللـهَ ويصنعَ إرادتَهُ، فلهذا يَسمعُ. مُنذُ الدَّهرِ لم يُسمَع أنَّ أحداً فَتَحَ عيني مولودٍ أعمَى. لو لم يكُن هذا مِن اللـهِ لم يقدرْ أنْ يفعلَ شيئاً ". أجابوا وقالوا له: " في الخطيِّةِ وُلِدتَ أنتَ بجُملتِكَ، وأنتَ تُعلِّمُنا! " فأخرجوهُ خارجاً. فسمع يسوعُ أنَّهُم أخرجوهُ خارجاً، فوجدهُ وقالَ لهُ: " أتؤمِنُ بِابنِ اللـهِ؟ ". أجابَ وقالَ لهُ: " مَن هو يا سيِّدي لأؤمِن به؟ ". فقالَ لهُ يسوعُ: " قد رأيتهُ، وهو الذي يتكلَّمُ معكَ ". فقالَ: " أُؤمِنُ يا سيِّدي ". وسجدَ لهُ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #143
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-02-2015, 11:16 AM
Parent: #142

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين )
بدء صوم أهل نينوى
2 فبراير 2015
25 طوبة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 95 : 1 ، 2 )
هلمُّوا فلنبتَهِج بالربِّ، ولنُهلِّل للَّـه مُخلِّصنا. نُبادِر فنبلغ إلى وجهه بالاعتراف، ونُهلِّلُ له بالمزاميرِ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 13 : 1 ـ 5 )
وكان في ذلك الزمان قد حضرَ إليه قَوْمٌ يُخبرونَهُ عن الجليليِّين الذين خَلَطَ بيلاطسُ دماءَهم بذبائحهم. فأجاب يسوع وقال لهم: " أتظُنُّونَ أنَّ هؤلاء الجليليِّين كانوا خُطاةً أكثر مِنْ كلِّ الجليليِّين إذ أصابتهم هذه الآلام. كلاَّ! بلْ أقول لكم: إن لم تَتُوبوا فجميعكُم كذلك تَهلِكُونَ. أم تظُنُّونَ أنَّ أولئك الثَّمانية عشر رجلاً الذين سقطَ عليهم البُرجُ في سِلْوَام وقتلهُم، كانوا مُذنبينَ أكثر مِنْ جميع النَّاسِ السَّاكِنين في أورشليمَ. كلاَّ! أقُولُ لكُم: بلْ إنْ لم تَتُوبوا فجميعكُم كذلك تَهلِكُونَ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

باكـــر
النبـوات
من يونان النبي ( 1 : 1 ـ 2 : 1 )
وصارت كلمة الرَّبِّ إلى يونان بن أمِتَّاي قائلاً: " قُمْ انطلق إلى نِينَوَى المدينة العظيمة وَنَادِ عليها، لأنَّ صراخ شرها قد صَعِد إليَّ ".فقام يونان لِيهرُب إلى ترشيش مِنْ وجه الرَّبِّ. فنزل إلى يافا فوجد سفينةً ذاهبةً إلى ترشيش، فدَفَعَ أُجرتَهَا ونزل فيها، ليذهَبَ معهُم إلى ترشيش من وجه الرَّبِّ. فأثار الرَّب ريحاً شديدةً في البحر، فأحْدَثَتْ أمواجاً عظيمة في البحر وأشرفتْ السَّفينة على الانكسار. فخاف المَّلاحُون وصرخ كل واحدٍ إلى إلهِهِ وطرحوا الأمتعة التي في السَّفينةِ إلى البحر ليُخَفِّفُوا عنهُم. أمَّا يونان فنزل إلى جوف السَّفِينةِ واضطجَعَ واستغرق في النوم. فذهب إليه مدبر السَّفينة وقال له: " ما بالك مستغرقاً في النوم؟ قُمْ فاطلب إلى إلهك لعل اللَّه يخلصنا فلا نهلك ". وقال كل واحد لصاحبه: " هَلُمُّوا نُلقي قُرعاً لنعلَم بسبب مَنْ أصابنا هذا الشر". فألقوا قُرعاً، فوقعت القُرعة على يونان.فقالوا له: " أخبِرنا لأنه بسببك نزل بنا هذا الشر ما عملك؟ ومِنْ أين جئت؟ ومن أي قرية؟ ومِن أي شعبٍ أنت؟ " فقال لهم: " أنا عبد الرب، وإني أخاف الرب إله السَّماء الذي صَنَعَ البحر واليَبس ". فخاف الرِّجال خوفاً شديداً، وقالوا له: " لماذا فعلت هذا؟ " لأن الرِّجال قد عَلِموا أنه هارب من وجه الرب، لأنه أخبرهم. فقالوا له: " ماذا نَصنعُ بِكَ حتى يَسكُنَ البحر عنَّا؟ " لأنَّ البحر كان يزدادُ هياجاً. فقال لهم: " يونان خُذُوني والقوني إلى البحر فيسكُن البحر عنكُم، لأنَّني عالمٌ أنَّ هذا الموج العظيم إنما هاج عليكم بسببي ".وكان الرِّجال يجذفون ليرجَعوا إلى البَرِّ فلمْ يستطيعوا، لأنَّ الريح كانت شديدة والبحر إزداد هياجاً عليهم. فصَرَخُوا إلى الرَّبِّ وقالوا: " أيُّها الرب لا تهلِكنا بسبب نفس هذا الرجل، ولا تجعل علينا دماً زكياً، فإنك أنت أيُّها الرب قد صنعت كما شئت ". ثم حملوا يونان وطرحوه في البحر، فوقف عن هيجانه. فخاف الرِّجال من الرَّبِّ خوفاً عظيماً، وذبحُوا ذبيحةً للرَّب وأعلنوا الصلاة. فأمر الرَّبُّ حُوتاً عَظِيماً لابتلاع يونان. فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ.
( والسُّبح للَّـهِ دائماً )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 103 : 1 ، 8 )
بارِكي يا نفسي الرَّبَّ، وجميع ما في باطني يُبارِك اسمَهُ القُدُّوسَ. رؤوفٌ ورحومٌ هو الربُّ، طويلُ الأناةِ وكثيرُ الرَّحْمَةِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متي البشير ( 7 : 6 ـ 12 )
لا تُعْطُوا القُدسِ للكِلاب، ولا تطرحوا دُرَرَكُم قُدَّام الخَنَازير، لئلاَّ تَدُوسَهَا بأرجُلِهَا وترجع فتُمَزِّقَكُم. اِسألوا تُعطَوْا. اُطلُبُوا تجدوا. اِقرَعُوا يُفْتَحْ لكُم. لأنَّ كُلَّ مَنْ يَسأل يَأخُذُ، ومَنْ يَطلُبُ يَجدُ. ومَنْ يَقرَعُ يُفتَحُ لهُ. أيُّ إنسانٍ منكم إذا سأله ابنه خُبزاً، فيُعطيه حجراً؟ وإذا سأله سمكةً، يُعطِيهِ حيَّةً؟ فإن كنتم وأنتم أشرار تعرِفونَ أن تُعطُوا أولادَكُم العطايا الصَّالحة، فكمْ بالحريِّ أبوكُمُ الذي في السَّمَوات، يَهَبُ الخيرات للذين يسألونه! فكُلُّ ما تُريدُون أن يفعل النَّاس بكُم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم، لأنَّ هذا هو النَّاموسُ والأنبياءُ.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 6 : 17 ـ 23 )
فشكراً للَّـه، أنَّكُم قد كُنتُم عبيداً للخطيَّة، فأطعتُم من قلوبكم رسم التَّعليم الذي تسلمتُمُوه. فمِن ثَمَّ بعد أن تحررتم من الخطيَّة صِرتُم عبيداً للبِرِّ. أقول كلاماً بشرياً من أجل ضعف أجسادكم. إنكم كما جعلتم أعضاءكم عبيداً للنَّجاسة والإثم للإثم، كذلك الآن اجعلوا أعضاءكُم عبيداً للبرِّ للقداسة. فإنكم حين كُنتُم عبيداً للخطيَّة صِرتم أحراراً من البِرِّ. فأيُّ ثمرٍ كان لكُم وقتئِذٍ من الأمور التي تستحون منها الآن؟ لأن نهاية تلك الأمور هيَ الموت. وأما الآن إذ قد تحررتم من الخطيَّة، واستعبدتم للَّه، فلكُم ثمرُكُم للقداسة، والعاقبة هى الحياة الأبدية. لأنَّ أُجرة الخطيَّة هى موتٌ، وأمَّا عطية اللَّه فهى حياةٌ أبديَّةٌ بالمسيح يسوع ربِّنا.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة معلمنا يهوذا الرسول
( 1 : 1 ـ 13 )
يهوذا، عبدُ يسوع المسيح، وأخو يعقوب، إلى المحبوبين في اللَّه الآب، المحفُوظين المَدعوِّيين ليسوع المسيح: لتَكثر لكُم الرحمة والسلام والمحبة. يا أحبائي، إني إذ كُنْتُ باذلاً كل الجَهْدِ في أن أكتب إليكم لأجل خلاصكم المُشترك، اضطُرِرتُ أن أكتُب إليكم مُتضرِّعـاً أن تجتهدوا لأجـل الإيمان الذي سلَّمَه لكم مَرَّةً القدِّيسون. لأنَّه قد إندسَّ إلينا خُلسةً أُناسٌ قد كُتِبُوا مُنْذُ القدم لهذا القضاء، مُنافقون، يُحوِّلون نعمة ربنا إلى الدعارة، ويُنكِرون السَّيد الوحيد: ربنا يسوع المسيح. فأُريدُ أن أُذكِّركُم، كأنكم عالِمون كل شيء أن يسوع ( الرب ) مَرَّةً خَلَّص شعبه من أرض مصر، وفي المرة الثانية أهلَكَ الذين لم يؤمنوا. والملائكة الذين لم يحفظُوا رئاستهُم، بل تركوا منزلتهم أبقاهم في الظلمة المُدْلَهِمَّةِ موثوقين بقيود أبدية إلى دينونة ذلك اليوم العظيم. مثل سدوم وعمورة وما حولها من المدن التي انهمكت في الزنا على مثالهما، وذهبت وراء جسد غريب، جُعِلَتْ عبرةً ونالها نقمة نار أبديَّةٍ. فعلى مِثل ذلك أولئك المُحتَلِمُونَ، يُنجِّسُون الجَسَدَ، ويحتقرون السِّيادة، ويفترون على ذوي الأمجاد. إن ميخائيل رئيس الملائكة، لمَّا خَاصَمَ إبليس وجادله من أجل جسد مُوسى، لم يَجسُر أنْ يُورِد حُكْم افتراءٍ عليه، بل قال له: " ليزجرك الرب! ". أمَّا هؤلاء فيفترون على ما لا يَعلَمُون. وأمَّا ما يعرفونه بالطَّبيعة، كالحيوانات غير النَّاطقة، ففي ذلك يَفْسُدُونَ. ويلٌ لهُم! فإنهم سلكوا طريق قايين، وانصبُّوا إلى ضلالَةِ بلعام لأجل أُجرةٍ، وهلكُوا في مُجادلة قُورح. هؤلاء أدناس في ولائم محبتكم، صانعين ولائم معاً، راعين أنفسهم، بلا مخافة. غُيُومٌ بلا ماءٍ تحملها الرِّياح. أشجارٌ خريفيَّةٌ غير مثمرة ميِّتةٌ مُضَاعَفاً، مُقتلعةٌ من أصولها. أمواجُ بحر هائجةٌ، بخزيهم مُزبدةٌ. نُجُومٌ تائهةٌ، قد حُفِظَ لها قتام الظُّلمة إلى الأبد.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا مَن يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 2 : 38 ـ 47 )
فقال لهم بطرس: " تُوبُوا وليعتمد كلُّ واحدٍ مِنكُم بِاسم يسوع المسيح لمغفرة خطاياكم، فتنالوا موهبة الرُّوح القُدُس. لأنَّ الموعد هو لكُم ولبنيكم ولكل الذين على بُعدٍ، الذين سيدعوهم الرَّبُّ إلهُنا ". وبأقوال أُخر كثيرةٍ كان يشهدُ لهُم ويَعِظُهُم قائلاً: " اخلُصوا مِنْ هذا الجيل المُلتوي ". فالذين قَبِلوا كلامَهُ ( بفرحٍ )، اعتمدوا. وانضمَّ في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفسٍ. وكانوا مواظبين على تعاليم الرُّسُل، والشَّركة في كسر الخبز والصَّلوات. وصار خوفٌ في كل نفسٍ. وجرت عجائب وآياتٌ كثيرةٌ من قِبَل الرُّسل، في أورشليم. ومخافة عظيمة كانت فيهم. وجميع الذين آمنوا كانوا معاً، وكان كل شيءٍ مُشتَركاً بينهم. وكانوا يبيعون حقولهم وأمتعتهم ويوزعونها على الجميع، على حسب حاجة كل واحدٍ. وكانوا كل يوم مواظبين معاً في الهيكل، ويكسرون الخبز في البيوت، ويتناولون الطعام بابتهاج ونقاوة قلب. مُسبِّحين اللَّـه، ولهم نعمة لدى جميع الشعب. وكان الرب كل يوم يضُمُّ الذين يَخلُصُون ( إلى البِيعة ).
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الخامس والعشرون من شهر طوبه المبارك
1. نياحة القديس بطرس العابد
2. شهادة القديس اسكلاَّ المُجاهد
1ـ في هذا اليوم تنيَّح القديس بطرس العابد. وكان في أول أمره عشاراً، وكان قاسياً جداً، لا يعرف الرَّحمة، حتى أنَّهُ لكثرة بُخله وشُحُّه لقَّبُوهُ بعديم الرَّحمة. فتحنن عليه الرب يسوع، وأحب أن يرده عن أفعاله الذميمة. فأرسل إليه يوماً فقيراً يطلب منه شيئاً يسيراً. واتفق وصول خادمه وهو يحمل الخبز إليه، في الوقت الذي كان فيه الفقير أمامه، فتناول العشار خبزة من على رأس الغلام، وضرب بها الفقير على رأسه، لا على سبيل الرحمة، بل على سبيل الطرد، حتى لا يعود إليهِ مرةً ثانيةً. ولمَّا أقبل المساء رأى في نومه رؤيا، كأنَّهُ في اليوم الأخير، وقد نُصِب الميزان، ورأى جماعة تجلببوا بالسَّواد، وفي أبشع الصور، تقدَّموا ووضعوا خطاياه وظُلمهُ في كفة الميزان اليسرى. ثم أتت جماعة من ملائكة النور حسنى المنظر، لابسين حُللاً بيضاء، ووقفوا بجوار كفة الميزان اليمنى. وبدت عليهم الحيرة لأنَّهُم لم يجدوا ما يضعونه فيها. فتقدم أحدهم ووضع الخبزة التي كان هذا العشار قد ضرب به رأس الفقير، وقال ليس لهذا الرجل سوى هذه الخبزة. عند إذ اسـتيقـظ بطـرس مِن النـوم فزعاً مرعـوباً وأخذ يندب سـوء حظه، ويلوم نفسه على ما فرط منه. وبدأ أن يكون رحوماً متعطفاً، وتناهى في أعمال الرحمة، حتى كان يجود بالثوب الذي له، وإذ لم يبقى له شيء ترك بلده ومضى فباع نفسه عبداً ودفع الثمن للمساكين.ولمَّا اشتهر أمره هرب من هناك وأتى إلى برية القديس مقاريوس، حيث ترهَّب وتنسَّك وسار سيرة حسنة مرضية، أهَّلته لأن يعرف يوم انتقاله. فاستدعى شيوخ الرهبان وودعهم، وتنيَّح بسلام.صلاته تكون معنا. آمين.
2ـ في هذا اليوم أيضاً تذكار شهادة القديس المُجاهد الأنبا اسكلاَّ.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.


مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 130 : 3 ، 4 )
إن كُنتَ للآثام راصداً يارب، يارب من يقدر أن يثبت أمامك ؟ لأنَّ من عندك هو الاغتفار. توكَّلت نفسي على الرب. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 12 : 35 ـ 45 )
الإنسان الصَّالح من كنزه الصَّالح يُخرج الصَّلاح. والإنسان الشِّرِّير من كنزه الشِّرِّير يخرج الشُّرور. ولكن أقول لكم: " إن كلَّ كلمةٍ بطَّالةٍ يقولها النَّاس سوف يُعطُون جواباً عنها فى يوم الدِّين. لأنكَ من كلامك تتبرَّر ومن كلامك يُحكم عليك ". حينئذٍ أجابه قومٌ من الكتبة والفرِّيسيِّين قائلين: " يا مُعلِّم، نُريد أن نرى منك آيةً ". أمَّا هو فأجاب وقال لهم: " الجيل الشِّرِّير الفاسق يطلب آيةً، ولن تُعطَى له آيةٌ إلا آية يونان النَّبيِّ. لأنَّه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيَّام، وثلاث ليالٍ، هكذا يكون ابن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيَّـام وثلاث ليـالٍ. رجـال نينـوى سيقومـون في الدِّيـن مع هـذا الجيــل ويَدينونه، لأنَّهم تابوا بإنذار يونان، وهوذا أفضل من يونان ههنا! ملكة التَّيمن ستقوم فى الدِّين مع هذا الجيل وتدِينه، لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سُليمانَ. وهوذا أعظم من سُليمانَ ههنا! إذا خرج الرُّوح النَّجس من الإنسان يمضي إلى أماكن ليس فيها ماءٌ، يطلب راحةً فلا يجد. حينئذٍ يقول: أرجِعُ إلى بيتي الذي خرجـت منه. فيأتى ويجده فارغاً مكنوساً مُزيَّناً. فيمضي حينئذٍ ويأخذ معه سبعة أرواح أُخر أشرَّ منه، فيأتى ويسكن هناك، فتصير أواخر ذلك الإنسان أشرَّ من أوائلهِ. هكذا يكون أيضاً لهذا الجيل الشرِّير.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #144
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-02-2015, 06:36 PM
Parent: #143

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 25-9-2010

دون أن نطلب

إنه لاشك شيء مفرح أن يعطينا الله ما نطلب‏,‏ وأكثر من هذا أن يعطينا فوق ما نطلب‏,‏ ولكن أعمق الفرح هو أن يعطينا الله دون أن نطلب‏,‏ وهذه عمق الرعاية الإلهية‏,‏ التي يهتم فيها الله بخليقته‏,‏ فيعطيها من فيض محبته‏,‏ وليس لمجرد الاستجابة لصلواتهم‏,‏ وهذا الأمر واضح منذ البدء‏.‏

بديهي أن الله خلق البشر دون أن يطلبوا لأنهم لم يكونوا موجودين حتى يطلبوا الوجود‏,‏ وبنفس جود الله وكرمه خلق جميع الكائنات الأخرى العاقلة والجامدة‏,‏ التي لها حياة والتي ليس لها طبعا دون أن تطلب‏,‏ لقد خلقها كلها من العدم‏,‏ والعدم ليس له كيان لكي يطلب ونحن كبشر حينما خلقنا الله‏,‏ وهبنا العقل والضمير دون أن نطلب‏,‏ وأعطانا السلطة علي كثير من الكائنات ومن الطبيعة دون أن نطلب‏,‏ وأبونا آدم وهبه الله حواء دون أن يطلب كذلك لكي تكون معينة له في الأرض‏.‏

*‏ في كثير من الأمور لا ينتظر الله من البشر أن يطلبوا‏,‏ لكي يعطيهم‏,‏ بل هو يعرف ما يحتاجون إليه فيعطيهم دون أن يطلبوا ولكي نوضح هذا الأمر في حياتنا العملية‏,‏ نجد أن الطفل الصغير لا يملك أن يعبر عن جميع احتياجاته ولكن أباه يعلم ويفهم ماذا يحتاج إليه ابنه‏,‏ فيعطيه دون أن يطلب‏,‏ وهكذا نحن مع خالقنا الكلي الحكمة والكلي الحنو والرحمة والشفقة‏,‏ هو أدري بما نحتاج إليه‏,‏ ويدبر كل احتياجاتنا دون أن نطلب‏,‏ بل ويدبر احتياجات الأمم والشعوب والجماعات ولا ينتظر من كل هؤلاء أن يطلبوا وربما لا يطلبون ما يفيدهم وما يفيد غيرهم معهم‏!!‏

*‏ مثال آخر هو الراعي وكل راع يرعي غنمه حيث توجد احتياجاتها من العشب والماء‏,‏ كذلك دون أن تطلب ونري الله أنه يرعي شعبه‏,‏ وكما قال داود النبي في المزمور‏:‏ "الرب يرعاني فلا يعوزني شيء في مراع خضر يربضني‏,‏ وإلي ماء الراحة يوردني‏,‏ يهديني إلي سبل البر"، ونص الآية هو: "الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (سفر المزامير 23: 1).. وهكذا الله راعي الكون‏:‏ يعولهم‏,‏ ويطلب الضال ويسترد المطرود ويجبر الكسير ويعصب الجريح ويهتم بكل واحد حسب احتياجه‏,‏ وما أكثر الأمثلة في الكتاب وفي التاريخ عن رعاية الرب للبشر‏.‏

إن الله يشبع كل حي من رضاه‏,‏ دون أن يطلب‏,‏ هو يرسل المطر والشمس‏,‏ ويدبر أمور الناس من جهة الكون‏,‏ ويعطي الطعام لكل ذي جسد‏.‏ حتى للملحدين الذين لا يؤمنون به وبالتالي لا يطلبون منه شيئا‏.‏ بل الله يعطي أيضا جمالا لزنابق الحقل‏,‏ وصوتا جميلا لكثير من الطيور‏,‏ طبعا بدون طلب‏,‏ وليس بسبب استحقاق الخليقة‏.‏ وإنما هو جود الله وكرمه‏.‏ والله تبارك اسمه ـ من فرط جوده أيضا وعد الناس بالنعيم الأبدي بما لم تره عين‏,‏ ولم تسمع به أذن‏,‏ ولم يخطر علي بال إنسان. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وطبعًا من المستحيل أن أحدًا كان يطلب ما لم يخطر علي باله‏.‏ إننا قد نطلب نعيما‏.‏ ولكن هذه الصورة بالذات‏,‏ هي فوق ما نطلب بكل تفاصيله‏.‏

وأيضا النبوءات منحها الله للأنبياء دون أن يطلبوا‏,‏ وما كانوا يفكرون أنهم سيصيرون هكذا‏.‏ ومنحهم النبوءات لفائدتنا دون أن نطلب نحن‏.‏ وواضح جدا أن الله يرسل الوحي دون طلب‏,‏ وهو أيضا يقدم لبعض قديسيه الحلم أو الرؤيا دون أن يطلبوا‏.‏ وربما في وقت لا يتوقعه أحد منهم علي الإطلاق‏.‏ إن يوسف الصديق منحه الله أحلاما‏,‏ ومنحه موهبة تفسير الأحلام دون أن يطلب‏.‏ ويوسف الصديق كل ما كان يطلبه أن يخرج من السجن الذي ألقي فيه ظلما‏.‏ ولكن الله جعله الوزير الأول في مصر والثاني في المملكة‏.‏ وما كان هو يطلب ذلك أو يحلم به‏.‏ ولكن الله الحنون المحب أعطاه دون أن يطلب‏.‏ ومعروف أن الدعوة الإلهية وصلت إلي البعض دون أن يطلبوا‏.‏

لذلك يا أخي القارئ إن كنت في يوم من الأيام تحت سيطرة خطية معينة‏,‏ ولا تستطيع الخلاص منها‏,‏ بل لا تطلب نعمة من الله لكي تخلص‏.‏ ولا حتى تقول‏:‏ "تَوِّبْنِي يَا رَبُّ فَأَتُوبَ" (سفر إرميا 31: 18) ومع ذلك كله لا تيأس‏.‏ فإن كنت لاتسع إلي خلاص نفسك‏,‏ فإن الله يريد لك هذا الخلاص‏.‏ ولابد أنه سيدبر لك طريقا للتوبة‏,‏ أو يرسل لك مرشدين‏,‏ أو يرسل لك زيارة من النعمة دون أن تطلب فيتأثر قلبك ويخشي ويرجع إليه‏.‏

إن الله لا يعطي فقط من أجل صلواتنا وطلباتنا‏,‏ أو من أجل استحقاقنا‏,‏ إنما كثيرًا ما يعطي من أجل جوده وكرمه‏,‏ ومن أجل احتياجاتنا‏..‏ ولاشك أن هذا يغرس في قلوبنا الرجاء مهما كانت حالتنا‏,‏ ومهما كنا غير مستحقين لشيء‏.‏

إن القديسين بإيمانهم بأن الله يعطي حتى دون أن نطلب‏,‏ كانوا في كثير من الأوقات يخجلون أن يطلبوا شيئًا‏.‏ بل كانت طلباتهم الوحيدة هي القرب من الله‏.‏ كما قال داود النبي في المزمور للرب‏:‏ "طلبت وجهك‏,‏ ولوجهك يا رب ألتمس‏.‏ لا تحجب وجهك عني"، ونص الآية هو: "لَكَ قَالَ قَلْبِي: «قُلْتَ: اطْلُبُوا وَجْهِي». وَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ.9 لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي" (سفر المزامير 27: 8، 9)‏..‏ ومع ذلك أعطي الله الضعفاء أن يطلبوا ما يشاءون إن الذي يؤمن بالله وعطائه‏,‏ ينام في حضن الله ويستريح‏,‏ ويكون واثقًا إن الله يدبر له كل شيء‏.‏ ولا يتركه معوزا شيئا‏.‏ بل انه يقول للرب في صلاته‏:‏ هل تركت يا رب لي شيئا أطلبه؟‏!‏ إنني يا رب لو قضيت عمري كله شاكرًا فلن يكفي‏.‏ لذلك إن رأيتني يا رب أحتاج شيئا‏,‏ أعطني إياه دون أن أطلب‏.‏ إنك أدري بما ينقصني‏,‏ إن كان هناك شيء ينقصني‏.‏ إن عملي الوحيد هو أن أشكرك‏,‏ وأن أسبحك علي كرمك‏,‏ لا أن أطلب لذلك هو يطمئن إلي عمل الله من أجله‏,‏ ويعيش في فرح كامل‏,‏ لا تهتز نفسه لأية ظروف ضاغطة‏,‏ شاعرا أن حياته هي في يد الله‏.‏ وأن الله يستطيع أن يغير المواقف‏,‏ ويغير القلوب‏,‏ ويمهد له طريق السلام دون أن يطلب‏.‏
+++

Post: #145
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-03-2015, 12:49 PM
Parent: #144

05:49 م Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz



إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء )
ثاني أيام صوم أهل نينوى
3 فبراير 2015
26 طوبة 1731
باكـــر
النبـوات
من يونان النبي ( 2 : 2 ـ 10 )
فصلَّى يونان للرَّبِّ إلَهِهِ في بطن الحوت، وقال: صَرختُ إلى الرَّبِّ إلَهي في ضيقتي، فاستجاب لي. ومِن جوف الجحيم سمع صوتي. قد طَرَحتني إلى أعماق البحر، وأحاطت بي الأنهار، جميع أهوالك وأمواجك جاءَت عليَّ. أنا قلت إنِّي طُرِحتُ عن عينيْك، فهل أعود أَنْظُر هيكل قُدسِكَ؟ انصبَّت عليَّ المياه حتى نفسي. وغطَّاني الغمر الأقصى. غطَستْ رأسي في شقوق جبالٍ. ونزلتُ إلى أرضٍ، متاريسها مُثبَّتةٌ إلى الأبد. فلتُصعِد مِن الفساد حياتي أيُّها الرَّبُّ إلَهي. عند فناءِ نفسي مِنِّى، ذكرتُ رحمة الرَّبّ، فلتأتِ صلاتي إليك إلى هيكلك المقدس. حافظي الباطل والكذب تركوا رحمتهم. وأنا بصوت تَضرُّع واعترافٍ أَذبح لك، كل ما نذرته أُعطيه لك يا إلَه خلاصي. فأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى اليَبس.
( والسُّبح للَّـهِ دائماً )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 103 : 14 ، 9 )
اذكر يارب أننا ترابٌ نحن. الإنسان أيامه كالعشبِ. ليس إلى الانقضاء يسخطُ، ولا إلى الدهر يحقدُ، ليس حسب خطايانا عامَلنا، ولا كأثامنا كافأنا. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 13 : 6 ـ 9 )
وقال لهم هذا المَثَلَ: " كان لواحِدٍ تينة مَغرُوسَةٌ في كَرمِهِ، فجاء يَطلُبُ فيها ثمراً فلم يجد. فقال للكرَّام: ها إن لي ثلاث سنين آتي وأطلُبُ ثَمَراً في هذه التِّينَةِ فلا أجد. اِقْطَعْهَا! لأنه لماذا تُعطِّل الأرض أيضاً؟ فأجاب وقال له: يا سيِّدي، دعها هذه السَّنة أيضاً، حتى أعزق حولها وأضَعَ زبلاً. لعلَّها تُثمِر في السنة الآتية، فإن لم تثمر فاقطعها.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي
( 1 : 21 ـ 29 )
وأنتُم أيضاً الذين كُنتُم حيناً غرباء وأعداءً بأفكاركم، بالأعمال الشِّرِّيرة، قد صَالَحَكُم الآن في جسد بشريَّتِهِ بموته، ليُقيمكُم قِدِّيسين بغير عيبٍ ولا لومٍ أمامه. إن ثبتُّم على الإيمان، مُتأسِّسين وراسخين غير متزعزعين عن رجاء الإنجيل، الذي سَمِعتُمُوه، المكروز به في كل الخليقة التي تحت السَّماء، الذي صِرتُ أنا بولس خادماً له. إني أفرح الآن في الآلام من أجلكُم، وأُكمِّـلُ ما ينقص من شدائد المسيح في جسمي لأجل جسدِهِ، الذي هو الكنيسة، التي صِرتُ أنا لها خادماً، حسب تدبير اللَّـه المُعطى لي لأجلِكُم، لتتميم كلمة اللَّه. التي هى السِّرّ المكْتُوم مُنْذُ الدهور والأجيال، وقد أُعلِن لقِدِّيسيه، الذين أراد اللَّـه أن يُعلِّمهم ما هو غِنَى مجد هذا السِّرِّ في الأُمم، الذي هو المسيح الحال فيكُم رجاء المجد. الذي نُبشِّر به مُنذرين كُل إنسانٍ، ومُعلِّمين كل إنسانٍ بكل حكمةٍ لكي نُقيم كل إنسانٍ كاملاً في المسيح يسوع. هذا الذي لأجله أتعب وأُجاهِد على حسب عمله الذي يعمل فيَّ بقوَّةٍ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 4 : 3 ـ 11 )
لأنَّه يكفيكم الزَّمان الذي مَضى إذ كنتم تعملون فيه إرادة الأُمم، وتسلكون في النجاسات والشَّهوات، وإدمان المُسكِرات المتنوعة، والخلاعة، والدنس، وعبادة الأوثان المرذولة، الأمر الذي فيه يستغربونَ أنَّكُم لستُم تركضون معهم إلى فيض عدم الصَّحة عينها، مُجدِّفينَ. الذين سوف يُعطون جواباً للذي هو على استعدادٍ أن يُدين الأحياء والأموات. فإنَّه لأجل هذا بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكى يدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليحيوا حسب اللَّـه بالرُّوح.وإنَّما نهاية كل شيءٍ قد اقتربت، فتعقَّلوا إذاً واسهروا في الصَّلوات. ولكن قبل كلِّ شيءٍ، فلتكن المحبَّة دائمةً فيكُم بعضكُم لبعضٍ، لأنَّ المحبَّة تستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضكم لبعضٍ بلا تذمُّر. وليخدم كلُّ واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضكم بعضاً، كوكلاء صالحين على نعمة اللَّـه المتنوِّعة. مَن يتكلَّم فكأقوال اللَّه. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئها اللَّه، لكي يتمجَّد اللَّه في كل شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والسُّلطان إلى أبد الآبدين. آمين.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا مَن يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 17 : 30 ـ 34 )
فقد تغاضى اللَّـه عن أزمنة الجهل فيبشر الآن جميع النَّاس في كُلِّ مكانٍ أن يَتُوبوا، لأنَّه قد عيَّن يوماً فيه يَدين المَسْكُونَة كلها بالعدل، بالرَّجل الذي عيَّنه، مُقدِّماً للجميع إيماناً إذ أقامَهُ من بين الأموات. فلمَّا سَمِعُوا بقيامة الأموات كان البعض يستهزئون، والبعض يقولون: " سنسمع مِنكَ عن هذا أيضاً !". وهكذا خرج بولس من وسطهم. ولزمه أُناسٌ آمنوا، كان من بينهم ديونيسيوس الأريوباغي، وامرأةٌ اسمُها داماريس وآخرون مَعَهُمَا.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السادس والعشرون من شهر طوبه المبارك
1. شهادة التسعة والأربعين قديساً شيوخ شيهيت
2. نياحة القديسة أنسطاسية
1ـ في هذا اليوم كان استشهاد التسعةِ والأربعين قسيساً شيوخ شيهيت ومرتينوس رسول الملك وابنه. وذلك أنَّ الملك تاؤدوسيوس الصغير ابن الملك أركاديوس لم يُرزَق ولداً. فأرسل إلى شيوخ شيهيت يطلب إليهم أن يسألوا اللـه لكي يعطيه ابناً. فكتب إليه القديس إيسيذورس كتاباً يُعرِّفه فيه أنَّ اللـه لم يُرِد أن يخرج منه نسل يشترك مع أرباب البدع بعده. فلمَّا قرأ الملك كتاب الشيخ شكر اللـه، فأشار عليه قوم أن يتزوج امرأة أخرى ليرزَق منها ولداً يرث المُلك من بعده. فأجابهم قائلاً : إننى لا أفعل شيئاً بخلاف أمر شيوخ برية شيهيت. ثم أوفد رسولاً من قِبَله اسمه مرتينوس ليستشيرهم في ذلك. وكان لمرتينوس ولد اسمه ذيوس استصحبه معه للزيارة والتبرُّك من الشيوخ. فلمَّا وصلا وقرأ الشيوخ كتاب الملك، وكان القديس إيسيذوروس قد تنيَّح، أخذوا الرسول وذهبوا به إلى حيث يوجد جسده ونادوا قائلين : " يا أبانا لقد وصل كتاب من الملك فبماذا نجاوبه ". فأجابهم صوت من الجسد الطاهر قائلاً: " ما قلته قبلاً أقوله الآن، وهو أنَّ الرب لا يُرزِقه ولداً يشترك مع أرباب البدع حتى ولو تزوج عشرة نساء " فكتب الشيوخ كتاباً بذلك للملك. ولمَّا أراد الرسول العودة، غار البربر على الدير فوقف شيخ عظيم يُقال له الأنبا يوأنس ونادى الإخوة قائلاً: " هوَذا البربر قد أقبلوا لقتلنا، فمَن أراد الاستشهاد فليقف، ومن خاف فليلتجئ إلى القصر "، فلتجأ البعض إلى القصر، وبقي مع الشيخ ثمانية وأربعون، فذبحهم البربر جميعاً، وكان مرتينوس وابنه منزويان في مكان، وتطلَّع الابن إلى فوق فرأى الملائكة يضعون الأكاليل على رؤوس الشيوخ الذين قُتلوا، فقال لأبيه: ها أنا أرى قوماً روحانيين يضعون الأكاليل على رؤوس الشيوخ، فأنا ماضٍ لآخذ لي إكليلاً مثلهم، فأجابه أبوه قائلاً: وأنا أيضاً أذهب معك يا ابني. فعاد الاثنان وظهرا للبربر فقتلوهما أيضاً ونالا إكليل الشهادة.وبعد ذهاب البربر نزل الرهبان من القصر وأخذوا الأجساد ووضعوها في مغارة وصاروا يُرتِّلون ويُسبِّحون أمامها كل ليلة.وجاء قوم من البتانون وأخذوا جسد القديس الأنبا يوأنس، وذهبوا به إلى بلدهم. وبعد زمان أعاده الشيوخ إلى مكانه، وكذلك أتى قوم من الفيوم وسرقوا جسد ذيوس بن مرتينوس، وعندما وصلوا به إلى بحيرة الفيوم، أعاده ملاك الرب إلى حيث جسد أبيه. وقد أراد الآباء عدة مرات نقل جسد الصَّبيِّ من جوار أبيه فلم يمكنهم. وكانوا كلما نقلوه يعود إلى مكانه. وقد سمع أحد الآباء في رؤيا الليل من يقول: " سبحان اللـه. نحن لم نفترق في الجسد ولا عند المسيح أيضاً، فلماذا تفرقون بين أجسادنا؟ ". ولمَّا ازداد الاضطهاد وتوالت الغارات والتخريب في البرية، نقل الآباء الأجساد إلى مغارة بنوها لهم بجوار كنيسة القديس مقاريوس.وفي زمان الأنبا تاؤدوسيوس البابا الثالث والثلاثين بنوا لهم كنيسة. ولمَّا أتى الأنبا بنيامين البابا الثامن والثلاثون إلى البرية، رتَّب لهم عيداً في الخامس من أمشير وهو يوم نقل أجسادهم إلى هذه الكنيسة.ومع مرور الزمن تهدمت كنيستهم فنقلوهم إلى إحدى القلالي حتَّى زمان المعلِم إبراهيم الجوهري فبنى لهم كنيسة حوالي آواخر القرن الثامن عشر للميلاد ونقلوا الأجساد إليها. ولازالت موجودة إلى اليوم بدير القديس مقاريوس.أما القلاية التي كانوا بها فمعروفة إلى اليوم بقلاية " اهميه ابسيت "، أي " التسعة والأربعين ".صلاتهم تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّحت القديسة أنسطاسية. وهذه كانت من أعرق العائلات بمدينة القسطنطينية. ولأنَّها كانت جميلة وذات أخلاق حميدة، فقد طلبها الملك يوستينيانوس ليتزوجها. فأبت ومضت فأعلمت زوجة الملك بذلك. فأرسلتها إلى الإسكندرية على سفينة خاصة، وهناك بنت لها ديراً خارج المدينة سُمى بِاسمها. ولمَّا عَلِم الملك بأمرها أرسل في طلبها. فهربت إلى برية شيهيت مُتشبِّهة بأحد الأمراء. واجتمعت بالأنبا دانيال قمص البرية وأطلعته على أمرها. فأتى بها إلى مغارة، وأمر أحد الشيوخ أن يملأ لها جرة ماء مرة كل أسبوع، ويتركها عند باب المغارة وينصرف. فأقامت على هذا الحال 28 سنة دون أن يعلم أحد أنها امرأة.وكانت تكتب أفكارها على شقفة من الخزف وتضعها على باب المغارة، فيأخذها الشيخ الذي كان يحضر لها الماء دون أن يعرف ما هو مكتوب فيها ويعطيها للقديس دانيال.وفي بعض الأيام أتي بالشقفة إلى الشيخ فلمَّا قرأها بكى وقال لتلميذه: قُم بنا نوارى جسد القديس الذي في المغارة التراب. فلمَّا دخلوا إليها وتباركوا من بعضـهم. قالت للأنبا دانـيال من أجـل اللـه لا تُكفِّني إلاَّ بالـذي عليَّ. ثُمَّ صلَّت وودَّعتهم وتنيَّحت بسلام. فبكيا عليها واهتما بدفنها. فلمَّا تقدَّم التلميذ ليُكفنها عرف أنها امرأة فتعجب وسكت. وبعد أن دفناها وعادا إلى مكانهما خرَّ التلميذ أمام القديس دانيال قائلاً: " من أجل اللـه يا أبي عرِّفني الخبر لأني رأيت أنها امرأة. فعرَّفهُ الشيخ قصتها وأنَّها من بنات أُمراء القسطنطينية، وكيف أنَّها سلَّمت نفسها للمسيح تاركة مجد هذا العالم الفاني.صلاتها تكون معنا ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 85 : 2 )
يارب غَفَرْتَ آثام شَعبِكَ. ستَرْتَ على جميع خطاياهم. حَلَلتَ كلَّ رِجزِكَ. رَجَعتَ عنْ سُخطِ غَضبِكَ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 29 ـ 36 )
ولمَّا اجتمع الجموعُ، ابتدأ يقولُ: " هذا الجيلُ جيلٌ شرِّيرٌ. يَطلبُ آيةً، ولا تُعطَى لهُ إلاَّ آية يونانَ النَّبيِّ. لأنَّهُ كما كان يونانُ آيةً لأهل نينوى، كذلكَ يكونُ ابنُ الإنسانِ أيضاً لهذا الجيل. ملكةُ التَّيمَن ستَقومُ في الدينونةِ مع رجالِ هذا الجيلِ وتَدينهُم، لأنَّها أتَت مِن أقاصي الأرضِ لتسمعَ حكمةَ سُليمانَ، وهوَذا أعظمُ مِن سُليمانَ هَهُنا. رجالُ نينوى سيَقومونَ في الحكم مع هذا الجيلِ ويَدِينونهُ، لأنَّهُم تابوا بكرازة يونان، وهوَذا أعظمُ مِن يونان هَهُنا!.ليس أحدٌ يُوقدُ سراجاً ويَضَعُهُ في خِفيَةٍ، ولا تَحتَ مكيالٍ، بل يضعهُ على المَنارةِ، لكي يَنظُر الدَّاخلونَ النَّور. سراجُ جسدُكَ هو عينُكَ، فإن كانت عينُكَ بسيطةً فجسدُكَ كلُّهُ يكونُ نيِّراً، وإن كانت شرِّيرةً فجسدُكَ كلُّهُ يكونُ مُظلِماً. اُنظُر إذاً لئلاَّ يكونَ النُّور الذي فيكَ ظلاماً. فإن كان جسدُكَ كلُّهُ نيِّراً ليس فيهِ جزءٌ مُظلِمٌ، يكونُ نيِّراً كلُّهُ، كما أن السِّراج يُضيءُ لكَ بِلَمَعَانِهِ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #146
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-03-2015, 08:30 PM
Parent: #145

13:30 ص Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz



مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 3-10-2010

الذي يحب.. يتحمل


لا أريد في هذا المقال أن أحدثكم عن التحمل بصفة عامة, فالتحمل موضوع طويل, وله أسباب عديدة, وهناك من يتحمل بسبب اتصافه بالوداعة والهدوء, وهناك من يتحمل بسبب تواضعه, أو بسبب الحكمة وتجنب عواقب الأمور, أو لأسباب أخري.

ولكن موضوعنا الآن هو التحمل بسبب المحبة, المحبة التي تتحمل كل شيء, فالذي يحب شخصا, يكون مستعدا أن يتحمل كل تصرفاته كما انه يتحمل من أجله.

ومن أمثلة المحبة في التحمل: محبة الأمومة والأبوة, ومحبة الأم التي تتحمل متاعب الحمل والولادة والرضاعة ومتاعب الصبر في تربية الطفل والعناية به, في غذائه وفي نظافته وفي الاهتمام بصحته, وفي تعليمه النطق والكلام, وفي الصبر علي صراخه وصياحه وعناده, إلي ان يكبر.

كذلك محبة الأب في تربية أبنائه وتحمله مشقة العمل بجميع الطرق للإنفاق عليهم وتوفير جميع احتياجاتهم.

ومن أمثلة حب التحمل أيضا: محبة الجنود لوطنهم فمن أجل محبة الوطن يتحملون مشاق التدريب والحرب, والتعرض للموت أو للإثارة, وربما يتحملون فقد بعض أعضائهم مع جروح أو تشوهات, وفي الوضع نفسه نقول علي ما يتحمله رجال الشرطة لحفظ الأمن.

ومن أمثلة حب التحمل: تحمل الشهداء والقديسين من أجل محبتهم لله, وأيضا ما تحمله الرسل والأنبياء من تعب ومشقة في نشر الدين, كل ذلك بصبر كثير, وفي شدائد وضيقات وفي تعب وأسهار وأصوام.

ننتقل إلي الحديث عن محبة الغير وتحمل تصرفاتهم: فنذكر المحبة التي تتحمل الغير وتسامحه, والتي تتحمل الإساءة, ولا ترد بالمثل, والمحبة التي لا تشكو من المسيء ولا تشهر به, المحبة التي تنسي الإساءة ولا تخزنها في ذاكرتها كما يفعل البعض لأشهر وسنوات, المحبة التي لا تقول باستمرار هذه حقوقي وكرامتي!

المحبة التي تتحمل: هي محبة الشخص صاحب القلب الكبير الواسع الذي يتحمل العتاب ولا يتضايق حتى لو كان العتاب بألفاظ صعبة, وبقلبه الكبير يتحمل حتى الفكاهة ولو كانت بأسلوب يبدو فيه التهكم.

علي أن يكون التحمل بغير ضجر ولا تزمر ولا ضيق بل بصدر رحب وروح طيبة لا يتمركز فيه الإنسان حول ذاته وحول كرامته, فطبيعي أن المحبة التي تطلب ما لنفسها, وبالتالي تتحمل كل شيء ولا تحتد ولا تثور, المحبة التي لا تتفاخر بل تتحمل.

بعض الناس لا يتحملون الذين لا يفهمونهم, ومن هنا كانت مشكلات الأذكياء مع الجهلاء, أو مع الأقل منهم فهمًا, لذلك يحدث أحيانا أن يبتعد مثل هؤلاء الأذكياء عن كثير من الناس الذين لا يفهمون بسرعة, وقد لا يتحمل الواحد منهم طول الوقت في إقناع غيره, فيتحاشاه أما الذي في قلبه حب فإنه يطيل أناته علي غيره, ويصبر وهكذا يضم إليه قليل الفهم ويتحمله, بل يرجو منه خيرا وهكذا يتعامل مع الأطفال.

القلب الضيق الخالي من الحب هو الذي لا يتحمل الآخرين, أما القلب الواسع فيستطيع أن يتحمل الناس, لذلك يا أخي كن متسعًا في قلبك وفي صدرك وفي فهمك, ولا تتضايق بسرعة, واعرف ان المجتمع فيه أنواع متعددة من الناس وليسوا جميعا من النوع الذي تريده, فيوجد فيهم كثيرون لم يصلوا بعد إلي المستوي المثالي ولا إلي المستوي المتوسط, وعلينا أن نحبهم جميعا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبالمحبة ننزل إلي مستواهم لنرفعهم إلي مستوي أعلي, وهكذا نتأنى عليهم ونترفق بهم ونتحمل كل ما يصدر عنهم من جهالات ونصبر عليهم حتى يصلوا.

لا تقل الناس متعبون بل بمحبتك تتعامل معهم وتحاول أن تصلح من طباعهم, ولو كنت لا تتعامل إلا مع المثاليين عليك أن تبحث عن عالم آخر تعيش فيه.

في إحدى المرات قال لي شخص: أنا لم أعد أتحمل (فلان) إطلاقًا انه شخص لا يطاق ولا يمكن تحمله! فقلت له: وكيف إذن تحمله الله منذ ولادته حتى الآن؟! وكيف تحمل غيره من أمثاله منذ بدء الخليقة إلي يومنا هذا؟!

وقال لي آخر: (وفلان) يقول الكلمة ويرجع فيها فكيف يمكن أن أعاشره؟! إن عشرته لا تحتمل فقلت له: وكم مرة تعهدنا لله بشيء ورجعنا في كل تعهداتنا؟! وكم مرة وعدناه ولم نف بوعودنا؟ ومع ذلك تحملنا الله؟ كم مرة نذرنا لله نذورا ولم نف بها, وكان الله يعرف ذلك لمعرفته بالمستقبل ومع ذلك حقق لنا ما كنا نطلبه في نذرنا.

وكم مرة قدمنا لله توبة كاذبة ونعود بعدها إلي خطايانا السابقة؟! ومع كل ذلك يتحملنا الله ويطيل أناته علينا, حتى نعود ونتوب مرة أخري.

وكم مرة يأتي موعد الصلاة ونقول ليس لدينا وقت الآن لنصلي يقول التراب والرماد للخالق العظيم ليس لدي وقت أكلمك فيه!! ويتحمل الله هذا التراب. فإن كان الله يتحملنا في كل هذا فلماذا لا نتحمل غيرنا؟!

نقطة أخري وهي أن الذي يحب الله لا يتضايق إذا صلي, ولم يشعر باستجابة الصلاة, فيشك في محبة الله وعنايته, ويظن أن الله قد نسيه! بينما الله يعمل دائما في الوقت المناسب حسب حكمته.

كذلك الشخص المحب لله يتحمل التجارب والمشكلات ولا تتزعزع محبته مهما طال وقت التجربة ومهما ازدادت حدتها, بل يقول في ثقة: "كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28) ويتحمل ولا يتعجل حل المشكلات, بل يعطي المشكلة مدي زمنيا يحلها الله فيه, في الوقت المناسب الذي يراه الله مناسبا وبالطريقة التي يراها الله مناسبة.

وهكذا بالمحبة يتحمل الناس ويتحمل صبر الله في علاج مشكلاته.
+++

Post: #147
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-04-2015, 05:25 AM
Parent: #146

22:25 ص Feb 3,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz

مكتبتي في سودانيزاونلاين


اختبار .. شفاء من المسيح
شفاء من المسيح

زوجتي حامل

في يوم من الأيام جاءتني زوجتي تبشرني بأنها حامل. ولكن ليس هذه إرادتي وليس لي رغبة بأن تحمل مرة أخرى. أثار هذا الخبر غضبي وكأن زوجتي هى المسؤولة عن الحمل ونسيت في لحظتها أنها هدية الله.

ولد الطفل ولادة صحية ولكن بعد عناء وتعب شديدين، وعندما بلغ طفلي الشهر السادس من عمره تقريباً ظهر عليه مرض غير عادي وهونوع من الطفح الجلدي، أحار الأطباء حتى الشهر الحادي عشر من عمره.

وبعدما يئس منه الأطباء قال لي الطبيب المعالج "خذ ابنك إلى المنزل لأنه لا فائدة من وجوده هنا" وفي آخر يومين فقد الطفل وعيه بالكامل فأصبح لا يأكل ولا يشرب ونحن في انتظار قدر مشيئة الله وموته المتوقع في كل لحظة.

اتجهنا إلى الله ودعينا له بخشوع واستمرار، كما دعيت وطلبت من الحسن والحسين والإمام علي وذلك حسب ما نؤمن بهم ونتوكل عليهم في كثير من الأحيان، لكن كل هذا بات دون أي جدوى. وأصبحنا أنا وأمه في حالة تعب وإعياء شديدين. وأصبحنا نتبادل حضانة الطفل وطبعا عزلناه في غرفة خاصة بعيد عن إخوته.

رؤية وحقيقة رائعة

وفي يوم كان الطفل نائم على يدي ثم راودني شعور بالنوم فنمت. وفجأة أرى رؤية حيث جاءت إلي فتاة عمرها تقريباً 12 سنة ولابسة ملابس بيضاء رائعة جداً وعلى رأسها مثل التاج من النور. وقالت لي أعطني زكريا لأخذه للرب يشفيه فقلت لها : من أنت ؟ وإلى أين تأخذين ولدي ؟ أخذت الولد من يدي وصعدت به إلى غيمه عالية في السماء وأنا أنظر إليها. وهناك أرى شيئاً ككرسي كبير ويجلس عليه رجل ذوهيبة رائع المنظر، حيث اقتربت الفتاة منه وركعت له وقالت : سيدي هذا زكريا أحضرته حتى تشفيه فوضع الرجل الطفل على يده اليسرى وغمس يده اليمنى في وعاء من الماء ثم وضعها على رأس ولدي، وهناك أرى ولدي يتلألأ كالجوهرة البيضاء، ثم نظر الرجل إلي وقال : "أنا أحبك من زمان وأنت لا تنظر إلي" ثم بعد ذلك رجعت الطفلة إلي بولدي وقالت لي: هذا زكريا الرب شفاه، وأنت يجب عليك أن تكمل الشيء الذي بدأه الرب فسألتها : وكيف هذا؟ فأجابتني قائلة ابحث عن شخص اسمه (جاكوب) يعقوب فسألتها ثانية وأين أجده ؟ فأجابتني قائلة: في بيوت الرب تجده. ثم سألتها وأنت من؟ فأجابتني قائلة أنا كنت بنت الدكتور (ج) وأنا الآن بنت الرب، ثم اختفت نهائياً. وكم كنت أتمنى أن تستمر هذه الرؤية مدة أطول فاستيقظت من النوم مباشرة على صوت ابني يناديني : بابا، وأنظر إليه وأرى أن كل الحبوب التي كانت على جسمه من ساعات قد اختفت نهائياً،

أنا من عائلة مسلمة متزمتة متعصبة للدين الإسلامي، وكما أرى الكتاب المقدس منذ عرفته أنه كتاب نجس محرف لا يحوي إلا على خرافات وأكاذيب ولكن كيف يحدث هذا الآن أمامي، إنها حقاً معجزة أنا أرى الرب والرب يحبني.

وطيلة الليلة أنا وأهلي لم نكد أن نفهم الذي حصل لولدنا، أحدنا يضحك والآخر يبكي حتى اليوم التالي. وفي اليوم التالي جاءني صديق إلي اسمه (ت) وقصصت له ما حدث ورأى الطفل وذهبنا مباشرة الى الدكتور المعالج وأريناه الطفل وهودكتور مسلم متزوج من امرأة مسيحية، وقصصت له كل ما حدث، فقال لي :هذا شيء من رب العالمين انظر الآية المعلقة وكان مكتوب عليها "وإذا مرضت فهويشفين" فذهبت مباشرة بعد ذلك للدكتور (ج) وهودكتور مسيحي وقلت له أريد أن أسألك سؤال : أنا أعرف أنه عندك ولدين فهل عندك بنت أيضاً ؟ فسألني لماذا فقلت له ما حدث فقال لي ممكن أن تكون البنت التي كلمتك بنت أخي أوأختي على كل حال تعال معي إلى المنزل وهناك عرض إلي صور كثيرة مختلفة وقلت له مباشرة هذه هى الفتاة التي رأيتها في المنام. فقام وبكى وقال لي : نعم هذه ابنتي وقد ماتت عندما كان عمرها 12 سنة لأنها كانت مريضة. ولم نستطع علاجها رغم تدخل الكثير من الأطباء في علاجها. وعندما ماتت كانت تحمل بيدها الكتاب المقدس. وبحثت مجدداً عن الشخص (ج) فوجدت خوري يدعى بهذا الاسم وقلت له ما هوقصدي من البحث عنه. فأصر هذا الخوري أن يتأكد من نفسه عن كل هذه المعلومات ويريد مقابلة الدكتور المعالج أيضاً، وفعلاً حصل على كل ما يريده، واندفع لمساعدتي وبحثنا عن الشخص الذي يدعى (ج) الذي يعلم الكتاب المقدس ويخدم في بيوت الله حتى وجدناه وتتلمذت على يديه وتعمدت أنا وأهلي والآن أسعد بحياة تملؤها محبة الرب ورحمته. وتأكد لي أن الرب الحق هويسوع المسيح، وكلمته هى الكتاب المقدس.

ما يمكنك عمله

أخي القارئ إن ما جعلني أؤمن به الرب يسوع المسيح لهوقادر أيضاً أن ينقذك وينقذ حياتك، أعط نفسك الفرصة للتعرف على الرب يسوع المسيح والرب معك. آمين
+++

Post: #148
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-04-2015, 01:20 PM
Parent: #147

06:20 ص Feb 4,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz

مكتبتي في سودانيزاونلاين


إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الأربعاء )
ثالث أيام صوم أهل نينوى
4 فبراير 2015
27 طوبة 1731
باكـــر
النبـوات
من يونان النبي
( 3 : 1 ـ 4 : 1 ـ 11 )
وكانت كلمة الرَّبِّ إلى يونان ثانيةً قائلاً: قُمْ انطلق إلى نينوى المدينة العظيمة، ونَادِ عليها المُنادَاةَ الأولى التي أنا مُكَلِّمُكَ بها. فقام يونان وانطلق إلى نينوى بِحَسَبِ ما تكلَّم معه الرب. وكانت نينوى مدينةً عظيمةً للَّـه مَسِيرةَ ثلاثة أيام. فابتدأ يونان يَدخُل المدينة مَسيرةَ يوم واحدٍ، ونادى وقال: " بَعدَ أربعينَ يوماً تَنقَلِبُ نِينَوى ". فآمَنَ أهل نينوى باللَّـه ونادوا بصوم ولبسوا مُسُوحاً من صغيرهم إلى كبيرهم. وبَلَغَ الكلام مَلِكَ نِينَوى، فقام عن عرشه وخَلَعَ ردَاءَهُ عَنهُ، والتف بمِسحٍ وجَلَسَ على الرَّمادِ. وأمر أن يُنادى ويقال في نينوى عن أمر المَلِكِ وعُظَمَائِهِ قائلاً: " لا تَذُق النَّاس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً. ولا تَرعَ ولا تَشرب ماءً. وليَتَغَطَّ بمُسُوح النَّاس والبهائم، وليصرُخوا إلى الإله بشدَّةٍ، ويرجع كُلُّ واحدٍ عن طريقه الرَّديئَةِ وعَن الظُّلم الذي بأيديهم، قائلين: مَن يعلم؟ لعلَّ اللَّـه يَنْدَمُ ويرجعُ عن حُمُوِّ غَضبِهِ فلا نَهْلِكَ ". فرأى اللَّـه أعمالهم أنَّهُم رجعُوا عن طريقهم الرَّديئَةِ، فندم اللَّـه على الشَّرِّ الذي قال أن يَصنَعَه بهم، ولم يَصنَعهُ. فحزن يونان حزناً شديداً، وصلَّى إلى الرَّبِّ وقال: " ألم يكن هذا كلامي إذ كُنْتُ بَعْدُ في أرضي؟ لذلك بَادَرتُ إلى الهَرب إلى ترشيش، لأنِّي عَلِمْتُ أنَّك ( إله ) رؤوفٌ ورحيمٌ، كثير الرَّحمة ونادمٌ على الشَّرِّ. فالآن يا سيدي، خُذْ نفسي مِنِّي فأنه خيرٌ لي أن أموت من أن أحيا ". فقال الرَّب ليونان: " أبحقٍ أنت تغضب؟ ". فخَرَج يونان مِنَ المدينة وجَلَسَ شرقيَّ المدينة، وصَنَعَ لنفسِهِ هُناك مَظلَّةً وجَلَسَ تَحتَها في الظِّلِّ، ريثما يَرَى ماذا سيصيب المَدينَةِ. فأمر الرَّبُّ الإلهُ يَقطينَةً فارتَفَعت فوق رأس يونان لِتَكُون ظِلاًّ على رأسِهِ، لكي تُظلل عليه من السموم جميعها. فَفَرحَ يونان باليقطينة فرحاً عظيماً. فأمر الرب الإله دُودَةً عند طُلُوع الفجر في الغَدِ، فضربت اليقطينة فيبست. وحدث عند شروق الشَّمس أنَّ الرب الإله أمر ريحاً شرقيَّةً حارَّةً، فضربت الشَّمس على رأس يونان فصغر قلبه وفارقته نفسه. وقال أنه خير لي أن أموت من أن أحيا. فقال الرب الإله ليونان: " ما أشد حُزنك على اليقطينة ". فقال: " بحقٍ حزنت جداً حتى الموت ". فقال الرب: " لقد أشفقت أنت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربَّيتها، التي نشأت بنت ليلة ثم هلكت بنت ليلة. أفلا أشفَقُ أنا على نينوى المدينة العظيمة التي فيها أكثر من اثنتي عشرة رِبوةً من أُناس لا يعرفون يمينهُم من شمالهم، وبهائم كثيرةٌ ؟ ".
( والسُّبح للَّـهِ دائماً )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 103 : 13 ، 12 )
وكما يَتَراءفُ الأب على بنيه، كذلك تراءف الرب على خائفيه، وكَبُعْدِ المَشارق من المغارب أبْعَدَ عَنَّا آثامنا. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 11 : 25 ـ 30 )
في ذلكَ الوقتِ أجابَ يسوعُ وقالَ: " أشكُرُكَ أيُّها الآبُ ربُّ السَّماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أخفيتَ هذه عن الحكماءِ والفهماءِ وأعلنتها للأطفال. نَعَم أيُّها الآبُ، لأنَّ هذه هى المسرَّة التي صارت أمامكَ. كلُّ شيءٍ قد دُفعَ إليَّ مـن أبي، وليـس أحدٌ يعـرفُ الابنَ إلاَّ الآبُ، ولا أحدٌ يعرفُ الآبَ إلاَّ الابنُ ومن أرادَ الابنُ أن يُعلِنَ لهُ. تَعالوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبينَ والثَّقيلي الأحمالِ، وأنا أُريحُكُم. احملوا نيري عليكُم وتعلَّموا منِّي، لأنِّي وديعٌ ومتواضعُ القلبِ فتجِدُوا راحةً لنُفوسكم. لأنَّ نيري هيِّنٌ وحملِي خفيفٌ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
( 2 : 1 ـ 22 )
وأنتم إذ كنتم أمواتاً بزلاَّتكم وخطاياكم، التى سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سـلطان الهواء، الرُّوح الذى هو يعمل الآن فى أبنـاء المعصية، الذين نحن أيضاً كُنا نسلك قبلاً بينهم فى شهوات الجسد، عاملين مشيئات الجسد والأفكار القلبية، وكنَّا بالطَّبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً، ولكن اللَّـه الذى هو غنيٌّ فى الرَّحمة، من أجل محبَّته العظيمة التى أحبَّنا بها، ونحن أمواتاً بزلاتنا أحيانا بالمسيح ـ بالنعمة أنتم مُخلَّصون ـ وأقامنا معه، وأجلسنا معه فى السَّماويَّات فى المسيح يسوع، لكى يُظهِر فى الدُّهور الآتية غِنى نعمته الفائقَ، باللُّطف علينا فى المسيح يسوع. لأنكم بالنعمة مُخَلَّصُونَ، بواسطة الإيمان، وذلك ليس منكم. إنما هو عطية اللَّه. ليس من أعمالٍ كيلا يفتخر أحدٌ. لأننا نحن خليقته، مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق اللَّـه فأعدَّها لكى نسلك فيها.لذلك اذكروا أنكم أنتم أيُّها الأُمم قبلاً في الجسد، المدعوِّين غُرْلَةً من المدعوِّ ختاناً مصنوعاً باليد فى الجسد، أنكم كنتم فى ذلك الزمان بدون المسيح، أجنبيِّين عن سيرة إسرائيل، وغُرَباء عن عهود المَوعِدِ، لا رجاء لكم، وبلا إله فى العالم. ولكن الآن فى المسيح يسوع، أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين، صِرتم قريبين بدم المسيح. لأنه هو سلامُنا، الذى جعل الاثنين واحداً، ونقض الحاجز المتوسِّط، وأبطل العداوة بجسده. وأبطل ناموس الوصايا فى الفرائض، لكى يَخلق الاثنين فى نفسه إنساناً واحداً جديداً، صانعاً سَلاماً، ويُصالِح الاثنين فى جسد واحد مع اللَّـه بالصَّليب، قاتِلاً العداوة بذاته. فجاء وبشَّركـم بسلامٍ أنتم البعيـدين. وبسلامٍ أنتم القريبين. لأن به صـار لنا كِلَـيْنـَا الدخـول فـى روح واحـد إلى الآب. فلسـتم إذاً بعـد غُرباء ونُزلاء، بل أنتم شركاء وطن القدِّيسين وأهل بيت اللَّـه، مَبنيِّـينَ على أساس الرُّسل والأنبياء، والمسيح يسوع نفسه هو حجر الزَّاوية، هذا الذى فيه كلُّ البناء مُركباً معاً، ينمو هيكلاً مُقدَّساً فى الربِّ. الذى فيه أنتم أيضاً مَبنيُّونَ بالاشتراك معاً، مَسكناً للَّـه فى الرُّوح.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 12 ـ 17 )
أَكتبُ إليكُم أيُّها الأبناءُ، لأنَّهُ قد غُفِرت لكُمُ خطاياكُم من أجل اسمِهِ. أَكتبُ إليكُم أيُّها الآباءُ، لأنَّكُم قد عرفتُمُ الذي مِن البدءِ. أَكتُبُ إليكُم أيُّها الشبان، لأنَّكُم قد غلبتُم الشِّرِّيرَ. كَتَبْتُ إليكُم أيُّها الأولادُ، لأنَّكُم قد عرفتُم الآبَ. كَتَبْتُ إليكُم أيُّها الآباءُ، لأنَّكُم قد عرفتُم الذي مِن البدءِ. كَتَبْتُ إليكُم أيُّها الشُّبان، لأنَّكُم أقوياءُ، وكلمةُ اللَّـهِ ثابتةٌ فيكُم، وقد غلبتُمُ الشِّرِّيرَ. لا تُحبُّوا العالمَ ولا الأشياءَ التي في العالم. إن أحبَّ أحدٌ العالمَ فليستْ فيهِ محبَّةُ الآبِ. لأنَّ كلَّ مَا في العالم: شهوةَ الجسدِ، وشهوةَ العيونِ، وتعظُّم المعيشةِ، فهذه ليستْ مِن الآبِ بل مِن العالم. والعالمُ يمضي وشهوتُهُ، وأمَّا الذي يصنعُ إرادة اللَّـهِ فيثبتُ إلى الأبدِ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا مَن يعمل مشيئة اللَّـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 15 : 12 ـ 20 )
فسكتَ الجُمهورُ كُلُّهُ. وكانوا يسمعونَ برناباس وبولس وهما يُحَدِّثانِ بجميع ما صنع اللَّـه من الآيات والعجائب في الأُمم بواسطتهما.وبعدما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجالُ إخوتنا، اسمعوني. سمعان قد أخبرَ كيف افتقدَ اللَّـه أوَّلاً الأُمَم ليأخُذ منهُم شعباً على اسمهِ. وهذا توافقُهُ أقوالُ الأنبياءِ، كما هو مكتوبٌ: سأرجعُ بعد هذا وأبني أيضاً خيمةَ داودَ السَّاقِطةَ، وأبني أيضاً رَدْمَهَا وأُقيمُها ثانيةً، لكي يَطلُبَ الباقونَ من النَّاسِ الرَّبَّ، وجميعُ الأُمم الذين دُعيَ اسمي عليهم، يقولُ الرَّبُّ الصَّانعُ هذا الأمر. المعروف عند الرَّبِّ مُنذُ الأزلِ. لذلك أنا أَقضي أن لا يُثقَّل على الرَّاجعينَ إلى اللَّـه من الأُمم، بلْ يُرسَل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام، والزِّنا، والمخنوق، والدَّم المائت.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم السابع والعشرون من شهر طوبه المبارك
1. شهادة القديس سرابيون
2. تذكار الملاك سوريال
3. نقل جسد القديس تيموثاؤس الرسول
4. شهادة القديس أبي فام الجندي
1ـ في هذا اليوم استشهد القديس سرابيون. وكان من أهل بينوسة من أعمال مصر السفلي، ذا أموال ومقتنيات، كما كان مُحباً للصدقَّة جداً. ولمَّا جاءت أيام الاضطهاد، وسمع أن أرمانيوس والي الإسكندرية قد وصل إلى الوجه البحري يُعذِّب المسيحيين، خرج إليه هو وصديق له اسمهُ تاؤدورس وآخر من رعاة الدواب اسمه توما، واعترفوا أمامه بالمسيح فطرحهم في السجن. وسمع بذلك أهل بلده فأتوا حاملين السلاح لقتل الوالي واطلاق القديس، ولكن القديس منعهم وعرَّفهم بأنه هو الذي يريد الاستشهاد على اسم المسيح فانصرفوا.أمَّا الوالي فقد أخذ القديس معه في سفينة إلى الإسكندرية، وهناك عذَّبهُ بالهنبازين، وألقاه في حفرة ملأى بالنار، ثم وضعه في إناء به زفت وقطران وأوقد تحته النيران. وفي هذا جميعه كان الرب يشفيه ويقيمه سالماً. وأخيراً صلبوه وأخذوا يضربونه بالنشاب، فجاء ملاك الرب، وأنزل القديـس وصلب الوالي مكانـه. فكانوا يضـربونه كأنَّهُ القديـس وهو يصـرخ قائلاً: أنا أرمانيوس. فقال له القديس: حيٌّ هو الرب أنك لا تنزل من على الخشبة حتى تخرج الذين في الحبس وتنشر خبرهم. ففعل الوالي كقول القديس وكان عدد الشهداء الذين أخذت رؤوسهم في ذلك اليوم خمسمائة وأربعين نفساً. وبعد ذلك أسند الوالي أمر تعذيب القديس إلى أحد الأمراء الذي يُقال له أوريون. فسافر به بحراً إلى بلده وعند المساء رست السفينة على إحدى القرى وناموا. وفي الصباح وجدَّ أن المكان الذي رست أمامه هو بلد القديس الذي تعجب من ذلك. فأتاه صوتاً قائلاً: هذه بلدك فأخرجوه وبعد عذاب كثير قطعوا رأسه المقدس ونال إكليل الشهادة وخلع أوريون قميصه ولف به جسد القديس وسلَّمهُ لأهلهِ.صلاته تكون معنا. آمين.
2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار الملاك الجليل سوريال. هذا الذي كان مع عزرا النَّبيّ الصدِّيق، وعرَّفهُ الأسرار الخفية. وهو أيضاً الشفيع في الخطاة.شفاعته تكون معنا. آمين .
3ـ وفي هذا اليوم أيضاً نُعيد بتذكار نقل أعضاء القديس تيموثاؤس الرسول من مدينة أفسس إلى مدينة القسطنطينية وذلك أنَّهُ لمَّا بنى الملك قُسطنطين مدينة القسطنطينية ونقل إليها كثيراً من أجساد القديسين وسمع بوجود هذا القديس أرسل بعضاً من الكهنة فحملوه إلى القسطنطينية ووضعوه في هيكل الرُّسل والقدِّيسين.صلاته تكون معنا. آمين.
4ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهد القديس أبي فام الجندي. وقد وُلِدَ بأوسيم من أب غني اسمه انسطاسيوس وأم تقية اسمها سوسنَّة. فربَّياه تربية مسيحية، فشَبَّ على خوف اللـه والرَّحمة بالمساكين والمداومة على الصلاة والصوم. وعرض عليه أبواه الزواج فلم يقبل. ولمَّا مَلك دقلديانوس، وعَلِمَ أنَّ هذا القديس لا يُبخر للآلهة، أرسل إلى الوالي أريانوس لتعذيبه إن لم يُبخر للآلهةِ، فجاء أريانوس إلى أوسيم ولمَّا رأى القديس قال له: السلام لك. فأجابه القديس قائلاً: لماذا تتكلم بكلمة السلام؟ ألاَّ تعلم أنَّ السلام هو للأبرار، ولا سلام قال الرب للأشرار. فغضب الوالي جداً ثم أخذه إلى قاو، حيثُ عذَّبهُ عذاباً شديداً، وقطع رأسهُ فنال إكليل الشهادة. وقد شرَّفَ اللـه هذا القديس بإظهار آيات كثيرة من جسدهِ .صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 1 ، 5 )
طوباهم الذين تُرِكَتْ لهم آثامهم، والذين سُتِرَت خطاياهم. قلت أعترف أمام الرب بإثمي. وأنت صَفَحت لي عن نفقات قلبي. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا متي البشير
( 15 : 32 ـ 16 : 1 ـ 4 )
ودعا يسوعُ تلاميذهُ وقال لهم: " إنِّي أُشفِقُ على هذا الجمع، لأن لهم ثلاثةَ أيَّامٍ يَمكثونَ مَعي هَهُنا، وليسَ لهُم مَا يأكُلُونَ. ولستُ أُريدُ أن أصرفهُم صائِمين لئلاَّ يخَوِّرُوا في الطَّريق " فقال التلاميذُ: " من أين نجد خبزاً بهذا المقدار في هذا المكان القفر، حتى يُشبِعَ هذا الجمع؟ " فقال لهُم يسوعُ: " كم عِندكُم من الخبز؟ " فقالوا: " سَبعةٌ وقليلٌ من السَّمك ". فأمرَ الجمع أن يتَّكِئُوا على الأرضِ، وأخذَ الأرغفة السبعة والسَّمك، وبارَكها وكسَّرها وأعطاها للتلاميذ، وناول التلاميذُ الجموع. فأكلوا جميعاً وشَبعُوا. ثُمَّ رَفعُوا فضلات الكِسرِ فملأت سبعةَ سِلالٍ، وكان الآكِلُون نحو أربعة آلاف رَجُلٍ ما عدا الأولاد والنِّساءَ. ثُمَّ صرفَ الجمع وركب السَّفِينة وجاءَ إلى تُخُوم مَجدلَ. وجاء إليهِ الفرِّيسيُّونَ والصَّدُّوقيُّونَ لِيُجرِّبُوهُ، فَسألُوهُ أن يُرِيَهُم آيةً مِنَ السَّماء. فأجابَ وقالَ لهُم:" إذا جاء المساءُ تقولون: السَّماء صحوٌ إذ أنَّها مُحمرَّةٌ. وفي الصَّباح تقولون: إنَّ اليوم شتاءٌ لأنَّ السَّماء مُحمرَّةٌ بِعُبُوسَةٍ. يَا مُرَاؤُون! تَعرفُون أنْ تُميِّزُوا وجهَ السَّماء، وأمَّا عَلامةُ هذا الزمان فلا تعرفُونها! الجيل الشرير الفاسق يطلب آيةً، ولا تُعطى له آيةٌ إلاَّ آيةَ يُونانَ النَّبيَّ ". ثُمَّ تَركهُم ومَضَى.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #149
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-04-2015, 06:53 PM
Parent: #148

11:53 م Feb 4,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz

مكتبتي في سودانيزاونلاين


مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 10-10-2010

القدوة عظة صامتة

إن كنت يا أخي قد أمكنك أن تصل إلى حياة الفضيلة, فمن واجبك أن تعمل أيضا علي توصيل الآخرين إليها. أنت مسئول إذن أن تعمل عملا من أجل خير الناس, في نطاق الدائرة التي تحيا فيها. فإن كنت قد ذقت حلاوة الحياة في الخير.

إن كنت يا أخي قد أمكنك أن تصل إلي حياة فما أجمل أن تدعو الناس إلي هذه المذاقة. أنت لا تستطيع أن تتخلي عن مسئوليتك الروحية تجاه الآخرين, إن كنت تحبهم بالحقيقة.. عليك إذن مسئولية روحية تجاه غيرك في حدود إمكانياتك قد لا تكون من رجال الدين, ولا من قادة الفكر, ولكنك علي الرغم من ذلك تستطيع أن تجذب الناس إلي الحياة الروحية بقدوتك الصالحة أمامهم. إن القدوة هي واجب علي الكل وهي ممكنة للكل, ونافعة أكثر من الوعظ والتعليم. إن الوعظ يقدم تعليما نظريا, أما القدوة فهي تقدم المثال العملي.. والذي لا يستطيع أن يعظ يمكنه أن يكون عظة. يمكنه أن يكون رسالة عملية معروفة ومقروءة من جميع الناس كل من يراه ينتفع بمنظره دون أن يتكلم. وينتفع أيضا بأسلوبه في الكلام وفي التصرف دون أن يعظ والمعروف أن الناس يستفيدون من حياة الآخرين أكثر مما يستفيدون من أقوالهم ومن ناحية أخري لا يمكنهم أن يستفيدوا من عظات أحد, أن لم تكن تصرفاته روحية تسند عظاته وتتفق معه. والقدوة تنفع أيضا بالنسبة إلي الذين لا يمكنك وعظهم فأنت قد تعظ أو قد تعلم من هو أصغر منك سنا, أو أقل منك مركزا أو علما ولكنك قد تحتشم من أن تعظ من هو أكبر أو أعلي منك. فهذا تنفعه قدوتك.

كذلك هناك أشخاص لا يحتملون الوعظ ولا يقبلونه! تمنعهم كبرياؤهم أو يمنعهم اعتدادهم بأنفسهم من قبول كلمة توجيه أو نصح أو كلمة تعليم أو وعظ. وبالأكثر أيضا لا يحتملون كلمة نقد. وإن قلت لأحد منهم كلمة منفعة, قد ينظر إليك في استنكار وسخرية ويقول لك: "أنت هات وعظني"؟! كل هذا النوع من الناس قد تنفعهم قدوتك ومثالك الطيب الذي يكلمهم في صمت.

وبحياة القدوة يمكنك أن تصل إلي منفعة الآخرين بتقديم المثال الروحي العملي لهم.. وبسلوكك الحسن تجذب آخرين إلي محبة الله وتنفيذ وصاياه. وتكون عظـة لا واعظا. إن السيد المسيح لما غسل أرجل تلاميذه كان مِثالًا عمليًا لهم وللعالم في التواضع والمحبة. وأنت يا أخي العزيز من المفروض أن تكون حياتك وسط الناس قدوة لهم ومثالا ونموذجا موضوعا أمامهم, يرون فيه الطريق العملي لنقاوة الحياة وحياتك العملية في محبة الآخرين وفي بذلك لأجلهم, وفي تعاونك معهم وفي خدمتهم, إنما هي درس عملي تقدمه, لأن المحبة لا تكون بالكلام وباللسان, وإنما بالعمل والحق. كذلك إن عشت في سلام مع الكل وبطبيعة هادئة وديعة تحترص من أن تغضب أحدا إنما تكون بلسما في السلام وفي الهدوء دون أن تلقي تعليما في هذا الأمر.

إن أم موسي النبي التي لم تكتف بإرضاعه لبنها بالجسد, بل أرضعته أيضا الإيمان القوي الذي ثبت فيه حينما عاش في قصر فرعون وسط كل الآلهة القديمة, ولم يتأثر بها بل صار فيما بعد قائدا للإيمان.. هذه الأم أعطت للعالم درسًا في واجب الأمومة وكيف تهتم بإيمان أبنائها.

** إننا لا نأخذ قدوة فقط من البشر الصالحين إنما يقول سليمان الحكيم: "تعلم من النملة أيها الكسلان"، ونص الآية هو: "اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا" (سفر الأمثال 6: 6). صدقوني إنني لم أر في حياتي كلها نملة تقف بلا حركة, فهي دائمة العمل في نشاط عجيب هو درس لنا وقدوة. كذلك نأخذ درسا من حبة القمح التي نلقيها في الأرض فتظل تعمل حتى تقدم لنا ثمرا وفيرا: أولا نباتا, ثم سنبلًا ثم قمحا ملآن في السنبل كل هذا الثمر من حبة واحدة.. ونفس الوضع بالنسبة إلي كل شجرة مثمرة, كم تعطي في كل موسم؟ إنها أيضا درس. بل نأخذ قدوة أيضا من الأرض التي تدور ولا تتوقف منذ آلاف السنين, منذ خلقها, وهي تدور باستمرار حول محورها وتنتج في كل دورة ليلا ونهارا.. ملايين السنين وهي لا تتوقف. تري لو سئمت الأرض من دورانها, وتكاسلت واتكأت قليلا علي محورها لتستريح! أما كان العالم يرتبك؟! ولكن الأرض في حركتها الدائمة تعمل العمل الذي أوكله الله إليها, وتعطينا قدوة ودرسا لا ننساه. كذلك الشمس هي الأخرى عظة صامتة إذ تشرق علي الصالحين والطالحين وتعطي بنورها للمستحق وغير المستحق. ونورها يضئ لنا دون أن نطلب, فالشمس لا تنتظرك حتى تطلب, منها ضوءا, وكذلك القمر, بل كلاهما ينيران لك ويضيئان الطريق دون أن تطلب, إنه درس من القدوة. والشمس في قدوتها تدخل بيت الملك, وتدخل بيت الخادم, والمسكين. الكل يحتاجون إليها, والكل يتمتعون بها وهي لا تفرق بين عظيم وحقير, أو بين غني وفقير, ونورها يطهر كل مكان ولا يتنجس به. هكذا أنتم يا إخوتي في معاملتكم للناس وفي قدوة الشمس لكم التي تشرق علي كل أحد بدون تمييز. أنتم جميعا ضرورة لازمة لنفع العالم. لستم لأنفسكم فقط, وإنما لخير البشرية كلها بالقدوة.

** والإنسان الصالح لا يقدم قدوة أثناء حياته فقط, بل تظل قدوته قائمة ونافعة حتى بعد وفاته. هو نور يضيء عبر الأجيال, ولا تموت سيرته بموته بل تبقي قدوة للناس بل إنه إن مات يتكلم بعد بهذه القدوة.. وفي هذا المجال لست أذكر فقط بعض سير القديسين المعروفين. إنما أذكر من جهة القدوة قصة المهاتما غاندي الزعيم الهندي العظيم, الذي قدم قدوة عجيبة في الجهاد البعيد تماما عن العنف. كان غاندي البراهمي Mohandas Karamchand Gandhi هو المثل الروحي الحي في أيامه كان إذا صام يهز البرلمان الإنجليزي. وكان في تحمله للألم والاضطهاد بدون مقاومة أو انتقام, ينال إعجاب العالم كله ويستنزل السخط علي الحكام القساة في أيامه. كونوا يا إخوتي قدوة وبهذا تنفعون غيركم دون أن تتحدثوا.
+++

Post: #150
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-05-2015, 06:59 AM
Parent: #149

23:59 ص Feb 4,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 17-10-2010

ما هي اهتماماتك؟



أسألك يا أخي بماذا تهتم؟ ما هي الأولويات في اهتماماتك؟ لا شك أنه حسب اهتمامك يكون حماسك, ويكون عملك وتكون إرادتك والسؤال الخطير هو: هل كل اهتماماتك بحياتك الأرضية, أم بمصيرك الأبدي في العالم الآخر؟ إنه حسب اهتمام كل واحد, هكذا تكون حياتك.

وأنت مثلا حينما تستيقظ كل يوم, بماذا يكون اهتمامك؟ هل تهتم بالاستعداد للذهاب إلى عملك, فتشغل كل وقتك بذلك؟ أم اهتمامك الأول هو كيف تبدأ اليوم مع الرب, فيكون الله أول من تتحدث إليه في صلاة أو تأمل.. أم تقول ليس لدي وقت للصلاة! ويقينا لو وضعت الصلاة والتأمل في قمة اهتمامك, لأمكنك أن تجد لهما وقتًا.

** حتى في الحياة الروحية.. كثيرون يجعلون قمة الاهتمام في النشاط والحركة وليس في روحانية العمل, ففي الخدمة الاجتماعية مثلا قد نجد نفس الظاهرة: الاهتمام الوحيد هو العناية بالفقراء مادياً, سواء في المساعدات المالية, أو في مشاكل المرض أو الإسكان وما إلي ذلك. ويندر أن نعطي اهتماما حقيقيا بروحيات هؤلاء المحتاجين!

ونفس الوضع في عناية الأسرة بالطفل: نري الاهتمام الأول للأب والأم هو تربية أطفالهما من جهة الاهتمام بصحة أولادهما, وأكلهم وشربهم ولبسهم, وأيضا بتعليمهم وإعدادهم لوظائف لائقة.. ثم بعد ذلك تزويجهم.. وفي كل ذلك لا تهتم الأسرة بإعطاء الأطفال الغذاء الروحي اليومي, مثلما يهتمون بغذائهم الجسدي. بينما كل أب مسئول عن تربية أبنائه روحيا, وكذلك الأم مسئولة.. وعلي الرغم من عدم تربية الأولاد روحيا, يقول كل من الأب والأم أشكرك يا رب, أني أديت رسالتي من جهة أبنائي. الآن ضميري استراح من جهتهم!!

** مثال آخر يحدث في حالة الخصم والخصومة: هل إذا كان لك خصم, يكون اهتمامك الأول أن تحطمه أم أن تحاول أن تكسبه؟! إنه حسب اهتمامك سيكون تصرفك معه.

** نتطرق أيضًا إلي اهتمام كل شخص بنفسه: الاهتمام هو في شهوات جسده كيف يحققها؟! أم اهتمامه في أموره المالية كيف ينميها يوما بعد يوم؟ أم اهتمامه في الوصول إلي السلطة بأية الطرق؟! أم اهتمامه في أن يكون له مركز اجتماعي ينال به احترام الناس وإعجابهم؟! وفي كل ذلك قد يختفي من اهتمامه كيف يقتني الفضائل واحدة بعد أخري! وأيضا لا يكون من اهتمامه أن يضبط نفسه بالطريقة التي لا يخطئ بها أبدًا.. عجيب أن الناس لا يهتمون بهذا الأمر أبدا.

** البعض أيضا يهتم بمجرد الراحة النفسية, له ولغيره, حتى لو لم تكن علي أساس روحي! فالأم مثلا قد تضع في اهتمامها الأول أن تكسب محبة ابنها, وأن تريحه لكي يريحها, ولو كان ذلك علي حساب روحياته! فتدلله وتعطيه كل ما يطلب, وتغطي علي أخطائه, ولا توبخه علي خطأ خشية أن تفقد محبته!! فينشأ الولد مدللا ويفسد. لأن أمه لم تضع في اهتمامها أن تقوده في الطريق السليم, حتى ولو وجد حينا, حتى ولو وقفت ضد إرادته الخاطئة, ثم تقنعه وتصلحه وتصالحه. إنها إن اهتمت براحة نفسيته, وليس بروحياته, ستفقده أبديته.. بل حتى في حياته الاجتماعية سيفشل. لأنه سيخرج إلي المجتمع فلا يجد نفس التدليل الذي اعتاده في البيت, فيتعب, وتكون التربية المنزلية قد أضرت به نفسيا, ولو بعد حين.

** كذلك نري الاهتمام بحالة المريض النفسية, وليس بمصيره الأبدي! وبألوان كثيرة من الكذب والخداع, يخفي عنه حقيقة مرضه خوفا علي نفسيته ومعنوياته التي توضع في قمة الاهتمام.. إلي أن يفاجئه الموت, ويموت بدون استعداد, ويهلك..! بينما المفروض في الأمراض الميئوس منها أن يعد المريض لأبديته وبحكمة, لست أنصح أن تكاشفه بحقيقة مرضه إن كان لا يحتمل. إنما أن نضع في قمة اهتمامنا أن نعده روحيا بكل حكمة تقوده إلي الحياة مع الله, وليس بسبب الخوف من الموت.. إنما بأسلوب إيجابي مؤثر وبكل وسائط النعمة المتاحة.

** هناك سؤال أساسي نعرضه في موضوع الاهتمام: هل أنت تركز كل اهتمامك بنفسك, أم تهتم بغيرك, ولو فضلته علي نفسك؟ هل اهتمامك الأول هو ذاتك؟ أم أنت تخرج من دائرة الذات, لتهتم بالآخرين.. اهتماما من عمق قلبك, تصل فيه إلي العطاء والبذل, إلي حد بذل النفس أيضا.. هل تهتم براحتك أم براحة غيرك؟ وهل في اهتمامك براحتك, لا مانع لديك أحيانا أن تبني راحتك علي تعب الآخرين؟! كالأسرة التي تطلب من عائلها طلبات فوق احتماله, وترهقه وتحرجه وتربكه, ولا تبالي! أما الروحيون والمصلحون فقد جعلوا اهتمامهم الأول يتركز في المجتمع الذي يعيشون فيه. كما يهتمون أيضا بالوطن كله, وبالعالم البشري أيضا, كالمساهمة في راحته وفي تخفيف أتعابه, وهكذا ظهرت هيئات وجمعيات هدفها إنقاذ الآخرين أو إعانتهم من كل ناحية.. مثل الهيئات العالمية للصحة, ولتربية الأطفال, ولإنقاذ العالم من الجوع والكوارث والمشكلات الاجتماعية, والهيئات التي تجاهد للمحافظة علي حقوق الإنسان.

** ونري للأسف أنه أحيانًا يكون كل اهتمام الشخص أن يصل إلي طلب ما. وربما لا يكون غرضًا روحيًا, ولا غرضًا اجتماعيًا. إنما هو لإثبات الذات ووجودها أو لارتفاعها بطريقة ما. وفي سبيل الوصول لهذا الغرض, لا يهتم بالوسيلة ماذا تكون؟ بريئة أو غير بريئة, صالحة أو مدمرة, ولا يبالي إن كانت وسيلة خاطئة! إنه تركيز الاهتمام كله في الوصول إلي الغرض حتى ولو ضيع الإنسان نفسه! وكم من أشخاص باهتمامهم بأغراضهم قد وصلوا إلي الجريمة أو إلي إضاعة الغير. وعجيب أن بعض المهتمين بالإصلاح, قد يهتم بملء عقول سامعيه بالمعلومات, دون أن يهتم بروحياتهم أو أبديتهم!
+++

Post: #151
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-05-2015, 12:53 PM
Parent: #150

05:53 م Feb 5,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



أحبائى ..
هذا فيديو من قناة الجزيرة تقول فيه ...

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=btdtPuBIU9wwww.youtube.com/watch?v=btdtPuBIU9w

الرب يبارك حياتكم ..

أخوكم وعمكم العجوز ...
ارنست
+++

Post: #152
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-05-2015, 11:29 PM
Parent: #151

16:29 م Feb 5,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 24 أكتوبر 2010

قسوة القلب


إن الله ـتبارك اسمهـ إله رحيم, يتصف بالحنو والشفقة علي عباده ولا يعاملهم أبدا القسوة. وهو يطيل أناته حتى علي الخطاة منهم, ولا يعاملهم بقسوة, ولو أنه عاملهم بما يستحقون, ما كان يمكن أن يخلص أحد.. وهو يريدنا أن نكون أيضا لطفاء بعضنا نحو بعض لا نقسو علي غيرنا.

ولا حتى علي الحيوان, ومن هنا وجدت جمعيات للرفق بالحيوان. والقسوة مكروهة من الكل, وبخاصة من أصحاب القلوب الرقيقة.

** ونبدأ أولا بالحديث عن القسوة في محيط الأسرة: فأحيانا يَقْسو الأب علي أولاده, بحجة الحزم في تربيتهم, وهكذا يفقدهم الحنان الذي يحتاجون إليه منه كمصدر طبيعي للحنان. فيضطر بعضهم إلى طلب الحنان من مصدر خارجي غير مضمونة نتائجه, وفي محيط الأسرة قد يقسو الزوج أيضا علي زوجته وبسبب غيرته الخاطئة قد يراقبها في كل أعمالها وأقوالها كما لو كانت متهمة أمامه. وبعض الأزواج قد يحبسون زوجاتهم فلا يخرجن إلا بإذن أو بسبب جوهري. بل قد تصل القسوة أحيانا إلي الضرب.. وما أسهل ما ينتهي الأمر في مثل هذه العلاقة الزوجية إلي الطلاق أو الخُلع.

وهناك نوع آخر من القسوة في محيط الأسرة حينما يطلب الأبناء من آبائهم نفقات معينة تفوق قدرتهم المالية بكثير, وأيضا حينما تطلب الزوجة طلبات فوق قدرة زوجها. ولكن أبشع ما قرأنا عنه في الجرائد هو قسوة بعض الأبناء علي آبائهم أو أمهاتهم لدرجة القتل.عجيب أن يقتل شخص أباه أو أمه في شيخوخة أحدهما وعدم قدرته في الدفاع عن نفسه.. إنه لون من ألوان القسوة البشعة.

** والمعروف أن القسوة تبدأ أولا في القلب, وقد تتطور إلي قسوة في اللسان من جهة الكلمة القاسية أو النظرة القاسية. وقد قال سليمان الحكيم في ذلك: الجواب اللين يصرف الغضب, والكلام الموجع يهيج السخط, ولذلك ننصح كل أحد أن يتخير ألفاظه التي يتكلم بها مع الآخرين فيبعد عن كلمة جارحة وعن كلمات الإهانة, وكلمات التهكم وخصوصا التهكم اللاذع لأنه جارح أيضا. لأن الله لا يعاقب فقط علي المعاملة السيئة وإنما أيضًا عن مجرد الكلام السيئ إن القسوة كما تخرج من القلب وتصل إلي اللسان وإلي النظرة القاسية حينما تصل كذلك إلي المعاملة. ولعلنا نذكر أيضًا قسوة الحماة في معاملة زوجة ابنها بحجة محبتها لهذا الابن, بينما عليها ان تحبه للحفاظ علي استقراره في حياته العائلية, وكذلك عليها أن تحب زوجة ابنها باعتبارها ابنة لها أيضا.

إن القسوة تظهر أيضًا في درجة العقوبة.. فهناك رئيس في العمل يحاسب بلا رحمة علي كل صغيرة وكبيرة وفي قسوته لا يمكن أن يجد عذرًا لأحد من الذين يعملون تحت رئاسته. وإذا عاقب يفرض أقصي عقوبة ممكنة.. وأحيانًا قد تصل عقوبته إلي فصل هذا العامل من وظيفته, وإلقائه إلى الشارع بلا رزق وبلا حنو غير واضح في نفسه مصير هذا الإنسان وأسرته معه! بينما هناك درجات من العقوبات يمكن أن تفرض, أما القساة فيفرضون أصعب العقوبات ولا يبالون: وقد توجد القسوة أيضا بين صديق وصديقه, في لون العتاب ودرجته.

فالعتاب القاسي هو الذي يكون بشدة وعنف وباتهامات تكون سببًا في ضياع العلاقة بين الاثنين. وكما قال الشاعر:

ودع العتاب فرُبَّ شرٌ كان أوله العِتابا

** إن القلب القاسي هو بعيد عن الوداعة والرحمة وعن الشفقة والحنو, بل انه يتصف بالعنف أيضًا. بينما يطلب منا الله أن نكون لطفاء, بعضنا نحو بعض, بعيدين عن القسوة.

**والقسوة عموما منفرة لا يقبلها أحد, والقاسي قد يخسر الآخرين, ويعطي صورة سيئة عن نفسه. وما أكثر النتائج الضارة من القسوة للشخص نفسه وللآخرين. وقساوة القلب قد تدفع إلي الحدة والي الغضب, وتشتعل مشاعر القاسي ضد غيره بسرعة ويحتد ويثور ويهدد ولا يحتمل أن يمسه أحد بكلمة, وفي نفس الوقت لا يراعي مشاعر الآخرين فيجرح غيره بسهولة وفي لامبالاة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). والعجيب أن الإنسان القاسي يجمع بين أمرين متناقضين: فيكون حساسًا جدًا من جهة المعاملة التي يعامله بها الناس, ولا إحساس له من جهة وقع معاملته القاسية علي الآخرين. والقسوة قد تكون علي الجسد أو علي النفس, فأبشع قسوة علي الجسد هي في تعذيبه, كما كان يفعل الضباط الرومان, ومن أمثلة ذلك ما رأيته في إنجلترا في مكان يسمي بيت الرعب, فيه نماذج من ألوان التعذيب التي حدثت في بعض العصور, أما القسوة علي النفس فيكون ذلك بإذلالها وفي التشهير بها وفي المعاملة المهينة لها ومن أمثال ذلك معاملة العبيد, ويحضرني هنا قول الشاعر:

لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد

حيث كان العبد يحرم من كل حقوقه البشرية أحيانًا إلي جوار ضربه وجَلده. ونذكر أيضا في هذا المجال المعاملة القاسية التي كان البيض يعاملون بها السود في القرون الماضية. وقد تعرض لبعض هذه المعاملة المهاتما غاندي حينما كان محاميًا في جنوب إفريقيا قبل ذهابه إلي الهند, ولعل من الأمثلة البارزة للقسوة في التاريخ قسوة فرعون.

** هناك قسوة أخري تظهر في قلب البخيل الذي يرفض أن يحن ويشفق علي المحتاجين مهما كان سوء حالتهم. وهناك لون آخر من القسوة في التعليم الذي يفرض علي البعض درجة فوق مستوي قدرتهم. ومن أمثلة ذلك المعلمون الذين لا يراعون المستوي الذي يناسب كل أحد من جهة قدرته الروحية. علي أن هناك أشخاصًا قساة القلب من جهة رفضهم لعمل الله في قلوبهم, فهم يرون وصايا الله ثقيلة عليهم, بينما الثقل كله هو في قلوبهم وإرادتهم. الواحد منهم لا يتأثر بالكلام الروحي, بل قد يسخر ويتهكم ويرفض السماع!! ومن أمثلة هؤلاء الوجوديون الذين يرون أن وصايا الله تلغي وجودهم وحريتهم فمن الخير أن الله لا يوجد لكي يتمتعوا هم بذلك الوجود الوهمي!
+++

Post: #153
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-06-2015, 07:57 AM
Parent: #152

00:57 م Feb 6,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



أحبائى الكرام ..

حقيقة لا أدرى ماذا أقول ..
بالصدفة .. وحدت هذا الفيلم ..
وأنا أقلب الصفحات الاسفيرية ..
وقلت فى نفسى .. ليست هذه صدفة ..
وإنما هى إرادة الله لكيما أشارككم فى مشاهدة هذا الفيلم الجميل :

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=KpXq0vCoudkwww.youtube.com/watch?v=KpXq0vCoudk

شاهدوه لكى يكون سبب بركة لكم ..
والرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #154
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-06-2015, 03:08 PM
Parent: #153

08:08 م Feb 6,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



أحبائى الكرام ..

اليوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

بعد قليل ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #155
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-06-2015, 06:02 PM
Parent: #154

11:02 م Feb 6,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



أحبائى الكرام ..

الآن ..

ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #156
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-06-2015, 11:30 PM
Parent: #155

16:30 ص Feb 6,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 31 أكتوبر 2010

خطايا تتنكر في زيّ فضائل


إن الشيطان لا يحارب الناس بالخطية مكشوفة وواضحة إلا للمستهترين, أما الذين يريدون أن يعيشوا في خوف الله فإن الشيطان إذا حاربهم, كثيرًا ما يأتيهم بالخطية في زي متنكرة في زِيّ فضيلة, حتى لا يتنبهوا لها. وسنضرب أمثلة لأمثال هذه الخطايا.

* فمثلا تحت اسم الحكمة, كثير من الخطايا تختبئ, فقد يقع الإنسان في التملق وفي الجبن وفي الرياء, ويسمي هذه حكمة لكي يكسب محبة الرؤساء. أو قد يقع في مجاراة الشر, والسير في التيار العام الخاطئ ويسمي هذه حكمة لكي يستطيع أن يعيش مع الناس بلا شذوذ. وأحيانًا يستخدم الشخص الكذب والخديعة واللف والدوران. ويسمي هذه حكمة لأنها أقصر الطرق التي توصله إلي غرضه أو تحفظه في أمان. وكأن الوصولية أيضا حكمة!

وهنا يكون قد أخطأ في مفهوم الحكمة, لأن الشر ليس حكمة ولأنه ليس من الحكمة أن يخسر الإنسان مصيره الأبدي من أجل أي غرض أرضي زائل. إن الحكمة التي تصبح لونا من المكر والدهاء والحيلة ليست حكمة روحية.

كم يحتاج أمثال هؤلاء الحكماء أن يتوبوا عن حكمتهم. ولكن من الصعب أن يتوبوا لأنهم لا يرون أن ما يفعلونه خطيئة, بل يقنعون أنفسهم أن تصرفاتهم تدل علي ذكاء وحسن تصرف! وهل من المعقول أن يتوب الإنسان عن الذكاء وحُسن التصرف؟! كلا. بل للأسف إن كثيرين يقصدون هؤلاء ليعلموهم كيفية الوصول, ويصبحوا مرشدين إلي طرق خاطئة وقد يفتخرون بحكمتهم هذه وكيف أنهم استطاعوا أن يستخدموا العقل للوصول إلي الغرض.

مثال ذلك, التاجر الذي يفتخر بأنه استطاع أن يلعب بالسوق, ويكذب ويخدع ويكسب, وأيضا الموظف الذي يفتخر بأنه طوي رئيسه بأسباب ملفقة عرضها عليه, فإن طلت عليه الحيلة وصدقه! وكذلك الذي يفتخر بأنه يستطيع أن يمثل أي دور علي أي أحد, ويكسب الموقف بتمثيله المتقن! أو كالشاب الذي يفتخر بأنه يستطيع أن يسقط أية فتاة مهما كانت متدينة بحيله وحكمته!!

لا يمكن لأحد من هؤلاء أن يتوب لأنه يفتخر بأخطائه, ويغطيها, باسم الحكمة والحيلة, يذكرني هذا الأمر بالشياطين التي تفتخر بإسقاطها لأحد من القديسين إذا استطاعت.

* هناك أيضا خطايا تختبئ تحت اسم الحرية, فالشباب الذي يحيا في حياة العبث واللهو يسمي تصرفاته بالحرية, وبعض الصحف التي تشهر بالآخرين وبسمعتهم, تطلق علي هذا الأمر حرية النشر, وجماعة الوجوديين في كل أخطائهم يتعللون باسم الحرية والشعور بالكيان الشخصي, أي الشعور بوجودهم, وتحت هذا الاسم يقترفون كل أنواع الإباحية والاعتداء علي حريات الآخرين. وصدق من قال: كم من جرائم اقترفت باسمك أيتها الحرية, والذين يخرجون عن التقاليد المتبعة والعرف المعروف, وينشرون بعض البدع التي لما يألفها الناس. يسمون هذا تجديدا! وإن قاومهم المتمسكون بالتقاليد والعرف, يقولون: هل تحجرون علي تفكيرنا؟! لاشك أن لنا الحرية أن نفكر كما نشاء! وأيضا أن ننشر أفكارنا هذه وسط الآخرين.

وما أكثر التسميات التي تختبئ حولها الكثير من الأخطاء. فتحت اسم الدعابة والمزاح مثلا تتستر خطايا كثيرة بتهكم إنسان علي آخر ويجرح شعوره ويتخذه مجالا للضحك فيهزأ به الآخرون, غير مبال بوقع كل هذا عليه.. وإن لمته يقول: إن هذا مجرد مزاح ودالة وعشم! وهكذا يسمي عدم احترامه لغيره مزاحا ودالة! (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وتحت اسم المزاح أيضا قد يكذب ويسميه كذبا أبيض أو دعابة؟ وكل أنواع الهزل غير اللائق يختفي تحت اسم المزاح والدعابة.. وتدخل كلها تحت اسم خفة الدم واللطف وخفة الروح وتسأل: أليس لهذا المزاح حدود؟! فلا تجد جوابا.

وأيضا قسوة الأب علي أبنائه تختفي تحت اسم الحزم والتأديب واضطهاد هذا الأب القاسي مفهوما جديدا للتربية يختبئ وراءه, وقد يقتل أب ابنته الخاطئة. ولا يسمي هذا الأمر جريمة قتل, وإنما يسميه غسلا ومحوا للعار ودفاعا عن الشرف. كل ذلك لتبرير الخطأ.

وبالمثل فإن كثيرا من ألوان الغضب والنرفزة تختفي وراء اسم الدفاع عن الحق, أو الدفاع عن النظام, أو الدفاع عن الكرامة. وكذلك اضطهاد الشخص لمن يخالفه في الرأي أو العقيدة يسميه الغيرة المقدسة. وما أكثر ألوان الإباحية والخطأ التي قد يسميها البعض أنها ألوان من الفن! والتدخين الذي يضيع الصحة, ويستعبد الإرادة وتنفق فيه الأموال, يأخذ عند المدخنين اسم المتعة وراحة النفس لكي لا يتعبهم ضميرهم كثيرًا.

* أما أنت يا أخي القارئ فأهرب من التسميات الخاطئة التي يحاول البعض أن يبرروا بها أخطاءهم أو يخفوها، ولتكن لك مبادئك الثابتة الراسخة التي لا تتزعزع بمسميات جديدة ومفاهيم غير روحية. واحتفظ بنقاوتك. ولا تسمح أن تسمي خطيئتك باسم آخر يريح ضميرك إراحة وقتية زائفة، بينما تشعر في أعماقك أن التسمية الجديدة هي لون من الهروب من المسئولية. لأنك إن سميت خطيئتك باسم آخر فلن تتوب, أما سبيل التوبة فهو أن تكون صريحًا مع نفسك. لا تشفق عليها شفقة زائفة واعرف أن الذين يسمون أخطاءهم بأسماء فضيلة فإنهم قد يدافعون عن سلوكهم الخاطئ, وبالتالي يستمرون فيه, وقد يصبح عادة لهم أو طبعا لهم أو منهجا ثابتا في حياتهم لا يغيرونه. ذلك لأنهم لا يسمون الخطية باسمها الحقيقي.

إنما بالتسمية الجديدة التي تغطيها لا يعترفون بالخطأ, بل قد تهتز المبادئ والقيم عندهم.

ولنحترص إذن من الشيطان الذي في حيله الشريرة, يعمل علي تغيير القيم من جذورها ويدخل الناس في حرب مسميات أو حرب مفاهيم وكلها خدعة.
+++

Post: #157
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-07-2015, 04:04 PM
Parent: #156

09:04 م Feb 7,2015
سودانيز أون لاين
Sudany Agouz -
مكتبتي في سودانيزاونلاين



أحبائى ..

أبونا مكارى يونان .. يخرج الشياطين ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=qr9ULq2KPQowww.youtube.com/watch?v=qr9ULq2KPQo

الرب يبارك حياتكم ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #158
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: فقيرى جاويش طه
Date: 02-07-2015, 04:56 PM
Parent: #157

09:56 م Feb 7,2015
سودانيز أون لاين
فقيرى جاويش طه - Arlington va
مكتبتي في سودانيزاونلاين



ما أجمل تلك العبارات التي وردت في المزمور‏.‏ وهي‏:‏ الرب يحفظك‏.‏ الرب يحفظك من كل سوء‏.‏ الرب يحفظ نفسك‏.‏ الرب يحفظ دخولك وخروجك‏.‏ إنها عبارات جميلة ومعزية‏.‏ وتطمئن النفس بأنها في حمي الله الحافظ‏.‏ وقد قيل في ذلك أيضا‏:‏ يسقط عن يسارك ألوف‏,‏ وعن يمينك ربوات‏.‏ وأما أنت فلا يقتربون إليك‏.‏

إن عبارة الرب يحفظك هي العبارة التي يقولها كل أب لابنه‏,‏ وكل أم لابنها‏.‏ الرب يحفظ دخولك وخروجك‏.‏ وهي عبارة أيضا يقولها كل مرشد روحي لتلاميذه أن يحفظهم الله من كل سوء‏.‏ بل هي عبارة تقال لكل جندي خارج إلي الحرب‏:‏ الرب يحفظ نفسك‏...‏ بل هي أيضا دعاء يقوله الشعب لقائده حينما يذهب في مفاوضات لأجل البلد‏.‏ فيقال له‏:‏ الرب يحفظ دخولك وخروجك‏.‏

نعم إن كل إنسان يكون في حفظ الله‏,‏ فلن تستطيع قوة في العالم أن تؤذيه‏.‏ لأن حياته هي في يد الله الحافظ وليست في أيدي المعتدين‏.‏ وكل خطر لابد أن يفقد خطورته إذا كانت مشيئة الله أن يحفظ‏.‏

Post: #159
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-09-2015, 03:29 AM
Parent: #158

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

( يوم الاحد)
8 فبراير 2015
1 أمشير 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 82 : 6,8 )
قُمْ يا اللهُ ودِنْ الأرضَ، لأنَّكَ أنتَ تَرِثُ في جميعِ الأُمَمِ. أنا قُلْتُ إنَّكُمْ آلِهَةٌ، وبَنُو العَليِّ كُلُّكُمْ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 6 : 15 ـ 21 )
وأمَّا يَسوعُ فإذْ رأىَ أنَّهُمْ مُهتمونَ أنْ يَأتوا ويَختطِفوهُ لِيجعَلُوهُ مَلِكاً، انصَرَفَ أيضاً إلى الجَبَلِ وحدَهُ. ولمَّا كانَ المَساءُ نَزلَ تَلامِيذُهُ إلى البَحْرِ، فرَكِبوا السَّفينةَ وأتوا إلى عَبرِ البَحرِ إلى كَفرِنَاحُومَ. وكانَ الظَّلامُ قَدْ أقْبَلَ، ولَمْ يَكُنْ يَسوعُ قَدْ أتَى إليْهِمْ. وهَاجَ البَحرُ مِنْ رِيحٍ عظيمةٍ تَهُبُّ. فلمَّا كانوا قد ابتعدوا نَحوَ خَمْسٍ وعِشرِينَ أوْ ثَلاثِينَ غَلْوةً، نَظروا يَسوعَ مَاشِياً على البَحرِ مُقتَرِباً مِنَ السَّفِينةِ، فخافوا. فقالَ لهُمْ: " أنا هوَ لا تَخافوا ". فأرادوا أنْ يأخذوهُ معهُمْ في السَّفينةِ. وللوقتِ صَارت السَّفينةُ إلى الشاطئِ، إلى الأرضِ التي كانوا ذاهِبينَ إليها.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 119 : 105,135 )
سِرَاجٌ لِرِجْلِيَّ هو نَاموسكَ ونُورٌ لِسُبِلي. فليُضئْ وجهُكَ على عبدِكَ، وعلِّمْنِي حقوقَكَ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 51 ـ 59 )
" الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ كانَ أحدٌ يَحفظُ كلامِي فَلنْ يَرى المَوتَ إلى الأبَدِ ". فقالَ لهُ اليهودُ: " الآنَ عَلِمْنَا أنَّ بِكَ شيطاناً. قَدْ ماتَ إبراهيمُ والأنبياءُ أيضاً، وأنتَ تَقولُ: مَن يَحفظُ كلامِي فَلنْ يَذوق المَوتَ إلى الأبَدِ ". ألعَلَّكَ أعظَمُ مِنْ أبينا إبراهيم الذي مات. ومِن الأنبياءُ الذين مَاتوا أيضاً. مَنْ تَجعلُ نَفْسَكَ؟ " أجابَ يَسوعُ قائلاً: " إنْ كُنتُ أنا أُمَجِّدُ نَفسِي بذاتي فليسَ مَجدِي شيئاً. أبي هو الذي يُمَجِّدُنِي، الذي تَقولونَ أنتُمْ إنَّهُ إلهنا، ولستُمْ تَعرِفونَهُ. أمَّا أنا فَأعرِفُهُ. وإنْ قُلتُ إنِّي لستُ أعرِفُهُ أكُونُ مِثلَكُمْ كاذباً، لكِنِّي أعرِفُهُ وأحفَظُ قَولَهُ. أبُوكُمْ إبرَاهيمُ تَهَلَّلَ بأنْ يَرَى يَومِي فرَأى وفَرِحَ ". فقال لهُ اليَهودُ: " ليسَ لكَ خَمسونَ سَنَةً بَعدُ، أرَأيتَ إبرَاهِيمَ؟ " قال لهُمْ يَسوعُ: " الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: قَبلَ أنْ يَكُونَ إبرَاهيمُ أنا كائِنٌ ". فرَفعوا حِجَارةً لِيرجُمُوهُ. أمَّا يَسوعُ فاختفَى وخَرجَ مِنْ الهَيكَلِ واجتازَ، وكان يَسير في وسطِهِمْ مُجتازاً هكذا.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 5 : 11 ـ 6 : 1 ـ 11 )
إنْ كانَ أحدٌ مدعُوٌّ أخاً زانِياً أو طَمَّاعاً أوْ عَابدَ وثَنٍ أو شَتَّاماً أو سِكِّيراً أوْ خَاطِفاً، فلا تُشارِكوا ولا تُؤاكِلُوا مِثلَ هذا. لأنَّهُ ماذا لِي أنْ أَدِينَ الذين مِنْ خارجٍ، أمَّا الذين مِن داخل فأنتُمْ تَدينونَهُمْ. أمَّا الذين مِنْ خَارجٍ فاللهُ يَدِينُهُمْ. فاخرِجوا الخَبيثَ مِنْ بَينكُمْ.أيَتجاسَرُ أحدٌ مِنكُمْ لهُ دَعوَى على صاحبهِ أنْ يُحَاكَمَ عِندَ الظَّالِمينَ، وليسَ عِندَ القِدِّيسِينَ؟ ألستُم تَعلَمُونَ أنَّ القِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ العَالمَ؟ فإنْ كان العَالمُ يُدَانُ بِكُمْ، أفأنتُمْ غَيرُ مُستأهِلِينَ للمَحَاكِمِ الصُّغرَى؟ ألستُمْ تَعلَمُونَ أنَّنا سَنَدينُ مَلائِكَةً؟ فبِالأوْلى أمُورَ هذِهِ الحياةِ! فإنْ كانَ لكُمْ مَحَاكِمُ في هذه الحياةِ، فأجلِسوا المُحتَقَرِينَ في الكنيسةِ قُضاةً! أقولُ هذا لتخجَلُوا. أهكذا ليس بَينكُمْ حَكِيمٌ يقدرُ أنْ يَقضي بين إخوتِهِ؟ لكِنَّ الأخَ يُحَاكِمُ الأخَ، وذلك عِندَ غَيرِ المُؤمِنِينَ. فالآنَ فِيكُمْ عَيبٌ مُطْلَقاً، لأنَّ عِنْدَكُمْ مُحَاكَمَاتٍ بَعضِكُمْ مع بَعضٍ. لماذا لا تُظلَمونَ بِالحَرِيِّ؟ لماذا لا تُسلَبُونَ بِالحَرِيِّ؟ لكن أنتُمْ تَظلِمونَ وتَسلُبُونَ، وذلك لإخوتِكُمْ. أمْ لستُمْ تعلمون أنَّ الظَّالِمِينَ لا يَرِثونَ مَلكوتَ اللهِ؟ لاتَضِلُّوا لا الزُناةُ ولا عُبَّادُ الأوثانِ ولا الفَاسِقونَ ولا المَأْبُونُونَ ولا مُضَاجِعوا الذُّكورِ، ولا السارِقونَ ولا السَالبونَ ولا السِّكِّيرونَ ولا الشتَّامونَ ولا الخطافونَ يرثون ملكوت الله. وهكذا كان أُناسٌ مِنكُمْ. لكِنِ اغتَسلتُمْ، بل تَقَدَّستُمْ، بل تَبَرَّرتُمْ بِاسْمِ ربِّنا يَسوعَ المسيحِ وبِرُوحِ إلهِنا.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
( 3 : 14 ـ 18 )
مِنْ أجلِ هذا يا أحبَّائي، إذ نحنُ مُنتَظِرينَ هذهِ، اجتَهِدوا أنْ تُوجَدوا بلا عيبٍ ولا دَنَسٍ قُدَّامهُ، في سلامٍ. واحسِبُوا أنَاةَ ربِّنا خَلاَصاً، كما كتبَ إليكُمْ أخونا الحَبِيبُ بُولسُ أيضاً بحسبِ الحِكمةِ المُعطاةِ لهُ، كما أنه أيضاً يتكلَّم في كُلِّ رسائله عن جميع هذه الأمور، التي فيها أشياءُ عَسِرَةُ الفَهِمِ، والتي يُحرِّفُها الجهلاء وغير الثَّابتينَ، كباقي الكُتُبِ أيضاً، التي تسوقهم لهلاك أنفُسِهمْ.أمَّا أنتُم يا إخوتي، فإذا قد سَبَقتُم فَعَرَفتُمُ، احتَرِسوا مِنْ أنْ تَضِلُّوا بِضَلال الجُهَّال، فَتسقطوا مِنْ ثباتكم بنفسكم. ولكن انموا في النِّعمة وفي مَعرِفةِ ربِّنا ومُخَلِّصِنَا يَسوعَ المَسيحِ. هذا الذي له المَجد الآن وإلى أبد الآباد. آمين.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 9 : 3 ـ 9 )
وإذ كان منطلقاً واقتربَ من دِمشقَ فَبَغتةْ أضاءَ عليهِ نورٌ مِنَ السَّماءِ، فَسقطَ على الأرضِ وسَمِعَ صَوتاً قائِلاً له: " شَاوُلُ، شَاوُلُ لماذا تضطهِدُنِي؟ " فقال: " مَنَ أنتَ يارب؟ " فقال له: " أنا هو يَسوعُ النَّاصري الذي أنتَ تَضطَهِدُهُ، لكن قُمْ واصعد إلى المدينةِ فَيُقالَ لكَ ماذا ينبغي لك أن تصنعه ". وأمَّا الرِّجال الذين كانوا مُنطلقين معه فوقفوا مُندهشينَ، يَسمعونَ الصَّوتَ ولا يَنظرون أحداً. فَنَهضَ شَاوُلُ عن الأرضِ، وكان وهو مَفتوحُ العَينينِ لا يُبصِرُ أحداً. فأمسكوه بيدِهِ وأدخَلُوهُ إلى دِمَشقَ. فمكثَ ثلاثةَ أيَّامٍ لا يُبصِرُ، ولم يأكُل ولم يَشرَب.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الأول من شهر أمشير المبارك
1- اجتماع المجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية سنة 381م
2- تكريس كنيسة القديس بطرس خاتم الشهداء بالاسكندرية
1ـ في مثل هذا اليوم من سنة 381 م اجتمع بمدينة القسطنطينية المئة والخمسون أبا بأمر الملك ثاؤدسيوس الكبير ، لمحاكمة مقدونيوس بطريرك القسطنطينية وسبيليوس وأبوليناريوس المجدفين علي الله الكلمة والروح القدس ، وذلك انه لما ذاع هذا التجديف خشي الأباء علي سلامة الكنيسة ، واعلموا الملك ثاؤدسيوس بهذه الهرطقات . فأمر بعقد مجمع وأرسل إلى كل من الأنبا تيموثاؤس بابا الإسكندرية الثاني والعشرين والأنبا داماسوس بابا رومية والأنبا بطرس بطريرك إنطاكية والأنبا كيرلس بطريرك أورشليم ، فحضروا ومعهم أساقفة كراسيهم ما عدا بابا رومية فانه لم يحضر بنفسه ولكنه أرسل نوابا عنه . ولما اجتمع المجمع المقدس بمدينة القسطنطينية دعوا مقدونيوس وسأله الأنبا تيموثاؤس بابا الإسكندرية ورئيس المجمع قائلا ما هو اعتقادك ؟ فأجاب إن الروح القدس مخلوق كسائر المخلوقات . فقال الأنبا تيموثاؤس إن الروح القدس هو روح الله . فإذا قلنا كزعمك إن روح الله مخلوق فنكون قد قلنا إن حياته مخلوقة ، فهو إذن عديم الحياة بدونها ، ثم نصحه إن يرجع عن سؤ رأيه . ولما رفض قطعه وجرده من رتبته .ثم سال سبيليوس قائلا وأنت ما هو اعتقادك ؟ فأجاب إن للثالوث ذاتا واحدة وإقنوما واحدا . فقال له الأنبا تيموثاؤس إذا كان الثالوث كما زعمت ، فقد بطل ذكر الثالوث وبطلت أيضا معموديتك لأنها باسم الآب والابن والروح القدس ، ويكون الثالوث علي زعمك تألم ومات ، وبطل قول الإنجيل إن الابن كان قائما في الأردن ، والروح القدس نازلا عليه شبه حمامة ، والآب يناديه من السماء . ثم نصحه إن يرجع عن رأيه الفاسد فلم يقبل فقطعه وجرده من رتبته . ثم سال أبوليناريوس قائلا وأنت ما هو اعتقادك ؟ فأجاب إن تجسيد الابن كان باتحاده مع الجسد البشري وبدون النفس الناطقة ، لان لاهوته قام مقام النفس والعقل . فقال له الأنبا تيموثاؤس إن الله الكلمة قد اتحد بطبيعتنا لكي يخلصنا ، فان كان باتحاده بالجسد الحيواني فقط ، فهو إذن لم يخلص البشر ، بل الحيوانات ، لان البشر يقومون في يوم البعث بالنفس الناطقة العالقة ، التي معها يكون الخطاب والحساب ، وبها ينالون النعيم أو العذاب . وعلي ذلك قد بطلت منفعة التجسد . وإذا كان هكذا فكيف يقول عن ذاته عز وجل انه إنسان ، إذا كان لم يتحد بالنفس الناطقة العاقلة ؟ ثم نصحه ليرجع عن رأيه الفاسد فلم يقبل فقطعه أيضا كزميليه . أخيرا حرم المجمع الثلاثة ومن يقول بقولهم ، ثم كمل دستور الإيمان الذي وضعه أباء مجمع نيقية حتى قوله الذي ليس لملكه انقضاء ، وبالروح القدس . فزاد عليه أباء مجمع القسطنطينية ما يلي هذا القول إلى آخره وضعوا قوانين لا زالت في أيدي المؤمنين. صلاة هؤلاء الأباء القديسين تكون معنا آمين .
2- وفي هذا اليوم نعيد بتذكار تكريس كنيسة القديس بطرس بابا الإسكندرية السابع عشر وخاتم الشهداء (الذي استشهد بالإسكندرية في أخر ملك دقلديانوس الشرير). وذلك انه لما تولي الملك البار قسطنطين الكبير ، وهدمت البرابي وبنيت الكنائس ، بني المؤمنين هذه الكنيسة غرب الإسكندرية علي اسم القديس بطرس خاتم الشهداء ، ولم تزل قائمة إلى ما بعد تملك العرب مصر حيث هدمت واندثرت .شفاعته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين .

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 97 : 2 ، 9 )
الاعترافُ والبَهاءُ قُدَّامَهُ. الطُّهرُ والجَلالُ العَظيمُ في قُدْسِهِ. لأنَّ الربَّ عَظيمٌ ومُسبَّحٌ جداً. ومَهوبٌ على كُلِّ الآلِهَةِ. هللويا.

إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 6 : 22 ـ 27 )
وفي الغَدِ لمَّا رأى الجَمعُ الواقفُ عند عَبرِ البَحرِ أنَّهُ لمْ تكُنْ هُناكَ سَفِينةٌ أُخرَى سِوَى واحِدةٍ، وأنَّ يَسوعَ لمْ يَنزل في السَّفِينةِ مع تلامِيذهِ بَلْ مَضَى تَلاميذُهُ وحْدَهُمْ. غيرَ أنَّهُ جَاءتْ سُفُنٌ أخرى مِنْ طَبَرِيَّةَ إلى قُربِ المَوضِعِ الذي أكَلوا فِيهِ الخُبزَ، إذْ شَكَرَ الرَّبُّ. فلمَّا رأى الجَمعُ أنَّ يَسوعَ ليسَ موجوداً ولا أيضاً تَلامِيذُه، نزلوا هُمْ أيضاً في السُّفُنِ وجَاءوا إلى كفرِناحومَ يبحثونَ عن يَسوعَ.ولمَّا وجَدوهُ في عَبرِ البَحرِ قالوا لهُ: " يا مُعَلِّمُ، متى أتيتَ إلى هُنا؟ " أجابَهُم يَسوعُ وقال لهُمْ: " الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: تَطلُبونَنِي ليسَ لأنَّكُمْ رَأيتُمْ آياتٍ، بَلْ لأنَّكُمْ أكَلتُمْ مِنَ الخُبزِ فَشَبِعتُمْ. اعمَلوا لا للطَّعامِ البَائِدِ، بَلْ للطَّعامِ الباقِي للحَياةِ الأبَدِيَّةِ الذي يُعطيهِ لكم ابنُ البشرِ، لأنَّ هذا قَدْ خَتَمَهُ الله الآب ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #160
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-09-2015, 12:10 PM
Parent: #159

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين)
9 فبراير 2015
2 أمشير 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 11 ، 6 )
افرَحُوا أيُّها الصدِّيقونَ بالربِّ وابتَهِجُوا. وافتخِروا يا جميعَ مُستقيمي القلوبِ. من أجلِ هذا تَبْتَهلُ إليكَ. كلُّ الأبرارِ في آوانٍ مستقيمٍ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 22 : 24 ـ 30 )
وكانت بينهم أيضاً مُشاجرةٌ أنَّهُ من منهم يكون الأكبر. فقال لهم: " مُلوكُ الأُمَم يسودونهُم، والمُتَسلِّطين عليهم يُدعَوْنَ المُحسنينَ. وأمَّا أنتُم فليسَ هكذا، بل الكبيرُ فيكم ليكن كالأصغر، والمُتقدِّمُ كالخادم. لأنَّ مَن هو الأكبرُ؟ الذي يَتَّكئُ أم الذي يَخْدُمُ؟ أليسَ الذي يتَّكئُ؟ ولكنِّي أنا في وسطكم كالذي يَخْدُمُ. أنتُم الذين ثبتُم معي في تجَارِبي، وأنا أيضاً أُقرِّرُ لكُم ملكوتاً كما قرر لي أبي، لتأكُلوا وتشربوا معي على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسيَّ وتَدِينُونَ أسباطَ إسرائيلَ الاثني عشرَ ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 1 – 12 )
ابتهجوا أيُّها الصدِّيقون بالربِّ. للمُستقيمين ينبغي التسبيح. طوبى للأمة التي الرب إلهُها. والشعب الذي أختاره ميراثاً له. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 ـ23 )
وكأنَّما إنسانٌ مُسافرٌ دعي عبيدهُ وسلَّمهُم أموالهُ، فأعطى واحداً خمس وزناتٍ، وآخر وزنتين، وآخر وزنةً. كلَّ واحدٍ على قدر طاقته وسافر. فمضى الذي أخذ الخمس وزناتٍ وتاجرَ بها، فربح خمس أُخر. وهكذا أيضاً الذي أخذ الاثنتين ربح اثنتين أُخريين. وأمَّا الذي أخذ الواحدة فمضى وحفر في الأرض وأخفى فضَّةَ سيِّدهِ. وبعد زمانٍ طويلٍ جاء سيِّدُ أولئك العبيدِ وحاسبهم. فجاء الذي أخذ الخمس وزناتٍ وقدَّمَ خمسَ وزناتٍ أُخر قائلاً: يا سيِّدُ، خمس وزناتٍ أعطيتني هوذا خمسُ وزناتٍ أُخرُ ربحتُها. فقال له سيِّدُهُ: حسناً أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمينُ. كنت أميناً في القليل فأُقيمك على الكثير. اُدخل إلى فرح سيِّدكَ. ثمَّ جاء الذي أخذ الوزنتين وقال: يا سيِّدُ، وزنتين سلَّمتني. هوذا وزنتان أُخريانِ ربحتُهُمَا. قال لهُ سيِّدُهُ: نِعِمَّاً أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمين. كُنتَ أميناً على القليلِ فأُقيمكَ على الكثير. ادخل إلى فرح سيِّدكَ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
( 13 : 7 ـ 24 )
اُذكُروا مُدبِّريكم الذين كلَّموكُم بكلمةِ الله. هؤلاء الذين تنظرون إلى نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بإيمانهم. يسوعُ المسيحُ هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد. لا تُساقوا بتعاليمَ مُتنوِّعةٍ وغريبةٍ، لأنَّهُ حسنٌ أن تُثَبِتوا قلوبكم بالنِّعمةِ لا بأطعمةٍ لم ينتفع بها الذين يَتَعاطونها. لنا " مذبحٌ " لا سُلطان للذين يخدمونَ القبة أن يأكلوا منه. لأن الحيواناتِ التي يُدخَلُ بدمها عن الخطيَّةِ إلى " الأقداس " بيد رئيس الكهنة تُحرَق أجسامُها خارج المعسكر. لذلكَ يسوعُ أيضاً، لكي يُقدِّسَ الشَّعبَ بدم نفسهِ، تألَّمَ خارجَ البابِ. فلنخرج إذاً إليه خارج المعسكر حاملين عاره علينا. لأنَّ ليسَ لنا هنا مدينةٌ باقيةٌ لكنَّنا نطلُبُ العتيدةَ. فلنرفع به في كلَّ حينٍ ذبائح التَّسبيح لله، أي ثمرَ شفاهنا معترفين بِاسمه. ولكن لا تنسوا فعلَ الإحسانِ والمؤاساة، لأنَّهُ بذبائح مثل هذه يُسَرُّ الله. أطيعوا مُدبريكم واخضعوا لهم، لأنَّهُم يسهرون على نفوسكم كأنَّهُم سوف يُحاسبون عنكم لكي يفعلوا هذا بفرح ولا يتضَّجروا، لأنَّ هذا هو النافع لكم. صلُّوا لأجلنا، لأنَّنا نثقُ أنَّ لنا ضميراً صالحاً، راغبين أنْ نسلك حسناً في كلِّ شيءٍ. ولكن أطلُبُ أكثر أن تفعلوا هذه لكي أُرَدَّ إليكُم سريعاً. وإله السَّلام الذي أَصعدَ من بين الأمواتِ راعي الخرافِ العظيم، ربَّنا يسوعَ المسيحَ بدم العهد الأبديِّ، ليُكمِّلْكُم في كلِّ عملٍ صالح لتصنعوا إرادتهُ، صانعاً فينا ما يُرضي أمامهُ بيسوعَ المسيح، الذي له المَجدُ إلى أبد الآبدين. آمين. واسألكم يا إخوتي أن تحتملوا كلمة الوعظِ، لأنِّي كتبت إليكم بالاختصار. أنتم تعلمون أن أخانا تيموثاوس قد أُطلِقَ. وهذا إذا جاء سأراكم سريعاً معه. سلِّموا على جميع مُدبِّريكم وجميع القدِّيسينَ. يُسلِّمُ عليكم الذين من إيطاليا. النِّعمَةُ مع جميعكم. آمين.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 5 : 1 ـ 14 )
أطلبُ إلى الشُّيوخ الذين بينكم، أنا الشَّيخَ شريكُكم، والشَّاهدَ لآلام المسيح، وشريكَ المجدِ العتيدِ أن يُعلنَ، ارعوا رَعيَّةَ الله التي بينكم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار كمثل الله، ولا ببخلٍ بل بنشاطٍ ولا كمن يتسلطُ على المواريث بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّةِ. ومتَى ظهر رئيسُ الرُّعاةِ تنالون إكليلَ المجدِ الذي لا يضمحل. كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعضٍ، لأن الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطِي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم. كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوِموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كلّ نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبدِ. آمين. بيد سلوانس الأخ الأمين، ـ كما أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحقِّ التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّدِّيقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعضٍ بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 15 : 12 ـ 21 )
فسكتَ الجُمهورُ كُلُّهُ. وكانوا يسمعونَ برناباس وبولس يُحَدِّثانِ بجميع ما صنع اللـه من الآيات والعجائب في الأُمم بواسطتهم.وبعدما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجالُ إخوتنا، اسمعوني. سمعان قد أخبر كيف افتقدَ اللـه أوَّلاً الأُمَم ليأخُذ منهُم شعباً على اسمهِ. وهذا توافقُهُ على أقوالُ الأنبياءِ كما هو مكتوبٌ: سأرجعُ بعد هذا وأبني أيضاً خيمةَ داودَ السَّاقِطةَ، وأبني أيضاً رَدْمَهَا وأُقيمُها ثانيةً، لكي يَطلُبَ الباقونَ من النَّاسِ الرَّبَّ، وجميعُ الأُمم الذين دُعيَ اسمي عليهم، يقولُ الرَّبُّ الصَّانعُ هذا الأمر. المعروف عند الرَّبِّ مُنذُ الأزلِ. لذلك أنا أَقضي أن لا يُثقَّل على الرَّاجعينَ إلى الله من الأُمم، بلْ يُرسَل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام، والزِّنا، والمخنوق، والدَّم المائت. لأنَّ موسَى مُنذُ الأجيالٍ القديمة، له في كلِّ مدينةٍ من يكرزُ به، إذ يُقرَأ في المجامع في كلِّ سبتٍ ".
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثاني من شهر أمشير المبارك
1- نياحة القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح
2- نياحة القديس لنجينوس رئيس دير الزجاج
1- في هذا اليوم من سنة 341 م تنيح القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح . كان هذا القديس من الإسكندرية ، وكان له أخ يسمى بطرس ، وبعد وفاة والدهما ، شرعا فى قسمة الميراث بينهما ، فلما أخذ أخوه الجزء الأكبر تألم بولس من تصرف أخيه وقال له : لماذا لم تعطنى حصتى من ميراث أبى ؟ فأجابه لأنك صبى وأخشى أن تبدده ، أما أنا فسأحفظه لك . وإذا لم يتفقا ، مضيا إلى الحاكم ليفصل بينهما . وفيما هما ذاهبين ، وجدا جنازة سائرة فى الطريق ، فسأل بولس أحد المشيعين عن المتوفى ، فقيل له أنه من عظماء هذه المدينة و أغنيائها ، و هوذا قد ترك غناه وماله الكثير ، وها هم يمضون به إلى القبر بثوبه فقط . فتنهد القديس وقال فى نفسه : مالى إذن وأموال هذا العالم الفانى الذى سأتركه وأنا عريان. ثم إلتفت إلى أخيه وقال له : إرجع بنا يا أخى فلست مطالبا إياك بشىء مما لى . وفيما هما عائدين إنفصل عنه بولس وسار فى طريقه حتى وصل إلى خارج المدينة . فوجد قبرا أقام به ثلاثة أيام يصلى إلى السيد المسيح أن يرشده إلى ما يرضيه. أما أخوه فإنه بحث عنه كثيرا ، وإذ لم يقف له على أثر حزن حزنا عظيما وتأسف على ما فرط منه.أما القديس بولس فقد أرسل إليه الرب ملاكا أخرجه من ذلك المكان وسار معه إلى أن أتى إلى البرية الشرقية الداخلية ، وهناك أقام سبعين سنة لم يعاين أثناءها أحدا . وكان يلبس ثوبا من ليف ، وكان الرب يرسل إليه غرابا بنصف خبزة فى كل يوم . ولما أراد الرب إظهار قداسته وبره ، أرسل له ملاكه إلى الأب العظيم أنطونيوس ، الذى كان يظن أنه أول من سكن البرية ، وقال له : يوجد فى البرية الداخلية إنسان لا يستحق العالم وطأة قدمه ، وبصلاته ينزل الرب المطر والندى على الأرض ، ويأتى بالنيل فى حينه. فلما سمع أنطونيوس هذا قام لوقته وسار فى البرية الداخلية مسافة يوم . فأرشده الرب إلى مغارة القديس بولس فدخل إليه و سجد كل منهما لآخر وجلسا يتحدثان بعظائم الأمور. ولما صار المساء أتى الغراب ومعه خبزة كاملة. فقال القديس بولس للقديس أنطونيوس : الآن قد علمت أنك من عبيد الله . إن لى اليوم سبعين سنة والرب يرسل لى نصف خبزة كل يوم ، أما اليوم فقد أرسل الرب لك طعامك ، والآن أسرع وأحضر لى الحلة التى أعطاها قسطنطين الملك لأثناسيوس البطريرك . فمضى إلى البابا أثناسيوس وأخذها منه وعاد بها إليه . وفيما هو فى الطريق رأى نفس القديس الأنبا بولا والملائكة صاعدين بها . ولما وصل إلى المغارة وجده قد تنيح ، فقبله باكيا ثم كفنه بالحلة وأخذ الثوب الليف . ولما أراد مواراة جسده الطاهر تحير كيف يحفر القبر وإذا بأسدين يدخلان عليه وصارا يطأطآن بوجهيهما على جسد القديس ، ويشيران برأسيها كمن يستأذناه فيما يعملان . فعلم أنهما مرسلان من قبل الرب ، فحدد لهما مقدار طول الجسد وعرضه فحفراه بمخالبهما . وحينئذ وارى القديس أنطونيوس الجسد المقدس وعاد إلى الأب البطريرك وأعلمه بذلك ، فأرسل رجالا ليحملوا الجسد إليه ، فقضوا أياما كثيرة يبحثون فى الجبل فلم يعرفوا له مكانا ، حتى ظهر القديس للبطريرك فى الرؤيا وأعلمه أن الرب لم يشأ إظهار جسده فلا تتعب الرجال ، فأرسل وإستحضرهم.أما الثوب الليف فكان يلبسه الأب البطريرك ثلاث مرات فى السنة أثناء التقديس . وفى أحد الأيام أراد أن يعرف الناس مقدار قداسة صاحبه فوضعه على ميت فقام لوقته . وشاعت هذه الأعجوبة فى كل أرض مصر والإسكندرية. صلاته تكون معنا . آمين.
2- وفى هذا اليوم أيضا تنيح القديس الطاهر الأنبا لنجينوس رئيس دير الزجاج . وكان من أهل قيليقية. ترهب فى أحد الأديرة التى كان قد ترهب فيها والده لوقيانوس بعد وفاة زوجته . وحصل بعد نياحة رئيس هذا الدير ، أن أراد الرهبان إقامة القديس لوقيانوس رئيسا عليهم فلم يقبل ، لأنه كان يبغض مجد العالم وأخذ إبنه لنجينوس وأتى به إلى الشام وأقاما هناك فى كنيسة . وقد أظهر الله فضائلهما بإجراء عدة آيات على أيديهما ، وخوفا من مجد العالم ، إستأذن لنجينوس أباه فى الذهاب إلى مصر . ولما وصل قصد دير الزجاج غرب الإسكندرية ، فقبله الرهبان بفرح ، إلى أن تنيح رئيس الدير . ونظرا لما رأوه فى القديس لنجينوس من الفضائل والسلوك الحسن فقد أقاموه رئيسا خلفه ، وبعد قليل أتى إليه أبوه لوقيانوس. وكانا يصنعان قلوع المراكب ويقتاتان من عملهما وأجرى الله على أيديهما آيات كثيرة . ثم تنيح الأب لوقيانوس بسلام ولحقه إبنه بعد ذلك.بركة صلاة هذين القديسين تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا . آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9 ، 1 )
كهنتُكَ يَلبسُونَ العدلَ، وأبرارُكَ يبتهجونَ. من أجل داودَ عبدكَ. ُذكُر ياربُّ داودَ وكلَّ دعتهِ، كما أقسم للرب ونذرَ لإلهِ يعقوبَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 9 : 33 ـ 41 )
وجاءَ إلى كفر ناحومَ. ولمَّا دخل إلى البيتِ سألهم: " في أي شيءٍ كُنتُمْ تَفكِّرونَ في الطَّريقِ؟ " فسكتوا، لأنَّهُمْ كانوا في الطَّريقِ يقولون لبعضهم بعضاً مَن هو الأعظمُ فيهم. فجلسَ ودعا الاثنيْ عشرَ وقال لهم: " مَن أرادَ أن يكونَ أوَّلاً فيكونُ آخرَ الكُلِّ وخادماً للجميع ". فأخذَ صبياً وأقامهُ في وسطهمْ ثم أمسكهُ بيده وقال لهم: " مَنْ يَقبل واحداً مِن أولادٍ مثلَ هذا بِاسمي يقبلُني، ومَن يَقبلَني فليسَ يَقبَلُني أنا بل قَبِلَ الذى أرسلني ". فقال له يوحنَّا: " يا مُعَلِّمُ، رأينا واحداً يُخرِجُ شياطينَ بِاسمكَ فمنعناهُ لأنَّه ليسَ يَتبَعُنا ". فقال له يسوعُ: " لا تَمنعُوهُ، لأنَّه ليسَ أحدٌ يصنَعُ قوَّةً بِاسمي ويستطيعُ سريعاً أن يقولَ عليَّ شرّاً. لأنَّ مَن ليسَ علينا فهو معنا. لأنَّ مَن سقاكُمْ كأسَ ماءٍ بِاسمي لأنَّكُم للمسيح، فالحقَّ أقولُ لكُم: إنَّهُ لا يُضيعُ أجرَهُ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #161
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-09-2015, 07:11 PM
Parent: #160

أحبائى ...

هذه ترنيمة جميلة .. تصاحبها ..
الموسيقى الجميلة والصوت الجميل ..

ترنيمة : رشوا الورد يا صبايا :

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=ICOl61WOok4andfeature=youtu.bewww.youtube.com/watch?v=ICOl61WOok4andfeature=youtu.be

والرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #162
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-10-2015, 05:12 AM
Parent: #161

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 7 نوفمبر 2011

نظرتان إلى الأمور



ظروف الحياة كثيرة, ويتعرض لها الكل ولكن انفعال البعض بها يختلف عن انفعال البعض الآخر البعض له نظرة بيضاء مستريحة متفائلة, والبعض الآخر له نظرة سوداء حزينة متشائمة.

فمن جهة المشاكل لا يوجد أحد لا تصادفه مشاكل, كل إنسان له مشاكله, ولكن البعض ينظر إلى المشكلة بنظرة سوداء معقدة, كما لو كانت مشكلته بلا حل ولا مخرج ولا منفذ, كما لو كانت ألما دائما وضياعا وأنه ليس له خلاص!

أما البعض الآخر الذي له نظرة بيضاء, فإنه يري أن كل مشكلة لها حل وأن الأمر ليس خطيرا وليس مستحيلًا. وأن الله لابد أن يتدخل في المشكلة ويحلها وبهذه النظرة البيضاء, يقابل المشكلة بأعصاب هادئة ويري أنها مجال لخبرة روحية سيدخل فيها هذا من جهة خبرته الشخصية, وأيضا من جهة خبرته مع الله في حل مشاكله, وهنا نري أن المشكلة واحدة ولكن تختلف النظرة إليها والانفعال بها, أي يختلف الـResponse أي نوع انفعاله بها أو تجاوبه معها فهناك أناس يسبب لهم بعض المشاكل أمراضًا صعبة: مثل ضغط الدم, أو السكر, أو تعب الأعصاب, أو تعب النفسية التي قد يصل الحد بها إلى انهيار عصبي, أو بسبب المشكلة يصاب بذبحة أو سكتة قلبية.. كل هذا بحسب درجة انفعاله السيئ بها, وبحسب مقدار ضغطها عليه, وشعوره أنه قد انتهي ولا خلاص! أما صاحب النظرة البيضاء فيمزج المشكلة بالإيمان والرجاء, وثقته بوجود الله أثناء المشكلة, ويد الله العاملة فلا يأبه كثيرا بالمشكلة ولا تعصره, ولا يسمح لها أن تضغط عليه أنه أكبر من المشكلة, أما صاحب النظرة السوداء فالمشكلة أكبر منه ولذلك قد تقوده أحيانا إلى اليأس.

ننتقل إلى نقطة أخري وهي نظرة الناس إلى المادة والي المال والي الجسد: فهناك شخص ينظر إلى المادة كأداة يخدم بها الله والناس والمجتمع كله, وهناك شخص آخر ينظر إليها كوسيلة لخدمة شهواته, المادة هي نفس المادة, ولكن نوعية النظر إليها, تحدد نوعية العلاقة بها والتصرف معها فبالنسبة إليك هل المادة تملكك أم أنت تملكها؟ المال هو نفس المال, ولكنه في يد البعض يستخدم للخير وفي يد آخرين يقودهم إلى الضلال.

نفس الوضع بالنسبة إلى الجسد: هل تنظر إليه كأنه شر في ذاته, ومجال للعبث واللهو أم تستخدمه في تعب الجسد لأجل إراحة الآخرين.

نقطة أخري وهي الفرق بين الشكر والتذمر: إنسان ينظر إلى الذي معه, فيرضي ويشكر. وآخر ينظر إلى الذي ينقصه, فيشكو ويتذمر, وقد يكون الاثنان في نفس الظروف ونفس الأوضاع, أما نوع النظرة فيتغير. ولو أن المتذمرين نظروا إلى الذي معهم, لوجدوا أنهم في خير, وقد أعطاهم الرب الكثير, ولكنهم لا يكتفون إطلاقا بل باستمرار ينظرون إلى مستوي أعلي وأبعد فيشعرون بنقصهم! حقا إنه بنوع نظرة الإنسان إلى الحياة, يسعد نفسه أو يشقيها, فليست الظروف الخارجية هي التي تتعبك, إنما يتعبك أسلوبك في التفكير ونوع نظرتك إلى الحياة.

نقطة أخري وهي النظرة إلى أعمال الآخرين: فإنسان ينظر إلى الخير الذي فيهم فيمدحهم بل ويحبهم, وشخص آخر لا ينظر إلا ما فيهم من النقائص والعيوب, وهكذا تكون له نظرة نقادة, لا يري إلا الشيء الأسود فهو متخصص في رؤية العيوب ما أسهل عليه أن يجد في أي شخص عيبا ينتقده! إن تخصصه هو أن ينتقد ويعارض ويتكلم بالسوء علي كل أحد ولا يعجبه أي تصرف, سواء بالنسبة إلى شخص معين, أو إلى مجموعة معينة من الناس.

أما صاحب النظرة البيضاء, فإنه يري في كثيرين شيئًا يحب, وشيئًا يمتدح لذلك يا أخي القارئ درب نفسك علي هذه النظرة البيضاء لا تفكر في عيوب الناس إنما فكر في فضائلهم وما فيهم من محاسن.

إن الذي لا ينظر إلا إلى العيوب, قد تجده ساخطا علي المجتمع كله, لا يعجبه شيء قد يقف لينادي بالإصلاح يبحث عن شيء يهاجمه وإن لم يجد, يخترع شيئًا يهاجمه وبعض أصحاب هذه النظرة السوداء وعدم الثقة بالمجتمع قد يتحول بعضهم من الهجوم إلى الانعزال, فينطوون علي ذواتهم إذ لا يجدون أحدا يعجبهم ولا شيئا يرضيهم فهم ساخطون علي كل شيء وبعض هؤلاء قد يصابون بالكآبة Depression فباستمرار يمكنهم الحزن وبعضهم قد يصابوا بالعصبية فتجده غضوبا باستمرار, حاد الطبع عالي الصوت دائما يحتد وربما بلا سبب, وفي غضبه يثور ويتكلم بما لا يليق إنه لا يري سوي سواد يثيره.

حتى في العلاقة مع الله: صاحب النظرة البيضاء يري أن الله محب ورحيم, ويعطف عليه ويحل مشاكله, أما صاحب النظرة السوداء فيتصور أن الله لا يهتم به, وأن الله قد أهمله ولا يستجيب لصلواته, بل يصل به الأمر إنه يشعر فقط أن كل الناس ضده, بل إن الله أيضا ضده, وقد يصل به الأمر أنه يجدف علي الله, والماركسيون كانوا يقولون: إن الله في برج عال لا ينظر إلى متاعب الناس. إن الشيطان قد يهمس في أذن الإنسان المتضايق أو صاحب النظرة السوداء, ويقول له لماذا يعاملك الله هكذا؟! لماذا تثقل يده عليك؟!

إن صاحب النظرة السوداء يري أن كل نهار بعده ليل مظلم, أما صاحب النظرة البيضاء فيري أن كل ليل مظلم يعقبه نهار مضيء. النظرة السوداء تتعب من كل خطأ موجود, أما النظرة البيضاء فتقول: إن كل خطأ يمكن تصحيحه.
+++

Post: #163
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-10-2015, 12:44 PM
Parent: #162

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء)
10 فبراير 2015
3 أمشير 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 65 : 4، 5 )
طوبى لِمَن اخترته وقبلته ليسكُن في دياركَ إلى الأبد. استجب لنا يا اللـه مُخلِّصنا، يا رجاء جميع أقطار الأرض. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 24 : 42 ـ 47 )
" اسهروا إذاً لأنَّكم لا تعلمون في أيَّةِ ساعةٍ يأتي ربُّكم. واعلموا هذا أنه لو كان ربُّ البيت يعلم في أيَّةِ ساعةٍ يأتى السَّارق، لسَهِر ولم يدع بيته يُنهَب. لذلك كونوا أنتُم أيضاً مُستعدِّينَ، لأنه في السَّاعة التى لا تعرفونها يأتي ابن الإنسان فيها. فَمَن هو يا تُرى العبد الأمين والحكيم الذي يُقيمه سيِّده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّده يجده يفعل هكذا! الحقَّ أقولُ لكُم: إنه يُقيمه على جميع أمواله.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 16,18,29 )
والربُّ يعضدُ الصِّديقينَ، يعرفُ الربُّ طريقَ الذينَ لا عيبَ فيهم، ويكون ميراثهم إلى الأبدِ، والصِّدِّيقونَ يَرِثونَ الأرضَ، ويسكنونَ فيها إلى دهرِ الدُّهورِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13 : 33 ـ 37 )
انظروا ! واِسهروا وصلُّوا، لأنَّكم لا تعرفون متى يكون الوقت. كأنَّما إنسانٌ سافر وترك بيته، وأعطى عبيده السُّلطان، ولكلِّ واحدٍ عملهُ، وأوصى البوَّاب أن يسهر. اِسهروا إذاً فانَّكم لا تعرفون متى يأتي ربُّ البيتِ، أمساءً، أم نصف اللَّيل، أم صياح الدِّيك، أم صباحاً. لئلاَّ يأتي بغتةً فيجدكم نياماً! وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهَرُوا.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 3 : 9 ـ 23 )
لأنه إذا قال ‎‎‎‎‎‎‎‎واحدٌ: " أنا لبُولُس " وآخر: " أنا لأبُلُّوس " أفلستُم جسديِّين؟ فمَن هو بولُس، ومن هو أبُلُّوس؟ بل خادمان آمنتُم بواسطتهما، وكما أعطى الربُّ لكلِّ واحدٍ: أنا غرستُ وأبُلُّوس سقى، لكن الله كان يُنْمِي، إذاً ليس الغارسُ شيئاً ولا السَّاقي، بل الله الذي يُنْمِي، والغارس والسَّاقي هما واحدٌ، ولكن كل واحد سيأخُذُ أُجرته بحسب تعبِهِ. فإنَّنا نحن شركاء عاملان للـه، وأنتم فلاحة اللـه، بناء اللـه. حسب نعمة اللـه المُعطاة لي كبنَّاءٍ حكيم ماهر قد وضعت أساساً، وآخر يبني عليه. ولكن فلينظر كل واحدٍ كيف يبني عليه. فإنه لا يستطيع أحدٌ أن يضع أساساً آخر غير الذي وُضِعَ، الذي هو يسوع المسيح. وإن كان واحدٌ يبني على هذا الأساس: ذهباً فضَّةً حجارةً كريمةً حطباً عُشباً قشاً، فسيُعلَن عمل كل واحدٍ لأن اليوم سيُظهِرهُ. لأنه بنارٍ يُستعلَن، وستمتحن النار عمل كل واحدٍ كيف ما هو. فمَن بقيَ عمله الذي بناه ثابت سينال أجرته. ومَن احترق عمله فسيخسر، وأمَّا هو فسيخلُص، ولكن كما بنارٍ. أمَا تعلمون أنَّكم هيكل اللـه، وروح اللـه ساكن فيكم؟ فمَن يُنجَّس هيكل اللـه فسيُفسِده اللـه، لأن هيكل اللـه مُقدَّسٌ الذي أنتم هو. لا يغرنَّ أحدٌ نفسه. إن كان أحدٌ يظنُّ أنه حكيمٌ بينكم في هذا الدَّهر، فَليَصر جاهلاً لكي يصير حكيماً! لأن حكمة هذا العالم جهالةٌ عند الله، لأنه مكتوبٌ: " الآخذ الحُكماء بمكرهم ". وأيضاً: " الربُّ يعلم أفكار الحُكماء أنَّها باطلةٌ ". فلا يفتخرنَّ أحدٌ بالناس، فإن كل شىءٍ لكم: إن كان بولس، أو أبلُّوس، أو كيفا ( الصفا )، أو العالم، أو الحياة، أو الموت، أو الأشياء الحاضرة، أو المستقبلة. جميعها هى لكم. وأنتم للمسيح، والمسيح لله.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 5 : 5 ـ 14 )
كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعضٍ، لأن الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطِي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم. كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوِموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كلّ نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبدِ. آمين. بيد سلوانس الأخ الأمين،ـ كما أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحقِّ التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّدِّيقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعضٍ بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل
( 18 : 24، 19 : 1 ـ 6 )
وكان يوجد يهوديٌّ اسمه أبولُّوس، إسكندريُّ الجنس، رجلٌ فصيحٌ قَدُمَ إلى أفسس مُقتدرٌ في الكتب. هذا كان تلميذاً لطريقة الربِّ. وكان وهو حارٌّ بالرُّوح يتكلَّم ويعلِّم بتدقيق ما يختصُّ بيسوع. عارفاً معموديَّة يوحنَّا فقط. وابتدأ هذا يُجاهِر في المجمع. فلمَّا سمعه بريسكِّلا وأكيلا قبلاه إليهما، وعلَّماه طريق الله بأكثر تدقيق. وإذ كان يريد أن ينطلق إلى أخائية، حضوا الإخوة وكتبوا للتَّلاميذ أن يقبلوه. فلمَّا جاء هذا نفع المؤمنين كثيراً بالنِّعمة. لأنه كان يُفحِم اليهود باشتدادٍ جهراً، مبيِّناً لهم من الكتب أن المسيح هو يسوع. فحدث إذ كان أبولُّوس في كورنثوس، أن بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية لكي يأتي إلى أفسس وجد تلاميذاً. فقال لهم: " هل قَبِلتُم الرُّوح القُدس لما آمنتم؟ " قالوا له: " ولا سمعنا أنه يوجد روح قدس ". فقال لهم: " فبماذا اعتمدتم؟ " فقالوا: " بمعمودية يوحنَّا ". فقال بولس: " إن يوحنَّا عمَّد الشعب بمعموديَّة التَّوبة قائلاً أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده، أي بيسوع ". فلمَّا سَمِعوا اعتمدوا بِاسم الربِّ يسوع. ولمَّا وضع بولس يديه عليهم حلَّ الرُّوح القدس عليهم، فطفقوا ينطقونَ بألسِنةٍ ويتنبَّأونَ.
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثالث من شهر أمشير المبارك
نياحة القديس يعقوب الراهب
فى هذا اليوم تنيح الراهب الناسك القديس يعقوب . هذا الأب كان زاهدا فى العالم منذ حداثته . فسكن إحدى المغائر وأقام بها خمس عشرة سنة . وقد أجهد نفسه فى أثنائها بالأصوام الطويلة والصلوات المتواترة . ولم يخرج من مغارته طول هذه المدة . فتآمر عليه قوم من أتباع إبليس ، وأوعزوا إلى زانية فتزينت وذهبت إليه ، ودخلت المغارة ، وتقدمت منه وأخذت تداعبه حتى تستدرجه إلى الخطية ، ولكنه وعظها ، وذكرها بنار جهنم ، وبالعقوبات الدهرية ، فتابت على يديه . وعادت إلى المدينة تردد الشكر لله ، الذى أحسن إليها بالرجوع عن طريق الموت إلى الحياة، وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة . ولما أكمل جهاده الحسن تنيح بسلام.صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا . آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 30-31 )
فَمُ الصِّدِّيق يتلو الحِكمة. ولِسَانُه يَنطقُ بالحُكْمِ : ناموسُ اللهِ في قلبهِ. ولا تتعرقلُ خطواتُه. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 16 : 1 ـ 12 )
وقال أيضاً لتلاميذه: " كان إنسانٌ غنيٌّ له وكيلٌ، فوشِيَ به إليه بأنه يُبَذِّر أمواله. فدعاه وقال له: ما هذا الذي أسمعه عنكَ؟ أعطني حساب الوكالة لأنَّك لا تكون وكيلاً بعد. فقال الوكيل في نفسه: ماذا أفعل؟ سيِّدي يأخذ منِّي الوكالة. ولستُ أستطيع أن أنقب وأستحي أن أسأل صدقة. قد علِمتُ ماذا أصنع، حتَّى إذا عُزلتُ عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم. فدعا كل واحدٍ من مديوني سيِّده، وقال للأوَّل: كـم عـليـك لسـيِّدي؟ أمَّـا هو فقال: مئة قفيز ( بثِّ ) زيتٍ. فقال: خُذ صكَّك واجلس عاجلاً واكتُب خمسين. ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟ فقال مئَة كرِّ قمح. فقال له: خُذ صكَّك واكتُب ثمانين. فمدح السيِّد وكيل الظُّلم إذ بحكمةٍ صنع، لأنَّ أبناء هـذا الدَّهر أحكم من أبناء النُّور في جيلهم. وأنا أقول لكم: اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظُّلم، حتى إذا فَنِيتُم يقبلونكم في المظالِّ الأبديَّة. الأمين في القليل يكون أميناً أيضاً في الكثير. والظَّالم في القليل ظالمٌ أيضاً في الكثير. فإنْ لم تكونوا أُمناء في مال الظُّلم، فمَن يأتمنكُم في الحقِّ؟ وإنْ لم تكونوا أُمناء في ما هو للغير، فمَن يُعطيكُم ما هو لكم.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #164
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-10-2015, 03:31 PM
Parent: #163

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 14 نوفمبر 2010

مؤثرات على العقل والفِكر


فكر الإنسان أمر مهم في حياته, والفكر ينبع من مصادر, ويصب في أخري, وحواس الإنسان هي من منابع الفكر. فالحواس توصل للعقل أفكارًا, وما يفكر فيه العقل يوصل إلي القلب مشاعر وأحاسيس, وما أسهل أن مشاعر القلب تصل إلي الإرادة, ومنها إلي العمل.. إنها سلسلة متتابعة.

والحواس لا تؤثر علي العقل الواعي فقط, إنما علي العقل الباطن أيضا, فما تراه العين, وما تسمعه الأذن من مناظر وسماعات وقراءات كثيرًا ما تنطبع, حسب عمقها, في العقل الباطن, وتظهر فيما بعد كأحلام أو ظنون أو أفكار أخري, لأن الفكر يلد فكرًا أو أفكارًا كثيرة, والعقل دائم العمل لا يتوقف, وحسب الغذاء الذي تقدمه للعقل تكون أفكارك, فقد تجلب له الحواس أفكارا خيرة, وقد تجلب له أفكارًا شريرة, وحسب نوعية الوقود تكون النار. فاحرص يا أخي علي حواسك لتضمن سلامة فكرك, واسأل نفسك أي نوع من الفكر يدور في عقلك؟ أهو فكر رديء أم فكر خطية أم فكر تافه من أمور العالم الزائلة؟

كذلك القراءات تؤثر كثيرا علي حياتك الشخصية, ويمكن أن تغرس في النفس مبادئ وقيما, حسب نوعية القراءة, فالذي يقرأ كثيرًا عن الحرية وأنواعها, غير الذي يقرأ عن الالتزام وعن الضوابط, والذي يقرأ عن الهدوء غير الذي يقرأ عن الكفاح والجهاد والحماس. حقًا إن القراءة يمكنها أن تسهم في تشكيل شخصية الإنسان, كذلك أيضا القراءة توسع الفكر, وتعمق مفاهيم معينة, وتزيد المعارف, وما أصدق الشاعر الذي قال عن القراءة في التاريخ:

ومَنْ وَعَى التاريخ في صدره

أضاف أعمارًا إلي عمره

والقراءة تستطيع أن تبعد الفكر عن التوافه, المرأة التي لا تقرأ, ربما لا تعرف سوي الحديث عن الأعمال المنزلية, وعن الملابس والحفلات, وأخبار الناس, بعكس المرأة المثقفة التي تجيد الكلام في موضوعات لها عمق, وبالمثل الرجل الذي يعرف المقهى والنادي ودور اللهو تكون شخصيته سطحية, وأحاديثه بلا نفع أو قد تضر, وعلي عكسه الرجل الذي يقرأ, ويكون كلامه ذا نفع.

وبهذا نحن نفرح بتعليم المرأة, ونحث الناس علي القراءة حتى الأطفال, ونشجع علي تكوين المكتبات, ونطلب من الآباء والمرشدين أن يوجهوا أبناءهم إلي نوعية القراءة التي تفيدهم والتي تناسبهم, والروحيون إذا قرأوا كتبًا روحية يرتفع مستواهم, ويزداد عمقهم بما يقرأون, المهم أن يتخير الناس ما يصلح للقراءة وما ينفع.

والقراءة تمنح الفكر لونًا من النمو والنضوج, فهي تشرح للعقل موضوعات ما كان يعرفها, وتناقش معه أفكارا ربما كان يتلقاها من قبل بالتسليم, فأصبح يدخلها في نطاق الحوار.

وما كنا نقوله منذ سنوات عن مراحل السن عند الأطفال, قد تغير حاليا عن ذي قبل تغيرا كبيرا جدًا, بقدر ما يقدمه المجتمع للطفل والشاب من معلومات, وما يقدمه أيضا لرجل الشارع, وكذلك بازدياد المطبوعات, ووسائل التكنولوجيا الحديثة, قد تغير الفكر عن ذي قبل, بحسب نوعية القراءة, ونوعية الثقافة.

مما يؤثر في الإنسان أيضا: السماعات, فأنت تسمع كثيرا في الاجتماعات العامة والخاصة, وفي محيط الأقرباء والأصدقاء والمعارف, وتسمع من وسائل الإعلام كالراديو والتليفزيون والفيديو والكاسيتات والـCD, لكن المهم هو في أمرين: أن تتخير ما تسمع وتتحكم فيما تسمع, إن الله قد خلق لك أذنين, ومن الناحية الرمزية لكي تسمع الرأي, وتسمع الرأي الآخر, ولا تكن خاضعا لرأي واحد, ولا لكل ما تسمعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إنما تحكم عقلك فيما تسمع, فتقبل ما يصلح, وترفض ما يضر, ولا تجعل عقلك خاضعا لأذنيك, أي لا تكن سَمَّاعًا, ولا تصدق كل ما تسمعه, بل افحص كل شيء, وابحث عن الحقيقة, ولتكن أذنك مصغية إلي السماع المفيد, أي إلي كلمة النصح, وكلمة المنفعة, وكلمة التوبيخ المخلص, وكلمة الإرشاد من الحكماء, وعموما إلي الكلمة التي تبني أي تبنيك روحيا وفكريا, وتثبتك في الحياة مع الله, واحترس من كلام الملق, ومن كلام الإغراء.

وفي مجال السماع أيضا لا يمكن نسيان تأثير الموسيقي والألحان والأغاني, فإن لكل ذلك تأثيرًا عميقًا في النفس, وفي مجال السماع أيضا احترس مما يسميه البعض غسل المخ, وذلك بوقوع العقل أحيانًا تحت تأثير فكري معين, يضيع منه كل ما أخذه من قبل, وكل ما اقتنع به, وذلك بأن تغرس فيه شكوك وأفكار أخري دون أن تكون له فرصة لمعرفة الرد علي ما يسمعه, أو الاتصال بالرأي الآخر.. إلي أن يخرج من هذا الغسيل شخصًا مختلفًا تمامًا عما كان من قبل, وإلي جوار الاختيار الطيب لما تسمعه, عليك ألا تردد كل ما تسمعه وتصبه في آذان غيرك, واحترس من أسلوب الببغاوات لئلا تنتقل شائعات أو معلومات قد تكون ضارة, وكما لا تنشر كل ما تسمعه, لا تنشر أيضًا كل ما تقرأه, ذلك لأن البعض لا يكتفون بتأثرهم بأفكار جديدة معينة, بل يتحمسون لها, بالأكثر لدرجة أنهم ينشرونها في كل المحيط الذي يعيشون فيه, كذلك لا تعجب بكل جديد مما يصل إلي فكرك, بل عليك أن تفحصه بكل دقة قبل أن تعتنقه.

أخيرا لا تقل إني لا أتأثر بشيء, وقد تأثرت عقليات أخري كبيرة, وإلا فماذا كان مصدر البدع الجديدة التي عرفها العالم؟ إنها لم تأت من فراغ. إن نظرية أينشتين Einstein كان لها تأثيرها, والماركسية كان لها تأثيرها, بل حتى الخرافات التي يؤمن بها بعض الناس لها تأثيرها, والشعوذة أيضا لها تأثيرها, والمرشدون المضلون لهم تأثيرهم, والعقل ليس معصومًا من الخطأ, وكذلك الفكر, والإنسان الحكيم يحترس جدا من كل ما يؤثر علي عقله وفكره, ويحتفظ بثباته.
+++

Post: #165
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-10-2015, 11:20 PM
Parent: #164

احبائى الكرام ..

هذا هو اختبار مهرائيل ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=acXNNkK0BpMwww.youtube.com/watch?v=acXNNkK0BpM

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز
ارنست
+++

Post: #166
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-11-2015, 01:42 PM
Parent: #165

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 21 نوفمبر 2010

ما نتعلمه من الأطفال

يبدو عنوان المقال غريبا, فنحن لا نتعلم من الأطفال وإنما نعلمهم. ولكنني لا أقصد من جهة العقل. وإنما ما نتعلمه من الأطفال من جهة القلب, والروح الطيبة, والنفسية الصافية, والطباع. والمقصود بلا شك ما نتعلمه من الطفل السوي, وليس الذي ولد بميول أو طباع منحرفة.

سواء من جهة الوراثة أو لأسباب أخري... فما هو إذن ما ينبغي أن نتعلمه من الأطفال؟

أول ما نتعلمه منهم: البراءة والبساطة. فالطفل يولد بريئًا, ويعيش فترة طفولته في براءة. إنه لا يعرف شرًا بل لا يعرف أي نوع من الشرور. لا يعرف الخبث ولا المكر ولا الكراهية. وكل هذه من طباع الكبار التي قد يغرسونها فيه حينما يكبر, للأسف الشديد. وهو لا خبرة له أيضًا للشر. وبراءة الطفل أصبحت مثلا عند الناس. وكما قال نزار القباني علي الشخص الذي يحاول أن يتظاهر بالبراءة:

اليوم عاد كأن شيئًا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه

نعم, إن الخداع ليس من طبيعة الأطفال وإنما هو من طبع بعض الكبار. ونحن حينما نتكلم عن براءة الأطفال حينما نقول: إن لهم الفكر البريء, والمشاعر البريئة. ولأنهم لا خبرة لهم بالشر, لذلك لا يخجلون مما يخجل منه الكبار.

ومن الصفات الجميلة عند الطفل أنه يحب المعرفة والتعليم. وهو يسأل ويريد أن يعرف. ولا يخجل من السؤال والإقرار بعدم المعرفة. وهو يقبل التعليم, وعن طريقه ينمو في المعرفة يوما بعد يوم.

أما الكبار فقد يمنعهم عن التعلم: إما كبرياء لا تريد أن تظهر أنها لا تعرف. أو يمنعهم الخجل من السؤال, أو يمنعهم الاكتفاء بما هم فيه من معرفة. وكلما كبر الإنسان في سنه أو في مركزه, فقد يخجل أيضًا من التعلم. وهو لا يتدرب علي المعرفة بألا يخطئ أثناء تدربه. أما الطفل فإنه أقدر علي تعلم كل شيء. فهو مثلا أقدر علي تعلم اللغة من كبار السن. لأنه لا يخجل من أن ينطق ولو نطقا خاطئًا يصححه له معلمه. بينما الكبير لا يفعل ذلك.

وأنت يا أخي القارئ حاول أن تتشبه بنمو الأطفال في المعرفة. وأقصد المعرفة النافعة لك. ومادمت قد كبرت في السن, أمامك ألوان أساسية في المعرفة غير ما يسعى إليه الطفل. عليك مثلا أن تعرف نفسك, وأن تعرف الله, وتعرف الحق, وتعرف الطريق السليم الذي يوصلك. وليكن لك التواضع الذي به تسأل وتطلب المعرفة, دون أن تخجل. ولا تتظاهر في كل شيء بأنك تعرف, ودون أن تكون حكيمًا في عيني نفسك... إن الطفل يرتفع عن هذا المستوي. ويسأل باستمرار. ولا يشعر أن السؤال يخدش كرامته. فالطفل مرتفع عن مستوي هذا الاهتمام الضخم للكرامة.

من صفات الطفل أنه دائم النمو. فهو ينمو دائما في القامة, كما ينمو في المعرفة, وهو ينمو في أشياء كثيرة. فمن جهة القامة يصل الكبار إلي حد معين لا تنمو فيه قامتهم. ولكنهم من جهة النمو عليهم أن ينمو في مجالات أخري ينبغي أن يمارسوها. ومنها النمو في الروح والعقل, وفي المعرفة وفي الحكمة, وفي كل فضيلة وعمل صالح. إذن حاولوا أن تتعلموا من الأطفال فضيلة النمو, في المجالات المتاحة لكم.

من صفات الطفل أيضا الصدق, وعدم الشك. فهو يقول الصدق باستمرار, إلا إذا خاف من عقوبة الكبار. لذلك علي الكبار أن يطمئنوه باستمرار, ولا يصح أن يلجأوا إلي العقوبة في كل شيء إنما بالإرشاد بدلا من العقوبة. وهكذا ينزعون منه عامل الخوف الذي يكون جديدا عليه, وبالتالي يثبتونه في الصدق الذي هو طبيعته.

من طبيعة الطفل أيضا أنه يثق ولا يشك. إلا إذا خدعه الكبار, فيبدأ يشك. أما الشك فهو إذن دخيل علي طبيعته النقية. هل يستطيع الكبار أن تتنقى طبيعتهم من الشك؟ أم أن فلاسفتهم يقولون إن الشك هو الطريق إلي المعرفة! وبهذا يعلمون الأطفال الشك أيضا، وستجد هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت كتابًا كاملًا يتناول موضوع التعامل مع الأطفال وصفاتهم.

يعجبني في الطفل أيضا صفة البشاشة. فهو باستمرار بشوش ويحب البشاشة. يحب المرح, ويحب أن يضحك, ويحب من يضحكه. إنه لا يحمل أمور الدنيا فوق كتفيه كما يفعل الكبار. ولا يفكر في مشاكل اليوم ولا مشاكل الغد ولا هموم المستقبل. بل يعيش باستمرار في سلام قلبي لا يعرفه الكبار. بل هو لا يعرف كلمة مشكلة إنها لم تدخل في مفردات قاموسه اللغوي بعد. وإن حدث وصادفه شيء من الضيق, يلقي كل ذلك علي أبيه وأمه, ويستمر في نقاوة قلبه من الضيق. وحتى في أشد الأوقات خطورة, تجد البيت كله منزعجا ومتوترا ومتوقعا شرا, ما عدا الطفل. فليتك يا أخي القارئ تتشبه بما يحمله الأطفال من هدوء ومن سلام قلبي ومن فرح. وإن صادفتك مشكلة, فحاول أن تحتفظ بهدوئك, واشعر بان لها حلولا. إن لم تقدر عليها, فإن الله -تبارك اسمه- هو حلال المشاكل.

من صفات الطفل الجميلة أيضا أنه لا يحمل حقدًا. قد يوجد ما يغضبه أو يضايقه أو يحزنه. ولكن هذا كله يأخذ وقته وينتهي, دون أن يخزنه في قلبه أو في مشاعره كما يفعل الكبار وما أسرع أن يتصافى ويلعب مع طفل آخر كان يتعارك معه منذ لحظات. فالطفل سريع التصالح. وقد يضربه أبوه أو أمه. وبسرعة يأتي فيرتمي في حضنهما. وفي عطفهما ينسي كل ما حدث.

والطفل يتميز بعمق الإيمان ويقبل كل حقائق الإيمان. دون أدني شك. إنه يولد مؤمنًا. نقول له نصلي, فيصلي. قل يا رب, فيقول, دون أن يسأل مَنْ هو الله؟ وما هي السماء؟

ومع كل ذلك أسمع من بعض الأمهات الشكوى من شقاوة الأطفال, إن ما يسمي بكلمة شقاوة هو نوع من نشاط للطفل الذي يريد أن يتحرك ويجري ويتكلم. وعلي الرغم من كل ما قلناه قد يوجد للطفل بعض الأخطاء مما يترسب فيه من البيئة ومن تربية خاطئة. أما طبيعة الطفل الفاضلة فهي أمثولة طيبة وقدوة صالحة للكبار.
+++

Post: #167
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-11-2015, 08:33 PM
Parent: #166

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء)
11 فبراير 2015
4 أمشير 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 5 : 11 ، 12 )
وَليفرحْ جميعُ المُتَّكِلين عليكَ. وإلى الأبدِ يُسرون. لأنَّكَ أنت باركتَ الصدِّيقَ ياربُّ. مِثلَ سلاحِ المسرَّةِ كللتنا. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 24 ـ 33 )
ليس التلميذُ أفضلَ من مُعلِّمه ولا العبدُ أفضلَ من سيِّده. يكفي التلميذ أن يَصير كمُعلِّمه والعبدَ مثل سيِّدهُ. إن كانوا قد لَقَّبوا ربَ البيتِ بَعْلزَبُول فَكَم بالحريِّ أهل بيته. فلا تخافوهم لأن ليس خفيُّ إلا ويُستَعلَنَ ولا مكتومٌ إلاَّ ويُعرف. الذي أقوله لكم في الظُّلمَة قولوه أنتم في النُّور والذى تسمَعُونهُ بآذانكُمْ نادوا به على سطوحِكم. ولا تخافوا من الذي يقتلُ جسدَكُمْ ونَفسَكُمْ لا يَقـدرون أن يَقتلوها بل خافوا بالحريِّ من الذي يقدرُ أن يُهلِكَ النَّفس والجسَـدَ كليهِما في جَهَنَّـم. أَلَيْـسَ عُصفـوران يُباعـان بِفَلـسٍ، وواحـدٌ منهُمـا لا يسقطُ على الأرض بدون إرادة أبيكم الذي في السَّمَوات. وأما أنتم فحتى شعور رؤوسِكُم جميعُها محصاةٌ. فلا تخَافوا، إذاً أنتُـم أفضلُ من عصافير كثيرةٍ. فكُلُّ مَن يعترفُ بي قُدَّام النَّاس أعترفُ أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السَّمَوات. ومن يُنكِرُني قُدَّام النَّاس أُنكِرُهُ أنا أيضاً قُدَّام أبي الذي في السَّمَوات.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 20,19 )
كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الرَّبُّ. يَحفظُ الرَّبُّ جميعَ عِظامِهِم. وواحدةٌ منها لا تنكَسِرُ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 12 : 20 ـ 26 )
وكان قومٌ يونانيين من الذين صَعدوا ليسجدوا في العيد. فتقدَّم هؤلاء إلى فيلُبُّس الذي من بيت صَيدا الجليل وسألوهُ قائلين: يا سيِّـدُ نُريدُ أن نَرى يسوع. فجاء فيلُبس وقال لأندَراوس. ثُمَّ جاء أندراوس وفيلُبُّس وقالا ليسوع. وأمَّا يسوعُ فأجاب وقال لهما: قـد أتت السـَّاعة ليتمجَّد ابنُ الإنسانِ.الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: إنْ لم تقع حبَّةُ الحِنـطَةِ في الأرض وتمُـت فهيَ تبقَـى وحدَها، ولكِن إذا ماتَت تأتي بثمر كثير. مَن يُحِبُّ نَفسهُ يُهلِكُها. ومن يُبغِضُ نَفسهُ في هذا العالم يَحفَظُها إلى حياةٍ أبديـَّةٍ. إنْ كان أحدٌ يَخدمُني فَليتبعني، وحيثُ أكونُ أنا هُناك أيضاً يكون خادمي معي. ومَن يَخدمُني يُكرِمهُ أبي.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
( 11 : 16 ـ 12 : 1 ـ 12 )
أقول أيضاً لئلاَّ يظُنَّ أحدٌ إنِّي غبيٌّ، وإلاَّ فأقبلوني ولو كغبيٍّ لأفتَخِرَ أنا أيضاً قليلاً. الذي أتكلَّمُ بِه لستُ أقوله بحسب الربِّ بل كأنَّهُ بجهلٍ بمقدار هذا الافتخارِ. بمَا أنَّهُ يُوجد كثيرون يفتخِرون حسب الجسدِ أفتخِرُ أنا أيضـاً. فإنكم بسرورٍ تَحتمِلُون الجُهَّال إذ أنتُم عُقَلاءُ، لأنكم تَحتمِلونَ من يَستعبِدُكم، ومَن يأكُلكُم، ومَن يأخذ منكم، ومَن يَتكبَّر، ومَن يَضربُ على وجوهِكُم. وعلى سبيل الهَوَانِ أقولُ: أننا قد ضَعِفنا، والذى يجترئُ فيه أحدٌ أقول بجهلٍ: إني أنا أجترئ فيه أيضاً. أَهُم عبرانيون، فأنا أيضاً. أَهُم إسرائيليون، فأنا أيضاً. أَهُم نسل إبراهيم، فأنا أيضاً. أَهُم خُدَّام المسيح، قلتُ كَمُختلِّ العقلِ: فأنا أفضل. في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، بإفراطٍ في الميتات مراراً كثيرة. جَلدني اليهود خمس مرات أربعين جَلدة إلاَّ واحدة، وضُرِبتُ بالقضبانِ ثلاث مرات، رُجِمتُ مرةً، وانكسرت بي السفينة ثلاث مرات، وأقمتُ في عُمق البحر نهاراً وليلاً. بأسفارٍ في الطُـرق مـراراً كثيرة، قاسيت أخطـار أنهـار، وكنت في أخطـارِ لصــوص، وفى أخطارٍ من بني جنسـي، في أخطـارٍ من الأمـم، في أخطارٍ في المدنِ، في بلاءٍ في البرية، كنت في بلاءٍ في البحرِ، كنت في بلاءٍ من الإخوةِ الكذبة. بأتعابٍ وأوجاع في الأسهار مراراً كثيرةً، بجوع وعطش، في الأصوام مراراً كثيرةً، في بردٍ وعُري. سواءَ أشياءَ كثيرةً دون ذلك قاسَيتها، والاهتمامُ كل يوم بجميع الكنائسِ. مَن يَمرضُ وأنا لا أمرضُ، من يَرتابُ وأنا لا أحترقُ. إنْ كان يجب أن أفتخِر فافتخِر بضَعفي، الله أبو ربنا يسوع المسيح المُبارَكُ إلى الأبدِ يَعرفُ أني لستُ أكذِبُ، في دمشق وإلي الأُمم الذي لأريطا المَلِك كان يحرس مدينة الدِّمشقيِّين يُريد أن يقبض عليَّ، فتدلَّيتُ من طاقةٍ في زِنبيلٍ من السُّور ونَجوتُ من يديهِ.فإنْ افتخرتُ فليس في ذلك خيراً، وإني آتي إلى مناظر وإعلاناتِ الربِّ. أعرفُ رجلاً في المسيح قَبْـلَ أربعة عشر سنةً أفى الجسدِ لستُ أعلمُ أم خارج الجسدِ لستُ أعلمُ، اللهُ يَعلمُ، أُختُطِف هذا هكذا إلى السَّماءِ الثالثةِ. وأعرف هذا الإنسان هكذا أفى الجسد أم خارج الجسد لستُ أعلمُ، أنه أُختُطِف إلى الفردوس وسمع كلمات لا يُنطق بها ولا يحل لإنسان أن ينطق بها. فأنا بمثل هذا هكذا أفتخِر، أمَا من جهة نفسي فلا أفتخِر إلا بضعفاتي. فإني إن أردت الافتخار لا أكون جاهلاً لأني أقول الحقَّ، ولكني أتحاشى لئلاَّ يظُنَّ أحدٌ من جهتي فوق ما يراني عليه أو يسمعه منِّي. ولئلاَّ أستكبر بكثرة الإعلانات أُعطِيتُ منخاساً في جسدي من ملاك الشيطان ليقمعني لئلاَّ أستكبر. ومن جهة هذا طلبتُ من الربِّ ثلاث مراتٍ أن يبعده عنِّي. فقال لي: تكفيكَ نِعمَتي لأنَّ قوَّتي في الضَّعفِ تُكْمَـلُ، يَسرني بالحريِّ أن أفتخِر بالأمراض لكي تَحلَّ عليَّ قوة المسيح. لذلك أُسرُّ بالأمراضِ، بالشَّتائم، بالشَّدائدِ، بالاضطِهاداتِ والضيقاتِ عن المسيح، لأنِّي إذا ضعِفتُ فحينئذٍ أنا قويٌّ.قد صِرتُ جاهلاً لأنكم أنتم ألزمتُوني، لأنه كان الواجب أن أُمدَحَ منكم إذ لم أنقُـص شــيئاً عن الرُّسـُـل الفضـلاء. وإن كنتُ أنـا لسـتُ شيئاً، لكن علامات الرسالة قد عُمِلَتْ بينكم في كل صبرٍ بآياتٍ وعجائب وقواتٍ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 1 : 25 ـ 2 : 1 ـ 10 )
وهذه هيَ الكلمة التى بُشِّرتُم بها. فاطرحوا عنكم إذاً كلّ شرٍّ وكل غشٍ وكل رياءٍ وكل حسدٍ وكل نميمةٍ، مثل أطفال مَولُودِينَ الآن اشتهوا اللبنَ العقليَّ العديم الغشِّ لكي تَنموا به للخلاصِ. إن كنتم قد ذُقتُم أن الربَّ صالحٌ. الذي إذ تأتونَ إليه حجراً حيَّـاً مَرذولاً من النَّاس ولكن مُختارٌ من الله وكريمٌ. كونوا أنتُم أيضاً كحجارةٍ حيَّةٍ مَبنِيِّيـن بيتـاً روحانياً، كهنوتاً طاهراً لتقديم ذبائحَ روحيَّةٍ مقبولةٍ عند اللهِ بيسوع المسيح. لأنه مكتوبٌ في الكتاب: " إنِّي هأنذا أضعُ في صِهيونَ حجراً مُختاراً في رأس الزاويةِ كريمـاً الذي يؤمن به لن يُخـزى ". فلكُم أنتُم أيُّهـا الذين تُؤمنـون الكرامة وأمَّا الذين لا يؤمنون فالحجرُ الذي رذَلَهُ البنَّاؤون هو قد صار رأس الزَّاوية وحجر عثرةٍ وصخرةَ شكٍ. الذين يَعثُرونَ بالكلمة غير موافقينَ للذي وُضِعُوا لهُ. أمَّا أنتم فجنسٌ مُختارٌ وكهنوتٌ ملوكيٌّ وأُمَّةٌ مُقدَّسةٌ وشعبٌ بارٌ لكي تُخبِروا بفضائلِ ذاك الذي دعاكُم من الظُّلمةِ إلى نورهِ العجيبِ، الذينَ قَبْلاً لمْ تكونوا شَعباً وأمَّا الآن فأنتُم صِرتُم شعبُ اللـه، الذين كنتُم غير مرحومينَ وأمَّا الآن فقد رُحِمتُمْ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 6 : 1 ـ 7 : 1 ـ 2 )
وفى تلك الأيام إذ تَكَاثَر التلاميذُ حدثَ تذمُّرٌ من اليونانيين على العبرانيين بأن أرامِلَهُم كُن يُغفَلُ عنهُنَّ في الخدمة اليوميَّة. فدعا الاِثنا عَشَرَ رسولاً جمهور التلاميذ وقالوا لهم: لا يُرضِينا هذا الأمر بأنْ نتركَ نحنُ كلِمة الله ونخدمَ موائدَ. فاختاروا إذاً يا إخوتنا سبعة رجالٍ منكم مشهوداً لهم ومَملُؤينَ من الرُّوح والحكمة فنُقيمَهُم على هذه الحاجةِ. وأمَّا نحنُ فنتفرغ للصَّلوةِ وخدمة الكلمةِ. فَحَسُنَ هذا الكلام أمام كلِّ الجمهورِ فاختارُوا استِفانوس رجُلاً من بينهم رجلاً مَملُوءاً من الإيمان والروح القدس وفيلُبُّس وبُرُوخُورُس ونِيكانُور وتِيمون وبَرمِينا ونِيقولاوس الدخيل الأنطاكي، هؤلاء أقاموهُم أمامَ الرُّسلِ فَصَلُّوا ووضَعوا عليهم الأياديَ. وكانت كلمةُ الربِّ تنمو، وكثر عدد التلاميذ جداً في أُورُشليمَ وجمهورٌ كثيرٌ من الكهنةِ أطاعوا الإيمان. وأما استِفانوس فإذ كان مَملُوءاً نعمةً وقوةً كان يصنعُ عجائبَ عظيمةً وقواتٍ في الشعبِ.فقام قومٌ من المجمع الذين يُدعَونَ الليبَرتينـيِّين والقيروانييِّن والإسكندَريِّين ومن الذين من كيليكيا وأَسيَّا يُجادِلون استفانوس. ولمْ يُمكنهم أنْ يُقاوِموا الحِكمة والروح الذي كان يتكلَّم فيه. حينئذٍ قدَّموا رجالاً قائلين: إننا سمعناهُ يتكلَّم بكلام افتراءٍ على موسى وعلى الله. وهيَّجوا كل الشعبِ والشُّيوخ والكتبة فقاموا وخطفوهُ وأتوا به إلى موضع الحُكم، وأقاموا شهوداً كَذَبَةً يقولون: أن هذا الرَّجل لا يفتُرُ عن أنْ يتكلَّم كلاماً ضِدَّ هذا الموضع المُقدَّس والناموس، لأننا سمعناه يقول: أنَّ يسوع الناصري سَينقُض هذا الموضع المُقدَّس ويُغيِّـر العوائد التى سلَّمنَا إيَّاها موسى. فتفرَّس إليه جميعُ الجالِسين في موضع الحُكم ورأوا وجههُ كأنَّه وَجهُ مـلاكٍ.فقال له رئيس الكهنةِ: هل هذه الأمور هكذا كانت؟. فقال: أيُّها الرجال إخوتنا وآبائنا اسمعوا: ظهر إله المجدِ لأبينا إبراهيم وهو مُقيمٌ في ما بين النهرَين قَبلَمَا يَسكُن في حاران.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الرابع من شهر أمشير المبارك
شهادة القديس أغابوس أحد السبعين رسولا
فى هذا اليوم إستشهد القديس أغابوس أحد السبعين رسولا ، الذين إختارهم الرب ليكرزوا أمامه. وكان مع التلاميذ الإثنى عشر فى علية صهيون، وإمتلأ من مواهب الروح القدس المعزى ، ونال نعمة النبوة، كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله " وبينما نحن مقيمون أياما كثيرة إنحدر من اليهودية نبى إسمه أغابوس . فجاء إلينا وأخذ منطقة بولس وربط يدى نفسه ورجليه وقال : هذا يقوله الروح القدس . الذى له المنطقة هكذا سيربطه اليهود فى أورشليم و يسلمونه إلى أيدى الأمم". وقد تمت هذه النبوة.وتنبأ أيضا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها . وقد تم ذلك فى أيام كلوديوس قيصر ، ثم كرز ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين . وطاف بلادا كثيرة معلما وهاديا حتى رد كثيرين من اليهود واليونانيين إلى معرفة المسيح وطهرهم بالمعمودية المحيية ، فقبض عليه اليهود بأورشايم وضربوه كثيرا ثم وضعوا على عنقه حبلا وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى أن أسلم روحه الطاهرة . عند ذلك نزل نور من السماء ورآه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلا بجسده وبالسماء . وأبصرت ذلك إمرأة يهودية فقالت : حقا إن هذا الرجل بار ، وصاحت بأعلى صوتها قائلة : أنا مسيحية مؤمنة بإله هذا القديس ، فرجموها أيضا . وتنيحت ودفنت معه فى مقبرة واحدة.صلاتهما تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 21 : 3 ، 5 )
أَدركتَهُ ببركاتِ صلاحِكَ. ووضَعتَ على رأسهِ إكليلاً من حجرٍ كريم. مَجدهُ عظيمٌ بخلاصِكَ. مَجداً وبهاءً عظيماً جعلتَ عليهِ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 10 : 1 ـ 20 )
وبعد ذلك عيَّن الربُّ سبعين آخرينَ وأرسلهُم اثنَيْن اثنَيْن أمام وجههِ إلى كلِّ مدينةٍ وموضع حيث كانَ هو مُزمِعاً أن يَمضي إليهِ. فكانَ يقول لهُم: إنَّ الحَصَاد كثيرٌ ولكنَّ الفَعَلة قليلون، فاطلُبوا إلى ربِّ الحَصَاد أنْ يُرسِل فَعَلَةً إلى حصادهِ. اذهبوا. ها أنا أُرسِلكُم مِثل حُملانٍ في وسطِ ذئابٍ. لا تحمِلـوا كيسـاً ولا مِزوَداً ولا أحـذيَة ولا تُسـلِّموا على أحـدٍ في الطَّـريق وأيُّ بيتٍ دخلتُموهُ فقولوا أولاً السَّلام لهذا البيتِ. فإنْ كان هُناك ابنُ السَّلام يَحِلُّ سلامُكُم عليه وإنْ لمْ يَكُن فسلامُكُم يَرجع إليكُم. وأقيموا فـي ذلك البيتِ آكِلينَ وشارِبين ممَّا عندهُم، لأنَّ الفاعِل مُستحقٌ أُجرَتهُ، لا تنتقِلوا من بيتٍ إلى بيتٍ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها وقَبِلوكم إليهم فَكُلوا ممَّا يُقدَّم لكُم. واشفوا المرضى الَّذين فيها. وقولوا لهُم: قـد اقتربَ منكُم ملكوتُ اللهِ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها ولم يَقبَلُوكُم فاخرُجُوا إلى شوارعِها وقولوا: حتَّى الغُبارُ أيضاً الذي لَصِقَ بأرجُلِنا من مدينتِكُم نَنفُضُهُ لكُم، ولكن اعلَمُوا هذا أنَّهُ قد اقتربَ منكُم مَلكوتُ اللهِ. وأقول لكم: أنَّهُ سَيَكونُ لِسادُوم في ذلك اليوم راحةٌ أكثرُ مِن تِلكَ المدينةِ. ويلٌ لكِ يا كُورَزِينُ، ويلٌ لكِ يا بيتَ صَيدا، لأنَّهُ لـو صُنِعـتْ في صُور وصَيـدا هذه القـوات التى صُنِعـتْ فيكُمـا لتَابَتَا قَـديماً جالِسَـتَيْـن في المُسُـوح والرَّمادِ. ولكنَّ صُور وصَيدا سـتكون لهُما راحـة في الدينونةِ أكثر مما لكما وأنتِ يا كفرَناحوم أَترتفِعِين إلى السَّماءِ ( إنكِ ) سَتَنْحطِّينَ إلى أسفلِ الجحيم. الذي يسمعُ مِنكُم فقد سَمِعَ مِنِّي، والذى يُرذِلكُم يُرذِلُني، والذى يُرذِلُني يُرذِل الذي أرسَلَني.فَرَجَعَ السَّبعونَ بِفرح قائلينَ: ياربُّ حتَّى الشَّياطِينُ تخضعُ لنا بِاسمِكَ. فقال لهُم: رأيتُ الشَّيطانَ ساقِطاً مِن السَّماءِ مِثْلَ البَرقِ. ها أنا أعطَيتكُم السُّلطان لِتَدوسُوا الحيَّاتِ والعقاربَ وكلَّ قوَّةِ العدوِّ ولا يَضُرُّ بِكُم شيءٌ. ولكِن لا تَفرَحُوا بِهذا أنَّ الأرواحَ تَخضَعُ لكُم بل افرَحُوا أنَّ أسماءَكُم مكتوبة في السَّمَواتِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #168
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-11-2015, 08:33 PM
Parent: #166

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء)
11 فبراير 2015
4 أمشير 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 5 : 11 ، 12 )
وَليفرحْ جميعُ المُتَّكِلين عليكَ. وإلى الأبدِ يُسرون. لأنَّكَ أنت باركتَ الصدِّيقَ ياربُّ. مِثلَ سلاحِ المسرَّةِ كللتنا. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 24 ـ 33 )
ليس التلميذُ أفضلَ من مُعلِّمه ولا العبدُ أفضلَ من سيِّده. يكفي التلميذ أن يَصير كمُعلِّمه والعبدَ مثل سيِّدهُ. إن كانوا قد لَقَّبوا ربَ البيتِ بَعْلزَبُول فَكَم بالحريِّ أهل بيته. فلا تخافوهم لأن ليس خفيُّ إلا ويُستَعلَنَ ولا مكتومٌ إلاَّ ويُعرف. الذي أقوله لكم في الظُّلمَة قولوه أنتم في النُّور والذى تسمَعُونهُ بآذانكُمْ نادوا به على سطوحِكم. ولا تخافوا من الذي يقتلُ جسدَكُمْ ونَفسَكُمْ لا يَقـدرون أن يَقتلوها بل خافوا بالحريِّ من الذي يقدرُ أن يُهلِكَ النَّفس والجسَـدَ كليهِما في جَهَنَّـم. أَلَيْـسَ عُصفـوران يُباعـان بِفَلـسٍ، وواحـدٌ منهُمـا لا يسقطُ على الأرض بدون إرادة أبيكم الذي في السَّمَوات. وأما أنتم فحتى شعور رؤوسِكُم جميعُها محصاةٌ. فلا تخَافوا، إذاً أنتُـم أفضلُ من عصافير كثيرةٍ. فكُلُّ مَن يعترفُ بي قُدَّام النَّاس أعترفُ أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السَّمَوات. ومن يُنكِرُني قُدَّام النَّاس أُنكِرُهُ أنا أيضاً قُدَّام أبي الذي في السَّمَوات.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 20,19 )
كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الرَّبُّ. يَحفظُ الرَّبُّ جميعَ عِظامِهِم. وواحدةٌ منها لا تنكَسِرُ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 12 : 20 ـ 26 )
وكان قومٌ يونانيين من الذين صَعدوا ليسجدوا في العيد. فتقدَّم هؤلاء إلى فيلُبُّس الذي من بيت صَيدا الجليل وسألوهُ قائلين: يا سيِّـدُ نُريدُ أن نَرى يسوع. فجاء فيلُبس وقال لأندَراوس. ثُمَّ جاء أندراوس وفيلُبُّس وقالا ليسوع. وأمَّا يسوعُ فأجاب وقال لهما: قـد أتت السـَّاعة ليتمجَّد ابنُ الإنسانِ.الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: إنْ لم تقع حبَّةُ الحِنـطَةِ في الأرض وتمُـت فهيَ تبقَـى وحدَها، ولكِن إذا ماتَت تأتي بثمر كثير. مَن يُحِبُّ نَفسهُ يُهلِكُها. ومن يُبغِضُ نَفسهُ في هذا العالم يَحفَظُها إلى حياةٍ أبديـَّةٍ. إنْ كان أحدٌ يَخدمُني فَليتبعني، وحيثُ أكونُ أنا هُناك أيضاً يكون خادمي معي. ومَن يَخدمُني يُكرِمهُ أبي.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
( 11 : 16 ـ 12 : 1 ـ 12 )
أقول أيضاً لئلاَّ يظُنَّ أحدٌ إنِّي غبيٌّ، وإلاَّ فأقبلوني ولو كغبيٍّ لأفتَخِرَ أنا أيضاً قليلاً. الذي أتكلَّمُ بِه لستُ أقوله بحسب الربِّ بل كأنَّهُ بجهلٍ بمقدار هذا الافتخارِ. بمَا أنَّهُ يُوجد كثيرون يفتخِرون حسب الجسدِ أفتخِرُ أنا أيضـاً. فإنكم بسرورٍ تَحتمِلُون الجُهَّال إذ أنتُم عُقَلاءُ، لأنكم تَحتمِلونَ من يَستعبِدُكم، ومَن يأكُلكُم، ومَن يأخذ منكم، ومَن يَتكبَّر، ومَن يَضربُ على وجوهِكُم. وعلى سبيل الهَوَانِ أقولُ: أننا قد ضَعِفنا، والذى يجترئُ فيه أحدٌ أقول بجهلٍ: إني أنا أجترئ فيه أيضاً. أَهُم عبرانيون، فأنا أيضاً. أَهُم إسرائيليون، فأنا أيضاً. أَهُم نسل إبراهيم، فأنا أيضاً. أَهُم خُدَّام المسيح، قلتُ كَمُختلِّ العقلِ: فأنا أفضل. في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، بإفراطٍ في الميتات مراراً كثيرة. جَلدني اليهود خمس مرات أربعين جَلدة إلاَّ واحدة، وضُرِبتُ بالقضبانِ ثلاث مرات، رُجِمتُ مرةً، وانكسرت بي السفينة ثلاث مرات، وأقمتُ في عُمق البحر نهاراً وليلاً. بأسفارٍ في الطُـرق مـراراً كثيرة، قاسيت أخطـار أنهـار، وكنت في أخطـارِ لصــوص، وفى أخطارٍ من بني جنسـي، في أخطـارٍ من الأمـم، في أخطارٍ في المدنِ، في بلاءٍ في البرية، كنت في بلاءٍ في البحرِ، كنت في بلاءٍ من الإخوةِ الكذبة. بأتعابٍ وأوجاع في الأسهار مراراً كثيرةً، بجوع وعطش، في الأصوام مراراً كثيرةً، في بردٍ وعُري. سواءَ أشياءَ كثيرةً دون ذلك قاسَيتها، والاهتمامُ كل يوم بجميع الكنائسِ. مَن يَمرضُ وأنا لا أمرضُ، من يَرتابُ وأنا لا أحترقُ. إنْ كان يجب أن أفتخِر فافتخِر بضَعفي، الله أبو ربنا يسوع المسيح المُبارَكُ إلى الأبدِ يَعرفُ أني لستُ أكذِبُ، في دمشق وإلي الأُمم الذي لأريطا المَلِك كان يحرس مدينة الدِّمشقيِّين يُريد أن يقبض عليَّ، فتدلَّيتُ من طاقةٍ في زِنبيلٍ من السُّور ونَجوتُ من يديهِ.فإنْ افتخرتُ فليس في ذلك خيراً، وإني آتي إلى مناظر وإعلاناتِ الربِّ. أعرفُ رجلاً في المسيح قَبْـلَ أربعة عشر سنةً أفى الجسدِ لستُ أعلمُ أم خارج الجسدِ لستُ أعلمُ، اللهُ يَعلمُ، أُختُطِف هذا هكذا إلى السَّماءِ الثالثةِ. وأعرف هذا الإنسان هكذا أفى الجسد أم خارج الجسد لستُ أعلمُ، أنه أُختُطِف إلى الفردوس وسمع كلمات لا يُنطق بها ولا يحل لإنسان أن ينطق بها. فأنا بمثل هذا هكذا أفتخِر، أمَا من جهة نفسي فلا أفتخِر إلا بضعفاتي. فإني إن أردت الافتخار لا أكون جاهلاً لأني أقول الحقَّ، ولكني أتحاشى لئلاَّ يظُنَّ أحدٌ من جهتي فوق ما يراني عليه أو يسمعه منِّي. ولئلاَّ أستكبر بكثرة الإعلانات أُعطِيتُ منخاساً في جسدي من ملاك الشيطان ليقمعني لئلاَّ أستكبر. ومن جهة هذا طلبتُ من الربِّ ثلاث مراتٍ أن يبعده عنِّي. فقال لي: تكفيكَ نِعمَتي لأنَّ قوَّتي في الضَّعفِ تُكْمَـلُ، يَسرني بالحريِّ أن أفتخِر بالأمراض لكي تَحلَّ عليَّ قوة المسيح. لذلك أُسرُّ بالأمراضِ، بالشَّتائم، بالشَّدائدِ، بالاضطِهاداتِ والضيقاتِ عن المسيح، لأنِّي إذا ضعِفتُ فحينئذٍ أنا قويٌّ.قد صِرتُ جاهلاً لأنكم أنتم ألزمتُوني، لأنه كان الواجب أن أُمدَحَ منكم إذ لم أنقُـص شــيئاً عن الرُّسـُـل الفضـلاء. وإن كنتُ أنـا لسـتُ شيئاً، لكن علامات الرسالة قد عُمِلَتْ بينكم في كل صبرٍ بآياتٍ وعجائب وقواتٍ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 1 : 25 ـ 2 : 1 ـ 10 )
وهذه هيَ الكلمة التى بُشِّرتُم بها. فاطرحوا عنكم إذاً كلّ شرٍّ وكل غشٍ وكل رياءٍ وكل حسدٍ وكل نميمةٍ، مثل أطفال مَولُودِينَ الآن اشتهوا اللبنَ العقليَّ العديم الغشِّ لكي تَنموا به للخلاصِ. إن كنتم قد ذُقتُم أن الربَّ صالحٌ. الذي إذ تأتونَ إليه حجراً حيَّـاً مَرذولاً من النَّاس ولكن مُختارٌ من الله وكريمٌ. كونوا أنتُم أيضاً كحجارةٍ حيَّةٍ مَبنِيِّيـن بيتـاً روحانياً، كهنوتاً طاهراً لتقديم ذبائحَ روحيَّةٍ مقبولةٍ عند اللهِ بيسوع المسيح. لأنه مكتوبٌ في الكتاب: " إنِّي هأنذا أضعُ في صِهيونَ حجراً مُختاراً في رأس الزاويةِ كريمـاً الذي يؤمن به لن يُخـزى ". فلكُم أنتُم أيُّهـا الذين تُؤمنـون الكرامة وأمَّا الذين لا يؤمنون فالحجرُ الذي رذَلَهُ البنَّاؤون هو قد صار رأس الزَّاوية وحجر عثرةٍ وصخرةَ شكٍ. الذين يَعثُرونَ بالكلمة غير موافقينَ للذي وُضِعُوا لهُ. أمَّا أنتم فجنسٌ مُختارٌ وكهنوتٌ ملوكيٌّ وأُمَّةٌ مُقدَّسةٌ وشعبٌ بارٌ لكي تُخبِروا بفضائلِ ذاك الذي دعاكُم من الظُّلمةِ إلى نورهِ العجيبِ، الذينَ قَبْلاً لمْ تكونوا شَعباً وأمَّا الآن فأنتُم صِرتُم شعبُ اللـه، الذين كنتُم غير مرحومينَ وأمَّا الآن فقد رُحِمتُمْ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 6 : 1 ـ 7 : 1 ـ 2 )
وفى تلك الأيام إذ تَكَاثَر التلاميذُ حدثَ تذمُّرٌ من اليونانيين على العبرانيين بأن أرامِلَهُم كُن يُغفَلُ عنهُنَّ في الخدمة اليوميَّة. فدعا الاِثنا عَشَرَ رسولاً جمهور التلاميذ وقالوا لهم: لا يُرضِينا هذا الأمر بأنْ نتركَ نحنُ كلِمة الله ونخدمَ موائدَ. فاختاروا إذاً يا إخوتنا سبعة رجالٍ منكم مشهوداً لهم ومَملُؤينَ من الرُّوح والحكمة فنُقيمَهُم على هذه الحاجةِ. وأمَّا نحنُ فنتفرغ للصَّلوةِ وخدمة الكلمةِ. فَحَسُنَ هذا الكلام أمام كلِّ الجمهورِ فاختارُوا استِفانوس رجُلاً من بينهم رجلاً مَملُوءاً من الإيمان والروح القدس وفيلُبُّس وبُرُوخُورُس ونِيكانُور وتِيمون وبَرمِينا ونِيقولاوس الدخيل الأنطاكي، هؤلاء أقاموهُم أمامَ الرُّسلِ فَصَلُّوا ووضَعوا عليهم الأياديَ. وكانت كلمةُ الربِّ تنمو، وكثر عدد التلاميذ جداً في أُورُشليمَ وجمهورٌ كثيرٌ من الكهنةِ أطاعوا الإيمان. وأما استِفانوس فإذ كان مَملُوءاً نعمةً وقوةً كان يصنعُ عجائبَ عظيمةً وقواتٍ في الشعبِ.فقام قومٌ من المجمع الذين يُدعَونَ الليبَرتينـيِّين والقيروانييِّن والإسكندَريِّين ومن الذين من كيليكيا وأَسيَّا يُجادِلون استفانوس. ولمْ يُمكنهم أنْ يُقاوِموا الحِكمة والروح الذي كان يتكلَّم فيه. حينئذٍ قدَّموا رجالاً قائلين: إننا سمعناهُ يتكلَّم بكلام افتراءٍ على موسى وعلى الله. وهيَّجوا كل الشعبِ والشُّيوخ والكتبة فقاموا وخطفوهُ وأتوا به إلى موضع الحُكم، وأقاموا شهوداً كَذَبَةً يقولون: أن هذا الرَّجل لا يفتُرُ عن أنْ يتكلَّم كلاماً ضِدَّ هذا الموضع المُقدَّس والناموس، لأننا سمعناه يقول: أنَّ يسوع الناصري سَينقُض هذا الموضع المُقدَّس ويُغيِّـر العوائد التى سلَّمنَا إيَّاها موسى. فتفرَّس إليه جميعُ الجالِسين في موضع الحُكم ورأوا وجههُ كأنَّه وَجهُ مـلاكٍ.فقال له رئيس الكهنةِ: هل هذه الأمور هكذا كانت؟. فقال: أيُّها الرجال إخوتنا وآبائنا اسمعوا: ظهر إله المجدِ لأبينا إبراهيم وهو مُقيمٌ في ما بين النهرَين قَبلَمَا يَسكُن في حاران.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الرابع من شهر أمشير المبارك
شهادة القديس أغابوس أحد السبعين رسولا
فى هذا اليوم إستشهد القديس أغابوس أحد السبعين رسولا ، الذين إختارهم الرب ليكرزوا أمامه. وكان مع التلاميذ الإثنى عشر فى علية صهيون، وإمتلأ من مواهب الروح القدس المعزى ، ونال نعمة النبوة، كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله " وبينما نحن مقيمون أياما كثيرة إنحدر من اليهودية نبى إسمه أغابوس . فجاء إلينا وأخذ منطقة بولس وربط يدى نفسه ورجليه وقال : هذا يقوله الروح القدس . الذى له المنطقة هكذا سيربطه اليهود فى أورشليم و يسلمونه إلى أيدى الأمم". وقد تمت هذه النبوة.وتنبأ أيضا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها . وقد تم ذلك فى أيام كلوديوس قيصر ، ثم كرز ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين . وطاف بلادا كثيرة معلما وهاديا حتى رد كثيرين من اليهود واليونانيين إلى معرفة المسيح وطهرهم بالمعمودية المحيية ، فقبض عليه اليهود بأورشايم وضربوه كثيرا ثم وضعوا على عنقه حبلا وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى أن أسلم روحه الطاهرة . عند ذلك نزل نور من السماء ورآه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلا بجسده وبالسماء . وأبصرت ذلك إمرأة يهودية فقالت : حقا إن هذا الرجل بار ، وصاحت بأعلى صوتها قائلة : أنا مسيحية مؤمنة بإله هذا القديس ، فرجموها أيضا . وتنيحت ودفنت معه فى مقبرة واحدة.صلاتهما تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 21 : 3 ، 5 )
أَدركتَهُ ببركاتِ صلاحِكَ. ووضَعتَ على رأسهِ إكليلاً من حجرٍ كريم. مَجدهُ عظيمٌ بخلاصِكَ. مَجداً وبهاءً عظيماً جعلتَ عليهِ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 10 : 1 ـ 20 )
وبعد ذلك عيَّن الربُّ سبعين آخرينَ وأرسلهُم اثنَيْن اثنَيْن أمام وجههِ إلى كلِّ مدينةٍ وموضع حيث كانَ هو مُزمِعاً أن يَمضي إليهِ. فكانَ يقول لهُم: إنَّ الحَصَاد كثيرٌ ولكنَّ الفَعَلة قليلون، فاطلُبوا إلى ربِّ الحَصَاد أنْ يُرسِل فَعَلَةً إلى حصادهِ. اذهبوا. ها أنا أُرسِلكُم مِثل حُملانٍ في وسطِ ذئابٍ. لا تحمِلـوا كيسـاً ولا مِزوَداً ولا أحـذيَة ولا تُسـلِّموا على أحـدٍ في الطَّـريق وأيُّ بيتٍ دخلتُموهُ فقولوا أولاً السَّلام لهذا البيتِ. فإنْ كان هُناك ابنُ السَّلام يَحِلُّ سلامُكُم عليه وإنْ لمْ يَكُن فسلامُكُم يَرجع إليكُم. وأقيموا فـي ذلك البيتِ آكِلينَ وشارِبين ممَّا عندهُم، لأنَّ الفاعِل مُستحقٌ أُجرَتهُ، لا تنتقِلوا من بيتٍ إلى بيتٍ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها وقَبِلوكم إليهم فَكُلوا ممَّا يُقدَّم لكُم. واشفوا المرضى الَّذين فيها. وقولوا لهُم: قـد اقتربَ منكُم ملكوتُ اللهِ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها ولم يَقبَلُوكُم فاخرُجُوا إلى شوارعِها وقولوا: حتَّى الغُبارُ أيضاً الذي لَصِقَ بأرجُلِنا من مدينتِكُم نَنفُضُهُ لكُم، ولكن اعلَمُوا هذا أنَّهُ قد اقتربَ منكُم مَلكوتُ اللهِ. وأقول لكم: أنَّهُ سَيَكونُ لِسادُوم في ذلك اليوم راحةٌ أكثرُ مِن تِلكَ المدينةِ. ويلٌ لكِ يا كُورَزِينُ، ويلٌ لكِ يا بيتَ صَيدا، لأنَّهُ لـو صُنِعـتْ في صُور وصَيـدا هذه القـوات التى صُنِعـتْ فيكُمـا لتَابَتَا قَـديماً جالِسَـتَيْـن في المُسُـوح والرَّمادِ. ولكنَّ صُور وصَيدا سـتكون لهُما راحـة في الدينونةِ أكثر مما لكما وأنتِ يا كفرَناحوم أَترتفِعِين إلى السَّماءِ ( إنكِ ) سَتَنْحطِّينَ إلى أسفلِ الجحيم. الذي يسمعُ مِنكُم فقد سَمِعَ مِنِّي، والذى يُرذِلكُم يُرذِلُني، والذى يُرذِلُني يُرذِل الذي أرسَلَني.فَرَجَعَ السَّبعونَ بِفرح قائلينَ: ياربُّ حتَّى الشَّياطِينُ تخضعُ لنا بِاسمِكَ. فقال لهُم: رأيتُ الشَّيطانَ ساقِطاً مِن السَّماءِ مِثْلَ البَرقِ. ها أنا أعطَيتكُم السُّلطان لِتَدوسُوا الحيَّاتِ والعقاربَ وكلَّ قوَّةِ العدوِّ ولا يَضُرُّ بِكُم شيءٌ. ولكِن لا تَفرَحُوا بِهذا أنَّ الأرواحَ تَخضَعُ لكُم بل افرَحُوا أنَّ أسماءَكُم مكتوبة في السَّمَواتِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #169
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-11-2015, 08:33 PM
Parent: #166

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء)
11 فبراير 2015
4 أمشير 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 5 : 11 ، 12 )
وَليفرحْ جميعُ المُتَّكِلين عليكَ. وإلى الأبدِ يُسرون. لأنَّكَ أنت باركتَ الصدِّيقَ ياربُّ. مِثلَ سلاحِ المسرَّةِ كللتنا. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 24 ـ 33 )
ليس التلميذُ أفضلَ من مُعلِّمه ولا العبدُ أفضلَ من سيِّده. يكفي التلميذ أن يَصير كمُعلِّمه والعبدَ مثل سيِّدهُ. إن كانوا قد لَقَّبوا ربَ البيتِ بَعْلزَبُول فَكَم بالحريِّ أهل بيته. فلا تخافوهم لأن ليس خفيُّ إلا ويُستَعلَنَ ولا مكتومٌ إلاَّ ويُعرف. الذي أقوله لكم في الظُّلمَة قولوه أنتم في النُّور والذى تسمَعُونهُ بآذانكُمْ نادوا به على سطوحِكم. ولا تخافوا من الذي يقتلُ جسدَكُمْ ونَفسَكُمْ لا يَقـدرون أن يَقتلوها بل خافوا بالحريِّ من الذي يقدرُ أن يُهلِكَ النَّفس والجسَـدَ كليهِما في جَهَنَّـم. أَلَيْـسَ عُصفـوران يُباعـان بِفَلـسٍ، وواحـدٌ منهُمـا لا يسقطُ على الأرض بدون إرادة أبيكم الذي في السَّمَوات. وأما أنتم فحتى شعور رؤوسِكُم جميعُها محصاةٌ. فلا تخَافوا، إذاً أنتُـم أفضلُ من عصافير كثيرةٍ. فكُلُّ مَن يعترفُ بي قُدَّام النَّاس أعترفُ أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السَّمَوات. ومن يُنكِرُني قُدَّام النَّاس أُنكِرُهُ أنا أيضاً قُدَّام أبي الذي في السَّمَوات.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 20,19 )
كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الرَّبُّ. يَحفظُ الرَّبُّ جميعَ عِظامِهِم. وواحدةٌ منها لا تنكَسِرُ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 12 : 20 ـ 26 )
وكان قومٌ يونانيين من الذين صَعدوا ليسجدوا في العيد. فتقدَّم هؤلاء إلى فيلُبُّس الذي من بيت صَيدا الجليل وسألوهُ قائلين: يا سيِّـدُ نُريدُ أن نَرى يسوع. فجاء فيلُبس وقال لأندَراوس. ثُمَّ جاء أندراوس وفيلُبُّس وقالا ليسوع. وأمَّا يسوعُ فأجاب وقال لهما: قـد أتت السـَّاعة ليتمجَّد ابنُ الإنسانِ.الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: إنْ لم تقع حبَّةُ الحِنـطَةِ في الأرض وتمُـت فهيَ تبقَـى وحدَها، ولكِن إذا ماتَت تأتي بثمر كثير. مَن يُحِبُّ نَفسهُ يُهلِكُها. ومن يُبغِضُ نَفسهُ في هذا العالم يَحفَظُها إلى حياةٍ أبديـَّةٍ. إنْ كان أحدٌ يَخدمُني فَليتبعني، وحيثُ أكونُ أنا هُناك أيضاً يكون خادمي معي. ومَن يَخدمُني يُكرِمهُ أبي.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
( 11 : 16 ـ 12 : 1 ـ 12 )
أقول أيضاً لئلاَّ يظُنَّ أحدٌ إنِّي غبيٌّ، وإلاَّ فأقبلوني ولو كغبيٍّ لأفتَخِرَ أنا أيضاً قليلاً. الذي أتكلَّمُ بِه لستُ أقوله بحسب الربِّ بل كأنَّهُ بجهلٍ بمقدار هذا الافتخارِ. بمَا أنَّهُ يُوجد كثيرون يفتخِرون حسب الجسدِ أفتخِرُ أنا أيضـاً. فإنكم بسرورٍ تَحتمِلُون الجُهَّال إذ أنتُم عُقَلاءُ، لأنكم تَحتمِلونَ من يَستعبِدُكم، ومَن يأكُلكُم، ومَن يأخذ منكم، ومَن يَتكبَّر، ومَن يَضربُ على وجوهِكُم. وعلى سبيل الهَوَانِ أقولُ: أننا قد ضَعِفنا، والذى يجترئُ فيه أحدٌ أقول بجهلٍ: إني أنا أجترئ فيه أيضاً. أَهُم عبرانيون، فأنا أيضاً. أَهُم إسرائيليون، فأنا أيضاً. أَهُم نسل إبراهيم، فأنا أيضاً. أَهُم خُدَّام المسيح، قلتُ كَمُختلِّ العقلِ: فأنا أفضل. في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، بإفراطٍ في الميتات مراراً كثيرة. جَلدني اليهود خمس مرات أربعين جَلدة إلاَّ واحدة، وضُرِبتُ بالقضبانِ ثلاث مرات، رُجِمتُ مرةً، وانكسرت بي السفينة ثلاث مرات، وأقمتُ في عُمق البحر نهاراً وليلاً. بأسفارٍ في الطُـرق مـراراً كثيرة، قاسيت أخطـار أنهـار، وكنت في أخطـارِ لصــوص، وفى أخطارٍ من بني جنسـي، في أخطـارٍ من الأمـم، في أخطارٍ في المدنِ، في بلاءٍ في البرية، كنت في بلاءٍ في البحرِ، كنت في بلاءٍ من الإخوةِ الكذبة. بأتعابٍ وأوجاع في الأسهار مراراً كثيرةً، بجوع وعطش، في الأصوام مراراً كثيرةً، في بردٍ وعُري. سواءَ أشياءَ كثيرةً دون ذلك قاسَيتها، والاهتمامُ كل يوم بجميع الكنائسِ. مَن يَمرضُ وأنا لا أمرضُ، من يَرتابُ وأنا لا أحترقُ. إنْ كان يجب أن أفتخِر فافتخِر بضَعفي، الله أبو ربنا يسوع المسيح المُبارَكُ إلى الأبدِ يَعرفُ أني لستُ أكذِبُ، في دمشق وإلي الأُمم الذي لأريطا المَلِك كان يحرس مدينة الدِّمشقيِّين يُريد أن يقبض عليَّ، فتدلَّيتُ من طاقةٍ في زِنبيلٍ من السُّور ونَجوتُ من يديهِ.فإنْ افتخرتُ فليس في ذلك خيراً، وإني آتي إلى مناظر وإعلاناتِ الربِّ. أعرفُ رجلاً في المسيح قَبْـلَ أربعة عشر سنةً أفى الجسدِ لستُ أعلمُ أم خارج الجسدِ لستُ أعلمُ، اللهُ يَعلمُ، أُختُطِف هذا هكذا إلى السَّماءِ الثالثةِ. وأعرف هذا الإنسان هكذا أفى الجسد أم خارج الجسد لستُ أعلمُ، أنه أُختُطِف إلى الفردوس وسمع كلمات لا يُنطق بها ولا يحل لإنسان أن ينطق بها. فأنا بمثل هذا هكذا أفتخِر، أمَا من جهة نفسي فلا أفتخِر إلا بضعفاتي. فإني إن أردت الافتخار لا أكون جاهلاً لأني أقول الحقَّ، ولكني أتحاشى لئلاَّ يظُنَّ أحدٌ من جهتي فوق ما يراني عليه أو يسمعه منِّي. ولئلاَّ أستكبر بكثرة الإعلانات أُعطِيتُ منخاساً في جسدي من ملاك الشيطان ليقمعني لئلاَّ أستكبر. ومن جهة هذا طلبتُ من الربِّ ثلاث مراتٍ أن يبعده عنِّي. فقال لي: تكفيكَ نِعمَتي لأنَّ قوَّتي في الضَّعفِ تُكْمَـلُ، يَسرني بالحريِّ أن أفتخِر بالأمراض لكي تَحلَّ عليَّ قوة المسيح. لذلك أُسرُّ بالأمراضِ، بالشَّتائم، بالشَّدائدِ، بالاضطِهاداتِ والضيقاتِ عن المسيح، لأنِّي إذا ضعِفتُ فحينئذٍ أنا قويٌّ.قد صِرتُ جاهلاً لأنكم أنتم ألزمتُوني، لأنه كان الواجب أن أُمدَحَ منكم إذ لم أنقُـص شــيئاً عن الرُّسـُـل الفضـلاء. وإن كنتُ أنـا لسـتُ شيئاً، لكن علامات الرسالة قد عُمِلَتْ بينكم في كل صبرٍ بآياتٍ وعجائب وقواتٍ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 1 : 25 ـ 2 : 1 ـ 10 )
وهذه هيَ الكلمة التى بُشِّرتُم بها. فاطرحوا عنكم إذاً كلّ شرٍّ وكل غشٍ وكل رياءٍ وكل حسدٍ وكل نميمةٍ، مثل أطفال مَولُودِينَ الآن اشتهوا اللبنَ العقليَّ العديم الغشِّ لكي تَنموا به للخلاصِ. إن كنتم قد ذُقتُم أن الربَّ صالحٌ. الذي إذ تأتونَ إليه حجراً حيَّـاً مَرذولاً من النَّاس ولكن مُختارٌ من الله وكريمٌ. كونوا أنتُم أيضاً كحجارةٍ حيَّةٍ مَبنِيِّيـن بيتـاً روحانياً، كهنوتاً طاهراً لتقديم ذبائحَ روحيَّةٍ مقبولةٍ عند اللهِ بيسوع المسيح. لأنه مكتوبٌ في الكتاب: " إنِّي هأنذا أضعُ في صِهيونَ حجراً مُختاراً في رأس الزاويةِ كريمـاً الذي يؤمن به لن يُخـزى ". فلكُم أنتُم أيُّهـا الذين تُؤمنـون الكرامة وأمَّا الذين لا يؤمنون فالحجرُ الذي رذَلَهُ البنَّاؤون هو قد صار رأس الزَّاوية وحجر عثرةٍ وصخرةَ شكٍ. الذين يَعثُرونَ بالكلمة غير موافقينَ للذي وُضِعُوا لهُ. أمَّا أنتم فجنسٌ مُختارٌ وكهنوتٌ ملوكيٌّ وأُمَّةٌ مُقدَّسةٌ وشعبٌ بارٌ لكي تُخبِروا بفضائلِ ذاك الذي دعاكُم من الظُّلمةِ إلى نورهِ العجيبِ، الذينَ قَبْلاً لمْ تكونوا شَعباً وأمَّا الآن فأنتُم صِرتُم شعبُ اللـه، الذين كنتُم غير مرحومينَ وأمَّا الآن فقد رُحِمتُمْ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 6 : 1 ـ 7 : 1 ـ 2 )
وفى تلك الأيام إذ تَكَاثَر التلاميذُ حدثَ تذمُّرٌ من اليونانيين على العبرانيين بأن أرامِلَهُم كُن يُغفَلُ عنهُنَّ في الخدمة اليوميَّة. فدعا الاِثنا عَشَرَ رسولاً جمهور التلاميذ وقالوا لهم: لا يُرضِينا هذا الأمر بأنْ نتركَ نحنُ كلِمة الله ونخدمَ موائدَ. فاختاروا إذاً يا إخوتنا سبعة رجالٍ منكم مشهوداً لهم ومَملُؤينَ من الرُّوح والحكمة فنُقيمَهُم على هذه الحاجةِ. وأمَّا نحنُ فنتفرغ للصَّلوةِ وخدمة الكلمةِ. فَحَسُنَ هذا الكلام أمام كلِّ الجمهورِ فاختارُوا استِفانوس رجُلاً من بينهم رجلاً مَملُوءاً من الإيمان والروح القدس وفيلُبُّس وبُرُوخُورُس ونِيكانُور وتِيمون وبَرمِينا ونِيقولاوس الدخيل الأنطاكي، هؤلاء أقاموهُم أمامَ الرُّسلِ فَصَلُّوا ووضَعوا عليهم الأياديَ. وكانت كلمةُ الربِّ تنمو، وكثر عدد التلاميذ جداً في أُورُشليمَ وجمهورٌ كثيرٌ من الكهنةِ أطاعوا الإيمان. وأما استِفانوس فإذ كان مَملُوءاً نعمةً وقوةً كان يصنعُ عجائبَ عظيمةً وقواتٍ في الشعبِ.فقام قومٌ من المجمع الذين يُدعَونَ الليبَرتينـيِّين والقيروانييِّن والإسكندَريِّين ومن الذين من كيليكيا وأَسيَّا يُجادِلون استفانوس. ولمْ يُمكنهم أنْ يُقاوِموا الحِكمة والروح الذي كان يتكلَّم فيه. حينئذٍ قدَّموا رجالاً قائلين: إننا سمعناهُ يتكلَّم بكلام افتراءٍ على موسى وعلى الله. وهيَّجوا كل الشعبِ والشُّيوخ والكتبة فقاموا وخطفوهُ وأتوا به إلى موضع الحُكم، وأقاموا شهوداً كَذَبَةً يقولون: أن هذا الرَّجل لا يفتُرُ عن أنْ يتكلَّم كلاماً ضِدَّ هذا الموضع المُقدَّس والناموس، لأننا سمعناه يقول: أنَّ يسوع الناصري سَينقُض هذا الموضع المُقدَّس ويُغيِّـر العوائد التى سلَّمنَا إيَّاها موسى. فتفرَّس إليه جميعُ الجالِسين في موضع الحُكم ورأوا وجههُ كأنَّه وَجهُ مـلاكٍ.فقال له رئيس الكهنةِ: هل هذه الأمور هكذا كانت؟. فقال: أيُّها الرجال إخوتنا وآبائنا اسمعوا: ظهر إله المجدِ لأبينا إبراهيم وهو مُقيمٌ في ما بين النهرَين قَبلَمَا يَسكُن في حاران.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الرابع من شهر أمشير المبارك
شهادة القديس أغابوس أحد السبعين رسولا
فى هذا اليوم إستشهد القديس أغابوس أحد السبعين رسولا ، الذين إختارهم الرب ليكرزوا أمامه. وكان مع التلاميذ الإثنى عشر فى علية صهيون، وإمتلأ من مواهب الروح القدس المعزى ، ونال نعمة النبوة، كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله " وبينما نحن مقيمون أياما كثيرة إنحدر من اليهودية نبى إسمه أغابوس . فجاء إلينا وأخذ منطقة بولس وربط يدى نفسه ورجليه وقال : هذا يقوله الروح القدس . الذى له المنطقة هكذا سيربطه اليهود فى أورشليم و يسلمونه إلى أيدى الأمم". وقد تمت هذه النبوة.وتنبأ أيضا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها . وقد تم ذلك فى أيام كلوديوس قيصر ، ثم كرز ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين . وطاف بلادا كثيرة معلما وهاديا حتى رد كثيرين من اليهود واليونانيين إلى معرفة المسيح وطهرهم بالمعمودية المحيية ، فقبض عليه اليهود بأورشايم وضربوه كثيرا ثم وضعوا على عنقه حبلا وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى أن أسلم روحه الطاهرة . عند ذلك نزل نور من السماء ورآه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلا بجسده وبالسماء . وأبصرت ذلك إمرأة يهودية فقالت : حقا إن هذا الرجل بار ، وصاحت بأعلى صوتها قائلة : أنا مسيحية مؤمنة بإله هذا القديس ، فرجموها أيضا . وتنيحت ودفنت معه فى مقبرة واحدة.صلاتهما تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 21 : 3 ، 5 )
أَدركتَهُ ببركاتِ صلاحِكَ. ووضَعتَ على رأسهِ إكليلاً من حجرٍ كريم. مَجدهُ عظيمٌ بخلاصِكَ. مَجداً وبهاءً عظيماً جعلتَ عليهِ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 10 : 1 ـ 20 )
وبعد ذلك عيَّن الربُّ سبعين آخرينَ وأرسلهُم اثنَيْن اثنَيْن أمام وجههِ إلى كلِّ مدينةٍ وموضع حيث كانَ هو مُزمِعاً أن يَمضي إليهِ. فكانَ يقول لهُم: إنَّ الحَصَاد كثيرٌ ولكنَّ الفَعَلة قليلون، فاطلُبوا إلى ربِّ الحَصَاد أنْ يُرسِل فَعَلَةً إلى حصادهِ. اذهبوا. ها أنا أُرسِلكُم مِثل حُملانٍ في وسطِ ذئابٍ. لا تحمِلـوا كيسـاً ولا مِزوَداً ولا أحـذيَة ولا تُسـلِّموا على أحـدٍ في الطَّـريق وأيُّ بيتٍ دخلتُموهُ فقولوا أولاً السَّلام لهذا البيتِ. فإنْ كان هُناك ابنُ السَّلام يَحِلُّ سلامُكُم عليه وإنْ لمْ يَكُن فسلامُكُم يَرجع إليكُم. وأقيموا فـي ذلك البيتِ آكِلينَ وشارِبين ممَّا عندهُم، لأنَّ الفاعِل مُستحقٌ أُجرَتهُ، لا تنتقِلوا من بيتٍ إلى بيتٍ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها وقَبِلوكم إليهم فَكُلوا ممَّا يُقدَّم لكُم. واشفوا المرضى الَّذين فيها. وقولوا لهُم: قـد اقتربَ منكُم ملكوتُ اللهِ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها ولم يَقبَلُوكُم فاخرُجُوا إلى شوارعِها وقولوا: حتَّى الغُبارُ أيضاً الذي لَصِقَ بأرجُلِنا من مدينتِكُم نَنفُضُهُ لكُم، ولكن اعلَمُوا هذا أنَّهُ قد اقتربَ منكُم مَلكوتُ اللهِ. وأقول لكم: أنَّهُ سَيَكونُ لِسادُوم في ذلك اليوم راحةٌ أكثرُ مِن تِلكَ المدينةِ. ويلٌ لكِ يا كُورَزِينُ، ويلٌ لكِ يا بيتَ صَيدا، لأنَّهُ لـو صُنِعـتْ في صُور وصَيـدا هذه القـوات التى صُنِعـتْ فيكُمـا لتَابَتَا قَـديماً جالِسَـتَيْـن في المُسُـوح والرَّمادِ. ولكنَّ صُور وصَيدا سـتكون لهُما راحـة في الدينونةِ أكثر مما لكما وأنتِ يا كفرَناحوم أَترتفِعِين إلى السَّماءِ ( إنكِ ) سَتَنْحطِّينَ إلى أسفلِ الجحيم. الذي يسمعُ مِنكُم فقد سَمِعَ مِنِّي، والذى يُرذِلكُم يُرذِلُني، والذى يُرذِلُني يُرذِل الذي أرسَلَني.فَرَجَعَ السَّبعونَ بِفرح قائلينَ: ياربُّ حتَّى الشَّياطِينُ تخضعُ لنا بِاسمِكَ. فقال لهُم: رأيتُ الشَّيطانَ ساقِطاً مِن السَّماءِ مِثْلَ البَرقِ. ها أنا أعطَيتكُم السُّلطان لِتَدوسُوا الحيَّاتِ والعقاربَ وكلَّ قوَّةِ العدوِّ ولا يَضُرُّ بِكُم شيءٌ. ولكِن لا تَفرَحُوا بِهذا أنَّ الأرواحَ تَخضَعُ لكُم بل افرَحُوا أنَّ أسماءَكُم مكتوبة في السَّمَواتِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #170
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-12-2015, 02:00 AM
Parent: #169

أبونا مكارى يونان يخرج الشياطين .. فيديو..
https://http://http://www.youtube.com/watch?v=p7Wruezz7igwww.youtube.com/watch?v=p7Wruezz7ig

الرب يبارك حياتكم ..

Post: #171
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-12-2015, 06:34 AM
Parent: #170

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 28 نوفمبر 2010

آذان ولكنها لا تسمع



كل إنسان لابد أن تصل إلي فكره أو إلي قلبه -في وقت ما- رسالة مناسبة ونافعة له أو لغيره عن طريق إرشاد أو عظة أو في كتاب يقرأه أو تصله نصيحة أو حتى توبيخ أو إنذار.. فان كان حكيما يستوعب الرسالة, ويطيع وينفذ مثل هذا يقال عنه بالعامية أنه (إنسان يسمع الكلام).

أي يطيعه. له أذن من النوع الذي يسمع. وهنا لا نقصد الأذن الخارجية الجسدية بل الأذن الداخلية أي الإرادة.

† في مقدمة أصحاب الآذان التي تسمع: الملائكة القديسون الذين ما إن يسمعوا كلمة من الله, حتى يبادروا بتنفيذها علي الفور. ومثلهم أيضًا الأنبياء الذين يتلقون الرسالة عن طريق الوحي. أو بعض الأبرار الذين قد تصلهم رسالة عن طريق رأي أو أحلام من عند الله ومن أمثله من لهم آذان للسمع. الأبناء البررة, أو التلاميذ المطيعون جدا لمرشديهم ومعلميهم أو كل من هو مطيع بدقة لرؤسائه.

علي ان هناك آخرين لهم آذان لا تسمع وما أكثر الأمثلة لهذا النوع وما أكثر أسبابها.

† هناك آذان لا تسمع بسبب وجود شهوة في القلب تمنع وصول الكلمة إليه كالشهوة المسيطرة والانفعالات الداخلية, تحجب كل وصية وكل كلمة نافعة حتى لا تصل إلى الإرادة.

هناك نوع مستعد أن يسمع النصيحة في كل شيء, ما عدا شيئا واحدا لا تقبله أذناه. هنا عدم السمع ليس مطلقا ولكنه مركز في شيء واحد, في نقطة الضعف, كالرغبة الداخلية المسيطرة كشخص يمكن أن يستمع إلى النصح في أمور عديدة ما عدا في شهوة المال أو شهوة النساء.
† وهناك نوع آخر تملكه مشاعر الحقد والغضب علي شخص ما أو مجموعة معينة, هذا الحقد يكون في قلبه كأنه حاجز قوي, يمنع كلمة النصح من أن تدخل إلى أذنيه فان سمعها يكون كأنه لم يسمع فيمضي وينفذ ما يريد لأنه مشغول جدا لسماع صوت الحقد أكثر من سماع نصيحة.

† أحيانا يكون عدم قدرة الأذن علي السماع يرجع إلى قساوة في القلب هذا النوع القاسي لا تستطيع أذنه أن تسمع إنذارات الله كما حدث لفرعون الذي كانت له أذن لا تستطيع إطلاقًا أن تسمع لصوت موسى النبي.

وقساوة القلب تلد العناد والعناد أيضًا يمنع من سماع الكلمة ذلك العناد الذي يغلق القلب ويغلق الفكر ومهما قيل له من كلام نافع مقنع فانه لا يسمع, له أذنان, ولكنهما لا تسمعان انه متثبث بفكره مهما كلمته فكأنك لم تتكلم والتشبث بالفكر هو نوع من الكبرياء يغلق الأذن عن السماع بعكس الإنسان الوديع المتواضع يمكنه أن يسمع الكلمة ويقبلها حتى ان كانت له أخطاء فهو مستعد أن يستمع كلمة التأنيب والتوبيخ والنصيحة ويصلح طريقه دون تذمر.

المبتدعون أيضًا في العقيدة أو في طرق أخرى هم أيضًا يتصفون بالعناد والكبرياء وآذانهم لا تسمع النصيحة ولا الإقناع من الجانب الآخر وقد يموت كل منهم وهو متمسك ببدعته وبفكره.

وقد تحاور إنسانا من هذا النوع فتجده متحفزا للرد عليك قبل أن تكمل كلامك, لسانه أسرع من أذنيه. فأذنه لا رغبة لديها في السماع ولا في قبول الإقناع يمنعها التشبث والعناد.

وبالمثل كل إنسان يتمسك بفكره الخاص, مصر علي فكره, تكلمه وكأنك تكلم صخرا صلبا لا توجد فيه منافذ تدخل منها الكلمة.

ونفس الوضع مع كل إنسان معتز بكرامته فأذناه ترفضان السماع لأية نصيحة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إنه يشعر أن النصيحة كأنها إهانة تهز كرامته وتشعره بالخطأ وتتعب نفسيته فلا يكون مستعدًا أطلاقًا لان يسمع ولهذا فان العتاب مع هذا النوع لا يأتي بنتيجة أطلاقًا, فالمتكبر المعتز بكرامته أن عاتبته يزدد الأمر سوءًا.

† هناك عقبة أخري تمنع تأثير حتى كلمة الرب نفسه من الوصول إلى الأذنين, وذلك أن كانت هناك محبة أخرى تطغي علي محبة الله في القلب. فكم من وصايا الله وكلماته يسمعها الشخص وطبعه هو نفس الطبع لا يتغير مهما سمع, كذلك أيضًا الذين تملك عليهم الحرفية في سماع وصايا الله وليس روحانية الوصية. وتمنعه عن سماع التفسير السليم وترفض آذانهم أن تسمع ذلك التفسير.

† هناك نوع آخر يمنع الأذن من السماع وهو الخوف من التهديد والخوف من الضياع وقول البعض لمثل هذا الشخص إن فتحت فمك لتتكلم فسيحدث لك كذا وكذا, وكذلك إن حاولت أن تهرب منا أو أن تكشف المؤامرة, أو إن لم تخضع سيدركك تنفيذ التهديد الواقع عليك. مثل هذا الإنسان لا تدخل إلى أذنه كل نصيحة لإنقاذه تكلمه كأنه لا يسمع الخوف يسد أذنيه.

† هناك سبب آخر يمنع الأذن من السماع وهو الاستهتار واللامبالاة ويشمل ذلك الغارقين في الخطية أو في الضلال.. فلا يقبلون كلمة النصيحة وبجدية بل ربما يقابلونها بالتهكم والازدراء أو بتحويل الجو إلى عبث, هؤلاء أيضًا لهم آذان ولكنها لا تسمع ويشبه هؤلاء النوع المتردد الذي يسمع كلمة نافعة من مرشده فيمنعها عن أذنيه تأثير أصدقاء السوء.

† وأنت يا أخي القارئ إن وجدت أن أذنك لا تسمع فأبحث عن السبب في ذلك لا تذهب إلى طبيب آذان يعالجك بل اذهب بالأكثر إلى طبيب قلب يكشف ما في قلبك من موانع تمنع الكلمة من الوصول إلى أذنيك ابحث هل هناك شهوة في قلبك تريد أن تحققها والشهوة من طبيعتها أن تصم الأذنين عن السماع واعرف انه لكي تكون لك القدرة علي السماع, ينبغي أن تكون لك الرغبة في أن تسمع, وأن تكون لك الجدية في التنفيذ بل أن تكون بالأكثر مشتاقًا لسماع كلمة من أجل منفعتك.. ولهذا كله علينا أن نحاسب أنفسنا, كم مرة سمعنا ولم نعمل, وكأننا لم نسمع!!
+++

Post: #172
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-12-2015, 11:14 PM
Parent: #171

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الخميس )
12 فبراير 2015
5 أمشير 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي (112 : 1 ، 2)
طوبى للرجل الخائف الرب، ويهوى وصاياه جداً، يقوى زرعه على الأرض، ويُبارك جيل المستقيمين. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 – 23)
وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله. فاعطى واحدا خمس وزنات واخر وزنتين واخر وزنة كل واحد على قدر طاقته وسافر للوقت.فمضى الذي اخذ الخمس وزنات وتاجر بها فربح خمس وزنات اخر. وهكذا الذي اخذ الوزنتين ربح ايضا وزنتين اخريين.واما الذي اخذ الوزنة فمضى وحفر في الارض واخفى فضة سيده.وبعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم.فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات اخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات اخر ربحتها فوقها. فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك. ثم جاء الذي اخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان اخريان ربحتهما فوقهما. قال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك.
( والمجد لله دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 1 ، 9)
أذكر يارب داود وكل دعته، كما أقسم للرب ونذر لإله يعقوب، كهنتك يلبسون العدل، وأبرارك يبتهجون من أجل داود عبدك. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير( 6 : 17 – 23)
ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية واورشليم وساحل صور وصيدا الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من امراضهم.والمعذبون من ارواح نجسة وكانوا يبراون.و كل الجمع طلبوا ان يلمسوه لان قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع. ورفع عينيه الى تلاميذه وقال طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله.طوباكم ايها الجياع الان لانكم تشبعون طوباكم ايها الباكون الان لانكم ستضحكون.طوباكم اذا ابغضكم الناس واذا افرزوكم وعيروكم و اخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان. افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا اجركم عظيم في السماء لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء.
( والمجد لله دائماً )

القـداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل العبرانين
( 11 : 17 – 31)
بالايمان قدم ابراهيم اسحق وهو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده.الذي قيل له انه باسحق يدعى لك نسل.اذ حسب ان الله قادر على الاقامة من الاموات ايضا الذين منهم اخذه ايضا في مثال. بالايمان اسحق بارك يعقوب وعيسو من جهة امور عتيدة.بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف وسجد على راس عصاه. بالايمان يوسف عند موته ذكر خروج بني اسرائيل واوصى من جهة عظامه. بالايمان موسى بعدما ولد اخفاه ابواه ثلاثة اشهر لانهما رايا الصبي جميلا ولم يخشيا امر الملك. بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون. مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية. حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة. بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى. بالايمان صنع الفصح ورش الدم لئلا يمسهم الذي اهلك الابكار. بالايمان اجتازوا في البحر الاحمر كما في اليابسة الامر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا. بالايمان سقطت اسوار اريحا بعدما طيف حولها سبعة ايام. بالايمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ قبلت الجاسوسين بسلام.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة معلمنا يعقوب الرسول
(1 : 12 – 21)
طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه.لا يقل احد اذا جرب اني اجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب احدا.
ولكن كل واحد يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته.ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا. لا تضلوا يا اخوتي الاحباء. كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند ابي الانوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه.اذا يا اخوتي الاحباء ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب. لان غضب الانسان لا يصنع بر الله.لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلص نفوسكم.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
(19 : 11 – 20)
وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة. حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى فتزول عنهم الامراض وتخرج الارواح الشريرة منهم. فشرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين ان يسموا على الذين بهم الارواح الشريرة باسم الرب يسوع قائلين نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس.وكان سبعة بنين لسكاوا رجل يهودي رئيس كهنة الذين فعلوا هذا. فاجاب الروح الشرير وقال اما يسوع فانا اعرفه وبولس انا اعلمه واما انتم فمن انتم. فوثب عليهم الانسان الذي كان فيه الروح الشرير وغلبهم وقوي عليهم حتى هربوا من ذلك البيت عراة ومجرحين.وصار هذا معلوما عند جميع اليهود واليونانيين الساكنين في افسس فوقع خوف على جميعهم وكان اسم الرب يسوع يتعظم.وكان كثيرون من الذين امنوا ياتون مقرين ومخبرين بافعالهم. وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها امام الجميع وحسبوا اثمانها فوجدوها خمسين الفا من الفضة.هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة.
( لم تزَلْ كَلمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الخامس من شهر أمشير المبارك
1- نياحة القديس أغربينوس بابا الإسكندرية العاشر
2- تذكار القديسين الأنبا بيشاى صاحب دير أخميم و الأنبا أبانوب
3- نياحة القديس أبللو رفيق الأنبا أبيب
4- تذكار نقل أعضاء شيوخ شيهيت الــ 49
1- فى هذا اليوم من سنة 181 م تنيح الأب القديس الأنبا أغربينوس بابا الإسكندرية العاشر. كان هذا الأب قديسا طاهرا خائفا الله ، فرسموه قسا على كنيسة الإسكندرية . ولما تنيح الأب كلاديانوس البابا التاسع أختير هذا القديس من شعب المدينة والإكليروس بطريركا . فتولى بنعمة الله الخلافة على الكرسى الرسولى ، وسار سيرا رسوليا ، كارزا ومعلنا الناس أصول الإيمان وشرائعه المحيية . مهتما بكل قواه فى حراسة الرعية معلما ومصليا عن جميعهم . لم يقتن ذهبا ولا فضة ، إلا ما كان ضروريا لسد حاجته فقط . وأكمل فى الجهاد إثنتى عشرة سنة وتنيح بسلام.صلاته تكون معنا . آمين.
2- وفى هذا اليوم نعيد بتذكار القديسين الأنبا بيشاى صاحب دير أخميم . والأنبا أبانوب صاحب المروحة الذهب. صلاته تكون معنا . آمين.
3- وفيه أيضا تذكار نياحة القديس أبللو رفيق الأنبا أبيب.صلاته تكون معنا . آمين.
4- وفى هذا اليوم أيضا نعيد بتذكار نقل أجساد الآباء الأطهار القديسين شيوخ برية شيهيت التسعة والأربعين إلى كنيستهم بدير القديس مقاريوس.صلاتهم تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا . آمين.

مزمور القداس
من مزامير معلمنا داود النبي (1 : 1)
طوبى للرجل، الذى لم يسلك فى مشورة المنافقين، وفى طريق الخطاة لم يقف، وفى مجلس المستهزئين لم يجلس. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 - 5 : 16)
وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.فذاع خبره في جميع سورية فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض واوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم.فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن واورشليم واليهودية ومن عبر الاردن. ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه. ففتح فاه وعلمهم قائلا.طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات. طوبى للحزانى لانهم يتعزون. طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض. طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون. طوبى للرحماء لانهم يرحمون. طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم. انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس. انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت.فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #173
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-13-2015, 06:34 AM
Parent: #172

أحبائى ..

هذا هو اختبار الأخ الحبيب كريم ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=-38wEgM0BU8www.youtube.com/watch?v=-38wEgM0BU8

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #174
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-13-2015, 04:27 PM
Parent: #173

أحبائى الكرام ..

اليوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

بعد قليل ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #175
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-13-2015, 05:03 PM
Parent: #174

الآن ..

ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
ومن خلال هذا الرابط ..

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #176
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-14-2015, 03:20 AM
Parent: #175

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 5 ديسمبر 2010

أمام الله



أنت يا أخي أمام الله باستمرار, ليس فقط في وقت الصلاة أو في دور العبادة, بل أنت أمامه في كل مكان وفي كل حين, في مكتبك ووقت العمل, وفي الشارع, وفي البيت, وحتى في حجرتك المغلقة, نعم أنت أمام الله الذي يري ويسمع ويلاحظ.

† من الملاحظ عمليا في أخطاء الناس, إن أي شخص يخطئ قد يستحي أن يخطئ أمام الناس, أو أمام احد من محبيه لئلا تتغير ثقته عنه, أو حتى أمام أعدائه حتى لا يعيروه بذلك الخطأ, أو لذلك يفضل الخطاة أن يرتكبوا أخطاءهم في الخفاء, أو في الظلمة حتى لا يراهم احد. ولذلك قيل أمام الله عنهم أنهم أحبوا الظلمة أكثر من النور لان أعمالهم شريرة، ونص الآية هو: "وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً." (إنجيل يوحنا 3: 19). فإن كان الخطأة يخجلون أن يخطئوا أمام البشر أمثالهم, أفلا يخجلون من ارتكاب الخطية أمام الله الذي يراهم؟! يقينا أنهم لو شعروا ـ أثناء خطيئتهم ـ أنهم يفعلون ذلك أمام الله, لخجلوا وخافوا, إلا لو كانت درجة محبتهم للخطية, أو درجة استهتارهم, اقوي بكثير من الشعور بالوجود أمام الله. أو أن الخطاة ينسون أنهم أمام الله, أو يحاولون ان ينسوا ذلك, أو أنهم يبعدون عن ذهنهم أثناء الخطية كل فكر يختص بالله وبوصاياه لذلك فأن الشيطان وهو يقود إنسانًا إلى الخطية, ينسيه اسم الله بالكلية, وينسيه وصاياه, وكما قال احد الأدباء: إن الخطية تسبقها الشهوة أو الغفلة أو النسيان.

لذلك نقول للخاطئ: إن كانت خطيئتك بالعمل, اخجل من الله الذي يراك. وان كانت خطية لسان فاخجل من الله الذي يسمعك وان كانت الخطية بالفكر أو بمشاعر القلب, اخجل من الله فاحص القلوب وقارئ الأفكار, نعم اخجل من الله الذي يقول لك في أعماقك: "أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 2، 13، 19؛ سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 1، 8، 15).

عليك أن تخجل أيضًا من الملائكة التي تراك وتسمعك والتي تحيط بنا باستمرار, وفي كثير من الخطايا البشعة التي لا يحتمل الملائكة رؤيتها أو سماعها, وقد يحدث أنهم يتركونك, فتلتف حولك الشياطين وتتعبك.

عليك أن تخجل أيضًا من أرواح القديسين وهم يرونك, اخجل من أرواح أقربائك; وأصحابك وزملائك الذين انتقلوا من عالمنا, و هم يرون ما تفعله وما تقوله, وبعضهم كان يثق بك جدا, وما كان يتصور انك تخطيء هكذا! وكل أولئك مندهشون جدا مما يحدث منك!

والي جوار عنصر الخجل يوجد عنصر النسيان: ففي وقت ارتكاب الخطية تنسي انك أمام الله, وتنسي انك بالخطية تكون في حالة انفصال عن الله بالفكر والقلب, وأنك في حالة عدم شعور بوجود الله, وعدم شعور بقدسيته, وبنسيان كامل وصاياه. وتكون أيضا في حالة نسيان للأبدية ولدينونة الله العادلة, وفي الواقع أنت أمام الله الديان العادل, ليس في السماء فقط, وإنما أيضا هنا علي الأرض.

† وفي غير موضوع الخطية, فإن الذي يدرك أنه أمام الله, لاشك أنه يشعر بخشوع أمامه, فنخشع أمام قوة الله, وأمام لاهوته, وأمام قدسيته. ومن هنا يكون الشخص في حالة تواضع. فإن الذي يحيط نفسه بالعظمة, ويمشي في الأرض مرحا, ويتكبر في علاقته مع الآخرين.. لاشك أنه لا يشعر أبدا أنه أمام الله الذي يرفض هذا التعاظم وهذه الكبرياء. وذلك مهما حصل الإنسان علي مناصب أو درجات. وأذكر أنني قلت مرة في بعض أبيات الشعر:

قل لمن يعتز بالألقاب إن...... صاح في فخره من أعظم مني

أنت في الأصل تراب تافه.... هل سأنسي أصله من قال إني

ولذلك يا أخي لا تجلس بكبرياء ولا تمشي بكبرياء, ولا تكلم أحدًا بكبرياء. لأنك في كل ذلك أمام الله الذي لا يسر بتعظمك. بل عليك أن تقول في صلاتك: أنا أخجل أمامك يا رب من أن أعامل الناس بكبرياء أو بعظمة أو بسلطان, ناسيًا أنني تراب ورماد, وأنهم خليقتك ورعيتك.

وبنفس الوضع يكون الإنسان الحكيم متواضعا أمام الله في صلاته. فيقول له: من أنا يا رب حتى أقف أمامك, أو أتحدث إليك؟! أنت الذي تقف أمامك الملائكة ورؤساء الملائكة وكل الأجناد السمائية... هذا بعكس الذين في صلواتهم قد يشعرون بالبر لأنهم أتقياء ويصلون! بل إن الذي يشعر في الصلاة أنه أمام الله القدوس البار, الذي لا حدود لقدسيته ولبره, إنما يشعر بهذا المصلي بخجل شديد في أنه يقف أمام الله ناسيا خطاياه الكثيرة التي نجس القلب بها, لذلك فإنه يعترف بأنه أخطأ أمام الله ولم يخجل! وأنه أخطأ كثيرا ثم تجرأ أن يقف أمام الله ويكلمه ناسيا ما فعله من أخطاء!

إن الذي يشعر أنه أمام الله, لابد أن يكون حريصًا جدًا في معاملاته مع الناس. وهو يشعر أنه أمام الله الذي ستر عليه ولم يكشفه في كل ما ارتكب من خطايا. لذلك يحرص أنه يستر علي باقي الناس, ولا يشهر بنقائصهم أو بخطاياهم، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لأنه بإدراكه أنه أمام الله, يقول له: كما سترت علي يا رب ينبغي أن أستر علي غيري. وكما غفرت لي, ينبغي أن أغفر لغيري إساءتهم. ولا أحكم علي أفعال الناس, لأنني إنسان محكوم علي منك, الذي يعرف كل أعمالي في العلن وفي الخفاء.

وفي الضيقة أيضا ينبغي أن يدرك كل متضايق انه أمام الله الذي يهتم به, والذي هو قادر علي أن ينقذه وينجيه. إن مشكلتنا في الضيقات أننا لا نري إلا الضيقة, ولا نري الله الذي يحمينا منها! والواقع أن الله كما يري خطايانا, يري أيضا متاعبنا. ولذلك في الضيقة ينبغي أن تدرك أنك أمام الله الحافظ والراعي والمعين والمنقذ. وبهذا تطمئن ويملك السلام علي قلبك مهما حدث.

إن شعورنا أننا باستمرار أمام الله الذي يضبط حياتنا كضابط للكل, ويراقبها, هذا يجعلنا أكثر احتراصًا في حياتنا, لا نتسيب في شيء ولا نخطئ. مؤمنين أن الله يري كل ما نفعل, ويسمع كل ما نقول, ويطلع علي أفكارنا ومشاعرنا, وكل تفاصيل حياتنا مكشوفة أمامه... وفي نفس الوقت هو ليس فقط يراقبنا, وإنما أيضًا يعيننا.

بهذا الإيمان نحيا, واضعين أمامنا في كل حين وفي كل مكان أننا أمام الله.
+++

Post: #177
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-14-2015, 05:26 PM
Parent: #176

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 12 ديسمبر 2010

الله القوي.. القادر على كل شيء

من صفات الله ـ جل جلاله ـ أنه قوي (قدير) وقوة الله قوة عجيبة غير محدودة, وتشمل كل شيء وهي أولا قوة ذاتية أي أنها صادرة من ذاته الإلهية وليست مثل قوة الملائكة, أو قوة بعض البشر فكل هؤلاء مصدر قوتهم من الله خالقهم.

إن قلنا إن العقل البشري له قوة هائلة استطاعت أن تصل إلى الفضاء, وأن تقوم باختراعات مذهلة قد تفوق الخيال مثل الطائرات, ومركبات الفضاء التي تصل إلى القمر, والطائرات التي بدون قائد, واستخدام الفاكس والكمبيوتر والـmobilephone, وما يستخدم في مجال الطب والصناعة وعلوم الفضاء والبحار, واستخدام الذرة والليزر, وما إلى ذلك فإن العقل البشري هو أيضًا من صنع الله, ومواهبه منحة من الله أيضا وحتى إن أتيح لبعض البشر من الأنبياء والرسل والأبرار أن يصنعوا بعض المعجزات, فذلك أيضًا ليس بقوتهم الشخصية وإنما بموهبة ممنوحة لهم من الله.

ونفس الوضع نقوله عن قوة الملائكة, الذين يمكنهم أن ينتقلوا من السماء إلى الأرض في لمح البصر, وأن يقوموا أحيانًا بأعمال معجزية يكلفهم الله بها.. وكل ذلك ليس بقوة ذاتية منهم, إنما بطبيعة وموهبة منحها الله.. أما الله فقدرته ذاتية بعكس الملائكة والبشر الذين بدونه لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا.

† أيضا من صفات قوة الله التي ينفرد بها, أنه قادر علي كل شيء وهذه صفة خاصة بالله وحده. ومن تواضع الله في قوته أنه منح بعض الملائكة والبشر قدرات معينة, ولكنها ليست قدرات علي كل شيء وحتى الطبيعة أيضا, قد يستطيع زلزال أن يهدم منطقة بأسرها, ولكنه لا يقدر علي كل شيء. وحتى الشياطين: قدرتهم أيضا محدودة ويستطيع الله في أي وقت أن يوقف عملهم. ولا ننسي أن هذه الأرواح الشريرة هي من خلق الله, وإن كان لم يخلقها شريرة في البدء, إنما بحرية إرادتهم انحرفوا وتحولوا إلى شياطين وهم أيضا تحت عقوبة الله, وسوف يلقيهم في النار المؤبدة المعدة لإبليس وأعوانه.

† ومن أعظم الدلائل علي قوة الله التي لا تحد: قدرته علي الخلق. والمقصود بالخلق أنه يوجد كائنات من العدم وهذا أمر لا يستطيعه أحد علي الإطلاق، فأقصي ما يمكن أن يصل إليه الإنسان, أن يكون صانعًا أو مكتشفًا, يكتشف طبيعة الأشياء وخواصها, ويصنع منها ما يستطيعه عقله, أما الخلق أي الإيجاد من العدم فهو قدرة الله وحده وبخاصة قدرته العجيبة علي خلق أنواع عجيبة من الكائنات, سواء من الجمادات أو الأحياء, ما يري ولا يري, مما لا يستطيع إحصاءه أي عقل بشري.

† ومعجزة أخري مذهلة هي إقامة الموتى وتصل هذه المعجزة إلى وضع فوق عقولنا جميعا وأعني إقامة الأموات كلهم في اليوم الأخير ملايين الملايين في كل بقاع الأرض, ممن قد تحللت أجسامهم وعظامهم وتحولت إلى تراب!! وتقوم كلها في وقت واحد وتدخل فيها أرواحها وتقف أمام الله في يوم الدينونة الرهيب, ليجازي كل منهم حسب أعمالهم، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ومعروف أن هاتين المعجزتين, أعني الخلق وإقامة الأموات, هما فوق العقل البشري, وفوق كل علومه.

† أضيف إلى ذلك باقي المعجزات والأعاجيب التي قام بها الله نذكر من بين ذلك منح البصر للعميان, وشفاء الأمراض المستعصية, وشق البحر, وغير ذلك من الأعاجيب, التي سمح أن تحدث علي أيدي بعض البشر أو الملائكة, بقوته الممنوحة لهم.

† تظهر قوة الله العجيبة أيضا في معرفته, فهو يعرف جميع الخفيات والظاهرات ويعرف كل ما في السماء وما علي الأرض وما تحت الأرض أيضًا, وما في شقوق الجبال ويعرف ما يدور في عقول البشر, كل البشر, من أفكار, وما في قلوبهم من مشاعر, وما في إرادتهم من نيات.. إنها معرفة عجيبة, خاصة بالله وحده, تدل علي قدرته علي كل شيء.

† وقوة الله العجيبة تظهر أيضا في محبته وعطائه فهو يعطي كل شيء ويعطي الجميع بسخاء ويعطي قبل أن نطلب, ودون أن نطلب, وفوق ما نطلب يفتح كوي السماء ويفيض علي الناس من إحساناته يعطي البشر, ويعطي أيضا جميع الكائنات الحية التي تسكن الأرض أو البحار أو الهواء, وحتى الدودة التي تدب تحت حجر يعطيها أيضا طعامها. ما أعجب قدرة الله وما أعجب قوته في حنوه وعطفه علي الكل.

† ما أعجب قدرة الله أيضا في احتماله: هذا الذي يحتمل كل أخطاء البشر وشرهم وفجورهم, وكسرهم لوصاياه, ويحتمل إلحاد البعض منهم ونحن الذين لا نستطيع أن نحتمل بعض إساءات إخوتنا لنا بل بتأثر وحساسية شديدة نغضب ونثور بينما الله يحتمل كل هؤلاء في صبر بل أكثر من ذلك احتمل كثيرين من الذين تعمقوا في الخطية وصبر عليهم بشكل عجيب حتى تابوا وصاروا أبرارًا.

† بل قوة الله أيضا تظهر في مغفرته, إنه صعب علي البشر أن يغفروا للمسيئين إليهم وإن غفروا ربما لا يستطيعون أن ينسوا وإن خيل أنهم قد نسوا, يعودون فيتذكرون كل الإساءات القديمة إن تعرضوا لإساءة جديدة! أما الله فهو في قوة مغفرته, يغفر القديم والجديد, لمجرد توبة الإنسان.

† إنني لا أستطيع أن أحصي كل عناصر قوة الله وقدرته الفائقة, وقوته أيضًا في تدبيره وفي حكمته, وفي أمور أخري لا يتسع لها المجال.. ولكننا في كل ذلك نفرح أننا في حماية إله قوي تشمل قدرته كل شيء.. في حماية إله يقدر أن يحفظ, وأن ينقذ, وأن يحمي خليقته من كل شر ومن كل ضرر.. وفي قدرته أيضًا أن يضع حدًا لكل أعمال الشيطان وكل أعوانه من الناس الأشرار فهو إله لا يعسر عليه شيء وكل ما هو غير مستطاع عند الناس, هو مستطاع عند الله القادر علي كل شيء لذلك يمكن أن يحيا الناس في رجاء واطمئنان وسلام قلبي, واثقين بقدرة الله وتدخله.
+++

Post: #178
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-15-2015, 03:24 AM
Parent: #177

اختبار الأخت الحبيبة فرحة .. الجزء الثانى ..

http://www.islameyat.com/post_details.php?id=3688andcat=27andscat=64andhttp://www.islameyat.com/post_details.php?id=3688andcat=27andscat=64and

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #179
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-15-2015, 11:06 PM
Parent: #178

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد )
15 فبراير 2015
8 أمشير 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 116 : 16 ، 18 )
قطعتَ قُيودي فَلكَ أَذبحُ ذبيحةَ التسبيح. أَفي للربِّ نُذُوري في ديار بيتِ الربِّ. قُدَّامَ كلِّ شعبِهِ. في وَسَطِ أورشليمَ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 15 ـ 20 )
ولمَّا مضت عنهمُ الملائكةُ إلى السَّماءِ، تكلَّم الرُّعاةُ مع بعضهُم قائلينَ: " هلمَّ بنا إلى بيتِ لحمُ لننظرَ هذا الكلام الذى كانَ. الذى أعلَّمنا بهِ الرَّبُّ ". فجاءوا مُسرعينَ ووجدوا مريمَ ويُوسفَ والصبيَّ موضوعاً في مذودٍ. فلمَّا رأوهُ عَلِموا أنَّ الكلامُ الَّذي قِيلَ لهُم كانَ عن هذا الصبيِّ. وكُلُّ الَّذينَ سمعوا تعجبوا ممَّا قيلَ لهُم من الرُّعاةِ. وأمَّا مريمُ فكانت تحفظُ جميعَ هذا الكلام مُتفكِّرَةً بهِ في قلبها. ثُمَّ رجعَ الرَّعاةُ وهم يمجِّدونَ اللـهَ ويسبِّحونهُ على كُلِّ ما سمعوهُ ورأوهُ كما قِيلَ لهُم.
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 66 : 13 ، 15 )
أَدخلُ إلى بيتِكَ بالمُحرَقاتِ. وأَفيك النذورَ التي نَطقتْ بها شَفتَايَ. أُقرِّبُ لكَ مُحرَقاتٍ شحماً بغير عظمٍ. مع بخورٍ وكباشٍ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 40 ـ 52 )
أمَّا الصَّبيُّ فكان ينمو ويتقوَّى بالرُّوح، مُمتلئاً من الحكمةِ، وكانت نعمةُ الله عليهِ.وكانَ أبواه يمضيان إلى أورشليم كُلَّ سنةٍ في عيد الفصح. ولمَّا صارت له اثنتا عشرة سنةً مضيا إلى العيدِ كالعادة. وبعدما أكملوا الأيَّام بقيَ عند رُجوعِهِمَا الصَّبيُّ يسوعُ في أورشليمَ، ويوسُفُ وأمُّهُ لم يعلَما. وإذ ظنَّاهُ مع السائرين في الطريق، ذهبا مسيرة يوم، وكانا يسألان عنه عند أقاربهما ومعارفهما. ولمَّا لم يجداهُ رجَعَا إلى أُورشليمَ يبحثان عليه. وبعد ثلاثة أيَّام وجداهُ في الهيكل، جالساً في وسط المُعلِّمِينَ، يسمعهم ويسألهم. وكان كُلُّ الذين يسمعونه يُبهَتون من فهمِه وجوابه لهم. فلمَّا أبصراه تعجبا. وقالت له أمُّهُ: " يا بُنيَّ، ما هذا الذي صنعته بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كُنَّا نبحثُ عليك مُعذَّبَيْنِ! ". فقال لهما: " لماذا كُنتُما تطلبانني؟ ألم تعلما أنَّهُ ينبغي لي أن أكون في ما لأبي ". أمَّا هما فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما يسوع. ثُمَّ نزلَ معهما وجاء إلى النَّاصرةِ وكانَ يخضعُ لهُمَا. وأمَّا أمُّهُ فكانت تحفظ جميع هذه الأمور مُـفكِّرةً بها في قلبها. وأمَّا يسوعُ فكان يتقدَّمُ في القامةِ والحِكمةِ والنِّعمةِ، عند اللهِ والنَّاسِ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
( 3 : 1 ـ 12 )
أخيراً يا إخوتي افرحوا في الرَّبِّ. وهذه الأمُور التي أكتبها إليكُم ليست عليَّ ثقيلةً، وأمَّا لكُم فهيَ مقوِّيةٌ. احذروا الكلابَ. احذروا فعلةَ الشَّرِّ. احذروا قطع الختان. لأنَّنا نحنُ الختانَ، نحنُ الذين نعبُدُ بالروح اللـه، ونفتخر في المسيح يسوعَ، ولا نتَّكِلُ على الجسد. مع أنَّ لي أن أتَّكلَ على الجسد أيضاً. إنْ ظنَّ واحدٌ آخرُ أن يتَّكل على الجسدِ فأنا بالأولى. من جهة الختان فمختونٌ في اليوم الثَّامن، من جنس إسرائيل، من سبطِ بنيامينَ، عبرانيٌّ من العبرانيِّين. من جهة النَّاموس فريسيٌّ. من جهة الغَيرَةِ مُضطهِدُ الكنيسة. من جهة البرِّ الذي في النَّاموس صرت بلا لوم. لكن ما كان لي ربحاً، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارةً. بل إنِّي أحسبُ كلَّ الأشياءِ خسارةً من أجل فضل معرفة يسوع المسيح ربِّي، الذي من أجلهِ خَسِرتُ كلَّ الأشياءِ، وأنا أعُدُّها كلها نفايةً لكي أربح المسيح، وأُوجَدَ فيه، وليس لي برِّي الذي من النَّاموس، بل الذي بإيمان المسيح، البرُّ الذي من اللـه بالإيمان. لأعْرِفهُ وقوَّة قيامتهِ، وشركة آلامهِ، باذلاً نفسي مُتشبِّهاً بموتهِ، لعلِّي أبلغُ إلى قيامةِ الأمواتِ.ليسَ أنِّي قد فُزتُ ونِلتُ أو أنِّي قد كملتُ، ولكنِّي أسعى لعلِّي أُدرِكُ بهذا الذي لأجلهِ أدرَكَني أيضاً المسيح يسوعُ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
( 1 : 12 ـ 21 )
لذلك لا أملُّ أن أُذكِّركُم في كل حينٍ بهذه الأمور، ولو أنَّكم عالمينَ وثابتينَ في الحقِّ الحاضر. ولكنِّي أظن أنَّه واجب حقٍّ عليَّ أن أُذكِّركُم ـ ما دُمتُ مُقيماً في هذا المسكن ـ أن أنهضكُم بالتَّذكرة، عالماً أنَّ مسكني سينحل سريعاً، كما أعلمنا ربُّنا يسوع المسيح. وأنا أُسرع في كلِّ حينٍٍ لتتذكروا هذه الأمور من بعد خروجي. لأنَّنا لم نَتْبَعْ خُرافاتٍ فلسفيةٍ، إذ عرَّفناكُم بقوَّة ربِّنا يسوع المسيح وظهوره، بل قد كُنَّا مُعاينين عظمته. لأنَّه أخذ كرامةً ومجداً من الله الآب، وإذ أقبل صوتٌ كهذا من المجد الأسنَى العظيم قائلاً: " هذا هو ابني وحبيبي الذي أنا به سُررتُ ". وقد سمعنا نحن هذا الصَّوت مِن السَّماء، حين كنَّا معه على الجبل المقدَّس. وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذي هو نِعِمَّا ما تصنعونه إذا تأمَّلتم إليه، كمثل سراجٍٍ مضيءٍ في موضع مُظلِم، حتَّى يظهر النَّهار، والنُّور يُشرق ويظهر في قلوبكم، وهذا أوَّلاً فاعلموه: أنَّ كل نبوَّات الكُتب ليسَ تأويلُها فيها مِن ذاتها خاصةً. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّةٌ في زمانٍ، بل تكلَّم أُناسٌ بإرادة الله بالرُّوح القدس.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 15 : 13 ـ 21 )
وبعد ما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجال إخوتنا، اسمعوني. سمعان قد أَخبر كيف افتقد الله أولاً الأُمَم ليأخذ منهم شعباً على اسمه. وهذا توافقه أقوال الأنبياء، كما هو مكتوبٌ: سـأرجع بعد هـذا وأبني أيـضاً خيمـة داود السَّاقطة، وأبني أيضاً رَدْمَهَا وأُقيمها ثانيَةً، لكي يطلب الباقون من النَّاس الربَّ، وجميع الأُمَم الذين دُعِيَ اسمى عليهم، يقول الربُّ الصَّانع هذا الأمر، المعروف عند الربِّ منذُ الأزل. لذلكَ أنا أقضي أن لا يُثَقَّل على الرَّاجعين إلى اللهِ من الأُمَم، بل يُرسَل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام، والزِّنى، والمخنوق، والدَّم المائت. لأنَّ موسى منذُ الأجيال القديمة، له في كلِّ مدينةٍ مَنْ يَكرِز بهِ، إذْ يُقرأُ في المَجامِع كلَّ سَبْتٍ ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الثامن من شهر أمشير المبارك
عيد دخول المسيح إلى الهيكل
فى هذا اليوم نعيد بتذكار دخول االسيد المسيح إلى الهيكل، بعد أربعين يوما من ميلاده المجيد، حيث قدمه يوسف الصديق والعذراء والدته ، ليكملا ما فرضته الشريعة الموسوية على شعب إسرائيل . ويقول لوقا البشير أنه عندما قدمه أبواه ليصنعا له حسب عادة الناموس ، أخذه سمعان الشيخ على ذراعيه وبارك الله قائلا :" الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام ". أما سمعان هذا فهو أحد السبعين شيخا الذين ترجموا التوراة من العبرانية إلى اليونانية . وذلك أنه لما ملك بطليموس الملقب بالغالب حوالى سنة 296 قبل الميلاد ، أرسل بتدبير من الله إلى أورشليم ، وإستحضر سبعين رجلا من أحبار اليهود وعلمائهم ، وأمرهم أن يترجموا له التوراة من العبرانية إلى اليونانية ، ثم عزل كل إثنين منهم فى مكان خاص لكى لا يتفقوا على ترجمة واحدة ، وليضمن نسخة صحيحة بعد مقارنة هذه الترجمات . وكان سمعان الشيخ من بينهم ، وحدث أنه لما وصل إلى ترجمة قول أشعياء النبى "هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا " خشى أن يكتب "عذراء تحبل" فيهزأ به الملك فأراد أن يكتب كلمة "فتاة" عوض كلمة "عذراء". ولما تألم فى داخله لهذه الترجمة غير الصحيحة ، أعلن له الله فى رؤيا أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب المولود من العذراء. وقد تم ذلك و اش هذا البار نحو ثلثمائة سنة، حين ولد المسيح. وكان بصره قد كف . فلما حمل الصبى على ذراعيه أبصر وأعلمه الروح القدس أن هذا هو الذى كنت تنتظره "فبارك الله وقال : الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينى قد أبصرتا خلاصك . الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل".بركة صلاة هذا البار تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 50 : 14 ، 23 )
اِذبح للهِ ذبيحةَ التسبيح، أوفِ العليَّ نذورَكَ. ذبيحةُ التسبيح تُمجِّدني. وهناك الطَّريقُ حيثُ أُريه خلاص اللـه. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 21 ـ 39 )
ولمَّا تمَّت ثمانيةُ أيَّامٍ أتوا ليختنوهُ ودعوا اسمه يسوع، كما قد تَسمَّى مِنَ الملاك قَبلَ أنْ حُبِلَ بهِ في البطن. ولمَّا تمت أيَّام التطهير، حسبَ شريعةِ موسى، صعدوا بهِ إلى أُورشليمَ ليقيموه للرَّبِّ، كما هو مكتُوبٌ في ناموسِ الرَّبِّ: أنَّ كُلَّ ذكرٍ فاتِحَ رَحِم أُمّه يُدعَى قُدُّوساً للرَّبِّ. ولكي يُقدِّم قرباناً كما قيلَ في ناموسِ الرَّبِّ، زوج يمام أو فرخي حمام. وكان إنسانٌ في أُورشليمَ اسمهُ سِمعانُ، وهذا الرَّجُلُ كان رجلاً بارّاً تقيَّاً ينتظرُ تعزيةَ إسرائيلَ، والرُّوحُ القُدُسُ كان عليهِ. وكان قد أُوحِيَ إليهِ بالرُّوح القُدُس أنَّهُ لا يرى الموتَ قبل أن يرى المسيح الرَّبِّ. فأتى بالرُّوح إلى الهيكل. وعندما دخل الطفلُ يسوعَ أبواهُ، ليصنعا لهُ كما يجب للنَّاموس. فأخذهُ سمعان على ذراعيهِ وبارَكَ اللـهَ قائلاً: " الآن تُطلِقُ عبدَكَ يا سيَّدي بسلامٍ. لأنَّ عينيَّ قد أبصرتا خلاصَكَ، الذي أعددتهُ قُدَّامَ جميع الشَّعوبِ. نوراً أُعلِنَ للأُمم، ومجداً لشعبكَ إسرائيل ". وكان أبوه وأمُّهُ يتعجَّبان مِمَّا يُقال فيه. وباركهُما سمعانُ، وقال لمريم أُم الصَّبيِّ: " ها إنَّ هذا قَد وضِعَ لسُقوطِ وقيام كثيرينَ في إسرائيلَ، ولعلامةٍ تُقاوَمُ. وأنتِ أيضاً سيَجُوزُ في نفسِكِ سيف الشكِّ، لِتُعلَنَ أفكارٌ من قُلُوبٍ كثيرةٍ ". وكانت نبيَّةٌ، حنَّةُ بِنتُ فَنُوئِيل من سبط أشيرَ، وهيَ تقدَّمت في أيَّام كثيرةٍ، قد عاشت مع زوجٍ سبع سنين بعد بُكُوريَّتها. وهذه كانت ترمَّلت نحو أربعة وثمانينَ سنةً، لا تَبرحُ عن الهيكل، عابدةً بأصوامٍ وطلباتٍ ليلاً ونهاراً. فهيَ من ذاك الوقتِ جاءت قُدَّامهُ تعترفُ للهِ وكانت تتكلَّمُ عنهُ عند جميع المُنتظرينَ فداءً في أُورشليمَ. ولمَّا أكملُوا كُلَّ شيءٍ حسبَ ناموس الرَّبِّ، رجعوا إلى الجليل إلى مدينَتهِم الناصرة.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #180
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-16-2015, 02:56 PM
Parent: #179

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الاثنين من الأسبوع الأول من الصوم الكبير )
16 فبراير 2015
9 أمشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر الخروج لموسى النبي
( 2 :23-5:3 )
وبعد تِلكَ الأيَّام الكَثيرَة مات مَلِكَ مصر، وتَنهَّد بنو إسرائيل من أشغالهم وصَرخُوا، فصعد صُراخُهُم إلى اللَّه من أجل الخدمة. فسَمِعَ اللَّه أنينَهُم فتذَكَّر اللَّه مِيثاقَهُ الذي قرره مع إبراهيم وإسحق ويعقوب. ونظر اللَّه بني إسرائيل وظهر لهم.وكان مُوسى يَرعَى غَنَم يَثرُون حَمِيهِ كاهن مِديان، فساقَ الغَنَمَ في الخلاءِ وجاءَ إلى حُوريب جبل اللَّه. وظهر له مَلاكُ الرَّبّ في لهيب نَارٍ من العُلَّيقة، فنظر وإذا العُلَّيقة تتوقَّدُ بالنَّار وهى لا تَحتَرقُ. فقال مُوسى: أمِيلُ الآن لأنظُر هذا المنظر العظيم، لماذا تَتوقَّد الشجرة ولا تحترق. فلمَّا رأى الرَّبُّ أنَّهُ قد اقترب منها لينظر ناداهُ الرَّبّ من وسط العُلَّيقة وقال: مُوسى مُوسى، أما هو فقال هأنَذَا. فقال: لا تَقتَرب إلى ههنا، اخلَعْ نعليك من رجليكَ، لأنَّ المَوضِع الذي أنتَ واقِف عَليهِ أرضٌ مُـقَدَّسةٌ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 1 : 2 ـ 18 )
اسمعِي أيَّتُها السَّمَوات وأصغِي أيَّتُها الأرض لأنَّ الرَّبَّ يتكلَّمُ، أنِّي رَبَّيتُ بنينَ ورفعتهم، أمَّا هُم فتمرَّدوا عليَّ. الثَّورُ يَعرفُ قَانيهُ والحِمَارُ مَعلَفَ صَاحبهِ، أمَّا إسرائيلُ فلم يعرفني، وشعبي لم يفهمني. ويلٌ للأُمَّةِ الخاطِئة الشَّعبِ الممتلئ إثماً النسل الخبيث أولاد المخالفين، تركتم الرَّبَّ عنكم وأغضبتم قُدُّوس إسرائيل ستحل بكم ضربات لأنَّكم إزددتُم إثماً. كُلُّ رأس للوجع وكل قلب للحزن. من أخمص القَدَم إلى قمة الرَّأس ليس فيه صحَّةُ بل جراح وكلوم وقرحة ملتهبة وما من مرهم يوضع عليها ولا دهن ولا عصائب أرضكم تخرب. ومُدُنكُم تُحرق بالنَّار، وكُوركُم تأكُلُها غُرَباءُ قُدَّامَكُم. وقد خربت وانهدمت من الشعوب الغُرَباء وتبقى ابنة صِهيون كَمِظَلَّةٍ في كَرمٍ وكمثل المحرس المنقطع في المقثأة وكالمدينة المنهوبة. ولولا أنَّ رَبَّ الجُنُود أبقَى لنا بَقيَّةً ( صَغيرَةً ) لصِرنا مِثلَ سَدُوم وشَابهنا عَمُورة. اِسمعُوا كلام الرَّبِّ يا قُضاة سَدُوم، اصغُوا إلى شريعة اللَّه يا شعب عَمُورة. ماذا لي من كثرة ذَبائحِكُم يَقُولُ الرَّبُّ، قد شبعت من مُحرَقات الكباش وشحم المُسَمَّنات. وأصبح دَم العُجُول والحملان والتيوس لا يرضيني. حِينما تَأتُون لتَظهروا أمَامي مَنْ طَلَب هذا مِنْ أيدِيكُم حتى تَدُوسُوا دُوري. لا تَعُودُوا تَأتُونَي بتَقدِمةٍ باطلةٍ، إنَّما البَخُور هو مَكْرَهَةٌ لي، رُؤُوس شهوركُم وسبوتكم والأيَّام العظيمة ( وأعيادكُم )، لستُ أطيقها. أصوامكُم واعتكافتكُم بَغَضَتها نَفسي، صرتم عليَّ ثِقَلاً، وأني لا أغفر خطاياكم. فحينَ تبسُطُون أيدِيَكُم أستُرُ عَينيَّ عَنكُم وإن أكـثَّرتُم الصَّـلاة لا أسـمعُ لـكم. لأن أيدِيكُم مملوءة من الدماء. فاغتسلوا وتطهروا وانزعوا الشر من نفوسكم من أمام عينيَّ وكُفَّوا عن سيآتِكم. تعلَّموا فعل الخير والتمسوا الإنصاف أغيثوا المظلُوم وانصفوا اليتيم وحاموا عن الأرمَلة. تعالوا نتحاجج يقول الربُّ. إن كانت خطاياكم كالقِرمز تبيضُّ كالثَّلج وإن كانت حمراء كالدُّودي تصيرُ كالصُّوفِ.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 6 : 1 ، 2 )
يارب لا تبكتني بغضبك، ولا تؤدبني بسخطك. ارحمني يارب فإني ضعيف، اشفني يارب فإن عظامي قد اضطربت. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 12 : 24 ـ 34 )
" فلمَّا سمع الفرِّيسيُّون قالوا: " إنما هذا يُخرج الشَّياطين ببعلزبول رئيس الشَّياطين ". فعلم يسوع أفكارهم، قال لهم: " كلُّ مملكةٍ تنقسم على ذاتها تُخربُ، وكلُّ مدينةٍ أو بيتٍ ينقسم على نفسه لا يثبت. فإن كان الشَّيطان يُخرج الشَّيطان فَقَد انقسم على نفسه. فكيف تثبت مملكته؟ وإن كنت أنا أُخرِج الشَّياطين ببعلزبول ، فأبناؤكم بمَن يُخرِجون؟ فمن أجل هذا هم قضاةً عليكُم! وإن كنتُ أنا بروح اللَّه أُخرِج الشَّياطين، فقد اقترب منكم ملكوت اللَّه! أَمْ كيف يستطيع أحدٌ أن يدخل بيت القويِّ وينهب أمتعته، إن لم يَربِط القويَّ أوَّلاً، وحينئذٍ يَنهبُ بيته؟ مَن ليسَ معي فهو ضدي، ومن لا يجمع معي فهو يُفرِّق. من أجل هذا أقول لكم: إن كل خطيَّةٍ وتجديفٍ يُغفر للنَّاس، وأمَّا التَّجديفُ على الرُّوح القدس فلن يُغفَرَ. ومَن قال كلمةً على ابن البشر يُغفرُ له، وأمَّا مَن قال على الرُّوح القدس فلا يُغفرَ له، لا في هذا الدَّهر ولا في الآتي. إما أن تجعلوا الشَّجرة صالحة وثمرتها صالحة، وأما أن تجعلوا الشَّجرة رديَّئةً وثمرتها رديَّئة. لأنَّه من الثَّمَرة تُعرف الشَّجرة. يا أولاد الأفاعي: كيف تقدرون أن تتكلَّموا بالصَّالحات وأنتم أشرارٌ. لأنَّه من فضلة القلب يتكلَّم الفمُ.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 1 : 26 ـ 2 : 1 ـ 7 )
لذلك أسلمهُمُ اللَّه إلى آلام الهوان، فإنَّ إناثهُمُ غيرن الاستعمال الطَّبيعيَّ بالذي على خلاف الطَّبيعة، وكذلك الذُّكور أيضاً تركوا استعمال الأُنثى الطَّبيعيَّ والتهبوا بشَهوتِهِم بعضهم لبعضٍ فاعلين الفحشاءَ ذُكُوراً بذُكُورٍ ونالوا في أنفُسهِم الجزاء الموجب لضلالِهم. وبما أنَّهم لم يستصوبوا أن يجعلوا اللَّه في مَعرفتِهم أسلَمهُم اللَّه إلى ذهنٍ مرذولٍ حتى يعملوا ما لا يليقُ مُمتلئين من كل إثم وزنا وشرٍّ وطمعٍ وخبثٍ مشحُونين حسداً وقتلاً وخصاماً ومكراً وسوءاً. نمَّامين مُفترين، مُبغضينَ، ثالبين مُتعظِّمينَ مُدَّعين، مُبتدعِين شُروراً، غير طائعين للوالدين، بلا فهم ولا عهدٍ ولا حُنُوٍّ ولا رحمةٍ. الذين لا يعرفون قضاء اللَّه أنَّ الذين يفعلون مثل هذه يستوجبون الموت، لا يعملونها فقط، بل يُسرُّون أيضاً بالذين يعملونها. فلذلك لا معذرةٍ لك أيها الإنسان، كل من يَدينُ. لأنَّك في ما تَدينُ غيرك تَحكُمُ على نفسك. لأنَّك أنت الدائن تفعل تِلكَ الأمور بعينها! ونحن نعلَمُ أنَّ دينونة اللَّه هي بمقتضى الحقِّ على الذين يفعلون مثل هذه .أفتظنُّ أيُّها الإنسان الذي تَدينُ من يفعل مثل هذه، ثم تعملُها، أنَّك تنجو من دينونة اللَّه؟ أم تستهينُ بغنى لُطفِهِ وإمهالهِ وطول أناتهِ، ولا تعلم أن لُطف اللَّه إنما يقتادكَ إلى التَّوبة؟ ولكنَّك بقساوتك وقلبكَ الغير التَّائب، تدخرُ لنفسكَ غضباً ليوم الغضب وإستعلان دينونة اللَّه العادلةِ، الذي سيُكافئ كُلَّ واحدٍ بحسب أعمالهِ. أمَّا الذين يصبرون في العمل الصَّالح مجداً وكرامة وعدم فساد للذين يطلبون الحياة الأبديَّة.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 2 : 1 ـ 13 )
يا إخوتي، لا يكُن لكُم إيمان ربِّنا يسوع المسيح، المجيد، بمحابة الوجوه. فإنَّه إذا دخل مجمعكم رجلٌ بخاتم ذهبٍ في حلة بهية، ودخل مسكينٌ بلباسٍ رثٍ فنظرتُم إلى الذي عليه الحلة البهية وقُلتُم له: "اجلس أنت ههُنا حسناً" وقُلتُم لِلمسكين : " قف أنتَ هناك " أو: " اجلِس ههُنا تَحتَ موطئ الأقدام " أفلا تَرتابُون في أنفُسِكُم، وتصيرُونَ قُضاة أفكارٍشرِّيرةٍ؟ اسمعُوا يا أخوتي الأحِبَّاءَ، أمَا اختَارَ اللَّهُ مساكين هذا العالمِ وهم أغنياءَ في الإيمانِ، وورثةَ للمَلكوتِ الذي وَعَدَ بِهِ الذينَ يُحِبُّونَهُ؟. أمَّا أنتُمْ فقد أهنتُمُ الفقير. أليسَ الأغنياءُ هم الذين يَتسَلَّطونَ عَلَيكُم ويَجُرُّونكُم إلى المَحَاكِمِ؟ أما هُمْ يُجَدِّفونَ على الاسمِ الجليل الذي دُعِيَ بِهِ عَلَيكُمْ؟ إنْ كنتُمْ تُتممونَ النَّاموسَ المُلوكِيَّ حَسبَ الكتابِ: " أن تُحِبُّ قَرِيبَكَ كنَفسِكَ ". فَحسناً تَفعَلونَ. وأما إن حابيتم الوجوه فإنما ترتكبون خَطِيةً، وتوبخون مِنَ النَّاموس كمُتعَدِّينَ. لأنَّ مَنْ حَفِظَ النَّاموس كله، وعَثَرَ في واحدةٍ، فقد صَارَ مُجرِماً في الكُلِّ. لأنَّ الذي قالَ: " لا تَزنِ " قال أيضاً: " لا تقتلْ ". فإنْ لَم تَزنِ ولكن قَتلتَ فقد صِرتَ مُتعدياً النَّاموسِ. هكذا تَكلَّموا وهكذا افعَلُوا كعتيدين أن تحاكموا بِنَاموسِ الحُرِّيَّةِ. فإن الدينونة بِلا رَحمةٍ تكون على مَنْ لا يصنع رَحمَةً، والرَّحمة تَفتَخِر على الدينونة.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 14 : 19 ـ 28 )
ثُمَّ إذ أتى يهودٌ من أنطاكية وإيقونية وأقنعُوا الجموع، فرجموا بولس، وجرُّوه خارج المدينة، ظانِّينَ أنَّه قد مات. فبينما كان التَّلاميذ محيطين به، قام ودخل المدينة. وفي الغد خرج مع برنابا إلى دَربَة. فبشَّرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين. ثم رجعا إلى لِسترة وإيقونية وأنطاكية، يشدِّدان أنفس التَّلاميذ ويعزيانهم أنْ يثبُتوا في الإيمان، وأنَّه بضيقاتٍ كثيرةٍ ينبغي لنا أن ندخل ملكوت اللَّه. ووضعا اليد على قسس لهم في كلِّ كنيسةٍ، وصلَّيا بأصوام واستودعاهُم للربِّ الذي آمنوا به. ولمَّا اجتازا في بيسيديَّة أتيا إلى بمفيليَّة. وتكلَّما بالكلمةِ في بَرجَةَ، ثُمَّ انحدرا إلى أتَّاليَةِ. ومن هناك سَافرَا في البحر إلى أنطاكية، حيثُ كانا قد أُسلِمَا إلى نعمة اللَّه للعمل الذي أكملاهُ. ولمَّا قَدُما وجمعا الكنيسةَ، وأخبراهم بكُلِّ الأشياء التي صنعها اللَّه معهما، وأنَّهُ فَتَحَ للأمم بابَ الإيمانِ. ولبثا هناك مع التلاميذ مدة غير قصيرة.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم التاسع من شهر أمشير المبارك
1- نياحة القديس برسوما أب رهبان السريان
2- شهادة القديس بولس السريانى
3- نياحة القديسة أفروسينا
1- فى هذا اليوم من سنة 458م ، تنيح الأب المغبوط الأنبا برسوما اب رهبان السريان . وكان أبوه من سامو ساط ، وتنبأ عنه رجل قديس قبل ولادته قائلا لوالديه : سيخرج منكما ثمر صالح وينتشر ذكره فى الأرض . وقد تم هذا القول إذ أنه عندما شب برسوما قليلا ، ترك أبويه وقصد نهر الفرات ، حيث أقام زمانا عند رجل قديس يدعى إبراهيم. وبعد ذلك إنفرد فى الجبل ، فإجتمع حوله تلاميذ كثيرون . وكان ماء ذلك الموضع مالحا ، فصلى إلى الله فصار عذبا. وكان يصوم أسبوعا أسبوعا ، و قد أجرى الله على يديه آيات كثيرة . و حدث فى بعض الأيام غلاء فى تلك البلاد ، فعرفه الرب بصلاته. وكان معاصرا للقديس سمعان العمودى، الذى لما علم به زاره وتبارك الإثنان من بعضهما . وقد إشتهر بمقاومته لشيعة نسطوريوس. وشهد مجمع أفسس بدعوة من الملك تاؤدوسيوس الصغير الذى أكرمه كثيرا ، بعد أن سعى به البعض إليه بأنه يعيش ببذخ، وإذ إستدعاه ورأى صلاحه وتقشفه ، وكذب المتقولين عليه، أعاده إلى ديره بالإكرام والإجلال. ولما جمع مرقيان الملك المجمع الخلقيدونى ، طلب الآباء من الملك ألا يدعى برسوما إلى المجمع لعلمهم بالنعمة التى فيه. ولما قرر المجمع القول بالطبيعتين ، قاوم القديس برسوما هذه التعاليم الباطلة فنالته شدائد كثيرة من شيعة الخلقيدونيين.وبعد ذلك لما أراد الرب أن ينقله من هذا العالم ، أرسل إليه ملاكا يعرفه أنه لم يبق له إلا أربعة أيام، فأوصى تلاميذه أن يذهبوا إلى بعض البلاد المجاورة، ويثبتوا أهلها على الإيمان الأرثوذكسى، ثم باركهم وتنيح بسلام. وقد ظهر وقت نياحته عمود نور قائم على باب قلايته ، أبصره المؤمنون من بعد . فأتوا ووجدوه قد تنيح ، فتباركوا منه ودفنوه بإكرام . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا آمين.
2- وفى هذا اليوم أيضا إستشهد القديس بولس السريانى ، الذى ولد بمدينة الإسكندرية من أبوين سرياني الجنس، ثم سكنا فى مدينة الأشمونيين ، وإقتنيا أموالا كثيرة عن طريق التجارة ، وسمع القديس بولس بتعذيب الولاة للمسيحيين . فلما توفى أبواه ، وزع الأموال على المساكين وصلى إلى الله أن يهديه إلى الطريق الذى يرضيه . فأرسل له الملاك سوريئيل وقال له : قد رسم لى الرب أن أكون معك وأقويك فلا تخف. فقام وأتى إلى والى أنصنا وإعترف أمامه بالسيد المسيح . فأمر بأن يعرى من ثيابه ، ويضرب بالسياط ، ثم توضع مشاعل فى جنبيه فلم يخف. ثم حاول إغراءه بالمال فقال له : قد ترك لى أبواى كثير من الذهب والفضة فلم ألتفت إليها حبا فى الرب يسوع المسيح فكيف أنظر إلى مالك الآن ؟ فغضب الوالى وعذبه بكل أنواع العذاب . فجاء إليه الملاك سوريئيل وشفاه وعزاه وقواه . بعد ذلك أمر الوالى أن يطلقوا عليه حيات سامة فلم تؤذه . ولما مضى الوالى إلى الإسكندرية ، اخذه معه إلى هناك وأودعه فى السجن ، حيث إلتقى بصديقيه القديسين الأنبا إيسى وتكله أخته، فصافحهما وإبتهجت أرواحهما. وأوحى إليه الرب أنه يستشهد فى هذه المدينة . ولما عزم الوالى على العودة أمر فقطعوا رأس القديس بولس على شاطىء البحر. فأتى قوم من المؤمنين وأخذوا جسده وكفنوه وحفظوه عندهم. صلاته تكون معنا . آمين.
3-وفى هذا اليوم أيضا تنيحت القديسة أفروسينا .وقد عاشت فى أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر. فقدت والديها وهى صغيرة فتولت إحدى العائلات التقية تربيتها فنشأت فى حياة تقيةمحبة للنسك. وإذ شعرت بأن شابا يتقدم لزواجها، حلقت شعر رأسها ،الأمر الذى أثر فى نفس الشاب الذى كان قد تعلق بها، فأحب البتولية وكرس حياته للرب لما رآه فى هذه الفتاة. أمام إصرار الفتاة على حياة البتولية، قدمها الذى قام بتربيتها للدير. فإزدادت نسكا وسهرا وكانت تشتاق أن ترتدى الزى الملائكى الرهبانى وقد وهبها الله عطية عمل المعجزات. وإذ تنيحت رئيسة الدير إتفقت الراهبات على إقامتها رئيسة وأماً عليهن ، وخاصة أنها إتسمت بجانب نسكها وسهرها وحبها للعطاء ، التمتع بروح الحكمة فى إتضاع ، فكان الكل يشتقن لمجالستها وطلب مشورتها ، تميزت فى رئاستها بالحب الشديد والبشاشة فكانت كل راهبة تجد راحتها الحقيقية فى المسيح خلال هذه الأم .أخيرا عانت من الأمراض زمانا طويلا ، ورقدت فى الرب فى التاسع من أمشير عام 1.24 ش (13.8 م) بالغة من العمر ثمانين عاما فى أيام حبرية البابا يوحنا الثامن.صلاتها تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 22 : 26 )
يأكُل البائسون ويشبعون، يُسبِّحُ الرب الذين يلتمسونه، تحيا قلوبهم إلى أبد الأبد. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 9 : 33 ـ 50 )
وجاءَ إلى كفر ناحومَ. ولمَّا دخل البيتِ سألهم: " فيما كُنتُمْ تَفكِّرونَ في الطَّريقِ؟ " فسكتوا، لأنَّهُمْ كانوا يتباحثون في الطَّريق فيمن هو الأعظمُ بينهم. فجلسَ ودعا الاثنيْ عشرَ وقال لهم: " إن أرادَ أحد أن يكونَ أوَّلاً فليكن آخرَ الكُلِّ وخادماً للجميع ". ثم أخذَ صبياً وأقامهُ في وسطهمْ واحتضنه وقال لهم: " مَنْ يَقبل أحد هؤلاء الأولاد هكذا بِاسمي فقد قبلني، ومَن يَقبلَني فليسَ يَقبَلُني أنا لكنه يقبل الذي أرسلني ". فأجابه يوحنَّا قائلاً: " يا مُعَلِّمُ، إنَّنا رأينا واحداً لا يتبعنا يُخرِجُ الشياطينَ بِاسمكَ فمنعناهُ ". فقال له يسوعُ: " لا تَمنعُوهُ، لأنَّه ليسَ أحدٌ يصنَعُ قوَّةً بِاسمي ويقدر سريعاً أن يقولَ عليَّ سوءاً. لأنَّه مَن ليسَ علينا فهو معنا. ومَن سقاكُمْ كأسَ ماءٍ بِاسمي بما أنَّكُم للمسيح، فالحقَّ أقولُ لكُم: إنَّهُ لا يُضيعُ أجرَهُ ". ومَن أعثر أحدَ هؤلاء الصِّغار المؤمنين بي، فخيرٌ له بالحري أن يعلق به حجر الرَحى ويُطرح في البحر. فإنْ أعثرتكَ يدكَ فاقطعها. فخيرٌ لكَ أن تدخُل الحياة وأنت أقطع مِنْ أن يكون لكَ يَدَان وتذهب إلى جهنَّم، إلى النَّار التي لا تطفئ. وإنْ أعثرتكَ رِجلُكَ فاقطعها. وألقها فخيرٌ لكَ أن تدخُل الحياة وأنت أعرج من أن يكون لك رِجلان وتُطرح في جهنَّم. وإنْ أعثرتكَ عينُك فاقلعها. فخيرٌ لكَ أن تدخُل ملكوت اللَّه وأنت أعور مِن أنْ يكون لك عينان وتُلقى في جهنَّم. حيث دودُهُم لا يموت ونارهم لا تُطفأ. لأن كل واحدٍ يُمَلَّحُ بنارٍ، وكل ذبيحةٍ تُمَلَّحُ بملحٍ. المِلح الجيِّد. ولكن إذا صار المِلحُ بلا مُلُوحَةٍ، فبماذا يُملَّح؟ فليكُن فيكم مِلْحٌ، سَالِمُوا بعضُكُم بعضاً.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #181
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-16-2015, 06:54 PM
Parent: #180

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 12 ديسمبر 2010

الله القوي.. القادر على كل شيء


من صفات الله ـ جل جلاله ـ أنه قوي (قدير) وقوة الله قوة عجيبة غير محدودة, وتشمل كل شيء وهي أولا قوة ذاتية أي أنها صادرة من ذاته الإلهية وليست مثل قوة الملائكة, أو قوة بعض البشر فكل هؤلاء مصدر قوتهم من الله خالقهم.

إن قلنا إن العقل البشري له قوة هائلة استطاعت أن تصل إلى الفضاء, وأن تقوم باختراعات مذهلة قد تفوق الخيال مثل الطائرات, ومركبات الفضاء التي تصل إلى القمر, والطائرات التي بدون قائد, واستخدام الفاكس والكمبيوتر والـmobilephone, وما يستخدم في مجال الطب والصناعة وعلوم الفضاء والبحار, واستخدام الذرة والليزر, وما إلى ذلك فإن العقل البشري هو أيضًا من صنع الله, ومواهبه منحة من الله أيضا وحتى إن أتيح لبعض البشر من الأنبياء والرسل والأبرار أن يصنعوا بعض المعجزات, فذلك أيضًا ليس بقوتهم الشخصية وإنما بموهبة ممنوحة لهم من الله.

ونفس الوضع نقوله عن قوة الملائكة, الذين يمكنهم أن ينتقلوا من السماء إلى الأرض في لمح البصر, وأن يقوموا أحيانًا بأعمال معجزية يكلفهم الله بها.. وكل ذلك ليس بقوة ذاتية منهم, إنما بطبيعة وموهبة منحها الله.. أما الله فقدرته ذاتية بعكس الملائكة والبشر الذين بدونه لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا.

† أيضا من صفات قوة الله التي ينفرد بها, أنه قادر علي كل شيء وهذه صفة خاصة بالله وحده. ومن تواضع الله في قوته أنه منح بعض الملائكة والبشر قدرات معينة, ولكنها ليست قدرات علي كل شيء وحتى الطبيعة أيضا, قد يستطيع زلزال أن يهدم منطقة بأسرها, ولكنه لا يقدر علي كل شيء. وحتى الشياطين: قدرتهم أيضا محدودة ويستطيع الله في أي وقت أن يوقف عملهم. ولا ننسي أن هذه الأرواح الشريرة هي من خلق الله, وإن كان لم يخلقها شريرة في البدء, إنما بحرية إرادتهم انحرفوا وتحولوا إلى شياطين وهم أيضا تحت عقوبة الله, وسوف يلقيهم في النار المؤبدة المعدة لإبليس وأعوانه.

† ومن أعظم الدلائل علي قوة الله التي لا تحد: قدرته علي الخلق. والمقصود بالخلق أنه يوجد كائنات من العدم وهذا أمر لا يستطيعه أحد علي الإطلاق، فأقصي ما يمكن أن يصل إليه الإنسان, أن يكون صانعًا أو مكتشفًا, يكتشف طبيعة الأشياء وخواصها, ويصنع منها ما يستطيعه عقله, أما الخلق أي الإيجاد من العدم فهو قدرة الله وحده وبخاصة قدرته العجيبة علي خلق أنواع عجيبة من الكائنات, سواء من الجمادات أو الأحياء, ما يري ولا يري, مما لا يستطيع إحصاءه أي عقل بشري.

† ومعجزة أخري مذهلة هي إقامة الموتى وتصل هذه المعجزة إلى وضع فوق عقولنا جميعا وأعني إقامة الأموات كلهم في اليوم الأخير ملايين الملايين في كل بقاع الأرض, ممن قد تحللت أجسامهم وعظامهم وتحولت إلى تراب!! وتقوم كلها في وقت واحد وتدخل فيها أرواحها وتقف أمام الله في يوم الدينونة الرهيب, ليجازي كل منهم حسب أعمالهم، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ومعروف أن هاتين المعجزتين, أعني الخلق وإقامة الأموات, هما فوق العقل البشري, وفوق كل علومه.

† أضيف إلى ذلك باقي المعجزات والأعاجيب التي قام بها الله نذكر من بين ذلك منح البصر للعميان, وشفاء الأمراض المستعصية, وشق البحر, وغير ذلك من الأعاجيب, التي سمح أن تحدث علي أيدي بعض البشر أو الملائكة, بقوته الممنوحة لهم.

† تظهر قوة الله العجيبة أيضا في معرفته, فهو يعرف جميع الخفيات والظاهرات ويعرف كل ما في السماء وما علي الأرض وما تحت الأرض أيضًا, وما في شقوق الجبال ويعرف ما يدور في عقول البشر, كل البشر, من أفكار, وما في قلوبهم من مشاعر, وما في إرادتهم من نيات.. إنها معرفة عجيبة, خاصة بالله وحده, تدل علي قدرته علي كل شيء.

† وقوة الله العجيبة تظهر أيضا في محبته وعطائه فهو يعطي كل شيء ويعطي الجميع بسخاء ويعطي قبل أن نطلب, ودون أن نطلب, وفوق ما نطلب يفتح كوي السماء ويفيض علي الناس من إحساناته يعطي البشر, ويعطي أيضا جميع الكائنات الحية التي تسكن الأرض أو البحار أو الهواء, وحتى الدودة التي تدب تحت حجر يعطيها أيضا طعامها. ما أعجب قدرة الله وما أعجب قوته في حنوه وعطفه علي الكل.

† ما أعجب قدرة الله أيضا في احتماله: هذا الذي يحتمل كل أخطاء البشر وشرهم وفجورهم, وكسرهم لوصاياه, ويحتمل إلحاد البعض منهم ونحن الذين لا نستطيع أن نحتمل بعض إساءات إخوتنا لنا بل بتأثر وحساسية شديدة نغضب ونثور بينما الله يحتمل كل هؤلاء في صبر بل أكثر من ذلك احتمل كثيرين من الذين تعمقوا في الخطية وصبر عليهم بشكل عجيب حتى تابوا وصاروا أبرارًا.

† بل قوة الله أيضا تظهر في مغفرته, إنه صعب علي البشر أن يغفروا للمسيئين إليهم وإن غفروا ربما لا يستطيعون أن ينسوا وإن خيل أنهم قد نسوا, يعودون فيتذكرون كل الإساءات القديمة إن تعرضوا لإساءة جديدة! أما الله فهو في قوة مغفرته, يغفر القديم والجديد, لمجرد توبة الإنسان.

† إنني لا أستطيع أن أحصي كل عناصر قوة الله وقدرته الفائقة, وقوته أيضًا في تدبيره وفي حكمته, وفي أمور أخري لا يتسع لها المجال.. ولكننا في كل ذلك نفرح أننا في حماية إله قوي تشمل قدرته كل شيء.. في حماية إله يقدر أن يحفظ, وأن ينقذ, وأن يحمي خليقته من كل شر ومن كل ضرر.. وفي قدرته أيضًا أن يضع حدًا لكل أعمال الشيطان وكل أعوانه من الناس الأشرار فهو إله لا يعسر عليه شيء وكل ما هو غير مستطاع عند الناس, هو مستطاع عند الله القادر علي كل شيء لذلك يمكن أن يحيا الناس في رجاء واطمئنان وسلام قلبي, واثقين بقدرة الله وتدخله.
+++

Post: #182
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-17-2015, 01:23 AM
Parent: #181

أحبائى الكرام ..

أبونا مكارى يونان يخرج الشياطين ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=zVOAUL0zWbwwww.youtube.com/watch?v=zVOAUL0zWbw

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #183
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-17-2015, 12:20 PM
Parent: #182

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الثلاثاء من الأسبوع الأول من الصوم الكبير )
17 فبراير 2015
10 أمشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر إشعياء النبي ( 1 : 19 ـ 2 : 1 ـ 3 )
إن شِئتُم وسمعتُم مني تأكلون خيرات الأرض، وإن أبيتُم وعصيتُم تُؤكلُونَ بالسَّيفِ لأن فم الربِّ قد تكلم بهذا. كيف صارت صهيون المدينة الأمينة زانيةً، قد كانت مملوءة إنصافاً وفيها كان يبيت العدل، وأمَّا الآن فإنما فيها قتلة. فِضَّتُكِ صارت زغلاً وخمرُكِ مغشوشة بماءٍ. رؤساؤكِ مُتمرِّدُون وشركاء المغتصبين ولصوص، يحبون العطايا ويبتغون الرَّشوة، لا يَنصفون اليتيم ودعوى الأرملة لا تصل إليهم.لذلكَ يقولُ السَّيِّد ربُّ الجُنُود الويل لأقوياء إسرائيل لأنه لم يزل غضبي على اللذين يُقاومونني وأنتقمُ من أعدائي، وأرُدُّ يدي عليكِ وأسبكك بطهارة. وأهلك غير الطائعين وأنزع منك كل المنافقين وجميع المتعظمين وأُعيد قُضَاتَكِ كما في الأوَّل ومُشيريكِ كما في البداءةِ. وبعد ذلك تُدعين مدينة العدل القرية الأمينة صهيون. بالإنصاف ينجو سبيها والتائبون منها بالعدل والرحمة. والعصاة والخطاة يحطمون معاً. والذين تركوا الربّ فإنهم يستأصلون وتخزى أصنامهم التي أرادوها وترذل الجنَّات والذين اشتهـوها. إذ يَصيـرون كبطمةٍ قـد ذَبُـل ورقُها وكجنَّـةٍ لا مـاء فيهـا.وتكون قوتهم كالهشيم وعملهم كالشرارة فيحترقان كلاهُما معاً وليس من يُطفئ. ويكون في تلك الأيام أن جبل بيت الربِّ يكون ثابتاً في رأس الجبل ويرتفع فوق التِّلال وتنتظره جميع الأُمم. وتنطلق شُعوبٌ كثيرةٌ ويقولون هَلُمُّوا نصعد إلى جبل اللَّه إلى بيت إله يعقوب وهو يُعلِّمَنَا طُرُقِه فنسلُك في شريعته.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر زكريا النبي ( 8 : 7 ـ 13 )
هذا ما يقوله اللَّه الضابط الكل، أني هأنذا أُخَلِّصُ شعبي من أرض المشرق ومن أرض مغرب الشَّمس، وآتي بهم فيسكُنون في أورُشليم ويكونون لي شعباً وأنا أكُون لهم إلهاً بالحكم والعدل. هكذا ما يقوله الربّ الضابط الكل فلتتشدَّد أيديكُم أيُّها السَّامِعُون في هذه الأيَّام هذا الكلام من أفواه الأنبياء لأنه من يوم وضع أساس بيت الرب الضابط الكل ومن منذ بنى الهيكل. لأنَّه قَبلَ تلكَ الأيَّام أُجرة النَّاس لم تكن تشبعهم وأُجرة البهائم لا تكون. ولا سلامٌ لِمن دخل أو خرج من قِبَلِ ( بسبب ) الضِّيق، وأرسل النَّاس كل واحد فواحد إلى صاحبه. أمَّا الآن فلا أصنع ببقيَّة شعبي كمثل الأيَّام الأولى قال الرب الضابط الكل، بل تظهر السلامة فتعطي الكرمة ثمرتها والأرض تُعطي غَلَّتها والسَّماء تُعطي نَدَاهَا وأُمَلِّكُ بقيَّة هذا لشعبي هذه كُلَّها. ويكون كما أنَّكُم كُنتم لعنةً بين الأُمم يا بيت يهوذا ويا بيت إسرائيل كذلك أُخلِّصُكُم فتكونون بركةً فلا تخافوا، ولِتشَدَّد أيدِيكُم.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 23 : 1 ، 2 )
الرب يرعاني فلا يعوزني شيءٌ. رَدَّ نفسي، وهداني إلى سُبل البرِّ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 9 : 10 ـ 15 )
وبينما هو مُتَّكِئٌ في بيت سمعان، إذ جاء خُطاة كثيرون وعشَّارون واتَّكأوا مع يسوع وتلاميذه. فلمَّا نظر الفرِّيسيُّون قالوا لتلاميذه: " لماذا مُعلِّمُكُم يَأكُل مع العشَّارين والخُطاة؟ " فلمَّا سَمِعَ يسوعُ قال لهُم: " لا يَحتاجُ الأقوياء إلى طبيب بل الضُعفاء. فاذهبُوا وتَعلَّمُوا ما هو: إنِّي أُريدُ رحمةً لا ذبيحةً، لأنِّي ما جئت لأدعو الأبرار بل الخُطاة إلى التَّوبة. حينئذٍ أتى إليه تلاميذُ يوحنَّا قائلينَ: " لِماذا نحنُ والفرِّيسيُّون نَصُوم كثيراً، وتلاميذُك لا يَصُومون؟ " فقال لهُم يسوع: " هل يستطيع بنو العُرْس أن يَنُوحُوا ما دامَ العَريسُ مَعهُم؟ ولكن ستأتي أيَّامٌ حين يُرفَعُ العَريسُ عَنهُم، فحينئذٍ يَصُومُون.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 9 : 15 ـ 29 )
فإنه قد قيل لموسى: " إنِّي أرحمُ من أرحَمه وأتراءفُ على من أتراءفُ عليه ". فإذاً الأمر ليس لِمَن يُريد ولا لِمَن يسعَى، بل للَّه الذي يَرحَمُ. فقد قال الكتاب لفرعونَ: " إنِّي لهذا أقمتُكَ، لكي أُظهِرَ فيكَ قُوَّتي، ولكي يُخبر بِاسمي في الأرض كلها ". فإذاً هو يرحمُ من يشاءُ، ويُقسِّي مَن يشاءُ. ولعلك تقولُ لي: " لماذا يَلُومُ بعدُ، لأن مَن الذي يُقاومُ مشيئته؟ " مهلاً مهلاً أيُّها الإنسانُ أنت مَن أنتَ الذي تُجاوبُ اللَّهَ؟ ألعلَّ الجِبْلَةَ تقولُ لِجابِلها: " لمَ صنعتني هكذا؟ " أم ليسَ للفاخوري سُلطانٌ على الطِّين أن يصنعَ من العجينةِ ذاتها إناءً للكرامةِ وآخَرَ للهوانِ؟ فإنْ كانَ اللَّهُ يُريدُ أن يُظهِر غضَبهُ ويعرفنا قدرتهُ، استحضر بأناةٍ كثيرة آنيةَ غضبٍ مُهيَّأةً للهلاكِ. ولكي يُبين غِنَى مجدهِ على آنيةِ الرحمة التي سبقَ فهيأها للمـجدِ، التي هى نحنُ الذين قد دعانا، ليس من اليهودِ فقط، بلْ من الأُمم أيضاً. كما يقولُ في هُوشعَ: " إني سأَدعُو الذي ليسَ شعبي شعبي، والتي ليست بمحبُوبةٍ محبُوبةً. وسيكونُ في الموضعِ الذي قِيلَ لهُم فيه لستُم شعبي، أنَّهم هناكَ يُدعَونَ أبناءَ اللَّهِ الحيِّ ". وإشعياءُ يَصرُخُ من أجل إسرائيلَ: " وإنْ كانَ عددُ بني إسرائيلَ كرملِ البحرِ، فالبقيَّةُ ستخلُصُ. لأنَّه قول مُتَمِّمُة وقاطعه الذي سيصنعه الرب الإله على الأرضِ". وكما سبقَ إشعياءُ فقال: " لولا أنَّ ربَّ الجنودِ أبقَى لنا نسلاً، لصِرنا مِثلَ سدُومَ وشابهنا عَمُورةَ ".
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 4 : 3 ـ 11 )
لأنَّه قد يكفيكم الزَّمان الذي عبر إذ كنتم تعملون فيه هوى الأُمم، متسكعين في الدَّعارة والشَّهوات، والمُسكرات بأنواع كثيرة، واللهو، والدنس، والغواية وعبادة الأوثان ( المُحرَّمة )، الأمر الذي فيه يستغربونَ أنَّكُم لستُم تركضون معهم إلى فيض الخلاعة عينها، مُجدِّفينَ عليكم. الذين سوف يعطون جواباً للمستعد أن يُدين الأحياء والأموات. فإنَّه لأجل هذا قد بُشِّرَ الأموات أيضاً، لكى يدانوا مثل النَّاس بالجسد، ويحيوا مثل اللَّه بالرُّوح.وإنَّما نهاية كل شيءٍ قد اقتربت، فتعقَّلوا واصحوا للصَّلوات. ولكن قبل كلِّ شيءٍ، لتكن المحبَّة دائمةً فيكُم بعضكُم لبعضٍ، لأنَّ المحبَّة تستُر كثرةً من الخطايا. وكونوا مُحبِّين الغُرباء بعضكم لبعضٍ بغير تذمُّر. كلُّ واحد وواحد فبحسب النعمة التي أخذها تخدمون بها من تلقاء أنفسكم، كوكلاء صالحين لنعمة اللَّه المُتنوِّعة. ومَن يتكلَّم فعلى حسب أقوال اللَّه. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ أعدها له يَمنحُها اللَّه له، لكي يَتمجَّد اللَّه في كل شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والعزة إلى أبد الآبدين. آمين.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 5 : 34 ـ 42 )
فقامَ في المحفل واحد فرِّيسيٌّ اسمهُ غمالائيلُ، وهو معلِّمٌ للنَّاموس، ومُكرَّمٌ عند جميع الشَّعبِ، وأمرَ أن يُخرجوا الرجالُ قليلاً ثُمَّ قالَ لهُم: " أيُّها الرِّجالُ الإسرائيليُّونَ، احترزوا لأنفسكُم من جهةِ هؤلاء النَّاس فيما أنتُم مزمعونَ أن تفعلوه بهم. لأنَّهُ قبلَ هذهِ الأيَّام قامَ واحد يُدعى ثوداس قائلاً عن نفسهِ إنَّهُ شيءٌ، فانحاز إليه عددٌ من الرِّجال نحو أربعمائةٍ، ثم قُتِلَ، وتفرق جميعُ الذين أطاعوه وصاروا كلا شيءٍ. وبعدَ هذا قامَ يهوذا الجليليُّ في أيَّام الاكتتابِ، وأزاغ وراءهُ شـعباً كثيراً. فهلكَ هو أيضاً، وجميعُ الذين أطاعوه تَشتَّتوا. والآن أقول لكم: تنحوا عن هؤلاء الرِّجال واتركوهُم! لأنَّهُ إن كانَ هذا الرَّأيُ أو هذا العملُ من النَّاس فسوفَ ينحل، وإن كانَ من اللَّـهِ فلا تقدرون أن تَنقُضُوهُ، لئلاَّ تُوجَدوا مُحاربين للَّـهِ أيضاً ". فأذعنوا له واستدعوا الرُّسلَ وجلدوهم وأمروهم أن لا يُعلِّموا بِاسم يسوعَ، ثُمَّ أطلقوهم.أمَّا هُم فخرجوا فرحينَ مِن تجاه المحفل، لأنَّهُم حُسِبوا مُستَأهلينَ أن يُهانوا من أجل هذا الاسم. وكانوا لا يزالونَ كلَّ يوم في الهيكل وفي البيوتِ يُعلِّمون ويُبشِّرون بيسوعَ المسيح.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم العاشر من شهر أمشير المبارك
1- شهادة القديس يعقوب الرسول إبن حلفا
2- شهادة القديس يسطس إبن الملك نورماريوس
3- نياحة القديس إيسيذورس الفرمى
4- شهادة القديس فيلو أسقف فارس
1- فى هذا اليوم إستشهد القديس يعقوب الرسول إبن حلفا . وذلك أنه بعدما نادى بالبشرى فى بلاد كثيرة عاد إلى أورشليم ، ودخل هيكل اليهود، وكرز بالإنجيل جهارا، وبالإيمان بالسيد المسيح وقيامة الأموات. فإختطفه اليهود وأتوا به إلى أكلوديوس نائب ملك رومية ، وقالوا له إن هذا يبشر بملك آخر غير قيصر. أمر أن يرجم بالحجارة فرجموه حتى تنيح بسلام. فأخذ قوم من المؤمنين جسده ودفنوه بجانب الهيكل.صلاته تكون معنا . آمين.
2- وفى هذا اليوم أيضا إستشهد القديس يسطس إبن الملك نورماريوس . وذلك أنه لما عاد من الحرب، وجد أن دقلديانوس قد تزوج أخته وصار ملكا، وأنه قد قد إرتد عن الإيمان بالسيد المسيح ، فعز عليه ذلك كثيرا . ولما إجتمع وجوه المملكة وأكابرها لتجليسه ملكا عوض أبيه ، لم يقبل مفضلا المملكة السمائية على الأرضية. وتقدم إلى دقلديانوس وإعترف أمامه بإسم المسيح فأرسله هو وأبالى إبنه وثاؤكليا زوجته إلى والى الإسكندرية ، وأمره أن يلاطفهم أولا ، وإن لم يذعنوا يقطع رؤوسهم. فلما وصلوا الإسكندرية ومعهم بعض من غلمانهم ، قابلهم الوالى بلطف، وإذ لم يستطع تحويلهم عن الإيمان بالمسيح له المجد،أرسل يسطس إلى أنصنا ، وأبالى إلى بسطة. وثاؤكليا زوجته إلى صا. وقد أخذ كل منهم غلاما معه، حتى إذا أكمل جهاده يهتم بجسده ، فعذبوهم و قطعوا رؤوسهم فنالوا إكليل الشهادة. صلاتهم تكون معنا . آمين.
3- وفى هذا اليوم أيضا تنيح القديس الناسك العالم الأنبا إيسيذورس الفرمى. كان أبواه من أغنياء مصر ووجوهها و كان قريبا للقديسين ثاؤفيلس وكيرلس باباوى الإسكندرية. ولم يكن له أخوة سواه، فأدباه بكل أدب وعلماه كتب الكنيسة. ثم تعلم اللغة اليونانية وأتقنها وبرع فيها حتى فاق كثيرين. وكان مع ذلك ناسكا متواضعا. ولما علم أن أهل البلاد والأساقفة عازمين على تقدمته بطريركا على الكرسى المرقسى، هرب ليلا إلى جبل الفرما وترهب فى دير هناك ، ثم إنتقل منه إلى مغارة صغيرة ، أقام بها وحده عدة سنوات . وقد وضع فى أثنائها عدة كتب أكثرها عن الملوك والرؤساء ، وشرح كتبا كثيرة من العهدين القديم والجديد. وقد وجد فى بعض كتب الرسائل التى أرسلها إلى البطاركة والأساقفة وغيرهم يبلغ ثمانى عشرة ألف رسالة. وكانت مواهب الروح القدس تتدفق عليه . ولما وصل إلى شيخوخة صالحة مرضية إنتقل إلى الرب .صلاته تكون معنا . آمين
4- وفى هذا اليوم تذكار القديس الجليل فيلو أسقف فارس الذى إستشهد على يد ملك الفرس، لأنه لم يقبل أن يعبد النار أو يسجد للشمس. فعذبوه بكل أنواع العذاب وأخيرا قطعوا راسه بحد السيف. صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 25 : 16 ، 17 )
انظر إليَّ وارحمني، لأنِّي ابن وحيد وفقير أنا. أحزان قلبي قد كثرت. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 41 ـ 50 )
فقال له بُطرس: " ياربُّ، ألنا قلت هذا المَثَلَ أم تقوله للجميع أيضاً؟ " فقال الربُّ: " من هو ترى الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيِّدُهُ على عبيده ليُعطيهُم طعامهم في حينه؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّدُهُ فيجدُه يعمل هكذا! حقاً أقولُ لكُم: إنه يُقيمُهُ على جميع أمواله. وإن قال ذلك العبد الردئ في قلبه: إن سيِّدي يُبطئ في قُدُومه فيبتدئ يضرب العبيد والإماء، ويأكُل ويشرب ويسكر. فيأتي سيِّد ذلك العبد في اليوم الذي لا ينتظرُه وفي الساعة التي لا يعرفُها، فيشقه من وسطه ويجعل نَصِيبَهُ مع غير المؤمنين. وأمَّا ذلك العبد الذي يَعْلَمُ إرادة سيِّده ولم يستعدُّ ولا فعل بحسب إرادتهِ، فيُضرب كثيراً. أمَّا الذي لا يَعْلَمُ، ويفعل ما يستوجب به الضرب، فيُضرب قليلاً. وكل من أُعطيَ كثيراً يُطالب بكثير، ومن استودع كثيراً يُطلب منه أكثر.إنِّي جئت لألقي ناراً على الأرض، فماذا أُريد وقد اضطرمت؟ ولي صبغةٌ اصطبغ بها، وكيف أنا محتمل حتَّى تُكْمَل؟.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #184
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-17-2015, 05:52 PM
Parent: #183

الآن ..
أبونا مكارى على الهواء مباشرة من قناة الكرمة ..
و من خلال هذا الرابط ..

http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

الرب يباركك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #185
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-17-2015, 11:21 PM
Parent: #184

أحبائى ..

مرة ثانية ..
مع أبينا الورع مكارى يونان ..
ومن قناة الكرمة ...
ومن خلال هذا الرابط ..
alkarmatv.com/watch-alkarma-na

الرب يبارك حياتكم ...
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #186
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-18-2015, 12:26 PM
Parent: #185

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأربعاء من الأسبوع الأول من الصوم الكبير )
18 فبراير 2015
11 أمشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر إشعياء النبي ( 2 : 3 ـ 11 )
لأنَّه من صهيون تخرج الشَّريعة ومن أُورشليم كلمة الربِّ. ويحكم بالعدل لسائر الأُمم ويقضي شعوب كثيرين فيضربون سُيُوفهُم سِككاً للأفدنة ورمَاحهُم مَناجل، فلا ترفع أُمَّةٌ على أُمَّةٍ سيفاً ولا يتعلَّمُون الحرب في ما بعد.هلُموا يا بيت يعقوب لنسلُك في نُور الربِّ. لأنه رفض شعبه بيت إسرائيل لأن كورهم قد امتلأت من الذنوب مثل القديم كالفلسطينيين وقبلوا كثيرين من أبناء الغرباء، وقد امتلأت أرضُهُم فِضَّةً وذهباً ولا عد لكنوزهم قد امتلأت أرضُهُم خيلاً ولا تحصى مركباتهم. قد امتلأت أرضُهُم أصناماً، يَسجُدُون لفعل أيديهم وما صَنعته أصابعُهُم، فلذلك ينخفض الإنسان ويزل الرَّجل فلا أغفر لهم.ادخلوا الآن في الصخور واختبئوا في التُّراب من خوف الربِّ ومن مجد قوته. فإذا قام يسحق الأرض لأن عيني الرب تتعالى ويذل الإنسان وينخفض ترفع البشر.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر يوئيل النبي ( 2 : 12 ـ 27 )
والآن يقول الربُّ إلهنا ارجعُوا إليَّ بكلِّ قُلُوبكم وبالصَّوم والبُكاء والنَّوح، ومزِّقوا قُلُوبكُم لا ثيابكُم وارجعُوا إلى الربِّ إلهِكُم لأنَّه رؤُوفٌ رحيمٌ طويل الأناة وكثيرُ الرَّحمة ويندم على الشَّرِّ. فمن يعلم لعلَّ يرجعُ ويندمُ ويُبقي وراءهُ بركة وتقدِمةٍ وسكيباً للربِّ إلهكم.انفخوا بالبوق في صهيون وقَدِّسُوا صوماً اهتفوا باعتكافٍ. اِجمعُوا الشَّعب وقَدِّسُوا الجماعة انتخبوا الشُّيوخ واجمعُوا الأطفال والرضعان وليخرُج العَريسُ من خدرهِ والعُروسُ من حَجَلتِهَا. ويبكي الكهنة الذين يخدمون الربِّ بين الرِّواق والمذبح ويقولون اشفق ياربُّ على شعبكَ ولا تجعل مِيراثك عاراً لتتسلط عليهم الأمم، ولئلا يقال في الأمم أين إلهُهُم. لقد غار الربُّ على أرضهِ ورق لشعبهِ. وأجاب الربُّ وقال لشعبهِ هأنذا مُرسِلٌ إليكم القمح والخمر والزيت فتشبعون منها ولا أجعلُكُم من بعد عاراً في الأمم. وأُبعد الشِّمالي عنكُم وأطرُدُهُ إلى أرضٍ مُقفِرةٍ وأجعل وجهه إلى البحر الأول ( الشَّرقي ) ومؤخره إلى البحر الأخير ( الغربي ) فيصعد نَتنُه وينبعث زُهمه لأنَّه تعاظم في عملِهِ. لا تخافي أيَّتُها الأرض ابتهجي وافرحي لأنَّ الربَّ قد عظم في عَمَله. لا تخافي يا بهائم الصحراء فإنَّ مراعي البرِّيَّة قد نبتت والشجر أخرج ثمره والتِّين والكرم أُعطيا قُوَّتهُما. وأنتم يا بني صهيون ابتهجوا وافرحُوا بالربِّ إلهكُم فإنَّه قد أعطاكُم طعام البر وأنزل لكم المطر المُبَكِّر والمُتَأخِّر كما في الزمان الأول فستُمتلئ البيادِر حِنطةً وتَفيضُ حِياضُ المَعَاصر خمراً وزيتاً. وأُعَوِّضُ لكُم عن السِّنين التي أكلها الجراد والجندب والدبي والزحاف جيشي العظيم الذي أرسَلتُهُ عليكُم. فتأكُلُون أكلاً وتَشبعون وتُباركون الربّ إلهكُم الذي صنع معكُم العجائب ولا يخزى شَعبي إلى الأبَدِ.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 25 : 6 ، 7 )
اذكر يارب رأفاتك ومراحمك، فأنها ثابتة منذ الأبد. خطايا صباي وجهلاتي فلا تذكرها. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 24 ـ 34 )
لكن الويل لكم أيُّها الأغنياء، فإنَّكم قد نِلتُم عَزَاءكُم. الويل لكُم أيُّها الشَّباعى الآن، فإنَّكم ستجوعون. الويل لكُم أيُّها الضَّاحكون الآن، فإنَّكم ستنحون وتبكُون. الويل لكُم إذا قال جميع النَّاس فيكُم حسناً. فإن آباءهُم هكذا أيضاً كانوا يفعلُون بالأنبياءِ الكذَبَةِ. لكنِّي أقولُ لكُم أيُّها السَّامعون: أحبُّوا أعداءكُم، وأحسِنوا إلى من يُبغضِكم، وبارِكوا لاعنيكم، وصلُّوا لأجل الذين يطردونكم. ومَن لطمك على خدِّكَ فحوِّل له الآخر، ومَن أخذ رداءَك فلا تمنعه أن يأخذ ثوبك أيضاً. وكلُّ مَن سألك فأعطِه، ومَن أخذ ما لكَ فلا تُطالِبه. وكما تُريدون أن يفعل النَّاس بكم، افعلوا أنتم أيضاً بهم هكذا. فإنْ كنتم تحبون الذين يحبُّونكم، فما هو أجركم؟ لأن الخُطاة أيضاً يُحبُّونَ الذين يُحبونهم. وإن أحسنتم إلى من يحسن إليكم، فما هو فضلكم؟ فإنَّ الخُطاة أيضاً يصنعون هكذا. وإنْ أقرضتم الذينَ ترجونَ أن تستوفوا منهم، فما هو فضلكم؟ لأن الخُطاة أيضاً يُقرِضون الخُطاة لكي يستردوا منهم العوضَ.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 14 : 19 ـ 15 : 1 ـ 7 )
فلنسعى لما هو للسَّلام، وما هو للبُنيان بعضُناً لبعضٍ. لا تنقُض عمل اللَّه لأجل الطَّعام. كلُّ شيء طاهر، ولكن شرٌّ للإنسان الذي يأكُلُ بمعثرةٍ. إنه حَسَنٌ ألاَّ تأكُل لحماً ولا تشرب خمراً ولا ما يَعثُر به أخُوك. ألك إيمانٌ؟ فليكُن لكَ في نفسك أمام اللَّه! طُوبى لِمَن لا يَدينُ نَفسَهُ في ما يستحسِنُه. وأمَّا الذي يرتابُ فإن أكل يُدانُ، لأنَّ ذلك ليس من الإيمان، وكُلُّ ما ليس من الإيمان فهو خطيَّةٌ.
فيجبُ علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضُّعفَاء، ولا نُرضي ذواتنا وحدنا. كُلُّ واحدٍ منكُم فليُرضِ قَريبهُ للخير، للبُنيان. فإنَّ المسيح لم يُرضِ نَفسَهُ، بل كما هو مكتوبٌ: " تعييراتُ مُعَيِّريكَ جاءت عليَّ ". لأنَّ كُلَّ ما سبق فَكُتِبَ كتب لتعلِيمنا، لكي بالصَّبر وبتَّعزية الكُتُب يكون لنا الرجاء. وليُعطِكُم إله الصَّبر والتَّعزية فكراً واحداً بعضكم لبعض، بِحسَب المسيح يسوع، حتى أنكم بقلبٍ واحدٍ وفم واحدٍ تمجدون اللَّه أبا ربنا يسوع المسيح. لذلك اقبلُوا بعضُكُم بعضاً كما قبلكم المسيح، لمجد اللَّه.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
( 1 : 4 ـ 10 )
هاربين من شهوة الفساد الذي في العالم. ولهذا عينه ـ وأنتم باذِلُون كل اجتهادٍ ـ قـدِّموا في إيمانكم فضيلةً، وفى الفضيلة معرفةً، وفى المعرفة تعفُّفـاً، وفى التَّعفُّف صبراً، وفى الصَّبر تقوى، وفى التَّقوى مودَّة أخويَّةً، وفى المودَّة الأخويَّة محبَّة. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثُرت، تُصَيِّركُمْ غير مُتكاسلين ولا غير مُثمرين في معرفة ربِّنا يسوع المسيح. لأن الذي ليس عنده هذه، فهو أعمى قصير البَصر، وقد نسيَ تطهير خطاياه السَّالفة. لذلك أيُّها الإخوة اجتهدوا بالأحرى أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثَابِتَيْن. فإنكم إذا فعلتم ذلك لن تَزِلُّوا أبداً. لأنه هكذا تُمنحون بغنى دخول ملكوت ربِّنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح الأبديِّ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 10 : 9 ـ 20 )
وفى الغد فبينما هم سائرون في الطريق وقد قربوا من المدينة، صَعِد بطرس على السَّطح ليُصلِّي نحو السَّاعة السَّادسة. فجاع وأراد أن يأكل. وبينما هم يُهيِّئون له وقع عليه سبات، فرأى السَّماء مفتوحة، وإناء نازلاً عليه مثل مُلاءَةٍ عظيمةٍ مربوطةٍ بأربعةِ أطرافٍ. وكان فيها من كل ذوات الأربع ودبابات الأرض وطيور السَّماء. وصار إليهِ صوتٌ يقول: " قُم يا بطرس، اذبح وكُلْ ". فقال بطرس: " حاشا ياربُّ، فإني لم آكل شيئاً قطُّ نجساً أو دنساً ". فصار إليه أيضاً صوتٌ ثانيةً: " ما طهَّره اللَّه لا تُدنِّسهُ أنت! ". وكان هذا على ثلاث مرَّاتٍ، ثم رُفِعَ الإناء إلى السَّماء.
وبينما كان بطرس مفكراً فى نفسه: ما عسى أن تكون هذه الرُّؤيا التي رآها؟، وإذا بالرِّجال المرسلين من قِبَل كرنيليوس، قد سألوا عن بيت سمعان ووقفوا على البـاب ونادوا واستخبروا: هل سمعان المُلقَّب بطرس نازلٌ هنا؟ وفيما كان بطرس مفكراً فى الرُّؤيا، قال له الرُّوح: " هوذا ثلاثة رجال يطلبونك. فقُم انزل وانطلق معهم غير مرتابٍ لأنِّى أنا أرسلتُهُم ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الحادي عشر من شهر أمشير المبارك
شهادة القديس فابيانوس بابا رومية
فى هذا اليوم إستشهد القديس فابيانوس بابا رومية، وكان هذا الأب عالما صالحا مجاهدا. فقدم بطريركا على مدينة رومية ، فأخذ يعلم الشعب ويقوده فى طريق الكمال. وحدث أن داكيوس القائد قام على فيلبس الملك و قتله وجلس مكانه، وأثار عليه المؤمنين إضطهادا شديدا، وإستشهد على يديه كثيرون. وقد شيد هذا الكافر هيكلا عظيما وسط مدينة أفسس، وأقام فيه أصناما كان يقدم لها الذبائح. ثم أمر بقتل من لا يذبح لها . فلما بلغه أن القديس فابيانوس يعطل عبادة الأصنام بتعاليمه للمؤمنين وتثبيتهم على الإيمان ، إستحضره بأفسس وطلب منه أن يقدم الذبيحة للأصنام، فلم يقبل بل سخر بأصنامه . فعاقبه بعقوبات شديدة مدة كاملة ، وأخيرا قتله بالسيف فنال إكليل الشهادة . وقد أقام هذا البابا على الكرسى إثنتى عشرة سنة قضى شطرا كبيرا منها فى هدوء وإطمئنان. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا . آمين.


مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 25 : 20 ، 16 )
احفظ نفسي ونجني، لا أخزى لأنِّي عليك توكلت. انظر إليَّ وارحمني. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 35 ـ 38 )
ولكن أحبُّوا أعداءكم، وأحسِنوا إليهم واعطوا وأنتم لا ترجون شيئاً، فيكون أجركم كثيراً وتكونوا أبناء العليِّ، لأنَّه صالح على غير الشَّاكرين والأشرار. فكونوا رُحماء كما أن أباكُم أيضاً رحيمٌ. لا تَدينوا فلا تُدانوا. لا تقضوا على أحدٍ فلا يُقضى عليكم. اغفروا يُغفَر لكم. أَعطوا تُعطَوا، كيلاً جيِّداً مملوءاً مهزوزاً فائِضاً يُعطُى في أحضانِكُم. لأنَّ الكيل الذي به تَكِيلونَ يُكالُ لكُم.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #187
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-18-2015, 04:11 PM
Parent: #186

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 19 ديسمبر 2010

إن الله هو إله الكل


هو إله الكل, خالق الكل, والمعتني بالكل, ورازق الكل, وكل أحد له نصيب فيه, وهو ضابط الكل ومدبرهم. هو إله جميع الكائنات: إله الملائكة والبشر, والحيوان والطير, والطبيعة الجامدة.

مادام الله قد خلق السماوات والأرض, فهو إذن إله السماء وكل ما فيها, وإله الأرض وكل ما فيها, وكل ما تحت الأرض, وما بين السماء والأرض.

هو إله الحقول التي يرويها الماء فتحيا وتنمو, وهو إله الزهور الموجودة في الحقول.

وإله النحل الذي يمتص رحيقا من الزهور ويحوله شهدا. وإله الإنسان الذي يأكل هذا الشهد المصنوع من هذا الرحيق.

إنه إله الطيور التي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلي مخازن, وهو الذي يقوتها, وهو إله زنابق الحقل التي لا تتعب ولا تغزل, ومع ذلك ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها, هو أيضا إله العصفور ينجيه من فخ الصيادين. وهو أيضا إله الصيادين الذين نصبوا الفخ للعصفور.

هو إله الأرواح, وإله الأجساد. إله الأحياء الذين علي الأرض, وإله الذين أدركتهم الوفاة وتركوا العالم الحاضر.

انه إله الأقوياء وإله الضعفاء.. إله هابيل الذي قتله أخوه, وأيضا إله ذلك الأخ القاتل.

إنه إله الحكماء, وإله البسطاء. وهو إله سقراط وأفلاطون وأرسطو, وهو إله أي إنسان أمي لا يعرف القراءة والكتابة. وهو يفيض بنعمته علي هؤلاء وأولئك.

إنه إله الملائكة الذين يسبحونه في السماء قائلين: قدوس قدوس قدوس... وإله الملائكة الذين يرسلهم إلي الأرض لعمل إنقاذ أو لتبليغ رسالة.. أولئك الذين يطيعون أمره للفور وينفذون مشيئته بدون إبطاء... وهو في نفس الوقت إله البشر الذين يكسرون وصاياه أحيانا أو يترددون في تنفيذ إحدى الوصايا.

إن الله هو إله الأبرار الذين يعيشون في حياة الفضيلة والقداسة. وفي نفس الوقت هو إله الخطاة الذين يقودهم إلي التوبة. إنه إله أولئك الشيوعيين الملحدين, الذين علي الرغم من إلحادهم أعطاهم القوة والمعرفة لكي يصعدوا في سفينة الفضاء إلي القمر. وأطال أناته عليهم سبعين سنة حتى رجعوا إلي الإيمان... وهو إله أوغسطينوس الذي عاش بعيدًا عن الإيمان وعن الحياة الطاهرة زمنا طويلا.. إلي أن أرجعه لحياة التوبة.. وقاده في حياة البر حتى كتب كتاب اعترافاته وقال فيه: كنت يا رب معي, ولكنني لفرط شقاوتي لم أكن معك, لقد تأخرت كثيرا في حبك أيها الحب الذي لا حدود له.

إن الله الذي خلق الكل, وبنفسيات متنوعة, لم يطلب من الجميع أن يكونوا في نسق واحد من الحياة. لذلك فهو إله البتوليين وإله المتزوجين, إله النساك الذين يعيشون في البراري وشقوق الجبال. وأيضا إله الذين يجاهدون في خدمة المجتمع وفي العمل وسط الناس, إنه إله الذين يعيشون في حياة التأمل والصلاة, وإله الذين يعيشون في حياة الخدمة. إنه إله القديس أنطونيوس المتوحد في جبل, وإله يوسف الصديق الذي كان يعمل كوزير تموين في مصر, يخزن القمح ويبيعه بحكمة لكي ينقذ الناس من المجاعة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهو أيضا إله الرعاة الذين يبذلون كل جهدهم في تفقد الرعية والاهتمام بها... إنه إله الذين يعملون في مجال التعليم وفي نفس الوقت هو إله الذين يتتلمذون علي أيديهم. الله هو الرب الذي يشعر كل إنسان أيا كل عمله, وأيًا كان وضعه في المجتمع بأنه تحت رعاية الله وتحت حفظه وتحت اهتمامه.

إن الله هو إله المرضي الذين يطلبون منه الشفاء, وإله الأطباء الذين يعالجونه. الكل يتطلعون إليه, ويضعون حياتهم بين يديه. فهو يعطي الطبيب الحكمة في معرفة المرض وفي طريقة التعامل معه وعلاجه. وهو يعطي المريض الصبر واحتمال المرض والثقة في الله الشافي.

إن الله يهتم بالكل, يبقي أن الكل يهتمون بأنفسهم, هو يعمل بنعمته في الجميع, ولكن المهم أن يستجيب الجميع لعمل نعمته. والبشر في ذلك ليسوا في اتجاه واحد. منهم من يناديه الله فيسمع ويسعي وراءه. ومن يرفض النداء ويرفض السير في طريق الله. وهناك نتذكر أيضا عبارة القديس أوغسطينس حينما قال لله: كنت معي ولكني لم أكن معك.

وهناك نسأل عن الرافضين لله: هل الله أيضا يرفضهم؟ هو إله لهم, ولكنهم لا يريدون أن يكونوا له! ومع ذلك فإن الله الطيب والطويل الروح, الذي لا يشاء موت الخاطئ مثلما أن يرجع ويحيا... هو يطيل أناته علي أولئك الرافضين. ربما الذي لا يأتي اليوم, سوف يأتي غدا. والذي لا يريد أن يتوب, يقدم الله له أسبابًا كثيرة للتوبة, ومؤثرات تعمل فيه. لأن الله ليس هو إلها للطائعين فقط, وإنما للعصاة أيضًا, حتى يخلصهم من عصيانهم بسعة صدره. وإن كان إنسان أضعف من أن يحيا في حياة الفضيلة, فهذا إن تخلي عنه الكل, لا يتخلى عنه الله, لأن الله هو إله الضعفاء أيضا, يسندهم حتى يقيمهم. إنه معين من ليس له معين, ورجاء من ليس له رجاء. وهو يشجع صغيري النفوس, وينتشل الواقعين في اليأس, فيغرس فيهم القوة والرجاء والأمل. وإنه يشفق علي المساكين, ويعصب منكسري القلوب. وينادي للمسبيين بالعتق, وللمأسورين بالإطلاق.

لذلك يا أخي القارئ: لا تفكر أبدا في وقت سقوطك أن لله قد تخلي عنك. كلا بل هو يهتم بك بالأكثر, لأنك محتاج إليه بالأكثر. حتى إن قويت عليك الحروب الروحية أو الحروب التي من سائر البشر, فثق تمامًا أن الله سوف يتدخل برحمته لكي يعينك وينقذك من تعبك. وإن تعرضت إلي خطية متعبة. فقل في ثقة كاملة: أعطني يا رب قوة لأصمد وأنتصر. موقنا أن الله ليس فقط إله القديسين, إنما هو أيضا هو إله المُحَارَبين بالخطية يساعدهم في الانتصار عليها.
+++

Post: #188
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-18-2015, 06:53 PM
Parent: #187

الآن ..
قداسة البابا تواضروس على الهواء مباشرة من قناة الكرمة ..
فى عظة عن الصوم ..
و من خلال هذا الرابط ..

/alkarmatv.com/watch-alkarma-na

الرب يباركك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #189
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-19-2015, 06:35 AM
Parent: #188

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 26 ديسمبر 2010

الإيمان العملي.. كيف يُختبر، وماذا يضعفه؟


إن الأيمان النظري هو مجرد إيمان العقل بوجود الله وبصفاته, وبوجود الملائكة والأرواح, وبوجود الأبدية والعالم الآخر.. ولكننا في هذا المقال سوف لا نتكلم عن هذه الأمور إنما نتكلم عن الأيمان العملي الذي تظهر علاماته في الحياة العملية وبسلوكياتها.

وفي هذا الأمر توجد درجات من الإيمان: فهناك إيمان قوي, وإيمان آخر ضعيف. كما يوجد إيمان شامل يشمل كل تصرفات الحياة, وإيمان محدود. إيمان دائم. وإيمان يهتز أحيانًا ويرتبك أو يضعف.

ولعل أهم ما يضعف الإنسان عن الأيمان بالله هو الذات. حينما تحاول الذات أن ترفض الله لأنه ضد رغباتها الخاطئة, وضد حريتها الخاصة في أن تفعل كل ما تريد حتى الأمور التي لا يوافق الله عليها, ومثال ذلك الوجوديون الملحدون الذين صار شعارهم هو: من الخير أن الله لا يوجد, لكي أوجد أنا, والمقصود الوجود بكامل حريتهم دون عائق من وصايا الله. وهم هنا لا يفهمون معني الحرية. بل يتصورونها ألوانًا من التسيب.

فهل أنت يا أخي القارئ يتعطل إيمانك بسبب ذاتك؟ بسبب رغباتك وغرائزك وأفكارك وشهواتك؟ هل هناك تعارض بين محبتك لله ومحبتك لذاتك؟! إن كان كذلك فعليك ان تدرب نفسك علي فضيلة إنكار الذات, نعم لان كثيرين ذاتهم هي صنمهم الذي يتعبدون له.

فيمنعهم عن حياة العملية محبة الذات والاعتداد بالذات, والرغبة في تكبير الذات وتضخيم الذات, وتحقيق شهوات الذات, والهروب من كل من يكشف هذه الذات أو يظهر مساوئها. وهكذا يريدون أن تحيا ذاتهم في جو من التدليل والمجاملة.

كذلك يضعف الإيمان سيطرة الحواس, وسيطرة العقل فالعقل له حدود لا يتعداها أما الإيمان فهو مستوي اعلي من العقل, ولكن هناك أشخاصًا يريدون أن تعي عقولهم اللامحدود والمعجزات, وما هو فوق إدراكهم, وإلا فإنهم يرفضون كل هذا! وكذلك الحواس لها حدودها. فمن الصعب عليها أن تدرك ما لا يُرى كالأرواح والملائكة. ومن أمثلة هؤلاء من يريدون إخضاع الوحي والمعجزة للبحث العلمي, أو لمجرد التفسير الرمزي وبهذا ينكرون كثيرًا من المعجزات ويدخلونها في علم الأساطير Mythology.

ومما يضعف الإيمان أيضًا: معاشرة الشكاكين, أو قراءة أفكارهم من بعض الكتب أو المقالات, فإن تلك الأفكار تغرس الشك في العقول والقلوب إن كانت بمداومة أو من النوع العميق التأثير. أو إن كان المستوي الخاضع للشكوك اقل في المعرفة أو في المستوي العقلي, أو كان غير عميق في الإيمان، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولهذا مما يضعف الإيمان أيضًا: الانقياد وضعف الشخصية, الذي لا يستطيع أن يصمد أمام الشكوك أو أمام الشائعات أو كلام غير المؤمنين فيهتز من الداخل بسبب التأثير الخارجي الضاغط والانقياد إليه. لان الشخصية اضعف من أن تصمد. وقد يضعف إيمان البعض وينقادون وراء من يدعي الرؤى والأحلام, كما لو كانت حقيقة ينخدعون بها, ولو ضد معتقداتهم أو مبادئهم الروحية. كمن ينقاد وراء من يتكلمون عن السحر والعمل.

الشهوة أيضا تضعف الأيمان, وبخاصة لان الذين يمارسون شهواتهم لا يؤمنون بأن الله يراهم, أو أن الله يفحص قلوبهم. ويعرف أفكارهم و نياتهم! كل ذلك لا يضعونه أمامهم وكأنهم لا يؤمنون به بسبب الشهوة.

ومما يضعف الأيمان أيضا ضلالات الشياطين. ومن أهمها الرؤى الكاذبة التي يندمج بها إرشاد معين يضل الإنسان, ومن أمثال ضلالات الشياطين: الأحلام والنبوءات الكاذبة, وأفكار الضلالات والبدع.

الشك أيضا يضعف الأيمان. كما أن ضعف الأيمان يولد الشك. فإن حاربتك شكوك من جهة وجود الله أو بعض العقائد الأساسية, فلا تخف هذه محاربات من العدو, وليست إنكارًا منك للإيمان, وبخاصة إن كان قلبك رافضًا لها. أما إن كانت الشكوك منك, وأنت مقتنع بها, فعليك أن تعالجها بفهم إيماني سليم. وبسؤال المتخصصين وأهل العلم, وبقراءة الكتب المفيدة في موضوعك.

وهناك أمور تستطيع أن تختبر بها إيمانك العملي: من أمثلتها الضيقة. قد تحل الضيقة باثنين: أحدهما مؤمن والآخر غير مؤمن فيضطرب غير المؤمن ويخاف ويقلق, ويتصور أسوأ النتائج, وتزعجه الأفكار, أما المؤمن فيلاقيها بكل اطمئنان, وبسلام قلبي عجيب, وقد يسأله البعض عن شعوره إزاء الضيقة فيقول: هذه المشكلة سوف يتدخل الله فيها ويحلها, وسوف تئول إلى الخير, وقد تسأله كيف سيتدخل الله؟ وكيف سيحلها؟ فيجيبك: أنا لا أعرف ولكن ما اعرفه إننا لا نهتم بمشاكلنا فالله هو المهتم بالكل. إذن إن كانت الضيقة تفقدك سلامك القلبي, فاعرف أن إيمانك ضعيف. وهو ضعيف من جهة الإيمان بالله الحافظ والراعي, لذلك فإن الإنسان المؤمن يجعل الله بينه وبين الضيقة, فتختفي الضيقة ويظهر الله, أما غير المؤمن فإن الضيقة تخفي عنه معونة الله.

المؤمن مهما بدت كل الأبواب مغلقة, يري باب الله مفتوحًا. تختبر إيمانك أيضًا ببعض الوصايا. ومنها وصية العطاء, التي تعطي بها نصيبا من مالك ولله, إي للفقراء والمحتاجين. وبخاصة إذا كان المؤمن محتاجًا, أو مطلوبًا منه أن يعطي من أعوازه. فإن ضعف إيمانه يقول: إن كان المرتب كله أو الإيراد كله لا يكفي, فكيف يكون الحال أن نقص ما أعطيه لله؟! أما المؤمن الحقيقي فإنه يؤمن بان الله سيبارك باقي ما يملكه إن دفع للمحتاجين. انه اختبار لإيمانك: هل الله قادر أن يعولك بما تبقي لك بعد دفع نصيب الفقراء.

كذلك من الاختبارات الهامة: مدي محبتك للصلاة. فهل تنساها و تمر عليك أوقات كثيرة لا نصلي فيها؟ وهل إذا وقفت للصلاة تفكر في كيف تنتهي منها لتنشغل بأمور أخرى تهمك بالأكثر؟ وهل أثناء صلاتك يمكن أن يسرح فكرك في أمور أخرى, وتنسي انك واقف إمام الله تخاطبه؟!

تختبر إيمانك أيضا بأنه هل يدركك اليأس أحيانًا, واليأس ضد الأيمان ولاشك أن المنتحرين يكونون قد فقدوا إيمانهم بحقيقة الحياة بعد الموت, التي يدخل إليها المنتحر وهو قاتل نفس.
+++

Post: #190
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-19-2015, 04:40 PM
Parent: #189

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الخميس من الأسبوع الأول من الصوم الكبير )
19 فبراير 2015
12 أمشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر إشعياء النبي ( 2 : 11 ـ 19 )
ويتعالى الرب وحده في ذلك اليوم. فإنَّ يوم رب الجنود على كل إنسان متكبر ومتعال وعلى كُلِّ مُرتَفِع فيحط وعلى كُلِّ أرز لُبنان العالي المُرتَفع وعلى كُلِّ بَلُّوطِ باشان وعلى جميع الجبال العالية وجميع التِّلال المُرتفعة وعلى كلِّ بُرج شامخ وعلى كلِّ سُور مَنِيع وعلى جميع سُفُن البحر ( تَرشيش ) وعلى جميع المناظر الجميلة. وسيوضع تَشامُخ البشر ويُحط ترافع الإنسان ويتعالى الرب وحده في ذلك اليوم. وتَزُول الأصنام بتَمامِها. ويدخُلُون في المغائر وشقوق الصُّخُور وحفائر التُّراب من أمام هيبة الربِّ ومن مجد قوته إذا قام سحق الأرض.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر زكريا النبي ( 8 : 18 ـ 23 )
هكذا قال الرَّبُّ الضابط الكُلّ، إنَّ صوم " الشَّهر " الرَّابع وصوم الخامس وصوم السَّابع وصوم العاشر سيكون لبيت يهوذا سروراً وفرحاً وأعياداً طيبةً، فأحِبُّوا الحقَّ والسَّلام. هكذا قال ربُّ الجنود ستأتى شُعُوبٌ كثيرة أيضاً وسُكَّان مُدُن كثيرةٍ تجتمع. تجتمع سُكَّان خمسة مُدن ويأتون إلى مدينة واحدة قائلين لنسير ونطلب وجه الربِّ الضابط الكل، وأنا أيضاً أسير. فتأتي شُعُوبٌ كثيرةٌ وأُمَمٌ أقوياء ليطلبوا وجه ربَّ الجنود فى أُورشليم واستعطاف وجه الربِّ.هذا ما يقوله ربُّ الجنود، إنه فى تلكَ الأيَّام يُمسِكُ عَشَرَةُ رجالٍ من جميع ألسِنَةِ الأُمم بِذَيل رَجُلٍ يَهودِيٍّ قائلين إنَّنا نسير معك فقد سَمِعنا أنَّ اللَّه معكُم.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 24 : 1 ، 2 )
للرَّبِّ الأرض وكمالها المسكونة وجميع الساكنين فيها. هو على البحار أسسها وعلى الأنهار هيأها. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 8 : 22 ـ 25 )
وفي أحد الأيَّام ركب سَفينةً مع تلاميذُهُ، وقال لهم: " لنمض إلى عَبْر البُحيرة ". فأقعلوا. وفيما هُم سَائِرون نَام. فنزل على البُحيرة ريح شديدة وأحاطت بهم وصاروا في خطر. فأتوا إليه وأيقَظُوه قائلين: " يا مُعَلِّمُ، إنَّنا نَهْلِكُ!" . فقامَ وانتهَرَ الرِّيحَ وتَموُّج الماءِ، فسكنا وصَارَ هُدُوء عظيم. ثُمَّ قال لهُم: " أينَ إيمانُكُم؟ ". فخافُوا وتَعَجَّبُوا قائلِين بعضهُم لبعض: تُرى مَنْ هُو هذا؟. فإنَّهُ يأمر الرِّياح والمياه فتُطِيعُهُ!.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 4 : 16 ـ 5 : 1 ـ 9 )
فأطلُبُ إليكُم أن تكُونُوا مُتشبهين بي. ولذلك قد أرسلتُ إليكُم تيموثاوس، الذي هو ابني الحبيبُ والأمينُ في الربِّ، هذا الذي يُذَكِّرُكُم بطُرُقي في المسيح يسوع كما أُعَلِّمُ في كلِّ مكانٍ، وفي كلِّ كنيسةٍ. لقد تشامخ قومٌ كأنِّي لستُ آتيا إليكُم. ولكنِّي سآتيكُم سريعاً إن شَاءَ الربُّ، فَسأعرفُ لا كلام المتشامخين بل قُوَّتَهُم. لأنَّ ملكُوت اللَّه ليس هو بكلام، بل بِقُوَّةٍ. ماذا تُريدُون؟ أبِعَصاً آتي إليكُم أم بالمحبَّة وروح الوداعة؟ لقد شاع بين الجميع أنَّ بينكُم زنىً! وزنىً هكذا لا يكون بين الأُمم، حتى إن الواحد يتخذ امرأة أبيه. أفأنتم مُتشامخون، ولماذا بالحريِّ لم تنوحوا ليُنزع من بينكُم الذي فعل هذا الفعل هكذا؟ وأما أنا الغائب بالجسد، وحاضرٌ بالرُّوح، فقد حَكَمتُ كأنِّي حاضرٌ على الذي فعل هذا الفعل، هكذا: باسم ربِّنا يسوع المسيح ـ إذ أنتُم وروحي معاً مُجتمعُون وقوَّة ربِّنا يسوع المسيح ـ يُسَلَّم مِثلُ هذا إلى الشَّيطان لِهَلاكِ الجسد، لكي تَخلُص الرُّوح في يوم ربنا يسوع المسيح. ليس افتِخارُكُم حسناً. ألستُم تَعلَمُون أنَّ الخميرة الصغيرة تُخَمِّرُ العجين كُلَّه؟ إذاً نَقُّوا مِنكُم الخمير العتيق، لتكونوا عجيناً جديداً كما أنكم فطيرٌ. لأنَّ فِصحَنا المسيح قد ذُبِحَ. فلنُعَيِّد، إذاً لا بخمير عتيق، ولا بخمير الغش والزنا، بل بفطير الطهارة والبر.قد كَتبتُ إليكُم في الرِّسالة ألا تُخالِطوا الزُّنَاة.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 1 : 8 ـ 2 : 1 ـ 11 )
إنْ قُلنا أنَّ ليس لنا خطيَّةٌ فإنَّما نُضِلُّ أنفسنا وليس الحقُّ فينا. وإن اعترفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادلٌ، حتَّى يغفر لنا خطايانا ويُطهِّرنا من كلِّ إثم. وإنْ قلنا إنَّنا لم نُخطئ نجعله كاذباً، وكلمته ليست ثابتة فينا. يا أولادي، أكتب إليكم بهذا لكي لا تُخطِئُوا. وإنْ أخطأ أحدٌ فلنا شفيعٌ عندَ الآبِ، يسوع المسيح البارُّ. وهو كفَّارةٌ عن خطايانا. وليس عن خطايانا فقط، بل عن خطايا العالم كُلُه أيضاً.
بهذا نَعلَم أنَّنا قد عرفناهُ: بأن نحفظ وصاياه. فمن قال إني قد عَرَفتُهُ ولم يحفظ وصاياهُ، فهو كاذبٌ وليس الحقُّ فيه. وأمَّا مَنْ حَفِظ كَلِمَتَهُ، فبالحقيقة قد تَكَمَّلَتْ فيه محبَّة اللَّه. وبهذا نَعلَم أنَّنا فيه: ومَنْ قال إنَّهُ ثابتٌ فيهِ، ينبغي أنَّه كما سَلَكَ ذاكَ أن يَسلُكُ هو هكذا. يا أحبائي، لست أَكتُبُ إليكُم وصيَّةً جديدةً، بل بوصيَّةً قديمةً هى كانت عِندكُم من البَدءِ. والوصيَّة القديمة هى الكلمة التي قد سَمِعتُمُوها. وأيضاً وصيَّةً جديدةً أَكتُبُ إليكُم، ما هو حقٌّ فيه وفيكُم، أنَّ الظُّلمة قد مَضَت، والنُّور الحقيقيَّ الآن يُضئُ. مَنْ قال إنَّه في النُّور وهو يُبغض أخاهُ، فهو في الظُّلمة حتى الآن. مَنْ يُحِبُّ أخَاهُ فهو ثابت في النُّور وليس فيه شكٌ. وأمَّا من بغض أخاهُ فهو في الظُّلمة، وفي الظُّلمة يَسلُكُ، ولا يَدري أين يَمضي، لأنَّ الظُّلمة قد أعمَت عَينَيهِ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 8 : 3 ـ 13 )
وأمَّا شاول فكان يضطهدُ بيعة اللَّه، ويَدخلُ البُيوتَ ويجُرُّ رجالاً ونساءً ويُسلِّمُهُم إلى السِّجن. وأمَّا الذينَ تَشتَّتوا فكانوا يَجولون مُبشِّرينَ بالكلمة. وأمَّا فيلُبُّس فانحدر إلى مدينةٍ السَّامرة وكان يَكرزُ لهُم بالمسيح. وكان الجُموعُ يُصغونَ معاً ( بقلب واحد ) إلى مَا يقولهُ فيلبُس عند استماعهم له ومعاينتهم الآياتِ التي صنعها. لأنَّ كثيرينَ مِنَ الذينَ كانت بهم الأرواح النَّجسة كانت تخرجُ منهم صارخةً بصوتٍ عظيم. وكثيرونَ مخلعون وعُرج كان يَشفيهُم. وصار فرحٌ عظيمٌ في تلك المدينةِ.وإن رجلاً اسمهُ سيمون كان قبلاً في تلكَ المدينة، وكان ساحراً فحوَّل أمة السَّامرة كلها، مدعياً إنه شيءٌ عظيمٌ!. فاصغوا إليه جميعهم من صغيرهم إلى كبيرهم قائلين: " هذه هى قوَّةُ اللَّه التي تدعى عظيمةُ ". وكانوا يصغون إليه كلهم لأنَّه منذ زمان طويل كان قد أبهتتهم أسحاره. فلمَّا آمنوا إذ بشرهم فيلبُّس بملكوتِ اللَّهِ واسم يسوعَ المسيح اعتمدوا رجالاً ونساءً. وسيمون نفسهُ أيضاً آمَنَ. واعتمد وكان مُلازماً لفيلبُّس. وإذ رأى الآيات والقوَّات العظيمة الصائرة منه تعجب.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الثاني عشر من شهر أمشير المبارك
1- تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة
2- نياحة القديس جلاسيوس
1- في هذا اليوم نعيد بتذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة ، الشفيع في جنس البشر. شفاعته تكون معنا . آمين.
2- وفى هذا اليوم أيضا ، تنيح الأب الناسك المجاهد القديس جلاسيوس ، وقد ولد من أبوين مسيحيين، فربياه تربية مسيحية ، وعلماه علوم الكنيسة ، ثم قدماه شماسا . فأجهد نفسه فى طاعة المسيح وحمل نيره ، وذهب فترهب فى برية شيهيت . وبعد زمن رسم قسا فأرشده ملاك الرب إلى مكان بعيد وهناك جمع حوله جماعة من الرهبان ، فكان لهم خير مثال ، وكان يعد نفسه كواحد منهم . وقد تناهى فى الصبر وطول الأناة حتى أمكنه نسخ الكتاب المقدس ، ووضعه فى الكنيسة ليقرأ فيه من يشاء من الرهبان . وحدث أن زاره مرة رجل غريب ، وسرق هذا الكتاب وعرضه للبيع فإشتراه أحد الأشخاص ، وأراد أن يعرف قيمته ، فذهب به إلى القديس جلاسيوس وأراه إياه فعرف أنه كتابه . فقال له بكم باعك صاحبه ؟ فقال بستة عشرة دينارا . فقال له أنه رخيص فإشتراه وعاد به إلى منزله. ولما جاء البائع لأخذ ثمنه قال له : إننى عرضته على الأب جلاسيوس ، فقال أن الثمن كثير. فقال له : أما قال لك شيئا آخر . فقال لا فقال : إننى لا أريد بيعه . ثم أخذ الكتاب وتوجه به إلى الأب جلاسيوس وقدمه له باكيا نادما على فعله فلم يقبله منه ، وبعد إلحاح شديد ودموع كثيرة ، قبل أن يسترده . وقد منحه الله نعمة عمل المعجزات ، منها أنه أهدى إلى الدير أحد الأيام مقدار من السمك . وبعد طهيه وضعه الطباخ إناء ، ووكل بحراسته أحد الغلمان . وهذا أكل منه جزءا كبيرا . فلما عرف الطباخ ذلك غضب على غلامه لأنه أكل منه قبل وقت الأكل وقبل أن يباركه الشيوخ ، وضربه ضربة أصابت به مقتلا ، فذعر الطباخ وذهب إلى القديس جلاسيوس ، وأخبره بما جرى منه ، فقال له خذه وضعه بالكنيسة امام الهيكل وإتركه . ثم جاء الشيخ والرهبان إلى الكنيسة ، وصلوا صلاة الغروب ، وبعد ذلك خرج الشيخ من الكنيسة فقام الغلام و تبعه ، ولم يعلم أحد من الرهبان بهذا إلا بعد نياحته . ولما أكمل هذا بشيخوخة صالحة أراد الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم تاركا هذا التذكار الحسن.صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 118 : 14 ، 18 )
قوَّتي وتسبحتي هو الرَّبّ، وقد صار لي خلاصاً. إن أدباً أدَّبني الرَّبّ، وإلى الموت لم يسلمني. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 4 : 21 ـ 29 )
ثم قال لهم: " هل يوقَدُ سراجٌ لِيُوْضَعَ تَحتَ المِكيَالِ أو تَحتَ السَّرِيرِ؟ أليسَ ليُوضَعَ على المَنارَةِ؟ لأنه ليس خَفِيٌّ لا يَظْهَرُ ولا صار مستوراً إلاَّ ليُعْـلَنُ. مَنْ له أُذُنَانٌ للسمَع فليسمع! " وقال لهُم أيضاً: " انظرُوا ماذا تَسمَعُونَ! بِالكَيلِ الذي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُم ويُزَادُ لَكُم أيُّها السَّامِعونَ. لأنَّ مَنْ له يُعطَى، ومَنْ ليس لهُ فالذي عِندَهُ يُنْزَعُ مِنهُ ".وقال: " هكذا ملكُوتُ اللَّه: كمثل إنسان يُلقِي بذاره على الأرض، وينامُ ويَقومُ ليلاً ونهاراً، والزرع ينمو ويطول، وهو لا يَعْلَمُ، لأنَّ الأرض من ذَاتِهَا تعطي ثمراً. أولاً عشباً ثم سنبلاً، ثم يمتلئ ما في السُّنبُل. فإذا أدرك الثَّمَر، فللوقتِ يُرسِلُ المِنجَل لأنَّ الحَصَاد قد حان.
+++

Post: #191
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-19-2015, 06:46 PM
Parent: #190

أحبائى الكرام ..
هذة قصة اختبار الأخ الحبيب محمد عمر ..

أرجو مشاهدة هذه الحلقة من حلقات " أنا مش كافر "

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=Rjs8ShBQvacwww.youtube.com/watch?v=Rjs8ShBQvac

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #192
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-20-2015, 05:55 AM
Parent: #191

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 2 يناير 2011

مجالات للشكر



ما أجمل ذلك التعليم الروحي الذي يقول: "شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 20). أي أن الشكر لله تبارك اسمه, لا يكون فقط في مناسبات معينة. بل تكون حياتنا كلها في شكر دائم, معترفين بفضل الله علينا في كل حين.

إننا نشكر الله في بداية هذا العام الجديد, لأنه منحنا صفحة جديدة من الحياة, ينبغي أننا لا نكتب فيها إلا كل خير. علي أننا لا نقتصر علي ذلك. بل نشعر بإحسانات الله إلينا باستمرار علي الرغم مما يمر علينا من ظروف الحياة المتنوعة. إننا ندرك عن يقين وثقة أن الله صانع الخيرات, لا يعمل معنا إلا كل خير, سواء كنا نري هذا الخير أو لا نراه إننا نشكره علي الخفيات والظاهرات. نشكره علي النعم الجزيلة التي يفيض بها علينا,, كما نشكره علي القليل أيضا أو ما نراه قليلا. لذلك فإن الإنسان الروحي يحيا دائما في سلام وفي شكر ليس فقط بالكلام وإنما من عمق القلب أيضا. ويشكر أيضا علي كل الخير الذي يتلقاه من الله, موقنا أنه لا توجد عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر. بل يصل الشكر أيضا حتى في وقت الضيقة لان الله لا يسمح للإنسان بالضيقة إلا لو كان وراءها خير لابد يظهر بعد حين. ومن الطبيعي أن يشكر كل شخص علي إنقاذ الرب له من الضيقات التي يراها. ولكن ينبغي أن يشكر أيضا علي الضيقات التي كانت تسعي إليه، ووقفها الله ومنعها قبل أن تحدث. وهنا يكون الشكر ليس علي الضيقات التي أنقذه الله منها, بل أيضا علي الضيقات التي حفظه الله من وصولها إليه.

لو عاش الإنسان حياة الشكر الحقيقية, لكان يشكر الله علي كل نفس يتنفسه, وعلي كل خطوة يخطوها, وعلي كل عمل يعمله, وعلي كل ما يأتي عليه, ولا يري أن هناك شيئا من تدابير الله معه, إلا ويستحق الشكر. وهكذا يقول في كل ما يحدث معه: كله للخير.

هناك أسباب كثيرة يجب أن نشكر الله عليها, ولكننا نادرا ما نشكر! وبعضها يبدو لنا كأنها مجرد أمور عادية. وعلي الرغم من أنها نعم, إلا أنها لم تستوف حقها من الشكر.

مثال ذلك أنه ينبغي أن نشكر الله لأنه خلقنا وأنعم علينا بالوجود. ولكن من منا يشكر الله علي ذلك؟! كان ممكنا يا أخي أنك لا تكون موجودا. لم يكن الله مطالبا أن يزيد العالم واحد! اشكر الله أن والدتك لم تكن عاقرا, بل منحها الله نعمة أن تلد بنين. أو كان ممكنا أن والديك يكتفيان بولادة إخوتك, دون أن يأتي دورك...

ينبغي أن نشكر الله أيضا علي الطبيعة التي حولك, وعلي كل ما خلفه الله لأجل راحتك. اشكره علي أنه رتب كل قوانين هذا الكون من حيث الضياء والهواء والحرارة والأمطار وكل الكائنات التي حولنا. اشكره لأنه أقام لك السماء سقفا, وثبت الأرض كي تمشي عليها. ولم يدعك معوزا شيئا من أعمال كرامتك.

عليك أن تشكر الله أيضا علي ما وهبك الله من العقل أو الذكاء أو أي موهبة منحك الله إياها: مثل موهبة الرسم أو الموسيقي أو رخامة الصوت, أو جمال الوجه, أو القدرة علي الاحتمال والصبر... وكلها مواهب من الله تحتاج إلي شكرك عليها.

اشكر الله أيضا علي الإيمان الذي أنت فيه, نعم هل تشكره علي أنك ولدت مؤمنًا ولم تبذل أي مجهود لكي تصل إلي هذا الإيمان... ذلك لأن كثيرين يشتهون هذا الإيمان ولا يجدونه, أما أنت فقد نلته مجانا وسهلا. إذ ولدت فيه.

سمعت مرة عن قصة فيلسوف ملحد, رأي فلاحا أمميًا يصلي. وتعجب كيف أن هذا الرجل البسيط يركع في حقله, ليخاطب من لا يراه وذلك من قلبه وبكل مشاعره وبكل ثقة وإيمان! فقال: إنني مستعد أن أتنازل عن كل فلسفتي وكل ما درسته من كتب, مقابل أن أحظي بشيء من إيمان هذا الغلام البسيط.

نعم إن إيمانك نعمة لم تحظ بها البلاد الملحدة ولا أولئك الأشخاص الذين شوه الشيطان عقولهم بشكوك لا يعرفون ردودًا عنها.

اشكر الله أيضًا علي أنك ما زلت حيا. ذلك لأن حياتك هي منحة من الله, بيده أن يبقيها أو أن ينهيها في أي وقت. وهي يجددها لك يوما بيوم وساعة بساعة. فلتشكره إذن علي هذا اليوم الذي تحياه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. اشكره أيضا علي أنه وقد مد في حياتك, إنما قد أعطاك أيضا فرصة للتوبة. واذكر هنا ما قاله أحد الكتاب: إن ملايين الناس من الذين في الجحيم, يشتهون ساعة واحدة من الحياة التي علي الأرض, أو حتى دقيقة واحدة, ليقدموا فيها توبة لله, ولا يجدون!

لو أن الله قرر أن يأخذ روحك الآن, ألا تشتهي بعض الدقائق من هذا العمر الذي لك؟! تقول له بعض دقائق أستطيع فيها أن أصالح من أخاصمهم, مهما كان المخطئين... وكل ذلك قبل أن يغلق الباب وأقف خارجا.

اشكر الله أيضا لأنه هيأ لك بيئة دينية تعيش فيها, وأنه وهب لك هذا القدر من المعرفة الروحية والسلوك الروحي, وأنه أرسل لك قدوات صالحة في طريقك, تتعلم منها الحياة الحقيقية وكيف تكون. اشكر الله أيضا لأنه لا توجد عوائق تمنعك عن الحياة مع الله.

نحن أيضا نشكر الله لأنه, لم يعاملنا بحسب خطايانا, ولم يصنع معنا بحسب آثامنا. بل علي الأكثر فعلي الرغم من أخطائنا يحسن هو إلينا بكل أنواع الإحسان... لذلك علينا أن نشكر الله علي احتماله العجيب وطول أناته علينا... نعم جميل هو التأمل في معاملات الله سواء لك أو لغيرك. إننا نشكره عليها, لأنه حنون وطيب ومحب ولأنه غفور.

نشكره علي الصحة وعلي المرض, ونشكره لأنه سترنا وأعاننا وأشفق علينا وأتي بنا إلي هذه الساعة, ونشكره علي كل عمل صالح استطعنا أن نعمله, لأنه لو لم تكن يد الله معنا ما كنا نستطيع أن نعمل شيئًا صالحًا علي الإطلاق. وأكثر من هذا كله نشكر الله لأنه أعطانا أن نعرفه. كما نشكره لأجل وعوده العظيمة التي منحنا إياها.
+++

Post: #193
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-20-2015, 04:52 PM
Parent: #192

أحبائى الكرام ..

ها هو يوم الجمعة قد أتى .. وكل جمعة وأنتم طيبون .. يا رب ..
بعد قليل سنكون ..
مع أبينا الورع مكارى يونان ..
ومن قناة الكرمة ...
ومن خلال هذا الرابط ..

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

الرب يبارك حياتكم ...
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #194
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-20-2015, 05:41 PM
Parent: #193

أحبائى الآن ..


الآن ..
مع أبينا الورع مكارى يونان ..
ومن قناة الكرمة ...
ومن خلال هذا الرابط ..

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

الرب يبارك حياتكم ...
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #195
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-20-2015, 08:36 PM
Parent: #194

أحبائى الكرام ..

الآن هناك برنامج اسمه " أنا مش كافر "

ومن قناة الكرمة ...
ومن خلال هذا الرابط ..

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

الرب يبارك حياتكم ...
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #196
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-20-2015, 11:34 PM
Parent: #195

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - الأحد الموافق 16 يناير 2011

الشر كثيرًا ما يغلب الخير


منذ بدء الخليقة والشر يصرع الخير, حدث هذا في مقتل هابيل الصديق, حينما قام عليه أخوه وقتله, وبعد ذلك رأينا الشر ينتشر في الأرض, وزاد جدا حتى إن الله اغرق العالم كله بالطوفان لكي يبيد هذا الشر, وكانت النجاة فقط لأسرة أبينا نوح.

ثم انتشر الشر أيضًا, وساد الشذوذ الخلقي في مدينة سادوم, وكانت النتيجة أن الرب أحرقها كلها, وكانت النجاة فقط لأفراد من أسرة لوط البار.

† وانتقل الفساد من الأخلاق إلى عدم معرفة الله, ووجدنا الشر ينتشر كثيرا في العالم الوثني, من جهة عبادة الأصنام وأيضًا تعدد الآلهة, وأصبحت الفئة التي تؤمن بالله قليلة جدا تركزت في عائلة أبينا إبراهيم, وليس كلها. ففي بلاد اليونان كانوا يعبدون كثيرا من الآلهة تحت قيادة زيوس Zeus, وفي بلاد الرومان كانوا يعبدون آلهة كثيرة تحت قيادة جيوبيتر كبير الآلهة Jupiter, وفي مصر كثرت الآلهة في الزمن الفرعوني تحت قيادة رع وآمون, وإلي جوار ذلك عبد البعض بعض مظاهر الطبيعة, وأحيانا عبدوا الأرواح أو عبدوا النار.

† أما الخير فقد ظهر بواسطة الأنبياء الذين أرسلهم الله لهداية الناس, ومن أعظمهم موسي النبي الذي كان أول من قدم للبشرية شريعة مكتوبة, وعلي الرغم من ذلك بدأ الشر ينتشر بعصيان وصايا الله, حتى إن بني إسرائيل أنفسهم جاء عليهم وقت عبدوا فيه العجل الذهبي, وجاء وقت أيضًا انتشرت بينهم الوثنية, حتى إن الله نفاهم إلى سبي بابل وأشور, ثم أعادهم بعد سبعين عامًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وفي أيام السيد المسيح وبخهم قائلا: "يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا" (إنجيل متى 23: 37، 38؛ إنجيل لوقا 13: 34، 35).

† كان الشر في قلوب الناس أعمق تأثيرًا من الخير, وقد رأيناه في اتجاه آخر ينتشر في قسوة الأباطرة وتعذيبهم للناس, ولا ننسى ما حدث في أيام الإمبراطور نيرون من القسوة والتعذيب, وكذلك ما حدث أيام الإمبراطور ديوقلديانوس, والامبراطورا تراجان, والقسوة والتعذيب التي اتصف بها بعض الولاة, مثل اريانوس والي أنصنا وغيره, وكانت الدماء تسيل بلا رأفة, والشر يهجم علي الإيمان بعنف.

† ومثل هذه القسوة رأيناها أيضًا في أعقاب الثورة الفرنسية, أيام روبسبير Maximilien Robespierre وزملائه, وكيف أن هذه القسوة شملت النبلاء والأغنياء, وسجل التاريخ أخبار المقاصل وألوان التعذيب التي حفل بها في لندن بيت أو متحف يسمي بيت الرعب House of Terror، وعلي الرغم من أن تلك الثورة قامت للإصلاح إلا أن الشر دخل أيضًا في التنفيذ.

† ولا ننسي أن الشر أيضًا كان له مجاله الواسع في الحروب الكثيرة التي سجلها التاريخ وزادت سطوة الشر في أنواع الأسلحة المرعبة التي تدمر بلادًا بأسرها, ومن أمثلتها ما فعلته القنبلة الذرية, وكل أنواع القنابل التي تحصد الأرواح حصدًا, والعالم حاليًا يتخوف بعضه من البعض في إنتاج هذه الأسلحة المرعبة وانتشارها واستخدامها.

† انتشر الشر أيضًا في مجال اللهو والعبث, وأصبحت له أنشطة في إفساد أخلاق الناس, وتحطمت العديد من الأسرات عن طريق الطلاق, وفسد أخلاقيا العديد من الشباب, حتى وصلوا إلى المخدرات وتأثيرها, ورأينا مرضًا جديدًا لم يكن معروفًا من قبل هو مرض الإيدز, وما أكثر انتشاره في بعض البلاد الإفريقية.

† دخل الشر أيضًا في مجال المال, والاقتصاد, فأصبح المال يجد له طريقًا حتى في شئون السياسة, وأصبح كثير من ذمم الناس تشتري بالمال, وكثرت حوادث الاختلاسات وحوادث الرشاوى وحوادث السرق والنهب, وحوادث النصب والاحتيال.

† إن الشر له حيل كثيرة وميادين ومجالات واسعة أكثر مما للخير من المجالات, وله أساليبه التي ينتصر بها علي الخير، فالخير لا يستطيع أن يكذب كما يفعل الشر, ولا يستطيع أن يخالف ضميره كما يفعل الشر, ولا يستطيع أن يحتال أو أن يغدر بالغير أو أن يؤذي أحدًا, ولكن هذه الأساليب متاحة كثيرًا أمام الشر, لذلك كله فالشر له فرصة اكبر في التغلب علي الخير.

† علي الرغم من كل ما قلناه فإن الخير كانت له مجالات كثيرة عمل فيها, ففي إنقاذ الغير مثلا كان للخير مجال في عربات الإسعاف وعربات المطافئ ومجال فيما يعمله الصليب الأحمر والهلال الأحمر, وما تقوم به كثير من الجمعيات الخيرية, والملاجئ, وأعمال البر في المستشفيات, ونذكر في هذا المجال مثلا مستشفي السرطان لعلاج سرطان الأطفال, وما قام به العلم في تخفيف آلام البشر, وأيضًا ما يقوم به الرعاة في هداية الناس نحو البر, وكل ما يقوم به أصحاب المشروعات الخيرية وهي عديدة.

† إن النفوس البارة لا تزال موجودة, ولو أن نسبتها قليلة إذا قيست بالنفوس الخاطئة, ولا يزال الشيطان نشيطًا جدًا يحارب كل ما يراه من أعمال الخير, وللأسف يجد الشيطان قلوبًا كثيرة مفتوحة له, ترحب به وتشترك معه في الخطيئة, ولعل الشيطان يقف كثيرا مفتخرا لان أعماله مثمرة ومنتجة وهو يهوي نشر الصراعات, فمن الممكن أن يخرج من صراع الأديان إلى صراع الحضارات والثقافات إلى صراع السياسات.

† كم من المليارات أو مئات الملايين في الشرق الأقصى يعبدون براهما Brahma, أو كومفوشيوس Confucius أو بوذا Buddha, ويعيشون حياتهم في معتقدات أخرى يؤمنون بها.. ومع ذلك ففي كل أولئك ألوان من الخير في الأخلاقيات وليس في الإيمان.

إننا نرجو من كل قلوبنا أن تكون للخير قوة أكثر من قوة الشر, وحينئذ ينتشر الخير بين الأفراد والمجتمعات والدول ويرضي الله علي الناس.
+++

Post: #197
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-21-2015, 02:15 PM
Parent: #196

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 23 يناير 2011

باب مفتوح في السماء


إذا رأيت جميع الأبواب منغلقة أمامك علي الأرض, ارفع نظرك إلي فوق, فتجد بابا مفتوحا في السماء. فمهما ضاقت الدنيا أمامك, ومهما تعقدت السبل وأغلق الناس قلوبهم وأحشاءهم, ودعوت وليس من مجيب وبحثت وليس من صديق حينئذ عليك أن تنظر إلي فوق الباب المفتوح في السماء.

وكذلك في الوقت الذي لا تجد فيه علي الأرض حنانًا ولا عدلًا ولا تجد من البشر معونة ولا سندًا.. حينما يبدو أن كل إنسان قد تخلي عنك أو عجز عن معونتك وقد تركوك إلى مشاكلك وأهملوك ولم يهتموا بك. في هذا الوقت الذي أغلقت فيه أبواب الأرض, لا يبقي أمامك إلا الباب المفتوح في السماء.

† إن هذا الباب السماوي مفتوح باستمرار ولكن عيبنا أن لنا عيونا ولكنها للأسف لا تبصر باب الله المفتوح لأن مشكلتنا في كل ضيقاتنا, أننا نتجه فقط إلى المعونة الأرضية! أو نعتمد فقط علي ذكائنا وحيلتنا وعلي الذراع البشرية في مساعدة الناس لنا. نتجه فقط إلى الظروف والإمكانيات, وبسبب هذا كله نقع في الحيرة والقلق والاضطراب ولا نفكر إطلاقًا أن ننظر إلى الباب المفتوح في السماء لكي نطمئن.

† نصيحتي لك أيها الأخ القارئ أنك في كل صباح قبل أن تخرج من بيتك أن تصلي من عمق قلبك أن يفتح أمامك الله كل البواب: أن يفتح أمامك كل القلوب وكل الآذان, وأن يفتح أمامك أبواب الرزق وأبواب الخير وأن تقول له باستمرار اجعل يا رب بابك مفتوحا أمامنا في كل حين.

وأيضا لا تنظر إلى الأبواب المغلقة, إنما انظر دائما إلي المفتاح الذي في يد الله, الله الذي يفتح, ولا يستطيع أحد أن يغلق عليك أن تؤمن من كل قلبك أن الله قادر علي كل شيء, وأن كل شيء مستطاع إذا آمنت بمعونة الله الفائقة الوصف الذي يستطيع أن يغير كل شيء إلى الأفضل وأن تثق بأن الله يحبك ويحب لك الخير وهو قادر علي ذلك ومعونته تفوق الحدود إذن لتكن أنظارنا باستمرار متجهة إلى فوق حيث توجد معونة الله غير المحدودة وليس إلى الأرض حيث كل معونة منها محدودة أو قاصرة.

† انظر إلى الباب المفتوح في السماء في كل المشاكل التي تحيط بك وفي كل الضيقات التي تحل بك وحينئذ ستسمع في قلبك صوتًا من السماء يقول: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (إنجيل متى 11: 28). وكذلك تفعل في كل مشروع تبدؤه فان الله قادر علي أن يباركه, ويسهل لك الطريق كذلك إن مرضت وتعب الأطباء في علاجك انظر أيضًا إلى الباب المفتوح في السماء وأيضًا في الحزن يمنحك الباب السماوي تعزية وفي كل حين تجد أمورك ميسرة.

† نلاحظ أن الباب المفتوح في السماء, هو مفتوح بطبيعته حتى دون أن نطلب أن الله تبارك اسمه يفتح أمامنا بابا في السماء بسبب محبته لنا وبسبب حنوه علينا وبسبب نعمته, وذلك لأنه يعرف مدي ضعفنا واحتياجنا وأننا بدونه لا نستطيع شيئا وإذا فتح الله بابه إمامنا, لا يستطيع أحد في الدنيا أن يغلقه لذلك يا أخي إن قام ضدك أعداء كثيرون ثق بأن الله هو أقوي من الكل فالأعداء كلهم قوتهم محدودة حتى الشيطان نفسه محدود في قوته أما الله فقوته غير محدودة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كذلك ثق تماما بأن حياتك هي في يد الله وليست في أيدي الناس.. وثق أيضا بأن الله قادر علي أن ينقذك. ومن خبرتي نري انه كم من فئة قليلة لم تستطع أن تقوي عليها فئة كثيرة بل قالت الفئة القليلة: إن كان الله معنا فمن علينا؟! حقًا إن في هذا عزاء للضعفاء.

† علي أن هناك قاعدة مهمة في هذا الموضوع وهي أن نفتح نحن قلوبنا لله فيفتح الرب بابًا في السماء نصعد بأرواحنا إلى السماء بينما أجسادنا لا تزال علي الأرض, حينئذ يفتح الله عيوننا لنري بابه المفتوح, لا نستبق علي الأرض في كسل وتراخ وإهمال, ناظرين أن يفتح لنا أبواب السماء بل نعمل كل ما نستطيعه والباب السماوي يسهل الأمر حتى يصل إلى غايته ونحن في إيماننا بعمل الله لا نعرف متى يفتقدنا الله بنعمته وبعمله ومعونته إنما نعرف أنه لابد سيعيننا كراع صالح يهم برعيته إنما المهم أن نكون مستعدين لعمله معنا ولعمله فينا.

† إن إيمانا بالباب المفتوح بالسماء يعطينا باستمرار الرجاء والتفاؤل والأمل ولا نصل مطلقًا إلي اليأس. فاليأس هو من عمل الشيطان لكي يلقي النفس البشرية في القلق والأرق والحزن والضيق بل قد يصل بها أحيانا إلى الانهيار! أما الرجاء في معونة الله فيعطي النفس قوة. ويفتح أمامها طاقة من النور مهما كانت الدنيا مظلمة. والله في محبته يقول للإنسان المؤمن: لا تخف إني لا أهملك ولا أتركك أنا معك باستمرار لأنقذك لذلك فالإنسان المؤمن لا يمكن أن يعترف بالفشل لأنه يثق بأنه في يد الله الحانية والمعينة وما أكثر وعود الله للمؤمنين به.

† وكما أن باب الله مفتوح لكل من هو محتاج إلى معونة كذلك بابه مفتوح أيضا لمن يريد حياة التوبة.

بابه مفتوح لكل خاطئ سيطرت الخطية عليه, وحاول أن يتخلص منها مرارا ولم يستطع وكاد ييأس لقد طرق باب ضبط النفس, وباب التداريب الروحية, وكل جهاد شخصي, ومع ذلك كله لم يجد طريق التوبة مفتوحًا أمامه! حينئذ لا يجد أمامه إلا بابا مفتوحا في السماء فيقول للرب: تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ" (سفر إرميا 31: 18). أعطني يا رب قوة لأنتصر علي الخطية.. ارحمني يا الله كعظيم رحمتك، ونص الآية هو: "اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ." (سفر المزامير 51: 1). حينئذ يعينه الله علي كل عمل البر, ويمحو من ذاكرته ومن قلبه كل الأفكار الشريرة.

نشكرك يا رب علي كل محبتك وعلي بابك المفتوح في السماء الذي بمعونته تفتح أمامنا كل أبواب الأرض.
+++

Post: #198
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-21-2015, 08:54 PM
Parent: #197

أحبائى الكرام ..

هذا هو اختبار أحد المتنصرين ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=yKK8f9bbp34www.youtube.com/watch?v=yKK8f9bbp34

شاهدوه .. واسمعوه ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #199
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-22-2015, 03:53 AM
Parent: #198

أحبائى الكرام ..
ها هو اختبار ماجد الشافعى ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=aGc2BlQBAEUwww.youtube.com/watch?v=aGc2BlQBAEU

الرب يبارك حياتكم ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #200
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-23-2015, 03:28 AM
Parent: #199

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأحد الأول من الصوم الكبير)
22 فبراير 2015
15 أمشير 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 17 : 1 ـ 2 )
استمع يا اللَّه عدلي وأصغ إلى طلبتي، وأنصت إلى صلاتي من شفاه غير غاشة. ليخرج من أمام وجهك قضائي، عيناي لتنظرا الاستقامة. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 6 : 34 ـ 7 : 1 ـ 12 )
لا تهتمُّوا للغد، فإن الغد يهتمُّ بشأنه يكفي كل يوم شرُّهُ. لا تدينوا لئلا تُدانوا، لأنَّكُم بالدَّينونة التي بها تدينون تُدانون، وبالكيل الذي به تَكيلُون يُكالُ لكُم. ولماذا تنظُر القذَى في عين أخيك، وأمَّا الخشبةُ التي في عينكَ فلا تفطنُ لها؟ أم كيف تقول لأخيك: دعني أُخرج القَذَى من عينكَ، وها هى الخشبة في عينك، يا مُرائي، أخرج أوَّلاً الخشبة من عينكَ، وحينئذٍ تُبصرُ أن تخرج القذى من عين أخيكَ! لا تُعطُوا القُدسَ للكلاب، ولا تلقوا جواهركم قُدَّام الخنازيرُ لئلاَّ تدُوسها بأرجُلها وترجع فتُمزَّقكُم. اسألُوا فتُعطوا اُطلُبُوا فتجدوا. اقرعوا فيُفتح لكُم. لأن كُلَّ من يسألُ يأخُذُ، ومن يطلُبُ يجدُ، ومن يقرعُ يُفتحُ لهُ. أم أيُّ إنسانٍ منكُم يسألهُ ابنُهُ خُبزاً، فيُعطيه حجراً؟ أو يسألهُ سمكةً، فيُعطيه حيَّةً؟ فإذا كُنتُم وأنتُم أشرارٌ تعرفُون أن تُعطُـوا أبناءكُم العطايـا الجيِّـدةً، فـكم بالحريِّ أبُوكُم الـذي في السَّمَـواتِ،يمنح الصالحات للذين يسألُونهُ! فكُلُّ ما تُريدُون أن يفعل النَّاسُ بكُم فافعلُوه أنتُم بهم، فإنَّ هذا هو النامُوسُ والأنبياءُ.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 18 : 1 )
أحبك يارب يا قوتي، الرب هو ثباتي وملجائي ومخلصي، إلهي عوني وعليه أتكل. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 7 : 22 ـ 29 )
فإن كثيرين سيقولون لي في ذلك اليوم يارب يارب أليس باسمِكَ تنبَّأنا، وباسمِكَ أخرجنا الشياطين، وباسمك صنعنا قُوَّاتٍ كثيرةً؟ فحينئذٍ أُصَرِّحُ لهُم إنِّي لم أعرفكم قطُّ! اذهبوا عنِّي يا فاعلي الإثم! فكلُّ مَنْ يسمعُ كلامي هذا ويعملُ به، أُشَبِّهُهُ برجُلٍ عاقلٍ، بَنَي بيتهُ علي الصَّخرة فنزل المطرُ، وجرت الأنهارُ، وهبَّت الرِّياح، صدمت ذلك البيت فلم يسقط، لان أساسه كان ثابتاً علي الصخرة. وكل من يسمع كلامي هذا ولم يعملُ به، أُشبهه برجلٍ جاهلٍ بني بيتهُ علي الرَّمل. فنزل المطرُ، وجرت الأنهارُ، وهبَّت الرِّياحُ، وصدَمَت ذلك البيت فسقط، وكان سُقُوطُهُ عظيماً! ولما أكمل يسوع هذا الكلام كله بُهِتَ الجمع من تعليمه، لأنَّهُ كان يُعَلِّمُهُم كَمَن لهُ سُلطانٌ وليسَ ككتبتهم.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 13 : 1 ـ 14 )
لِتخضع كُلُّ نفس للسَّلاطين العالية، فأنه لا سُلطانٌ إلاَّ من اللَّه، والسَّلاطينُ الكائنةُ هي مُرتَّبةٌ من اللَّه، حتى إنَّ من يُقاومُ السُّلطان يُقاومُ ترتيب اللَّه، والمُقاومُون يأخُذون دينونة. لأن الرؤساء ليسوا خوفاً للأعمال الصَّالحة بل للشِّرِّيرة. أفتبتغي ألا تخاف من السُّلطان؟ افعل الخير فيكُون لكَ مدحٌ منهُ، لأنَّهُ خادم اللَّه لك للصَّلاح! ولكن إن فعلت الشَّرَّ فخف، فإنَّهُ لم يتقلد السَّيف عبثاً، لأنه خادم اللَّه، مُنتقمٌ الغضب من الذي يفعلُ الشَّرَّ. فلذلك يلزمُ أن يُخضعَ لهُ، ليس بسبب الغضب فقط، بل أيضاً من أجل الضَّمير. فإنَّكُم لأجل هذا تُوفُون الجزية أيضاً، إذ هُم خُدَّامُ اللَّه مُواظُبون على ذلك بعينهِ. فأعطوا الجميع حُقُوقهُمُ: الجزية لمن لهُ الجزيةُ. والجباية لمن لهُ الجباية. والمهابة لمن لهُ المهابة. والكرامة لمَنْ لهُ الكرامة.لا تكُونُوا مديُونين لأحدٍ بشيءٍ إلاَّ بِأن يُحبَّ بعضُكُم بعضاً، فإنَّه مَن أحبَّ قريبه فقد أكمل النَّامُوس. لأنَّ " لا تزنِ، لا تقتُل، لا تسرق لا تشهد بالزُّور، لا تشتهِ "، وإن كانت وصيَّةً أُخرى، إنما هي متضمنة في هذه الكلمة: " أن تُحبَّ قريبكَ كنفسكَ ". إن المحبَّةُ لا تصنعُ شرًّا بالقريب، فالمحبَّةُ إذاً تكمل النَّامُوس.هذا وإنَّكُم عارفون الوقت، إنَّها الآن ساعةٌ لنستيقظ مِن النَّوم، لأنَّ خلاصنا الآن أقربُ ممَّا كان حين آمنَّا. قد تناهى اللَّيل واقترب النَّهارُ، فلنخلع أعمال الظُّلمة ونلبس أسلحة النُّور. لِنسلكنّ بلياقةٍ كما في النَّهار: لا بالبطر والسُّكر، لا بالمضاجع والعَهر، لا بالخصام والحسد. بل البسُوا الرَّبَّ يسوع المسيح، ولا تهتموا بالجسد للشَّهوات.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 1 : 13 ـ 21 )
لا يقُل أحدٌ إذا جُرِّبَ أن اللَّه قد جرَّبنى، لأنَّ اللَّه غيرُ مُجرَّبٍ بالشُّرور، وهو لا يُجرِّبُ أحداً. بل كلَّ واحدٍ يُجرَّبُ من شهوته الخاصة إذا انجذبَ وانخدعَ بها ثُمَّ أن الشَّهوةُ إذا حبلتْ تلدُ الخطيَّئةً، والخطيَّئة إذا تمت تنتج الموت. لا تضلُّوا يا أخوتي الأحباء. إن كلُّ عطيَّةٍ صالحةٍ وكلُّ موهبةٍ كاملة هي من فوقُ، نازلةٌ من عند أبى الأنوار، الذي ليسَ عندهُ تغييرٌ ولا شبهُ ظل يزولُ. هو شاء فولدنا بكلمةِ الحقِّ لنكون باكورةَ من خلائقه. إذاً اعلموا يا أخوتي الأحبَّاءَ، ليكن كلُّ إنسانٍ سريعاً إلي الاستماع، بطيئاً عن التكلم وبطيئاً عن الغضبِ، فإنَّ غضبَ الإنسانِ لا يعمل برَّ اللَّهِ. لذلكَ اطرحوا كل نجاسةٍ وكثرة شر، واقبلوا بوداعةٍ الكلمةَ المغروسةَ القادرة أن تُخلِّصَ نُفوسكُم.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 21 : 40 ـ 22 : 1 ـ 16 )
فلمَّا أَذِنَ له، وقف بولس على الدَّرج وأشار بيدهِ إلى الشَّعب، وإذ صار سُكُوتٌ عظيمٌ. صرخ باللغة العبرانيَّة قائلاً:" أيُّها الرِّجال الإخوةُ والآباءُ، اسمعُوا احتجاجي الآن لديكُم". فلمَّا سمعُوا إنَّهُ يُخاطبهم باللغة العبرانيَّة أعطوا سُكُوتاً. فقال:" أنا رجُلٌ يهوديٌّ ولدتُ في طرسوس كيليكيَّة، لكني ربيتُ في هذه المدينة عند قدمي غمالائيل الذي علمني حقائق ناموس آبائنا وكُنت غيوراً للَّـه كما أنتُم جميعُكُمُ اليوم. وقد اضطهدتُ هذه الطَّريقة حتى الموت، مُقيِّداً ومُسلِّماً إلى السُّجُون رجالاً ونساءً، كما يشهدُ لي رئيس الكهنة وجميع الشيوخ، الذين أخذت منهُم رسائل إلى الإخوة وانطلقت إلى دمشق، لآتي بمن هناك موثقين إلى أُورشليم ليعاقبوا. فحدث لي وأنا ذاهبٌ وقد اقتربت من دمشق وقت الظهر، بغتةً أبرق حولي نور عظيمٌ من السَّماء. فسقطتُ على ( الأرض )، وسمعتُ صوتاً يقول لي: شاول شاول! لماذا تضطهدُني؟ فأجبتُ: مَنْ أنت يارب؟ فقال لي: أنا يسُوعُ النَّاصريُّ الذي أنت تضطهدُهُ. والذين كانوا معي رأوا النُّور ولم يسمعوا صوت الذي كلمني. فقُلتُ: ماذا أصنع ياربُّ؟ فقال لي الرَّبُّ: قُم وامضي إلى دمشق، وهُناك يُقالُ لكَ عن جميع ما رسم أن تفعله. وإذ كُنتُ لا أُبصر من أجل مجد ذلك النُّور، فأمسك بيدي أولئك الذين كانوا معي، فجئتُ إلى دمشق.وإنَّ واحداً يقال له حنانيَّا رجُلاً تقيّاً بمقتضى الناموس، مشهُوداً لهُ من جميع اليهود القاطنين هناك جاء إليَّ، ووقف بي وقال لي: أيُّها الأخ شاول،أبصر! وأنا أيضاً في تلك السَّاعة نظرتُ إليه، فقال: إن إله آبائنا قد سبق فاختارك لتعرف مشيئتهُ، وتُعاين البارَّ، وتسمع صوتاً من فيه. لأنَّك ستكونُ لهُ شاهداً عند جمَّيع الناس بما رأيت وسمعتَ. والآن ماذا تصنع قم فاعتمد مغتسلاً من خطاياك داعياً باسم الرَّبِّ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الخامس عشر من شهر أمشير المبارك
1- نياحة القديس زكريا النبى
2- تكريس أول كنيسة للأربعين شهيدا المستشهدين بسبسطية
3- نياحة القديس بفنوتيوس
1- فى هذا اليوم تنيح القديس زكريا النبى إبن براشيا أحد الإثنى عشر نبيا وهو من سبط لاوى. ولد فى أرض جلعاد وسبى إلى أرض الكلدانيين. وهناك إبتدأ نبوته فى السنة الثانية لملك داريوس وهى سنة 520ق م . فتنبأ عن يهوشع بن يهوصاداق وزربابل من شالتئيل ، بأنهما يبنيان الهيكل . وتنبأ ايضا عن دخول الرب اورشليم راكبا على حمار وعلى جحش إبن أتان ، وعن الثلاثين من الفضة التى أخذها يهوذا الإسخريوطى أجرة تسليمه سيده إلى اليهود ، وعلى تبدد التلاميذ ليلة الصلب ، وعلى إتيان السيد المسيح بالمجد ، وعلى حزن بنى إسرائيل الذين لم يؤمنوا به ، كما تنبأ بأشياء كثيرة غير هذه وهو النبى الذى قتل بين الهيكل والمذبح . وقد دفن بأورشليم فى مقبرة الأنبياء.صلاته تكون معنا . آمين.
2-وفى هذا اليوم أيضا تذكار تكريس كنيسة الأربعين شهيدا الذين إستشهدوا فى سبسطية على يد ليكينوس قيصر ، وهى أول كنيسة بنيت على إسمهم ، وكرسها القديس باسيليوس الكبير ، وهو الذى كتب تاريخهم و ثبت لهم عيدا عظيما .شفاعتهم تكون معنا . آمين.
3- وفى هذا اليوم أيضا تنيح الناسك العابد الأنبا بفنوتيوس ، وقد ترهب هذا الأب منذ حداثته وسلك أشق طرق النسك ، ثم ألهمه الله أن يتجول فى البرية الداخلية . وهناك رأى كثيرين من القديسين السواح المجاهدين ، فإستطلع أخبارهم ودونها . ومن هؤلاء القديس تيموثاؤس والقديس أبو نوفر السائحين . وقد نال فى أول تجواله شدائد كثيرة من جوع وعطش ، ولكن ملاك الرب كان يظهر له ويقويه . ولما أكمل جهاده تنيح بسلام .صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 25 : 1 ، 2 ,4 )
إليك ياربُّ رَفعتُ نَفسِي. إلَهي عليكَ تَوَكَّلتُ فلا تُخزني إلى الأبدِ. أظهِر لي ياربُّ طُرقَكَ. وعَلِّمِني سُبُلكَ. أهدِني إلى عَدلكَ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 6 : 19 ـ 33 )
لا تكنزُوا لكُم كُنُوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والآكلة وحيث ينقب السارقون ويسرقون بل اكنزوا لكم كنوزاً في السماء حيث لا يفسدها سوس ولا آكلة ولا ينقب السارقون فيسرقون لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً سراج الجسد هو العين فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكـون نيراً وإن كانت عينـك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً فـإن كان النور الذي فيك ظلاماً فكم بالحري يكون الظلام لا يستطيع أحد أن يعبد ربين لأنه أما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يقبل الواحد ويرفض الآخر لا تقدرون أن تعبدوا اللَّه والمال فلهذا أقول لكم لا تهتموا لأنفسكم بما تأكلون أو بما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون أليست النفس أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس تأملوا طيور السماء فإنها لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في أهراء وأبوكم الذي في السَّمَوات يقوتها ألستم أنتم بالحري أفضل منها إذاً؟ ومن منكم إذا اهتمَّ يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة ولماذا تهتمون باللباس تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل وأقول لكم أنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غداً في التنور يلبسه اللَّه هكذا فكم بالحري أنتم يا قليلي الإيمان فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس فإنَّ هذه كلها تطلبها الأمم وأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها فاطلبوا أولاً ملكوته وبره وهذه كلها يزيدها لكم.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #201
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-23-2015, 10:09 AM
Parent: #200

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الاثنين من الأسبوع الثاني من الصوم الكبير)
23 فبراير 2015
16 أمشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر الخروج لموسى النبي ( 3 : 6 ـ 14 )
وقال اللَّه لموسى أنا إلهُ آبائك إلهُ إبراهيم وإلهُ إسحق وإلهُ يعقوبَ، فحول موسى وجههُ لأنَّهُ خافَ أن ينظُر إلى اللَّه. فقال الرَّبُّ لموسى إنّي نظراً نظرت إلى مذلَّة شعبي الذي في مِصر وسمعتُ صُراخهُم مِن قبل مُسخِّريهم، وعلمتُ بتنهدهم، فنزلتُ لأُنقذهُم مِن أيدي المصريِّين وأُصعدهُم مِن تِلكَ الأرضِ إلى أرضٍ جيِّدةٍ وواسعةٍ، أرضٍ تفيضُ لبناً وعسلاً، إلى مكان الكنعانيِّينَ والحِثِّيِّينَ والأمُوريِّينَ والفَرِزِّيِّينَ والحِوِّيِّين والجرجاشيين واليبوسِيِّينَ. والآن هوذا صُراخُ بني إسرائيل قد صعد إليَّ وإني قد رأيتُ الضَّيق الذي يُضايقُهُم به المصريُّون. فالآن هلمَّ فأبعثك إلى فرعون ملك مصر فتخرج شعبي بني إسرائيل مِن أرض مصر. فقال موسى للَّه مَن أنا فأمضي إلى فرعون ملك مصر وأخرج بني إسرائيل من أرض مصر. فقال: إنِّي أكُونُ معكَ وهذه العلامةُ لك على أني أنا مرسلك، حِينَمَا تُخرجُ شعبى من مصر تَعبُدُونَ اللَّه على هذا الجبل. فقال موسى للَّه: ها أنا ذاهب إلى بني إسرائيل وأقُولُ لهم إلهُ آبائنا أرسلني إليكـم.فإنْ سألوني ما اسمه فماذا أقُولُ لهُم. فقال اللَّه لموسى: أنا هو الكائن. وقال كذا ما تقوله لبني إسرائيل الكائن أرسلني إليكم.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 4 : 2 ـ 5 : 1 ـ 7 )
في ذلك اليوم ينير اللَّه بمشورة ومجد على الأرضِ ليتعالى ويتمجد من يبقى من إسرائيل. ويكون مَن يبقى في صهيون وبقية أورشليم يدعون أطهاراً، وكُلُّ مَن كُتِبَ للحياة في أُورُشليم. لأنَّ الرَّب يغسل دنس بني إسرائيل وأولاد صهيون ويمحو الدماء مِن وسَطِهَا بِرُوح القضاء وروح الإحراقِ. ويكون كُلّ مكان فى جبل صهيون وما حولها تظلله سحابةً في النهار وكذلك شبه دخان ونور ونارٍ مُلتهبةٍ في الليل، فيكون عليها النهار كله غطاء. وخباء ظلاً من الحر وستراً من السَّيلِ والمطر. أنشدنَّ للحبيب بنشيد الكرم، كان للحبيب كرمُ في رابية في موضع خصب. فأحطه بسياج ورفعته على القصب وغرست كرماً في سورق وبنيت بُرجاً في وسطهِ وحفرت فيه معصرةً وانتظر أن يَصنع عِنباً فأخرج شوكاً.والآن يا رجال يهوذا وسُكَّان أُورشليم احكُمُوا بيني وبين كرمي. ماذا يُصنعُ لكرمي ولم أصنعهُ لهُ، لأني رجوت أن يصنع عنباً فأخرج شوكاً. فالآن أعلمكم ماذا أفعل بكرمي، أقلع سِياجهُ فيصيرُ للنهب، وأهدمُ جداره فيكون مدوساً، وأهمل هذا الكرم لا يُقضبُ ولا يفلح وينبت فيه الشوك مثل السلا وأوصي السحاب ألا يمطُر عليه مطراً. لأن كرم رب الصباؤوت هو بيتُ إسرائيل ورجال يهوذا الغرس الجديد المحبوب.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 40 : 11 )
وأنت أيها الرَّب إلهي لا تبعد رأفتك عني، رحمتك وبرّك هما اللذان اقتبلاني في كل حين. هللويا.
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 9 : 25 ـ 29 )
فلمَّا رأى يسوعُ أنَّ الجمع يتراكضون انتهَرَ الرُّوحَ النَّجسَ قائلاً لهُ: " أيُّها الرُّوح الأبكم الأصَمُّ، أنا آمُرُك: أخرج منه ولا تَدخُلهُ " بعد فصرَخَ وصرعهُ كثيراً وخَرج. فصار كميتٍ، حتى قال كثيرون: إنَّهُ ماتَ!. فأمسك يسوع بيدهِ وأنهضهُ، فقام. ولمَّا دخل إلى بيته سألهُ تلاميذُهُ على انفرادٍ: " لماذا لم نقدر نحنُ أن نُخرجهُ؟" فقال لهُم: " إن هذا الجنسُ لا يُمكنُ أن يَخرُج إلاَّ بالصَّلاةِ والصَّوم.
( والمجد للَّه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 1 : 18 ـ 25 )
لأنَّ غَضَبَ اللَّه مُعلنٌ مِنَ السَّماء على كل نفاق وظلم النَّاس، الذين يحجزون الحقَّ بالظلم. إذ معرفةُ اللَّه ظاهرةٌ فيهم، لأنَّ اللَّه أظهرها لهُم، لأنَّ أمورهُ غير المنظُورةِ تُرى مُنذُ خَلقَ العالم مُدركةً بالمصنوعات، التي هي قُدرتهُ الأزلية ولاهُوتهُ، حتى إنَّهم بلا عُذر. فإنَّهُم لمَّا عرفوا اللَّه لم يُمجِّدوهُ ولم يشكُروهُ كإلهٍ، بل حمقُوا في أفكارهم، وأظلمَ قلبُهُمُ العديم الفهم. وبينما هُم يزعُمُون أنَّهُم حُكماءُ صَاروا جُهَلاء، واستبدلوا مجدَ اللَّه الذي لا يفنى بشبهِ صُورة الإنسان الذي يفنى، والطُّيور، والدَّوابّ، والزَّحَّافات. لذلكَ أسلمهُمُ اللَّه في شهواتِ قُلُوبهم إلي النَّجاسةِ، لإهانةِ أجسادِهِم في ذواتِهِم. الذين أبدلوا حَقَّ اللَّه بالكَذِبِ، وسجدوا وعَبَدُوا المخلُوقَ دون الخالِقِ، الذي هو مُباركٌ مدى الدهور. آمين.
( نعمة اللَّه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يهوذا الرسول
( 1 : 1 ـ 8 )
يهوذا، عَبدُ يسوعَ المسيح، وأخُو يعقوبَ، إلي المدعُوِّينَ المحبوبين في اللَّه الآب، والمحفُوظينَ لِيَسوع المسيح: لِتكثُر لكُم الرَّحمةُ والسَّلامُ والمحبَّةُ.يا أحبائي، إذ كُنتُ أضعُ كُلَّ الجهد لأكُتب إليكُم من أجل خلاصكم المُشترك، اضطُررتُ أن اكتُبَ إليكُم واعظاً أن تجتهدوا لأجل الإيمان الذي سلم لكم مرَّةً من القدِّيسين. لأنَّهُ قد اختلط بنا أُناسٌ الذين سبق فكتبوا ( قديماً ) لهذه الدَّينُونةِ، منافقون يُحوِّلون نعمة ربنا إلى الدَّعارة، ويجحدون السَّيّد الوحيد: ربَّنا يسوع المسيح.فأُريدُ أن تذكروا، إذ قد عرفتم كل شيء مرةً، أنَّ يسوع خلَّصَ شعبه من أرض مصرَ، وفي الثانية أهلك الذين لم يُؤمِنُوا. والملائكةُ الذينَ لم يحفظُوا رئاستهم، بل تَركُوا مسكنهُم حَفظَهُم تحت الظلمة في قيودٍ أبديَّةٍ إلي دينونة اليوم العظيم. كما أنَّ سَدوم وعمُورة والمُدُنَ التي حولهُما، زنت على مثالهما، ومضت وراء جسدٍ آخر، قد جُعلت عبرةً مُكابدَةً عِقابَ نارٍ أبدِيَّةٍ. وكذلك أيضاً هؤُلاء، المُحْتَلِمُونَ، يُنجِّسُون الجسد، ويحتقرون السِّيادةِ، ويجدفون على ذوي الأمجادِ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 36 ـ 5 : 1 ـ 11 )
وإن يوسف الملقب من الرُّسُل برنابا، الذي تفسيره ابن العزاء، اللاويٌّ القُبرُسيُّ الجنس، كان له حقلٌ فباعهُ وأتَى بثمنه وألقاه عند أقدام الرُّسُل. وأن رجلاً اسمُهُ حنانيَّا، مع سفِّيرةُ امرأتُهُ، باعا حقلاً واختلس من ثمن الحقل وامرأتُهُ تعلم ذلك وأتى بجُزءٍ وألقاه عند أقدام الرُّسُل. فقال له بُطرُس:" يا حنانيَّا، لماذا ملأ الشَّيطانُ قلبكَ لِتكذب على الرُّوح القُدُس وتختلس من ثمن الحقل؟ أليسَ وهو باقٍ كان يبقى لك، وإذ بعته ألم يكُن في سُلطانِكَ؟ فلماذا جعلت في قلبك هذا الأمر؟ أنك لم تكذب على إنسان بل على اللَّه ". فلمَّا سَمِعَ حنانيَّا هذا الكلام سقط فمات. وصار خوفٌ عظيمٌ على جميع الذين سمعوا بذلك. فنهض الأحداثُ ولفُّوهُ وحملُوهُ خارجاً ودفنُوهُ.ثُمَّ حدث بعد مُدَّة نحو ثلاث ساعاتٍ، دخلت امرأتهُ، وهي لم تعلم بما جرى. فقال لها بُطرُسُ:" قولي لي: أبعتما الحقل بهذه الفضة؟" فقالت:" نعم، بهذا المقدار". فقال لها بطرس:" لما اتُفقتما على هذا الأمر بينكما أن تجربا روح الرَّبِّ؟ هوذا أرجُلُ الذين دفنوا زوجك على الأبواب، وسَيحمِلُونَكِ أنت أيضاً ". فسقطت في الحال عند قدميه وماتت. فلما دخل الأحداث وجدُوها ميتةً، فحملُوها ودفنوها عند رجُلها. فوقع خوفٌ عَظيمٌ على الكنيسة وعلى كل الذين سمعوا بذلك.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السادس عشر من شهر أمشير المبارك
نياحة القديسة أليصابات أم القديس يوحنا المعمدان
فى هذا اليوم تنيحت الصديقة البارة أليصابات أم يوحنا المعمدان . وقد ولدت هذه القديسة بأورشليم من أب بار إسمه متثات من سبط لاوى من بيت هارون ، وإسم أمها صوفية . وكان لمتثات ثلاث بنات : إسم الكبرى مريم وهى أم سالومى ، التى إهتمت بالعذراء مريم أثناء الميلاد البتولى. وإسم الثانية صوفية وهى أم القديسة أليصابات والدة يوحنا المعمدان . والصغرى هى القديسة حنة والدة العذراء مريم أم المخلص . فتكون إذن سالومى وأليصابات والسيدة العذراء مريم بنات خالات. فلما تزوج القديس زكريا الكاهن بالقديسة أليصابات ، سار الإثنان بالبر والقداسة أمام الله ، كما يقول البشير عنهما : " و كان كلاهما بارين أمام الله سالكين فى جميع وصايا الرب و أحكامه بلا لوم ". وكانت هذه البارة عاقرا. فداومت مع بعلها على الطلبة إلى الله فرزقهما القديس يوحنا الصابغ . وقد تباطأ الله تعالى عن إجابتهما سريعا لكى يكمل الوقت الذى تحبل فيه العذراء مريم بكلمة الله . إذ أنه لما تقدم الإثنان فى العمر ، أرسل الله ملاكه جبرائيل إلى زكريا فبشره بحبل أليصابات بيوحنا . وأعلمه بما يكون من أمر هذا القديس.ولما زارت العذراء مريم القديسة أليصابات لتبارك لها بثمر بطنها ، تهلل القديس يوحنا وهو جنين فى بطن أمه وإمتلأت أليصابات من النعمة . ولما ولدت يوحنا زال العار عنها و عن عشيرتها . ولما اكملت أيامها بالبر والطهارة والعفاف تنيحت بسلام.صلاتها تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 29 : 1 ـ 2 )
قَدِّموا للرَّبِّ يا أبناءَ اللَّهِ. قَدِّموا للرَّبِّ أبناءَ الكِباشِ. قَدِّموا للرَّبِّ مجداً وكرامةً. قَدِّموا للرَّبِّ مجداً لاسمهِ. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 18 : 1 ـ 8 )
ثُمَّ قال لهم مثلاً لكي يصلوا كُلَّ حينٍ ولا يملوا، قائلاً:" كان في مدينةٍ قاضٍ لا يخافُ اللَّه ولا يستحي من الناس. وكان في تلكَ المدينةِ أرملةٌ. وكانت تأتي إليه قائلةً: أنتقم لي ممن ظلمني!. ولم يكن يشاءُ إلى زمانٍ. وبعد ذلك قال في نفسِهِ: إن كُنتُ لا أخافُ اللَّه ولا أستحي من الناس، فمن أجل أنَّ هذه الأرملة تُتعبُني، أنتقم لها، لكي لا تأتي إليَّ دائماً أو تتعبني! ". ثم قال الرَّبُّ:" اسمعُوا ماذا يقُولُ قاضي الظُّلم. أفلا ينتقم اللَّه لمختاريه، الذين يصرخون إليه النهار والليل، وهو مُتَمَهِّلٌ عَليهم؟ نعم أقولُ لكُم: إنَّهُ ينتقم لهم سريعاً! ولكن إذا جاءَ ابنُ الإنسان، أترى يجدُ الإيمَانَ على الأرضِ؟ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #202
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-23-2015, 05:09 PM
Parent: #201

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 14 فبراير 2011

مصر.. محبتها وعظمتها


في الوقت الحاضر الذي نري فيه أهمية اهتمام العالم كله بمصر, وحديثه عنها وتتبع أخبارها, يليق بنا الآن أن نركز علي مصر وأهميتها وعظمتها, ومحبة أبنائها لها.‏

† مصر في موقعها الجغرافي الممتاز, إذ تتوسط ثلاث قارات هي إفريقيا وآسيا وأوروبا.

.. وبهذا تكون لها علاقات بهذه القارات قديمًا وحديثًا, وهي بهذا أيضا تكون في قلب الشرق الأوسط, بل هي أهم دولة في الشرق الأوسط وأقوي دولة فيه, وهي ميزان قوته.

ومن جهة العدد هي الأكثر عددًا, إذ أن شعبها أكثر من ثمانين مليونًا.

† ومصر محبوبة جدا من أبنائها, كلهم يتحدون حول مصر, وتجمعهم محبة مصر, ويتغنون بها, ويرفعون شأنها ويقولون مصر أم الدنيا, وأيضا مصر هي وطن يعيش فينا, بل يقول العوام في محبتهم لمصر وحلاوة مصر: اللي بنى مصر, كان في الأصل حلواني: كما يقول الشاعر: مصر التي في مهجتي (أو مصر التي في خاطري)..

وأتذكر أنني قلت في محبة مصر, منذ أكثر من سنتين:

جعلتك يا مصر في مهجتي وأهواك يا مصر عمق الهوى

إذا غبت عنك ولو فترة أذوب حنينا أقاسي النوى

إذا ما عطشت إلي الحب يوما بحبك يا مصر قلبي ارتوى

نوى الكل رفعك فوق الرؤوس وحقا لكل امرئ ما نوى

† نعم, مصر التي هي من أقدم بلاد الأرض في حضارتها التي ترجع إلي سبعة آلاف سنة من الزمان, قدمت فيها للعالم ألوانا من الفن والعلم والعمارة ما نفخر به جميعا, وما يشتهي العالم شيئا منه, ويجذب إليه آلاف السائحين كل عام.. وفي قمة ذلك: الأهرام الثلاثة التي تعتبر من عجائب الدنيا السبع, وأيضا أبو الهول, والمسلات والمعابد, ووادي الكباش في الأقصر، وستجد هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت قسم كامل عن مصر عبر العصور. بالإضافة إلي هرم سقارة ومجموعة من التماثيل والصور والقطع الفنية والمومياوات التي تزخر بها متاحف مصر العظيمة وسائر فروعه من المتاحف.

† مصر أيضا التي عرفت الكتابة قبل غيرها من البلاد.. وكانت تكتب علي ورق البردي المعروف باسم Papyrus ومن اسمه أخذت كلمة Paper بالإنجليزية وكلمة Papier بالفرنسية, وكلمة Papier بالألمانية.

† أيضا مصر التي نبغت في كثير من العلوم, ولعل في قمتها فن التحنيط بما فيها من عمق العلم والجراحة, ومعروف أن علم الكيمياء مأخوذ من مصر التي اسمها في الهيروغليفية (كمت) وفي القبطية Xhmi (كيمي), وكذلك الطب فكلمة طبيب بالمصرية Cini والمصدر منها مدسيني, وأخذت منه كلمة Medicine ومشتقاتها.

† نذكر أيضا علاقة مصر بالأنبياء ففيها ولد موسي النبي ومعني اسمه باللغة المصرية (المأخوذ من الماء) أي ماء مصر, ويوسف الصديق كان أعظم وزير تموين عرفته مصر, استطاع أن ينقذها والبلاد المجاورة من سنوات المجاعة, وأيضا مصر زارها أبو الأنبياء إبراهيم, كما زارتها العائلة المقدسة وقضت فيها ثلاث سنوات ونصف السنة.

ولا ننسي أن مصر أثناء العالم الوثني كانت تؤمن بالحياة بعد الموت, وبالثواب والعقاب, وعودة الروح إلى الجسد, ونادت بالتوحيد أيام إخناتون.

ومصر أيضا موطن الأزهر الشريف, وأصل الرهبنة للعالم كله, لذلك جميع شعبها متدينون, كما أنها بلد الشهداء.

† مصر التي في عصرها الحديث, حفرت قناة السويس, فصارت بركة مواصلات للعالم, تربط الشرق بالغرب. ومصر أيضًا أقامت السد العالي الذي يحفظها من فترات الجفاف ومصر هي التي دافعت عن فلسطين أكثر من الكل, وهي التي رفضت قواعد أجنبية علي أراضيها ومصر هي التي صارت مركزا لاجتماع قادة العرب.

† حفظ الله مصر وأبقاها, هذه التي قيل عنها في سفر أشعياء «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ" (سفر إشعياء 19: 25). وعلينا كلنا واجب من أجلها أن نحافظ علي مصر, وعلي أمنها وسلامتها.. وكلنا نصلي من أجل مصر.
+++

Post: #203
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-24-2015, 00:52 AM
Parent: #202

أحبائى الكرام ..

هذا اختبار آخر لأخ حبيب سعودى الجنسية يسمى حمود بن صالح ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=3yJK_gBydCowww.youtube.com/watch?v=3yJK_gBydCo

الرب يبارك حياتكم ..

أخوكم وعمكم العجوز ...
ارنست
+++

Post: #204
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-24-2015, 08:46 AM
Parent: #203

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 20 فبراير 2011

مرحلة البناء، مع تساؤلات



يعجبني ذلك المثل الصيني الشهير الذي يقول: بدلًا من أن تلعنوا الظلام, أضيئوا شمعة. نقول هذا لأن الصحف ازدحمت كلها بأخبار الفساد. حتى أصبحت كلمة الفساد أو الفاسدين هي أشهر كلمة علي الأفواه.

وأول ما تنشره الجرائد بمانشيتات في صفحاتها الأولي, كأنه ليس في بلادنا شيء من الخير! هذا مع كثرة الاتهامات لأشخاص عديدين وكثرة الاحتجاجات من عمال وموظفين علي المسئولين عنهم.

† أما وقد بدأت ثورة شباب 25 يناير, وطالبت بأمور في الإصلاح تحققت غالبيتها, فعلينا أن نبدأ مرحلة من البناء لأن البناء هو العنصر الأساسي في تشييد دولة جديدة قوية هي أول ما نصبو إليه.

وإن كان هناك أشخاص يرقبون الأحداث ويكتبون التاريخ, فأعظم منهم من يصنعون التاريخ, وقد بدأ صنع تاريخ جديد منذ 25 يناير وسوف يكمل بالبناء.

† فمن الأمور التي يجب الاهتمام بها, هي بناء الأمن, بإيجاد أمن قوي يستطيع أن يحرس المواطنين في بيوتهم وأماكن عملهم, خاصة بعد أن انتشرت عصابات الخارجين علي القانون بالنهب والسرقة والحر،ق حتى تطاولوا في ذلك علي أقسام البوليس وبعض المحافظات وعلي محلات الصاغة واقتحام الشقق الجديدة.. وشكا من ذلك محافظ القاهرة, ولذلك علينا حاليا أن نعيد بناء أو ترميم مراكز الشرطة, ويستقر فيها الضباط وجنودهم ليعملوا.

† نحتاج أيضا إلي بناء الجيل الجديد أطفالًا وشبابًا ونشر روح المواطنة والأخوة, والتعامل مع الآخر في جو من المحبة, وكذلك نشر الحق والعدل, ومقاومة العنف والتخريب والقسوة وسائر أعمال الفوضى, وبهذا يمكننا بناء الشخصية المتكاملة.

† كما نحث كل المواطنين علي الاشتراك العملي في سياسة بلدهم, وإعداد الشعب للانتخابات المقبلة التي ستنتج أعضاء الهيئة التشريعية في بلادنا، وأيضا انتخابات الرئاسة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كذلك بناء علاقات طيبة مع دول الغرب حتى يمكن أيضا عودة السياحة إلي بلادنا كما كانت, وهي مصدر قوي لاقتصاد البلاد كما أنها تدل علي الثقة بسمعة مصر وسلامتها وهدوئها واستقرارها.

† وعلينا أيضا معالجة مشاكل الفقر والبطالة, وليتنا نساعد الشباب علي إقامة مشروعات خاصة لهم فهي تساعدهم علي الرزق, وأيضا ينشغلون بها عن مظاهرات الاحتجاجات وعن الشكوى المستمرة, ونحن في هذا المجال نشكر الدولة علي قرار منح الموظفين والمعاشات 15% من استحقاقاتهم المالية وأيضا رفع المستوي المالي للعمال بحيث لا يقل عن 600 جنيه كحد أدني.

† نحن الآن في مفترق الطرق وهناك آراء متعددة يفكر فيها الكثيرون بل نحن أمام مجموعة من التساؤلات: ماذا نطلب؟

مادامت الثورة الحالية سوف تستمر إلي حين إجابة كل طلباتهم: فما هي باقي الطلبات الأخرى وما مدي الاستجابة لها؟ وإلي متى؟

سؤال آخر عن طلبة الجامعات: إلي متى يستمر تعطيل الدراسة فيها؟ هل هناك تخوف من أن افتتاح الدراسة بالجامعة, يعني افتتاح ثورة أخري من الطلبة بها طلبات لم تعلن بعد؟ وإن كان هذا التخوف موجودا, فإلي متى ستتعطل الدراسة؟

† سؤال آخر عن الأحزاب: ما هي الأحزاب الجديدة التي سوف تتكون وتكون لها شعبيتها, وترشح نفسها لعضوية الهيئة التشريعية ولرئاسة الدولة؟ وماذا سيكون منهجها؟ ثم ماذا عن الأحزاب الحالية هل ستبقي؟ أم تنتهي علي الرغم من شعبية بعضها وشعبية صحافتها التي تعبر عن رأيها؟ وماذا تكون العلاقة بين الأحزاب الحالية والأحزاب الجديدة؟

† ورئيس الدولة المقبل: هل ستكون له اختصاصات قوية تساعده علي حكم البلاد في فترة عصيبة؟ أم تطبق عليه قاعدة يملك ولا يحكم كما في بعض البلاد الغربية.

ثم ما هي خصائص الدولة المدنية التي ينادي بها الكل؟ وماذا ستكون السلطات العامة؟

† والوزراء السابقون وبعض رجال السياسة ممن جمدت حساباتهم ومنعوا من السفر: متى ينتهي التحقيق معهم وتُعْلَن النتيجة؟ والمليارات التي قيل أنها في ثروتهم, هل يمكن استخدام بعضها في إصلاح الحالة الاقتصادية لبلادنا وفي القيام بمشروعاتنا المقبلة؟

ولجنة تقصي الحقائق: متى تنتهي من عملها؟ والمخطئون متى يحاسبون؟

كذلك لجنة إعداد الدستور التي تقرر لعملها عشرة أيام, متى ستقدم قرارها؟ وماذا سيكون؟

† إننا نسأل والملايين أيضا يسألون والمثَل يقول "الخبر اللي النهارده بفلوس بكره يكون ببلاش".
+++

Post: #205
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-24-2015, 11:11 AM
Parent: #204

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من الصوم الكبير)
24 فبراير 2015
17 أمشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر أيوب الصديق ( 19 : 1 ـ 26 )
فأجَابَ أيُّوبُ وقال: إلى متى تتعبون نفسي وتزعجونني بالكلام. لأني أعلم أن الرب فعل بي هكذا. ( هذه عشر مرات ) عيرتموني، ولم تخجلوا من أن تحزنونني. وهبني قد ضَللتُ حقاً، فإليَّ تنتهي ضَلاَلَتي. لأني أقول كلاماً لا يجب أن أقوله وهذا الكلام ضلال لم أقبله في زمانه لماذا تتعظمون عليَّ وتجلبون عليَّ العار. فاعلمُوا أيضاً أنَّ الرب هو الذي أبلاني، وهو الذي رفع قوته عليَّ وهأنذا صرت هزءاً ورذل كلامي وليس من قضاء. قد سيج حولي فلا أجوز، وعلى وجهي جعل ظلاماً عراني من مجدي، ونزع تاجي عن رأسي. هدمني من كل جوانبي فذهبت، وأستأصل رجائي مثل الشجرة. وشد عليَّ غضبه جداً وسد الصيادون عليَّ طريقهم وحسبني له كعدو. جاءت عليَّ غزاته معاً ( ونزلوا حول خيمتي ). تباعد عني إخوتي، وهرب عني معارفي. وأقاربي قد خَذَلُوني والذين عرفوني نَسُوني. حسبني أهل بيتي وإمائي غريباً، وصرت أجنبياً في أعينهم. دَعَوتُ عَبدي فلم يُجب، وبِفَمي تَضَرَّعتُ إليه. كرهت امرأتي رائحة فمي وأنتنت عند أبناء أحشائي، حتى الصبيان رذلوني، إذا قُمتُ يتكلَّمُـونَ عليَّ. قـد مقتني مشيريَّ والذين أحببتُهُمُ انقَلَبُوا عليّ. لصق جلدي ولحمي بعظمي وتأكل لحم أسناني. ارحموني ارحموني يا أصدقائي لأنَّ يد الرب قد نزلت عليَّ. لماذا تُطَاردُوني أنتم أيضاً مثل الرب ولا تشبعُونَ من لحمي. ليت كلمَاتي الآن تُكتبُ، ومن لي بأن ترقم في سفرٍ إلى الأبد بقلم من حديد ورصاص وتنقش في الصخر. أمَّا أنا فإني أعلم أن وليِّي حيٌّ ويظهر على الأرض آخر الزمان وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الرب.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 5 : 7 ـ 16 )
إنَّ كَرمَ ربِّ الجنودِ هو بيتُ إسرائيلَ ورجالُ يهوذَا الغرس الجديد المحبوب، وانتظرت أن يجرى قضاء فصنعوا إثماً وعدلاً فإذا صُراخٌ. ويلٌ للَّذين يَصِلُونَ بيتاً ببيتٍ ويقرنونَ حقلاً بحقلٍ ليأخذوا كل شيء لأصحابهم، هل تسكنون في الأرض وحدكم. قد سُمع هذا في أذُنَيَّ رب الصباؤوت لأنه إن كانت لهم بيوتاً كثيرةً عظيمةً وجميلةً تصير للخراب بلا ساكن. فإنَّ عشرة فدادين ( كرمٍ ) تخرج اجانة واحدة ويبذر ستة ( ثلثين ) مدا فلا يؤخذ إلاَّ ثلثة.ويلٌ للمبُكِّرينَ صباحاً الساعين وراء المُسكِرَ، المستمرين إلى المساءِ والخمرُ تُلهِبُهُمُ. القيثار والمزمار والدُّفُّ والنَّايُ وشرب الخَمرُ في ولائِمهُم وإلى فعل الرَّبِّ لا يَنظُرُونَ وعمل يَديِهِ لا يتأملون. والآن سُبيَ هذا الشَّعب لأجل أنهم لا يعرفون الرب وصار فيهم كثيرون أمواتاً من الجوع وظمأ الماء. لذلك وسَّعتِ الهاويةُ نَفسَهَا وفَغَرَت فَاهَا بلا حدٍ فينحدر فيها الوجهاء والأعزاء والكرام ويُذَلُّ الرَّجُلُ ويهان الشاب والأعين المتعالية تُوضعُ. ويَتَعالىَ ربُّ الجُنُودِ بالحكم ويتمجد الإلهُ القُدُّوسُ بالمجد.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 41 : 4 ، 13 )
أنا قلتُ ياربُّ ارحَمني. اشفِ نَفسِي، لأنِّي قد أخطَأتُ إليكَ. مُبَارَكٌ الرَّبُّ إلهُ إسرائيلَ، مِنَ الأبد وإلى الأبَدِ يكون. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 22 ـ 31 )
ثم قال لِتلاميذهِ:" مِن أجل هذا أقُولُ لكُم: لا تَهتمُّوا لأنفسكُم ماذا تأكُلُون، ولا لأجسادكم ماذا تَلبَسُون. لأن النفس أفضلُ مِنَ الطَّعام، والجسدُ أفضلُ من اللِّبَاس. تأمَّلُوا الغِربانَ: إنَّها لا تَزرعُ ولا تحصُدُ، ولا مخادع لها ولا هراء، واللَّه يعولها. فكم بالحريِّ أنتم أفضلُ مِنَ الطُّيُور!. ومَن مِنكُم إذا اهتمَّ يقدرُ أن يزيد على قامتهِ ذراعاً ( واحدةً )؟ فإن كُنتُم لا تقدرُون ولا على صغيرة، فلماذا تهتمُّون بالباقي؟ تأمَّلوا الزهرُ كيف ينمو: وهو لا يتعب ولا يعمل، أقولُ لكم: إنَّهُ حتى سُليمانُ في كلِّ مجدهِ ما لبس كواحدةٍ منها. فإذا كان العشب يوجد اليوم في الحقل ويطرح غداً في التَّـنُّور يُلبسُهُ اللَّه هكذا، فكيف بالحريِّ أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تطلبوا أنتم ما تأكلونَ أو ما تشربونَ ولا تهتموا لأن هذه جميعها تَطلُبها أُمم العالم. وأمَّا أنتم فأبوكم يَعلَمُ أنَّكم تحتاجونَ إلى هذه لكن اطلبوا ملكوته، وهذه كلها ستُزادُ لكُم.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس الثانية
( 9 : 6 ـ 15 )
فإنَّ مَن يزرعُ بالشُّحِّ فَبالشُّحِّ أيضاً يَحصدُ، ومَن يَزرعُ بالبركاتِ فبالبركاتِ أيضاً يَحصدُ. كُلُّ امرئٍ كما نوى في قَلبِهِ، ليسَ عَن حُزنٍ أو اضطرارٍ. فإنَّ اللَّـه يُحبُّ المُعطِيَ الفرح. واللَّـهُ قادرٌ أن يزيدكُم كُلَّ نِعمةٍ، حتى تكونُ لكُم كُلُّ كفايةٍ كُلَّ حينٍ في كُلِّ شيءٍ، فتزدادوا في كُلِّ عَمَلٍ صالحٍ. كمَا هُو مَكتُوبٌ:" أنهُ فَرَّقَ. أعطَى المسَاكينَ. فبرُّه يدوم إلى الأبَدِ". والَّذي يُرزقُ بذاراً للزرع وخُبزاً للأكل، سيرزقكُم ويُكثِّرُ بِذَاركُم ويُنمي غَّلات بِرِّكُم. حتى تستغنوا في كُلِّ شيءٍ لكُلِّ سخاءٍ وهذا يُنشئُ بنا الشكر للَّه. لأنَّ مباشرة هذهِ الخِدمَةِ، لا تسدُّ عوز القدِّيسين فقط، بل تفيض بشُكرٍ كثيرٍ للَّه. فإنهُم باختبَارِ هذه الخدمَةِ، يُمَجِّدونَ اللَّهَ على خضوع اعترَافكُم بإنجيلِ المسيح، وعلى خلوص مشاركتم لهم وللجَميعِ. وبِدُعَائِهم لأجلكُم، مُتشوقين إليكُم مِن أجلِ نعمة اللَّه المتزايدة فيكُم فشُكراً للَّه على موهبته التي لا توصف.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 1 : 1 ـ 12 )
يعقوبُ، عبدُ اللَّهِ وربِّنا يسوعَ المسيح، يُهدي السَّلامَ إلى الأسباط الاثني عشرَ الذينَ في الشَّـتَاتِ. احتسبوه كلِّ فرحٍ يا إخوتي حينما تقعون في تَجاربَ مُتَنوِّعةٍ، عَالمينَ أنَّ امتحان إيمانكُمْ يُنشئ صبراً. وأمَّا الصَّبرُ فليكُن لهِ عملٌ تامٌّ، بحيث تكونون كاملينَ موقرين غير نَاقصينَ في شيءٍ. وإن كانَ أحدُكُم تنقصهُ حكمةٌ، فليسأل اللَّهِ الذي يُعطي الجميعَ بسخاءٍ خالص ولا يُعيِّرُ، فَسيُعْطَى له. ولكن ليسأل بإيمانٍ غير مُرتابٍ في شيء. فإنَّ المُرتابَ يُشبهُ موج البحر الذي تسوقه الرِّيحُ وتخبطه. فلا يَظُنَّ مثل هذا أنَّهُ يَنَالُ مِنْ الرَّبِّ شيئاً. إنَّ الرجُل ذا الرأيين مُتَقَلقِلٌ في جَمِيع طُرُقِهِ. وَلْيَفتَخِرْ الأخُ المُتضعُ بارتفاعِهِ، وأمَّا الغَنيُّ فبتواضعِهِ، لأنَّهُ كزهرِ العُشبِ يَزولُ. لأنَّ الشَّمسَ أشرَقتْ بالحَرِّ فيَبَّسَتْ العُشبَ، فسقط زهرُهُ وفنيَ جَمالُ مَنظَرهِ. هكذا يَذبُلُ الغَنيُّ أيضـاً في جميعِ طُرُقِهِ. مغبوط هو الرَّجُل الذي يَصبرُ على التَّجربَةِ، لأنَّه إذا تزكى ينالُ إكليلَ الحياة الذي وعَدَ بِهِ الرَّبُّ للذِينَ يُحبُّونَهُ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 13 ـ 22 )
فلمَّا رأوا مُجَاهَرةَ بُطرُسَ ويوحنَّا، وعَلِموا أنَّهُما إنسانان عديما العلم وعامِّيَّانِ، تَعَجَّبوا. وكانوا يعرفونهما أنَّهُما كانا مَعَ يَسوعَ. ولما نَظرُوا الرجل الذي شُفِيَ واقِفاً مَعَهُما، لمْ يكن لهم شيء يُناقضون به. فأمَرُوهما أنْ يَخرِجا خارجَ المحفلِ، وتآمر بعضِهم مع بعض قائلين:" ماذا نَصنعُ بِهذَيْنِ الرَّجُلَينِ؟ فقد جرت على أيديهما آية ظاهرةٌ، معَلومَة لجميع سكان أورشليم، ولا نستطيعُ إنكارها. ولكن لئلاَّ يزداد هذا الأمرُ شيوعاً بين الشَّعبِ، فلِنُهَدِّدهُمَا ألا يكُلِّما أحداً مِن النَّاسِ بهذا الاسم ". ثم استدعوهما وأمروهُما ألا يَنْطِقَا البَتَّةَ، ولا يُعَلِّمَا بِاسم يَسوعَ. فأجاب بُطرُسُ ويوحنَّا وقالا لهم:" إن كان عدلاً أمام اللَّه أن نسمع لكُم أكثر من اللَّه، فأحكُمُوا. فإننا نحنُ لا يُمكِنُنا أن نتكلَّم إلا بما عايناه وسمعناه ". فهدَّدوهُما وأطلقوهُما، إذ لم يَجدُوا حجة عليهم كيف يُعَاقِبُونهُما من أجل الشَّعب، لأنَّ الجميع كانُوا يُمجِّدون اللَّه على ما جَرى، لأنَّ الرجل الذي صارت فيه آيةُ الشِّفاء هذه، كان لهُ أكثرُ من أربعين سنةً.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السابع عشر من شهر أمشير المبارك
شهادة القديس مينا الراهب
فى هذا اليوم إستشهد القديس مينا الراهب . ولد هذا القديس بإحدى بلاد أخميم من أبوين مسيحيين ، يعيشان على الفلاحة . ومنذ حداثته ، مال قلبه إلى زهد العالم ، فترهب بأحد أديرة أخميم ، وأقام مدة يصوم يومين يومين ناسكا فى طعامه وشرابه . ثم إنتقل إلى بلاد الأشمونيين ، وأقام فى دير هناك ست عشرة سنة لم يغادر خلالها الدير . فلما ملك العرب البلاد وسمع بأنهم ينكرون أن يكون لله إبن من طبيعته وجوهره ، مساو له فى الأزلية ، عز عليه هذا القول وإستأذن رئيس الدير وذهب إلى الأشمونيين وتقدم إلى قائد العسكر وقال له : أحقا تقولون أن ليس لله إبن من طبيعته وجوهره ، مساو له فى الأزلية ، فقال له : نعم نحن ننفى عن الله هذا القول و نتبرأ منه . فقال له القديس : إنما يجب أن نتبرأ منه إذا كان ذلك عن طريق التناسل الأبوى ، ولكن إعتقادنا أن الرب يسوع إله من إله ، نور من نور . فقال له ، هذا فى شريعتنا كفر . فقال له القديس : أعلم أن الإنجيل يقول : الذى يؤمن بالإبن له حياة أبدية والذى لا يؤمن بالإبن لن يرى حيوة بل يمكث عليه غضب الله ، فغضب القائد من هذا القول وأمر جنوده فقطعوا القديس بالسيوف إربا إربا وطرحوه فى البحر. فجمع المؤمنون أجزاء جسده وكفنوه ودفنوه ورتبوا له تذكارا فى مثل هذا اليوم . صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 41 : 1 )
طوبَى لمَنْ يَتَفهَّم في أمرِ المسكِين والفقير، في يَوم السوءِ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 10 : 17 ـ 27 )
وفيما هو خارجٌ إلى الطَّريق، ركض واحدٌ وجثا على ركبتيه وسألهُ: " أيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِحُ، ماذا أعملُ لأرثَ الحياةَ الأبديَّة؟ " فقال لهُ يسوعُ: " لماذا تقول لي الصالح؟ ليس أحدٌ صالحاً إلاَّ اللَّه وحده. الوصَايا أنت تعرفها: لا تقتُل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد بالزُّور. لا تسلُب. أكرم أباك وأُمَّك ". أما هو فقال لهُ: " يا مُعَلِّمُ، هذه كُلَّها حفظتُها مُنذُ حداثتي ". فنظر إليه يسوع وأحبَّهُ، وقال لهُ: " أتريد أن تكون كاملاً يُعوزُك شيءٌ واحدٌ: أذهب وبع كُلَّ مَا لكَ وأعطهِ للفَقراء، فتقتني لك كنزاً في السَّماء، وتَعالَ اتبعني وأحمل الصَّليب ". فاغتمَّ على القول ومَضَى حزيناً، لأنَّهُ كان له مقتنيات كثيرةٍ.
فنظر يسوع وقال لتلاميذهِ: " كيف أنه يعسر على ذَوي الأموال الدخول إلى ملكُوتِ اللَّه! ". فارتاع التلاميذ للكلام فأجابهم يسوع أيضاً وقال لهُم: " يا بَنِيَّ، ما أعسر دُخُولَ المُتَّكِلِينَ على الأموال إلى ملكُوتِ اللَّه!. إن مُرورُ جملٍ مِن ثَقب إبرةٍ أيسرُ من أن يدخُل غنيٌّ إلى ملكوتِ اللَّه " أما هم فتعجبوا للغاية قائلين له: مَنْ يَستطيعُ أن يَخلُص؟ فنظر إليهم يسوع وقال: " إنهُ عند النَّاس غيرُ مُستطاعٍ، ولكن ليس عند اللَّه، لأنَّ الكُلَّ مُستطاعٌ عند اللَّه ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #206
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-24-2015, 04:59 PM
Parent: #205

أحبائى الكرام ..

هذا اختبار الأخت الحبيبة عنايات جرجس ..

http://www.islameyat.com/post_details.php?id=4685andcat=24andscat=186andhttp://www.islameyat.com/post_details.php?id=4685andcat=24andscat=186and

وهى والدة الأخت الحبيبة أمانى ..

شاهدوا هذه الحلقة المباركة ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #207
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-25-2015, 03:48 AM
Parent: #206

احبائى ..

هذا هو اختبار الأخت الحبيبة ضُحى ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=HACyLnLkWGswww.youtube.com/watch?v=HACyLnLkWGs

شاهدوا هذا اللقاء الجميل ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #208
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-25-2015, 11:53 AM
Parent: #207

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأربعاء من الأسبوع الثاني من الصوم الكبير)
25 فبراير 2015
18 أمشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر الخروج لموسى النبي ( 2 : 11 ـ 20 )
وحدثَ في تلكَ الأيَّام الكثيرة لمَّا كبرَ موسى أنَّهُ خرجَ إلى أخوتهِ بني إسرائيل لِينظُرَ أثقالِهم، فرأى رجُلاً مِصريّاً يَضربُ رجُلاً عِبرانيَّاً من أخوتهِ بني إسرائيل. فالتفتَ إلى هُنا وهُناك فلم ير أحداً فقتَلَ المِصريَّ وطمرهُ في الرَّمل. ولما خرجَ في اليومِ الثَّاني رأى رجلين عبرانيين يتضاربان، فقال للظالم لماذا تَضربُ صَاحِبكَ. فقالَ مَن جَعلكَ رئيساً وقاضياً عَلينا، أتُريدُ أن تقتلني كما قَتلتَ المِصريَّ أمس، فخافَ موسى وقال هكذا ظهر الآمرُ. فَسَمعَ فرُعونُ هذا الخبرُ فَطَلَبَ أن يقتُلَ موسَى، فَهَربَ مُوسىَ مِن أمام وجه فِرُعونَ وَسَكَنَ أرضِ مِديَانَ وَجَلسَ على البئرِ.وكَانَ لكَاهِن مِديانَ سبعُ بَنات يرعين غَنَمَ أبيهنَّ يثرون، فلمَّا أتينَ أخذن ماء حتى ملأنَ الأحواض ليسقين غَنَمَ أبيهنَّ. فجاء الرُّعاةُ وطردوهُنَّ، فقام موسَى وأنجَدَهُنَّ واستقَى ماء لهنَّ. فذهبن إلى رعُوئيلَ أبيهنَّ فقال لهن: لماذا أسرعتُنَّ في المجيءِ اليوم. فَقُلنَ لهُ: إن رجلاً مِصرياً أنقذنا مِن أيدي الرُّعَاةِ واستقَى ماء لنا وسَقى الغَنم. فقال لبناتهِ: وأينَ ذاكَ، لماذا تركتن الرَّجل؟ ادعونهُ ليأتي ويأكُلَ خبزاً.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 5 : 17 ـ 25 )
وترعى الخراف كالثيران ( حيث ما تُساقُ ) والبراري التي صارت خصبة تأكلها الحملان. ويلٌ للجاذبينَ خطاياهم عليهم مثل حبل باطل وإثمهم مثل نير العجلةِ، القائلينَ فليقترب سريعاً ما عملهُ لكي نراه ولتأتي ( وتحضر ) مشورة قدوسِ إسرائيل حتى نَعلمَ. ويلٌ للقائلينَ لِلشَّرِّ خيراً وللخيرِ شراً والقائلين للظَّلامَ نُوراً والنُّورَ ظَلاماً والقائلين للمُرَّ حُلواً وللحُلو مُرّاً. ويلٌ للذين هم حُكماءِ في أعيُنِ أنفُسِهِم، والفُهماء عند ذَواتهِم. ويل للأقوياء الذين يشربون الخمر وللأبطال الذين يمزجون المُسكِر، الذين يُبرِّرون المنافق لأجل الرُّشوة وينزعون حقُّ البار. فلذلك كما يحترق البروبي بجمر النَّار ويلتهب بلهيبه المشتعل فهكذا يكون أصلهم كالهباء وزهرهم كالغُبار لأنَّهم رذَلوا شريعة ربِّ الجُنُودِ واستهانوا بكلمة قُدُّوس إسرائيل. فحمى غضبُ رب الصباؤوت على شعبِهِ ورفع يدهُ عليهم وضربهم فارتعدت الجبالُ وصارت موتاهم مثل الزِّبلِ في وسط الطريق، ومع هذا كُلِّه لم يرتدَّ غضبهُ بَل يدُهُ مَمدُودَةٌ بَعدُ.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 18 : 17 ، 18 )
لأنهم تقووا أكثر مني، أدركوني في يوم ضري. وكان الرب سندي. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا متى البشير ( 5 : 17 ـ 24 )
لا تظُنُّوا إنِّي جئتُ لأنقُض النامُوس أو الأنبياء. ما جئتُ لأنقُضَ بل لأُكمِّل. فإنِّي الحقَّ أقولُ لكُم: إلي أن تزول السَّمَاءُ والأرضُ لا تزولُ نُقطةٌ أو حرفٌ من النَّاموس حتَّى يكون ذلك كله. فمن ينقض إحدى هذه الوصايا الصُّغرَى ويعلم النَّاس هكذا، يُدعى صغيراً في ملكُوت السَّموات. وأمَّا الذي يعمل ويعلم، فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السَّموات. فإنِّي أقولُ لكُم: إن لم يزد برُّكُم علي الكَتَبَةِ والفرِّيسيِّين فلا تدخلوا ملكوت السموات.قد سمعتُم أنَّهُ قيل للأولين: لا تقتُل، ومَن قتلَ يكونُ مُستوجباً الحُكم. وأمَّا أنا فأقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَن يَغضبُ علي أخيهِ باطلاً يكونُ مُستوجباً للقضاء، ومَن قال لأخيهِ: رَقَا، يكونُ مُستوجباً للمَجمَعِ، ومَن قال لأخيهِ: يا أحمقُ، يكونُ مستوجباً نار جهنَّمَ. فإذا قدَّمت قُربَانَكَ علي المذبح، وتذكَّرتَ أنَّ بينك وبين أخيكَ لوماً، فاترُك قُربانكَ هناك قُدَّام المذبح، واذهب أوَّلاً اصطلح مع أخيكَ، وحينئذٍ تعال وقَدِّم قُربانكَ.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 3 : 1 ـ 17 )
فما فضل اليهوديِّ إذاً، أو ما هو نفع الختان؟ إنه كثير على كل وجهٍ! أولاً لأنَّهم اؤتمنوا على أقوال اللَّـه. فماذا إن كان بعضهم لم يؤمنوا؟ ألعلَّ عدم أمانتهُم تُبطِل أمانة اللَّه؟ حاشا! بل فليكُن اللَّه صادقاً وكل إنسانٍ كاذباً. كما كتب: " لكي تتبرَّرَ في كلامك، وتغلب إذا حُوكِمْتَ ". ولكن إن كان إثمنا يثبِّت برَّ اللَّه، فماذا نقول؟ ألعلَّ اللَّه الذي يجلِب الغضب ظالمٌ؟ إنما أتكلم بحسب البشرية. حاشا! وإلا فكيفَ يدينُ اللَّه العالمَ؟ ولكن إن كان بكذبي قد ازداد صدقُ اللَّه لمجدِهِ، فلماذا أُدان أنا بعد كخاطـئٍ؟ أما كما يُفتَرى علينا، وكما يزعم قومٌ إنَّنا نقول: " لنفعل السَّيِّآتِ لكي تأتي الخيراتُ ". أولئك الذين دينونتهم عادلةٌ.فماذا إذاً؟ أنحنُ أفضل؟ كلا البتَّة! فأنَّنا قد سبقنا فشكونا أنَّ اليهودَ واليونانيِّينَ أجمعينَ تحتَ الخطيَّةِ، كما هو مكتوبٌ: " أنَّه ليسَ بارٌّ ولا واحدٌ. وليسَ من يفهم. ولا مَن يبتغي اللَّه. الجميع زاغوا وفسدوا معاً. وليسَ مَن يَعمل صلاحاً ليسَ ولا واحدٌ. حنجرتُهُم قبرٌ مَفتوحٌ. وبألسنتهم قد غشوا. وسِمُّ الأفاعي تحت شفاهِهم. الذين فمهم مملوء لعنةً ومرارةً. وأرجُلهم سريعةٌ إلى سفكِ الدَّم. في طُرقهم شقاء وسحق وطريقَ السَّلام لم يعرفوه.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الثانية الرسول
( 1 : 8 ـ 13 )
فانظروا لأنفُسِكم لئلاَّ تفقِدوا ما قد عملتموه، بل تنالوا أجراً تاماً. كلُّ مَن تعدَّى ولم يثبت فى تعليم المسيح فليس له اللَّه. ومَن يثبُت فى تعليم المسيح فله الآبُ والابنُ كليهما. إن كان أحد يأتيكم، ولم يأت بهذا التَّعليم، فلا تقبلوه في بيت، ولا تقولوا له سلامٌ. فأنه من قال له سلامٌ فقد أشترك في أعمالهِ الشِّرِّيرةِ.وإذ لي كثيرٌ لأكتب إليكم، لم أُرِد أن يكون بورقٍ وحبرٍ، لأنني أرجو أن أراكم أتكلَّم معكم فماً لفم، كي يكونَ فرحكم كاملاً. يُسلِّمُ عليكِ أولاد أُختكِ المُختارةِ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 5 : 3 ـ 11 )
فقال بُطرُس: " يا حنانيَّا، لماذا ملأ الشَّيطانُ قلبكَ حتى تكذب على الرُّوح القُدُس وتختلس من ثمن الحقل؟ أليسَ وهو باق كان يبقى لك، ولما بيع ألم يكُن في سُلطانِكَ؟ فلماذا جعلت في قلبك هذا الأمر؟ أنك لم تكذب على الناس بل على اللَّه ". فلمَّا سَمِعَ حنانيَّا هذا الكلام سقط ومات. فوقع خوفٌ عظيمٌ على جميع الذين سمعوا بذلك. فنهض الأحداثُ وكفَّنوهُ وحملُوهُ ودفنُوهُ.ثُمَّ حدث بعد مُدَّة نحو ثلاث ساعاتٍ، أن امرأتهُ دخلت، و لم تعلم بما جرى. فأجابها بُطرُسُ: " قولي لي: أبهذا المقدار بعتما الحقل؟ " فقالت: " نعم، بهذا المقدار ". فقال لها بطرس: " ما بالكما اتُفقتما على تجربة روح الرَّبِّ؟ ها إن أرجُلُ الذين دفنوا زوجك على الأبواب، وسَيحمِلُونَكِ أنت أيضاً ". فسقطت في الحال عند قدميه وماتت. فلما دخل الأحداث وجدُوها ميتةً، فحملُوها ودفنوها عند رجُلها. فوقع خوفٌ عَظيمٌ على الكنيسة وعلى كل الذين سمعوا بذلك.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثامن عشر من شهر أمشير المبارك
نياحة القديس ملاتيوس المعترف بطريرك أنطاكية
فى هذا اليوم من سنة 381م تنيح القديس ملاتيوس المعترف بطريرك أنطاكية. وقد رسم سنة 357م أسقفا على سبسطية ، ولخشونة شعبها تركها وإنفرد قرب مدينة حلب بالشام ، وفى سنة 360م إنتخبوه بطريركا على أنطاكية فى أيام قسطندينوس بن قسطنطين الكبير. كان رجلا فاضلا عالما وديعا محبوبا من الجميع . فلما دخل مدينة أنطاكية ظل ثلاثين يوما وهو يقاوم الأريوسيين ويبعدهم عن الكنائس . فلما سمع الملك بذلك نفاه فى نفس السنة التى إرتقى فيها البطريركية ، فإجتمع عظماء أنطاكية والأساقفة والكهنة وكتبوا للملك يطلبون رجوع القديس ، فأعاده إليهم حياء منهم ، ولكنه لما عاد سنة 362 م لم يكف عن مقاومة الأريوسيين ، وحرمهم وكل من يقول بقولهم ، مبينا لهم أخطاءهم وموضحا لهم تجديفهم ، معلنا وكارزا ومثبتا أن الإبن من جوهر الآب ، مساو له فى الجوهر والربوبية. فعاد أتباع أريوس وسعوا به لدى الملك والس فنفاه مرة ثانية إلى بلاد أبعد من التى نفى إليها أولا . وعند وصوله إلى منفاه سمع به الأساقفة و الآباء المنفيون من مختلف البلدان ، فإجتمعوا به وأقاموا معا . وأما هو فلم يفتر عن التعليم وتفسير معانى الكتب الغامضة . وكانت رسائله تصل إلى رعيته مع بعد المسافة مثبتا فيها ذكر الثالوث الأقدس ، وكارزا بإيمان مجمع نيقية ، داحضا تعاليم أريوس. وقد أقام فى المنفى سنين كثيرة ثم عاد إلى أنطاكية سنة 378 م وشهد مجمع القسطنطينية المسكونى سنة 381م ثم تنيح بسلام . وقد مدحه القديس يوحنا ذهبى الفم فى يوم عيده ، مبينا عظم مقداره ، وأنه ليس أقل من الرسل نظرا لما ناله من النفى والإهانة من أجل الإيمان المستقيم. صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 18 : 1 )
أحبك يارب قوتي، الرب هو ثباتي وملجأي ومُخلِّصي، إلَهي عوني وعليه أتَّكِل. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا متى البشير ( 15 : 32 ـ 38 )
ثم دعا يسوعُ تلاميذهُ وقال لهم: " إنني أتحننُ على هذا الجمع، لأن لهم ثلاثةَ أيَّامٍ يَمكثونَ مَعي وليسَ لهُم مَا يأكُلُونَ. ولستُ أُريدُ أن أصرفهُم صائِمين لئلاَّ يخَوِّرُوا في الطَّريق " فقال تلاميذُهُ: " أين نجد خبزاً بهذا المقدار في هذا المكان القفر، حتى يُشبعَ هذا الجمع؟ " فقال لهُم يسوعُ: " كم عِندكُم من الخبز؟ " فقالوا: " سَبعةٌ ويسير من السَّمك ". فأمرَ الجمع أن يتَّكِئُوا على الأرضِ، ثم أخذَ الأرغفة السبعة والسَّمك، وباركها وكسَّرها وأعطاها لتلاميذهُ، وناول التلاميذُ الجموع. فأكلوا جميعاً وشَبعُوا. ثُمَّ رَفعُوا فضلات الكِسرِ فملأت سبعةَ سِلالٍ، وكان الآكِلُون أربعة آلاف ما عدا الأولاد والنِّساءَ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #209
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-25-2015, 04:58 PM
Parent: #208

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 27 فبراير 2011

العدالة الاجتماعية


العدالة الاجتماعية هي من أسمي القيم التي يحرص عليها العالم المتحضر، بل كانت موجودة منذ بداية الخليقة, وقد نادي بها الأنبياء والرسل والمصلحون والمفكرون الأحرار في تفكيرهم، وينادي بها رجال الدين علي اختلاف مذاهبهم.

والعدالة الاجتماعية تنادي بالمساواة وعدم التمايز.. علي أننا سنناقش هذه النقطة أيضًا، فأول من ينادي بالتمايز والتفريق هم اليهود الذين قالوا بفكرة شعب الله المختار أما باقي الشعوب الأخرى فكانوا يدعونهم الأمم Gentiles أي الأجناس الأخرى علي أن عبارة شعب الله أصبحت الآن تعني كل من يؤمن بالله في أرجاء المسكونة كلها.

علي ان هناك تفريقًا آخرًا في علم Anthropology (أي علم الإنسان) الذي يضع الجنس الأبيض Nordics فوق باقي الأجناس وفي قمته الجنس الآري، وهكذا يفرق بين شعوب الشمال والجنوب بصفة عامة في أصلها.

ومن جهة العدالة الاجتماعية، فنحن نشكر الله علي انه قد انقضي زمن الرِق؛ حيث كان الإنسان يستعبد أخاه الإنسان أو يشتريه ويتخذه له عبدًا ويتصرف فيه كما يشاء، وان شاء أن يبيعه لغيره أو حتى أن يقتله فمن حقه ذلك! وهكذا كانت معروفة عبارة العبد والسيد.. ولا ننسي في هذا المجال أن يوسف الصديق بِيع كعبد!

ومع أن الرق قد زال إلا أننا للأسف الشديد نري بعض الكبار يعاملون الذين تحت أيديهم كعبيد بينما الكل ينادون: قد خلقنا الله أحرارًا فلا يستعبدنا أحد!

من جهة العدالة الاجتماعية نتكلم أيضا في موضوع الاقتصاد والمال: إن الله حينما خلق الأرض أوجد فيها من الخير ما يكفي لسكانها جميعا ومازالت خيرات الله قائمة لا تنضب ولكن المشكلة القائمة باستمرار هي في سوء التوزيع وهذا الأمر له جوانبه العديدة منها ما يختص بالأفراد ومنها ما يختص بالمجتمع كله.

ومن المعروف أن الحياة الاشتراكية تهدف إلى إزالة الفوارق الاجتماعية أو التقريب بين الناس فلا تزيد الهوة في المستويات بين أفراد الشعب الواحد.

علي إننا يجب أن نميز بين الشخص الذكي صاحب المواهب الذي يستطيع أن ينمي رزقه وان دخل في مشروع ينجح فيه وبين شخص غيره لا ذكاء له ولا نشاط وهو الذي يتسبب في فقره وليس من العدالة الاجتماعية المساواة بين ذكي وغبي أو بين نشيط وخامل وبين صاحب مواهب ومن لا مواهب له! إنما كل واحد ينال من الأجر حسب قدرته علي العمل والإنتاج.

إذن لابد أن توجد في المجتمع طبقات ولكننا لا نريد أن تكون الهوة واسعة بين اعلي الطبقات وأدناها بحيث تختفي الطبقة الوسطي ويتكون المجتمع من كبار الأغنياء وأدني الفقراء!

وفي كل ذلك لا يعقل إطلاقًا أن يكون الجميع في مستوي واحد وإلا فلماذا إذن أن يتعب من يتعب ويجاهد من يجاهد وإلا أيضًا ستزول الحوافز الداخلية ويشعر المرء انه تعب أو لم يتعب فالأمر سيان!

علي أننا في وجوب العدالة الاجتماعية نتحدث عن الفقير رغم انفه الذي يريد أن يعمل ولا تتاح له فرصة للعمل أو الذي يكافح حتى ينتهي من دراسته الجامعية ثم يصطدم بمشكلة البطالة حقا لا نقول أن هذا ذنبه إنما هي خطيئة المجتمع الذي لا يوجد له عملا ولا رزقا.

ثم هناك أيضًا مشكلة الذين يريدون أن يتعلموا والفرصة لا تتاح لهم كثيرا لأن عبارة مجانية التعليم التي نادت به الدولة قديما أصبحت لا توجد في الواقع العملي وضاعت عبارة الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي حينما قال وهو وزير للتعليم إن العلم لازم كالماء والهواء.

حقا ماذا يفعل الإنسان العادي أمام مشكلة المصروفات المدرسية التي ترهقه في تعليم أبنائه ومشكلة الدروس الخصوصية أو المجموعات وبوجه خاص في مدارس اللغات؟!

بالإضافة إلى ذلك كله أن مشكلة أطفال الشوارع هي عار في جبين العدالة الاجتماعية ومعها النسبة الكبرى ممن صنفوا بأنهم تحت مستوي الفقر ويدخل معهم كثيرون من سكان النجوع الذين لا يجدون ضروريات الحياة من جميع نواحيها.

إن الدولة مسئولة أمام الله والناس علي رعاية كل الشعب من جهة المأكل والمشرب والملبس وان تكفل لهم حياة لا يشعرون فيها بالعوز ومذلة الاحتياج، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهنا نتعرض لمشكلة غلاء الأسعار وعدم كفاية مستوي الأجور لتغطيتها ومعروف ثمن الطعام هو نفس ثمنه بالنسبة للفقير والغني من يأتي الفقير بطعامه وطعام أولاده؟!

كذلك فإن مبدأ تكافؤ الفرص هو من أهم مبادئ العدالة الاجتماعية وهو بلا شك يتنافي مع ما يحدث في المجتمع من المحاباة والمحسوبية والتمييز وعدم المساواة في التوظيف وفي الترقية ولكنها تدخل تحت موضوع الظلم الاجتماعي الذي لا تقره العدالة الاجتماعية.

وهنا ندخل في موضوع الاشتراكية وما معناها هل تعني اشتراكنا معا في كل الحقوق السياسية وفي كل الحقوق الاجتماعية واشتراكنا في خير هذا الوطن وفي مصيره؟ أم أن عبارة الاشتراكية أصبحت بلا مفهوم واضح وأيضًا العلاج علي نفقة الدولة فكثير من أفراد الشعب حاليا ليست لهم قدرة علي مواجهة بعض الأمراض سواء من جهة تكاليف العلاج أو ثمن الأدوية وكل هذا ضد العدالة الاجتماعية.

إننا نشجع ما تفعله الجمعيات الخيرية والهيئات التعاونية وما تقوم به الملاجئ ودور الإيواء وجمعيات الإسعاف وأيضًا ما تقوم به الأيدي السخية في العطاء كل أولئك لمساعدة الدولة فيما تعمله من جهة ورفع الأجور وما تنوي أن تعمله كلما أتيحت لها إمكانات أكثر ونصلي من أجل أن تسود العدالة الاجتماعية في كل موضع حتى تصبح عدالة كاملة شاملة بقدر المستطاع.
+++

Post: #210
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-25-2015, 04:58 PM
Parent: #208

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 27 فبراير 2011

العدالة الاجتماعية


العدالة الاجتماعية هي من أسمي القيم التي يحرص عليها العالم المتحضر، بل كانت موجودة منذ بداية الخليقة, وقد نادي بها الأنبياء والرسل والمصلحون والمفكرون الأحرار في تفكيرهم، وينادي بها رجال الدين علي اختلاف مذاهبهم.

والعدالة الاجتماعية تنادي بالمساواة وعدم التمايز.. علي أننا سنناقش هذه النقطة أيضًا، فأول من ينادي بالتمايز والتفريق هم اليهود الذين قالوا بفكرة شعب الله المختار أما باقي الشعوب الأخرى فكانوا يدعونهم الأمم Gentiles أي الأجناس الأخرى علي أن عبارة شعب الله أصبحت الآن تعني كل من يؤمن بالله في أرجاء المسكونة كلها.

علي ان هناك تفريقًا آخرًا في علم Anthropology (أي علم الإنسان) الذي يضع الجنس الأبيض Nordics فوق باقي الأجناس وفي قمته الجنس الآري، وهكذا يفرق بين شعوب الشمال والجنوب بصفة عامة في أصلها.

ومن جهة العدالة الاجتماعية، فنحن نشكر الله علي انه قد انقضي زمن الرِق؛ حيث كان الإنسان يستعبد أخاه الإنسان أو يشتريه ويتخذه له عبدًا ويتصرف فيه كما يشاء، وان شاء أن يبيعه لغيره أو حتى أن يقتله فمن حقه ذلك! وهكذا كانت معروفة عبارة العبد والسيد.. ولا ننسي في هذا المجال أن يوسف الصديق بِيع كعبد!

ومع أن الرق قد زال إلا أننا للأسف الشديد نري بعض الكبار يعاملون الذين تحت أيديهم كعبيد بينما الكل ينادون: قد خلقنا الله أحرارًا فلا يستعبدنا أحد!

من جهة العدالة الاجتماعية نتكلم أيضا في موضوع الاقتصاد والمال: إن الله حينما خلق الأرض أوجد فيها من الخير ما يكفي لسكانها جميعا ومازالت خيرات الله قائمة لا تنضب ولكن المشكلة القائمة باستمرار هي في سوء التوزيع وهذا الأمر له جوانبه العديدة منها ما يختص بالأفراد ومنها ما يختص بالمجتمع كله.

ومن المعروف أن الحياة الاشتراكية تهدف إلى إزالة الفوارق الاجتماعية أو التقريب بين الناس فلا تزيد الهوة في المستويات بين أفراد الشعب الواحد.

علي إننا يجب أن نميز بين الشخص الذكي صاحب المواهب الذي يستطيع أن ينمي رزقه وان دخل في مشروع ينجح فيه وبين شخص غيره لا ذكاء له ولا نشاط وهو الذي يتسبب في فقره وليس من العدالة الاجتماعية المساواة بين ذكي وغبي أو بين نشيط وخامل وبين صاحب مواهب ومن لا مواهب له! إنما كل واحد ينال من الأجر حسب قدرته علي العمل والإنتاج.

إذن لابد أن توجد في المجتمع طبقات ولكننا لا نريد أن تكون الهوة واسعة بين اعلي الطبقات وأدناها بحيث تختفي الطبقة الوسطي ويتكون المجتمع من كبار الأغنياء وأدني الفقراء!

وفي كل ذلك لا يعقل إطلاقًا أن يكون الجميع في مستوي واحد وإلا فلماذا إذن أن يتعب من يتعب ويجاهد من يجاهد وإلا أيضًا ستزول الحوافز الداخلية ويشعر المرء انه تعب أو لم يتعب فالأمر سيان!

علي أننا في وجوب العدالة الاجتماعية نتحدث عن الفقير رغم انفه الذي يريد أن يعمل ولا تتاح له فرصة للعمل أو الذي يكافح حتى ينتهي من دراسته الجامعية ثم يصطدم بمشكلة البطالة حقا لا نقول أن هذا ذنبه إنما هي خطيئة المجتمع الذي لا يوجد له عملا ولا رزقا.

ثم هناك أيضًا مشكلة الذين يريدون أن يتعلموا والفرصة لا تتاح لهم كثيرا لأن عبارة مجانية التعليم التي نادت به الدولة قديما أصبحت لا توجد في الواقع العملي وضاعت عبارة الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي حينما قال وهو وزير للتعليم إن العلم لازم كالماء والهواء.

حقا ماذا يفعل الإنسان العادي أمام مشكلة المصروفات المدرسية التي ترهقه في تعليم أبنائه ومشكلة الدروس الخصوصية أو المجموعات وبوجه خاص في مدارس اللغات؟!

بالإضافة إلى ذلك كله أن مشكلة أطفال الشوارع هي عار في جبين العدالة الاجتماعية ومعها النسبة الكبرى ممن صنفوا بأنهم تحت مستوي الفقر ويدخل معهم كثيرون من سكان النجوع الذين لا يجدون ضروريات الحياة من جميع نواحيها.

إن الدولة مسئولة أمام الله والناس علي رعاية كل الشعب من جهة المأكل والمشرب والملبس وان تكفل لهم حياة لا يشعرون فيها بالعوز ومذلة الاحتياج، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهنا نتعرض لمشكلة غلاء الأسعار وعدم كفاية مستوي الأجور لتغطيتها ومعروف ثمن الطعام هو نفس ثمنه بالنسبة للفقير والغني من يأتي الفقير بطعامه وطعام أولاده؟!

كذلك فإن مبدأ تكافؤ الفرص هو من أهم مبادئ العدالة الاجتماعية وهو بلا شك يتنافي مع ما يحدث في المجتمع من المحاباة والمحسوبية والتمييز وعدم المساواة في التوظيف وفي الترقية ولكنها تدخل تحت موضوع الظلم الاجتماعي الذي لا تقره العدالة الاجتماعية.

وهنا ندخل في موضوع الاشتراكية وما معناها هل تعني اشتراكنا معا في كل الحقوق السياسية وفي كل الحقوق الاجتماعية واشتراكنا في خير هذا الوطن وفي مصيره؟ أم أن عبارة الاشتراكية أصبحت بلا مفهوم واضح وأيضًا العلاج علي نفقة الدولة فكثير من أفراد الشعب حاليا ليست لهم قدرة علي مواجهة بعض الأمراض سواء من جهة تكاليف العلاج أو ثمن الأدوية وكل هذا ضد العدالة الاجتماعية.

إننا نشجع ما تفعله الجمعيات الخيرية والهيئات التعاونية وما تقوم به الملاجئ ودور الإيواء وجمعيات الإسعاف وأيضًا ما تقوم به الأيدي السخية في العطاء كل أولئك لمساعدة الدولة فيما تعمله من جهة ورفع الأجور وما تنوي أن تعمله كلما أتيحت لها إمكانات أكثر ونصلي من أجل أن تسود العدالة الاجتماعية في كل موضع حتى تصبح عدالة كاملة شاملة بقدر المستطاع.
+++

Post: #211
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-25-2015, 08:15 PM
Parent: #210

أحبائى ,,

هذا اختبار الاخت الحبيبة نديم ..
اختبار جميل ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=Y5XjYuG_fP8www.youtube.com/watch?v=Y5XjYuG_fP8

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #212
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-26-2015, 06:57 AM
Parent: #211

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 6 مارس 2011

مخافة الله.. وروحانية الخوف

يقول بعض الناس: مادمنا نتعامل مع إله محب حنون غفور, لذلك لا نخاف شيئًا, فمهما أخطأنا هو يغفر لنا, وهكذا ينقادون إلى الاستهتار والاستباحة واللامبالاة! ولا شك أنهم يحتاجون كل الاحتياج إلى مخافة الله وقد قال داود النبي: بدء الحكمة مخافة الله (سفر المزامير 111: 10).

† يلزم في هذا الجيل أن نتحدث عن المخافة لأنه قد انتزع الخوف من قلوب الكثيرين, حتى من الصغار الذين لا يخافون من أب ولا من أم, ولا من معلم, ولا من شيخ, ولا من رئيس, ولا من أي سلطة في المدرسة أو في الشارع أو في العمل.

† إن الملائكة -وهم يتكللون بالبر- لا يخافون. أما البشر وهم يتعرضون للسقوط في الخطايا كل يوم, فإن الخوف يلاحقهم, لأنه لاصق بالخطية فيما يسبقها وفي نتائجها.

وأول نوع من الخوف, هو خوف السقوط في الخطيئة وهو نافع إن دفع صاحبه إلى الحرص فالإنسان الذي يحب أن يحيا حياة طاهرة يخاف من الوقوع في الخطأ لأنه قيل عن الخطيئة إنها طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها أقوياء (سفر الأمثال 7: 26), لذلك فالإنسان الروحي لا يستكبر بل يخاف وبخاصة من عنف الحروب الروحية ومن قوة الشياطين ومكرهم.

† فإن أخطأ الإنسان يقع في خوف آخر, هو خوف الانكشاف فيخاف أن يعرف الناس خطيئته, فيقع في العار أو الفضيحة, ويتعرض لألسنة الناس التي لا ترحم, وتصبح سمعته مضغة في الأفواه!

ومن أجل خوف الانكشاف هذا نري أن الخطية كثيرًا ما ترتكب في الظلام وفي الخفاء.


† الخطاة يخافون أيضًا من اليوم الأخير الذي تنكشف فيه الأعمال, وتفتح الأسفار, وتفحص الأفكار والنيات, أين يخرجون في ذلك اليوم؟ وأين يختفون؟! فإن كانت خطاياهم قد لا تنكشف علي الأرض بأسباب وطرق شتي, فلابد أنها ستنكشف أمام الديان العادل وأمام الكل في يوم الحساب, حيث لا مكتوم إلا ويعلن, ولا خفي إلا ويعرف... وحيث لا تكون هناك أسرار بل الكل معروف.

† هناك أمر آخر يخاف منه الإنسان الروحي حتى وهو علي الأرض وذلك إن خطاياه قد تكون مكشوفة أمام أرواح الذين انتقلوا من هذا العالم, سواء أمام أحبائه الذين كانوا يثقون به فيندهشون! أو أمام الذين كانوا ينتقدونه فيرون أنهم كانوا علي حق.

ولعل إنسانا يسأل: وماذا تراني أفعل إذن؟ أقول لك إن التوبة تمحو خطاياك, وكأنك لم تفعلها, فلا تعود إلى الخوف من انكشاف تلك الخطايا التي يمحوها الله بالتوبة.

† نوع آخر من الخوف يرتبط بالخطيئة, وهو خوف العقوبة, أو الخوف من نتائج الخطية والخاطئ يخاف من عقوبتين: إحداهما أرضية والأخرى سماوية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. أما العقوبة الأرضية فهي علي أنواع: إما عقوبة من المجتمع كالفضيحة أو الاحتقار, أو نبذ ذلك الخاطئ أو عدم الثقة به في المستقبل أو عقوبة من القانون مثل السجن أو ما هو أشد.. أما العقوبة السماوية فهي رهيبة ومخيفة.

† هناك خوف روحي أيضا يتابع الخاطئ وهو أن يخاف من غضب الله عليه, أو رفض الله له أو أن يخاف من أن يأخذ الشيطان سلطانا عليه ويأتي وقت يفقد فيه حرية إرادته, كما يخاف أيضا أن تتطور حالته إلى أسوأ, ويخاف أن يأتيه الموت فجأة, وهو في حالة غفلة, أي وهو غير مستعد لملاقاة الله.

قال أحد القديسين إني أخاف من ثلاثة أمور: أخاف من لحظة مفارقة روحي لجسدي وأخاف من ساعة الوقوف أمام الديان العادل, كذلك أخاف من لحظة صدور الحكم علي.. فإن كان القديسون يخافون هكذا, فماذا نقول نحن عن أنفسنا؟

† حقا إن الذي يخاف الله يخطئ أما الذي يخطئ فهو إنسان لا يخاف الله الذي يخاف الله لا يظلم ولا يتدنس, ولا يعمل الشر حتى في الخفاء لأنه يعرف أن الله يري كل شيء, ويسمع كل شيء, ويفحص حتى أعماق القلوب والأفكار.

ولعل البعض يسأل: ما رأيك إذن فيمن يفعل الشر ولا يخاف؟ نقول إنه وصل إلى حالة من الاستهتار أو اللامبالاة, أو أن ضميره مريض أو متعطل عن العمل أو أن دوامة العالم تجرفه ولا تعطيه فرصة لمراجعة نفسه أو للتفكير في أعماله فهو في غيبوبة روحية, إن استيقظ منها فلابد سيخاف.. حقا إن الله قد وهبنا المخافة كي نصلح مسار حياتنا.

† إن مخافة الله تقو الإنسان إلى التوبة, وتمنعه من فعل الخطية قبل ارتكابها. أما إن سقط الإنسان في الخطية, فإنها تعطيه رعبا من نتائج الخطية ومن عقوبة الله وهكذا تقوده إلى الرجوع إلى الله.

ومخافة الله تعلم الإنسان حياة الحرص والتدقيق فيكون مدققًا في كل ما يعمله أو يقوله.

ويكون حريصًا في كل ما ينوي أن يفعله, لأنه يخاف أن يسقط ويغضب الله أما إذا لم توجد مخافة الله في القلب, فما أسهل أن ينطبق علي هذا الإنسان المثل الذي يقول: إذا لم تستح, فافعل ما تشاء!!

ومخافة الله تقود أيضا إلى الجدية في الحياة الروحية, والي أن يكون الإنسان ملتزمًا وأمينًا حتى في القليل (إنجيل متى 25: 21، 23؛ إنجيل لوقا 16: 10؛ 19: 17). ذلك لأن مخافة الله أمام عينيه علي الدوام.

مخافة الله تقود أيضا إلى الاتضاع, والي الخشوع أمام الله وشعور الإنسان أنه مجرد تراب ورماد والذي يخاف الله يحاسب نفسه علي كل أفكاره ونياته, وكأنه واقف أمام جهاز تسجيل يسجل عليه كل شيء: يسجل مشاعره وعواطفه وأفكاره ونياته, وأخطاء اللسان وأخطاء الحواس ويخاف أن هذا التسجيل يذاع في اليوم الأخير.
+++

Post: #213
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-26-2015, 04:42 PM
Parent: #212

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الخميس من الأسبوع الثاني من الصوم الكبير)
26 فبراير 2015
19 أمشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر التثنية لموسى النبي ( 5 : 15 ـ 22 )
واذكُر أنَّكَ كُنتَ عَبداً في أرض مِصر فأخرجكَ الرَّبُّ إلهُك من مصر بيدٍ عزيزةٍ وذراعٍ رفيعةٍ، لذلك أمرك الرَّبُّ إلهُك بأن تحفظ يوم السَّبت لتقدسه. أكرم أباك وأُمك كما أوصاك الرَّبُّ إلهك لكي يكون لك الخير وتطول أيَّامك على الأرض التي يُعطيك الرَّبُّ إلهُك. لا تقتُل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تشهد زوراً على صاحبك، لا تشتهِ امرأة قريبكَ ولا حقلهُ ولا عبدهُ ولا ثورهُ ولا حمارهُ ولا جميعُ ماشيتهُ ولا شيئاً مما لصاحبك. هذه الكلماتُ كلَّم بها الرَّبُّ كُلَّ الجماعة في الجبل من وسط النَّار والظلمة والضَّباب والعاصف بصوت عظيم ولم يزد، وكتبها على لوحين من حجرٍ ودفعها إليَّ الرَّبّ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 6 : 1 ـ 12 )
وكان في السنة التي مات فيها المَلِك عُزِّيَّا رأيتُ رب الجنود جَالساً على عرش عالٍ رفيع ورأيت البيت مملوءً من مجده. والسَّرافيمُ قياماً حوله وستَّةُ أجنحةٍ لكلِّ واحدٍ، باثنين يستر وجههُ وباثنين يستر رجليهِ وباثنين يطيرُ. ويهتف بعضهم إلى بعض قائلين قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رب الصباؤوت الأرض كلها مملوءة من مجدك. فارتفعت معاقم الأبواب من صَوتِ الصَّارخ وامتلأ البيتُ دُخَاناً. فقُلتُ إني شقي ( ويلٌ لي قد هَلَكتُ ) لأنِّي رجل دنسُ الشَّفتَين وأنا ساكنٌ بين شعبٍ نجس الشَّفتَين وقد رأت عيناي الملك ربَّ الجُنُود جالساً على كرسي عال. فطارَ إليَّ أحد السَّرافيم وبيدهِ جمرةٌ قد أخذها بملقطٍ مِن فوق المذبحِ ومسَّ بها فَمي وقال لي ها إنَّ هذه قد مسَّت شفتيكَ فينتزع إثمُكَ وتنقى خطِيَّتِكَ.وسمعتُ صوتَ الرب قائلاً: " مَنْ أُرسلُ ومَن يَنطلقُ إلى هذا الشعب ". فقُلتُ هأنذا فأرسِلْنِي. فقال: انطلق وقل لهذا الشَّعبِ اسمعوا سماعاً ولا تفهموا وانظروا نظراً ولا تبصروا. غَلِّظ قلبَ هذا الشَّعب وثقِّلت أذناه عن السمع وأغمض عينيه لِئلاَّ يُبصر بعينيهِ ويسمع بأُذنيهِ ويَفهم بقلبهِ ويرجعَ إلىَّ فأشفيه. فقُلتُ: إلى متى يارب؟، فقال: " إلى أن تخرب المدن بلا ساكنٍ والبيوتُ بلا إنسانٍ والأرض تبقى خراباً ويقصى اللَّه البشر وما يبقى على الأرض يكثر ".
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 28 : 9 )
خلص شعبك وبارك ميراثك أرعهم وارفعهم إلى الأبد. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا متى البشير ( 11 : 20 ـ 30 )
حينئذٍ ابتدأ يُوبِّخُ المُدُن التي صُنِعت فيها أكثرُ قُوَّاتِهِ ولم يتوبوا: " ويلٌ لكِ يا كُورَزين! ويلٌ لكِ يا بيت صيدا! لأنَّهُ لو صُنِعَت في صيدون القُوَّاتُ التي صنعت فيكُما، لتَابَتا قديماً في المُسُوح والرَّماد. لكنني أقُولُ لكُم: إنَّ صُور وصيدون سيرأف بهُم في يوم الدِّين أكثر منكم. وأنتِ يا كفرناحُوم هل ترتفعين إلى السَّماء! فستهبطين إلى الجحيم. لأنَّهُ لو صُنِعَت في سَدُوم هذه القُوَّاتُ التي حدثت فيكِ لبقيَت إلى اليوم. لكنني أقُولُ لكُم: إنَّ أرضَ سَدُوم سيرأف بها في يوم الدِّين أكثر منكِ ".وفي ذلك الوقت أجاب يسوعُ وقال: " أعترف لك أيُّها الآبُ ربُّ السَّماءِ والأرض، لأنَّك أخفيتَ هذه عن الحُكماء والفُهماء وأعلنتَها للأطفال. نعم أيُّها الآبُ، لأن هذه هيَ المَسرَّةُ التي صَارت أمامك. كُلُّ شيءٍ أعطانيه الآب، وليس أحدٌ يَعرفُ الابن إلاَّ الآبُ، ولا أحدٌ يَعرفُ الآبَ إلاَّ الابنُ ومَن يريد الابنُ أن يُعلِنَ لهُ. تعالوا إليَّ يا جميع المُتعَبينَ والثَّقيلِي الأحمالِ، وأنا أُريحُكُم. اِحملُوا نيري عليكُم وتَعلَّمُوا مِنِّي، لأنِّي وديعٌ ومُتواضِعُ القلبِ، فتجدُوا راحةً لِنُفُوسكُم. لأنَّ نيري هيِّنٌ وحملي خفيفٌ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 16 : 17 ـ 27 )
واسألكم يا أخوتي أن تُلاحظُوا الذين يصنعُون الشِّقاق والشكوك، خلافاً لِلتَّعليم الذي تعلمتُمُوهُ، وأعرضُوا عنهُم. فإنَّ مثل هؤُلاء لا يخدمُون ربَّنا يسُوع المسيح بل بُطُونهُم. وبكلامهم الطَّيِّب وبالبركات يخدعون قُلُوب السُّلماء. أنَّ طاعتكُم قد ذاعت عند الجميع، أفرحُ بكُم، وأُريدُ أن تكُونُوا حُكماء في الخير وبُسطاء في الشَّرِّ. وإلهُ السَّلام يسحقُ الشَّيطان تحت أقدامكم سريعاً. نعمةُ ربِّنا يسُوع المسيح معكُم. يُسلِّمُ عليكُم تيموثاوسُ شريكي العامِلُ معي، ولُوقيوسَ وياسُونُ وسُوسيباترُسُ انسبائي. أنا ترتيُوسُ كاتبُ هذه الرِّسالة، أُسلَّمُ عليكُم في الرَّبِّ. يُسلِّمُ عليكُم غايُسُ مُضيِّفي ومُضيِّفُ الكنيسة كُلِّها. يُسلِّمُ عليكُم أرستُسُ خازنُ المدينة، وكوارتُسُ الأخُ. نعمةُ ربِّنا يسُوع المسيح مع جميعكم آمين.والقادر أن يُثبِّتكُم، بحسب إنجيلي وبشارة يسوع المسيح، حسب إعلان السِّرِّ الذي كان مكتُوماً في الأزمنة الأزليَّة، والآن ظهر من قبل الكُتُبِ النَّبويَّة بحسب أمر اللَّه الأزليِّ قد ظهر، لأجل طاعة الإيمان في جميع الأمم، اللَّه الحكيم الواحد وحدهُ المسيح، هذا الذي لهُ المجدُ إلي أبد الآبدين آمين.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 3 : 1 ـ 12 )
لا تكونوا مُعلِّمينَ كثيرينَ يا إخوتي، عالمينَ أنَّكُم تأخذونَ دينونةً أعظم! فإنَّ جميعُنا نزل كثيراً. إن كان أحدٌ لا يعثُر في الكلام فذاكَ رجلٌ كاملٌ، قادرٌ أن يُلجِمَ الجسدِ كله. إذا وضعنا اللُّجُمَ في أفواه الخيل تُطاوعَنا، فنُديرَ جسمَها كُلَّه. هوذا السُّفُنُ وهيَ عظيمةٌ بهذا المقدار، تسوقُها رياحٌ عاصفةٌ، تُديرُها دَفَّةٌ صَغِيرة إلى حيثُما شاءَ قَصدُ المُدير. كذلك اللِّسانُ أيضاً فإنَّهُ عضوٌ صغير ويتكلَّم بعظائم. هوذا نارٌ قليلةٌ، تُحْرِقُ وقُوداً كثيرة ؟ فاللِّسانُ هو نارٌ! وزينة الإثم. هكذا جُعِلَ اللِّسانُ في أعضائِنا، وهو يُدنِّسُ الجسد كُلَّهُ، ويحرق دَائِرَةَ ميلادنا ( الكون )، ويُضرَمُ مِن جَهنَّمَ. لأنَّ كلَّ طبيعة الوحوش والطُّيور والزَّحَّافاتِ وما في البحار يُذلَّلُ، وقد تَذلَّلَ للطبيعةِ البشريَّةِ. وأمَّا اللِّسان، فلا يستطيعُ أحدٌ مِن النَّاسِ أن يُقمعه. هو شرٌّ لا يُضبط، مملوءٌ سماً مُميتاً. به نُبارِك اللَّه الآبَ، وبهِ نلعَنُ النَّاسَ الذينَ صنعهم اللَّه على مثاله. مِن الفم الواحدِ تخرجُ البركةُ واللعنةُ! فلا ينبغي يا إخوتي أن يكونَ الأمرُ هكذا! ألعلَّ يَنبوعاً يفيض العذبَ والمُرَّ ( الملح ) من ذات العين الواحدة ؟ أم هل يمكن يا إخوتي أن تثمر شجرة تين زيتوناً، أو الكرمةٌ تيناً؟ وكذلكَ المالح لا يمكن أن يصير عذباً.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 12 : 12 ـ 23 )
وإنه رأى أن يأتي إلى بيت مريم أُمِّ يوحنَّا الملقب مرقس، حيث كان كثيرون مجتمعين يصلون. فلمَّا قرع ( بطرس ) باب الدار جاءت جاريةٌ اسمها رودا لتُجيبه. فلمَّا عرفت صوت بطرس لم تفتح الباب من فرحها، بل ركضت إلى داخـل وأخبرت أن بطرس واقــفٌ أمام البـاب. أما هم فقالوا لها: " أنكِ تهذين ". أمَّا هيَ فلبثت تؤكِّد أن هكذا هو. فقالوا لها: " أنه ملاكه هو ". وأمَّا بطرس فلبث يقرع. فلمَّا فتحوا ورأوه دهشوا. فأشار إليهم بيديه قائلاً: أن يسكتوا، وحدَّثهم كيف أخرجه الربُّ من السِّجن. وقال: " أخبروا يعقوب والإخوة بهذا ". ثم خرج ومضى إلى موضع آخر.فلمَّا صار النَّهار كان اضطرابٌ ليس بقليلٍ بين الجند: تُرى ماذا جرى لبطرس؟ ولما طلبه هيرودس ولم يجده عاقب الحرَّاس، وأمر أن يُقتَلُوا. ولما انحدر ( هيرودس ) من اليهوديَّة إلى قيصريَّة وأقام هناك. وكان حاد الغضب على الصُّوريِّين والصَّيداويِّين فحضروا إليه بنفسٍ واحدةٍ واستعطفوا بَلاستُس النَّاظِر على خزانة الملك، وكانوا يطلبون صلحاً لأن كورتهم كانت تعال مِن مملكته. ففي يوم ( معيَّن ) محدد لَبِس هيرودس الحُلَّة الملكيَّة، وجلس على المنبر وكان يخاطبهم. فصاح الشَّعب: هذا صوت إلهٍ لا صوت إنسان. ففي الحال ضربه ملاك الربِّ لأنه لم يُعطِ المجد للَّه، فأكله الـَدَوَّدَ ومات.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم التاسع عشر من شهر أمشير المبارك
تذكار نقل أعضاء القديس مرتينيانوس الراهب
فى هذا اليوم نعيد بتذكار نقل أعضاء القديس مرتينيانوس الراهب المجاهد من أثينا إلى أنطاكية. وذلك أنه بعد أن إجتذب إمرأة زانية إلى التوبة فالرهبانية ، تركها فى أحد الأديرة ومضى إلى الجزيرة ، وطاف بلادا كثيرة ، وأخيرا جاء إلى مدينة أثينا فأقام بها أياما قلائل إلى أن إعتل جسده وتنيح بسلام. وقد إهتم بنقل جسده القديس ديمتريوس بطريرك أنطاكية فى عهد الملك فاليريانوس الوثنى ، إذ أرسل كهنة إلى مدينة أنطاكية بإكرام وتبجيل عظيمين ، ثم وضعه فى صندوق ، ورسم أن يعيد له كل سنة فى مثل هذا اليوم . صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما ابديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 48 : 10 ،11 )
يمينك مملؤة عدلاً. فليفرح جبل صهيون ولتتهلل بنات اليهودية لأجل أحكامك يارب. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا متى البشير ( 19: 16 ـ 30 )
وإذا بواحد جاء إليه وقال له: " أيُّها المُعلِّم الصَّالِح، أيَّ صلاحٍ أعمل لأرث الحياة الأبديَّة؟ " أمَّا هو فقال له: " لماذا تسألني عن الصلاح؟ إنَّما الصَّالح واحد وهو اللَّه. ولكن إن كُنتَ تريد أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا ". فقال له: " وما هيَ؟ " فقال له يسوع: " لا تقتل. لا تزنِ. لا تسرقْ.لا تشهد زوراً. أكرِم أباك وأُمَّك، وأحِبَّ قريبك كنفسِكَ ". فقال له الشَّابُّ: " هذه كُلُّها حَفِظتُها منذ حداثتي. فماذا يُعوزُني بعدُ؟ " فأجابه يسوع: " إن أرَدْتَ أن تكون كاملاً فاذهب وبع ما لك وأعطه للمساكين، لتقتني لك كنزاً في السَّماءِ وتعال اتبعني ". فلمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الكلام مضى حزيناً، لأنَّهُ كان ذا مالٍ كثيرٍ. فقال يسوع لتلاميذه: " الحقَّ أقول لكم: إنَّهُ يَعسُرُ أن يَدخُلَ غَنيُّ إلى ملكوت السَّمَوات. أقول لَكُم أيضاً: إنه سهل دخول جَملٍ مِنْ ثَقْبِ إبرةٍ مِنْ أنْ يَدخُلَ غنيٌّ إلى ملكوت اللَّهِ ". فلمَّا سَمِعَ التَّلاميذ تعجبوا جداً قائلين: " مَنْ يستطيع إذاً أنْ يَخلُص؟ " فنظر يسوع وقال لهم: " هذا عِندَ الناس غيرُ مُستطاعٍ، وأمَّا عِندَ اللَّه فكل شيءٍ مُستطاعٌ ".حينئذ أجاب بطرس وقال: " هوذا نحنُ قَدْ تركنا كُلَّ شيءٍ وتَبِعناكَ. فماذا عسى أنْ يكون لنا؟ " فقال لهم يسوع: " الحقَّ أقول لكم: إنَّكُمْ أنتم الذين تَبعتموني، في التَّجدِيدِ، متى جَلسَ ابن الإنسان علي عرش مَجدِهِ، تجلسون أنتم أيضاً على اثني عَشرَ كُرسيّاً وتدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر. وكُلُّ مَنْ ترك أخاً أو أختاً أو أباً أو أُمّاً أو امرأةً أو ابناً أو بنتاً أو حقلاً أو بيتاً، فسيأخذ مئة ضعفٍ ويرث الحياة الأبديَّة. لأنَّ كثيرين أوَّلين يكونون آخِرِينَ، وآخِرِينَ يكونون أوَّلينَ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #214
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-27-2015, 05:48 AM
Parent: #213

أحبائى الكرام ..

هذا اختبار القس أحمد ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=Wgnt4fulhYgwww.youtube.com/watch?v=Wgnt4fulhYg

الرب يبارك حياتكم ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #215
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-27-2015, 04:05 PM
Parent: #214

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 13 مارس 2011

الجدية والتدقيق


إن الفارق الجوهري بين أكثر الناجحين في حياتهم وغيرهم من الفاشلين, هو عنصر الجدية في حياة أولئك الناجحين, بحيث شملت الجدية كل مناحي الحياة عندهم. نري ذلك في حياة أصحاب المشروعات, أو كبار رجال الأعمال.

أو حتى طلبة الجامعة والمدارس الثانوية, حيث أن الطالب الجاد الذي يهتم بالدراسة والمراجعة وتثبيت المعلومات اهتمامًا جادًا, هو الذي يتفوق في حياته ويصير ممتازًا.

إن الجدية في الحياة دليل علي الرجولة وقوة الشخصية. فالإنسان الجاد في روحياته, هو إنسان يحترم نفسه, ويحترم مبادئه, ويحترم الكلمة التي تخرج من فمه, ويحترم الطريق الروحي الذي يسلكه فلذلك هو يتميز بالثبات وعدم الزعزعة, إنه كسفينة ضخمة تشق طريقها في بحر الحياة بقوة متجهة نحو هدفها, وليس كقارب تعصف به الأمواج في أي اتجاه.

الجدية في الحياة الروحية لا تقبل الإهمال والتراخي والتردد, والرجوع أحيانًا إلى الوراء, ولا تقبل التأرجح بين الفرقتين محبة العالم, و محبة الله, والإنسان الروحي الجاد لا يتساهل في حقوق الله مطلقا, انه يأخذ حق الله من نفسه أولًا قبل أن يأخذه من غيره. وهو يسلك في وصية الله بكل حزم وبكل دقة وبكل عمق، وإذا نذر نذرًا, لا يعاوِد التفكير فيه أو المساومة. ولا يؤجل الوفاء بنذره, ولا يحاول استبداله بغيره ولا يماطل ولا يرجع في كلمته انه بكل جدية وبكل سرعة ودقة ينفذ النذر واضعا أمامه تلك العبارة: خير لك ألا تنذر من أن تنذر ولا تفي، ونص الآية هو: "أَنْ لاَ تَنْذُرُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَنْذُرَ وَلاَ تَفِيَ." (سفر الجامعة 5: 5).

والإنسان الروحي يكون أيضًا جادًا في توبته, ولا يؤجل التوبة, وان ترك خطيئة, يتركها بجدية, فلا يعود إليها مرة أخرى, ويكون جادًا في مقاومة الخطايا بكل ضبط للنفس, وما أجمل قول احد القديسين: لا أتذكر أن الشياطين قد أطغوني في خطية واحدة مرتين.

والإنسان الجاد في توبته, لا يعذر نفسه في سقطاته, ولا يقدم تبريرات لخطاياه, ولا يضعف أمام الظروف الخارجية وضغطاتها, شأنه في ذلك شأن يوسف الصديق العفيف الذي كانت تضغط عليه الظروف الخارجية, وتحاول إخضاعه للخطية, ولكنه لم يتساهل مطلقا مع إغراء السقوط, ولا بحجة انه كان عبدا وتحت سلطان غيره, وبإمكان سيدته أن تؤذيه.

والإنسان الجاد, بكل جدية وقوة يستخدم أية موهبة منحه الله إياها لتسير في طريق الخير ولعل في مقدمة هذه المواهب: الوقت. فالإنسان الجاد يعتبر أن الوقت هو جزء من حياته أن فقد شيئًا منه, يكون قد فقد جزءًا من حياته لذلك فهو يستخدم وقته كله من اجل خير المجتمع الذي يعيش فيه, ومن اجل خيره هو شخصيا, وهكذا لا يضيع أي جزء من وقته بغير فائدة.

إن الجدية ترتبط أيضًا بحياة التدقيق ولكي نفهم التدقيق في عمقه نفترض الآتي: لنفرض أن ملاكًا أعلن الإنسان أن حياته علي الأرض ستنتهي بعد أسبوع فلا شك أن هذا الإنسان سيسلك في خلال ذلك الأسبوع بكل تدقيق, استعدادًا لأبديته, وعلي هذا القياس نود أن نتحدث عن حياة التدقيق.

وهكذا فالإنسان الروحي الجاد يدقق في كل علاقاته مع الله, ومع الناس, ومع نفسه ويكون مدققا في كل تصرف, وفي كل كلمة يلفظها, وفي كل أفكاره, ونياته. ويكون مدققا من جهة حواسه ومشاعره واتجاهاته, من جهة مواعيده ووقته والنظام الذي يسير عليه.

والإنسان المدقق, لا يكون مدققا فقط وهو مع الناس. وإنما حتى حينما يكون في حجرته الخاصة يسلك بتدقيق أن التدقيق في التصرف قد يكون سهلًا نوعًا ما في حضرة الناس, لأننا بطبيعتنا لا نحب أن ينتقدنا الغير, ونخشى أن ننكشف أمام الناس وتظهر أمامهم عيوبنا, ولذلك فالمقياس الحقيقي للتدقيق هو عندما نكون بمفردنا, وان يكون التدقيق بدافع داخلي تتمثل فيه مبادئنا وقيمنا.

الإنسان المدقق كما هو حريص علي وقته, هو أيضًا يكون مدققًا من جهة وقت غيره, فلا يشغل وقت غيره بغير ضابط, وبخاصة لو كان هذا الغير يخجل من أن يصده لذلك فهو لا يضيع وقت الآخرين في التوافه, أو في أحاديث تأخذ وقتا لا تستحقه.

الإنسان الروحي ينبغي أيضًا أن يكون مدققا في كلامه: يزن كل كلمة قبل أن يقولها سواء من جهة معني الكلمة أو قصدها أو مناسبتها للمجال أو للسامعين، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ومعروف أن السرعة في الكلام أو إبداء الرأي أو السرعة في الحكم علي الآخرين, أوفى الاستسلام للغضب, كل ذلك يعرض الإنسان للخطأ فلا يكون مدققا أو موفقا في كلامه. وكما يدقق الإنسان في كلامه, ينبغي أن يدقق في مزاحه وضحكه فلا يتحول ذلك إلى نوع من التهكم علي الغير أو الاستهزاء به, كما ينبغي أيضًا أن يكون مدققًا في نقده وفي عتابه وفي توبيخه, فلا يجرح شعور غيره حينما ينصح, ولا يوبخ فيحطم.

والإنسان المدقق تظهر دقته في أداء أية مسئولية تعهد إليه و طبعًا ستقوده هذه الدقة إلى النجاح والي إتقان عمله, والي احترام الناس له وثقتهم به.

علي أن البعض قد يدقق فيما يسميه الخطايا الكبيرة أما ما يسميها بالخطايا الصغيرة, فهو يستهين بها ولا يوبخه ضميره عليها. كذلك علي الشخص الروحي أن يدقق في كل حركاته, في دخوله وفي خروجه, في صوته وفي مشيته, أن كل خطوة عنده له حسابها, فلا تجرفه التيارات السائدة, ولا يجاري الأخطاء الشائعة, كما ينبغي أن يكون حكيمًا في تدقيقه لا ينجرف بالتدقيق إلى الوسوسة حيث يكبر البعض قيمة الخطأ, أو يظن خطأ حيث لا يوجد خطأ.
+++

Post: #216
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-27-2015, 04:26 PM
Parent: #215

أحبائى الطيبين ..
كل جمعة وانتو طيبين ..

كما عودناكم دائماً .. فى هذا اليوم ..

وبعد قليل ..
يكون لقاؤنا مع أبينا الورع المبارك ..
مكارى يونان ..
من قناة الكرمة " مباشر " ..
ومن خلال هذا الرابط ..
http://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #217
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-27-2015, 05:40 PM
Parent: #216

أحبائى ..

الآن ...

الآن ...

مع أبينا الورع المبارك ..
مكارى يونان ..
من قناة الكرمة " مباشر " ..
ومن خلال هذا الرابط ..
/http://http://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-nawww.alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #218
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-27-2015, 11:02 PM
Parent: #217

أحبائى الكرام ..
هذا هو ..
اختبارالأخت الحبيبة مريم السعودية ..

من خلال قناة الحياة ..
واستضافة .. أبينا الورع ..
زكريا بطرس ..

http://motnsreen.blogspot.com/2014/10/blog-post_21.htmlhttp://motnsreen.blogspot.com/2014/10/blog-post_21.html

الرب يبارك حياتكم
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #219
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: عبدالعزيز عثمان
Date: 02-27-2015, 11:45 PM
Parent: #218

الاخ سوداني المحب...
احبك يااخي فاانت جدير بالمحبة..
اجدك دوما تنفح بالشذي،تضوع عطرا
ويمس قولك القلوب..
نحن نؤمن بالمسيح ونبجله ونهفو له..
هكذا علمنا ديننا..
ان نحن وانتم احبة متحابين...
يفرحني سعيك الدؤوب لاشعال قبس النور في الافئدة
فطريق الرب قائم علي الصدق والاخلاص
وما المسيح ونبينا محمد الا ابناء ام..
وانا وانت اخوة كل ينشد الخلاص
بطريق نبيه
والمقصد واحد..
لك كل محبة ياداعية المحبة..

Post: #220
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 02-28-2015, 05:18 PM
Parent: #219

الأخ الحبيب والعزيز عبد العزيز ..

مداخلتكم وكلماتكم هذه قد أثلجت قلوبنا ..
Quote:
الاخ سوداني المحب...
احبك يااخي فاانت جدير بالمحبة..
اجدك دوما تنفح بالشذي،تضوع عطرا
ويمس قولك القلوب..
نحن نؤمن بالمسيح ونبجله ونهفو له..
هكذا علمنا ديننا..
ان نحن وانتم احبة متحابين...
يفرحني سعيك الدؤوب لاشعال قبس النور في الافئدة
فطريق الرب قائم علي الصدق والاخلاص
وما المسيح ونبينا محمد الا ابناء ام..
وانا وانت اخوة كل ينشد الخلاص
بطريق نبيه
والمقصد واحد..
لك كل محبة ياداعية المحبة..


يا سلام يا أخى .. ما أجمل المحبة .. وما أجمل السلام ..
تعرف يا أخى عبد العزيز .. عندما كنا فى السودان ..
كان كل من المسيحى والمسلم يعيشان كأخوين .. ولم نشعر قط
بأى تفرقة .. أما هذه الأيام .. لا أدرى ماذا جرى للسودان ..
بل ماذا يجرى فى العالم أجمع ..
أصبح الدين مصدراً للشتات والتفرقة .. بل أصبح القتال
والذبح هو ديدن المتدينين المتعصبين ..
لا أدرى .. هل يسر الله بأن يقوم انسان بذبح أخيه الإنسان ... !!

ولكن يكفينا فخراً أن يجد العالم إنسانا مثلكم .. يا أخى عبد العزيز ..
حتى ولو اختلفنا فى طريقة العبادة .. إلا أننا نلتقى فى الإنسانية ..
بعيداً عن التعصبات التى تفرق ولا تجمع ..

مرة أخرى أخى عبد العزيز ليتكم تتواصلون معنا لنشر مبدأ السلام
والمحبة ..
والرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #221
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-02-2015, 11:35 PM
Parent: #220

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الاثنين من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير)
2 مارس 2015
23 أمشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من أمثال سليمان الحكيم ( 1 : 20 ـ 33 )
الحكمةُ تنادي في الطرق، وفي الشَّوارع تُعطي صوتَها، وعلى رُؤُوس الأسواقِ تصيح وفي مداخل أبواب الأقوياء ثابتة، وعلى أبواب المدن تقول بقلب قوي كل حين إلى متى أيُّها الجُهَّالُ تُحبُّونَ الطفولة ولا تخجلون وتبتغون المضرة والحمقى يُبغضُونَ الفهم. ارجعُوا عند توبيخي، فإنِّي أصنع قدامكم كلمة رُوحي، وأُعلمكُمُ كلامي. لأنِّي دعوتُ فلم تسمعوا ومددتُ يدي فلم تلتفتوا بل لم تثبتوا في عمل مشُورتي وتوبيخي لم تتأملوه فأنا أيضاً أضحكُ عند بليَّتكم، وأشمت عند مجيء اضطرابكم بغتة وصرعكم كعاصفة وإذا حل بكم الضيق والاضمحلال والهلاك، حينئذٍ يدعُونني فلا أجيب، يُبكِّر الأشرار إليَّ فلا يجدُونني. بما أنَّهُم مقتوا الحكمة ولم يؤثروا مخافَةَ الرَّبِّ، ولم يريدوا أن يرجوا مشُورتي، مقتوا كلامي، فلذلكَ يأكُلُون ثمرة طريقهم ومن نفاقهم يشبعُون. وحيث أنهم ظلموا الأطفال وقتلوهم فإني أوقع بالمنافقين هلاكاً. والسامع لي يسكُنُ في دعة مطمئناً ويستريحُ مِن كل مخاوف الشَّرِّ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 8 : 13 ـ 9 : 1 ـ 7 )
أما الرب فقدِّسوه وليكن هو خوفكُمُ. وإذا توكلتم عليه يكون لكم قدساً ولا تدخلوا أمامه لئلا يكون حجر صدمةٍ وصخرة عثرةٍ لبيت يعقوب وفخاً وشركاً لساكني أُورشليم. من أجل ذلك لا قوة لهم ويسقُطُون وينسحقون ويحتبلون ويؤخذون. ( أرسم الشِّهادة أختم الشَّريعة بتلاميذي ). إنِّي أرجو اللَّـه الحاجب وجهه عن بيتِ يعقُوب وأتوكل عليه. حينئذ أنا والأولادُ الذين أعطانيهمُ اللَّـه نكون آياتٍ وعجائب في بيت إسرائيل من لدن رب الجنود السَّاكن في جبل صهيون. إذا قالُوا لكُمُ اسألوا أصحاب التَّوابع والعرَّافين المُشقشقين والهامسين. ألا يسألُ شعبٌ إلههُ، أيَسألُ الأموات عن الأحياء. لأن الناموس يعطي معونة حتى لا يقولوا مثل هذا. فإذا جاءكم شر قاسي وكنتم تجوعون متألمين ويدرككم شر الرؤساء والقبائل تنظر إلي السماء من فوق. وتتطلع إلي الأرض من أسفل حينئذٍ شدَّةٌ وضيق وقتام ظلام ومضياقة لا مثيل لها حتى لا تبصروا. ولكن لا يكُونُ ظلامٌ للتي عليها ضيقٌ، كما أهان الزَّمانُ الأوَّلُ أرض زبُولُون وأرض نفتالي وطريق البحر وبقية السكان في الساحل عبر الأُردُنِّ جليل الأُمم. الشَّعبُ السَّالكُ في الظُّلمة أبصر نُوراً عظيماً، والساكن في الكورة وظلال الموتِ أضاء نُورٌ حوله. بقية شعبكم الذي أحضرته بفرح يفرحون أمامك كالفرح في الحصاد، كابتهاج الذين يقسمون الغنيمة. لأنَّ نير مشقتها وعصا مبغضيها وقضيب مسخِّريها قد كسرتها كما في أيام مديان. لأنَّ كُلَّ حلةٍ جمعـوها بغـشٍ وكل ثوب يتطهر من الغش يريدون حرقها بالنـار.لأنَّهُ يُولدُ لنا ولدٌ ونُعطى ابناً وتكُونُ الرِّياسة على منكبيه ويُدعى اسمُهُ ملاك المشورة العظيم وأنا أجلب السَّلام لرئاسته والخلاص. لنُمُوِّ رياستهِ ولا يكون لسلامه نهايةَ على كُرسيِّ دَاوُدَ وعلى مملكتهِ ليُثبِّتها ويعضُدها بالحقِّ والبرِّ مِنَ الآن وإلى الأبد، غيرةُ ربِّ الجُنُود تصنعُ هذا.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 1 ، 2 )
طوباهم الذين تركت لهم آثامهم والذين سترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لم يحسب له الرب خطيئة. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 19 : 11 ـ 28 )
وفيما هم يَسمَعونَ هذه أضاف فقالَ مَثَلاً، لأنَّهُ كانَ قريباً مِن أُورُشَليمَ، وكانوا يَظُنُّونَ أنَّ ملكوتَ اللَّهِ عتيدٌ أنْ يَظهَرَ للوقت.فقالَ: " كان رجل شريفُ الجنسِ قد ذهبَ إلى كورةٍ بعيدةٍ ليأخُذَ لنفسهِ مُلكاً ويعود. فدَعا عشرةَ عبيدٍ لهُ وأعطاهُمْ عشرةَ أَمْنَاءٍ، وقال لهُم: تاجِروا بهذه حتَّى آتِيَ. وكان أهلُ مدينتهِ يُبغِضونَهُ، فأرسَلوا وراءَهُ سَفارَةً قائليـنَ: لا نُريـدُ أنَّ يَمـلِكُ علينا هذا. فحدث لمَّـا عاد أَخـذاً المُـلْكَ، أنْ أمر بأن يُدعَى إليهِ أولئك العبيدُ الذينَ أعطاهُمُ الفضَّةَ، لِيعلَمَ بِمَا ربح كُلُّ واحدٍ منهم. فجاءَ الأوَّلُ وقال: يا سيِّد، مَنَاكَ صار عشرةَ أَمْنَاءٍ. فقال لهُ: نِعِمَّا أيُّها العبدُ الصَّالحُ، لأنكَ كُنتَ أميناً في القليلِ، فليكُنْ لكَ سُلطانٌ على عشرِة مُدنٍ. وجاءَ الثاني قائلاً: يا سيِّد، مَنَاكَ قد صار خمسةَ أَمْنَاءٍ. فقالَ لهذا الآخر أيضاً: وكُنْ أنتَ على خمسِ مُدنٍ. وجاء الآخر قائلاً: يا سَيِّدُ، هُوذا مَنَاكَ الذي كان عندي موضُوعاً في مِنديلٍ، لأنِّي خفتُ مِنكَ، لأنك رجل قاس، تأخُذُ ما لم تضعه تحصُدُ ما لم تزرعه. فقال لهُ: مِن فَمِكَ أدينُكَ أيُّها العَبدُ الشِّرِّيرُ. إذ عرفتَ إنني رجل قاس، آخُذُ مَا لم أضعه، وأحصد ما لم أزرعه، فلماذا لم تَضع فِضَّتي على مائدة الصَّيارفة، حتى إذا جئتُ أتقاضاها مع ربحها؟ ثُمَّ قال للحاضرينَ: خُذُوا آلمنا من هذا وأعطُوه للذي عندهُ العَشرةُ الأمناءُ. فقالوا لهُ: يَا سَيِّدُ، عِندَهُ عشرةُ أمناءٍ! أقُولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَن لهُ يُعطى ويزداد، ومَن ليسَ لهُ فالذي عِندهُ يُؤخَذُ مِنهُ. لكن أعدائي، أُولئِكَ الذين لم يُريدُوا أن أملِكَ عَليهِم، إيتوني بهم ههنا واذبَحُوهُم أمامي ". ولمَّا قالَ هذا تَقدَّم صاعداً إلى أُورشليم.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 5 : 9 ـ 6 : 1 ـ 5 )
كتبتُ إليكُم في الرِّسالة ألا تُخالطُوا الزُّناة. وإنني لست أعني زُناة هذا العالم، أو الظلمة، أو الخَاطِفين، أو عابدي الأصنام، وإلا فيلزمُكُم أنْ تخرُجُوا مِنَ هذا العالم! فالآن كتبتُ إليكُم: ألا تخالطوهم إن كان أحدٌ مسمى أخاً زانياً أو ظالماً أو عَابِد وثن أو شتَّاماً أو سكِّيراً أو خاطفاً، فمثل هذا لا تأكلوا معه. لأنه ماذا يعنيني أن أدينَ الذين في الخارج؟ ألستُم أنتُم تدينون الذين في الداخل؟ أمَّا الذين في الخارج فإنَّ اللَّـه يَدينُهُم. " فاعزلُوا الخبيث مِن بينكُم ". أيتجاسرُ أحدٌ مِنكُم إذا كانت لهُ دعوى على أخر أن يُحاكمه لدى الظَّالِمينَ، وليسَ عِندَ القدِّيسينَ؟ أما تعلمُونَ أنَّ القدِّيسين سيدينُونَ العالم؟ فإن كانَ العالمُ يُدانُ بكُم، أفأنتُم غيرُ مُستأهلين لِلمحاكم الصُّغرَى؟ أما تَعلمُون إنَّنا سندينُ ملائكةً؟ فبالأحرى أُمُور هذه الحياةِ، فإنْ كانَ لكُم مَحَاكِمُ في أُمُور هذه الحياةِ فأجلِسُوا المُحتقرينَ في الكنيسةِ قُضاةً! إنما أقولُ هذا لِتخجيلكُم. أهكذَا ليس فيكُم حكيمٌ، ولا واحدٌ يستطيع أن يقضي بين إخوتهِ؟.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة معلمنا بطرس الرسول الأولى
( 1 : 3 ـ 12 )
مُباركٌ الرب الإله أبو ربِّنا يسوع المسيح، الذى بحسب رحمته الكثيرة وَلَدَنَا ثانيةً لرجاء حيٍّ، بقيامة يسوع المسيح من الأموات، لميراثٍ لا يَبلى ولا يتدنَّس ولا يضمحلُّ، محفوظٌ في السَّمَوات لكم، أنتم الذين بقوة اللَّـه محروسون، بالإيمان للخلاص المُعدّ أن يُستعلَن في الزمان الأخير. الذي به تبتهجون الآن قليلاً، إن كان يجب أن تحزنوا يسيراً بتجارب متنوِّعة، لكي تكون تزكية إيمانكم وهي أثمن من الذَّهب الفاني، مع كونه مختبراً بالنَّار، فتوجَدُون أهلاً للمديح والمجدٍ والكرامةٍ عند استعلان يسوع المسيح، الذي وإن لم تروه تحبُّونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا يُنطق به ومجيد، نائلين غاية إيمانكم خلاص نفوسكم. الخلاصَ الذي طلبه وفحصه الأنبياء، الذينَ تنبأوا من أجل النِّعمَةِ البالغة إليكم، وباحثين عن الوقت الذي تكلم فيهم روحُ المسيح. الذي سَبقَ فشَهِدَ بآلام المسيح والأمجاد الآتيـة بعدها. الذينَ أُعلِـنَ لهُـم أنَّهُم لم يعملوا لأنفسـهم، بل لكم كانـوا يخدمون هذه التي أُخبرتم بها الآن بواسطة الذين بَشَّروكُم في الرُّوح القُدُس المُرسَل مِنَ السَّماءِ. التي تَشتَهي الملائكة أن يطَّلِعوا عليها.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 17 : 10 ـ 14 )
ولِلوقت ودع الإخوةُ بُولُس وسيلاَ ليلاً إلى بِيريَّة. فلمَّا أقبلا إلى هناك دخلا إلى مجمع اليهُود. وكان هؤلاء أشرفَ مِن الذين في تسالُونيكي، فقبلُوا الكلمة بكُلِّ نشاط القلب فاحصين الكُتُبَ كُلَّ يومٍ: هل هذه الأُمُورُ صارت هكذا؟ فآمنَ كثيرُونَ مِنهُم، وقوم من كرام النِّساء اليُونانيَّات، ومِنَ الرِّجَال عَددٌ ليسَ بقليلٍ. فلمَّا عَلِمَ اليهُودُ الذين في تسالُونيكي أنَّ بُولُسُ يُنادي بِكلمة اللَّـهِ في بيريَّة أيضاً، وافوا إلى هناك وهيجوا الجموع وأقلقوهم. فللوقت ودع الإخوةُ حينئذٍ بُولُسَ لكي ينطلق نحو البحر، وأمَّا سِيلا وتيمُوثاوُسُ فبقيا هُناكَ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثالث والعشرون من شهر أمشير المبارك
شهادة القديس أوسابيوس إبن القديس واسيليدس الوزير
فى هذا اليوم إستشهد القديس أوسابيوس، إبن القديس واسيليدس الوزير. وكان هذا القديس أحد الجنود فى الحرب ضد الفرس، ولما إرتد دقلديانوس أخبره أبوه واسيليدس بما كان من أمر دقلديانوس، فأعلم أوسايوس أقاربه القديسين أبادير ويسطس وأقلاديوس وثيؤدوروس بهذا، فتحالفوا جميعا على أن يسفكوا دماءهم على إسم السيد المسيح. ولما إنتهى القتال وعادوا إلى أنطاكية حاملين علم الغلبة والظفر، خرج الملك للقائهم. وبعد ذلك عرض عليهم عبادة الأوثان مثله فرفضوا جميعا، ثم تقدم أوسابيوس وجرد سيفه وهم بقتل دقلديانوس ومن معه، فهرب من أمامه وإختفى لولا وجود وزيره واسيليدس لكان القديسون أهلكوا كل كبار الدولة، فأشار رومانوس أحد الوزراء على الملك بنفي القديس أوسابيوس إلى أرض مصر ليقتل هناك، فتم ذلك وأرسلوه إلى موريانوس والى قفط، الذى عذبه كثيرا بالهنبازين وتقطيع الأعضاء والضرب الشديد وكان الرب يرسل إليه ملاكه فيقويه فى جميع شدائده ويعزيه ويشفى جراحاته. ثم أراه فى رؤيا مساكن القديسين والمواضع التى أعدت له ولأبيه ولأخيه ففرحت نفسه جدا. وبعد ذلك أمر الوالى بحرقه فى أتون خارج مدينة أهناس، فنزل ملاك الرب وأطفأ اللهيب، وأخرج القديس سالما. وأخيرا أمر الوالى بقطع رأسه، حيث نال إكليل الشهادة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 5 ، 6 )
أعترف لك بخطيئتي ولم أكتم إثمي. قلت أعترف للرب بإثمي، وأنت صفحت لي عن نفاقات قلبي. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 33 ـ 36 )
ليس أحدٌ يُوقدُ سراجاً ويَضَعُهُ في مكان خِفيٍ، ولا تَحتَ مكيالٍ، بل على المَنارةِ، ليَنظُر الدَّاخلونَ النَّور. سراجُ جسدُكَ هو عينُكَ، فإذا كانت عينُكَ بسيطةً فجسدُكَ كلُّهُ يكونُ منيِّراً، وإذا كانت شرِّيرةً فجسدُكَ كلُّهُ يكونُ مُظلِماً. فانظُر لئلاَّ يكونَ النُّور الذي فيكَ ظلمة. فإن كان جسدُكَ كلُّهُ نوراً وليس فيهِ جزءٌ مُظلِمٌ فيكونُ جميعه منيراً، كما يُضيءُ لكَ المصباح بلمعانهِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #222
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-03-2015, 10:55 AM
Parent: #221

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الثلاثاء من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير)
3 مارس 2015
24 أمشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من أمثال سليمان الحكيم ( 2 : 1 ـ 15 )
يا ابني إن قبلتَ كلام وصاياي وخبأتها عندكَ لتسمع أُذُنك الحكمةِ وتُعطي قلبك للفهم وتعطيه تعليماً لابنك، إن طلبتَ الفطنة وأطلقت صوتك إلى الفهم أن التمست المعرفة، إن طلبتها كالفضَّة وبحثتَ عنها كالكُنُوز، فحينئذٍ تفطنُ لمخافة الرَّبِّ وتدرك معرفةَ اللَّـهِ. لأنَّ الرَّبَّ يُعطي الحكمة، ومِن قِبل وجهه المعرفةُ والفهم. يَدخرُ للمستقيمين معرفة. ويعضد سبلهم ليحفظوا مناهج العدل، ويحفظ طريق خائفيه. حينئذٍ تفطنُ للعدل والحقّ والإنصاف والاستقامة، وكُلَّ طريق صالحٍ. إذا دخلتِ الحكمةُ قلبكَ ولذَّت المعرفةُ نفسك فالعقلُ الصالح والمشورة الحسنة يحفظانك والفكر الطاهر ينجيك لكي ينقذك من طريق السوء ومِن الإنسان المُتكلِّم بالأكاذيبِ. ومِن التَّاركين سُبُل الاستقامةِ ليسيروا في طرق الظُّلمة ويفرحون بفعل الشر ويبتهجون بخدائع السوء الذين طُرُقُهُم مُعوجَّةٌ ومسالكهم ملتوية.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 10 : 12 ـ 20 )
ويكُونُ إذا أكمل الرَّبّ جميع عمله في جبل صهيونَ وأُورشليم أن أجاب الرَّبّ على متشامخ القلب أشور ومجده وترفع عينيه الطامحتين. لأنَّهُ قال إني بقوة يدي عملت وبحكمَتي، لأنِّي فهيمٌ، فنقلتُ تُخُوم الشعوب ونهبتُ ذخائرهُم وزلزلت المدن العامرة وجميع سكانها. وقد أصابتها يدي كعُشٍّ وكمن يجمع البيض المهمَل ولم يكن من يطاردني ولا من يقاومني. هل تفتخرُ الفأسُ على من يقطع بها أو يتكبَّرُ المِنشارُ على من يردده، أو يتعظم القضيب على رافعهُ، كأنَّ العصا ترفعُ مَنْ ليس بخشب. فلذلك يُرسلُ رب الجُنُود ذلاً لكرامته ( وعلى سِمانهِ هُزالاً ) ويضرم على مجده ناراً متقدة. ويكون نُورُ إسرائيل ناراً ويطهره بلهيب نار ويأكُلُ حَسكهُ كالهشيم في ذلك اليوم لتصبح الجبال والتلال والوعر ويُفني النَّفس والجسد جميعاً، حتى يصير كأنه لم يكن. وما تبقى منها ( شجر الوعر ) يكون قليلاً حتى أن صبياً يحصيه. في ذلك اليوم لا يعود إسرائيل والناجون من آل يعقُوب أن يتوكَّلُوا على من يظلمهم وإنما يعتمدون على اللَّه قُدُّوس إسرائيل بالحقِّ. والباقون من يعقُوب يتوكلون على اللَّهِ القدير.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 10 )
كثيرةٌ هي ضربات الخطاة، والذي يتكل على الرَّبِّ الرَّحمة تحيط بهِ. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 54 ـ 59 )
ثُمَّ قال للجُمُوع أيضاً: " إذا رأيتُمُ سحابة تطلعُ مِنَ المَغارب فلِلوقت تَقُولُونَ: إنَّ المطر آت فيكُونُ كذلك. وإذا هبت ريح الجنُوب تَقُولُونَ: سيكُونُ حرٌّ فيكُونُ. أيها المُراءُون! تعرفُون أن تُميِّزُوا وجهَ الأرض والسَّماء، وهذا الزَّمانُ كيف لا تعرفون أن تُميِّزُوهُ؟ ولماذا لا تحكُمُونَ بالحقِّ مِن تلقاء أنفُسكُم؟ ما دمت ماضياً مع خصمكَ إلى الرئيس، فأعطهِ في الطَّريق ما تتخلَّص به مِنهُ، لئلاَّ يَجُرَّكَ إلى الحاكم، فيُسلِّمكَ الحاكم إلى الشرطي، والشرطي يُلقيكَ في السِّجن. أقولُ لكَ: إنك لا تخرجُ مِن هُناك حتَّى تُوفي الفلسَ الأخير".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية
( 4 : 1 ـ 8 )
فماذا نقُولُ إذاً إنَّ إبراهيم وجدَ أوّل الآباء بحسب الجسد؟ لأنَّهُ لو كان إبراهيمُ قد تبرَّرَ بالأعمال لكان لهُ فخرٌ، ولكن ليس عند اللَّهِ. لأنَّهُ ماذا يقُولُ الكِتابُ؟ " آمنَ إبراهيمُ باللَّهِ فحُسبَ لهُ برًّا ". فالذي يَعملُ لا تُحسبُ لهُ أجرته على سبيل نعمةٍ، بل على سبيل دينٍ. وأمَّا الذي لا يَعملُ، لكن يُؤمنُ بمن يُبرِّرُ المنافق، فإن إيمانُهُ يُحسَبُ لهُ بِرًّا. كما يَقُولُ دَاوُدُ أيضاً في تطويبِ الإنسان الذي يَحسِبُ لهُ اللَّهُ برًّا بدُون أعمالٍ: " طُوبى للذين غُفرتْ لهم آثامُهُم وسُترت خطاياهُم. طُوبى للرَّجُل الذي لم يَحسِبُ عليهُ الرَّبُّ خطيئةً ".
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة معلمنا يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 1 ـ 11 )
يا أولادي، أكتُبُ إليكُم بهذا لكي لا تُخطِئُوا. وإنْ أخطأ أحدٌ فلنَا شَفِيعٌ عِندَ الآب، يسُوعُ المسيحُ البارُّ. وهو كفَّارَةٌ عن خطايانا. وليس من أجل خطايَانَا فقط، بل عن خطايا العالم كُلَّه أيضاً.
وبهذه نعرفُ أنَّنا قد عَرَفناهُ: إنْ حَفِظنَا وصاياهُ. فمَن قال: " إني قد عرفتُهُ " ولم يحفظ وصاياهُ، فهو كاذبٌ وليس الحقُّ فيهِ. وأمَّا مَن يحفظ كلمتهُ، فبالحقيقة في هذا قد تكمَّلت محبَّةُ اللَّـهِ. بهذا نعرفُ أنَّنا فيهِ: ومَن قال: إنَّهُ ثابتٌ فيه فسبيله كما سلك ذاك أن يسلُكُ هو هكذا. يا أحبائي، لستُ أكتُبُ إليكُم وصيَّة جديدةً، لكن وصيَّة قديمةً التي كانت لكم منذ البدء. والوصيَّةُ القديمةُ هي الكلمةُ التي قد سمعتُمُوها. وأيضاً أكتُبُ إليكُم وصيَّةً جديدةً، التي الحق كائن فيها وفيكم: لأنَّ الظُّلمة قد مضت، والنُّور الحقيقيَّ الآن يُضيءُ. فمَن يقول: إنِّي في النُّور ويُبغضُ أخاهُ، فهو في الظُّلمةِ حتى الآن. مَن يُحبُّ أخاهُ فهو ثابت في النُّور وليس فيهِ شك. وأمَّا مَن يُبغضُ أخاهُ فهو في الظُّلمةِ، وفي الظُّلمةِ يَسلُكُ، ولا يدري أين يذهب، لأنَّ الظُّلمةَ قد أعمت عَينيهِ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 27 : 9 ـ 12 )
فلمَّا مضى زمانٌ طويلٌ، وكان السَّفرُ خطراً والسفينة قد تاهت، والصَّومُ أيضاً كان قد مضى، جعلَ بُولُسُ يُعزّيهم ( وينصحهم ). قائلاً لهُم: " أيُّها الرِّجالُ، إني أرى أنَّ هذا السفر عتيدٌ أن يكون بضررٍ وخسارةٍ كثيرةٍ، ليس للشَّحن والمركب فقط، بل لأنفُسنا أيضاً في هذا السفر". أما قائدُ المئةِ فكان يذعن للمدبر ورئيس النوتية أكثر مِمَّا كان يقوله بُولُس. وإذ كان الميناء لا يصلح للمشتَي، فيه ارتأى أكثرهِم أن يُقلِعُوا مِن هُناك، لعلهم يستطيعوا أن يبلغوا إلى فينكسَ لِيشتُوا فيها. وهي ميناء في كريتَ تَنظُرُ من جهة الجنُوبِ الغربي ومن الجهة الأخرى إلى الشَّمال الغربي وهي قرية.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الرابع والعشرون من شهر أمشير المبارك
1- نياحة القديس أغابيطوس الأسقف
2- شهادة القديس تيموثاؤس والقديس متياس
1- فى هذا اليوم تنيح القديس أغابيطوس الأسقف وقد ولد فى زمان الملكين الوثنيين دقلديانوس ومكسيميانوس، فربياه تربية مسيحية وقدماه شماسا، ثم مضى إلى أحد الأديرة، وخدم الشيوخ الذين فيه، وتعلم منهم العبادة والنسك، وتعود المواظبة على الصوم والصلاة، وكان غذاؤه بعد الصوم قليلا من الترمس. وإزداد فى نسكه، وتقدم فى كل فضيلة وأجرى الله على يديه آيات كثيرة: منها أنه شفى صبية أضناها المرض وعجز الأطباء عن علاجها. وصلى مرة فأهلك الله وحشاً كان يفتك بالناس. وبصلاته منح الله الشفاء لكثيرين من المرضى. فشاع خبر نسكه وفضله وقوة صلاته. وسمع بذلك ليكينوس الوالى فإستحضره كرها وعينه جنديا، فلم يمنعه هذا من مداومة النسك والعبادة، بل إزداد فى الفضيلة.وبعد قليل أهلك الله دقلديانوس وملك بعده الملك المحب للإله قسطنطين الكبير، وكان القديس يتمنى لو يطلق سراحه ويرجع إلى ديره، وقد أجاب الله أمنيته، إذ أنه كان لقسطنطين الملك غلام عزيز لديه جدا لما عليه من الخصال الحميدة، و قد أصابه روح نجس، كان يعذبه كثيرا. فأشار عليه بعض أصدقائه أن يلجأ إلى أغابيطوس ليصلى لأجله فيشفى. فإستغرب أن يكون بين الجنود من له هذه الموهبة، وأرسل الملك فى الحال فإستدعاه وصلى على الغلام ورشم علامة الصليب المقدس فشفاه الله. ففرح الملك بذلك وأراد مكافأته، فلم يقبل إلا إطلاقه من الجندية، ليعود إلى مكان مسكنه، فأجابه إلى طلبه، وعاد القديس إلى حيث كان أولا وقصد الوحدة وبقى فى موضع منفرد، وبعد زمن رسم قسا.وبعد نياحة أسقف بلده، طلبوا هذا القديس من رئيس الدير فسمح لهم به، فرسم أسقفا ورعى رعية المسيح أحسن رعاية. ومنح نعمة النبوة وعمل المعجزات، فكان يبكت الخطاة على ما يعملونه سرا، ويوبخ الكهنة على تركهم تعليم الشعب ووعظه. وقد تضمنت سيرته عمل مائة معجزة. ثم تنيح بشيخوخة صالحة. صلاته تكون معنا . آمين.

2- وفى هذا اليوم أيضا تذكار شهادة القديس تيموثاؤس بغزة، والقديس متياس بمدينة قوص. صلاتهما تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 2 ، 3 )
طوبى للرَّجل الذي لم يحسب لهُ الرَّب خطيئة، ولا في فمهِ غش. أنا سكتُّ فبليت عظامي. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 31 ـ 39 )
فقال يسوعُ لليهُود الذين آمنُوا بهِ: " إن أنتُم ثَبتُّم في كلامي فبالحقيقةِ أنتم تلاميذي، وتعرفُون الحقَّ، والحقُّ يُحرِّركُم ". أجابُوهُ قائلين: " إنَّنا ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ، ولم نُستعبد لأحدٍ قطُّ! فكيفَ تقُولُ أنتَ: إنَّكُم تصيرُون أحراراً؟ " أجابهُم يسوع:" الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَن يَعملُ الخطيئة فهو عبدٌ للخطيئة. والعبدُ لا يثبت في البيتِ إلى الأبدِ، أمَّا الابنُ فيثبت إلى الأبدِ. فإن حرَّركُم الابنُ صرتم بالحقيقةِ أحراراً. أنا أعلم أنَّكُم ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ. ولكنَّكُم تطلُبُونني لِتقتلوني لأنَّ كلامي ليس ثابتاً فيكُم. ما رأيته عند أبي فهذا أتكلَّمُ به، وما سمعتموه أنتم أيضاً من أبيكُم تصنعونه ". أجابُوه وقالوا لهُ: " أبُونا هو إبراهيمُ ". قال لهُم يسوع: " لو كُنتُم أولادَ إبراهيمَ، لكُنتُم تعملُونَ أعمالَ إبراهيمَ! ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #223
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-03-2015, 07:12 PM
Parent: #222

أحبائى الكرام ..

هذا برنامج سؤال جرئ : كمال سليم ..

http://www.islameyat.com/post_details.php?cat=24andid=886andscat=40http://www.islameyat.com/post_details.php?cat=24andid=886andscat=40

الرب يبارك حياتكم ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #224
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-04-2015, 03:01 AM
Parent: #223

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 27 مارس 2011

الخوف: أنواعه وأسبابه

في هذا الوقت, الذي لا يشعر فيه كثيرون بالأمن والأمان, انتشر الخوف وسط كثيرين إذ لا توجد شرطة تحرس, وقد لا يوجد من يضبط المعتدي إذا اعتدي. وكما يخاف الأطفال من العفاريت -مع أنه لا يوجد عفاريت- يخاف الناس حاليا من البلطجية ويوجد بلطجية, ويوجد خارجون علي القانون وهم مسلحون.

† لذلك رأيت أن أكلمكم في مقال اليوم عن الخوف, وتاريخه, ومصادره وأسبابه, وأيضا عن أنواعه, وعن علاجه, وأمثلة من الشجعان غير الخائفين.

عندما خلق الله أبانا آدم كان يعيش مع الوحوش ولا يخاف وكانت علاقته مع الله فيها المهابة ولكنها خالية من الخوف غير أنه بعد الخطيئة ابتدأ يخاف ثم دخل الخوف إلي البشرية جمعاء وتعددت أسباب الخوف وتعددت نتائجه وصار احدي الحروب الروحية التي بها يحارب الشيطان الإنسان هل أصبح الخوف أحد الأمراض النفسية, ودخل في طبيعة الإنسان وأصبح هناك درجات من الخوف: منها الخشية, والفزع, والهلع, والرعب. بل قد يحدث أحيانا أن يموت الإنسان من شدة الخوف, ويمكن أيضا أن يفقد عقله أو أن تنهار أعصابه, ويرتعش جسمه خوفًا.

† علي أن هناك نوعًا مقدسًا من الخوف ونقصد به مخافة الله جل جلاله وفي هذا قيل: "رأس الحكمة مخافة الله" (سفر المزامير 111: 10؛ سفر الأمثال 1: 7؛ 4: 7؛ سفر يشوع بن سيراخ 1: 16). ومخافة الله تدعو إلي مهابته وطاعته وحفظ وصاياه وتقود إلي محبته إلي حياة التوبة وحياة الخشوع, ولكن الخوف المقدس ليس هو موضوع مقالتنا اليوم هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت، وقد تحدثنا عنه في مقالات أخرى بالموقع.

في مقدمة أنواع الخوف: الخوف الطبيعي وقد قال أحد علماء النفس إن الإنسان يخاف من ثلاثة أسباب: الظلام والمجهول والحركة المفاجئة, وواضح أن هذه الأسباب الثلاثة تتركز في سبب واحد هو المجهول, فالظلام يطوي خلفه مجهولا والحركة المفاجئة لها سبب مجهول. علي أن هناك أشخاصا لهم جسارة قلب, لا يخافون من الظلام, ولا من الحركة المفاجئة.

† والخوف من الموت هو أيضا خوف من المجهول, فالموت شيء مجهول, لم يجربه الخائف وكذلك ما وراء الموت هو شيء مجهول أيضًا.

ومن المعروف أنه يخاف من الموت الشخص غير التائب وغير المستعد له ويخاف من يحب ملاذ ومتع العالم الحاضر والإنسان الروحي يستعد للموت بالتوبة والسلوك في طاعة الله ومحبته وحينئذ يختفي الخوف منه, ويمنحه الله اطمئنانا, ولكن الشيطان قد يستغل خوف الموت, فيلقي بضحيته في اتجاه نفسي. إذا يجعل الإنسان يهرب من سيرة الموت وأخباره وينهمك في ملاذ الحياة ولا يسمع عن هذا الموضوع المتعب.

وللأسف نجد مرضى في حالة خطيرة وعلي حافة الموت بينما أقاربهم يبعدون عنهم هذا الاسم المخيف وكذلك أطباؤهم بأكاذيب وطمأنة خادعة, ويشغلونهم في أحاديث وسمر ولهو وتسلية.. إلي أن يدهمهم الموت فجأة بدون استعداد, علي أن محبة الأبدية وسعادة الحياة الأخرى تنجي القلب من خوف الموت وتعطيه روح الاستعداد وتبعده عن شهوات العالم ولذلك حسنا قال القديس أوغسطينوس: "جلست علي قمة العالم, حينما أحسست في نفسي ألا أخاف شيئا ولا اشتهي شيئًا".

† هناك نوع سائد وهو الخوف من الناس فكثيرون يخافون ويخشون آذاهم, يخشون من قوة في الناس قد تبطش بهم أو تضيع مستقبلهم أو تخدش سمعتهم, أو أنهم يخشون اعتداء الناس عليهم لذلك يعملون للناس ألف حساب.

ويستغل الشيطان خوفهم من الناس لكي يلقيهم في الملق والرياء والنفاق ولا مانع من اجل إرضاء الناس أن يقولوا عن المر حلوًا, وعن الحلو مرًا, وان يعادوا من يعاديه هؤلاء ويصادقوا من يصادقونه!! وتضيع المبادئ والقيم في طريق الخوف, بل قد يضيع الإيمان نفسه!!

وفي الخوف وفي صغر النفس لا يذكر الشخص إلا تلك العبارات: أرضِهم مادمت في أرضهم, ودارهم مادمت في دارهم, وحيهم مادمت في حيهم!

إن الخوف يجرف مثل هذا الشخص مع التيار فيقوده الخوف وليس الضمير. كذلك يخافون الذين يكونون في أيديهم مصادر فوائد يمكنهم أن يمنحوها أو يمنعوها فيخشي الشخص أن يفقد ما يشتهي فيسير مع التيار.

وقد يخاف البعض من رؤسائهم في العمل ومن في يدهم مصادر رزقهم.

وقد يخاف البعض ممن يستطيعون كشف أخطائهم فإما أن يعاملوهم بخوف في محاولة للإرضاء والإسكات وأما ان يقودهم الشيطان إلي التخلص منهم بجريمة كالسارق الذي يقتل من يراه وهو يسرق وكالزاني الذي يقتل من قد يفضح خطيته ولا يكون القاتل في هذه الحالة في مركز القوة إنما علي العكس في مركز الضعف والخوف.

والناس عموما يخافون من هم أقوي منهم, سواء من هم أقوي منهم عقلًا أو اقوي منهم بطشًا أو اقدر علي الانتقام أو علي تدبير المشاكل والخوف من الناس يزيدهم إيذاء والذي يخاف من غيره قد يخضع له بالأكثر.

† هناك نوع آخر من الخوف, هو الخوف من الشيطان والشيطان يفرحه أن تخافه, لأنك في الخوف منه قد تيأس من محاربته فلا تقاوم أو تستشعر الهزيمة كلما حاربك فلا تستبسل في مصارعته وعلي العكس الذي يؤمن بمعونة الله له, لا يخشي إطلاقا ولا من حروب الشياطين لذلك لا تعط الشيطان قدرا فوق قدره, ولا تخف منه فوق ما ينبغي, واعلم أن ما يلزمك في معاملته هو الحرص وليس الخوف.

† هناك نوع آخر من الخوف هو الخوف بلا سبب من أمثلته الخوف الطفولي أو نوع من الخوف المرضي فالطفل قد يخاف من لصوص أو أشباح في البيت, بينما لا يكون هناك لا أشباح ولا لصوص. والكبار أيضا قد يخافون من أسباب لا وجود لها أو يتصورون مخاوف وهمية لا حقيقة لها علي الإطلاق, إنما يخلقها خيالهم المريض. ومن أمثلة ذلك الذين يخافون من السحر أو العمل! والإيمان يمنع الخوف ويذكر الإنسان بالقوة الإلهية الحافظة له.

+++

Post: #225
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-04-2015, 01:47 PM
Parent: #224

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 3 إبريل 2011

احترام الكبار

تعودنا منذ الصغر أن نحترم الكبار‏,‏ سواء الكبار في محيط الأسرة‏,‏ أو الكبار في السن أو الرؤساء بصفة عامة‏,‏ أو أولي الأمر منا‏.‏ وصارت هذه إحدى القيم‏,‏ أو إحدى الثوابت التي هي إحدى عناصر الأدب.

† ولما كبرنا ودخلنا في مجال التعليم أصبح من القيم الثابتة احترام الأستاذ أو المعلم وكما قال أحمد شوقي ـ أمير الشعراء ـ في ذلك:

قف للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أعظم أو أجل من الذي *** يبني وينشئ أنفسا وعقولا

سبحانك اللهم خير معلم *** أنشأت بالعلم القرون الأولى

أخرجت هذا العقل من ظلماته *** وهديته النور المبين سبيلا

ولما وصلنا إلي الجامعة, صار أساتذتنا في موضع الاحترام و الإجلال منا وننظر إليهم كآباء وأناس في قمة العلم نحترم أشخاصهم ومعلوماتهم كأشخاص بذلوا جهدًا ووقتًا في البحث والتنقيب إلى أن وصلوا إلي هذا الوضع. أين هذا من وقت أصبح فيه الطلبة يطلبون فيه عزل العميد أو حتى رئيس الجامعة!! بل أنه في بعض المدارس, صار التلاميذ الصغار يقولون: لا نريد هذا الأستاذ أو ذاك!

وقد تعلَّمنا ونحن في الجيش احترام الكبار بشكل أعمق من جهة احترام وتوقير الرتبة الأعلى, والخضوع لها والوقوف أمامها في ثبات, لا يستطيع فيها صاحب الرتبة الأقل أن يحرك يديه وهو واقف يتكلم.. بل أكثر من هذا فانه في الرتبة الواحدة يحترم الشخص مَنْ ورد اسمه في الترقية قبلًا منه في نفس التاريخ.

وفي الريف كان احترام العمدة احترامًا واضحًا باعتباره الكبير في القرية, يلجأ إليه الناس أن كان عندهم شكوى ويقبلون حكمه باعتباره القاضي بينهم.

وللأسف نحن نجتاز فترة نعيش فيها في شبه مجتمع لا يعترف بكبير له, وكثيرًا ما يسخط علي الكبار ويصغر الكبار في عينيه ويطلب تغييرهم.

† أذكر أنني عندما كنت فتي منذ نحو 75 عاما, حينما انتقلنا من الريف إلى القاهرة حيث كانت أسرة زوجة أخي الكبير الذي رباني. أنني رأيت جد هذه الأسرة, وكان رجلًا مسنًا علي المعاش, أنني تقدمت إلى هذا الرجل الأشيب فسلمت عليه وقبلت يده -حسب أخلاق القرية- وهنا ضج الجميع بالضحك! فالتفت لأنظر هل قال أحدهم نكتة ضحكوا بسببها؟ وعرفت أن تصرفي في احترام ذلك الشيخ كان هو النكتة!!

† حقًا أن المدينة كانت أكثر من القرية حضارة وتمدنا ولكن القرية كانت أكثر عمقا في حفظ القيم وفي احترام الكبار, ولكن بمرور الوقت حينما تحضرت القرية وتمددت وحينما زحف إليها أهل المدينة وسكنوا فيها حينئذ تغيرت أخلاق القرية كثيرا عن ذي قبل..

† إن احترام الكبار يبدأ أولا في جو الأسرة باحترام الوالدين ثم بمن هو في مستواهما مثل العم والخال, وبعد ذلك يزحف هذا المبدأ إلى دور الحضانة حيث يحترم الطفل مربيته ويحبها وبالمثل في مستوي الـK.G وأيضا ما يسمي في أمريكا مثلًا Daycare.

† وبهذا الأسلوب القوي يكون الدخول في مرحلة الشباب حيث قد تعود علي احترام الكبار, ويعتبر ذلك أدبًا. وإذا بالشباب في عصر الكمبيوتر والنت والفيس بوك Facebook يحترم أباه حتى إن كان ذلك الأب يجهل كل هذا الرقي في المعرفة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وإذا بصاحب الدكتوراه يحترم أباه حتى لو لم يكن قد حصل علي مثل هذه الدرجة من التعليم وفي نفس الوقت يحترم مَنْ لهم خبرة في الحياة أكثر منه.

† هنا وأقدم مثالًا آخر من الكشافة والجوالة وما عندهم من قيم وما لهم من نظام, ثم أسأل عما تقدمه معسكرات للشباب عندنا من حيث برامجها ومن أخرجتهم من أصحاب القيم والمبادئ.

† وفي احترام الكبار أيضا أذكر احترام الأشخاص كبار الشخصية مثل الحكماء والعلماء وأصحاب المواهب ومن تقيم لهم الدولة حفلات تكريم, أو تمنحهم النياشين اعترافا بما وصلوا إليه من عظمة ومن فضل.

وأذكر في هذا المجال ما قاله أحد الشعراء:

إذا كنت في حاجةِ مُرسلًا *** فأرسل حكيما ولا توصهِ

وان باب أمر عليك التوى ** فشاور لبيبًا ولا تعصهِ

† إن احترام الكبار يشمل بعض الفضائل الاجتماعية ومنها: لا تكلم شخصًا أكبر منك, وأنت جالس وهو واقف, وان كنت في جلسة حوار, فلا تتول إدارة هذه الجلسة في وجود من هم أكبر منك, ولا تسبق الكل ولا تحتكر الحديث, بل أعط فرصة لغيرك ليتكلم, ولا تحاول أن تعارض كل رأي ولا ترفع صوتك علي من هو اكبر منك ولا تقاطعه في كلامه لكي تتكلم أنت ولا تسخر برأي يبديه لك أن تعارض ولكن مع حفظ آداب الحديث.

† إن عدم احترام الكبار يؤدي إلى أخطاء أخطر من هذه وأبشع فقد يتحول إلى عدم احترام النظام العام, وعدم احترام القيم والقانون, بل والاعتراض والثورة علي كل شيء, وربما الاعتراض علي أمور بدون دراستها.

نرجو من الله أن يقينا من كل هذا.
+++

Post: #226
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-04-2015, 11:34 PM
Parent: #225

احبائى الكرام ..

هذا اختبار جميل من بنت أخ الشيخ طنطاوى ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=C78DbEZEfqIandfeature=player_detailpagewww.youtube.com/watch?v=C78DbEZEfqIandfeature=player_detailpage

الرب يبارك حياتكم ..
اخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #227
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-05-2015, 07:00 AM
Parent: #226

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 10 إبريل 2011

العنف

العنف منفر ومنذ خلق الله الكائنات الحية‏,‏ لم يكن فيها عنف‏,‏ كان يعيش وسط الحيوانات‏,‏ ولم يكن يخاف أحدًا منها‏,‏ حتى ما سمي منها بالوحوش‏,‏ لم يكن متوحشا أيام أبينا آدم‏.‏

أول قصة في قدم الخليقة كانت حينما قام أخو هابيل عليه فقتله, وكان هابيل هو أول ضحية للعنف وقتذاك, أو هو أول ضحية للعنف علي مدي العصور, وفي قصة الطوفان والفلك, كانت كل الحيوانات معًا, لكي لا يفني احد منها حين الخروج من الفلك, فلا يحدث افتراس من متوحش لأليف, وإنما بدأ التوحش, حينما بدأت مهنة الصيد, حينما كان الناس يطاردون الحيوانات ليصيدوا هذه الحيوانات ويفتكوا بها, وكان رد الفعل من جهة الحيوانات هو التوحش, ومن هنا أتي اسم الحيوانات المتوحشة.

وبعد رسو الفلك, صرح الله للإنسان أن يأكل من اللحم, أي من لحم الحيوانات الطاهرة, وقال لهم: غير أن لحمًا بدمه لا تأكلوه.

وأصبح الله يطالب بدم كل إنسان يقتل بدم الإنسان أخيه, وكان أخوته هم كل أبناء نوح.. غير أن القتل تفرع كثيرًا بأنواعه, فصارت هناك أنواع من الحروب: الهجومية منها والدفاعية, وبعد الحرب العالمية, فصدرت قائمة بأسماء مجرمي الحرب, لأنهم رأوا أن البعض كانوا مجرمين في حق البشرية جمعاء لمسئوليتهم عن تلك الحروب التي تسببوا بها في قتل وتشويه وتشريد عدد كبير من الناس بدون مبرر ولا داع, وهناك قوانين عالمية لمنع أسلحة معينة قاتلة أو مشوهة أو مدمرة, وقوانين أخري لمنع الاعتداء علي المستشفيات وعلي المدنيين والمؤسسات الإنسانية والأطفال والنساء أثناء الحرب.

هناك أنواع أخرى من القتل يؤدي إليها الغضب المدمر, وهي القتل المعنوي, وان كانت لا تقتل الجسد المادي كله, إلا أنها تقتل الأعصاب ومنها عبارات التشهير وإضاعة سمعة الإنسان وقيمته الأدبية ومركزه الاجتماعي بين الناس, كل ذلك يمكن أن نسميه بالقتل الأدبي.

نقطة أخرى يمكن بها لأب قاس أن يلغي شخصية ابنه أو يحطمها بحيث ينشأ معدوم الشخصية لا يستطيع أن يتصرف في شيء, ومثله مثل أيضًا زوج مستبد مرءوسيه مع امرأته, أو رئيس مستبد في العمل مع مرؤوسيه, يحدث ذلك عن طريق سوء المعاملة أو تثبيط الهمة باستمرار, أو أشعار الإنسان في كل مجال انه عاجز وفاشل ولا يصلح لشيء, مع عدم إعطائه فرصة لإنماء شخصيته حتى يفشل ويخور, كل هذا قتل معنوي.

في غضب الإنسان قد يدخل مع آخر في اعتداء جسدي, أو الضرب والإيذاء والتعذيب والتشويه, وقد يتطور الاعتداء إلى أحداث عاهة مستديمة, بأن يفقده عضو من جسده, أو يشوه وجهه.. الخ.

إن تطورنا مع مثل هذا الغضب قد نصل حتى إلى مجرد جرح شعور إنسان.. وفي هذا أيضًا يمكن أن تدخل كل أمثلة قتل الأعصاب أو الإغاظة, أو يغلي المعتدي عليه داخل نفسه وتظل الأفكار تتعبه من الداخل, والحزن والألم والغيظ وكل ذلك يعكر دمه وربما يمرض.

هناك أنواع من الغضب الخاطئ تدخل في إرغام فتاة مثلا علي زواج لا تقبله, ويدخلها في شكوك نفسية متعبة كأن تهددها الأسرة بأنها في موقف رفضها إنما تدخل في مجال تعذيب أبيها أو أمها أو أن رفضها يؤدي إلى غضبهما أو إلى الشك في سمعتها بأنها تحب أنسانا آخر, وهناك عنف آخر يدخل في كثرة الشكوى من الصغار, والتهديد من الكبار، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. وكل ذلك ضد الوداعة والمحبة, حيث قيل عن السيد المسيح إنه: كان "لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ, قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ" (إنجيل متى 12: 19، 20).

هناك نوع آخر من العنف هو عنف التشامخ والسيطرة وقيل عنه في سفر إشعياء النبي: إن لرب الجنود يوما علي هؤلاء فيخفض تشامخ الإنسان, وتوضع رفعة الناس, ويسمو الرب وحده في ذلك اليوم. ونص الآيات هو: "فَإِنَّ لِرَبِّ الْجُنُودِ يَوْمًا عَلَى كُلِّ مُتَعَظِّمٍ وَعَال، وَعَلَى كُلِّ مُرْتَفِعٍ فَيُوضَعُ.. فَيُخْفَضُ تَشَامُخُ الإِنْسَانِ، وَتُوضَعُ رِفْعَةُ النَّاسِ، وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ" (سفر إشعياء 2: 12، 17).

وقد يغضب البعض لأنه يريد أن يتمم كل شيء حسب هواه, ويتضايق من الذين يقفون ضد إرادته أو لا يسلكون حسب رأيه وطبيعي أن الإنسان كثيرا ما يختلف في الفكر والاتجاه وفي الشعور والإرادة, ولا يمكن لهذا الإنسان أن يجد كل الناس يوافقونه, فإن أصر البعض علي اتجاه آخر لابد أن يصطدم بهم ويغضب, وقد يغضب الإنسان لأنه له رغبة لم تحقق: مثال ذلك الابن المدلل الذي يقدم رغبات يصر علي تحقيقها مهما كان الأمر, وقد يكون ذلك غير ممكن, أو ليس في صالحه, أو ليس مناسبا من جهة الوقت, ولكنه يغضب, وقد يثور لان رغبته لم تتحقق.

وقد تغضب الزوجة أيضًا بالمثل لرغبات تطلبها من زوجها ولم تتحقق, ولنفس السبب قد يغضب المرءوس من رئيسه في العمل ويثور عليه.

هناك سبب آخر للغضب هو حب التسلط, وهو تعب نفسي وروحي يقع فيه كثيرون ولابد أن يقود إلى الغضب, مادام هذا التسلط يريد أن يفرض إرادته علي غيره, بحق أو بغير حق, وهذا التسلط يتدخل في شئون الغير ويقيم نفسه وصيًا أو رقيبًا عليه, مما يؤدي إلى غضب هذا الغير, والي غضب المتسلط الذي يريد خضوع غيره له, ربما في كل مكان يحل فيه!

وان لم يأخذوا برأيه أو بأوامره يغضب, وقد يعاند ويتشاجر ويعلو صوته, أو يفرض رأيه بالعنف وبالعناد وبتصلب الرأي!!

هناك نوع آخر من الغضب يمكن أن يسمي بالغضب القِبَلي, أي انه إذا غضب عليك واحد منهم تجد كل من حوله ينضمون إليه كما قال الشاعر.

إذا غضبت عليك بنو تميم وجدت القوم كلهم غضابا

مثل هذا لا يغضب لسبب شخصي، إنما تضامنًا مع أفراد فرقته.
+++

Post: #228
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-05-2015, 01:36 PM
Parent: #227

الخميس, 5 مارس 2015 --- 26 أمشير 1731
«« اليوم السابق«« -الآن: الخميس, 5 مارس 2015- »» اليوم التالي»»
أختر اليوم الشهر سنة

قراءات الخميس من الأسبوع من الصوم الكبير

باكر
تكوين 18 : 17 - # تكوين 19 : 1 - 29 امثال 2 : 16 - # امثال 3 : 1 - 4 اشعياء 11 : 10 - # اشعياء 12 : 1 - 2

تكوين 18 : 17 - end

الفصل 18

17 فقال الرب : هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله
18 وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية ، ويتبارك به جميع أمم الأرض
19 لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب ، ليعملوا برا وعدلا ، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلم به
20 وقال الرب : إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر ، وخطيتهم قد عظمت جدا
21 أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إلي ، وإلا فأعلم
22 وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم ، وأما إبراهيم فكان لم يزل قائما أمام الرب
23 فتقدم إبراهيم وقال : أفتهلك البار مع الأثيم
24 عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة . أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه
25 حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر ، أن تميت البار مع الأثيم ، فيكون البار كالأثيم . حاشا لك أديان كل الأرض لا يصنع عدلا
26 فقال الرب : إن وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة ، فإني أصفح عن المكان كله من أجلهم
27 فأجاب إبراهيم وقال : إني قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد
28 ربما نقص الخمسون بارا خمسة . أتهلك كل المدينة بالخمسة ؟ فقال : لا أهلك إن وجدت هناك خمسة وأربعين
29 فعاد يكلمه أيضا وقال : عسى أن يوجد هناك أربعون . فقال : لا أفعل من أجل الأربعين
30 فقال : لايسخط المولى فأتكلم . عسى أن يوجد هناك ثلاثون . فقال : لا أفعل إن وجدت هناك ثلاثين
31 فقال : إني قد شرعت أكلم المولى . عسى أن يوجد هناك عشرون . فقال : لا أهلك من أجل العشرين
32 فقال : لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة فقط . عسى أن يوجد هناك عشرة . فقال : لا أهلك من أجل العشرة
33 وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم ، ورجع إبراهيم إلى مكانه

تكوين 19 : 1 - 29
الفصل 19

1 فجاء الملاكان إلى سدوم مساء ، وكان لوط جالسا في باب سدوم . فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما ، وسجد بوجهه إلى الأرض
2 وقال : يا سيدي ، ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما ، ثم تبكران وتذهبان في طريقكما . فقالا : لا ، بل في الساحة نبيت
3 فألح عليهما جدا ، فمالا إليه ودخلا بيته ، فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فأكلا
4 وقبلما اضطجعا أحاط بالبيت رجال المدينة ، رجال سدوم ، من الحدث إلى الشيخ ، كل الشعب من أقصاها
5 فنادوا لوطا وقالوا له : أين الرجلان اللذان دخلا إليك الليلة ؟ أخرجهما إلينا لنعرفهما
6 فخرج إليهم لوط إلى الباب وأغلق الباب وراءه
7 وقال : لا تفعلوا شرا يا إخوتي
8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا . أخرجهما إليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم . وأما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا ، لأنهما قد دخلا تحت ظل سقفي
9 فقالوا : ابعد إلى هناك . ثم قالوا : جاء هذا الإنسان ليتغرب ، وهو يحكم حكما . الآن نفعل بك شرا أكثر منهما . فألحوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب
10 فمد الرجلان أيديهما وأدخلا لوطا إليهما إلى البيت وأغلقا الباب
11 وأما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى ، من الصغير إلى الكبير ، فعجزوا عن أن يجدوا الباب
12 وقال الرجلان للوط : من لك أيضا ههنا ؟ أصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة ، أخرج من المكان
13 لأننا مهلكان هذا المكان ، إذ قد عظم صراخهم أمام الرب ، فأرسلنا الرب لنهلكه
14 فخرج لوط وكلم أصهاره الآخذين بناته وقال : قوموا اخرجوا من هذا المكان ، لأن الرب مهلك المدينة . فكان كمازح في أعين أصهاره
15 ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين : قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة
16 ولما توانى ، أمسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه ، لشفقة الرب عليه ، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة
17 وكان لما أخرجاهم إلى خارج أنه قال : اهرب لحياتك . لا تنظر إلى ورائك ، ولا تقف في كل الدائرة . اهرب إلى الجبل لئلا تهلك
18 فقال لهما لوط : لا يا سيد
19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك ، وعظمت لطفك الذي صنعت إلي باستبقاء نفسي ، وأنا لا أقدر أن أهرب إلى الجبل لعل الشر يدركني فأموت
20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب إليها وهي صغيرة . أهرب إلى هناك . أليست هي صغيرة ؟ فتحيا نفسي
21 فقال له : إني قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضا ، أن لا أقلب المدينة التي تكلمت عنها
22 أسرع اهرب إلى هناك لأني لا أستطيع أن أفعل شيئا حتى تجيء إلى هناك . لذلك دعي اسم المدينة صوغر
23 وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر
24 فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء
25 وقلب تلك المدن ، وكل الدائرة ، وجميع سكان المدن ، ونبات الأرض
26 ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح
27 وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب
28 وتطلع نحو سدوم وعمورة ، ونحو كل أرض الدائرة ، ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون
29 وحدث لما أخرب الله مدن الدائرة أن الله ذكر إبراهيم ، وأرسل لوطا من وسط الانقلاب . حين قلب المدن التي سكن فيها لوط

امثال 2 : 16 - end
الفصل 2

16 لإنقاذك من المرأة الأجنبية ، من الغريبة المتملقة بكلامها
17 التاركة أليف صباها ، والناسية عهد إلهها
18 لأن بيتها يسوخ إلى الموت ، وسبلها إلى الأخيلة
19 كل من دخل إليها لا يؤوب ، ولا يبلغون سبل الحياة
20 حتى تسلك في طريق الصالحين وتحفظ سبل الصديقين
21 لأن المستقيمين يسكنون الأرض ، والكاملين يبقون فيها
22 أما الأشرار فينقرضون من الأرض ، والغادرون يستأصلون منها

امثال 3 : 1 - 4
الفصل 3
1 يا ابني ، لا تنس شريعتي ، بل ليحفظ قلبك وصاياي
2 فإنها تزيدك طول أيام ، وسني حياة وسلامة
3 لا تدع الرحمة والحق يتركانك . تقلدهما على عنقك . اكتبهما على لوح قلبك
4 فتجد نعمة وفطنة صالحة في أعين الله والناس

اشعياء 11 : 10 - end
الفصل 11

10 ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب ، إياه تطلب الأمم ، ويكون محله مجدا
11 ويكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ثانية ليقتني بقية شعبه ، التي بقيت ، من أشور ، ومن مصر ، ومن فتروس ، ومن كوش ، ومن عيلام ، ومن شنعار ، ومن حماة ، ومن جزائر البحر
12 ويرفع راية للأمم ، ويجمع منفيي إسرائيل ، ويضم مشتتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض
13 فيزول حسد أفرايم ، وينقرض المضايقون من يهوذا . أفرايم لا يحسد يهوذا ، ويهوذا لا يضايق أفرايم
14 وينقضان على أكتاف الفلسطينيين غربا ، وينهبون بني المشرق معا . يكون على أدوم وموآب امتداد يدهما ، وبنو عمون في طاعتهما
15 ويبيد الرب لسان بحر مصر ، ويهز يده على النهر بقوة ريحه ، ويضربه إلى سبع سواق ، ويجيز فيها بالأحذية
16 وتكون سكة لبقية شعبه التي بقيت من أشور ، كما كان لإسرائيل يوم صعوده من أرض مصر

اشعياء 12 : 1 - 2
الفصل 12

1 وتقول في ذلك اليوم : أحمدك يارب ، لأنه إذ غضبت علي ارتد غضبك فتعزيني
2 هوذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب ، لأن ياه يهوه قوتي وترنيمتي وقد صار لي خلاصا

باكر
مزمو باكر
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.

مزامير 9 : 11 - 12

الفصل 9
11 رنموا للرب الساكن في صهيون ، أخبروا بين الشعوب بأفعاله
12 لأنه مطالب بالدماء . ذكرهم . لم ينس صراخ المساكين
مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين.

إنجيل باكر
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

لوقا 20 : 20 - 26
الفصل 20
20 فراقبوه وأرسلوا جواسيس يتراءون أنهم أبرار لكي يمسكوه بكلمة ، حتى يسلموه إلى حكم الوالي وسلطانه
21 فسألوه قائلين : يا معلم ، نعلم أنك بالاستقامة تتكلم وتعلم ، ولا تقبل الوجوه ، بل بالحق تعلم طريق الله
22 أيجوز لنا أن نعطي جزية لقيصر أم لا
23 فشعر بمكرهم وقال لهم : لماذا تجربونني
24 أروني دينارا . لمن الصورة والكتابة ؟ فأجابوا وقالوا : لقيصر
25 فقال لهم : أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله
26 فلم يقدروا أن يمسكوه بكلمة قدام الشعب ، وتعجبوا من جوابه وسكتوا
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.

قراءات القداس
البولس
بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى رومية .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

رومية 4 : 6 - 11
الفصل 4
6 كما يقول داود أيضا في تطويب الإنسان الذي يحسب له الله برا بدون أعمال
7 طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم
8 طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية
9 أفهذا التطويب هو على الختان فقط أم على الغرلة أيضا ؟ لأننا نقول : إنه حسب لإبراهيم الإيمان برا
10 فكيف حسب ؟ أوهو في الختان أم في الغرلة ؟ ليس في الختان ، بل في الغرلة
11 وأخذ علامة الختان ختما لبر الإيمان الذي كان في الغرلة ، ليكون أبا لجميع الذين يؤمنون وهم في الغرلة ، كي يحسب لهم أيضا البر
نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين.

الكاثوليكون
فصل من رسالة لمعلمنا يعقوب .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.

يعقوب 4 : 1 - 10
الفصل 4
1 من أين الحروب والخصومات بينكم ؟ أليست من هنا : من لذاتكم المحاربة في أعضائكم
2 تشتهون ولستم تمتلكون . تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا . تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون ، لأنكم لا تطلبون
3 تطلبون ولستم تأخذون ، لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم
4 أيها الزناة والزواني ، أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله ؟ فمن أراد أن يكون محبا للعالم ، فقد صار عدوا لله
5 أم تظنون أن الكتاب يقول باطلا : الروح الذي حل فينا يشتاق إلى الحسد
6 ولكنه يعطي نعمة أعظم . لذلك يقول : يقاوم الله المستكبرين ، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة
7 فاخضعوا لله . قاوموا إبليس فيهرب منكم
8 اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم . نقوا أيديكم أيها الخطاة ، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين
9 اكتئبوا ونوحوا وابكوا . ليتحول ضحككم إلى نوح ، وفرحكم إلى غم
10 اتضعوا قدام الرب فيرفعكم
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين.

الإبركسيس
فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.

اعمال 28 : 1 - 6
الفصل 28
1 ولما نجوا وجدوا أن الجزيرة تدعى مليطة
2 فقدم أهلها البرابرة لنا إحسانا غير المعتاد ، لأنهم أوقدوا نارا وقبلوا جميعنا من أجل المطر الذي أصابنا ومن أجل البرد
3 فجمع بولس كثيرا من القضبان ووضعها على النار ، فخرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يده
4 فلما رأى البرابرة الوحش معلقا بيده ، قال بعضهم لبعض : لا بد أن هذا الإنسان قاتل ، لم يدعه العدل يحيا ولو نجا من البحر
5 فنفض هو الوحش إلى النار ولم يتضرر بشيء ردي
6 وأما هم فكانوا ينتظرون أنه عتيد أن ينتفخ أو يسقط بغتة ميتا . فإذ انتظروا كثيرا ورأوا أنه لم يعرض له شيء مضر ، تغيروا وقالوا : هو إله
لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين.

السنكسار
اليوم 26 من الشهر المبارك أمشير, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.

26- اليوم السادس والعشرين - شهر أمشير
نياحة هوشع النبى

في مثل هذا اليوم تنيح القديس هوشع النبي أحد الاثني عشر نبيا من أنبياء بني إسرائيل . تنبأ هذا البار في ايام عزيا ويوثام واحاز وحزقيا ملوك يهوذا وفي ايام يربعام بن يواش ملك إسرائيل وذكر في نبوته أشياء غريبة وعجيبة وبكت بني إسرائيل علي سيئاتهم وزلاتهم وأنذرهم بالشرور التي تحل بهم عقابا لهم علي جرائمهم ووعدهم بزوال هذه المصائب عنهم إذا رجعوا إلى الرب ألههم وتنبأ عن آلام المخلص وقيامته وخلاص بني البشر . فقال " ضرب فيجبرنا يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب " وتنبأ عن أبطال سطوة الموت وكسر شوكة الجحيم بقوله " أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية " وتنيح في شيخوخة صالحة . صلاته تكون معنا امين.

استشهاد القديسون صادوق و المئة و الثمانية و العشرون رجلا في بلاد الفرس

في مثل هذا اليوم استشهد القديسون صادوق والمئة والثمانية والعشرون رجلا في بلاد الفرس . وذلك إن بهرام ملك الفرس أحضرهم أمامه وعرض عليهم إن يسجدوا للشمس فأجابه القديس صادوق بقوله إنني لا اسجد إلا لله خالق الشمس وكل الكون . فقال له الملك وهل لهذه الشمس اله ؟ فأجابه نعم هو السيد المسيح إلهنا . فأمر بقطع رأسه فصلي القديس وتقدم السياف فقطع رأسه فظهر عند ذلك نور عظيم رآه الحاضرون فصاحوا نحن جميعا مسيحيون فأمر الملك بضرب أعناقهم كلهم ونالوا إكليل الشهادة .

صلاتهم تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .

مزمور القداس
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 9 : 7 - 8

الفصل 9
7 أما الرب فإلى الدهر يجلس . ثبت للقضاء كرسيه
8 وهو يقضي للمسكونة بالعدل . يدين الشعوب بالاستقامة
مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين.

إنجيل القداس
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

يوحنا 12 : 44 - 50
الفصل 12
44 فنادى يسوع وقال : الذي يؤمن بي ، ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني
45 والذي يراني يرى الذي أرسلني
46 أنا قد جئت نورا إلى العالم ، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة
47 وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه ، لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم
48 من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه . الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير
49 لأني لم أتكلم من نفسي ، لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية : ماذا أقول وبماذا أتكلم
50 وأنا أعلم أن وصيته هي حياة أبدية . فما أتكلم أنا به ، فكما قال لي الآب هكذا أتكلم
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
+++

Post: #229
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-05-2015, 06:31 PM
Parent: #228

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 17 إبريل 2011

المحبة

المحبة هي قمة الفضائل كلها‏.‏ أو هي جماع الفضائل كلها‏,‏ وهي علي أنواع‏:‏ محبة الله‏,‏ ومحبة الخير‏,‏ ومحبة الغير‏.‏ المحبة كائنة في الله منذ الأزل‏:‏ أحبنا قبل أن نوجد‏,‏ ومن أجل ذلك أوجدنا‏.‏ كنا من قبل في عقله فكرة‏,‏ وفي قلبه مسيرة‏,‏ ثم لما أعد لنا كل شيء حينئذ خلقنا‏.‏

†‏ المحبة هي جوهر الدين‏,‏ والذي ليست فيه محبة لا يمكن أن يكون متدينا والمحبة هي خروج من الذات إلي الغير‏,‏ بحيث ينسي الإنسان ذاته‏، ويذكر غيره, هو إذن لا يعيش داخل ذاته( داخل الأنا) إنما يعيش داخل قلوب الناس. يحيا لآجل غيره ويري خير الناس قبل خيره هو وهكذا فمن يحب الخير, يحب الغير, وإذا كانت المحبة تملأ قلبه حينئذ تفيض من وجهه وتظهر في ملامحه وفي عينيه وفي كل تصرفاته وأعماله وتلد في حياته العديد من الفضائل.

† والمحبة شيء غير الشهوة تماما, فالحب يريد دائما أن يعطي أما الشهوة فتريد دائما أن تأخذ. الشهوة تكون دائما ممتزجة بالأنا, بالذات. أما الحب فيمتزج بإنكار الذات لأجل الغير والحب الحقيقي لابد أن يمتزج بالطهارة والنقاوة كما يمتزج أيضا بالحق.

† إن المحبة كانت هي الأصل في علاقات الإنسان الأول: كانت المحبة كاملة بين الإنسان والله قبل الخطيئة, وكانت المحبة بين آدم وحواء طاهرة نقية, بها البساطة والتعاون والثقة بل كانت المحبة كائنة بين آدم والحيوانات, لا هو يصيدها ولاهي تؤذيه, وفي ظل المحبة لم يكن يوجد الطبع الوحشي والافتراس في صفات بعض الحيوانات, بل كان الكل أليفا وكان أبونا آدم يحب الحيوانات ويسميها بأسماء.

ونفس الوضع كان في قصة أبينا نوح والفلك, ففي الفلك كان نوح يرعي جميع الحيوانات وهو الذي أدخلها إليه, وكان يهتم بها فيه ويقدم لها غذاءها.

إذا المحبة هي الأصل والبغضة دخيلة, بل المحبة إذا كانت في الله منذ الأزل لم يشأ أن يكون وحده بل من جوده وكرمه أوجد مخلوقات تحيا معه, فخلق الملائكة قبلنا وكانت المحبة تربط بينهم وكما قال أحد الآباء: لو وقف عشرة آلاف من الملائكة معا, لكان لهم جميعا رأي واحد, وكما كان الملائكة يحبون بعضهم بعضًا, هكذا كانوا يحبون الله أيضًا.

† والمحبة الحقيقية لها قوتها, وهي لا تسقط أبدا ولا تنهار وقد قال سليمان الحكيم: إذا أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارًا..

لهذا فكل فضيلة تؤسس علي المحبة, تكون راسخة. وكل علاقة تبني علي المحبة تبقي قوية ولا تتزعزع. ولهذا قال الرب: يا ابني أعطني قلبك, إذا الله يريد القلب, أي يريد الحب, وليس مجرد الشكليات والمظاهر الخارجية والعبادة الخالية من الحب قد رفضها الله, حينما قال عن اليهود: هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني بعيدا.. لذلك قال عن صلواتهم وهم خطاة: حينما تبسطون أيديكم, أستر وجهي عنكم, وإن أكثرتم الصلاة, لا أسمع أيديكم ملآنة دمًا! ونص الآية هو: "فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيَكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ، وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَمًا." (سفر إشعياء 1: 15).

† والمحبة الحقيقية ينبغي أن تكون محبة عملية فلا نحب بالكلام ولا باللسان, بل بالعمل والحق. ومحبتنا لله, يجب أن تثبتها عمليا بحفظ وصاياه والذي يقول إنه يحب الله, ومع ذلك هو لا يحفظ وصاياه بل يخطئ إليه.. هو إنسان يخدع نفسه بلا شك.

والمحبة لها صفات تميزها. ومحبتك لغيرك تلزمك أن تترفق به, وتتأني عليه أي تطيل بالك عليه, والمحبة الحقيقية لا تحسد ولا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تطلب ما لنفسها.. ولا تظن السوء وأيضا تحتمل كل شيء وتصبر علي كل شيء.. إنها منهج طويل شامل في حياة الفضيلة العملية.

† إذن ما علاقة المحبة بفعل الخير ومحبة الخير؟ واضح أن الذي في قلبه محبة لابد أن يفعل الخير, ولكن ليس كل من يفعل الخير تكون عنده محبة في قلبه. فهناك من يفعل الخير مجبرًا مضطرًا أو عن خوف! وهناك من يفعل الخير لكي ينال مدحًا من الناس أو مكافأة كذلك من يفعل الخير رياء لمجرد حب المظاهر! وهناك من يفعل الخير وهو متذمر في قلبه فظاهره شيء, وقلبه شيء عكس ذلك تمامًا!

أما الإنسان الفاضل فهو الذي يحب الخير حتى إن لم تساعده إمكاناته علي فعله, وإن فعل الخير لا يقصد من ورائه مكافأة بل يجد لذة في فعل الخير, والدافع الأساسي الذي يدفعه هو محبة الخير.

† أما إذا لم توجد المحبة في قلب إنسان فلاشك أن ذلك تنتج عنه رذائل كثيرة تتنوع من إنسان إلي آخر: فخلو القلب من المحبة يوجد البغضة والكراهية, وقد يتسبب عن ذلك الشماتة والفرح بالإثم, بينما يقول الحكيم: لا تفرح بسقطة عدوك ولا يبتهج قلبك إذا عثر، ونصّ الآية هو: "لاَ تَفْرَحْ بِسُقُوطِ عَدُوِّكَ، وَلاَ يَبْتَهِجْ قَلْبُكَ إِذَا عَثَرَ" (سفر الأمثال 24: 17), ومن نتائج نقص المحبة أيضا: الغضب الحاد والحقد، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقد يتطور الأمر إلي الشتيمة والضرب والقتل وأيضا التشهير بالغير وإشاعة المذمة.. ومن نقص المحبة أيضا يوجد الحسد, وتوجد الكبرياء والتعالي والقسوة..!

أما نقص محبتنا نحو الله فيظهر في أمور عديدة منها إهمال الصلاة وقراءة كتاب الله والتأمل فيه وعدم محبة بيت الله, وعدم الفرح بالسماء.

† إن الله في يوم الحساب سيفحص جميع فضائلنا ويكافئنا فقط علي ما فيها من حب لأن الفضيلة الخالية من الحب, ليست فضيلة علي الإطلاق.. إنها ليست محسوبة لنا, وأخشى أن تكون محسوبة علينا.

إذن المحبة تتدخل في كل وصية فكما يقول الكتاب: لتصر كل أموركم في محبة.

أما علاقة المحبة بكل فضيلة علي حدة فهي موضوع طويل لا تستطيع هذه الصفحة أن تتسع له, فاعذروني إن أرجأت هذا الموضوع لمناسبة أخري.
+++

Post: #230
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-06-2015, 00:09 AM
Parent: #229

احبائى ..

هذا هو اختبار الأخت الحبيبة .. داليا ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=HDV-OTOKCX8www.youtube.com/watch?v=HDV-OTOKCX8

شاهدوا هذه الحلقة من حلقات .. الأخ الحبيب رشيد ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #231
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-06-2015, 01:34 PM
Parent: #230

الجمعة, 6 مارس 2015 --- 27 أمشير 1731

«« اليوم السابق«« -الآن: الجمعة, 6 مارس 2015- »» اليوم التالي»»
أختر اليوم الشهر سنة

قراءات الجمعة من الأسبوع من الصوم الكبير

باكر
تثنية 9 : 7 - # تثنية 10 : 1 - 11 1 صموئيل 23 : 26 - # 1 صموئيل 24 : 1 - 22 اشعياء 13 : 2 - 13 ايوب 15 : 1 - 35 سفر يشوع بن سيراخ 2 : 1 - # سفر يشوع بن سيراخ 3 : 1 - 4
تثنية 9 : 7 - end
الفصل 9
7 اذكر . لا تنس كيف أسخطت الرب إلهك في البرية . من اليوم الذي خرجت فيه من أرض مصر حتى أتيتم إلى هذا المكان كنتم تقاومون الرب
8 حتى في حوريب أسخطتم الرب ، فغضب الرب عليكم ليبيدكم
9 حين صعدت إلى الجبل لكي آخذ لوحي الحجر ، لوحي العهد الذي قطعه الرب معكم ، أقمت في الجبل أربعين نهارا وأربعين ليلة لا آكل خبزا ولا أشرب ماء
10 وأعطاني الرب لوحي الحجر المكتوبين بأصبع الله ، وعليهما مثل جميع الكلمات التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع
11 وفي نهاية الأربعين نهارا والأربعين ليلة ، لما أعطاني الرب لوحي الحجر ، لوحي العهد
12 قال الرب لي : قم انزل عاجلا من هنا ، لأنه قد فسد شعبك الذي أخرجته من مصر . زاغوا سريعا عن الطريق التي أوصيتهم . صنعوا لأنفسهم تمثالا مسبوكا
13 وكلمني الرب قائلا : رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة
14 اتركني فأبيدهم وأمحو اسمهم من تحت السماء ، وأجعلك شعبا أعظم وأكثر منهم
15 فانصرفت ونزلت من الجبل ، والجبل يشتعل بالنار ، ولوحا العهد في يدي
16 فنظرت وإذا أنتم قد أخطأتم إلى الرب إلهكم ، وصنعتم لأنفسكم عجلا مسبوكا ، وزغتم سريعا عن الطريق التي أوصاكم بها الرب
17 فأخذت اللوحين وطرحتهما من يدي وكسرتهما أمام أعينكم
18 ثم سقطت أمام الرب كالأول أربعين نهارا وأربعين ليلة ، لا آكل خبزا ولا أشرب ماء ، من أجل كل خطاياكم التي أخطأتم بها بعملكم الشر أمام الرب لإغاظته
19 لأني فزعت من الغضب والغيظ الذي سخطه الرب عليكم ليبيدكم . فسمع لي الرب تلك المرة أيضا
20 وعلى هارون غضب الرب جدا ليبيده . فصليت أيضا من أجل هارون في ذلك الوقت
21 وأما خطيتكم ، العجل الذي صنعتموه ، فأخذته وأحرقته بالنار ، ورضضته وطحنته جيدا حتى نعم كالغبار . ثم طرحت غباره في النهر المنحدر من الجبل
22 وفي تبعيرة ومسة وقبروت هتأوة أسخطتم الرب
23 وحين أرسلكم الرب من قادش برنيع قائلا : اصعدوا امتلكوا الأرض التي أعطيتكم ، عصيتم قول الرب إلهكم ولم تصدقوه ولم تسمعوا لقوله
24 قد كنتم تعصون الرب منذ يوم عرفتكم
25 فسقطت أمام الرب الأربعين نهارا والأربعين ليلة التي سقطتها ، لأن الرب قال إنه يهلككم
26 وصليت للرب وقلت : يا سيد الرب ، لا تهلك شعبك وميراثك الذي فديته بعظمتك ، الذي أخرجته من مصر بيد شديدة
27 اذكر عبيدك إبراهيم وإسحاق ويعقوب . لا تلتفت إلى غلاظة هذا الشعب وإثمه وخطيته
28 لئلا تقول الأرض التي أخرجتنا منها : لأجل أن الرب لم يقدر أن يدخلهم الأرض التي كلمهم عنها ، ولأجل أنه أبغضهم ، أخرجهم لكي يميتهم في البرية
29 وهم شعبك وميراثك الذي أخرجته بقوتك العظيمة وبذراعك الرفيعة

تثنية 10 : 1 - 11
الفصل 10
1 في ذلك الوقت قال لي الرب : انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين ، واصعد إلي إلى الجبل ، واصنع لك تابوتا من خشب
2 فأكتب على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما ، وتضعهما في التابوت
3 فصنعت تابوتا من خشب السنط ، ونحت لوحين من حجر مثل الأولين ، وصعدت إلى الجبل واللوحان في يدي
4 فكتب على اللوحين مثل الكتابة الأولى ، الكلمات العشر التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع ، وأعطاني الرب إياها
5 ثم انصرفت ونزلت من الجبل ووضعت اللوحين في التابوت الذي صنعت ، فكانا هناك كما أمرني الرب
6 وبنو إسرائيل ارتحلوا من آبار بني يعقان إلى موسير . هناك مات هارون ، وهناك دفن . فكهن ألعازار ابنه عوضا عنه
7 من هناك ارتحلوا إلى الجدجود ومن الجدجود إلى يطبات ، أرض أنهار ماء
8 في ذلك الوقت أفرز الرب سبط لاوي ليحملوا تابوت عهد الرب ، ولكي يقفوا أمام الرب ليخدموه ويباركوا باسمه إلى هذا اليوم
9 لأجل ذلك لم يكن للاوي قسم ولا نصيب مع إخوته . الرب هو نصيبه كما كلمه الرب إلهك
10 وأنا مكثت في الجبل كالأيام الأولى ، أربعين نهارا وأربعين ليلة . وسمع الرب لي تلك المرة أيضا ، ولم يشإ الرب أن يهلكك
11 ثم قال لي الرب : قم اذهب للارتحال أمام الشعب ، فيدخلوا ويمتلكوا الأرض التي حلفت لآبائهم أن أعطيهم


1 صموئيل 23 : 26 - end
الفصل 23
26 فذهب شاول عن جانب الجبل من هنا ، وداود ورجاله عن جانب الجبل من هناك . وكان داود يفر في الذهاب من أمام شاول ، وكان شاول ورجاله يحاوطون داود ورجاله لكي يأخذوهم
27 فجاء رسول إلى شاول يقول : أسرع واذهب لأن الفلسطينيين قد اقتحموا الأرض
28 فرجع شاول عن اتباع داود ، وذهب للقاء الفلسطينيين . لذلك دعي ذلك الموضع صخرة الزلقات
29 وصعد داود من هناك وأقام في حصون عين جدي


1 صموئيل 24 : 1 - 22
الفصل 24
1 ولما رجع شاول من وراء الفلسطينيين أخبروه قائلين : هوذا داود في برية عين جدي
2 فأخذ شاول ثلاثة آلاف رجل منتخبين من جميع إسرائيل وذهب يطلب داود ورجاله على صخور الوعول
3 وجاء إلى صير الغنم التي في الطريق . وكان هناك كهف فدخل شاول لكي يغطي رجليه ، وداود ورجاله كانوا جلوسا في مغابن الكهف
4 فقال رجال داود له : هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب : هأنذا أدفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك . فقام داود وقطع طرف جبة شاول سرا
5 وكان بعد ذلك أن قلب داود ضربه على قطعه طرف جبة شاول
6 فقال لرجاله : حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي ، بمسيح الرب ، فأمد يدي إليه لأنه مسيح الرب هو
7 فوبخ داود رجاله بالكلام ، ولم يدعهم يقومون على شاول . وأما شاول فقام من الكهف وذهب في طريقه
8 ثم قام داود بعد ذلك وخرج من الكهف ونادى وراء شاول قائلا : يا سيدي الملك . ولما التفت شاول إلى ورائه ، خر داود على وجهه إلى الأرض وسجد
9 وقال داود لشاول : لماذا تسمع كلام الناس القائلين : هوذا داود يطلب أذيتك
10 هوذا قد رأت عيناك اليوم هذا كيف دفعك الرب اليوم ليدي في الكهف ، وقيل لي أن أقتلك ، ولكنني أشفقت عليك وقلت : لا أمد يدي إلى سيدي ، لأنه مسيح الرب هو
11 فانظر يا أبي ، انظر أيضا طرف جبتك بيدي . فمن قطعي طرف جبتك وعدم قتلي إياك اعلم وانظر أنه ليس في يدي شر ولا جرم ، ولم أخطئ إليك ، وأنت تصيد نفسي لتأخذها
12 يقضي الرب بيني وبينك وينتقم لي الرب منك ، ولكن يدي لا تكون عليك
13 كما يقول مثل القدماء : من الأشرار يخرج شر . ولكن يدي لا تكون عليك
14 وراء من خرج ملك إسرائيل ؟ وراء من أنت مطارد ؟ وراء كلب ميت وراء برغوث واحد
15 فيكون الرب الديان ويقضي بيني وبينك ، ويرى ويحاكم محاكمتي ، وينقذني من يدك
16 فلما فرغ داود من التكلم بهذا الكلام إلى شاول ، قال شاول : أهذا صوتك يا ابني داود ؟ . ورفع شاول صوته وبكى
17 ثم قال لداود : أنت أبر مني ، لأنك جازيتني خيرا وأنا جازيتك شرا
18 وقد أظهرت اليوم أنك عملت بي خيرا ، لأن الرب قد دفعني بيدك ولم تقتلني
19 فإذا وجد رجل عدوه ، فهل يطلقه في طريق خير ؟ فالرب يجازيك خيرا عما فعلته لي اليوم هذا
20 والآن فإني علمت أنك تكون ملكا وتثبت بيدك مملكة إسرائيل
21 فاحلف لي الآن بالرب إنك لا تقطع نسلي من بعدي ، ولا تبيد اسمي من بيت أبي
22 فحلف داود لشاول . ثم ذهب شاول إلى بيته ، وأما داود ورجاله فصعدوا إلى الحصن

اشعياء 13 : 2 - 13
الفصل 13
2 أقيموا راية على جبل أقرع . ارفعوا صوتا إليهم . أشيروا باليد ليدخلوا أبواب العتاة
3 أنا أوصيت مقدسي ، ودعوت أبطالي لأجل غضبي ، مفتخري عظمتي
4 صوت جمهور على الجبال شبه قوم كثيرين . صوت ضجيج ممالك أمم مجتمعة . رب الجنود يعرض جيش الحرب
5 يأتون من أرض بعيدة ، من أقصى السماوات ، الرب وأدوات سخطه ليخرب كل الأرض
6 ولولوا لأن يوم الرب قريب ، قادم كخراب من القادر على كل شيء
7 لذلك ترتخي كل الأيادي ، ويذوب كل قلب إنسان
8 فيرتاعون . تأخذهم أوجاع ومخاض . يتلوون كوالدة . يبهتون بعضهم إلى بعض . وجوههم وجوه لهيب
9 هوذا يوم الرب قادم ، قاسيا بسخط وحمو غضب ، ليجعل الأرض خرابا ويبيد منها خطاتها
10 فإن نجوم السماوات وجبابرتها لا تبرز نورها . تظلم الشمس عند طلوعها ، والقمر لا يلمع بضوئه
11 وأعاقب المسكونة على شرها ، والمنافقين على إثمهم ، وأبطل تعظم المستكبرين ، وأضع تجبر العتاة
12 وأجعل الرجل أعز من الذهب الإبريز ، والإنسان أعز من ذهب أوفير
13 لذلك أزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه

ايوب 15 : 1 - 35
الفصل 15
1 فأجاب أليفاز التيماني وقال
2 ألعل الحكيم يجيب عن معرفة باطلة ، ويملأ بطنه من ريح شرقية
3 فيحتج بكلام لا يفيد ، وبأحاديث لا ينتفع بها
4 أما أنت فتنافي المخافة ، وتناقض التقوى لدى الله
5 لأن فمك يذيع إثمك ، وتختار لسان المحتالين
6 إن فمك يستذنبك ، لا أنا ، وشفتاك تشهدان عليك
7 أصورت أول الناس أم أبدئت قبل التلال
8 هل تنصت في مجلس الله ، أو قصرت الحكمة على نفسك
9 ماذا تعرفه ولا نعرفه نحن ؟ وماذا تفهم وليس هو عندنا
10 عندنا الشيخ والأشيب ، أكبر أياما من أبيك
11 أقليلة عندك تعزيات الله ، والكلام معك بالرفق
12 لماذا يأخذك قلبك ؟ ولماذا تختلج عيناك
13 حتى ترد على الله وتخرج من فيك أقوالا
14 من هو الإنسان حتى يزكو ، أو مولود المرأة حتى يتبرر
15 هوذا قديسوه لا يأتمنهم ، والسماوات غير طاهرة بعينيه
16 فبالحري مكروه وفاسد الإنسان الشارب الإثم كالماء
17 أوحي إليك ، اسمع لي فأحدث بما رأيته
18 ما أخبر به حكماء عن آبائهم فلم يكتموه
19 الذين لهم وحدهم أعطيت الأرض ، ولم يعبر بينهم غريب
20 الشرير هو يتلوى كل أيامه ، وكل عدد السنين المعدودة للعاتي
21 صوت رعوب في أذنيه . في ساعة سلام يأتيه المخرب
22 لا يأمل الرجوع من الظلمة ، وهو مرتقب للسيف
23 تائه هو لأجل الخبز حيثما يجده ، ويعلم أن يوم الظلمة مهيأ بين يديه
24 يرهبه الضر والضيق . يتجبران عليه كملك مستعد للوغى
25 لأنه مد على الله يده ، وعلى القدير تجبر
26 عاديا عليه ، متصلب العنق بأوقاف مجانه معبأة
27 لأنه قد كسا وجهه سمنا ، وربى شحما على كليتيه
28 فيسكن مدنا خربة ، بيوتا غير مسكونة عتيدة أن تصير رجما
29 لا يستغني ، ولا تثبت ثروته ، ولا يمتد في الأرض مقتناه
30 لا تزول عنه الظلمة . خراعيبه تيبسها السموم ، وبنفخة فمه يزول
31 لا يتكل على السوء . يضل . لأن السوء يكون أجرته
32 قبل يومه يتوفى ، وسعفه لا يخضر
33 يساقط كالجفنة حصرمه ، وينثر كالزيتون زهره
34 لأن جماعة الفجار عاقر ، والنار تأكل خيام الرشوة
35 حبل شقاوة وولد إثما ، وبطنه أنشأ غشا


سفر يشوع بن سيراخ 2 : 1 - end
الفصل 2
1 يا بني ان اقبلت لخدمة الرب الاله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة
2 ارشد قلبك واحتمل امل اذنك واقبل اقوال العقل ولا تعجل وقت النوائب
3 انتظر بصبر ما تنتظره من الله لازمه ولا ترتدد لكي تزداد حياة في اواخرك
4 مهما نابك فاقبله وكن صابرا على صروف اتضاعك
5 فان الذهب يمحص في النار والمرضيين من الناس يمحصون في اتون الاتضاع
6 امن به فينصرك قوم طرقك وامله احفظ مخافته وابق عليها في شيخوختك
7 ايها المتقون للرب انتظروا رحمته ولا تحيدوا لئلا تسقطوا
8 ايها المتقون للرب امنوا به فلا يضيع اجركم
9 ايها المتقون للرب املوا الخيرات والسرور الابدي والرحمة
10 ايها المتقون للرب احبوه فتستنير قلوبكم
11 انظروا الى الاجيال القديمة وتاملوا هل توكل احد على الرب فخزي
12 او ثبت على مخافته فخذل او دعاه فاهمل
13 فان الرب راوف رحيم يغفر الخطايا ويخلص في يوم الضيق
14 ويل للقلوب الهيابة وللايدي المتراخية وللخاطئ الذي يمشي في طريقين
15 ويل للقلب المتواني انه لا يؤمن ولذلك لا حماية له
16 ويل لكم ايها الذين فقدوا الصبر وتركوا الطرق المستقيمة ومالوا الى طرق السوء
17 فماذا تصنعون يوم افتقاد الرب
18 ان المتقين للرب لا يعاصون اقواله والمحبين له يحفظون طرقه
19 ان المتقين للرب يبتغون مرضاته والمحبين له يمتلئون من الشريعة
20 ان المتقين للرب يهيئون قلوبهم ويخضعون امامه نفوسهم
21 ان المتقين للرب يحفظون وصاياه ويصبرون الى يوم افتقاده
22 قائلين ان لم نتب نقع في يدي الرب لا في ايدي الناس
23 لان رحمته على قدر عظمته

سفر يشوع بن سيراخ 3 : 1 - 4

الفصل 3
1 بنو الحكمة جماعة الصديقين وذريتهم اهل الطاعة والمحبة
2 يا بني اسمعوا اقوال ابيكم واعملوا بها لكي تخلصوا
3 فان الرب قد اكرم الاب في الاولاد واثبت حكم الام في البنين
4 من اكرم اباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم

باكر
مزمو باكر
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.
مزامير 16 : 10 - 11
الفصل 16
10 لأنك لن تترك نفسي في الهاوية . لن تدع تقيك يرى فسادا
11 تعرفني سبيل الحياة . أمامك شبع سرور . في يمينك نعم إلى الأبد
مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين.

إنجيل باكر
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

لوقا 20 : 27 - 38
الفصل 20
27 وحضر قوم من الصدوقيين ، الذين يقاومون أمر القيامة ، وسألوه
28 قائلين : يا معلم ، كتب لنا موسى : إن مات لأحد أخ وله امرأة ، ومات بغير ولد ، يأخذ أخوه المرأة ويقيم نسلا لأخيه
29 فكان سبعة إخوة . وأخذ الأول امرأة ومات بغير ولد
30 فأخذ الثاني المرأة ومات بغير ولد
31 ثم أخذها الثالث ، وهكذا السبعة . ولم يتركوا ولدا وماتوا
32 وآخر الكل ماتت المرأة أيضا
33 ففي القيامة ، لمن منهم تكون زوجة ؟ لأنها كانت زوجة للسبعة
34 فأجاب وقال لهم يسوع : أبناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون
35 ولكن الذين حسبوا أهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات ، لا يزوجون ولا يزوجون
36 إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضا ، لأنهم مثل الملائكة ، وهم أبناء الله ، إذ هم أبناء القيامة
37 وأما أن الموتى يقومون ، فقد دل عليه موسى أيضا في أمر العليقة كما يقول : الرب إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب
38 وليس هو إله أموات بل إله أحياء ، لأن الجميع عنده أحياء
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.

قراءات القداس
البولس
بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى عبرانيين .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

عبرانيين 11 : 1 - 8
الفصل 11
1 وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى
2 فإنه في هذا شهد للقدماء
3 بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله ، حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر
4 بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين . فبه شهد له أنه بار ، إذ شهد الله لقرابينه . وبه ، وإن مات ، يتكلم بعد
5 بالإيمان نقل أخنوخ لكي لا يرى الموت ، ولم يوجد لأن الله نقله . إذ قبل نقله شهد له بأنه قد أرضى الله
6 ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه ، لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود ، وأنه يجازي الذين يطلبونه
7 بالإيمان نوح لما أوحي إليه عن أمور لم تر بعد خاف ، فبنى فلكا لخلاص بيته ، فبه دان العالم ، وصار وارثا للبر الذي حسب الإيمان
8 بالإيمان إبراهيم لما دعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثا ، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي
نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين.

الكاثوليكون
فصل من رسالة لمعلمنا يهوذا .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.
يهوذا 1 : 17 - 25
الفصل 1
17 وأما أنتم أيها الأحباء فاذكروا الأقوال التي قالها سابقا رسل ربنا يسوع المسيح
18 فإنهم قالوا لكم : إنه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون ، سالكين بحسب شهوات فجورهم
19 هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم ، نفسانيون لا روح لهم
20 وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس ، مصلين في الروح القدس
21 واحفظوا أنفسكم في محبة الله ، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية
22 وارحموا البعض مميزين
23 وخلصوا البعض بالخوف ، مختطفين من النار ، مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد
24 والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج
25 الإله الحكيم الوحيد مخلصنا ، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان ، الآن وإلى كل الدهور . آمين
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين.

الإبركسيس
فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.
اعمال 23 : 6 - 11
الفصل 23
6 ولما علم بولس أن قسما منهم صدوقيون والآخر فريسيون ، صرخ في المجمع : أيها الرجال الإخوة ، أنا فريسي ابن فريسي . على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم
7 ولما قال هذا حدثت منازعة بين الفريسيين والصدوقيين ، وانشقت الجماعة
8 لأن الصدوقيين يقولون إنه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح ، وأما الفريسيون فيقرون بكل ذلك
9 فحدث صياح عظيم ، ونهض كتبة قسم الفريسيين وطفقوا يخاصمون قائلين : لسنا نجد شيئا رديا في هذا الإنسان وإن كان روح أو ملاك قد كلمه فلا نحاربن الله
10 ولما حدثت منازعة كثيرة اختشى الأمير أن يفسخوا بولس ، فأمر العسكر أن ينزلوا ويختطفوه من وسطهم ويأتوا به إلى المعسكر
11 وفي الليلة التالية وقف به الرب وقال : ثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم ، هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضا
لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين.

السنكسار
اليوم 27 من الشهر المبارك أمشير, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.
27- اليوم السابع والعشرين - شهر أمشير

نياحة القديس اوسطاثيوس بطريرك إنطاكية
في مثل هذا اليوم من سنة 330 م تنيح القديس أسطاثيوس بطريرك إنطاكية في منفاه وذلك انه قدم بطريركا علي إنطاكية في زمن الملك البار قسطنطين الكبير وكان عالما تقيا وشهد مجمع نيقية ووافق الأباء علي قطع اريوس ونفيه هو والقائلين بتعاليمه وهو أوسابيوس الينقوميدي وثاؤغونيوس أسقف نييقة وأوسابيوس أسقف قيسارية وبعد انتهاء المجمع وعودة الأباء إلى كراسيهم اتفق هؤلاء المقطوعين فيما بنيهم علي إن يتظاهروا بالرغبة في الذهاب إلى بيت المقدس ولكنهم ذهبوا إلى إنطاكية وهناك أغروا امرأة زانية ببعض المال ووعدوها بأكثر مقابل إن تتهم هذا القديس انه قد انجب منها ولدا . فآخذت المال وذهبت إلى الكنيسة وقالت كما لقنوها أما هم فتظاهروا بتكذيبها وقالوا لها : قدمي دليلك إن كنت صادقة فيما تقولين . نحن لا نقبل قولك إلا إذا حلفت علي الإنجيل إن هذا الذي ادعيته علي هذا الاب صحيح . فحلفت لهم ، حينئذ قالوا ليس بعد القسم شئ . ثم حكموا بسقوط القديس من درجته وابلغوا قسطنطين الملك قائلين له إن مجمع كهنة حكم بسقوط الاب أسطاثيوس بطريرك إنطاكية فصدق الملك قولهم ونفاه إلى ثراكي حيث لبث القديس بها حتى تنيح إلا إن الله لم يغفل عن إظهار الحقيقة فان المرآة قد مرضت مرضا طويلا متي نحل جسمها وتيقنت إن الذي أصابها إنما كان بسبب قذفها القديس بما ليس فيه . فاتت وأقرت أمام هل المدينة ببراءته وكذبها فيما ادعت به عليه وقالت إن هؤلاء هم الذين الجأوها إلى ذلك نظير مبلغ من المال وإن الولد الذي معها هو من رجل اسمه كاسم القديس أسطاثيوس . فأقنعوها بان تحلف وتقصد في قلبها الرجل صاحبها فتنجو من خطر الحلف كذبا وهكذا ظهرت براءة هذا القديس وعاد الكهنة إلى ذكر اسمه في القداس . وقد مدحه القديس يوحنا ذهبي الفم في يوم تذكاره. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.

مزمور القداس
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 16 : 1 - 2
الفصل 16
1 مذهبة لداود . احفظني يا الله لأني عليك توكلت
2 قلت للرب : أنت سيدي . خيري لا شيء غيرك
مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين.

إنجيل القداس
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

لوقا 11 : 14 - 26
الفصل 11
14 وكان يخرج شيطانا ، وكان ذلك أخرس . فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس ، فتعجب الجموع
15 وأما قوم منهم فقالوا : ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين
16 وآخرون طلبوا منه آية من السماء يجربونه
17 فعلم أفكارهم ، وقال لهم : كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب ، وبيت منقسم على بيت يسقط
18 فإن كان الشيطان أيضا ينقسم على ذاته ، فكيف تثبت مملكته ؟ لأنكم تقولون : إني ببعلزبول أخرج الشياطين
19 فإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين ، فأبناؤكم بمن يخرجون ؟ لذلك هم يكونون قضاتكم
20 ولكن إن كنت بأصبع الله أخرج الشياطين ، فقد أقبل عليكم ملكوت الله
21 حينما يحفظ القوي داره متسلحا ، تكون أمواله في أمان
22 ولكن متى جاء من هو أقوى منه فإنه يغلبه ، وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ، ويوزع غنائمه
23 من ليس معي فهو علي ، ومن لا يجمع معي فهو يفرق
24 متى خرج الروح النجس من الإنسان ، يجتاز في أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ، وإذ لا يجد يقول : أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه
25 فيأتي ويجده مكنوسا مزينا
26 ثم يذهب ويأخذ سبعة أرواح أخر أشر منه ، فتدخل وتسكن هناك ، فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
+++

Post: #232
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-06-2015, 04:33 PM
Parent: #231

أحبائى الكرام ..

اليوم هو يوم الجمعة .. وكل يوم جمعة وأنتم طيبون ..

وكما عودناكم دائماً .. فى مثل هذا اليوم ، يكون

لقاؤنا مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..

ومن قناة الكرمة بإرسالها المباشر ..

ومن خلال هذا الرابط :

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا .. واسمعوا .. واستنيروا ..

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #233
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-06-2015, 05:40 PM
Parent: #232

أحبائى الكرام ..
الآن ..
لقاؤنا مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..

ومن قناة الكرمة بإرسالها المباشر ..

ومن خلال هذا الرابط :

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا .. واسمعوا .. واستنيروا ..

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #234
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-07-2015, 05:52 AM
Parent: #233

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 24 إبريل 2011

القيامة معجزة لازمة وممكنة ومفرحة

أهنئكم يا أخوتي جميعا بعيد القيامة المجيد‏,‏ أعاده الله علينا جميعا بالخير والبركة‏,‏ وعلي بلادنا العزيزة في سلام واستقرار وأمان‏,‏ بعون من الله صانع الخيرات كل حين‏...‏ وأريد اليوم أن أحدثكم عن القيامة‏.‏ وأقصد بها بلا شك قيامة الأجساد‏.‏ لأن الأرواح حية بطبيعتها لا تموت‏.‏ وبالتالي ليست في حاجة إلي القيامة‏.‏

هذه الأجساد التي بالموت تحولت إلي تراب, ستعود بالقيامة إلي الحياة. وكما سبق الله وخلقها من التراب, ومنحها الوجود, هكذا أيضا من التراب يعيدها إلي الحياة. ثم بعد ذلك يجعلها تتحد بأرواحها. ويقف الجميع أمام الله العادل, في يوم القيامة العامة أو يوم البعث. وذلك لكي يقدموا حسابا عما فعلوه في الحياة الدنيا خيرًا كان أو شرًا. إنه يوم الدينونة الرهيب. يتلوه المصير الأبدي لكل البشر. إما في النعيم الأبدي أو في العذاب.

إن قيامة الأجساد لاشك معجزة, أي قد يعجز العقل عن فهمها وكيف تتم؟! وذلك فإن الملحدين وأنصاف العلماء قد يصنعون عراقيل أمام القيامة وإمكانيتها. وبالعكس فإن المؤمنين يؤمنون بالقيامة, لإيمانهم بقوة الله وإرادته وعلمه. فمن جهة الإرادة, الله يريد للإنسان أن يقوم من الموت, وقد وعده بحياة الخلود, وذكر القيامة. وما بعدها بكل وضوح وصراحة, ومن جهة المعرفة والقدرة, فإن الله يعرف أين توجد عناصر هذه الأجساد التي تحللت, وأين توجد عظامها. ويعرف كيفية إعادة تشكيلها وتركيبها. والله جل جلاله, هو كلي القدرة يقدر علي كل ما يخص القيامة.

ولا شك أن عملية قيامة الأجساد هي أسهل بكثير من خلقها. فالله الذي خلقها من التراب, هو قادر علي أن يعيدها إلي الحياة. من التراب أيضا. بل أعمق من هذا, هو خلق الأجساد من العدم. لأن التراب- قبل أن يكون ترابًا- كان عدما. ومن هذا العدم خلق الله كل شيء. فهل كثير عليه إذن أن يقيم أجسادا من التراب؟! لذلك فإن الذين ينكرون القيامة أو يستصعبونها, إنما في داخلهم ينكرون دون أن يشعروا بقدرة الله الذي يخلق من العدم.

والقيامة إذن لازمة من أجل كرامة الجنس البشري. فلولاها لكان مصير جسد الإنسان مصير أجساد الحيوانات التي تموت فينتهي وجودها بموتها؟! فما هي إذن ميزة هذا الكائن البشري العاقل الناطق الذي أنعم الله عليه بموهبة التفكير والاختراع, والقدرة علي أن يصنع مركبات الفضاء التي توصله إلي القمر, وتدور به حول الأرض وترجعه إليها, وقد جمع معلومات عن الكون لا نعرفها... هذا الإنسان الذي اخترع الـMobilePhone, والكمبيوتر والفيس بوك واختراعات طبية وعلمية كثيرة... هل يعقل أن هذا الإنسان العجيب يئول مصيره إلي مصير بهيمة أو حشرة أو بعض الهوام؟! إن العقل لا يقبل شيئا من هذا كله.

والقيامة أيضا ضرورة تستلزمها عدالة الله وذلك من ناحيتين: من جهة الروح والجسد, ومن جهة أحوال الناس علي الأرض.

فمن جهة الروح والجسد, نقول إن الإنسان علي الرغم من خلقه في طبيعتين. طبيعة روحية وأخري مادية, إلا أنهما اتحدتا في طبيعة واحدة هي الطبيعة البشرية, يشترك فيها الجسد والروح معا. فالجسد ينفعل بحالة الروح, بفكرها ومشاعرها ونياتها: الروح تهاب الله وتخضع له, فينحني الجسد تلقائيا. الروح تحزن, فتبكي العين في الجسد, وتظهر ملامح الحزن علي الوجه. الروح تفرح, فتظهر الابتسامة علي الوجه. الروح تخاف, فيرتعش الجسد, ويظهر الخوف في ملامح وجهه.

إنها شركة في كل شيء. ليس من العدل أن تتحملها الروح وحدها, أو الجسد وحده. بل يتحملها الاثنان معا. وهكذا لابد أن يقوم الجسد, ويتحد بها.

ولو لم تكن هناك قيامة, يتمادي الناس في ملاذ الحياة الدنيا, وفي شهواتها وفسادها, غير عابئين بما يحدث فيما بعد. أما الإيمان بالقيامة, فإنه رادع الناس, إذا يؤمنون أن العدل سيأخذ مجراه في الحياة الأخرى.

القيامة أيضا لازمة لأجل التوازن: ففي الأرض ليس هناك توازن بين البشر: ففيها الغني والفقير, السعيد والتعيس, المتنعم والمعذب. ما دام التوازن غير موجود علي الأرض, فمن اللائق أن يوجد في السماء. ومن لم ينل حقه علي الأرض, يمكنه أن يناله في السماء, ويعوضه الرب علي ما فاته في الدنيا, إن كان بارًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كذلك هناك تعويض آخر في السماء لا يأتي إلا بالقيامة, فعلي الأرض يوجد عميان, ومعوقون, ومشوهون, وأصحاب عاهات, وكل الذين لم تنل أجسادهم حظا من الجمال أو من الصحة أو من القوة. فمن العدالة أن تقوم أجسادهم في اليوم الأخير بلا عيب. ويعوضها الله عما قاسته من نقص.

القيامة أيضا معجزة جميلة تقدم الحياة المثالية في العالم الآخر. فالإنسان المثالي الذي بحث عنه ديجول الفيلسوف ولم يجده, والذي فكر العلماء كيف, هذا الإنسان المثالي الذي يسمونه SuperMan تقدمه لنا القيامة في العالم الآخر, في عالم ليست فيه خطية علي الإطلاق, ولا يوجد فيه حزن ولا بكاء, ولا فساد, ولا ظلم, ولا عيب ولا نقص, إنه عالم الأبرار الذين كافأهم الله عز وجل...

القيامة هي أيضا معجزة مفرحة لأنها باب الأبدية: نعلن بها نهاية الموت. أن نقول إن الموت قد مات بالقيامة, إذ لا موت بعدها. ويدخل الإنسان في الحياة التي لا تنتهي, أعني الحياة الأبدية, حياة الخلود, التي هي حلم كل إنسان علي الأرض. ومن أجلها يضبط نفسه, ويقاوم الخطية, ويفعل البر, لكي يستحق هذا الخلود المملوء فرحا.

أخيرا, ببركة القيامة السعيدة المجيدة, أرجو لبلادنا العزيزة كل خير. ولتكن مصر علي الدوام بلدا للسلام والاطمئنان والأمان. وليبارك الرب شعبها واقتصادها وعلاقاتها.

نص عظة قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث في الكاتدرائية الكبرى بالعباسية ليلة يوم عيد القيامة الموافق السبت 23-4-2011 عن أهمية قيامة الأموات
(وهي نفس المقالة المنشورة في جريدة الأهرام اليوم التالي)

القيامة حتمية لهذا الإنسان الذي ميزه الله عن سائر المخلوقات:

قيامة الأموات في منتهى الأهمية، لأنه لو كان الإنسان لا يقوم من الموت إذًا فقد شابه الحيوانات التي تموت وتبيت ولا تقوم مرة أخرى. من غير المعقول أن هذا الإنسان الذي هو المخلوق الأرضي الوحيد الناطق العاقل الذي وهبه الله مواهب كثيرة، حتى أنه أستطاع أن يخترع سفن فضاء تصعد إلى القمر وتدور حول الأرض وترجع، واستطاع أيضًا أن يخترع الكمبيوتر، والفيس بوك، والموبيل فون، بحيث يستطيع الإنسان وهو سائرً بعربته أن يتكلم مع بلد على بعد 20 ساعة بالطائرة، وأن يحتفظ معه بالكتب التي يريدها داخل هذا الموبايل فون. هل معقول أن هذا الإنسان العجيب ينتهي به الأمر أنه لا يقوم من الموت مثله مثل الحشرات والهوام؟! ولكن القيامة أصبحت ضرورة.

بالقيامة تستمر حياة الإنسان في الأبدية:

هذه القيامة أيضًا ضرورة لأن بها يصل الإنسان إلى الحياة الأخرى فلا تكون حياته على الأرض فقط ولكن له حياة أخرى في السماء، وهذه الحياة هي باب الأبدية التي لا تنتهي. والله قد وعد هذا الإنسان بالخلود فلا بد أن يقوم من الأموات.

الله الذي خلق الإنسان من تراب قادر أن يقيمه:

القيامة سهلة وممكنة لأنه إذا كان الله قد خلق الإنسان من تراب، فالجسد بعد أن يموت ويتحول إلى تراب ممكن أن يعيده الله، يعيد نفس التراب إلى الحياة، بل التراب قبل أن يكون ترابًا كان عدمًا، والله من العدم خلق التراب ومن التراب خلق الإنسان.

فهذه القوة العجيبة التي لله جل جلاله، ممكن بها من التراب أن يعيده مرة أخرى إلى الحياة. والله يعرف مكونات الجسد أين ذهبت ويستطيع أن يجمعها مرة أخرى ويعيد تشكيلها لتعود إلى الحياة.

القيامة لازمة لتحقيق عدل الله في محاسبة الروح والجسد معًا:

أول نقطة في العدل أن الله خلق الإنسان من روح وجسد، والروح صعدت إلى خالقها، فهل يبقى الجسد مدفونًا في التراب، بينما الروح والجسد كانا شريكين معًا في كل شيء؟! إذا الروح تخشعت ينحني الجسد ويركع ويسجد، إذا الروح حزنت يظهر بكاء الجسد في عينيه، وفي ملامح وجهه، وإذا الروح فرحت يظهر هذا في ملامح وجه الإنسان وفي ابتساماته، إذًا الجسد والروح اشتركا معًا في الحياة فلا يصح أن الروح وحدها تتمتع بالسماء والجسد لا يتمتع. لهذا رأى الله في عدله أن يقوم الجسد ويتحد بالروح ويقف الاثنان أمام عدل الله لإعطاء حسابًا عن كل ما فعلوه بالجسد.

القيامة لازمة لتحقيق عدل الله في عمل توازن:

أيضًا لا بد من القيامة لعمل توازن. ما هو هذا التوازن؟ في الأرض كان يوجد الفقير والغني والمنعم والتعيس والجميل وفاقد الجمال. فهل يظلون هكذا؟ وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. عدل الله يقتضي أن يعوضهم في السماء فلا يحيوا على الأرض في بؤس ويستمر الأمر هكذا.

كذلك في الأرض عميان ومعوقون ومشوهون ومن لا جمال لهم. هؤلاء أيضًا بالقيامة يعوضهم الله في السماء.

بالقيامة يصبح الإنسان مثالي في كل شيء:

ومن هنا نرى أن الحال في السماء يتغير تمامًا. فمثلًا، الإنسان المثالي الذي كان العلماء يبحثون عنه والذي بحث عنه ديوand#64380;ين الفيلسوف بمصباحه ولم يجده، السوبرمان، هذا من أفراح القيامة أن يوجد هذا السوبرمان. أقصد أن الإنسان في القيامة لا يجوع ولا يعطش ولا يمرض ولا يحزن ولا يمرض ولا يكون فيه أي عيب أو أي نقص. يصبح مثاليًا في كل شيء ونحن ننتظر هذه الصورة.

القيامة شرف للإنسان، أن يكون له الخلود بعد القيامة وكلنا نحب هذا الخلود ونتمناه ونحب النعيم الأبدي ونتمناه ونرجوه لكم جميعًا.

ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
+++

Post: #235
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-07-2015, 07:02 PM
Parent: #234

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 1 مايو 2011

الحق كل الحق

كلنا نحب الحق‏,‏ ونؤمن بأهميته‏,‏ والحق اسم من أسماء الله في الإسلام والمسيحية‏,‏ وميزان الحق هو الذي سنحاسب به في اليوم الأخير‏,‏ لذلك ينبغي ان نضع الحق أمام أعيننا‏.‏ والحق هو الذي تحكم به المحاكم الأرضية‏,‏ وعندما يقف الشاهد أمام القاضي‏.

لابد -قبل سماع شهادته- أن يقسم بالله العظيم أن يقول الحق, كل الحق, ولاشيء غير الحق, ذلك لأنه إن اخفي شيئا قد يؤثر هذا علي حقيقة الأمور وعلي سير القضية.

وقد يأتي شخص إلي القاضي ويشكو إليه أن فلانًا قد اعتدي عليه, بينما يكون هو الذي سبق بالاعتداء! وما حدث له كان مجرد دفاع عن النفس من الذي يتهمه بأنه اعتدي عليه, إذن من يطالب بالحق, لابد أن تكون مطالبته حقا في ذاتها, ومادمنا نتكلم عن الحق, فإننا نقول أن ضد الحق, هو الباطل, وإن كانت كلمة الحق تعني أحيانا الصدق, فيكون ضد الحق, هو الكذب, فالكاذب لا يقول الحق, وقد تدخل في ذلك أيضا المبالغة, وربما بعض الألفاظ التي تقال علي سبيل الفكاهة, وهي ليست حقا, ومن ضمنها ما تسمي بكذبة أبريل, وليس من حق أحد أن يكذب في أبريل والحمد لله أن أبريل هذا العام قد انتهي دون أن نسمع عن كذبته, ومما هو ضد الحق أيضا الظلم, ومنه كذلك الاتهام الباطل, والتشهير الظالم بالآخرين, لذلك فلعلنا ننظر في مبني المحاكم صورة الميزان, وهي تعني إعطاء كل ذي حق حقه, بغير زيادة ولا نقصان, بل بالعدل.

ونعني بمن له الحق: حق الله, وحق الناس, وحقك أنت, أما حق الله, فهو أن تعبده وحده, ولا تعبد سواه, كذلك من حقه أن تطيعه وتحفظ جميع وصاياه, فراجع نفسك إذن: هل أنت مقصر في أي حق من حقوق الله عليك؟

أما من جهة الناس, فعليك أن تأخذ حق الله من نفسك. قبل أن تأخذه من الآخرين, ولا تطالب أحدًا بشيء, مما لا تطالب به نفسك, ولا تنتقد أحدًا علي شيء أنت واقع فيه, فليس من حقك أن تفعل ذلك, وكما يقول المثل: من كان بيته من زجاج, لا يقذف الناس بالحجارة.

وأيضا من حق الناس عليك, انك لا تجعل راحتك علي تعب الآخرين, بل بالحري تتعب لكي تريحهم.

نقطة أخري تلزم أن نقولها في موضوع الحق: وهي أخطاء البعض في الدفاع عن الحق!

أقول هذا لأنه قد كثرت جدًا في أيامنا هذه كثرة التشهير بالآخرين, وإلصاق العيوب العديدة بالكثيرين, وقد اتسعت دائرة الاتهام والتشهير, حتى انه قد انتهي تماما زمن الناس الأفاضل, ولم يعد في البلد احد نقي أو مستقيم!! وأصبحت عبارة الفساد من أشهر العبارات المتداولة, علي ألسنة الناس وفي صفحات الجرائد, وازدادت عصبية الناس في تداول الاتهام حتى اتهموا الزمن نفسه, وكما يقول الشاعر:

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.

من الناحية الإيجابية, أقول أن الذي يسير في طريق الحق, عليه أن يعطي كل ذي حق حقه, فمن حق الإنسان الفاضل أن تمدحه, وتعطيه قدره, وهكذا فإن بعض الهيئات كانت تكرم من يستحقون التكريم, كما أن رؤساء الدول كانوا يمنحون النياشين والأوسمة لكبار القوم, وكذلك الهيئات العلمية تمنح شهادات للعلماء.

وان كان من حق الأفاضل والكبار أن يكرموا, فكذلك من حق الفقير أن يعيش وبخاصة في وقت ارتفعت فيه الأسعار بدرجة لا تحتملها المرتبات, وأصبحت هناك درجات لمن هم في مستوي الفقر, ومن هم تحت مستوي الفقر, هناك المحتاج والمعوز, وإن كنا نسمع عن متاعب محدودي الدخل, فأكثر منهم من نسميهم معدومي الدخل, الذين لا إيراد لهم, ومنهم الذين يشكون من البطالة, ومن حق كل هؤلاء أن يعيشوا, نضيف أيضا أولاد الشوارع, وجميع أنواع المعاقين، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.

وأيضا المرضي الذين لا يجدون ثمن الدواء, والذين يحتاجون إلي عمليات جراحية لا يقدرون إطلاقًا علي تكاليفها, فهل يتركون للموت, أم من حقهم أن يعيشوا؟!

هنا وأقول: من حق الإنسان الحياة, ومن حقه أن يحيا حياة كريمة, ومن حقه التعبير عن رأيه بطريقة لائقة ومن حق الإنسان الحرية مادام لا يرتكب جريمة, وبحيث انه في حريته لا يعتدي علي حريات الآخرين أو حقوقهم, وأيضا من حقه المساواة بغيره في حدود تساوي المواهب, هناك أيضًا حرية الاجتماع وهي حق بحيث لا يكون الاجتماع لغرض خاطئ, ومن حق الإنسان أيضا الدفاع عن النفس وما أكثر ما قامت هيئات للدفاع عن حقوق الإنسان, بل قد صدر أيضا الميثاق الدولي لحقوق الإنسان, وقد راعينا فيما ذكرناه إنها ليست حقوقا مطلقة, بقدر ما هي مرتبطة بالخير, ونذكر كذلك أن كثيرًا من الحقوق مرتبطة بواجبات.
+++

Post: #236
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-08-2015, 08:43 PM
Parent: #235

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 8 مايو 2011

القيم

كلمة قيم من الناحية اللغوية هي لفظة جمع مفردها قيمة‏,‏ وتعني الأشياء ذات القيم التي تقود الإنسان في حياته‏,‏ أو هي الأمور السامية ذات القيمة التي يهتم بها كل من يجمع طريقًا فاضلًا‏..‏ ويتمسك بها كمبادئ يبدأ بها كل عمل يعمله‏.‏

فما هي الأشياء التي لها قيمة في تقديرك وتقود أعمالك؟

إن الناس يختلفون من جهة القيم, فالإنسان الروحي له قيم عالية يضعها أمامه باستمرار, منها البر والاهتمام بالحياة الأبدية, بينما هناك أشخاص في العالم يعيشون بلا قيم, أو لهم قيم أخرى غير روحية, أو لهم تقييمهم الخاص للأمور, وبناء عليه يتبعون منهجا آخر في الحياة.

في قلب كل إنسان يوجد اهتمام بشيء معين له القيمة الأولي في تقديره الخاص, ويركز فيه كل عاطفته, وهناك من يركز جهده في المال ويعطيه كل القيمة, وهناك من يركز القيمة كلها في الشهرة أو العظمة, وهناك من يجعل القيمة كلها في النجاح أو التفوق, وهناك شخص كل القيم أمامه أن ينتصر علي أعدائه.. وبحسب هذا التركيز قد تختفي القيم السامية التي ربما لا يفكر فيها إطلاقًا.

هذا ونتعرض لموضوع مهم هو الغرض والوسيلة: فقد يوجد إنسان قد يضع أمامه غرضا معينا يعطيه كل القيمة, وربما في سبيل ذلك لا يهتم مطلقا بنوعية الوسيلة الموصلة إليه, فلا مانع مثلًا من الكذب والخداع والغش والحيلة, لكي يصل إلي غرضه أيًا كان هذه الغرض, فإن وصل يشعر بفرحة النجاح, حتى أن كان قد ارتفع علي جثث غيره, أو كانت راحته تقوم علي تعب الآخرين! مثل هذا الشخص هو شخص وصولي, يعيش بلا قيم, وقد فقد الغرض والوسيلة كليهما, أما الإنسان الروحي فانه يضع أمامه غرضًا صالحا, وتكون وسائله إلي هذا الغرض الصالح هي وسائل صالحة أيضًا.

نتكلم أيضا عن النجاح فكل إنسان يشتاق إلي النجاح, ويمثل النجاح احدي القيم التي يضعها أمامه, ولكن ما هو النجاح بمعناه الحقيقي؟ ذلك لان الأشرار يفرحون أيضًا إذا ما نجحوا في تحقيق الشر الذي يريدونه! وكل صاحب غرض يفرح بنجاحه في الوصول إلي غرضه مهما كان خاطئا بينما المعني الحقيقي للنجاح ليس هو هذا.

فالنجاح هو أن تنتصر علي نفسك, لا أن تنتصر علي غيرك, والنجاح هو أن تصل إلي نقاوة القلب, وليس إلي مجرد تحقيق أغراضك أيًا كانت, ونجاحك هو أن تمهد نفسك للأبدية السعيدة, بما تفعله من بر.

فإن خرج نجاحك عن هذه القيم, يكون فشلا لا نجاحا, لذلك كثيرا ما يفرح إنسان بأنه قد نجح, بينما السماء ترثي لحالته, وقد يظن أنه نجح في أمر من أمور هذا العالم الحاضر, بينما يكون قد خسر أبديته!

لهذا علينا أن نتكلم عن الاهتمام بالأبدية كإحدى القيم المهمة والرئيسية في حياة الإنسان الروحي, فكل عمل أو غرض يتعارض مع أبديته, يرفضه رفضًا كاملًا, ولا يقبل في ذلك نقاشًا, ولذلك يقول في نفسه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!

ليتك تسأل نفسك أيها القارئ العزيز: ما هي قيمة الأبدية في حياتك؟ هل هي احدي القيم الأساسية التي تحرص عليها ولا تبرح أبدا من ذاكرتك, أم تشغلك أمور كثيرة لا تجعلك تفكر في الأبدية.

إن كان البر والفضيلة هما احدي قيمك وكذلك الأبدية, فهناك سؤال مهم عن علاقتك بالغير:

ما قيمته في نظرك؟ هل تنظر إلي كل إنسان باعتباره أخا لك في البشرية, تحبه ويهمك أمره؟

وهل تحرص علي مشاعر الناس, كل الناس؟ وهل تقدر قيمة النفس, أي نفس؟ هل كل إنسان نفسه ثمينة عندك؟

تهتم بها كما تهتم بنفسك, تحب له الخير كما تحبه لنفسك؟ وتحرص عليه وعلي مصالحه كما تحرص علي أعز أحبائك؟ وما يصيبه كأنه يصيبك, وما يفرحه يفرحك, وما يسيئه يسيئك؟

إن هذه هي احدي القيم التي يحافظ عليها الإنسان الروحي, اعني تقديره لقيمة النفس البشرية أيًا كانت, وحرصه الشديد في المحافظة علي حقوق ومشاعر كل احد.

انك يا أخي -لو ارتفعت قيمة الإنسان في نظرك- لوجدت نفسك بالضرورة تحترم كل إنسان, وتحب كل إنسان ولا تجرؤ أن تجرح شعور إنسان ما ولا تجرؤ أن تخطيء إلي أحد, ولا أن تخطيء مع أحد وتعثره, بل تخاف أن يطالبك الله بدمه في اليوم الأخير.

أنا اعرف انك قد تهتم بمشاعر الكبار, ولكنك قد تتجاهل الصغار وتنساهم! فيجب أن تهتم بالكبير والصغير, بالعاقل وبالجاهل, ولا يكون احد منسيا أمامك, بل كل نفس هي عزيزة عندك وتكون مستعدًا أن تتعب من أجل كل احد يلقيه الله في طريقك، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. هذا ونتعرض إلي نقطة أخري من جهة الراحة والتعب: فالإنسان العادي يهمه أن يستريح ولو تعب الناس! أما صاحب القيم فيجد راحته الحقيقية في أن يتعب لكي يستريح الناس, فهذه قيمة مهمة عندك.

الراحة عنده هي أن يريح غيره لا نفسه, والراحة في مفهومه هي راحة ضميره, وليس راحة جسده فقط, وهو يدرك تمامًا أن الراحة الحقيقية هي الراحة في الأبدية, وليست مجرد الراحة علي هذه الأرض.

إن التعب من أجل الغير هو احدي القيم التي يهتم بها الإنسان الروحي, ويعرف أنه في الأبدية سيأخذ أجرته بحسب تعبه.
+++

Post: #237
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-09-2015, 03:44 AM
Parent: #236

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 15 مايو 2011

الصلاح والإصلاح ينبغي أن ينبعا من الداخل

الحياة الروحية ليست مجرد ممارسات تعبدية تعمل بالجسد‏.‏ إنما المقياس الروحي لها‏,‏ يتوقف علي روحانية الإنسان من الداخل‏,‏ ومن حيث دوافعه ونياته ومشاعر قلبه وحالة فكره‏.‏ وقد رفض الرب كل عبادة تقدم إليه دون أن تكون نابعة من قلب نقي‏.‏ وقال عن اليهود في العهد القديم‏.

: هذا الشعب يكرمني بشفتيه. وأما قلبه فمبتعد عني بعيدا!

† إذن الفضائل تبدأ في القلب, ومن القلب تخرج, وتظهر في الأعمال الفاضلة. ولكن كل عمل فاضل, لا علاقة له بالقلب, لا يحسب فضيلة علي الإطلاق.

كما أن الفضيلة التي لا تتأسس علي محبة القلب لها, لن تبقي ولا تستمر. وسنضرب بعض أمثلة:

† فتاة مثلا: سمعت عظة عن الحشمة والأزياء والزينة. فتأثرت بها, وبدأ يتغير مظهرها الخارجي. ولكنها من الداخل لم تتغير! ولم تتأسس في داخلها العفة الحقيقية.. هذه قد لا تستمر في مظهرية هذه( الحشمة) التي لم تنبع من قلبها. وقد تعود!

العفة في جوهرها هي احترام المرأة لجسدها, وعدم عرضه علي الغير كوسيلة لإغرائهم وتحريك الشهوة فيهم. والعفة أيضا هي لون من الخشية أمام الله.. وإن كنت أقول هذا للفتاة العادية, فماذا أقول إذن للممثلات المحترفات لتمثيل أدوار الإغراء؟! علي كل هؤلاء أن يفكرن داخل أنفسهن عن مصيرهن جميعا في الأبدية من جهة سقوطهن ومن أسقطنه من الرجال.

† شخص آخر يقع في الغضب والنرفزة. ودائما يضج ويثور ويعلو صوته, ويفقد أعصابه, ويفقد من يثور عليهم. هل من المعقول أن يقول مثل هذا الشخص: سوف أدرب نفسي علي هدوء الصوت وهدوء الحركات. ويبدو هادئا من الخارج لفترة, بينما يكون قلبه من الداخل في أتون من نار مشتعلا غضبا؟! كلا, بل عليه أن يبحث عن أصول النرفزة والغضب في داخله, ويعالجها.. ربما يكون السبب هو كبرياء داخلية لا تحتمل كلمة معارضة, أو كلمة توجيه أو نقد, مع محبته للكرامة والمديح, أو قد يكون سبب غضبه, هو أنه يريد تنفيذ رأيه أيا كان أو تنفيذ رغباته. أو قد يكون سبب الغضب هو كراهيته لمن يصطدم به, فأصبح لا يحتمل منه شيئا, بل قد لا يحتمل مجرد رؤيته, فيثور..

أيا كان السبب, عليه أن يعالجه داخل نفسه أولا. لأن مجرد الظهور بهدوء خارجي لا ينفع, بل عليه أن يكتسب في داخله فضائل الاحتمال والوداعة ومحبة الآخرين, ولوم نفسه بدلا من لوم غيره, حينئذ ينجح في روحياته.

† مثال آخر: مريض ارتفعت درجة حرارته: أيمكنك معالجته بكمادات من الثلج, أو ببعض مخفضات الحرارة؟! أم الأصح هو البحث عن السبب الداخلي الذي أدي إلي ارتفاع درجة الحرارة ومعالجته؟ ربما كان السبب التهابا في اللوز, أو بؤرة صديدية في أحد أعضاء الجسم من الداخل, أو غير ذلك, وإن عرفنا السبب الحقيقي, حينئذ يمكن العلاج علي أساس سليم.

يا إخوتي, لا يمكن إصلاحكم لأنفسكم مجرد إصلاح خارجي.

† هناك أيضا من يفكر أن يحيا حياة نقية مع الله في ظروف خاصة, أو في مناسبة معينة. فقد يكون تحت تأثير مؤقت يحدث, أو عظة عميقة قد سمعها أو قراءة روحية تركت فيه أثرًا شديدًا. أو نتيجة لمشكلة حاقت به, فقال: إن أنقذتني يا رب, فسوف أتبعك كل حياتي. وأنقذه الله, فتبعه. ولكن ما إن يزول هذا المؤثر الخارجي, حتى يرجع كما كان.. وكذلك من يصمم أن يحيا حياة جديدة بمناسبة عام جديد في حياته, أو أي مناسبة أخري مفرحة.

إن التدين عند أمثال هؤلاء هو تدين مناسبات, وليس عن إيمان حقيقي وعمق في حياة الفضيلة. هو مجرد تأثرات خارجية, وانفعالات تزول بعد حين.. إذن لكي يثبت الإنسان في حياة البر, وفي علاقة دائمة مع الله, ينبغي أن يبني بره علي أساس داخل القلب.

† وأحيانا يظن بعض رجال المجتمع أن الإصلاح قد يأتي عن طريق العقوبة. ولكن العقوبة هي عامل خارجي, ولا تصلح مع كل الحالات ولا مع كل مراحل السن.

حتى السجن مثلا الذين يقولون عنه إنه: تدريب وتهذيب وإصلاح. نقول نعم من جهة التأديب، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. أما من جهة التهذيب والإصلاح, فأمر مشكوك فيه. فقد يكون الإصلاح بالنسبة إلي الآخرين الذين يخافون نفس المصير. أما بالنسبة للسجين, فنادرًا ما يستفيد من السجن تهذيبًا وإصلاحًا. علي العكس قد يمتلئ قلبه بالحقد علي من تسببوا في سجنه, وعلي القسوة التي عومل بها. ويمتلئ بالسخط من جهة سمعته, وما هو فيه من ضيق, وما ينتظره بعد الخروج من السجن.

أين هو الإصلاح إذن؟! لا يوجد إصلاح إلا الذي ينبع من القلب.

† اهتموا إذن جميعًا بأن تبنوا حياتكم الروحية من الداخل, من عمق القلب في صلته مع الله.
+++

Post: #238
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++
Author: Sudany Agouz
Date: 03-09-2015, 05:44 PM
Parent: #237

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

( يوم الاثنين من الأسبوع الرابع من الصوم الكبير )
9 مارس 2015
30 امشير 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر التكوين لموسى النبي
( 27 : 1 ـ 41 )
وكان بعد أن شاخ إسحق وكلَّت عيناهُ عن النَّظر دعي عيسُو ابنهُ الأكبر وقال لهُ: يا ابني، فقال هأنذا. فقال له: هوذا أنا قد شختُ ولا أعلم يوم موتي. والآن خُذ عُدَّتك وجُعبتك وقوسك وامض إلى الحقل وصد لي صيداً، وهييء لي أطعمة كما أُحبُّ أنا وأتني بها لآكُل لكي تُبارككَ نفسي قبل أن أمُوت. فسمعت رفقة إسحق يتكلَّم مع عيسو ابنهِ. أمَّا عيسو فمضى إلى الحقل ليصد صيداً لأبيه. فقالت رفقةُ ليعقوب ابنها الأصغر هوذا أنا قد سمعتُ أباك يتكلَّمُ مع عيسو أخيك قائلاً: ائتني بصيدٍ وهييء لي أطعمة لكي آكل وأُبارككَ قدام الرَّبِّ قبل أن أموت. فالآن يا ابني اسمع لي فيما آمُرُك بهِ. امض إلى الغنم وخُذ من هُناك جدييْن رخصين جَيِّدين، وهيئهما أطعمة لأبيكَ كما يُريد، وتُقدِّمُها لأبيك فيأكُل لكي يُبارككَ قبل أن يموت. فقـال يعقـوب لرفقـة أُمِّـهِ إن عيسـو أخـي رجُـلٌ أشـعرُ وأنـا رجُـلٌ أملــسُ.لعل أبي يجُسُّني فأكُونُ كمُتهاون أمامه فأجلُبُ عليَّ لعنةً لا بركةً. فقالت لهُ أُمُّه عليَّ لعنتُكَ يا ابني، فقط اسمع لقولي وامض واحضر لي. فمضى وأخذها وقدَّمها إلى أُمِّهِ، فهيأت أُمُّهُ الأطعمة كما يُحبها أبُوه. وأخذت رفقة أمه حلة عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت في داخل بيتها وألبستها ليعقوب ابنها الأصغر. وربطت جلد الجديين على ذراعيه ومواضع عُنقُهِ العارية. ودفعت الخُبز والأطعمة التي هيأتها إلى يدى يعقوب ابنها. فأدخلها إلى أبيهِ وقال: يا أبتاه، فقال: هأنذا، ماذا حدث يا ابني. فقال يعقوب لأبيهِ أنا عيسو بكرُكَ، قد فعلتُ مثل ما كلَّمتني بهِ، قُم اِجلس وكُل مِن صيدي لكي تُباركني نفسُكَ. فقال إسحق لابنهِ ما هذا الذي وجدته بسرعة يا ابني، أمَّا هو فقال: الذي يسَّرهُ الرَّبَّ الإله أمامي. فقال إسحق ليعقوب أدنو مني يا ابني لكي أَجُسَّكَ، هل أنت ابني عيسو أم لا. فتقدم يعقوب إلى إسحق أبيهِ، فجسَّهُ وقال الصَّوتُ صوتُ يعقُوب ولكِنَّ اليديْن يدا عيسو. ولم يعرفهُ لأنَّ يديهِ كانتا مُشعرتين كيدي عيسو أخيهِ، فباركهُ. وقال لهُ: هل أنتَ ابني عيسو، فقال: أنا هو. فقال قدِّم لي لآكُل مِن صيدك يا ابني لكي أُباركك. فقدَّم لهُ فأكل، وأتاهُ بخمر فشرب. ثُمَّ قال لهُ إسحق أبوهُ تقدَّم وقبِّلني يا ابني. فتقدَّم منهُ وقبَّلهُ فاشتمَّ رائحة ثيابهِ وباركهُ. وقال: ها هي رائحة ثياب ابني كرائحة حقل كامل قد باركهُ الرَّبُّ. يُعطيكَ اللَّهُ مِن ندى السَّماء، ومِن دسم الأرض، وكثرة حنطةٍ وخمرٍ. ولتستعبد لك أُمم، وليسجد لك رؤساء، وكُن سيِّداً لأخيك، ويسجُد لكَ بنو أبيكَ، لاعنك ملعون، ومُباركُك مُبارك. وكان لما فرغ إسحق من بركته ليعقوب ابنه وخرج يعقوب مِن لدُن إسحق أبيهِ أنَّ عيسو أخاهُ أتى من الصيد. وصنع هو أيضاً أطعمة وقدَّمها لأبيهِ وقال: ليقُـم أبي ويأكُـل مِن صيد ابنهِ لكيما تُباركني نفسه. فقال إسحق أبوهُ: مَن أنتَ؟ فقال: أنا ابنُك بكرُك عيسو. فبهت إسحق بهتاً عظيماً جداً، وقال: فمَن هو الذي اصطاد لي صيداً وقدَّمه لي فأكلتُ مِنَ الكُلِّ قبل أن تجيء وباركتُهُ، نعم ومُباركاً يكُونُ. وكان لما سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخةً عظيمةً ومُرَّةً جداً، وقال لأبيهِ: باركني أنا أيضاً يا أبتي. فقال لهُ: قد جاء أخُوك بمكر وأخذ بركتكَ. فقال عيسو: بحق دُعي اسمه يعقوب، لأنَّهُ تعقَّبني وهذه هي المرة الثانية قد أخذ بكُوريَّتي وها هوذا الآن قد أخذ بركتي. ثُمَّ قال عيسو: أفما أبقيتَ لي أنا أيضاً بركةً يا أبي. فأجاب إسحق وقال لعيسو هأنذا قد جعلتُهُ سيِّداً لكَ وجميع إخوته جعلتهم عبيداً له وبالحنطة والخمر أمددته، فماذا أصنعُ لك يا ابني. فقال عيسو لأبيهِ: أبركةٌ واحدةٌ لك يا أبتي، باركني أنا أيضاً يا أبتي. فتألم قلب إسحق وصرخ عيسو بصوت عظيم وبكى. فأجاب إسحق وقال: هوذا بلا دسم الأرض يكُونُ مسكنُكَ، وبلا ندى السَّماء مِنْ فوقُ. وبسيفك تعيشُ ولأخيك تُستعبدُ، ويكون إذا ثبت تفك نيرهُ عن عُنُقكَ. فحقد عيسو على يعقوب بسبب البركة التي باركهُ أبُوهُ بها.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 14 : 24 ـ 32 )
هذا ما يقوله رب الجُنُود كما قلت هكذا سيكون وكما فكرت هكذا يثبُتُ إني سأُحطِّم أشُّور من وجه الأرض ومن على جبالي ويكونون مداسين ويرفع عنهم نيرُهُ وبنوهم ينزعون عن الأعناق. هذا هو الائتمار الذي ائتمرت به على كل المسكونة وهذه هي اليد الممدُودةُ على كُلِّ الأُمم. فإنَّ ربَّ الجُنُود قد ائتمر فمَن يُنقض ويدُهُ ممدودة فمن يرُدُّها. في السنة التي مات فيها المَلِك آحاز كان هذا الوحي. لا تفرحي يا جميع فِلسطين ( وتظني ) أنَّ نير ضَّاربك قد انكسر فإنَّهُ مِن أصل الحيَّة يخرُجُ الأُفعُوانٌ ونسله يخرج ثُعباناً طياراً. وسيرعى أبكار البائسين والمساكين من الناس يستريحون بسلام ويقتل بالجوع وتهلك بقيَّتكِ. ولولي يا أبواب المدينة واصرُخي أيَّتُها المدن فلسطين اضطربت كلها، لأنَّ دخاناً آتياً مِن الشَّمال وليس مَن يقف. بماذا تُجابُ مُلوكَ الأُمم، إنَّ الرَّبَّ قد أسَّس صهيون وبها يعتصم بائِسُو شعبهِ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 16 و 17 )
فأجابَ أيُّوبُ وقالَ كثيراً ما سمعت مثل هذا، مُعزُّونَ بالشرور جميعكُم. هل مِن نهايةٍ لكلامٍ باطلٍ، وما الذي يُهيجُّك حتى تُجاوبَ. أنا أيضاً أستطيعُ أن أتكلَّم مثلكُم لو كانت أنفُسُكُم في موضع نفسي لعزيتكم بالكلام وهززت رأسي عليكم. وكنتُ أقويُكُم بفمي وتحريك شفتيَّ يشفق عليكم. إذا نطقت لم يسكن وجعي، أو صَمتّ لم يبرحني. لقد أتعبني الآن، صيَّرني جاهلاً فضللت، قبض عليَّ، ووجد شاهداً، قامَ عليَّ هُزالي ليُجاوبُ أمام وجهي. افترسني بغضب وطرحني، حَرَقَ عليَّ بأسنانه، جمع عليَّ سهام حربه، وحدّد عينيهِ عليَّ. ضربني على ركبتيَّ بأداة سهامه، وتمالأوا عليَّ جملة. دفعني اللَّـهُ إلى الجائر وبين أيدي المنافقين القاني. كُنتُ في دعة فهشمني أخذ بقفاي فحطَّمني ونصبني هدفاً لهُ. تكتنفني سهامه، يَشقّ بها كُليتاي ولا يشفق، ويريق مَرارتي على الأرضِ. يثخنني جراحة على جراحة، ويهجم عليَّ هجوم الجبار. لقد لفقت على جلدي مسحاً ومرغت في التراب قرني. كوى البُكاءِ خديَّ وغشيت جفني ظلُّ الموتِ. وإنِّه لا ظُلم في يديَّ وصلاتي خالصةٌ. أيتها الأرض لا تستري دمي ولا يكُن لصُراخي قرار. والآن لي شاهداً في السماء ومحاكماً عني في الأعالي. إنَّ الساخرين مني هُم أخلائي، تبلغ إلى اللَّه طلبتي ودمع عيناي تفيض أمامه وتكون مُحاكمة الإنسان أمام اللَّه ولابن بشر أمام خليله. هوذا تأتي سنون غير معدودة فأذهب في طريق لا أعُودُ منه. أتوجع فتضمحل رُوحي، وتنطفئ أيَّامي، وإنَّما القُبُورُ لي. أتضرع متوجعاً فماذا يصنع لي سلب الغرباء أموالي مَن الذي يُصفِّقُ على يدي. فإنَّك قد حجبت قلوبهُم عن التقوى، لذلك لا يرفعُهُم. اللَّه الذي أسلم الإخلاء للسلب كلت عينيّ عن البنين. الذي جعلني مثلاً للأمُم وصرتُ لهُم هزءاً. كلَّت من الغضب عيناي وكثيرون يحاربونني بشدة. يتعجَّبُ الأبرار مِن هذا وينهض الذكي على المُنافق. ويلزم الصِّدِّيق طريقه ويزداد النقي اليدين قُوَّةً. أمَّا أنتُم فأثبتُوا تعالوا بأجمعكُم أفلا أجدُ فيكُم حكيماً. أيَّامي قد انقضت، وتقطعت مآربي التي هي حظ قلبي. جُعل ليلي نهاراً ونُوري يكاد يكون ظلاماً. ما رجائي إذا فنيت فالجحيم بيتي وفي الظَّلام مهَّدت مضجعي دعوت الموت أبي والفساد أُمِّي وأُختي إذاً أين رجائي. وهل أرى الخيرات. أو تهبُط إلى الجحيم معي أو نذهب معاً إلى الأرض.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 54 : 1 ، 26 : 11 )
أنصت يا اللَّهُ لصلاتي، ولا تغفل عن تضرُّعي. ارحمني واستجب لي، فإن لك قال قلبي. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 14 : 7 ـ 15 )
وقال مثلاً للمدعُوِّينَ، لما رأى كيف كانوا يَختارونَ صدور المُتَّكآت قائلاً : " مَتَى دعاك أحدٍ إلى عُرسٍ فلا تتَّكئ في المُتَّكإِ الأول، فلعلَّ آخر أكرم مِنكَ قد دُعى. فيأتي الذي دعاكَ معه ويقول لكَ: دع المكان لهذا. فحينئذٍ تبتدئُ بخزي تأخُذ الموضع الأخير. ولكن إذا دُعيتَ فأمض واتَّكئ في المكان الأخير، حتَّى إذا جاءَ الذي دعاكَ يقولُ لك: يا صاح، ارتفع إلى فوق. فحينئذٍ يكونُ لكَ مجد أمام كل المُتَّكئين معكَ. لأنَّ كلَّ مَن يَرفعُ نفسهُ يَتَّضعُ ومَن يَضعُ نفسَهُ يَرتَفِعُ ". وكان يقول للذي دَعَاهُ: " إذا صَنعتَ غَذاءً أو عشاءً فلا تَدعُ أصحابك ولا إخوتكَ ولا أقرباءكَ ولا جيرانكَ الأغنياء، لئلاَّ يدعوكَ أنت أيضاً، فتكونَ لكَ مُكافأةٌ. لكن إذا صَنعتَ وليمة فادعُ المساكين والضعفاء والعُرجَ والعُميان، فتصير مغبوطاً إذ ليسَ لهُم ما يُكافئونكَ ( به ) لأنَّكَ ستعطي المُكافئة عنهُم في قيامةِ الأبرارِ ". فلمَّا سمعَ هذا أحد المُتَّكئينَ قال: " طُوبى لمَن يأكُل خُبزاً في ملكوتِ اللَّهِ ".
( والمجد للَّـه دائماً )
القــداس
البولس من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية
( 8 : 12 ـ 26 )
فإذاً أيُّها الأخوةُ نحنُ مديُونُون ليس للجسدِ لنعيشَ حسبَ الجسدِ. لأنَّهُ إن عشتُم حسبَ الجسدِ فتمُوتُون، ولكن إن كُنتُم بالرُّوح تُميتُونَ أعمالَ الجسدِ فستحيونَ. فإنَّ الذين ينقادُون برُوح اللَّهِ، فأُولئكَ هُم أبناء اللَّه. إذ لم تأخُذُوا رُوح العُبُوديَّة أيضاً للخوف، بل أخذتُم رُوح التَّبنِّي الذي بهِ نصرخُ: " يا أَبَا الآب ". والرُّوحُ نفسُهُ أيضاً يشهدُ لأرواحنا أنَّنا أولاد اللَّه. فإن كنَّا أولاداً فإنَّنا ورثةٌ أيضاً، ورثةُ اللَّـه ووارثُونَ مع المسيحِ. إن كُنَّا نتألَّم معهُ لكي نتمجَّد أيضاً معهُ.فأنِّي أحسبُ أنَّ آلام الزَّمان الحاضر لا تُقاسُ بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا. لأنَّ انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء اللَّهِ. لأن الخليقة قد أُخضِعت للباطل لا عن إرادة، ولكن لأجل الذي أخضعها على رَّجاء. لأنَّ الخليقة ستُعتق هى أيضاً من عُبُوديَّة الفساد إلى حُرِّية مجد أبناء اللَّهِ. ونحن نعلمُ أنَّ كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معاً إلى الآن. وليس هى فقط، بل نحنُ الذين لنا باكورةُ الرُّوح، نحن أيضاً نئنُّ في أنفُسنا، مُنتظرين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأنَّنا بالرَّجاء خَلَصنا. والرَّجاء المُشاهد ليس هو رجاءً، لأنَّ ما يُشاهده أحدٌ كيف يرجُوه ولكن إن كُنَّا نرجُو ما لسنا ننظُرُهُ فإنَّنا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعين ضعفنا، لأنَّنا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكنَّ الرُّوح نفسهُ يشفعُ فينا بأنَّاتٍ لا يُنطَق بها.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة معلمنا يعقوب الرسول
( 5 : 16 ـ 20 )
اعترفُوا بعضُكُم لبعضٍ بخطاياكم، وصلُّوا بعضُكُم لأجل بعض، لكيما تعافوا. فأنه توجد قوة عظيمة فعالة في طلبة البار. كان إيليَّا إنساناً تحت الآلام مِثلَنا، وقد صلَّى أن لا تُمطِر السَّماء على الأرض، فلمْ تُمطِر على الأرض مدة ثلاثَ سنينَ وسِتَّةَ أَشهُر. ثم عاد وصلَّى أيضاً، فأمطرت السَّماء وأخرجت الأرض ثَمَرَها.يا إخوتي، إن ضلَّ أحدكم عن طريق الحقِّ فردَّهُ أحدٌ، فليعلَم أنَّ من يَردُّ خاطئاً عن ضلال طريقه، فإنَّهُ يُخلِّص نفسهُ من الموتِ، ويَستُر كثرة من الخطايا.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 11 : 2 ـ 18 )
فلمَّا صعد بُطرُس إلى أُورُشليم، خاصمهُ الذين مِن أهل الختانِ، قائلينَ: " إنَّكَ دخلتَ إلى رجالٍ غُلف وأكلت معهُم ". فطفق بُطرُس يحدثهم قائلاً: " كُنت بمدينةِ يافا أُصلِّي، فرأيتُ في غيبةٍ رُؤيا: وعاءً هابطاً كأنه سماط ( ملاءة ) عظيم مُدَّلى مِنَ السَّماء بأطرافه الأربعة، فجاء إليَّ. فتفرَّستُ فيهِ مُتأمِّلاً، فرأيتُ ذوات الأربع دوابَّ الأرضِ والوُحُوش والزَّحَّافات وطُيُور السَّماء. ثم سمعت صوتاً يقول لي: قُم يا بُطرُس، اذبح وَكُل. فقُلتُ: حاشا ياربُّ! فإنَّه لم يدخُل فمي قَطُّ شيء نجس أو دنس. فأجاب الصوت ثانية مِن السَّماء قائلاً: ما طهَّرهُ اللَّهُ لا تُنجِّسهُ أنتَ. وحدث هذا ثلاث مرَّات. ثُمَّ رُفع الجميع إلى السَّماء. وإذا في هذه الساعة بثلاثة رجال قد وقفُوا على باب البيت الذي كُنت فيهِ، وهم مُرسلون إليَّ مِن قيصريَّة. فقال لي الرُّوح أنطلق معهُم غير مُرتابٍ في شيءٍ. وذهبَ معي أيضاً هؤُلاء الأخوةُ السِّتَّةُ. ودخلنا بيتَ الرَّجُل، فأخبرنا كيفَ رَأى الملاكَ في بيتهِ واقفاً يقول لهُ: أرسل إلى يافا، واستحضر سمعان المُلقَّب بُطرُس، وهو يُكلِّمُك بكلام تخلُص بهِ أنت وجميع أهل بيتك. ولمَّا ابتدأت أكلمهُم حلَّ الرُّوح القُدُس عليهم كما حلَّ علينا في البدء. فتذكَّرتُ كلامَ الرَّبِّ حيث قال: إنَّ يُوحنَّا عمَّد بالماء وأمَّا أنتُم فستُعمَّدُون بالرُّوح القُدُس. فإن كان اللَّهُ قد أعطى مساواة الموهبة للذين آمنوا بالرَّبِّ يسُوع المَسيح مثلنا، فَمَن أنا؟ حتى أمنع اللَّه. فلمَّا سمعُوا ذلك سكتُوا، وكانُوا يُمجِّدُون اللَّه قائلين: " إذاً قد أعطى اللَّه الأمم أيضاً التَّوبة للحياة! ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثلاثون من شهر أمشير المبارك
.1 وجود رأس القديس يوحنا المعمدان
.2 نياحة البابا الانبا كيرلس السادس
.1 في هذا اليوم نعيد بتذكار وجود راس القديس يوحنا المعمدان. وذلك انه لما أمر هيرودس بقطع رأسه وإحضاره إليه وتقديمه إلى الفتاة هيروديا علي طبق كما طلبت قيل انه بعد انتهاء الوليمة ندم علي قتله يوحنا فابقي الرأس في منزله واتفق إن اريتاس ملك العرب صهر هيرودس ،حنق عليه لأنه طرد ابنته وتزوج بامرأة أخيه وهو حي، فأثار عليه حربا ليثار لابنته فغلب هيرودس وشتت شمل جنوده وخرب بلاد الجليل. وقد علم طيباروس قيصر إن السبب في هذه الحروب هو قتل هيرودس لنبي عظيم في شعبه وطرده ابنة اريتاس العربي وتزوجه من امرأة أخيه. فاستدعاه إلى رومية ومعه هيروديا. فاخفي هيرودس راس القديس يوحنا في منزله وسافر. فلما وصل إلى هناك أمر طيباروس بخلعه وتجريده من جميع أمواله ثم نفاه إلى بلاد الأندلس حيث مات هناك. وخرب منزله وصار عبرة لمن يعتبر واتفق بعد مدة من السنين إن رجلين من المؤمنين من أهل حمص قصدا بيت المقدس ليقضيا مدة الصوم الكبير هناك وأمسى عليهما الوقت بالقرب من منزل هيرودس فناما فيه ليلتهما. فظهر القديس يوحنا لأحدهما واعلمه باسمه وعرفه بموضع رأسه وأمره إن يحمله معه إلى منزله. فلما استيقظ من نومه قال ذلك لرفيقه وذهبا إلى حيث المكان الذي كان راس القديس مدفونا فيه، وحفرا فوجدا وعاء فخاريا مختوما ولما فتحاه انتشرت منه روائح طيبة ووجدا الرأس المقدس فتباركا منه ثم أعاداه إلى الوعاء. وأخذه الرجل الذي رأي الرؤيا إلى منزله ووضعه في خزانته وأضاء أمامه قنديلاً. ولما دنت وفاته اعلم أخته بذلك فاستمرت هي ايضا تنير القنديل. ولم يزل الرأس ينتقل من إنسان إلى إنسان حتى انتهي إلى رجل اريوسي، فصار ينسب ما يصنعه الرأس من الآيات إلى بدعة اريوس، فأرسل الله عليه من طرده من مكانه وبقي مكان الرأس مجهولا حتى زمان القديس كيرلس أسقف أورشليم حيث ظهر القديس يوحنا لأنبا مرتيانوس أسقف حمص في النوم وأرشده إلى موضع الرأس. فأخذه وكان ذلك في الثلاثين من شهر أمشير.صلاة هذا القديس تكون معنا امين.
.2 في هذا اليوم تذكار نياحة البابا الانبا كيرلس السادس.صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا أمين.


مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 54 : 14 ، 15)
أنا صرخت إلى اللَّه. والرب استجاب لي. كلامي أقوله فيسمع صوتي. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 16 : 1 ـ 9 )
ثم قال أيضاً لتلاميذه: " كان إنسانٌ غنيٌّ له وكيلٌ، وهذا قد وشِيَ به لديه أنه يُبدد أمواله. فإستدعاه وقال له: ما هذا الذي أسمعه عنكَ؟ أعط حساب الوكالة فإنَّك لا تكون وكيلاً بعد. فقال الوكيل في نفسه: ماذا أفعل؟ سينتزع سيِّدي الوكالة منِّي. لا أستطيع الفلاحة وأخجل أن أستعطي. قد علِمتُ ماذا أصنع، حتَّى إذا عُزلتُ عن الوكالة يقبلونني في بيوتهم. فدعى كل واحدٍ من مديوني سيِّده، وقال للأوَّل: كـم عـليـك لسـيِّدي؟ فقال: مئة بثِّ زيتٍ. فقال له: خُذ صكَّك واجلس عاجلاً واكتُب بخمسين. ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟ فقال مئَة كرِّ قمح. فقال له: خُذ صكَّك واكتُب بثمانين. فمدح السيِّد وكيل الظُّلم لأنه صنع بحكمةٍ، لأنَّ أبناء هـذا الدَّهر أحـكم من أبناء النُّور في جيلهم. وأنا أيضاً أقول لكم: اجعلوا لكم أصدقاء من مال الظُّلم، حتى إذا أدرككم الإضمحلال يقبلونكم في المظالِّ الأبديَّة.
( والمجد للَّـه دائماً )
+++

Post: #239
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-10-2015, 07:47 PM
Parent: #238

احبائى ..

اختبار الأخ الحبيب وجدى ..

من خلال برنامج سؤال جرئ ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=j580kn2Spq4www.youtube.com/watch?v=j580kn2Spq4http://http://www.youtube.com/watch?v=j580kn2Spq4www.youtube.../watch?v=j580kn2Spq4

الرب يبارك جياتكم ..
اخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #240
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-10-2015, 10:47 PM
Parent: #239

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

( يوم الثلاثاء من الأسبوع الرابع من الصوم الكبير )
10 مارس 2015
1 برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر التكوين لموسى النبي
( 28 : 10 ـ 22 )
وخرج يعقُوب من بئر سبع ومضى إلى حاران. وجاء إلى موضع فرقد هناك لأنَّ الشَّمس كانت قد غربت، وأخذ حجراً من حجارة ذلك الموضع فوضعه تحت رأسه ونام في ذلك الموضع. فرأى حُلماً وإذا سُلَّمٌ مُثبتةٌ على الأرض ورأسُها مُرتفع إلى السَّماء، وملائكة اللَّه يصعدون وينزلون عليها. وكان الربُّ واقفاً عليها فقال أنا هو إلهُ إبراهيم أبيكَ وإلهُ إسحق، فلا تخف الأرض التى أنت نائم عليها لك أُعطيها ولنَسلِكَ من بعدك. ويكون نَسلُكَ مثل رمل الأرض ويمتدُّ إلى ناحية البحر والغرب والشمال والشرق، ويَتَباركُ فيكَ وفي نَسلِكَ جميع قبائل الأرض. وها أنا أكون معكَ أحفظُكَ في الطريق كله الذي تسلك فيه وأردُّك إلى هذه الأرض، ولا أترُكُكَ حتى أفعل كل ما كَلَّمتُكَ به.فقام يعقوب من النوم وقال إنَّ الرَّبَّ في هذا المكان وأنا لم أَعْلَمْ. فخاف وقال ما أرهَبَ هـذا المكان، ما هـذا إلاَّ بيتُ اللَّهِ وهذا بابُ السَّماءِ. ثم بَكَّـرَ يعقوب في الغداة وأخذ الحجر الذي وضَعَهُ تحت رأسِهِ هناك وأقامَهُ عَمُوداً وصَبَّ على رأسِهِ زيتاً. فدعى يعقوب اسم ذلك المكان بيت اللَّه، واسم المدينة كان أولاً لوزاً. ونذر يعقوب نذراً قائلاً إن كان الرَّبّ اللَّه معي وحَفِظَني في هذا الطَّريق الذي أنا سائرٌ فيه وأعطاني خُبزاً لآكُل وثياباً لألبس وأرجعني بسلام إلى بيت أبي يكون الرَّبُّ لي إلَهاً. وهذا الحجر الذي أقَمتُهُ عَمُوداً يَكُون لي بيت اللَّه وكُلُّ ما تُعطيني أُعَشِّرُه لكَ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من إشعياء النبي ( 25 : 1 ـ 26 : 1 ـ 8 )
أيها الرب إلهي أُمجِّدك، وأبارك اسمك لأنَّك صَنَعتَ أعمالاً عجيبة، ومشورات حق من مُنذُ القدم تكون للرب. إنك جعلت مدينةً رُجمةً، وقريةً حصينةً خراباً، لتسقط أساساتها فلن تُبنى مدينة المنافقين إلى الأبد. لذلك يُمجِّدك الشَّعب المسكين ومدن الناس المظلومين يُباركونك. لأنَّك كُنت حِصناً لكل مُدن المُنسحقين وستراً لمضطربي القلوب، وإلى النهاية تنجيهم من أيدي الناس الأشرار. فإن ظل العطاش ورُوح الناس المُعتزين تُباركك كأنهم أُناس صغار القلوب. تُبارِكك العطاش في صهيون لأنَّك تُنجيهم من أيدي النَّاس الأشرار الذين أسلمتهُم إلى ضجيج الغرباء. يرذله بحر، وكالسموم في ظل السحاب المحرق تذل نسل الأقوياء.ويصنعُ ربُّ الجيوش لجميع الأُمم على هذا الجبل وليمة هذه المشُورة على جميع الأُمم. ويبتلع الموت الذي قوى ويمسح اللَّه كُل الدُّموع عن كُلِّ الوُجُوه ويذيل تعيير شعبه عن كُلِّ الأرض لأنَّ فم الرب قد تكلم بهذا.ويُقال في ذلك اليوم هوذا الرب إلهنا الذي انتظرناه فنبتهج ونفرح بمُخلِّصنا. لأنَّ الرب يعطى خلاصاً على هذا الجبل وينداس موآب كما ينداس التِّبن تحت النورج. ويبسط يديه كما يبسط السَّابح في سباحته ويحط كبرياؤه بتصفيق يديه. وحصون أسوارك العالية يخفضها ويلصقها بالأرض.في ذلك اليوم يُنشد هذا النشيد في أرض اليهودية، لنا مدينةٌ خلاص حصينةٌ، جعل لنا أسواراً ومترسةً. افتحُوا الأبواب وليدخل الشَّعب الحافظ العدل. المُتكلِّم بالصدق الشافي بالبر الحافظ بالسلام لأنه توكل عليك أيها الرب إلى الأبد. أيها الإله العظيم الأبدي، الذي خفض وأنزل الساكنين في العُلاء وحط المُدن الشامخة إلى الأرض، فتدوسها أرجل البائسين وأقدام المساكين.طريق الأتقياء صار مستقيماً، وتُمهِّد سبيل الصِّدِّيق. لأنَّ طريق أحكام الرب انتظرنا، إلى اسمك وذكرك تشتاق نفوسنا.
( مجداً للثالوث القدوس )

من أيوب الصديق ( 18 : 1 ـ 21 )
فأجاب بلددُ الشُّوحيُّ وقال: إلى متى لا تضعُون حداً للكلام، أصمت فنتكلَّم نحن. لماذا سكتنا أمامك كالبهائم ونستقذر في عينيك. أيُّها القاتل نفسهُ في غيظهِ أفتُهجر الأرض من أجلك أو يُزحزح الجبال من أساساتها.إنَّ نور المنافق ينطفيء ولهيب ناره لا يُضيء. يُظلم نوره في بيتِهِ وينطفيء مصباحه أمامه. وينزع ما له المحتقرين تضيق خطوات قُوَّته ومشورته تصرعه. لأنَّ رجليهِ تسوقانه إلى الأشراك فيخطو على حفرة مشبكة. يأخذ الفخُّ بعقبيهِ ويشتد عليه العطش. فإن حِبَالتُه مَطمُورَةٌ في الأرض ومَصِيدتُه في الطريق. تُفاجئه الأهوال حوله وتلتف حول رجله. اسمه في نهم والبَوار قائم بجانبه، تُؤكل قطع جلده تأكُل المنية حسنه. ينتزع من بيته الشفاء وتدركه دواهي المَلِك. وتحل في خبائه ليلاً، ويُذَرُّ على مَربِضهِ كبريتاً. تجف أُصُولُه مِنْ أسفل وتُقطع فروعه مِنْ فوق. يَهلك ذِكرُه من الأرض ولا يكون له اسم في الخارج ( الشوارع ). يُدفَعُ مِنَ النُّور إلى الظُّلمة ولا يُعرف في شعبه. ولا تكون له ذُرية ولا عقب بين قومه ولا يبقى في منازله باقٍ. يتنهد عليه المُتأخِّرُون ( المغارب ) ويَقَشَعِرُّ الأقْدَمُون ( المشارق ). إنَّما تِلكَ مساكنُ فاعِلي الشَّرِّ وهذا مقامُ مَنْ لا يَعرفُ اللَّه.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 17 : 1 )
استمع يا اللَّه عدلي. واصغ إلى طلبتي، وانصت إلى صلاتي. فليست هى بشفتين غاشتين. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا متى البشير ( 21 : 28 ـ 32 )
" ماذا تَظُنَّونَ؟ كان لإنسانٍ ابنان، فَجاءَ إلى الأوَّل وقالَ له: يا بني، أمضِ اليومَ واعمَل في كَرمِي. فأجابَ وقالَ: هأنذا يا سيدي ولم يَمضِ. فجاء إلى الثَّاني وقالَ له أيضاً هكذا. فأجاب وقال: لا أُريد. ولكنَّه أخيراً نَدِم ومَضَى. فمَن مِن الاثنين عَمِل إِرادَة أبيه؟ ". قالُوا: " الأخير " فقال لهُم يسُوع: " الحقَّ أقُولُ لكُم: إنَّ العشَّارينَ والزُّناة سَيسبقُونكُم إلى ملكُوتِ اللَّـهِ، لأنَّه قد جاءَكُم يُوحنَّا في سبيل الحقِّ فَلم تُؤمنُوا بهِ، وأمَّا العشَّارُونَ والزُّناة فآمنُوا بهِ. وأنتُم إذ رأيتُم ( ذلك ) لم تَندمُوا أخيراً حتى تُؤمنُوا بهِ.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل أفسس
( 4 : 1 ـ 16 )
فأسألكم أيضاً، أنا الأَسِير في الرَّبِّ: أن تَسلكُوا كَما يَحقُّ لِلدَّعوةِ التى دُعيتُم إليها. بكُلَّ تَواضُعٍ، ووداعة، وطُول أناة، مُحتَمِلينَ بعضُكُم بَعضاً بالمحبَّة. ومُجتَهدِينَ في حفظ وحدانِيَّة الرُّوح بِرباطِ السَّلام الكامل. جسدٌ واحدٌ، ورُوحٌ واحدٌ، كَما دُعِيتُم في رَجاء دَعوتكُم الواحد. ربٌّ واحدٌ، وإيمانٌ واحدٌ، ومَعمُوديَّةٌ واحدةٌ، واحدٌ هو اللَّه أبو كل أحد، الكائن على الكُلِّ وبالكُلِّ وفي الكُلِّ، ولكُلِّ واحدٍ مِنَّا أُعطِيَتِ النِّعمَةُ على مِقدَار موهبة المسيح. فلذلكَ يقُولُ: " لما صعدَ إلى العلاءِ سَبَى سبياً وأعطَى النَّاسَ عطايا ". فالصعودُ ما هو إلاَّ إنَّهُ نزل أولاً إلى أسافل الأرض. فذاك الذي نزلَ هو الذي صعدَ أيضاً فوق السَّمَواتِ كلها ليُكمِّلَ كلَّ شيءٍ. وهو الذي أعطَى البعضَ أولاً رُسلاً، والبعضَ أنبياءَ، والبعضَ مُبشِّرينَ، والبعضَ رُعاةً ومُعلِّمينَ، لأجل استعداد القدِّيسينَ، ولعمل الخدمةِ، وبُنيانِ جسدِ المسيح، إلى أن ننتهِيَ جَميعُنا إلى وحدةِ الإيمان ومعرفةِ ابن اللَّهِ. إلى إنسانٍ كاملٍ. إلى مقدار قامةِ ملءِ المسيح. حتى لا نَكُونَ فيما بعدُ أطفالاً مضطربين ومَحمولينَ مع كلِّ ريح تعليم، بخداع النَّاس، بمكر ومخادعة الضَّلال. بلْ صادقينَ في المحبَّةِ، فننمو في كلَّ شىءٍ إلى ذاك الذي هو الرأسُ: المسيحُ، الذي منهُ كُلُّ الجَسدِ مُرَكَّبٌاً معه، ومُلتحماً بكُلِّ عرقٍ على قدر فعل المواهبَ بمقدار كلِّ واحدٍ من الأعضاءِ، ويصنع نمواً للجسدِ لبُنيَانهِ في المَحبَّةِ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة معلمنا بطرس الرسول الثانية
( 2 : 2 ـ 8 )
وسَيتبَعُ كَثِيرُونَ نجاساتهُم. وبِسَببهم سيُجدَّف على طَريِق الحقِّ. وبالطَّمع وزخرف الكلام يَتَّجِرُون بِكُم، الذين دَينُونَتُهُم مُنذُ القَدِيم لا تَبطل، وهَلاكُهُم لا ينام. فإن كان اللَّه لم يُشفِق على المَلائِكة الذين أخطأُوا، بَل أَسلمهُم إلى أسافل الهاوية بسَلاسِل الظلمة، ليحفظوا لِلقضاء معذبين، ولم يُشفِق على العَالَم القَديم، وإنَّما حَفِظَ نُوح الثامن الكارز بالبر، وأتى بالطُوفان على عَالم المنافقين. ومَدِينتي سَدُوم وعَمُورَة أحرقهُما، وقضى عَلَيهِما بِالانقِلاب، وجعلهُما عِبرة للعَتيدين أن ينافقُوا، وأَنقَذ لُوطاً البارَّ، مَغلُوباً مِن سِيرة الارديَاءِ وسلوكهم النجس. لأنه بِالنَّظَر والسَّمع كان البار ساكناً بينهُم، وكانت نَفسهُ البارَّة تتعذب يَوماً فَيوماً بالأعمال المذمومة.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 27 : 1 ـ 3 )
ولمَّا استَقَرَّ الرَّأيُ أن نُقلع إلى إيطاليا، أُسلم بُولُس وأَسرَى آخَرون إلى قَائِد مِئةٍ اسمُه يُوليُوس من فرقة سبسطية ( أُوغُسطُس ). فركبنا سَفينةٍ من أدرامنتين، مُزمعة أن تسير بقرب سواحل أسِيَّا. وأقلعنا وكان مَعَنا أَرِستَـرخُس المقـدوني مِن تَسَالُونِيكي. وفي اليَـوم الآخـر وصلنا إلى صَيدَا، فعاملَ يُوليُوس بُولُس برفق، وأَذِن له أن يَذهب إلى أَصِدقَائِه لِيَحصُل على عِنايةٍ ( مِنهُم ).
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الأول من شهر برمهات المبارك
1- نياحة القديس نركيسوس
2- شهادة القديس ألكسندروس
3- تذكار الأنبا مرقورة
1- فى مثل هذا اليوم من سنة 222م تنيح الأب القديس نركيسوس أسقف بيت المقدس. وهذا الأب قدم على بيت المقدس فى سنة 190م فى عهد ألكسندروس قيصر الذى كان محبا للنصارى. وكان هذا الأب قديسا كاملاً فى جميع تصرفاته، فرعى شعبه أحسن رعاية، ولم يلبث قليلا على كرسيه حتى مات ألكسندروس، وقام بعده مكسيميانوس قيصر، وهذا أثار الإضطهاد على المسيحيين، وقتل عددا كبيرا من الأساقفة وغيرهم، وهرب البعض تاركا كرسيه أما هذا الأب فقد منحه الله موهبة صنع العجائب، ففى ليلة عيد القيامة كان الزيت قد نفذ من القناديل، فأمر أن تملأ ماء فأضاءت. وإستنار الجميع فى تلك الليلة من ضوء تعاليمه أيضاً.ولكن عدو الخير لم يسكت فحرك البعض ضده، فإتهموه بخطية النجاسة، وكان جزاء الله مرا على أولئك الكاذبين، إذ مات أحدهم محروقا، وإندلقت أمعاء آخر، وذاب جسم ثالث من دوام المرض، وقتل رابع، وتاب الخامس ذارفا الدموع معترفا بذنبه. أما القديس فذهب إلى البرية وإختفى فيها لئلا يكون بقاؤه سببا فى عثرة أحد.وإذ لم يعرف من أمره شيئا، إختاروا عوضه إنسانا إسمه ديوسف أقام زمانا ثم تنيح فقدموا آخر إسمه غوردينوس. ولما إنقضى زمان الإضطهاد عاد الأب نركيسوس إلى أورشليم فقابله الشعب بفرح عظيم. وطلب إليه غوردينوس أن يتسلم كرسيه فلم يقبل وآثر الوحدة. فألح عليه أن يبقى بالقلاية فأقام معه سنة تنيح على أثرها غوردينوس، فتسلم القديس نركيسوس كرسيه. وكان قد كبر وضعف جدا، فطلب من أبنائه أن يختاروا أسقفا آخر عليهم فأبوا.وحدث أن ألكسندروس أسقف القبادوقية حضر إلى بيت المقدس ليصلى ويعود، ولما هم بالرجوع بعد العيد إذا بالشعب يسمع صوتا عظيما فى كنيسة القيامة يقول: أخرجوا إلى باب المدينة الفلانى. وأول من يدخل منه فهذا أمسكوه وأبقوه مع نركيسوس ليساعده. فلما خرجوا إلى الباب إلتقوا بالأسقف ألكسندروس فرجوه أن يقيم مع الأب نركيسوس، فقبل بعد تمنع شديد، ولبث بعد أن تنيح، وكانت مدة جلوس هذا الأب على كرسى الأسقفية سبع وثلاثين سنة، وجملة حياته مائة وست عشرة سنة. صلاته تكون معنا. آمين.
2- وفى هذا اليوم أيضا إستشهد القديس ألكسندروس الجندى، فى أيام الملك الوثنى مكسيميانوس. ولما إمتنع هذا القديس عن التبخير للأصنام عاقبه الملك بأن علقه من يديه، وربط فى رجليه حجراً ثقيلاً، وأمر بضربه وحرق جنبيه وجعل مشاعل نار على وجهه. وإذ لم تثنه هذه العذابات أمر الملك بضرب رقبته ونال إكليل الشهادة.شفاعته تكون معنا. آمين.
3- وفى هذا اليوم أيضا تذكار الأنبا مرقورة الأسقف. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبدياً آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 17 : 6 )
أنا صرخت لأنَّك قد سمعتني يا اللَّـه، أَمِلْ أُذُنَيْكَ يارب واستمع كلامي. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 9 : 57 ـ 62 )
وفِيمَا هُم سائِرُونَ في الطَّريقِ قالَ لَهُ واحدٌ: " أَتبَعُك إلى حيث تَمضِي ". فَقالَ لَهُ يَسَوعُ: " إن للثَّعالب أوجرةٌ، ولطُيُور السَّماء أَوكاراً، وأمَّا ابنُ الإنسان فلا موضع له يُسند إليه رأسه ". وقالَ لآخَرَ: " اتبَعنِي ". فَقالَ: " يارب، ائذَن لي أوَّلاً أن أذهب لأدفن أبي ". فَقالَ لَهُ يسُوعُ: " دَع الموتَى يَدفنُونَ مَوتاهُم، أمَّا أنتَ فأذهَب وبشر بِمَلَكُوتِ اللَّهِ ". وقَالَ لَهُ آخَرُ سأتبعك يارب، فإذَن لي أوَّلاً أن أُوَدِّع مَن في بَيتي ". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: " ما مِن أحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ على المِحراث ويَنظُرُ إلى الوَرَاء يكون أهلاً لِمَلَكُوتِ اللَّهِ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #241
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-11-2015, 01:31 PM
Parent: #240

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأربعاء من الأسبوع الرابع من الصوم الكبير)
11 مارس 2015
2 برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر الخروج لموسى النبي ( 7 :14 ـ 8 :1 ـ 18 )
فقالَ الرَّبُّ لمُوسى: قد ثقل قَلب فرعَون، كي لا يُطلق الشَّعب. فامضِ إلى فرعَون في الصَّباح، فإنَّه يخرُج إلى الماءِ، فَقف معه على شاطيء النَّهر، والعَصَا التى تَحوَّلَت إلى حيَّة خُذها بيدك. وتقولُ لَهُ الرَّبُّ إلهُ العِبرَانيِّينَ أرسَلَني إِلَيكَ قَائلاً: أَطلقْ شَعبي ليعبُدُني في البرِّيَّة، وهُوذا حتَّى الآن لم تَسمَع. هذا ما يقوله الرَّبُّ بهذا تَعرفُ أنِّي أنَا الربُّ، ها أنا أضربُ بالعصا التي في يدي على الماء الذي في النَّهر فيتحوَّل دماً. ويَمُوتُ السَّمكُ الذي في النَّهر ويَنتِنُ النَّهر، فلا يستطيع المصريُّون أن يشربوا ماءً مِن النَّهر.وقالَ الربُّ لموسى قُل لهرون أخيك خُذ عَصَاك ومُدَّ يَدكَ على مياه مِصر وعلى أنهارهم وعلى ترعهم وعلى بركهم وعلى كل موضع تجتمع فيه المياه لتصير دماً، ويكون الدم في كُلِّ أرض مِصر في الأخشاب وفي الأحجار. ففعل هكذا موسى وهرون كما أمرهما الربُّ، ورَفَعَ هرون وضرب بالعصا الماء الذي في النَّهر أمام فرعون وأمام عبيده، فتحَوَّل كُـلُّ الماء الذي في النَّهر دماً. ومات السَّـمك الـذي في النَّـهر وأنْتَـنَ النَّهـر، فلم يستطع المصريُّون أن يشربوا ماءً مِن النَّهر، وكان الدَّم في كُلِّ أرض مِصر. وفعل عَرَّافُو المصريين كذلك أيضاً بسحرهم، فتقسى قلب فرعَون ولم يَسمع لهُما كما قال لهُما الرَّبّ.وعاد فرعَون فدخل إلى بَيتهِ ولم يندم ولا على هذا أيضاً. وحَفَرَ كُلُّ المصريِّين حول النَّهر ليَشَربُوا ماء، لأنَّهُم لم يقدروا أن يَشَربُوا ماء مِن النَّهر.وكَمُلت سَبعةُ أيَّام بَعد أن ضَرَب الرَّبُّ نهر مِصر، فقالَ الرَّبُّ لمُوسى ادخُل إلى فرعون وقُل لَهُ: هذا ما يقولهُ الرَّبُّ أَطلق شَعبي ليَعبدني. وإن كُنت لا تريد أن تُطلقه فَها أنا أَضربُ جَميع تُخُومِك بالضَّفادع. فَيفيضُ النَّهر ضَفَادع، فَتَصعَدُ وتَدخُلُ إلى بيوتك وإلى مخَادع فِراشِكَ وعلى أسرتك وبُيُوت عَبيدك وشَعبك وفي تَنَانيرك وفي مَعاجنِكَ. وعليك وعلى شَعبِك وعلى عبيدك تَصعَدُ الضَّفادع.وقال الربُّ لموسى قُلْ لهرون أخيك مُدَّ عصاك التي في يدك على الأنهار وعلى الترع وعلى البرك وأصْعِدِ الضَّفادِع. فَمَدَّ هرون يَدَهُ على مياه مِصر، فَصَعِدَت الضَّفادع وغَطَّت أرض مِصر. ففعل سحرة المصريِّين أيضاً كذلك بسحرهُم وجلبوا الضَّفادع على أرض مِصر. فدعى فرعون موسى وهرون وقال صَلِّيَا إلى الربِّ عني ليَرفَع الضَّفادع عنِّي وعن شعبي وأنا أرسل الشَّعب ليَذبحُوا للربِّ. فقال موسى لفرعون عَيِّنْ معي متى أُصَلِّي مِن أجلك ومِن أجل عَبِيدك ومِن أجل شَعبك لتهلك الضَّفادع عَنك وعن شَعبك وعن بيوتكُم إلاَّ ما يتَبقى في النَّهر. أمَّا هو فقال غَداً، فقال سَيكُون كَما قُلت، لكي تَعلم أنه ليسَ إله غير الربِّ. فَتَرفعُ الضَّفادع عَنكَ وعن بُيُوتكُم وعن عَبِيدِك وعن شَعبك، إلاَّ ما يتبقى في النَّهر.ثُمَّ خَرَجَ موسى وهرونُ مِن عند فرعون وصَرَخ موسى إلى الرَّبِّ مِن أَجلِ الوعد الذي وعد به عن الضَّفادع كما قرر فرعون. فَفَعَلَ الرَّبُّ كما قال موسى وماتت الضَّفادع مِن البُيُوتِ ومِن المزارع ومِن الحُقُول. فَجمعُوها كُوَماً كُوَماً وأَنْتَنَت الأرض منها. فَلمَّا رأى فرعونُ أنَّه قَدْ حَصَلَ الفَرَجُ تقسى قَلبَهُ ولم يَسمع لهُما كما تَكلَّم الرَّبُّ.فقال الرَّبُّ لموسى قُل لهرون مُدَّ عَصَاكَ بيدك واضرب تُراب الأرض فيكُون قملاً في النَّاس وفي ذوات الأربع وفي كُل تُراب الأرض، فمَدَّ هرون عصاه بيده وضَرَب تُراب الأرض، فَصَار القمل في النَّاس وفي ذوات الأربع، وفي كُل تُراب الأرض في كُل أرض مِصر. فَفعل أيضاً السحرة كذلك بِسحرهم ليُخرجُوا القمل فلم يَستَطيعُوا، وكان القمل في النَّاس وفي البَهَائم. فقال السحرة لفرعون هذا أَصبَعُ اللَّهِ، فتقسى قَلب فرعون ولم يَسمع لهُما كما قال الربُّ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر يوئيل النبي ( 2 : 28 ـ 32 )
ويَكُونُ بَعدَ هذه الأيَّام أنِّي أفيض رُوحي على كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأ بَنُوكُمْ وبَناتُكُمْ ويَحَلمُ شُيُوخُكُمْ أَحلاماً ويَرَى شَبابُكُمْ رُؤى، وعلى عَبيدي أيضاً وإِمائي أفيض روحي في تِلكَ الأيَّام فَيَتَنَبَّأون ويعطي عَجائِب في السَّماء وعلى الأرض دَماً ونَاراً وأعْمِدَةَ دُخَانٍ. تَتَحَوَّلُ الشَّمسُ إلى ظُلمَةٍ والقَمَرُ إلى دَمٍ قَبلَ أن يأتي يَومُ الرَّبِّ العَظِيمُ الهائل. ويكُونُ أنَّ كُلَّ مَن يَدعُو بِاسم الرَّبِّ يخلص، لأنَّهُ في جَبَلِ صِهيَونَ وفي أُورُشليمَ تَكُونُ النجاة، كَما قَالَ الرَّبُّ، ويبشر مدعوِّي الرَّبّ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 1 : 1 ـ 22 )
كانَ رَجُلٌ في أرض عَوْصَ اسمُهُ أيُّوبُ، وكانَ هذا الرَّجُلُ باراً وكَاملاً يَتَّقي اللَّهَ ويَحيدُ عن كُلّ شرّ. وكان لهُ سَبعة بَنين وثَلاث بَنات. وكانت مَواشيهِ سَبعة آلافٍ مِنَ الغَنَم وثَلاثَة آلافِ مِن الإبل وخَمسَ مِئَةِ فَدَّان بَقَرٍ وخَمسَ مِئَةِ أَتانٍ ترعى، ولهُ خُدام كثيرون وأعمال عظيمة كانت له على الأرض، وكان ذلك الرَّجُل غنياً أكثر مِن سكان المشرق. وكان بَنُوهُ يَذهَبُون كُلّ يوم فيُولمُون بعضهُم مع بعض في بيت أخيهُم الأكبر ويأخذون معهُم أخَوَاتِهِم الثَّلاث ليأكُلن ويَشرَبن مَعهُم. فإذا تم مدار أيَّام المأدبة يرسل أيُّوب إلى مواشيه ليأخُذ عِجلاً ليصعده عن نفُوسهُم، لأنَّ أيُّوب كان يقول لعل بنيَّ فكروا بالشرور في قُلُوبِهم أمام اللَّه، هكذا كان أيُّوبُ يَصنعُ كُلَّ الأيَّام.وكان ذاتَ يَومٍ أن جَاءَ ملائكة اللَّـه ليَمثُلُوا أَمامَ الرَّبِّ وجاءَ الشَّيطانُ أيضا معهُم، ووقف على الأرض وعبر فيها. فقال الرَّبُّ للشَّيطان مِن أينَ أتيت؟. فأجابَ الشَّيطان وقال طُفت في الأرض كُلها وجُلت تحت السَّماء وها أنا هُنا. فقال لهُ الرَّبُّ هَل أملت قلبك إلى عبدي أيُّوب، فإنَّهُ ليس مَن يشبههُ في الأرض، لأنَّهُ بارٌ وكاملٌ يتَّقي اللَّهَ ويحيدُ عن كُلّ شرّ؟. فأجابَ الشَّيطانُ أمام الرَّبّ أمجَّاناً يعبد أيُّوب الرب؟. أليسَ أنَّكَ أكثرت ماله، وبارَكت داخل وخارج بيته، وحفظت كل شيء لهُ، بارَكتَ أعمالَ يَدَيهِ فأكثرت مَوَاشيهِ على الأرض. ولكن أبسِطْ يَدكَ وأمسس كُلُّ ما لَهُ فتنظر هل يُباركك في وجهك؟. حينئذ قال الرَّبُّ للشَّيطان ها إن ما لَهُ في يَدِك وجسده، ما عدا نفسهُ لا تَتسلط عليها. فخَرج الشَّيطان مِن أمام الرَّبِّ. وكان ذاتَ يَومٍ أنَّ بني أيُّوب وبَناتُهُ كانوا يأكُلُون ويَشرَبُون خَمراً في بَيتِ أخِيهِم الأكَبر فأقبل رَسول إلى أيُّوب وقال: كانت البقر تَحرُث والأُتُنُ ترعَى بِجانبها فجاء السَّبَئيُّون وأخذُوها وقتلُوا الغلمان بالسَّيف ونَجَوت أنا وَحدي وجئت لأُخبرك. وفيما يتكلَّم هذا جاء رَسُول آخَر وقال لأيُّوب: إنَّ ناراً سَقَطت مِن السَّماء وأحَرَقت الغَنَم وأكَلت الرعاة وهكذا نَجَوت أنا وَحدي وجئت لأُخبرك. وفيما يتكلَّم هذا جاء رَسُول آخَر وقال لأيُّوب: إن الكلدانيِّين افترقوا ثَلاث فِرَق ووقعوا على الجِمَال وأخَذُوها وقتلوا الغِلمَان بالسَّيف وبَقيت أنا وَحدي وجئت لأُخبرك. وفيما يتكلَّم هذا جاء رَسُول آخَر وقال لأيُّوب: بَنُوكَ وبَناتُكَ كانُوا يأكُلُونَ ويَشرَبُونَ خَمراً في بيت أخِيهم الأكَبر وبغتة جاءت ريح شديدة مِن القفر وصَدَمَتْ زَوايا البَيت الأربَع فَسَقَط البيت على أولادك فماتُوا ونَجوتُ أنا وَحدي لأُخبرك. فَقامَ أيُّوبُ هكذا ومَزَّق ثيابهُ وجَزَّ شَعر رَأسهِ فخرَّ وسَجد للرب وقال عُرياناً خَرَجتُ مِن بَطن أُمِّي وعُرياناً أَعُودُ، الرَّبُّ أَعطى والرَّبُّ أخَذَ كما حسن عند الرَّبّ كذلك كان فليكُن اسمُ الرَّبِّ مُبارَكاً. وفي كُلِّ هذا الذي حدث لهُ لم يُخطئ بشيء أمام الرب ولم ينسب للَّهِ جهالةً.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي
( 26 : 21 ـ 27 : 1 ـ 9 )
فإنَّه هوذا الرَّبُّ يَخرُجُ مِن قدسهِ ليُعاقبَ إثم سُكَّان الأرض فَتَكشف الأرض عن دمائها ولا تستر قَتلاها من بعد.في ذلك اليوم يُعاقبُ الرَّبُّ بِسيفهِ القَاسي العَظِيم الشَّديد لوياثان الحيَّة الملتوية، ويَقتُل التِّنِّين الذي في البحر.في ذلك اليوم غَنُّوا للكرمةِ المُشتَهاة أنا الرَّبُّ حاميها، في كُلَّ لَحظة أسقيها، ولئلاَّ يفتقدها مفسد أحرُسُها لَيلاً ونَهاراً. إنَّه ليس فيَّ غضب فمن قاومني بالقتاد والشَّوك في القتال فإني أهجم عليهما وأحرقهما جميعاً، بل ليَتمسَّك بعزتي ليعمل معي سِلماً لِيسالمني.وفيما بعد يَتأصَّل يعقُوب، وينبت ويُزهِر إسرائيلُ ويَملأ وجهَ المسكُونةِ ثِماراً. هل ضربه كما ضرب ضاربه أم قتل كما قتل قاتلوه. إنما خاصمتها حين طَلَّقتها خصام رفق، فذهبت بها ريح عاصف في يوم السموم. فبذلك يكفَّر إثم يعقوب، وإنما ثمرته محو خَطَّيئته إذ يجعل جميع حِجارة المذبح كحجارة الكلس المُفتتة، إذ لا تقُوم الغابات ولا تماثيل الشموس.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 18 : 38 ، 39 )
اطرد أعدَائي فأدرِكُهُم، ولا أَرجِعُ حتى يفنوا. وأعطيتني الظفر على أعدائي، ومُبغِضيَّ استأصلت. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 14 : 16 ـ 24 )
فقالَ لهُ: " إنسانٌ صنعَ عَشاءً عظيماً ودعى كثيرينَ، وأرسلَ عبدهُ وقت العشاء يقولَ للمدعوِّينَ: أن يأتوا لأنَّ كُلَّ شيءٍ قد أُعِدَّ. فطفقوا يَستعفُونَ جَميعاً بصوتٍ واحدٍ. قالَ الأوَّلُ: إنِّي قد اشتريتُ حقلاً، وإني مُضطرٌّ أن أخرُجَ لأراه. أسألكَ أن تُعفِيَني كي لا أجيء. وقال آخر: إنِّي اشتريتُ خمسةَ أزواج بقر، وأنا ماضٍ لأمَتحنهَا. أسألكَ أن تُعفينِي كي لا أجيء. وقال آخر: قد تَزوَّجتُ امرأةٍ فلذلكَ لا أقدرُ أن أجيءَ. فجاءَ العبدُ وأعلم سيِّدهُ بهذا. حينئذٍ غَضِبَ ربُّ البّيتِ وقال لعَبدهِ: اخرُجَ سريعاً إلى شوارعَ المدينةِ وأزقَّتِها، وأَدْخِل إلى هُنا المسَاكينَ والضعفاء والعُميان والعُرجَ. فقال العبدُ: يا سيِّدُ، قد صارَ كمَا أمرتَ، ويُوجَدُ أيضاً مَكانٌ. فقال السَّيِّدُ للعَبدِ: اخرُج إلى الطُّرُقِ والسِّيَاجَاتِ وألزِمهُم بالدُّخُول ليَمتَلئَ بَيتي، لأنِّي أقُولُ لكُم إنَّهُ ولا وَاحدٌ مِن أُولئِكَ المَدعُوِّينَ يَذُوقُ عَشَائِي ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل أفسس
( 4 : 17 ـ 32 )
هذا أقوله وأشهَد في الرَّبِّ: ألا تسلُكُوا فيما بعد كما تسلُك الأُمم بِبُطل ذِهنِهم، إذ هُم مُظلِمُو الفِكر، وغرباء عن حَياة اللَّهِ لأجل الجَهل الذي فِيهم وعمى قلوبهم. الذين ـ إذ هُم قد فقدُوا الحِسَّ ـ أسلَمُوا أنفسهم للدَّعَارة لعمل كُلَّ نَجاسةٍ في الطَّمع. أمَّا أنتُم فليس هكذا تعلمتُم المسيح، فإنكم قد سَمِعتُمُوه وتَعلمتُم فيهِ على حسب الحق الذي في يسوع، أن تنبذوا عنكم من جِهَةِ تصرفكم السَّابق الإنسان العتيقَ الفاسِد بِحَسَب شَهَوات الغُرور، وتَتَجدَّدُوا برُوح أذهانكم، وتَلبَسُوا الإنسان الجَدِيد الذي خُلق على مثال اللَّه في البرِّ وقَداسَةِ الحقِّ. فلذلك اتركوا عَنكُم الكَذِب، وتَكلَّمُوا بالصِّدق كُلُّ واحدٍ منكم مع قَريِبه، لأنَّنا أعضاء بعضنا لبعض اِغضَبُوا ولا تُخطِئُوا. لا تَغرُب الشَّمسُ على غَيظِكُم، ولا تُعطُوا إبِليسَ مَكاناً. والسَّارق فلا يسرق فيما بعد، بل بِالحَريِّ يَتعَبُ عامِلاً الصَّالح بيديهِ، لكي يكون له ما يعطي المحتاج. لا تخرُج كلمةٌ رديَّئةٌ مِن أفواهِكُم، بل كُلُّ ما كان صالحاً للبُنيان، ليُعطي السَّامعين. نعمة ولا تُحزنوا رُوح اللَّهِ القُدُّوس الذي خُتِمتُم به ليوم الفداء. لينزع منكم كُلّ مَرارةٍ وكُلّ سَخطٍ وكُلّ غضبٍ وكُلّ صياحٍ وكُلّ تجديفٍ مع كُلِّ شرٍّ. كُونُوا لُطَفاء بَعضُكُم لبعض، مُتحننين مُتسامِحين كما سامَحكُم اللَّهُ في المسيح.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة معلمنا يعقوب الرسول
( 3 : 13 ـ 4 : 1 ـ 4 )
مَنْ هو حَكِيمٌ وعالمٌ بينكُم، فَليُرِينا أعمالَهُ من سيرته الحَسنةِ بوداعةِ الحكمةِ. فأمَّا إنْ كان فيكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ ومنازعة في قُلوبِكُمْ، فلا تفتخِروا ولا تَكذِبوا على الحقِّ. فهذه الحِكمةُ يا إخوتي ليست نَازلة مِنْ فوقُ، بل هيَ أرضِيَّةٌ نفسانِيَّةٌ شيطانيَّةٍ. لأنَّهُ حيثُ تكون الغَيْرَةُ والمنازعة، فهناك التَّشويش وكُلُّ أمرٍ سوء. أمَّا الحكمةُ التي مِنْ فوقُ فإنها أوَّلاً طاهِرةٌ، ثُمَّ مُسالِمةٌ، مُترفِّقَةٌ، مستقيمة مَملُوءة رحمةً وأثماراً صالحاً، لا تدين ولا ترآي. وثمرُ البِرِّ يُزرَعُ في السَّلامِ مِن الذين يَفعلُون السَّلامِ. منْ أينَ تأتي الحُروبُ بينكم؟ ومِنْ أينَ تأتي الخصوماتُ؟ أليستْ مِنْ هُنا: مِنْ لذَّاتِكُمُ المُحَارِبةِ في أعضائِكُمْ؟ تَشتهونَ ولستُمْ تَمتَلِكونَ. تَقتُلونَ وتَحسِدونَ ولستُمْ تَقدِرونَ على الفوز. تُخاصِمونَ وتُحارِبونَ وليس لكم شيء لأنكم لا تسألون، تسألون ولا تنالون، لأنَّكُم تسألون رَدِيّاً لتُنفِقوا في لذَّاتِكُم.أيُّها الزُّناةُ، أمَا تَعلَمونَ أنَّ مَحبَّةَ العالم عداوةٌ للَّه؟ فمَنْ آثر أنْ يكونَ حبيباً للعالم، فقد صَارَ عَدوّاً للَّه.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 11 : 26 ـ 12 : 1 ـ 2 )
وحدث أنَّهُما اجتَمعا معاً سنَة كاملة في الكنيسة وعلَّما جمعاً كثيراً. ودُعى التَّلاميذُ " مسيحيين " في أنطاكية أوَّلاً.وفي تلك الأيَّام انحدرَ أنبياءُ مِن أُورُشليمَ إلى أنطاكية. وقامَ وأحدٌ مِنهُمُ اسمُهُ أغابُوسُ، وأشارَ بالرُّوح القدس أنَّه ستكون مجاعة شديدة في جميع المسكُونة، التى صارت أيضاً في أيَّام كُلُوديُوس ( قيصر ). فَحَتَمَ التَّلاميذُ بحسب ما تيسر لكُلِّ واحد مِنهُم أن يرسلوا خدمةً إلى الأخوة السَّاكنين في اليهوديَّة. ففعلُوا ذلك وبعثوا إلى القسوس على أيدي برنابا وشاول. وفي ذلك الزمان ألقى هيرودس المَلك الأيدي على قوم مِن الكنيسة ليُسيء إليهم وقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثاني من شهر برمهات المبارك
شهادة القديس مكرا وى الأسقف
فى مثل هذا اليوم إستشهد القديس الطوباوى الأنبا مكراوى الأسقف. وهذا الأب كان من أكابر أهل أشمون جريس. ورسم أسقفا على نيقيوس وحدث أن ثار إضطهاد على المسيحيين، فإستدعاه يوفانيوس الوالى للمثول بين يديه. وقبل أن يذهب إليه دخل إلى المذبح المقدس ورفع يديه وصلى. ثم وضع أوانى المذبح وبدلة التقديس فى مكان من الهيكل. وصلى ثانية إلى السيد المسيح أن يحرس كنيسته. ثم توجه مع الرسل إلى الوالى الذى تقصى منه عن إسمه ومدينته، وعلم أنه أسقف المدينة، أمر أن يضرب ويهان، وأن يذاب جير فى خل ويصب فى حلقه. ففعلوا به ذلك، ومع هذا حفظه الله ولم ينله أى أذى. وبعد ذلك أرسله هذا الوالى إلى أرمانيوس والى الإسكندرية. وهذا أودعه السجن فأجرى الله على يديه آيات كثيرة. منها أن أوخارسطوس بن يوليوس الأقفهصى، مدون أخبار الشهداء، وكان مصابا بالفالج. فصلى عليه هذا القديس فشفاه الله بصلاته وقدس فى بيت يوليوس وناولهم وإتفق معه أن يهتم بجسده ويكتب سيرته.وبلغ إلى مسامع أرمانيوس ما يعمله هذا القديس من الآيات، فأمر أن يعذب بأنواع العذابات، بأن يعصر وتقطع أعضاؤه، ويلقى للأسد الضارية، ويغرق فى البحر ويوضع فى أتون النار، ولكن الرب كان يقويه فلم تؤذه تلك العذابات. وكانت لهذا القديس أخت عذراء تقوم بخدمة الكنيسة تدعى مريم وشقيقان يدعى أحدهما يوأنس والآخر إسحق، فحضروا جميعا إليه وهو فى السجن وبكوا أمامه قائلين: لقد كنت لنا أبا بعد أبينا، فكيف تمضى وتتركنا يتامى. فعزاهم وشجعهم ووساهم وطلب إليهم أن يمضوا بسلام. وأخيراً أشار يوليوس الأقفهصى على الوالى قائلا: "أكتب قضية هذا الشيخ تستريح منه" فسمع لقوله وأمر بقطع رأسه. فأخذ يوليوس جسده فى لفائف فاخرة مذهبة. ووضع صليبا من ذهب على صدره. وأرسله فى سفينة صحبة غلمانه إلى مقر كرسيه فى نيقيوس. فسارت حتى وصلت بلدة أشمون جريس ووقفت دون أن تتحرك كما لو كانت مربوطة بسلاسل. وعبثا حاولوا تحريكها. وبينما هم كذلك إذا بصوت يخرج من الجسد قائلا: "هذا هو الموضع الذى سر الرب أن يوضع جسدى فيه". وقد أعلموا أهل البلد بذلك فخرجوا إليهم حاملين سعف النخل، وحملوه بإكرام عظيم إلى بلدهم. وكانت جملة حياته مائة وإحدى وثلاثين سنة، منها ثلاثون سنة أسقفاً. وأكمل جهاده الحسن ونال إكليل الحياة.بركة صلواته تكون معنا ولربنا المجد دائما .آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 18 : 17 ، 18)
يُخلِّصني مِن أعدائي الأشدَّاءِ، ومِن أيدي الذين يبغضونني. لأنَّهم تقوّوا أكثر منِّي، أدركوني في يوم ضري. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 4 : 35 ـ 41 )
وفي ذلكَ اليوم لمَّا كانَ المَساءُ قالَ لهُمْ: " لنَجتزْ إلى العَبرِ ". فَصَرفُوا الجَمعَ وأخَذوهُ مَعهُمْ في السَّفينةِ. وكانتْ مَعهُ سُفُنٌ أُخرى. فَحَدَثَت ريح شديدة، وكانت الأمواجُ تقع في السَّفينةَ حتى كادتْ السَّفينةُ تَمتَلِئ. وكانَ هو في المُؤخَّرِ نائماً على وسادةٍ. فأيقَظوهُ وقالوا لهُ: " يا مُعَلِّمُ أمَا تُبالي أنَّنا نَهْلِكُ؟ " فقامَ وانتهر الرِّيحَ، وقال لِلبَحرِ: " اسْكُتْ واِبكَم ". فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وصَارَ هُدوءٌ عَظيمٌ. ثُمَّ قالَ لهُمْ: " ما بالُكُمْ خائِفينَ؟ ليس لكُمْ إيمانٌ بعدُ؟ " فخافوا خوفاً عظيماً، وقال بَعضُهُم لِبَعضٍ: " مَنْ تُرى هذا؟ فإنَّ الرِّياحَ والبَحرَ تطيعه! ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #242
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-12-2015, 00:18 AM
Parent: #241

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد الموافق 22 مايو 2011

قساوة القلب

قساوة القلب قد تظهر في قساوة المعاملة بالكلمة القاسية والنظرة القاسية والعقوبة القاسية والتوبيخ القاسي وقد تكون القسوة علي الجسد في تعليمه أو قد تكون القسوة علي النفس في إذلالها وسحقها والتشهير بها والعنف في معاملتها‏.

وعكس القسوة الرحمة والحنو والعطف والإشفاق وهكذا فإن الله يدعو دائما إلى الحنان والعطف ويحذر القساة من أنهم سوف يلاقون المثل وبنفس المعاملة التي يعاملون بها غيرهم قد يقعون في نفس الجزاء. فليحترص القساة إذن وليخافوا علي أنفسهم من قساوة أنفسهم أن القساوة حرب شيطانية ومن يتصف بها يشابه الشيطان في بعض صفاته وبديهي أن القسوة ليست من صفات الله بل أن الله -تبارك اسمه- رحيم باستمرار شفوق علي الكل وواضح أن القلب الطيب قريب من الله انه مثل عجينة لينة في يد الله يشكلها مثلما يشاء بعكس الأشرار الذين لهم قلوب صخرية صلبة قاسية لا تخضع لعمل الله فيها وهو سبحانه ينظر إلى الخطية علي اعتبار أنها قساوة قلب لأن القلوب الحساسة لا تعاند الله مطلقا ولا تغلق أبوابها في وجوه الناس أنها حساسة لصوت الله ولدعوته سريعة الاستجابة له تتأثر جدا بمعاملات الله وبعمل نعمته وان بعدت عنه تحن إلى الرجوع إليه بسرعة اقل حادثة تؤثر فيها وكل كلمة روحية تذيب قلبها وتقربه إلى حياة الحنو والشفقة وعكس ذلك كان فرعون في قساوة قلبه إذ كان لا يلين مطلقا ولا يتوب مهما كانت الضربات شديدة.

القلب القاسي إذن توبته ليست سهلة وتأثره بوسائط النعمة ضئيل جدًا ووقتي وسريع الزوال بل قد لا يتأثر علي الإطلاق.

القلب القاسي يعيش في جو من اللامبالاة والكلمة الروحية لا تترك تأثيرها في قلبه بل قد يسخر ويتهكم ويرفض السماع وقد يرفض المجال الذي يقال فيه كلام روحي وتصبح وصايا الله ثقيلة عليه بينما الثقل في قلبه وهكذا فإن قساوة القلب تقود إلى العناد والمقاومة ربما تنصح شخصا مخطئًا وتبين له خطأه لمدة ساعات وكأنك لم تقل شيئا فهو مصر علي موقفه ويرفض أن يعترف بالخطأ قلبه صخري لا يستجيب وهكذا إذا استمرت قساوة القلب قد تقود إلي تخلي النعمة عن هذا الخاطئ فيضيع.

الإنسان الحساس دموعه قريبة أما القاسي فيندر أن تبتل عيناه مهما كانت الأسباب لأن الدموع دليل علي رقة الشعور بينما القاسي لا رقة في مشاعره في كل معاملاته.

والقاسي قد تقوده قسوته إلى الحدة والغضب، أن مشاعره تشتعل ضد الآخرين بسرعة فيحتد ويثور ويهدد وينذر ولا يحتمل أن يمسه أحد بكلمة وفي الوقت نفسه لا يراعي مشاعر الآخرين بل يجرح غيره في سهولة! وفي لا مبالاة ولا مانع من أن يهين ويشتم ولا يتأثر من جهة وقع الألفاظ الشديدة علي من يسمعها فهو قد يجمع بين أمرين متناقضين فيكون حساسا جدا من جهة المعاملة التي يعاملها بها الناس أما من جهة وقع معاملته علي الآخرين فلا إحساس له بها علي الإطلاق، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. هو إذا وبخ غيره بحق أو بغير حق يكون كثير التوبيخ وعميقا في قسوته لا يحتمل أحدًا ويريد أن يحتمله الكل.

وباختصار فإن القسوة منفرة ومن يستسلم لحروب القسوة يخسر الناس ويفشل في حياته الاجتماعية.

وقد يقسي القلب أحيانًا بسبب صحبة شريرة لها تأثيرها عليه وقد تدخل هذه الصحبة القساوة إلى قلبه وتقنعه بأهمية السلطة والكرامة ووجوب خضوع الناس لهم وأصدقاؤه قد يدخلون في قلبه معاني عديدة عن القوة والبطولة أو عن الحرية الخاطئة وهكذا يثور علي كل سلطة ورئاسة سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع بل قد يثور أيضًا علي النظام وعلي القانون ويري أن الرجولة هي في فرض رأيه وكثير من الشباب في بلاد الغرب يرفضون الخضوع لآبائهم حينما يقولون بحجة الحرية الشخصية! ويعتبر الشاب أن نصيحة والده له هي مجرد رأي قابل للصحة والخطأ يمكن أن يأخذ به أو لا يأخذ وفي ذلك يعتز برأيه الخاص ويعتد به ويصر علي انه صاحب القرار مهما كان حدثا أو قليل الخبرة في الحياة أننا نحتاج أن نُرَبّي أولادنا منذ طفولتهم المبكرة حتى لا تتلقفهم أفكار جديدة عليهم تقسي قلوبهم بل قد تدفعهم إلى الجدل في البديهيات ورفض كل شيء لمجرد الرفض الأفكار التي تصور لهم الطاعة ضعفا والخضوع خنوعا والهدوء خوفا وجبنا وفي تقسية قلوبهم تقلب لهم كل الموازين فيفرحون بهذا إحساسًا بقوة الشخصية.

وان تكلمنا عن اثر الصحبة الشريرة في تقسية القلب لا نقصد بهذه الصحبة مجرد أشخاص وإنما أيضًا الكتب والمطبوعات وكل وسائل الإعلام الخاطئة والوسائل السمعية والبصرية التي يجب أن نتأكد من سلامتها خاصة ما نقوله عن الصغار يمكن أن نقوله عن الكبار أيضًا في محيط الأسرة مثلا مثال ذلك زوجة تقسي قلب زوجها علي أولاده من زوجة سابقة وتظل تحدثه عن أخطائهم وخطورتهم حتى يثور عليهم ويقسو في معاملتهم أو مثل أم تظل تصب في إذن ابنها المتزوج أحاديث عن أخطاء زوجته أو إهانات هذه الزوجة لها حتى تتغير معاملته لزوجته ويقسو عليها فعلي كل إنسان أن يكون حريصًا ولا يسمح للقسوة أن تزحف إليه من الآخرين أو من أي تأثير خارجي وعليه عدم تصديق كل ما يسمعه وقد يكون من أسباب قسوة القلب الكبرياء وقد يكون سببها طباعا موروثة وقد تكون هناك أسباب أخرى ليس الآن مجالها إنما ذكرنا ما قد ذكرناه كمثال.
+++

Post: #243
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-12-2015, 04:31 PM
Parent: #242

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الخميس من الأسبوع الرابع من الصوم الكبير)
12 مارس 2015
3 برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر التكوين لموسى النبي ( 32 :1 ـ 30 )
ومضى يَعقوب في طَريقهِ ونظر إلى فوق فرأى أجناد اللَّه مجتمعة ولاقته مَلائكةُ اللَّهِ، فقال يعقوب لمَّا رآهُم هذه هي محلة اللَّـه ودعى اسم ذلك المَكان المعسكر. وأرسَل يعقوب رُسُلاً قُدَّامهُ إلى عيسو أخيه إلى أرض سعير بلاد أدُوم. وأوصاهم قائلاً هكذا قولوا لسيِّدي عيسو هذا ما يقوله عبدُك يعقوب، إنني سكنت مع لابان فلبثت إلى الآن. وقد صار لي بَقرٌ وحَميرٌ وغَنَمٌ وعَبيدٌ وإماءٌ، وأرسلتُ لأُخبرَ سيِّدي عيسو لكي يجد عبدك نعمةً أمامك. ورَجع الرُّسُل إلى يعقوب قائلينَ: إننا أتَينا إلى أخِيك عيسو، وها هو قادِم للقائِك ومعهُ أربَع مَئة رَجُل. فَخافَ يعقوب جداً وفزع قلبه، فقَسَمَ القَوْمَ الذين معهُ والغنمَ والبقرَ والجِمالَ إلى فرقتين. وقال يعقوب إذا أتى عيسو إلى إحدى الفرقتين وخربها تكُون الفرقة الثانية ناجية.ثم قال يعقوب: يا إلهَ أَبي إبراهيم وإلهَ أَبي إسحق، الرَّبَّ الذي قالَ لي ارجع إلى أرض مولدك وأنا أُحسن إليك، يكفيني ما صنعته مع عَبدِك مِن كُل عـدل ومِن كُل بر، لأنِّي بِعصاي عَبرتُ نهـر الأُردُن والآنَ صرت إلى فرقتين.فنَجِّيني مِن يَدِ أخي مِن يَدِ عيسو، فإنِّي خائفٌ مِنهُ لئلا يأتي فيَضربني مع الأُمَّهات على الأبناء. وأنتَ قُلتَ لي إنِّي أُحسِنُ إليكَ وأجعلُ نَسلكَ كَرَملِ البَحر الذي لا يُحصى لكثرته.ونام هُناك تِلك اللَّيلةَ وأخذَ مِن الهدايا التي أحضرها وأرسل إلى عيسو أخيهِ، مِئَتَي عَنزٍ وعِشرينَ تَيساً ومِئَتَي نَعجةٍ وعِشرينَ كَبشاً وثلاثين ناقةً مُرضعةً مع أولادَها وأربَعِين بَقرةً وعشرةَ ثِيرانٍ وعِشرينَ أتان وعشرةَ جحوش. ودَفعَها إلى يدى عَبيدهِ قَطِيعاً قَطِيعاً كلاً على حدةٍ، وقالَ لعَبيدهِ: تقدَّموا قبلي واجعلُوا مسافةً بينَ قَطِيعٍ وقَطِيعٍ. وأوصى الأوَّل قائلاً: إن صَادفك عيسو أخي وسألَكَ فقال لِمَن أنتَ وإلى أينَ تمضي ولِمَن هذه التي تمشي قُدَّامَك فتقُول لعَبدِكَ يعقوب، هي هدايا أرسلها لسيِّده عيسو، وها هو أيضاً آت خلفنا. وأوصى الأوَّل والثَّاني والثَّالث وجميعَ السَّائِرينَ قدامه وراءَ القُطعان قائلاً بِمثل هذا الكَلام تُكلِّمُوا عيسو عندما تَجِدونهُ. وتَقُولُونَ له هُوذا عَبدُك يعقوب آت خلفنا، لأنَّهُ قال أسجُد لوجهك بهذه الهدايا السَّائرة قدامي وبعد هذا أَنظُرُ وجهك، لأن هكذا يُقبل وجهي إليك. وتقدَّمت الهدايا قُدَّامهُ، وأمَّا هو فبات تِلك اللَّيلة في المحلَّةِ.وأخذَ زوجتيهِ وأمتيهِ وبنيه الأَحَد عَشرَ فعبَر مَخاضَةَ يَبُّوقَ. ثم أخَذَهُم وعبر الوادي وأجاز كُلّ ما له. وبَقى يعقوب وحدهُ، وصارعهُ رجُل إلى مَطلع الفجر. فلمَّا رأى أنَّهُ لا يقدُرُ عليهِ لمس حُقَّ فَخذِه، فخلع عِرقاً مِن حُقَّ فَخِذ يعقوب في مُصارعتهِ معهُ. وقال أطلِقني لأنَّهُ قد طَلعَ الفجرُ، فقالَ لا أُطلِقُك إن لم تُباركني. فقال لهُ ما اسمُك، أما هو فقال يعقوب. فقال لهُ لا يُدعى اسمُك يعقوب بل يكُون اسمُك إسرائِيل، لأنَّك جاهدتَ مع اللَّهِ وقَدَرْتَ مع النَّاس. فسأل يعقوب وقال أخبرني بِاسمِك، فقال لهُ لماذا تسألُ عن اسمِي، وباركهُ اللَّه. ودعى يعقوب اسم ذلك المكان فنوئيل ( منظر اللَّه ) لأنِّي رأيتُ اللَّـهَ وجهاً إلى وجهٍ ونجت نفسي.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 28 : 14 ـ 22 )
لذلك اسمعُوا كلامَ الرَّبِّ أيُّها النَّاس الساخرون المتسلطون على هذا الشَّعب الذي في أُورُشَليم. قُلتُم قد قطعنا عَهداً معَ الموتِ وعَقدنا حلفاً مع الجحيم، فالصوت الطاغي إذا عَبر لا يغشانا لأنَّنا جَعلنا الكذب معتصماً لنا واستَترنا بالزور، لذلك هذا ما يقُوله السَّيِّد الرَّبُّ: هاأنذا أُؤسِّسُ في صِهيون حَجراً كاملاً مُختاراً رأس زاويةٍ كَريماً أساساً موثوقاً. فمِن آمَن به فلن يُخزى. وأجعلُ للقضاء رجاء وللرحمة مقداراً أيها المعتصمون بالكذب والباطل لا يتجاوزكم السَّوطُ الجارفُ لئلا ينزع عهدكم مع الموت ولا يثبت رجاءكم مع الجحيم، فالسَّوط الطاغي إذا عبرَ يدُوسكُم. إذا عبرَ يذهب بِكُم لأنَّهُ يَعبر صباحاً نَّهاراً وليلاً وسماع خبره فقط يخيف ( فالمضجع يقصر عن الممتد عليه والدثار يضيق عن الملتف به لأنه كما فعل في جَبَل فَراصِيم يقُومُ الرَّبُّ ) وكَما فعل في وادي جِبْعُون يغضب فيعمل عملهُ العجيب ويفعل فَعلهُ الغَرِيب. فالآنَ لا تكُونُوا مِن الساخرين لئلاَّ تتشدد قيودكُم فإنِّي سِمعت بالفناء والقضاء مِن لدن السَّيِّد ربِّ الجُنُود الذي صنعه على جميع الأرض.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 20 : 1 ـ 29 )
أجابَ صُوفر النَّعماني وقال: لست أظنك أن تجاوبنا هكذا إنكم لا تفهمون أكثر منِّي، تَعْيِيرَ توبِيخي أسْمَعُ، رُوح فَهمِي يُجِيبُني.أما علمتَ هذا مُنذ القدم مُنذ جعل البشر على الأرض. أنَّ طرب المنافقين قريب الزوال وأنَّ فَرح الكافر لمحة. فإنَّه ولو بَلغ السَّماء ارتفاعهُ ومسَّت هامته السَّحاب وظن أنه ثابت فحينئذ يهلك إلى الأبد، فيقول الذين يعرفونه أينَ هو؟. يَطير كالحُلم فَلا يُوجدُ ويضمحل كرؤيا اللَّيل. والعين التي لمحتهُ لا تَعُودُ تلمحهُ ولا يراهُ مكانهُ مِن بَعْدُ. بَنُوهُ يفنون بالمسكنة ويَداهُ ترُدَّان عليه أوجاعه. رذائل شبابه تملأ عِظامه ومعهُ تَضطجعُ في التُّراب. إذا حَلى السؤ بِفيهِ وخبأهُ تحتَ لسانهِ أشْفَقَ ولم يَتركُهُ بل اجتذبهُ إلى حنجرته فلم يستطع أن يعينه، فإنَّ طعامه هذا يتَحوَّلُ في أمعائه إلى مَرارة صِلّ في جوفهِ. قد ابتلاه أموالاً بالظلم إلاَّ أنه يَتقيَّأُها، اللَّهُ يخرجها مِن بَيتهِ. رضع سم الأَصلال، فقتلُه لِسانُ الأَفعىَ. لا يَرى مجاري أنهاراً ولا سيُولاً مِن عسل وزبد. تعب باطلاً وعبثاً يَرُدُّ كسبهُ، ولا يلتهمه بل يَرُدُّ نظير سُحته ولا يتمتع، لأنَّهُ هضم المساكينَ وخَذلهُم واغتصبَ البيوت ولم يبنها، وإذ لم يَعرف القناعة في جوفهِ فإنَّه لا ينجُو بِمُشتَهاهُ. ليست مِن أَكلهِ بقيَّةٌ لذلك لا تثبت خيراته. إذا ظن أنَّهُ في السعة يصبه الضنك، وتقع كُلِّ بلية. لكي يملأُ بطنَهُ ليصُب ( اللَّهَ ) عليهِ حُمُوَّ غضبهِ ويُرسل عليهِ الآلامات طعاماً. إن فر مِن آلة الحديد، فلتخترقه قوس النُحاس. فينفذ النصل مِن جسده ويلمع مِن كبده، وتخشاه الأهوال. كل ظلام مُدخر لهُ، وتأكُـلُهُ نـارٌ لا تُطفـأ، ويتضيق عليه وهـو في خبائه. تكشـف السَّمَـواتُ عن إثمه والأرض تقوم عليه. يَسلب الهلاك بيتهِ إلى الانقضاء. ويأتي عليه يوم الغضب. هذا نصيبُ الرجُل المُنافق مِن عِنْد الرب وميراثه بأمر القدير.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر دانيال النبي ( 6 : 1 ـ 27 )
وحسُن لدى داريُّوس أن يُقيم على المملكةِ مئةً وعشرينَ قطباً يكونون على مملكتةِ كُلِّها، وجعل على هؤُلاء ثلاثة وُزراء أحَدهُم دانيال ليُؤدي الأقطاب إليهِم الحِسابَ فلا يلحق المَلك ضررٌ. وكان دانيال مُكرماً أكثر مِنهُم جميعاً لأنَّ روحاً بارعاً كان فيهِ لذلك جعله المَلك على كُلِّ مملكته. ثُمَّ إنَّ الوزراء والأقطاب كانوا يطلُبُون عِلَّةً يَجِدونها على دانيال لكن لم يستطيعوا أن يجدوا لا عِلَّةً ولا جريمةً ولا حيلةً على دانيال لأنَّهُ كان أمِيناً فلم تُوجد عليه زلة ولا جريمة. فقال هؤُلاء الرِّجال إنَّنا لا نَجد عِلَّةً على دانيال إلاَّ في شريعةِ إلههِ. حينئذٍ وقف هؤلاء الوُزراء والأقطاب لدى المَلك وقالوا لهُ أيُّها المَلكُ داريُّوس عِشْ إلى الأَبدِ. إنَّ جميع وُزراء المملكةِ والولاة والأقطاب والعظماء والحكام قد ائتمروا في أن يُحكم حكمَ ملكيُّ ويُبرم إيجاب بأنَّ كُلَّ مَن سأل سؤالاً مِن إلهٍ أو إنسانٍ إلى ثلاثين يوماً إلاَّ مِنْك أيُّها المَلك يُلقى في جُبِّ الأُسُود. فالآن أيُّها المَلك ثبِّت الإيجاب وامضِ الكِتابةَ حتى لا يتغيَّر الأمر كشَريعةِ مادي وفارس. حينئذ أمر المَلك داريُّوس أن يُكتب الأمر.وكان لمَّا عَلم دانيال أنَّه تقرر الأمر دخل إلى بيتهِ وكانت كُواه مفتُوحة في غرفته جهة أُورُشليم فكان يجثو على رُكبتيهِ ثلاث مرَّات في اليوم ويُصلِّي ويعتـرف للَّه كما كان يفعـل مِن قبـل. حينئـذٍ اجتمع أولئـك الرِّجـال فوجدوا دانيال يسأل ويتضرَّع أمام إلههِ. فجاءوا إلى المَلك وقالوا لهُ أَلم تُرسم إيجاباً بأنَّ كُلَّ مَن سأل شيئاً مِن إلهٍ أو إنسانٍ إلى ثلاثين يَوماً إلاَّ مِنك أيُّها المَلك يُلقى في جُبِّ الأُسُود، فأجابَ المَلكُ وقال الأمرُ حقٌ كما هي شريعة مادي وفارس التى لا تُنسخُ. حينئذٍ أجابُوا وقالُوا أمام المَلك إنَّ دانيال الذي مِن بَنِي سَبيِ يهُوذا لم يخضع لأمرك بل ثلاثَ مرَّاتٍ في اليوم يسأل سؤاله مِن إلهه. حينئذٍ لمَّا سمع المَلك هذا الكَلام اغتم عليه واهتم مِن أجل دانيال ليُنجِّيهُ واجتهدَ في تخليصه إلى المساء. حينئذٍ قال أولئك الرِّجال للمَلك إنَّ شريعة مادي وفارس هي أنَّ كُلَّ إيجابٍ وحكمٍ يحكمهُ الملكُ لا يُغير. حينئذٍ قال المَلكُ فأوتى بدانيال وأُلقي في جُبِّ الأُسُود، فأجاب المَلك وقال لدانيالَ إنَّ إلهك الذي أنت تَعبُدُه هو يُنجِّيك. وأُتى بحجرٍ فوضع على فَم الجُبِّ وختمهُ المَلكُ بِخاتمهِ وخاتم عُظمائهِ لئلاَّ يتغيَّر القصدُ في دانيالَ.ثم مضَى المَلكُ إلى قصرهِ وباتَ صائِماً ولم يُأت قُدَّامهُ بطعام ( ولم تدخل عليه سراريه ) وطارَ النوم عنه. وسَدَّ اللَّه أفواه الأُسُود فلم تؤذ دانيال. وفي الغداة قام المَلك عِند الفجرِ وأتى مُسرِعاً إلى جُبِّ الأُسُود. ولمَّا اقتربَ مِنَ الجُبِّ نادى دانيال بصوتٍ عظيمٍ أسِيفٍ حزينٍ وخاطبه قائلاً يا دنيال عَبد اللَّهِ الحيِّ لعل إلهك الذي أنت تَعبُدُه استطاع أن يُنقذك مِن أفواه الأُسُود. فأجاب دانيال المَلك أيُّها المَلك عِشْ إلى الأبدِ، إن إلهي أَرسل مَلاكهُ فسَدَّ أفواه الأُسُود فلم تهلكني لأنَّهُ وجدني زكياً في نفسي أمامه وأمامك أيضاً أيُّها الملكُ لم أصنع سوء. حينئذٍ صنع المَلك فرحاً عظيماً له وأمَر أن يُصعد دانيال مِن الجُبِّ فأُصعِدَ دانيالُ مِن الجُبِّ ولم يُوجدْ فيهِ أذى لأنَّهُ آمنَ بإلههِ. ثُمَّ أمر المَلك فأُتى بأُولئك الرِّجال الذين وشوا بدانيال وألقوا في جُبِّ الأُسُود هُم وبنوهُم ونساؤهُم، فلم يبلغوا إلى أرض الجُبِّ حتَّى بَطشَتْ بِهم الأُسُود وسَحقَتْ جميع عِظامِهمْ.ثُمَّ كتبَ داريُّوس المَلك إلى جميع الشُّعُوب والأُمم والألسنةِ السَّاكنين في الأرض كُلِّها ليكثُر لكُم السلام. لقد صدر أمرٌ مِن قِبلي في كُلِّ ولاية مملكتي أنَّ يهابوا ويرهبوا وجه إله دانيال لأنَّهُ هو الإلهُ الحيُّ القيُّومُ إلى الأبدِ ومُلكه لا ينقرض وربوبيته تعتز إلى المُنتهى. المُنقذ المُنجي الصانع الآيات والعجائِب في السَّمَوات وعلى الأرض، وهو الذي أنقذ دانيال من أيدي الأُسُود.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 12 : 7 )
وأنتَ ياربُّ تنجينا، وتَحفظَنا مِنْ هذا الجيل وإلى الدَّهْرِ. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 3 : 7 ـ 12 )
فانصرَفَ يسوعُ مع تَلاميذهِ إلى البَحر، وتبعهُ جمعٌ كثيرٌ مِن الجَليلِ ومِن اليهوديَّةِ. ومِن أُورُشليمَ ومِن أدوميَّة ومِن عَبْرِ الأُردُنِّ. وجمعٌ آخر كثيرٌ من أهل صور وصيدا، وقد سمعوا بما كان يصنعه فأتوا إليه. فقال لتلاميذهِ أنْ تُلازمهُ سفينةٌ لسببِ الجمع، كي لا يَزحموهُ، لأنَّهُ كان قَد شَفَى كثيرينَ، حتَّى كانوا يتهافتون عليه ليلمسهُ كلُّ مَن به داءٌ. والأرواحُ النَّجِسةُ حينما نظرتهُ خَرَّت له وكانت تصرخ قائلةً: " إنَّكَ أنتَ ابن اللَّهِ! ". وانتهرهُمْ كثيراً كي لا يُظهِروه.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 12 : 31 ـ 13 : 1 ـ 14 : 1 )
ولكن تنافسوا في المَواهب العُظمى. وأنا أُريكُم طَريقاً أفضل جداً. إن تكلمت بألسِنةِ النَّاس والمَلائكةِ ولكن ليس لي محبَّةٌ، فقد صِرتُ نُحاساً يَطنُّ أو صَنجاً يَرنُّ. وإن كانت لي النبوَّة، أعلَم جميع الأسرار وكُلَّ عِلمٍ، وإن كان لي كُلُّ الإيمان حتى أنقُل الجبال، ولكن ليس لي مَحبَّةٌ، فلستُ شيئاً. وإن بذلت كُلَّ ما أملُك ليُؤكل، وإن أسلمت جسدي لكي أفتخر ( لأحرق )، وليس لي مَحبَّةٌ، فلا أنتَفِعُ شيئاً. المحبَّةُ تتأنَّى وتحلو. المحبَّةُ لا تَحسدُ. المحبَّةُ لا تتباهى، ولا تنتفخُ، ولا تستحي، ولا تلتمس ما لها، ولا تحتدُّ، ولا تَظُنُّ السُّوء، ولا تفرحُ بالظلم بل تفرحُ بالحقِّ، وتتأنَّى في كُلِّ شيءٍ وتُصدِّقُ كُلَّ شيءٍ، وترجُو كُلَّ شيءٍ، وتصبرُ على كُلِّ شيءٍ. المحبَّةُ لا تسقُطُ أبداً. أمَّا النُّبُوَّاتُ فستُبطلُ، والألسِنةُ فستنتَهي، والعِلمُ سيُبطل. فإنَّنا نَعلم بعض العلمِ ونتنبَّأ بعض التَّنبُّؤ. فمتى جاء الكاملُ حينئذٍ يُبطلُ ما هو بعضٌ. لمَّا كُنتُ طِفلاً كالطِفل كُنتُ أتكَلَّمُ، كالطِفل كُنتُ أفطنُ، كالطِفل كُنتُ أفتكرُ. فلمَّا صِرتُ رجلاً أبطلتُ ما هو للطفولة. فإنَّنا الآن ننظر في مرآةٍ، في لغزٍ، وحينئذٍ ننظرُ وجهاً لوجهٍ. الآن أعرف علماً يسيراً، أما حينئذٍ سأَعرِفُ كما عُرِفْتُ. أمَّا الآن فيثبتُ الإيمانُ والرَّجاءُ والمحبَّةُ، هذه الثَّلاثةُ وأعظمَهُنَّ المحبَّةُ.اِتبعُوا المحبَّةَ، وتغايروا في الرُّوحيَّاتِ، وبالأحرى في أن تتنبَّأوا.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة معلمنا يعقوب الرسول
( 4 : 11 ـ 5 : 1 ـ 3 )
لا تغتابوا بعضُـكُم بعضاً يا أخوتي. فإن الذي يغتاب أخَاهُ أو يدينُ أخاهُ يغتاب النَّاموسَ ويُدينُ النَّاموسَ. فإن كُنتَ تَدينُ النَّاموسَ، فَلستَ عَامِلاً بالنَّاموس بل ديَّاناً لهُ. وإنَّما المشترع والدَّيان واحد وهو قادر أن يُخلِّص وأن يُهلِكَ. فمَن أنتَ يا مَن تَدينُ قريبك؟.هلُمَّوا الآنَ أيُّها القائلون: " ننطلق اليَوم أو غداً إلى هذهِ المدينةِ، ونقيم هناكَ سـنةً ونَتَّجِرُ ونَربحُ ". أنتُم الذينَ لا تَعلمون ماذا يكون غـداً؟ لأنَّه ما هيَ حياتُكُم؟ إنَّها هي كبُخارٌ يَظهرُ قليلاً ثُمَّ يَضمحِلُّ. عِوَضَ أن تقولوا: " إنْ شاءَ الربُّ وعِشنا نفعلُ هذا أو ذاكَ ". وأمَّا الآن تَفتخرونَ بتَعظُّمكُم. وكلُّ افتخار مثلُ هذا شرير. فمَن يعرفُ أن يعملَ حسناً ولا يعملُ فذلكَ خطيَّةٌ لهُ.هلُمَّوا الآن أيُّها الأغنياءُ، ابكوا مولولينَ على شقاوتِكُم القادمة عليكم. غناكُم قد فسدَ. وثيابُكُم أكلها العُثُّ. ذهبُكُم وفضَّتكُم قد صدئا، وصدأهما يكون شهادةً عليكُم، ويَأكُلُ لحُومَكُم كالنار! فقد ادخرتم في الأيَّام الأخيرة.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 19 ـ 31 )
فأجاب بطرس ويوحنَّا وقالا لهم: " إن كان عدلاً أمامَ اللَّهِ أن نسمعَ لكُم أكثرَ مِن اللَّهِ، فاحكُمُوا. فإنَّنا لا نقدر أن لا نتكلَّم بما عاينا وسَمِعنا ". أما هم فهدَّدوهُما وصرفوهُما، إذ لم يجدُوا حُجة عليهُما كيف يُعاقبونهُما مِن أجل الشَّعب، فإنَّ الجميع كانوا يُمجِّدون اللَّهَ على ما جَرَى، لأنَّ الرَّجُل الذي تمت فيهِ آيةُ الشِّفاء هذه، كان لهُ أكثرُ مِن أربعينَ سَنةً.فلمَّا أُطلِقا أتَيا إلى ذويهما وأخبراهُم بِكُلِّ ما قالهُ لهُما رُؤساءُ الكهنةِ والشُّيوخُ. فلمَّا سمِعُوا ذلك، رفعُوا أصواتهُم إلى اللَّهِ بنفسٍ واحدةٍ وقالوا: " أيُّها السَّيِّدُ، أنتَ الذي صنعت السَّماء والأرضَ والبحرَ وجميع ما فِيها، الذي قال بالرُوح القدس على فم أبينا داود مِن أجل فَتاك: لماذا ارتجَّت الأُمُم والشُّعُوب هذت بالباطل؟ قامَتْ مُلوكُ الأرض، والرُّؤساء اجتمعوا معاً على الرَّبِّ وعلى مسيحهِ. فإنَّهُ قد اجتمع بالحقيقةِ في هذه المدينة على فتاك القُدُّوس يسوع، الذي مَسحتهُ، هِيرودُس وبيلاطُس البُنطيُّ مع الأُمُم وشُعوب إسرائيل، ليصنعوا كما سَبقت فحدَّدته يدُك ومشورتُك أن يكُون. فالآن ياربُّ، أنظُرْ إلى تَهدِيداتِهمْ، وهب لعَبيدك أن ينادوا بكلمتك بكُلِّ مُجاهرةٍ، باسطاً يَدِك لإجراء الشِّفاء والآيات والعجائب باسم فَتاك القُدُّوس يسوع ". فلمَّا صلَّوا تزلزل الموضع الذي كانُوا مُجتَمِعين فيهِ، وامتلأوا جميعهم مِن الرُّوح القُدُس، وطفقوا ينادون بكلمة اللَّه بمُجاهرة.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثالث من شهر برمهات المبارك
1- نياحة الأب القديس الأنبا قزما الثامن والخمسين من باباوات الكرازة المرقسية
2- شهادة القديس برفوريوس
3- نياحة القديس أنبا حديد القس
1- فى مثل هذا اليوم من سنة 648 ش (27 فبراير 932 ميلادية) تنيح الأب المغبوط الأنبا قزما الثامن والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية. وكان هذا الأب باراً، طاهراً، عفيفاً، كثير الرحمة، ملماً بما فى كتب البيعة وإستيعاب معانيها.ولما أختير للبطريركية فى 4 برمهات سنة 636 ش (28 فبراير سنة 920 ) رعى رعيته بخوف الله وحسن التدبير، وكان يوزع ما يفضل عنه على المساكين وعلى تشييد الكنائس، إلا أن الشيطان لم يدعه بلا حزن لنا رأى سيرته هذه. فحدث أنه لما رسم مطراناً لأثيوبيا من الرهبان إسمه بطرس أوفده إلى هناك، فقبله ملكها بفرح عظيم. وبعد زمن مرض الملك، وشعر بدنو أجله، فاستحضر ولديه، ودعا المطران إليه، ورفع التاج عن رأسه وسلمه للمطران قائلا: "أنا ذاهب إلى المسيح، والذى ترى أنه يصلح من ولدى للملك بعدى فتوجه". لما توفى الملك رأى المطران والوزراء أن الإبن الأصغر أصلح للملك، فألبسوه التاج وحدث بعد قليل أن وصل إلى أثيوبيا راهب من دير الأنبا أنطونيوس إسمه بقطر ومعه رفيق له إسمه مينا، وطلبا من المطران مالاً فلم يعطهما، فأغواهما الشيطان ليدبرا مكيدة ضده. فلبس أحدهما زى الأساقفة ولبس الآخر زى تلميذ له، وزوروا كتاباً من الأب البطريرك إلى رجال الدولة يقول فيه: " بلغنا أنه قد حضر عندكم إنسان ضال اسمه بطرس، وادعى أننا أوفدناه مطرانا عليكم وهو فى ذلك كاذب. والذى يحمل إليكم هذا الكتاب هو المطران الشرعى مينا. وقد بلغنا أن بطرس المذكور قد توج إبن الملك الصغير دون الكبير، مخالفا فى ذلك الشرائع الدينية والمدنية، فيجب حال وصوله أن تنفوا كلا من المطران والملك، وأن تعتبروا الأب مينا حامل رسائلنا هذه مطراناً شرعياً، وتسمحوا له أن يتوج ملكاً".وقدم الراهبان الكتاب لإبن الملك الأكبر فلما قرأه جمع الوزراء وأكابر المملكة وتلاه عليهم. فأمروا بنفي المطران بطرس، وأجلسوا مينا مكانه وبقطر وكيلاً له ونزعوا تاج الملك من الإبن الصغير وتوجوا أخاه الكبير بدلا منه، غير أنه لم تمض على ذلك مدة حتى وقع نفور بين المطران الزائف ووكيله الذى إنتهز فرصة غياب مطرانه، وطرد الخدم، ونهب كل ما وجده، وعاد إلى مصر وأسلم.
ولما وصلت هذه الأخبار إلى البابا قزما حزن حزناً عظيماً، وأرسل كتاباً إلى أثيوبيا بحرم مينا الكاذب. فغضب الملك على مينا وقتله. وطلب المطران بطرس من منفاه فوجده قد تنيح. ولم يقبل الأب البطريرك أن يرسم لهم مطرانا عوضه، وهكذا فعل البطاركة الأربعة الذين تولوا الكرسى بعده.وكانت أيام هذا الأب كلها سلاماً وهدوءاً، لولا هذا الحادث. وقد قضى على الكرسي المرقسى إثنتي عشرة سنة وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم أيضا إستشهد القديس بروفوريوس وكان من كبار أغنياء بانياس، وأكثرهم صدقة وعطفا على الفقراء، وإفتقاد المحبوسين فى سبيل ديونهم وإيفاء ما عليهم، ولما جاء زمان الإضطهاد، ونودي فى كل مكان بالسجود للأصنام، وسمع هذا القديس بمرور الأمير، وقف على باب بيته، وصاح فى وجهه قائلا: "أنا نصرانى" وبعد محاولات فاشلة من الأمير بالعدول عن إيمانه أصدر أمره بقطع رأسه. فنال إكليل الحياة، وأخذ أهل بلده جسده وكفنوه بأكفان غالية. صلاته تكون معنا. آمين.
3- وفى مثل هذا اليوم أيضاً تنيح الأب الطوباوى المحب للإله أنبا حديد القس، وكان تقيا فاضلاً، فمنحه الله موهبة عمل الآيات والعجائب، وأعطاه روح النبوة ومعرفة السرائر، حتى أنه كان يكشف ما فى القلوب، ويشفي أمراض المترددين عليه. وقيل أنه أقام ميتاً بصلاته. وبعد أن بلغ من العمر مئة سنة تنيح بشيخوخة صالحة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 48 : 11,10 )
يمينك مملوءة عدلاً. فليفرح جبل صهيون. ولتتهلَّل بنات اليهودية من أجل أحكامك يارب. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 18 : 35 ـ 43 )
ولمَّا قرب مِن أريحا كان أعْمَى جالساً عند الطريق يَستَعطِي. فلمَّا سَمِعَ بجمع مُجتاز سأل: " ما هذا؟ " فأخبرُوهُ يسوعُ النَّاصريَّ عابراً. فصاح قائلاً: " يا يسوعُ ابن داود ارحَمنِي! ". فزجرهُ المُتقدِّمُونَ ليسكُتَ، أمَّا هو فكان يزداد صياحاً: " يا ابن داود ارحَمنِي! ". فوقفَ يسوعُ وأمرَ أنْ يُقدَّمَ إليهِ. فلمَّا قرب منه سأله: " ماذا تُريدُ أنْ أصنعَ بكَ؟ " فقالَ لهُ: " يارب، أن أُبصِرَ! ". فقالَ لهُ يسوعُ: " أَبصَرَ. إيمانُكَ خلصك ". فلوقته أَبصرَ، وتبعهُ وهو يُمجِّدُ اللَّهَ. والشَّعب جميعه لمَّا رأوا سبَّحُوا اللَّهَ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #244
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-13-2015, 00:12 AM
Parent: #243

أحبائى الكرام ..

هذا هو اختبار الأخت ناهد ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=6GXJUlfJ30Ewww.youtube.com/watch?v=6GXJUlfJ30E

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #245
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-13-2015, 03:59 PM
Parent: #244

أحبائى الطيبين ..
كل جمعة وانتو طيبين ..

كما عودناكم دائماً .. فى هذا اليوم ..

وبعد قليل ..
يكون لقاؤنا مع أبينا الورع المبارك ..
مكارى يونان ..
من قناة الكرمة " مباشر " ..
ومن خلال هذا الرابط ..

http://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #246
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-14-2015, 04:00 PM
Parent: #245

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 29 مايو 2011

العفة والتعفف

التعفف يشمل عفة الجسد, وعفة الحواس ( النظر والسمع واللمس), وعفة اللسان, وعفة الفكر, وعفة القلب, وعفة القلم, وعفة اليد.

† عفة اللسان: في عفة اللسان يبعد الشخص عن كل كلمة بطالة. فاللسان العفيف لا يلفظ كلمة شتيمة ولا كلمة تهكم. فالإنسان العفيف يحترم غيره.

فلا يسيء إليه بكلمة جارحة, ولا بكلمة استهزاء أو احتقار أو ازدراء, في أي حديث أو أي عتاب. وأتذكر أنني قلت ذات مرة في رثاء أحد أساتذتي الروحيين منذ نحو ستين عاما:

يا قويا ليس في ذاته عنف.. لك أسلوب نزيه طاهر...

لم تنل بالذم مخلوقا ولم... ووديعا ليس في طبعه ضعف

ولسان أبيض الألفاظ عف تذكر السوء إذا ما حل وصف

لهذا فإن الذي يستخدم ألفاظًا جارحة, أو ألفاظا قاسية, وكأنها كرجم الطوب... ليس هو بالإنسان العفيف اللسان. فاللسان العفيف لا يشهر بغيره, ولا يكشف عورة إنسان في حديثه. لأن عفته تمنعه من ذلك. واللسان العفيف هو لسان مؤدب ومهذب. يزن كل كلمة يلفظها. ولا يحتاج إلي مجهود لكي يتكلم كلامًا عفيفًا, لأنه تعود ذلك وأصبح هكذا بطبعه.

واللسان العفيف لا يستخدم ألفاظًا معيبة من الناحية الأخلاقية: فلا يتلفظ بكلمات جنسية بذيئة, ولا يذكر قصصًا أو فكاهات جنسية, ولا يقبل سماعها إن قيلت من غيره. ولا يردد أغاني من نفس النوع, بل يخجل من النطق بها, حتى فيما بينه وبين نفسه في مسكنه الخاص. إنه لا يتدني إلي هذا الوضع. يمنعه أدبه من استخدام لغة لا تتفق وهذا الأدب الذي تعوده.

† واللسان العفيف قد تعود أيضا عفة التخاطب, وتعود أيضا أدب الحوار. فهو لا يقاطع غيره أثناء الحديث معه. ولا يوقفه عن الكلام لكي يتكلم هو, ولا يعلو صوته في الحوار. ولا يحاول أن يقلل من شأن غيره في حواره معه, لكي يثبت صحة رأيه هو. ولا يهين غيره أثناء المناقشة. فكل هذه أمور لا يسمح بها أدبه.

واللسان العفيف -في حواره- يكون موضوعيًا. فلا يتعرض إلي الجوانب الشخصية فيمن يتحاور معه. ولا يمكن أن يصف محدثه بالجهل أو عدم الفهم. ولا يكشفه في هذه النواحي. بل يركز علي موضوع النقاش.

† عفة القلم: عفة القلم ترتبط أيضا بعفة اللسان. ونعني بها القلم الذي يراعي كل ما قلناه فيما يكتب. فلا يشهر بأحد, ولا يجرح أحدًا, ولا يعمد إلى الإهانة. ولا يشيع عن إنسان ما ليس فيه.

بل يحرص علي أعراض الناس. ويري أن سمعتهم أمانة أمام قلمه لا يمكن أن يتجاوزها. وفيما يكتب, يكتب بموضوعية نزيهة.

وهنا نري عفة النقد ونزاهته: نعني النقد العادل البريء الموضوعي, الذي يهدف إلى الحق.

ويزن الأمور بميزان سليم. ويذكر النقاط البيضاء أولا, قبل غيرها من النقاط التي لا يوافق عليها.

وهكذا يعطي كل ذي حق حقه. وفي نقده لا يدخل في نوايا الناس وفي دواخلهم, هذه التي لا يعرفها إلا الله وحده.

† عفة القلب وعفة الفكر: عفة القلب هي عفة المشاعر والعواطف والأحاسيس, وأيضا عفة المقاصد والنيات والرغبات, ومن عفة القلب تصدر أيضًا عفة الفكر, وتصدر أيضا عفة الحواس.

وكلها خارجة من مصدر واحد. وأيضا عفة اللسان صادرة عن القلب. فاللسان غير العفيف مصدره قلب غير عفيف. ومن فيض القلب يتكلم اللسان. والذي يتكلم كلامًا شريرًا, يدل علي أن الشر موجود في قلبه, والذي في القلب, يعبر عنه الفكر, ويعبر عنه اللسان, وتعبر عنه الحواس أيضًا. وإن لم يضبط العقل والفكر حينئذ قد يتدرج الأمر إلى الإرادة, ثم إلى العمل.

† وعفة القلب والفكر ترتبط أيضا بعفة العقل الباطن. والعقل الباطن يعمل عن طريق المخزون فيه من أفكار ومن رغبات وصور ومشاعر, فإن كان المخزون في العقل الباطن غير عفيف, حينئذ يصدر ذلك في أحلام غير عفيفة, وفي ظنون وأفكار من نفس النوع. كما هو معروف أن كل شجر ينتج ثمرًا كجنسه.

فليحرص إذن كل إنسان علي عفة قلبه وفكره, بما يدخله فيهما من روحيات ومن محبة الخير والعفة. وذلك لكي يصيرًا مصدرًا لكل من عفة اللسان وعفة الحواس وعفة الجسد.

† عفة الأذن: الأذن العفيفة لا تلتذ إطلاقًا بسماع ما لا يليق, ولا تجد لذة في سماع مذمة الغير, أو سماع أخبار عن سقوط أو فشل من تعاديهم. فهذا نوع من الشماتة لا يتفق مع عفة القلب ولا مع عفة الأذن، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقد قال سليمان الحكيم: لا تفرح بسقطة عدوك, ولا يبتهج قلبك إذا عثر. والأذن العفيفة أيضا هي التي لا تتنصت علي غيرها, أي لا تتجسس لتعرف أسرارًا ليس من حقها أن تعرفها. الأذن العفيفة لا تسرق أخبارًا, متدخلة في خصوصيات غيرها بغير حق.

والذي يفعل هذا لا يكون مهذبًا.

† عفة النظر: إنها أيضا صادرة عن عفة القلب, يعني بها النظرات العفيفة غير الشهوانية. والإنسان العفيف ينظر بغير شهوة, بل في استحياء.. ليس في الأمور الجنسية وحدها, بل أيضا العفة من جهة نظرة الاحترام لمن هو اكبر منه. فلا ينظر بغير أدب, بل في توقير. ويحرص عفيف النظر علي أن يبعد عن النظرات المتجسسة الفاحصة بما في ذلك من تفاصيل.

† يبقي علينا أن نتكلم عن عفة الجسد. وهذا موضوع طويل أحب ان أؤجله إلى مقال آخر.
+++

Post: #247
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-14-2015, 09:59 PM
Parent: #246

أحبائى الكرام ..

هذه مناظرة بين الشيخ طارق والأخ رشيد
فى لقاء من خلال برنامج " أولاد إبراهيم " ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=abvLvfo8ZbEwww.youtube.com/watch?v=abvLvfo8ZbE

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #248
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-15-2015, 10:06 PM
Parent: #247

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأحد الرابع من الصوم الكبير)
15 مارس 2015
6 برمهات 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 26 : 17 ، 16 )
اصطبر للرَّبّ تقوَّ وليتشدَّد قَلبُك وانتظر الرَّبَّ. وأنا أُؤمن أنِّي أُعاينُ خيرات الرَّبِّ في أرضِ الأحياءِ. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 22 ـ 31 )
ثُمَّ قال لتلاميذه: " مِن أجل هذا أقولُ لكُم: لا تهتمُّوا لنفوسكُم ماذا تأكُلُون، ولا لأجسادكُم ماذا تلبسُون. لأنَّ النفس أفضلُ مِن الطَّعام، والجسدُ ( أفضلُ ) مِن اللِّباس. تأمَّلُوا الغربانَ: أنَّها لا تزرعُ ولا تحصدُ، ولا مخادع لها ولا أهراء، واللَّهُ يُعولها. فكم بالحريَّ أنتُم تفضلون الطيور! ومَن مِنكُم إذا اهتمَّ يقدرُ أن يزيد على قامتهِ ذراعاً؟ فإن كُنتُم لا تقدرُونَ على صغيرة، فلم تهتمُون بالباقي؟ تأمَّلوا الزهر كيف ينمُو وهو لا يتعب ولا يعمل أقولُ لكم: إنَّهُ حتى سُليمانُ في كُلِّ مجدهِ ما لبس كواحدةٍ منها. فإنْ كان العُشبُ يُوجد اليوم في الحقل ويُطرح غداً في التَّـنُّور يُلبسُهُ اللَّه هكذا، فكيف بالأحرى أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تطلُبُوا أنتُم ما تأكُلُونَ أو ما تشربُونَ ولا تهتمُوا، لأنَّ هذه جميعها تَطلُبها أُمم العالم. وأمَّا أنتُم فأبُوكُم يَعلَمُ أنَّكم تحتاجُونَ إلى هذه. لكن اطلبوا ملكُوته، وهذه جميعها تُزادُ لكُم.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكـــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 31 : 24 ، 23 )
تشجعوا وليقوَّ قلبكم يا جميع المتكلين على الرب. حبوا الرب يا جميع قديسيه، لأن الرب ابتغى الحقائق. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 22 : 1 ـ 14 )
ثُمَّ أجاب يسوعُ أيضاً بأمثالٍ قائلاً: " يُشبهُ ملكُوتُ السَّمَوات إنساناً ملكاً صنع عُرساً لابنهِ، وأرسل عبيدهُ ليدعُوا المدعُوِّين إلى العُرس، فلم يُريدُوا أن يأتُوا. فأرسل أيضاً عبيداً آخرينَ قائلاً: قُولُوا للمدعُوِّين: هاأنذا قد أعددت غذائي. وقد ذبحت عجولي ومُسمَّناتي، وكُلُّ شيءٍ مُعدٌّ. فهلموا إلى العُرس! أمَّا هُم فتهاونُوا ومضوا، واحدٌ إلى حقلهِ، وآخرُ إلى تجارتهِ، وقبض الباقُون على عبيده وأهانوهُم وقتلوهُم. فلمَّا سمع الملكُ غضبَ، وأرسل جُندهُ فأهلك أولئك القتلة وأحرق مدينتهُم بالنار. حينئذٍ قال لعبيده أمَّا العُرس فمُعدٌّ وأمَّا المدعُوُّون فلم يكُونُوا مُستحقِّين. فاذهبُوا إلى مفارق الطُّرُق، وأدعو كُلَّ مَن وجدتُمُوه إلى العُرس. فخرجَ أولئكَ العبيدُ إلى الطُّرُق، وجمعُوا كُلَّ الذين وجدُوهُم مِن الأشرار والأخيار. فامتلأ العُرسُ بالمُتَّكئين، فلمَّا دخل المَلِكُ لينظُر المُتَّكئين، رأى هُناك رجلاً ليس عليهِ لبَاسَ العُرس. فقال لهُ: يا صاح، كيف دخلتَ إلى هُنا وليسَ عليكَ لبَاسُ العُرس؟ فسكتَ. حينئذٍ قال المَلِكُ للخُدَّام: أوثقُوا يديهِ ورجليهِ واطرحُوهُ في الظُّلمةِ الخارجيَّةِ. هُناك يكُون البُكاءُ وصريرُ الأسنان. لأنَّ كثيرينَ يُدعونَ والمختارون قليلُون ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
( 6 : 10 ـ 24 )
أخيراً يا أخوتي تقوَّوا في الربِّ وفي شِدَّة قُوَّتهِ. البسوا سلاح اللَّهِ الكاملَ لكي تقدرُوا أن تثبتُوا ضدَّ مكائد إبليسَ. فإنَّ مُصارعتنا ليست مع دمٍ ولحمٍ، بل ضد الرُّؤساء، ضد السَّلاطين، ضد وُلاة الظُّلمة، ضد أجناد الشَّر الرُّوحيَّة في السَّمَوات. مِن أجل ذلك احملُوا سلاح اللَّهِ الكامل لكي تقدرُوا أن تُقاومُوا في اليوم الشِّرِّير، وبعد أن تُتمِّمُوا كُلَّ شيءٍ أن تثبُتُوا. فاثبُتُوا مُمنْطِقِين أحقاءكُم بالحقِّ، والبسُوا درع البرِّ، وحاذين أرجُلكُم باستعداد إنجيل السَّلام. حاملين فوق الكُلِّ تُرس الإيمان، الذي بهِ تقدرُون أن تُطفئُوا جميع سهام الشِّرِّير المُلتهبةِ. وخُذُوا خُوذة الخلاص، وسيف الرُّوح الذي هو كلمةُ اللَّهِ. مُصلِّين بكُلِّ صلاةٍ وطلبةٍ كُلَّ حينٍ في الرُّوح، وساهرين لهذا بعينهِ بكُلِّ مُواظبةٍ وطلبةٍ، عن جميع القدِّيسين، وعني أنا أيضاً، لكي يُعطي لي كلامٌ عند افتتاح فمي، لأُعْلِمَ جهاراً بسِرِّ الإنجيل، الذي لأجلهِ أنا سفيرٌ في سلاسل، لكي أُجاهر فيهِ كما يجبُ أن أتكلَّم.ولكن لكي تعلمُوا أنتُم أيضاً أحوالي، ماذا أفعلُ يُعرِّفُكُم بكُلِّ شيءٍ تيخيكسُ الأخُ الحبيبُ والخادمُ الأمينُ في الرَّبِّ، الذي أرسلتُهُ إليكُم لهذا بعينهِ، لكي تعلمُوا أحوالنا، ولكي يُعزِّي قُلُوبكُم.السلام للإخوة، والمحبَّة مع الإيمان مِنَ اللَّه الآب والرَّبِّ يسوع المسيح. النِّعمةُ مع جميع الذين يُحِبُّون ربَّنا يسوع المسيح بغير فساد. آمين.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 4 : 7 ـ 17 )
فاخضعوا إذاً للَّهِ. قاوِموا إبلِيسَ فيَهرُبَ مِنكُمْ. اقتربوا إلى اللَّهِ فيَقترِبَ إليكُمْ. نَقُّوا أيدِيكُمْ أيُّها الخُطاةُ، وطَهِّرُوا قُلوبَكُم يا ذوي الرَّأيَينِ. اكتئبوا ونُوحُوا وابْكُوا. لِيَتَحوَّلْ ضَحِكُكُمْ إلى نوحٍ، وفَرَحُكُمْ إلى غَمٍّ. اتَّضِعُوا أمام الربِّ فَيَرفَعَكُم.لا يَذُمَّ بَعضُكُمْ بعضاً أيُّها الإخوَةُ فإن الذي يَذُمُّ أخَاهُ ويُدينُ أخاهُ يَذُمُّ النَّاموسَ ويُدينُ النَّاموسَ. فإن كُنتَ تَدينُ النَّاموسَ، فَلستَ عَامِلاً بالنَّاموسِ، بلْ دَيَّاناً لهُ. واحدٌ هو واضِعُ النَّاموسِ، القادرُ أن يُخَلِّصَ ويُهلِكَ. فمَن أنتَ يا مَن تَدينُ قريبك ( غيركَ )؟.هَلُموا الآنَ أيُّها القائِلونَ: " نَذهبُ اليَومَ أو غَداً إلى هذهِ المدينةِ، ونقيم هناكَ سـَنَةً ونَتَّجِرُ ونَرْبَحُ ". أنتُم الذينَ لا تَعرِفُونَ ماذا يكون غـداً! لأنَّهُ ما هيَ حياتُكُم؟ إنَّها بخار، يَظهَرُ قليلاً ثُمَّ يَضمحِلُّ. عِوَضَ أن تقولوا: " إنْ شاءَ الربُّ وعِشْنَا نَفعَلُ هذا أو ذاكَ ". لكنَّكُمْ تَفتَخِرونَ بتعَظُّمِكُم. وكُلُّ افتخارٍ مِثلُ هذا رديءٌ. فمَن يَعرِفُ أنْ يَعمَلَ حَسَناً ولا يَعمَلُ، فذلكَ خَطيَّةٌ لهُ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 25 : 13 ـ 26 : 1 )
وبعد ما مضت أيَّامٌ أقبلَ أغريباس المَلكُ وبرنيكي إلى قيصريَّةَ ليُسلِّمُوا على فستوس. ولمَّا كانا يصرفان هُناكَ أيَّاماً كثيرةً، رفع فستوسُ إلى المَلك أمرَ بولس، قائلاً: " يُوجدُ رجُلٌ تركهُ فيلكس مقيداً، ولمَّا صعدت إلى أُورُشليم عرض لديَّ عنهُ رُؤساء الكهنةِ شيوخ اليهود طالبين القضاء عليهِ. فأجبتُهُم أنهُ ليس مِن عادة الرُّومانيِّين أن يُسلِّمُوا أحداً للموت قبل أن يحضر المشكُوُّ مواجهةً مع المشتكين، ويُؤذن لهُ في الاحتجاج عن الشَّكوى. فلمَّا اجتمعُوا إلى هُنا جلستُ في الغد مِن دُون إمهالٍ على المنبر، وأمرتُ أن يُؤتى بالرَّجُل. فلمَّا وقفَ المُشتكُون حولهُ، لم يأتوا بِعِلَّةٍ واحدةٍ مِمَّا كُنتُ أظنه. لكن كان لهُم عليهِ مسائلُ مِن جهةِ عقائدهم الباطلة، وعن واحدٍ اسمُهُ يسوعُ قد ماتَ، وكان بولسُ يقُولُ إنَّهُ حيٌّ. وإذا كُنتُ مُرتاباً في المسألةِ عن مثل هذا سألتهُ: هل يريد أن يمضي إلى أُورُشليم، ويُحاكم هُناك مِن جهةِ هذه الأُمُور؟ ولكن لمَّا رفعَ بولسُ دعواهُ لكي يُحفظ لفحص أوغسطس، أمرتُ بأن يُحفظ إلى أن أُرسلهُ إلى قيصر ". فقال أغريباسُ لفستوس: " وأنا أيضاً كُنت أُحب أن أسمع الرَّجُل ". فقال: " غداً تسمعُهُ ".وفي الغد أقبل أغريباس وبرنيكي باحتفالٍ عظيمٍ، ودخلا دار الاستِماع مع قُواد الألوف وأعيان المدينة، فأمر فستوس فأُحضر بولس. فقال فستوس: " أيُّها المَلكُ أغريباسُ والرِّجالُ الحاضرُونَ مَعنا أجمعين، أنتُم تنظُرُون هذا الذي توسَّل إليَّ مِن جهتهِ كُلُّ جُمهُور اليهود في أُورُشليم وهُنا، صارخيـنَ أنَّهُ لا ينبغي أن يعيش بعدُ. أمَّا أنا فلمَّا وجدتُ أنَّهُ لم يفعل شيئاً يستحقُّ الموت، وهو قد رفع دعواهُ إلى أوغُسطُس، قضيتُ بأن أُرسله. وليس لي شيءٌ يقينٌ مِن جهتهِ لأكتبَ إلى السَّيِّد. فلهذا أحضرتهُ أمامكُم، وخصُوصاً أمامك أيُّها المَلكُ أغريباس، حتى إذا فحصتهُ أمامك يكُون لي شيءٌ لأكتبه. لأنِّي أرى مِن الجهل أن أبعث أسيراً ولا أُبين الدَّعاوي التي عليهِ ".فقالَ أغريباسُ لبولسُ: " مأذُونٌ لكَ أن تتكلِّمَ عن نفسك ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السادس من شهر برمهات المبارك
1- شهادة القديس ديسقورس
2- نياحة القديس ثاؤضوطس الأسقف
1- فى مثل هذا اليوم إستشهد القديس ديسقورس فى زمان العرب وكان من مدينة الإسكندرية، وحدث له ما دعا إلى خروجه من دين آبائه ودخوله فى دين العرب. ومكث كذلك مدة من الزمان. وكانت له أخت متزوجة بمدينة الفيوم. إذ علمت بما صار إليه أرسلت له قائلة: " لقد كنت اشتهى ان يأتيني خبر موتك وأنت مسيحي، فكنت أفرح بذلك، ولا يأتيني خبرك بأنك قد تركت المسيح إلهك " وختمت كلامها بقولها : " وأعلم أن هذا الكتاب آخر صلة بينى وبينك، فمن الآن لا تعد ترينى وجهك ولا تكاتبنى".فلما قرأ كتاب أخته بكى بكاء مراً، ولطم وجهه ونتف لحيته ثم قام مسرعاً وشد وسطه بزنار، وصلى متضرعا بحرارة، ورشم نفسه بعلامة الصليب وخرج يسير فى المدينة.وأبصره الناس على هذه الحال فإقتادوه إلى الوالى وهذا قال له: " لقد تركت دين النصارى ودخلت فى ديننا، فما الذى جرى؟ " فأجابه قائلا: " أنا ولدت مسيحياً وأموت مسيحياً، ولا أعرف ديناً غير هذا ". فهدده كثيراً وضربه ضرباً موجعاً، فلم يرجع عن رأيه، فأودعه السجن، وأرسل إلى ملك مصر يعرض عليه حالته، فأمره أن يعرض عليه الخروج من دين النصارى والدخول فى دين الملك. فإن أطاع، وهبه هبات جزيلة، وإلا فيحرقه. فأخرجه من الحبس وعرض عليه الجحود فأبى قائلا: " لقد قلت سابقاً: ولدت مسيحياً وأموت مسيحياً " فأمر بحرقه. فحفروا له خارج المدينة حفرة كبيرة، وملأوها بالحطب وأوقدوها. ولما علا لهيبها طرحوه فيها بعد أن ضربه أهل البلد ضرباً موجعاً وطعنوه بالسكاكين. فنال إكليل الشهادة فى ملكوت السموات. صلاته تكون معنا. آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم أيضا: تذكار نياحة القديس ثاؤضوطس أسقف مدينة قورنثية التى فى جزيرة قبرص. وقد عذب كثيراً أيام الإضطهاد. وذلك أن يوليوس حاكم هذه الجزيرة من قبل دقلديانوس إستحضر هذا القديس، وطلب منه أن ينكر المسيح، ويقدم البخور للأصنام. وإذ لم يذعن لأمره نزع عنه ثيابه، وضربه ضربا شديدا موجعا بسياط من جلد البقر، ثم علقه ومشط جسمه بأمشاط حديد ثم سمر جسمه بالمسامير وجروه إلى الحبس. فمكث فيه إلى أن أهلك الله دقلديانوس وتملك البار قسطنطين. فأطلقه مع جملة المحبوسين. فرجع إلى كرسيه ورعى رعيته التى أؤتمن عليها إلى أن تنيح بسلام. شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 3 ، 4 )
وليفرح قلب الذين يلتمسُون الربَّ، ابتغُوا الربَّ واعتزُّوا، اُطلُبُوا وجههُ في كُلِّ حين. اذكُرُوا عجائبهُ التي صنعها، آياتهِ وأحكامَ فيهِ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 1 ـ 42 )
فلمَّا علمَ يسوع أنَّ الفرِّيسيِّين قد سمعُوا أنَّ يسوعَ قد كُوُّن لهُ تلاميذ كثيرين وأنهُ يُعمِّدُ أكثر مِن يُوحنَّا، مع أنَّ يسوعَ نفسهُ لم يكُن يُعمِّدُ بل تلاميذُهُ، تركَ اليهوديَّة ومضى أيضاً إلى الجليل. وكان لابُدَّ لهُ أن يجتاز بالسَّامرة. فأتى إلى مدينةٍ مِن السَّامرة تُدعى سُوخار، قريبة مِن الضَّيعةِ التي أعطاها يعقوبُ ليوسُفَ ابنهِ. وكانت هُناك عين ماء ليعقوب. فلمَّا تَعب يسوع مِن مشى الطَّريق، جلس كذلك على العين، وكان وقت السَّاعة السَّادسةِ. فجاءت امرأةٌ مِن السَّامرة لتملأ ماءً، فقال لها يسوعُ: " أعطيني لأشربَ " أمَّا تلاميذهُ فكانُوا قد مضوا إلى المدينةِ ليبتاعُوا لهم طعاماً. فقالت لهُ المرأةُ السَّامريَّةُ: " كيف وأنت يهُوديٌّ تطلب منِّي لتشرب وأنا امرأةٌ سامريَّةٌ؟ " لأنَّ اليهود لا يُخالطُون السَّامريِّين. أجابَ يسوعُ وقال لها: " لو كُنت تعرفين عطيَّة اللَّهِ، ومَن هو الذي يقولُ لك أعطيني لأشربَ، لكُنتِ أنتِ تسألينه فيعطيكِ ماءً حياً ". قالت لهُ المرأةُ: " يا سيِّدُ، لا دلو لك والبئرُ عميقةٌ. فمِن أين لك الماءُ الحيُّ؟ ألعلَّكَ أنت أعظم مِن أبينا يعقوب، الذي أعطانا هذه البئر، ومِنها شرب هو أيضاً وبنُوهُ وماشيته؟ ". فأجاب يسوعُ وقال لها: " كُلُّ مَن يشربُ مِن هذا الماء يعطشُ أيضاً. وأمَّا مَن يشربُ مِن الماء الذي أُعطيهِ أنا لهُ فلن يعطش إلى الأبد، بل الماءُ الذي أُعطيهِ لهُ يكُون فيهِ ينبُوع ماءٍ يفيضُ حياةٍ أبديَّةٍ ". قالت لهُ المرأةُ: " يا سيِّدُ أعطني هذا الماء، لكي لا أعطشَ ولا أجيء إلى هُنا لأملأ ماء ". فقال لها يسوعُ: " اذهبي وادعي زوجكِ وتعالي إلى هُنا ". أجابت المرأةُ
وقالت: " ليسَ لي زوجٌ ". قال لها يسوعُ: " حسناً قُلتِ: أن ليسَ لي زوجٌ، لأنَّكِ تزوجتِ خمسةُ أزواج، والذي معكِ الآنَ ليسَ هو زوجكِ. فهذا الذي قُلته حق ". قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أرى أنَّك نبيٌّ! آباؤُنا سجدُوا على هذا الجبل، وأنتُم تقولون إنَّ مكان السجود في أورشليمَ، حيث يحل السجود ". قال لها يسوعُ: " صدِّقيني يا امرأة، تأتي ساعةٌ، فيها يسجدون للآب لا على هذا الجبل، ولا في أورُشليم. أنتُم تسجدونَ لمَن لا تعلمُون. أمَّا نحن فنسجُد لمَن نعلم. لأنَّ الخلاصَ هو مِن اليهود. لكن تأتي ساعةٌ، وهيَ الآن، حين السَّاجدون الحقيقيُّونَ يَسجُدُون للآب بالرُّوح والحقِّ، لأنَّ الآب إنما يطلب مثـل هـؤلاء السَّاجديـن لهُ. اللَّـهُ رُوحٌ. والذين يسجـُدون لـهُ فبالـرُّوحِ والحقِّ ينبغي أن يسجُدُوا ". قالت لهُ المرأةُ: " نحن نعلم أنَّ مَسيَّا، الذي يُدعى المسيح، يأتي. ومتى جاء فهو يُخبرنا بكُلِّ شيءٍ ". قال لها يسوعُ: " أنا هو الذي يُكلِّمك ". وعند ذلك جاء تلاميذُهُ، وكانُوا يتعجَّبُون أنَّهُ يتكلَّمُ مع امرأةٍ. ومع ذلك لم يقُل لهُ أحدٌ: " ماذا تطلُبُ؟ " أو " لماذا تُكلمها؟ " فتركت المرأةُ جرَّتها ومضت إلى المدينةِ وقالت للنَّاس: " تعالوا انظُرُوا هذا الإنسان الذي قال لي كُلّ ما فعلتُ. فلعلَّ هذا هو المسيحُ؟ " فخرجُوا مِن المدينةِ وأقبلوا إليهِ.وسألهُ تلاميذُهُ فيما بينهم قائلين: " يا مُعلِّمُ، قُم فكُل " فقال لهُم: " أن لي طعاماً آكله لستُم تعرفُونهُ أنتُم ". فقال تلاميذُهُ بعضُهُم لبعض: " ألعلَّ أحداً أحضر لهُ ليأكُل؟ " قال لهُم يسوعُ: " طعامي أنا أن أعمل مشيئةَ الذي أرسلني وأُتمِّم عملهُ. ألستم تقولون: إنَّهُ بعد أربعة أشهر يأتي الحصاد؟ وها أنا أقولُ لكُمُ: ارفعوا أعيُنكُم وانظُروا إلى الكورة إنَّها قد ابيضَّت للحصاد. الذي يحصد يأخُذ أجرته ويجمع ثمراً للحياة الأبديَّة، لكي يفرح الزَّارعُ والحاصدُ معاً. فإنَّ في هذا يحق القول: أنَّ واحداً يزرعُ وآخر يحصدُ. إني أرسلتُكُم لتحصُدُوا ما لم تتعبوا فيهِ. آخرُون تعبُوا وأنتُم دخلتُم على تعبهم ". فآمن بهِ مِن تلك المدينةِ كثيرُون مِن السَّامريِّين بسبب كلام المرأة الشاهدة لهُ أنَّهُ: " قال لي كُلَّ ما فعلتُ ". ولمَّا أتي إليهِ السَّامريُّون طلبوا إليهِ أن يُقيم عندهُم، فأقام هُناك يومين. فآمن بهِ جمُوع كثيرة أيضاً مِن أجل كلامه. وكانُوا يقولون للمرأة: " لسنا مِن أجل كلامك نُؤمنُ، فإنَّنا نحنُ أيضاً سمعنا ونعلمُ حقاً أنَّ هذا هو المسيح مُخلِّص العالم.
( والمجد للَّـه دائماً )

صـلاة المسـاء
المزمور
من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 10 ، 11 )
كثيرةٌ هي ضرباتُ الخطاة، والذي يتكل على الرَّبِّ الرَّحمة تُحيط بهِ. افرحُوا أيُّها الصِّدِّيقُون بالربِّ وابتهجُوا، وافتخرُوا يا جميع مُستقيمي القُلُوب. هللويا
الإنجيل
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 19 ـ 24 )
قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أرى أنَّك نبيٌّ! آباؤُنا سجدُوا على هذا الجبل، وأنتُم تقولون إنَّ مكان السجود في أورشليمَ، حيث يحل السجود ". قال لها يسوعُ: " صدِّقيني يا امرأة، تأتي ساعةٌ، فيها يسجدون للآب لا على هذا الجبل، ولا في أورُشليم. أنتُم تسجدونَ لمَن لا تعلمُون. أمَّا نحن فنسجُد لمَن نعلم. لأنَّ الخلاصَ هو مِن اليهود. لكن تأتي ساعةٌ، وهيَ الآن، حين السَّاجدون الحقيقيُّونَ يَسجُدُون للآب بالرُّوح والحقِّ، لأنَّ الآب إنَّما يطلب مثل هؤلاء السَّاجدين لهُ. اللَّهُ رُوحٌ. والذين يسجُدون لهُ فبالرُّوحِ والحقِّ ينبغي أن يسجُدُوا.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #249
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-16-2015, 10:14 AM
Parent: #248

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الاثنين من الأسبوع الخامس من الصوم الكبير)
16 مارس 2015
7برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من أمثال سليمان الحكيم ( 3 : 5 ـ 18 )
توكَّل على الربِّ مِن كُلِّ قلبكَ وعلى فطنتك لا تعتمِد. في كُلِّ طُرُقك اعرفهُ لكي تُقوِّم سُبُلك.لا تكُن حكيماً في عيني نفسِكّ، اتَّق الربَّ وابعدُ عن كُلِّ شَّرٍّ فيكُون الشفاء في جسدك والعافية في عظامك. أكرِم الرَّبَّ مِن مالك وأعطه باكُورات ثمار بِرك ( غلاتك ). فتمتلئ مخازنك شبعاً وتفيض معاصرُك خمراً. يا بُنيَّ لا تحتقر تأديبَ الرِّبِّ، ولا تسأم إذا وبَّخك، فإنَّ الذي يُحبُّهُ الرَّبُّ يُؤدِّبُهُ، ويَجلِدُ كُلَّ ابنٍ يَقْبَلُهُ.طُوبى للإنسان الذي يجدُ الحكمة والذي يفنى في طلب الفطنة. فإنَّ تجارتها خيرٌ مِن كنوز الذَّهب والفضة. هي أكرم مِن اللآَّلئ الكثيرة الثمن لا يقاومها أي شر سهلة الظهور لكُلِّ مَن يقترب مِنها، كل النفائس لا تُساويها. في يمينها طُولُ الأيَّام وكثرة السنين وفي يسارها الغنى والمجدُ. مِن فمها يخرج العدل وعلى لسانها الشريعة والرَّحمة. طُرُقُها طُرُقُ نعمة وجميع مسالكها سلامٌ. هي شجرةُ الحياة للمتعلقين بها وسند للمُتَّكلين عليها مثل الرَّبّ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 37 : 33 ـ 38 : 1 ـ 6 )
لذلك هكذا يقولُ الربُّ على مَلِك أشُّور: إنه لا يدخُلُ هذه المدينةَ ولا يَرمي إليها سهماً ولا يتقدَّمُ عليها بتُرسٍ ولا يُنصب عليها مترسةً، لكن في الطَّريق التي جاء مِنها يرجع ( وإلى هذه المدينةِ لا يدخُلُ ) هذا ما يقولهُ الربُّ. وأحامي عن هذه المدينةِ وأُخلِّصها مِن أجلي ومِن أجل داود عبدي.وخرج ملاكُ الربِّ وقتل مِن جيش أشُّور مئةً ألف وخمسةً وثمانين ألفاً، فلمَّا بكَّروا صباحاً إذا هُم جميعاً جُثثٌ أموات. فرجع سنحاريب مَلِك أشُّور وأقام بنينوى. وفيما هو ساجدٌ في بيت نسروخ ( إلههِ ) قتلهُ أدرَمَّلكُ وشرآصرُ ابناهُ بالسَّيف ونجوا إلى أرض أراراط، ومَلَكَ آسرحدُّون ابنُهُ عوضه.في تلك الأيَّام مرض حزقيَّا مرض الموت فجاء إليه إشعياءُ بنُ آموص النَّبيُّ وقال له، هكذا يقولُ الربُّ: أوصي لبيتك لأنَّك تموتُ ولا تعيشُ. فحول حزقيَّا وجههُ إلى الحائط وصلَّى إلى الربِّ وقال: اذكُرني ياربُّ كما سلكت أمامك بالحق وسلامة القلب وصنعت ما يرضيك أمامك، وبكى حزقيَّا بُكاءً شديداً.فصار كلامُ الربِّ إلى إشعياء اذهب وقُل لحزقيَّا: هكذا قال الربُّ إله داود أبيك، إنِّي قد سمعتُ صوت صلاتك، ورأيت دُمُوعك، وهأنذا أُزيدُ على أيَّامك خمس عشرة سنةً، وأُنقذُك مِن يد مَلِك أشُّور وأُحامي عن هذه المدينةِ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من أيوب الصديق ( 22 : 1 ـ 30 )
فأجابَ أليفازُ التَّيمانيُّ وقال: " أليس الرب الذي يعلم الفهم والفطنة، لأنَّهُ بماذا ينتفع الرب إن كنت أنت تتزكى في أعمالك. وهل مِن فائدة إذ قومت طُرُقك أيوبخك ويحاججك. أليس شرُّك جسيماً وآثامُك لا نهاية لها. لأنَّك أخذت رهائن إخوتك باطلاً وسلبت العُراة ثيابهم. لم تَسقِ العطشان ماء وعن الجائع مَنعت خُبزك، رفعت وجُوه بعض وجعلت البعض فقراء على الأرض. أرسلت الأرامل فارغات واليتامى ضايقتهم. لذلك تُحيط بك الفخاخ، تباغتك الحروب العجيبة. النور صار لك ظلاماً وفي نومك يعلُوك غمر، وفيض غمر المياه يُغطيك.أيَرى اللَّه الكائن في الأعالي السالك في العظائم، أيتضع وقُلت ماذا يعلم القدير، أمِن وراء الضَّباب يقضى، السَّحابُ سترٌ لهُ فلا يُرى وعلى دائرة يتمشَّى. هل تحفظُ مسلك القدم الذي داسهُ رجالُ الإثم الذين قُبض عليهم قبل آوانهم، انصبت الأنهار على أساسهم، القائلين ماذا يصنع بنا اللَّه، أو ماذا يجلب علينا القدير. وهو قد ملأ بُيُوتهم خيراً، ومشُورةُ المُنافقين ابتعدت عنِّي. ينظر الصدِّيقُون ويفرحُون والبريءُ يستهزئُ بهم ألم تنقرض قُوتهم وقد أكلت بقيتهُم النَّار.تقرب لننظر وتمهل، فبذلك يأتيك خيرٌ. اقْبَل الشَّريعة مِنْ فيهِ وضع كلامهُ في قلبكَ. إن رجعت واتضعت أمام القدير يجعل الظُّلمة بعيدة عن خبائك، وتجلس على الصخرة في آخِرتك ( وتصير ) الصخرة كذهب صوفير، ويكونُ القديرُ مُعينك ويُنقيك كالفضَّة المُصفَّاة مِن أيدي أعدائك. حينئذٍ تتلـذَّذُ بالقديـر وتتطلع إلى السَّماء بفـرح، إذا دعوته فيُجيبك ونُـذُورُك تُوفيها، ويُرد إليك مسكن البر، وعلى طُرُقك يُضئُ النُور. إذا اتضع تقُول إنه ارتفع، ويُخلِّصُ المنُخفض العينين. ويفلت الزكي وينجو بطهارة يديه.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 88 : 2 ، 3, 4)
أمل يارب سمعك إلى طلبتي، فقد امتلأت من الشر نفسي، وحياتي إلى الجحيم دنت. حُسبتُ مع المُنحدرين في الجُبِّ. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 16 ـ 21 )
ثم كلمهُم بمثلٍ قائلاً: " كان إنسانٌ غنيٌّ أخصبت كُورتُهُ، ففكَّر في نفسه قائلاً: ماذا أصنعُ، فإنَّهُ ليس لي موضعٌ أجمعُ فيه ثماري؟ ثُمَّ قال: لأفعلن هذا: أهدمُ أهرائي وأبنيها أعظم كثيراً، وأجمعُ هُناك جميع أرزاقي وخيراتي، وأقُولُ لنفسي: يا نفسي لك خيراتٌ كثيرةٌ، موضوعةٌ لسنين عديدةٍ. فاستريحي وكُلي واشربي وافرحي! فقال اللَّه لهُ: يا جاهل! في هذه الليلة تُنزع نفسُك مِنك، فهذه التي أعددتها لمَن تكُون؟ هذا كمن يدخر لنفسهِ وليس هُو غني للَّهِ.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
( 2 : 1 ـ 16 )
فإن كانت تعزيةٌ ما في المسيح. أو تسليةٌ ما للمحبَّةِ. أو شركةٌ ما في الرُّوح. إن كانت رأفةٌ ورحمةٌ، فتمِّمُوا فرحي حتَّى تفتكرُوا فكراً واحداً ولكُم محبَّةٌ واحدةٌ بنفسٍ واحدةٍ، مُفتكرين شيئاً واحداً، لا تعملوا شيئاً بتحزُّبٍ أو بِعُجْبٍ، بل بتواضُعٍ، حاسبين بعضُكُم البعض أفضلَ مِن أنفُسهم. لا تنظُروا كُلُّ واحدٍ إلى ما هو لنفسهِ، بل كُلُّ واحدٍ إلى ما هو لآخرين أيضاً. فليكُن فيكُم هذا الفكرُ الذي في المسيح يسوعَ. الذي إذا كان في صُورة اللَّهِ، لم يَحسب خُلسةً أن يكُون مُساوياً للَّهِ. لكنَّهُ أخلى نفسهُ، آخذاً صُورة عبدٍ، صائراً في شبهِ البشر. وإذ وُجدَ في الهيئةِ كإنسانٍ، وضعَ نفسهُ وأطاع حتى الموت موت الصَّليب. فلذلك رفَّعهُ اللَّهُ أيضاً، وأعطاهُ اسماً يفُوق كُلِّ اسم لكي تجثُوَ باسم يسوعَ كُلُّ رُكبةٍ ممَّا في السَّمَوات وعلى الأرض ومَن تحتَ الأرض، ويَعترفَ كُلُّ لسانٍ أنَّ يسوعَ المسيح هو ربٌّ لمجد اللَّه الآب.إذاً يا أحبَّائي، كما أطعتُم كُلَّ حينٍ، اعملُوا لخلاصكُم بخوفٍ ورعدةٍ، لا كما كُنتُم تفعلُون عند حُضُوري فقط، بل الآن في غيابي أكثر جداً، لأنَّ اللَّهَ هو الذي يعمل فيكُم الإرادة والعمل مِن أجل المسرَّة. افعلُوا كُلَّ شيءٍ بغير تذمر ولا جدالٍ، لتكونوا بغير لومٍ، وبُسطاء، وأبناء اللَّه بلا عيبٍ في وسط جيلٍ مُعوَّجٍ ومُلتوٍ، تُضيئُون فيهم كأنوار في العالم. مُتمسِّكين بكلمةِ الحياة لافتخاري في يوم المسيح، بأنِّي لم أسع عبثاً ولم أتعب باطلاً.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 3 : 10 ـ 18 )
ومَن أراد أن يُحبَّ الحياة وأن يرى أيَّاماً صالحةً، فليكفُفْ لسانهُ عن الشَّرِّ وشفتيهِ مِن أن تتكلَّما بالمَكْرِ، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلامة ويسعى في أثرها. لأنَّ عيني الرَّبِّ على الصديقين وأُذنيهِ إلى طلبتهم، لكنَّ وجه الرَّبِّ على الذين يعملُون الشَّرِّ.فمَن الذي يُؤذيكُم إن كُنتُم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتُم مِن أجل البرِّ، فطوباكُم. أمَّا خوفهُم فلا تَخافوهُ ولا تضطربوا. بل قدِّسُوا الربَّ الإلهَ في قُلُوبكُم، وكونوا مُستعدِّين دائماً لِمُجاوَبَةِ كلِّ مَن يسألكُم عن سَبب الرَّجاءِ الذي فيكُم، بوداعةٍ وخوفٍ، ولكُم ضميرٌ صالحٌ، حتى يخزى المفترُون عليكُم كفاعلي شرٍّ ويسلبُون تصرفكُم الصالح في المسيح، فإنَّه خيرٌ لكُم أن تتألَّمُوا لعمل الصالحات إن كانت في ذلك مشيئة اللَّه، مِن أن تتألَّموا لعمل السيئات. فالمسيح أيضاً تألَّم مرَّةً واحدةً مِن أجل الخطايا، البارُّ عن الأثمةِ، ليُقَرِّبَنَا إلى اللَّهِ، مُماتاً في الجسد ولكن مُحيياً في الرُّوح.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 10 : 25 ـ 35 )
فلمَّا دخل بطرس استقبلهُ كرنيليوسُ وخر ساجداً عند قدميه. فأقامهُ بطرس قائلاً: " قُم، أنا أيضاً إنسانٌ ". ثُمَّ دخل وهو يتكلَّم معهُ فوجد كثيرين مُجتمعين. فقال لهُم: " أنتُم تعلمُون كيف هو مُحرَّمٌ على رجُل يهوديٍّ أن يلتصق بأجنبيٍّ أو يدنو إليهِ. وأمَّا أنا فقد أراني اللَّهُ أن لا أقول عن إنسان ما أنَّهُ نجسٌ أو دنسٌ. فلذلك جئتُ بلا مُخالفةٍ إذ استدعيتُمُوني. فأستخبرُكُم: لأيِّ سببٍ استدعيتُمُوني؟ ". فقال كرنيليوسُ: " منذُ أربعةِ أيَّام إلى هذه السَّاعةِ كُنتُ ( صائماً ). وفي السَّاعةِ التَّاسعةِ كُنتُ أُصلِّي في بيتي، وإذا رجُلٌ قد وقف أمامي بحُلةٍ بهيةٍ. وقال: يا كرنيليوسُ، قد سُمِعت صلاتُك وذُكرِت صدقاتُك أمام اللَّهِ. فأرسِل إلى يافا واستدعي سمعان المُلقَّب بطرس. وهو نازلٌ في بيت سمعان الدبَّاغ على البحر. وهو متى جاء يُكلِّمُك. فمِن ساعتي أرسلتُ إليكَ. وأنت فعلت حسناً إذ جئتَ. والآن ها نحن جميعاً حاضرون أمام اللَّهِ لنسمع جميع ما أمِرك به الربِّ ". ففتح بطرسُ فاهُ وقال: " بالحقِّ أنا أرى أنَّ اللِّه لا يُحابى الوجُوه. ولكن في كُلِّ أُمَّةٍ، مَن يتَّقيه ويصنعُ البرَّ فإنَّهُ يكُون مقبُولاً عندهُ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السابع من شهر برمهات المبارك
1- شهادة القديسين فيلمون وأبلانيوس
2- شهادة القديسة مريم الإسرائيلية
1- فى مثل هذا اليوم إستشهد القديسان فيلمون وأبلانيوس. وفيلمون هذا كان مغنياً لأريانوس والى أنصنا. وكان أبلانيوس مزمراً، وكان صديقين حميمين. وإشتهيا أخذ إكليل الشهادة فدخل فيلمون يوماً على الوالى وإعترف بالسيد المسيح. فلما عرفه الوالى غضب جدا وأمر لأن يرموه بالسهام هو الآخر. وفى أثناء ذلك رجعت السهام إلى ناحية الوالى فأصابت عينه فقلعتها. أما القديسان فقد أكملا جهادهما ونالا إكليل الشهادة. صلاتهما تكون معنا. آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم أيضا إستشهدت القديسة مريم الإسرائيلية. ولم تكن هذه تعرف السيد المسيح. وكانت رديئة السيرة، ولما أرادت التوبة والرجوع إلى السيرة الصالحة أرسل لها الرب رجلا قديسا قام بوعظها، وعرفها طريق الخلاص بالإيمان بالسيد المسيح وقال لها أن النفس لابد أن تعطى جوابا عن جميع أعمالها فى يوم القيامة، و أنها بعد الموت وفراق هذا العالم ستحاسب عما فعلت. فقالت له : "ما هو الدليل على قولك هذا الذى لم تذكره التوراة الذى أعطاه الله لموسى النبى، كما لم يقل بهذا آبائى، فأثبت لى صحة قولك بالبراهين الشرعية والعقلية فأثبت لها ما طلبت.ولما ثبتت أقواله فى عقلها قالت : " إن تبت عن أعمالى النجسة فهل يقبلنى الله" فأجابها :" إن آمنت بأن المسيح جاء إلى العالم لخلاص البشر، وسلكت سبيل التوبة، يقبلك الله. " فآمنت وتابت. ثم لما بلغ خبرها للوالى أحضرها أمامه، فأصرت على مسيحيتها، فأمر بقطع رأسها بحد السيف. ونالت إكليل الشهادة.شفاعتها تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.
3- تذكار نياحة القديس ثاؤضوطس أسقف مدينة قورنثية التى فى جزيرة قبرص. وقد عذب كثيرا أيام الإضطهاد. وذلك أن يوليوس حاكم هذه الجزيرة من قبل دقلديانوس إستحضر هذا القديس، وطلب منه أن ينكر المسيح، ويقدم البخور للأصنام. وإذ لم يذعن لأمره نزع عنه ثيابه، وضربه ضرباً شديداً موجعاً بسياط من جلد البقر، ثم علقه ومشط جسمه بأمشاط حديد ثم سمر جسمه بالمسامير وجروه إلى الحبس. فمكث فيه إلى أن أهلك الله دقلديانوس وتملك البار قسطنطين. فأطلقه مع جملة المحبوسين. فرجع إلى كرسيه ورعى رعيته التى أؤتمن عليها إلى أن تنيح بسلام. شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 86 : 3 ، 4 )
ارحمني ياربُّ فإنِّي صرخت إليكَ النهار كُلَّهُ. فرِّح نَفسَ عبدِكَ، فإنِّي رفعتُ نَفسِي إليكَ ياربُّ. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 9 : 12 ـ 17 )
وكان النَّهار قد بدأ يَميل. فتقدَّم إليه الاثنا عشر وقالوا لهُ: " اصرف الجموع ليذهبوا إلى القُرى المُحيطة والحقُول ليستريحُوا ويجدُوا ما يأكلُونه فإنَّنا هاَهُنا في موضع قفر ". فقال لهُم: " أعطُوهُم أنتُم ليأكُلُوا ". فقالُوا: " ليس عندنا أكثرُ مِن خمس خُبزات وسمكتين، إلاَّ أن نمضي نحن فنشتري أطعمة لهذا الشَّعب جميعه ". وكانُوا نحو خمسة آلافِ رجُلٍ. فقال لتلاميذه: " ليتكئوا في كُلِّ مُوضع خمسينَ خمسينَ ". ففعلُوا هكذا وأتكأُوهم أجمعين. وأخذ الخمس خُبزات والسَّمكتين، ونظر إلى السَّماء وباركها، وقسمها وأعطى التَّلاميذ ليضعوا أمام الجموع. فأكلُوا جميعهم وشبعوا. ثُمَّ رفعوا ما فضل عنهُم اثنتي عشرة قُفَّةً مملوءةً.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #250
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: مني بت نفيسة
Date: 03-16-2015, 10:32 AM
Parent: #249

الحبيب \ سوداني ..

لك التحية والتقدير علي هذه الرسالة السامية ...

وربنا يزيد ويبارك بوست عامر بعمار صاحبه محب المحبة والسلام ..

واتمني ان تدوم المحبة والسلام في وطننا الحبيب وفي العالم اجمع .. ودمت ..

احتراماتي .. واليك السلام ..

بت نفيسة ..

Post: #251
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-16-2015, 11:26 PM
Parent: #250

الأبنة الحبيبة منى بت عمسيب ..

شكراً لكلماتك الرقيقة المشجعة .. الرب يبارك حياتك ..

Quote:
الحبيب \ سوداني ..

لك التحية والتقدير علي هذه الرسالة السامية ...

وربنا يزيد ويبارك بوست عامر بعمار صاحبه محب المحبة والسلام ..

واتمني ان تدوم المحبة والسلام في وطننا الحبيب وفي العالم اجمع .. ودمت ..

احتراماتي .. واليك السلام ..

بت نفيسة ..


تعرفى يا منى يا بت عمسيب ..
من كلامك الرقيق دا .. بتذكرينى بالسودان .. وناس السودان الطيبين .. السمحين ..
و أنا داير أقوليك يا بت عمسيب ..
بتذكرينى بالحوش المرشوش والهمبريب ..
بيجاى كرسى وبيجاى بمبر .. وبيجاى عنقريب ..
وطقطوقة صغيرونه عليها كباية عرديب ..
وعلى الواطه .. حزمة طازة من عنكوليب ..
وما كده وبس .. يجيك ضيف .. دخل حسى دى ..
من ناس كردفان معاه دوليب ..
والونسة شغالة .. وكان ما عاجبك معاها دوبيت ..
ما شاء الله .. الناس سمعت .. وملت علينا البيت ..
و حسى دى .. أنقرى .. منو جانا .. لما قرو الكلمات دى ..
ناس بيتكم .. ناس عمسيب ..
عليك الله يا بتى منى .. دايره .. أحسن من دا شنو ..
ديل ناس سودانا حقين زمان الخليناهم .. وأنا مكتول القليب ..
قاعد .. براى .. اتذكر الذكريات .. بجد .. شاعر غريب ..
لا عنقريب .. لا همبريب .. لا عنكوليب .. لا دوليب ..
لا عرديب ..
لا ناس داخله .. لا ناس مارقة .. لا غُنا .. لا دوبيت ..
لا فانوس يذكرنا بالتبش والفقوس .. لا مشلعيب ..
نعلق فيهو .. إن شا الله لالوب .. ولا حلة ملاح روب ..
.. ..
عارفة .. يابتى .. يا منى .. أنا خايف بعد الكلام دا كلو ..
عمك .. يكتب ويكتب .. وانت تكونى .. من ناس البندر ..
ولا اتربيتى .. فى بلاد الخواجات ..
دا حيكون خازوق كبير ..
لاكين معليش ..
على الأقل .. طقينا معاك .. خشم خشمين ..
أها ودعناك الله ..
وابقى عشرة على الزهور ال عندكم ..

سلام ومحبة .. من عمك العجوز .. الكلامو كتير ..
خليتك بعافية .. وشكراً مرة تانية يا بتى منى ..
على كلمات المحبة .. الرب يبارك حياتك ..
عمك العجوز ..
ارنست

Post: #252
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-17-2015, 05:57 PM
Parent: #251

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 5 يونيو 2011

حروب الأفكار

حروب الأفكار قد تكون في اليقظة وقد تكون أثناء النوم والأفكار التي تأتي أثناء النوم ربما تكون مترسبة من أفكار وأخبار بالنهار, أو رسبت في العقل الباطن نتيجة لشهوات وأفكار أو ما جلبته الأذن من أخبار وحكايات, وما قرأه الشخص وترسب في ذهنه.

كل هذه تأتي في أحلام, أو في سرحان, أو ما يسمونه أحلام اليقظة ويستمر الشخص فيها طالما كان القلب قابلا لها, أما إن كان رافضا لها فإنها تتوقف ويصحو الشخص لنفسه, وإرادة الإنسان يمكنها أن تضبط الفكر, فهي التي تسمح بدخوله, أما إن دخل الفكر خلسة فهي التي تسمح باستمراره أو بإيقافه, ومن هنا تأتي المسئولية: هل هذه الأفكار إرادية أو غير إرادية أم شبه إرادية أي من النوع الذي هو غير إرادي الآن ولكنه نابع من إرادة سابقة تسببت فيه.

فقد يغرس الشيطان فِكرًا في عقل الإنسان يدخل عليه إرادته ولكن حتى هذا الفكر الذي لا مسئولية عليه في دخوله توجد مسئولية عليه في قبوله إن أراد يمكنه أن يطرد الفكر ولا يتعامل معه ولا يرحب به.

وقد يأتيه الفكر الخاطئ في حلم فإن كان قلبه نقيا تماما سوف لا يقبل هذا الفكر في الحلم أيضًا.

إذن قاوم الفكر الخاطئ في النهار أثناء يقظتك لكي تتعود المقاومة حتى بالليل أثناء نومك وتنغرس هذه المقاومة في أعماق شعورك ويتعودها عقلك الباطن ولهذا نقول أن زمام أفكارك في يدك سواء منها الأفكار التي تصنعها بنفسك أو التي ترد إليك من الخارج من الشيطان أو من الناس وما اصدق ذلك المثل القائل إن كنت لا تستطيع أن تمنع الطير من أن يحوم حول رأسك فإنك تستطيع أن تمنعه من أن يعشش في شعرك.

وبإرادتك وبعمل النعمة فيك يمكنك السيطرة علي الأفكار فلا تجعلها تأخذ سلطانا عليك لذلك لا تستسلم للأفكار الخاطئة كن حكيما تعرف كيف يبدأ الفكر وكيف يتطور وما خط سيره داخل ذهنك؟ وما نوع الأفكار التي تبدأ بريئة وهادئة وتنتهي بنهاية خاطئة؟

وإن اشتدت عليك الأفكار بطريقة ضاغطة ومستمرة فلا تيأس ولا تقل لا فائدة من المقاومة, وتستسلم للفكر!! إن اليأس يجعل الإنسان يتراخي مع الفكر, ويفتح له أبوابه الداخلية, ويضعف أمامه ويسقط.

† ونضع أمامك هذه المبادئ للانتصار علي الأفكار الخاطئة:

1 ـ درب نفسك علي أن تتولي قيادة أفكارك, ولا تجعل الأفكار تقودك.

2 ـ املأ فكرك باستمرار بشيء روحي نافع. حتى إذا أتاك الشيطان بفكر رديء, لا يجد الذهن متفرغا له. وهذا علاج وقائي.

إذن لا تترك عقلك في فراغ, خوفًا من أن يحتله الشيطان ويغرس فيه ما يريد. لهذا فإن القراءة الروحية مفيدة جدًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ليس فقط في شغل الذهن ومنع الأفكار الرديئة عنه, وإنما أيضًا لها فائدة إيجابية, لأنها تعطي العقل مادة روحية للتأمل, وتعطي القلب مشاعر محبة لله وللخير, تجعله قويا في طرد الأفكار المضادة.

3 ـ كن متيقظا باستمرار, ساهرًا علي نقاوة قلبك. فلا يسرقك الفكر الخاطئ دون أن تحس.

واطرد الأفكار الخاطئة من بادئ الأمر قبل أن تضعف وتقوي عليك. لأنك أن تركت الأفكار الخاطئة باقية فترة في ذهنك, لا تلبس أن تثبت أقدامها وتقوي عليك. وكلما استمرت واستقرت, تضعف أنت أمامها ولا تستطيع مقاومتها وتسقط.

4 ـ اهتم بالفضيلة الروحية التي يسمونها (استحياء الفكر). أي أن يستحي من الفكر الخاطئ فلا يقبله وسرعان ما يرفضه.

5 ـ ومن الناحية المضادة, ابتعد عن العثرات التي تجلب لك أفكارًا خاطئة. ابتعد عن كل لقاء خاطئ, وعن كل صداقة أو معاشرة رديئة. ابتعد عن القراءات التي تجلب لك أفكارًا لا تليق وعما يشبه ذلك من السماعات والمناظر والأحاديث وكل مسببات الفكر البطال.

6 ـ ومادامت الحواس هي أبواب الفكر, فلتكن حواسك نقية لتجلب لك أفكارًا نقية. أما إن تراخيت مع الحواس, فإنك بذلك إنما تحارب نفسك بنفسك.

7 ـ احترس من الأفكار المتوسطة, التي ليست هي خيرًا ولا شرًا في ذاتها. لأنها كثيرًا ما تكون تمهيدا لأفكار خاطئة. فالذي لا يضبط فكره, بل يتركه شاردًا هنا وهناك, قد يرسو علي موضوع خاطئ ويستقر فيه. لذلك لا ينفعك أن تترك فكرك يسرح في أمور عديمة الفائدة.

8 ـ إن أتعبك الفكر ولم تستطع أن تنتصر عليه, اهرب منه بالحديث مع الناس. لأن حديثك معهم يطرد الفكر الذي في داخلك. إذ لا يستطيع عقلك أن ينشغل بموضوع الفكر وبالأحاديث في نفس الوقت.

9 ـ إن الهروب من الأفكار خير من محاربتها لأن الفكر الشرير الذي ينشغل به عقلك حتى لو انتصرت عليه يكون قد لونك بعض الوقت.

01ـ اعرف أيضًا أن الأفكار الخاطئة إذا استمرت قد تقود إلى شهوات وتكون أخطر لأنها تنتقل حينئذ من الذهن إلى القلب ومن الفكر إلي العاطفة.

وان وصل بك الفكر إلى الشهوة فلا تكملها بل حاول أن تتخلص منها وتذكر ما قاله أحد الحكماء: افرحوا لا لشهوة نلتموها, بل لشهوة أذللتموها ذلك لأن أكثر شيء يفرح الناس هو أن ينتصر علي نفسه سواء في أفكاره أو في شهواته حقًا أن فرح الانتصار علي النفس هو أعمق من اللذة بالأفكار أو بالشهوات.

وفي كل ذلك اطلب معونة الله لكي تسندك فإن القوة التي تأتيك من معونة الله هي اقوي بكثير من القوة التي تحاربك بها الخطية.
+++

Post: #253
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-18-2015, 11:53 AM
Parent: #252

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأربعاء من الأسبوع الخامس من الصوم الكبير)
18 مارس 2015
9برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر الخروج لموسى النبي
( 8 : 20 ـ 9 : 1 ـ 35 )
ثُمَّ قال الرَّبُّ لموسى بكِّر في الصَّباح وقف أمام فرعون، ها هو يخرُجُ إلى الماء، فقُل لهُ هذا ما يقُوله الرَّبُّ أطلقْ شعبي ليعبدني في البرِّيَّة. وإن لم ترد أن تُطلق الشَّعب سأجلب عليك وعلى عبيدك وعلى شعبك وعلى بُيُوتك ذُباب الكلاب فتمتلئ بُيُوت المصريِّين والأرض التي هُم عليها مِن ذُباب الكلاب. وأُميِّز أنا في ذلك اليوم أرض جاسان حيثُ يسكُن شعبي فلا يكُون فيها ذُباب الكلاب، لتعلم إنِّي أنا الرَّبُّ إله الأرض كُلّها. وأجعلُ فَرقاً بين شعبي وبين شعبك، وفي الغد تكُون العلامة على الأرض. ففعل الرَّبُّ هكذا، ودخل ذُباب الكلاب كثيراً إلى فرعون وبُيُوت عبيده، وعلى كُلِّ أرض مِصر، وبادت الأرض مِن ذُباب الكلاب.فدعا فرعونُ موسى وهرون وقال لهُما اذهبُوا واذبحُوا للرب إلهكُم في هذه الأرض. فقال موسى لا يُمكن أن يكُون هذا، لأنَّنا إنَّما نذبحُ رجس المصريِّين للرَّبِّ إلهنا، فإذا ذبحـنا رجس المصريِّين يرجمُوننا. نذهـبُ مسيرة ثلاثة أيَّام في البرِّيَّةِ ولنذبح ذبائح للرَّبِّ إلَهنا كما قال لنا. فقال فرعونُ إنِّي سأطلقُكُم لتذبحُوا للرَّبِّ في البرِّيَّةِ، ولكن لا تذهبُوا بعيداً، فصلِّيا إلى الرَّبِّ لأجلي. قال موسى ها أنا أخرُجُ مِن لدُنك وأُصلِّي إلى اللَّهِ، فيزُول عن فرعون ذُباب الكلاب وعن عبيده وعن شعبهِ غداً، فلا تعُد بعد يا فرعون تُخاتل حتَّى لا تُطلقُ الشَّعب ليذبح للرَّبِّ.فخرج موسى مِن أمام وجه فرعون وصلَّى إلى اللَّهِ. ففعلّ الرَّبُّ كما قال لهُ موسى، ورفع ذُباب الكلاب عن فرعون وعن عبيده وعن شعبهِ، ولم تبق منها واحدةٌ. فأغلظ فرعونُ قلبهُ في هذه المرَّة أيضاً ولم يرد أن يُطلق الشَّعب.ثُمَّ قال الرَّبُّ لموسى ادخُل إلى فرعون وقُل لهُ هذا ما يقولهُ الرَّبُّ إلهُ العبرانيِّين أطلق شعبي ليعبدني. فإنْ لم ترد أن تُطلق شعبي ليعبدني بل تضبطه هوذا يدُ الرَّبِّ تأتي على بهائمك التي في الحقل وعلى خيلك وعلى حميرك وعلى جمالك وبقرك وغنمك وبأً شديداً جداً. وأُميِّز أنا بين مواشي المصريِّين ومواشي إسرائيل، فلا يمُوتُ شيء مِن بهائم بني إسرائيل كافةٌ. وعيَّن اللَّهُ وقتاً قائلاً: غداً يفعلُ الرَّبُّ هذا الأمر في الأرض. وفعل الرَّبُّ هذا الأمر في الغد، فماتت جميعُ مواشي المصريِّين، وأمَّا مواشي بني إسرائيل فلم يمُت مِنها شيءٌ. فلمَّا رأى فرعون أنَّهُ لم يمُت شيءٌ مِن مواشي بني إسرائيل تقسي قلبُ فرعون فلم يُطلق الشَّعب.فخاطب الرَّبُّ موسى وهرون قائلاً خُذا لكُما مِلء أيديكُما مِن رماد الأتُون، وليُذرِّه موسى نحو السَّماء أمام فرعون وأمام عبيده، فسيكون غُباراً على كُلِّ أرض مِصر، فيصير في النَّاس وفي ذُوات الأربع قروح ودَمامل وبثُور. فأخذا رماد الأتُون أمام فرعون وذرَّاهُ موسى نحو السَّماء، فصارت دمامل وبثُور في النَّاس وفي ذُوات الأربع. فلم يستطع السحرة أن يقفُوا أمام موسى بسبب الدَّمامل، لأنَّ الدَّمامل كانت في السحرة وفي كُلِّ أرض مِصر. وقسَّى الرَّبُّ قلب فرعون فلم يسمعْ لهُما كما أمر الرَّبُّ موسى.فقال الرَّبُّ لموسى بكِّر في الصَّباح وقف أمام فرعون وقُل له هذا ما يقُولهُ الرَّبُّ إلهُ العبرانيِّين أطلق شعبي ليعبدني. لأنَّ في هذا الوقت الحاضر أُرسل جميع ضرباتي على قلبك وعلى عبيدك وعلى شعبك لكي تعلم أنَّهُ ليس آخر مِثلي في أرض مِصر. والآن أُرسل يدي فأضربُك وشعبك بالوباء فتُباد مِن الأرض. ومِن أجل هذا حفظتك لكي أُظهر قُوَّتي ولكي يُخبَرَ بِاسمي في كُلِّ الأرض. وأنت تُعيق هذا الشَّعب حتَّى لا تُطلقهُ. هأنذا أُرسل عليك في مِثل هذا الوقت غداً برداً كثيراً جداً لم يكُن مِثلُهُ في مِصر مُنذُ تأسيسها حتَّى اليوم. فالآن أسرع واجمع بهائمك وكُلَّ مالك في الحقل، لأنَّ جميع النَّاس والبهائم الذين يُوجدُون في الحقل ولا يدخلُون بيت ينزل عليهم البردُ فيمُوتُون. فالذي خاف كلمةَ الربِّ مِن عبيد فرعون جمع بهائمهِ داخل البيُوت. أمَّا الذي لم يُوجِّهُ قلبهُ إلى كلمةِ الربِّ ترك بهائمهُ في الحقل فماتت.ثُمَّ قال الرَّبُّ لموسى مُدَّ يدك نحو السَّماء فيكُون بردٌ في كُلِّ أرض مِصر على النَّاس والبهائم وعلى كُلِّ عُشب الأرض. فمدَّ موسى يدهُ نحو السَّماء، فأعطى الرَّبُّ رُعُوداً وبرداً وجرت النار على الأرض وأمطر الرَّبُّ برداً على كُلِّ أرض مِصر. فكان البرد وكانت النار تشتعل في البرد، وكان البرد كثيراً جداً جداً لم يكُن مِثلُهُ في أرض مِصر مِن يوم أن سكنت أُمَّةً فيها. فضرب البردُ في كُلِّ أرض مِصر وكُلِّ ما في الحقل مِن النَّاس إلى البهائم، وكُلِّ عُشب في الحقل ضربه البرد وكسَّر جميع شجر الحقل. إلاَّ أن أرض جاسان وحدها حيثُ كان بنُو إسرائيل فلم يكُن فيها بردٌ.فأرسل فرعون ودعى موسى وهرون وقال لهُما: أخطأت الآن، الرَّبُّ هو البارُّ أمَّا أنا وشعبي فأشرار. فصلِّيا إلى الرَّبِّ مِن أجلي وليمتنع عن حُدُوث رُعُود اللَّهِ والبردُ والنار وأنا أطلقكُم ولا تعُودُوا تلبثُون. فقال موسى: سيكُون إذا خرجت مِن المدينةِ وأبسُطُ يديَّ إلى الرَّبِّ فتنقطعُ الرُّعُودُ ولا يكُونُ البردُ والمطر بعد لكي تعرف أنَّ للرَّبِّ الأرض. وأمَّا أنت وعبيدُك فأنا أعلمُ إنَّكُم لم تخشوا الرَّبّ قط. فالكتَّانُ والشَّعيرُ ضُربا، لأنَّ الشَّعيرَ كان قد سَنْبَلَ والكتَّانُ كان قد أبزرَ. أمَّا الحنطةُ والقطانيُّ فلم تُضرب لأنَّها كانت مُتأخِّرةً.فخرج موسى مِن المدينةِ مِن لدُنْ فرعون وبَسط ( يديهِ ) إلى الربِّ، فانقطعت الرُّعُودُ ولم ينصبَّ المطرُ والبرد بعد على الأرض. فلمَّا رأى فرعون أنَّ المطر والبرد والرُّعُود انقطعت عاد أيضاً يُخطئ وأغلظ قلبهُ وقلُوب عبيدُه. وقسي قلبُ فرعون ولم يُطلق بني إسرائيل كما تكلَّم الرَّبُّ مع موسى.
( مجداً للثالوث القدوس )
من سفر إشعياء النبي ( 41 : 4 ـ 14 )
مَن فعلَ وصنعَ داعياً الأجيالَ مِن البدءِ، أنا هو الرَّبُّ أنا هُو الأوَّل ومع الآخرين.رأت الجزائرُ وخافت، ارتعدت أقاصي الأرض، فدنت وأقبلت معاً. كُلُّ واحدٍ قضى ليعين صاحبه يقول لأخيه تشدَّد. فشدَّد النَّجَّارُ الصَّائغ، والصَّاقلُ بالمطرقةِ، مَن يضرب على السَّندان قائلاً على الإلحام هو جيدٌ، ثُمَّ مكَّنهُ بمسامير لئلا يتزعزع.أمَّا أنت يا إسرائيلُ فتاي ويا يعقوبُ الذي اخترتُهُ نسل إبراهيم الذي أحببتهُ ( خليلي ) يا مَن أخذتهُ مِن أقاصي الأرض ودعوتهُ مِن أقطارها وقُلت لك أنت فتاي واخترتُك ولم أرفُضك فلا تخف فإنِّي معك، ولا تلتفت فأنا إلهك، الذي قويتُك ونصرتُك وعضدتُك بيمين عدلي. ها إنَّهُ يخزي ويخجلُ كُلُّ الذين يقاومونك، ويكُونون كلا شيءٍ جميع مُخاصمُوك ويهلكُون. تُفتِّشُ على مُنازعيك فلا تجدهُمُ، ومُحاربُوك يصيرُون كلا شيءٍ كالعدم. لأنِّي أنا الرَّبُّ إلهُك المُمسكُ بيمينك القائلُ لك: لا تخف يا دُودةُ يعقوب ويا نفر إسرائيل فإنِّي أنا نصرتُك يقول الرَّبُّ وفاديكَ ( هو قُدُّوس ) إسرائيل.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر يوئيل النبي ( 3 : 9 ـ 21 )
نادُوا بهذا في الأُمم. قدِّسُوا القتال وأنهضُوا الأبطال ليتقدَّم جميع رجال الحرب وليصعدوا. اضربُوا سككم سُيُوفاً ومناجلكُم رماحاً، وليقُل الضَّعيفُ إنِّي جبار. اسرعُوا وهلمُّوا يا جميع الأُمم مِن كُلِّ ناحيةٍ واجتمعُوا، هناك الهادي فليكُن مُحارباً للربِّ. أعطيت قوة لجميع جبابرتك. لتنهض الأُمم وتصعد إلى وادي يهوشافاط فإنِّي هُناك أجلسُ لأدين جميع الأُمم مِن كُلِّ ناحيةٍ. أرسلوا المناجل فإنَّ الحصاد قد أقبل ( نضج )، هلُمُّوا دُوسُوا فإنَّ المعاصر ملأي، والحياض فائضة لأنَّ شرَّهُم قد كثر.صرخت الأصوات في وادي القضاء الشَّمس والقمر أظلمتا ومنعت الكواكب ضياءها. يزأر الرَّبُّ مِن صهيون ومِن أُورُشليم يُطلق صوتهُ فتتزلزل السَّمَوات والأرضُ، ويكون الرَّبَّ ملجأٌ لشعبهِ وحصناً لبني إسرائيل. فتعلمُون أنِّي أنا الرَّبُّ إلهكُمُ الساكن في صهيون جبل قُدسي وتكُونُ أُورُشليم قُدساً ولا يجتازُ فيها الأجانب مِن بعدُ.ويكُونُ في تلك الأيَّام أنَّ الجبال تقطُرُ عصيراً وتفيضُ الآكام لبناً وجميعُ ينابيع يهوذا تفيضُ مياهاً ويخرج ينبُوع مِن بيت الربِّ ويسقي وادي شطيم. وتكُون مِصر مستوحشة وأدُومُ تصيرُ قفراً خرباً مِن أجل ظلمهم لبني يهوذا وسفكُوا الدم الذكي في أرضهم. فيسكن يهوذا إلى الأبد وأُورُشليم إلى جيلٍ فجيلٍ. وأنتقم لدمائهم وأطهرهم ويسكُن الربُّ في صهيون.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 28 : 12 ـ 28 )
أمَّا الحكمةُ فأين تُوجدُ والفطنة أين مقرها. لا يعرفُ الإنسانُ طريقها ولا وجُود لها في البشر. الغمرُ قال ليست هيَ فيَّ والبحرُ قال ليست هي عندي. لا يُعطى الإبريز بدلاً مِنها، ولا تُوزنُ بذهب أُوفير، ولا بالجزع الكريم ولا بالياقُوت. ولا يُعادلُها الذَّهب ولا الزُّجاجُ ولا تُبدلُ بإناء ذهبٍ. لا يُذكرُ معها المُرجان ولا البلُّور وامتلاكُ الحكمةِ يفوق اللآَّلئ. لا يُعادلُها ياقُوتُ كُوش الأصفرُ ولا تُوزنُ بالذَّهب الخالص.لكن أين تُوجد الحكمةُ وأين هو طريق الفهم، ينساها كُل إنسان ومتوارية عن طير السَّماء. الهاويةُ والموتُ قالا: قد بلغ مسامعنا خبرها. اللَّهُ يفهمُ طريقها وهو عالمٌ بمكانها. لأنَّك تنظر جميع ما تحت السَّمَوات، وتعرف جميع ما على الأرض. الذي صنع مُوازيناً للعدل ( للذبح )، وحدُوداً للمياه حينئذٍ رآها وأخبر بها هيَّأها وبحث عنها وقال للبشر ها إنَّ مخافةُ الرَّبِّ هيَ الحكمةُ، واجتنابُ الشَّر هو الفطنة.
( مجداً للثالوث القدوس )

من أمثال سليمان الحكيم ( 4 : 10 ـ 19 )
اِسْمَعْ يا ابني واقْبَلْ أقوالي فتكثُرَ سِنُو حياتِك. إنِّي علَّمتُك طريق الحكمةِ، وأريتُك سُبُل الاستقامة. إذا سرت فلا تضيقُ خطواتُك، وإذا أسرعت فلا تَعْثُرُ. تمسَّك بالأدب لا تَرْخِهِ، احفظهُ فإنَّهُ حياة لك. لا تُدخُل في سبيل الأشرار ولا تَسِرْ في طريق الأثمة. حيثُ اجتماعهم لا تذهب، حِد عنهُ واعبُر. فإنَّهُم لا ينامُون إنْ لم يفعلُوا سوءاً ويُنزعُ نومهُمُ إن لم يُسقطُوا أحداً. لقد أكلُوا خُبز النفاق، وشربُوا خمر المظالم. أمَّا سبيلُ الصِّدِّيقين فمثل النُّور المتلألئ الذي يتزايدُ ويُنيرُ إلى النَّهار الكامل. أمَّا طريقُ الأشرار فكالظَّلام. فلا يعلمُون بأي شيء يعثرُون.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 55 : 1 )
أنصت يا اللَّهُ لصلاتي، ولا تغفل عن تضرُّعي، التفت إليَّ واستمع منِّي. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 10 : 1 ـ 12 )
وقام مِن هُناك وجاء إلى تُخُوم اليهُوديَّة وإلى عبر الأُردُنِّ، فأتت إليهِ أيضاً جُمُوع وكان يُعلِّمهُمُ كعادتهِ أيضاً.فتقدَّم إليهِ الفرِّيسيُّون وسألُوهُ، هل يحلُّ لرجُل أن يُطلق امرأتهُ؟ مُجربين إياه. فأجاب وقال لهُم، بماذا أوصاكُم موسى؟. فقالوا لهُ موسى أذن أن يُكتب كتابُ طلاق فتُطلَّقُ وتخلى. أمَّا يسوعُ فقال لهُم إنَّهُ لأجل قساوة قُلُوبكُم كتب لكُم هذه الوصيَّة. أمَّا مُنذُ بدء الخليقة فذكراً وأُنثى خلقهُما اللَّهُ. مِن أجل هذا يترُكُ الرَّجُل أباهُ وأُمَّهُ ويلتصقُ بامرأته، فيصير الاثنان جسداً واحداً، حتَّى إنَّهُما لا يكُونان اثنين بل جسداً واحداً. وما جمعهُ اللَّهُ لا يُفرِّقهُ الإنسان. وفي البيت سألهُ التلاميذ عن هذا. فقال لهُم مَن يُطلق امرأتهُ ويتزَّوج أُخرى فإنَّهُ يزني عليها، وإن طلَّقت امرأةٌ زوجها وتزوَّجت آخر تزني.
( والمجد للَّـه دائماً )

القـداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 4 : 14 ـ 5 : 1 ـ 5 )
لأنَّه إن كان الذين مِن النَّاموس هُم الورثة، فقد تَعَطَّل الإيمان وبطِلَ الموعد: لأنَّ النَّاموس يُنشئ الغضب، إذ حيثُ ليس ناموسٌ لا يكون تعدٍّ. لهذا هو من الإيمان، ليكونَ على سبيل النِّعمة، ليكون الموعد وطيداً لجميع النَّسل ليس لمَن هو مِن النَّاموس فقط، بل أيضاً لمَن هو مِن إيمان إبراهيم، الذي هو أبٌ لجميعِنا. كما هو مكتوبٌ: " إنِّي جعلتك أباً لأُمم كثيرةٍ ". أمام اللَّه فالذي آمن به، الذي يُحيي الأموات، ويدعو ما هو غير كائن كأنه كائن. فهو على خلافِ الرَّجاء، آمن على الرَّجاء بأن يصير أباً لأُمَم كثيرةٍ، كما قِيلَ: " هكذا سيكونُ نسُلكَ ". ولم يضعف في الإيمان ولم يعتبر جسمهُ قد صار مُماتاً، إذ كان ابن نحو مِئَةِ سنةٍ ولا مُماتيَّة مســتودع ســارة. ولم يَشُك بعدم إيمان في وعــد اللَّه بل تقـوى في الإيمـان مُعطياً مجداً للَّه. ومتيقَّناً بأنَّه قـادرٌ أن يُنجز ما وعده به. ولذلك: حُسِبَ له براً. ولم يُكتَبْ من أجلهِ وحدهُ أنَّه حُسِبَ له ( براً )، بل أيضاً من أجلنا نحن، الذين سيُحسَبُ لنا المؤمنين بالذي أقام يسوع ربَّنا من بين الأموات. الذي أُسْـلِمَ لأجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا. فإذ قد تبرَّرنا بالإيمان فلنا سلامٌ مع اللَّـه بربِّنا يسوع المسيح، الذي به حصل لنا الدُّخولُ بالإيمانِ، إلى هذه النِّعمة التي نحنُ فيها مُقيمُون، ومفتخِرونَ في رجاء مجد اللَّه. وليس هذا فقط، بل إنَّنا نفتخر أيضاً في الضِّيقات، عالمين أن الضِّيق يُنشئ صبراً، والصَّبر يُنشئ الامتحان، والامتحان الرجاء، والرَّجاء لا يُخزِي، لأنَّ محبَّة اللَّه قد انسكبت في قلوبنا بالرُّوح القُدُس الذي أُعطِيَ لنا.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 4 : 12 ـ 19 )
يا أحبائي لا تَستغرِبوا البَلوى المُحرِقَة التى تحدث بَينْكُم لأجْلِ امتحانكُم كأنَّهُ أصابكُم أمرٌ غريبٌ، بَل كما اشتَرَكتُم في الآم المسيح، افرحُوا لكي تَفرحُوا في استِعلانِ مَجدِهِ أيضاً مُبتهجين. إنْ عُيِّرتُم بِاسم المسيح، فَطُوبَى لكُم، لأنَّ روح اللَّهِ ذا المَجد والقوَّة يَحلُّ عليكُم. فلا يَتألَّم أحَدُكُم كقاتِلٍ أو سارِقٍ أو فاعِل شرٍّ أو مترصد لمَّا هو ليسَ لهُ، ولكنْ إنْ كانَ كَمَسيحيٍّ فلا يَخجَلْ، بَل ليتمَجِّدُ اللَّهَ بهَذا الاِسم. لأنَّ الوقتُ لابتِداءِ القَضاءِ مِن بَيتِ اللَّهِ، فإنْ كان بدؤه أوَّلاً مِنَّا، فكيف تكون عاقبةُ الَّذينَ لا يُطِيعُونَ إنجيلَ اللَّهِ؟ وإنْ كانَ البارُّ بالجَهْدِ يَخلُصُ، فالمُنافِقُ والخاطئُ أينَ يَظهَرانِ؟ فإذاً الَّذينَ يَتألَّمونَ بحسب مشِيئةِ اللَّهِ، فليَستَودِعوا أنفسَهُم للَّهِ الخالق الأمين فى عملِ الخيرِ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 11 : 12 ـ 18 )
فقال لي الرُّوحُ أن أذهب معهُم غير مُرتابٍ في شيءٍ. وذهب معي أيضاً هؤلاء الإخوة السِّتَّةُ. ودخلنا بيت الرَّجُل، فأخبرنا كيفَ رأى الملاك في بيتهِ واقفاً يقول لهُ: أرسِل إلى يافا ( رجالاً ) واستدع سمعان المُلقَّب بطرس، وهو يُكلِّمكَ بكلام تَخلُص به أنتَ وجميع أهل بيتكَ. فلمَّا ابتدأت أتكلَّم، حلَّ الرُّوح القدس عليهم كما حلَّ علينا في البدء. فتذكَّرتُ كلام الربِّ حيث قال: إنَّ يوحنَّا عمَّد بالماء وأمَّا أنتُم فَسَتُعَمَّدُونَ بالرُّوح القدس. فإن كان اللَّه قـد أعطاهُم الموهِبة كما لنا أيضاً بالسَّويَّة مؤمنينَ بالربِّ يسوع المسيح، فمَنْ أنا حتَّى أمنع اللَّه؟ ". فلمَّا سَمِعوا ذلك سَكَتُوا، وكانوا يُمجِّدونَ اللَّه قائلين: " إذاً قد أَعطَى اللَّهُ الأُمم أيضاً التَّوبةَ للحياة! ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم التاسع من شهر برمهات المبارك
1- نياحة القديس كونن
2- شهادة القديسين أندريانوس ومرتا زوجته وأوسابيوس وأرمانيوس والأربعين شهيداً
1- فى مثل هذا اليوم تنيح القديس المجاهد كونن. كان هذا القديس من ضيعة أنيطانيوس من بلاد سوريا من أب إسمه نسطر وأم إسمها ثاؤذورا، كانا يعبدان الكواكب. وكان ذلك وقت تبشير التلاميذ بإسم السيد المسيح له المجد. ولما كبر كونن ظهرت منه فضائل كثيرة كالعفة والطهارة والورع والرحمة.وأراد والداه أن يزوجاه فأبى. ولكنهما أرغماه على ذلك وزوجاه. فلم يكن يهوى أن يعرف إمرأته. فمكث الإثنان على ذلك الحال أبكاراً. وكان كثيراً ما يقول فى صلاته: أيها الإله أرشدنى إلى معرفتك الحقيقية. فظهر له ملاك الرب ميخائيل وأمره أن يذهب إلى أحد الرسل. فمضى إليه وتعلم منه فرائض الدين المسيحى وتعمد وتناول السرائر الإلهية. ثم داوم على سماع تعاليم الرسل. فإزداد طهارة وعفة ونسكاً وورعاً وصلاة، فمنحه الله موهبة عمل المعجزات والسلطان على الشياطين. فإجتذب أبويه وزوجته أيضاً ووالديها إلى الإيمان بالسيد المسيح.ولما دخل أحد الكفار مرة إلى إحدى المغارات ليذبح للشيطان وعلم به هذا القديس صرخ فى الشيطان وإنتهره أن يقر أمام الناس من هو؟ فإعترف أنه شيطان وليس إلهاً فصرخ الحاضرون قائاين : "واحد هو إله القديس كونن". ثم آمنوا وإعتمدوا.فسمع بخبره نائب الوالى كلوديوس قيصر، فإستحضره فأقر أمامه بالمسيح، فربطه وضربه ضرباً شديداً. وسمع بذلك أهل بلده ولمحبتهم له هرعوا إليه يريدون قتل الوالى فهرب منهم. أما هم فحلوا القديس من رباطه وغسلوه من دمائه. وحملوه إلى بلدهم. فعاش عدة سنين وإنتقل إلى الرب. فجعل المؤمنون داره كنيسة ووضعوا جسده فيها. وظهرت منه آيات وعجائب كثيرة. صلاته تكون معنا. آمين.
2- فى مثل هذا اليوم أيضاً إستشهد القديسون أندريانوس ومرتا زوجته وأوسابيوس وأرمانيوس وأربعون شهيداً، بعد عذابات شديدة على إسم ربنا يسوع المسيح. صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 86 : 13 ، 14 )
لأنَّ رَحْمَتَكَ عَظِيمَةٌ عليَّ، وقدْ نجَّيْتَ نَفسِي مِنَ الجَحِيم السُّفليِّ. اللَّهُمَّ إنَّ مُخالفي النَّامُوس قدْ قامُوا عليَّ. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 13 : 6 ـ 9 )
وقال لهُم هذا المثل، كان لواحد شجرةُ تين مغروسةٌ في كرمةِ، فجاء يطلُبُ ثمرة فيها فلم يجد. فقال للكرَّام ها هي ثلاثُ سنين مُنذُ آتياني وأطلُب ثمرةً في شجرة التين هذه ولا أجد، اقطعها، فلماذا تُعطل الأرض أيضاً. فأجاب وقال لهُ يا سيِّدُ دعها هذه السَّنة أيضاً حتَّى أعزق تحتها وأسمدها، لعلها تُثمر في السَّنة الآتية فإن لم تُثمر تقطعها.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #254
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-18-2015, 08:12 PM
Parent: #253

الآن .. ومن على قناة الحياة ..
المجلة السعودية ..

والتى يقدمها الدكتور خالد الشمرى ..
http://www.alhayat.tvhttp://www.alhayat.tv

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #255
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-19-2015, 10:54 PM
Parent: #254

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الخميس من الأسبوع الخامس من الصوم الكبير)
19 مارس 2015
10برمهات 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 8,6 )
قد ارتسمَ علينا نورُ وجهكَ ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقَلبي، لأنَّكَ أنتَ وحدكَ ياربُّ أسكنتنَي على الرجاءِ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 28 ـ 42 )
قال لهُم يسوعُ: " إذا رفعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينئذٍ تَعلَمونَ أنِّي أنا هو، ولستُ أفعلُ شيئاً من ذاتي وحدي، بل كما علَّمَنِي أبي هذه أقولها. والذي أرسلني فهو معي، ولم يترُكني وحدي لأنِّي أصنع في كلِّ حينٍ ما يُرضيهِ ". وإذ هو يقول هذا آمن به كثيرونَ. وكان يسوع يقول لليهود الذين آمنوا بهِ: " إن أنتم ثبتُّم في كلامي فبالحقيقة أنتم تلاميذي، وتَعرفونَ الحقَّ، ويجعلـكُم الحقُّ أحراراً ". فأجابوا وقالوا له: " نحن ذُرِّيَّة إبراهيم ولم نَتَعبـد لأحدٍ قطُّ. فكيف تقولُ أنتَ: إنَّكُم تَصيرونَ أحراراً؟ " أجابهُم يسـوعُ: " الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ كلَّ مـن يصنعُ الخطيَّةَ فهو عبدٌ للخطيَّةِ. والعبدُ ليس بثابت في البيتِ إلى الأبدِ، وأمَّا الابنُ فهو يثبت إلى الأبدِ. فإن حرَّركُم الابنُ فحقاً تَصيرونَ أحراراً. أنا أعَلَم أنَّكم نسل إبراهيم. لكنَّكُم طلبتموني لتقتلوني لأنَّ كلامي ليس بثابت فيكُم. وما رأيته عند أبي فهذا أتكلم به، وأمَّا أنتُم فما سمعتموه عند أبيكم فإياه تصنعون ". فأجابوا وقالوا له: " أبونا هو إبراهيم ". قال لهُم يسوعُ: " لو كُنتم أنتم بني إبراهيم، لكُنتُم تعملونَ أعمال إبراهيم! وأنتُم الآنَ تطلبونَ أن تقتلوني، إنسان قائل لكُم الحقَّ الذي سمعتَهُ مِن اللهِ. هذا لم يفعلهُ إبراهيم. أنتُم تَصنعونَ أعمال أبيكُم ". قالوا له: " لسنا نحن مولودونَ مِن زنى. ولنا أبٌ واحدٌ هو اللهُ ".قال لهُم يسوعُ: " لو كان اللهُ أبوكُم لكُنتم تَحبُّونني، لأنِّي أنا خرجتُ من اللهِ وأتيت. فأنِّي لم آتِ مِن ذاتي وحدي، بل هو الذي أرسلَنِي ".
( والمجد للـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 60 : 5,4 )
أعطيتَ الذينَ يتقَّونَكَ علامةً، ليهرُبوا من وجهِ القوسِ، لكيما ينجوا أحبَّاؤكَ. خلِّصني بيميِنكَ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 12 : 26 ـ 36 )
مَن يَخدِمُنِي فليتبعني، وحيثُ أكونُ أنا فخادمي يكون معي هُناك. ومَن يخدِمُني يُكرمُهُ أبي. الآنَ نفسي مُضطربة. فماذا أقول؟ أيَّا أبتي نجِّنِي مِن هذه السَّاعةِ. لكن من أجل هذه السـاعة أتيتُ. يا أبتي مَجِّدِ ابنكَ ". فخرج صوتٌ من السَّماءِ قائلاً: " قد مَجَّدتُ، وأُمَجِّدُ أيضاً ". فلمَّا سمع الجمع الواقف كان يقول: " أن ما حدثَ هو رعدٌ ". وكان آخرون يقولونَ: " أن ملاكاً خاطبه من السماء ". فأجبهُم يسوع وقال: " إن هذا الصَّوت لم يكُن من أجلي بل من أجلِكُم. الآنَ دينونةُ هذا العالم. الآنَ رئيس هذا العالم يُطرحُ خارجاً. وأنا أيضاً إذا ارتفعتُ مِن الأرضِ أجذبُ إليَّ كلَّ واحدٍ ". وهذا كان يقوله مشيراً أنَّه بأي ميتة يموت. فأجابه الجمع وقال: " نحن سَمِعنا مِن النَّاموسِ أنَّ المسيحَ يَثبُت إلى الأبدِ، فكيف تقولُ أنتَ إنَّهُ ينبغي أن يُرفعَ ابن البشر؟ مَن هو ابن البشر؟ " قال لهُم يسوعُ: " أن النُّورُ فيكُم زمناً آخر يسيراً، فاسلكوا في النُّور مادام لكُم النُّورُ لكي لا يُدركَكُم الظَّلامُ. فإن مَن يمشي في الظَّلام لا يَعلَمُ أين يَمشي. مادامَ لكُم النُّورُ آمنوا بالنُّورِ لتصيروا أبناء النُّورِ.
( والمجد للـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 1 : 17 ـ 31 )
لأنَّه لم يُرسلني المسيح لأُعَمِّدَ بل لأُبَشِّر، ليس بحكمة الكلام لكي لا يكون صَليبُ المسيح باطلاً.لأنَّ كلمةَ الصَّليبِ عندَ الهالكينَ جهالةٌ، وأمَّا عندنا نحنُ المُخلَّصينَ فهو قوَّةُ اللـهِ، لأنَّهُ مكتوبٌ: " إني سأُبيدُ حكمةَ الحُكماءِ، وسأرذل عَلمَ الفُهماءِ ". فأين الحكيمُ؟ وأين الكاتبُ؟ وأين مُبَاحِثُ هذا الدَّهرِ؟ ألم يُصيِّر اللـهِ حكمةَ هذا العالم جهلاً؟ لأنَّه إذ كان العالمُ في حكمةِ اللـهِ لم يَعرفِ اللـهَ بالحكمةِ، فَسُرَ اللـهُ أن يُخلِّصَ المؤمنينَ بجهالةِ الكرازةِ. لأنَّ اليهودَ يسألونَ آيات، واليونانيَّين يَطلبونَ حكمةً، أمَّا نحنُ فإنما نُبشَّر بالمسيح مصلوباً: لليهود عثرةً، وللأُمم جهالةً! ولنا نحنُ مَعشَّر الذينَ يخلِصون من اليهود واليونانيين أن المسيح عندهم هو قوَّةِ اللـهِ وحكمةِ اللـهِ. لأنَّ جهالةَ اللـهِ أحكَمُ مِن النَّاس! وضعفَ اللـهِ أقوى مِن النَّاس! فانظُروا دعوتكُم أيُّها الإخوةُ، أن ليس كثيرونَ حُكماءَ حسبَ الجسدِ، ليس كثيرون أقوياءَ، ليس كثيرونَ شرفاءَ. بل اختار اللـهُ جُهَّالَ العالم ليُخزي الحُكماءَ. واختار اللـهُ ضُعفاءَ العالم ليُخزي بهم الأقوياءَ. واختار اللـهُ أدنياءَ العالم والمرذولين والذينَ ليسوا موجودين ليُبطلَ بهم الموجودين، لكي لا يَفتخرَ كلُّ ذي جسدٍ قُدَّام اللـهِ. وأنتُم أيضاً منه بالمسيح يسوعَ، الذي صار لنا حكمةً مِن قبل اللـهِ برّاً وطهارةً وخلاصاً. كي كما هو مكتوبٌ: " أن مَن يَفتخرَ فليفتخر بالربِّ ".
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 2 : 11 ـ 25 )
أيُّها الأحبَّاء، أطلب إليكم كغرباء ونزلاء، أن تبتعدوا عن الشَّهوات الجسديَّة التى تُقاتِل النَّفس، وأن يكون تصرفكم حسناً بين الأُمم، لكى يكونوا فيما يتكلمون به عليكم كفاعلي شرٍّ، إذ يَرون أعمالكم الصالحة يُمجِّدون الله فى يوم الافتقاد. فاخضعوا لكل ترتيب بشريٍّ من أجل الربِّ. إن كان للملك فكمَن هو فوق الكلِّ، أو للولاة فكمُرسَلِينَ منه للانتقام من فاعلي الشرِّ، وللمدح لفاعلي الخير. لأن هذه هى إرادة الله: أن تصنعوا الخير لكى تسدُّوا جهالة النَّاس الأغبياء. كأحرار، ولا تكن حريتكم كستار للشرِّ، بل كعبيد لله. أَكرموا كل واحد. حبُّوا الإخوة. خافوا الله. أَكرموا الملك.أيُّها العبيد، كونوا خاضعين لأربابكُم بكلِّ خوفٍ، ليس فقط للصَّالحين المترفِّقين، بل للأُخر المعوجِّين أيضاً. لأن هذا نعمةٌ، إن كان أحدٌ من أجل ضمير نحو الله، يحتمل أحزاناً وهو مظلومٌ. فما هو الافتخار إذا كنتم تُخطئون ويقمعونكم فتصبرون؟ لكن إذا صنعتم الخير وتألَّمتم وصبرتم، فهذه هيَ نعمة من عند الله، الذي دعاكم لهذا. لأن المسيح هو أيضاً تألَّم عنَّا، تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته. الذي لم يُخطئ، ولم يوجد في فمه غشٍّ. وكان يُشتَم ولا يَشتم. وإذا تألَّم لم يغضب وأعطى الحكم للحاكم العادل. الذي رفع خطايانا على الخشبة بجسده، لكي ما إذا مُتنا بالخطايا نحيا بالبرِّ. والذي شُفِيتُم بجراحاته. لأنَّكم كنتم كمِثل خرافٍ ضالَّةٍ لكنَّكم رجعتمم الآن إلى راعيكم وأُسقف نفوسكم.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 10 : 34 ـ 42 )
ففتحَ بطرُس فاهُ وقالَ: " إنِّي بالحقِّ أرى أنَّ اللهَ لا يأخُذُ بالوجوهِ. بل في كلِّ أُمَّةٍ، الذي يتَّقيهِ ويصنعُ البرَّ مقبولٌ عندهُ. وهو أرسل كلمتهُ لبني إسرائيل مُبشِّراً بالسَّلام مِن قِبَل يسوعَ المسيح. هذا هو ربُّ الكلِّ. وأنتُم تعرفونَ الكلمة التي كانت في كلِّ اليهوديَّةِ مُبتدِئاً مِن الجليلِ، بعد المعموديَّةِ التي كَرَزَ بها يوحنَّا. يسوعُ الذي من النَّاصرةِ كمثل ما مسحهُ اللهُ بالرُّوح القدس والقوَّةِ، هذا الذي جاء يَصنعُ الخير ويَشفي كلّ الذينَ قُهِروا مِن الشيطان، لأنَّ اللهَ كانَ معهُ. ونحنُ شُهودٌ لكلِّ شيءٍ صَنعَ في كورةِ اليهوديَّةِ وفي أورشليم هذا الذي قتلُوهُ أيضاً مُعلِّقينَ إيَّاهُ على خشبةٍ. هذا أقامهُ اللـهُ في اليوم الثَّالثِ، وأعطاهُ أن يَظهرَ ليس لجميع الشَّعبِ، بل للشُهود الذي سبقَ اللهُ فاختارهُم. الذين هُم نحنُ الذينَ أكلنا وشربنا معهُ من بعد قيامتهِ من بين الأمواتِ. وأمرنا أن نَكرزَ للشَّعبِ، ونشهدَ بأنَّ هذا هو المُعَيَّنُ مِن اللهِ دَيَّاناً للأحياءِ والأمواتِ. وهذا الذي شَهَدَ لهُ جميعُ الأنبياءِ أنَّ كلَّ مَن يؤمنُ بهِ ينالُ باسمهِ غفرانَ الخطايا ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم العاشر من شهر برمهات المبارك
تذكار ظهور الصليب المجيد
تحتفل الكنيسة بظهور الصليب الكريم الذى لربنا ومخلصنا يسوع المسيح إحتفالين: الأول فى اليوم السابع عشر من شهر توت سنة 326م على يد الملكة البارة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، لأن هذه القديسة –وقت أن قبل إبنها قسطنطين الإيمان بالمسيح- نذرت أن تمضى إلى أورشليم. فأعد إبنها البار كل شىء لإتمام هذه الزيارة المقدسة.ولما وصلت أورشليم ومعها عسكر عظيم وسألت عن مكان الصليب لم يعلمها به أحد، فأخذت شيخاً من اليهود، وضيقت عليه بالجوع والعطش، حتى إضطر إلى الإرشاد عن المكان الذى يُحتمل وجود الصليب فيه بكيمان الجلجثة. فأشارت بتنظيف الجلجثة، فعثرت على ثلاثة صلبان، وذلك فى سنة 326 م. ولما لم يعرفوا الصليب الذى صلب عليه السيد المسيح أحضروا ميتاً ووضعوا عليه أحد الصلبان فلم يقم، وكذا عملوا فى الآخر، ولكنهم لما وضعوا عليه الثالث قام لوقته. فتحققوا بذلك أنه صليب السيد المسيح. فسجدت له المكلة ، وكل الشعب المؤمن ، وأرسلت جزءاً منه إلى إبنها قسطنطين مع المسامير، وأسرعت فى تشييد الكنائس المذكورة فى اليوم السابع عشر من شهر توت المبارك.والإحتفال الثانى الذى تفيم فيه الكنيسة تذكار الصليب فى اليوم العاشر من شهر برمهات وكان على يد الإمبراطور هرقل فى سنة 627 ميلادية. وذلك أنه لما إرتد الفرس منهزمين من مصر إلى بلادهم أمام هرقل، حدث أنه عند مرورهم على بيت المقدس دخل أحد أمراء الفرس كنيسة الصليب التى شيدتها الملكة هيلانة. فرأى ضوءاً ساطعاً يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان محلى بالذهب. فمد الأمير يده إليها، فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه. فأعلمه النصارى أن هذه قاعدة الصليب المقدس، كما قصوا عليه أيضاً أمر إكتشافه، وأنه لا يستطيع أن يمسها إلا المسيحى. فإحتال على شماسين كان قائمين بحراستها، وأجزل لهما العطاء على أن يحملا هذه القطعة وذهبا بها معه إلى بلاده مع من سباهم من شعب أورشليم.وسمع هرقل ملك الروم بذلك ، فذهب بجيشه إلى بلاد الفرس وحاربهم وخذلهم وقتل منهم كثيرين. وجعل يطوف فى تلك البلاد يبحث عن هذه القطعة فلم يعثر عليها. لأن الأمير كان قد حفر فى بستانه حفرة وأمر الشماسين بوضع هذا الصندوق فيها وردمها ثم قتلهما.ورأت ذلك إحدى سباياه وهى إبنة أحد الكهنة، وكانت تتطلع من طاقة بطريق الصدفة. فأسرعت إلى هرقل الملك وأعلمته بما قد رأته فقصد ومعه الأساقفة والكهنة والعسكر إلى ذلك الموضع. وحفروا فعثروا على الصندوق بما فيه فأخرجوا القطعة المقدسة فى سنة 628 م ولفوها فى ثياب فاخرة وأخذها هرقل إلى مدينة القسطنطينية وأودعها هناك. ولربنا المجد دائماً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 65 : 1 ـ 2 )
لكَ ينبغي التَّسبيحُ يا اللـهُ في صهيون. ولكَ تُوفى النذورُ في أورشليم. استمع يا اللـهُ صلواتي. لأنَّه إليكَ يأتي كلُّ بشرٍ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 22 ـ 38 )
وكانَ في ذاكَ الزمن عيدُ التَّجديدِ في أُورشليمَ، وكانَ شتاءٌ. وكانَ يسوعُ يمشَّي في الهيكلِ في رواقِ سليمانَ، فأحاط بهِ اليهودُ وقالوا لهُ: " إلى متى تُعَلِّقُ أنفُسَنَا؟ إن كُنتَ أنتَ المسيحَ فقل لنا علانيةً ". فأجابهم يسوعُ: " قد قلتُ لكُم فلم تؤمنوا، الأعمالُ التي أعملُها أنا بِاسم أبي هيَ تَشهدُ لي. ولكنَّكُم لستُم تؤمنونَ لأنَّكُم لستُم من خرافي، كما قلتُ لكُم. لأنَّ خرافي تسمعُ صوتي، وأنا أعرفُها فتتبعُني. وأنا أُعطيها حياةً أبديَّةً، ولن تهلكَ إلى الأبدِ، ولا يخطفُها أحدٌ مِن يدي. لأنَّ أبي الذي أعطاني هو أعظمُ من الكلِّ، ولا يقدرُ أحدٌ أن يخطفَ مِن يَدِ أبي. أنا وأبي نحنُ واحدٌ ". فأخذَ اليهودُ أيضاً حجارةً ليرجموهُ. فأجابهُم يسوعُ قائلاً: " أعمالاً كثيرةً حسنةً أريتكُم مِن عند أبي. فمن أجل أيِّ عملٍ منها ترجمونني. فأجابهُ اليهودُ وقالوا: " ليس مِن أجل عملٍ حسنٍ نرجمكَ، بل لأجل تجديفٍ، فإنَّكَ وأنتَ إنسانٌ تَجعلُ نفسكَ إلهاً " فأجابهُم يسوعُ وقال: " أليسَ مكتوباً في ناموسكُم: أنا قلتُ إنَّكُم آلهةٌ؟ فإن كان قال لأولئك أنَّهُم آلهةٌ الذينَ صارت إليهم كلمةُ اللـهِ، ولن يمكن أن يُنقضَ الكتاب، فالذي قدَّسهُ الآبُ وأرسلهُ إلى العالم، أتقولون له: إنَّكَ تُجدِّفُ، لأنِّي قُلتُ أنا هو ابن اللـهِ؟ إن كُنتُ لستُ أعملُ أعمالَ أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كُنتُ أعملها، فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمالِ، لكي تَعلَموا وتعرفوا إني أنا في أبي وأبي فيَّ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #256
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-20-2015, 10:31 AM
Parent: #255

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 12 يونيو 2011

اللسان وخطايا اللسان

اللسان جهاز عند الإنسان, أو طاقة من طاقات الإنسان, يمكن أن يستخدم في الخير, كما يمكن أن يستخدم في الشر, به يبارك, وبه يلعن. ولذلك حسنا قيل: بكلامك تتبرر, وبكلامك تدان. وكما يكافئ الله الإنسان عن كل كلمة طيبة يقولها. فكذلك كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس, سوف يعطون عنها حسابًا في يوم الدين.

والمقصود بالكلمة البطالة, ليس فقط الكلمة الشريرة, إنما أيضا الكلمة التي بلا منفعة. ذلك لأن الله لم يخلق اللسان عبثًا, إنما خلقه لفائدة. إن لم يؤدها يكن طاقة معطلة. فليس كل فضل اللسان أنه لا يخطئ, بل لابد أن يكون له عمل إيجابي. لأنه هل من المعقول أن توجد آلة, كل فائدتها أنها لا تضر أحدا؟! أم لابد أن يكون لها إنتاج مفيد؟ هكذا اللسان..
لذلك فالثرثرة هي إحدى خطايا اللسان. لأنها استخدام للسان بطريقة خاطئة, وربما بطريقة مزعجة. ولأنها أيضا إضاعة لوقت السامع, ولوقت المتكلم أيضًا.

† إن خطايا اللسان مصدرها القلب, لأنه من فيض القلب يتكلم اللسان. ومع ذلك قد يغضب إنسان, ويتلفظ في أثناء غضبه بألفاظ شديدة غير لائقة. ومع ذلك قد يعتذر عنه أصدقاؤه ويقولون: إنه علي الرغم من أخطائه فإن قلبه أبيض!! وهذا خطأ واضح لأن القلب الأبيض تكون ألفاظه بيضاء مثله. فالإنسان الصالح, من الفضائل الموجودة في قلبه يتكلم بالصالحات. أما الإنسان الشرير, فمن الشر الموجود في قلبه تخرج الألفاظ الشريرة. وهكذا فإنه من نوع الثمرة تعرف الشجرة.

إذن الألفاظ الخاطئة, تدل علي وجود نفس الأخطاء داخل القلب. إذن فخطية اللسان هي خطية مزدوجة, أي خطية قلب وخطية لسان. فالألفاظ القاسية تدل علي قلب قاس. والألفاظ المتكبرة تدل علي قلب متكبر. والألفاظ المستهترة تدل علي قلب مستهتر. والألفاظ الحاقدة تدل علي قلب حاقد.. وهكذا في باقي الألفاظ.

فالذي يريد أن يصلح ألفاظه, عليه أن يصلح قلبه أولًا. وإلا فإنه فسوف يقع في خطية أخري هي الرياء. أي أن يقول ألفاظا بلسانه هي عكس المشاعر التي في قلبه.

يمكننا إذن أن نقول أن خطية اللسان هي الخطية الثانية. أما الأولي فقد بدأت في القلب. وقد تكون خطية ثالثة. أي الأولي خطية القلب والثانية خطية الإرادة والثالثة خطية اللسان.

ولنضرب مثلا بخطية الكذب: يندر أو يستحيل, أن تكون خطية الكذب هي خطية أولي. وإنما في غالبية الحالات أو فيها كلها, تكون خطية ابنة لخطية أم, هي الخطية السابقة لها التي أنتجتها. أو هي نتيجة لخطية أخري يراد إخفاؤها, متحدة بخطية الخوف أو خطية الظهور بمظهر بار غير مخطئ. ومن كل تلك الخطايا تتولد خطية الكذب.

† وكذلك فإن خطية النرفزة, هي خطية ثالثة أو رابعة. فالألفاظ الشديدة أو القاسية التي يقولها الإنسان في نرفزته, طبيعي أنها لم تصدر من فراغ, إنما هي قد ولدت من خطايا أخري: ربما منها محبة الذات وكرامتها أو مصلحتها, مع خطية عدم الاحتمال, وكذلك خطية القسوة, وأيضا عدم محبة أو احترام الشخص الذي وجهت إليه تلك الألفاظ القاسية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. من هذه الخطايا المجتمعة تتولد خطية الألفاظ القاسية أو الجارحة في أثناء النرفزة. وتكون هي الخطية الخامسة في الترتيب.

والذي يريد أن يعالج نفسه من الغضب ومن الألفاظ القاسية التي يقولها في غضبه, عليه أن يعالج قلبه من كل تلك الخطايا السابقة. أما إذا أراد أن يبرر نفسه في غضبه وألفاظه القاسية, لتغطية نفسه, إنما يشكل خطية سادسة في الترتيب هي خطية تبرير الذات. والمفروض في الإنسان الروحي أنه لا يبرر ذاته, إنما يدين ذاته.

وبنفس الوضع إذا فحصنا جميع خطايا اللسان, فسنجدها كلها خطايا مركبة. يمكن بتحليل كل منها أن نجد عديدًا من الخطايا.

† ومن خطورة خطية اللسان: أن الكلمة الخاطئة التي تخرج من فمك, لا تستطيع أن تسترجعها! ربما تندم عليها, أو تحاول الاعتذار عنها. ولكن الأمر الذي خرج عن إرادتك, هو أن غيرك قد سمع كلامك, بكل ما يحمل هذا السمع من تأثرات.

وهنا تختلف خطايا اللسان عن خطايا الفكر وخطايا القلب التي هي في داخلك. والتي هي مقصورا عليك وحدك لم تنكشف أمام الآخرين.

† كذلك من خطورة خطايا اللسان, مدي تأثيرها علي من يسمعها: مثلًا أنك حقدت علي إنسان, وساءت مشاعرك من نحوه, فمازال الأمر داخل قلبك لم يصل إليه. أما إذا انكشفت مشاعرك بألفاظ نطقت بها, تكون قد أسأت إليه, وربما لا تستطيع معالجة الأمر. ذلك لأن الحقد الذي كان في قلبك, قد تطور إلي علاقة خارجية مع غيرك.. وربما كلام الإساءة الذي لفظت به يكون قد سمعه آخرون أيضًا, وحينئذ تكون الدائرة قد اتسعت. فقد يتحمس الذين سمعوه, وقد تتغير قلوبهم نحوك, عليك إذن أن تضع أمرا مهما أمامك وهو ردود الفعل لكل ما تلفظ به من كلام. ولكن موضوع خطايا اللسان هو موضوع طويل لم ننته منه بعد...
+++

Post: #257
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-20-2015, 03:37 PM
Parent: #256

أحبائى الطيبين ..
كل جمعة وانتو طيبين ..

كما عودناكم دائماً .. فى هذا اليوم ..

وبعد قليل ..
يكون لقاؤنا مع أبينا الورع المبارك ..
مكارى يونان ..
من قناة الكرمة " مباشر " ..
ومن خلال هذا الرابط ..
http://http://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-nawww.alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #258
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-20-2015, 05:41 PM
Parent: #257

أحبائى الكرام ..

الآن ..
ومن خلال قناة الكرمة ..

ومن خلال هذا الرابط ..

http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

آبونا مكارى يونان حيث البركات الكثيرة ..
شاهدوا .. واسمعوا ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #259
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-21-2015, 09:23 AM
Parent: #258

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 19 يونيو 2011

أنواع من خطايا اللسان مع نصائح


ما أكثر الخطايا والأخطاء التي يقع فيها اللسان‏,‏ ويبدو من الصعب حصرها‏.‏ منها خطايا الكبرياء والتعالي‏:‏ كأن يستخدم الشخص كلمة أنا كثيرا في مجال الافتخار بالنفس‏.‏ فيقول أنا قلت‏,‏ أنا فعلت, وذلك بأسلوب افتخار يتطلب فيه مديح السامع. أو يمتدح هو نفسه إن لم يمدحه أحد. وفي مجال الافتخار بالذات يحاول أن يبرر نفسه في كل ما ينسب إليه من أخطاء, وبطريقة غير مقبولة... وفي الحوار مع غيره, لا مانع من أن يقاطعه في الحديث, لكي يتكلم هو. إلي جوار أسلوب التشبث بالرأي والمقاوحة.

† ومن أخطاء اللسان أيضا خطايا الكذب: ومنها الكذب الصريح, وأيضا المبالغة والتي تدخل أحيانا في مجال الكذب, ومنها مثلا أن يقول: إن أهل البلد الفلانية كلهم بخلاء, بينما يوجد فيها الكثير من رجال الكرم! وعموما كلمة كل أو كلمة جميع بالنسبة إلي طباع الناس غالبا ما يشملها الخطأ الجسيم.

ومن أخطاء اللسان في هذا المجال أنصاف الحقائق التي لا تعبر عن الحقيقة خالصة, من أجل ذلك فإن الذي يشهد أمام القضاء, يقول قبل أن يدلي بشهادته: أشهد أن أقول الحق كل الحق, ولا شيء غير الحق. وفي مجال الكذب نذكر أيضا العبارات التي تحوي الغش أو الخداع أو التضليل والتلفيق, وشهادة الزور, والمغالطة, والمكر.

† كذلك توجد أخطاء للسان مصدرها الكراهية أو عدم المحبة: مثل كلام الشتائم بكل أنواعه, والسب واللعن, أو علي الأقل الحكم بإدانة الآخرين وتحقيرهم, وما يصحب ذلك أحيانا من النرفزة وعلو الصوت, وكذلك التهكم علي الآخرين, ومسك سيرتهم, والغيبة, والنميمة, والدسيسة.

† ومن أخطاء اللسان أيضا, ألفاظ التهديد والتعبير وإفشاء أسرار الناس, والتشهير بهم, وإلقاء المسئولية عليهم ظلمًا, مع الهروب من المسئولية الشخصية.. وكذلك نشر الشائعات بما يسيء إلي الغير.

† ومن أخطاء اللسان أيضا, خطايا القسوة: ومنها الكلام الجارح الموجع, الذي لا يبالي قائلة فيه بمشاعر من يتحدث إليهم أو ما يتحدث عنهم وكذلك ألفاظ التخويف والتهديد وما إلي ذلك.. وقد يحدث ذلك في مجال الإدارة أحيانا, أو في مجال الأسرة.

† ومن أخطاء اللسان أيضا, الكلام غير العفيف: مثل القصص البطالة, والفكاهات الماجنة, والأغاني العابثة, والعبارات البوليسية, وكل كلام الإغراء, وبخاصة الأسلوب المكشوف, والأسلوب غير المهذب, أو الوقح, وكل ما تستحيي الأذن المحتشمة من سماعه.

† وهناك أيضا أخطاء للسان مصدرها صغر النفس. وهذه قد تحدث أحيانا من الصغار نحو الكبار: ومنها ألفاظ التملق والرياء, والمديح الزائف, والنفاق، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقد يحدث ذلك في مجاراة المخطئين في أخطائهم, والسلوك بلسانين, أو الاتجاه مع كل ريح. ونذكر في هذا المجال أيضا كثرة الشكوى والتذمر, وعبارات الخوف واليأس..

† كذلك توجد أخطاء للسان في الفكر الديني: مثل كلام التجديف, ونشر الشكوك في الدين والعقيدة, ونشر البدع وإعثار الآخرين. وأيضا استخدام اسم الله باطلًا, بل أكثر من هذا استخدام اسم الله حينما يكون المتكلم كاذبا, ومن أخطاء اللسان دينيًا ما يذكره من خرافات يحاول أن يؤمن الناس بها.

† ومن أخطاء اللسان أيضا ما يرويه الإنسان عن جهل, وربما يحاول أن يقنع الغير بما يجهله, وقد يحدث ذلك عندما يدخل شخص في حوار حول القنبلة الذرية Atomic bomb, أو القنبلة الهيدروجينية hydrogen bomb, وبعض الأمور العالية جدا في مجال العلم.. وفي كل ذلك يريد أن يظهر أنه يعرف, بينما هو لا يعرف شيئا!!

† ونود في هذا المجال أن نقدم بعض النصائح:

أول نصيحة مهمة هي الإبطاء في الكلام, فلا تسرع إطلاقا في كلامك, وبخاصة لو كنت في حالة انفعال أو غضب, فربما لا تستطيع أن تضبط نفسك, ولا أن تدقق في اختيار الألفاظ المناسبة, فتكون عرضة للخطأ.

وإن أغضبك أحد لا تسرع بالرد, إنما حاول أن تهدئ نفسك أولا, ولا تحاول أن تجعل الانفعال هو الذي يجيب بدلًا من العقل. بينما الانفعال هو خطر عليك وعلي سامعك. وربما لا تستطيع أن تعالج نتائجه.

وإن كنت رئيسًا لغيرك. أو أبًا, أو قائدًا في مجال معين, فلا تعط نفسك الحق في الكلام بلا ضابط, أو بلا مراعاة لمشاعر غيرك. ذلك لأن الكبار, كثيرا ما يعطون أنفسهم حقوقًا أزيد مما يجب, لا يراعون فيها إحساسات من هم أصغر منهم سنًا أو مركزًا, مدعين أن لهم الحق في أن يوبخوا وأن يؤدبوا, ناسين أن كل هذا ينبغي أن يكون في لياقة وحسب ترتيب. إنه أمر محزن, أن يفقد الكبار أبديتهم في توبيخ من هم أصغر منهم!!

† قبل أن تلفظ أية كلمة, حاول أن تستعرض في فكرك ما هي ردود الفعل لهذه الكلمة عند غيرك, لذلك ما أجمل قول داود النبي في المزمور: ضع يا رب حافظا لفمي, بابا حصينا لشفتي، ونص الآية هو: "اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ." (سفر المزامير 141: 3). وأيضا ما أعمق ما قاله أحد القديسين: كثيرا ما تكلمت فندمت. أما عن سكوتي فما ندمت قط... لهذا فإن بعض الآباء الكبار وجدوا أحيانا أن الصمت هو علاج نافع لأخطاء اللسان, لهذا حاول أن تتكلم حينما تكون هناك ضرورة للكلام, حسب حاجة الموقف. وإذا تكلمت, فليكن ذلك بصوت هادئ رصين, تحتفظ فيه بآداب الحديث, وليتني أستطيع في مناسبة أخري أن أحدثك بإسهاب عن آداب الحديث.

† ونصيحتي لك أيضًا: لا تكن شغوفًا بتعليم غيرك, أو بالحديث عن معلوماتك الواسعة, كذلك حاول أن تتجنب التحدث في أي موضوع خارج دائرة اختصاصاتك, ولا تعمل علي إساءة مشاعر غيرك بالكلام.

وأخيرا حاول أن تأخذ درسًا من كل أخطائك السابقة في الكلام, رغبة في تفاديها, ولتكن كل كلمة من كلامك بميزان دقيق, وليكن كلامك للمنفعة.
+++

Post: #260
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-21-2015, 11:15 PM
Parent: #259

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 26 يونيو 2011

طاقات الإنسان‏..‏ استخدامها وتنميتها

إن الله في كرمه وجوده قد زود الإنسان بطاقات كثيرة‏,‏ كل منها لها اختصاصاتها وإمكانياتها‏.‏ ونذكر منها‏:‏ العقل والروح والنفس والضمير والإرادة والحواس‏.‏ يضاف إلي كل هذا ما يمنحه الله -تبارك اسمه- لكل إنسان علي حدة من مواهب‏.‏ ويختلف كل إنسان عن غيره في درجة هذه الطاقات كلها‏.‏

† صدقوني إننا لم نعرف بعد مقدار عظمة كل هذه الطاقات البشرية العجيبة. من كان يتصور أن العقل مثلا, يمكن أن تصل طاقاته إلى اختراع سفن الفضاء, تصل إلى القمر مباشرة, ويتمشي الإنسان عليه.. أو أن يخترع أقمارًا صناعية تجول حول العالم, وتجمع أخبارا وترسل صورا عن كواكب في السماء!! ومن كان يتصور أن العقل البشري يستطيع أن يتوصل إلى اختراع عقل آلي, واختراع الكمبيوتر, والـMobilePhone, ويستعين بالآلة علي سرعة التفكير, وجمع المعلومات, واسترداد الحقائق!!

وليست طاقات العقل هذه ضد الدين في شيء. فالله هو الذي خلق العقل ومنحه طاقاته, وكل ما يصل العقل إليه, يرجع الفضل فيه أولًا وأخيرًا إلى الله -تبارك اسمه- فهو الذي وضع في العقل كل هذه القدرات حين خلقها. ويمكننا أن نقول أننا لم نصل بعد إلى اكتشاف كل طاقات العقل, الذي يمكنه أن يخترع أمورًا أخرى لا تخطر حاليًا علي فكر إنسان.

† والروح في الإنسان لها أيضا طاقات عجيبة مذهلة, وكثير من الناس لا يعرفون كل طاقات الروح, لأنهم لم يكتشفوا تلك الطاقات ولم يستخدموها. ونحن حينما نقرأ عن تداريب الروح التي تجريها جماعات من الهندوس ومن اليوجا, وما وصلوا إليه من نتائج, نري عجبا. إنها ليست معجزات أو قدرات خارقة, ولكنها الطاقة الطبيعية للروح, التي لا نستخدمها نحن, لأننا نهمل ذلك أو لا ندركه.

† كذلك طاقات الحواس لم نستخدمها كلها.. وذلك لعدم شعورنا بالاحتياج إليها فعدم استخدامها جعلها طاقات كامنة مختفية. تظهر حينما نفقد حاسة معينة, فنستعيض عنها بتنشيط حواس أخرى بديلة.

مثال ذلك إنسان يفقد بصره. ويحاول أن يستعيض عنه بالسمع وباللمس, فتقوي عنده حاسة السمع وحاسة اللمس, وربما حاسة الشم أيضًا. لأنه اخذ يدرب هذه الحواس تدريبا دقيقا, فتكون له أبوابًا للمعرفة عوضا عن النظر. وهنا تظهر الطاقات الجبارة الموجودة في هذه الحواس, والتي كانت كامنة غير ظاهرة في حالة عدم استخدامها.

إن الإنسان الكامل في كل طاقاته, في عقله وروحه وحواسه, لم يوجد بعد. ويحتاج الإنسان إلى حرص واهتمام بحيث لا يفقد قوة طاقاته.

† يلزم الإنسان أيضًا أن ينمي قدراته وطاقاته. وأن ينمي أيضًا المواهب التي يمنحها الله له.

لقد منحك الله عقلًا, ووهبك ذكاء خاصا في عقلك, أو وهبك لهذا العقل ذاكرة قوية.

فيلزمك ليس فقط أن تحافظ علي كل هذا, بل أيضًا أن تنمي عقلك وذكاءك وذاكرتك.

† إن تمني قدرتك علي التفكير السليم, وعلي الاستنتاج, وعلي حل المشاكل...

فالتمارين الهندسية التي كنا ندرسها في المدارس, لم تكن لمجرد العلم أو بهدف التخصص.

إنما كانت لها فائدة أخرى في تدريب العقل علي التفكير.

خذ مثلا: اثنان يلعبان الشطرنج, وكل منهما صامت يفكر: ما هي الخطوة التي سيلعبها زميله, وكيف يرد عليها؟ وماذا سيكون رد زميله علي رده! وكيف سيتصرف وقتذاك! وكيف يمكنه أن يعرقل خططه! وكيف يضع هو خططا غير مكشوفة تصل به إلى النتيجة المطلوبة, ولو بعد مراحل؟ إنه تدريب علي الذكاء وليس مجرد لعبة للتسلية وقضاء الوقت.

الألغاز أيضًا وحلها, والمسابقات, كلها تداريب للتفكير.

وما أكثر تداريب الذكاء وتنمية التفكير. يمكنك أن تستخدمها لنفسك ولأولادك أيضًا ولتلاميذك, حتى ينشأوا بعقل قوي متدرب علي التفكير. وحتى إذا صادفته مشكلة, يكون عقله مستعدا لمواجهتها بغير اضطراب. وفي الحياة العملية أيضًا توجد تداريب علي الحكمة في التصرف أو تنمية الفكر عن طريق المشورة والانتفاع بخبرات الآخرين.

† ضميرك أيضًا يحتاج إلى تنمية حتى يكون ضميرا صالحا في كل أحكامه. ذلك يذكرنا بان هناك ضمائر غير صالحة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فهناك مثلا ضمير واسع يستطيع أن يبرر كل خطأ! وضمير آخر ضيق قد يصل أحيانا إلى الوسوسة, وتصور الشر حيث لا يوجد شر, أو يبالغ مبالغة شديدة في الحكم علي الأخطاء. كما يوجد ضمير مريض لا يميز بين ما هو خير وما هو شر, وما هو لائق وما هو غير لائق! ويوجد ضمير ضعيف تؤثر عليه العوامل الخارجية.

وأنت محتاج أن تغذي ضميرك بما تسمعه من وعظ وكلام روحي, والتأثر بالقدرة الصالحة. وبهذا ينمو ضميرك في المعرفة, وفي الحكم علي الأمور, وفي قيادة نفسك.

† إن معارفك أيضًا تحتاج إلى تنمية: والمعروف أن هناك نموًا طبيعيًا في المعرفة خلال مراحل العمر. هناك نمو في المعرفة عن طريق الثقافة. والمعرفة تغذي عقل الإنسان, وتغذي ضميره, وتدفعه إلى السلوك السليم.. هذا إذا كانت معرفة سليمة.

وبعد, ألست تري معي أن هذا الموضوع يحتاج منا إلى تكملة لكي نلم بجميع عناصره!

فإلي اللقاء إذن في مقالات أخري.
+++

Post: #261
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-22-2015, 09:23 PM
Parent: #260

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأحد الخامس من الصوم الكبير)
22 مارس 2015
13برمهات 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 38 : 12 ، 13 )
اسْتَمِعْ صَلاتي وتضرعي وأنصت إلى دُمُوعي ولا تسكُت عني. لأنِّي أنا غريبٌ على الأرض ومجتازٌ مِثلُ جَميع آبائي. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 18 : 1 ـ 8 )
ثُمَّ قال لهُم مثلاً لكي يصلوا كُلَّ حين ولا يملوا، قائلاً: " كان في مدينةٍ قاضٍ لا يخافُ اللَّـهَ ولا يستحي مِن النَّاس. وكان في تلكَ المدينةِ أرملةٌ. وكانت تأتي إليهِ قائلةً: أنتقم لي ممَن ظلمني!. ولم يكُن يشاء إلى زمان. وبعد ذلك قال في نفسهِ: إن كُنتُ لا أخافُ اللَّـهَ ولا أستحي مِن النَّاس، فمِن أجل أنَّ هذه الأرملةَ تُتعبني، أنتقم لها، لكي لا تأتي دائماً وتُتعبني! ". ثُمَّ قال الربُّ: " اسمعُوا ماذا يقُول قاض الظُّلم. أفلا يُنتقم اللَّـهُ لمُختاريه، الذين يصرخون إليه النهار والليل، وهو مُتمهِّلٌ عليهم؟ نعم أقُول لكُم: إنَّهُ ينتقم لهُم سريعاً! ولكن إذا جاء ابنُ الإنسان، أترى يجدُ الإيمانَ على الأرض؟ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 102 : 1 ، 2 )
ياربُّ استمعْ صَلاتي، وليصعد أمامك صُراخي، لا تصرف وجهكَ عنِّي. وأنت ياربُّ إلى الأبد ثابت، وذكرُك إلى أجيال الأجيال. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 21 : 33 ـ 46 )
" اسمعُوا مثلاً آخر: كان إنسانٌ ربُّ حقل غرس كرماً، فأحاطهُ بسياج، وحفر فيهِ معصرةً، وبنى فيهِ بُرجاً، وسلَّمهُ إلى كرَّامين وسافرَ. ولمَّا قرُبَ أوان الثمر أرسل عبيدهُ إلى الكرَّامين ليأخذوا أثمارهُ. فأخذَ الكرَّامُون عبيدهُ فجلدُوا بعضاً وقتلُوا بعضاً ورجمُوا بعضاً. ثُمَّ أرسلَ عبيداً آخرين أكثر مِن الأوَّلين، فصنعوا بهم كذلك. وأخيراً أرسل إليهمُ ابنهُ قائلاً: إنهم يهابُون ابني! فلمَّا رأى الكرَّامُون الابن قالوا فيما بينهُم: هذا هو الوارثُ! فتعالوا نقتُلهُ ونأخُذ ميراثهُ! فأخذُوهُ وأخرجُوهُ خارجَ الكرم وقتلُوهُ. فمتى جاء ربُّ الكرم، فماذا يفعلُ بأُولئك الكرَّامين؟ " فقالوا لهُ: " إنه بالرديء يُهلك ( أُولئك ) الأردياءُ، ويُسلِّمُ الكرم إلى كرَّامين آخرين يؤدون لهُ أثماره في حينه ". فقال لهُم يسوعُ: " أما قرأتُم قطُّ في الكُتُب: أن الحجر الذي رذله البنَّاؤُون قد صار رأس الزَّاوية؟ مِن قبل الربِّ كان هذا وهو عجيبٌ في عُيُوننا! ولذلك أقولُ لكُم: إنَّ ملكُوت اللَّه يُنزعُ مِنكُم ويُسلم لأُمَّةٍ أخرى تصنع أثمارهُ. فمَن سقط على هذا الحجر يَترضَّضُ، ومَن يسقط هو عليهِ يسحقُهُ! ". فلمَّا سمع رؤساءُ الكهنةِ والفرِّيسيُّون أمثالهُ، علموا أنَّهُ تكلَّم عليهم. وإذ كانُوا يطلُبُون أن يُمسكُوهُ، خافُوا مِن الجمع، لأنَّهُ كان عندهُم كنبي.
( والمجد للَّـه دائماً )

القـداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي
( 2 : 1 ـ 17 )
ونسألُكُم أيُّها الإخوةُ مِن جهةِ مجيء ربِّنا يسوعَ المسيح واجتماعنا إليهِ، أن لا تتزعزعُوا سريعاً عن ذهنكُم، ولا ترتاعُوا، لا برُوح ولا بكلمةٍ ولا برسالةٍ كأنَّها مِنَّا: كأنَّ قد حضر يوم الرب. لا يخدعنَّكُم أحدٌ على طريقةٍ ما، لأنَّهُ لابد أن يسبق الارتداد أوَّلاً، ويظهر إنسانُ الخطيئة، ابنُ الهلاك، المُعاند المُترَّفع فوق كُلِّ مَن يُدعى إلهاً أو معبُوداً، حتى إنَّهُ يجلسُ في هيكل اللَّـهِ مُظهراً نفسهُ أنَّهُ إلهٌ. ألا تذكُرُون أنِّي لمَّا كُنتُ عندكُم، قُلت لكُم هذا؟ والآن قد علمتم ما يُحجز حتى يُستعلَنَ في وقتهِ. لأنَّ سرَّ الإثم الآن يعملُ فقط، إلى أن يُرفع مِن الوسط الذي يحجزُ الآن، وحينئذٍ يُستعلن الأثيمُ، الذي سيبيدهُ الربُّ يسوع برُّوح فمهِ، ويُبطلُهُ بظُهُور مجيئهِ. الذي مجيئُهُ بعمل الشَّيطان، بكُلِّ قُوَّةٍ، وكُل آيات وعجائب كاذبةٍ، وبكُلِّ خديعةِ الظُّلم، في الهالكين، لأنَّهُم لم يقبلُوا محبَّة الحقِّ حتى يخلُصُوا. ولذلك يُرسل اللَّـه إليهم عمل الضَّلال، حتى يُصدِّقُوا الكذب، ويُدان جميعُ الذين لم يُؤمنوا بالحقِّ، بل ارتضوا بالإثم.أمَّا نحنُ فيجب علينا أن نشكُر اللَّه كُلَّ حين مِن أجلكُم أيُّها الإخوةُ المحبُوبُون من الربِّ، لأنَّ اللَّه اختاركُم باكورة للخلاص، بتقديس الرُّوح وتصديق الحقِّ. للذي دعاكُم إليهِ بإنجيلنا، لاقتناء مجد ربِّنا يسوع المسيح. فأثبتُوا إذاً أيُّها الإخوةُ وتمسَّكُوا بالتقاليد التي تعلَّمتُمُوها، إما بكلامنا وإما برسالتنا. وربُّنا يسوعُ المسيح نفسهُ، واللَّهُ أبُونا الذي أحبَّنا وأعطانا عزاءً أبدياً ورجاءً صالحاً بالنِّعمةِ، يُعزِّي قُلُوبكُم ويُثبِّتكُم في كُلِّ كلامٍ وعملٍ صالحٍ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
( 3 : 1 ـ 18 )
هذه رسالةً ثانيةً أكتُبُها إليكُم يا أحبائي، التي فيها أُنهض بالتَّذكرة ذهنكُمُ النَّقيَّ، لتذكُرُوا الأقوال التي قالها سابقاً الأنبياءُ القدِّيسُون، ووصيَّة رسل ربنا ومُخلِّصنا، عالمين هذا أوَّلاً: أنَّهُ سيأتي في آخر الأيَّام قومٌ مُستهزئُون، يسلكون على حسب شهواتهم، قائلين: " أين هو موعدُ مجيئهِ؟ لأنَّهُ مُنذ رقد الآباءُ هكذا يبقي الكُلّ كما كان مُنذ بدء الخليقة ". لأنَّ هذا يَخفي عليهم بإرادتهم: أنَّ السَّمَوات كانت مُنذ القديم، والأرض القائمة مِن الماء وفي الماء بكلمة اللَّه وبتلك أغرق في الطوفان العالم الذي كان حينئذٍ فهلك. أمَّا السَّمَواتُ والأرضُ التي هي الآن، فإنها مذخورة بتلك الكلمةِ عينها، ومحفُوظةً للنَّار إلى يوم الدِّين وهلاك النَّاس المُنافقين.ولكن أيُّها الأحبَّاء ينبغي أن لا يُخفى عليكُم أمرٌ وهو: أنَّ يوماً واحداً عند الربِّ كألف سنةٍ، وألف سنةٍ كيوم واحدٍ. إن الربِّ لا يُبطئ بوعده كما يظن قومٌ أنَّهُ سيتباطىء، لكنَّهُ يتأنَّى عليكُم، وهو لا يُريد أن يهلك أحدٌ، بل أن يُقبل الجميعُ إلى التَّوبةِ. ولكن سيأتي يوم الربِّ كسارق، الذي فيهِ تزُولُ السَّمَواتُ بضجيج، وتنحلُّ العناصرُ مُحترقةً، وتحترقُ الأرضُ والمصنُوعاتُ التي فيها.فإن كانت هذه ستنحل، فأي سيرة مُقدَّسةٍ وتقوى يجب عليكُم أن تتصرفوا فيها؟ مُنتظرين ومستعجلين مجيء يوم ظهور الرب، الذي به تحترق السَّمَوات وتنحلُّ العناصر وتضطرم وتذُوب. ولكنَّنا بحسب وعده ننتظرُ سمَوات جديدةً، وأرضاً جديدةً، يسكُنُ فيها البرُّ.لذلك يا أحبائي فيما ننتظر هذه، فاجتهدُوا أن تُوجدوا لديه في السلام بلا دنس ولا عيبٍ، واحسبُوا أناة ربِّنا خلاصاً، كما كتبَ إليكُم أيضاً أخُونا الحبيبُ بولسُ على حسب الحكمةِ التي آوتها، كما في رسائله كُلِّها أيضاً، مُتكلِّماً فيها عن هذه الأُمُور، التي فيها أشياءُ عسرةُ الفهم، يُحرِّفُها الذين لا علم لهُم وغير الثَّابتين، كباقي الكُتُب، التي تسوقهم إلى هلاكهُم.فأنتُم إذاً يا إخوتي، إذ قد سبقتُم فعلمتُم، فتحفظوا لئلا تنقادُوا بضلال الجهال، فتسقُطُوا مِن ثباتكُم. وانمُوا في نعمة ومعرفة ربِّنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح. الذي لهُ المجدُ الآن وإلى يوم الدَّهر. آمين.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 26 : 19 ـ 27 : 1 ـ 8 )
فمِن ثَمَّ أيُّها المَلكُ أغريباسُ لم أكُن مُعانداً للرُّؤيا السَّماويَّة، بل بشرت أوَّلاً الذين في دمشق، وأُورُشليم وأرض اليهوديَّة كُلها، ثُمَّ الأُمم، أيضاً بأن يتُوبُوا ويرجعُوا إلى اللَّهِ عاملين أعمالاً تليقُ بالتَّوبة. ولذلك امسكني اليهودُ في الهيكل وحاولوا أن يضعوا أيديهم عليَّ. لكني حصلتُ على عون مِن اللَّـهِ، وقفت إلى هذا اليوم، شاهداً للصَّغير والكبير. ولم أقُل شيئاً غير ما قالهُ الأنبياءُ ومُوسى أنَّهُ عتيدٌ أن يكُون: مِن أن المسيح سيتألم، ويكُون أوَّل قيامةِ الأموات، مُزمعاً أن يُبشر بنُور للشَّعب وللأُمم.فلمَّا قال هذا، قال فستوسُ بصوت عظيم: " قد جُننت يا بولس! الكُتُبُ الكثيرةُ تُحوِّلُك إلى الجُنُون! ". فقال: " إنِّي لستُ بمجنون أيُّها العزيزُ فستوسُ، ولكني أنطق بأقوال الحقِّ والحكمة. والمَلك الذي أنا بين يديهِ أتكلم بجرأة هو عارف بهذه الأُمُور، ولا أظن أن يَخفي عليهِ شيءٌ مِنها، لأنَّ ذلك لم يحدث في زاويةٍ. هل تُؤمن بالأنبياء أيُّها المَلك أغريباس؟ أنا أعلمُ أنَّك تُؤمنُ بهم ". فقال أغريباسُ لبولس: " إنك بقليل تُقنعُني أن أصيرَ مسيحياً ". فقال بولسُ: " كُنتُ أُصلِّي للَّهِ أنَّهُ بقليل وبكثير، ليس أنت فقط، بل أيضاً جميعُ الذين يسمعُونني اليوم، يصيرُون هكذا كما أنا، ما خلا هذه القُيُود ".فنهض المَلك والوالي وبَرنيكي والجالسُون معهُم، وفيما هُم مُنصرفون تحادثوا فيما بينهُم قائلين: " إنَّ هذا الرَّجُل لم يصنع شيئاً يستوجب الموت أو القُيُود ". فقال أغريباسُ لفستُوس: " كان يُمكنُ أن يُطلق هذا الرَّجُل لو لم يكُن قد رفع دعواهُ إلى قيصر ".ولمَّا حُكم أن نُقلع إلى إيطاليا، سلَّمُوا بولسَ وقوماً آخرين مُقيدين إلى قائد مئةٍ اسمهُ يوليوسُ مِن فرقةِ سبسطية. فركبنا سفينةٍ أدراميتينيَّةٍ، وأقلعنا مُزمعين أن نُسافر مارِّين بالمواضع التي في أسيَّا. وكان معنا أرسترخُسُ المكدوني مِن تسالُونيكي. وفي اليوم الآخر وصلنا إلى صيدا، فعاملَ يوليوسُ بولسَ برِّفق، وأذن لهُ أن يذهب إلى أصدقائهِ ليحصُل على عنايةٍ منهُم. ولمَّا أقلعنا مِن هُناك سافرنا مِن جهة قُبرُس، لأنَّ الرِّياح كانت مُضادَّةً لنا. وإذ أقلعنا في اللجة التي قبالة كيليكيَّة وبمفيليَّة، أتينا إلى لسترة التي لكيليكيَّة. وهناك وجَد قائدُ المئةِ سفينةً مِن الإسكندريَّة سائرة إلى إيطاليا فأصعدنا إليها. فسرنا سيراً بطيئاً أيَّاماً كثيرةً، وبالجهد بلغنا قبالة كنيدُس، لأنَّ الرِّيحُ كانت تمنعنا، فسرنا إلى كريت مُقابل سلمُونة. ولمَّا تجاوزناها بالجهدِ جئنا إلى موضع يُسمى " المواني الحسنةُ " التي بقُربها لاسية.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثالث عشر من شهر برمهات المبارك
1- نياحة الأب القديس الأنبا ديونيسيوس بابا الإسكندرية الرابع عشر
2- عودة القديسين العظيمين الأنبا مقاريوس الكبير
والأنبا مقاريوس الإسكندرى من منفاهما
3- شهادة الأربعين شهيدا بسبسطية
1- فى مثل هذا اليوم (8 مارس سنة 264 ميلادية) تنيح الأب العظيم الأنبا ديونيسيوس الرابع عشر من باباوات الكرازة المرقسية. وهذا كان إبناً لأبوين على مذهب الصابئة (عابدى الكواكب) وقد إهتم والده بتعليمه كل علوم الصابئة.وحدث ذات يوم أن مرت به عجوز مسيحية وبيدها بضع أوراق من رسائل بولس الرسول وعرضت عليه شراءها. فلما تناولها وإطلع عليها وجد بها شيئاً غريباً وعلماً عجيباً. فسألها: " أتبيعينها " ؟ فأجابته: " نعم بقيراط من ذهب ". فأعطاها ثلاثة قراريط، وطلب منها أن تبحث عن بقية هذه الأوراق وهو على إستعداد أن يضاعف لها الثمن. فذهبت وعادت ببضع أوراق أخرى. وإذ وجد الكتب ناقصاً طلب منها بقيته. فقالت له: " لقد وجدت هذه الأوراق ضمن كتب آبائى. وإذا أردت الحصول على الكتاب كاملاً فإذهب إلى الكنيسة وهناك تحصل عليه ".فذهب وطلب من أحد الكهنة أن يطلعه على ما يسمى رسائل بولس. فأعطاها له فقرأها ووعاها. ثم قصد القديس ديمتريوس البابا الثانى عشر. فأخذ البابا يعلمه ويرشده إلى حقائق الإيمان المسيحى ثم عمده. فتقدم كثيراً فى علوم الكنيسة، حتى أن الأنبا ديمتريوس عيّنه معلماً للشعب. ولما تنيح الأنبا ديمتريوس ورسم الأب ياروكلاس بطريركاً جعله نائباً فى الحكم بين المؤمنين. وفوض إليه أمر إدارة البطريركية.ولما تنيح القديس ياروكلاس إتفق رأى كل الشعب على تقدمته بطريركاً فى أول طوبة (28 ديسمبر سنة 246 م)، فى زمن الملك فيلبس المحب للنصارى، فرعى رعيته أحسن رعاية. غير أنه تحمل شدائد كثيرة. وذلك أن داكيوس تغلب على فيلبس وقتله، ولما جلس على أريكة الملك أثار الإضطهاد على المسيحيين، وقتل كثيرين من البطاركة والأساقفة والمؤمنين. ومات فملك بعده غالوس، فهدأ الإضطهاد فى مدة ملكه.ولما مات هذا وملك مكانه فاليريانوس أثار من جديد الإضطهاد على المسيحيين بشدة وقبض على الأب ديونيسيوس وعرض عليه السجود للأصنام فإمتنع قائلاً : " نحن نسجد لله الآب وإبنه يسوع المسيح و الروح القدس الإله الواحد". فهدده كثيراً وقتل أمامه جماعة، فلم يردعه شىء من ذلك. فنفاه ثم إستعاده من النفى وقال له: بلغنا أنك تنفرد وتقدس فأجابه: " نحن لا نترك صلاتنا ليلاً ولا نهاراً ". ثم إلتفت إلى الشعب الذى كان حوله وقال لهم: " إمضوا وصلوا. وأنا وإن كنت غائباً عنكم بالجسد فإنى حاضر معكم بالروح ". فإغتاظ الملك من ذلك وأعاده إلى منفاه. ولما تغلب عليه سابور ملك الفرس وإعتقله، تسلم الملك إبنه غاليانوس وكان صالحاً حليما. فأطلق المعتقلين من المؤمنين وأعاد منهم من كان منفياً. وكتب للبطريرك والأساقفة كتاب أمان أن يفتحوا كنائسهم.وظهر فى أيام هذا الأب قوم فى بلاد العرب يقولون: إن النفس تموت مع الجسد، ثم تقوم معه فى يوم القيامة " فجمع عليهم مجمعا وحرمهم. وظهر آخرون على بدعة أوريجانس وسابليوس، ولما كفر بولس السميساطى بالإبن، وإجتمع عليه مجمع بأنطاكية، لم يستطع هذا القديس الحضور إليه لشيخوخته، فإكتفى برسالة كلها حكمة، بين فيها فساد رأى هذا المبتدع، وأظهر صحة المعتقد القويم، وأكمل عيه الصالح، وتنيح بشيخوخة صالحة فى (8 مارس 264 م)، بعد أن أقام على الكرسى الرسولى 17سنة وشهرين وعشرة أيام. صلاته تكون معنا. آمين.
2- فى مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار عودة القديسين العظيمين الأنبا مقاريوس الكبير والأنبا مقاريوس الإسكندرى من منفاهما فى جزيرة بأعلى الصعيد. وكان قد نفاهما إليها الملك الأريوسى.
وكان أهل تلك الجزيرة يعبدون الأوثان. وبناء على أمر فالنز نال القديسان من أهل تلك الجهة عذابات أليمة مدة ثلاث سنوات. وحدث ذات يوم أن دخل شيطان فى إبنة كاهن الوثن بتلك الجزيرة وأتعبها جداً. فتقدم القديس مقاريوس الكبير وصلى عليها فشفاها الرب. فآمن الكاهن وأهل الجزيرة بالسيد المسيح. فعلمهم القديسان حقائق الدين المسيحى وعمداهم فى ليلة الغطاس 11 طوبة وحولوا البرية التى فى تلك الجزيرة إلى كنيسة. وقدس فيها القديسان وناولهم من الأسرار الإلهية. وبإعلان من السيد المسيح رسما لهم كهنة وشمامسة. وعندما أرادا العودة لم يعرفا الطريق، فظهر لهما ملاك الرب وسار معهم يرشدهما، فوصلا إلى الإسكندرية، ومنها إلى جبل شيهيت. فتلقاهما رهبان البرية، وكان عددهم فى ذلك الوقت خمسين ألف راهب، منهم الأنبا يوأنس القصير والأنبا بيشوى، وفرح الرهبان بلقاء أبيهم. صلوات هؤلاء القديسين تكون معنا. آمين.
3- وفى مثل هذا اليوم أيضاً : إستشهد القديسون الأربعون شهيداً بمدينة سبسطية. وذلك أن الملك قسطنطين الكبير كان قد ولى ليكيوس صديقه من قبله على الشرق وأوصاه بالمسيحيين خيراً لكنه لما وصل إلى مقر الولاية أمر مرؤوسيه بعبادة الأصنام فإمتنعوا وشتموا آلهته. وفى إحدى الليالى إتفق بعض الجنود وأولادهم من مدينة سبسطية على أن يتقدموا إليه معترفين بإيمانهم وبينما هم نائمون ظهر لهم ملاك الرب وشجعهم وثبت قلوبهم. وفى الصباح وقفوا أمام حاجب الوالى وإعترفوا بالسيد المسيح فهددهم الملك فلم يخافوا. وأمر أن يُرجموا بالحجارة، فكانت الحجارة ترتد على مرسليها. وكان بجوارهم بركة ماء متجمدة، فأمر أن يطرحوا فيها. فطرحوهم فتقطعت أعضاؤهم من شدة البرد.وكان بجوار البركة حمام وخارت قوى أحدهم فصعد إلى هذا الحمام وأذابت حرارته الجليد الذى كان عليه فإنحلت أعصابه ومات بسرعة. وهكذا صار ضمن مصاف الشهداء.أما الباقون فإن أحد الحراس رأى ملائكة نزلت من السماء وبيدهم أكاليل وضعوها على رؤوس الشهداء التسعة والثلاثين. وبقى إكليل بيد الملاك. فأسرع الحارس ونزل إلى البركة وهو يصيح: " أنا مسيحى. أنا مسيحى. " فأخذ الإكليل الذى كان معلقاً بيد الملاك، وإنضم إلى صفوف الشهداء.وكان بين الشهداء بعض صغار السن، وكانت أمهاتهم تقويهم وتثبتهم. واذ مكثوا فى البركة زماناً لم يموتوا، أراد الملك أن يكسر سيقانهم، فأخذ الرب نفوسهم وأراحهم. فأمر الرب أن يحملوا على عجلة ويُطرحوا فى البحر بعد أن يُحرقوا. وكان بينهم صبى صغير لم يمت، فتركوه فحملته أمه وطرحته على العجلة مع رفقائه فأنزلوه ثانياً لأنه حى فأخذته أمه ومات على عنقها. فوضعته معهم. وخرجوا بهم إلى خارج المدينة ورموهم فى النار فلم تمسهم بأذى. ثم رموهم فى البحر.وفى اليوم الثالث عشر ظهر القديسون لأسقف سبسطية فى رؤيا وقالوا له: هلم إلى النهر وخذ أجسادنا. فقام وأخذ الكهنة ووجد الأجساد فحملها بإحترام ووضعها فى محل خاص. وشاع ذكرهم فى كل الأقطار. صلواتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.


مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 5 ، 6 )
يُحبُّ الرَّحمة والحُكم، امتلأَت الأرضُ مِن رَحمةِ الرَّبِّ. بكلمةِ الرَّبِّ تشددت السَّمَواتُ، وبرُّوح فيهِ كُلُّ قُواتها. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 5 : 1 ـ 18 )
وبَعْدَ هذا كَانَ عيد اليهود، فصَعِدَ يسوعُ إلى أُورُشليمَ. وكان في أورشليمَ عندَ (باب) الضَّأنِ بِركَةٌ تُسمَّى بالعبرانيَّةِ " بيتُ صيدا " لها خمسةُ أروقةٍ. وفي هذه كانَ مطروحاً جموع من المرضَى عُمي وعُرج ويابسون، وكانوا يتوقَّعونَ تحريك الماءِ. وكانَ ملاك ينزل كل أوان في البِركَةِ ويحرِّكُ الماءَ. وكلُّ مَن ينزلُ أولاً بعد تحريكِ الماءِ يبرأُ مِن كلِّ مرضٍ بهِ. وكانَ هُنَاكَ رجلٌ قد قضى ثمانٍ وثلاثينَ سنةً في مرضهِ. فلمَّا رآى يسوع هذا مُضطجعاً، وعَلِمَ أنَّهُ قضى زماناً كثيراً، قالَ لهُ: " أتُريدُ أنْ تبرأَ؟ " أجابهُ المريضُ وقال: " يا سيِّدُ، ليس لي إنسانٌ حتى إذا تحرَّكَ الماءُ يُلقيني في البِركَةِ. فبينما أنا آتٍ، ينزلُ قُدَّامي آخَرُ ". قالَ لهُ يسـوعُ: " قُم. احمِلْ سريرَكَ وامشِ ". فللوقت برأ الإنسان وحملَ سريرهُ ومشَى وكان ذلكَ اليوم سبتاً.فقال اليهودُ للذي شُفي: " إنَّهُ سبتٌ! لا يحلُّ لكَ أن تحمِلَ سريرَكَ ". فقال لهم: " إنَّ الذي أبرأني هو الذي قال لي: احمِل سريرَكَ وامشِ ". فسألوهُ: " مَن هو الإنسانُ الذي قال لكَ: احمِل سريرَكَ وامشِ؟ ". أمَّا الذي شُفيَ فلم يكن يعلمُ مَن هو، لأنَّ يسوع كان قد خرجَ، إذ كان في ذلكَ الموضِع جمعٌ. وبعدَ هذا وجدهُ يسوعُ في الهيكلِ فقال لهُ: " ها قد بَرِئْتَ، فلا تُخطئ بعد، لئلاَّ يكونَ لكَ شراً أكثر ". فذهب الإنسان وقالَ لليهودِ: أنَّ يسوعَ هو الذي أبرأني. فمِن أجل هذا كانَ اليهودُ يضطهدونَ يسوعَ، لأنَّهُ كان يصنع هذا في السبتِ. فقال لهُم يسوعُ: " أبي يعملُ حتَّى الآنَ وأنا أيضاً أعملُ ". فمِن أجلِ هذا كانَ اليهودُ يطلبونَ أنَّ يقتلوهُ، ليس لأنَّهُ يَنقُض السَّبتَ فقط، بلْ لأنَّهُ كانَ يقولُ إنَّ اللَّه أبي، مُساوياً نفسهُ باللَّه.
( والمجد للَّـه دائماً )
صـلاة المسـاء
مزمور المساء
من مزامير أبينا داود النبي ( 141 : 1 )
بصَوتي إلى الرَّبِّ هتفت، بِصَوتي إلى الرَّبِّ تَضَرَّعتُ. أسْكُبُ أمَامَهُ تَوَسُّلِي، وحزني قُدَّامهُ أُفرغُ. هللويا
إنجيل المساء
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 9 : 1 ـ 8 )
فركب السَّفينةَ وجاء إلى العبر ودخل مدينتهِ. وإذا مخلعٌ قدموهُ إليه مطرُوحاً على سرير. فلمَّا رأى يسوعُ إيمانُهم قال للمخلع: " ثِقْ يا بُنيَّ. مغفُورةٌ لك خطاياكَ ". وإذا بقومٌ مِن الكتبةِ قالوا في نفوسهم: " إن هذا يُجدِّفُ! ". فاستطلع يسوعُ أفكارهُم، وقال: " لماذا يُخامر الشر قُلُوبكُم؟ أيُّهما أيسرُ، أن يُقال: مغفُورةٌ لك خطاياكَ، أم أن يُقال: قُم وأمش؟ ولكي تعلمُوا أنَّ لابن الإنسان سُلطان على الأرض أن يغفر الخطايا ". حينئذٍ قال للمخلع قُم فاحمل سريرك واذهب إلى بيتكَ! " فقامَ وذهب إلى بيتهِ. فلمَّا رأى الجُمُوعُ ذلك خافوا ومجَّدُوا اللَّهَ الذي أعطى النَّاس سُلطاناً مِثل هذا.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #262
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-23-2015, 05:35 AM
Parent: #261

البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام الأحد 3 يوليو 2011

طاقات الإنسان

تحدثنا من قبل عن العقل والضمير والحواس والمعرفة كطاقات للإنسان ونود اليوم أن نتحدث عن الجسد والإرادة كطاقتين للإنسان أيضًا‏.‏ فالجسد باعتباره طاقة وهبها الله للإنسان‏,‏ هو الجهاز التنفيذي لكل القرارات التي تصدر عن الروح‏,‏ وعن العقل وعن الضمير، وعن الإرادة والجسد القوي يستطيع أن ينفذ بينما الجسد الضعيف يعتذر عن ذلك. وما أسهل أن تؤثر أمراض الجسد علي النفس, فتجلب لها ألوانا من الألم أو الحزن أو الضيق أو التذمر, وكثير من الناس قد يصلون إلي درجات من الانهيار النفسي بسبب حالة أجسادهم, أو يصلون إلي مرض الكآبة, أو إلي الحيرة والقلق.. أو تنشغل عقولهم بكيفية التصرف مع حالة الجسد.

وبعض أمراض الجسد تؤثر علي كثير من طاقاته, فمثلًا ارتجاج أو نزيف في المخ, قد يؤثر علي بعض مراكز المخ كالذاكرة أو الحركة أو الصوت, وتصلب الشرايين قد يؤدي إلي فقدان الذاكرة, وأعصاب الجسد إذا التهبت تؤثر علي نفسية الإنسان وسلوكه, وأمراض تؤثر علي طاقاته.

كذلك شهوات الجسد تؤثر علي العقل وعلي الضمير, وتحاول أن تستخدم العقل لتحقيق رغباتها, كما تسكت الضمير, أو تحاول أن توجد أعذارًا أو تبريرات لهذه الشهوات!! وشهوة الجسد قد تستأثر الفكر تماما, فلا يدور إلا في فلكها, كما تضعف الروح وتبطل صلتها بالله. لكل هذا يلزمنا الاهتمام بأجسادنا, لا نضعفها بحيث تتعطل طاقاتنا, ولا نثير غرائزنا بحيث تضعف أرواحنا.

يلزمنا أيضًا حفظ التوازن بين طاقات الإنسان, والتعاون والتكامل بينها, بحيث لا يوجد تناقض أو تصارع بين الطاقات, ونتفادى أن يوجد انقسام في شخصيتها أو صراع داخلي, كما قال احد الأدباء الكبار مرة, كنت أصارع نفسي وأجاهد حتى كأنني اثنان في واحد, هذا يدفعني, وذلك يمنعني, وهذا التصارع الداخلي قد عبر عنه الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدته لست ادري فقال:

أنني المح في نفسي صراعًا وعراكًا واري نفسي شيطانًا وأحيانًا ملاكًا

هل أنا شخصان يأبي هذا مع ذلك اشتراك.. أم تراني واهما فيما أراه لست ادري. إن الإنسان السليم السوي لا يوجد فيه هذا الصراع, فمن الجائز أن يوجد صراع بينه وبين عوامل أو حروب خارجية, ولكنه في داخل نفسه مستقر تماما, غير منقسم علي ذاته في فكره ولا في مشاعره ولا في إرادته, وهو إنسان واحد يحارب بكل طاقاته في حرب خارجة عنه, أما الحرب الداخلية فتحدث لأسباب منها: إن طاقة من طاقات الإنسان تحب أن تسيطر علي طاقاته الأخرى أو بعضها, مثال ذلك إنسان يحكم عقله, فتسير أموره سيرًا حسنا, ثم تشتهي نفسه شهوة, أو تنفعل انفعالا, فيخرج العقل من سيره الطبيعي ليخضع له, ولهذا فإنه ما أسهل أن يكون العقل أحيانا خادما مطيعا لرغبات النفس! فقد ترغب النفس رغبة خاطئة, وهي مصرة عليها ومنقادة لها, وتخضع العقل لها, فإذا به يقدم لها براهين وأدلة تؤيد سلوكه, أما الإنسان صاحب العقل الحر, فيقول عن الحق انه حق, ولو كان صادرا من عدوه, ويقول عن الباطل انه باطل ولو كان صادرًا من أبيه أو أخيه.

طاقة أخرى من طاقات الإنسان هي الإرادة, وهي أيضًا تحتاج إلي تنمية وتقوية فكثيرون يعرفون الخير, ولكن إرادتهم لا تقوي علي عمله, ويعرفون ما هو الشر ومضاره, ومع ذلك فإرادتهم اضعف من أن تبعد عنهم, وهكذا تعجز إرادتهم عن مقاومة الخطيئة, مع معرفتهم بكل نتائجها الرديئة! وذلك بان الرغبة أو الشهوة تسيطر علي الإرادة وتقودها في طريقها.

الإرادة إذن سلاح ذو حدين, يستخدم للخير أو للشر, وكل إنسان يحتاج إلي تقديس الإرادة وإلي تقويتها, وبهذا تكون طاقة نافعة له في حياته الروحية, وهناك تداريب كثيرة لتقوية الإرادة وتنميتها, وبتنمية الإرادة تميز بين الحرية والتسيب, فكلنا نحن الحرية, ولكن يجب أن ندرب أنفسنا علي أن نسلك في الحرية بإرادة صالحة, وبضمير سليم, وفي حياة روحية وصلة بالله, وإلا تحولت الحرية إلي لون من التسيب, وقد يفقد الإنسان سيطرته علي إرادته, وعلي توجيه حياته توجيها سليما.

إن الميل إلي الخير هو الأصل في الإنسان, إذا قد خلقه الله سليما من كل شر, أما الميل إلي الشر فهو دخيل علي طبيعة الإنسان, فلابد أن نبحث عن أسبابه ونتفاداها أو نقاومها, فما هي أسباب ضعف الإرادة إذن؟

إن أول شيء يضعف الإرادة هو الشهوة, أية شهوة سواء شهوة الجسد أو شهوة المال وحب الاقتناء, أو شهوة المناصب وتعظم المعيشة, أو شهوة الانتقام, أو شهوة اللهو والعبث.

وغير ذلك من الشهوات, التي حينما تدخل إلي القلب, تضعف الإرادة عن مقاومتها, وكلما زادت الشهوة, فإنها تضغط علي الإرادة بشدة حتى تنهار الإرادة تمامًا, وحينئذ يقول الإنسان المنهارة إرادته: "لشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 7: 19)! وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لذلك من عوامل تقوية الإرادة معالجة شهوات الإنسان وطردها من القلب. ومما يضعف الإرادة ويقوي الشهوة, القرب من مادة الخطية أي من مسبباتها, وقد قال أحد الآباء: وأنت بعيدة عن مادة الخطية, قد تأتيك المحاربة من الداخل فقط, أما إن صرت قريبًا من مادة الخطيئة, فحينئذ تقود عليك حربين إحداهما من الداخل والأخرى من الخارج, ويتعاونان علي إسقاطك إذا تضعف. والبعد عن مادة الخطية يشمل البعد عن كل المعاشرات الرديئة التي تدخل فكر الخطيئة إلي عقلك وإلي قلبك, وحينئذ يضغط الفكر عليك فتضعف إرادتك أمامه.

ومما يضعف الإرادة بالأكثر, طول المدة في جو الخطية, كذلك السرعة أمر مهم, فان أتاك فكر خاطئ وطردته بسرعة, حينئذ تقوي إرادتك أما إن فتحت لهذا الفكر أبواب ذهنك, وتباطأت في رده واستمر معك فترة فحينئذ تضعف إرادتك إمامه, فإما أن تخضع له, أو أن طردته بعد حين يكون ذلك بصعوبة بالغة, وما أسهل أن يعود إليك مرة أخري.
+++

Post: #263
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-23-2015, 12:14 PM
Parent: #262

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الاثنين من الأسبوع السادس من الصوم الكبير)
23 مارس 2015
14برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من أمثال سليمان الحكيم ( 8 : 1 ـ 11 )
إنك تُنادي بالحكمةِ لكي تسمع مِنك الفطنة، عند رُؤُوس المشارف تقف في وسط الطرق، بجانب الأبواب عند ثَغر المدينةِ في مدخَل المنافذ تُمدح نفسها، لكُم أيُّها النَّاسُ أُناديكُم وإلى بني البشر أعطي صوتي. تعلَّمُوا الذكاء أيُّها الحمقَى، افطنُوا أيُّها الجُهَّال في قلوبكم. اسمعُوني فإنِّي أتكلَّمُ بعظائم وافتتاحُ شفتيَّ استقامةٌ. لأنَّ حنكي يلهجُ بالحقِّ ومكرهةُ شفتيَّ الكذبُ. كُلُّ أقوال فمي عدلٌ، ليس فيها الْتِواءٌ ولا عوجٌ. كُلُّها واضحةٌ لدَى الفهماء ومُستقيمةٌ لدَى الذين يجدُون المعرفةَ. خُذُوا تأديبي لا الفضَّة، والمعرفة أكثر مِن الذَّهب المُختار. لأنَّ الحكمةَ خيرٌ مِن اللآَّلئ الكريمة وكُلُّ النفائس لا تُساويها.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 43 : 10 ـ 28 )
أنتُم شُهُودي وأنا شاهد يقولُ الربُّ مع فتاي الذي اخترتهُ لكي تعلَّمُوا وتُؤمنُوا أنِّي أنا هو. لم يكُن إلهٌ قَبلي ولا يكُون بعدي أيضاً. أنا أنا الربُّ ولا مُخلِّصٌ غيري. إنِّي أخْبَرْتُ وخَلَّصْتُ وأسمعتُ وليس فيكُم غريبٌ، وأنتُم شُهُودي وأنا شاهد ومُنذ البدء قال الرب الإله ولا مُنقذ مِن يدي، أفعلُ أمراً فمَن يرُدُّهُ.هكذا يقولُ الربُّ الإله فاديكُم قدوس إسرائيل، إنِّي لأجلكُم أرسلتُ إلى بابل وألقيتُ المغاليق كُلَّها والكلدانيِّين في سُفُن هتافهم. أنا الرَّبّ الإلَه قُدُّوسكُمُ المُتجلي لإسرائيل مِلكُكُم. هكذا قال الربُّ الإله الجاعلُ في البحر طريقاً وفي المياه القويَّةِ مسلكاً. المُخرجُ المركبةَ والفرسَ ( العسكر ) وأولى البأس، فيضطجعُون جميعاً ولا يقُومُون، قد خمدُوا، وكفتيلةٍ انطفأوا.لا تذكُرُوا الأوَّائل، والقديماتُ لا تُفكروا فيها. هأنذا صانعٌ أمراً جديداً، الآن ينبُتُ، ألا تعرِفُونهُ، أجعلُ في البرِّيَّة طريقاً وفي القفر أنهاراً. يُمجِّدُني وحشُ الصَّحراء بنات آوى وبنات النَّعام لأنِّي أجعل مياهاً في البرِّيَّة وأنهاراً في القفر لأسقي شعبي المُختار، الشَّعب الذي جبلتهُ لي، فهُم يُحدِّثون بحمدي.لكنك لم تدعُني يا يعقوبُ وسئمتني يا إسرائيل. لم تأتي بشاة مُحرقاتك ولم تُكرمني بذبائحك، وأنا لم أستعبدك بتقدمةٍ ولا أتعبتُك بِلُبانٍ، لم تَشتر لي بخوراً بفضَّة وشحم ذبائحك لم أشته، لكن بخطاياك وآثامك قاومتني. أنا أنا هو الماحي معاصيك وآثامك لا أذكُرُها.ذكِّرني فنتحاكم معاً، قُل آثامك أولاً لكي تتبرر. آباؤك الأوَّل ورؤساؤكَ عصوا عليَّ، دنَّسوا مقادسي فسلمت يعقوب للهوان وإسرائيل للخزي.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 38 : 6 ـ 16 )
وأجابَ أليهو بن برخئيلَ البوزيُّ وقال أنا صغيرٌ في الأيَّام وأنتُم شُيُوخٌ، لذلك خفتُ وخشيتُ أن أُبديَ لكُم رأيي. قُلتُ الأيَّام تنطق أليس في كثرة السِّنين معرفة الحكمة، لكنَّ في البشر رُوحاً ونسمة القدير تُعلمني. ليس الكثيرُو الأيَّام حُكماء ولا الشُّيوخُ يعرفون في القضاءِ. لذلك قُلتُ اسمعُوا لي فأُبدي أنا أيضاً علمي. أصغوا لكلامي الذي أقوله اسمعوا حتى تفحصوا حُججي. فتأمَّلتُ فيكُم وإذ ليس مَن حجَّ أيُّوب ولا جواب مِنكُم لكلامهِ، فلا تقُولُوا أننا قد وجدنا حكمة الرب، إنمَّا للَّـه ضاربه لا الإنسان. أمَّا أنا فلم يُوجِّه إليَّ كلام فلا أجيبه أجابتكُم. لقد تحيروا، ولم يُجيبُوا، وقد سلبوا النطق فتربصت حتى لم يتكلَّمُوا وتوقفوا فلم يُجيبُوا مِن بعد.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 38 : 9 )
أمامك هى كُلّ شهوتي، وتنهُّدي عنكَ لم يخفَ. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 12 : 1 ـ 12 )
وبدأ يقُولُ لهُم بأمثال: " إنسانٌ غرسَ كرماً وشاد له جداراً، وحفرَ معصرة، وبنى فيه بُرجاً، وسلَّمهُ إلى فلاحين كرَّامين وسافر. ثُمَّ أرسل إلى الكرَّامين عند الأوان عبداً ليأخُذ مِن الكرَّامين مِن ثمر الكرم، فأخذُوهُ وضربوهُ وأرسلُوهُ فارغاً. فأرسلَ إليهم أيضاً عبداً آخرَ، فرجمُوا الآخر وأهانوهُ. ثُمَّ أرسل آخر فقتلُوهُ. فأرسل كثيرين آخرين فرجمُوا بعضاً وقتلُوا بعضاً. وإذا كان لهُ ابنٌ حبيبٌ أرسلهُ إليهم أخيراً، قائلاً: إنَّهُم يخجلُون مِن ابني! أمَّا أُولئك الكرَّامين فقال بعضهم لبعض: هذا هو الوارثُ! تعالوا فنقتلهُ فيصير لنا الميراثُ! فأخذُوهُ وقتلُوهُ وطرحُوهُ خارج الكرم. فماذا يفعلُ رب الكرم؟ يأتي ويُهلكُ الكرَّامين، ويُعطي الكرم لآخرين. أما قرأتُم هذا مكتُوب: إن الحجر الذي رفضهُ البناؤُون، هذا صار رأس الزَّاوية؟ كان هذا مِن قبل الربِّ، وهو عجيب في أعيُننا! " فطلبُوا أن يُمسكُوهُ، فخافُوا الجمع، لأنَّهُم علمُوا أنَّهُ قال هذا المثل مِن أجلهم. فتركُوهُ ومضوا.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي
( 4 : 1 ـ 18 )
وبعد فإنَّنا نسألكُم أيُّها الإخوة ونطلُبُ إليكُم في الربِّ يسوع، أنَّكُم كما تسلَّمتُم مِنَّا كيف ينبغي لكُم أن تسلُكُوا وتُرضُوا اللَّهَ، كذلك تسلُكُون حتى تزدادُوا أكثر فأكثر. فإنَّكُم تعلمُون أيَّة وصايا سلمناكُم بالربِّ يسوع. لأنَّ هذه هي إرادةُ اللَّه: قداستُكُم. بأن تحفظوا أنفسكُم مِن الزِّنى، وأن يعرف كُلُّ واحدٍ مِنكُم أن يقتني إناءهُ في القداسة والكرامة، لا في هوى شهوة كالأُمم الذين لا يعرفُون اللَّهَ. أن لا يتطاولَ أحدٌ ويطمعَ على أخيهِ في هذا الأمر، لأنَّ الربَّ مُنتقمٌ عن هذه الأشياء كُلِّها كما قُلنا لكُم مِن قبل وشهدنا. لأنَّ اللَّهَ لم يدعُنا للنَّجاسةِ بل في القداسةِ. إذن مَن يحتقر فلا يحتقر إنساناً، بل اللَّهَ الذي أعطانا أيضاً رُوحهُ القُدُّوسَ.أمَّا المحبَّةُ الأخويَّةُ فلا حاجةَ لكُم أن أكتُب إليكُم عنها، لأنَّكُم أنفُسكُم مُتعلِّمُون مِن اللَّهِ أن يُحبَّ بعضُكُم بعضاً. فإنَّكُم تفعلُون ذلك أيضاً لجميع الإخوة الذين في مكدُونيَّةَ كُلِّها. وإنَّما نسألكُم أيُّها الإخوة أن تزدادُوا أكثر فأكثر، وإن تحبوا الكرامة وتكُونُوا هادئين، وتُمارسُوا أمُوركُمُ الخاصَّةَ، عاملين بأيديكُم كما أوصيناكُم، لكي تسلُكُوا بلياقةٍ لدى الذين مِن الخارج، ولا تكُون لكُم حاجةٌ إلى أحدٍ.ولا نُريد أيُّها الإخوة أن تجهلُوا مِن جهةِ الرَّاقدينَ، لكي لا تحزنُوا كالباقين الذين لا رجاء لهُم. لأنَّهُ إن كُنَّا نُؤمنُ أنَّ يسوع مات وقام، هكذا أيضاً الرَّاقدين بيسوع، سيُحضرُهُمُ اللَّهُ أيضاً معهُ. فإنَّنا نقُولُ لكُم هذا بكلمةِ الـربِّ: إنَّنا نحنُ الأحياء الباقين إلى مجيء الـربِّ، لا نبلغُ الرَّاقـدين. لأنَّ الربِّ نفسهُ يأمر بصوت رئيس الملائكة وبُوق اللَّهِ، سينزل مِنَ السَّماء والأمواتُ في المسيح سيقُومُون أوَّلاً. ثُمَّ نحنُ الأحياء الباقين نُختطف جميعاً معهُم في السُّحُب لنلاقي الربِّ في الهواء، وهكذا نكُونُ مع الربِّ كُلّ حين. لذلك عزُّوا بعضكُم بعضاً بهذا الكلام.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 4 : 7 ـ 12 )
فاخضعُوا إذاً للَّهِ. وقاوِمُوا إبلِيسَ فيَهرُبَ مِنكُمْ. اقتربُوا إلى اللَّهِ فيَقترِبَ إليكُمْ. طَهِّرُوا أيدِيكُمْ أيُّها الخُطاةُ، ونَقُّوا قُلوبَكُم يا ذَوي الرَّأيَينِ. اشقوا ونُوحُوا وابْكُوا. لِيَتَحوَّلْ ضَحِكُكُمْ إلى نوحٍ، وسرُوركُمْ إلى كآبةٍ. تواضعوا أمام الربِّ فَيَرفَعَكُم.لا يغتاب بَعضُكُمْ بعضاً أيُّها الإخوَةُ فإن الذي يغتاب أخَاهُ ويُدينُ أخاهُ يغتاب النَّاموسَ ويُدينُ النَّاموسَ. فإنْ كُنتَ تَدينُ النَّاموسَ، فَلستَ عَامِلاً بالنَّاموسِ، بلْ دَيَّاناً لهُ. واحدٌ هو واضِعُ النَّاموسِ، والدَّيان القادرُ أن يُخَلِّصَ وأن يُهلِكَ. فمَن أنتَ يا مَن تَدينُ قريبُك؟
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 18 : 9 ـ 18 )
فقالَ الربُّ لبولسَ برُؤيا في اللَّيل: " لا تخفْ، بل تكلَّم ولا تسكُت، لأنِّي أنا مَعكَ، ولا يقوم عليك أحدٌ ليُؤذيك، لأنَّ لي في هذه المدينةِ شعباً كثيراً ". فأقام سنةً وستَّةَ أشهُرٍ، يُعلِّم بينهُم بكلمةِ اللَّهِ. ولمَّا كانَ غاليونُ يَتولَّى أخائية، جاء اليهودُ معاً على بولُس، وأتوا بهِ إلى كُرسيِّ الولايَةِ قائلينَ: " إنَّ هذا يَستَميلُ النَّاسَ إلى عبادة اللَّه بخلافِ النَّاموسِ ". وإذ همَّ بولُسُ أن يَفتَحَ فاهُ قال غَالِيُونُ لليهودِ: " لو كان ظُلماً أو أمراً رَدياً قبيحاً أيُّها اليَهودُ لكُنتُ بالحقِّ قد أحتملَتكُم. ولكن إذ كانت مشاجرة مِن أجل كلام، وأسماءٍ، وناموسِكُم، فتُبصِرونَ أنتُم. لأنِّي لا أريدُ أن أكونَ قاضِياً لهذِهِ الأُمورِ ". وطرَدَهُم مِن الكُرسيِّ. فأخذَ الجميع سوستانيسَ رئيسَ المجمع، وضَرَبوهُ قُدَّامَ الكُرسيِّ، ولم يَهتمَّ غاليون بشيءٌ مِن ذلكَ.أمَّا بولُس فلبثَ أيضاً أيَّاماً كثيرةً عند الإخوة، ثمَّ ودَّعهُم وأقلعَ إلى سوريَّة.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الرابع عشر من شهر برمهات المبارك
1- نياحة البابا كيرلس الخامس والسبعين من باباوات الكرازة المرقسية
2- شهادة القديس شنودة البهنساوى
3- شهادة القديسين أوجانيوس وأغاتوردس والبديوس
1- فى مثل هذا اليوم من سنة 959 ش الموافق 10 مارس 1243 ميلادية تنيح القديس الأنبا كيرلس الخامس والسبعون من باباوات الكرازة المرقسية، المعروف بإبن لقلق. وقد رسم هذا الأب فى الثالث والعشرين من شهر بؤونة سنة 951 للشهداء (17 يونية 1235 م) وحصلت معارضات فى إختياره أولاً، وأخيراً إنتهى الإجماع عليه.وفى أيام هذا الأب إجتمع مجمع من سائر أساقفة الكرازة المرقسية ووضعوا قانوناً شاملاً للكنيسة. وكان الشيخ الأجّل العلاّمة الصفى إبن العسال كاتباً لهذا المجمع. وأقام هذا الأب على الكرسى البطريركى سبع سنين وثمانية أشهر وثلاثة وعشرين يوماً. وتنيح بدير الشمع فى سنة 959 للشهداء (10 مارس 1243 م ).صلاته تكون معنا. آمين
2- وفى مثل هذا اليوم أيضاً : إستشهد القديس شنودة البهنساوى. ذلك أن بعضهم وشى به لدى الأمير مكسيموس المعين من قبل دقلديانوس، بأنه مسيحى. فإستحضره وسأله معتقده فأقر بإيمانه بالمسيح وبأنه الإله الحقيقى. فأمر الجند أن يطرحوه على الأرض، ويضربوه بالمطارق، حتى تهرأ لحمه، وجرى دمه على الأرض. ثم وضعوه فى سجن كريه الرائحة. فأرسل الرب إليه رئيس الملائكة ميخائيل، فأبرأه من جراحاته ثم شجعه وقواه وبشره بإكليل المجد بعد إحتمال ما سيحل به من العذاب الشديد. وفى الصباح التالى أمر الأمير الجند أن يفتقدوه، فوجدوه واقفا يصلى. ولما أعلموا الأمير بأمره، وأبصره سالماً بُهِتَ وقال : " إنه ساحر". ثم أمر فعلقوه منكساً، وأوقدوا تحته ناراً، فلم تؤثر فيه. فعصروه بالمعصرة. وأخيراً قطعوا رأسه وجسمه إرباً إرباً، ورموه للكلاب فلم تقربه. وفى الليل أخذه المؤمنون وسكبوا عليه طيباً كثير الثمن، ولفوه فى أكفان غالية. ووضعوه فى تابوت ثم دفنوه.صلاته تكون معنا. آمين.
3- فى مثل هذا اليوم أيضاً إستشهد القديسون أوجانيوس وأوغاتودرس والبديوس. هؤلاء القديسون كانوا مسيحيين عن آبائهم وأجدادهم. سالكين فى طريق الله. حاصلين على جانب عظيم من العلوم الدينية. فرسمهم القديس هرمون بطريرك أورشليم أساقفة بدون كراسى ليجولوا كارزين ومعلمين. فذهبوا وكرزوا فى مدن كثيرة. وفى إحدى المدن خرج عليهم أهلها وضربوهم ضرباً شديداً بدون رحمة، ثم رجموهم بالحجارة إلى أن تنيحوا بسلام، ونالوا إكليل الشهادة. صلاتهم تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 35 : 1 ، 2 )
دن ياربُّ الذين يظلمُونني، وقَاتل الذين يقاتلُونني. خُذ سلاحاً وتُرساً، وانهضْ إلى معُونتي. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 13 : 1 ـ 5 )
وكان قد أتى إليهِ في ذلك الزمان قومٌ يُخبرونهُ عن الجليليِّين الذين خلطَ بيلاطُس دماءهم بذبائحهم. فأجابَ يسوعُ وقال لهُم: " أتظُنُّون أنَّ هؤُلاء الجليليِّين كانُوا خُطاةً أكثر من سائر الجليليِّين إذ كابدُوا هذه الآلام؟ أقولُ لكُم: لا! بل إن لم تتُوبُوا فجميعُكُم كذلك تهلكُون. أم تظُنُّون أن الثَّمانيةَ عشرَ إنساناً الذين سقطَ عليهمُ البُرجُ في سلوام فقتلهُم هؤُلاء كانُوا مُدانين أكثر من سائر النَّاس السَّاكنين في أُورُشليم؟ أقولُ لكُم: لا! بل إن لم تتُوبُوا فجميعُكُم كذلك تهلكُون ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #264
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-23-2015, 10:23 PM
Parent: #263

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 10 يوليو 2011

ما هو الإيمان؟ وما صفاته؟


† هناك أنواع كثيرة من الإيمان. منها المستوي العالي في الإيمان الذي يمكنه أن يصنع المعجزات ومثال ذلك إيمان موسي النبي الذي شق البحر الأحمر بعصاه. وكان واثقا ومؤمنا بأنه حينما يضرب البحر بالعصا سينشطر شطرين وبهذا الإيمان ضرب لنا مثلا لم يحدث من قبل.

وهناك الإيمان بأمور لا تري. مثلما نؤمن بالله وبملائكته وبسمائه ونحن لا نري.

وهناك أيضًا الإيمان القلبي، غير الإيمان النظري الذي نعرف به أمورًا عن الله -جل جلاله- من الكتب.

† هناك الإيمان النظري الذي هو مجرد إيمان عقلي. وغير ذلك الإيمان العملي الذي يتخلل الحياة كلها. والذي يكون من نتائجه الإيمان الاختباري في الحياة مع الله. إنه إيمان يرتفع عن مستوي الحواس. وفيه يشعر الإنسان انه أمام الله في كل وقت، وفي كل مكان، وعنه قال داود النبي في المزمور: رأيت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع. وواضح من هذا انه لا يري الله بالعين المادية. فالله روح لا يري بالحواس. وقد قرأت قصة عن أن فيلسوفًا ملحدًا كان يتمشي في وسط الحقول. ورأي فلاحا ساجدا علي الأرض يصلي، ويكلم الله بكل ثقة وإيمان فوقف ذلك الفيلسوف متعجبا من هذا الفلاح البسيط الذي يكلم كائنا لا يراه، ويسجد أمامه بكل خشوع. وقال في نفسه إنني مستعد أن أتنازل عن كل فلسفتي إن أمكنني أن احصل علي بساطة هذا الفلاح!

إن الله بالنسبة إلى المؤمنين الحقيقيين، ليس هو اله مناسبات. ولا مجرد إله يري في المواضع المقدسة. إنما هو إله كل وقت وكل مكان انه معنا باستمرار. إنه إله الحياة كلها نراه (أو نشعر) به في كل الأحداث التي تمر بنا. نؤمن بأنه هو الذي يحرك الكون ويدير دفته، نراه في كل ما مرت علينا من أحداث في الماضي، ونراه فيما نتوقع أن يعمله من اجلنا ومن اجل العالم في المستقبل.

† إن الإيمان ليس مجرد فضيلة منفردة بذاتها، بل هو يتصل بفضائل عديدة: فهو يرتبط بالسلام والهدوء والاطمئنان. كذلك فإن المؤمن إذا يؤمن بوجود الله الذي لا يراه، فهو لا يجرؤ أن يرتكب خطية أمام الله، حتى وهو وحده لا يراه احد. بل انه لا يجرؤ علي ارتكاب خطية بفكره أو بنيته، ولا خطية في قلبه إذا يستحي من الله فاحص القلوب وقارئ الأفكار. وبهذا يقوده الإيمان إلى نقاوة القلب والفكر.

† والمؤمن الحقيقي يستطيع أن يصل إلى حياة التسليم إذا يسلم حياته في يدي الله وينساها هناك. يفعل هذا وهو مطمئن لا يناقش الله فيما يفعله به. إنه لا ينشغل بالحاضر ولا بالمستقبل.

ولا تتعبه الأفكار والتكهنات. يكفي أن حياته في يد الله. وهذا يجعله مستريح البال مطمئن القلب.

† حقًا إن بساطة الإيمان تؤدي إلى السعادة والراحة. عكس ذلك الذين لا يعيشون بالإيمان.

فهم دائمو التفكير، وتتعبهم أفكارهم، وتقودهم إلى الهم وإلي القلق، وإلي البحث عن طرق وحيل بشرية تعينهم. وقد تكون طرقًا فيها العديد من الخطايا! وكل ذلك لأنهم اعتمدوا علي فكرهم البشري وحده وليس علي الإيمان بالله وعمله.

† إن الإيمان يقود إلي السلام الداخلي وإلي الفرح بالله. والمؤمن الحقيقي يري أن "كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" ويطيعونه (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28). وبهذه الثقة في خيرية الله وصلاح عمله، يكون المؤمن في سلام داخلي، مهما كانت الأمور في ظاهرها غير ذلك! فهو يؤمن أن الله دائما يعمل معه خيرا. وإن هاجمه شر من الخارج، فالله قادر أن يحول الشر إلى خير.

والمؤمن الذي يسلم حياته لله، لا يشترط عليه شروطًا. ولا يطلب منه ضمانات، ولا يضع أمامه تحفظات!! إنما هو يسلم حياته لله، ولا يحمل بعد ذلك هما. ولا تحاربه الشكوك والأوهام وذلك لأنه مؤمن تماما بان الله لابد سيصنع معه خيرًا.

† والمؤمن الحقيقي لا يخشي العقبات ولا يعترف بالمستحيل. بل يؤمن أن الله قادر علي كل شيء ولا يعسر عليه أمر. فمادام الله يريد له الخير، وهو قادر أن يفعل ذلك، لذلك فإن المؤمن لا يضطرب ولا يحمل هما ولا يشك. وكل شيء في دائرة الإيمان سهل وممكن.

† إن الإيمان درجة اعلي من العقل بكثير. فالعقل له دائرة محدودة يعمل فيها أما الإيمان فلا حدود لعمله. بل يصل أحيانًا إلى إمكانية حدوث المعجزة، والله قادر علي ذلك. بينما العقل لا يدرك المعجزة، فهي خاصة بالإيمان وحده.

عجيب أن الإنسان أحيانًا لا يتعبه سوي عقله وطريقة تفكيره. أما الإيمان فيريحه في كل شيء... وعندما يري العقل جميع الأبواب مغلقة أمامه، فإن الإيمان يري بابا يفتحه الله باستمرار، غير تلك الأبواب التي رآها العقل مغلقة. وبالإيمان يري الله يفتح، ولا احد يغلق.. مبارك أنت يا رب في كل رعايتك وعنايتك. ونحن بالإيمان نري أبوابك المفتوحة أمامنا، التي لا يستطيع أحد أن يغلقها، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. إن المؤمن -إذا ضعف إيمانه- فإنه يحتاج حينذاك إلي أدلة وبراهين لكي تقوي إيمانه. أما المؤمن الحقيقي فهو مقتنع دائما بتدبير الله لحياته. واقتناعه مبني علي ثقة بمحبة الله له وحكمته فيما يعمله لأجله. ومادامت هذه الثقة موجودة، فلا حاجة إذن إلي البراهين التي لا يدفع إلي طلبها إلا الشك!

† إن المؤمن الحقيقي لا يؤمن فقط بوجود الله، بل يؤمن أيضا بكل صفات الله وبكل ما يخص الله ويتعلق به.. يؤمن بحكمة الله، وبمشيئته الصالحة. ويؤمن بوصايا الله وبكل وعوده لنا ويؤمن بالمعجزات وبقدرة الله علي كل شيء ويؤمن بالروح، والخلود وحياة الدهر الآتي.

يؤمن بكل ذلك عن ثقة لا تقبل الشك وليست كأمور مفروضة عليه. وتظهر نتيجة إيمانه في حياته وتصرفاته. فهو يقول بإيمان: لتكن مشيئتك يا رب. فمشيئتك هي الصالحة لنا ولخيرنا حتى إن كنت أحيانًا لا أدرك عمق حكمتك. ولكن من كل قلبي أؤمن بان كل ما تشاؤه هو خير وحكمة.

† ولهذا فإن المؤمن الحقيقي يعيش دائمًا في حياة الشكر. فحياة الإيمان لا تعرف التذمر إطلاقًا لان التذمر هو احتجاج علي مشيئة الله، حتى ولو كان احتجاجًا صامتًا. كما انه اعتداد بالفهم البشري الخاص، وفي هذا لون من الغرور.
+++

Post: #265
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-23-2015, 10:23 PM
Parent: #263


Post: #266
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-24-2015, 10:28 AM
Parent: #265

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الثلاثاء من الأسبوع السادس من الصوم الكبير)
24 مارس 2015
15برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من أمثال سليمان الحكيم ( 8 : 12 - 21 )
أنا الحكمة أسكن الذكاء ، وأجد معرفة التدابير .مخافة الرب بغض الشر . الكبرياء والتعظم وطريق الشر وفم الأكاذيب أبغضت .لي المشورة والرأي . أنا الفهم . لي القدرة . بي تملك الملوك ، وتقضي العظماء عدلا .بي تترأس الرؤساء والشرفاء ، كل قضاة الأرض .أنا أحب الذين يحبونني ، والذين يبكرون إلي يجدونني .عندي الغنى والكرامة . قنية فاخرة وحظ .ثمري خير من الذهب ومن الإبريز ، وغلتي خير من الفضة المختارة .في طريق العدل أتمشى ، في وسط سبل الحق .فأورث محبي رزقا وأملأ خزائنهم .
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 44 : 1 - 8 )
والآن اسمع يا يعقوب عبدي ، وإسرائيل الذي اخترته . هكذا يقول الرب صانعك وجابلك من الرحم ، معينك : لا تخف يا عبدي يعقوب ، ويا يشورون الذي اخترته .لأني أسكب ماء على العطشان ، وسيولا على اليابسة . أسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك .فينبتون بين العشب مثل الصفصاف على مجاري المياه .هذا يقول : أنا للرب ، وهذا يكني باسم يعقوب ، وهذا يكتب بيده : للرب ، وباسم إسرائيل يلقب .هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه ، رب الجنود : أنا الأول وأنا الآخر ، ولا إله غيري .ومن مثلي ؟ ينادي ، فليخبر به ويعرضه لي منذ وضعت الشعب القديم . والمستقبلات وما سيأتي ليخبروهم بها .لا ترتعبوا ولا ترتاعوا . أما أعلمتك منذ القديم وأخبرتك ؟ فأنتم شهودي . هل يوجد إله غيري ؟ ولا صخرة لا أعلم بها .
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 32 : 17 - 22 , 33 : 1 - 33 )
فأجيب أنا أيضا حصتي ، وأبدي أنا أيضا رأيي .لأني ملآن أقوالا . روح باطني تضايقني .هوذا بطني كخمر لم تفتح . كالزقاق الجديدة يكاد ينشق .أتكلم فأفرج . أفتح شفتي وأجيب .لا أحابين وجه رجل ولا أملث إنسانا .لأني لا أعرف الملث . لأنه عن قليل يأخذني صانعي .ولكن اسمع الآن يا أيوب أقوالي ، واصغ إلى كل كلامي .هأنذا قد فتحت فمي . لساني نطق في حنكي .استقامة قلبي كلامي ، ومعرفة شفتي هما تنطقان بها خالصة .روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني .إن استطعت فأجبني . أحسن الدعوى أمامي . انتصب .هأنذا حسب قولك عوضا عن الله . أنا أيضا من الطين تقرصت .هوذا هيبتي لا ترهبك وجلالي لا يثقل عليك .إنك قد قلت في مسامعي ، وصوت أقوالك سمعت .قلت : أنا بريء بلا ذنب . زكي أنا ولا إثم لي .هوذا يطلب علي علل عداوة . يحسبني عدوا له .وضع رجلي في المقطرة . يراقب كل طرقي .ها إنك في هذا لم تصب . أنا أجيبك ، لأن الله أعظم من الإنسان .لماذا تخاصمه ؟ لأن كل أموره لا يجاوب عنها .لكن الله يتكلم مرة ، وباثنتين لا يلاحظ الإنسان .في حلم في رؤيا الليل ، عند سقوط سبات على الناس ، في النعاس على المضجع .حينئذ يكشف آذان الناس ويختم على تأديبهم .ليحول الإنسان عن عمله ، ويكتم الكبرياء عن الرجل .ليمنع نفسه عن الحفرة وحياته من الزوال بحربة الموت .أيضا يؤدب بالوجع على مضجعه ، ومخاصمة عظامه دائمة .فتكره حياته خبزا ، ونفسه الطعام الشهي .فيبلى لحمه عن العيان ، وتنبري عظامه فلا ترى .وتقرب نفسه إلى القبر ، وحياته إلى المميتين .إن وجد عنده مرسل ، وسيط واحد من ألف ليعلن للإنسان استقامته .يتراءف عليه ويقول : أطلقه عن الهبوط إلى الحفرة ، قد وجدت فدية .يصير لحمه أغض من لحم الصبي ، ويعود إلى أيام شبابه .يصلي إلى الله فيرضى عنه ، ويعاين وجهه بهتاف فيرد على الإنسان بره .يغني بين الناس فيقول : قد أخطأت ، وعوجت المستقيم ، ولم أجاز عليه .فدى نفسي من العبور إلى الحفرة ، فترى حياتي النور .هوذا كل هذه يفعلها الله مرتين وثلاثا بالإنسان .ليرد نفسه من الحفرة ، ليستنير بنور الأحياء .فاصغ يا أيوب واستمع لي . انصت فأنا أتكلم .إن كان عندك كلام فأجبني . تكلم . فإني أريد تبريرك .وإلا فاستمع أنت لي . انصت فأعلمك الحكمة .
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 15 )
لبست مسحًا وواضعت بالصوم نفسي. وصلاتي إلى حضني ترجع. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 4 : 22 - 30 )
وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ، ويقولون : أليس هذا ابن يوسف .فقال لهم : على كل حال تقولون لي هذا المثل : أيها الطبيب اشف نفسك كم سمعنا أنه جرى في كفرناحوم ، فافعل ذلك هنا أيضا في وطنك .وقال : الحق أقول لكم : إنه ليس نبي مقبولا في وطنه .وبالحق أقول لكم : إن أرامل كثيرة كن في إسرائيل في أيام إيليا حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر ، لما كان جوع عظيم في الأرض كلها .ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها ، إلا إلى امرأة أرملة ، إلى صرفة صيداء .وبرص كثيرون كانوا في إسرائيل في زمان أليشع النبي ، ولم يطهر واحد منهم إلا نعمان السرياني .فامتلأ غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا .فقاموا وأخرجوه خارج المدينة ، وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل .أما هو فجاز في وسطهم ومضى .
( والمجد للَّـه دائماً )
القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 14 : 18 - 28 )
أشكر إلهي أني أتكلم بألسنة أكثر من جميعكم .ولكن ، في كنيسة ، أريد أن أتكلم خمس كلمات بذهني لكي أعلم آخرين أيضا ، أكثر من عشرة آلاف كلمة بلسان .أيها الإخوة ، لا تكونوا أولادا في أذهانكم ، بل كونوا أولادا في الشر ، وأما في الأذهان فكونوا كاملين .مكتوب في الناموس : إني بذوي ألسنة أخرى وبشفاه أخرى سأكلم هذا الشعب ، ولا هكذا يسمعون لي ، يقول الرب .إذا الألسنة آية ، لا للمؤمنين ، بل لغير المؤمنين . أما النبوة فليست لغير المؤمنين ، بل للمؤمنين .فإن اجتمعت الكنيسة كلها في مكان واحد ، وكان الجميع يتكلمون بألسنة ، فدخل عاميون أو غير مؤمنين ، أفلا يقولون إنكم تهذون .ولكن إن كان الجميع يتنبأون ، فدخل أحد غير مؤمن أو عامي ، فإنه يوبخ من الجميع . يحكم عليه من الجميع .وهكذا تصير خفايا قلبه ظاهرة . وهكذا يخر على وجهه ويسجد لله ، مناديا : أن الله بالحقيقة فيكم .فما هو إذا أيها الإخوة ؟ متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور ، له تعليم ، له لسان ، له إعلان ، له ترجمة . فليكن كل شيء للبنيان .إن كان أحد يتكلم بلسان ، فاثنين اثنين ، أو على الأكثر ثلاثة ثلاثة ، وبترتيب ، وليترجم واحد .ولكن إن لم يكن مترجم فليصمت في الكنيسة ، وليكلم نفسه والله .
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 1 : 22 - 27 , 2 : 1)
ولكن كونوا عاملين بالكلمة ، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم .لأنه إن كان أحد سامعا للكلمة وليس عاملا ، فذاك يشبه رجلا ناظرا وجه خلقته في مرآة .فإنه نظر ذاته ومضى ، وللوقت نسي ما هو ولكن من اطلع على الناموس الكامل - ناموس الحرية - وثبت ، وصار ليس سامعا ناسيا بل عاملا بالكلمة ، فهذا يكون مغبوطا في عمله .إن كان أحد فيكم يظن أنه دين ، وهو ليس يلجم لسانه ، بل يخدع قلبه ، فديانة هذا باطلة .الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم ، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم .يا إخوتي ، لا يكن لكم إيمان ربنا يسوع المسيح ، رب المجد ، في المحاباة .
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 19 : 11 - 20 )
وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة .حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى ، فتزول عنهم الأمراض ، وتخرج الأرواح الشريرة منهم .فشرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين أن يسموا على الذين بهم الأرواح الشريرة باسم الرب يسوع ، قائلين : نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس .وكان سبعة بنين لسكاوا ، رجل يهودي رئيس كهنة ، الذين فعلوا هذا .فأجاب الروح الشرير وقال : أما يسوع فأنا أعرفه ، وبولس أنا أعلمه ، وأما أنتم فمن أنتم .فوثب عليهم الإنسان الذي كان فيه الروح الشرير ، وغلبهم وقوي عليهم ، حتى هربوا من ذلك البيت عراة ومجرحين
.وصار هذا معلوما عند جميع اليهود واليونانيين الساكنين في أفسس . فوقع خوف على جميعهم ، وكان اسم الرب يسوع يتعظم .وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم .وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع . وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفا من الفضة .هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة .
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )

السنكسار
اليوم الخامس عشر من شهر برمهات المبارك
1- نياحة القديسة سارة الراهبة
2- شهادة القديس إيلياس الأهناسى
1- فى مثل هذا اليوم تنيحت القديسة المجاهدة سارة الراهبة هذه الناسكة كانت من أهالى الصعيد، وكان أبواها مسيحيين غنيين. ولم يكن لهما ولد سواها. فربياها تربية مسيحية وعلماها القراءة والكتابة. وكانت مداومة على قراءة الكتب الدينية وخصوصاً أخبار الآباء الرهبان. فتأثرت بسيرتهم الصالحة، وإشتاقت إلى الحياة النسكية. فقصدت أحد الأديرة التى بالصعيد حيث مكثت فيه سنين كثيرة تخدم العذارى.ثم لبست زى الرهبنة، ولبثت تجاهد شيطان الشهوة ثلاث عشرة سنة حتى كَلّ الشيطان منها، وضجر من ثباتها وطهارتها. فقصد إسقاطها فى رذيلة الكبرياء فظهر لها وهى قائمة تصلى على سطح قلايتها وقال لها: " بشراك فقد غلبت الشيطان " فأجابته: " إننى إمرأة ضعيفة لا أستطيع أن أغلبك إلا بقوة السيد المسيح " فتوارى من أمامها.ولهذه القديسة أقوال كثيرة نافعة كانت تقولها للعذارى. منها قولها: " إننى لا أضع رجلى على درجة السلم إلا وأتصور أننى أموت قبل أن أرفعها. حتى لا يغرينى العدو بالأمل فى طول الحياة "، ومنها قولها: " جيد للإنسان أن يفعل الرحمة، ولو لإرضاء الناس. فسيأتى وقت تكون لإرضاء الله ". ولها أقوال أخرى كثيرة مدونة فى كتب سير شيوخ الرهبان. وأقامت هذه القديسة على حافة النهر مدة ستين سنة تجاهد جهاداً عظيماً لم يبصرها أحد خلالها حتى انتقلت إلى النعيم الدائم بالغة من العمر ثمانين عاماً. صلاتها تكون معنا. آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم أيضاً إستشهد القديس إيلياس الأهناسى.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 42 : 1 )
كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه ، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله . هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 9 : 18 - 22 )
وفيما هو يصلي على انفراد كان التلاميذ معه . فسألهم قائلا : من تقول الجموع أني أنا .فأجابوا وقالوا : يوحنا المعمدان . وآخرون : إيليا . وآخرون : إن نبيا من القدماء قام .فقال لهم : وأنتم ، من تقولون أني أنا ؟ فأجاب بطرس وقال : مسيح الله .فانتهرهم وأوصى أن لا يقولوا ذلك لأحد .قائلا : إنه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم كثيرا ، ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ، ويقتل ، وفي اليوم الثالث يقوم .
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #267
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-24-2015, 08:18 PM
Parent: #266

مقال من موقع الحوار المتمدن ..

قضايا مصرية -المستضعفون- ( 1) المتنصرون : ريهام عبد العزيز كمثال

محمد وجدي
الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 05:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان

من منطلق واحد يجب أن يتحرك الناطق باسم الحريات الشخصية لمن يسمون بالأقليات ولمن أسميهم أنا "بالمستضعفون".

- فالدستور المصري قائم على مبدأ أن المواطنة حق يجمع كل المصريين بلا تفرقة في الدين واللون والجنس لذا فقضية مشتعلة من حين لآخر مثل قضية "المتنصرون" تشغل حيزاً كبيراً من الرأي العام "الموجّه حسب توجهات ومصالح الدولة ففي وقت حسب مصلحة الدولة تتوجه للاتجاه العلماني وتارة تكون مصلحتها في الاتجاه للتيار الديني الأصولي المتشدد".

(أكبر مثالين على الأمر ونقيضه: عهد عبد الناصر وعهد السادات.. ففي عهد السادات كانت صرخة القومية والمصرية والمواطنة والاشتراكية للجميع.. أما في عهد السادات فقد تغيّرت النبرة بقدرة قادر إلى تطبيق وتحكيم الشريعة في مواجهة الشيوعية وفلول عبد الناصر الاشتراكية التي كانت ما زالت نشطة حية وتحول لقب الرئيس إلى الرئيس المؤمن).

وفي مثال لبعض حالات المتنصرين التي خرجت حالاتهم إلى النور "ريهام عبد العزيز" بنت مدينة طنطا

انظر الرابط

http://www.ch-arab.com/vb/showthread.php?p=10558http://www.ch-arab.com/vb/showthread.php?p=10558

نجد أن هناك إغماضاً للعين عن مبدأ دستوري مهم ألا وهو "حرية العقيدة مكفولة للجميع" ويتم تخبيطها مع نص دستوري آخر أن "الشريعة الإسلامية مصدر أساسي من مصادر التشريع" ويتم التفسير بأنه يجب أن لا يتعارض أي نص مع مبدأ كون الشريعة هي المصدر!!

لذا فأي عدول عن الإسلام ولو بحرية كاملة واعتناق كامل هو ردة وكفر وترويج لأفكار متطرفة بل ويصل الأمر لعمالة لدولة أجنبية وخيانة عظمى لو استلزم الأمر!!

لذا فعلى كل ناشط حقوقي أن يتحرك في قضايا المتنصرين من تلك الزاوية التي يجب التمسك بها "وهي حرية الاعتقاد والمواطنة التي يكفلهما الدستور"، وقد وصل عدد المتنصرين في مصر إلى 750 ألف متنصر في أقل إحصائية وهذا مما يجعل لهم مركز ثقل سواء تحركوا بمفردهم قانونياً أو احتموا بالغطاء الكنسي.

أما في داخل الكنيسة فحِدّث ولا حرج عن تيارين:

1- تيار يدعم دعماً خفياً.

2- تيار آخر يعلن براءة الكنيسة من محاولات التنصير.

(مع ملاحظة أن نفس الأشخاص الكنسيين قد يمارسون الدورين المتناقضين خوفاً من الصدام مع الدولة) ولكن لابد وأن نلاحظ أنه يجب اعتبار الكنيسة لحالات التنصر وفي حال اعتدادها بمعقولية تحول شخص من الإسلام إلى المسيحية أن تقف بكل الثقل وتطالب له بحق المواطنة المسلوب منه ويكون له حق تغيير الديانة له ولأطفاله كأي مصري يحيا بين ربوع هذا الوطن وإلا تحوّلت مصر لبلد طاردة للمتنصرين خالية من الشهادة الحية عن الحرية الفكرية التي يمكن أن يحققها أبطال المتنصرين.

ولنا...... عودة
+++

Post: #268
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-24-2015, 08:37 PM
Parent: #267

أحبائى الكرام ..

هذا هو اختبار الأخ الحبيب .. أبو أحمد الكويتى ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=wwh1AEFi1dgwww.youtube.com/watch?v=wwh1AEFi1dg

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
أرنست
+++

Post: #269
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-25-2015, 12:17 PM
Parent: #268

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأربعاء من الأسبوع السادس من الصوم الكبير)
2 أبريل 2014
24 برمهات 1730
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر الخروج لموسى النبي ( 10 : 1 ـ 11 : 1 ـ 10 )
وكلَّم الرَّبُّ موسى قائلاً ادْخُلْ إلى فرعونَ، فإنِّي قد قسيت قلبه وقُلُوب عبيده لكي تأتي عليهم آياتي واحدة بعد الأخرى لكي تُخبروا في مَسامع أبنائكم وأبناء أبنائكُم بكُلِّ ما ضربت به المصريِّين وآياتي التي صنعتُها بهم، فَتعلمُون أنِّي أنا الرَّبُّ. فدخلَ موسى وهرونُ إلى فرعونَ وقالاَ لهُ هذا ما يقولهُ الرَّبُّ إلهُ العبرانيِّين إلى متى تأبَى أن تستحي مِني، أَطلق شَعبي ليعبدني. فإنْ أبيت أن تُطلق شعبي فها أنا أجيءُ في هذا الوقت غداً بجرادٍ كثيرٍ على جميع تُخُومِكَ. فيُغطِّي وجهَ الأرض ولا تستطيع أن ترى الأرض، ويأكُلُ الفضلةَ الباقيةَ التي أبقاها لكُم البرَد، ويأكُلُ جميع الشَّجر النَّابتِ لكُم في الأرض، فيملأُ بُيُوتك وبُيُوت عبيدكَ وجميع البيُوت التي في كُلِّ أرض مِصر، ذاك الذي لم ير آباؤُك مثلهُ قط ولا آباء آبائهم مُنذُ يومَ أن سكنوا في الأرض إلى هذا اليوم، ثُمَّ تحوَّلَ وخرجَ مِن لدُن فرعونَ. فقالَ عبيدُ فرعونَ لهُ إلى متى تكُون لنا عثرةً، أطلق الرِّجال ليعبُدُوا الرَّبَّ إلههُم، أما تعلَم أنَّ مِصر قَد خَرِبَت. فرجع موسى وهرونُ إلى فرعـون، فقالَ لهُما اذهبُوا اعبُدُوا الرَّبَّ إلهكُم، ولكن مَن ومَن هُمُ الذين يذهبُون. فقال موسى نذهبُ نحن وشبابنا وشُيُوخنا وأبناؤنا وبناتنا وغنمنا وبقرنا، لأنَّهُ عيد الرَّبّ إلهنا. فقال لهُما فليكُن هذا الرَّبُّ معكُم وكما أرسلكُم ومقتنياتكُم، انظُرُوا إنَّ قُدامكُم شراً. ليس هكذا، فليذهب الرِّجال ويعبدوا اللَّه، لأنَّ هذا هو الذي تطلبُونهُ. فَطُرِدا مِن أمام وجه فرعون.فقال الرَّبُّ لموسى مُدَّ يدكَ على أرض مِصر فيصعد جراد على الأرض ويأكُل كُلَّ عُشب الأرض وكُلَّ ثمر الشجر الذي بقي في البرد. فرفع موسى عصاهُ نحو السَّماء، فجلبَ الرَّبُّ ريحاً جنوبيةً على الأرض كُلَّ ذلك النَّهار وكُلَّ ذلك اللَّيل، ولمَّا كان الصَّباحُ حملَت الرِّيحُ الجنوبيَّة الجرادَ. وأصعدته على كُلِّ أرض مِصرَ وحلَّ على جميع تُخُوم مِصر كثيراً جداً لم يكُن مثلهُ مِن قبل ولا يكُون مثلهُ مِن بعد. وغطَّى وجه الأرض وأتلف الأرض، وأكلَ جميع عُشب الأرض وجميع ثمَر الشَّجر الذي بقي مِن البرد، لم يبقَ شيءٌ أخضرُ في الشَّجر وفي كُلِّ عُشب الحقل في كُلِّ أرض مصرَ.فبادر فرعون واستدعى موسى وهرون قائلاً أخطأتُ إلى الرَّبِّ الإله وإليكُما. فالآن اصفحا عن خطيئتي هذه المرَّة أيضاً، وصلِّيا إلى الرَّبِّ إلهكُم وليرفعَ هذا الموت عنا. فخرجَ موسى مِن لدُن فرعونَ وصلَّى إلى الرَّبِّ. فنقل الرَّبُّ ريحاً شديدةً مِن البحر، وحملَت الجرادَ وطرحتهُ في البحر الأحمر، فلم تَبق جرادةٌ واحدةٌ في كُلِّ أرض مِصر. وقسَّى الرَّبُّ قلب فرعون فلم يُطلق بني إسرائيل. ثُمَّ قال الرَّبُّ لموسى مُدَّ يداك نحو السَّماء فيكُون ظلامٌ على أرض مِصر، ظلام يُلمس. فمدَّ موسى يدهُ نحو السَّماء فصار ظلامٌ يُلمس في كُلِّ أرض مِصر ثلاثة أيَّام. فلم يُبصر أحدٌ أخاهُ ولا قام أحدٌ مِن مضجعه ثلاثة أيَّام، أما بنو إسرائيل فكان لهُم النور في كُلِّ مكان سكنه بنو إسرائيل.فَدعى فرعونُ موسى وهرون قائلاً: اذهبُوا اعبُدُوا الرَّبَّ إلهكُم، غيرَ أنَّ غنمكُم وبقركُم استبقوها، ومقتنياتكُم فلتُنقل معكُم. فقال موسى لا بل وأنت تُعطينا ذبائح ومُحرقات نصنعها للربِّ إلهنا. وتذهبُ مواشينا معنا، لا نُبقي مِنها حملاً، لأنَّنا مِنها نأخُذُ لعبادة الرَّبِّ إلهنا، ونحنُ لا نعرفُ بماذا نعبُدُ الرَّبَّ إلهنا حتى ندخُل إلى هُناك. وقسَّى الرَّبُّ قلبَ فرعونَ فلم يشأ أن يطلقهُم. وقال فرعونُ اذهب عنِّي، واحذر، فلن تعُود بعد ترى وجهي، إنَّك يوم تراني تمُوت. فقال موسى إنَّك قُلت، أنِّي لا أعُود أيضاً آتي أمامك.وقال الرَّبُّ لموسى ضربةً واحدةً أيضاً أجلُب على فرعون وعلى مِصر، وبعد ذلك يُطلقُكُم مِن هُنا، وعندما يُطلقُكُم يطرُدُكُم طرداً وكُل شيء معكُم. فتكلَّم سراً في مسامع الشَّعب أن يطلُب كُلُّ واحدٍ مِن صاحبهِ وكُلُّ امرأةٍ مِن صاحبتها أمتعة فضَّةٍ وأمتعةَ ذهبٍ وثياباً. وأعطي الرَّبُّ نعمةً لشعبه أمام المصريِّين فأتمنوهُم، أما الرَّجُل موسى فصار عظيماً جداً أمام المصريِّين وأمام فرعون وأمام عبيده. قال موسى هذا ما يقولهُ الرَّبُّ إنِّي في نُصف اللَّيل أدخل في وسط مِصر. فيمُوتُ كُلُّ بكرٍ في أرض مِصر مِن بكر فرعونَ الجالس على العرش إلى بكر الجاريةِ الجالسة عند الرَّحى إلى بكر كُل بهيمةٍ. ويكُونُ صُراخٌ عظيمٌ في كُلِّ أرض مِصر لم يكُن مثلُه ولا يكُونُ مثلُهُ أيضاً. أما في بني إسرائيل فلا يعوي كلبٌ بلسانهِ على إنسان ولا بهيمة، لكي تعلم بكُلِّ شيء يتمجد به الرَّبّ بين المصريِّين وبين إسرائيل. فينزلُ إليَّ جميعُ عبيدكَ هؤُلاء ويسجُدُون لي قائلين امض أنت وشعبك هذا الذي أنت تسير أمامه، وبعد هذا امض. فخرج موسى مِن لدُن فرعون بغضب. وقال الرَّبُّ لموسى أن فرعون لا يسمعُ لكُما حتى أكثر آياتي وعجائبي في أرض مصر. وصنع موسى وهرون هذه الآيات والعجائب أمام فرعون، وقسَّى الرَّبُّ قلبَ فرعون فلم يشأ أن يُطلق بني إسرائيل مِن أرض مصر.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 44 : 21 ـ 28 )
اُذكُر هذه يا يعقوبُ، ويا إسرائيلُ فإنَّك أنت عبدي، قد جبلتُك، عبداً لي. وأنت يا إسرائيلُ لا تنساني. قد محوتُ آثامك مثل سحابةٍ وكالغمام خطاياك، ارجع إليَّ لأنِّي فديتُك. ترنَّمي أيَّتُها السَّمَواتُ لأنَّ الرَّبَّ قد رحم إسرائيل، اهتفي يا أعماق الأرض أشيدي بالترانيم أيَّتُها الجبالُ والآكام والغابات التي فيها لأنَّ اللَّه قد افتدى يعقوب وفي إسرائيل تمجَّد.هكذا يقولُ الرَّبُّ الإله فاديك وجابلُك مِن البطن، أنا هو الرَّبُّ صانعٌ كُلَّ شيء ناشرٌ السَّمَوات وحدي وباسطٌ الأرض، مَن مَعي. مبطِّلٌ آيات الكذبة ومُحمِّقٌ العرَّافين، ومُرجِّعٌ الحُكماء إلى الوراء ومُجهِّلٌ مشورتهُم، مُقيمٌ كلام عبده وجاعل مشورة رُسُله براً، القائلُ لأُورُشليم ستُعمرين ولمُدن يهُوذا ستُبنين ولبراريها ستُزهرين، القائل لِلُّجَّة انشفي وأنهارك أُجفِّفُ القائلُ لكُورُش إنَّك تصير حليماً وتصنع كل مسرَّتي، والقائل لأورشليم ستُبنين وبيتي المقدس أؤسسهُ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من أمثال سليمان الحكيم ( 8 : 22 ـ 36 )
إذ كُنت أذكُر دواماً للساكنين تحت السحاب وأتكلَّم بهذه، الرَّبَّ قناني مُنذُ الدهر مِن البدء أعماله، قبل أن يصنع شيئاً مُنذُ الدهر أسسني، مِن البدء قبل أن يخلق الأرض. إذ لم يكُن غمرٌ وإذ لم تكُن ينابيعُ المياه. قبل أن تقرَّرت الجبالُ وقبل جميع التِّلال أُبدِئت، الرَّبُّ صنع الأرض ولم يكُن فيها للسكن ولا الزوايا التي تحت السَّماء لم تسكُن، لمَّا ثَبَّت السَّمَوات كُنت معهُ ولمَّا رسم عرشهِ على الرياح لمَّا ثبت السُّحب مِن فوقُ ولمَّا جعل الينابيعُ التي تحت السَّماء ثابتة، عندما وضع للبحر حدَّه فلا تتعدَّى المياهُ كلمة فمه ولمَّا ثَبَّت أُسُس الأرض كُنتُ معهُ هُناك صانعاً وكُنتُ كُلَّ يوم لذَّتهُ وفرحه دائماً قُدَّامهُ، وكان يفرح لمَّا أكمل وكان يفرح ببني البشر.الآن يا ابني اسمع لي، فطُوبى للذين يحفظُون طُرُقي. اسمعُوا الحكمة وكُونُوا حُكماء ولا ترفُضُونها. طُوبى للإنسان الذي يسمعُ لي وللرَّجُل والحافظ طرقي الساهر عند أبوابي كُل يوم حافظاً قوائم أبوابي. لأنَّ طرقي طرق حياة ورضى مُعد مِن قبل الرَّبِّ. والذين يخطئُون إليَّ يؤثمون إلى أنفسهمُ وحدهُم، ومُبغضيَّ يُجنُّون الموتَ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 34 : 1 ـ 37 )
فأجابَ ( أليهُو ) وقال اسمعُوا أيُّها الحُكماء والذين تعرفون أن تنصتوا للخير. فإنَّ العقل ( الأذُن ) يختبر الأقوال كما يذُوق الحنَك الطعام. لنبحث الدعوة فيما بيننا ونَعرف بين أنفُسنا ما هُو طيِّبٌ. لأنَّ أيُّوب قالَ إنِّي بار لكن قد رفض حقِّي، وكذب دعواي، جُرحي عديمُ الشِّفاء مِن دُون ذَنبٍ، أيُّ رجُل كأيُّوب يشربُ الهُزءَ كالماءِ ويمشي مع فاعلي الإثم ويسلك مع ذوي النفاق. فقد قال أنَّهُ لا ينفعُ الرَّجُل كونه مَرضياً لدى اللَّهِ.لذلك اسمعُوا لي يا أُولى الألباب، حاشا للَّهِ مِن النفاق وللقَدير مِن الجور، فإنَّهُ يُجازي البشر على حسب أفعالهم ويُنيلُ الإنسان على حسب سبيله. أتظن إنَّ اللَّهَ يصنع جوراً والقدير يُعوِّجُ القضاء. الذي صنع الأرض مَن الذي أسس ما تحت السَّمَوات وكُلَّ ما فيها. إنه لو استرجع إليه حكمته واستضم إليهِ روحهُ ونسمتهُ لفاضت رُوح كُلُّ جسد في الحال وعاد الإنسانُ إلى التُّراب حيث جُبل. فإن كُنت لم تتعلم فاسْمَعْ هذا واصْغَ لصوت أقوالي. ألعلَّ مَن يُبغض الحقَّ يتسلَّطُ أَمِ البارَّ العظيم تستَذنبُ. القائل للملك إنَّك مُخالف وللعُظماء يا منافقُون، الذي لا يُحابي الرُّؤساء ولا يخزيه أحدٌ مِن العُظماء، لا يؤثر كرامة الأقوياء ولا يُحابي وجوههم، يوقفهم أمامه فارغين إذا ما صرخوا ليطلبوا. لأنَّ الرَّجُل المُخالف يؤخذ ظلماً، لأنَّهُ ناظر إلى أعمال البشر لا يُخفي عليهِ شيء مما يعملُونه كما لا يُخفي عليهِ مكان عملهُم الشر. لأنَّه لا يتكل على إنسان، فإنَّ الرَّبُّ ناظراً لكُل أحد الذي يُدرك الأعماق والأعمال الفائقة والعجائب غير المحصاة، الخبير بأعمالهم يُقلِّبهُمُ ليلاً فينسحقُون. يضرب المُنافقين في مكان النَّاظرين. فإنَّهُم أدبروا عن ناموس اللَّه وبره لم يعرفوه، ولم يُبلِّغُوا إليهِ صراخ المسكين وهو يسمع صراخ البائسين. فإن كان هو أراح فمَن يقاصص وإن ستر وجهه فمَن ينظره وهو على الأُمم وعلى جميع البشر حتى لا يملك الفاجر ولا يكُون شركاً للشَّعب.القائل للقوي هل احتملت، ما لم أُبصرهُ فأرنيهِ أنت، إن كنتُ قد فعلتُ إثماً فلا أعُودُ أفعلهُ. هل كرأيكَ يُجازيه لأنَّك رفضتَ فأنت تختارُ لا أنا، وبما تعرفهُ تكلَّم. ذَوُو الألباب يقُولُون لي والرَّجُل الحكيم الذي يسمعُني يقولُ فإنَّ أيُّوب يتكلَّمُ بلا معرفةٍ وكلامهُ ليس بتعقُّل. فليتَ أيُّوب كان يُمتحن إلى الغايةِ مِن أجل أجوبتهِ كأهل الإثم. لكنَّهُ أضاف إلى خطيئته معصيةً، يُصفِّقُ بيننا ويكثرُ كلامهُ أمام الرَّبِّ.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 101 : 14 ، 17 )
لأنَّهُ نظر إلى صلاة المساكين، ولمْ يَرذُل طلبتهُم. ليخبروا في صهيونَ بِاسم الرَّبِّ، وبتسبحتهِ في أُروُشليم. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 7 : 1 ـ 20 )
واجتمعَ إليهِ الفرِّيسيُّونَ وقومٌ مِن الكتبةِ الذين جاءوا مِن أُورُشليم. فرأوا بعض تلاميذه يأكُلُون الخُبز بأيدٍ دنسةٍ، أي غَير مغسُولةٍ، لأنَّ الفرِّيسيِّين وسائر اليهُود لا يأكُلُون ما لم يغسلُوا أيديهُم مراراً كثيرة، مُتمسِّكين بتقليد الشُّيُوخ. وإذا جاءوا مِن السُّوق لا يأكُلُون إن لم يغسلُوها. وأشياءُ أُخرى كثيرةٌ تسلَّمُوها مُتمسِّكين بها، مِن غَسل كُؤُوس وأباريقَ وقدور. ثُمَّ سألهُ الفرِّيسيُّون والكتبةُ: " لماذا لا يسلُكُ تلاميذُك حسبَ سُنة الشُّيُوخ، بل بأيدٍ دنسةٍ يأكُلُون الخُبز؟ ". فأجابهم قائلاً: " حسناً تنبَّأ عنكُم إشعياء أيُّها المراءون! كما هو مكتُوبٌ: هذا الشَّعبُ يُكرمُني بشفتيهِ، وأمَّا قلوبهُم فبعيدة عنِّي، فهُم باطلاً يعبُدُونني إذ يُعلِّمُون تعاليم ( هي ) وصايا النَّاس. لأنَّكُم تركتُم وصيَّة اللَّهِ وتمسكتُم بسُنة النَّاس: مِن غسل أباريق وكُؤُوس، وأشياء أُخرى كثيرةً ". ثُمَّ قال لهُم: " أجيد! أن ترفضُوا وصيَّة اللَّهِ لتحفظُوا سُننكم! لأنَّ موسى قد قال: أكرم أباك وأُمَّك، وكذا مَن لعن أباه أو أُمهُ فليُقتل قتلاً. وأمَّا أنتُم فتقُولُون: إن قال إنسانٌ لأبيهِ أو أُمِّهِ: قُربانٌ أي هديَّةٌ، هو الذي تنتفعُ بهِ منِّي فلا تدعُونهُ يصنع لأبيهِ أو أُمِّهِ شيئاً البتة. مُبطلين كلامَ اللَّهِ بسُنتكُم التي تسلمتمُوها. وأشياء أُخرى كثيرةً أمثال هذه تفعلُونها ".ثُمَّ دعا الجمع أيضاً وقال لهُمُ: " اسمعُوا لي وأفهمُوا. ما مِن شيءٌ خارج الإنسان إذا ما دخل فاه يقدر أن يُنجِّسه، بل ما يُخرُج مِن فم الإنسان هو الذي يُنجِّس الإنسان. مَن لهُ أُذنان للسَّمع، فليسمَعْ ". ولمَّا دخل مِن عند الجمع إلى البيتِ، سألهُ تلاميذُهُ عن المثل. فقال لهُم: " أفأنتُم أيضاً هكذا غيرُ فاهمين؟ أما تفهمُون أنَّ كُلَّ ما يدخُلُ فم الإنسان مِن الخارج لا يمكن أن يُنجِّسهُ، لأنَّهُ لا يدخُلُ إلى قلبهِ بل إلى بطنهِ، ثُمَّ يذهب إلى المخارج، ( وذلك ) يُنقي جميع الأطعمةِ ". ثُمَّ قال: " إنَّ الذي يخرُجُ مِن الإنسان هو الذي يُنجِّسُ الإنسان.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 2 : 12 ـ 24 )
لأنَّ الذين أخطأوا بدُون النَّامُوس فبدُون النَّامُوس يهلكون. والذين خطئوا في النَّامُوس فبالنَّامُوس يُدانُون. لأنه ليس السامعُون للنَّامُوس هُم أبرارٌ عند اللَّهِ، بل العاملُون بالنَّامُوس هُم يُبرَّرُون. لأنَّ الأُممُ الذين ليس عندهُمُ النَّامُوسُ، متى فعلُوا بالطَّبيعةِ ما هو في النَّامُوس، فهؤُلاء إذ ليسَ لهُمُ النَّامُوس هُم ( كانُوا ) نامُوسٌ لأنفُسهم، الذين يُظهرُون عملَ النَّامُوس مكتُوباً في قُلُوبهم، شاهداً أيضاً ضميرُهُم وأفكارُهُم فيما بينهم مُشتكيةً أو مُحتجَّةً، في اليوم الذي فيهِ يدينُ اللَّهُ سرائر النَّاس حسب إنجيلي بيسوعَ المسيح.فإنْ كُنت تُسمَّى يهُودياً، وتعتمد على النَّامُوس، وتفتخرُ باللَّهِ، وتعرفُ مشيئةُ، وتُميِّزُ الأُمُور المُتخالفةَ، مُتعلِّماً مِن النَّامُوس. وتثقُ أنَّك قائدٌ للعُميان، ونُور الذين في الظُّلمةِ، ومُهذِّبٌ للأغبياء، ومُعلِّمٌ للأطفال، ولك صُورةُ العلم والحقِّ في النَّامُوس. فأنت الذي تُعلِّم غيرك، ألستَ تُعلِّمُ نفسكَ؟ الذي تكرزُ: أن لا يُسرق أتسرقُ؟ الذي تقولُ: أن لا يُزني أتزني؟ الذي تمقتُ الأوثان، أتسرقُ الهياكل؟ الذي تفتخرُ بالنَّامُوس، أتهين اللَّه بتعدِّي النَّامُوس؟ لأنَّ اسم اللَّهِ يُجدَّفُ عليهِ في الأُمم بسببكُم، كما كُتب.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
( 1 : 20 ـ 2 : 1 ـ 6 )
عالمينَ هذا أوَّلاً: أنَّ كُلَّ نبوَّاتِ الكُتبِ ليست مِن تفسيرٍ خاصٍّ. لأنَّهُ لم تأتِ نُبُوَّة قطُّ بمشيئةِ إنسان، بل تكلَّم أُناس اللَّهِ القدِّيسُون مسُوقين مِن الرُّوحِ القُدُسِ.وقد كان أيضاً في الشَّعبِ أنبياءُ كذبةٌ ، كما إنه سيكُون فيكُم أيضاً مُعلِّمونَ كذبةٌ، الذين يدُسُّون بدع هلاكٍ. وإذ هُم يُنكرُون الرَّبَّ الذي اشتراهُم، يَجلِبُونَ على أنفُسِهِمْ هلاكاً سريعاً. وسيتبعُ كثيرُونَ نجاساتِهِمْ. الذين بسَببهمْ يُجدَّفُ على طَريق الحقِّ. وهُم في الطَّمع وزخرف الكلام يَتَّجرُون بكُم، الذين دَيْنُونَتُهُمْ مُنذُ القَديم لا تْبطُلُ، وهلاكُهُمْ لا يَنعَسُ. لأنَّهُ إن كانَ اللَّهُ لم يُشفِقْ على الملائكةِ الذين أَخطئوا، بل في سلاسِل الظَّلام طرحهُم في جهنَّم، وسلَّمهُم محرُوسين للقضاء، ولم يُشـفِـقْ على العـالم القديم، إنَّما حفظَ نُوحاً ثامِناً كارزاً للبرِّ، إذ جلبَ الطُّوفانِ على عالمِ المُنافقين. وجعل مَدِينتي سدُومَ وعمُورةَ رماداً، وقضى عليهما بالانقلاب، عِبرةً للعتيدينَ أن ينافقُوا.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 26 : 1 ـ 8 )
فقال أغريباسُ لبولسَ: " مأذُونٌ لك أن تتكلَّم عن نفسكَ ". فحينئذٍ بسطَ بولس يدهُ وطفق يحتجُّ: إنِّي أحسبُ نفسي سعيداً أيُّها الملكُ أغريباسُ، إذ أنا مُزمعٌ أن أحتجُّ اليوم لديكَ عن كُلِّ ما يشكوني بهِ اليهودُ. لا سِيَّما وأنت عالمٌ بجميع العَوائدِ والمسائل التي بينَ اليهُود. لذلكَ أطلبُ إليك أن تسمعني بطُول الأناة. إن سيرتي مُنذُ صبائي التي مِن البدء كانت لي بين أُمَّتي بأُورُشليم يعرفُها جميعُ اليهُود، وهُم يعرفونني مِن قبل، لو أرادُوا أن يشهدُوا، أنِّي قد عشت فرِّيسياً على مذهَب ديننا الأقوم. والآن أنا واقفٌ أُحاكمُ على رجاء الوعد الذي صارَ مِن اللَّهِ لآبائنا، الذي يؤمل أسباطُنا الاثنا عَشرَ نوالهُ، عابدينَ بالجهدِ ليلاً ونهاراً. مِن أجل هذا الرَّجاء أنا أُحاكمُ مِن اليهُود أيُّها الملكُ. أهو غير مُصدق عندكُم إن اللَّه يُقيم الأموات.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السادس عشر من شهر برمهات المبارك
نياحة القديس الأنبا خائيل السادس والأربعين من باباوات الكرازة المرقسية
فى مثل هذا اليوم من سنة 483 ش (12 مارس سنة 767 ميلادية) تنيح الأب القديس الأنبا خائيل السادس والأربعون من باباوات الكرازة المرقسية. هذا الأب كان راهباً بدير القديس مقاريوس وكان عالماً زاهداً. فلما تنيح سلفه البابا ثاؤذوروس الخامس والأربعون إجتمع أساقفة الوجه البحرى وكهنة الإسكندرية فى كنيسة الأنبا شنودة بمصر.وحصل خلاف بينهم على من يصلح، وأخيراً إستدعوا الأنبا موسى أسقف أوسيم والأنبا بطرس أسقف مريوط. ولما حضرا وجد الأنبا موسى تعنتاً من كهنة الإسكندرية فزجرهم على ذلك وصرف الجمع هذه الليلة حتى تهدأ الخواطر. ولما إجتمعوا فى الغد ذكر لهم إسم القس خائيل الراهب بدير القديس مقاريوس. فإرتاحوا إلى إختياره بالإجماع. وحصلوا على كتاب من والى مصر إلى شيوخ برية شيهيت (وادى النطرون) ولما وصلوا إلى الجيزة وجدوا القس خائيل قادماً مع بعض الشيوخ لتأدية مهمة معينة فأمسكوه وقيدوه وساروا به إلى الإسكندرية وهناك رسموه بطريركاً فى 17 توت سنة 460 ش (14 سبتمبر سنة 743م). وحدث أن إمتنع المطر عن الإسكندرية مدة سنتين، ففى هذا اليوم هطلت أمطار غزيرة مدة ثلاثة أيام. فإستبشر الإسكندريون بذلك خيراً.وفى عهد خلافة مروان آخر خلفاء الدولة الأموية وولاية حفص بن الوليد، جرت على المؤمنين فى أيام هذا الأب شدائد عنيفة، وهاجر البلاد المصرية عدد كبير من المؤمنين، كما بلغ عدد الذين أنكروا المسيح أربعة وعشرين ألفاً. وكان البطريرك بسبب ذلك فى حزن شديد جداً إلى أن أهلك الله من كان بسبب ذلك. وقد تحمل هذا الأب البطريرك مصائب شديدة من عبد الملك بن مروان الوالى الجديد، كالضرب والحبس والتكبيل بالحديد، وغير ذلك من ضروب التعذيب الأليمة. ثم أطلق فمضى إلى الصعيد وعاد بما جمعه إلى الوالى فأخذه منه ثم ألقاه فى السجن. فلما علم بذلك كرياكوس ملك النوبة إستشاط غضباً، وجهز نحو مئة ألف جندى وسار إلى القطر المصرى وإجتاز الصعيد قاتلاً كل من صادفه من المسلمين، حتى بلغ مصر، فعسكر حول الفسطاط مهدداً المدينة بالدمار. فلما نظر عبد الملك الوالى إلى جيوشه منتشرة كالجراد، جزع وأطلق سبيل البطريرك بإكرام، وإلتجأ إليه أن يتوسط فى أمر الصلح بينه وبين الملك وطلب منه أن يقبل الصلح من عبد الملك فقبل وإنصرف إلى حيث أتى. فأعز عبد الملك جانب المسيحيين ورفع عنهم الأثقال. وزاد فى إعتبارهم عندما صلى الأب البطريرك من أجل إبنة له كان يعتريها روح نجس، وبصلاته خرج منها الروح النجس.وحدثت مناقشات بين هذا الأب وقزما بطريرك الملكيين عن الإتحاد. فكتب إليه الأنبا خائيل رسالة وقع عليها مع أساقفته قائلاً : "لا يجب أن يقال أن فى المسيح طبيعتين مفترقتين بعد الإتحاد ولا إثنين ولا شخصين". وإقتنع قزما بذلك ورضى أن يصير أسقفاً على مصر تحت رياسة الأب خائيل، الذى لما أكمل سعيه وجهاده إنتقل إلى الرب الذى أحبه بعد أن قضى على الكرسى المرقسى ثلاثاً وعشرين سنة ونصف.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 9 : 7 ، 8 )
رتلوا للربِّ السَّاكن في صهيونَ، واخبرُوا في الأُمم بأعمالهِ. لأنَّهُ طلب الدِّماء وتذكرها. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 45 ـ 52 )
فأجابَ واحدٌ مِن النَّاموسيِّين وقال لهُ: " يا مُعلِّمُ، إذ تقولُ هذه تشتمنا نحنُ أيضاً ". فقال: " وأنتُم أيضاً أيُّها الناموسـيُّون ويلٌ لكُم، لأنكُم تُحمِّلون النَّاس أحمالاً عَسِرةَ الحمل وأنتُم لا تمسُّون الأحمال بإحدى أصابعكُم. ويلٌ لكم! لأنَّكُم تبنُون قُبُور الأنبياء، وقد قتلهُم آباؤكُم. إذن تشهدُون وتُسرون بأعمال آبائكُم، لأنَّهُم هُم قتلُوهُم وأنتُم تبنُون قُبورهُم. مِن أجل هذا قالت أيضاً حِكمةُ اللَّهِ: إنِّي أُرسِلُ إليهم أنبياء ورُسُلاً، فتقتلُون مِنهُم وتطردُون كيما يُنتَقم مِن هذا الجيل لدم جميع الأنبياء الذي أُريق مُنذُ إنشاء العالم، مِن دم هابيلَ إلى دم زكريَّا بن براشيا الذي أهلكُوهُ بين المذبح والبيت. نَعم، أقُولُ لكُم: إنَّهُ يُطلب مِن هذا الجيل! ويلٌ لكُم أيُّها النَّامُوسيُّون! لأنَّكُم أخذتُم مفاتيح المعرفة. فلم تدخلُوا أنتُم، والدَّاخلُون منعتُموهُم ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #270
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-25-2015, 08:18 PM
Parent: #269

أحبائى الكرام ..

هذا إختبارجميل.. من أخ سعودى حبيب ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=uMS0hUxSvSIandlist=PL27ZZQjmRsOaudk76gz2OGIPQpLZbgje0www.youtube.com/watch?v=uMS0hUxSvSIandlist=PL27ZZQjmRsOaudk76gz2OGIPQpLZbgje0

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست

Post: #271
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-26-2015, 11:50 AM
Parent: #270

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الخميس من الأسبوع السادس من الصوم الكبير)
26 مارس 2015
17 برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من سفر الملوك الثاني ( 4 : 8 ـ 37 )
وفي ذات يوم عبرَ أليشعُ إلى شُونمَ، وكانت هُناكَ امرأةٌ عظيمةٌ فأمسكتهُ ليأكُل خُبزاً، وكان كُلَّما مر يميلُ إلى هُناك ليأكُل خُبزاً. فقالت المرأة لبعلها قد علمتُ أنَّهُ رجُل اللَّهِ هذا القديس الذي يمُرُّ علينا دائماً، فلنعمَل لهُ عُلِّيَّةً صغيرةً ونصنع لهُ هُناك سريراً ومائدةً وكرسياً ومنارةً حتى إذا جاء إلينا يميلُ إليها. فجاء في بعض الأيَّام ومال إلى هُناك إلى العُلِّيَّةِ واضطجعَ فيها. فقالَ لجيحزي غُلامهِ ادعُ لي هذه الشُّونميَّةَ، فدَعاها فَوقَفت أمامهُ. فقالَ لهُ قُل لها إنكِ قد تكلفتِ بهذا العمل العظيم مِن أجلنا فماذا يُصنع لكِ؟، هل لك ما يتكلَّمُ بهِ عند الملكِ أو إلى رئيس الجيش. فقالت لا إنَّما أنا ساكنةٌ فيما بين قومي. فقال لجيحزي تلميذه: ماذا يُصنع لها؟ فقالَ جيحزي إنَّه ليس لها ابنٌ ورجُلُها قَد شاخَ. فقالَ ادعُها، فوقفت بالباب. فقالَ لها أليشع: في هذا الميعاد نَحو زمان الحياة تحبلين بابن، فقالت لا يا سيِّدي لا تضحك على أمتك. فحبلت المرأةُ وولدت ابناً في ذلك الميعاد نحو زمان الحياة كما تكلَّم معها أليشع. وكبُر الولدُ، وحدث أن خرج الولد إلى أبيهِ إلى الحصَّاديـن. وقـال لأبيهِ رأسي رأسي، فقـالَ للغُلام احمـلهُ وأعطه إلى أمِّه. ( فحملهُ وأتَى بهِ إلى أُمِّهِ ) فاضطجع على رُكبَتيها إلى الظُّهر وماتَ. فأصعدتهُ وأضجعتهُ على سرير رجُل اللَّهِ وأغلقت عليهِ وخرجت. ونادت بعلها وقالت لهُ أرسل أحد الغُلمان معي بأتانٌ فاذهب إلى رجُل اللَّهِ وأرجعَ. فقالَ ما الخبر، لماذا تَمضين إليهِ اليومَ وليس رأس الشهر ولا سبتٌ؟، فقالت سلامٌ. ثُمَّ شدَّت على الأتان وقالت لغُلامِها سُقْ وأمضِ ولا تعقني في المسير حتى أقُول لك. فمضت حتى جاءت إلى رجُل اللَّهِ ( في جَبل الكرمل )، فلمَّا رآها أليشع قال لجيحزي غُلامه هوذا تلك الشُّونميَّةُ مُقبلة. الآن فبادر للقائها وقُل لها أسلامٌ لكِ، أسلامٌ لزوجكِ، أسلامٌ للصبي، فقالت سلامٌ. فلمَّا جاءت إلى رجُل اللَّهِ إلى الجبل أمسكَت رجليهِ، فتقدَّمَ جيحزي ليبعدها، فقال أليشع دَعها لأنَّ نَفسها مُكتئبةٌ والرَّبُّ قد كتمَ الأمر عنِّي ولم يُخبرني. فقالت هل طلبتُ ابناً مِن سيِّدي، ألم أقُل لا تخدَعني. فقالَ لجيحزي اُشدُد حقويكَ وخُذ العُكَّاز في يدك وأمض إذا صادفتَ أحدٌ فلا تُباركهُ وإن بارككَ أحدٌ فلا تُجبهُ، وضَعْ عُكَّازي على وجهِ الصَّبيِّ. فقالت أُمُّ الصَّبيِّ حيٌّ هو الرَّبُّ وحيَّةٌ هي نفسُك إنَّي لا أترُكُك، فقام أليشع وتبعها. وجازَ جيحزي قُدَّامها ووضعَ العُكَّاز على وجهِ الصَّبيِّ فلم يكُن صوتُ ولا إحساس. فعاد وأخبرهُ قائلاً لم يقم الصَّبيِّ. وجاء أليشعُ إلى البيت فإذا بالصَّبيِّ ميتٌ راقداً على مضجعهُ. ولمَّا دخل أليشع البيت أغلق الباب عليهُما وصلَّى إلى الرَّبِّ. ثُمَّ صعدَ واضطجعَ على الصَّبيِّ ووضعَ فمهُ على فمهِ وعينيهِ على عينيهِ ويديهِ على يديهِ وقدميهِ على قدميهِ وتمدَّد عليهِ فسخن جسدُ الصَّبيِّ. ثُمَّ قام أليشع ورجع وتمشَّى في البيت تارةً إلى هُنا وتارةً إلى هُناك وصعد وتمدَّد عليهِ فعطسَ الصَّبيُّ سبعَ مرَّاتٍ ثُمَّ فتحَ الصَّبيُّ عينيهِ. فدعا جيحزي وقال ادعُ لي هذه الشُّونميَّةَ، فدعاها فدخلت إليهِ فقال أليشع لها خُذي ابنكِ. فأقبلت المرأة وخرَّت على رجليهِ وسجدت إلى الأرض وأخذت ابنها وخرجت.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 45 : 1 ـ 10 )
هكذا ما يقولهُ الرَّبُّ الإله لمسيحه لكُورُش الذي أمسكته بيمينه لأخضع أمامهُ أُمماً وأمزق قوى المُلُوك لأفتح أمامهُ المصاريع ولا تُغلق أبواب المدن، أنا أسيرُ قُدَّامه والهضابَ أُمهِّدُ، وأُحطم مصاريع النُّحاس وأُكسِّرُ مَغاليقَ الحديدِ. وأُعطيكَ كُنُوز الظُّلمة وذخائر المخابئ أفتحها لك لكي تعلم أنِّي أنا الرَّبُّ الإله الذي دعاك بِاسمك إلهُ إسرائيل. إني لأجل عبدي يعقوبَ وإسرائيل مُختاري دعوتُك بِاسمي، نصرتُك وأنت لا تعرفُني. أنا الرَّبُّ الإله وليس إلهُ آخر غيري، ولم تكُن تعرفُني، ليعلمُوا الذين هُم مِن مَشرق الشَّمس والذين هُم مِن المغرب أنَّهُ ليس غيري، أنا الرَّبُّ الإله وليس آخرُ بعد، أنا مُبدع النُّور وخالقُ الظُّلمةِ ومُجري السَّلام وخالقُ الشَّرِّ، أنا الرَّبُّ صانعُ هذه كُلِّها. اقطُري أيَّتُها السَّمَواتُ مِن فوقُ ولتمطر الغيوم براً، لتُنبت الأرض رحمة ولتُزهر ولتُثمر براً معاً، أنا الرَّبَّ الإله الخالق الصانع ما هو صالح.ويلٌ لمَن يُخاصمُ جابلهُ، وهو خزفةٌ مِن خزف الأرض، أيقول الطِّينُ لجابلهِ ماذا تصنعُ؟ أو عملُك ليس لهُ يدان. ويلٌ لمَن يقول لأبيهِ ماذا تلدُ؟ ولأُمه ماذا تحبلين؟.
( مجداً للثالوث القدوس )

من أمثال سليمان الحكيم ( 9 : 1 ـ 11 )
الحكمةُ بَنَتْ لها بيتاً، وثَبَّتت أَعمدتها السَّبعةَ، ذبحت ذبائحها ومزجت خَمرها في الأواني، ورتَّبت مائدتها، أرسلت جَواريها تُنادي بصوت عظيم على الأسوار، قائلة مَن كان فيكُم جاهلاً فليأتي إليَّ، والنَّاقصُ العلم هلُمُّوا كُلُوا مِن خُبزي واشربُوا مِن الخمر التي مزجتُها لكُم. اترُكُوا الجهالات عنكُم فتحيوا اطلبوا الحكمة فتطول أيامكُم أقيموا فهمكُم في المعرفة.مَن يُؤدب المُستهزئين يكسب لنفسهِ هواناً ومَن وبَّخ المُنافق يكَسب عيباً. لا تُوبِّخ مُستهزئاً لئلا يُبغضكَ، وبِّخ الحكيم فيُحبَّكَ، وبِّخ الجاهل فيُبغضك. أعطي الحكيم حجة فيكُون أوفر حكمةً، علِّم الصدِّيق فيزداد فائدةً. رأسُ الحكمةِ مخافةُ الرَّبِّ ومشورة القديسين فهمٌ. ومعرفة النَّامُوس ذات فكر صالح، بهذه تكثُر أيَّامُك وتتزايد لك سنُو الحياة.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 35 : 1 ـ 16 )
فأجابَ أليُهو وقالَ: هل تحسب فكرك عادلاً حتى تقُول أنني صالحاً أمام الرَّبّ. أو تقُول ماذا أصنع إن كُنت قد أخطأت. أنا أجيبُك مع أصحابك الثلاثة. تَطلَّع إلى فوق نحو السَّماء وانظر وتأمل السُّحب إنَّها أرفع مِنكَ. وإن كُنت قد أخطأت فماذا تصنع، وإن كُنت قد صنعت آثاماً كثيرة فماذا عملت لهُ، وإن كُنت باراً فماذا أعطيتهُ أو ماذا يأخُذُهُ مِن يَدك. إنَّما نفاقك يضر إنساناً مِثلك وبرك ينفع ابن آدَم.مِن كثرةَ مظالمهم يصرخُون ( الأذلاء )، ويستغيثُون مِن ذراع ( الأعزَّاء )، ولم يقُولُوا أين اللَّهُ الذي صنعني الذي رسم التسابيح في اللَّيل، الذي فضلتنا عن بهائم الأرض وعلى طيور السَّماء، هُنالك يصرُخُون مِن تشامخ الأشرار وهو لا يُجيبُ. إنَّ الرَّبّ لا ينظر إلى قضاء الظُّلم وهو الضابط الكُل ينظر إلى مكملي الإثم وينقذني فالدَّعوى قُدَّامهُ. إن كُنت تستطيع أن تشكرهُ كما ينبغي فلا أحد يعرف كثرة الزَّلاَّت فتح أيُّوب فاهُ بالباطل وأكثر مِن الكلام عن غير علم.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 9 : 9 ، 10 )
ارحَمْنِي ياربُّ وانظُر إلى ذُلي مِن أعدائي، يا رَافِعي مِن أبْوَاب المَوْتِ. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 20 : 9 ـ 19 )
وبدأ يُكلِّم الشَّعبِ بهذا المثلَ: " إنسانٌ غرسَ كرماً وسلَّمهُ إلى كرَّامينَ وسَافر زماناً طويلاً. وفي الأوان أرسلَ عبداً إلى الكرَّامينَ ليعطوهُ مِن ثَمَرِ الكَرم، فضربهُ الكرَّامونَ، وصرفُوهُ فارغاً. فعاد أيضاً وأرسَلَ لهُم عَبداً آخرَ، فضربُوا الآخرَ وأهانوهُ، وصرفوهُ فارغاً. ثُمَّ عادَ أيضاً وأرسَلَ الثالث، فجرَّحُوا هذا الآخر وأخرجوهُ. فقالَ ربُّ الكَرم: ماذا أصنعُ؟ أُرسلُ ابني الحبيبَ. لعلَّهُم يَخجلونَ منه! فلمَّا رآهُ الكرَّامُونَ تآمَرُوا فيمَا بينَهُم قائلينَ: هذا هو الوارثُ! تعالُوا نقتُلهُ ليكُون لنا الميراثُ! فأخرجُوهُ خارجَ الكَرم وقتلُوهُ. فماذا يصنع بهم ربُّ الكَرم؟ يأتي ويُهلِكُ الكرَّامينَ ويُعطي الكَرم لآخرينَ ". فلمَّا سمعُوا قالوا: " حاشا! " فنظرَ إليهم وقال: " فما هو هذا المكتوبُ: إنَّ الحجرُ الذي رذلهُ البنَّاؤونَ هذا قد صار رأسَ الزَّاويةِ. فكلُّ مَن يَسقُطُ على هذا الحجرِ يَترضَّضُ، ومَن يسَقطَ هو عليهِ يَسحقُهُ؟ " فطلبَ الكتبة ورؤساءُ الكهنةِ أن يلقُوا أيديهُم عليهِ في تلكَ السَّاعةِ، فخافوا الشَّعبَ، لأنَّهُم علمُوا أنَّهُ قالَ هذا المثلَ عليهِم.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى تلميذه تيموثاوس
( 2 : 1 - 15 ـ 3 : 1 ـ 4 )
فأطلُبُ أوَّل كُلِّ شيء، أن تُقام طلباتٌ وصلواتٌ وابتهالاتٌ وتشكُّراتٌ مِن أجل جميع النَّاس، مِن أجل الملوك وعن كُلِّ العُظماء، لكي نكون في حياة هادئةً ذات دعةً في كُلِّ تَقوى وعفافٍ، فإنَّ هذا حسنٌ ومقبولٌ لدى اللَّه مُخلِّصنا، الذي يُريدُ أنَّ جميعَ النَّاس يخلُصُونَ، وإلى معرفةِ الحقِّ يُقبلُون. لأنَّ اللَّه واحد، والوسيط بين اللَّهِ والنَّاس واحدٌ وهو: الإنسانُ يسوعُ المسيحُ، الذي بذلَ نفسهُ فداء عن الجميع، الشَّهادةُ في أوقاتِها الخاصَّةِ، التي جُعلتُ أنا لها كارزاً ورسُولاً. الحقَّ أقُولُ في المسيح لا أكذبُ، مُعلِّماً للأُمم في الإيمان والحقِّ. فأُريدُ أن يُصلِّي الرِّجالُ في كُلِّ مكان، رافعينَ أيادي طاهرةً، بغير غضبٍ ولا جدالٍ. وكذلكَ أنَّ النِّساء يُزِّينَّ ذواتهنَّ بلباس الحشمةِ، مع ورع وتعقُّل، لا بضفائر أو ذهبٍ أو لآلئَ أو ملابس كثيرة الثَّمن، بل كما يَليقُ بنساء مُتعاهداتٍ بأعمالٍ صالحةٍ. لتتعلَّم المرأةُ بسُكُوتٍ في كُلِّ خُضُوع. ولكن لستُ آذنُ للمرأة أن تُعلِّمَ ولا أن تتسلَّطَ على رجُلها، بل عليها أن تكُون في وداعةٍ، لأنَّ آدمَ جُبلَ أوَّلاً ثُمَّ حوَّاءُ، وآدمُ لم يُغوَ، لكنَّ المرأة أُغويت فوقعت في التَّعدِّي. إلاَّ أنَّها ستخلُصُ بولادة البنين، إن استمرت على الإيمان والمحبةِ والقداسةِ مع التَّعقُّل.صادقةٌ هي الكلمةُ: مَن يريد الأسقُفيَّة، فقد اشتهى لنفسه عملاً صالحاً. فينبغي أن يكُون الأُسقُفُ بلا لوم، بعلَ امرأة واحدة، صاحياً، عاقلاً، مُحتشماً، مُضيفاً للغُرباء، مُعلِّماً صالحاً، غير مُدمن الخمر، ولا سريع الضرب بل حليماً، غير مُخاصم، ولا مُحبٍّ للمال، يُدبِّرُ بيتهُ حسناً، له أبناءٌ في الخُضُوع بكُلِّ عفافٍ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يهوذا الرسول ( 1 : 19 ـ 25 )
هؤلاء هُم مُعتزلونَ بأنفُسهم، نَفسانيُّون لا رُوحَ لهُم. وأمَّا أنتُم يا أحبَّائي فابنُوا أنفُسكُم على إيمانكُم الأقدسِ، مُصلِّينَ في الرُّوح القُدُس، فلنحفظ أنفسنا في محبةِ اللَّهِ، مُنتظرينَ رحمة ربِّنا يسوعَ المسيح للحياةِ الأبديَّةِ. بكِّتوا البعض مُميِّزين إياهم، وخلِّصُوا البعض، مُختطفين إياهم مِن النَّار، وارحموا البعض بخوف مُبغضينَ حتَّى الثَّوبَ المُدنَّس مِن الجسدِ. والقادرُ أن يحفظكُم غير عاثرينَ، ويُوقفكُم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، اللَّه وحده مُخلِّصُنا، بيسوع المسيح ربِّنا، لهُ المجدُ والعظمةُ والعزَّةُ والسُّلطانُ، قبل الدهر كُله الآن وإلى دهر الدهور. آمين.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 27 : 16 ـ 20 )
فَجرَينا تحتَ جزيرة تُسمى " كلودة " وبالجهدِ قَدِرنا أن نَملكَ القاربَ. ولمَّا رفعُوهُ طفقُوا يستعملُون معُونات، حازمينَ السَّفينةَ، وإذ كانُوا خائفينَ أن يقعُوا في السِّيرتِس، انزلُوا المتاع، وهكذا كانُوا يُحملُون. وفي الغد اشتدت علينا الزوبعة، فطفقوا يطرحون الوسق. وفي اليوم الثَّالث ألقينا بأيدينا أدوات السَّفينةِ. ولمَّا لم تظهر الشَّمس ولا النُّجومُ أياماً كثيرةً، واشتدَّ علينا نوءٌ ليس بقليل انتزعَ أخيراً كُلُّ رجاء في نجاتنا.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السابع عشر من شهر برمهات المبارك
1- نياحة لعازر حبيب الرب
2- نياحة القديسين جرجس العابد وبلاسيوس الشهيد والأنبا يوسف الأسقف
3-نياحة الأنبا باسيليوس مطران القدس
4- إستشهاد سيدهم بشاى بدمياط
1- فى مثل هذا اليوم تنيح الصديق البار لعازر حبيب الرب يسوع. وهو أخو مرثا ومريم التى دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها. وحدث لما مرض لعازر أنهما أرسلتا إلى السيد المسيح قائلتين: " يا سيد هوذا الذى تحبه مريض. فلما سمع يسوع قال: هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد إبن الله به. وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر " ولكنه أقام فى الموضع الذى كان فيه يومين لتعظيم الآية.ثم بعد ذلك قال لتلاميذه: " لنذهب إلى اليهودية أيضاً. قال له التلاميذ يا معلم الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضاً إلى هناك. أجاب يسوع أليست ساعات النهار إثنتى عشرة، إن كان أحد يمشى فى النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم. ولكن إن كان أحد يمشى فى الليل يعثر لأن النور ليس فيه " وبعد ذلك قال لهم: " لعازر حبيبنا قد نام. لكنى أذهب لأوقظه فقالوا: إن كان قد نام فهو يشفى. وكان يسوع يقول عن موته. وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم. فقال لهم يسوع علانية: لعازر قد مات. وأنا أفرح لأجلكم أنى لم أكن هناك لتؤمنوا. ولكن لنذهب إليه ".فلما أتى السيد إلى بيت عنيا القريبة من أورشليم وقف أمام القبر وقال: " ارفعوا الحجر. فقالت له مرثا أخت الميت: يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام. فقال لها يسوع ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله. فرفعوا الحجر وصلى إلى الآب ثم صرخ بصوت عظيم: لعازر هلم خارجاً. فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب ".وكان ذلك لبيان حقيقة موته، فلا يظن أحد أن ذلك حيلة بإتفاق سابق. ولهذا قد عظمت الآية فآمن كثيرون. صلاة هذا البار تكون معنا. آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم أيضاً تعيد الكنيسة بتذكار القديسين جرجس العابد وبلاسيوس الشهيد والأنبا يوسف الأسقف. صلاتهم تكون معنا آمين.
3- وفى مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 1615 ش (26 مارس 1899 م) تنيح الأب العظيم الأنبا باسيليوس مطران القدس. ولد هذا الأب سنة 1818م ببلدة الدابة بمركز فرشوط بمديرية قنا من والدين تقيين، فأرضعاه لبن الفضيلة من صغره، كما علماه القراءة والكتابة منذ حداثته. فشب على حب الكمال والفضيلة.ولما بلغ خمساً وعشرين سنة قصد دير الأنبا أنطونيوس ولبس زى الرهبنة فى سنة 1559 للشهداء وقمصاً سنة 1568 ثم أقاموه رئيساً للدير، فأحسن الإدارة المقرونة باللطف والوداعة والحكمة، مما جعل المطوب الذكر الأنبا كيرلس الرابع يرسمه مطراناً على القدس، وكان يتبعه أبرشيات القليوبية والشرقية والدقهلية والغربية ومحافظات السويس ودمياط وبورسعيد.وقد أظهر من الحزم فى تدبير شئون هذه الأبرشيات ما جعله موضع فخر وإعجاب الأقباط. وكانت كل مساعيه منصرفة إلى بناء الكنائس فى أنحاء أبرشيته، ومشترى وتجديد الأملاك والعقارات فى يافا والقدس. وله فى ذلك مآثر جليلة تنطق بفضله وكان محبوباً من جميع سكان الديار الشامية والفلسطينية على إختلاف مشاربهم وأديانهم، لا سيما حكام القدس، وذلك لسياسته الحكيمة وأخلاقه القويمة.وفى أيامه حصلت منازعات من الأثيوبيين حيث إدعوا ملكيتهم لدير السلطان بالقدس وبفضل هذا الأب ويقظته لم يتمكنوا من تثبيت ملكيتهم. وقد حضر رسامة البابا ديمتريوس الثانى وهو الحادى عشر بعد المائة والبابا كيرلس الخامس وهو الثانى عشر بعد المائة. وقضى أيامه فى سعي متواصل لما فيه خير شعبه وتنيح بسلام.صلاته تكون معنا. آمين.
4- وفى مثل هذا اليوم أيضاً تحتفل الكنيسة بتذكار إستشهاد القديس سيدهم بشاى بدمياط فى يوم 17 برمهات سنة 1565 ش (25 مارس سنة 1844م) لإحتماله التعذيب على إسم السيد المسيح حتى الموت. وكان إستشهاده سبباً فى رفع الصليب علناً فى جنازات المسيحيين.فقد كان هذا الشهيد موظفاً كاتباً بالديوان بثغر دمياط فى أيام محمد على باشا والي مصر وقامت ثورة من الرعاع بالثغر، وقبضوا على الكاتب سيدهم بشاى وإتهموه زوراً أنه سب الدين الإسلامى وشهد عليه أمام القاضى الشرعى بربرى وحمَّار. فحكم عليه بترك دينه أو القتل. ثم جلده وأرسله إلى محافظ الثغر. وبعد أن فحص قضيته حكم عليه بمثل ما حكم به القاضى. فتمسك سيدهم بدينه المسيحى واستهان بالقتل، فجلدوه وجروه على وجهه من فوق سلم المحافظ إلى أسفله، ثم طاف به العسكر بعد أن أركبوه جاموسة بالمقلوب فى شوارع المدينة، فخاف النصارى وقفلوا منازلهم.أما الرعاع فشرعوا يهزأون به ويعذبونه بالآت مختلفة إلى أن كاد يسلم الروح. فأتوا به إلى منزله وتركوه على بابه ومضوا فخرج أهله وأخذوه. وبعد خمسة أيام إنطلق إلى السماء.وكان موته إستشهاداً عظيماً، وصار النصارى يعتبرونه من الشهدء القديسين وإجتمعوا على إختلاف مذاهبهم، وإحتفلوا بجنازته إحتفالاً لم يسبق له مثيل، حيث إحتفل بتشييع جثمانه جهراً. فتقلد النصارى الأسلحة ولبس الكهنة ملابسهم وعلى رأسهم القمص يوسف ميخائيل رئيس شريعة الأقباط بدمياط –وإشترك معه كهنة الطوائف الأخرى. وساروا به فى شوارع المدينة وأمامه الشمامسة يحملون أعلام الصليب ثم أتوا به إلى الكنيسة وأتموا فروض الجنازة، وصار الناس يستنكرون فظاعة هذا الحادث الأليم، ويتحدثون بصبر الشهيد سيدهم، وتحمله العذاب بجلد وسكون.ثم تداول كبار الشعب المسيحى بثغر دمياط لتلافي هذه الحوادث مستقبلاً. فقرروا أن يوسطوا قناصل الدول فى ذلك لعرض الأمر على والي البلاد، والبابا بطريرك الأقباط، ورفعوا إليهما التقارير المفصّلة.وتولى هذا الموضوع الخواجة ميخائيل سرور المعتمد الرسمى لسبع دول بثغر دمياط. فاهتم والي مصر بالأمر وأرسل مندوبين رسميين لفحص القضية. فأعادوا التحقيق وتبين منه الظلم والجور الذى حل بالشهيد العظيم. وإتضح إدانة القاضى والمحافظ. فنزعوا عنهما علامات الشرف ونفوهما بعد التجريد. وطلبوا- للترضية وتهدئة الخواطر- السماح برفع الصليب جهاراً أمام جنازات المسيحيين، فأذن لهم ذلك فى ثغر دمياط، إلى أن تعمم فى سائر مدن القطر فى عهد البابا كيرلس الرابع.بركة إيمان هذا الشهيد العظيم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 9 : 10 )
يا رافعِي مِن أبوَاب المَوت لكيما أُخبر بجميع تسابيحكَ في أبَواب ابنةِ صِهيَونَ. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 6 : 47 ـ 71 )
الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ مَنْ يُؤمِنُ بي فلَهُ حياةٌ أبديَّةٌ. أنا هو خُبزُ الحياةِ. آبَاؤُكُم أكَلُوا المَنَّ في البرِّيَّةِ ومَاتُوا. وهذا هو الخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّماءِ، لِكَيْ لا يَمُوتَ مَن يَأكُلَ مِنهُ. أنا هو الخُبْزُ الحَيُّ الذي نَزَلَ مِنَ السَّماءِ. مَن يأكُل مِنْ هذا الخُبْزِ يَحْيَا إلى الأبَدِ. والخُبزُ الذي أنا سأُعطِيه هو جَسَدِي الذي سأبْذِلُهُ عن حَياةِ العَالمِ.فخاصَمَ اليَهُودُ بَعضهُم بَعضاً قائلينَ: " كَيفَ يَقدِرُ هذا أنْ يُعطِينا جَسَدهُ لِنَأكُلَهُ؟ ". قالَ لهُم يَسُوعُ: " الحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لَكُم: إنْ لَمْ تَأكُلُوا جَسَدَ ابنِ الإنسانِ وتَشرَبوا دَمَهُ فليست لكُم حياةٌ في أنفسكُم. مَن يأكُلُ جَسدِي ويشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبَديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليوم الأخيرِ، لأنَّ جسَدي هو مأكلٌ حقيقيٌّ ودَمِي هو مَشربٌ حقيقيٌّ. مَن يَأكُلْ جسدي ويشربْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا أيضاً أثبُت فيهِ. كما أرسَلَني أبي الحيُّ، وأنا أيضاً حيٌّ بالآبِ، فَمَنْ يَأكُلني يَحيا هو أيضاً بي. هذا هو الخبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السَّماءِ. ليسَ كمَا أكلَ آباؤُكُمُ ( المَنَّ ) وماتوا. مَنْ يَأكُلْ هذا الخُبزَ يَحيا إلى الأبدِ ". قال هذا وهو يُعلِّمُ في مجمعهم في كفرناحُوم.فكثيرُون مِن تلاميذه، لمَّا سمعُوا قالوا: " هذا الكلامَ صعبٌ! فمَن يطيق أن يسمعهُ؟ " فعلمَ يسوعُ في نفسهِ أنَّ تلاميذهُ يتذمَّرُون مِن أجل هذا، فقال لهُم: " أهذا هو الذي يُعثرُكُم؟ فكيف إذا رأيتُمُ ابن الإنسان صاعداً إلى حيثُ كان أوَّلاً! الرُّوحُ هو الذي يُحيي. وأمَّا الجسدُ فلا يُفيدُ شيئاً. والكلامُ الذي قُلته أنا لكُم هو رُوحٌ وحياةٌ، لكن قوماً مِنكُم لا يُؤمنُون ". لأنَّ يسوعَ كان عارفاً مُنذُ البدء مَن هُمُ الذين لا يُؤمنُون، ومَن هو المزمع أن يُسلِّمُهُ. فقال لهُم: " مِن أجل هذا قُلتُ لكُم: إنَّهُ لا يقدرُ أحدٌ أن يقبل إليَّ إن لم يُعط له مِن أبي ".مِن أجل هذا رجعَ كثيرُونَ مِن تلاميذه إلى الوَرَاء، ولم يعُودُوا يمشُونَ معهُ. فقالَ يسوعُ للاثني عَشرَ: " أتريدُون أنتُم أيضاً أن تمضُوا؟ " أجابهُ سمعانُ بطرسُ: " ياربُّ، إلى مَن نذهبُ؟ فإن كلامُ الحياة الأبديَّة عندكَ، ونحنُ قد علمنا وآمنَّا أنَّكَ أنت هو المسيحُ ابن اللَّهِ الحيِّ ". أجاب يسوعُ وقال: " أليس أنا اخترتُكُم، أيُّها الاثنيْ عَشرَ؟ وواحدٌ مِنكُم هو إبليس! " وكان يقُول عن يهُوذا سِمعان الإسخريُوطيِّ، لأنَّهُ كان مُهتماً بأن يُسلِّمهُ، وهو واحدٌ مِن الاثني عشرَ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #272
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-26-2015, 09:06 PM
Parent: #271

أحبائى الكرام ..
هذا .. هو اختبار الأخ الحبيب السودانى وجدى ..

https://http://http://www.youtube.com/watch?v=j580kn2Spq4www.youtube.com/watch?v=j580kn2Spq4

شاهدوا هذه الحلقة المباركة من برنامج .. سؤال جرئ ..

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #273
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-27-2015, 06:10 AM
Parent: #272

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 23 أكتوبر 2011

من الداخل.. أم من الخارج؟


إذا اجتمعت أعضاء الإنسان يومًا, فلا شك أن القلب سيكون بينها رئيسًا, ذلك لأن الإنسان تقوده مشاعره, والمشاعر كامنة داخل القلب. ولكي تكون المشاعر سليمة, فإن القلب يصطحب معه الضمير, بشرط أن تكون أحكام الضمير صالحة, وأحكامه توافق الحق, ولا يكون تحت تأثير خارجي.

ولذلك لابد من عمل تقييم مستمر لمستوي المشاعر واتجاهاتها, وتغيرها من حين إلي آخر! والتأكد من سلامة تصرف الإنسان في سلوكياته. وهكذا تدعو الحاجة إلي مراقبة حالة النفس من الداخل ومن الخارج, وكيف تسلك النفس في عدة موضوعات من التقوى والعفة والصداقة وألوان من العبادة.

وسنحاول أن نطرق الموقف من كل هذه الأمور وغيرها, بمقياس الخارج والداخل.

إن الله تهمه حالة القلب قبل كل شيء, وليس مجرد المظاهر الخارجية. إلا لو كانت تلك المظاهر الخارجية تعبيرًا صادقًا عن حالة القلب من الداخل, بحيث يكون الأمران معا عبارة عن صورة واحدة في تيار واحد.

† من الملاحظ أن بعض الوعاظ ورجال التربية يهتمون كل الاهتمام بالنقاوة الخارجية فقط ويركزون عليها! فبالنسبة إلي الفتاة مثلًا, يهتمون بمظهرها: هل تتفق ملابسها وقواعد الحشمة؟

وهل هي تسرف في زينتها لكي تجذب بذلك غيرها! ويركزون علي هذه السلبيات, ولا يتطرقون إلي الباعث الداخلي, الذي يكمن في القلب, ويسبب عدم الحشمة!

والمفروض أن يكون التركيز علي الداخل, من جهة محبة الفضيلة ونقاء القلب, فإن صار القلب نقيًا من الداخل, وتخلص من المشاعر التي تدفع الفتاة إلي التبرج في زينتها, حينئذ هي نفسها, من تلقاء ذاتها وبدون وعظ, ستتخلى عن كل تلك المظاهر الخاطئة.

كذلك الشاب الذي يطيل شعره لكي يتميز عن غيره, ويلبس ملابس لا تليق, ويضع سيجارة في فمه ليشبه الكبار, ويستخدم العنف ليثبت قوته! هذا لا يثنيه الوعظ أو الضغط الخارجي, إنما يحتاج أن يعرف ما معني الرجولة؟ وما هي علامات قوة الشخصية؟ وكيف يمكنه أن يكسب محبة وتقدير الناس؟ بالإضافة إلي نقاء القلب من الداخل, فإن اقتنع بكل هذا, لابد سيترك أخطاءه بدون توبيخ أو قهر.

إن العنف والضغط الخارجي والشدة في التوبيخ, ليست هي الأمور التي تصلح الآخرين وغاية من تصل إليه هو الإجبار علي مظهر خارجي يبدو سليما, ويبقي القلب كما هو, بنفس رغباته, واتجاهاته يضاف إلي ذلك روح التذمر والضيق!!

يحسن أن يعرف الشباب وغيره, أن العنف ليس دليلا علي القوة, بل هو الاعتراف بالعجز عن حل الأمور بطريقة هادئة! وبهذه المناسبة, أتذكر ما قاله أحد الشعراء:

ضعاف الأسد أكثرها زئيرا وأصرمها اللواتي لا تزير

وقد كبر البعير بغير لب ولم يستفد بالكبر البعير

† إن الذين يهتمون بالمظاهر الخارجية الزائفة, ربما يشبهون قبورًا مزينة جدًا من الخارج, بينما في الداخل أجساد قد تحللت ويأكلها الدود (إنجيل متى 23: 27)! إن المظاهر الخارجية غير مقبولة عند الله, ولا ينخدع بها جميع الناس.

ومع ذلك لا ننكر أنه بالإضافة إلي القلب النقي من الداخل, يحسن أيضا أن يكون الخارج نقيًا: ويكون سلوك كل شخص حسنًا جدًا من الخارج, بحيث يكون ذلك نابعًا من القلب, وليس مجرد تظاهر أو رياء لمجرد نوال مديح الناس! بل الهدف هو إرضاء الله، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وأيضًا لكيلا يكون عثرة أمام الناس, بل قدوة صالحة تنفع الغير ولا شك أن الاهتمام بنقاء القلب من الداخل, ليس معناه ترك الخارج أيضًا. إنما علينا أن نضع أسسًا سليمة للتخلص من الأخطاء.

† مثال ذلك: إنسان يكذب كثيرًا, هل إصلاحه يأتي بعظات عن خطية الكذب وخطورتها ومضارها؟! وهل توبيخه علي كذبه يجعله يبطل ذلك؟! إن الأفضل لإصلاحه أن نبحث عن الأسباب التي تدعوه إلي الكذب: هل هو يكذب لإخفاء خطية وقع فيها؟ أو يكذب للحصول علي منفعة ما؟ أو القصد من الكذب هو التباهي, أو التخلص من الإحراج؟ أو أن الكذب قد صار عادة عنده, بحيث يكذب بلا سبب يضطره إلي ذلك؟ أم يكذب عن طريق الفكاهة, أو لإغاظة غيره أو التهكم عليه؟ أو لسبب آخر؟

إذن نبحث عن سبب الكذب ونعالجه.. ونقنع صاحبه بعدم جدواه.. ونقدم له حلولا عملية أو بدائل لا خطأ فيها, مع الاقتناع بكسب ثقة الناس واحترامهم بأسلوب الصدق. وهكذا نعالج الداخل, فيزول الخطأ الخارجي تلقائيا..

† نصيحتي لك: أن تحترس من الأسباب التي تقودك إلي الخطأ الخارجي. وهذا الاحتراس يقودك إلي نقاء الداخل, ومن أجل أمانتك في الخارج, يساعدك الله علي النقاء الداخلي.

† نصيحة أخري, وهو أن تسلك في الفضيلة بطريقة سليمة, تدرك عمقها الداخلي, وليس مجرد الممارسة الخارجية.

فالصوم مثلًا, لا تعتبره مجرد فضيلة خاصة بالجسد في الامتناع عن الطعام, فهذا عمل خارجي لا علاقة له بالقلب, إنما تضيف إلي ذلك الامتناع عن بعض الخطايا التي تقع فيها, وهنا يجتمع الأمران معًا: عمل الجسد وعمل القلب والروح.

† الصلاة أيضًا لا تعتبرها مجرد كلام أمام الله, كما قال عنها أحد القديسين: "أنا ما وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظًا"! إنما ليدخل عمل القلب في صلاتك: من حيث أن تصبح الصلاة صلة مع الله, بتركيز الفكر والقلب في كل كلمة تقولها وتعنيها, وأيضا باشتراك القلب بخشوعه.

وليرشدك الله في ممارسة كل فضيلة, بحيث لا تكتفي بمظهرها الخارجي, إنما تدخل إلي عمقها, وليكن الرب معك.
+++

Post: #274
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-27-2015, 09:55 PM
Parent: #273

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 30 أكتوبر 2011

العمل الإيجابي والسلبيات

‏ يعجبني جدًا ذلك المثل الذي يقول‏:‏ بدلًا من أن تلعنوا الظلام أضيئوا شمعة‏,‏ وإضاءة شمعة هي عمل إيجابي بلا شك‏.‏ وبها ينقشع الظلام تلقائيا دون أن تلعنه‏.‏ أما لعن الظلام‏,‏ فهو عمل الذين ينشغلون بالسلبيات‏.. ويظنون أنهم بذلك يقضون علي الظلام ويتخلصون منه, أي بالشتيمة والإهانة والتجريح, وكلها عناصر من الظلام أيضًا!

† العمل الايجابي هو البناء, والعمل السلبي هو الهدم... والمعروف طبعًا أن الذي يبني, يصعد دائما إلى فوق بينما الذي يهدم, يهبط دائمًا إلى أسفل... وماذا ينتفع إن كان عمله هو مجرد الهدم دون أن يبني شيئًا أو ماذا ينتفع المجتمع من ذلك؟!

قد يقول السلبيون: نحن ننبه المجتمع إلى الأخطاء الموجودة, فهل هذا التنبيه هو هدف في ذاته, أم هو مجرد وسيلة للإصلاح؟! فإن كان مجرد وسيلة فالاكتفاء به لا يصلح.... دون ذكر وسائل الإصلاح. وهنا يكون الدخول في العمل الإيجابي البناء.

† هناك مثل معروف, وهو الكوب الممتلئ نصفه بالماء: أصحاب النظرة البيضاء يشكرون الله علي النصف الممتلئ. أما أصحاب النظرة السوداء, فإنهم يتذمرون بسبب النصف الفارغ... وأنت, إلي أي النظرتين تنتمي؟ لا شك أن السلبيين هم أصحاب النظرة السوداء التي لا تشكر علي شيء, بل يتضجرون.. إنهم يفعلون ذلك, حتى مع الله نفسه -تبارك اسمه- ينسون كل إحسانات الله السابقة التي أحسن بها عليهم. ولا يذكرون ألا الضيقة الحاضرة! ويتذمرون بسببها ويقولون: أين معونة الله لنا؟! هذا هو أسلوب السلبيين, وبنفس الوضع يتصرفون مع أصدقائهم من البشر: يتجاهلون كل إخلاصهم السابق, ويركزون علي غلطة حاضرة!

† إن العمل الإيجابي (أي البناء) هو العمل الباقي, الآن وفي المستقبل. أما الشوشرة التي يقيمها العمل السلبي, فإنها تزول, ولا يبقي لها أثر في قلوب الناس أو في أفكارهم, مقارنة بعمل البناء الذي يسعدهم.

والعمل الإيجابي البناء هو أيضًا عمل مفرح, إذا انه طوبي لأقدام المبشرين بالخيرات (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 10: 15), إذ يسعدون من يسمعونهم. إنهم مثل الحمامة التي بشرت أبانا نوح بانتهاء الطوفان, وأتت إليه بورقة زيتون خضراء عرف بها أن الحياة عادت تظهر علي الأرض.

† إن السلبيين يبحثون دائمًا عن الأخطاء أينما وجدت لكي ينتقدوها, ويفرحون بذلك كمن وجد غنائم كثيرة! ويفرحون بالنقائص التي يكتشفونها, أو ما يظنون أنها نقائص, لكي يتخذوها مجالات للتشهير. ويفتخروا بذلك! ويقولون: مفاجأة نحن أول من ينشرها: "إنها فضيحة بجلاجل"! وما أسعدهم بذلك! وربما ينشرون ذلك بدون تحقيق وبدون تأكد إن كان السلبيون يبحثون عن النقائص لكي ينتقدوها, فإن الإنسان الروحي, إذا وجد نقصًا في مجال ما بالمجتمع, يحاول أن يوفي احتياجات ذلك المجال, حتى يزول النقص, في حرص ألا ينتقد.

† إن السلبيات التي تحمل شرورًا كثيرة, منها التشهير الذي يدل علي عدم محبة, وكذلك رغبة في الإيذاء. كل هذه وغيرها من الشرور, من أين أتت؟ وما مصدرها؟ ومتى بدأت؟

عندما خلق الله الإنسان, كان بارًا, لا يفعل شرًا, بل من فرط بساطته ونقاوته, لم يكن يعرف ما هو الشر, بكل ما في تفاصيل الشر.. فكيف إذن فقد البساطة وعرف الشر ومارسه؟! لقد فعل كل ذلك بحسد إبليس, الذي سقط, ولم يعجبه أن يبقي الإنسان بارًا, ويمتاز عليه بالبر والقرب إلى الله. لذلك عمل علي إسقاطه كما سقط هو من قبل.

† وهكذا أنت يا أخي القارئ العزيز, إذا وجدك الشيطان منشغلًا بالعمل الإيجابي والنمو في الفضيلة والبر, ما أسهل عليه أن يقدم لك العديد من السلبيات لكي تنشغل بها, وتترك عملك الإيجابي البار, يقدم لك مشاكل وأخبار أحداث صراعات لكي تنشغل بها, وتترك عملك الإيجابي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وان لم يجد أخبارًا تثيرك, يخترع شائعات وأكاذيب يقدمها لك لتشغلك, ولا تعود تفكر ألا فيها! وهكذا يجذبك إلى السلبيات, ويربطك بها رباطا وثيقا لا تنحل منه!

† احترس إذن من السلبيات وأسبابها... وإن حوربت بالتفكير في أخطاء الناس ونقائصهم, قل لنفسك: الأفضل لي أن أفكر أولًا في أخطائي الشخصية وأصلحها, قبل أن أفكر في إصلاح غيري, فهذا هو المفيد لي. فحقا من أقامني قاضيًا علي غيري؟!

† واعرف أن انشغالك بأخطاء الآخرين وبالعمل علي نشرها, إنما يفقدك الحب الذي بينك وبينهم, وبينما أنت تستطيع بالحب والعمل الهادئ أن تكسبهم وأعرف أيضًا أنك بالسلبيات تبدد طاقاتك. وأيضا في السلبيات تفقد سلامك الداخلي, وتصبح إنسانًا متضايقًا مضطربًا ثائرًا عالي الصوت، أحيانًا تقول لمن يقابلك: "الدنيا كلها خربانة"!!

وأيضا تفقد الوداعة والبشاشة والوجه المبتسم.

† إن استمرارك في الحكم علي الآخرين, إنما تعطي نفسك سلطانا ليس لك. فاهدأ إذن واعرف حدودك.

أقول ذلك, لأنه حدث -وأنا سائر في طريق الحياة- أنني رأيت أشخاصًا بدأوا بطريق الفضيلة والبر, ولكنهم إذ انشغلوا بالسلبيات التي كانت أقوي من اقتناعهم الداخلي بالعمل الإيجابي, انتهي بهم الأمر إلى الضياع. واندفعوا في تيار الظلام, الذي صاروا يحبونه أكثر من النور بسبب تأثير السلبيات عليهم, وضعفهم أمامها. لذلك نصيحتي أن تثبتوا في العمل الإيجابي, ولا تعطوا فرصة للسلبيات أن تغيركم.
+++

Post: #275
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-28-2015, 04:42 PM
Parent: #274

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 6 نوفمبر 2011

للضعفاء إله يقويهم

إن الله هو إله الكل‏.‏ هو خالق الكل‏,‏ والمعتني بالكل‏,‏ والمهتم بالكل‏,‏ هو خالق السموات والأرض‏,‏ والمهتم بكل من هم في السموات ومن هم علي الأرض‏,‏ بل ومن هم تحت الأرض أيضًا‏,‏ إنه إله لكل المخلوقات‏:‏ للملائكة والبشر‏, وأيضا للحيوانات وللحشرات, يعطيها طعامها, ولكن بوجه خاص هو إله الضعفاء.

† نعم إن الله في حنوه يقف إلي جوار الضعيف ليسنده.. إنه معين من ليس له معين, ورجاء من ليس له رجاء. عزاء صغيري القلوب, ميناء الذين في العاصف, وكل إنسان قلبه صغير, لا يحتمل متاعب الدنيا, ولا متاعب الناس, ولا متاعب الخطية, هذا إن اضطربت سفينته وسط الأمواج العاصفة, يري الله منقذًا له في كل هذا.

† إن الله دائمًا مع الضعفاء, وضد الأقوياء المعتزين بقوتهم. إنه بعمق محبته يبشر المساكين بالفرح, يعصب منكسري القلوب. ينادي بالمسببين بالعتق, وللمأسورين بالإطلاق.. لقد كان الله مع يوسف المسكين, الذي ألقاه أخوته في البئر, وبيع كعبد في أرض مصر, وألقوه في السجن ظلمًا, ولم يدافع في كل ذلك عن نفسه, وكان مع داود الضعيف أمام شاول الملك وكل سلطانه وجنده وقوته وقسوته, وكان مع داود الفتى حينما وقف أمام جليات الجبار, وكان مع موسى الوديع الهادئ ضد فرعون المتعالي المعتز بقوته.

الله هو أيضًا حافظ الأطفال, يراعي ضعفهم ويسندهم ويحميهم, كما أن الله أيضًا يحكم للمظلومين الذين لا يستطيعون أن ينالوا حقهم, لذلك إن كنت ضعيفا فلا تخف ما دام الرب معك, واحذر من أن تكون قويًا والرب مفارقك, لقد كانت الكنيسة عَزْلاء وضعيفة أمام كل قوة الدولة الرومانية وبطشها وأسلحتها وبخاصة أيام الإمبراطور نيرون الظالم. ولكنها انتصرت وانتشرت لأن قوة الرب كانت معها.

† لذلك إن وجدت جبارًا معتزًا بجبروته, قل له: لقد قربت نهايتك, إنني اذكر من تأملاتي بعض الكتاب الروحيين: "قال الشيطان لله: اترك لي الأقوياء فأنني كفيل بهم, أما الضعفاء فإذ ليست لهم قوة لذلك يحاربونني بقوتك أنت فلا أقدر عليهم".

† إذا كنت في ضيقة أو خطية, فلا تقف أمام الله وتذكر وعودًا منك أو تعهدات, كمن هو واثق بقدرته علي التنفيذ, إنما قف أمام الله كضعيف يطلب المعونة.. قل له: ساعدني يا رب لكي أترك هذه الخطية, لأني كلما أتركها أعود إليها مرة أخري, إنني أعرض ضعفي أمام جلالك الإلهي, وأنت يا رب تعرف يقظة أعدائي, وضعف طبيعتي أنت تعرفه يا خالقي, وأنا في حروبي الروحية لا أغلب إلا بقوتك.

† إن الإنسان المتواضع المنسحق القلب, الذي يقف أمام الله كضعيف يطلب معونته الإلهية, فهو الذي يمكنه أن يأخذ قوة من الله يستطيع بها أن ينتصر. ذلك إن وقفت أمام الله كقوي, تكون معتمدا علي ذراعك البشري, وحينئذ تتخلي عنك النعمة لكي تشعر بضعفك وتتضع.. إذن فلا تفتخر بقدرتك.

† وإذا ما عرفت ضعفك, لا تحتقر إنسانًا ضعيفًا ساقطًا, بل قل لنفسك: أنتِ معرضه للسقوط مثله لولا نعمة الله التي تسندني. نعم نعمة الله التي تحتمل ضعف الضعفاء بما لا يحد من طول أناته.

إن شعورك بقوتك في الحروب الروحية, إنما يفقدك الاحتراص, ويفقدك التدقيق, ويوقعك في الغرور, ويبعدك عن الصلاة, ألم يقل سليمان الحكيم عن الخطية إنها "طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" (سفر الأمثال 7: 26). يقصد المعتمدين علي قوتهم فقط.. حقا إن المعتزين بقوتهم, نادرًا ما يصلون, إذ لا يشعرون بحاجة إلي صلاة تساندهم, وصعب علي هؤلاء أن يتضعوا.

† ومع ذلك إن شعرت أنك ضعيف, لا تخف من ضعفك, وإن كنت مغلوبا من خطية ما, فلا تيأس من انغلابك, لقد كان أوغسطينوس ضعيفًا أمام الخطية ومغلوبا لكنه بنعمة الله انتصر علي كل ذلك, بل إنه نما في النعمة حتى صار راهبًا ثم أسقفًا, ثم قائدا للروحيات في جيله, وهكذا كان موسي الأسود, وبلاجيه, ومريم القبطية, وآخرون، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. ولكن قوة الله التي تسند الضعفاء, قادتهم في موكب النصرة, وهكذا هو عمل الله المحب, الذي يستطيع أن يعطي للمعيي قوة, ويثبت له أجنحة كالنسور, ويرتفع في حياة الروح.

† علي أن شعورك بالضعف, لا يعني أن تتصف دائمًا بهذه الصفة, بل علي العكس تؤمن أنك تستطيع كل شيء في الله الذي يقويك. لذلك أنت تشعر أنك ضعيف بذاتك, ولكنك قوي جدا بالله العامل فيك, فاحرص علي عمل القوة الإلهية فيك, واتضاعك الدائم, من هنا يكون الإنسان الروحي قويًا جدًا ولكن ليس بقوته وشخصيته, وإنما بقوة الله العامل فيه.

† بهذا لا تقف أمام الله وتقول سأترك هذه الخطية ولا أرتكبها بعد الآن, إنما قل: أعطني يا رب قوة لأتركها, لأنك إن لم تمسك بيدي لن أتقدم خطوة واحدة بدونك.. إنني لست أقوي من الشيطان, الذي هو أكثر حيلة, وأكثر معرفة بالنفس البشرية وضعفاتها, وأكثر خبرة بالحروب الروحية.. أنت يا رب الذي تنقذني منها. أفرح لا بقوتي, بل بنعمتك التي تخلصني.. أنا لا أحب إطلاقًا أن أتكبر, والكتاب يقول: "قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ" (سفر الأمثال 16: 18). نجني يا رب من كليهما, ولك المجد الدائم إلي الأبد, آمين.
+++

Post: #276
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-28-2015, 10:51 PM
Parent: #275

فيلم جميل اسمه:
وأيقظنى حلم ...


الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم ..
ارنست
+++

Post: #277
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-29-2015, 03:29 PM
Parent: #276

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 13 نوفمبر 2011

جاهد واغصب نفسك

الذي يريد أن يسير في الطريق الروحي, كيف يبدأ؟ حقا إن الحياة الروحية بمعناها السليم, هي أن الإنسان يحب الله, ويحب الخير, ويحب الملكوت السماوي, ويحب جميع الناس, ويسلك في طريق البر ونقاء القلب بكل رضا واشتياق, ويشعر أن عشرته مع الله هي ملء السعادة, وشهوة القلب.

ولكن هل كل الناس يبدأون بهذا المستوي؟ كلا بلا شك.

† هل محبة الإنسان لله قد تكون نهاية الطريق, وقمة العلاقة مع الله. وليست هي نقطة البدء, بل عمليا يبدأ الشخص بمخافة الله, كما قال الكتاب: بدء الحكمة مخافة الله. فيستيقظ إلي نفسه. وتبدأ مخافة الله تدخل إلي قلبه. فيخاف من دينونة خطاياه, ومن غضب الله, ويخاف أن يأتيه الموت وهو غير مستعد. وهذا كله يدعوه إلي أن يغير طريقه. ولكن كيف يغير طريقه؟ يغيره بالتغصب لأن محبة الله لا تكون قد ملكت علي قلبه منذ البداية. وهكذا يكون التغصب, هو نقطة البداية العملية في الحياة الروحية.

† إنسان دخل جديدًا في الطريق الروحي. لم يتدرج بعد علي الصلاة. ولم يتعود الاستمرار فيها طويلًا. وليست له المشاعر الروحية التي تساعده علي صلاة الحب والعاطفة والخشوع والتأمل. ولكنه يغصب نفسه علي الصلاة. وإن حورب بإنهائها, يغصب نفسه علي الاستمرار فيها. ففي الليل مثلا يشعر أنه متنقل بالنوم, وإنه متعب جسديًا وليست لديه قوة علي الوقوف للصلاة. وليست له رغبة في ذلك, ولكنه يغصب نفسه علي الصلاة والركوع والسجود ويغصب نفسه علي تركيز حواسه في الصلاة, ومنع ذاته من الشرود والسرحان.

قال أحد الآباء: إنك لو انتظرت إلي أن تصل إلي الصلاة الطاهرة الخاشعة النقية, ثم بعد ذلك تصلي, فإلي الأبد لا تصلي. كذلك أن الصلاة في كمالها ليست هي نقطة البدء, بل هي قمة العمل الروحي في الصلاة. إنما أنت, عليك أن تغصب نفسك علي الاستمرار في الصلاة, حتى لو كنت مثقلا بالنوم. والله ينظر إلي تعبك وجهادك وصبرك وإصرارك. ويشرق عليك بنعمته ويجذبك إلي كمال الصلاة.

† نفس الوضع نقوله بالنسبة إلي كل فضيلة من الفضائل: وقد لا تبدأ ممارسة الصوم بمحبة الصوم, ولكن تغصب نفسك علي ذلك. وقد لا يكون لك اشتياق إلي قراءة كتاب الله والتأمل في كلماته. ولكنك تغصب نفسك علي ذلك. وبالمثل تغصب نفسك علي التوبة, وعلي التسامح, وعلي دفع نصيب الله من مالك. وتغصب نفسك علي ضبط الفكر, وضبط الحواس... إلخ.

† ولكن لعل سائلًا يسأل: هل الله يقبل الفضيلة التي تأتي بالغصب وهي خالية من الحب؟!

أولا أقول لك إنها ليست خالية من الحب. ولولا الحب ما كنت تبدأ بها. ولكنه حسب مبتدئ, يقاومه عادات النفس القديمة, وتقاومه ارتباطات بالمادة والجسد. كما تقاومه محاربات الشياطين ومعطلات عديدة. والله يقبل هذا التغصب باعتباره لونًا من الجهاد الروحي ومحاولة قهر النفس.

ثانيا إن الشخص قد يمارس العمل الروحي بتغصب. ولكنه بعد حين يجد لذة في هذا العمل الروحي, فيكمله في حب ويسعى إليه باشتياق قلب. وهكذا يكون التغصب هو مجرد مرحلة روحية تنتهي بالفضيلة في وضعها الكامل.

† ولكن الشيطان قد يهزأ بالتغصب. ويحاول أن يتخذه وسيلة لإبطال العمل الروحي جملة. فيقول لك هل من الأدب الحديث مع الله بتغصب؟! أين الحب الذي قال عنه داود النبي للرب في صلاته: "بِاسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ، كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي" (سفر المزامير 63: 4، 5).. وحينئذ يدعوك الشيطان أن توقف هذه الصلاة احتراما للمثاليات التي تنقصها!! ولكن الله يقبل صلاتك, كما يقبل الحروف التي يتلفظها الطفل بلا معني في أولي درجات الكلام حتى يصل إلي الكمال، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ويري تحركات الطفل المتعثرة, علي أنها أولي الخطوات للسير المنتظم السريع. إنه سبحانه لا يحتقر هذا التغصب بل يشجعه كخطوات نحو نمو سليم. وبهذا لا يستمر التغصب تغصبًا, بل يكون خطوة تتحول إلي أفضل.

† مثال آخر وهو العطاء الذي نقدمه للمحتاجين: الوضع السليم أن نعطي بسرور (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 9: 7), ونعطي بسخاء (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 8), فهل نوقف عطاءنا إلي أن نصل إلي هذا المستوي؟! وما ذنب الفقير أو المحتاج لعطائك, إن كنت لم تصل بعد إلي هذه الدرجة؟! إذن الوضع العملي هو أن تعطي لغيرك ولو بشيء من التغصب. ثم يتطور الأمر إلي أن تعطي كل مالك للفقراء, وأنت مسرور بذلك.. ألست تري إذن أن التغصب هو فضيلة مرحلية لا تستمر هكذا. وفي مجال التغصب نذكر أيضا التداريب الروحية.

† من فوائد التغصب: الانتصار علي العادات الخاطئة وعلي الخطيئة التي انتصرت علي الشخص زمنا وأذلته واستعبدته. ولم يكن من السهل أن يتركها. وإنما يحتاج إلي أن يغصب نفسه علي ذلك. والتغصب هو بلا شك ثورة علي تدليل النفس, أو هو حرب ضد الذات واشتياقاتها إلي رغبات معينة, أو إلي محبة الراحة والاسترخاء.

ثم ألا تري أننا أحيانًا نحتاج إلي أن نغصب الأطفال في البدء الذين لم يتعودوا الفضيلة, بينما لو تركناهم حسب هواهم, لكانت النتيجة الحتمية هي ضياعهم زمانًا.

وكثير من الخاطئين لم يستفيدوا بسرعة. ولم يرجعوا إلي الله حبًا. رجعوا إليه غصبًا بتجارب وآلام متنوعة. فخيرٌ للإنسان إذن أن يغصب نفسه بإرادته علي عمل الخير, من أن تغصبه التجارب أو الأحداث أو العقوبات.

أخيرا اجعل ضميرك هو الذي يغصبك, وليس القانون. وارتفع فوق مستوي القانون لتصل إلي محبة الخير.
+++

Post: #278
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-30-2015, 00:02 AM
Parent: #277


Post: #279
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-30-2015, 10:59 PM
Parent: #278

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 4 ديسمبر 2011

النسيان.. فوائده وأضراره

ما أكثر ما يشكو الناس من النسيان, بل يطلبون أيضًا علاجًا للنسيان, حقًا إن للنسيان مساوئ كثيرة, ومع ذلك لكي ننصفه, نقول إن هناك ولا شك فوائد للنسيان. فالنسيان ليس كله شر. ولقد سمح الله به من أجل نفع الإنسان وفائدته, ولو أحسن الإنسان استخدامه, فالإنسان الحكيم يعرف متى ينبغي أن يتذكر ومتى ينبغي أن ينسي..

† من الخطأ طبعًا أن ينسي المرء واجباته الدينية أو واجباته العالمية, ومن الخطأ أن ينسي عهوده ووعوده ونذوره ومواعيده, ومن الخطأ أن ينسي فضل الناس عليه, أو ينسي بالأكثر إحسانات الله العديدة إليه.

† ولعل من أخطر أنواع النسيان, أن ينسي الإنسان أصله الترابي, إذ أن الله -جل جلاله- قد خلق التراب أولًا, ثم خلق الإنسان من هذا التراب, والذي ينسي أصله الترابي قد يقع في الكبرياء, والعجرفة, والإعجاب بالنفس, والتباهي بالمناصب والألقاب, وأتذكر أنني قلت عن ذلك في بعض أبيات الشعر:

قل لمن يعتز بالألقاب إن صاح في فخره من أعظم مني؟!

أنت في الأصل تراب تافه هل سينسي أصله من قال إني؟!

وهكذا فإنني جعلت أمامي هذا الأصل الترابي, كأنشودة أغني بها باستمرار, حيث قلت:

يا تراب الأرض يا جدي وجد الناس طرا

أنت أصلي أنت يا من أقدم من آدم عمرا

ومصيري أنت في القبر إذا وسدت قبرا

† أما عن فوائد النسيان فلعلنا نذكر في قمته أن ننسي إساءات الناس إلينا ننساها لكي نستطيع أن نصفح وأن نسامح.. وننساها لكي لا يملك الغضب علي قلوبنا من جهتهم.. وأيضا لكي نهرب من شيطان الحقد والكراهية.

الذي ينسي أخطاء الناس إليه, يمكنه أن يحب الجميع, ويملأ السلام قلبه من جهة الكل, ويستطيع أن يقابل كل أحد ببشاشة, ولا يخزن في قلبه شرا من جهة أحد, لذلك إن أساء أحد إليك, لا تحاول أن تسترجع في ذهنك إساءته إليك, ولا تجلس مع الناس وتحدثهم عما فعله بك ذلك المسيء, لا تفكر في هذا الموضوع, ولا تتكلم في تفاصيله, لئلا يرسخ كل ذلك في ذاكرتك وفي قلبك ويتعبك.

† وليس فقط تنسي أخطاء الناس إليك, إنما عليك أن تنسي أخطاءهم بصفة عامة, فإنك لو تذكرت علي الدوام أخطاء الناس, لاسودت صورتهم في نظرك, وأصبحت تعجز من أن تجد لك في الناس صديقًا.. فكل الناس لهم أخطاء, ولو تذكرنا لكل واحد أخطاءه, لما استطعنا أن نتعامل مع أحد, وربما يدخل الشك إلي قلوبنا من جهة الناس, وربما لا نستطيع أن نتكلم باحترام مع أحد!

إذن ليتنا ننسي أخطاء الناس, لكي يعاملنا الله بالمثل, وما أجمل قول القديس العظيم الأنبا أنطونيوس: إن ذكرنا خطايانا, لا يذكرها لنا الله, وإن نسينا خطايانا, يذكرها لنا الله.

إذن أذكر خطاياك, وإنس خطايا غيرك, فإن هذا يقودك إلي الاتضاع, وإلي المحبة, أما الإنسان المتكبر أو غير المحب, فإنه علي العكس: دائمًا ينسى نقائصه الخاصة, ودائما يذكر أخطاء غيره, وقد يتحدث عن خطايا الناس, بينما يتضايق إن تحدث الناس عن خطاياه!

† لذلك فإنه من النسيان النافع, أن تنسي فضائلك, أو تنسي الأعمال الحسنة التي شاءت نعمة الله أن تعملها علي يديك.. فإن عملت خيرًا, أو إن عمل الله خيرًا بواسطتك, فالواجب عليك أن تنسي ما عملته, لا تذكره ولا تتذكره لئلا يوقعك هذا الأمر في الإعجاب بالنفس أو في الكبرياء, وأيضًا لكي لا تجلب لنفسك مديحا من الناس, قد تضيع معه بعض أجرك في السماء, ويقال لك تلك العبارة الخطيرة: قد استوفيت خيراتك علي الأرض!!

إن الذي يعمل خيرًا, ليس عليه فقط أن يعمله في الخفاء علي قدر الإمكان, حيث لا يراه الناس.. إنما الأفضل أن يخفي الأمر حتى عن نفسه بالنسيان, حسبما قال السيد المسيح لمن يعمل صدقة: لا تعرف شمالك ما تفعله يمينك، ونص الآية هو: "لاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ" (إنجيل متى 6: 3).. والله "الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً" إنجيل متى 6: 4، 6، 18).

حقًا إن الإنسان الذي يحاول أن يظهر فضائله, أو يتحدث عنها, ما أسهل أن يقع في الغرور وربما يفقد ثوابه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فإن لم تستطع أن تنسي الخير الذي تعمله, وإن ألح عليك الفكر في تذكاره.. فانسب ذلك إلي نعمة الله وعمله وليس إلي نفسك.

† ومن فضائل النسيان أيضًا, أن ننسي المتاعب والضيقات.. فأحيانا يكون التفكير في الضيقة, هو أشد إيلامًا وضررًا من الضيقة ذاتها لذلك اجعل الضيقات خارج نفسك لا داخلها.

لا تسمح لها بالدخول إلي فكرك أو إلي قلبك لئلا تتعبك, حاول أن تنساها, وإن ألح عليك الفكر ولم تستطع أن تنسي, حاول أن تنشغل بالقراءة أو بالعمل أو بالحديث مع الناس, لكي تنسي.. علي قدر إمكانك حاول أن تنسي المتاعب والهموم, لأن تذكرها قد يجلب الأمراض النفسية والعصبية وأمراضًا أخري.

† من فوائد النسيان أيضًا, أن ينسي الإنسان المُعْثِرات التي تجلب الخطية, وقد يقرأ شاب قصة بذيئة أو يري منظرًا خليعًا, أو يسمع كلامًا مثيرًا.. وإن لم ينس كل هذا, تظل هذه الأمور حربًا علي فكره تضيع نقاء قلبه, فمن الخير له أن ينسي.. حاول إذن أن تنسي كل ما يعكر نقاء قلبك.

† من فوائد النسيان أيضًا أن ننسي التفاهات, لكي تبقي في الذهن فقط الأمور المهمة النافعة, فلو ذكر الشخص كل ما يمر عليه في يومه أو طوال الأسبوع من أمور تافهة تختص بالأكل والشرب وأحاديث الناس ومناظر الطريق وأيضا كل القراءات والحديث.. فإن طاقة هذا الإنسان لا تحتمل أن تخزن ما يلزمه من المعلومات الأساسية.

إذن إن النسيان هو عملية غربلة حيوية, تغربل في الذهن وفي الذاكرة جميع المعارف والمعلومات والمناظر والسماعات, فتستبقي منها النافع وتترك ما لا يفيد وتنساه.
+++

Post: #280
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: عوض سيد أحمد
Date: 03-31-2015, 09:38 AM
Parent: #279

(مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 4 ديسمبر 2011

النسيان.. فوائده وأضراره

ما أكثر ما يشكو الناس من النسيان, بل يطلبون أيضًا علاجًا للنسيان, حقًا إن للنسيان مساوئ كثيرة, ومع ذلك لكي ننصفه, نقول إن هناك ولا شك فوائد للنسيان. فالنسيان ليس كله شر. ولقد سمح الله به من أجل نفع الإنسان وفائدته, ولو أحسن الإنسان استخدامه, فالإنسان الحكيم يعرف متى ينبغي أن يتذكر ومتى ينبغي أن ينسي..

† من الخطأ طبعًا أن ينسي المرء واجباته الدينية أو واجباته العالمية, ومن الخطأ أن ينسي عهوده ووعوده ونذوره ومواعيده, ومن الخطأ أن ينسي فضل الناس عليه, أو ينسي بالأكثر إحسانات الله العديدة إليه.

† ولعل من أخطر أنواع النسيان, أن ينسي الإنسان أصله الترابي, إذ أن الله -جل جلاله- قد خلق التراب أولًا, ثم خلق الإنسان من هذا التراب, والذي ينسي أصله الترابي قد يقع في الكبرياء, والعجرفة, والإعجاب بالنفس, والتباهي بالمناصب والألقاب, وأتذكر أنني قلت عن ذلك في بعض أبيات الشعر:

قل لمن يعتز بالألقاب إن صاح في فخره من أعظم مني؟!

أنت في الأصل تراب تافه هل سينسي أصله من قال إني؟!

وهكذا فإنني جعلت أمامي هذا الأصل الترابي, كأنشودة أغني بها باستمرار, حيث قلت:

يا تراب الأرض يا جدي وجد الناس طرا

أنت أصلي أنت يا من أقدم من آدم عمرا

ومصيري أنت في القبر إذا وسدت قبرا

† أما عن فوائد النسيان فلعلنا نذكر في قمته أن ننسي إساءات الناس إلينا ننساها لكي نستطيع أن نصفح وأن نسامح.. وننساها لكي لا يملك الغضب علي قلوبنا من جهتهم.. وأيضا لكي نهرب من شيطان الحقد والكراهية.

الذي ينسي أخطاء الناس إليه, يمكنه أن يحب الجميع, ويملأ السلام قلبه من جهة الكل, ويستطيع أن يقابل كل أحد ببشاشة, ولا يخزن في قلبه شرا من جهة أحد, لذلك إن أساء أحد إليك, لا تحاول أن تسترجع في ذهنك إساءته إليك, ولا تجلس مع الناس وتحدثهم عما فعله بك ذلك المسيء, لا تفكر في هذا الموضوع, ولا تتكلم في تفاصيله, لئلا يرسخ كل ذلك في ذاكرتك وفي قلبك ويتعبك.

† وليس فقط تنسي أخطاء الناس إليك, إنما عليك أن تنسي أخطاءهم بصفة عامة, فإنك لو تذكرت علي الدوام أخطاء الناس, لاسودت صورتهم في نظرك, وأصبحت تعجز من أن تجد لك في الناس صديقًا.. فكل الناس لهم أخطاء, ولو تذكرنا لكل واحد أخطاءه, لما استطعنا أن نتعامل مع أحد, وربما يدخل الشك إلي قلوبنا من جهة الناس, وربما لا نستطيع أن نتكلم باحترام مع أحد!

إذن ليتنا ننسي أخطاء الناس, لكي يعاملنا الله بالمثل, وما أجمل قول القديس العظيم الأنبا أنطونيوس: إن ذكرنا خطايانا, لا يذكرها لنا الله, وإن نسينا خطايانا, يذكرها لنا الله.

إذن أذكر خطاياك, وإنس خطايا غيرك, فإن هذا يقودك إلي الاتضاع, وإلي المحبة, أما الإنسان المتكبر أو غير المحب, فإنه علي العكس: دائمًا ينسى نقائصه الخاصة, ودائما يذكر أخطاء غيره, وقد يتحدث عن خطايا الناس, بينما يتضايق إن تحدث الناس عن خطاياه!

† لذلك فإنه من النسيان النافع, أن تنسي فضائلك, أو تنسي الأعمال الحسنة التي شاءت نعمة الله أن تعملها علي يديك.. فإن عملت خيرًا, أو إن عمل الله خيرًا بواسطتك, فالواجب عليك أن تنسي ما عملته, لا تذكره ولا تتذكره لئلا يوقعك هذا الأمر في الإعجاب بالنفس أو في الكبرياء, وأيضًا لكي لا تجلب لنفسك مديحا من الناس, قد تضيع معه بعض أجرك في السماء, ويقال لك تلك العبارة الخطيرة: قد استوفيت خيراتك علي الأرض!!

إن الذي يعمل خيرًا, ليس عليه فقط أن يعمله في الخفاء علي قدر الإمكان, حيث لا يراه الناس.. إنما الأفضل أن يخفي الأمر حتى عن نفسه بالنسيان, حسبما قال السيد المسيح لمن يعمل صدقة: لا تعرف شمالك ما تفعله يمينك، ونص الآية هو: "لاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ" (إنجيل متى 6: 3).. والله "الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً" إنجيل متى 6: 4، 6، 18).

حقًا إن الإنسان الذي يحاول أن يظهر فضائله, أو يتحدث عنها, ما أسهل أن يقع في الغرور وربما يفقد ثوابه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فإن لم تستطع أن تنسي الخير الذي تعمله, وإن ألح عليك الفكر في تذكاره.. فانسب ذلك إلي نعمة الله وعمله وليس إلي نفسك.

† ومن فضائل النسيان أيضًا, أن ننسي المتاعب والضيقات.. فأحيانا يكون التفكير في الضيقة, هو أشد إيلامًا وضررًا من الضيقة ذاتها لذلك اجعل الضيقات خارج نفسك لا داخلها.

لا تسمح لها بالدخول إلي فكرك أو إلي قلبك لئلا تتعبك, حاول أن تنساها, وإن ألح عليك الفكر ولم تستطع أن تنسي, حاول أن تنشغل بالقراءة أو بالعمل أو بالحديث مع الناس, لكي تنسي.. علي قدر إمكانك حاول أن تنسي المتاعب والهموم, لأن تذكرها قد يجلب الأمراض النفسية والعصبية وأمراضًا أخري.

† من فوائد النسيان أيضًا, أن ينسي الإنسان المُعْثِرات التي تجلب الخطية, وقد يقرأ شاب قصة بذيئة أو يري منظرًا خليعًا, أو يسمع كلامًا مثيرًا.. وإن لم ينس كل هذا, تظل هذه الأمور حربًا علي فكره تضيع نقاء قلبه, فمن الخير له أن ينسي.. حاول إذن أن تنسي كل ما يعكر نقاء قلبك.

† من فوائد النسيان أيضًا أن ننسي التفاهات, لكي تبقي في الذهن فقط الأمور المهمة النافعة, فلو ذكر الشخص كل ما يمر عليه في يومه أو طوال الأسبوع من أمور تافهة تختص بالأكل والشرب وأحاديث الناس ومناظر الطريق وأيضا كل القراءات والحديث.. فإن طاقة هذا الإنسان لا تحتمل أن تخزن ما يلزمه من المعلومات الأساسية.

إذن إن النسيان هو عملية غربلة حيوية, تغربل في الذهن وفي الذاكرة جميع المعارف والمعلومات والمناظر والسماعات, فتستبقي منها النافع وتترك ما لا يفيد وتنساه. )


تعليق :
الاخ سودانى عجوز , هذه المقالة يا أخى تمثل وعظا حقيقيا , ينفع لكل زمان , ومكان , لأنها تعبر تعبيرا صادقا عن مقاصد الوحى الالهى المنزل لخير البشرية جمعاء , فهى مقالة تصدر عن رجل قامة , فالبابا شنودة الثالث له مواقف وطنية تشهد على حنكته ¸, وعظيم حلمه , , فقد واجه الفتنة الطائفية التى كانت تديرها الأيدى الخفية المعادية للكنانة مصر ,التى كان يراد لها أن تلعب دورا خطيرا فى انهاء النموزج الحى , والفريد فى نوعه القائم بين المسلمين والأقباط منذ الفتح الاسلامى واندحار السلطة الغاشمة للروم على مصر آنذاك , فباءت كل هذه المحاولات بالفشل الذريع , وترك من ورائه أثرا طيبا وأمثلة حية , لتكون خط سير , وقدوة حميدة للأجيال القادمة ’ وها هو خليفته الحالى يسير بفضل الله تعالى على ذات النهج .

Post: #281
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 03-31-2015, 07:55 PM
Parent: #280

الأخ الحبيب عوض سيد أحمد ..
يا سلام .. يا أخى الحبيب عوض ..
عوضت علىّ .. الزمن الذى أكله الجراد ..
بكلماتكم الرقيقة فى حق أبينا المحبوب البابا
الراحل المقيم فى قلوبنا دائماً ..

Quote:
تعليق :
الاخ سودانى عجوز , هذه المقالة يا أخى تمثل وعظا حقيقيا , ينفع لكل زمان , ومكان , لأنها تعبر تعبيرا صادقا عن مقاصد الوحى الالهى المنزل لخير البشرية جمعاء , فهى مقالة تصدر عن رجل قامة , فالبابا شنودة الثالث له مواقف وطنية تشهد على حنكته ¸, وعظيم حلمه , , فقد واجه الفتنة الطائفية التى كانت تديرها الأيدى الخفية المعادية للكنانة مصر ,التى كان يراد لها أن تلعب دورا خطيرا فى انهاء النموزج الحى , والفريد فى نوعه القائم بين المسلمين والأقباط منذ الفتح الاسلامى واندحار السلطة الغاشمة للروم على مصر آنذاك , فباءت كل هذه المحاولات بالفشل الذريع , وترك من ورائه أثرا طيبا وأمثلة حية , لتكون خط سير , وقدوة حميدة للأجيال القادمة ’ وها هو خليفته الحالى يسير بفضل الله تعالى على ذات النهج .


بالفعل كان البابا شنوده .. رجل حكيم .. حكيم فى تصرفاته ..
وحكيم فى كتاباته .. بل حكيم فى سرعة بديهيته الضاحكة ..
وكم هى جميلة أشعاره .. النابعة من القلب ..

مرة أخرى .. يا أخى عوض .. ليتكم تكررون أمثال هذه الزيارة ..
والتى لها من الوقع الجميل .. والذى يشجعنى على المضى قدماً فى
هذا المشوار .. حتى نستطيع جميعاً أن نقف على بداية الطريق ..
واتاحة البحث لكل شخص يود .. معرفة هذا الطريق الحقيقى ..
لأن السيد المسيح قال بفمه الطاهر .. " أنا هو الطريق والحق والحياة ".

فليتنا جميعاً يا أخى نتعاون .. بل وبكل محبة وإخلاص .. على معرفة
الطريق والحق والحياة .. " نعم يا أخى يجب أن نحب بعضنا بعضاً ..
ونعرف كينونة ذلك الحب .. وبكل صدق وإخلاص .. لأن " الله محبة " ..

ومرة ثانية وثالثة .. أرجوكم .. أرجوكم .. ألا تحرمونا من زياراتكم
المشرفة هذه ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #282
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-01-2015, 01:35 AM
Parent: #281

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الثلاثاء من الأسبوع السابع من الصوم الكبير)
31 مارس 2015
22 برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من أمثال سليمان الحكيم ( 10 : 17 ـ 32 )
طريق الحياة لمن يحفظ الأدب ومَن يترُك التوبيخات يضل. الشفاه البارة تستر العداوة ومخرجو الشتائم مِن أفواههم جُهال جدَّاً. بكثرة الكلام لا تفلت مِن الخطيَّة، وإن تضبط شفتيك تكُون عاقلاً. لسانُ الصِّدِّيق فضَّةٌ مُختارةٌ، وقلبُ المُنافقين كلا شيء. شَفتا الصِّدِّيق تدركان الأمور العالية، أمَّا الأغبياءُ فيمُوتُون في نقص ( الفهم ). بركةُ اللَّـهِ على رأس الصِّدِّيق تُغني ولا يُضاف إلى قلبهِ ألم. الجاهل يصنع الشر كالضحك، والحكمةُ تولد الفطنة للرَّجُل، خوف المُنافق يحل عليهِ وبغية الصِّدِّيقين تُعطي لهُم. تجوز الزَّوبعةِ فتُبيد المُنافق، أمَّا الصِّدِّيقُ فتميل عنهِ وينجو إلى الأبد. كالخلِّ للأسنان والدُّخان للعينين كذلك المخالفة لمُرتكبيها. مخافةُ الربِّ تَزيدُ الأيَّام، أمَّا سِنُو المُنافقين فتُقصرُ. يستمر الفرح مع الصِّدِّيقين، ورجاءُ المُنافقين يُباد. خوف الربِّ حصنٌ للصِّدِّيق، والهلاكُ لفاعلي الإثم. الصِّدِّيق لا يتزعزع إلى الأبد والمُنافقُون لا يسكنُون الأرض. فَمُ الصِّدِّيق يتلُو الحكمةَ، ولسانُ الخداع يُقطعُ شفاه الصِّدِّيقين تُقطر نعماً، وأفواه المُنافقين معوجة.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 49 : 6 ـ 10 )
هوذا قد جعلتك عهداً لشعبي ( جنس ) نوراً للأُمم لتكُون خلاصاً إلى أقاصَي الأرض. هكذا يقُول الربُّ فاديك إله إسرائيل وقُدُّوسُهُ للمُهان النَّفس لمكرُوه الأُمم لعبيد المُتسلِّطين، إن المُلُوك ينظُرُونهُ فيقُومُونَ، والرُؤساء يسجُدُونَ لهُ، لأجل الربِّ الذي هُو أمينٌ وقُدُّوس إسرائيل الذي اختاركَ.هكذا يقُول الربُّ قُدُّوس إسرائيل: إني في وقتِ مقبُول سمعتُك وفي يوم الخلاص أعنتُكَ، وأعطيتُك عهداً للأُمم لتُعمر الأرض وتورث المواريث المُدمرة، لتقُول للأسرَى اخرُجُوا، وللذين في الظُّلمةِ اظهَرُوا، فيرعون في الطُّرُق، ويكُون مرعاهُم في كُلِّ الطُّرُق. لا يجُوعُون ولا يعطشُون يتعبُون ولا يَضربُهُمْ الحر ولا الشمس لأنَّ الذي يَرحمُهُمْ يقويهم وإلى يَنابيع المياه يُوردُهُمْ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 38 : 37 ـ, 41 39 : 1 ـ 30 )
مَن الذي يُحصي الغُيُوم بالحكمةِ ومَن يسكبُ زقاق السَّمَوات إذ يتلبد التُّرابُ ويتلاصقُ المدَرُ.أتصطادُ للَّبوَة فريسةً أو تُشبعُ نفسَ التنين حينَ تخاف في المضجع وتقعد في الأبواب كامنة. مَن يُهيِّئُ للغُراب طعاماً إذ تنعبُ فراخُهُ إلى اللَّـهِ وتهيم لعوز القُوت.أتعرفُ وقتَ ولادَة الجداء ووُعُول الصُّخُور أو تُلاحِظُ مخاضَ الأيائل. هل حسبت شهُور ولادتها وانقضاء مُخاضها، ومتى يبرُكن ويلدن ويصرخن، ثُمَّ يفترق بنوهم في المراعي، يخرجُون ولا يعُودُون إليهنَّ.مَن أطلق حِمار الوَحش حُراً ومَن حل ربطه، جَعَلتُ البرِّيَّةَ بيتهُ والسِّباخ مأواهُ. يضحكُ على جلبة المُدن، ولا يسمعُ صوت طارديه. يفتقد جبال مراعيه ويطوف مُفتشاً على كُلِّ خُضرة.أيرضَى الثَّورُ الوحشيُّ أن يخدُمُكَ أم يبيتُ عِندَ مِعلَفكَ. أتربُطُ عنقه بربط أو يحرُث أتلام الحقل. أتتكل عليهِ لأنَّ قُوَّتهُ عظيمةٌ. أتأتمنُهُ على أعمالُك، أتأمن لهُ حينما تُوليه زرعِك ويُجمعُ إلى بَيدَركَ.جناحُ النَّعامةِ يُرفرفُ فرحاً. إذ ما باضت تضع بيضها على الأرض وتُسخنه في التُّراب وتنسَى أين دفنتهُ وتدوسهُ وحُوش الصَّحراء. تقسُو على أولاَدها كأنَّها ليست لها، فيضيع تعبها باطلاً بلا أسفٍ. لأنَّ اللَّهَ أعدمها الحِكمةَ ولم يقسم لها فهماً. ثُمَّ إنها تتعالى في وقت ما إلى العلو تضحكُ على الفَرَس وراكبهِ.هل أنتَ تُعطي للفرس قُوَّةٍ وتُعطي عُنُقهُ رعداً أتحوطهُ بخوذةٍ، أتُقلد مقدمه شجاعة، يحفر في الحقل حتى يكشف، ويخرُجُ إلى الصَّحراء بقُوة ويأتي لمُلاقاة الملك ويهزأ بهِ ولا يهاب مخافة الحديد. تُصلصل عليهِ القوس والسَّيف. في هيجانهِ يفسد الأرض ولا يُصدق أن يهتف البُوق، فيقُول حسناً فيما هُو مُقبل، يشم رائحة القتال بوثب وصهيل.أبفهمكَ يقفُ الصقرُ ويبسطُ جناحيهِ ولا يتحرك، وينظُر نحو الجنُوب، أم بأمركَ يرتفعُ وكرهُ يرفع أولاده ويرقد على فراخهِ. يستقر على سِنِّ الصَّخر ويختفي هُناك، يبحث عن طعامهِ وعيناهُ تنظُران مِن بعيدٍ. فراخُهُ تحسُو الدَّمَ وحيثُما تكُون الجُثة فلوقته يجدها.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 18 )
لأنَّي أُخبرُ بإثمي، وأهتمُّ مِن أجل خطيَّتي، أعدَائي أحياءٌ وهُم أشد منِّي. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 17 : 1 ـ 10 )
ثُمَّ قالَ لتلاميذه: " لابد أن تأتي الشكُوك، ولكن ويلٌ لمَن يأتي الشك مِن قبلهِ! خيرٌ لهُ أن يُعلق به حجر رحى ويُلقي في البحر، مِنْ أنْ يُعْثِرَ أحدَ هؤلاءِ الصِّغارِ. احترزُوا لأنفُسكُم. إن أخطأ أخُوكَ فوبِّخهُ، وإن تاب فأغفرْ لهُ. وإن أخطَأ إليكَ سبعَ مرَّاتٍ في اليوم، ورجعَ إليكَ سبعَ مرَّاتٍ قائلاً: أنا تائبٌ، فأغفرْ لهُ ". فقالَ الرُّسُلُ للرَّبِّ: " زدنا إيماناً! ". فقال الربُّ: " لو كانَ لكُم إيمانٌ مِثلُ حبَّةِ خردلٍ، لكُنتُم تقُولُونَ للجُمَّيزة: انقَلِعي وانغَرسي في البَحر فتُطيعُكُمْ. ومَن مِنكُم لهُ عبدٌ يحرُثُ أو يرعَى، إذا دخل مِن الحقل أيقُول لهُ: اصعد واتَّكئ. ألا يقُولُ لهُ: هيئ ما آكُلهُ، وتَمنطق واخدِمني حتَّى آكُل واشربَ، وبعدَ ذلكَ تأكُلُ أنتَ أيضاً وتشرب؟ فهل للعبد فضلٌ لأنَّهُ فعلَ ما أُمر بهِ؟ كذلك أنتُم أيضاً إذا فعلتُم جميع ما أُمرتُم بهِ فقُولُوا: إنَّنا عبيدٌ بطَّالُون، إنَّنا عَمِلنا ما عَلينا أن نعمله ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 14 : 5 ـ 17 )
إنِّي أُريدُ أنَّ جميعكُم تتكلَّمُون بألسنةٍ، ولكن بالأحرى أن تتنبَّأُوا. لأنَّ الذي يتنبَّأُ أعظمُ مِمَّن يتكلَّمُ باللِّسان، إلاَّ إذا ترجمَ، لتنال الكنيسةُ بُنياناً. فالآن يا أخوتي، إن جئتُ إليكُم مُتكلِّماً بألسنةٍ، فماذا أنفعُكُمْ، إن لم أُكلِّمكُمْ إمَّا بإعلانٍ، أو بعلم، أو بنُبُوَّةٍ، أو بتعليم؟ الأشياءُ العادمةُ النُّفُوس التي تُعطي صَوتاً: مِزماراً كانت أو قيثارةٌ، إن لم تُعطِ فَرقاً للنَّغَمَات، فكيفَ يُعرفُ ما زُمِّرَ أو ما عُزفَ بهِ؟ فإنَّهُ إن أعطَى البُوقُ أيضاً صَوتاً غير واضح، فمَن يستعد للقِتال؟ هكذا أنتُم أيضاً إن لم تُعطُوا باللِّسان كلاماً مفهُوماً، فكيفَ يُعرفُ ما تقُولُونه؟ كأنكُم تتكلَّمُون في الهواء! وفي العَالَم أُمم كثيرة لها أصوات ولا يكُون مِنها شيءٍ بلا صُوت، فإن كُنتُ لا أعرفُ قُوَّةَ اللُّغةِ أكُونُ عِندَ المُتكلِّم بها أعجمياً، ويكُون المُتكلِّمُ أعجمياً عِندي. هكذا أنتُم أيضاً، إذ إنَّكُم غيُورُونَ في المَواهب الرُّوحيَّةِ، فاطلُبُوا لأجل بُنيان الكنيسةِ أن تزدادُوا. فلذلك مَن يتكلَّمُ بلسانٍ فليطلب لكي يُترجمَ. لأنَّي إن كُنتُ أُصلِّي بلسانٍ، فرُوحي تُصلِّي، وأمَّا ذهني فهُو بلا ثمرٍ. فماذا إذاً؟ إني أُصلِّي بالرُّوح، وأُصلِّي بالذِّهن أيضاً. أُرتِّلُ بالرُّوح، وأُرتِّلُ بالذِّهن أيضاً. وإلاَّ فإن باركتَ بالرُّوح، فالذي يشغل مكان العامِّيِّ، كيفَ يقُولُ : " آمِينَ " عِندَ شُكركَ؟ لأنَّهُ لا يعرفُ ماذا تقُولُ! إنَّكَ قد أحسنت في الشُّكرِ، إلاَّ أن غيرك لا يُبنَى.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
( 3 : 8 ـ 15 )
ولكنْ أيُّها الأحبَّاءُ ينبغي أن لا يخفى عليكُم أمر وهو أن: يوماً واحداً عِندَ الربِّ كألف سنةٍ، وألف سنةٍ كيوم واحدٍ. إن الربِّ لا يُبطئ بوعده كما يظنُ قومٌ، إنَّهُ سيتباطئ، لكنَّهُ يَتأنَّى عليكُم، وهُو لا يريدُ أن يَهلِكَ أحدٌ، بَلْ أن يُقبلَ الجميعُ إلى التَّوبةِ. ولكن سيأتي يومُ الربِّ، كسارق، الذي فيه تزُولُ السَّمَواتُ بضجيج، وتنحلُّ العناصرُ مُحترقةً، وتَحترقُ الأرضُ والمصنُوعاتُ التي فيها.فإن كانت هذه ستنحَلُّ، فأيَّ سيرةٍ مُقدَّسةٍ وتقوَى يجب عليكُم أن تتصرفوا فيها؟ مُنتظرينَ ومُستعجلين مجيء يَوم ظهُور الرب، الذي به تحترقُ السَّمَواتُ وتنحلُّ العناصرُ وتضطرم وتذُوبُ. ولكنَّنا بحسب وعده نَنتظرُ سمَوات جديدةً، وأرضاً جديدةً، يَسكُنُ فيها البرُّ.لذلكَ يا أحبائي فيما تنتظر هذه فاجتهدُوا أن تُوجدُوا لديه في السلام بلا دنسٍ ولا عيبٍ واحسبُوا أناةَ ربِّنا خلاصاً.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 22 : 17 ـ 24 )
وحدثَ إنِّي لمَّا عدتُ إلى أُورُشليمَ وكُنتُ أُصلِّي في الهيكل، صرتُ في غيبةٍ، فرأيتُهُ يقُول لي: بادر! وأخرُج سريعاً مِن أُورُشليمَ، فإنَّهم لا يقبلُونَ شهادتكَ عنِّي. أمَّا أنا فقُلتُ: ياربُّ، إنهُم يعلمُون إنِّي كُنتُ في كُلِّ مجمع أحبسُ وأضربُ المُؤمنين بكَ. وحين سُفكَ دَمُ استِفانُوسَ شَهيدكَ كُنتُ أنا واقفاً ومُوافقاً، وحافِظاً ثيابَ الذينَ كانوا يرجمونه. فقالَ لي: انطلق، فإنِّي سأُرسلُك إلى الأُمم بعيداً ". فسمعُوا لهُ إلى هذه الكلمةِ، ثُمَّ رفعُوا أصواتهُم قائلينَ: " ارفع عن الأرض مِثلَ هذا، لأنَّهُ لا يستحقُّ أن يحيا! ". وبينما هُم يصرخُون وينزعُون ثيابهُم ويذرُون غُباراً في الهواء، أمرَ قائد الألف أن يدخل بهِ إلى المُعَسكر، ثُمَّ يفحصوهُ بالجلدِ، لكي يَعلم لأيِّ علةٍ كانُوا يصيحُون عليهِ هكذا.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثاني والعشرون من شهر برمهات المبارك
1- نياحة القديس كيرلس أسقف أورشليم
2- نياحة القديس ميخائيل أسقف نقادة
1- فى مثل هذا اليوم من سنة 386 ميلادية تنيح الأب القديس الأنبا كيرلس أسقف أورشليم، نظراً لعلمه وتقواه ولم يلبث على كرسيه طويلاً حتى حصلت منازعات بينه وبين أكاكيوس أسقف قيصرية نحو من منهما له حق التقدم على الآخر. وكان حجة كيرلس فى ذلك أنه خليفة يعقوب أحد الإثنى عشر رسولاً.وحدث أن إنتهز أكاككيوس فرصة بيع الأنبا كيرلس لأوانى الكنيسة وتوزيع ثمنها على المعوزين على أثر مجاعة شديدة حصلت فى فلسطين، فبذل الساعي حتى حصل على أمر بنفيه من البلاد. فنفى ولم يستمع أحد لدعواه. وفى سنة 359 م استأنف دعواه أمام مجمع سلوكية، فدعا المجمع أكاكيوس ليسمع منه حجته فلم يحضر فحكم عليه بالعزل، وطلب إعادة كيرلس إلى كرسيه فعاد، ولكنه لم يمكث طويلاً لأن أكاكيوس عاد فأغرى الملك قسطنس بعقد مجمع فى القسطنطينية. وشايعه الأساقفة الأريوسيين فعقد هذا المجمع فى سنة 360م، وأصدر أمر بعزل هذا القديس مرة ثانية. ولما مات قسطنس وخلف يوليانوس أمر بعودة الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم. فعاد هذا القديس إلى كرسيه فى سنة 362م و أخذ يرعى شعبه بأمانة وإستقامة. ولكنه يقاوم الأريوسيين فسعوا إلى الملك فالنز الأريوسى حتى أبطل أمر يوليانوس سلفه، القاضى بعودة الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم. وهكذا عزل هذا القديس للمرة الثالثة. فبقى منفياً إلى أن مات فالنز فى سنة 379 م ولما تملك تاؤدوسيوس الكبير وجمع مجمع المئة و الخمسين على مكدونيوس ( وهو المجمع المسكونى الثانى ) حضر فيه هذا الأب، وقام مكدونيوس وسابليوس، وغيرهما من المبتدعين. وقد ألف القديس كتباً وعظات كثيرة مفيدة فى عقائد الإيمان والتقليدات القديمة ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم أيضاً تنيح الأب الأسقف المكرم الكامل صاحب الشيخوخة الحسنة والذكر الجميل الأنبا ميخائيل أسقف كرسى نقادة. رحمنا الله بصلواته.ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 50 : 1 ، 2 )
وتغسِلني كثيراً مِن إثْمِي، ومِن خَطيئتي تطهِّرني. لأنِّي أنا عارفٌ بإثْمِي، وخَطيِّئتي أمامي في كُلِّ حين. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 12 : 36 ـ 43 )
قال يسوعُ هذا ومضَى فتوارَى عَنهُم. ومع هذه الآيات الكثيرة التي صنعها أمامهُم، لم يُؤمنُوا بهِ، ليتمَّ قَوْلُ إشعياءَ النبيِّ الذي قالهُ: " ياربُّ، مَن صدَّقَ خَبرنا؟ ولمَن أعُلنت ذراعُ الربِّ؟ لهذا لم يكُونُوا ليقدرُوا أن يُؤمنُوا. لأنَّ إشعياءَ قال أيضاً: " طمس عُيونهُم، وأغلقَ قُلُوبهُم، لئلاَّ يُبصرُوا بعُيُونِهمْ، ويفهمُوا بقُلُوبهُم، ويرجعُوا إليِّ فأشفيهُم ". قالَ إشعياءُ هذا لأنَّهُ رأى مجد اللَّه وتكلَّم عنهُ. ومع ذلكَ آمنَ بهِ كثيرُون مِن الرُّؤساء أيضاً، ولكنهُم لسبب الفرِّيسيِّين لم يعترفُوا بهِ، لئلاَّ يخرجُوهُم مِن المجمع، لأنَّهُم أحبُّوا مَجدَ النَّاس أكثرَ مِن مَجدِ اللَّـهِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #283
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-01-2015, 10:36 AM
Parent: #282

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأربعاء من الأسبوع السابع من الصوم الكبير)
1 أبريل 2015
23 برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من أمثال سليمان الحكيم ( 10 : 32 ـ 11 : 1 ـ 13 )
شَفَتا الصِّدِّيق تقطران نعمة، أمَّا أفواهُ المُنافقين فمُلتوية. مَوازينُ الغشِ مرذولة أمام الرب والوزنُ الحقُّ مُرضاتهُ. حيثُما تُوجد الكبرياء فهُناك الهوانُ، وفمُ المُتواضعين يتلو الحكمة. كمال المُستقيمين يرشدهم وتُعرقل الملتويين يستأصلهُم. لا تنفعُ الأموال في يَوم الغضب، أمَّا البرُّ فيُنجِّي مِن الموت. إذا مات الصِّدِّيق يترك أسفاً وبهلاك المُنافقين يكُون فرحاً. البرُّ يُقوِّمُ طريقاً بلا عيب وبعدم المشُورة يهلك الأشرار. إذا مات الصِّدِّيق لا يهلك رجاؤهُ، وفخر المُنافقين يضمحل. الصِّدِّيق يفلت مِن الفخ والخاطئ يُسلم عوضه. بأفواه المُنافقين يُنصب فخاً لسكان المدينة، ومعرفة الأبرار طريقها صالح. بصلاح الأبرار تعتز المدينة وبهلاك المُنافقين تفرح، ببركةِ المُستقيمينَ يعلُو شأن المدينة وبأفواه المُنافقين تنقلب.المُحتقرُ النَّاس هُو ناقصُ الفهم، والرَّجُل العاقل يكُون صامتاً. رجُل الوشاية يُفشي السِّرَّ بين الجماعة، والأمينُ الرُّوح يكتُمُ الأمور.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 58 : 1 ـ 11 )
ناد بقُوَّة ( بصوتٍ عالٍ )، لا تُشفق، ارفع صوتكَ مِثل البُوق وأخبرْ شَعبي بخطاياهُم وبيتَ يعقُوبَ بآثامهُم. وإيَّاي يطلُبُونَ يَوماً فيَوماً وتشتهُونَ معرفة طُرُقي كشَّعبٍ يَصنعُ البِرّ ولا يُهمل قضاء إلهه، يسألُونني الآن عن أحكَام البرِّ، ويُسرُّونَ بالتَّقرُّب إلى اللَّـهِ. قائلين: لماذا صُمنا ولم تنظُر؟ ذَللنا أنفُسنا ولم تُلاحِظ. ها إنَّكُم في أيَّام صَومِكُم تُوجدُونَ مَسرةً وبكُلِّ أشغالكُم تُسخِّرُونَ. ها إنَّكُم للخُصُومةِ والنِّزاع تصُومُونَ ولتضربُوا بعضكُم بعضاً ظُلماً، لماذا تصُومُونَ كاليوم لِتسمعُوا أصَواتكُم في العَلاء. أمِثلُ هذا يكُونُ صومٌ اختارُهُ، يوماً يُذلِّلُ فيهِ الإنسانُ نفسهُ يُحني كالأَسَلَةِ رأسهُ ويفرُشُ تَحتهُ مِسحاً ورماداً. هل تُسمِّي هذا صَوماً مقبُولاً. هل هذا هُو الصَوم الذي اخترتهُ يقُول الرَّبّ، لكن حَلَّ قُيُود الشَّرِّ، وفَكَّ رُبط النِّير وإطلاقَ المَسحُوقينَ أحراراً وقطعَ كُلِّ نيرٍ. أليسَ هُو أن تُكسرَ للجائع خُبزكَ وأن تُدخِلَ البائسين المطرُودينَ بيتِكَ، وإذا رأيتَ عُرياناً أن تكسُوهُ وأن لا تَتغاضَى عن لحمِكَ.حينئذٍ يَنفجرُ كالصُّبح نُورُكَ وتَنبُتُ عافيتُكَ سريعاً ويسيرُ برُّكَ أمامكَ ومجدُ الربِّ يجمعُ شملُكَ. حينئذٍ تَدعُو اللَّـه فيُجيبُ، وتَستغيثُ فيقُولُ هأنذا. إن نَزعتَ عنك النِّير والإشارة بالأُصبُع والنطق بالباطل، إذا أنفقتَ خُبزكَ للجائع مِن كُلِّ نَفسك وأشبعتَ النفسَ الذَّليلةَ يُشرقُ نُورُكَ في الظُّلمةِ ويكُونُ ظَلامُكَ الدَّامِسُ كالظُّهر ويكُونُ إلهك معك في كُلِّ حين وتشبع كما تشتهي نفسكَ ويُقوي عِظامَكَ فتكُونُ كجنَّةٍ ريَّا وكَنبع ( مياهٍ ) لا ينقطعُ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 40 : 1 ـ 24 , 41 : 1 ـ 34 )
فأجابَ الربُّ وقال لأيُّوب: أتقضي قضاء لمُوبخك أم المُحاجُّ اللَّهَ يُجاوبهُ. فأجابَ أيُّوبُ الربَّ وقالَ: ها أنا حَقيرٌ مَن أنا حتى أُجاوبُكَ. أضع يَدي على فَمِي. تكلَّمت مرَّةً وفي المرَّة الثَّانية لا أزيدُ.فأجابَ الربُّ وقال لأيُّوب مِن السَّحاب: شُدَّ الآن وسطك مِثل الجبار، أسألُكَ فتُخبرني. ألعلَّكَ تُناقضُ حُكمِي، أتستذنبُني لتُبرر نفسكَ، أتذكُر إني صنعت لك رحمة هكذا حتى تظهر إنك بار. هل ذراعُك قوية تجاه الرب أو ترعد بصوتٍ مِثلهُ. خُذ لكَ سلاحاً وقُوَّة ألبس المجدَ والكرامة، أرسل الملائكة بغضب ذل المُتكبرين جميعاً، واسحق المُتعظمين والمُنافقين وأريهم بغتة ولينكسروا معاً في الأرض املأ وجوههم خجلاً، وليطمروا في التُّراب معاً، وأنا أيضاً أعترف لك أن يمينكَ تُخلِّصُكَ.ولكن هوذا عِندك وحش ( بَهيمُوثُ ـ فرس البحر )، يأكُلُ العُشبَ مِثلَ البقَر. ها هي قوَّتُهُ في متنيهِ وشِدَّتُهُ في عضَل بَطنهِ. يحفظُ ذَنبهُ كأرزةٍ، وعرُوقهُ مفتُولةٌ. وأضلاعهُ أضلاع نُحاسٍ. ظهرهُ حديدٌ مَمطُولٌ. هُو أوَّلُ أعمَال الربِّ، تهزأ بهِ الملائكة صعد إلى جبلٍ عالٍ ففرح بذوات الأربع. تحتَ الظلال ينامُ في سِتر القَصَب والحلفا. تُظلِّلُهُ الظلال بظِلِّها، يُحوطُ بهِ صفصافُ الوادي. إذا طفت عليهِ مياه كثيرة ( النَّهر ) فلا يحفل. يَطمئنُّ ولو اندفقَ الأُردُنُّ في فمهِ.أتصطادُ لوياثانَ ( التنين ) أو تَضغُطُ لسانهُ بحَبلْ. أتضعُ أسلةً في خَطمهِ أم تَثقُبُ فكَّهُ بخزامةً. أيُكثرُ التَّضرُّعات إليكَ أم يتكلَّمُ معكَ باللِّين. هل يقطعُ معكَ عهداً فتتَّخذهُ عبداً مُؤبَّداً. أتلعبُ معهُ كالعُصفُور أو تَربطُهُ في يد طفل. أتعال به الجماعات أو يقتسمُوهُ أُمم الفينيقيين. الذي لو اجتمعت كُلّ السُّفن ما استطاعت أن تحمل قطعة مِن ذنبه، ورأسهُ لم تحملها سُفن الصيادين. هل تضع يدكَ على رأسهِ، وتذكُرُ القتالَ الكائن فيهِ. ألم تنظُره. أفلا تتعجب مما أقُولهُ، ألا تخف لأنَّني أعددته لي. مَن يقاومني أو يقف أمامي ويثبُت. ها أن كُلِّ شيء تحت السَّماء هُو لي.لا أسكُتُ عَن وصفهِ وبقُوَّة الكلام يقصر عن تشبيههِ. مَن يكشفُ وجه لباسه ومَن يدخل جوف فمهِ. مَن يفتحُ مِصراعَي وجههِ، دائرةُ أسنانهِ مُرعبةٌ. جوفهُ أفاعي نحاس، وأعضاؤهُ كأحجار المها ( الزمرد ) الواحدُ مُلاصق للآخر والرِّيحُ لا تمر بينهُما. كُلٌّ مِنها مُلتصِقٌ بصاحبهِ مُجتمعين لا يفترقا ( مِنَ الفزع ). عطساتُهُ مملُوءة ناراً وعيناهُ كُهدُب الصُّبح. يخرُجُ مِن فيهِ مشاعلُ مملُوءة نارٍ. ومِن مُنخريهِ ينبعثُ دُخانٌ أتُون مملُوء جمر نار. نفسهُ يضرم الجمر ومِن فيهِ يَخرُجُ لهيبٌ. في عُنُقهِ تبيتُ القُوَّةُ وأمامهُ يعدو الهولُ. مَطاوي لَحمهِ مُتلاصِقةٌ مسبُوكةٌ عليهِ لا تتحرَّكُ. قلبُهُ صلبٌ كالحجر وقاسي كالرَّحَى. عِندَ نُهُوضهِ تفزعُ الوحوشُ، وذوات الأربع تتيه على الأرض. إذا طعن برُمح لا يتأثر، ولا بمِزراقٌ ولا بدرعٌ. يَحسبُ الحديدَ كالتِّبن والنُحاسَ كالعُود النَّخر. لا يستفزُّهُ صاحبُ القوس، وحجارةُ المِقلاع عِندهُ كالعُصافة. يَحسبُ المِقْمَعةَ كالعُصافة ويضحَكُ على اهتزاز الرُّمح المُتقد نار. فراشه قطع خزفٍ حادَّةٌ، كُلُّ ذهب البَحر تحته كحجارة بلا عدد. يَجعلُ العُمق يَغلي كالقِدْر ويَجعلُ البحرَ مِثل قِدر الطيب. يَحسبُ اللُّجُّ مُتشيخاً، وقاع البحر مسلكه. ليسَ لهُ في الأرض نَظيرٌ. وقد جُبل لتهزأ بهِ الملائكة. يُشرِفُ على كُلِّ مُتعالٍ، وهُو مَلِكٌ على جميع ما في المياه.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 56 : 1 )
اِرْحَمنِي يا اللَّهُ اِرْحَمنِي. فإنَّهُ عليكَ تَوكَّلَتْ نَفسِي، وبظِلِّ جَناحَيْكَ أتكل إلى أنْ يَعبُرَ الإثمُ. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 14 : 28 ـ 35 )
فإنهُ مَن مِنكُم يُريدُ أن يَبنِيَ بُرجاً ولا يَجلسُ أوَّلاً فيَحسبُ النَّفقةَ، وهَل عِندهُ ما يُكمِّلهُ؟ لئلاَّ يضعَ الأساسَ ولا يَقدرَ أن يُكمِّله، فيبدأ جميعُ النَّاظرينَ يهزأونَ بهِ، قائلينَ: إنَّ هذا الرَّجُل بدأ بالبناء ولم يقدِر أن يُكمِّله. أو أيُّ مَلِكٍ يمضِى إلى القِتال لمُحاربة مَلِكٍ آخرَ، ولا يَجلسُ أوَّلاً فيفكر: هل يقدرُ أن يُلاقيَ بعشرَة آلافٍ الذي يأتي عَليهِ بعِشرينَ ألفاً؟ فما دامَ بعيداً مِنهِ، يُرسِلُ سِفارة يطلب سِلماً. وهكذا كُلُّ واحدٍ مِنكُم إن لم يرفض جميعَ أموالهِ، فلا يقدِرُ أن يكُون لي تلميذاً.المِلحُ جيِّدٌ. فإن فَسد المِلحُ فبماذا يُمَلحُ؟ لا يَصلُحُ لأرضٍ ولا لمزبلةٍ، بل يُطرح خارجاً. مَن لهُ أُذنان للسَّمْع، فليَسمَعْ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 10 : 4 ـ 13 )
إنما غاية النَّامُوس هي: المسيحُ للبرِّ لكُلِّ مَن يؤمِنُ. لأنَّ موسَى كتب عن البرِّ الذي بالنَّامُوس: " بأنَّ الإنسان الذي يفعلُها سَيحيا بها ". أمَّا البرُّ الذي مِن الإيمان فيقُولُ هكذا: " لا تقُل في قَلبكَ: مَن يَصعدُ إلى السَّماء؟ " أي ليُنزِل المسيح، أو " مَن يَهبطُ إلى الهاويةِ؟ " أي ليُصعِد المسيح مِن بين الأموَات لكن ماذا يقُولُ الكتاب؟ " إنَّ الكلِمة قريبةٌ مِنكَ، هي في فيكَ وفي قلبكَ " يعني كلمةُ الإيمان التي نُبشر نحن بها. لأنَّكَ إن اعترفتَ بفمِكَ بالربِّ يسوعَ، وآمنتَ بقلبكَ أنَّ اللَّهَ قد أقامهُ مِن بين الأموات، تخلص. لأنَّهُ بالقلب يُؤمَن الإنسان بهِ للبرِّ، وبالفَم يُعتَرف بهِ للخَلاص. لأنَّ الكتابَ يقُولُ: " إنَّ كُلُّ مَن يُؤمِن بهِ لا يُخزى ". لأنَّهُ لا فرقَ بين اليهُوديِّ واليُونانيِّ، إذ للجميع ربٌّ واحدٌ، غنيٌّ لكُل مَن يدعُوه. لأنَّ مَن يدعُو بِاسم الربِّ يخلُص.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
( 1 : 13 ـ 21 )
لا يَقُلْ أحدٌ إذا جُرِّبَ: " أن اللَّه قد جربني "، لأنَّ اللَّهَ غيرُ مُجرَّبٍ بالشُّرُور، وهُو لا يُجرِّبُ أحداً. بل كُلَّ واحدٍ يُجرَّبُ مِن شهوتهِ الخاصة إذا انجذبَ وانخدعَ بها. ثُمَّ إن الشَّهوَةُ إذا حَبلتْ تلدُ الخطيَّةُ، والخطيَّةُ إذا تمتْ تُنتجُ الموت. لا تضلُّوا يا إخوتي الأحبَّاء.إنَّ كُل عطيَّةٍ صالحةٍ وكُلُّ مَوهبةٍ كاملةٍ هي مِن فوقُ، نازلةٌ مِن عندِ أبي الأنوار، الذي ليسَ عِندهُ تغييرٌ ولا شبه ظِلُّ يزول. هو شاء فَولدَنا بكلمةِ الحقِّ لنكُون باكُورةً مِن خلائقهِ.إذاً اعلمُوا يا إخوتي الأحبَّاء، ليكُن كُلُّ إنسانٍ سريعاً إلى الاستِماع، بطيئاً عن التَّكلُّم، وبطيئاً عن الغضَب، فإن غضب الإنسان لا يعملُ برَّ اللَّهِ. لذلكَ اطرحُوا كُلَّ نجاسةٍ وكثرةَ شرٍّ، واقبلُوا بوداعةٍ الكلمةَ المغرُوسةَ ( فيكُم ) القادرةَ أن تُخلِّصَ نُفُوسكُمْ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 19 : 23 ـ 26 )
وحدثَ في ذلكَ الزمان شغبٌ ليسَ بقليلٍ بسبب هذا الطَّريق، لأنَّ إنساناً صائغاً اسمُهُ ديمتريُوسُ، صانعُ هَياكِل فضَّةٍ لأرطاميسَ، كانَ يُكسِّبُ الصُّنَّاعَ كسباً ليسَ بقليلٍ. فجمعهُم مع الفعلةَ في مِثل ذلكَ العمَل وقالَ: " أيُّها الرِّجالُ أنتُم تعلمُونَ أنَّ يسارنا إنَّما هو مِن هذه الصِّناعةِ. وتنظُرُونَ وتسمعُونَ أنَّهُ ليسَ مِن أفسُس فَقَطْ، بَلْ مِنْ جميع أسيَّا، استَمَالَ وأزاغَ بولسُ ( هذا ) جَمعاً كثيراً قائلاً: إنَّ التي تُصنعُ بالأيادي ليست آلهةً.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثالث والعشرون من شهر برمهات المبارك
نياحة القديس العظيم دانيال النبى
فى مثل هذا اليوم من السنة الأخيرة لملك قورش ملك بابل تنيح الصديق العظيم دانيال النبى . كان هذا النبى من سبط يهوذا ومن نسل داود الملك . وسباه نبوخذ نصر ملك بابل مع الشعب الإسرائيلى عندما إستولى على أورشليم سنة 3398 للعالم . ولبث فى بابل مدة سبع سنين . وكان هذا الصبى صغير السن . ومع هذا سلك سيرة فاضلة كاملة وحل عليه روح الله وتنبأ فى بابل .وفى السنة الرابعة من السبى أبصر نبوخذ نصر رؤيا مخيفة ، فأرجفته . ولما إستيقظ من نومه كان قد نسيها . فجمع كل حكماء بابل وطلب منهم معرفة ما رآه وتأويله . وإذ أجابوا بعدم إستطاعتهم ذلك، أمر بقتلهم جميعاً ومن بينهم دانيال والثلاثة فتية أيضاً . إلا أن هؤلاء التجأوا إلى الله بالتوسلات أن يكشف لهم حقيقة الرؤيا فإستجاب تعالى تضرعاتهم ، وأظهر حقيقتها لدانيال . فذهب إلى الملك وقص عليه الرؤيا ، وفسرها له ثم أعلمه عن الملوك الذين يملكون بعده ، وما يحدث لكل واحد منهم . فإستحسن نبوخذ نصر قول دانيال و سجد له . ومنحه عطايا جزيلة . وجعله رئيساً على جميع حكماء بابل.ثم بعد زمن رأى الملك حلماً آخر ، ففسره له دانيال أيضاً ، وعّرفه أن الله لأجل تكبره سيطرده من بين البشر ، ويسكنه مع الوحوش فى البرارى سبع سنين يأكل فيها العشب مثل البهائم. ثم يعيده إلى ملكه . فتم هذا الأمر لنبوخذ نصر. وقد فسر أيضاً دانيال لبيلشاصر بن نبوخذ نصر ما كتبه له الملاك على الحائط عندما شرب خمراً فى آنية بيت الرب و قال له دانيال : " وأنت أيها الملك لم تضع قلبك مع أنك عرفت كل ما جرى لأبيك لتعظمه وكبريائه . بل تعظمت على رب السماء ، فشربت خمراً فى آنية بيت الرب . فها هو الرب قد أرسل من قبله طرف اليد الكاتبة فكتبت هذه الكتابة التى هى : من منا تقيل وفرسين . وتفسيرها : منا أى أحصى الله ملكوتك وأنهاه . وتقيل أى وزنت بالموازين فوجدت ناقصاً . وفرس أى قسمت مملكتك وأعطيت لفارس ومادى" وقد تم كل ذلك بقتله مع عظمائه . وبموته إنتهى دور تملك الكلدانيين ، وملك داريوس الفارسى.وكان فى بابل صنم إسمه بيل يتعبد له داريوس الملك . ولما ُسئِلَ دانيل لماذا لا يسجد له . أجاب : "أنه لا يعبد شيئاً لا حياة فيه " فقال الملك : "كيف ذلك وهو حى لأنه لا يأكل كل يوم إثنى عشر مكيالاً من السميذ و أربعين كبشاً و يشرب ستة أقداح من الخمر" . فأعلمه دانيال عدم صحة ذلك.فغضب الملك وحتم أن يفحص هذا الأمر بنفسه . ووضع المأكولات والمشروبات وقفل الباب وختم عليه بخاتمه . وفى اليوم التالى قصد المعبد وفتح الباب فلم يجد شيئاً من المأكولات والمشروبات . إلا أن دانيال ، الذى كان قد فرش بواسطة غلمانه أرض المعبد بالرماد الناعم ، أظهر حالاً أثر أقدام الذين دخلوا ليلاً وأخذوا تلك الأغذية . حينئذ قبض الملك على كهنة بيل السبعين مع نسائهم وبنيهم وعذبهم حتى كشفوا له الباب السرى الذى كانوا يدخلوا منه . فقتلهم جميعاً ودفع لهم هذا الصنم إلى دانيال فسحقه وهدم مذبحه . فثار الشعب ضد الملك طالبين منه أن يسلمهم دانيال وإلا قتلوه فإضطر لتسليمه إليهم فأخذوه وطرحوه فى جب الأسود . فحرسه الله سالماً و أهلك أعداءه.ورأى دانيال النبى فى رؤياه الممالك والملوك الآتين بعده حتى آخر الزمان . وشاهد مجد الله وعظمته وأبصر شرف المسيح وألوهيته . وتنبأ عن مجيئه وموته ، وعن خراب بيت المقدس وإبطال القرابين والذبائح . وتم ذلك جميعه.وقد أقام هذا النبى العظيم فى بابل مدة السبعين سنة . ثم تنيح بسلام . صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائماً . آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 50 : 1 ، 2 )
وتغسِلني كثيراً مِن إثْمِي، ومِنْ خَطيئتي تطهِّرني. لأنِّي أنا عارفٌ بإثْمِي، وخَطيئتي أمامي في كُلِّ حينٍ. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 6 : 35 ـ 45 )
فقالَ لهُم يسوعُ: " أنا هُو خُبزُ الحَياةِ. مَنْ يُقبلْ إليَّ فلن يَجُوعُ، ومَنْ يُؤمنُ بي فلن يَعطشُ إلى الأبدِ. ولكِن قُلتُ لَكُم وقد رأيتُمُونِي، ولستُم تؤمنُون. كُلُّ مَن أعطانيه أبي فإليَّ يُقبِلُ، ومَن يُقبِلْ إليَّ فلا أُخرجه خارجاً. لأنِّي نَزَلـتُ مِـنَ السَّماءِ، لا لأعمل مَشيئَتِي، بل مَشيئة الذي أرسَلَنِي. وهـذه هى مَشيئة الذي أرسَلَنِي: أنَّ كُلَّ مَن أعطَانِي لا أُهلِكُ أحدٌ مِنهُم، بل أُقِيمُهُ في اليوم الأخير. لأنَّ هذه هيَ مَشيئة أبي: أنَّ كُلَّ مَنْ يَرى الابنَ ويُؤمِنُ بهِ تكونُ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقِيمُهُ في اليومِ الأخيرِ ".فكانَ اليهُودُ يتذمَّرونَ عليهِ لأنَّهُ قالَ: " أنا هُو الخُبزُ الذي نَزلَ مِنَ السَّماءِ ". ويقُولُون: " أليسَ هذا هُو يَسوعُ بن يُوسُفَ، الذي نَحنُ عارِفُونَ بأبيهِ وأُمِّهِ؟ فكيفَ يقُولُ الآن: إنِّي نَزلتُ مِنَ السَّماءِ؟ " أجابَ يَسوعُ وقالَ لهُم: " لا تَتَذمَّرُوا بعضكُم مع بعض. لا يستطيعُ أحدٌ أن يُقبل إليَّ إنْ لم يَجْتَذبهُ إليَّ الآبُ الذي أرسَلَنِي، وأنا أُقِيمُهُ في اليومِ الأخيرِ. مَكتوبٌ في الأنبياءِ: إنهُم يكُونُون جميعهُم مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللَّهِ. فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِن أبي وعرف يُقبل إليَّ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #284
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-01-2015, 06:58 PM
Parent: #283

أحبائى الكرام ..
بمناسبة .. حلول فترة الصوم الكبير ..
استعداداً لأسبوع آلام السيد المسيح ..

نرجو أن نلقى بعضاً من الضوء على حادثة صلب السيد المسيح
عن طريق اللقاء التلفزيونى والذى كان عبر قناة الحياة حيث المناظرة
بين الأخ رشيد والأخ عمار .. من السودان ..
والرب يبارك حياتكم ..



أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #285
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-02-2015, 04:01 AM
Parent: #284

مقالة للبابا شنودة نشرت فى جريدة الجمهورية ..
ما هو الخير؟

كلنا نؤمن بالخير. ونريد أن نعمل الخير.

ولكننا نختلف فيما بيننا في معني الخير وفي طريقته. وما يظنه أحدنا خيرًا. قد لا يراه كذلك! فما هو الخير؟ وما هي مقاييسه؟

لكي نحكم علي أي عمل بأنه خير: ينبغي أن يكون هذا العمل خيرًا في ذاته. وخيرًا في وسيلته.. وخيرًا في هدفه. وبقدر الإمكان يكون أيضًا خيرًا في نتائجه..

وسنحاول أن نتناول هذه النقاط واحدة فواحدة. ونحللها.. وسؤالنا الأول: ما معني أن يكون العمل خيرًا في ذاته؟

في الواقع أن كثيرين بنيّة طيبة قد يعملون أعمالًا يظنونها خيرًا. وقد تكون علي عكس ذلك تمامًا.
مثال ذلك الأب الذي يدلّل ابنه تدليلا زائدًا. يتلفه!
ومثال ذلك أيضا الأب الذي يقسو علي ابنه قسوة تجعله يطلب الحنان من مصدر آخر ربما يقوده إلي الانحراف!
وقد يظن كل من هذين الأبوين أنه يفعل خيرًا. وأن أسلوبه هو التربية السليمة الصالحة. بينما يكون مخطئًا في فهم معني الخير..
وربما يكون الخير في مرحلة متوسطة بين التصرفين: بين التدليل والشدة. وقد يكون في التدليل حينًا. وفي الشدة حينًا آخر. حسبما تقتضي الظروف والأسباب.

وإذا شك إنسان فيما يكون خيرًا. عليه أولًا أن يتروي حتى يتثبت. ومن الممكن أيضًا أن يسترشد بغيره.
يستشير شخصًا راجح الفكر وواسع العقل. وذا خبرة في مثل هذا الأمر. فيضيف إلي عقله عقلًا. وربما يطرق معه زاوية معينة. أو يعرض له بعض ردود الفعل.
من أجل ذلك أوجد الله المشيرين وذوي الخبرة والفهم. كل منهم دليل في طريق الحياة. كما أوجد المربين والحكماء. وجعل هذه المشورة أيضًا في مسئولية الوالدين والمعلمين والقادة. وكل من يؤتمنون علي التربية والتوعية والإرشاد.

ولكن يُشترط في المرشد الذي يدل الناس علي طريق الخير. أن يكون هو نفسه حكيمًا. صافيًا في روحه.
وينبغي أن يكون هذا المرشد عميقًا في فهمه. لئلا يضل غيره من حيث لا يدر ي ولا يقصد. فقد قال السيد المسيح "وأعمي يقود أعمي. كلاهما يسقطان في حفرة".
حقًا ما أصعب السقطة التي تأتي نتيجة أن يتبوأ إنسان غير مؤهل مسئولية الإرشاد. فيضّيع غيره. فلا يصح إذن أن يسرع شخص بإقامة نفسه علي هداية غيره. نتيجة ثقة زائفة بذاته.
لذلك كان كثيرون من المتواضعين يهربون من مراكز القيادة الروحية. عارفين أن الشخص الذي يقود غيره في طريق ما. أو ينصح غيره نصيحة ما. إنما يتحمل أمام الله مسئولية نصائحه وإرشاداته.

فعلي الإنسان حينما يسترشد. أن يدقق في اختيار مرشديه:
ولا يسمع لكل قول. ولا يجري وراء كل نصيحة مهما كان قائلها. ولا يتبع الناس بل يتبع الحق. لأنه "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" فنصائح الناس يجب أن تكون موافقة لوصايا الله.
إذن الخير مرتبط بالحق الخالص. ومرتبط بكلام الله إن أحسن الناس فهمه. وإن أحسنوا تفسيره. وإن ساروا وراء روحه لا حرفه.
إن كلام الله هو الحق الخالص. والخير الخالص
ولكن تفسير الناس لكلام الله. قد يكون شيئا آخر!
إن كلام الله يحتاج إلي ضمير حي يفهمه. وإلي قلب نقي يدركه. وما أخطر أن نحدّ كلام الله بفهمنا الخاص! وما أخطر أن نفتر بفهمنا. ونظن أنه الحق ولا حق غيره! وأنه الفهم السليم ولا فهم غيره!

إن الذي يريد أن يعرف الخير. عليه أن يتواضع..
يتواضع. فيسأل ويقرأ ويبحث ويتأمل. محاولًا أن يعمل وأن يفهم. وحينما يسأل. عليه أن يسأل الروحيين المتواضعين الذين يكشف لهم الله أسراره. كما يسأل الحكماء الفاهمين. ذوي المعرفة الحقيقية والإدراك العميق. وكما قال الشاعر:
فخذوا العلم علي أربابه .. واطلبوا الحكمة عند الحكماء
لو كنا جميعا نعرف الخير. ما كنا نتخاصم وما كنا نختلف..
علينا إذن في تواضع قلب أن نصلي كما صلي داود النبي من قبل: "علّمني يا رب طرقك.. فهمني سبلك".
إن الصلاة بلاشك. هي وسيلة أساسية لمعرفة الحق والخير.
وبها يكشف الله للناس الطريق السليم الصحيح.

وهنا نسأل سؤالًا هامًا:
هل ضمير كل إنسان هو الحكم في معرفة الخير؟ وهل يتبعه بلا نقاش؟
بداءة أقول: يجب علي كل إنسان أن يطيع ضميره (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولكن يجب أيضًا أن يكون ضميره صالحا. فهناك ضمائر تحتاج إلي هداية.
إن الأخ الذي قتل أخته دفاعًا عن الشرف!. أو الأخ الذي قتل أخته. لأنها أرادت أن تتزوج بعد وفاة زوجها الأول.. ألم يكن كل منهما مستريح الضمير في قتله لأخته؟! ألم يسر كل منهما علي هدي من ضميره. وكان ضميره مريضًا؟!
إن الضمير يستنير بالمعرفة: بالوعظ والتعليم والإرشاد والنصح. وبالقراءة السليمة.. فلنداوم علي كل ذلك. لكي يكون لنا ضمير صالح أمام الله.
لأننا كثيرًا ما نعمل عملًا بضمير مستريح. واثقين أنه خير! ثم يتضح لنا بعد حين أنه كان عملًا خاطئًا. فنندم علي ذلك العمل الذي كان يريحنا ويفرحنا من قبل!
ومثل هذا العمل قد يسمي في الروحيات أحيانًا "خطيئة جهل".

إن الإنسان الصالح ينمو يومًا بعد يوم في معرفته الروحية.
وبهذا النمو يستنير ضميره أكثر. ويعرف ما لم يكن يعرفه. ويدرك أعماقًا من الخير لم يكن يعرفها قبلًا. وربما بعض فضائله السابقة يتضح له كأنها لاشيء. بل يستصغر نفسه حينما كان يتيه بها في يوم ما!
من هنا كان القديسون متواضعين.. لأنهم بنموهم في الفضيلة يتكشفون كل يوم ضآلة الفضائل التي جاهدوا من أجلها زمانًا طويلًا!
وذلك بسبب نمو ضميرهم. واستنارته في معرفة الخير.

الخير أيضا يرتبط بنسيانه: إذ ننسي الخير الذي نفعله. من فرط انشغالنا بخير أعظم نريد أن نعمله.. أو ننسي أننا عملنا هذا الخير. موقنين أن الله هو الذي عمله بواسطتنا. وكان يمكن أن يعمله بواسطة غيرنا. لولا أنه من تواضعه ومحبته. شاء أن يتم هذا الخير علي أيدينا. علي غير استحقاق منا لذلك.
ما هو الخير؟
الخير هو أن ترتفع فوق ذاتك ولذاتك. وأن تطلب الحق أينما وجد. وتثبت فيه. وتحتمل لأجله. الخير هو النقاء والقداسة والكمال.

الخير لا يتجزأ. فلا يكون إنسانًا خيرًا وغير خير في نفس الوقت.
أي لا يكون صالحًا وشريرًا في وقت واحد.
الإنسان الخير ليس هو الذي تزيد حسناته علي سيئاته. فربما سيئة واحدة تتلف نقاوته وصفاء قلبه. إن ميكروبا واحدًا كاف لأن يلقي إنسانًا علي فراش المرض. ليس هو محتاجًا إلي مجموعات متعددة من الجراثيم. لكي يحسب مريضًا!! تكفي جرثومة واحدة. هكذا خطية واحدة تضيّع نقاوة الإنسان.

إن الشخص الشرير ليس هو الذي يرتكب كل أنواع الشرور.
إنما بواسطة شر واحد يفقد نقاوته. مهما كانت له فضائل متعددة.
فالسارق إنسان شرير. لا نحسبه من الأخيار. مهما كان في نفس الوقت لطيفًا أو بشوشًا. أو متواضعًا أو متسامحًا. أو كريمًا أو خدومًا.
والظالم إنسان شرير. وكذلك القاسي والشتّام. وقد يكون أي واحد من هؤلاء شجاعًا. أو مواظبًا علي الصلاة والصوم!
فإن أردت أن تكون خيّرًا. سر في طريق الخير كله. ولا تترك شائبة واحدة تعكر نقاء قلبك. ولا تظن انك تستطيع أن تغطي رذيلة بفضيلة.. أو أن تعوّض سقوطك في خطيئة معينة. بنجاحك في زاوية أخري من زوايا الخير.. بل في المكان الذي هزمك الشيطان فيه. يجب أن تنتصر.. علي نفس الخطية. وعلي نفس نقطة الضعف.

كن خيّرًا. وقس نفسك بكل مقاييس الكمال. وأعرف نواحي النقص التي فيك. وجاهد لكي تنتصر عليها..
فنحن مطالبون بأن نسير في طريق الكمال حسبما نستطيع. لأن النقص ليس خيرًا.
والخير ليس هو فقط أن تعمل الخير. بل بالأكثر أن تحب الخير الذي تعمله. فقد يوجد إنسان يفعل الخير مرغمًا دون أن يريده. أو أن يعمل الخير بدافع من الخوف. أو بسبب الرياء. لكي ينظره الناس. أو لكي يكسب مديحًا أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين...!
وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمر ومتضايق. كمن يقول الصدق ونفسيته متعبة. ويود لو يكذب وينجو. أو من يتصدق علي فقير. وهو ساخط وبوده ألا يدفع!
فهل نسمي كل ذلك خيرًا ؟
بل عمق الخير. هو محبة الخير الذي تفعله...

فقد يوجد من يفعل الخير لمجرد إطاعة وصية الله. دون أن يصل قلبه إلي محبة الوصية! كمن لا يرتكب الزنا والفحشاء. لمجرد وصية الله التي تقول "لا تزن". دون أن تكون في قلبه محبة العفة والطهارة! وفي ذلك قال القديس جيروم: يوجد أشخاص عفيفون وطاهرون بأجسادهم. بينما تكون نفوسهم زانية!
مثال آخر: من يدفع من ماله صدقة للفقراء. لمجرد إطاعة الوصية. ويكون كمن يدفع ضريبة أو جزية! دون أن تدخل محبة الفقراء إلي قلبه..

كل هؤلاء اهتموا بالخير في شكلياته. وليس في روحه. والخير ليس شكليات. وليس لونا من المظاهر الزائفة. إنما هو روح. ويكمن في القلب.
لذلك فاختبار الخير يكون بمعرفة حالة القلب من الداخل.
ولكي نحكم علي أي عمل بأنه خير. يجب أولًا أن نفحص دوافعه وأسبابه وأهدافه. فالدوافع هي التي تظهر لنا خيرية العمل من عدمها.
فقد يوبخك اثنان: أحدهما بدافع الحب. والآخر بدافع الإهانة.. ويكون عمل أحدهما خيرًا. وعمل الآخر شرًا. وقد يشترك اثنان في تنظيم سياسي وطني: أحدهما من أجل حب الوطن والتفاني في خدمته. والآخر من أجل حب الظهور أو حب المظاهر. وهنا الهدف يختلف. والنية تختلف..

الخير أيضًا ليس عملًا مفردًا أو طارئًا. إنما هو حياة.
فالشخص الرحيم ليس هو الذي أحيانًا يرحم. أو الذي ظهرت رحمته في موقف معين.. إنما الرحيم هو الذي تتصف حياته كلها بالرحمة. فتظهر الرحمة في كل أعماله. وفي كل معاملاته: في أقواله وفي مشاعره. حتى في الوقت الذي لا يباشر فيه عمل رحمة.
الخير هو اقتناع داخلي بالحياة الصالحة. مع إرادة مثابرة مجاهدة في عمل الخير وتنفيذه.. هو حب صادق لفضيلة. مع حياة فاضلة.
الخير هو شهوة في القلب لعمل الصلاح. تعبر عن ذاتها وعن وجودها بأعمال صالحة. وليس هو مجرد روتين إلى للعمل الصالح.
ما لم يصل الإنسان إلي محبة الخير. والتعلق به. والحماس لأجله. والجهاد لتحقيقه. فهو لا يزال في درجة المبتدئين.
+++

Post: #286
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: عوض سيد أحمد
Date: 04-02-2015, 10:19 AM
Parent: #281

الأخ العزيبز أرنست , حباك الله وسدد خطاك , الالفة والمحبة بين الناس , والبعد عن نوازع الشر فى الانسان الذى كرمه الله , وميزه بين كثير ممن خلق بالعقل , وجعله خليفة فى أرضه , كل هذه الفضائل , تمثل مراد الله فى الأرض , فهذا العقل الذى حبانا به الله سبحانه وتعالى , وجعله وسيلة لنميز به بين الخير والشر , وبين الحق والباطل , وأرسل لنا رسله تترا , من لدن أبو البشرية آدم عليه السلام , وحذرنا جميعا , من خلال هذا الوحى الألهى من : ( أعداء الحق والدين ) المتربصين بنا , ومع ذلك نجد الانحرافات ممن وقع فى شباك هولاء الذين حذنا منهم , وعلى رأسهم ( أبليس ) اللعين , فقد ظهرت أفاعيله أول ما ظهرت فى أبو البشرية آدم عليه السلام , ثم ما حدث بعد ذلك , بين ابنيه , فكانت أول جريمة قتل للنفس البشرية تحدث على ظهر هذه البسيطة , فكلنا يا أخى نؤمن ايمان قاطع أن الأديان السماوية كلها وحى منزل من الله سبحانه وتعالى , جاءت أصلا لاسعاد البشرية , وتحقيق خلافتها فى الأرض , ومراد الله فيها , الا أن الانسان هو الانسان , ميال الى المعصية , والرجوع عن طريق الحق , وطريق الصراط المستقيم , فقد توالت هذه الانحرافات , ومع تواليها , تواتر نزول الوحى , ثم جاءت الطامة الكبرى , متمثلة فى الصراع الدائم , والمميت بين أهل هذه الأديان , فتحول الانسان من انسان مأمور بأن يكون قدوة , وداعى للمحبة , والوفاق بين الناس , الى انسان آخر , لا يعرف فى الدنيا غير : ( الحقد والكراهية ) كل ذلك نتيجة : ( للتعصب الأعمى ) الذى يعد من أسوأ , وأقبح , وأشر الخصال , تصيب العبد , يتعصب لشى : ( ورثه , أو اعتنقه فى حالة جهل , أو ........... الخ ) وظل على ذلك دون اعمال العقل الذى كرمه الله به , وكما تعلم يا أخى فقد أستمر هذا الصراع لقرون طويلة , وكانت كلها ( شر فى شر ) والأن نحن أمام بادرة عظيمة , نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل منها خيرا كيرا , هذه البادرة لمح اليها الباحث الفرنسى المرحوم الدكتور " موريس بوكاء , فى كتابه المترجم تحت عنوان : " الكتب المقدسة فى ضوء العلم الحديث " هذه البادرة تتمثل فى الخطوة العظيمة التى اتخذها : " مجمع الفاتيكان الثانى (1962- 1965 ) عنما ناقش مشكلة الكنيسة مع الديانات غير النصرانية, وفيما يلى ترجمة حرفية فيما توصلوا اليه بالنسبة للدين الاسلامى :
إن الكنيسة تنظر بعين الاعتبار أيضا إلى المسلمين الذي يعبدون الإله الواحد الحي القيوم الرحيم القادر على كل شيء، خالق السماء والأرض، ومكلم البشر الذين يجتهدون في أن يخضعوا بكليتهم حتى لأوامر الله الخفية، كما خضع له إبراهيم، الذي يسند إليه بطيبة خاطر الإيمان الإسلامي، وأنهم يجلون يسوع كنبي وإن لم يعترفوا به كإله، ويكرمون أمه العذراء، كما أنهم بتقوى يتضرعون إليها أحيانا.المسلمون لا يتضرعون إلا إلى الحي الذي لا يموت علاوة على ذلك فإنهم ينتظرون يوم الدين عندما يثيب الله كل البشر القائمين من الموت، ويعظمون الحياة الأخلاقية أيضا، ويؤدون العبادة لله لاسيما الصلاة والزكاة والصوم، وإذا كانت قد نشأت – على مر القرون – منازعات وعداوات كثيرة بين المسيحيين والمسلمين فالمجمع المقدس يحضّ الجميع على أن يتناسوا الماضي، وينصرفوا بإخلاص إلى التفاهم المتبادل، ويصونوا ويعززوا معا العدالة الاجتماعية والخيور الأخلاقية والسلام والحرية لفائدة الناس جميعا ).

(أعلاه مقتطف من قرار المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني 1962 -1965 م حول العلاقة بين الكاثوليك والإسلام. )

Post: #287
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-02-2015, 03:56 PM
Parent: #286

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الخميس من الأسبوع السابع من الصوم الكبير)
تجلى كلية الطهر السيدة العذراء بكنيسة الزيتون

2 أبريل 2015
24 برمهات 1731
باكـــر
{ النبـوات }
من أمثال سليمان الحكيم ( 11 : 13 ـ 26 )
السَّاعِي بالنميمةِ يُفشِي السِّرَّ والأمينُ الرُّوح يكتُمُ الأمرَ. حَيثُ لا تدبيرٌ يَسقُطُ ( الشَّعبُ ) مِثل ورق، أمَّا الخلاصُ فبكثرة المُشِيرينَ. ضرراً يُضرُّ مَن يَضمنُ غريباً، ومَن كره الصافقين اطمأن. امرأةٌ شاكرةٌ تُقيم مجداً لزوجها، وامرأةٌ تُبغض البر ميراث للهوان. الكسالى يعدمُون الغنى. الرَّجُلُ الرَّحيمُ يُحسنُ إلى نفسهِ وذو القساوة يُسيء إلى جسده. المُنافق يعملُ عمل الظُّلم وزرع الأبرار فأجره أمانةٍ. الابن البار يولد للحياة، أمَّا المُنافق يُطارد إلى الموت. مكرهة أمام الرب الطُرُق المُلَتُوية ورضاهُ جميع مُستَقيمُو الطَّريق. مَن يُلقي يداً على يدٍ ظلماً لا يَفلِت مِن العقاب، ومَن يزرع عدلاً يأخُذ أجراً أميناً. خِزامةُ ذهبٍ في أنف خنزيرةٍ المرأةُ الجميلةُ العديمةُ العقل. كُلّ شهوات الأبرار صالحةٌ هيَ، أمَّا رجاءُ المُنافقين فهو هلاكٌ. يُوجدُ مَن يُوزع فيزدادُ أيضاً ويُوجدُ مَن يجمع وأخرتهُ الفاقة. النَّفسُ السَّخيَّةُ تُسمَّنُ والرَّجُل الغضُوب فمنظره قبيح. الذي يحتكر الحنطة يلعنهُ الشَّعب والبرَكَةُ على رأس البَائع.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر إشعياء النبي ( 65 : 8 ـ 16 )
هكذا قالَ الربُّ، كما تُوجد السُّلاف في عنقُود فيقُول قائلٌ لا تتلفهُ فإنَّ فيهِ بركة الرب، كذلك أصنعُ لأجل عَبيدي حتى لا أُهلِكَ الكُلَّ. وسأُخرجُ مِن يعقُوبَ نسلاً ومِن يهُوذا وارثاً لجبلي المُقدس فيرثُها مُختاريَّ وعَبيدي يسكنُون هُناك. ويكُون الشارُون مأوى غنم ووادي عكور مَربضَ بقرٍ لشعبي الذين طلبُوني.وأنتُمُ الذين تركُوني ونسُوا جَبلَ قُدسي الذين يُهيئُون مائدةً للشياطين ( المُشترى ) ويعدُون الممزُوج لمناة. فإنِّي أعيِّنكُمُ للسِّيف وتجثون جميعكُم للذَّبح لأنِّي دعوتُ ولم تُجيبُوا، تكلَّمتُ ولم تسمعُوا بل صنعتُمُ الشَّرَّ في عينيَّ واخترتُم ما لم أُسرَّ بهِ. لذلك هكذا قالَ السَّيِّدُ الربُّ: هوذا عَبيدِي يأكُلُونَ وأنتُم تجُوعُونَ، هوذا عَبيدِي يَشربُونَ وأنتُم تَعطشُونَ، هوذا عَبيدِي يفرحُونَ فرحاً وأنتُم تحزنُونَ، هوذا عَبيدِي يترنَّمُون مِن طيب القَلب وأنتُم تصرُخُونَ مِن كآبهِ القَلب ومِن انكِسار الرُّوح تُوَلولُونَ. وتُخلِفُونَ اسمكُم لعنةً لمُختاريَّ ويُقتلُك السَّيِّدُ الربُّ ويدعُو عبيدهُ بِاسم جديد، فالذي يتباركُ على الأرض يتباركُ بإلهِ الحقِّ.
( مجداً للثالوث القدوس )

من سفر أيوب الصديق ( 42 : 1 ـ 6 )
فأجابَ أيُّوبُ الربَّ وقالَ: قد عَلِمتُ أنَّكَ قادرُ على كُلَّ أمرٍ ولا يتعذرُ عليكَ أمرٌ. مَن ذا الذي يُخفى عنكَ المشُورة مِن غير علم ويظن إنهُ يُحاجك. مَن ذا الذي يُخبرني بمَا لا أعرفه، العظائم والعجائب التي لا أعلمها. اسمعني أيُّها الرب وأنا أتكلَّمُ، أسألُكَ فعلِّمني. بسمع الأُذُن قد سَمِعتُ عَنكَ أولاً والآن قد رأتكَ عَينِي. لذلكَ أرذل نفسي وانحل واحسب نفسي في التُّراب والرَّماد.
( مجداً للثالوث القدوس )

مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 62 : 1 )
يا اللَّهُ إلَهِي إليكَ أُبَكِّرُ. لأنَّ نَفْسِي عَطِشَتْ إليكَ، لكي يُزْهِر لكَ جَسَدِي في أرضٍ مُقفرةٍ، وموضِع غير مَسلوكٍ. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا متى البشير ( 20 : 20 ـ 28 )
حينئذٍ أتت إليهِ أُمُّ ابني زَبدي مع ابنيها ساجدة لهُ وطالبة مِنهُ شيئاً. فقالَ لها: " ماذا تُريدِينَ؟ " فقالت لهُ: " قُلْ أن يَجلسَ ابنايَ أحدهُما عن يَمينِكَ والآخرُ عن يسارك في ملكُوتكَ ". فأجابَ يسوعُ: " لستُما تَعلَمان ما تَطلُبان. أتستطيعان أن تَشربا الكأسَ التي سأشربُها، وأن تَصطبغا بالصِّبغةِ التي سأصطبغُ بها؟ ". قالا لهُ: " نستطيعُ ". فقالَ لهُما يسوع: " أمَّا الكأس فستشربانها، وبالصِّبغةِ ستصطبغان. وأمَّا الجُلُوسُ عن يَميني ويَساري فليسَ لي أن أُعطيهُ إلاَّ للذين أُعدَّ لهُم مِن قِبل أبي الذي في السَّمَوات ". فلمَّا سمِعَ العشرةُ التلاميذ تذمرُوا مِن أجل الأخَوين. فدعاهُم يسوعُ وقالَ لهُم: " أنتُم تعلمُونَ أنَّ رُؤساء الأُمم يسُودُونَهُم، وعظمائهُم يتسلَّطُون عليهم. فلا يكُونُ فيكُم هكذا. بل مَن أراد أن يكُون فيكُم عَظِيماً فليكُن خادماً لكُم، ومَن أرادَ أن يكُونَ فيكُم أوَّلاً فليكُن لكُم عَبداً، كما أنَّ ابنَ الإنسان لم يأتِ ليُخدَمَ بل ليخدِمَ، ويبذِلَ نفسهُ فداء عن كثيرينَ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
( 4 : 5 ـ 18 )
فإنَّنا لَسنا نكرزُ بأنفُسِنا، بل بالمسيح يسوعَ ربّنا، وبأنفُسِنا عبيداً لكُم مِن أجل يسوعَ. لأنَّ اللَّـهَ الذي قالَ: " أنْ يُشرقَ نُورٌ مِن ظُلمةٍ "، هُو الذي أشرقَ في قُلُوبنا، لإنارَة مَعرفةِ مَجدِ اللَّـهِ في وجهِ يسوعَ المسيح.ولنا هذا الكنز فى أواني خزفيَّةٍ، ليكُونَ فضلُ القُوَّة للَّـهِ لا منَّا. مُكتئبين في كُلِّ شيءٍ، ولكن غير مُتضايقينَ. مَطرُوحين، لكن غيرَ هَالكين. مُضطَهَدِينَ، لكن غيرَ مَترُوكينَ. ( مُتحيِّرين، لكن غيرَ يائسِين ). حامِلينَ في الجسدِ كُلَّ حينٍ إماتةَ يسوعَ، لتظهرَ حياةُ يسوعَ أيضاً في أجسادنا. لأنَّنا نحنُ الأحياء نُسلَّمُ دائماً إلى المَوت مِن أجل يسوعَ، لتظهرَ حياةُ يسوعَ أيضاً في أجسادنا المائتة. فالموت إذن يعملُ فينا، والحياةُ فيكُم. فإذ فينا رُوحُ الإيمان الواحد، كما هُو مكتُوب " آمنتُ ولذلك تكلَّمت "، فنحنُ أيضاً نُؤمنُ ولذلك نتكلَّمُ. لعِلمنا بأنَّ الذي أقام الربَّ يسوعَ سَـيُقيمُنا نحنُ بيســوعَ، ويوقفنا معكُـم. لأنَّ جميعَ الأشـياء هيَ مِـن أجلكُم، لكي تتكاثر النِّعمة، لتجعل الشُّكر يتزايد مِن كثيرين لمجدِ اللَّـهِ. ولذلكَ لسنا نَفشلُ، بل وإن كانَ إنسانُنا الخارجُ يَفنَى، فإنسانُنا الدَّاخلُ يتجدَّدُ يوماً فيوماً. لأنَّ خفَّةَ ضِيقَتِنا الوقتِيَّةَ تُنشئُ لنا أكثرَ فأكثرَ ثِقَلَ مَجدٍ أبديَّاً. إذ لا ننظُر إلى ما يُرى، بل إلى ما لا يُرى. لأنَّ ما يُرى إنمَّا هو وقتيٌّ، وأمَّا ما لا يُرى فهُو أبديٌّ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 3 : 13 ـ 24 )
لا تَتعجَّبُوا يا إخوتي إن كانَ العالمُ يُبغِضُكُمْ. نحنُ نعلَمُ أنَّنا قد انتقلنا مِن المَوت إلى الحياة، لأنَّنا نُحِبُّ الإخوةَ. مَن لا يُحِبَّ أخاهُ يبقى في المَوت. كُلُّ مَن يُبغِضُ أخاهُ فهُو قاتلُ نفسٍ، ونعلَم أنَّ كُلَّ قاتل نفسٍ ليست لهُ حياةٌ أبديَّةٌ ثابتةٌ فيهِ. بهذا قد عَرَفنا المحبَّةَ: أنَّ ذاكَ قد وضعَ نفسهُ مِن أجلنا، فنحنُ ينبغي لنا أن نضعَ نُفُوسَنا مِن أجل بعضنا بعضاً. فأمَّا مَن كان لهُ مَعِيشةُ هذا العالَم، ويرى أخاهُ مُحتاجاً، وأغلقَ أحشاءهُ عنهُ، فكيفَ تَثبُتُ محبَّةُ اللَّـهِ فيهِ؟ يا أَوْلاَدِي، لا نُحِبَّ بالكَلاَمِ ولا بِاللِّسَانِ، بلْ بالعَمَلِ والحَقِّ! وبهذَا نَعْرِفُ إنَّنا مِن الحَقِّ ونُقنِعُ قُلُوبَنَا أمامه. وإنَّ كان قلبُنا يُبكتنا فإنَّ اللَّهُ أعْظَمُ مِن قلبِنا، ويعلمُ بكُلِّ شيءٍ.يا أحبَّائي، إن لم يُبكتنا قلبُنا، فَلنَا ثِقةٌ لدى اللَّه. ومَهْمَا سَألنَا فإنَّنا نَنَالهُ مِنْهُ، لأنَّنَا نَحْفَظُ وصَايَاهُ، ونَعْمَلُ ما هو مرضي أمامهُ. وهذهِ هيَ وصِيَّتُهُ: أنْ نُؤمِنَ بِاسْمِ ابنهِ يسوعَ المَسِيحِ، ونُحِبَّ بَعضنا بَعضاً كَما أعطانا وصِيَّةً. فمَن يَحفظْ وصَايَاهُ يَثُبُتْ فيهِ وهو أيضاً فيهِ. وبِهذا نعلمُ أنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا مِن الرُّوحِ الذي أَعطاناه.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 25 : 23 ـ 26 : 1 ـ 6 )
وفي الغَدِ أقبل أغريباسُ وبَرنيكي باحتفالٍ عظيمٍ، ودخلا دار الاستِماع مع قواد الألوف وأعيان المدينةِ، فأمرَ فستُوسُ فأُحضر بولس. فقالَ فستُوسُ: " أيُّها المَلِكُ أغريباسُ والرِّجالُ الحاضرُونَ معنا أجمعين، أنتُم تنظُرُونَ هذا الذي توسَّل إليَّ مِن جهتهِ كُلُّ جُمهُور اليهُود في أُورُشليمَ وهُنا، صارخينَ أنَّهُ لا يَنبغي أن يعيشَ بَعدُ. أمَّا أنا فلمَّا وجدتُ أنَّهُ لمْ يَفعل شيئاً يستحقُّ الموت، وهو قد رفعَ دَعواهُ إلى أغسطُس، قضيتُ بأن أُرسلهُ. وليسَ لي شيءٌ يَقينٌ مِن جهتهِ لأكتُب إلى السَّيِّدِ. فلهذا أحضرتهُ أمامكُم، وخصوصاً أمامك أيُّها المَلِكُ أغريباسُ، حتى إذا فحصتهُ أمامك يكُون لي شيءٌ لأكتُبه. لأنِّي أرَى مِن الجهل أن أبعثَ أسيراً ولا أُبين الدَّعاوي التي عليهِ ". فقالَ أغريباسُ لبولُسَ: " مأذُونٌ لكَ أن تتكلَّمَ عن نفسكَ ". فحينئذٍ بسطَ بولسُ يدهُ وطفقَ يحتجُّ: إنِّي أحسِبُ نَفْسِي سَعِيداً أيُّها المَلِكُ أغريباسُ، إذ أنا مُزمعٌ أن أحتجُّ اليوم لديكَ عن كُلِّ ما يشكُوني بهِ اليهُودُ. لا سِيَّما وأنتَ عالمٌ بجميع العَوائدِ والمسائل التي بينَ اليهُود. لذلكَ أطلبُ إليكَ أن تَسمعني بطُول الأناة. إنَّ سيرتي مُنذُ صباي التي مِن البدء كانت لي بين أُمَّتي بأُورُشليمَ يَعرفُها جميعُ اليهُود، وهُم يعرفونني مِن قبل، لو أرادُوا أن يشهدُوا، أنِّي قد عِشتُ فرِّيسياً على مذهَب ديننا الأقوم. والآن أنا واقفٌ أُحاكمُ على رجاء الوعدِ الذي صارَ مِن اللَّـهِ لآبائنا.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الرابع والعشرون من شهر برمهات المبارك
1- تجلى كلية الطهر السيدة العذراء بكنيسة الزيتون
2- نياحة القديس الأنبا مقاريوس التاسع والخمسين من باباوات الكرازة المرقسية
1- فى مساء مثل هذا اليوم من سنة 1684 للشهداء الموافق الثلاثاء الثانى من شهر أبريل سنة 1968 لميلاد المسيح، فى عهد البابا كيرلس السادس المائة والسادس عشر من باباوات الإسكندرية ، بدأت سيدتنا كلنا وفخر جنسنا مريم العذراء تتجلى فى مناظر روحانية نورانية وعلى قباب الكنيسة المدشنة بإسمها الطاهر فى حدائق الزيتون من ضواحى مدينة القاهرة.وقد توالى هذا التجلى فى ليال متعاقبة بصورة لم يعرف لها نظير فى الشرق أو فى الغرب ، ويطول هذا التجلى فى بعض الليالى إلى بضع ساعات دون توقف أمام عشرات الألوف من البشر من جميع الأجناس والأديان ، والكل يراها بعيونهم ، ويشيرون إليها ويستشفعون بها فى ترتيل وإبتهال ودموع وتهليل وصلاة وهى تنظر إلى الجماهير نظرة حانية ، ترفع أحياناً كلتا يديها لتباركهم من جميع الإتجاهات .وأول من لاحظ هذا التجلى هم عمال النقل العام بشارع طومان باى الذى تطل عليه الكنيسة وكان الوقت مساء ، فرأى الخفير عبد العزيز على ، المكلف بحراسة الجراج ليلاً ، جسماً نورانياً متألقاً فوق القبة فأخذ يصيح بصوت عال "نور فوق القبة" ونادى على عمال الجراج فأقبلوا جميعاً وشهدوا أنهم أبصروا نوراً هاجاً فوق القبة الكبرى للكنيسة وأحدقوا النظر فرأوا فتاة متشحة بثياب بيضاء جاثية فوق القبة وبجوار الصليب الذى يعلوها . ولما كان جدار القبة مستديراً وشديد الإنحدار فقد تسمرت أقدامهم وهم يرقبون مصير الفتاة . مضت لحظات شاهدوا بعدها الفتاة الجاثية وقد وقفت فوق القبة فإرتفعت صيحاتهم إليها مخافة أن تسقط ، وظنها بعضهم يائسة تعتزم الإنتحار فصرخوا لنجدتها وأبلغ بعضهم شرطة النجدة ، فجاء رجالها على عجل وتجمع المارة من الرجال والنساء ، وأخذ منظر الفتاة يزداد وضوحاً ويشتد ضياء وظهرت الصورة واضحة لفتاة جميلة فى غلالة من النور الأبيض السماوى تتشح برداء أبيض وتمسك فى يدها بعض من أغصان شجر الزيتون ، وفجأة طار سرب من الحمام الأبيض الناصع البياض فوق رأسها . وحينئذ أدركوا أن هذا المنظر روحانى سماوى . ولكى يقطعوا الشك باليقين سلطوا أضواء كاشفة على الصورة النورانية فإزدادت تألقاً ووضوحاً ، ثم عمدوا إلى تحطيم المصابيح الكهربائية القائمة بالشارع والقريبة من الكنيسة فلم تختف الصورة النورانية ، فأطفأوا المنطقة كلها ، فبدت الفتاة فى ضيائها السماوى وثوبها النورانى أكثر وضوحاً ، وأخذت تتحرك فى داخل دائرة من النور يشع من جسمها إلى جميع الجهات المحيطة بها . عندئذ أيقن الجميع بأن الفتاة التى أمامهم هى دون شك مريم العذراء ، فعلا التصفيق والصياح والتهليل حتى شق عنان السماء "هى العذراء ..هى أم النور.." ثم إنطلقت الجموع تنشد وترتل وتصلى طوال الليل حتى صباح اليوم التالى.ومنذ هذه الليلة والعذراء الطاهرة تتجلى فى مناظر روحانية مختلفة أمام الألوف وعشرات الألوف من الناس مصريين وأجانب ، مسيحيين وغير مسيحيين ، رجالاً وسيدات وأطفالاً ، ويسبق ظهورها ويصحبه تحركات لأجسام روحانية تشق سماء الكنيسة بصورة مثيرة جميلة ترفع الإنسان الطبيعى فوق مستوى المادة وتحلق به عالياً فى جو من الصفاء الروحى. ومن أهم المناظر التى تجلت فيها أم النور أمام جميع الناس . منظرها بين القبة القبلية الغربية للكنيسة و لقبة الوسطى وهى تبدو فى جسم نورانى كامل فى الحجم الطبيعى ، رأسها فى السماء وكأنها شقت السماء ونزلت منها، وقدماها فى الفضاء واقفة على أصابعها ، تحيط رأسها المقدس وجسمها المضىء طرحة فضية بهية ، وأحياناً زرقاء سماوية داكنة ، والجسم كله نور من نور يبدو فى الغالب فوسفورياً يميل إلى الزرقة الفاتحة ، وأحياناً يبدو الرداء من تحت الطرحة نورانياً أبيض ناصعاً ، والرأس من تحت الطرحة منحنية إلى أسفل فى صورة العذراء الحزينة ونظراتها نحو الصليب الذى يعلو القبة الكبرى فى منتصف سطح الكنيسة . والمنظر يثبت على هذا الوضع حيناً ويتحرك حيناً فى هدوء وبطء وينحنى أمام الصليب حيناً آخر والصليب نفسه يضىء ويشع نوراً مع أنه من المسلح وهو جسم معتم . ويشع من جسم العذراء نور ينتشر فى تدرج يضىء سماء الكنيسة فى محيط يشغل معظم مساحة السطح . وقد ترفع العذراء يديها ثم تخفضهما وقد تعقدهما على صدرها كمن يصلى ، وهى ملفوفة فى طرحتها البيضاء فى نظرات الهدوء والوقار . وأحياناً يظهر من خلفها ملاك فارع الطول فارداً جناحيه وقد يطول هذا المنظر إلى بضع ساعات.ومن أهم المناظر أيضاً منظر أم النور فى وقفة ملكة عظيمة فى صورة روحانية جميلة تفيض جلالاً وبهاءً وكرامةً ، فى نور أبهى لمعاناً من أى نور طبيعى ، تحيط بوجهها هالة بلون أصفر فاتح . وأما أسفل العنق وأعلى الصدر فبلون داكن نوعاً ما ، وعلى رأسها تاج ملكى كأنه من الماس مرصع ويلمع . وأحياناً يبدو فوق التاج صليب صغير مضىء ، وقوامها المشرق يرتفع فى السماء فوق شجرة بالجهة القبلية من الكنيسة وفى موقفها السابق تبدو حاملة المسيح له المجد فى صورة طفل على يدها اليسرى وعلى رأسه تاج . وتارة تظهر ويداها تضمان أطراف ثوبها ، وتارة أخرى ترفع كلتا يديها وكأنها تبارك العالم وهى تتجه إلى اليمين وإلى الأمام وإلى اليسار فى حركة وقورة متزنة يجللها سمو روحانى لا يعبر عنه ولا ينطق به ، ورداؤها الأبيض يهفهف من ذيله وكأنها تظهر ذاتها لجميع الناس فى جميع الإتجاهات مشفقة على الذين لم يستطيعوا لكثرة الزحام أن يصلوا إلى زاوية الرؤيا المواجهة لمدخل الكنيسة فى الحارة الضيقة المسماة حارة خليل . وفى هذا المنظر تبدو العذراء الطاهرة فى الحجم الطبيعى لعذراء شابة فى قامة صحية مثالية وجسم فارع رقيق تكسوه غلالة من نسيج نورانى حتى القدمين ويزداد المنظر روعة عند إنحناءة الرأس المقدس فى شبه إيماءة حانية. ولعل أكثر المناظر ظهوراً تجليها عديداً من المرات فى شكل فتاة ترتدى طرحة بيضاء تطل من طاقة القبة الشرقية البحريةبين طاقات هذه القبة تومىء برأسها الملكى أو ترفع كلتا يديها وكأنها تحى أو تبارك . وتارة تبدو حاملة المسيح له المجد فىصورة طفل على يدها اليسرى وأحياناً تبدو وفى إحدى يديها غصن زيتون . والملاحظ أنه قبل أن تتجلى العذراء فى إحدى طاقات هذه القبة – وهى عادة مظلمة حالكة الظلام لأنها مغلقة تماماً من أسفل بسقف الكنيسة بحيث لا تصل إليها أنوار الكنيسة من الداخل عندما تكون مضاءة يظهر أولاً فى القبة نور خافت لا يلبث أن يكبر شيئاً فشيئاً حتى يصير فى حجم كروى تقريباً ولونه أبيض مائل إلى الزرقة كلون قبة السماء الزرقاء عندما تكون الشمس مشرقة ساطعة. وبعد قليل يتحرك هذا النور فى إتجاه طاقة القبة من الخارج . وفى أثناء تحركه البطىء ، يتشكل رويداً رويداً بشكل العذراء مريم فى منظر نصفى من الرأس حتى منتصف الجسم ، والرأس تحيط به الطرحة التى تبدو بلون أزرق سماوى متدلية على كتفيها ويبرز هذا الجسم النورانى متمثلة فيه العذراء ويطل من طاقة القبة ويخرج بعض الشىء خارج القبة إلى فضاء الكنيسة، وأحياناً يقف على سطح القبة المنحدر . وقد يبقى هذا المنظر دقائق وقد يبقى من ربع إلى نصف ساعة . وفى أحيان أخرى يتكون المنظر ويبرز خارج القبة وحينئذ يبهت شكله ويعود إلى شكله الكروى ثم ينطفىء أو يختفى بضع دقائق ثم يبدأ أن يظهر من جديد فى شكل ضوء خافت ثم يكبر حتى يصير فى حجم كروى ، ثم يتحرك تجاه طاقة القبة وفى حركته ، يتشكل بشكل العذراء مريم وهى تطل على الجماهير . وهكذا عديد من المرات كما حدث هذا مثلاً فى ليلة عيد دخول العائلة المقدسة إلى مصر (24 بشنس الموافق أول يونية 1968) فقد توالى تجلى العذراء فى القبة البحرية الشرقية مرات لا يحصيها العد من الساعة العاشرة مساء حتى بزوغ نور الصباح ، وهو أكثر المناظر التى تتكرر مرات ومرات فى ليال عدة لا حصر لها ، وهو المنظر المتواتر الظهور الذى تمتع به أكبر عدد من الناس. ومن بين المناظر الرائعة جداً هذا المنظر الذى تبدو فيه العذراء جسماً بلورياً مضيئاً ناصعاً جداً وهى واقفة ملكية فى قامة منتصبة ممشوقة تملأ إحدى طاقات القبة البحرية الغربية فى حجم صغير متناسق وكأنها تمثال من النور الوضاء المشع الأبيض الناصع البياض يمتد كاملاً من الرأس إلى القدمين فى كل طاقة القبة بشكل يريح القلب والنفس ويشيع الأمن والسكينة فى كل إنسان حتى ينسى وجوده أمامه من فرط ما يتولاه من إنبهار وإنجذاب.هذا ويصاحب تجليات أم النور ظهور كائنات روحية مضيئة تشبه الحمام، وهى عادة أكبر منه حجماً وتظهر نحو منتصف الليل أو بعده نحو الثانية أو الثالثة صباحاً و لمعروف أن طائر الحمام العادى لا يطير ليلاً . ثم إن هذه الكائنات بيضاء لامعة مشعة بصورة لا يوجد لها نظير فى عالم الطيور ، خاصة وأنها تظهر فى وسط الظلام الحالك متوهجة منيرة من كل جانب من فوق ومن أسفل ثم أنها تتحرك أو تطير فاردة جناحيها من غير رفرفة فى الغالب ، أنها تنساب بسرعة كبيرة وكأنها سهم يشق سماء الكنيسة وتظهر فجأة من حيث لا يعرف الإنسان من أين جاءت وتختفى أيضاً فجأة وهى فى مدى الرؤية . ويحدث الإختفاء وتكون السماء صحواً ، وأحياناً ترى وكأنها خارجة من القبة الكبرى وتتجه نحو القبة البحرية الشرقية تختفى لتعود بعد ثوان فى الإتجاه المضاد تماماً . على أن هذه الكائنات الروحانية بشكل الحمام تظهر فى تشكيلات وأعداد مختلفة ، فتارة تظهر حمامة واحدة و تارة حمامتان، و تارة ثلاث حمامات فى شكل مثلث متساوى الأضلاع منتظم المسافات وتحتفظ بهذا الشكل فى كل فترة الطيران ، وتارة يظهر سرب من سبع حمامات أو إثنتى عشر حمامة ، وقد تتخذ شكل صليب فى طيرانها ، وأحياناً فى تشكيل من صفين متوازيين.ومن بين الظواهر الروحية المصاحبة لتجليات العذراء أم النور ظهور نجوم فى غير الحجم الطبيعى تهبط من فوق فى سرعة خاطفة على القبة الوسطى أو على سطح الكنيسة ثم تختفى وهى لامعة ومضيئة وبراقة . وفى بعض الأحيان يظهر النجم فى حجم كرة منيرة تهبط من فوق إلى أسفل وقد يتخذ النجم شكل مصباح مضىء فى حجم متوسط. ومن بين الظواهر المتكررة نور برتقالى اللون يغمر القبة البحرية الشرقية للكنيسة من فوقها ومن جميع الإتجاهات ، وبعد دقائق من ظهوره يتحرك فى إتجاه القبة الكبرى ويغمرها من فوق ومن جميع الإتجاهات. وفى أحيان كثيرة ينبعث من داخل القبة البحرية الشرقية خصوصاً نور ساطع أبيض مشرب بشىء من الزرقة بحيث يبدو بلون قبة السماء عندما تكون الشمس ساطعة يظهر فى وسط القبة وأحياناً يتحرك من أسفل إلى أعلى فيبدو كما لو كان معلقاً فى الجزء الأعلى من القبة . وفى أحيان أخرى يظهر فى وسط القبة فى شكل كروى أو بيضاوى ثم يتحرك ببطء شديد إلى خارج إحدى طاقات أو منافذ القبة المطلة على الخارج قبيل أن يتشكل فى صورة نصفية للسيدة العذراء تطل من طاقة القبة . ومن بين الظواهر أيضاً نور كبير يظهر على القبة القبلية الغربية أو القبة البحرية الشرقية أو القبة الوسطى فى هيئة صليب متساوى الأضلاع فى منظر يبلغ حد الإبداع والروعة والجمال. وفى بعض الليالى يغمر القبة الوسطى كمية من بخور أبيض ينتشر فوق سطح الكنيسة كلها ويصعد إلى فوق نحو السماء إلى مسافة 30 أو 40 متراً، علماً بأن القبة الوسطى وإن كانت مفتوحة من داخل الكنيسة لكنها ليست مفتوحة من خارج بحيث ولو صعد بخور من داخل الكنيسة فإنه لا ينفذ إلى خارج القبة . ثم أن كمية البخور التى تنتشر فوق القبة وسطح الكنيسة كمية ضخمة لا يكفى لتصعيدها ألف ألف مبخرة . ولولا هذا البخور عطرى الرائحة وأبيض اللون وناصع البياض لكان يظن أنه ناجم من حريق كبير . وهناك أيضاً السحاب النورانى الذى يظهر فوق قباب الكنيسة مباشرة تارة بحجم كبير وغالباً ما يسبق تجليات العذراء إذ لا يلبث السحاب قليلاً حتى يتشكل رويداً رويداً فى منظر العذراء أم النور . وأحياناً ينبلج منظر العذراء من بين السحاب كما ينبلج نور لمبات النيون الكهربائية فجأة . وأحياناً يتحرك وفى كل الأحوال يتحرك فوق القباب فجأة بحيث تكون السماء صحواً ومن دون أن يجىء من مصدر معروف .تلك بعض المناظر التى تجلت بها السيدة العذراء على وفى قباب الكنيسة المدشنة بإسمها فى ضاحية الزيتون ، والظواهر الروحانية المصاحبة لتلك التجليات . وكلها بشير ونذير بأحداث جليلة خطيرة فى المستقبل القريب والبعيد . ولعلها نفحة روحانية من السماء تشير إلى رعاية الله لكنيستنا وشعبنا وبلادنا، و عناية بنا مما نعتز به ونفخر متهللين ، وبإنسحاق وندامة على خطايانا نتوب إلى الله راجعين وتائبين . ولعلنا بهذه "العلامات العظيمة من السماء " (لوقا 21:11) نكون قد دخانا مرحلة هامة من مراحل الأيام الأخيرة وربما كانت بداية النهاية. فلتدركنا مراحم الله . وليحفظ الرب شعبه وكنيسته ، وليحطم قوة المعاندين لنا بشفاعة ذات الشفاعات معدن الطهر والجود والبركات سيدتنا كلنا وفخر جنسنا العذراء البتول الزكية مريم ، ولإلهنا المجد دائماً أبدياً . آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم من سنة 668 ش ( 20 مايو سنة 952 م) تنيح البابا القديس الأنبا مقاريوس التاسع والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية . وقد ولد فى بلدة شبرا وزهد العالم منذ صغره وإشتاق إلى السيرة الرهبانية . فقصد جبل شيهيت بدير القديس مقاريوس ، وسار فى سيرة صالحة أهلته لإنتخابه بطريركاً خلفاً للبابا قزما. فإعتلى الكرسى المرقسى فى أول برمودة سنة 648 ش (27 مارس سنة 932 م).وحدث لما خرج من الإسكندرية قاصداً زيارة الأديرة ببرية شيهيت كعادة أسلافه ، أن مر على بلدته لإفتقاد والدته . وكان إمرأة بارة صالحة . فلما سمعت بقدومه لم تخرج إليه . ولما دخل البيت وجدها جالسة تغزل فلم تلتفت إليه ، ولا سلمت عليه . فظن أنها لم تعرفه . فقال لها :"ألا تعلمين أنى إبنك مقاريوس الذى رقى درجة سامية ، ونال سلطة رفيعة ، وأصبح سيداً لأمة كبيرة ؟" فأجابته وهى دامعة العين :"إنى لا أجهلك وأعرف ما صرت إليه ، ولكنى كنت أفضل يا إبنى أن يؤتى بك إلى محمولاً على نعش ، خير من أن أسمع عنك أو أراك بطريركاً. ألا تعلم أنك قبلاً كنت مطالباً بنفسك وحدها . أما الآن فقد صرت مطالباً بأنفس رعيتك . فإذكر أنك أمسيت فى خطر . وهيهات أن تنجو منه ". قالت هذا وأخذت تشتغل كما كانت . أم الأب البطريرك فخرج من عندها حزيناً ، وباشر شئون وظيفته ، منبهاً الشعب بالوعظ والإرشاد ، ولم يتعرض لشىء من أموال الكنائس، ولا وضع يده على أحد إلا بتزكية ، وكان مداوماً على توصية الأساقفة والكهنة برعاية الشعب وحراسته بالوعظ والتعليم ، وأقام على الكرسى الرسولى تسع عشرة سنة وأحد عشر شهراً وثلاثة وعشرين يوماً فى هدوء طمأنينة . ثم تنيح بسلام . صلاته تكون معنا.ولربنا المجد دائماً . آمين.

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 121 : 1 ، 2 )
فَرِحْتُ بالقَائِلينَ لي إلى بَيْتِ الربِّ إلَهنا نَذهبُ. وَقفَتْ أرْجُلُنا في دِيارِ أُورُشَلِيم. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 12 : 18 ـ 27 )
ثُمَّ وافاه صَّدُّوقيُون، الذينَ يَقُولُونَ بأنَّه لا تكُون قيامةٌ، وسألُوهُ قائلينَ:" يامُعَلِّمُ كتبَ لنا مُوسَى: إن ماتَ لأحدٍ أخٌ، وتركَ امرأةً ولم يُخَلِّفْ ولداً، أن يأخُذَ أخُوهُ المرأة ويُقيمَ نسلاً لأخيهِ. فكانَ عندنا سَبعةُ إخوةٍ. وأخذَ الأوَّلُ امرأةً وماتَ، ولم يَترُك نَسلاً. فأخَذَها الثَّاني وماتَ، ولَمْ يَترُك نَسلاً. وهكذا الثَّالثُ أيضاً إلى السَّابعُ، ولَمْ يَترُكُوا نَسلاً. وآخِرَ الكُلِّ مَاتَتِ المرأةُ أيضاً. ففي القيامةِ، لمَن مِنهُم تكُونُ زَوجةً؟ لأنَّ السَّبعة اتخذُوها زوجةً ". فقالَ لهُم يسوع:" ألستُم لهذا تَضِلُّونَ، إذاً لا تَعرفُونَ الكُتُبَ ولا قُوَّةَ اللَّـهِ؟ لأنَّهُم متى قامُوا مِن الأمواتِ لا يتزوجُون ولا يتزَوجن، بل يصيرُون كمَلائكَةٍ في السَّمَواتِ. وأمَّا مِن جهةِ الأمواتِ إنَّهُم يَقُومُونَ: أفما قَرَأتُم في كتابِ مُوسَى، كيفَ خاطبهُ اللَّـهُ على العُلَّيقَةِ قائلاً: " أنا إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحقَ وإلهُ يعقوبَ؟ اللَّـه ليسَ إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحيَاءٍ. فأنتُم تَضِلُّونَ كَثِيراً! ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #288
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-03-2015, 06:01 AM
Parent: #287

الأخ الحبيب عوض سيد أحمد ..

كم أنا شاكر لكم أخى لمداخلتكم المطولة والتى توضح معدنكم الأصيل ..
وأرجو أن أقتطف منها هذه الكلمات ...

Quote: فتحول الانسان من انسان مأمور بأن يكون قدوة , وداعى للمحبة , والوفاق بين الناس , الى انسان آخر , لا يعرف فى الدنيا غير : ( الحقد والكراهية ) كل ذلك نتيجة : ( للتعصب الأعمى ) الذى يعد من أسوأ , وأقبح , وأشر الخصال , تصيب العبد , يتعصب لشى : ( ورثه , أو اعتنقه فى حالة جهل , أو ........... الخ ) وظل على ذلك دون اعمال العقل الذى كرمه الله به , وكما تعلم يا أخى فقد أستمر هذا الصراع لقرون طويلة , وكانت كلها ( شر فى شر )


نعم يا أخى .. هذا التعصب الأعمى والذى ينتج عنه الكراهية للآخر ..
حتى يصل هذا التعصب الى مرحلة أسوأ بمراحل .. ألا وهى أن يؤدى
هذا التعصب الى القتل بإسم الدين ..
والذى نحن نمر به الآن من أمثال داعش وخلافهم ..

ليت كل واحد يا أخى يفكر بنفس طريقتكم الهادفة والتى تدعو الى المحبة والسلام ...
بالمناسبة يا أخى .. زميل المنبر الأخ علاء سيد أحمد .. هل هو أخوكم ..
لأننى أعتقد أنه أخوكم .. !!! .. ؟؟؟
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #289
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: عوض سيد أحمد
Date: 04-03-2015, 02:05 PM
Parent: #288

• عزيزى ارنست ,عافاك الله , وسدد خطاك , الاخ علاء تشابه اسماء , وما أكثر تشابه الأسماء بين السودانيين , القتل باسم الدين يا أخى شىء مؤسف للغاية , وهو يمثل ( الشر كله ) ولكن المصيبة الكبرى , والبلية العظمى , أنه يتم وينفذ باسم الدين , الدين الذى جاء أصلا لاسعاد البشرية جمعاء , وما نراه حاليا ونشاهده من هذه الفتن التى تضطلع بها فئات ضالة هنا وهناك , لم يك جديدا على البشرية , فقد عرفته سابقا , وعلمنا من الكتب المقدسة أن وراء هذه الفتن فئة واحدة معروفه , هم ألئك الذين ادعوا زورا وبهتانا أنهم : ( أبناء الله وأحباؤه وأنه لا يرضى إلا عنهم وأن جميع الأديان في نظرهم باطلة وبالتالي أن جميع الأمم ضالة. ) ولذلك جندوا أنفسهم لأعمال الشر كما (ابليس ) فجعلوا لأنفسهم مقاما زائفا مما دفعهم دفعا للتطاول والتعالي على كل البشر من غيرهم , وهذا يفسر لنا تماما الحالة الشاذة والممعنة في السوء , والصفات , والنعوت التي لم ير لها مثيل في قبحها وسوءها في أي مله أخرى من غيرهم من البشر, سمعنا ذلك أولا من أنبياءهم , ورسلهم , وتوالى ذلك وتتابع ثانيا على مرّ العصور والدهور من كل الذين اختلطوا بهم وعرفوا ووقفوا على حقيقتهم من حكماء , ومصلحين , وقادة فكر , وروأساء دول , وكمثال لذلك نورد هنا ثلاثة أمثلة فقط وهى :
• (1) (( خيوطهم لا تصير ثوبا ولا يكتسون بإعمالهم,..... أعمالهم أعمال إثم ' وفعل الظلم في أيديهم, ..... أرجلهم الى الشر تجرى وتسرع الى سفك الدم الزكى, .... أفكارهم أفكار إثم,.... في طرقهم اغتصاب وسحق، طريق السلامة لم يعرفوه, ... وليس في مسالكهم عدل, .. وجعلوا لأنفسهم سبلا معوجة كل من يسير فيها لا يعرف سلاما)).
( أشعيا – الإصحاح 59 )
• (2) ويقول الرب فيهم على لسان سيدنا موسى عليه السلام: (( أنا اعرف تمردكم وقلوبكم الصلبة, إنكم بعد موتى تفسدون وتزيفون الطريق الذى أوصيتكم، ويصيبكم الشر في آخر الأيام. ))
• (3) بنجامين فرانكلين يحذر الشعب الأمريكي : نورد فيما يلي ترجمة حرفية للخطاب الخطير الذى وجهه أحد كبار زعماء استقلال أمريكا محذرا فيه الشعب الامريكى من الوقوع في مصائد ومكائد اليهود وكان ذلك في العام 1789م فلنستمع إليه يقول :
"أيها السادة في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها, ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم, وقد أدى بهم الاضطهاد الى العمل على خنق الشعوب ماليا كما هى الحال في البرتغال وأسبانيا. " ...... " وواصل تحذيره قائلا:-
" اذا لم يبعد هولاء من الولايات المتحدة بنص دستورها فان سيلهم سيتدفق الى الولايات المتحدة في غضون مائة سنة الى حد يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذى بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الفردية, ولن تمضى مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود على حين يظل هم في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين, " .." إنني أحذركم أيها السادة إنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيا فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم, انهم لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال فان الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط . "..... يواصل: " إن اليهود خطر على هذه البلاد اذا ما سمح لهم بحرية الدخول انهم سيقضون على مؤسساتنا وعلى ذلك لابد أن يستبعدوا بنص الدستور......."

Post: #290
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-03-2015, 06:16 PM
Parent: #289

أحبائى الطيبين ..
كل جمعة وانتو طيبين ..

كما عودناكم دائماً .. فى هذا اليوم ..

الآن ..
لقاؤنا مع أبينا الورع المبارك ..
مكارى يونان ..
من قناة الكرمة " مباشر " ..
ومن خلال هذا الرابط ..
/http://http://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-nawww.alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #291
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-04-2015, 09:44 AM
Parent: #290

الأخ الحبيب عوض سيد أحمد ..

شكراً أخى لتوضيحكم .. معصية الإنسان منذ بدء الخليقة ...
Quote:
الأخ العزيبز أرنست , حباك الله وسدد خطاك , الالفة والمحبة بين الناس , والبعد عن نوازع الشر فى الانسان الذى كرمه الله , وميزه بين كثير ممن خلق بالعقل , وجعله خليفة فى أرضه , كل هذه الفضائل , تمثل مراد الله فى الأرض , فهذا العقل الذى حبانا به الله سبحانه وتعالى , وجعله وسيلة لنميز به بين الخير والشر , وبين الحق والباطل , وأرسل لنا رسله تترا , من لدن أبو البشرية آدم عليه السلام , وحذرنا جميعا , من خلال هذا الوحى الألهى من : ( أعداء الحق والدين ) المتربصين بنا , ومع ذلك نجد الانحرافات ممن وقع فى شباك هولاء الذين حذنا منهم , وعلى رأسهم ( أبليس ) اللعين , فقد ظهرت أفاعيله أول ما ظهرت فى أبو البشرية آدم عليه السلام , ثم ما حدث بعد ذلك , بين ابنيه , فكانت أول جريمة قتل للنفس البشرية تحدث على ظهر هذه البسيطة , فكلنا يا أخى نؤمن ايمان قاطع أن الأديان السماوية كلها وحى منزل من الله سبحانه وتعالى , جاءت أصلا لاسعاد البشرية , وتحقيق خلافتها فى الأرض , ومراد الله فيها , الا أن الانسان هو الانسان , ميال الى المعصية , والرجوع عن طريق الحق , وطريق الصراط المستقيم


وهنا مربط الفرس ..
كيف يخلص بنو البشر ؟ لأن القانون الإلهى يقول ويحدد ..
" أجرة الخطيئة موت " ..
ولكن لأن " الله محبة " .. لم يرد .. الهلاك لآدم وبنية ..
ولكن .. عدالة الله .. لابد وأن تتماشى مع محبة الله ..
فما كان إلا أن تحدث عملية الفداء ..
ولكن .. مَن الذى سيقوم بعملية الفداء ..
فإن مَن يقوم بعملية الفداء .. لابد وأن يكون إنساناً
بلا خطيئة .. حتى يحمل و يحتمل عملية الفداء عن البشرية جمعاء ..
وهكذا يكون إيماننا .. نحن المسيحيين .. لم يوجد
أنسان قط بلا خطيئة .. وليس هذا فقط .. من يستطيع
أن يجرؤ .. ومن يستحق أن يموت من أجل الآخرين ..
حاملاً خطايا الجميع .. !!
وهكذا اجتمعت المحبة مع العدالة .. و جاء السيد المسيح
وهو الله الكلمة .. آخِذاً صورة إنسان .. تجسد وتأنس .. حيث
فدانا بدمه على عود الصليب ..
فيا أخى عوض .. هذا هو إيماننا المسيحى ..
يختلف عما تؤمن به .. وعما يؤمن به المسلمون قاطبة ..

ولكن هذه هى الحقيقة ..
ولا يمكن لأى إنسان أن يؤمن بهذه الحقيقة الا بالروح القدس ..
لأن الروح القدس هو الذى يعلّم ويرشد .. هو الذى يُعزّى .. هو
الذى يبكت على خطيئة ,,

وهكدا نحن نؤمن بأن الله له ثلاث أقانيم ..
الله الواحد له ثلاث شخصيات ..
الله الآب ضابط الكل .. الإبن يسوع المسيح وهو الكلمة .. ثم
الروح القدس .. هؤلاء الثلاثة هم واحد .. فالله موجود بذاته
ناطق بكلمته وحى بروحه ..
تماماً .. كمثل الإنسان .. الإنسان الكائن الحى ..
له جسد وكلمة وروح .. ولا يمكن أن نفصل أحدهم
عن الآخر ..
ومثال آخر .. الشمس .. هى قرص الشمس
والضوء والحرارة .. ولا يمكن فصل أحدهم
عن الآخر .. لتصبح شمساً ..

فيا أخى عوض .. ان الإيمان المسيحى يتعامل مع الروح ..
وليس مع الأرضيات .. فالمسيحى لابد وأن يسمو برحه ..
حتى يتمكن من معرفة بعض الحقائق عن الله ..
ولهذا وجب على الإنسان أن يقوم بشيئين هامين ..
البحث والتنقيب .. ثم الطلب من الله بإخلاص ..
وهنا وجب التركيز على كلمة (الإخلاص) ..
لأن الطالب الذى يطب الله مخلصاً فى طلبه ..
فإن الله سوف يريه .. ويرشده .. الى الطريق
الصحيح .. وأننى إذ أقول هذا .. وأنا واثق
بأن الله سيستجيب للإنسان المخلص ..
صدقنى يا أخى عوض ..

آسف للإطالة عليكم أخى ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #292
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-04-2015, 05:14 PM
Parent: #291

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 25 ديسمبر 2011

التمركز حول الذات‏...‏ وإنكار الذات

لا تظنوا أيها الأخوة الأحباء أن عبادة الأصنام قد تلاشت من الأرض‏.‏ فهناك صنم كبير يكاد يعبده الكل‏,‏ وهو الذات‏. فكل إنسان مشغول بذاته, معجب بذاته. يضع ذاته في المرتبة الأولي من الأهمية.

أو في المرتبة الوحيدة من الأهمية. يفكر في ذاته. ويعمل من أجل ذاته. ويهمه أن تكبر هذه الذات, بل تصير أكبر من الكل. ويهمه أن تتمتع هذه الذات بكل اللذات, بأي ثمن أو بأي شكل.

هذا هو التمركز حول الذات وفيه يختفي الكل وتبقي الذات.

وحدها. فيه ينسي الإنسان غيره من الناس, أو يتجاهلهم, لكي تبقي الذات وحدها في الصورة... ويكون إذا فكر هذا الشخص في غيره من الناس يكون تفكيره فيهم ثانويًا, في المرحلة التالية لذاته. أو قد يكون تفكيرًا سطحيًا, أو تفكيرًا عابرًا.

و هذا الشخص المتمركز حول ذاته: إذا ما أحب أحدًا آخر, فإنه يحبه من أجل ذاته: ويكون من أحبه مجرد خادم لذاته, أو من يشبع ذاته في ناحية ما... يحب مثلا من يمدحه, أو من يقضي له حاجة ما, أو من يشبع له شهواته, أو من يحقق له رغبة ما. فهو في الحقيقة يحب ذاته لا غيره. وما حبه لغيره سوي وسيلة يحقق بها محبته لذاته.

لذلك لا مانع عند هذا الشخص, أن يفخر بمثل هذا الحب إذا اصطدم بذاته ورغباته! ولعل هذا يفسر لنا الصداقات التي تنحل بسرعة, إذا ما اصطدمت بكرامة ذاتية أو غرض ذاتي... ولعل هذا يفسر لنا أيضًا الزيجات التي تنتهي بالطلاق, أو إلي الانفصال... بينما يظن البعض أنها قد بدأت بحب, أو بحب عميق أو عنيف!! قطعا إن ذلك لم يكن حبًا بمعناه الحقيقي. لأن الحب الحقيقي فيه تضحية واحتمال وبذل وعذر للآخرين. والمحبة الحقيقية تحتمل كل شيء.

إن مثل هؤلاء الأشخاص كانوا يحبون ذواتهم فيما هم يتغنون بمحبتهم لغيرهم! كان في محبتهم عنصر الذاتية. لذلك ضحوا بهذه المحبة علي مذبح الذاتية أيضًا. إنما المحبة تصل إلي أعماقها حينما تتكلل بالبذل... أي أن المحب الحقيقي هو الذي يضحي من أجل أحبائه بكل شيء, ولو أدي الأمر إلي أن يضحي بذاته. وكما قال الإنجيل: ليس حب أعظم من هذا, أن يضحي أحد بنفسه عن أحبائه، ونص الآية هو: "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ" (إنجيل يوحنا 15: 13). أما المحبة التي تأخذ أكثر مما تعطي, فهي ليست محبة حقيقية, إنما هي محبة للذات وهي أيضا تحب ما تأخذه, ولا تحب من تأخذ منه... لذلك فإن محبة الله لنا هي المحبة المثالية لأنها باستمرار يعطي دون أن تأخذ ولهذا أيضًا فأن محبة الأم لطفلها هي محبة حقيقية, لأنها باستمرار تعطي, وباستمرار تبذل...

† ولكن لعل إنسانا يسأل: ولماذا لا نحب ذواتنا؟ وأية خطيئة في ذلك؟! ومن من الناس لا يحب ذاته ؟! إنها غريزة في النفس. نعم, جميل منك أن تحب نفسك. علي أن تحبها محبة روحية, تحب ذاتك من حيث أن تهتم بنقاء هذه اللذات وقداستها وحفظها بلا لوم أمام الله والناس. وتحب ذاتك من حيث اهتمامك بمصيرها الأبدي, ونجاتها من الدينونة الأخيرة حينما تقف أمام منبر الله العادل, لتعطي حسابا عن أعمالها وعن أفكارها ونياتها ومشاعرها. هذا هو الحب الحقيقي للذات. الحب الذي يطهر الذات من أخطائها ومن نقائصها, ويلبسها ثوبًا من السمو والكمال.

†وهناك شرط آخر للمحبة الحقيقية للذات, وهو أن الإنسان في محبته لذاته يحب جميع الناس أيضًا, ويكون مستعدا أن يضحي من أجلهم بكل ما يملك, ولو ضحي بذاته أيضًا فلا يجوز لك أن ترتفع علي جماجم الآخرين, ولا أن تبني سعادتك علي شقائهم, أو تبني راحتك علي تعبهم! لذلك ضع مصلحة الآخرين قبل مصلحتك, وفضل خيرهم علي خيرك. وعليك أن تضحي من أجل الناس, سواء شعروا بهذه التضحية أو لم يشعروا, وسواء شكروا عليها أو لم يشكروا.

† لذلك هناك فضيلة عظمي وهي إنكار الذات. فالإنسان النبيل لا يزاحم الناس في طريق الحياة. بل يفسح لهم مجالًا لكي يعبروا, ولو سبقوه! إنه يختفي لكي يظهر غيره, ويصمت لكي يتكلم غيره. ويمدح غيره أكثر مما يمدح نفسه. ويعطي مكانه ومكانته لغيره. وبذلك كما يسعد غيره, يسعد نفسه أيضًا... إنه دائم التفكير في غيره, ومحبة غيره وصالح غيره, وأبدية غيره وقداسة غيره... أما ذاته فيضعها آخر الكل, أو خادمة للكل. إنه يفرح لأفراح الناس, ولو كانت الآلام تحيط به من كل ناحية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وإن أصابهم ألم لا يستريح هو, وإن كانت وسائل الراحة تحت قدميه... إنه شمعة تذوب لكي تضيء للآخرين... وفي إنارتها للناس, لا تفرح بأنها صارت نور. إنما تفرح لأن الآخرين قد استناروا. ذاتها لا وجود لها في أهدافها.

† إن أنجح الإداريين في العالم هم المنكرون لذواتهم. وأكثرهم فشلا هم الأنانيون.

إن أنجح إداري هو الذي يعطي فرصة لكل إنسان أن يعمل, ويشرف علي الكل في عملهم. ويبدو كما لو كان هو لا يعمل شيئًا, بينما يكون هو مركز العمل كله, ويكون محبوبًا في العمل. لأنه كلما نجح العمل, يتحدث عن مجهود فلان وفلان, وينسب النجاح إلي كثيرين غيره وينكر ذاته... إن المنكر لذاته يهمه أن ينجح العمل أيا كانت اليد التي تعمله. أما المتمركز حول ذاته فلا يهمه إلا أن يتم النجاح علي يديه, ولو أدي الأمر إلي تعطيل العمل كله!!
+++

Post: #293
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-04-2015, 07:33 PM
Parent: #292

محاورة .. اسلامية مسيحية ..
حوار بناء بين الشيخ صموئيل
والشيخ طارق يوسف ..



ولعل تعم الفائدة والبركة على الجميع ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #294
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-05-2015, 05:05 AM
Parent: #293

لقاء تلفزيونى مع قداسة البابا الراحل المقيم .. البابا شنودة
مع وجود الكاتب الراحل المقيم نجيب محفوظ ..



الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #295
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: ahmedona
Date: 04-05-2015, 05:17 AM
Parent: #294


Post: #296
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-05-2015, 10:47 PM
Parent: #295

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم السبت الموافق 7 يناير 2012 (وهي نص كلمة البابا عشية عيد الميلاد)

كان يجول يصنع خيرًا

أولا‏,‏ وقبل أن أبدأ هذا المقال‏,‏ أحب أن أهنئكم جميعًا بعيد الميلاد المجيد‏,‏ وببدء عام جديد‏,‏ راجيًا لكم عيدًا سعيدًا‏,‏ وعامًا مملوءًا بكل خير‏,‏ لكم ولمصر كلها‏...‏ في هذه الأيام التي يسود فيها القلق والتخوف‏.

ويتساءل الكل من جهة بلادنا العزيزة المحبوبة: إلي أين؟!! والجواب: إلي كل خير وبركة... بمشيئة الله الذي لا يشاء إلا الخير والبركة, والذي رحمته تتقدم كل أعماله, وكل أعمال مشيئته. سبحانه الذي نحتمي برحمته كل حين.

وأهنئكم أيضا -يا إخوتي وأحبائي- بعيد ميلاد هذه السنة بالذات، الذي لأول مرة خلال سنوات كثيرة مضت- تزدحم فيه الكاتدرائية بأكبر عدد من القيادات الإسلامية بكافة اتجاهاتها يهنئون الأقباط بعيدهم, ويضعون أيديهم في أيدينا فرحًا في وحدة المشاعر. ويقولون: كلنا واحد في حب مصر.

هذا مع الحضور المميز والمشرف لأعضاء المجلس العسكري, الذي يعمل من أجل حماية مصر واستقرارها. هذا الذي نصلي من أجله جميعًا أن يديمه الله في قوة وجبروت, مستمرا فيً حماية مصر من الداخل والخارج أيضًا.

أما عن ميلاد السيد المسيح له المجد, فقد وردت عنه في الكتاب المقدس أنه 'كان يجول يصنع خيرًا, ويشفي كل مرض وضعف في الشعب...' (سفر أعمال الرسل 10: 38؛ إنجيل متى 4: 23؛ إنجيل متى 9: 35). نعم, لقد كان هذا هو أسلوب السيد المسيح في العمل, طوال مدة رعايته للكل علي الأرض, وبخاصة للمحتاجين والفقراء والمساكين والذين ليس لهم أحد يذكرهم...

نعم, كان يجول يشبع الكل من رضاه. يهتم بالكل. وهو معين من ليس له معين, ورجاء من ليس له رجاء.

كان يهتم جدا بالفقراء والمحتاجين. بالجياع والعطاش والعراة والمسجونين وأمثالهم. ويعتبر اهتمام الشعب بهؤلاء كأنه موجه له شخصيًا. فإن سألوه ـ كما ورد في مت25 ـ' متى رأيناك يا رب جائعا أو عطشانا أو عريانا, أو سجينا أو ما أشبه...'. فيجيبهم قائلا:' الحق أقول لكم: مهما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر, فبي قد فعلتم'، ونص الآيات هو: "تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ" (إنجيل متى 25: 34-40). وهكذا شجع الجميع بالعناية بالفقراء والمحتاجين الذين اعتبرهم إخوته مهما كانوا من الأصاغر في نظرنا.

وكان يهتم أيضا بالضعفاء والمساكين روحيًا, أعني بالخطاة وبالعشارين أيضًا. كان أسلوبه الروحي في معاملة هؤلاء: ليس الانتقام منهم أو عقوبتهم بسبب ارتكابهم للخطايا, بل بالحري إنقاذهم من تلك الخطايا... وهكذا حينما لاموه علي جلوسه مع العشارين والخطاة, أجابهم بعبارته الشهيرة المملوءة عمقا وحبا: "لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى" (إنجيل متى 9: 12؛ إنجيل مرقس 2: 17؛ إنجيل لوقا 5: 31)'. إذن هؤلاء الخطاة, هم مرضي, ويحتاجون إلي طبيب, لكي يعالجهم, وليس ليعاقبهم. وهنا يسأل البعض: هل السيد المسيح لم يعاقب أبدًا؟ نقول كلا بل عاقَب ولكن بطريقة لطيفة، رقيقة، يكسب بها الخاطئ وليس أن ينتقم منه. ولذلك في قصة طرده الباعة من الهيكل الذين أتوا ببضائعهم. ووبخهم قائلا: 'بيت أبي بيت الصلاة يدعي, وأنتم جعلتموه مغارة لصوص' (سفر إشعياء 56: 7؛ إنجيل متى 21: 13). وفي هذا قلت:

يا قويًا ممسكًا بالسوط في كفه والحب يدمي مدمعك

نعم, كان الحب هو أسلوب السيد المسيح, حتى في معاملة الخطاة. وهنا أذكر قول أحمد شوقي أمير الشعراء: ولد الحب يوم مولد عيسي...

وهنا أيضا أذكر تعامله في قصة المرأة الخاطئة التي ضبطت في ذات الفعل. وكيف أتي بها الكتبة والفريسيون الذي اعتبروا أنفسهم أمناء علي تطبيق الشريعة وأذلوها. وسألوه:' بماذا تحكم علي هذه المرأة التي تأمر شريعة موسي برجمها؟'. وهنا قال لهم في عمق:' من كان منكم بلا خطية, فليرمها بأول حجر'، ونص الآية هو: "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!" (إنجيل يوحنا 8: 7). وفي نفس الوقت, بدأ بطريقة ما يظهر لكل منهم خطاياه. فهربوا جميعًا. فقال السيد المسيح للمرأة:' أين الذين أدانوك؟ هل لم يبق منهم أحد؟! وأنا أيضا لا أدينك. اذهبي ولا تعودي تخطئي أيضًا'. وهكذا أنقذ المرأة من الرجم ومن المذلة...

وبنفس أسلوب المحبة تعامل مع زكا رئيس العشارين وقتذاك. الذي كان قصيرًا وتسلق شجرة وقتذاك. فقال له السيد المسيح: 'يا زكا أسرع وانزل. اليوم سأتعشى في بيتك'، ونص الآية هو: "يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ" (إنجيل لوقا 19: 5). فلما لامه الكتبة والفريسيون: كيف يدخل في بيت رجل خاطئ؟! أجابهم قائلا:' إن ابن الإنسان جاء يطلب ويخلص ما قد هلك'، ونص الآيات هو: "فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ».. لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (إنجيل لوقا 19: 7، 10)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بهذا الحب أنقذ زكا العشار الذي قال تبعا لذلك: 'ها أنا تركت نصف أموالي للفقراء. وإن كنت قد وشيت بأحد, أرد أربعة أضعاف'، ونص الآيات هو: "هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" (إنجيل لوقا 19: 8). وبهذا الأسلوب تاب زكا. وبمثل هذا الأسلوب الرقيق الهادئ تابت المرأة السامرية وآمنت, وكانت سببا في إيمان بلدتها... هذه الخاطئة التي قال السيد المسيح لها في رقة دون أن يجرحها:' حسنا قلت إنه ليس لك زوج, لأنه كان لك خمسة أزواج, والذي معك الآن ليس هو لك'، ونص الآيات هو: "حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ" (إنجيل يوحنا 4: 17، 18). وطبعا كلمة (أزواج) هنا هي عبارة رقيقة. فهم لم يكونوا أزواجًا. ولكن السيد المسيح لم يستخدم معها العبارة الدقيقة المحرجة, حرصا علي مشاعرها رغم خطيئتها!!

السيد المسيح كان أيضًا رجلًا شعبيًا. يعيش باستمرار مع الشعب. كان معلما يعمل كثيرًا في التعليم. وغالبا ما كانوا يدعونه 'يَا مُعَلِّمُ' (إنجيل متى 8: 19؛ 12: 38؛ 22: 16، 24, 36؛ إنجيل مرقس 4: 38؛ 9: 17، 38؛ 10: 20، 35؛ 12: 14...) 'أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ' (إنجيل متى 19: 16؛ إنجيل مرقس 10: 17؛ إنجيل لوقا 18: 18). ومع ذلك لم يكن له مكان للتعليم. بل كان يعلم أحيانا وهو جالس علي الجبل, أو وهو سائر في الحقول, أو علي شاطئ البحيرة. وعموما لم يكن له بيت يقيم فيه. وقيل عنه' لم يكن له أين يسند رأسه'، ونص الآية هو: "ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ" (إنجيل متى 8: 20؛ إنجيل لوقا 9: 58) والذين كانوا يتبعونه من تلاميذه الصيادين الفقراء, كانوا يسيرون وراءه, وهم لا يعلمون إلي أين يمضون!!

كان بين الناس يسلك بالتواضع والبساطة. وكان يعاشر فقراء الناس, وليس كبار القوم منهم. وقد نشأ في بلدة فقيرة هي بيت لحم, من أم فقيرة هي القديسة العذراء مريم, التي كانت تحيا في بيت نجار. ولعل السيد المسيح قد تعلم هذه الصناعة منه في شبابه المبكر.

كان السيد المسيح يتعامل مع الناس بكل بساطة وشعبية يتعامل مع الكل. حتى مع الأطفال الذين كانوا يحيطون به, متمتعين بمحبته. والذين قال عنهم لتلاميذه 'إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال, فلن تدخلوا ملكوت الله'، ونص الآية هو: "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (إنجيل متى 18: 3). يقصد مثل الأطفال في براءتهم وبساطتهم وصدقهم, وليس في عقليتهم طبعًا.

المسيح أيضا في تواضعه وبساطته, لم يجعل الكنائس تبني باسمه, ولا حتى الأناجيل تحمل اسمه.
+++

Post: #297
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-06-2015, 11:08 AM
Parent: #296

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 15 يناير 2012

من الأعواز

يرجع هذا الموضوع إلى قصة أرملة فقيرة وضعت فلسين في صندوق العطاء‏,‏ أي بضعة ملاليم‏,‏ بينما كبار رجال القوم وضعوا بالمئات‏,‏ والسيد المسيح رأي هذه الأرملة الفقيرة في عطائها وقال‏:‏ الحق أقول لكم‏:‏ إن هذه الأرملة الفقيرة قد أعطت أكثر من الجميع لأن هؤلاء من فضلتهم. ألقوا في الصندوق, بينما هذه قد أعطت من إعوازها.

حقًا إن الله ينظر إلى عمق العطاء وليس إلى مجرد قيمته, والذي يعطي من إعوازه من احتياجاته يدل علي عطاءه فيه الكثير من الحب, ومن تفضيل غيره علي نفسه بعكس الذي يعطي مما فضل عنه.

وفي هذا الموضوع أود أن أتأمل معكم شخصية من يعطي من أعوازه, سواء من جهة المال, أو إعوازه من جهة الوقت, أو من جهة الراحة والصحة.

† هناك مثل عظيم للذي أعطي من أعوازه من جهة الأبناء انه إبراهيم أبو الآباء والأنبياء الذي أعطاه الله أبنًا في شيخوخته ثم أمره أن يقدم هذا الابن محرقة علي الجبل, فأطاع ومضي به ليذبحه حسب أمر الله, لذلك باركه الله بركة عظيمة, وبارك نسله.

مثال آخر هو حنة أم صموئيل النبي وكانت عاقرًا, وصلت ونذرت أن الله إذا أعطاها نسلًا تكرسه لخدمته، وفعلًا عندما منحها الله ابنها صموئيل قدمته لخدمة الرب منذ أن استطاع السير علي قدميه, ويؤسفنا في هذه الأيام أن كثيرًا من النساء يبخلن علي الله في الموافقة علي تقديم الزوج أو الابن لخدمة الرب.

† مثل آخر ممن يعطي ممن إعوازه هو مثال من يعطي نفسه لخدمة الرب.. إذ يكون ناجحًا جدًا في خدمة العالم. ولكنه يفضل خدمة الرب وتكريس نفسه لذلك فيعطيه ذاته, التي لا يملك غيرها, ويترك كل شيء من أجله, انه بلا شك أعظم بكثير من الذي يعطي المال من الإعواز.

لاشك أن الذي عنده مال كثير ويعطي منه لخدمة المحتاجين, ولكن عطاءه لا يكون له عمق مثل الذي يعطي وهو محتاجًا إلى ما يعطيه.

كانسان يقول: إن مرتبي كله لا يكفيني فكيف أدفع العشور لله؟! حقًا انك ستعطي من إعوازك, لذلك سيبارك لك الله الباقي من مالك, فيكون أكثر من المرتب كاملًا.

† هناك وصية أخري من أيام موسى النبي هي وصية البكور, إذ كان الشخص عليه أن يعطي إبكار أو أوائل كل ما يأتيه من الخير سواء من النبات أو الحيوان, فالشجرة حينما تطرح ثمرًا, يعطي أولي ثماره لله, وكذلك إذا بهيمة أو شاه ولدت له, فيعطي أول نسلها لله, حاليا توجد أزمة بطالة للخريجين فإذا حدث ونال أحدهم وظيفة معينة طالما كان ينتظر ولكن حسب وصية البكور, فان أول مرتب يصل إليه من المفروض أن يقدمه للرب لخدمة الفقراء, ويعتبر هذا المرتب هو بكور إيراداته, وفي نفس الوقت عطاء, من الإعواز.

وبالمثل أول عملية جراحية يقوم بها طبيب, أو أول كشف أو علاج عليه أن يقدمه للرب وبالمثل علي كل مهندس أو مدرس أو محاسب أو محام أو صاحب مهنة, يقدم أول مكسب له لله, انه تنفيذ لوصية البكور, وفي نفس الوقت هو عطاء من الإعواز.

† ان الأمر باختصار يدل علي مدي محبة الإنسان للمال, أو ارتفاعه عن مستوي ذلك, بذلك فان مال الفقير الذي يقدمه لله, هو أكثر قيمة من مال الغني الموسر.

أتذكر بهذه المناسبة قصة أولوجيوس قاطع الأحجار, الذي يكسب في اليوم درهمًا واحدًا فيمضي في الغروب إلى مدخل المدينة, ليري أي غريب قد جاء إليها, فيستضيفه من درهمه هذا الواحد.

وأتذكر بهذه المناسبة قصة كاهن في الإسكندرية كان أقدم خدام الكنيسة الكبرى, وقابله في الطريق إنسان محتاج يطلب منه صدقة, ولم يكن في جيبه أي شيء من المال ليعطيه لهذا المحتاج, فاضطر أن يقترض من صاحب محل قريب, وما اقترضه أعطاه لذلك المحتاج لكي ينفذ وصية: "مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ" (إنجيل متى 5: 42؛ إنجيل لوقا 6: 30).

ومن الأمثلة الأخرى الأب الفقير الذي يعلم أولاده من أعوازه, أو ذلك الأب المريض الذي يفضل عدم شراء الدواء اللازم له, ويقدم ثمن ذلك الدواء ليغطي احتياجات أبنائه, فهل يذكر الأبناء عطايا آبائهم, التي أعطوها لهم من احتياجاتهم.

† نقطة أخري هي العطاء من إعواز الوقت: أنت ترجع إلى بيتك وأنت في غاية التعب ولسان حالك يقول: ثقل النهار وحرّه لم أحتمل بسبب ضعف بشريتي, وتريد أن تنام وتستريح, ولكن ماذا عن الصلاة؟ تقول ليس لدي أي وقت لها. أو قل بصراحة ليس لدي اهتمام بها أو إنك لا تريد أن تعطي من أعوازك من جهة الراحة.. أعط إذن من إعواز وقتك سواء لعمل الصلاة, أو التأمل أو القراءة الروحية, وأعط من قلبك أيضًا, واعلم أن الله سوف لا ينسي لك تعبك, أنه سيقويك، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. أقول ذلك أيضًا من جهة الخدمة فلا تحاول أن تعتذر عنها مبررا ذلك بأنه ليس لديك وقت, بل أعط الخدمة من إعوازك في الوقت أيضًا, لا تحاول أن تبرر نفسك; بضيق الوقت مثلا وتذكر تلك العبارة المهمة التي تقول: إن طريق جهنم مفروش بالمبررات.

اعرف أن عبارة ليس لدي وقت, ربما يكون تفسيرها: ليس عندي اهتمام بذلك, فلا شك أن الشيء الذي تعطيه اهتمامًا, سوف توجد له وقتًا.

أيضا من جهة التربية المنزلية, الأب والأم مسئولان عن تربية ابناهما روحيًا وليس فقط من جهة الصحة والتغذية والملابس والتعليم, فهل يعتبر كل منهما أنه لابد أن يكون لديه وقت يقضيه في جلسة روحية مع أولاده يعلمهم طريق الخير والبر.

إنني في حضوري العيد الألفي لبناء الكنيسة في روسيا, شكرت الكنيسة علي حفظها للإيمان خلال سبعين سنة من الشيوعية, وشكرت أيضًا الأمهات والجدات اللاتي اهتممن بالأطفال وعلمنهم الإيمان وإعدادهم لذلك.

قدموا إذًا وقتًا ولو من إعوازكم لتربية أولادكم.
+++

Post: #298
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: عوض سيد أحمد
Date: 04-06-2015, 12:00 PM
Parent: #291

فيا أخى عوض .. هذا هو إيماننا المسيحى ..)
يختلف عما تؤمن به .. وعما يؤمن به المسلمون قاطبة ) ..


تعقيب :
نعم يا أخى ارنست , وقوع الاختلاف بين الناس أمر ثابت لا مفك منه البتة , وهو ناتج عن اختلافهم , والتفاوت البين بينهم , وهو أمر يتسق مع النشأة الانسانية , ولكن من الضرورى , أن لا يخرج هذا الاختلاف عن أطار الأدب , ويجب تغليب (الحكمة ) بعيدا عن ( أهواء ) النفس الأمارة بالسوء , فينغلب هذا الاختلاف من جراء ذلك الى (خلاف ) يتحول من صفة الرحمة التى هى شيمة أهل ( الله ) الى نغيضها المتمثل فى صفات) : البغض , والكراهية ........ الخ الصفات الرزيلة ) التى هى من شيمة أهل ( الشيطان ) أعاذنا الله منها , فنحن جميعا يا أخى كبشسر , خلقنا الله وكرمنا , وجعلنا خلفاء فى أرضه , وكفل لنا الارادة , اذ وضعنا كبشر فى منطقة الخيار : (أفعل / لا تفعل ) كى نضطلع بواجب أمانة الخلافة , وهى الاخلاص فى أداء التكاليف الالهية , وتحقيق مراد الله فى الأرض بنية خالصة له تعالى , لا تشوبها شائبة , أى السير فى اتجاه تحقيق العبودية خالصة له سبحانه وتعالى , وافداده بالوحدانية , والعبودية الكاملة لله سبحانه وتعالى , تعنى البعد تماما عن صفات ( لعجب‏, الكبر, والرياء ) لأنها من ارزل الرزائل , لا شك أنك يا أخى قرات قصة ذلك الرجل العاصى مع أحد الرهبان الذى ذهب اليه ليدله على طريق الهدى , فماذا كان تصرف الراهب ؟؟؟ تقول القصة : " كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على راهب ، فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا ، فهل له من توبة ، فقال : لا ، فقتله فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس ، فهل له من توبة، فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ، انطلق إلى أرض كذا وكذا ، فإن بها أناسا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك ، فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي ، فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة "..... أنظر يا أخى الى هذا العابد (الراهب ) الذى ترك الدنيا وما فيها , وتجرد تماما لعبادة الخالق , ولكن فات عليه أمر هام , وهو أن باب التوبة مفتوحة لعبيده ( وأن المصائر بيدالله ) لا يشاركه فيه أحد , الشى الذى فطن اليه العابد الآخر , وفى هذا الأثر يا أخى , عبرة , ما بعدها عبرة , عبرة كبيرة , وعظيمة , لمن يعتبر .

Post: #299
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-08-2015, 01:26 AM
Parent: #298

أخى الحبيب عوض ..
شكراً أخى لردكم المستفيض ..
حيث أرجو أن أقتبس جزءاً منه ..
Quote:
نعم يا أخى ارنست , وقوع الاختلاف بين الناس أمر ثابت لا مفك منه البتة , وهو ناتج عن اختلافهم , والتفاوت البين بينهم , وهو أمر يتسق مع النشأة الانسانية , ولكن من الضرورى , أن لا يخرج هذا الاختلاف عن أطار الأدب , ويجب تغليب (الحكمة ) بعيدا عن ( أهواء ) النفس الأمارة بالسوء , فينغلب هذا الاختلاف من جراء ذلك الى (خلاف ) يتحول من صفة الرحمة التى هى شيمة أهل ( الله ) الى نغيضها المتمثل فى صفات) : البغض , والكراهية ........ الخ الصفات الرزيلة ) التى هى من شيمة أهل ( الشيطان ) أعاذنا الله منها , فنحن جميعا يا أخى كبشسر , خلقنا الله وكرمنا , وجعلنا خلفاء فى أرضه , وكفل لنا الارادة , اذ وضعنا كبشر فى منطقة الخيار : (أفعل / لا تفعل ) كى نضطلع بواجب أمانة الخلافة , وهى الاخلاص فى أداء التكاليف الالهية , وتحقيق مراد الله فى الأرض بنية خالصة له تعالى , لا تشوبها شائبة , أى السير فى اتجاه تحقيق العبودية خالصة له سبحانه وتعالى , وافداده بالوحدانية , والعبودية الكاملة لله سبحانه وتعالى , تعنى البعد تماما عن صفات ( لعجب‏, الكبر, والرياء ) لأنها من ارزل الرزائل ,


يا سلام يا أخى عوض ..
كم هى كلماتكم جميلة .. والتى نتفق عليها قلبا وقالباً ..
هذه كلها صفات جميلة .. ولكن الذى يهمنا .. هو كيف
يكون الخلاص .. كيف يمكننا أن نكون من بنى الحياة
الأبدية .. وهل أنكم واثقون من دخول الفردوس ..
كما نحن واثقون ..!! .. بالطبع هذا يتوقف أيضاً
على مدى علاقة المؤمن بالسيد المسيح .. وهل هو
فى حالة توبة دائمة .. لآخر نسمة من حياته ..
فهناك أيضاً شروط للمسيحى الحقيقى ..
للدخول الى الفردوس .. ولكن الشرط الأساسى
هو الإعتراف بالسيد المسيح فادياً ومخلصاً ..
وبالمعمودية بالماء والروح ..
فبدون السيد المسيح لا تحصل مغفرة ..
ولا خلاص ..
المهم يا أخى عوض أتمنى أن نستمر
فى الإتصال .. لأن أفكارك .. قريبة جداً
الى ما نؤمن به كمسيحيين ..
الرب يبارك حياتكم أخى ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #300
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-08-2015, 03:08 PM
Parent: #299

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 22 يناير 2012

كيف تحل المشاكل

في حياة كل إنسان قد توجد مشاكل: فكيف يمكن مواجهتها حتى لا تتطور إلى ما هو أصعب: بعض الناس يلجأ إلى حلول خاطئة لا تفيده شيئًا.

† هناك من يواجه المشكلة بالاضطراب والحزن وأحيانا بكثرة البكاء والانهيار. كما يحدث مع كثير من النساء وينبغي أن نعرف أن البكاء لا يحل المشكلة والحزن لا يحلها وربما في الاضطراب يرتبك في أخطاء أخري يقع فيها فتتعقد معه الأمور.

البعض الآخر قد يواجه المشكلة بحيلة خاطئة مثال ذلك الذي يحل مشكلة الفقر بالسرقة أو بوسائل أخري كالاحتيال أو النصب أو الرشوة وبهذا يحاول أن يعالج المشكلة بخطية, والخطية لا تؤدي إلى نتيجة سليمة وأن بدت موصلة إلى الغرض في بادئ الأمر! وما أسهل أن تؤدي إلى نتائج سيئة أو خطيرة فيما بعد كأن توصل إلى السجن أو إلى سوء السمعة علي الأقل.

ومن أمثلة معالجة المشكلة بخطية أن فتاة تزني وتحمل -سفاحًا- فتعالج هذه المشكلة بالإجهاض فتضيف إلى خطية الزنى خطية القتل (قتل الجنين) وبهذا تقع في مشاكل أخري اجتماعية ودينية.

† وأحيانا يحاول شخص أن يحل مشكلته بالغضب, أو بالكذب أو الإنكار, ويقول إنه لم يفعل, أو يحاول إلصاق الخطية بشخص آخر وبهذا يضيف إلى الكذب خطية أخري هي ظلمه للغير.

† وهناك من يحاول أن يحل مشكلته بالغضب أو النرفزة, مثل أب يلاحظ إهمال ابنه أو تأخره في العودة مساء فيضربه في عنف ويمنعه من الخروج من البيت وتحدث مشاكل جديدة نتيجة لعنف الأب, وطبعا ليس هذا علاجًا علي الإطلاق بل قد تكون له نتائج جانبية رديئة.

ومن أمثلة هذا أيضًا الزوج الذي يعامل أخطاء زوجته بعنف بالضرب أو الطرد أو الحبس في البيت: وتكون هذه نقطة البداية في فشل الحياة الزوجية.

† وهناك أيضا من يحاول أن يحل مشكلته بالعناد, وهذا النوع تكون في نفسيته ألوان من الكبرياء أو الأنانية, وقد يسمي ما بدر منه عزة نفس أو كرامة فيصر علي رأيه أو علي تصرفه مهما قاد ذلك إلى نتائج سيئة ويستمر في تشدده وتتعقد المشكلة أكثر من الأول بكثير ولا ينفعه عناده بشيء ولا يحل المشكلة.

† والبعض في حل مشكلته يلجأ أحيانا إلى القهر والعنف, والعنف قد يكون ماديًا أو جسديًا كالضرب أو الإيذاء أو القتل أو يكون عنيفا بالتهديد, وأحيانًا يكون البكاء أو الإضراب عن الطعام لونًا من العنف يلجأ إليهما الذين لهم حيلة للوصول إلى حل.. كل ذلك فيه لون من إرغام الغير علي قبول ما لا يرضاه وحتى ولو استجاب قهرًا لا يكون مقتنعًا من الناحية العقلية, ولا راضيًا في قلبه.

وللأسف يحدث أحيانا في الريف أن يلجأ الوالدان إلى طرق من الإرغام الأدبي لكي تتزوج ابنتهما ممن لا ترضاه تحت ضغط مرض مفتعل من الأب أو الأم أو تحت ضغط الإلحاح المستمر أو النرفزة أو البكاء أو التخويف!!

ولكن هناك طرقًا سليمة لمواجهة المشاكل..

† أول طريقة للتخلص من المشاكل هي الوقاية منها فلا تنتظر حتى تأتيك المشكلة ثم تفكر كيف تحلها وإنما الأفضل أن تتجنبها قبل أن تأتي ولذلك ضع أمامك قاعدة هامة وهي (علاج الأسباب قبل علاج النتائج) إذن ابحث أولا عن سبب المشكلة, فإن كانت هناك خصومة بينك وبين إنسان هل يكفي أن تذهب إليه وتطلب منه العفو دون أن تعالج أسباب الخصومة؟! فإن بقيت الأسباب تبقي الخصومة مهما فعلت.

ونفس الوضع في العلاقات الزوجية قد تذهب الزوجة إلى بيت أبيها غاضبة (لأسباب معينة) فهل يكفي أن تحل المشكلة بأن نرسل إليها وساطة لترجعها؟! أم الحل الطبيعي هو معالجة الأسباب التي أتت بها إلى الخروج من البيت.

† وأحيانا يفكر الناس في أسباب غير حقيقية لمشكلتهم: كفتاة مثلًا كلما يأتيها خطيب لا يرجع إليها مرة أخرى، وبتكرار الأمر تظن أن هناك عملًا قد عُمْلَ لها!! وبهذا يتلقفها من يَدّعون فَكْ العمل!! بينما قد يكون السبب الحقيقي هو مقابلة أسرتها للخطيب بطريقة غير لائقة! أو تعقيد الأمور بمبالغ مالية لا يقدر عليها الخطيب فلا يرجع.. أو أن أسلوبهم في الكلام لا يعجبه ويكون حل المشكلة في تفادي هذه الأسباب.

† حل المشاكل يحتاج أيضًا إلى حكمة, فالإنسان الحكيم يمكنه أن يحل مشاكله بعقل رزين وبتفكير هادئ ذلك لأن الإنسان المضطرب لا يستطيع أن يفكر بطريقة متزنة بل أن تفكيره المشوش لا يوصله إلى حل.

ولعلك تقول: وإن لم تكن لدي حكمة فماذا أفعل؟

أقول لك: عليك حينئذ بالمشورة الصالحة. الجأ إلى إنسان عاقل أو إلى أب روحي حكيم لكي ينصحك بما يحل إشكالك. وفي ذلك قال الشاعر:

إذا كنت في حاجة مرسلًا فأرسل حكيما ولا توصه

وإن باب أمر عليك التوى فشاور لبيبا ولا تعصه

ولا تعتمد علي نفسك فقط في حل مشاكلك فكثيرا ما تحتاج إلى عقل إلى جوار عقلك لكي يسنده والإنسان الحكيم يفترض حلولًا كثيرة لمشاكله.

والإنسان العاقل إن كانت له مشكلة مع شخص يراعي عقلية ذلك الشخص ونوعية نفسيته لكي يعرف أسلوب التعامل معه. فإن تعامل مع امرأة يراعي نفسية المرأة وليس نفسيته هو فقط, فمشكلتك مع شخص ذكي غير مشكلتك مع شخص بسيط، ومشكلتك مع العنيف غير مشكلتك مع الهادئ.

والإنسان الحكيم يراعي في حل مشكلته الوقت والظروف ففي بعض الأوقات تكون الظروف مواتية, وفي أوقات أخري تكون الظروف لا تسمح فيحسن تأجيل الموضوع إلى موعد آخر.

هناك مشاكل تحتاج في حلها إلى صبر وتحمل وأخرى تحتاج إلى شيء من التواضع والكلمة الطيبة، ومشاكل أخري تحتاج إلى الصلاة والإيمان.
+++

Post: #301
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-08-2015, 08:25 PM
Parent: #300

هذا هو اختبار دينى ..
فيلم حقيقى لقصة حقيقية حدثت بالفعل ..



شاهدوه والرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #302
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-08-2015, 10:54 PM
Parent: #301

مقالة مع بعض التعديلات نُشِر في وقتٍ لاحق في جريدة الأهرام يوم 29 يناير 2012

ردود الفعل

إن كان ما يزرعه الإنسان إياه يحصد‏,‏ فإن هذا ينطبق أيضا علي كل تصرفات أي شخص‏,‏ بل علي كل كلمة يقولها‏,‏ ورد الفعل قد يكون خيرا أو شرا حسب موقعه‏..‏ وهكذا في العلاقات البشرية‏: نري أن المحبة تلد محبة, والعداوة قد تلد عداوة, واللطف يلد لطفا, بل إن ابتسامة في وجه طفل, تطبع ابتسامة أخري علي شفتيه.

† والأدب والاحترام في معاملة الناس, من ردود فعله أدب واحترام للجهتين, أتذكر زميلًا لنا في الدراسة, كان لا يكلم أحدًا إلا باحترام شديد, وكانت النتيجة أن الكل يقابلونه بالمثل, وإن خرج أحد منهم عن اللائق, كان هذا الزميل يتصرف بأسلوب رصين ورزين.. وبهذا يجبر ذلك الآخر علي تعديل سلوكه.

أتذكر أيضا ناظر مدرسة كان يعامل المدرسين بجفاء, بأسلوب قانوني بحت, فكان رد الفعل هو كراهية جميع المدرسين له, وقد سألني مرة: لماذا يكرهني المدرسون؟.. هل أنا خرجت عن القانون في معاملة أحد منهم؟! فأجبته: مشكلتك أنك تعاملهم بالقانون وليس بالمحبة, بينما الناس لا يلجأون إلي القانون إلا إذا زالت المحبة من بينهم, ويقول المثل: إذا تراضي الخصمان استراح القاضي.

حتى الحزم يولد الانضباط.. بينما التسيب يولِّد الفوضى, ولكن القسوة في الحزم تولد الكراهية أو النفور, لذلك ينبغي أن يكون الإنسان حكيما في حزمه, لا يتطرف فيه إلي القسوة أو الشدة الزائدة علي الحد, وأتذكر أنني قلت في تأبين أستاذنا الروحي حبيب جرجس سنة 1951:

يا قويا ليس في طبعه عنف

يا حكيما أدب الناس وفي

لك أسلوب نزيه طاهر

ووديعا ليس في ذاته ضعف

زجره حب وفي صوته عطف

ولسان أبيض الألفاظ عف

† لذلك ينبغي علي الإنسان في كل كلمة يقولها, أو يفكر في ردود فعلها, أن يتحاشى الألفاظ القاسية, وعبارات التهديد وعبارات التهكم, وبالذات في معاملة الأطفال, يجب أن تكون صادقا فيما تقوله, وأن تفي بكل وعد تعده, ولا تهز المثاليات التي في ذهن الطفل بأخطائك في الكلام, بل في حياتك الخاصة حاول أن تنتقي ألفاظا وتزنها بميزان دقيق.

† وكن رقيقًا, فالرقة لها رد فعل عميق فيمن يتعامل معها, أحيانا يكون الرجل رقيقًا جدًا في معاملته لخطيبته, فإذا ما تزوجًا, يظن -للأسف الشديد- أن الرقة هي لون من الكُلفة, بينما قد زالت الكُلفة بينهما بالزواج! وهذا خطأ شديد, إذن احتفظ باحترامك لزوجتك, واستخدم الرقة واللطف في معاملتها, بل الاحترام أيضًا, وسيكون رد الفعل لذلك طيبًا جدًا في نفسيتها. أتذكر مرة وأنا أسقف للتعليم, أن زارني أستاذ من جامعة كمبردج ومعه زوجته, فكان يجعلها تتقدمه باستمرار, وكان يتحدث عنها باحترام, ولا يذكر اسمها مجردًا, وإنما معه لقبها, وكانت هي تحترمه بالمثل.

وأعرف شخصًا كان يتخاطب مع أبنائه أيضًا باحترام, ولا يستخدم مع أي واحد منهم كلمة جارحة مهما حدث, وكان أطفاله يحبونه, إذ إنه كان يشعر كل منهم بقيمة شخصيته وبتوقيره لمواهبهم.

كذلك بالنسبة لرئيس أي عمل في معاملته لمرءوسيه, يمكنه أن يوجههم ويشرح لهم أخطاءهم, ولكن بأسلوب غير مهين, فكل إنسان له مشاعره التي لا يقبل أن تهان.

† لذلك ادرس نفسيات الناس وعاملهم بما يناسبهم، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فالزوجة أحيانا تطلب من زوجها طلبًا, وتظل تلح عليه إلحاحًا, وتكرر الإلحاح حتى يسبب له ذلك شيئًا من التبرم والضجر, وربما لا يحتمل المزيد من الانفعال, فيرفض ويرد بكلمة شديدة, فإذا عرفت أن هذا هو رد الفعل عند زوجك, احترسي إذن من الضغط علي أعصابه بإلحاح, ويمكن أن تعيدي الطلب في مناسبة أخري, يكون فيها الزوج أكثر هدوءًا وأكثر استجابة.

والكلام نفسه يقال عن مناقشة في وقت يكون فيه الشخص مشغولًا ومرهقًا أو غير متفرغ للجدل, ويكون رد الفعل عنده هو عدم القبول أو الغضب ممن يجادله.

† وعلي كل شخص أن يحسب ردود فعل إغاظته لغيره, وقد تكون الإغاظة بكلمات مهينة, أو ببرود مثير, أو برفض ليست له مبررات, أو بتهكم لاذع, أو بغير ذلك. والكتاب يقول: لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا.

† وأذكر أيضا بعض الشيء عن العطاء وردود فعله: لاشك في أن العطاء وردود فعله المحبة, وربما الدعاء أيضا, بما في ذلك العطاء المعنوي: كابتسامة حب, أو كلمة تشجيع, أو كلمة مواساة, أو كلمة نصيحة أو بركة.. كل ذلك له تأثيره وردود فعله.

بينما البخل وعدم العطاء, قد تكون من نتائجه أضرار كثيرة.

† يتحدث البعض عن الفتيات الجانحات, وكثيرا ما تلام الفتاة التي تفسد أخلاقها, وتستجيب لإغراء أحد الشبان وتخطئ معه, أو تهرب من بيتها, أو ترتد عن دينها.. وقد يكون ما تفعله هذه الفتاة هو رد فعل للمعاملة الصعبة التي تلاقيها في منزل الأسرة, حيث لا تجد حنانا ولا حبا, والقسوة في المعاملة, أو الانتهار أو الكلام الجارح, فتلجأ إلي طلب الحنان من خارج البيت, وإن وجدت ذلك الحنان تسلم له ذاتها وتسقط.

يشبه هذا الأمر إلي حد ما عدم اهتمامنا بالفقراء وسد احتياجاتهم, بل أكثر من ذلك سوء معاملة من يحتاجون إلي العون المادي, واتهام بعضهم بالكذب والاحتيال.. فيضطر بعضهم -ردود الفعل- أن ينحرف في الحصول علي المعونة.

† آخر نقطة هي إهمال الإنسان نفسه روحيًا, وقد يقضي فترة طويلة بعيدا عن الصلاة والتأمل وقراءة الكتب الروحية دون أن يفتقدهم الخدام في بيت الله, فيظل هكذا إلي أن يتفقده الشيطان فيجده فريسة سهلة بلا مقاومة.
+++

Post: #303
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-09-2015, 09:58 AM
Parent: #302

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 20-6-2010

التفاؤل والرجاء

إن التفاؤل يأتي من الإيمان بعمل الله من أجلنا، ومن الرجاء بأنه لابد سيعمل عملًا. بالتفاؤل يرى الإنسان أن الليل مهما بلغ ظلامه، لابد سيأتي بعده الفجر المنير. وأن برد الشتاء يعقبه دفء الربيع، وهكذا يتأمل الشخص في النقاط البيضاء في كل ما حوله. وبالإيمان يرى الخير في كل شيء. لا ينظر إلى الظلمة الحالية، بل إلى النور الذي سيأتي. لا ينظر إلى ما يراه الآن، وإنما ما أعده الله له فيما بعد.

وقد كنت أقول للذين في ضيقة: تذكروا ثلاث عبارات هي "ربنا موجود. كله للخير. مصيرها تنتهي". فلا توجد ضيقة تستمر. فمهما طال زمانها لابد أنها ستنتهي. إنما تأخذ شكلًا هرميًا. فترتفع حتى تصل إلى قمتها. ثم تنحدر إلى أسفل وتنتهي. وتنتهي على خير. وحقًا كله للخير، لأن ربنا موجود. فبالرجاء يتأكد الشخص أن الله لابد سيتدخل. وحينئذ سوف تزول كل المشاكل وينصلح الأمر. إن نظرة الخوف والشك تجلب اليأس. أما نظرة التفاؤل والإيمان، فإنها تؤكد أن الله لابد سيعمل عملًا، ولو في الساعة الرابعة والعشرين.

والإيمان يقول: ليس ما نراه نحن، إنما ما يراه الله لأجلنا. وليس ما نعمله نحن، إنما ما يعمله الله من أجلنا. وعمل الله في القديم، يعطينا الثقة والرجاء بعمله في المستقبل. إن عمل الله قادر أن يغير القلوب وأن يبنيها من جديد.

** كثيرون جدًا تصغُر نفوسهم أمام المشاكل التي تبدو معقده وبلا حل، فتزيد حروب الشيطان من متاعبه. ويحتاجون إلى كلمة تعيد إليهم الرجاء. يحتاجون إلى نافذة من نور تبدد الظلمة التي تكتنف نفوسهم، والرجاء إذن هو شيء هام في الحياة. ولو فقد الإنسان الرجاء، فقد كل شيء. بل قد يقع في اليأس، ويقع في الكآبة، وتنهار معنوياته، ويقع في القلق والاضطراب ومرارة الانتظار بلا هدف. وقد يقع ألعوبة في يد الشيطان الذي يقال عنه إنه يقطع الرجاء. أما الإنسان الروحي فمهما تعقدت الأمور أمامه، ومهما بدى أن الله قد تأخر في إرسال المعونة، فإنه لا يفقد رجاءه أبدًا. إنه يؤمن بأن غير المستطاع عند الناس، هو مستطاع عند الله. وأن كل أمر مهما بدى مستعصيًا وصعبًا ومعقدًا، فهناك رجاء يقدمه الله.

** إن الإنسان الروحي لا يرى أن الله سيعمل في المستقبل، فهذا إيمان ضعيف، وإنما هو يؤمن أن الله يعمل حاليًا، وإن كان لا يرى عمله. لكنه واثق تمامًا أن الله يعمل. ويكون له رجاء بنتيجة عمله التي سيراها فيما بعد. إنه لا ينظر إلى الضيفات، إنما ينظر إلى الله الذي يبعد عنه الضيقات. لذلك فإن الرجاء يصاحبه في كل حين، وفي كل حال. ولا يفارقه أبدًا. إنه رجاء في محبة الله، وفي مواعيده الصادقة. ورجاء في قوة الله القادر على كل شيء. رجاء في أن الله الذي عمل في القديم، والذي يعمل كل حين، هو قادر أن ينجيه من كل ضيقة. وهذا الرجاء في معونة الله، يعطي الإنسان سلامًا في القلب، وطمأنينة في الداخل، وفرحًا لعمل الله.

** والذي يعيش في الرجاء، ينظر دائمًا بابًا مفتوحًا في السماء، مهما كانت أبواب الأرض مغلقة. فالله حينما يفتح لا يستطيع أحد أن يغلق. والإنسان المؤمن يعرف تمامًا أن الله يحبنا أكثر مما نحب أنفسنا. ويعرف الخير لنا أكثر مما نعرف الخير لأنفسنا. ويوقن أن الله يدبر أمور الكون كلها حسب حكمته غير المحدودة. ويقول في ضميره إن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله. ونقصد الخير بالمقاييس الإلهية، وليس الخير بمفاهيمنا البشرية. ويقول أحيانًا إذا ضاقت به الأمور: إن المر الذي يختاره الرب لي، خير من الشهد الذي أختاره لنفسي.

** والمؤمن يرى في حياة الرجاء أن كل مشكلة لها عند الله حل أو عشرات الحلول. وأن كل الأمور التي تمر بنا في حياتنا: إن كانت خيرًا فسوف تصل إلينا بكل بركة. وإن كانت شرًا، فإن الله صانع الخيرات سيحول الشر الذي فيها إلى خير. والمؤمن يثق أيضًا أن حياته هي في يد الله وحده، وليست في أيدي الناس، ولا في أيدي التجارب والأحداث، ولا في أيدي الشياطين. وما دامت حياته في يد الله، فإن الله سوف يحفظه في سلام، ويحرسه في الليل والنهار، ويحفظ دخوله وخروجه.

** لذلك إن كانت لديك مشكلة، فانتظر الله لكي يريحك وينقذك منها. ولكن لا تنتظر الرب وأنت متضايق وخائف ومتذمر وفي ضجر. وتقول في داخل نفسك: لماذا لم يعمل الرب حتى الآن؟ وأين محبته ورعايته وأين عمله؟! نعم لا تنتظر عمل الرب وأنت في شك من المستقبل، وفي شك من قيمة الصلاة وفاعليتها!! إن كل تلك المشاعر ضد فضيلة الرجاء. فالإنسان المضطرب أو اليائس أو المنهار، إنما يدل على أنه فاقد الرجاء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما منتظرو الرب فأنهم ينتظرونه في قوة غير خائفين. وإنما يثقون بمواعيد الله السابقة وبصفاته الإلهية المحبوبة، باعتباره الراعي والحافظ والساتر والمعين. وأنه رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين. وأنه يعطينا باستمرار دون أن نطلب وقبل أن نطلب. فكم بالحري إذا طلبنا.

** واعرف تمامًا أن الله إذا سمح لك بضيقة، فإنما يكون ذلك لمنفعتك. والضيقات هي دائمًا مدرسة الصلاة. ربما حياة التنعم تبعدنا عن الله. أما الألم فأنه يقربنا إليه. فتصير صلواتنا أعمق وأكثر. وتصير أصوامنا أكثر روحانية. إن الضيقات التي احتملها داود النبي، صارت نبعًا لمزاميره، يغنيها على العود والقيثار والمزمار. وصارت ينبوعًا لتأملات روحية وصلوات عميقة تصليها الأجيال من بعده. بل الضيقات أعطته قوة في شخصيته.

** ومن جهة الأمراض. فعلى الرغم من أن المرض آفة يحاربها الناس، ويهربون منها إلى الطب والدواء، فإن أمراضًا كثيرة قادت إلى التوبة، وفعلت ما لم تفعله أعمق العظات، وبخاصة الأمراض الخطيرة والمؤلمة. فكم قد أدخلت كثيرين في عهود مع الله، وفي نذور قدموها إليه، وفي حياة جديدة معه، أو في توبة واستعداد للموت. حقًا إن كل الأمور تعمل معًا للخير. لذلك عش سعيدًا مهما حدث لك. وقل في ثقة "كله للخير".
+++

Post: #304
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-09-2015, 11:14 PM
Parent: #303

أحبائى ..
هذا هو اختبار مالك مسلمانى .. من قناة الحياة ..
برنامج سؤال جرئ .. مع الأخ رشيد:



شاهدوه .. الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #305
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-10-2015, 04:54 PM
Parent: #304

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 5 فبراير 2012

العالم محتاج: السلام

علي الرغم من كل ما في العالم من كنوز‏,‏ ومن خيرات لا تحصي‏,‏ ومن نتائج كثيرة لنمو العلم و المخترعات‏,‏ ومن نتائج عجيبة للمدنية والحضارة والعلم‏..‏ ومع ذلك فإنه محتاج ولعلنا نسأل إلي أي شيء هو محتاج؟‏!‏ العالم محتاج إلي السلام وإلي الهدوء‏, فإلي أي مكان نذهب إليه نجد احتياج العالم إلي السلام, في هذا الجو المضطرب, والذي يموج بالاختلافات في كل بلد وفي كل مكان.. حتى إنك لا تتصفح الجرائد في أي يوم, إلا وتجد أخبار الصحف الرئيسية عن مشاكل العالم جملة, وعن المشاكل المحلية في كل بلد. تجد هذا في العناوين الرئيسية.. فإن دخلت إلي التفاصيل تجد ما هو أبشع.. نعم هذا هو العالم الذي خلقه الله في سلام.. وفيه كان يعيش أبونا آدم في سلام حتى مع الوحوش.. كانت في سلام معه, ويعيش هو في سلام معها, وتأتي إليه ويسميها بأسماء.. وبنفس الوضع كان يعيش أبونا نوح مع الوحوش في الفلك ويهتم بها ويغذيها, ويتعهدها بالرعاية.

وإن كان السلام هكذا, فإن الله قد أوصانا قائلًا: وأي بيت دخلتموه, فقولوا سلام لأهل هذا البيت، ونص الآية هو: "وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلًا: سَلاَمٌ لِهذَا الْبَيْتِ." (إنجيل لوقا 10: 5). وهكذا عندما كنت أزور أي بيت من بيوت أولادنا في المهجر, كانت أول عبارة أقولها عندما تخطو قدماي باب بيتهم, كنت أقول: قال الرب: وأي بيت دخلتموه فقولوا سلام لأهل هذا البيت.

والسلام معروف في كل تحياتنا مع بعضنا البعض.. فإن حضر أحد من سفر نقول له: حمدا لله علي السلامة. وإن سافر, نقول له: مع السلامة, وإن وقع علي الأرض, نقول له: سلامتك. وأي اجتماع رسمي, نبدأه بالسلام الجمهوري.

† والسلام علي أنواع ثلاثة: سلام مع الله, وسلام مع الناس, وسلام داخل النفس, في الفكر وفي القلب, ما بين الإنسان وبين نفسه, ولذلك فالإنسان البار هو في سلام مع الله.

أما إذا بدأ بالخطية يبتعد عن الله, حينئذ يفقد سلامه الداخلي, ويحتاج أن يصطلح مع الله بالرجوع إليه. غير المؤمن يصطلح مع الله بالإيمان وحياة البر.

أما المؤمن الخاطئ, فيصطلح مع الله بالإيمان وحياة البر. وإلهنا المحب الغفور يكون مستعدًا لقبول ذلك الصلح, إذ يقول: ارجعوا إلي أرجع إليكم.

ويأتي هذا السلام أيضا بحفظ الله للإنسان: كما يقول: "وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ" (سفر التكوين 28: 15).. أحفظك من حروب الشياطين, ومن الناس الأشرار.. وأحفظك من حروبك الداخلية, وأحفظ دخولك وخروجك.. وينضم إلي هذا المزمور وعود الله الكثيرة, كقوله: "هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ." (إنجيل متى 28: 20) وقوله عن الكنيسة: إن "أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا." (إنجيل متى 16: 18).

† نقطة ثانية وهي سلام مع الناس, فيها يسلم الناس علي بعضهم البعض ليس فقط بالأيدي وإنما بالقلب والشعور أيضًا.. وإن كانت بينهم خصومة من قبل فإنهم يتصالحون. ولأنه قد يبدو من الصعب أن تصطلح النفس مع كثير من الأعداء والمقاومين, فإن الكتاب يقول: إن كان ممكنا, فعلي قدر طاقتكم سالموا جميع الناس, وقيل علي قدر طاقتكم فإن هناك أشخاصا تحاول أن تسالمهم وهم لا يريدون إما بسبب طباعهم, أو بسبب سلوكك الطيب يكشف سلوكهم الرديء, أو لأنهم يحسدونك بسبب نجاحك, أو بسبب تدبير أو بسبب تدابير معينة يدبرونها, أو لأي سبب آخر.. فهؤلاء أيضًا سالمهم حسب طاقتك.. وإن وجد خلاف فلا يكن بسببك أنت.. قد يعاكسك الغير.. ولكن لا تبدأ أنت بالخصومة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولا تكن حساسًا جدًا من جهة احتمال أخطاء الغير, كن واسع الصدر حليمًا وتذكر أنه قيل عن موسي النبي: "وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ." (سفر العدد 12: 3)

إن بدأ الغير بالخصومة فاحتمل, فقد قيل في الكتاب: "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 19).. "لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 17). لذلك ابعد عن الغضب. ولا تعط فرصة لأحد أن يستثيرك فتخطئ واسمع هذه النصيحة الغالية: "لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 21).. واعرف أن الذي يحتمل هو الأقوى.. أما الذي لا يستطيع أن يحتمل فهو الضعيف. لأنه لم يقدر علي ضبط نفسه.

† لا تطالب الناس بمثاليات لكي تستطيع التعامل معهم. نعم, بل تعامل معهم كما هم, وليس كما ينبغي أن يكونوا, وإلا فربما يأتي عليك وقت تختلف مع الجميع, إننا نقبل الطبيعة كما هي: الفصل المُمْطِر, والفصل العاصِف, والفصل الحار.. دون أن نطلب من الطبيعة أن تتغير لترضينا.. فلتكن هذه معاملتنا لمن نقابلهم من الناس, إنهم ليسوا كلهم أبرارًا أو طيبين. كثير منهم لهم ضعفات, ولهم طباع تسيطر عليهم, إنهم عينات مختلفة, وبعضها مثيرة, فلتأخذ منهم بقدر الإمكان موقف المتفرج وليس موقف المنفعل, وعاملهم حسب طبيعتهم بحكمة, ولكن احترس من معاشرة الأشرار الذين قد يجذبونك إلي الخطيئة معهم, "إِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 33).

† النقطة الأخيرة هي السلام داخل النفس, أي السلام داخل القلب والفكر, والذي عنده مثل هذا السلام, يظهر أيضا هذا السلام في ملامح وجهه. فنجد أن ملامحه مملوءة سلامًا, ويستطيع أن يشيع السلام في نفوس الآخرين, وفي وجوده, يكون الجو مملوءًا سلامًا, ويكون مملوءا أيضا اطمئنانًا وذلك بسبب عمل الله معه, وعمل الله فيه.

أما الذي يفقد سلامه الداخلي, فإنه يقع في الاضطراب والخوف والقلق والشك.
+++

Post: #306
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-11-2015, 06:17 PM
Parent: #305

مقالة مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

2- الإنسان الخيِّر

الخير هو أن ترتفع فوق مستوى ذاتك ولذاتك.. وأن تطلب الحق أينما وجد، وتثبت فيه وتحتمل من أجله.

الخير هو النقاوة، هو الطهر والقداسة.. هو الكمال.

الخير لا يتجزأ:

فلا يكون إنسان خيرًا وغير خير في وقت واحد..

أي لا يكون صالحًا وشريرًا في نفس الوقت.

الإنسان الخير:

ليس هو الذي تزيد حسناته على سيئاته!

فربما سيئة واحدة تتلف نقاوته وصفاء قلبه!

أن نقطة حبر واحدة كافية لأن تعكر كوبًا من الماء بأكمله، وميكروبًا واحدًا كاف لأن يلقى إنسانًا على فراش المرض. ليس هو محتاجًا إلى مجموعات متعددة من الجراثيم لكي يحسب مريضًا!! تكفى جرثومة واحدة.. كذلك خطية واحدة يمكنها أن تضيع قداسة الإنسان..

إن الشخص الشرير ليس هو الذي يرتكب كل أنواع الشرور. إنما بواسطة شر واحد يفقد نقاوته مهما كانت له فضائل متعددة..

فالسارق إنسان شرير. لا نحسبه من الأخيار. وربما يكون في نفس الوقت لطيفًا أو بشوشًا، أو متواضعًا، أو متسامحًا، أو كريمًا، أو نشيطًا..

والظالم إنسان شرير، وكذلك القاسي، وكذلك الشتّام، وقد يكون أي واحد من هؤلاء غيورًا أو شجاعًا، أو مواظبًا على الصلاة والصوم..!

إن أردت أن تكون خيرًا، سر في طريق الخير كله.. ولا تترك شائبة واحدة تعكر نقاء قلبك.

ولا تظن أنك تستطيع أن تغطى رذيلة بفضيلة.

أو أن تعوض سقوطك في خطيئة معينه، بنجاحك في زاوية أخرى من زوايا الخير.. بل في المكان الذي هزمك الشيطان فيه، يجب أن تنتصر.. على نفس الخطية، وعلى نفس نقطة الضعف..

كن إنسان خيرًا، قس نفسك بكل مقاييس الكمال. واعرف نواحي النقص فيك، وجاهد لكي تنتصر عليها.. فهكذا علمنا الإنجيل المقدس: "كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل.. كونوا قديسين، كما أن أباكم الذي في السموات هو قدوس.." (مت48:5).

نحن مطالبون إذن بأن نسير في طريق الكمال، لأن النقص ليس خيرًا.. والخير ليس هو فقط أن تعمل الخير.. بل بالأحرى أن تحب الخير الذي تعمله..

فقد يوجد إنسان يفعل الخير مرغمًا دون أن يريده، أو أن يعمل الخير بدافع الخوف، أو بدافع الرياء لكي ينظره الناس أو لكي يكتسب مديحًا.. أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين. وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمر ومتضايق: كمن يقول الصدق ونفسيته متعبة، وبوده لو يكذب وينجو. وكمن يتصدق على فقير وهو ساخط، وبوده ألا يدفع..

فهل نسمى كل ذلك خيرًا.. ؟!

قد يوجد من يفعل الخير لمجرد إطاعة وصية الله، دون أن يصل قلبه إلى محبة تلك الوصية! كمن لا يرتكب الزنا والفحشاء، لمجرد وصية الله التي تقول: "لا تزن"، دون أن تكون في قلبه محبة العفة والطهارة..! وفي ذلك قال القديس جيروم: (يوجد أشخاص عفيفون وطاهرون بأجسادهم، بينما نفوسهم زانية!!)

ومثال ذلك أيضًا، الذي يتصدق على الفقراء لمجرد إطاعة الله، ويكون كمن يدفع ضريبة أو جزية!! دون أن تدخل محبة الفقراء إلى قلبه..!

كل هؤلاء اهتموا بالخير في شكلياته، وليس في روحه..!

والخير ليس شكليات، وليس لونًا من المظاهر الزائفة. إنما هو روح وقلب.. ولذلك اهتم الله بحالة القلب، أكثر من ظاهر العمل. وهكذا قال: "يا أبني أعطني قلبك"..

من أجل هذا، لكي نحكم على العمل بأنه خير، يجب أولًا أن نفحص دوافعه وأسبابه وأهدافه. والدوافع هي التي تظهر لنا خيرية العمل من عدمها.. فقد يوبخك اثنان: أحدهما بدافع الحب، والآخر بدافع الإهانة. وقد يشتركان في نفس كلمات التوبيخ (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولكن عمل أحدهما يكون خيرًا وعمل الآخر يكون شرًا.. وقد يشترك اثنان في تنظيم سياسي وطني، أحدهما من أجل حب الوطن والتفاني في خدمته، والآخر من أجل حب الظهور أو حب المناصب.. الهم إذن في الدافع والنية..

والخير ليس عملًا مفردًا أو طارئًا، إنما هو حياة..

فالشخص الرحيم ليس هو الذي أحيانًا يرحم، أو الذي ظهرت رحمته في حادث معين.. إنما الرحيم هو الذي تتصف حياته كلها بالرحمة. تظهر الرحمة في كل أعماله وفي كل معاملاته، وفي أقواله، وفى مشاعره، حتى في الوقت الذي لا يباشر فيه عمل الرحمة..

الخير هو اقتناع داخلي بحياة القداسة، مع إرادة مثابرة مجاهدة في عمل الخير وتنفيذه.. هو حب صادق للفضيلة، مع حياة فاضلة.

الخير هو شهوة في القلب لعمل الصلاح تعبر عن ذاتها وعن وجودها بأعمال صالحة وليس هو مجرد روتين إلى للعمل الصالح..!

هو - حسب رأى القديسين - استبدال شهوة بشهوة.. ترك شهوة المادة، من أجل التعلق بشهوة الروح.. والتخلص من محبة الذات، من فرط التعلق بمحبة الآخرين..

ما لم تصل إلى محبة الخير، والتعلق به، والحماس لأجله، والجهاد لتحقيقه، فآنت ما تزال في درجة المبتدئين، لم تصل بعد لغاية، مهما عملت أعمالًا صالحة..!

والذي يحب الخير، يحب أن جميع الناس يعملون الخير..

لا تنافس في الخير..

فالتنافس قد توجد فيه ناحية من الذاتية..

أما محب الخير، فإنه يفرح حتى ولو رأى جميع الناس يفوقونه في عمل الخير، ويكون بذلك سعيدًا.. المهم عنده أن يرى الخير، وليس المهم بواسطة مَنْ! به أو بغيره..

لذلك فعمل الخير بعيد عن الحسد وعن الغيرة..

والإنسان الخير يقيم في حياته تناسقًا بين فضائله، فلا تكون واحدة على حساب الأخرى..

خدمته مثلًا للمجتمع، لا تطغى على اهتمامه بأسرته. ونشاطه لا يطغى على أمانته لعمله. بل أن صلاته وعبادته، لا يصح أن تفقده الأمانة تجاه باقي مسئولياته..

إن الفضيلة التي تفقدك فضيلة أخرى، ليست هي فضيلة كاملة أو خيرة.. إنما الفضائل تتعاون معًا.. بل تتداخل في بعضها البعض..

فهكذا نتعلم من الله نفسه تبارك اسمه: فعدل الله مثلًا لا يمكن أن يتعارض مع رحمته، بل لا ينفصل عنها. عدل رحيم، ورحمة عادلة. عدل الله مملوء رحمة الله، فليس من جهة الفصل نتكلم، إنما من جهة التفاصيل، لكي تفهم عقولنا القاصرة عن إدراك اللاهوتيات..

والخير ليس هو سلبية، بل إيجابية:

ليس هو سلبية تهدف إلى البعد عن الشر، إنما هو إيجابية في عمل الصلاح ومحبته. فالإنسان الخير ليس هو فقط الذي لا يؤذى غيره، بل بالحرى الإنسان الذي يبذل ذاته عن غيره.. ليس فقط الإنسان الذي لا يرتكب خطية، إنما بالحرى الذي يعمل برًا..

والإنسان الخير هو الذي يصنع الخير مع الجميع، حتى مع الذين يختلفون معه جنسًا أو لونًا أو لغةً أو مذهبًا أو عقيدة..

إنه كالينبوع الحلو الصافي، يشرب منه الكل.. وكالشجرة الوارفة يستظل تحتها الكل. إن الينبوع والشجرة لا يسألان أحدًا: ما هو جنسك؟ أو ما هو لونك؟ أو ما هو مذهبك؟!

الخير يعطى دون أن يتفرس في وجه من يعطيه ويحب دون أن يحلل دم من يحبه..
+++

Post: #307
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-12-2015, 04:33 PM
Parent: #306

أحبائى الكرام ..
كل عام وأنتم بخير ..
بحلول عيد القيامة المجيد ..
كل عام وأنتم بخير ..

بالأمس السبت 11 أبريل 2015 .. سبت النور ..
ها هو المسيح قد قام .. بالحقيقة قد قام ..

ومن القبر المقدس والفارغ لقيام صاحبه من الأموات
لقيام السيد المسيح .. يظهر النور المقدس من نفس القبر
صدقاً لقيامته .. وللذين لا يؤمنون ..
ها هى بعض اللقطات من هذا النور المقدس
من كنيسة القيامة بمدينة القدس .. والتى بها قبر السيد
المسيح ..
شاهدوا .. وبإذن الله لو وجدت بعض اللقطات الأخرى
سوف آتى بها ..



الرب يبارك حياتكم ..
وكل عام وأنتم بخير ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #308
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-13-2015, 10:43 AM
Parent: #307

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 12 فبراير 2012

لا تخافوا ولا تنزعجوا

دعاني إلي الكتابة في هذا الموضوع‏,‏ أني رأيت كثيرين خائفين‏,‏ بل أري البعض منهم مرتعبين‏,‏ وكثيرًا من الصحف‏,‏ بما تنشره من موضوعات مثيرة‏,‏ ومن صور مثيرة أيضًا‏,‏ تبث الخوف من قلوب قرائها‏,‏ مثال ذلك عبارة مثل‏: [مصر تحترق].. أو قولهم: [حرقوا مصر, وأضاعوا الثورة!!] أو عبارة: [تدمير الدولة وإسقاطها].. أو عبارة: [ضاعت البلاد وتحولت إلي خرابة!!] كلها عبارات صعبة غير مقبولة, لست أدري كيف دار معناها في ذهن ذلك الصحفي وهو يكتبها!

† وإلي جوار هذا كله, الدخول في تفاصيل مزعجة, تسندها أيضا صورة مثيرة, وعناوين من نفس النوع.. أي موضوعات تثير الخوف أو الحزن أو كليهما. مثل ما ينشرونه عن محاولات لإسقاط الدولة. والدخول في أحداث صعبة مثل: سرقة بنوك وسيارات ونهب بعض المحلات التجارية, مع عدد من حوادث الخطف وطلب الدية, اقتحام أقسام الشرطة والسجون, وتكرر أحداث السرقة والنهب.. وحوادث كرة القدم, وأعداد القتلى والمصابين.

† ويدخل هؤلاء الصحفيون أيضا في موضوعات سياسية, لا ينتهون منها إلا إلي البلبلة, ومن غير حل! وبغير حل!! مثل سؤال البعض منهم: متى تسلم السلطة؟! وأيضا لمن؟ مع كلام طويل عن المخربين, ومثيري الفتنة, وعن الانقسام وأنواعه وعن المظاهرات والمليونيات, وعن مشكلة النقد الأجنبي, ومشكلة القروض والعلاقة مع سائر الدول مما يحتاج إلي آراء المتخصصين.

وكل هذا وأمثاله قد يزعج القارئ العادي, ولا ينتفع منه بشيء!.. ولهذا رأيت أن أكتب لكم: لا تخافوا ولا تنزعجوا!

† إن الخوف يا أخوتي شيء جديد علي البشرية, منذ خلق الله الإنسان, لم يكن الإنسان يخاف, ولم يعرف الخوف إلا بعد الخطية, وبعد مقتل هابيل البار.

ثم تدخل الشيطان فجعله يخاف من الموت, يخاف من الموت ومن كل ما يوصل إليه, فيخاف من الأمراض وبخاصة من الأمراض الثقيلة الموصلة إلي الموت, ثم من المتاعب والضيقات.

† إن الحياة فيها الحلو والمر: فإن ركز الإنسان علي المر, حينئذ سيتعب منه ثم يخاف ويخاف من كل ما هو مر, أو ما يراه هو مرًا وبالتالي من الأحداث التي يراها متعبة أو من الأحداث التي يتصور أنها ستحدث وهي متعبة, ومن المشاكل التي قد تحدث, وليست لها حلول في ذهنه, وهكذا شيئا فشيئا يبدأ الخوف يستقر في نفسه, ويخاف من المجهول.

† إذا كان الطفل الصغير يخاف إذا ما جلس وحده, إذ ليس هناك ثان ليؤنسه ويعينه, فماذا إذن عن الكبار وأصحاب الفكر الكبير؟!

† الذي لا يخاف, يلزمه أن تكون له شخصية قوية من النوع الذي لا يهتز بسرعة ولا يضطرب بسرعة, وإنما يسلك بهدوء فكرًا وعملًا, ويلزمه أيضًا أن تكون له أعصاب هادئة, فالإنسان الغضوب ما أسهل أن يخاف, أقصد أن يخاف من نفسه, إذ هو سريع السقوط, وسقوطه يخيفه.

† يخاف الإنسان إذا ما ساءت سمعته, فسمعته أمام الناس هي ميزان شخصيته وقدر مكانته وقدره في نظرهم, وهذا الخوف هو خوف ذاتي, وان كانت له أسباب خارجية هي وسائل حفظ السمعة سليمة بعيدة كل البعد عن الرياء والمظاهر الخارجية.

وتنضم إلي هذه النقطة, حفظ الإنسان لسمعة بيته وأولاده, فإن ما يمسهم يمسه هو بلا شك.

† يوجد من الخوف نوعان: نوع نافع هو الخوف من السقوط, والخوف من جرح مشاعر الآخرين, وكلاهما للخير, ونتائجها طيبة, أما الخوف الضار فهو النابع من ضعف في الشخصية, فهو لا ينفع صاحبه وهو لا ينفع غيره.

† فوق كل نوع من أنواع الخوف, توجد مخافة الله وبها يخاف الإنسان أن يكسر وصاياه, أو يعطي أي أمر من أوامره, أو أن يبعد عن الحياة معه, أو أن ينفصل عن بيته المقدس وفي مخافته لله, يحب حياة البر والتقوى. وأحيانا عبارة: إنسان يخاف الله تحمل أسمي ما يمكن أن ينسب إليه من الفضيلة, وتدعو إلي الاطمئنان إليه.

†, علي أن مخافة الله هي بالضرورة أيضًا خطوة مهمة توصل إلي محبته, فالذي يخاف الله, لابد أنه سيسلك في وصاياه, فإذا ما سلك فيها, يحبها, وبالتالي يحب الله معطيها, وأيضا يحب الله في محبته لهذه الحياة صار أنقي وأفضل, وتلقائيا يجد نفسه قد انتقل من مخافة الله إلي محبة الله.

† أما عبارة لا تنزعجوا فتعني لا تفقدوا سلامكم الداخلي الذي هو هام لكم, وهام أيضا في تعاملكم مع الناس, وهام أيضا في مظهركم الخارجي وتقدير الناس لكم.. والشخص المنزعج لا يعرف أن يتصرف حسنا في أي أمر من الأمور, إلا لو تخلص أولا من هذا الانزعاج, وعاد إلي الهدوء الطبيعي, ومن هنا يبدأ..

† وعدم الانزعاج هو الحالة الطبيعية للحياة العامة, ففي كل مناحي الحياة في الاقتصاد, في التعليم, في الحياة العامة, في التعامل مع الآخرين, لابد أن يكون الإنسان هادئا غير منفعل, لكي يكون مقبولًا من غيره, ولكي يصل إلي نتيجة سالمة.

† أما من جهة المشاكل والمتاعب التي وردت في مقدمة هذا المقال, فإن لكل مشكلة حلًا أو جملة حلول, لأنك أنت شخصيًا لا يمكنك التحرك في كل المجالات, وفي كل التخصصات، إنما اعمل فيما تستطيعه علي قدر الإمكانات التي وهبك الله إياها.

† وأيضا اعتمد علي الله وعلي نعمته وقدرته في كل ما يقابلك من مشاكل ومن أسئلة صعبة, وأيضًا اعرف أن لكل مشكلة مدي زمنيًا لكي يمكن حلها فيه, فلا تنظر إلي مشكلة وتظن أنها لابد أن تحل الآن! هذا كلام غير طبيعي, وعلي رأي المثل: إن الله لم يخلق العالم في يوم واحد.

أعود مرة أخري وأقول: لا تخافوا ولا تنزعجوا.
+++

Post: #309
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-13-2015, 10:18 PM
Parent: #308

أحبائى الكرام ..
إختبار الأخ تامر محمد ..



الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #310
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-14-2015, 08:59 AM
Parent: #309

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد الموافق 19 فبراير 2012

الله غير المحدود * (هذه هي آخر مقالة كتبها قداسة البابا شنوده لجريدة الأهرام، وذلك قبل نياحة قداسته بحوالي الأسبوعين).

إن الله تبارك اسمه له صفات كثيرة‏,‏ ولكنه في بعض هذه الصفات ينفرد بها وحده‏,‏ فمثلًا صفة الله كخالق‏.‏ فهو وحده الخالق ولا يوجد خالق سواه‏,‏ ومن صفاته التي ينفرد بها وحده أنه غير محدود‏.‏ وقد يوجد إنسان يتصف بالحكمة والمعرفة‏.‏ ولكن الحكمة عند الله غير محدودة والمعرفة غير محدودة. نستطيع بعد هذه المقدمة أن نضع هذه القاعدة, وهي أنه من صفات الله الخاصة به وحده أنه غير محدود, وهو غير محدود في المكان والزمان وفي القدرة وفي العلم وفي المعرفة وفي كل شيء.

الله غير محدود من جهة المكان والزمان, فهو موجود في كل مكان, ولا يحده مكان, ولا يسعه مكان. هو في الكون كله: هو في السماء وعلي الأرض وما بينهما. هو في الجو وفي أعماق البحر, السماء هي كرسي الله, والأرض هي موطئ قدميه. هو في كل مكان, حيث يري ما يفعل الناس, ويسمع ما يقولونه. كل إنسان مضبوط أمامه. لا يستطيع أن يختفي. كما يقف البشر أمام الله علي الأرض, هكذا أيضا يقف الملائكة أمامه في السماء, أمامه القديسون يسبحون بطهارة قلوبهم, وأمامه أيضا الأشرار في أماكن شرهم. إن أشعة الشمس تدخل في الأماكن الطاهرة كما تدخل أيضا في الأماكن القذرة لكي تطهرها وتقتل جراثيمها ولا تؤثر عليها قذارتها ولا تتأثر بها.

ـ ولأن الله في كل مكان لا نقول إنه يصعد أو يهبط, ولا نقول إنه يمشي أو يتحرك. فإن صعد, إلي أين يصعد؟ وهو موجود من قبل في المكان الذي يصعد إليه! وإن قلنا إنه ينزل إلي مكان ما, فهو بلا شك موجود من قبل في ذلك المكان الذي سوف ينزل إليه, وهو لا يمشي ولا يتحرك. لأنه في كل مكان, لا يفارق موضعا إلي موضع آخر. إنه مالئ الكل, وإن وجدت آيات في الكتاب المقدس تحمل مثل هذا التعبير, فإنها لكي تقرب المعني إلي عقولنا البشرية. أو تعني ظهوره في المكان الذي يقال أنه نزل إليه أو ظهر فيه أو عمل فيه عملا.

ـ فهو لا يأتي إلي مكان, ولا يفارق مكانا, ولا ينتقل من مكان إلي مكان, لأنه موجود في كل مكان, وفي كل وقت, وهو لا يأتي إلي مكان لأنه موجود في المكان الذي يقال إنه أتي إليه. إنما يظهر فيه, أو يعلن وجوده فيه, فيقال أنه أتي إليه.

عندما سلم الله وحي الشريعة لموسي علي الجبل, كان في نفس الوقت في السماء وعلي الأرض, وأيضا عندما كل أبانا إبراهيم ودعاه... ويسري هذا المنطق علي كل لقاءات الله مع البشر منذ أيام أبينا آدم وعلي مر الأجيال كلها. إنه غير محدود من جهة المكان.

ـ كذلك الله أيضا غير محدود من جهة الزمان. إنه أزلي أي لا بداية له. والأزلية هي من صفات الله وحده لا يشاركه فيها أحد. لأن كل الكائنات الأخرى هي مخلوقات. وكل مخلوق له بداية وقبل تلك البداية لم يكن له وجود.

ولأن الله أزلي, فهو واجب الوجود, وهو موجود بالضرورة. فوجوده ضرورة تفسر وجود باقي الكائنات.

ـ وكما أن الله أزلي, فهو أيضا أبدي. فهو غير محدود من جهة الزمن, بلا بداية ولانهاية, ولذلك يوصف أيضا بأنه سرمدي. أنه لا يدخل في نطاق الزمن ولا مقاييسه. لأنه فوق الزمان. بل هو خالق الزمن. ونفس هذا الكلام يقال عن عقل الله وروحه. نعم يقال عن عقل الله الذي كل شيء به كان, وبغيره لم يكن شيء مما كان.

وكما أن الله غير محدود من جهة المكان والزمان, كذلك هو غير محدود من جهة القدرة.

ـ فمن جهة القدرة نقول: إن الله كلي القدرة, أو أنه قادر علي كل شيء ولهذا نقول: إن كل شيء مستطاع عنده, وأن غير المستطاع عند الناس هو مستطاع عند الله.

ومن هنا نؤمن بالمعجزات. وقد سميت المعجزات بهذا الاسم لأن العقل البشري يعجز عن تفسيرها. إنها ليست شيئا ضد العقل, إنما هي فوق مستوي العقل تدخل في قدرة الله غير المحدود.

ـ ومن قدرات الله غير المحدودة قدرته علي إقامة الموتى. ليس فقط في إقامة أشخاص معينين من الموت، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بل بالأكثر القيامة العامة في أخر الزمان. إقامة كل البشر منذ أبوينا آدم وحواء. بل كل الذين تحولوا إلي تراب, والذين تحللت أجسادهم وامتصتها الأرض. كلهم سيقومون جميعا, ويقفون أمام الله يوم الحساب بأرواحهم وأجسادهم... إنها قدرة غير محدودة يقف أمامها العقل البشري مبهوتًا ومذهولًا.

ـ إن الله ليس فقط قادرا علي كل شيء, بل هو أيضا مصدر كل قوة. هو الذي يهب القدرة للملائكة, الذين يستطيعون أن ينتقلوا من السماء إلي الأرض في لمح البصر, والله هو أيضا الذي وهب قديسيه قوة لصنع المعجزات كالقوة التي وهبها لموسي النبي حينما ضرب البحر بعصاه. وكالقوة التي أقام بها إيليا أبن أرملة صرفة صيدا من الموت. إنها معجزات ليست بقوتهم البشرية إنما بقوة الله.

ـ إن الله القادر علي كل شيء, هو الذي وهب العقل البشري قدرات عجيبة. والله الذي يهب القدرة, هو قادر أيضًا أن يسحبها متى شاء. هو الذي وهب شمشون الجبار قوة جسدية فائقة للوصف. وعندما كسر شمشون نذره بعد أن باح به لدليلة, سحب الله منه تلك القوة. فأذله أعداؤه.

الله أعطي القوة للنار أن تحرق. ولكنه في قصة الثلاثة فتية القديسين الذين ألقاهم الفرس في النار, لم يسمح الله للنار أن تؤذيهم, وشعرة واحدة من رؤوسهم لم تحترق.

نقول أخيرًا إن الله سمح أن يكون للشيطان قوة. ولكن الله وضع حدودا معينة لقوة الشيطان, كما يظهر ذلك في قصة أيوب البار. وأيضا في التجربة علي الجبل قال الرب أخيرًا للشيطان: أذهب يا شيطان. فذهب ولم يستطع أن يخالف. ولا ننسي المعجزات الكثيرة الخاصة بإخراج الشياطين, ولعل من بينها قصة لجئون. علي أن مصير الشيطان واضح أنه في يد الله الكلي القدرة الذي سيلقيه أخيرا في بحيرة النار والكبريت.

+++

Post: #311
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-14-2015, 03:08 PM
Parent: #310

أحبائى الكرام ..

هذا هو اختبار وليد .. الذى كان إرهابياً سابقاً ..
الآن أصبح مسيحياً .. هذا ما ستشاهدونه
فى هذه الحلقة من برنامج سؤال جرئ بقيادة
الأخ رشيد ..



الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #312
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-14-2015, 11:23 PM
Parent: #311

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-7-2006

حياة الإيمان

النقطة الأولى: هي الفرق في الإدراك بين الإيمان والعقل والحواس. الإيمان هو مستوى أعلى من مستوى العقل والحواس.

فالحواس تدرك الماديات فقط والمرئيات. أما الإيمان فيتسع نطاقه إلى الإيمان بما لا يُرى.

فالله مثلًا هو فوق مستوى المرئيات والحواس. ولكنا ندرك وجوده بالإيمان، على الرغم من أننا لا نراه... وكذلك الملائكة: لا نراهم بعيوننا، ولكننا نؤمن بوجودهم. وبنفس الوضع نتكلم عن الأرواح. إننا لا نرى الروح، ولكننا بالإيمان نؤمن بوجودها. أيضًا العالم الآخر بكل أوصافه: لم يره أحد قط، ولكننا نؤمن بوجوده. كذلك نؤمن بالأبدية وبكل وعود الله الخاصة بها.

وهنا يبدو الفارق بين رجال الإيمان، ورجال البحوث العلمية.

أصحاب البحوث العلمية لا تدخل في نطاق عملهم كل تلك الأمور التي لا تُرى. وهم لا يكونون في حالة يقين من شيء، إلا إذا فحصوه تمامًا بكل أجهزتهم ومقاييسهم العلمية. وعلى نفس هذا المنهج كل أصحاب المذاهب المادية.

الإيمان لا يتعارض مع الحواس. لكن نطاقه أوسع منها بكثير.. إنه قدرة أعلى من قدرة الحواس التي لها نطاق محدود لا تتعداه. فالحواس المادية تدرك الأشياء المادية فقط. وحتى قدرتها بالنسبة إلى الأشياء المادية هي قدرة محدودة أيضًا. وكثيرًا ما تستعين الحواس بالعديد من الأجهزة لمعرفة أشياء مادية أدق من أن تدركها حواسنا الضعيفة. فكم بالحري إذن الأمور غير المادية!!

فالروح مثلًا لا تدركها الحواس المادية، سواء كانت روح بشر أو روح ملاك. وعدم إدراك الحواس لها، لا يعنى عدم وجودها. إنما يعنى أن قدرة الحواس محدودة، لا تصل إلى مستوى رؤية الروح.

وكما أن الحواس البشرية محدودة في قدرتها، كذلك العقل البشرى محدود في معرفته. ولا يدرك سوى الأمور المحدودة...

العقل قد يوصّل الإنسان إلى بداية الطريق في إدراك وجود الله وبعض صفاته. ولكن الإيمان يوصّل إلى نهاية الطريق..

الإيمان لا يتعارض مع العقل، لكنه يتجاوزه إلى مراحل أبعد بما لا يقاس لا يستطيع العقل، بمفرده أن يصل إليها...

فمثلًا خلق الكائنات من العدم، مسألة يعرضها الإيمان. والباحث العلمي لا يستطيع أن يدركها. والعقل مع ذلك يتسلمها من الإيمان ويدركها. ذلك لأن العقل قد يقبل أشياء كثيرة حتى لو كان لم يدركها.

وليس من طبيعة العقل أن يرفض كل ما لا يدركه.

حتى في نطاق الأمور المادية في العالم الذي نعيش فيه: توجد مخترعات كثيرة لا يدركها إلا المتخصصون، ومع ذلك فالعقل العادي يقبلها ويتعامل معها، دون أن يدرك كيف تعمل وكيف تحدث؟!

والموت يقبله العقل ويتحدث عنه. ومع ذلك فهو لا يدركه، ولا يعرف كيف يحدث!! فإن كان العقل يقبل أمورًا كثيرة في عالمنا وهو لا يدركها، فطبيعي أنه لا يوجد ما يمنعه من قبول أمور أخرى أعلى من مستوى هذا العالم...

العقل مثلًا لا يدرك (المعجزة) وكيف تتم، ولكنه يقبلها ويطلبها، ويفرح بها...

ولقد سُميت المعجزة معجزة، لأن العقل يعجز عن إدراكها وعن تفسيرها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكنه يقبلها بالإيمان، إذ يؤمن بوجود قوة غير محدودة أعلى من مستواه، يمكنها أن تعمل ما يعجز هو عن إدراكها. وهذه القوة هي قدرة الله القادر على كل شيء.

إننا نحترم العقل. ولكننا في نفس الوقت ندرك حدود النطاق الذي يعمل فيه. ولا نوافق العقل في طموحه حينما يريد أن يستوعب كل شيء، رافضًا ما هو فوق مستوى إدراكه!

النقطة الثانية في موضوعنا، أنه يوجد. نوعان من الإيمان: إيمان نظري، وإيمان عملي:

الإيمان النظري، هو إيمان فكرى فلسفي: مجرد الاقتناع العقلي بوجود الله، وبوجود الأمور التي لا تُرى، دون أن يكون لذلك أي تأثير على الحياة! وهو إيمان سهل. فما أسهل إثبات وجود الله بالأدلة العقلية والبراهين العديدة.

أما الإيمان العملي، فتظهر علاماته في الحياة العملية. فما هي؟

* العلامة الأولى هي ارتباط الإيمان بالفضيلة ونقاوة القلب.

فمثلًا: لاشك أنك لا تخطئ أمام إنسان بار تحترمه. وقد تكون في حضرته في منتهى الحرص، تستحي أن ترتكب شيئًا مشينًا أمامه. إذ لا تحب أن يأخذ عنك فكرة سيئة أو أن تسقط من نظره. بل قد تحترس أيضًا أمام أحد مرؤوسيك أو خدمك، لئلا يحتقرك في داخله أو يقل احترامه لك. لذلك فغالبية الخطايا تُعمل في الخفاء. أما بسبب الخوف أو الاستحياء...

فإن كنت تخجل أو تخاف من إنسان يراك، فكم بالأولى الله؟!

إذن إن آمنت تمامًا بأن الله موجود في كل مكان أنت فيه، يراك ويسمعك ويرقبك، فلاشك سوف تخجل أو تخاف من أن ترتكب أي خطأ أمام الله.

فهل عندك هذا الشعور؟ هل يكون أمامك في كل خطية تُحارب بارتكابها؟ لو عرفت هذا ستخجل وتخاف، وتمتنع عن الخطية. لأن خوف الله سيكون أمام عينيك باستمرار في كل مرة تحاول أن تخطئ.

بل إنك تشعر بالاستحياء من أرواح الملائكة والقديسين:

هؤلاء الذين لا يحتملون منظرك في الخطيئة. بل إنك قد تخجل أيضًا من أرواح أصدقائك ومعارفك الذين انتقلوا من هذا العالم، وكانوا يأخذون فكرة طيبة عنك...

وإن كنت تؤمن أن الله فاحص القلوب وقارئ الأفكار.

فلاشك إنك سوف تستحي من كل فكر ردى يمرّ بذهنك، ومن كل شهوة رديئة تكون في قلبك.

لذلك كله، فالذي يؤمن بأهمية علاقته بالله، يخشى ارتكاب الخطية، لأنها تفصل عن الحياة مع الله.

* النقطة الثانية: أن حياة الإيمان ترتبط بسلام القلب وعدم الخوف:

من صفات المؤمن أن قلبه يكون باستمرار مملوءًا بالسلام والهدوء، لا يضطرب مطلقًا، ولا يقلق ولا يخاف. لأنه يؤمن بحماية الله له. وهو يحتفظ بسلامه الداخلي، مهما كانت الظروف المحيطة تبدو مزعجة. إنما يخاف الشخص الذي يشعر أنه واقف وحده. أما الذي يؤمن أن الله فلا يخاف.

إن المؤمن لا يستمد سلامه الداخلي من تحسن الظروف الخارجية من حوله، إنما يستمد السلام من عمل الله فيه ومعه.

في وسط الضيقة أيًا كانت، ترى الإيمان يعطى سلامًا.

ضيقة يتعرض لها اثنان: أحدهما مؤمن والآخر غير مؤمن. فيضطرب غير المؤمن ويخاف ويقلق، ويتصور أسوأ النتائج، وتزعجه الأفكار أما المؤمن فيلاقيها بكل اطمئنان وبسلام قلبي عجيب، واثقًا أن الله سيتدخل ويحلها، وأنها ستؤول إلى الخير، ويقول في ثقة إن الله المهتم بالكل سوف يهتم بي... حقًا إني لا اعرف كيف ستحل المشكلة، لكنى أعرف الله الذي سيحلها...

النقطة الثالثة أن الإيمان يمنح صاحبه قوة

إن المؤمن إنسان قوى، يؤمن بقوة الله العاملة فيه. فشعورنا بوجود الله معنا، يمنحنا قوة إلهية ترافقنا وتحفظنا.

إن الإيمان -أيًا كان نوعه- هو قوة. يكفى أن يؤمن الإنسان بفكرة، فتراه يعمل بقوة لكي ينفذها. فالإيمان يمنحه عزيمة وإرادة وجرأة ما كانت له من قبل... هكذا كان المصلحون في كل زمان ومكان. آمنوا بفكرة، فجاهدوا بكل قوة لتنفيذها. وبسبب إيمانهم، احتملوا الكثير من الضيق حتى أكملوا عملهم. المهاتما غاندي مثلًا، آمن بحق الإنسان في الحرية، وآمن بسياسة عدم العنف. فمنحه هذا الإيمان قوة عجيبة استطاع بها أن يحرر الهند، وأن يعطى للمنبوذين حقوقًا في مساواة مع مواطنيهم...

الإيمان أيضًا بنظرية علمية يكون مصدر قوة في نطاقها:

مثال ذلك روّاد الفضاء، في إيمانهم بما قيل لهم عن منطقة انعدام الوزن. وكيف أن الإنسان يمكن فيهم أن يمشى في الجو دون أن يسقط! مَن مِن الناس يمكنه أن يجرؤ أن يمشى في الجو دون أن يخاف؟! أما الذي جعل الروّاد ينفذون ذلك، فهو إيمانهم الأكيد بصحة بحوث العلماء الذين أعلنوا هذا. فالإيمان بهذا منحهم قوة وشجاعة. فكم بالأكثر الإيمان بالله...

إن الإيمان ليس هو مجرد عقيدة، بل هو عقيدة وحياة.

بقى الحديث عن بساطة الإيمان، وما يقوّى الإيمان وما يضعفه، وأيضًا الشكوك التي تحارب الإيمان. وكل هذه وغيرها، مما لا يتسع له هذا المقال لهذا نكتفي الآن بما ذكرناه.
+++

Post: #313
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-15-2015, 08:23 AM
Parent: #312

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

(يوم الثلاثاء من الأسبوع الأول من الخمسين المقدسة)
14 أبريل 2015
6 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 91 : 2 ، 3 )
لأنك أفرحتني ياربُّ بصنيعكَ، وبأعمال يَدَيكَ أبْتَهِجُ. كما عَظُمت أعْمالكَ ياربُّ، وأفكاركَ عَمُقَت جداً. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 6 : 15 ـ 22 )
ولمَّا رَأى يَسوعُ أنَّهُمْ مُهتمونَ بأنْ يَأتوا ليَختطِفوهُ ويجعَلُوهُ مَلِكاً، انصَرَفَ إلى الجَبَلِ وحدَهُ.فلمَّا كانَ المَساءُ نَزلَ تَلامِيذُهُ إلى البَحْرِ، ورَكِبوا السَّفينةَ ذاهبين إلى عَبرِ البَحرِ إلى كَفرِ نَاحُومَ. وكانَ الظَّلامُ قَدْ حَلَّ، ولَمْ يَكُنْ يَسوعُ قَدْ جاء إليْهِمْ بعد. وكان البَحرُ هَائجاً ورِيحٍ شديدةٍ تَهُبُّ. فلمَّا ابتعدوا نَحوَ خَمْسٍ وعِشرِينَ غَلْوةً أو ثَلاثِينَ، نَظروا يَسوعَ مَاشِياً على البَحرِ مُقتَرِباً إلى السَّفِينةِ، فخافوا. فقالَ لهُمْ: " أنا هوَ لا تَخافوا ". وكانوا يَريدُون أنْ يَحملُوه معهُمْ في السَّفينةِ. وللوقتِ جاءت السَّفينةُ إلى شاطئ الأرضِ التي كانوا ذاهِبينَ إليها.وفي الغَدِ رَأى الجَمعُ الذي كان واقف عِندَ عَبْر البَحْرِ أنَّهُ لمْ تَكُن هُناك سَفينةٌ أُخرَى سِوَى واحدةٍ، وأنَّ يسوعَ لمْ يَركب السَّفينة مع تلامِيذهِ بل مَضَى تَلامِيذُهُ وَحدَهُمْ.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 1 )
اعترفوا للرَّبِّ وادعوا بِاسمِهِ، نَادوا في الأُمم بأعْمَالهِ، سبحوه ورتِّلوا لهُ، حَدِّثوا بجميع عَجائبهِ، افْتَخِروا بِاسمِهِ القُدُّوسِ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 28 : 16 ـ 20 )
وأمَّا الأحَدَ عَشرَ تِلمِيذاً فمضوا إلى الجَلِيل إلى الجَبَل، الذي عيَّنه لهُم يسوع. فلمَّا رأوهُ سَجَدوا لهُ، أمَّا بَعضهُم فشكّ. وجاء يسوعُ وخاطبهُم قائلاً: " دُفِعَ إليَّ كُلُّ سُلطانٍ في السَّماءِ وعلى الأرضِ، فاذهبوا وعلِّموا جميع الأُمَمý وعَمِّدوهُم بِاسم الآب والابن والرُّوح القُدُس. وعَلِّموهُمْ أنْ يَحفظوا جميعَ ما أوصَيْتُكُمْ بهِ. وها أنا مَعَكُم كُلَّ الأيَّام إلى انْقِضَاءِ الدهر ". آمين.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 5 : 6 ـ 21 )
لأنَّ المسيحَ، لمَّا كُنَّا بعدُ ضُعفاء، ماتَ عن المُنافقين في الوَقت المُعيَّن. لأنَّهُ بالجَهْدِ يمُوتُ أحدٌ مِن أجل الصِّدِّيق. رُبَّما مِن أجل الصَّالح يَجترئ أحدٌ أن يَموتَ. فثبَّت اللَّـه محبَّتهُ فينا، لأنَّنا لمَّا كُنَّا بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المسيحُ مِن أجلنا. فبالحري جداً إذ قد تزكَّينا الآن بدَمهِ نَخلُصُ بهِ مِن السخطِ! فإنْ كان اللَّه حين كُنَّا أعداء صَالحنا بمَوتِ ابنهِ، فبالحري جداً إذ قد صَالحنا أن نَخلُصُ بحَياتهِ. وليس هذا فقطْ، بل ونَفتَخرُ باللَّهِ، بربنا يسوعَ المسيح، الذي بهِ الآن نِلنا المُصالحَة.فلهذا كما أن بإنسانٍ واحدٍ دخلت الخطيَّةُ إلى العالَم، وبالخطيَّةِ دخل المَوت، فهكذا نفذ المَوتُ في النَّاس كُلهم، إذ جميعهم أَخْطَأُوا. لأنَّهُ إلى الشَريعة كانت الخطيَّةُ في العالَم. على أنَّهُ لا تُحسَبُ خطِيَّة إذ لم تكُن شَريعةٌ. لكِنْ المَوتُ قد مَلَكَ مُنذُ آدَم إلى موسى، وذلك على الذين لم يُخطِئُوا بشبهِ مُخالفة آدَم، الذي هُو رَسمٌ لذاك المُزمِع. لكِنْ ليس نظير الهفوة هكذا أيضاً الموهبة. لأنَّهُ إن كانَ بهفوة الواحد قد مات الأكثرون، فبالأكثر جداً نعمةُ اللَّهِ، وموهبته بالنِّعمةِ التي بالإنسان الواحدِ يسوعَ المسيح، تفضل زائدة على الأكثرين. وليست الموهبة كما بواحدٍ أخطأ. لأنَّ الدينونةَ مِن واحِدٍ صارت للمُداينةِ، فأمَّا الموهبة فمِن هفوات كثيرةٍ للتَّبريرِ. لأنَّهُ إن كان بهفوة واحد تملَّك المَوتُ، فَبالأولَى كثيراً بالذين قد أخذوا فَيْضَ النِّعمةِ وموهبةَ العدل، أن يَملِكُوا في الحياة بالإنسان الواحدِ يسوعَ المسيح. وكما أن الخطيَّة كانت بواحـدٍ وأتت الدينونة على كُلِّ إنسان، كذلك التبـرير بواحد صار لكُل إنسان، لتزكية الحياة. لأنَّهُ كما بمَعصِيةِ الإنسان الواحدِ صار الكثيرونَ خُطاةً، كذلك أيضاً بإطاعة الواحدِ يصير الكثيرونَ أبراراً. أمَّا الشريعة فدخلت لتكثُر الهفوة. ومَن تكاثرت خطيته تزايدت لهُ النَّعمة. لكي كما مَلَكَتِ الخَطيَّةُ في المَوتِ، كذلك تَتملك النِّعمةُ أيضاً بالعدل، للحياة الأبديَّةِ، بيسُوعَ المسيح ربِّنا.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 4 : 1 ـ 11 )
فإذ قد تألَّم المسيح بالجسد عنَّا، تسلَّحوا أنتُم أيضاً بهذا المثال. فإن من تألَّم بالجسد، كُفَّ عن الخطيَّة، لكي لا يعيش أيضاً الزَّمان الباقي في الجسد، لشهوات النَّاس، بل لإرادة اللَّـه. لأنَّه يكفيكم الزَّمان الذي مَضى إذ كنتم تصنعون فيه إرادة الأُمم، وتسلكون في النجاسات والشَّهوات، وإدمان المُسكرات المتنوعة، والخلاعة، والدنس، وعبادة الأوثان المرذولة، الأمر الذي فيه يستغربونَ أنَّكُم لستُم تركضون معهم إلى فيض عدم الصَّحة عينها، مُجدِّفينَ. الذين سوف يُعطون جواباً للذي هو على استعدادٍ أن يُدين الأحياء والأموات. فإنَّه لأجل هذا بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكي يدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليحيوا حسب اللَّه بالرُّوح.وإنَّما نهاية كل شيءٍ قد اقتربت، فتعقَّلوا إذاً واسهروا في الصَّلوات. ولكن قبل كلِّ شيءٍ، فلتكن المحبَّة دائمةً فيكُم بعضكُم لبعضٍ، لأنَّ المحبَّة تستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضكم لبعضٍ بلا تذمُّر.وليخدم كلُّ واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضكم بعضاً، كوكلاء صالحين على نعمة اللَّه المتنوِّعة. مَن يتكلَّم فكأقوال اللَّه. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئها اللَّه، لكي يتمجَّد اللَّه في كل شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والسُّلطان إلى أبد الآبدين. آمين.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 10 : 34 ـ 43 )
فَفَتحَ بُطرُس فاهُ وقالَ: " بالحقيقةِ إنِّي أرَى أنَّ اللَّـهَ لا يأخُذُ بالوُجُوهِ. بَل في كُلِّ أُمَّةٍ، مَن يَتَّقيهِ ويعملُ البرَّ فهُو مَقبولٌ عِندهُ. القول الذي أَرسَله إلى بَنِي إسرائيلَ يبشِّرهُم بالسَّلامِ بيسوعَ المسيح. هذا هُو ربُّ الكُلِّ. أنتُمْ تَعلَمونَ بالقول الصائر في اليَهوديَّةِ كُلِّها المُبتدي مِنَ الجليلِ، بَعدَ المَعْموديَّةِ التي كَرَزَ بها يوحنَّا عن يسوعُ الذي مِن النَّاصرةِ إذ مَسَحهُ اللَّهُ بالرُّوح القُدُس والقوَّةِ، الذي جَالَ مُحسناً وشافياً جميع المُتَسلِّطِ عَليهمْ إبلِيسُ، لأنَّ اللَّهَ كانَ معهُ. ونحنُ الشُهُود بجميع الأشياء التي عملها في كورةِ اليَهوديَّةِ وفي أُورُشليمَ. الذي قَتلُوهُ مُعلِّقينَ إيَّاهُ على خشبةٍ. فهذا أقامهُ اللَّهُ في اليَوم الثَّالثِ، ومنحهُ أن يَصِير ظاهِراً، ليسَ لجميع الشَّعبِ، بل للشُهُود الذين سامهم اللَّهُ سالفاً. أي لنا نحنُ الذينَ أكلنا معهُ وشَربنا بَعدَ قيامتهِ مِن الأمواتِ. وأوصانا أن نَكرزَ للشَّعبِ، ونَشهدَ أنَّ هذا هو الذي عينه اللَّه دَيَّاناً للأحياءِ والأمواتِ. ولهُ يشهَد جميعُ الأنبياءِ أنَّ كلَّ مَن يؤمنُ بهِ يأخُذ بِاسمهِ غفران الخَطايا ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين.)

السنكسار
اليوم السادس من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- تذكار ظهور الرب لتوما
2- نياحة مريم المصرية السائحة
1- في هذا اليوم تذكار ظهور الرب يسوع له المجد لتوما الرسول , في اليوم الثامن من القيامة المجيدة وذلك كما يقول الكتاب " وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم . فجاء يسوع والأبواب مغلقة ، ووقف في الوسط وقال : سلام لكم . ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا . أجاب توما وقال له : ربي والهي . قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا " (يو 20 : 26 – 29 ) فالقديس توما عندما وضع يده في جنب الرب كادت تحترق يده من نار اللاهوت . وعندما اعترف بألوهيته برئت من ألم الاحتراق . صلاة هذا الرسول تكون معنا . آمين
2- في مثل هذا اليوم من سنة 137 ش (421م ) تنيحت القديسة السائحة مريم القبطية وقد ولدت بمدينة الإسكندرية نحو سنة 61 ش (345م ) من أبوين مسيحيين . ولما بلغت اثنتي عشرة سنة خدعها عدو البشر . فجعلها له فخا وشركا فاصطاد بها نفوسا كثيرة لا تحصي ومكثت علي هذه الحال الآثمة سبعة عشر عاما حتى أدركتها محبة الله فرأت قوما ذاهبين إلى بيت المقدس فسافرت معهم وإذ لم يكن معها أجرة سفرها ، أسلمت ذاتها لأصحاب السفينة حتى وصلت إلى بيت المقدس وهناك أيضا كانت تأتي هذا الآثم ولما أرادت الدخول من باب كنيسة القيامة شعرت بقوة خفية جذبها من الخلف وكانت كلما أرادت الدخول تشعر بمن يمنعها وللحال تحققت أن ذلك لسبب نجاستها . فرفعت عينيها وهي منكسرة القلب وبكت مستشفعة بالسيدة العذراء وسألتها بدموع حارة أن تتشفع فيها لدي ابنها الحبيب ثم تشجعت وأرادت الدخول مع الداخلين فلم تجد ممانعة فدخلت مع الساجدين وصلت إلى الله طالبة أن يرشدها إلى ما يرضيه . ثم وقفت أمام أيقونة العذراء البتول الزكية وتوسلت إليها بحرارة أن ترشدها إلى حيث خلاص نفسها . فأتاها صوت من ناحية الأيقونة يقول : إذا عبرت الأردن تجدين راحة وطمأنينة " فنهضت مسرعة وخرجت من ساحة القيامة . وفي الطريق قابلها إنسان . وأعطاها ثلاثة دراهم من الفضة ابتاعت بها ثلاثة أرغفة من الخبز ثم عبرت نهر الأردن إلى البرية ومكثت بها سبعا وأربعين سنة منها سبع عشرة سنة وهي تقاتل العدو ضد الآثم الذي تابت عنه حتى تغلبت بنعمة الله وكانت تقتات طول هذه المدة بالحشائش وفي السنة الخامسة والأربعين لساحتها خرج القديس زوسيما القس إلى البرية حسب عادة الرهبان هناك في مدة صوم الأربعين المقدسة للاختلاء والتنسك . وبينما هو يسير في البيداء رأي هذه القديسة عن بعد فظنها خيالا وصلي إلى الله أن يكشف له أمر هذا الخيال . فألهم أنه إنسان . فأراد اللحاق به فكان يهرب أمامه ولما رأت أنه لم يكف عن تعقبها نادته من وراء أكمة قائلة : يا زوسيما . ان شئت أن تخاطبني فارم شيئا أستتر به لأني عارية . فتعجب إذ دعته باسمه . ورمي لها ما استترت به فجاءت إليه وبعد السلام والمطانيات سألته أن يصلي عليها لأنه كان كاهنا واستوضحها عن سيرتها . فقصت عليه جميع ما جري لها من أول عمرها إلى ذلك الوقت . ثم التمست منه أن يحضر معه في العام القادم القربان المقدس ليناولها منه . وفي العام التالي حضر إليها وناولها من السرائر الإلهية ثم قدم لها ما معه من التمر والعدس فتناولت بعض حبات من العدس المبلول , وسألته أن يعود في العام المقبل وحضر إليها في الميعاد فوجدها قد تنيحت ورأي أسدا واقفا بجوارها . وعند رأسها مكتوب : " ادفن مريم المسكينة في التراب الذي منه أخذت " فتعجب من الكتابة ومن الأسد . وفيما هو مفكر كيف يحفر الأرض لمواراتها تقدم الأسد وحفر الأرض بمخالبه فصلي الأب عليها ودفنها . ثم عاد إلى ديره وأخبر الرهبان بسيرة هذه القديسة فازدادوا ثباتا في المراحم الإلهية وتقدما في السيرة الروحية وكانت سنو حياتها ستا وسبعين سنة صلاتها تكون معنا ولربنا المجد دائماً أبدياً . آمين


مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 2 ، 3 )
وليفرَح قَلب الذين يَلتَمِسونَ الرَّبَّ، ابتغوا الرَّبَّ واعتزوا، اطلبوا وجْههُ في كُلِّ حينٍ. اذكُرُوا عَجائِبَهُ التي صَنعها، آياتِهِ وأحْكَامَ فِيهِ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 16 : 9 ـ 20 )
ولمَّا قامَ باكراً في اليوم الأوَّل مِن السبوت ظهَر أوَّلاً لمريمَ المَجدَليَّةِ، التي أخرجَ مِنها سَبعةَ شياطِينَ. وتلك قد ذهبت وقالت للذين كانوا مَعهُ وهُم يَنوحونَ ويَبكونَ. فلمَّا سَمعوا أنَّهُ حيٌّ، وإنها قد أبصرتهُ، صاروا غير مُصدِّقينَ.وبَعدَ ذلك أيضاً إذ كان اثنان مِنهُم يسيران في طريق ظَهر لهُما بهيئةٍ أُخرَى في الحقل. فمضَى هذان الآخران وقالا للبقية، فَلم يُصدِّقُوا هذين أيضاً.وأخيراً ظهرَ للأحَدَ عَشرَ تِلميذاً وهُم مُتَّكِئونَ، ووبَّخَ عَدمَ إيمانِهمْ وقَساوةَ قُلُوبهمْ، لأنَّهُمْ لم يُصدِّقوا الذين كانوا رأوه قد قامَ. وقالَ لهُم: " اذهبوا إلى العالَم وبـأي حال اكرزوا بالإنجيل للخَلِيقةِ كُلِّها. مَن آمَنَ واعتَمدَ خَلَصَ، ومَن لَم يُؤمِنْ يُدان. وهذه الآياتُ سَتتبعُ المؤمِنينَ بِاسمي: يُخْرِجونَ شياطين، ويَتكَلَّمونَ بلغاتٍ، ويَحمِلونَ حيَّاتٍ بأيديهم، وإن أكلُوا شيئاً مُمِيتاً فلا يَضُرُّهُمْ، ويَضَعونَ أيديَهُمْ على المَرضَى فَيَبرأُونَ ".ومِنْ بَعدَما كَلَّمَهُمُ الربّ يسوع ارتفعَ إلى السَّماء، وجَلسَ عن يَمِين اللَّـهِ. أمَّا أولئك فَخَرجوا وكرزوا في كُلِّ مكانٍ، وكان الربُّ يَعملُ مَعهُم ويُثَبِّتُ الكلامَ بالآياتِ التي تَتبعهُم إلى أبد الآبدين. آمين.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #314
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-15-2015, 10:06 AM
Parent: #313

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأربعاء من الأسبوع الأول من الخمسين المقدسة)
15 أبريل 2015
7 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 29 : 5 ، 6 ، 7 )
بالعشاءِ يحلُّ البكاءُ وبالغداةِ السِّرورِ، أنا قلت في نعيمي أنّي لا أتزعزع إلى الدَّهر. ياربُّ بمشيئتك أعطيت جمالي قوَّةً، صرفت وجهك عني فصرت قلقاً. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 9 : 15 ـ 17 )
فقالَ لهُم يسُوعُ : " هل يستطيع بنُو العُرسِ أنْ ينُوحُوا مَا دامَ العريس معَهُم؟ ولكن ستأتي أيَّامٌ حين يُرفَع العريس عنهُم، فحينئذٍ يَصُومُون. ليسَ أحدٌ يأخذ رُقعةً جديدة ويجعلها في ثوبٍ بالٍ عتيق لأنَّها تأخذ من الثَّوب مِلأها، فيصيرُ الخَرقُ أسوأ. ولا تجعل خمر جديدة في زقاقٍ عتيقٍ، لئلا تنشقَّ الزِّقَاقُ، فتراق الخمر وتتلف الزقاق. لكن تجعل الخمر الجديدة في زقاقٍ جديدةٍ فيحفظان بعضهما ".
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 25 ، 26 )
أخرج شعبهِ بالابتهاج، ومختاريهِ بالفرح. لكيما يحفظوا حُقوقهِ، ويلتمسوا ناموسهِ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 1 : 9 ـ 14 )
كان النُّورُ الحقيقيُّ الذي يُنيرُ كلَّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم. في العالم كان، والعالم به كوِّنَ، والعالمُ لم يَعرفهُ. إلى خاصَّتِهِ جاءَ وخاصَّتُهُ لم تقبَلهُ.أمَّا الذين قَبِلُوهُ فأعطاهُم سُـلطاناً أن يَصيروا أبناء اللَّهِ، الذين يؤمنون بِاسـمِهِ. الـذينَ ليسوا هم مِن دم ولا هم مِن مَشِيئةِ جسدٍ ولا هُم مِن مشيئةِ رجُلٍ لكن مِن اللَّهِ ولِدوا.والكلمةُ صارَ جسداً وحلَّ فينا، ورأينا مَجدَهُ، مثل مجدِ ابنٍ وحيدٍ لأبيه، مملوءاً نعمةً وحقّاً.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( 15 : 50 ـ 58 )
وهذا أنا أقوله يا إخوتي: إنَّ اللحم والدَّم لا يستطيعان أن يرثا ملكوت اللَّه، ولا البالي يرث عدم البَلَى. فهذا أقوله لكم سراً: أننا لن نرقد كُلّنا، بل سنتغيَّر كُلّنا، في لحظةٍ، في طرفةِ عينٍ، في البوق الأخير. لأنَّهُ سيُبوّق البوق، فيقوم الموتى عَدِيمي فسادٍ، ونتغيَّر نحن، لأنَّ هذا البالي يجب أنْ يَلبسَ عَدمَ البَلَى، وهذا المائِت أنْ يَلبس عدم الموتِ. فإذا تسربل هذا المائت عدم الموت، فحينئذٍ يصيرُ القول المكتوب: " ابتُلِعَ الموت بالغلبةِ ". أينَ شَوكتُكَ أيُّها الموت؟ أين غَلَبَتُكِ يا هاويَةُ؟ فشوكة الموت هيَ الخطيَّة، وقوَّةُ الخطيَّةِ هيَ الشريعة. ولكِنْ شكراً للَّه الذي أعطانا الغَلَبَة بِرَبِّنا يسوعَ المسيحِ. فلذلك يا إخوتي الأحبَّاءَ، كونوا ثابتين، غيرَ مُتزعْزِعِينَ، زائدين في عَمَلِ الرَّبِّ دائماً، عَالِمِينَ أنَّ تَعَبَكُم ليس هو باطلاً في الرَّبِّ .
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 1 : 10 ـ 21 )
الخلاص الذي من أجله طلبه واستفحصه الأنبياء، الذين تنبَّأُوا مِن أجل النِّعمة الواصلة إليكم، باحثين عن الوقت الذي تكلَّم عليه روح المسيح فيهم، إذ تقدَّموا وشهدوا عن آلام المسيح، والأمجـاد التي بعـدها. وقد أوحيَ إليهـم أنها ليست لأنفسهم، بل لكُم كانوا يخدمون الأمجاد التي بُشرتُم الآن بها، مِنَ الذين بَشَّروكم بالرُّوح القدس المُرسَل مِنَ السَّماءِ. التي تشتهي الملائِكَةُ أنْ تَطَّلِعَ عليها.لذلك مَنْطِقوا أَحقَاءَ ذِهنِكُم متيقظين بالكمالِ، وترجُّوا النِّعمة السابغة عليكم عند استعلان يسوع المسيح. كأولادِ الطَّاعةِ، ولا تتشكلوا بِالشهواتِ التي تصرفتم فيها قديماً بغباوتكم، بل كما الذي دعاكُم قُدُّوسٌ، كونوا أنتُم أيضاً قِدِّيسِينَ في جميع تصرفاتكم. لأنَّهُ قد كُتب: " كونوا قِدِّيسِينَ فإنِّي أنا قُدُّوسٌ ". وإنْ دعوتم أَباً الذي يَحكُمُ بغير مُحاباةٍ على فعل كُلّ واحدٍ، فتصرفوا بالتقوى مدى زمان غُربَتِكُم، عَالِمِينَ أنَّكُم لستُم قد افتُدِيتُم بالذهب والفضة البالييْن، مِنْ تصرفكم الباطل الذي تقلدتموه مِن آبائكم، بل بِدَم المسيح الكريم كحملٍ لا عيب فيه ولا دنس، الذي كان معروفاً سابقاً قبل إنشاء العالم، وظهر في أواخر الأزمان مِنْ أجلكم، أنتُم الذين به قد آمنتم باللَّه الذي أقامه من بين الأموات وأعطاه مجداً، ليكون إيمانكم واتِّكالكم باللَّه.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 1 ـ 13 )
وبينما هُما يُخاطِبان الشَّعب، وثب عليهِما الكهنة وجند الهيكل والصَّدُّوقيون، يُعاندونهما لتعليمهما الشَّعب، وإخبارهما بيسوع والقيامة مِنَ الأمواتِ. فألقوا أيديهم عليهما ووضعوهما في الحبسِ إلى الغدِ، لأنَّ الوقت كان مساءٌ. وكثيرونَ مِنَ الذين سَمِعوا الكلمة آمَنوا، وصار عددُ الرِّجالِ نحو خَمْسَةِ آلافٍ.وصار في الغدِ أنَّ الرؤساء والشيوخ والكُتَّاب اجتمعوا بأورشليم وحنَّان رئيس الكهنةِ وقيافا ويُوحنَّا والإسكَندَرِ، وجماعة الذين كانوا مِنْ جنس رئاسة الكهنوت. فأقاموهما في وسطهم، واستفحصوهما قائلين: " بِأيَّةِ قُوَّةٍ وبِأيِّ اسمٍ صَنعتُما أنْتُما هذا؟ " حينئذٍ امتلأ بُطرُس مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ وقال لهم: " يا رُؤساءَ الشَّعبِ والمشائخ، إنْ كُنَّا نحن اليوم نُحاكَمْ على الإحسانِ الواصل إلى الإنسانِ المريض، أي بماذا شُفِيَ هذا، فليَكُنْ مَعلوماً عِند جميعكم وعِندَ كافة شَعبِ إسرائيل، أنَّهُ بِاسْمِ يَسوعَ المَسِيحِ النَّاصِرِيِّ، الذي صلبتموه أنتُم، الذي أقامَهُ اللَّه مِنَ بين الأمواتِ، بذاك وقَفَ أمامَكُم هذا صحيحاً. هذا هو الحَجرُ الذي رذلتموهُ أنتُم أيُّها البَنَّاؤونَ، الذي صار رأساً للزَّاوية. وليس الخلاص بأحدٍ آخر. لأن ولا اسْمٌ آخَرُ تحت السَّماءِ أُعطيَ للنَّاسِ، به يجب أن يَخلُصوا ". فلمَّا أبصروا مُجاهَرَةَ بُطرُس ويُوحنَّا، وتيقَّنوا أنَّهما رَجُلان لا يَعرِفان الكتابة وأنَّهما أُمِّيان. تعجبوا وعرَفوهُما أنَّهُما كانا مَع يسوع.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
اليوم السابع من شهر برموده المبارك
1- نياحة يواقيم البار والد العذراء أم الاله
2- نياحة أغابيس وتاودورة والقديس أبي مقروفة
1- في مثل اليوم تنيح الصديق يواقيم (سمي أيضا بوناخير وصادوق ) والد السيدة العذراء والدة الإله بالجسد . وهذا كان من نسل داود من سبط يهوذا وهو ابن يوثام بن لعازر بن اليود الذي يصعد في النسب إلى سليمان بن داود الذي وعده الله أن نسله يملك علي بني إسرائيل إلى الأبد . هذا الصديق كانت زوجته عاقرا وبمداومته معها علي السؤال والطلبة من الله رزقهما ثمرة صالحة حلوة أشبعت كل أهل العالم ونزعت من أفواههم مرارة العبودية ولهذا استحق أن يدعي أبا للسيد المسيح من حيث التجسد العجيب الغريب . وبعد أن أقر الله عينيه بمولد السيدة وفرح قلبه قدم قربانه وزال عنه العار . وتنيح بسلام حيث كانت العذراء ابنة ثلاث سنين . صلاته تكون معنا . آمين
2- وفي مثل هذا اليوم أيضاً تذكار نياحة أغابيس وتاودوره الشهيدتان وتذكار القديس أبى مقروفة الابن الروحي لأنبا موسى صاحب دير البلينا .شفاعتهم تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبدياً . آمين
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 1 )
اعترفوا للرَّبِّ فإنَّهُ صالحٌ وأنَّ إلى الأبدِ رحمتهُ، مَنْ يَقدر يصف جبرؤوت الرَّبّ، ويجعل جميع تسابيحه مسموعة. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 2 : 12 ـ 25 )
وبعد هذا نزل إلى كفر ناحوم، هو وأمُّهُ وإخوَتُهُ وتلامِيذُهُ، وأقام هناك أيَّاماً ليست بكثيرةٍ وكان فصح اليهود قد قرب، فصَعِدَ يسوع إلى أورشليم، فوجد في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام، والصَّيارِفة جالسين. فصنع سوطاً مِنْ حِبالٍ وأخرج الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكَبَّ دراهم الصَّيارفة وقَلَّبَ موائِدَهم. وقال لباعةِ الحَمَام: " ارْفعوا هذه مِنْ هَهُنا. ولا تجعلوا بيتَ أبي بيتَ تجارةٍ ". فتذكَّرَ تلامِيذُهُ أنَّهُ مَكتوبٌ: " غَيْرَةُ بَيْتِكَ أكَلَتْنِي ".فأجاب اليَهودُ وقالوا له: " أيَّةَ آيَةٍ تُرِينا حتى تصنع هذا؟ " أجاب يسوع وقال لهُم: " انْقُضوا هذا الهيكل، وأنا في ثلاثة أيَّامٍ أُقيمهُ ". فقال له اليهود: " في سِتٍّ وأربَعِينَ سنةً بُنِيَ هذا الهيكلُ، وأنت في ثلاثةِ أيَّامٍ تُقِيمُهُ؟ " أمَّا هو فكان يقول عن هيكل جسده. فلمَّا قام مِنَ الأمواتِ، تَذَكَّرَ تلاميذُهُ أن هذا هو ما كان يقوله، فآمَنوا بِالكِتابِ وبالكلام الذي قاله يسوع.وإذْ كانَ بأورشليم في عيد الفِصْحِ، آمَنَ كثيرونَ بِاسْمِهِ، حين شاهدوا الآيات التي كان يَصنعها. أمَّا يسوع نفسه فلم يكن يأمنهم، لأنَّهُ كان عارِفاً بِكُلِّ أحدٍ. ولم يكن مُحتاجاً أن يَشهدَ له أحدٌ على إنسانٍ، لأنَّهُ كان يَعلم ما في الإنسانِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #315
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-15-2015, 04:10 PM
Parent: #314

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 6-8-2006

القيم والمبادئ.. بين مسميات ومفاهيم

إن القيم التي يقتنع بها الإنسان ويمارسها في حياته، هي التي تحكم طباعه وسلوكه وتعامله مع الآخرين. وكلما كانت هذه القيم سليمة، يكون سلوكه سليمًا. فإن انحرفت القيم التي يؤمن بها، انحرفت حياته كلها. فم هي إذن مصادر هذه القيم في حياة الإنسان؟

أول مصدر للقيم هو الضمير. ثم يتلقاها الطفل في الأسرة، ليس فقط عن طريق التعليم، بل بالأكثر عن طريق القدوة الصالحة والتدريب العملي. وهنا نتذكر قول الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّده أبوهُ

بعد ذلك يأتي دور المدرسة. وحينما يخرج الطفل من بيته إلى المدرسة، يجد نفسه في مجتمع أوسع وفي حرية أكثر. والمدرسة ليست هي مجرد المناهج والمقررات، إنما تشمل أيضًا المدرسين وإرشاداتهم وكذلك الزملاء. ولكل هؤلاء وأولئك تأثيراتهم على قيم الطفل، الذي ينتقل بعد ذلك في مراحل التعليم إلى مجتمع أكثر اتساعًا تختلف فيه القيم، ولا شك سيكون له تأثيره عليه، وبخاصة القراءة ووسائل الإعلام. فهل ستبقى قيمه كم هي أم تتطور أم تتغير؟

فعلينا أذن أن نهتم بكل مصادر هذه القيم ووضعها تحت إشراف، لكي تكون أكثر نقاوة وأكثر ملائمة...

ومن القيم الثابتة الأساسية التي تلزم لكل إنسان: محبة الوطن والدفاع عنه، والتضحية من أجله بالدم، إذا احتاج الأمر.

ومن القيم الثابتة أيضًا الصدق والأمانة والعفة، والحرص على نقاوة القلب، ومحبة العطاء والبذل. وإجمالًا محبة الخير ومحبة الغير، مع التطبيق العلمي السليم لكل هذا...

وكلما نما الشخص في السن والمعرفة، يجد أن هذه المبادئ الأساسية لها تفرعات كثيرة. فالعفة مثلًا تشمل عفة الجسد، وعفة اليد، وعفة اللسان. والأمانة أيضًا لها تفرعات منها الأمانة في أداء الواجب، والأمانة في حفظ أسرار الناس، والحرص على حقوقهم، والأمانة في معناها الأصلي، بحيث لا يأخذ الشخص ما ليس من حقه، ولا يأخذ أزيد من حقه إلا إذا وُهب ذلك.

على أن هذه المبادئ والقيم قد تصادفها بعض المشاكل والعقبات، ينبغي للشخص أن ينتصر عليها: فمن جهة قول الصدق: ماذا يفعل إن كان قول الصدق يسبب له حرجًا، أو يوقع غيره في مسئولية؟ من الخير في هذه الحالة أن يمتنع عن الإجابة، ولا يقول ما هو غير الحق، أو يحاول أن يجد وسيلة سليمة للتخلص

كذلك ماذا يفعل من جهة تأثير الوسَط عليه، ومحاولة شده إلى نطاق آخر بعيد عن القيم التي تعوّدها؟! هنا ينبغي عليه أن يقاوم، ويحتفظ بالقيم دون أن يكسرها، مجاهدًا في سبيل ذلك. وبقدر جهاده وثباته يكافئه الله، وتثبت شخصيته بدون انحراف

والقيم ليست مجرد مسميات، إنما لها مفهومها السليم لمن يترك الشكليات ويدخل إلى العمق...

فلا ندرب إنسانًا على الحكمة، دون أن نشرح له م هي الحكمة؟ وكيف يسلك بها في شتى ظروف الحياة... كذلك لا ندربه على الشهامة، دون أن نشرح له محتواها ومجالات استخدامها، والبعد بها عن التطرف...

أيضًا الحرية. فكل إنسان يحب الحرية من صغره وبخاصة في مرحلة الشباب، ولكن عليه أن يفهمها بمعناها السليم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فليس معنى الحرية أن يسلك الشخص حسب هواه بدون ضوابط. فنحن نؤمن بالحرية المنضبطة، التي يكون فيها الشخص حرًا في سلوكه، بحيث لا يعتدي على حقوق وحريات الآخر، وبحيث لا يخرج عن نطاق النظام العام، ولا عن القانون، ولا عن وصايا الله. وهذه مجرد ضوابط للحرية وليست منعًا لها. مثال ذلك شاطئًا النهر. إنهما لا يمنعان مياهه من السير في مجراه، ولكنهما يضبطان هذه المسيرة بحيث لا تتدفق المياه من الجوانب وتتحول إلى مستنقعات!!

نلاحظ أن البعض قد يحاول التخلص من هذه المبادئ والقيم، في اتباع مبدأ آخر هو المتعة... أمثال هؤلاء يجعلون المتعة هدفهم، الذي يسعون إليه بكل جهدهم!! على أن الله -تبارك اسمه- لم يمنع عن الإنسان المتعة، ولكن في حدود العفة، وعدم السلوك بما لا يليق. كذلك لا يجوز أن يركز كل شخص على متعة الجسد والحواس، ويتجاهل الاهتمام بمتعة الروح. فالروح تجد متعتها في محبة الله وفي محبة الفضيلة، وفي التأمل والصلاة، والقراءة الروحية والتسبيح... فهل كل إنسان يهتم بهذا كله؟!

موضوع آخر، يبدو عند البعض عائقًا في تنفيذ ما تستلزمه المبادئ والقيم هو (الذات) الـ Ego وما تتطلبه هذه الذات في بنائها واستمرار تقدمها وعلوها

على أن بناء الذات ليس خطيئة. إنما الخطيئة هي في الأساليب الخاطئة التي بها يبنى الإنسان ذاته. فالبعض قد يجعل ذاته هي الهدف، وفي سبيل بنائها لا مانع عنده من أن يخرج على بعض القيم إذا ظن أن ذلك يلزمه.

وفى الحقيقة. أن اتباع المبادئ والقيم هو الطريق السليم لبناء الذات على أساس ثابت. لكن ذلك قد يحتاج إلى بعض الجهاد وإلى الصبر. أما الوسائل الأخرى فقد تبدو سهلة وتوصل إلى الغرض بسرعة!! ولكنه وصول زائف على غير أساس.

النقطة الأخيرة هي أن موضوع المبادئ أو القيم ينبغي أن ينال الاهتمام به من الصحف ووسائل الإعلام، ومن المناهج الدراسية، ومن نشاط مراكز الشباب أيضًا، فهذا واجب على الدولة تقوم به، لتبنى جيلًا سليم المبادئ.
+++

Post: #316
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-15-2015, 10:35 PM
Parent: #315

أحبائى الكرام ..
هذا اختبار الأخ الحبيب ابراهيم عرفات ..



شاهدوا هذا الإختبار الجميل ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #317
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-16-2015, 11:01 AM
Parent: #316

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الخميس من الأسبوع الأول من الخمسين المقدسة)
16 أبريل 2015
8 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 96 : 8 ، 9 )
سَمِعتْ صِهيَونُ ففرحتْ، وتَهلَّلت بنات اليَهُودِيَّة مِنْ أجْـلِ أحْكَامِكَ يارَبُّ. لأنَّكَ أنتَ هو الربُّ العليُّ على كلِّ الأرضِ، ارتفعتَ جدَّاً فوقَ جميع الآلهةِ. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 2 : 3 ـ 13 )
فقدَّموا إليه مُخلَّعاً يَحملهُ أربعةُ رجالٍ. وإذْ لم يَقدِروا أن يَدخلوا بهِ مِن أجلِ الجمعِ، صَعدوا على السطحِ وكشفوا سقفَ البيتِ الذي كانوا فيه. ولمَّا نقبوا، دَلَّوا السَّريرَ الذي كان المُخلَّع مُضطَجِعاً عليه. فلمَّا رأى يسوعُ إيمانَهم، قال للمُخلَّع: " يا بُنَيَّ، مغفورةٌ لكَ خطاياكَ ". وكان قومٌ مِنَ الكتبةِ هناك جالسينَ يُفكِّرونَ في قلوبهِم: " لماذا يُجدِّف هذا هكذا؟ فمَنْ يقدِرُ أن يَغفرَ الخطايا إلاَّ اللَّهُ الواحدُ وحدهُ؟ " فللوقتِ عَلِمَ يسوعُ بروحهِ أنَّهم يُفكِّرونَ هكذا في أنفُسِهِم، فقال لهم: " لماذا تُفكِّرونَ بهذا في قلوبكُم؟ أيُّما أيسَر أن يُقالَ للمخلعِ، مغفورةٌ لكَ خطاياكَ، أمْ أنْ يُقالَ: قُمْ واحمِل سَريركَ وامشِ؟ ولكي تَعلموا أنَّ لابن الإنسان السُّلطان على الأرضِ أن يغفرَ الخطايا ". ثُمَّ قال للمُخلَّعِ: " أمَّا أنت فَلَكَ أقولُ قُمْ احمِل سَريركَ واذهبْ إلى بيتكَ ". وللوقتِ قامَ وحملَ سَريرهُ وخرجَ أمام الكُلِّ، حتى تعجَّب الجميعُ ومجَّدوا اللَّهَ قائلينَ: " لم نَرَ أحداً مثل هذا قطُّ! ".ثم خرج أيضاً إلى البحر. وكان كل الجمع يأتي إليه فكان يُعلِّمهُمْ.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 3 ، 4 )
اذكرنا ياربّ بِمَسَرَّة شَعْبِكَ، وتعاهدنا بِخلاصِكَ. لننظر في صلاح مُختارِيكَ، ولنفرح بِفَرَحِ أُمَّتِكَ، ولنفتخِر مع مِيراثِكَ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 9 : 28 ـ 36 )
وبعد هذا الكلام بنحو ثمانيةِ أيَّامٍ، أخذ بُطرسَ ويَعقوبَ ويُوحنَّا وصَعِدَ إلى الجبلِ ليُصلِّي. وكان فيما هو يُصلِّي تبدَّل وجههِ وابيضت ثيابه لامعة كالبرقِ. وإذا برَجُلَيْنِ يخاطبانه، وهمَا موسى وإيليَّا، اللَّذانِ تراءيا في مجدٍ، وكانا يتكلَّمان عن خُروجِهِ الذي كانَ مزمعاً أن يُكَمِّلهُ في أورشليمَ. أمَّا بطرسُ واللَّذان معهُ فكانوا قد تَثَقَّلُوا بالنَّوم. ولمَّا استيقظُوا رأوا مَجدهُ، والرَّجُليْنِ اللَّذيْن كانا وَاقفينِ معهُ. وفيمَا هُمَا يُفارِقَانهِ قالَ بُطرسُ ليسوعَ: " يا مُعلِّمُ، حسنٌ لنا أن نَكونَ هَهُنَا. وإن شئت فلنصنع ثلاثَ مظالَّ: واحدةً لكَ، وواحدةً لموسى، وواحدةً لإيليَّا ". وهو لا يدري ما يقولُ. وفيمَا هو يقولُ هذا كانت سحابةٌ فظلَّلتهُم. فلما دخلوا في السَّحابةِ خافوا. وكان صـوتٌ من السَّحابةِ يقول: " هذا هو ابني المختارُ. فأطيعوه ". ولمَّا كانَ الصَّوتُ وُجِدَ يسوع وحْدَهُ، فسكتوا ولم يُخبِروا أحداً في تِلكَ الأيَّامِ بشيءٍ مِمَّا رأوا.
( والمجد للَّـه دائماً )

القـداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
( 1 : 15 ـ 2 : 1 ـ 3 )
من أجل هذا أنا أيضاً إذ سَمِعتُ بإيمانكم بربّنا يسوع، ومَحَبَّتِكُمْ لجميع القِدِّيسِينَ، لستُ أكف شاكِراً لأجْلِكُمْ، صانعاً ذكركم في صَلواتِي، لكي يُعطِيَكُمْ إلَهُ ربِّنا يسوع المسيح، أبو المَجدِ، رُوحَ حِكمَةِ واسْتِعْلاناً بمعْرِفَتِهِ، لكي تضيء أعين ذهنكم، لِتَعْلَموا ما هو رجاء دعوته، وما هو غِنَى مَجدِ مِيراثِهِ في القِدِّيسِينَ، وما هو إفراط جسامة قوَّته فينا نحنُ المُؤمنينَ، المُختصَّة بفعل عزّة قوَّتِهِ التي فعلها بالمسيح، إذْ أقامَهُ مِنَ الأمواتِ، وأجْلَسَهُ على يَمِينِه في السَّماوِيَّاتِ، فوق سمو كُلّ رئاسةٍ وكُلِّ سُلطانٍ وكُلِّ قُوَّةٍ وكُلِّ ربوبية، وكُلِّ اسمٍ مُسمَّى ليس في هذا الدَّهرِ فقط بل وفي المُنتظر، وأخضع كُلَّ شيءٍ تحت قَدَميهِ، ومنحهُ رأساً فوق الكُلِّ للكنيسةِ، التي هيَ جسدهُ، الذي هو الكمال المُكمِّل كُلّ الأشياء في الكُلِّ.وأنتم إذْ كُنتُم أمواتاً بالهفواتِ والخطايا، التي تَصرَّفتُم فيها قَبْلاً حَسبَ دهرِ هذا العالم، فيما يختص برئيس سلطان الهواء، الرُّوح الفاعل الآن في بني المعصية، التي تصرَّفنا فيها كُلّنا وقتاً ما في شهوات الجسد، عامِلينَ مشيئاتِ البشر والأذهان، وكُنَّا بالطَّبع أولاد غضب كالباقين أيضاً.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 3 : 8 ـ 15 )
أمَّا نهاية ذلك فهيَ أن تكونوا كُلّكُم مُتَّحِدي الرَّأي بتمييزٍ واحدٍ، مُشتركين في التَّعبِ للإخوة، مُحبِّين، مُتحنِّنين، لُطفاءَ، لا تكافؤا عوض الشَّرّ شرَّاً أو عِوض السَّبِ سبَّاً، بَلْ بالعكسِ بارِكوا، عالِمينَ أنَّكُم إلى هذا دُعِيتُم لِتَرِثوا بَرَكةً. لأنَّ مَنْ يُؤثِر أنْ يُحِبَّ الحياةَ وأنْ يَرى أيَّاماً صالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وشَفَتَيْهِ مِنْ أنْ تَتَكلَّما غشَّاً، لِيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وليعمل الصَّلاح، لِيَطْلُب السَّلام ويتبعه. فإنَّ عَيْنَي الرَّبِّ تنظُران إلى الصدِّيقين، وأُذنَيْهِ تنصتان إلى طلبتهم، فأمَّا وجهَ الرَّبِّ فهو ضد عاملي الشر.ومَنْ الذي يؤذيكُمْ إنْ كُنْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بالصَّلاحِ؟ لكِنْ وإنْ أُصِبتُم مِنْ أجلِ العدلِ، فستكونون مغبوطين. فأمَّا خَوفَهُم فلا تَرهبوه ولا تضطربوا، أمَّا الرَّبّ المسيح فقدِّسوهُ في قُلُوبِكُمْ، وكونوا مُسْتَعِدِّينَ دائماً لِمُجاوَبة كُلِّ مَنْ يَسألُكُم قولاً مِن أجل الرَّجاء الذي فِيكُمْ، بوداعةٍ وتقوى.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 13 ـ 22 )
فإذ أبصروا مُجَاهَرةَ بُطرُسَ ويوحنَّا، وتيقنوا أنَّهُما رجُلان لا يعرفان الكتابةِ وأنَّهُما أُمِّيان، تَعَجَّبوا. وعَرَفوهما أنَّهُما كانا مَعَ يَسوعَ. ولما شاهدوا الرَّجُل الذي شُفِيَ واقِفاً مَعَهُما، ولم يكن لهم شيءٌ يُناقضون به. أمَرُوهما أنْ يَخْرُجا خارج المحفل، وتآمروا بعضهم مع بعضٍ قائلين: " ماذا نعمل بِهذيْنِ الرَّجُلَيْنِ، وقد صارت بهما آية مشهورة وقد عرفها كل القاطنين بأورشليم، ولا يمكننا إنكارها. لكن لِئلاَّ يذيع هذا الأمر في الشَّعبِ بزيادة، فلنهَددهُمَا ألا يخاطبا بهذا الاسم أحداً مِن النَّاسِ ". ثم استدعوهما وأوصُوهُما ألا يَنطِقَا البَتَّةَ، ولا يُعَلِّمَا بِاسم يَسوعَ. أما بطرس ويوحنا فأجابا وقالا: " إنْ كان عدلاً قدَّام اللَّه أنْ نَسمَعَ مِنكُمْ أكثر مِنَ اللَّهِ، فاحكموا. فإنَّنا نحن لا يمكننا أن لا نتكلَّم بما عايناه وسمعناه ". أمَّا هُمْ فتوعَّدوهما وصرفوهما، إذ لم يجدوا حجة عليهما كيف يعاقِبونَهُما مِنْ أجلِ الشَّعبِ، لأنَّهُمْ كُلّهم مجَّدوا اللَّه على ما جَرَى، لأنَّ الرَّجُل الذي صارت فيه آيَةُ الشِّفاءِ هذه، كان له أكثرُ مِنْ أربَعين سنةً.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الثامن من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- استشهاد اغابى وإيرينى وصوفيا
2- استشهاد 150 شهيد على يد ملك الفرس
1- في مثل هذا اليوم استشهدت العذارى القديسات أغابى وايريني وصوفية . وهؤلاء كن من أهل تسالونيقية ، وكن عابدات للمسيح عن آبائهن ثم اخترن عيشة البتولية واتفقن علي السلوك في الفضيلة وكن مداومات علي الاصوام المتواصلة والصلوات الكثيرة مترددات علي أديرة العذارى متنسكات مع الراهبات . فلما تملك مكسيميانوس الكافر (نحو أواخر القرن الثالث ) وأثار عبادة الأصنام وسفك دماء كثيرين من المسيحيين خافت القديسات وهربن إلى الجبل واختبأن في مغارة مداومات علي نسكهن وعبادتهن وكانت هناك امرأة عجوز مسيحية تفتقدهن بكل ما يحتجنه كل أسبوع وتبيع ما يعملنه بأيديهن وتتصدق عنهن بما يفضل . وحدث أن رأي أحد الأشرار كثرة خروج هذه العجوز إلى الجبل . فتبعها عن بعد إلى أن عرف المغارة التي تدخل إليها فاختبأ حتى لا تراه عند عودتها ، وكان يظن أنها تخبئ أشياء ثمينة فلما خرجت من المغارة وابتعدت عنها دخل إليها فوجد الجواهر النفيسة عرائس المسيح وهن قائمات يصلين فربطهن وجذبهن وأحضرهن إلى والي تسالونيقية . فسألهن عن أيمانهن فأقررن أنهن مسيحيات عابدات للمصلوب فحنق الوالي عليهن وعذبهن كثيرا ثم طرحهن في النار فأسلمن أرواحهن ونلن إكليل الشهادة .صلاتهن تكون معنا . آمين
2- وفي مثل هذا اليوم تذكار حادثة استشهاد مائة وخمسين من المؤمنين قتلوا في ساعة واحدة بيد ملك الفرس وذلك أن هذا الملك كان قد أغار علي بلاد المسيحيين المتاخمة لحدود بلاده وسبي منهم كثيرين . ولما لم يطيعوه ليعبدوا الشمس والكواكب أمر بقطع رؤوسهم . فنالوا أكاليل الشهادة . صلاتهم تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 32 )
مُبارَكٌ الرَّبُّ إلَهُ إسرائيلَ مُنذ الأزلِ وإلى الأبَدِ، ويقولُ كُلُّ الشَّعبِ لِيَكُنْ لِيَكُنْ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 7 : 11 ـ 17 )
وفي اليوم التالي ذهب إلى مدينةٍ تُدعى نايينَ، وكان تلاميذه وجمعٌ كثيرٌ يسيرون معه. فلمَّا قربَ من باب المَدينة، إذا ميت محمولٌ، وهو ابنٌ وحيدٌ لأُمِّهِ، وهذه كانت أرملةٌ وكان مَعَها جمعٌ كثيرٌ من المدينة. فلمَّا رآها يسوع تحنن عليها وقال لها: " لا تَبكي ". ودنا ولمس النَّعش، فوقَفَ الحامِلون. فقال: " أيُّها الشَّابُّ، لك أنت أقول قُم ". فجلسَ الميتُ وبدأ يتكَلَّم، فسلَّمهُ إلى أُمِّه. فاعترى الجميع خوفٌ، ومجَّدوا اللَّه قائلين: " لقد قام فينا نبيٌّ عظيمٌ، وافتَقدَ اللَّه شعبَهُ ". وذاع عنهُ هذا الخبر في كل اليَهوديَّة وجميع نواحيها.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #318
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-16-2015, 11:26 PM
Parent: #317

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 13-8-2006

أنصاف الحقائق -1

ليس في أنصاف الحقائق أي إنصاف للحقائق. فهي على الرغم من ظاهر صدقها! لا تعطى مفهومًا كاملًا للحقيقة كما هي... ولذلك حسنًا أنه في الشهادة أمام المحكمة، ينصّ القَسَم الذي يقول الشاهد على أنه يقول الحق كل الحق ولا شيء غير الحق. وعبارة (كل الحق) لها معناها بلا شك...

وكمثال أنصاف الحقائق إنني في بدء رهبنتي -وأنا أتأمل في حياة الاتضاع- كتبت هذه الأبيات:

يا تراب الأرض يا جَدّى وجَدّ الناس طُرا

أنت أصلى أنت يا أقدم من آدم عُمرا

ومصيري أنت في القبر إذا وُسّدتُ قبرا

فلما تقدمت في حياة الروح، غيرّت رأيي وقلت:

ما أنا طين ولكن أنا في الطين سكنتُ

لست طينًا أنا روح من فم الله خرجتُ

وسأمضى راجعًا لله أحيا حيث كنتُ

وفى مجموعتي الأبيات هاتين تظهر أنصاف الحقائق. فالإنسان ليس مجرد إنسان مخلوق من تراب الأرض وحده، ولا هو مجرد روح من عند الله، إنما هو مكوّن من الجسد والروح كليهما معًا...

موضوع (أنصاف الحقائق) كما ينطبق على الكلام، كذلك ينطبق على الحياة العملية أيضًا. وسنقدم. لذلك الكثير من الأمثلة:

ففي محيط الأسرة، يحدث الطلاق أحيانًا. وكل من الزوج والزوجة يلقى السبب في ذلك على الطرف الآخر. فالزوجة تقول إن سوء معاملته لي هي السبب. بينما يقول هو إن تصرفاتها الخاطئة كانت تثيرني باستمرار. على أن هذه الاتهامات المتبادلة بين الطرفين تمثل نصف الحقيقة. أما النصف الثاني الأساسي، فهو أن المحبة المتبادلة. التي كانت بينهما والتي كانت هي الدافع إلى الزواج قد فترت ثم ظلت تقل بالتدريج إلى أن زالت وحال محلها شعور بالضيق والرغبة في الانفصال...

هناك في الحياة العملية أيضًا نصفان من الحقيقة يجب أن نذكرهما معًا، وهما الحق والواجب، أي الذي لك، والذي عليك. فأنت مثلًا لك حق في الموضوع الفلاني، ولكن من الناحية الأخرى عليك واجب أو واجبات... وبنفس المنطق نتحدث عن الفعل وما يقابله من رد الفعل..

فأنت تقول من حقنا أن نضرب عدو وطننا. ونجيب بأن هذا أمر لا يجادل فيه أحد. ولكن أن النصف الثاني من الحقيقة هو أن العدو لن يظل صامتًا أمام ضربتنا، بل سيقابلها من جانبه بضربات ربما تكون أشد. فما نتائج ذلك؟ وهل ستكون في صالحنا أم ضدنا؟! إن كل شيء ينبغي أن يُحسب له حساب. والحماس للحرب ينبغي أن يوضع إلى جواره خطورة الحرب وتكاليفها ونتائجها من تخريب وتدمير وقتل...

شخص يقول: لقد ضاقت بي الحياة هنا. والأصلح لي أن أهاجر لأخذ في الخارج حياة أفضل. ويقف أمام هذا الشخص النصف الآخر من الحقيقة وهو: كيف يسافر؟ وهل إجراءات الهجرة سهلة؟ ثم إذا سافرت إلى الخارج، هل ستجد وظيفة تليق بها، وهل شهادتك العلمية معتمدة هناك؟ وهل ستجد سكنًا؟ وهل الوسط هناك يناسبك ويناسب أولادك وتربيتهم؟ وهل إذا ضاقت بك الحياة هناك أيضًا وفكرت أن ترجع إلى وطنك، هل ستجد عملك ومسكنك؟

فلا يصح إذن أن يركز أحد على نصف واحد من الحقيقة، ويتجاهل النصف الآخر وما يشمل من نتائج...

نلاحظ في المشتغلين بالصحافة أنه كثيرًا ما يركز الصحفي على حرية الكتابة والنشر، على النصف الثاني من الحقيقة أن حرية التعبير ينبغي إلى جوارها نزاهة التعبير وصدقه. أما إذا تطورت حرية التعبير إلى حرية في التشهير، فهذا أمر لا يقبله أحد.

وعلى العموم إن الحرية بوجه عام هي محبوبة ولازمة. ولكن هذا هو نصف الحقيقة. أما النصف الآخر فهو لزوم انضباط الحرية. فالحرية غير المنضبطة لها خطورتها و
+++

Post: #319
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-17-2015, 12:34 PM
Parent: #318

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 20-8-2006

جسد، وروح، وعقل

الإنسان مكوّن من عناصر كثيرة أهمها الجسد والروح والعقل. وهو محتاج إلى أن يحفظ التوازن بينهما، فلا يسود عنصر منها على الآخر ويلغى كيانه... فإن ساد الجسد تمامًا، لتحول إلى شخص مادي شهواني. وإن سادت الروح تمامًا، يتحول إلى الإنسان إلى عابد أو ناسك. أما إن ساد العقل -وكان سليمًا- فإنه يتحول إلى فيلسوف... ولكن إن حفظ التوازن بين عناصره، فإنه يكون إنسانًا طبيعيًا...

لكل من هذه العناصر الثلاثة مجاله وأسلحته وغذاؤه. وعلينا أن نهتم بها جميعًا بعناية وحكمة... الجسد له عمله الظاهر في النشاط والحركة، وعمله الباطن من جهة كل أجهزته الداخلية التي تعمل باستمرار في نظام دقيق وفي تعاون مع بعضها البعض. والعقل له عمله الظاهر في التفكير وفي الفهم والاستنتاج والذاكرة وفي الخيال أحيانًا. وعمله الخفي في العقل الباطن وما يخزنه من أفكار ومشاعر وشهوات، تظهر أحيانًا في الأحلام. أما الروح فهي عنصر الحياة للإنسان، تمنح الحياة للجسد والعقل معًا...

سلاح الجسد هو الحواس المنضبطة. وسلاح العقل هو المعرفة السليمة. وسلاح الروح هو الضمير الصالح

ولكل من هذه العناصر الثلاثة حروبه. فحروب الجسد تكمن في شهواته. وحروب الروح هي الخطية. وحروب العقل هي الجهالة، وأسوأ منها سوء الفهم.

الإنسان في صورته المثالية -عقلًا وجسدًا وروحًا- هو الوضع الذي يشتهيه الكل، وهو ما يسمونه سوبرمان Super Man. ولعله هو الذي يقصده ديوجين الفيلسوف الذي شوهد وهو يجول بمصباحه في النهار باحثًا عن شيء. فلما سألوه "عن أي شيء تبحث؟" أجاب "أبحث عن إنسان"...!!

وقد تحدث برنارد شو Bernard Shaw الكاتب المشهور عن السوبرمان، فجاءته مغنية أيرلندية جميلة جدًا. وقالت له: ما رأيك في أن نتزوج وتنجب ابنًا يكون هو السوبرمان في عقليته وجماله؟ فرفض ذلك الأديب الساخر هذا الاقتراح. وأجابها: ما يدريني ذلك الابن كيف يكون؟ ربما يأخذ جماله منى، وعقله منك. فيصبح لا شيء..!!

إن كان الإنسان المثالي غير موجود فرضًا، أليس من الممكن للإنسان العادي أن ينمو؟ نعم، إن جسد الإنسان ينمو، ولكن إلى سن معينة وفي حدود معينة، ثم يقف نموه. غير أنه يمكن تنمية حواس الجسد.

ولكن العقل لا ينمو. له مستوى معين، كما خلقه الله في نوعية خاصة. إنما يمكن تنمية قدراته، في الحدود التي يحتملها مستوى العقل...

كذلك الروح نفسها لا تنمو. ولكن يمكن تنمية محبتها للخير والفضيلة، وتنمية مقدار مقاومتها للخطية.

كلً من الجسد والعقل والروح له غذاء، علينا أن نقدمه له: غذاء الجسد هو الطعام، وغذاء العقل هو المعرفة، وغذاء الروح في محبة الله والتأمل والتسبيح. وغذاؤها أيضا حب الخير.

أما الجسد فنحن مواظبون على إعطائه الغذاء الكافي. فهل نعطى العقل أيضًا غذاءه؟ وهل نعطى الروح غذاءها؟

الجسد نعطيه الغذاء كل يوم، وفي وجبات. ونعطيه في الغذاء كل أنواع العناصر التي تلزمه. فهل نفعل هكذا مع كلٍ من العقل والروح؟! أم نهملهما؟! وإن منحناهما غذاءً، لا يكون ذلك بمواظبة ولا بحرص..!

الجسد إن لم يأخذ غذاءه، يضعف وربما يمرض. كذلك العقل والروح: إن لم يأخذا غذاءهما، تضعف قدراتهما، أو على الأقل لا تنمو...

هناك من يقوى جسده فقط، دون الاهتمام بتقوية قدرات عقله وروحه، فتجده مجرد مظهر من الخارج. وكما قال الشاعر العربي:

ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل!

إذا حدث تعاون بين عمل كلٍ من الجسد والعقل والروح، يبلغ الإنسان أرقى ما يمكنه أن يصل إليه. ولكن يحدث أحيانًا أن يسيطر أحدهما على غيره، وحينئذ لا يكون هناك. اتزان في تصرفات الإنسان:

مثال ذلك قد تسيطر أعصاب الجسد، وتوقف عمل العقل، فيتصرف الإنسان تصرفات غير لائقة، وكأنه بلا عقل!! العقل موجود، ولكن الأعصاب هي التي تولت قيادة التصرفات، وبطياشة!!

وفى أوقات كثيرة يكون العقل مجرد خادم مطيع لرغبات الجسد: فإن أراد الجسد تنفيذ شهوة معينة له، نجد العقل يدبر له كل شيء وينفذه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبالأكثر يلتمس أدلة وبراهين لتبرير شهوة الجسد هذه!! وهنا يتحول الإنسان إلى شخص شهواني، وكأنه أيضًا بلا عقل!!

إذن ليس العقل في كل وقت، يكون هو الحكم الذي يسيطر على شهوات الجسد أو على أعصابه، وإلا لكان يعمل على منع الخطأ قبل وقوعه... وبخاصة لو كان يخضع لقيادة الروح...

الروح أيضًا لها رغبات واشتياقات تريد من العقل أن ينفذها. والمهم أن يقتنع العقل بذلك... ويرغب هو أيضًا في أن يشترك مع الروح. وهكذا نرى أن التأمل هو مزيج من عمل العقل والروح معًا. فهي تأملات روحية، ولكن العقل عنصر فيها. وكذلك كل ما يلفظه اللسان من عبارات الصلاة، والتي تخرج أصلًا من القلب...

إذن حينما يسجد الإنسان ثم يقف مصليًا، ومخاطبًا الله سبحانه: أليس في صلاته يكون الجسد والعقل والروح مشتركة كلها معًا في عمل العبادة. وهذا هو عمق مفهومها. يشترك فيها الإنسان كله...

وفى كثير من الأحيان يقف العقل وحده، واثقًا من كيانه الخاص، ومستقلًا عن سيطرة الجسد وضغوطه، لكي يقدم بذاته إنتاجًا فكريًا دسمًا، يثرى به العالم كله أو على الأقل مواطنيه.

من أمثلة ذلك ما قدمه اينشتين Albert Einstein في مجال العلم، وأمثاله من العلماء، وما قدمه دانتي Dante Alighieri وبرناردشو في مجال الروايات. وأيضًا شكسبير Shakespeare في الشعر، وبتهوفن Beethoven في الموسيقى، وطه حسين وتوفيق الحكيم في الأدب... كل أولئك الذين سجل التاريخ أسماءهم بحروف من نور...
+++

Post: #320
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-17-2015, 05:59 PM
Parent: #319

أحيائى اليوم الجمعة ..
وكل جمعة وانتم طيبون ..

الآن ...

الآن ...

مع أبينا الورع المبارك ..
مكارى يونان ..
من قناة الكرمة " مباشر " ..
ومن خلال هذا الرابط ..

alkarmatv.com/watch-alkarma-na

شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #321
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-18-2015, 04:42 PM
Parent: #320

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 27-8-2006

الضمير والعوامل المؤثرة عليه

ليس الضمير صوت الله في الإنسان، لأن الضمير يمكن أن يخطئ وأن ينحرف. وصوت الله لا يمكن أن يخطئ...

الضمير في الإنسان كالعقل والروح، فالعقل يمكن أن يخطئ. وكذلك الروح يمكن أن تخطئ، وأيضًا الضمير. الضمير كأي جهاز من أجهزة الإنسان يمكن أن يضعف وأن يقوى. يمكن أن يستنير بالوعظ والتعليم وبالحياة الروحية. كما أنه يمكن أن يضعف وأن ينام، وتطغى عليه المصلحة، وتطغى عليه الإرادة.

ما أسهل أن يختل الضمير، وتتغير أحكامه وتنقلب موازينه. كالطالب الذي يدفعه ضميره لتغشيش زميل له في الامتحان. أو كالطبيب الذي شفقة منه على فتاة يجهضها، أو يعمل عملية ليستر فتاة فقدت بكوريتها. أو يكتب شهادة مرضية لشخص غير مريض ليساعده. أو كالأم التي تستر على أولادها لكي تنقذهم من عقوبة أبيهم، فتغطى أخطاءهم بأكاذيب!

والعجيب في كل هؤلاء أن ضمائرهم لا تتعبهم ولا تبكتهم. بل على العكس يشعرون أنهم عملوا شيئًا حسنًا يفرح قلوبهم..!!

إن عدم تبكيت الضمير على الخطأ يدل على خلل فيه. أما كونه يفرح بالخطأ، فهذا يدل على انقلاب في موازينه...

إن الضمير موجود قبل الشريعة المكتوبة. وبه ترفّع يوسف الصديق عن خطية الزنى، ولم تكن هناك خطية مكتوبة وقتذاك تقول لا تزن... وبالضمير وُجد في العالم الوثني فلاسفة يدعون إلى الخير والفضيلة، ولم تكن تقودهم شريعة إلهية...

ولكن لاختلاف معرفة الناس، ولاختلاف عقلياتهم ونفسياتهم، قد اختلفت الضمائر...

فيوجد ضمير صالح مثل ميزان الصيدلي، حيث الزيادة تضر، والنقص يضر. وضمير آخر حرفي، يهتم بالحرف لا بالروح. وهناك ضمير منحرف، وضمير لا يبالى. وقد يوجد إنسان له ضميران: واحد يحكم به على غيره بكل عنف. وواحد يحكم به على نفسه بكل رقة ومجاملة!

وهناك ضمير واسع يمكنه أن يجد تبريرًا لأخطاء كثيرة، وضمير آخر ضيق، يظن الشر حيث لا يوجد شر، ويضخّم من قيمة الأخطاء. وهو ضمير موسوس يقع في (عقدة الذنب)، ويرى الشخص نفسه مسئولًا عن أمور لا علاقة له بها، وتملكه الكآبة أحيانًا واليأس. ويظن أنه لا فائدة من كل جهاده، وأنه هالك لا محالة!!

والضمير تؤثر عليه العقائد والتقاليد.

فعابد الوثن كان يتعبه ضميره إذا لم يبخّر أمام الوثن ويسجد. وفي بعض البلاد كان الأب الذي لا يقتل ابنته إن فقدت بكوريتها، يثور عليه ضميره لأنه لم يغسل شرف الأسرة من العار! وبنفس الوضع كان الابن الذي لم ينتقم لقتل أبيه بقتل قاتليه، يتعبه ضميره!

وقد يحب شخص إنسانًا فيدافع عنه في كل تصرفاته مهما كانت خاطئة! دون أن يتعبه ضميره، بل يتعبه ضميره إن لم يدافع. ويسمّى هذا الدفاع الخاطئ لونًا من الوفاء والواجب!

والضمير تؤثر عليه الرغبات والعواطف، حبًا كانت أم كرهًا.

تؤثر عليه في أحكامه وفي سلوكه. ويندر أن يوجد من يحكم في شيء حكمًا مجردًا من الرغبات ومن العواطف.

يقع إنسان في مشكلة، يرى أنها لا تُحل إلا بالكذب! فتراه يسّمى الكذب ذكاءًا أو دهاءً أو حيلة. وإن حاول ضميره أن يلومه، فإنه يخفف حكمه عليه، ويلتمس لنفسه ألف عذر. وقد يسّمى بعض الكذب كذبًا ابيض. ويعيش بمبدأ (الغاية تبرر الواسطة the end justifies the means)!

الضمير قد يمرض من جهة أحكامه ومن جهة عواطفه!

فلا يبكت في حالات تستحق التبكيت، أو يوبخ بأسلوب هادئ جدًا في أمور خطيرة. وقد قال البعض "إن الضمير قاضٍ عادل ولكنه ضعيف، وضعفه واقف في سبيل أحكامه". ولكن الصعوبة الكبرى أن يكون الضمير ضعيفًا، وفي نفس الوقت أيضًا يكون غير عادل!

لأنه لا يصح للإنسان أن يعتمد على ضميره وحده. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل عليه أن يلجأ في التحكيم إلى ضمائر أخرى تكون سليمة ومحايدة، وبعيدة عن تأثير الأغراض والبيئة والتقاليد. وهنا تظهر أهمية الإرشاد الروحي من مرشد موضع ثقة، يمكنه أن يقوّم مسيرة ضمير غيره. لأن هناك طرقًا تبدو للإنسان مستقيمة، بينما تقود إلى طريق خاطئ.

الضمير أيضًا يتأثر بالمعرفة:

فالمعرفة السليمة تجعل الضمير يستنير بالفهم. لأنه ما أكثر الذين يخطئون عن جهل. فإن استناروا بالمعرفة، يمتنعون عن الخطأ.

لهذا أرسل الله الأنبياء والرسل، وأوجد المعلمين والمرشدين، لكي ينيروا للناس الطريق السليم، لأن ضمائرهم لم تعد كافيةً لإرشادهم، أو لأن ضمائرهم قادتهم إلى طرق خاطئة... كذلك لأن الشيطان قد يتدخل ليرشد الإنسان إلى طريق منحرف...

المعارف الخاطئة يمكن أن تقود الضمير أيضًا. ألم تكن الفلسفة الأبيقورية التي هدفها اللذة تقود ضمائر تابعيها؟! وكذلك فعلت الفلسفات الإلحادية: ألم تؤثر على ضمائر معتنقيها، وتحرفهم عن طريق الأمانة كله وتؤثر على سلوكهم؟

هناك معلمون يدعون تلاميذهم إلى الجدية الكاملة وعدم الضحك إطلاقًا، على اعتبار أن هذه من علامات الرزانة، وهى من صفات الرجل الكامل. ومعلمون آخرون يدعو تلاميذه إلى حياة البشاشة والمرح، لأنهم بهذا يكسبون محبة الناس والتفافهم حوله. وهكذا بنوع المعرفة يتأثر الضمير. وهناك معلمون يقولون إن تحديد النسل ضد إرادة الله. وهكذا تتعب ضمائر الذين ينظمون النسل. بينما معلمون آخر يقولون إن هذا محلل ونافع، ليمكن تربية الأولاد تربية سليمة. فيستريح بذلك ضمير من يكتفون بعدد قليل من الأبناء تكون في قدرتهم تربيتهم وتعليمهم.

لذلك على الإنسان أن يحترس من نوع المعرفة التي يتلقاها سواء كانت من المعلمين أو عن طريق الكتب والقراءة.

بقى أن أقول إن موضوع الضمير والأمور التي تؤثر عليه هو موضوع طويل، أرجو أن أتمكن من إكماله في العدد المقبل إن أحيانا الرب وعشنا. فإلى اللقاء...
+++

Post: #322
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-19-2015, 01:57 AM
Parent: #321

أحبائى هذا هو اختبار الأخ الحبيب محمد حجازى ..



انه اختبار جميل ..
الرب يبارك حياتكم ..
اخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #323
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-19-2015, 09:52 PM
Parent: #322

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأحد من الأسبوع الأول من الخمسين المقدسة)
19 أبريل 2015
11 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 3 ، 4 )
سبِّحوا له تَسبيحاً جديداً، ورتِّلوا له حسناً بتهليل. لأنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ مُسْـتَقيمَةٌ، وكُلُّ أعمالهِ بِالأمانَةِ. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 5 : 1 ـ 11 )
وكانَ لمَّا اجتمعَ إليهِ الجموع ليسمعوا كلام اللَّه، كان هو واقفاً عند بُحيرةِ جَنِّيسارتَ. فرأى سفينتيْنِ راسيتيْن عند البُحيْرةِ، والصَّيَّادونَ قد صَعدوا عليهما وكانوا يغسلون شباكهم. فصعد إلى إحدى السَّفينتيْنِ التي كانت لسمعانَ، وأمره أن يُبعِدَها قليلاً من الشاطئ. وجلس يُعلِّمُ الجموعَ في السَفينةِ. فلمَّا فرغَ مِنَ كلامه قال لسمعانَ: " تقدَّم إلى العمقِ واطرحوا شِباكَكُم للصَّيدِ ". فأجاب سمعانُ وقال له: " يا مُعلِّمُ، قد تَعِبْنَا اللَّيلَ كُلَّهُ ولمْ نصطَد شيئاً. وبكلمتكَ نطرحُ الشِّباكَ ". ولمَّا فعلوا ذلكَ جمعوا سمكاً كثيراً جدّاً، وكادت شِباكهم تَتَخرَّقُ. فأومأوا إلى زملائهم الذينَ في السَّفينةِ الأُخرى أنْ يأتوا فيُساعِدوهُم. فأتوا وملأوا السَّفينتيْنِ حتى أوشكتا أن تَغرقا. فلمَّا رأى سمعانُ بطرس ذلك خرَّ عندَ قَدمي يسوعَ قائلاً: " امضِ عنِّي ياربُّ فإنِّي رَجُلٌ خاطئٌ ". لأن الخوف اعتراه وكُلّ مَنْ معهُ مِنْ أجْلِ صَيدِ السَّمَكِ الذي اصطادوهُ. وكذلكَ أيضاً يعقوبُ ويوحنَّا ابنا زبدي اللَّذان كانا شَريكَيْ سمعانَ. فقال يسوعُ لسمعانَ: " لا تخفْ! فإنَّكَ مِنَ الآن تكونَ صياداً يصيد النَّاسَ! " فجَذَبوا السُّفن إلى الشاطئ وتركوا كلَّ شيءٍ وتَبِعُوهُ.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 96 : 1، 2 )
سَبِّحُوا الرَّبَّ تَسْبِيحاً جَديداً، سَبِّحِي الرَّبَّ يا كُلَّ الأرضِ. سَبِّحُوا الرَّبَّ وبارِكوا اسْمَهُ، بَشِّروا مِنْ يومٍ إلى يومٍ بخَلاَصِهِ. هللويا
إنجيل باكر
إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 21 : 1 ـ 14 )
ثُمَّ بعد هذا أيضاً أَظهَرَ يسوع نَفسهُ لتلاميذه على بَحرِ طَبَرِيَّةَ. وهكذا أظْهَرَ نَفْسَهُ: كان سِمعَانُ بُطْرُسُ، وتوما الذي يُدعى التَّوأمُ، ونَثَنَائِيلُ الذي مِنْ قانا الجَليلِ، وابْنا زَبْدِي، واثْنَانِ آخَرانِ مِنْ تَلامِيذِهِ مُجتمعين معاً. فقال لهُمْ سِمْعانُ بُطرُسُ: " أنا أذهبُ لأتَصَيَّدَ سمكاً ". قالوا له: " نأتي نحنُ أيضاً مَعَكَ ". فخرجوا ورَكِبوا السَّفِينَةَ. وفي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لم يصيدوا شيئاً. فلمَّا كان الصُّبْحُ، وقَفَ يَسوعُ على الشَّاطِئ. ولم يَعلم التَّلاميذ أنَّهُ يسوع. فقال لهم يسوع: " أيُّها الفتيان أعندكم شيءٌ يؤكل؟ ". أجابوهُ: " لا! " قال لهُمْ: " ألقوا الشَّبكةَ عن يمين السَّفِينةِ فتَجِدوا ". فألقوا، ولَمْ يقدِروا أنْ يَجذِبوها إلى فوق مِنْ كثرةِ السَّمَكِ. فقال التِّلميذ الذي كان يسوع يُحِبُّهُ لِبُطرس: " إنَّهُ الرَّبّ ". فلمَّا سَمِعَ سِمعان بُطرس أنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بلباسِهِ، لأنَّهُ كانَ عارياً، وألقى نَفسهُ في البَحرِ. أمَّا التَّلاميذ الآخَرون فجاءوا في السَّفِينةِ، لأنَّهُمْ لَمْ يكونوا مُتباعدين مِنَ الشاطئ إلاَّ نَحوَ مِئَتَيْ ذِراعٍ، وهُمْ يَجذبون شَبَكةَ السَّمكِ. فلمَّا أتوا إلى الأرضِ تطلَّعوا فرأوا جمراً مَوضوعاً وسَمَكاً عليه وخُبزاً. قال لهُمْ يسوع: " قَدِّموا مِنَ السَّمَكِ الذي صدتموه الآن ". فَصَعِدَ سِمعانُ بُطرُسُ وجَذَبَ الشَّبَكَةِ إلى فوق الأرضِ، وهى مملوءة سَمَكاً كبيراً وكان فيها ثلاثة وخمسون ومائة. وبهذا العدد لم تتمزَّق الشَّبكةُ. قال لهُمْ يَسوعُ: " تعالوا كُلوا ". ولم يَكن أحدٌ مِنْ تلاميذه يَجْسُرْ أنْ يسأله: مَنْ أنتَ؟ عالمين أنَّهُ هو الرَّبُّ. فجاء يسوع وأخذ الخُبزَ وأعطاهم وكذلِكَ السَّمَك أيضاً.هذه هيَ المرَّة الثَّالِثة التي أظهر يسوع نفسه لِتلامِيذِهِ، لمَّا قامَ مِنَ الأمواتِ.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
( 4 : 20 ـ 32 )
أمَّا أنتم فلستم هكذا تعلمتمْ المسيح، إنْ كنتمْ قدْ سعتمُوه وعلّمْتُمْ بهِ كما هو حقٌّ في يسوع، فاطرحوا مِنْ جهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإنسان العَتيقَ الفاسد بِحَسَبِ شهوات الطغيان، وتجدَّدوا بِروح عقلِكُمْ، والبَسوا الإنسان الجَديدَ المَخلوقَ نَظير اللَّه في البِرِّ وقَداسَةِ الحَقِّ.فلِذلِك اطرَحوا عَنْكُمُ الكذِبَ، وتَكلَّموا بِالحقِّ كُلُّ واحِدٍ مع قرِيبِهِ، فإنَّنا بَعضَنا أعضاءُ البَعضِ. اِغضَبوا ولا تُخطِئوا. لا تَغْرُب الشَّمْسُ على غضبِكُمْ، ولا تُعطوا لإبليس موضِعاً. والسَّارق فلا يَسرِق في ما بَعدُ، بَلْ بِالأولى أنْ يَتعَبُ عَامِلاً بيديه الصَّالِحَ، لِيكونَ له ما يُعطِيه للمُحتاج. كُلّ كلامٍ قبيحٍ لا يَخرُج مِنْ فَمِكُمْ، بَلْ ما كانَ صَالِحاً للبُنْيانِ، حَسَبَ الحاجة، ليمنح للسَّامِعِينَ نِعمَةً. ولا تُحْزِنوا رُوحَ اللَّهِ القُدُّوسَ الذي خُتِمْتُمْ بهِ لِيومِ الفِداءِ. وكُلُّ مرارةٍ وكُلُّ غضبٍ وكُلُّ غيظٍ وكُلُّ صِراخٍ وكُلُّ افتراءٍ فليُنتَزع مِنكُمْ مع كُلِّ رذيلةٍ. وكونوا لُطفاءَ، مُتحنِّنين مُسامِحين بَعضُكُمْ لبعضٍ كما سامَحَكُمُ اللَّه أيضاً في المسيح.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 7 ـ 17 )
أيُّها الإخوة، لستُ أكتبُ إليكُم وصِيَّةً جديدةً، بل وصِيَّةً عتيقة كانتَ عِنْدكُمْ مُنذُ البدءِ. الوصِيَّةُ العتيقةُ هيَ الكَلِمةُ التي سَمِعْتُموها مِنَ البَدْءِ. وأكتب إليكُم أيضاً وصِيَّةً جَدِيدةً، ما هو حقٌّ فِيهِ وفِيكُمْ: أنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، والنُّورَ الحقيقيَّ الآنَ يُضِيءُ. فمَن يقول: إنِّي في النُّورِ، وهو يُبْغِضُ أخاهُ، فهو في الظُّلمةِ إلى الآن. مَن يُحبُّ أخاهُ فهو ثابت في النُّورِ ولَيسَ فِيهِ عثرةٌ. فأمَّا مَنْ يُبْغِضُ أخاهُ فهو في الظُّلْمَةِ، وفي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، ولا يَعرف أين يذهب، لأنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عينيهِ.أَكتبُ إليكُم أيُّها الأبناءُ، لأنَّهُ قد غُفِرت لكُمُ خطاياكُم من أجل اسمِهِ. أَكتبُ إليكُم أيُّها الآباءُ، لأنَّكُم قد عرفتُمُ الذي مِن البدءِ. أَكتُبُ إليكُم أيُّها الشبان، لأنَّكُم قد غلبتُم الشِّرِّيرَ. كَتَبْتُ إليكُم أيُّها الأولادُ، لأنَّكُم قد عرفتُم الآبَ. كَتَبْتُ إليكُم أيُّها الآباءُ، لأنَّكُم قد عرفتُم الذي مِن البدءِ. كَتَبْتُ إليكُم أيُّها الشُّبان، لأنَّكُم أقوياءُ، وكلمةُ اللـهِ ثابتةٌ فيكُم، وقد غلبتُمُ الشِّرِّيرَ. لا تُحبُّوا العالمَ ولا الأشياءَ التي في العالم. إن أحبَّ أحدٌ العالمَ فليستْ فيهِ محبَّةُ الآبِ. لأنَّ كلَّ مَا في العالم: شهوةَ الجسدِ، وشهوةَ العيونِ، وتعظُّم المعيشةِ، فهذه ليستْ مِن الآبِ بل مِن العالم. والعالمُ يمضي وشهوتُهُ، وأمَّا الذي يصنعُ إرادة اللـهِ فيثبتُ إلى الأبدِ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 17 : 16 ـ 34 )
وأمَّا بولس فإذ كان ينتظرهما في أثينا احتدَّتْ روحهُ في ذاته، إذْ رأى المدينةَ مَمْلؤةً أصناماً. فكان يُكلِّمُ في المجمع اليهودَ والمُتعبِّدينَ، وكُلَّ الذين يجتمعون في السُّوقِ كُلَّ يومٍ. فقابله قومٌ مِنَ الفلاسفة الأبيكورِيِّين والرِّواقِيِّينَ وكانوا يجادلونهُ، وبعضهم قال: " ماذا يُريد هذا المِهْذَارُ أنْ يَقولَ؟ " وآخرون قالوا: " نظن أنَّهُ يُبشِّر بآلهةٍ غريبةٍ ". لأنَّهُ كان يُبَشِّرُهُمْ بيسوعَ وقيامتهِ. فأخذوه وجاءوا به إلى أريوس باغوس، قائلين: " هل يُمكِنُنا أنْ نَعْرِفَ ما هو هذا التَّعلِيمُ الجَديدُ الذي تَتَكلَّمُ بِهِ. لأنَّك تأتي إلى مَسَامِعِنا بكلامٍ غريبٍ، فَنُرِيدُ أنْ نَعْلَمَ ما هو هذا ". لأنَّ أهل أثينا كُلّهم والغُرباء المُستوطنينَ، فلا يَتَفَرَّغونَ لشيءٍ آخَرَ، إلاَّ لأنْ يَتكلَّموا أو يَسمعوا شيئاً جديداً.فلمَّا وَقَفَ بُولُسُ في وسَطِ أريوس باغوس قال: " أيُّها الرِّجالُ الأثينِويُّونَ، أراكُم على سائر الأحوال مُتفاضلين في عبادةِ الأصنام، لأنَّنِي بينما كُنتُ مُجتازاً وأنْظُرُ إلى مَعْبُوداتِكُمْ، وجَدْتُ أيضاً مَذبحاً مَكتوباً عليه: " لإلهٍ مجهولٍ ". فهذا الذي تَعبُدُونَهُ وما تعرِفُونَهُ، أنا أُبشِّركُم به. الإلَهُ الذي خلَقَ العالمَ وكُلَّ ما فيهِ، هذا هو ربُّ السَّماء والأرضِ، لا يَسْكُنُ في هياكلَ مَصنوعةٍ بالأيَادي، ولا يُخدَمُ من أيادي النَّاسِ كأنَّهُ مُحتاجٌ إلى أحدٍ، إذْ هو يُعْطِي الجَميعَ حياةً ونفساً وكُلَّ شيءٍ. وخلق كُلَّ أُممِ البشر مِنْ دَمٍ واحدٍ ليسكنوا على وَجْهِ الأرضِ، ورتَّب بالأوقات السابق تحديدها وبحدودِ مَساكِنهِم، لكي يَطلبوا اللَّه لعلَّهُم يَتلَمَّسونَهُ فيَجِدونهُ، مع أنَّهُ ليس بعيداً مِن كُلِّ أحدٍ مِنَا. لأنَّنا بهِ نحيا ونتحرَّكُ ونُوجَدُ. كما يذكر أيضاً قومٌ من الشُّعراء مِنكُمْ: لأنَّنا نحنُ جنسهُ. فإذْ نَحنُ جنسُ اللَّهِ، فلا يَنبغي أنْ نَظُنَّ أنَّ اللَّه يُشبه الذَّهب أو الفضَّة أو حجراً منقوشاً بصناعة الناس واختراعهم. مُتغاضياً عن أزمنة الجهالة. والآن اللَّه يوصي النَّاسَ كلهم في كل موضع أن يتوبوا. لأنَّهُ قد أقام يوماً هو فيه مُزمِعٌ أنْ يَدينَ المسكونةِ كُلّها بِالعدلِ، على يدِ الإنسانِ الذي عَيَّنهُ، وأعطى الإيمانَ لكُلِّ أحدٍ إذ أقامهُ مِنَ الأمواتِ ".فلمَّا سَمِعوا بالقيامةِ مِنَ الأمواتِ فبعضهم كانوا يَسْتَهْزِئونَ، وبعضهم قالوا: " سَنَسْمَعُ مِنْكَ عن هذا أيضاً! ". وهكذا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ بينهم. وبعض أُناسٍ التصقوا به وآمَنُوا، مِنْهُمْ دِيُونِيسِيوسُ الأرِيوبَاغِيُّ، وامرأةٌ اسمُهَا دَامَرِسُ وآخرون معهما.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )

السنكسار
اليوم الحادي عشر من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- نياحة القديسة ثيؤدورة
2- تذكار انبا يوحنا اسقف غزة
1- في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة الطاهرة الأم ثاؤذورا . هذه القديسة كانت ابنة وحيدة لوالدين من أغنياء الإسكندرية المسيحيين . فأحبا أن يزوجاها فأحضر لها الكثير من الحلي والملابس الغالية . فلم تقبل هذه القديسة ذلك لأنها كانت تميل بقلبها إلى عبادة الله والجهاد من أجل اسمه . وباعت كل ما أحضره لها والداها وفرقت منه علي المساكين ثم بنت كنيسة خارج الإسكندرية من الجهة الغربية وبعد ذلك قصدت الأب القديس اثناسيوس الرسولي (في القرن الرابع المسيحي) فقص شعرها ورهبنها خارج الإسكندرية فتنسكت نسكا زائدا وجاهدت جهادا روحيا حتى استحقت أن تنظر الإعلانات الإلهية ,ان تميز الملائكة من الشياطين وتعرف الأفكار وكان البابا أثناسيوس يفتقدها كثيرا بتعاليمه حتى أنه لما نفي كان يكاتبها من منفاه بالعظات المفيدة فثبتت في جهادها إلى آخر أيامها وعاصرت خمسة بطاركة وهم الكسندروس واثناسيوس وبطرس وتيموثاؤس وثاؤفيلس . وقد وضعت أقوالا كثيرة نافعة بعضها بالنعمة التي كانت فيها والبعض الأخر مما تعلمته من أولئك الأباء وسئلت مرة " إذا تحدث إنسان مع آخر حديثا رديئا هل يقول له : اسكت أو ينتهره أو يميل عنه بسمعه ؟ " فأجابت قائلة : " كما أنك إذا وضعت أمامك أطعمة كثيرة جيدة وردية لا يمكنك أن تقول لواضعها ارفع هذا أو ذاك لأنه مضر بي . بل تتركها وتأكل ما يطيب لنفسك . هكذا لا يجب أن يقال شيء لمن يحادث غيره بحديث رديء بل يكفي الإنسان أن لا يدع سمعه يتلذذ بما سمع . " وسئلت أيضا : بماذا يغلب الإنسان عدوه الشيطان ؟ " فقالت " بالصوم والصلاة والأتضاع " ولما أكملت جهادها تنيحت بسلام بالغة من العمر مائة سنة . صلاتها تكون معنا . آمين
2- في هذا اليوم تذكار نياحة أنبا يوحنا أسقف غزة شفاعته تكون معنا . ولربنا المجد دائماً أبدياً . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 98 : 1 ، 4 )
سَبِّحُوا الرَّبَّ تَسْبِيحاً جَديداً، لأنَّ الرَّبَّ قَدْ صَنعَ أعْمالاً عَجيبَةً. هَلِّلوا للرَّبِّ يا كُلَّ الأرضِ. سَبِّحُوا، وهَلِّلوا، ورَتِّلوا. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 20 : 19 ـ 31 )
ولمَّا كانت عَشيَّةُ ذلكَ اليومِ، وهو الأحد مِن السبوت، والأبوابُ مُغلَّقةً حَيثُ كانَ التَّلاميذُ مُجتَمِعينَ لسَبَبِ الخَوفِ مِنَ اليهود، جاءَ يسوعُ ووقفَ في وسطهم، وقالَ لهُم: " السَّلام لكُمْ! ". ولمَّا قالَ هذا أراهُم يديهِ وجَنبهُ، فَفَرحَ التَّلاميذُ إذ رأوا الرَّبَّ. فقالَ لهُم أيضاً: " السَّلام لكُمْ. كما أرسَلَني أبي أُرسِلُكُمْ أنا أيضا ". ولمَّا قالَ هذا نَفخَ في وجوههم وقالَ لهُمُ: " اقْبَلُوا الرُّوح القُدُسَ. مَن غَفَرتُمْ لهُم خَطايَاهُم تُغفرُ لهُم، ومَن أمسكتُمُوها عليهُم تُمسَك ". أمَّا تُوما أحد الاثني عَشرَ، الذي يُقال له التَّوأمُ، فلَمْ يَكُنْ هناك مَعَهُمْ حينَ جاءهم يسوع. فكان التَّلاميذ يَقولون له: " إنَّنا قَدْ رأيْنا الرَّبَّ ". فقال لهُمْ: " إنْ لَمْ أرَ في يَدَيْهِ أثَرَ المَسامِيرِ، وأضَعْ إِصْبِعِي في أثَرِ المَسامِيرِ، وأضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ، فلا أُومِنْ ". وبعد ثَمانِيَةِ أيَّامٍ أيضاً كان تلاميذه مُجتمعين داخِلاً وكان تُوما مَعَهُمْ. فدخل يسوع والأبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، ووقَفَ في وسطهم وقال لهُمْ: " السَلامُ لَكُمْ ". ثُمَّ قال لِتُوما: " هاتِ إِصْبِعَكَ إلى هُنا واُنْظُر يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ وضَعْها في جَنْبِي، ولا تَكُنْ غَيْرَ مُؤمِنٍ بَلْ آمِنْ ". فأجابَ توما وقال له: " رَبِّي وإلَهِي ". قال لَهُ يَسوعُ: " لمَّا رأيْتَنِي آمَنْتَ! طُوبَى للذينَ لم يَرَوْا وآمَنُوا ". وآياتٍ أُخَرَ كَثيرةً صنعها يَسوعُ قُدَّام تَلاميذِهِ ولَمْ تُكْتَبْ في هذا الكتاب. أمَّا هذه فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤمِنوا أنَّ يَسوعَ هو المَسِيحُ ابنُ اللَّهِ، ولِكَي تَكُونَ لَكُمْ إذا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ أبديَّةٌ بِاسمِهِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #324
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-20-2015, 11:48 AM
Parent: #323

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الاثنين من الأسبوع الثاني من الخمسين المقدسة)
20 أبريل 2015
12 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 27 : 13 ، 14 )
وأنا أُؤمنُ أنِّي أُعاينُ خيرات الرَّبِّ في أرضِ الأحيَاءِ. اصطبر للرَّبِّ. تَقوَّ وليَتَشَدَّدْ قَلبُكَ وانتَظِر الرَّبَّ. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 14 : 23 ـ 33 )
ولمَّا صرف الجموع صَعِدَ إلى الجبل منفرداً ليُصلِّي، ولمَّا صار المساءُ كان وحدهُ هناكَ. وأمَّا السَّفينةُ فكانت قد بعُدت عن البَرِّ نحو خمس وعشرين غلوة وكانت تقاومها الأمواج. لأنَّ الرِّيحَ كانت مُضادَّةً لها. وفي الهزيع الرَّابع من اللَّيل مضى إليهُم ماشياً على البحر. ولمَّا رآهُ تلاميذهُ ماشياً على البحر اضطربوا قائلين: " إنَّهُ خيالٌ ". ومِن الخوفِ صرخوا! وللوقت كلَّمهم قائلاً: " تشجَّعوا! أنا هو. لا تَخَافُوا ". فأجاب بُطرسُ وقال له: " ياربُّ، إن كُنتَ أنتَ هوَ، فَمُرني أن آتي إليك على المياه ". فقال له:" تعـال ". فنـزل بُطـرسُ من السَّفيـنةِ ومشـى على المياه آتياً إلى يسوعَ.وإذ رأى الرِّيحَ خاف. ولمَّا ابتدأ يغرقُ، صرخ قائلاً: " يا ربُّ نجِّني ". فللحال مدَّ يسوعُ يَدهُ وأمسكهُ وقال له: " لماذا شككت يا قليل الإيمان؟ " ولمَّا ركب السَّفينةَ سكنت الرِّيحُ. فسجد الذين كانوا في السَّفينةِ لهُ قائلين: " حقاً أنك أنتَ ابن اللَّه! ".
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 112 : 4 ، 6 ، 7 )
نُورٌ أَشرَقَ في الظُّلمَةِ للمُستَقِيمِينَ. رَحوم الرَّبُّ اللَّهُ ورَؤوفٌ وهو صِدِّيقٌ. ذِكْرُ الصِّدِّيقِ يكون إلى الأبَدِ، ولا يَخْشَى مِنْ السماع الخبيث. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 8 : 23 ـ 27 )
ولمَّا رَكبَ السَّفِينَةَ تَبِعَهُ تلامِيذُهُ. وإذا اضْطِرابٌ عَظِيمٌ حَدَثَ في البَحْرِ حتى غَطَّت الأمواج السَّفِينَةَ، وكان هو نائِماً. فَتَقَدَّموا إليه وأيْقَظُوهُ قائلين: " يارب، نَجِّنا فإنَّنا سنَهْلكُ! " فقال لَهُمْ: " لماذا أنتُم مُرتاعون يا قَلِيلِي الإيمان؟ " وحينئذٍ قَامَ وانْتَهَرَ الرِّياحَ والبَحْرَ، فحدثَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. فَتَعَجَّبَ النَّاسُ قائِلِينَ: " أيُّ إنْسانٍ هذا! فإنَّ الرِّياحَ والبَحْرَ تُطِيعُهُ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 1 : 1 ـ 4 )
بولس، عبد يسوعَ المسيح، المدعُوُّ رسولاً، المُفرَزُ لإنجيلِ اللَّهِ، الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكُتُبِ المُقدَّسةِ، عن ابنه. الذي صار مِن نسلِ داود حسب الجسد، المٌحدَّد ابنَاً للَّهِ بقوَّةٍ، وبروح القداسةِ، بالقيامةِ من بين الأمواتِ: يسوعَ المسيح ربِّنا.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 1 : 1 ـ 7 )
الذي كانَ مِن البدءِ، الذي سَمِعْناهُ، الذي رأيناهُ بأعيننا، الذي عاينَّاه، ولمستهُ أيدينا، مِنْ جهةِ كلمةِ الحياةِ. فإنَّ الحياةَ أُظهِرتْ، وقد رأينا ونشهدُ ونُبشِّركُمْ بالحياةِ الأبديَّةِ التي كانت عند الآب فاستُعلِنَت لنا. الذي رأيناهُ وسمعناهُ نُخبِرَكُم به، لتكون لكُم شركة معنا. فأمَّا شركتُنا نحنُ فهيَ مع الآب ومع ابنهِ يسوع المسيح. وإنَّما كتبنا لكُم بهذا ليكونَ فرحكُمْ كاملاً. وهذه هيَ البُشرى التي سمعناها منه ونُبشِّركُمْ بها: إنَّ اللَّهَ نورٌ وليس فيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إنْ قُلنا إنَّ لنا شرِكةً مَعهُ وسلكنا في الظُّلمةِ، نكذبُ ولسنا نعملُ الحقَّ. ولكن إن سلكنا في النُّور كما أنه هو ساكنٌ في النور، فَلَنا شرِكةٌ بَعضِنا مع بعضٍ، ودَمُ يسوعَ المسيح ابنِهِ يُطهِّرُنا مِنْ كُلِّ خطيَّةٍ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 1 ـ 4 )
فبينما هُما يُخاطِبان الشَّعب بهذا الكلام، أقبل عليهِما الكهنة وقائد جند الهيكل والصَّدُّوقِيُّونَ، وهم حانقون عليهما لتعليمهما الشَّعب، وندائهما في يسوع بالقيامة مِنَ الأمواتِ. فألقوا عليهما الأيدي وحبسوهما إلى الغدِ، لأنَّ المساء قد دنا. وكثيرونَ مِنَ الذين سَمِعوا الكلمة آمَنوا، وصار عددُ الرِّجالِ نحو خَمْسَةِ آلافٍ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )

السنكسار
اليوم الثاني عشر من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة
2- نياحة الكسندروس أسقف اورشليم
3- تذكار انبا انطونيوس اسقف طموه
1- في هذا اليوم نعيد بتذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة ، الشفيع في جنس البشر. شفاعته تكون معنا . آمين.
2- في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الكسندروس أسقف أورشليم . هذا القديس كان أسقفا علي القبادوقية وجاء إلى أورشليم ليتبارك من الأمكنة المقدسة ثم يعود وكان القديس نركيسوس أسقف أورشليم (في القرن الثاني المسيحي) في ذاك الحين قد كبر وشاخ حتى جاوز مائة وعشر سنين . وكان قد عرض علي شعبه مرارا أن يتخلى عن الأسقفية فلم يقبلوا ذلك منه فلما قضي القديس الكسندروس واجب الزيارة وعزم علي العودة إلى القبادوقية مقر كرسيه . سمع أهل أورشليم صوتا سماويا يقول : " أخرجوا إلى الباب الخارجي وامسكوه أول الداخلين ، وأقيموه أسقفا عليكم " فخرجوا ووجدوا هذا الأب فامسكوه فامتنع محتجا بأنه لا يقدر أن يترك رعيته التي أقامه السيد المسيح لرعايتها فأعلموه بالصوت الذي سمعوه وأن هذا أمر الله . فقبل وكتب إلى أهل أبرشيته بما حصل واعتذر مصرحا لهم بإقامة أسقف عوضا عنه . وأقام بأورشليم يساعد أسقفها الأنبا نركيسوس نحو خمس سنوات وبعد نياحة نركيسوس استمر يرعى شعب أورشليم أحسن رعاية إلى أن قبض عليه مكسيميانوس الكافر وعذبه بأنواع العذاب ثم حبسه ، ولما ملك غرديانوس أطلق سراحه ولما مات وملك فيلبس أطلق بقية المعترفين ، ولكن عهد السلام لم يطل إلا قليلا لأن داكيوس قتل فيلبس وقبض علي زمام الملك ثم أثار الاضطهاد علي المسيحيين وأمسك هذا القديس مع كثيرين وعذبهم لاسيما هذا الأب فقد ضربه ضربا موجعا بدبابيس حادة إلى أن كسر أضلاعه . ثم أمر أن يجذب من رجليه ويطرح في السجن فظل به إلى أن أسلم نفسه الطاهرة بيد الرب ونال الملكوت المعد للقديسين . صلاته تكون معنا . آمين
3- وفي مثل هذا اليوم أيضاً تذكار القديس أنطونيوس أسقف طمويه . صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 70 : 5 )
وأمَّا أنا فَمِسكينٌ وفَقِيرٌ، اللَّهُمَّ أعنِّي. أنت مُعِيني ومُخَلِّصي ياربُّ، فلا تُبطئْ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 3 : 31 ـ 36 )
الذي يَأتي مِنْ فوقُ هو فَوْقَ الجَمِيع، والذِي مِنَ الأرضِ فهو أرضِيٌّ، ومِنَ الأرضِ يَتَكلَّمُ، الذي يأتي مِنَ السَّماءِ هو فَوْقَ الجَمِيعِ، والذي رَآهُ وسَمِعَهُ هذا يَشْهَدُ به، وشَهادَتُهُ لا يَقبَلُها أحدٌ. والذي يَقبلُ شَهادَتَهُ فهذا قَدْ ختَمَ أنَّ اللَّهَ حقٌّ. لأنَّ الَّذي أرسلَهُ اللَّهُ إنَّما يَتكلَّمُ بِكلامِ اللَّهِ، لأنَّ اللَّهُ لا يُعطِي الرُّوحَ بِكَيْلٍ. لأنَّ الآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وقَدْ دَفعَ كُلَّ شيءٍ في يَديهِ. مَنْ يُؤمِنُ بالاِبنِ فَلَهُ حَياةٌ أبَديَّةٌ، ومَن لا يُؤمِنُ بالاِبْنِ فلَنْ يَرَى الحياة بَلْ يَحلُّ عليهِ غَضَبُ اللَّهِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #325
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-20-2015, 05:08 PM
Parent: #324

أحبائى الكرام ..

هذا هو اختبار الأخت الحبيبة صباح ..
من خلال برنامج أنا مش كافر .. ومقدمة الأخ الحبيب أندرو حبيب

شاهدوا واستمعوا الى هذا الإختبار .. الرب يبارك حياتكم ..


أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #326
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-21-2015, 02:41 AM
Parent: #325

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 3-9-2006

الضمير والإرادة

تحدثنا في المقال السابق عن الضمائر وأنواعها، وعن تأثر الضمير بالعقائد وبالتقاليد، وعن تأثره بالرغبات والشهوات، وبنوع المعرفة التي تقدم إليه. واليوم نتابع موضوعنا فنقول:

إن الضمير يتأثر بالجماعة والبيئة المحيطة به:

مثل شاب يندفع في مظاهرة يهتف ويخرّب. فإذا قُبض عليه وألقى في السجن، فإنه وهو وحده في هدوء السجن، قد يفكر بطريقة أخرى غير ما كان منه في انسياقه وراء الجماعة...

أو مثل شاب يعبث ويلهو وسط جماعة من أصدقائه، دون أن يصحو ضميره أو يوبخه. فإن خلا إلى نفسه قد يوبخه ضميره...

إن الإنسان في وسط الجماعة يقوده الانفعال والانسياق وراء الرأي العام، ولا يقوده العقل ولا الضمير. بل يكون الضمير معطلًا ولو إلى حين. كذلك الإنسان في وسط الجماعة، قد تقود ضميره الشائعات والإثارات، وقد يصدق في سرعة ما يقولون، ويتصرف متأثرًا بما سمعه...

الضمير قد يتشجع إذا أثرت عليه جماعة صالحة وقادته إلى الخير. ولكنه قد يتراخى وينام وهو في وسط جماعة خاطئة، أو تتغير مبادؤه ويحكم على الأمور حكمًا مختلفًا. وهذا ما نلاحظه في بعض الذين يتركون بلادهم مدة طويلة، ويتغربون في بلاد أخرى تختلف في ثقافتها وفي تقاليدها وفي عادات شعوبها...

على أن هناك ضمائر قوية، قد لا يطغى عليها تيار المجتمع، وإنما هي التي تؤثر فيه. مثال ذلك الأنبياء والمصلحون وغيرهم... إنهم لم يتأثروا بفساد الجيل الذي عاشوا فيه، بل تولوا قيادته، وغيروه إلى أفضل... هؤلاء الأقوياء يتصفون بالصلابة والصمود وعدم الانقياد. إنهم يذكرونني بالجنادل الستة التي اعترضت مجرى النيل، ولم تؤثر فيها كل تياراته ومياهه وأمواجه على مدى آلاف السنين...

الضمير أيضًا يتأثر أيضًا بالقادة والمرشدين والمعلمين.

ومن بعض الأشخاص المشهورين. وكثيرًا ما نجد إنسانا هو صورة طبق الأصل من أبيه أو مرشده، في أسلوبه، وفي أفكاره وطباعه، بل حتى في حركاته. يعتنق كل مبادئه، ويتأثر بها ضميره، ويخضع لها وتعيد جزءًا من طبعه. نقول هذا بوجه خاص بالنسبة إلى المبتدئين، والذين في فترة تكوين مثالياتهم...

والضمير في طريقه، قد يصطدم بأمور عديدة أولها الإرادة.

فإذا مالت الإرادة نحو الخطية وأرادت تنفيذها، وحاول الضمير منعها، فإنها تعمل على إسكات الضمير أو الهروب من صوته. ويقوم صراع ما بين الضمير والإرادة: أما أن ينتصر فيه الضمير، وأما أن تنتصر الإرادة وتنفذها ما تشاء من الخطأ.

إن الضمير هو مجرد صوت يوجّه الإرادة نحو الخير، ويبعدها عن الشر. ولكنه لا يملك أن يرغمها...

هو مجرد صوت، يصيح باستمرار في عقل الإنسان وفي قلبه، يشهد للحق، وينذره من جهة الأخطاء ويبكته على ارتكابها، ويكتفي بهذا الواجب..

والإرادة قد تحاول إسكات الضمير بحجة الاحتفاظ بسلامها القلبي! إنها لا تريد أن يكون هذا الضمير سببًا في تعكير صفوها الداخلي، أو أن يتعب نفسيتها، ولذلك تسكته. هذه الإرادة المريضة يهمها راحة النفس وليس راحة الروح. أما الروح فتستريح في طاعة الرب، وفي نقاوة القلب، وترحب بتوبيخ الضمير وطاعته...

إن الإرادة الخاطئة تهرب من الضمير ولا تعطيه فرصة. لذلك تهرب أيضًا من محاسبة النفس، بالمشغولية المستمرة. وإن أتاها صوت الضمير من مصدر خارجي، من أب أو صديق أو معلم، تحاول تغيير مجرى الحديث إلى موضوع آخر، هروبًا من هذا الصوت الذي يتعبها..

وقد يجد الضمير أنه لا مجال له، فيستكين ويصمت. ويمضى عليه الوقت فيتعود الصمت، ولا يتدخل في أعماق الإرادة!

وتبقى الإرادة وحدها في الميدان، تعمل ما تشاء، وتتفرغ لرغباتها، ولا تعطى للضمير فرصة أخرى... فيصبح ضميرًا غائبًا، أو ضميرًا مستترًا، أو ضميرًا نائمًا. ويتعطل عمله في الإرشاد.

وتساعد الضمير على السكوت، وسائل التسلية المتعددة، التي ينشغل بها الإنسان، ووسائل الترفيه، وطغيان لذة الخطية، وعدم جدوى التوبيخ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وييأس الضمير من إمكانية العمل. وبخاصة لو أنه حثّ على التوبة مرارًا، ولم تستجب له الإرادة. إنه مجرد مرشد لا يستطيع أن يرغم الإرادة على قبول مشورته!

الضمير مثل إشارات المرور في الطريق. قد تضئ باللون الأحمر لكي يقف السائق. ولكنها لا ترغمه على الوقوف...

ما أسهل أن يخالف السائق إشارة المرور الحمراء، ويستمر في سيره، وتُكتب له مخالف، ولا يبالى. إن الضمير مجرد مرشد. أما التنفيذ ففي يد الإرادة.

فهل إذا انحرفت الإرادة وأسكتت الضمير، أيستمر الإنسان واقفًا في أخطائه، ويضيع نفسه ويهلك؟! إذن لابد من عامل خارجي يتدخل...

هنا قد تتدخل نعمة الله لكي تنقذ الإنسان...

ما دام ضميره ضعيفًا، وإرادته المنحرفة هي المسيطرة... والنعمة قد تتدخل وحدها بناءً على رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف، لكي توقظه من غفلته، وتلين قلبه القاسي. وقد تتدخل النعمة استجابة لصلاة هذا الإنسان طالبًا أن يخلصه الله من هذه الإرادة، أو استجابة لصلوات محبيه وأقربائه الذين يطلبون إلى الله من أجله...

ومع تدخل نعمة الله، يبقى الإنسان حرًا يستجيب للنعمة أو لا يستجيب. ولكن من الخير له أن يطيع صوت الله، ويبدأ حياة جديدة بإرادة صالحة...
+++

Post: #327
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-21-2015, 05:39 PM
Parent: #326

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من الخمسين المقدسة)
21 أبريل 2015
13 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 9 : 19)
قُمْ ياربّ لئلاَّ يَعتز الإنسان، ولتدنْ الأمم أمامك. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 17 : 19 ـ 23 )
حينئذٍ أتى التَّلاميذُ إلى يسوع على انفرادٍ وقالوا له: " لِماذا لم نستطع نَحنُ أن نُخرِجَهُ؟ " فقال لهُم: " لقلةِ إيمانَكُم. فإنِّي الحَقَّ أقولُ لكُم: لو كانَ لكُم إيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدلٍ لقلتم لهذا الجَبَل: انتقل من هُنا إلى هُناكَ فينتقل، ولا يكون شيءٌ عسيراً عليكم. وأمَّا هذا الجنسُ فلا يَخرجُ إلاَّ بالصَّلاة والصَّوم ". وفيما هم راجعون إلى الجليل قال لهم يسوع: " إنَّ ابن الإنسان سوف يُسلَّمُ إلى أيْدِي النَّاس فيقتلونه، وبعد ثلاثة أيَّامٍ يَقوم ". فَحَزِنوا جِدَّاً.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 7 : 6 ، 8 )
قُمْ ياربُّ برجزكَ، وارْتَفِعْ في أقطار أعدائي. دِنِّي ياربُّ على حسبِ عدلي وعلى قدر عدم شري عليَّ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 9 : 27 ـ 31 )
وفيما كان يسوع خارجاً مِنْ هُناك، تَبِعَهُ أعْمَيانِ يَصْرَخان قائليْن: " ارْحَمْنَا يا ابْنَ داود ". فلمَّا دَخلَ البيتِ تَقدَّمَ إليه الأعْمَيانِ، فَقَالَ لَهُما يسوع: " أتؤمِنانِ أنِّي قادرٌ أنْ أفْعَلَ هذا؟ " قالا له: " نَعَمْ ياربُّ ". حينئذٍ لَمَسَ أعيُنَهُما قائلاً: " لِيَكُن لَكُما حَسَبَ إيمانِكُما ". فانْفَتَحَتْ أعيُنُهُما. فأمرهُما يسوع قائلاً: " احذرا، أنْ تُعلِما أحداً بذلك " أما هُمْ فلمَّا خَرَجا أذاعا خبره في تِلكَ الأرضِ كُلِّهَا.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 1 : 7 ـ 10 )
إلى جَمِيعِ المَوجودِينَ في رومِيَة، أحِبَّاءَ اللَّهِ، مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ: نِعمةٌ لَكُمْ وسَلامٌ مِنَ اللَّه أبِينا ومِنْ يسوعَ المسيح ربِّنا.ثُمَّ إنِّي أشكُرُ إلهي أوَّلاً، بيسوع المسيح مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، أنَّ إيمانَكُمْ يُنادَى بِهِ في كُلِّ العالَمِ. ويَشهد اللَّه الذي أعبُدُهُ بِروحِي، في إنجيل ابنه، كيف إنِّي بلا فتور في كُلِّ وقتٍ أَذكُركُم في صلواتي، وأتضرَّع إليه أنْ يتيسر لي مرة بمشيئة اللَّه فأُقدِم إليكُمْ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 1 : 6 ـ 10 )
فإنْ قُلنا: إنَّ لنا شركةً معهُ وسَلَكْنا في الظُّلمةِ، نَكْذِبُ ولسنا نعمَلُ الحقَّ. ولِكنْ إنْ سَلَكْنا في النُّورِ كما أنه هو ساكنٌ في النُّور، فلنا شركةٌ بعضِنا مع بَعضٍ، ودَمُ ابنِهِ يسوعَ المسيح يُطهِّرُنا مِنْ كل خطيةٍ. فإنْ قُلنا: إنَّهُ ليس لنا خطيَّةٌ فإنَّما نُضِلُّ نفُوسنا وليس الحقُّ فينا. وإنْ اعتَرَفْنا بخطايانا فهو أمِينٌ وعادلٌ، حتَّى يَغفرَ لنا خطايانا ويُطهِّرَنا مِنْ كُلِّ إثمٍ. فإنْ قُلنا: إنَّنا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كاذِباً، وكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فينا.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 5 ـ 7 )
وفي الغدِ اجتمع الرؤساء والمشائخ والكتبة إلى أورشليم مع حنَّان رئيس الكهنةِ وقيافا ويُوحنَّا والإسكَندَرِ، وجميع الذين كانوا مِنْ عَشِيرَةِ رؤسَاءِ الكَهَنَةِ. فلمَّا أقامُوهُما في الوَسَطِ، جَعلوا أيضاً يَسألونَهُما: " بِأيَّةِ قُوَّةٍ وبِأيِّ اسمٍ عملتما هذا؟ ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الثالث عشر من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- استشهاد انبا يشوع وانبا يوسف تلميذى القديس مليوس بجبل خوراسان
2- تذكار ديونيسة الشماسة وتذكار ميديوس الشهيد
3- نياحة انبا يوأنس بابا الإسكندرية الـ 105
1- في مثل هذا اليوم استشهد القديسان الراهبان الأنبا يشوع والأنبا يوسف ، تلميذا الأب القديس ميليوس بجبل خوراسان بالقرن الثالث الميلادى وسترد سيرتهما في اليوم الثامن والعشرين من هذا الشهر ، وهو اليوم الذي استشهد فيه معلمهما الروحاني الأنبا ميليوس . صلاتهما تكون معنا . آمين
2- وفي هذا اليوم أيضاً تذكار القديسة ديونيسة الشماسة التي أقامها الرسل . وتذكار القديس ميديوس الشهيد . صلاة الجميع تكون معنا آمين .
3- وفي مثل هذا اليوم تنيح البابا الفاضل والحبر الكامل والحكيم العاقل البابا يوأنس السابع عشر البطريرك ( 105) من بطاركة الكرسي الإسكندري . وكان والدا هذا الأب مسيحيين تقيين من أهل ملوي في الصعيد فلما أتم السنة الخامسة والعشرين من عمره زهد العالم الزائل ومضي إلى دير القديس أنطونيوس وترهب هناك وكان اسمه عبد السيد وأنتقل منه إلى دير القديس الأنبا بولا بعد تعميره فأجهد نفسه في العبادة وانكب علي تثقيف نفسه فتعلم القراءة والكتابة لأنه لم يكن يعرفهما من قبل وتبحر بعد ذلك في دراسة الكتب المقدسة وبعد أن أجهد نفسه في الفضيلة والنسك وتزود بعلوم الكنيسة وكتبها اختاره الأباء الرهبان ليكون قسيسا لهم علي دير أنبا بولا فرسمه البابا يوأنس البطريرك (103 ) مع زميله مرجان الاسيوطي الذي صار فيما بعد البابا بطرس السادس البطريرك (104 ) الذي قبله ولما تنيح البابا بطرس السادس البطريرك ( 104 ) تشاور الأباء الأساقفة والكهنة والأراخنة في من يصلح للبطريركية ووقع اختيارهم علي تقديم هذا الأب فأحضروه من الدير إلى مصر وعملوا قرعة هيكلية - كما جرت العادة - وبعد القداسات التي أقيمت لمدة ثلاثة أيام تمت القرعة فسحب اسمه فرسم بطريركا في كنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة في يوم الأحد 6 طوبة سنة 1443 ش ( 12 يناير سنة 1727 م ) وبعد رسامته وقبل قراءة الإنجيل فتحوا باب مقبرة الأباء البطاركة ليأخذ - كالعادة - الصليب والعكاز من المتنيح سلفه فلما نزل المقبرة وأخذ الصليب , طقطق العظم في المقبرة في وجهه ففزع لوقته وأمر بأبطال هذه العادة قائلا : ان الصلبان أو العكاكيز كثيرة ثم أبطل هذا التقليد وكان الغرض منه أن يتعظ الخلف من مصير السلف حتى لا يغتر بالمركز ويتكبر فتكون رؤيته لمصير سلفه عظة وعبرة دائمة أمامه ولبث البابا بعد رسامته مقيما أسبوعا في مصر القديمة وبعدها توجه إلى القلاية البطريركية بحارة الروم .وأهتم هذا البابا بتشييد الكنائس والأديرة وترميمها وتكريسها فتم في مدة رئاسته تشييد كنيسة حسنة بدير القديس العظيم أنبا بولا أول السواح بجبل نصر . وكرسها بنفسه وكان في صحبته الأنبا ابرام أسقف البهنسا . وجماعة من الأراخنة . وعلي رأسهم الأرخن جرجس السروجي الذي قام بنفقات هذه الكنيسة وبعد هذا قام البابا ببناء كنيسة مقدسة ومائدة ومبان مختلفة بدير القديس الجليل أنبا أنطونيوس أبي الرهبان وكرسها أيضا بيده الكريمة ، ورسم هناك قمامصة وقسوسا وشمامسة وقام كذلك بالصرف علي هذه العمارات الأرخن المكرم جرجس السروجي وفي السنة التاسعة من رئاسته أي في سنة 1451 ش وردت الأوامر السلطانية بزيادة الضرائب في أرض مصر علي النصارى واليهود ثلاثة أضعاف مقدارها فكانت ضرائب الطبقة العالية أربعة دنانير والمتوسطة دينارين والأخيرة دينارا واحدا ثم زيدت بعد ذلك وفرضت علي فئة القسوس والرهبان والأطفال والفقراء والمتسولين ولم يستثنوا منها أحدا وكان الملتزمون بتحصيلها يحصرون سنويا من قبل السلطان فكانت أيامه شدة وحزن علي أرباب الحرف والفقراء وحدث في أيامه غلاء عظيم أعقبه زلزال كبير بمصر أستمر في نصف الليل مقدار ساعة حتى تزعزعت أساسات الأرض وتهدمت المنازل وارتجف الناس ثم رحم الله شعبه ورفع عنهم هذه الشدائد المرة .ولما تنيح الأنبا خريستوذلو الثالث والثاني بعد المائة من مطارنة كرسي أثيوبيا في سنة 1742 م حضر إليه في السنة السابعة عشرة من رئاسته أي في سنة 1460 ش ( 1744 م ) جماعة من أثيوبيا يطلبون لهم مطرانا فرسم لهم الراهب يوحنا أحد قسوس دير أبينا العظيم أنبا أنطونيوس ودعاه يوأنس الرابع عشر في الاسم وعادوا به فرحين .وقد عمر هذا البابا طويلا وعاش في شيخوخة صالحة راعيا شعبه الرعاية الحسنة ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيح بسلام في يوم أثنين البصخة 13 برمودة سنة 1461 ش ( 20 أبريل سنة 1745 م ) بعد أن جلس علي الكرسي ثماني عشرة سنة وثلاثة أشهر وثمانية أيام ودفن بمقبرة الأباء البطاركة بكنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة وقد كان معاصرا للسلطان أحمد الثالث والسلطان محمود الأول وخلا الكرسي بعده مدة شهر واحد عشر يوما . نفعنا الله ببركاته .ولربنا المجد دائما . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 7 : 6 ـ 8 )
استيقظ يا ربي وإلَهي، بالأمر الذي أوصيت، ومجمع الشُّعوبِ يُحيِطُ بِكَ. ولأجل هذا ارجع إلى العُلاَّ، الرَّبُّ يَدِينُ الشُّعوبَ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 5 : 22 ـ 24 )
لأنَّ الآب لا يَدينُ أحداً، بَلْ أعْطَى الحُكم كُلّه للابن، لكي يُكْرِمَ الجَميعُ الابن كما يُكْرِمونَ الآبَ. ومَنْ لا يُكْرِمُ الابْنَ فلا يُكْرِمُ الآب أيضاً الذي أرْسَلَهُ .الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ مَنْ يسمع كلامي ويؤمِنُ بالذي أرْسَلَنِي فَلَهُ حياةٌ أبديَّةٌ، ولا يأتي إلى الدينونة، بَلْ ينتقل مِنَ المَوتِ إلى الحياةِ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #328
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-22-2015, 02:26 AM
Parent: #327

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 10-9-2006

القلب.. أهميته وعمله -1

القلب هو مركز العواطف والمشاعر والحب، وهو مركز الحياة الروحية كلها. فإن الحياة البارة المقبولة عند الله، ليست مجرد ممارسات خارجية في العبادة، أو فضائل ظاهرية. إنما هي حياة قلب طاهر، أرتبط في كل علاقاته بالله والناس برباط الحب الصادق. وكل فضائله وعبادته وممارساته تكون نابعة من قلبه، ومزينه بعلامة الحب... إذن الحياة الروحية -قبل كل شيء- هي حياة قلب مع الله، وبالتالي مع الناس.

علاقة القلب بالمشاعر كلها:

القلب فيه الحنو والطيبة، أو فيه القسوة والشدة.

فيه الإيمان والثقة، أو فيه الشك وفقدان السلام.

فضيلة التواضع مثلًا، ليست هي أن يقول الإنسان كلام أتضاع بفمه. إنما التواضع الحقيقي هو تواضع القلب. والكبرياء هو ارتفاع القلب.

القلب أيضًا فيه الخوف، كما فيه الاطمئنان. أمر واحد خطير يحدث لاثنين. أحدهما يخاف ويرتعش ويتخيل له نتائج مرعبة. بينما الآخر يقابله بكل سلام واطمئنان. وفي هدوء يفكر كيف يتلافى نتائجه السيئة. وهكذا حسب قلب كل واحد تكون مشاعره...

علاقة القلب بالفضائل:

إن القلب هو مصدر الفضائل كلها. كما أن الخطايا مصدرها القلب.

فالإنسان الصالح، من قلبه الصالح تصدر الصالحات. والإنسان الشرير من قلبه الشرير تخرج الشرور...

إن كان في قلبك حب، يظهر الحب في معاملاتك. وإن كانت في قلبك عداوة، تظهر هذه أيضًا في تصرفاتك، بل تظهر في لهجة صوتك وفي نظرات عينيك، لان مصدر كل هذا هو القلب. إلا لو كان في القلب رياء، وأظهر الإنسان غير ما يبطن. على أن ذلك أيضًا ينكشف..

علاقة القلب بالفكر:

* القلب والفكر يعملان معًا. كل منهما يكون للآخر سببًا ونتيجة..

مشاعر القلب تسبّب أفكارًا في العقل. وأيضًا الفكر الذي في العقل يسبّب مشاعر في القلب. إن أشتهى الإنسان بقلبه خطية، فإن هذه الشهوة تسبب له أفكارًا من نوعها. ومن الناحية الأخرى إن فكرّ إنسان في خطية، فإن هذا الفكر يجلب له شهوات في قلبه.

إن أردت إذن صلاحًا في قلبك، أصلح أفكارك... وابعد عن مصادر الفكر الخاطئ. حينئذ لا تضغط الأفكار على القلب.

* الوجوديون الذين رفضوا الله بقلوبهم، دخلت أفكار الإلحاد إلى أذهانهم. إذن الإلحاد قد يكون من الفكر والقلب معًا.

* ربما تكون بينك وبين إنسان محبة. ويأتي ثالث فيغيرّ فكرك من نحوه، تجد قلبك إذن قد تغيرّ وفقد محبته الأولى، وظهر ذلك في كل تصرفاتك، بل وفي معاملاتك وفي ملامحك...

* وتجديد الذهن يجلب تجديد القلب معه.

علاقة القلب بالإرادة:

إذا ملأت محبة الله قلب إنسان، فإنه لا يستطيع أن يخطئ. لأن محبته لله هي التي تسيطر على تصرفاته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهكذا تتجه إرادته نحو الله بالكلية. أما إذا كان القلب غير كامل في محبته للفضيلة، فإن إرادته تكون متزعزعة، تتصرف حسب التأثيرات الخارجية عليها إن خيرًا وإن شرًا...

* أيضًا إن كان القلب يتميز بالجدية والتدقيق، والالتزام بالمبادئ والقيم، فإنه حسب تمسكه بكل هذا تكون أرادته قوية.

والقلب المنقلب، تكون إرادته متقلبة.

* هناك ارتباط إذن بين القلب والإرادة، وبين القلب والفكر، وبين القلب والفضيلة، وبين القلب واللسان. فكيف ذلك؟

القلب واللسان:

من فيض القلب يتكلم اللسان. والقلب الطاهر تكون كل كلاماته طاهرة وصادقة. فإن تكلم إنسان كلامًا سيئًا، فهذا يدل على أن هناك مشاعر سيئة في قلبه كانت مصدرًا لكلامه.

* والكلام الطيب وحده لا يأتي بنتيجة، إن لم يكن صادرًا عن مشاعر حقيقة في القلب. لذلك قد تعتذر أحيانًا إلى إنسان، فلا يقبل منك اعتذارك. لأنه لا يحس تمامًا أن كلمات الاعتذار صادرة من قلبك، وإنما هي مجرد كلام، وحتى نبرات صوتك لا تدل على أسفك، لأنها غير مختلطة بمشاعر القلب. فتبدو رخيصة غير مقبولة.

* الإنسان الّلماح الحساس يستطيع أن يكتشف حقيقة الكلام، وهل هو صادر من القلب أم لا. سواء كان كلام مديح، أو كلام اعتذار، أو كلام نصح. فالصوت يكشفه، وملامح الوجه تكشفه. وما هو داخل القلب، لا يمكن للألفاظ أن تخفيه...

ونتابع في العدد القادم حديث القلب أهميته وعمله.
+++

Post: #329
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-22-2015, 11:25 AM
Parent: #328

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأربعاء من الأسبوع الثاني من الخمسين المقدسة)
22 أبريل 2015
14 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 41 : 2 )
الرَّبُّ يَحفظُهُ ويُحييهِ ويَجعلهُ في الأرضِ مغبوطاً، ولا يُسَلِّمُهُ بأيدِي أعدائِهِ. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 9 : 36 ـ 38 )
فلمَّا رأى الجُموعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، لأنَّهُمْ كانوا ضالين ومطروحين كخرافٍ لا راعِيَ لها. حينئذٍ قال لِتلامِيذِهِ: " إنَّ الحَصادُ كَثِيرٌ وأمَّا الفَعَلَةَ فقليلون. فاطلُبوا إذاً مِنْ رَبِّ الحَصادِ أنْ يُرسِلَ فَعَلة لحَصادهِ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 63 : 1 ، 2 )
يا اللَّهُ إلهي إليكَ أُبَكِّرُ، لأنَّ نَفسِي عَطِشَتْ إليكَ. هكذا ظَهرْتُ لكَ في القُدسِ لأرَى قُوَّتَكَ ومَجْدَكَ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 9 : 32 ـ 35 )
وفيما هو خارج مِن هناك، قَدَّموا إليه أخرس به شيطان. فلمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطانُ تَكَلَّمَ الأخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الجموع قائلين: " لَمْ يَظهَرْ قَطُّ مِثْلُ هذا في إسرائيل! " أمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فكانوا يقولون: " إنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّياطِينِ يُخْرِجُ الشَّياطِينَ ".وكان يسوع يَطوفُ المُدنَ كُلَّها والقُرَى يُعَلِّمُ في مجامعهم، ويَكْرِزُ بِبِشارَةِ الملكوتِ، ويُبرئ كُلَّ مَرَضٍ وكُلَّ ضُعْفٍ.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 1 : 11 ـ 13 )
لأنِّي مشتاقٌ جداً أنْ أراكُم، لكي أمْنَحَكُمْ عطيَّة الرُّوح ليصّح بها ثباتكُم، ونتعزَّى جميعاً بإيماني وإيمانكُم.وأحبّ أنْ تعلموا يا إخوتي أنِّي مِراراً كثيرةً قَصدتُ أنْ آتِي إلَيكُمْ، فَمُنِعْتُ حتى الآنَ، لِيَكونَ لي فيكُم ثمرٌ كما في سائِر الأُمَمِ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 1 ـ 6 )
أيُّها الأبناء بهذا أكتب إليكُم لكي لا تُخطئوا. فإنْ أخطأ أحَدٌ فلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يسوعُ المسيحُ البارُّ. وهو كفَّارةٌ لِخَطايانا. ليس لِخَطايانا فقط، لَكِنْ لخطايا كُلِّ العَالَمِ أيضاً. وبِهذا نَعْرِفُ أنَّنا قَدْ عَرَفْناهُ: إنْ حَفِظنا وصاياهُ. مَنْ قال إنِّي أعرِفَهُ ولا يحفظُ وصاياهُ، فهو كاذِبٌ وليس الحَقُّ فيهِ. وأمَّا الذي يحفظَ كَلِمَتَهُ، ففي هذا تتكامل محبَّة اللَّه. وبِهذا نَعْرِفُ أنَّنا فيه. مَنْ قال إنَّهُ ثابِتٌ فيه، يجب عليه أنَّهُ كما سَلَكَ ذاكَ يَسلُكُ هو أيضاً.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 8 ـ 12 )
حينئذٍ امتلأ بُطرُس مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ وقال لهم: " يا رُؤساءَ الشَّعبِ ومشائخ إسرائيل، إنْ كُنَّا اليوم نُدان مِنكُم على حسنةٍ صارت إلى إنسانِ سقيم، بماذا شُفِيَ هذا، فليَكُنْ مَعلوماً عند جميعكُم وجميع شَعبِ إسرائيل، أنَّهُ بِاسْمِ يَسوعَ المَسِيحِ النَّاصِرِيِّ، الذي صلبتموه، الذي أقامَهُ اللَّه مِنَ الأمواتِ، بِاسمه وقَفَ هذا أمامَكُم صحيحاً. هذا هو الحَجرُ الذي رذلتموهُ أنتُم أيُّها البَنَّاؤونَ، الذي صار رأس الزَّاوية. وليس بأحدٍ غيره الخلاص. لأنَّهُ لا يوجد اسْمٌ آخَرُ تحت السَّماءِ قد أُعطيَ بين النَّاسِ، به ينبغي أن نخلُص ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين.)
السنكسار
اليوم الرابع عشر من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
نياحة البابا مكسيموس الاسكندرى 15
في مثل هذا اليوم الموافق 9 أبريل سنة 282 م تنيح الأب القديس الأنبا مكسيموس الخامس عشر من باباوات الكرازة المرقسية . ولد هذا الأب بمدينة الإسكندرية من أبوين مسيحيين فعلماه وهذباه وقد تفقه في اللغة اليونانية ثم درس العلوم الدينية وكان رجلا يخاف الله فرسمه البابا ياروكلاس الثالث عشر شماسا علي كنيسة الإسكندرية ، ثم رسمه البابا ديونيسيوس الرابع عشر قسا ونظرا لتقدمه في الفضيلة والعلم أختاره الأباء الأساقفة لكرسي البطريركية بعد نياحة البابا ديونيسيوس وتولي الكرسي س في 12 هاتور ( 9 نوفمبر سنة 264 م ) , وبعد رسامته بزمن قليل وردت رسالة من مجمع إنطاكية تتضمن أسباب حرم بولس السميساطي والمشايعين له فقرأها علي كهنة الإسكندرية ثم حرر منشورا وأرسله مع رسالة المجمع إلى سائر بلاد مصر وأثيوبيا والنوبة يتضمن تحذرهم من بدعة بولس السميساطي وقد زالت بدعة هذا المبتدع بموته (كما جاء في مخطوط بشبين الكوم) في أيام هذا القديس ظهر إنسان من الشرق " بلاد الفرس أسمه " ماني " قال هذا عن نفسه أنه الباراقليط روح القدس وجاء إلى أرض الشام وجادله أسقفها القديس ارشلاوس وأظهر ضلاله فترك الشام ورجع إلى بلاد الفرس : فأخذه بهرام الملك وشقه نصفين أما الأب مكسيموس فقد ظل مجاهدا وحارسا لرعيته ومثبتا لها بالعظات والإنذارات مدة سبع عشرة سنة وخمسة أيام وتنيح بسلام.صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين .

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 9 : 1 )
أعترفُ لكَ ياربُّ مِنْ كُلِّ قلبي، وأُحَدِّث بجِميعِ عجائِبِكَ، أفرَحُ وأتهلَّلُ بِكَ، أُرتِّلُ لاِسمِكَ يا مُتعالي. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 5 : 31 ـ 37 )
إنْ كُنتُ أشهدُ لنَفسي فَشَهادتِي ليستْ حقَّاً. الذي يَشهدُ لي آخرُ، وأعلَمُ أنَّ شَهادَتهُ التي يَشهَدُها لي هيَ حقٌّ. أنتُمْ أرسلتُم إلى يوحنا فَشَهِدَ للحقِّ. أما أنا فلا أقبَلُ شهادةً مِن إنسانٍ، لكن أقولُ هذا لِتَخلُصُوا أنتُم. ذاك كان المصباح المُوقدَ المُنيرَ، وأنتُم أردتُم أن تتهلَّلوا بنُورهِ ساعَةً. أمَّا أنا فلي شَهادةٌ أعظَمُ مِن شهادة يوحنَّا، لأنَّ الأعمالَ التي أعطانيها أبي لأُكمِّلَهَا، هيَ الأعمالُ التي أعمَلُهَا وهيَ تَشهدُ لي أنَّ الآبَ قد أرسلنِي. والآبُ نفسهُ الذي أرسلني هو الذي شهد لي.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #330
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-22-2015, 08:52 PM
Parent: #329

أحبائى الكرام ..
هذا هو اختبار تحت عنوان ..
من السلفية الى المسيحية ..
وبرنامج " أنا مش كافر "
ومقدم البرنامج الأخ الحبيب " أندرو حبيب " ..
ومن خلال قناة الكرمة ..
هذا هو اختبار الأخت الحبيبة شهيرة ..


شاهدوا هذا الإختبار .. لتنالوا البركة ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #331
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-23-2015, 02:22 PM
Parent: #330

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

( يوم الخميس من الأسبوع الثاني من الخمسين المقدسة )
23 أبريل 2015
15 برموده 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 90 : 14 )
قَدْ امتلأنا وقت الغدوات مِنْ رَحمتك، وابتهجنا وفَرِحنا في كُلِّ أيَّامنا. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 11 : 11 ـ 15 )
الحقَّ أقولُ لكُمْ: أنَّهُ لمُ يَقُمْ في مواليد النِّساء أعظَمُ مِنْ يُوحنَّا المَعْمَدانِ، ولكِنَّ الأصْغَرَ في ملكوتِ السَّمَواتِ أعْظَمُ مِنهُ. ومِنْ أيَّام يوحنَّا المَعْمَدان إلى الآن مَلكوتُ السَّمَوات يؤخذ غصباً، والغاصِبونَ يختطفونهُ. لأنَّ جَمِيعَ الأنبياءِ والنَّامُوسَ تنبَّأوا إلى يوحنَّا. فإنْ شئتُم أنْ تَقبَلوه، فهوَ إيليَّا المُزْمِعُ أنْ يأتِيَ. مَنْ لَهُ أُذنانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 5 : 3 ، 4 )
بالغَداةِ استَمِع صَوتِي. بالغَدَاةِ أقف أمامكَ وترانِي. لأنَّكَ إلَهٌ لا تَشاء الإثْم، ولا يُسَاكِنُكَ مَنْ يَصنعُ الشَّرَّ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 11 : 2 ـ 6 )
فلمَّا سَمِعَ يُوحنَّا وهو في السِّجْنِ بِأعْمَالِ المَسيح، أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلامِيذهِ، وقال لهُ: " أأنتَ هُـو الآتِي أَمْ نَنتظِرُ آخَرَ؟ " فأجابَ يسوعُ وقالَ لهُما: " اذْهبا وأَخْبِرا يُوحنَّا بِما تَنْظُرَانِ وتَسْمَعانِ: العُمْيُ يُبصِرُونَ، والعُرْجُ يَمشُونَ، والبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، والصُّمُّ يَسْمَعُونَ، والمَوْتَى يَقومُونَ، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. وطُوبَى لِمَنْ لا يَشُـكُّ فِيَّ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 1 : 16 ـ 17 )
لأنِّي لَسْتُ أسْتَحِي بِإنْجِيلِ المَسيح، لأنَّهُ قُوَّةُ اللَّهِ لِلْخَلاص لِكُلِّ مَنْ يُصدِّق بِهِ: مِن اليهود أوَّلاً ثُمَّ مِن سائر الأُمَم. لأن فيهِ مُعْلَنٌ عدلُ اللَّهِ وبِرهُ من إيمانٍ، إلى إيمانٍ، كما هو مَكْتُوبٌ : " إنَّ البارُّ يحيا بالإيمانِ ".
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 7 ـ 10 )
يا إخوتي، لَستُ أَكْتُبُ إليكُم وصِيَّةً جديدةً، بل وصِيَّةً قديمة كانتَ عِنْدكُمْ مِنَ البدءِ. الوصِيَّةُ القديمة هيَ الكلمة التي سَمِعْتُموها مِنَ البَدْءِ. أيضاً وصِيَّةً جَدِيدةً أكتب إليكُم، ما هو حقٌّ فِيهِ وفِيكُمْ، أنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، والنُّورَ الحقيقيَّ قد بدأ الآنَ يُضِيءُ. فمَنْ زَعمَ إنَّهُ في النُّورِ وهو يُبْغِضُ أخاهُ، فهو إلى الآن في الظُّلمةِ. ومَنْ يُحِبُّ أخاهُ فهو ثابتٌ في النُّورِ ولَيسَ فِيهِ عثرةٌ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 13 ـ 18 )
فلما رأوا مُجَاهَرةَ بُطرُسَ ويوحنَّا، وَوَجدوا أنَّهُما رجُلان لا يعرفان الكتابةِ وأنَّهُما أُمِّيَّان، تَعَجَّبوا منهما. وعَرَفوهما أنَّهُما كانا مَعَ يَسوعَ. ولَكِنْ إذ نظروا الإنسان المُقعَد الذي شُفِيَ واقِفاً مَعَهُما، ولم يطيقوا أن يقولوا شيئاً يناقضون به. أمَرُوهما أنْ يَخْرُجا مِنَ المجمع، وتآمروا فيما بينهم قائلين: " ماذا نصنع بِهذيْنِ الرَّجُلَيْنِ؟ فها هيَ هذه الآية المعلومة التي كانت على أيديهما قد ظهرت لجميع سكان أورشليم، ولا نقدر أن نُنْكِرها. ولكي لا يذيع هذا الخبر أكثر في الشَّعبِ، لِنُهَدِّدْهُما تهديداً أنْ لا يُكَلِّما أحداً مِنَ النَّاسِ فيما بعد بِهذا الاِسمِ ". فَدَعوهُما وأوصُوهُما أنْ لا يَتكلَّما البَتَّةَ، ولا يُعَلِّمَا أحداً بِاسم يَسوعَ المسيح.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين.)

السنكسار
اليوم الخامس عشر من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- تذكار تكريس أول هيكل للقديس نيقولاوس
2- تكريس كنيسة القديس أغابوس الرسول
3- نياحة القديسة الكسندرة الملكة
4- تذكار نياحة البابا مرقس السادس البطريرك (101)
1- في مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار تكريس أول هيكل بناه النصارى اليعاقبة (ربما يقصد السريان الموجودين بمصر المقيمون بأرض مصر) ، للقديس نيقولاوس أسقف ميرا أحد آباء مجمع نيقية الثلاثمائة وثمانية عشر . وكان بناؤه بالكنيسة التي علي اسم القديس الأنبا شنوده شرقي البحر . صلاته تكون معنا . آمين
2- وفي هذا اليوم أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس أغابيوس أحد السبعين رسولا الذي تنبأ بما أصاب القديس بولس الرسول (أعمال 21 : 10 و11).صلاته تكون معنا . آمين
3- وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيحت القديسة الكسندرة الملكة ، زوجة الملك دقلديانوس . وذلك أنه لما خدع الشهيد العظيم جاورجيوس الملك دقلديانوس بأنه سيسجد لآلهته قبل رأسه وأدخله إلى داره فصلي القديس ثم قرأ جزءا من المزامير أمام الملكة وفسر لها ما قرأه ثم أوضح لها الوهية السيد المسيح فدخل كلامه في قلبها وآمنت بالسيد المسيح له المجد . ولما وقف القديس جاورجيوس أمام الأصنام ونادي باسم السيد المسيح تحطمت فخزي الملك ومن معه من ذلك . ولما عاد إلى قصره وأخبر الملكة بذلك قالت له : أما قلت لك لا تعاند الجليليين فان الههم قوي فغضب الملك جدا وعذبها كثيرا ثم ألقاها في السجن حيث تنيحت بسلام . صلاتها تكون معنا . آمين
4- في مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 1372 ش ( 20 أبريل 1656 م ) تنيح البابا مرقس السادس البطريرك الإسكندري ( 101) وهو يعرف بمرقس البهجوري لأنه من بهجورة وترهب بدير القديس أنطونيوس . ولما تنيح البابا متاؤس الثاني البطريرك المائة اتفق المعلم بشارة المتقدم علي الأراخنة في ذلك العصر هو وجماعة المصريين علي رسامة هذا الأب ، وترأس احتفال الرسامة الأنبا خرستوذولو أسقف بيت المقدس في يوم الأحد 15 برمودة سنة 1362 ش ( 20 أبريل سنة 1646 م ) ودعي مرقس السادس وبعد رسامته وقع خلاف كبير بينه وبين المعلم بشارة . ومن أعمال هذا البابا المأثورة أنه أصدر أمرا للرهبان بمنعهم من الإقامة في العالم وبعودتهم جميعا إلى أديرتهم فغضب الرهبان من هذا الأمر ولم يوافقوا عليه وامتنعوا عن العمل به وحرك الشيطان عدو الخير أحد الرهبان المدعو قدسي فرفع للباشا عريضة ضد البطريرك ادعي فيها بأنه يمد الناس بالفلقة ويقتلهم بها فاهتم الوالي بالشكوى وأمر بكشف الحقيقة وعند التحقيق أنكر الراهب موضوع الشكوى وظهرت براءة البابا من التهمة الواردة في عريضة الشكوى ولكنه غرم بغرامة دفعها عنه أكابر الدولة وفي 21 طوبة سنة 1365 ش نودي بأن لا يركب النصارى خيولا ولا يلبسوا قفاطين حمراء ولا طواقي جوخ حمراء ولا مراكيب وإنما يلبسون قفاطين زرقاء طول الواحدة عشرون ذراعا . وسافر البطريرك إلى الصعيد وأقام هناك أربع سنوات جمع أثناءها أموالا طائلة وكان أحمق جدا حتى ضج من أعماله سائر الناس والأساقفة والقسوس والاراخنة واستمرت العداوة قائمة بينه وبين المعلم بشارة حتى عاد إلى مصر فاصطلح معه واستقام أمره بعد ذلك . ومن أعماله أنه قام ببناء قاعة الصلاة بدير الراهبات بكنيسة العذراء بحارة زويلة عثر علي خمس أوان من الزجاج ملآنة بالميرون المقدس كما أنه عثر أيضا علي زقين آخرين وهي من ذخائر العصور القديمة فوضع الكل بأعلى مخزن المهمات الكائن فوق مدفن البابا يؤنس الثالث عشر البطريرك (94) بكنيسة العذراء بحارة زويلة . وقد تنيح هذا البابا يوم 15 برمودة سنة 1272 ش ( 20 أبريل سنة 1656 م ) ودفن بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة بعد أن أقام علي الكرسي عشرة أعوام كاملة وقد عاصر كلا من السلطان إبراهيم الأول والسلطان محمد الرابع وخلا الكرسي بعده أربع سنوات وسبعة شهور وستة عشر يوما. نفعنا الله ببركاته ولربنا المجد دائما . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 8 : 4 ، 5 )
مَنْ هو الإنسانُ إنَّك تَذكُرَهُ ، أو ابنُ الإنسان إنَّك تَفتقِدَهُ. بِالمجدِ والكرامةِ توَّجتَهُ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 5 : 39 ـ 47 )
فَتِّشوا الكتبَ التي تَظُنُّونَ أنتم أنَّ لكُم فيها حياةً أبديَّةً. وهيَ التي تَشهَدُ لي. ولستم تُريدونَ أن تأتوا إليَّ لتكونَ لكُم حياةٌ. مَجداً مِنَ النَّاسِ لستُ أقبَلُ، لكنَّني عَرَفتكُم أنْ محبَّةُ اللَّهِ ليستْ فيكُمْ. أنا أتيتُ بِاسم أبي ولَستُم تَقبلونَني. وإن أتى آخرُ بِاسم نفسِهِ تقبلونَهُ. كيفَ يُمكنكُم أن تُؤمُنوا وأنتُم تَقبَـلُونَ مجداً بعضُكُم مِن بعضٍ، ومجد الإله الواحد لستُم تَطلُبونَهُ؟.هل تظنون أنِّي أنا أشكُوكُم عند الآبِ. يوجدُ مَن يشكُوكُم وهو موسى، الذي إياه ترجون. لأنَّكُم لو كُنتُم تُؤمنون بموسى لكُنتُم تُؤمنون بي أيضاً، لأنَّ ذاكَ كَتَبَ عَنِّي. فإنْ كُنتُمْ لا تُؤمنونَ بمكتوبات ذاكَ، فكيفَ تؤمنونَ بكلامِي.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #332
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-23-2015, 08:00 PM
Parent: #331

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 17-9-2006

القلب: أهميته و عمله -2

القلب والحياة مع الله:

تبدأ حياتك مع الله من قلبك: تبدأ بالإيمان، والإيمان من عمل القلب. وتكمل بعمل الفضيلة، والبعد عن الخطيئة. وكل ذلك من عمل القلب أيضًا. فالإنسان الذي يحب الفضيلة لا يخطئ. إن وصايا الله في قلبه وفي فكره لا يملك أن ينساها.

فإن قال البعض إن هناك وصايا قد تبدو صعبة في تنفيذها، مثل الاحتمال ومغفرة الإساءة. نقول إن وصية الله تبدو صعبة علينا، إن كانت خارج قلوبنا، لم نمتزجها بعواطفنا، ولم نشعر بأهميتها... ولذلك إن أخطأنا، يكون السبب راجعًا إلى القلب أولًا وأخيرًا..

* تقول: فلان قد أضاعني. أقول لك لم يضيعك سوى قلبك... لو كان قلبك قويًا غير قابل للضياع، ما استطاع أحد أن يضيعك. ثم أن عدوك هذا لا يستطيع أن يحاربك إلا من الخارج. فإن كان داخلك سليمًا، فلن يضرك في شيء... صدق ذلك الحكيم الذي قال:

"لا يستطيع أحد أن يؤذى إنسانًا، ما لم يؤذِ هذا الإنسان نفسه"..

* أتقول: هذا الكلام الذي سمعته غيرّ أفكاري وشككّني؟!

أقول لك إن قلبك هو السبب، لأنه قابل للتشكيك، ويسمح للفكر أن يتغير... لو كان قلبك ثابتًا وقويًا، ما كان الشك يدخل إليه، مهما سمعت من كلام...

* أتقول إن الضيقات قد زعزعتني..!

أقول لك: إنها ما كانت تزعزعك، لو كان قلبك صامدًا من النوع الذي لا يتزعزع... إن الضيقة تُسمى ضيقة، إن كان القلب يضيق بها. أما القلب الواسع فإنه لا يتضيّق من شيء... القلب الواسع يتناول المشكلة ويحللّها، ويحاول أن يبحث عن حلّ لها. فإن عجز عن ذلك يحيلها إلى الله حلاّل المشاكل كلها... ويستريح ولا يتزعزع، واثقًا بالإيمان انه لابد سيأتي الحل من عند الله

القلب وعمله الروحي

نتكلم هنا عن عمل القلب في التوبة، وعمله في الصلاة، وفي العبادة جملة، وصلة الإنسان بالله، تبارك اسمه:

فمن جهة التوبة:

التوبة الحقيقة هي رجوع القلب إلى الله. هي تغيير القلب من الداخل، أي تغيير شهوات الإنسان الداخلية. لأنه مادامت في القلب خطية محبوبة، لا يكون قد تاب توبة حقيقية، حتى لو كان لا يقترف هذه الخطية بالفعل!. فالله يريد أن يرجع الناس إليه بكل قلوبهم...

فخطية الجسد أو خطايا الحواس هي الثانية في الترتيب الزمني، أما الخطية في الترتيب فهي خطية القلب. فإن تنَقى القلب، تتنقى الحواس، ويكون الجسد طاهرًا. وإن انتصر الإنسان في الداخل على الخطايا التي تحاربه، فإنه بالتبعية ينتصر من الخارج أيضًا. وهكذا فإن التوبة التي من القلب، هي التوبة التي تتحكم في الحواس وفي كل المظاهر الخارجية...

أتقول فلان أغضبني ونرفزني؟! كلا، بل الأوْلى أن تقول إنه أظهر لي الخطأ الموجود في قلبي. لأنه لو كان قلبي قويًا، ما كنت أقع في النرفزة..! والانتصار على الخطايا بالضرورة يأتي من الداخل. وهذا ما يجب أن يركز عليه الوعاظ والمعلمون...

فتاة تقول لها: ملابسك، زينتك، شكلك، مكياجك. أو شاب تقول: شعرك الطويل، بنطلونك الجينز، منظرك!! وتحاول أن تضغط من الخارج، أو تؤنب وتوبخ... تاركًا القلب كما هو!!

اعرف تمامًا أن هذا الأسلوب لا يجدي. فالمهم هو القلب، وما مدى اقتناعه الداخلي واتجاهه الفكري...

إن التغيير الخارجي، لا يأتي إلا بالتجديد الداخلي، أي بذهن يفكر بطريقة جديدة ينفعل بها القلب ومشاعره. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ومهمة الواعظ أن يتعامل مع قلوب الناس وأفكارهم، وليس مع آذانهم وحدها.. ولا يركز على المظاهر الخارجية وحسن السلوك من الخارج...

القلب والصلاة:

الصلاة المقبولة هي الصلاة التي من القلب، وليست هي مجرد كلمات نرددها أمام الله. إنما هي مشاعر قلب ينسكب أمام الله، حتى من غير كلام.. يقول داود النبي للرب في المزمور: "باسمك أرفع يديّ، فتشبع نفسي كأنها من شحم ودسم".. مجرد رفع اليدين!

الصلاة هي بالحقيقة رفع القلب إلى الله. أما صلاة الشفتين فقط -من غير مشاعر القلب- فهي ليست صلاة مقبولة!

إن كلمة (صلاة) مأخوذة من الصلة، أي صلة القلب بالله – فإن لم توجد هذه الصلة، لا تعتبر صلاة!!

القلب وفضيلة العطاء:

العطاء الحقيقي هو أن تعطى من قلبك، فيما تعطى من جيبك! فقلبك أولًا يمتلئ بمحبة المحتاجين والإشفاق عليهم. وبهذه المشاعر تقدم لهم العطاء المادي، وأنت توقن تمامًا أن ما تعطيهم إياه هو حق من حقوقهم عليك. وأنه ليس من عندك، بل من عند الله الذي أعطاك ما تعطيه لهم... وهكذا تعطى بغير تعالٍ، وقلبك مملوء بالاتضاع، شاكر الله على عطائه لك ولهم...
+++

Post: #333
Title: Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيح
Author: Sudany Agouz
Date: 04-24-2015, 04:34 AM
Parent: #332

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 24-9-2006

العقل البشري.. أهميته - أنواعه - قوته أو انحرافه

كلمتكم من قبل عن أهم عناصر الإنسان وهى الجسد والعقل والروح. وتحدثنا بشيء من التفصيل عن الضمير والإرادة والقلب... ونود اليوم أن نتكلم عن العقل...

العقل هو الذي يميز الإنسان عن باقي المخلوقات الحية الأرضية.

وهو أساس شخصية كل عالم ومخترع، وكل فيلسوف وأديب... وهو عماد كل نجاح وتفوق ونبوغ. وهو الأساس الذي يُبنى عليه كل مشروع وكل هيئة. وكثيرًا ما يوزن الإنسان بمقدار قيمة عقله..

والعقل هو الصلة بين الكاتب والقارئ: أحدهما يملى، والثاني يستوعب. والعقل هو عماد التعليم، وكل المعاهد العلمية على تنوع مستوياتها...

العقل جهازه هو المخ، وإنتاجه هو الفكر، وخزانته هي الذاكرة.

وحسب نوعية العقل، تكون نوعية فكره. فإن كان العقل ممتازًا، تكون أفكاره ممتازة. وإن كان عاديًا، تكون أفكاره عادية...

والمخ والقلب هما أهم عنصرين تعتمد عليهما حياة الإنسان الجسدية. فإن ضعفت كل أجهزة الإنسان، وبقى مخه وقلبه سليمين، فإنهما يُبقيان عليه. لأنه ماذا يبقى من شخصية الإنسان، إذا أصيب مثلا بالزهايمر، وفقد ذاكرته، وفقد معها علاقته بالماضي وكل ما ادّخره في ذاكرته من معلومات. وأصبح مخه ليس قادرًا على إنتاج جديد. وإن أنتج شيئًا، سوف ينساه!!

وللأسف، فإن (العقل) -على الرغم من كل أهميته- لا يوجد له قسم خاص بدراسته في كل كليات الجامعة. وهم يدخلونه تحت عنوان (علم النفس) في كلية الآداب. بالجامعة برغم وجود فارق كبير بين مفهوم النفس ومفهوم العقل، وإن كانوا يدمجونها معًا بالقول إن الإنسان له نفس عاقلة...

وأتذكر أنه في أيام دراستنا بالجامعة، فإن الدكتور وليم الخولي -إذ أراد أن يتخصص في دراسة العقل- فإنه بعد إتمام دراسته في كلية الطب، وتخرجه كطبيب، التحق كطالب بكلية الآداب قسم علم النفس، لكي يكون مؤهلًا لدراسة العقل دراسة علمية متكاملة. وهكذا صار فيما بعد مديرًا لمستشفى الأمراض العقلية بالخانكة

والعقل أنواع ودرجات:

فهناك العقل العبقري، والنابغة، والذكي، والحاد الذكاء. والعقل العادي، وما هو أقل من ذلك. ويوجد العقل البسيط، والعقل المفكر. والعقل العميق في تفكيره، والعقل الضحل في التفكير... والعقل الذي يتقبل المعلومات بالتسليم، وغيره الشكاك، والذي يود أن يفحص كل شيء. والعقل البحاثة، والذي يستقبل بحوث غيره. والعقل الذي يحب أن تنمو مواهبه وقدراته باستمرار، والى جواره المكتفى بما عنده.. ويوجد العقل الذي له حدود لتفكيره، وآخر يتجاوز كل حدود. ويوجد العقل المعتد بذاته، والعقل المتواضع الذي يقبل من غيره، ويكون مستعد أحيانًا أن يتنازل عن فكره. وهناك العقل العنيد، والآخر السهل في تعامله. والعقل السليم، والعقل المنحرف أو المريض. وأنواع أخرى..

ونضيف إلى كل ما ذكرناه، أن العقل ليس منزهًا عن الخطأ

فمن الممكن جدًا أنه يخطئ. ولعلنا نسأل: هل العقل هو الذي يخطئ أم أفكاره تخطئ؟ أم أنه لا يمكن الفصل بينهما؟

لقد أخطأ كثير من الفلاسفة الوثنيين، وأنتجوا أفكارًا منحرفة. وأفكارهم كان لها تأثيرها على عقول غير الدراسين، فلوّثت أفكارهم، وشتّت عقولهم. فانحرفت تلك العقول، وانحرفت أفكارها. وانتشرت عدوى الأخطاء بين كثيرين..

وهناك أمراض تصيب العقول، حتى عقول الكبار...

مثل البارانويا (جنون العظمة، والشيزوفرينيا Schizophrenia انفصام الشخصية). وأحيانًا يندمج هذان المرضان معًا، فيصاب الشخص بـ(بارانويل شيزوفرينيا Paranoial Schizophrenia). وربما تندرج معهما عقدة الاضطهاد Persecution Complex. فيخيّل إليه أن كثيرين يريدون اضطهاده أو الإيقاع به!

هناك أيضًا مرض (الألزهايمر alzheimer's disease) أي فقدان الذاكرة. وهذا قد يزحف على الشخص تدريجيا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فيبدأ أن ينسى شيئًا فشيئًا، حتى ينسى كل معارفه وأقاربه. هذا المرض أصاب ريجين رئيس أمريكا، حتى نسى أنه كان رئيسًا للولايات المتحدة! وقد أصاب هذا المرض كثيرًا من الكبار، على الرغم من نبوغهم السابق...

وأمراض العقول عديدة، يعرفها المتخصصون. ويعرفون طرق علاجها وأساليب التعامل معها...

على أن هناك أسئلة حول العقل وأهميته وعمله، نذكر منها:

* هل يمكن للعقل أن يتغير عن نوعيته أو درجته؟ وهل يمكن أن ينمو؟

لا شك أن العقل يرتفع مستواه، إذا خالط عقولًا أعلى منه، وأراه – في اتضاع أن يستفيد منها... ويبقى السؤال قائمًا: هل العقل هو الذي يرتفع مستواه؟ أم أن أفكاره هي التي يرتفع مستواها؟

ونفس الوضع بالنسبة إلى نمو العقل: هل هو الذي ينمو؟ أم درجة تفكيره هي التي تنمو؟ وهل ينمو العقل أم قدراته؟

وبالنسبة إلى نضوج الطفل ونموه، يبقى السؤال قائمًا: هل عقل الطفل ينمو كلما تقدم به العمر؟ أم أن العقل تُكتشف فيه قدرات كانت كامنة غير معروفة، ومواهب كانت فيه لم تكن تُستخدم بعد..؟

* هل يعيش الإنسان بالعقل أم بالروح؟

طبعًا بالروح يعيش كل أحد على الأرض حياة عادية. أما بالعقل، فإلى جوار الحياة العادية، يعيش الخاصة التي تعتبر حياتهم حياة...، والذين يستمر إنتاجهم الفكري يحيا بعد موتهم..

وأيضًا بالعقل يعيش المجتمع الحياة العادية. أما بالروح فيحيون حياة مقدسة منتسبة إلى الله...

وبعد، هل قلنا ما يلزم قوله عن العقل؟ كلا، فمن العقل أن نقول إن الموضوع أطول من هذا بكثير...
+++

Post: #334
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: على عبدالله بشير
Date: 04-24-2015, 07:48 PM
Parent: #333

" target="_blank">

Post: #335
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-25-2015, 04:14 AM
Parent: #334

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 1-10-2006

الجسد.. هل هو مصدر كل خطية؟!

كثير من النسّاك يرون أن الجسد هو مصدر الخطايا جملةَ! ويرون أن كل الخطايا ترجع إلى ثلاثة: الجسد والعالم والشيطان! وأن الشيطان يستخدم الجسد بالذات! بل يبالغ البعض ويقولون إن الجسد هو خطية في ذاته!!

ونحن نقول لهم: لو كان الجسد خطية في ذاته، ما كان الله قد خلق جسدًا على الإطلاق، وما كان قد أبدع في تكوين هذا الجسد...

فلقد خلق الله أجسادًا للبشر والحيوانات والأسماك والطيور... ولكن أبدعها جميعًا في كثرة أجهزته وأدقها هو الجسد البشرى. فهل يُعقل أن يكون هذا الجسد مجرد وعاءٍ للخطيئة ؟! وهو أكمل جسد في الخليقة...

يقولون إن جسد المرأة هو سبب سقوط الرجل!!

ونقول لهم أن سبب سقوط الرجل هو شهوته. كما أنه قادر على ممارسة شهوته بدون المرأة، على الأقل بفساد قلبه وبتصورات ذهنه التي تسبح في مجال أوسع من نطاق الواقع!

إن الخطيئة تبدأ في العقل والقلب أولًا. وبعد ذلك تبحث لها عن سبب خارجي عملي لكي تتعلق به. وهنا تبدو المرأة باعتبارها الشماعة التي يعلّق الرجل عليها أخطاءه!!

لا ننسى أيضًا أن الروح لها أخطاؤها، والعقل أيضًا له أخطاؤه.

وقد تكون أخطاء الروح والعقل أكثر. فلماذا التركيز إذن على الجسد وأخطائه ؟! ربما لأن غالبية أخطاء الجسد واضحة ومكشوفة، بينما أخطاء العقل -على الرغم من كثرتها وبشاعتها- غير مكشوفة،! لذلك فهي تختفي وراء الجسد، وتصدّره للمسئولية!!

بينما -في الكثير من الحالات- العقل هو الذي يتسبب في خطايا الجسد..

هو الذي يفكر في الخطية وفي طريقها وفي توقيتها، ثم يدفع الجسد إلى ارتكابها... فعلى من تقع مسئولية الخطية إذن؟ على العقل أم على الجسد؟ على كليهما طبعًا. على العقل أولًا كمحرضٍ ومدبرّ. ثم على الجسد أخيرًا كمنفذ...

إن غالبية ما يقال ضد الجسد، هو نتيجة المبالغة في إكرام الروح!

ولكن لا يجوز في إكرام الروح، أننا نهبط بمستوى الجسد حتى أننا نسلبه كل حقوقه! فالجسد له ماله، وعليه ما عليه، وكذلك الروح. كما أن الأخطاء المنسوبة إلى الجسد، هي منسوبة فقط إلى غرائزه إذا أسُى استخدامها... وما أسهل استخدام كل هذه الغرائز في طريق الخير...

كما لا يصح في الحكم على الجسد، أننا نركز على السلبيات فقط، بينما نتجاهل الايجابيات وهى ذات تفاصيل عديدة...

والمعروف أن غالبية النساك الحقيقيين، ما كانوا في كل تداريبهم الروحية، يهدفون إلى تعذيب الجسد، بل إلى توجيهه روحيًا.. والى تهذيب غرائزه وليس قتلها...

إننا بالجسد يمكننا أن نخدم الله، وأن نخدم الناس، ونفعل الخير

* بالجسد نركع ونسجد، ونعبد الله، ونرفع أيدينا في الصلاة، ونحنى هاماتنا أمام الله. ونعبّر عن خشوع الروح بواسطة خشوع الجسد. وبالجسد نصوم، ونقدم أجسادنا ذبيحة لله. وبالجسد ندخل إلى أماكن العبادة، ونستمع فيها إلى كلمة الله ووصاياه على أفواه الواعظين... وكل مشاعر العبادة التي هي داخل القلب، نعبّر عنها بالجسد...

* وبالجسد أيضًا نفعل الخير، ونخدم الناس. به نمشي ونذهب إلى أماكن المرضى ونزورهم. وبه نمد أيدينا ونعطي للمحتاجين والفقراء. وبه نعقد كل الاجتماعات التي تبحث كل ما يؤول إلى خير المجتمع. وبه نجلس مع الفقراء ونبحث مشاكلهم. وبه نربت بأيدينا على الأطفال، ونقدم لهم عطفًا وحنانًا. وكل عواطف القلب نؤيدها بواسطة الجسد.

ومن اهتمام البشر بالجسد، كل ما يبذلونه من جهد في علاجه من مرضه والعمل على إراحته من تعبه، والعمل على العناية بصحته، وعلى تقديم ألوان من الأنشطة له في النوادي وغيرها.

ومن اهتمام الله بالجسد، قيامة الجسد بعد موته، وحفظه سالمًا إلى الأبد،

وتهيئة مكان له في الأبدية السعيدة... ولو كان الجسد مصدرًا لكل خطية، ما كان الله يقيمه في اليوم الأخير، ليحيا في الأبدية حياة لا خطية فيها...

ومن اهتمامنا بالأجساد، احتفاظنا برفات الأبرار والقديسين كذكرى باقية بعد موتهم، وللتبرك بها أيضًا.

وكذلك ما نقيمه لهذه الأجساد من تماثيل تعمر بها الميادين، وكلها تخليد ذكرى أصحابها، ولاحتفاظ التاريخ بها، فلا تُنسى..

وأيضًا ما يحتفظ به غالبية الناس من صور لأحبائهم، سواء منهم الأحياء أو الذين انتقلوا من هذا العالم. وكلها صور للأجساد وليس للأرواح..لكي بصورة الجسد يتذكرون حياتهم وسيرتهم. وكذلك الاحتفاظ بصور الشخصيات الشهيرة...

أيضًا التحنيط.. أليس هو دليلًا آخر على الاهتمام بالأجساد، ولو لحفظها لرجوع الروح والاتحاد بها، حسب عقيدة قدماء المصريين.

أما بدعة حرق الأجساد (التي لا نؤمن) فقد بدأت ببدعة أخرى هي (عودة التجسد) Reincarnation وبها يولد الإنسان مرة أخرى في جسد جديد، ويظل ينتقل في ولادات متتابعة، وفي تجسدات متعددة، إلى أن ينحل من الجسد بإتحاد روحه في الملأ الأعلى، بما يعرف عند الهنود بحالة النرفانا Nirvana. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والذين يعتقدون بهذا الأمر لا يهمه الجسد الحالي في شيء، مادام بعد موته ستحل روحه في جسد آخر. ولذلك كانوا يحرقون أجسادهم، ثم يحتفظون بجزء من رمادها في قارورة صغير، كتذكار.. وقد رأيت هذا بنفسي في إحدى مدن الشرق الأوسط. زعيم الهند المهاتما غاندي الذي كانوا يقدسونه للغاية، حرقوا جسده أيضًا وألقوا رماده في النهر ليباركه.

بقيت نقطة أخيرة يلزم أن أقولها في أهمية الجسد وهى:-

أهمية الجسد في التناسل، وتتابع الأجيال.

فلولاه ما بقى أحد من البشر من أبناء آدم وحواء!!
+++

Post: #336
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-25-2015, 04:35 PM
Parent: #335

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 8-10-2006

الفكر.. نقاوته وسقطاته

الإنسان الطاهر النقي، ينبغي أن يكون طاهرًا في جسده وروحه، وأيضًا في أفكاره وحواسه ومشاعره، وحتى في أحلامه وظنونه.

وهكذا عليه أن يحرص على نقاوة أفكاره، لأن فكره مِلك لله. أما الذي يترك فكره ينشغل بأمور خاطئة، إنما يدل على أن الله لا يملك قلبه، لأنه من داخل القلب تنبع الأفكار

وإن كان القانون لا يحاسبك على أفكارك، فإن الله يحاسبك عليها وكذلك الضمير يبكتّك على الفكر الخاطئ، لأن الضمير أقوى من القانون، وأوسع مجالًا منه. لذلك فالذي يحترس ألاّ يخطئ بفكره، من الصعب عليه أن يخطئ بالعمل والفعل. ومن هنا كانت نقاوة الفكر سببًا في نقاوة الإنسان كله...

أما عن مصادر الفكر الخاطئ فهي كثيرة. وعلى الإنسان أن يبعد عن كل ما يجلب له فكرًا خاطئًا، وعن كل الأمور التي تسبب نجاسة فكره...

فقد تأتى الأفكار بسبب قراءات خاطئة، أو سماعات غير لائقة، أو بسبب الوسط الخارجي: من خُلطة أو عِشرة أو صداقة بطالة... وقد يتولد الفكر الرديء من فكر آخر رديء.

لذلك ينبغي أن يبعد الإنسان عن كل هذا، لكي يحتفظ بنقاوة فكره. وفي نفس الوقت يملأ ذهنه بأفكار نقية بديلة.

وقد تتوالى الأفكار الخاطئة من رغبات أو شهوات رديئة داخل القلب. وفي الواقع إن الرغبات والأفكار يتعاونان معًا. يمكن لكل منهم أن يكون سببًا ونتيجة. فالفكر الرديء يمكن أن ينجب شهوة رديئة. وكذلك الشهوة الرديئة يمكن أن تلد أفكارًا رديئة. وفي أحيانًا كثيرة تكون الأفكار معبرة عن الشهوات. فالذي يعمل على تنقية قلبه من الرغبات الرديئة، حينئذ سوف تتنقى أفكاره تبعًا لذلك..

والأفكار والشهوات قد يلدن أحلامًا أو ظنونًا. فالشيء الذي تفكر فيه أو تشتهيه قد تحلم به. وبهذا تكون على إنسان مسئولية في بعض الأحيان تجاه أحلامه! وكلما يتنقى قلب الإنسان وفكره، فعلى هذا القدر تتنقى أحلامه. أما إذا حلم بشيء ضد أفكاره ورغباته، فقد ينزعج بسبب ذلك ويصحو بسرعة. ولا يستمر الحلم طويلًا

وقد تكون الأفكار الشريرة في بعض الأوقات مجرد حرب من الشيطان، يريد بها أن يعكر صفو القلب ويفقده سلامه الداخلي. ولكن ليست كل الأفكار الشريرة حروبًا من الشياطين. فهناك فرق واسع بين حروب الأفكار والسقوط بالفكر. فالفكر الشرير إذا كان مجرد حرب من الشيطان، يكون قلب الإنسان رافضًا له، وتحاول الإرادة بكل قوتها أن تطرده وتتخلص منه ولا تقبله على الإطلاق.

أما سقطة الإنسان بالفكر، فإنه يكون خلاله راضيًا به، أو ملتذًا به. وقد يحاول أن يستمر فيه ويستبقيه ويطيله. وقد يتضايق إن طرأ سبب يقطع حبل هذه الأفكار.

لذلك إن خطرت هذه الأفكار الشريرة بذهنك، كن مقاومًا لها بصدق. أما إن استبقيتها، يكون هذه اختبارًا لنقاوة أفكارك!

نصيحتي لك أن تقاوم الأفكار الشريرة وتهرب منها. فإن حاربك فكر شرير، حاول أن تشغل ذهنك بشيء آخر، لكي تهرب منه. يمكنك أن تفكر في أمر يكون أكثر عمقًا من الفكر الشرير، فيغير مجرى تفكيرك

أو اشغل نفسك بالقراءة في شيء ممتع، لكي تتحول أفكارك من ذلك الموضوع الرديء إلى موضوع القراءة. ويمكن أن تصلى سرًا وترفع قلبك إلى الله طالبًا أن يبعد الفكر عنك... وإن لم ينفعك كل هذا، انشغل بعمل يدوى، أو تكلم مع أي إنسان لكي تطرد عنك ذلك الفكر.

واحذر من أن تستسلم للفكر الرديء، لأن هذه خيانة منك لله وانضمام منك لأعدائه. على أن هروبك من الفكر من بدء وروده على ذهنك، هو أسهل وأيسر من محاولتك الهروب بعد استبقائه فترة... لأن الفكر كلما استمر معك فترة، فإنه يمارس سلطة عليك، ويُخضع إرادتك إلى جاذبيته، حتى تصبح عبدًا له تنفذ مشيئته.. وإذا استمر معك الفكر، قد يتحول إلى انفعال، أو إلى رغبة أو شهوة... وقد يتطور إلى محاولة التنفيذ. وبهذا تنتقل من خطيئة الفكر إلى خطيئة العمل!

وقد يأتي الفكر الشرير من الفراغ.. وكما يقول المثل "فكر الكسلان معمل للشيطان... فالإنسان المنشغل العماّل، يتحكم في أفكاره، ويوجهها حسب نوع مشغوليته. فالتلميذ المجتهد يوجه أفكاره نحو دروسه. والعالم المنشغل أفكاره في العلم. والصانع المنشغل تنحصر أفكاره في صناعته.. وأي واحد من هؤلاء وأمثالهم، إن أتاه فكر شرير، لا يجد له مكانًا من ذهنه...

أما الذي يقضى وقته في فراغ، فإن ذهنه يتعرض للأفكار الشريرة. لأنه لا يوجه أفكاره، بل الأفكار هي التي توجهه. أما أنت فابدأ بالمبادرة. قم إذن بتوجيه أفكارك. ولا تترك الأفكار تعبث بك وتوجّهك...

إن الفكر يمكن أن يكون سلاحًا في يدك، أو يكون سلاحًا ضدك. فاتخذه صديقًا لك لا عدوًا. واعرف أن أعظم المشروعات النافعة بدأت بفكرة، وكل الأعمال الإنسانية العظيمة بدأت بفكرة. ونحن في احتياج إلى خبراء في شتى العلوم والصناعات، نستقدمهم من بلاد بعيدة أو قريبة لكي نحصل من كل منهم على أفكار تحوى علمه وخبرته... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فلتكن إذن أفكارك كنزًا لك ولغيرك. ولتكن أفكارك بركة للمجتمع الذي تعيش فيه... فإن لم تستطع أن تجعل أفكارك مصدر نفع لك وللناس، فعلى الأقل لا تجعلها سبب ضياع لك تفقدك مصيرك الأبدي، وتفقدك نقاوة قلبك...

لا تنتظر حتى يحاربك الفكر الشرير ثم تتعب في مقاومته، بل أبدأ أنت واشغل فكرك بالتأملات والأفكار الصالحة، وبمشاعر الحب نحو الله والناس، حتى يستحى منك ذهنك إن أراد الشيطان أن ينجسه أو يسقطه. لذلك انشغل دائمًا بكل ما هو نافع...

واعرف إن الله يقرأ أفكارك ويفحصها. لذلك ينبغي أن تخجل من نفسك كلما استسلمت للفكر الخاطئ. وإن سقطت في الفكر فلا تيأس وتستمر. بل أسرع وقوّم أفكارك. وليكن الله معك، يهبك نقاوة الفكر كعطية إلهية من عنده.
+++

Post: #337
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-26-2015, 02:46 PM
Parent: #336

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

( يوم الأحد الثاني من الخمسين المقدسة)
26 أبريل 2015
18 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 111 : 1 )
أعترِفُ لكَ ياربُّ مِنْ كُلِّ قَلبِي، في مَشورة المُستَقِيمِينَ ومَجمَعهِم، عَظِيمَةٌ هيَ أعمَالُ الرَّبِّ، ومَشيئاتهُ كُلّها مَفحُوصَةٌ. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 6 : 16 ـ 23 )
فلمَّا كانَ المَساءُ نَزلَ تَلامِيذُهُ إلى البَحْرِ، ورَكِبوا السَّفينةَ ذاهبين إلى عَبرِ البَحرِ إلى كَفرِ نَاحُومَ. وكانَ الظَّلامُ قَدْ حَلَّ، ولَمْ يَكُنْ يَسوعُ قَدْ جاء إليْهِمْ بعدُ. وكان البَحرُ هَائجاً ورِيحٍ شديدةٍ تَهُبُّ. فلمَّا ابتعدوا نَحوَ خَمْسٍ وعِشرِينَ غَلْوةً أوْ ثَلاثِينَ، نَظروا يَسوعَ مَاشِياً على البَحرِ مُقتَرِباً إلى السَّفِينةِ، فخافوا. فقالَ لهُمْ: " أنا هوَ لا تَخافوا ". وكانوا يَريدُون أنْ يَحملُوه معهُمْ في السَّفينةِ. وللوقتِ جاءت السَّفينةُ إلى شاطئ الأرضِ التي كانوا ذاهِبينَ إليها.وفي الغَدِ رَأى الجَمعُ الذي كان واقفاً عِندَ عَبْر البَحْرِ أنَّهُ لمْ تَكُن هُناك سَفينةٌ أُخرَى سِوَى واحدةٍ، وأنَّ يسوعَ لمْ يَركب السَّفينة مع تلامِيذهِ بل مَضَى تَلامِيذُهُ وَحدَهُمْ. وجَاءتْ سُفُنٌ أُخرى مِنْ طَبَرِيَّةَ عند المَوضِعِ حيث أكَلوا الخُبزَ الذي شَكَرَ عليه الرَّبُّ.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 111 : 2 ، 3 )
الشُّكرُ وعظم البَهاءِ هو عَمَلهُ، وعَدلُهُ دائِمٌ إلى أبدِ الأبَدِ. ذَكَرَ جَميعَ عَجائِبِهِ، رَحومٌ هو الرَّبُّ ورَؤوفٌ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 6 : 24 ـ 33 )
فلمَّا رأت الجَموع أنَّ يَسوعَ ليسَ هناك ولا تَلامِيذُه، ركبوا هُمْ السُّفُن وأتوا إلى كفرِ ناحومَ يطلبون يَسوعَ. فلمَّا وجَدوهُ في عَبرِ البَحرِ قالوا لهُ: " يا مُعَلِّمُ، متى جئت هُنا؟ " أجابَهُم يَسوعُ وقال لهُمْ: " الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنكم لا تَطلُبونَنِي لأنَّكُمْ رَأيتُمْ الآيات، بَلْ لأنَّكُمْ أكَلتُمْ مِنَ الخُبزِ وشَبِعتُمْ. اعمَلوا لا للطَّعامِ البَائِدِ، بَلْ للطَّعامِ الباقِي للحَياةِ الأبَدِيَّةِ الذي يُعطيهِ لكم ابنُ الإنسان، لأنَّ هذا قَدْ خَتَمَهُ اللَّه الآب ". فقالوا له: " مَاذا نَفعلُ حتى نَعمَل أعمَالَ اللَّهِ؟ " أجابَ يَسوعُ وقال لهُمْ: " هذا هو عَملُ اللَّهِ: أنْ تُؤمِنوا بالذي أرسَلهُ ". فقالوا له: " أيَّة آيةٍ تَصنعُها أنت لِنَرى ونؤمِن بِكَ؟ أي عمل تصنع؟ آباؤنا أكلوا المَنَّ في البرِّيَّةِ، كما هو مَكتوبٌ: أنَّهُ أعطاهُمْ خُبزاً مِنَ السَّماءِ ليأكُلوا ".قالَ لهُمْ يَسوعُ: " الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: ليس موسى أعطاكُمُ الخُبزَ مِنَ السَّماءِ، بل أبي يُعطيكُمُ الخُبزَ الحقيقيَّ مِنَ السَّماءِ، لأنَّ خُبزَ اللَّهِ هو الذي ينزل مِنَ السَّماءِ ويَهِبُ الحياة للعالمِ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
( 2 : 19 ـ 3 : 1 ـ 10 )
فالآن لستم إذاً بعدُ غرباءَ ولا دُخلاء، بَلْ أنتُم رعيَّةٌ مَعَ القدِّيسينَ وأهل بيت اللَّه، إذْ قَدْ ثَبتّم مَبْنِيِّين على أساس الرُّسُل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسُهُ حجرُ الزَّاوية، وبِهِ يَتركَّب البُنيان كُلّه معاً، فينمو هيكلاً مُقدَّساً في الرَّبِّ، هذا الذي فيه أنتُم أيضاً مَبنيون لِتصيروا مَسكناً للَّه بالرُّوح.ولذلك أنا بولس، أسير الرَّبّ يسوع المسيح من أجلكم أيُّها الأُممُ، إنْ كُنتُم قَدْ سَمِعتُم بتدبير نعمة اللَّه المُعطاة لي لأجلكُم. وإنني بالوحي عَرِفت السِّرّ. كما كَتبتُ إليكُم بالإيجاز. لكي تَستطيعوا أنْ تفهموا إذا قرأتم معرفتي بسرِّ المسيح. ذلك الذي لَمْ يَظهر للنَّاس في أحقاب أُخر قَدْ أُعلِنَ الآن لرُسلهِ الأطهار وأنبيائه بالرُّوح وهو: أنَّ الأُمَمَ شُركاءُ في الميراثِ وفي جسدهِ وشُركاء في نوال موعده بيسوع المسيح بالبُشرَى. التي صِرُت أنا أيضاً خادماً لها حسب موهبة نعمة اللَّه التي وُهِبَتْ لي حسب فعل قوَّتهِ. لي أنا أصغر جميع القدِّيسين، وُهِبتْ هذه النِّعمَةُ، أنْ أُبشِّرَ في سائر الأُمَم بغنى المسيح الذي لا يُسْتَقْصَى، وأوضِّح لكُلِّ أحدٍ تدبير السِّرِّ الذي كان مكتوماً عن العالم مُنذُ الدُّهور في اللَّه خالق الجميع بيسوع المسيح. لكي تظهر الآن عند الرُّؤساء والسلاطين في السماويات، مِنْ قِبَل البِيعة، حكمة اللَّه المتنوعة.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 5 : 10 ـ 20 )
فمَن يُؤمِن بِابن اللَّهِ فإن هذه الشهادة عنده في نفسه. ومَن لا يُصدِّقُ اللَّهَ، فَقَد جَعَلهُ كاذباً، لأنَّه لم يُؤمِن بالشَّهادة التي شَهدَ بها اللَّهُ عن ابنهِ. والشَّهادةُ هيَ: أنَّ اللَّهَ قد أعطانا الحياة الأبديَّة، وهذهِ الحياةُ هيَ في ابنهِ. فمَن كان مُتمسِّكاً بالابن فهو أيضاً مُتمسِّك بالحياة، ومن لم يكن بابن اللَّهِ متمسكاً فليست لهُ الحياةُ.كتبتُ إليكُم بهذا أنتم المؤمنينَ بِاسم ابن اللَّهِ، لتَعلَموا أنَّ الحياة الأبديَّة لكُم، ولكي تؤمنوا بِاسم ابن اللَّه. وهذه هيَ الثقة التي لنا عند اللَّه: أنَّهُ إنْ طلبنا شيئاً حسبَ مسرته يَسمعُ لنا. وإن كُنَّا نَعلَمُ أنَّهُ يسمعُ لنا مهما طلبنا، فنحن واثقون بأنه يكون لنا جميع ما طلبناه منه. وإنْ رأى أحدٌ أخاهُ قد ارتكب خطيَّةً ليستِ للموتِ، فليسأل اللَّه أنْ يعطيه حياةً للذينَ يُخطئونَ ليس للموتِ، وأمَّا إنْ كانت خطيَّةٌ مُوجِبة للموتِ. لأجل تلك لست أقول أن يطلب. كلُّ إثمٍ هو خطيَّةٌ، ولكن قد توجد خطيَّةٌ ليست للموتِ. وقد عَلِمنا أنَّ كُلَّ مَن هو مولود من اللَّهِ لا يُخطئُ، لأنَّ ولادته من اللَّهِ هيَ حافظة له من أنْ يقترب منه الشِّرِّير. وقد عَلِمنا أننا نحن من اللَّه، والعالم كله قد وضِعَ في الشرير. وقد عَلِمنا أيضاً أن ابن اللَّهِ قد جاء وأعطانا بصيرة لنَعرِف الحَقّ. ونحن ثابتون في الحَقِّ بِابنه يَسوع المسيح. هذا هو الإلَه الحَقّ والحياة الأبديَّة.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 20 : 1 ـ 12 )
وبَعدَما انْتَهى الشَّغَبُ، دَعا بُولس التَّلامِيذَ وَوَدَّعَهُمْ، وخَرَجَ فانطلق إلى مَكِدونِيَّةَ. فلمَّا جال في تِلْكَ النَّواحي وَعَظَهُمْ بِكلامٍ كثيرٍ، ثُمَّ أقبل إلى بلاد هَلاَّس، ومكث هناك ثلاثة أشهر. ثُمَّ إذْ حَصَلَتْ مَكِيدَةٌ مِنَ اليَهودِ ـ وهو مُزْمِعٌ أنْ يَنطْلق إلى سُورِيَّةَ ـ رأى أنْ يرجع إلى مَكِدونِيَّةَ. فَرافَقَهُ سُوبَطرُس البِيرِيُّ، وأرَسطرْخُوسُ وسَكونْدُسُ اللذان مِنْ تسالونيكي وغايوس الذي من مدينة دربة وتيموثاوس الذي من لسترا ومِن آسيا تِخِيكُوسُ وتُرُوفِيموس. وهؤلاء سبقوا وانْتَظَرونا في تَرُواس. فأمَّا نَحنُ فسافرنا مِنْ فِيلِبِّي بعد أيَّام الفَطِيرِ وسرنا في البَحْرِ، ووافيناهُمْ إلى تَرُواس بعد خَمسة أيَّامٍ، ولبثنا هناك سبعة أيَّامٍ.وفي يوم الأحد ( أوَّل الأسبوع ) إذْ كان التَّلاميذ مُجتَمِعِينَ لتوزيع جسد المسيح، كان بولس يخاطبهم مِنْ أجل أنَّهُ كان مُزمِعاً أن يمشي في الغَدِ، وأطال الكلام إلى نِصفِ اللَّيل. وكانت هناك مصابيح كثيرة في العِلِّيَّةِ التي كانوا مُجتمِعِين فيها. وكان فتى اسْمُهُ أفْتِيخوسُ جالساً في كوة يسمع فغرق في نومٍ ثقيلٍ. وإذْ كان بُولُسُ قد أطال الخطاب، غَلَبَ عليهِ النَّومُ فوقع مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ، فحُمِل مَيِّتاً. فَنَزَلَ بُولُسُ واستلقى عليه وعانقه وقال: " لا تَضْطَرِبوا لأنَّ نَفْسَهُ فيه ". ثُمَّ صَعِدَ وكَسَّرَ الخبز وأطعم ومكث يَتكلَّم حتى مطلع الفجر. وعند ذلك خرج. فأخذوا الفتى حيَّاً، وفرحوا به فرحاً عظيماً.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثامن عشر من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
استشهاد أرسانيوس مملوك سوسيتيوس
في مثل هذا اليوم استشهد القديس ارسانيوس مملوك القديس سوسنيوس وقد شكا والد هذا القديس إلى دقلديانوس الغلام أرسانيوس وقال انه يعبد المسيح وينكر عبادة الأصنام فأحضره الملك وسأله عن معتقده فأعترف بألوهية السيد المسيح ووبخ الملك أيضا علي تركه عبادة الإله الحقيقي وتمسكه بعبادة الأوثان . فاستشاط الملك غضبا وأمر بضرب عنقه أمام سيده ونال إكليل الشهادة . صلاته تكون معنا لربنا المجد دائما . آمين.


مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 111 : 9 ، 10 )
أَرسَلَ خَلاصاً لِشَعْبِهِ، أمرَ بعَهدهِ إلى الأبَدِ. اسمُهُ قُدُّوسٌ ومَرهوبٌ. رأسُ الحِكمَةِ خَوف الرَّبّ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 6 : 35 ـ 45 )
قالَ لهُم يسوعُ: " أنا هو خُبزُ الحَياةِ. مَنْ يُقْبِلْ إليَّ فلن يَجوعُ، ومَنْ يُؤمِنْ بي فلن يَعطشُ إلى الأبدِ. لكن قُلتُ لَكُم وقَدْ رأيتُمونِي، ولَسْتُمْ تُؤْمِنونَ. كُلُّ ما أعطانيه أبي فإليَّ يُقبِلُ، ومَنْ يُقبِلْ إليَّ فلن أُخْرِجهُ خارجاً. لأنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّماءِ، لا لأعمل مَشيئتي، بَلْ مَشِيئةَ الذي أَرْسَلَنِي. وهذِهِ هيَ مَشِيئَةُ الآب الذي أرسَلَنِي: أنَّ كُلَّ ما أعطَانِي لا أُهْلِكُ أحداً منهُم، بَلْ أُقِيمُهُ في اليوم الأخِيرِ. لأنَّ هذه هيَ مَشِيئَةُ أبي: أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابنَ ويُؤمِنُ بهِ تكونُ لهُ حياةٌ أبدِيَّةٌ، وأنا أُقِيمُهُ في اليومِ الأخِيرِ ".فكان اليهودُ يَتَذمَّرونَ عليه لأنَّهُ قال: " أنا هو الخُبْزُ الذي نَزَلَ مِنَ السَّماءِ ". ويقولون: " أليسَ هذا هو يَسوعُ بْنَ يُوسُفَ، الذي نَحْنُ عارِفونَ بأبيه وأُمِّهِ. فكيفَ يَقولُ الآن: إنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّماءِ؟ " أجاب يَسوعُ وقال لهُمْ: " لا تَتَذمَّروا بعضكم مع بعض. لا يَستطيعُ أحدٌ أنْ يُقْبِلَ إليَّ ما لم يَجْتَذِبْهُ إليَّ الآبُ الذي أرْسَلَنِي، وأنا أُقِيمُهُ في اليومِ الأخِيرِ. مَكتوبٌ في الأنبياءِ: أنهم يَكونون جميعهم مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللَّهِ. فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ أبي يُقْبِلُ إليَّ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #338
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-27-2015, 05:05 AM
Parent: #337

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-10-2006

الذات أو الأنا

نود أن نتحدث في هذا المقال عن خطورة حرب الذات روحيًا. مما يشمل محبة الذات، والشعور بالذات، ومحاولة تمجيد الذات، وجعلها فوق الكل، وما ينتج عن كل ذلك من خطايا.

من أولى الخطايا التي تلدها (الأنا) الكبرياء.

فالمهتم (بالأنا) يريد باستمرار أن يكبرّ ذاته. فتكون ذاته كبيرة في عينيه، وأيضًا كبيرة في أعين الآخرين. ويكون في ذلك معجبًا بذاته. وقد يقع في ما يسمونه (عشق الذات) فنفسه جميلة جدًا في عينيه، كمن يحب باستمرار أن ينظر في مرآة، ويتأمل محاسنه..!

ومن هنا، فالذي يقع في محبة الذات، قد يقع أيضًا في الغرور.

ويظن في ذاته أكثر من حقيقة نفسه. أنه يحسّب أنه شيء، وأن له أهمية خاصة، أو له مواهب خاصة، أو أنه يمتاز على غيره: يفهم أكثر، أو له مركز أكبر. وهذا الشعور يعطيه ثقة زائدة بالنفس يريد أن يفرضها على الآخرين، وبهذا الشعور ينقاد إلى العظمة والى محبة المتكآت الأولى.

ربما هذا الشعور بالذات يأتي إلى الإنسان في سن المراهقة،عندما يشعر بانتقاله إلى مرحلة أعلى تمنحه أهمية معينة.

وما أكثر ما يستمر معه هذا الشعور المراهق، كلما طال به العمر. ولكنه يأخذ مظاهر أخرى غير مظاهر سن المراهقة.

وقد يحدث هذا الشعور للطفل من كثرة المديح أو التشجيع، أو بسبب التفوق، أو بسبب ملكات خاصة. غير أن هذا الشعور قد لا يكون له خطورة عند الطفل. ولكنه غالبًا ما ينحرف عند الكبار.

ومن هنا فإن محبة الذات قد تقود إلى الغيرة والحسد:

وفى هذه الغيرة يريد أن كل شيء يصل إليه هو. فيصل إليه كل المديح والمال، وكل الإعجاب بالنجاح والتفوق، وكل الاهتمام.

إنه ليس فقط يحب لذاته أن تُمدح، بل أن يكون المديح كله له وحده! وإن مدحوا غيره، تتعب نفسه ويتضايق، كما لو كان ذلك الغير الذي مدحوه قد اغتصب منه حقًا موقوفًا عليه..!

ونلاحظ أن المهتم بذاته يركز على تحقيق ذاته:

إنه لا يفكر في ملكوت الله، إنما في ملكوته هو! فملكوت الله لا يشغله، إنما تشغله ذاته وكيف يحقق لها وجودها وطموحها! حتى في صلاته يرى أن عمل الله له، هو أن يبنى له ذاته، ويكبّر له ذاته على الأرض وفي السماء. وهكذا لا تشمل صلواته سوى عبارات أريد.. وأريد...

والذي يركز على ذاته يريد أن الكل يعملون على تحقيق ذاته:

فالمجتمع الذي يحيط به، عليه أن يحقق له ذاته. وحتى الكنيسة مثلًا واجبها أن تحقق له ذاته. وإذا لم يحدث هذا يثور على الكل! وربما يبتعد عن الوسط الديني كله، لأنه لم يجد ذاته فيه!!

بل أن كل شخص لا يحقق له ذاته، يبتعد عنه، حتى الله نفسه! وهذا يذكرنا بالوجوديين الذين كل واحد منهم يبحث عن وجوده هو، وكيف يتمتع بهذا الوجود. ولسان حاله يقول: من الخير أن الله لا يوُجد، لكن أوجد أنا..!

ومعنى الوجود عنده هو التمتع باللذة. فإن كانت وصايا الله تقف ضد متعته الجسدية والمادية، فلا كان الله ولا كانت وصاياه!.. إلى هذا الحد تقود الأنا والذات.

وفى كل هذا، يكون المهتم بذاته وحدها، بعيدًا كل البعد عن التواضع!

ذلك لأن محبته للكرامة قد تقف حائلًا أمامه في الوصول إلى حياة الاتضاع. فهو يرى في التواضع إقلالًا من شأنه، وإبعادًا له عن العظمة التي يريدها لنفسه! إنه يحب لذاته أن تُحترم من الجميع. بل يلذ له أن يكون المحترم الوحيد! وأن يكون هو الوحيد الذي هو موضع اهتمام الناس وتقديرهم.

ومحبو الذات: كل فرحهم في الأخذ لا في العطاء:

يظنون أنهم بالأخذ يبنون الذات ويكبرونها ويضيفون إليها جديدًا...! أما العطاء فيقوم به الإنسان الذي يخرج من الاهتمام بذاته إلى الاهتمام بغيره، ويؤمن بقول السيد المسيح مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.

وبهذا ممكن أن الإنسان المهتم بالأخذ، يقع بالتالي في البخل:

فهو يريد أن تزيد أمواله لكي تتمتع بها الذات، فيصعب عليه أن يعطى. ويرى أن العطاء يُنقص المال الذي تعب هو في جمعه.

ولهذا فإن كثيرًا من الأغنياء يريدون باستمرار أن تكثر أرصدتهم في البنوك، ويفتخرون بذلك. ولهذا يرى من الصعب عليه أن يدفع حتى العشور أو الزكاة أو حق الله عليه في أمواله. ونرى أن غالبية التبرعات يدفعها الفقراء ومتوسطو الحال، إلا ما ندر.

والذي يثق بذاته أكثر مما يجب، قد يقع في الاعتداد بالنفس. وفي ذلك يبعد عن الطاعة والمشورة، لأنه لا يطع إلا فكره، ولا يثق إلا برأيه...

وهو في كل ذلك لا يعتمد إلا على نفسه. فهو حكيم في عيني ذاته: يعرف كل شيء، فلماذا يلجأ إلى المرشدين؟! ولماذا يستشير؟! أي شيء جديد سوف يأخذه من الاستشارة؟!.. ولهذا إن أشار عليه أحد الكبار بشيء، لا يقبل ذلك بسهولة بل يجادل كثيرًا ويحاور. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهكذا أيضًا مع أبيه بالجسد...

لهذا فالإنسان المعتد بذاته، يكون صلب الرأي عنيدًا...

وما أسهل ما يختلف مع الآخرين. ويعتبر أن كل من يخالفه في الرأي، هو بالضرورة على خطأ. وهو أن دخل مع أحد في نقاش، فليس من السهل عليه أن يقتنع، لأن الذات عنده لا يمكنها أن تتراجع!

* بل المعتد بذاته يكون عنيدًا حتى في علاقته مع الله نفسه!

وبهذا لا يستطيع أن يحيا حياة التسليم، ومن الصعب أن يقول للرب "لتكن مشيئتك" بل مشيئتي يا رب اطلب منك أن تنفذها...

ولأنه بار في عيني نفسه، لذلك لا يعترف إطلاقًا بخطأ وقع فيه:

وإن كان خطؤه واضحًا، فإنه يحول المسئولية في ذلك إلى غيره! فإن رسب في امتحان، يعلل ذلك بصعوبة الأسئلة، أو بشدة المصححين. أو أنه يلوم الله الذي لم يساعده بل قد تخلى عنه، فرسب...

أما إن نجح في الامتحان، فإنه ينسب ذلك إلى ذاته وإلى مجهوده وذكائه، وفى ذلك لا يشير مطلقا إلى معونة الله له، ولا يشكر... وإن سألته في هذا، يقول لك: أشكر من؟ وعلى أي شيء ؟! لقد فعلت كل شيء بنفسي ونجحت بمجهودي الخاص بدون أية معونة من أحد!! فلا داعي أذن لعبارة الشكر هذه...

وبعد، إن هناك الكثير مما نقوله عن الذات، فإلى اللقاء في عدد مقبل إن شاء الرب وعشنا.
+++

Post: #339
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: على عبدالله بشير
Date: 04-27-2015, 10:36 AM
Parent: #338

" target="_blank">

Post: #340
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-27-2015, 01:02 PM
Parent: #339

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 22-10-2006

الذات تلد جمهرة من الخطايا

1- لعل أول خطية للآن هي الأنانية:

وفيها الإنسان يتمركز حول ذاته، لا يفكر إلا فيها هي، وأن يكون لها كل ما تريد. وفي ذلك يفضلها على الكل. فإذا اصطدمت ذاته بمحبة إنسان، يفضّل ذاته على هذا الإنسان. وإن تعارضت رغبات ذاته مع بعض المبادئ أو القيم، فإنه يضحى بكل المبادئ والقيم لكي يحقق ما ترغبه ذاته. بل إن اصطدمت ذاته بمحبة الله أو بطاعة وصاياه، فإنه يفضلها على كل وصايا الله، ويكسر تلك الوصايا لأجلها.

وطبعًا لكل هذا نتائجه في حياته بصفة عامة...

2- أيضًا المحب لذاته قد يصبح لحوحًا يتعب غيره:

إنه يريد أن ينفذ فكره أو رغبته بكافة الطرق وبكل سرعة! لذلك يلجأ إلى الإلحاح الشديد الذي يتعب أعصاب غيره. وذلك بتكرار الطلب، والضغط على تنفيذه الآن، وكما هو، وبسرعة، مهما كانت هناك عوائق تمنع من ذلك، ومهما كان الوقت غير مناسب!! ولكن الأنا تريد، ولا يهمها إحراج من تطلب منه، أو إعاقته عن عمله.. وإذا اعتذر، لا يهمه عذره، وتعاود الإلحاح مرة أخرى، وتضغط...

وبهذا يصبح التعامل مع مثل هذه الأنا صعبًا جدًا...

3- والذات تقود كذلك إلى الرياء:

فالذي يحب ذاته، يريد أن الناس يرون هذه الذات في أجمل صورة، وأن يراه الناس على غير حقيقته، فيبدو أمامهم فاضلًا وبارًا، مهما كان في داخله عكس ذلك، ومهما كانت له خطايا مخفاة! وهكذا ينال منهم مديحًا لا يستحقه. وهو لا يهمه التقدير الحقيقي لذاته، إنما يكفيه المظهر الخارجي مهما كان خادعًا للناس. وكل هذا رياء. على أن الرياء لابد أن ينكشف ولو بعد حين. وكما قال الشاعر:

ثوب الرياء يشفّ عما تحته... فإذا التحفت به فإنك عارٍ

4- وفي سبيل محبة الذات يقع أيضًا في الكذب:

والمعروف أن الكذب هو غطاء للذات، تغطي به أخطاءها ونقائصها، حتى لا تنكشف أمام الآخرين. فتنكر ما فعلته من خطأ. وإن انكشف إنكارها، تخفيه بكذب آخر... وهكذا لكي تبدو ذاتها بلا عيب!

كذلك قد يكون الكذب أحيانًا هو وسيلة الذات التي توصلها إلى أغراضها. فتلتمس الحيل وتخترع الأسباب لكي تصل إلى ما تريد...

وسواء كان الكذب هو وسيلة للذات في أغراض آثمة تريدها، أو لإخفاء أمور آثمة لا تحب أن تنكشف.. فالذات هي الدافع في كليهما...

5- ومحبة الذات تكون بعيدة دائمًا عن العطاء والبذل وخدمة الآخرين:

فالذي يحب ذاته لا يريد أن يعطي، لأنه باستمرار يريد أن يأخذ ويزداد، لا أن ينقص ما عنده، بالعطاء. وإن حدث أنه أعطى في يوم ما، إنما لكي يأخذ من وراء ذلك مديحًا أو سمعة طيبة، وليس حبًا في الناس وإراحتهم. وهو لا يعرف خدمة الآخرين، لأنه لا يحس باحتياجاتهم بسبب تمركزه حول ذاته. وإن دخل ذات يوم في مجالات الخدمة العامة، فلا يكون ذلك إلا بحثًا وراء السلطة والشهرة والنفوذ والمظهر الخارجي، لكي ينال اسمًا في المجتمع!!

6- ومحبة الذات تقود إلى الإنفراد بالسلطة:

فمحب الذات إذا دخل في إدارة ما، يريد أن يجمّع كل السلطات في يديه. ويقول لا يتم شيء إلا بإذني وبمشورتي وفكري. فالقرار هو قراري، والتدبير هو تدبيري، وهكذا لا يشترك معه أحدًا في النفوذ. يذكّرنا بإمبراطور فرنسا الذي قال L'Etat est moi أي الدولة هي أنا.

وهكذا فإن الحكم الديكتاتوري في التاريخ أساسه الذات، لأنه حكم الفرد الواحد، أي الذات المنفردة بالسلطة...

7- والمحارب بالأنا من الصعب أن يتعاون مع أحد:

لأنه يريد أن عقله هو الذي يسود. فالمتعاون معه إما أن يكون خاضعًا لفكره أو على الأقل متماشيًا معه، وإلا يصطدمان أو ينفصلان!

* أيضًا من الأنا وعنادها تتولد الانقسامات والصراعات...

ومن الأنا تتسبب الخلافات العائلية، حيث يتسبب كل فرد برأيه. وقد يصل الأمر إلى المحاكم والقضايا، وما يسبق ذلك من شقاق وشجار وانفعال. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفي كل ذلك لا يفكر أي شخص في سعادة غيره ولا في إرضائه. بل هي الذات التي لا تفكر إلا في راحتها، ولو تبني راحتها على تعب الآخرين! ولا تفكر إلا في كرامته هي وحقوقها سواء كان ذلك داخل الأسرة أو خارجها.

بل من الذات أيضًا تتسبب الحروب، ولكن على مستوى الدول...

8- والمحارب بالذات، ما أسهل أن يصير عدوانيًا:

فيقف موقفًا عدوانيًا ضد كل من يقف في طريق ذاته موقفًا معارضًا أو منافسًا، أو من يظنه كذلك. ذلك لأنه لا يحب أن ينافسه أحد! لذلك فإن معارضة الغير له تسبب له غضبًا، ويتحول الأمر إلى خصومة. وتشتد الخصومة فتتحول إلى حقد. ذلك لأنه لا يستطيع أن يغفر الإساءة بسهولة! وإذا طال الوقت، وشعر أن ذاته لم تنل حقها... حينئذ قد يفكر في إرضاء ذاته بالانتقام. وهنا يصبح عدوانيًا...

ولا شك أن كل جرائم الأخذ بالثأر سببها الذات.

9- الإنسان الواثق بذاته، يفرض هذه الذات وطلباتها على الله نفسه!

فهو لا يقول للرب في صلاته "اكشف يا رب ما تريد في أن أفعل... ولتكن مشيئتك". ولا يطلب إرشاد الله له، إنما يفرض على الله طلباته! وكأنه يقول "هذا الموضوع الذي أعرضه اليوم عليك يا رب: أنا قد درسته جيدًا. وبقى عليك أن تنفذه لي. وأن تفعل كذا وكذا لي!! وليس فقط يفرض مشيئته على الله دون أن يطلب معرفة مشيئة الله! بل بالأكثر يطلب أن يكون ذلك بسرعة وبغير إبطاء!!

وهو أيضًا يراقب أعمال الناس، ويحاول أن يفرض إرادته عليهم!

10- والذي يحاول أن تكبر ذاته في عينيه، يتخيل ذلك في أحلام اليقظة:

وهى محاولة لتكبير الذات ولو في عالم الخيال. أو هي صورة للذات التي لا يشبعها الواقع الذي تعيش فيه، فتلجأ إلى إشباع ذاتها بأحلام اليقظة. فتتخيل أنها صارت كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا. ونالت من الناس ألوانًا من الإعجاب والتوفير والتمجيد!! وهكذا تعيش في جو من المجد الباطل Vain glory. ثم تصحو منه لترى أنه ليست لها القدرة لتصل إلى ما تخيلته في أحلامها!!
+++

Post: #341
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-27-2015, 09:46 PM
Parent: #340

أحبائى الكرام ..
على الرغم من مرور بعض الوقت على هذه الحادثة
إلا أننى لحزين .. عندما شاهدت هذه الحلقة ..



وهنا .. أود أن أسأل .. لماذا لا يكون الإنسان حراً لاختيار الدين
الذى يريده ..
أود أن أعرف آراءكم فى هذا الموضوع الهام ..
الرب يبارك حياتكم ...
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #342
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-28-2015, 03:06 PM
Parent: #341

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

(يوم الثلاثاء من الأسبوع الثالث من الخمسين المقدسة)
28 أبريل 2015
20 برموده 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 56 : 6 )
هيأوا لِرِجْليَّ فِخاخاً وأحنوا نَفسِي، حَفَرُوا قُدَّام وَجهِي حُفرَةً وسَقَطوا فيها. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 18 : 6 ـ 7 )
ومَنْ أعْثَرَ أحَدَ هؤلاءِ الصِّغَارِ المُؤمِنِينَ بي، فَخَيرٌ لَهْ أنْ يُعلَّق حجر رَحى في عُنُقِهِ ويُغْرَق في البَحرِ. ويلٌ للعالَمِ مِنَ العَثَراتِ. لأنَّهُ لابُدَّ مِنْ أنْ تأتي العَثَراتُ، ولَكِنْ ويْلٌ للإنسانِ الذي تأتي العَثَراتُ مِنْ قِبَله.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 57 : 1 ، 5 )
اِرحَمنِي يا اللَّهُ ثم اِرحَمنِي، فإنَّهُ عَليكَ تَوكَّلَتْ نَفسِي. ارتفع اللَّهُمَّ على السَّمَوَاتِ، وعلى سائر الأرض مَجْدك. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 17 : 20 ـ 23 )
الحَقّ أقولُ لَكُمْ: لو كان لَكُمْ إيمانٌ مِثلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لقلتم لهذا الجبل: انْتَقِلْ مِنْ هُنا إلى هُناك فيَنتَقِلُ، ولا يَكونُ شيءٌ عسيراً عليكُمْ. وأمَّا هذا الجِنْسُ فلا يَخرُجُ إلاَّ بِالصَّلاةِ والصَّوْمِ.وفيما هُمْ راجعون إلى الجليل قال لهم يسوع: " إنَّ ابْنُ الإنْسانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إلى أيْدِي النَّاس فيَقْتُلُونَهُ، وبعد ثلاثة أيَّام يقوم ". فَحَزِنوا جِدَّاً.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 2 : 8 ـ 13 )
وأمَّا الذين هُمْ مِنْ أهْلِ التَّحَزُّبِ، ولا يُطاوِعونَ للحَقِّ بَلْ يُطاوِعونَ للإثمِ، فَسَخَطٌ وغَضَبٌ، شِدَّةٌ وَضِيقٌ، على كُلِّ نَفْسِ إنسانٍ يَفعَلُ الشَّرِّ، اليهودي أوَّلاً ثُمَّ اليوناني. والمجد والكرامة والسلام لكُلِّ مَنْ يَعمَلُ الصَّالحات، اليهودي أوَّلاً ثُمَّ اليوناني. لأنَّه ليسَ عِنْدَ اللَّهِ مُحَابَاةٌ.لأنَّ كُلَّ الذين أخطأوا بِدون النَّاموسِ فَبِدون النَّاموس يَهلكون. والذين أخطأوا ولهم ناموس فَمِنْ حدود ناموسهم يُعاقبون. لأنَّ ليسَ الذين سمعوا النَّاموسَ هُمْ أبرَارٌ عِندَ اللَّهِ، بَل الذين عملوا بما فُرِضَ عليهم بالنَّاموس هُم يُبَرَّرُونَ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 18 ـ 23 )
أيُّها الأولادُ هذه هيَ السَّاعَةُ الأخِيرَةُ. وكَما سَمِعْتُمْ أنَّ ضدَّ المسيح يأتي، فَقَدْ صَارَ الآنَ أضدادٌ للمسيح كثِيرُونَ. ومِنْ هذا نَعْلَمُ أنَّها السَّاعَةُ الأخِيرَةُ. مِنَّا خَرَجوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكونوا مِنَّا، لأنَّهُمْ لو كانوا مِنَّا لثَبتوا مَعَنا. لكِنْ ليُعْرَف أنَّهُمْ لَيْسوا كُلَّهُمْ مِنَّا. وأمَّا أنتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ القُدُّوسِ وتَعرِفونَ كُلَّ شيءٍ. لَمْ أكْتُبْ إليكُمْ لأنَّكُمْ لَستُمْ تَعرِفونَ الحَقَّ، بَلْ لأنَّكُمْ عارِفون، وأنَّ كُلَّ كَذِبٍ ليس مِنَ الحَقِّ. مَنْ هو الكذَّابُ، إلاَّ ذاك الذي يُنكِر أنَّ يَسوعَ هو المَسِيحُ؟ فذاك هو ضدُّ المسيح، الذي يُنكِرُ الآب يُنكِرُ الابنَ أيضاً. وكُلُّ من يُنكِرُ الابنَ فليسَ هو مؤمناً بالآب، وأمَّا المُعترِف بالابن فإنَّهُ يَعترِفُ بالآب أيضاً.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 27 ـ 31 )
لأنَّهُ قد اجْتَمَعَ بِالحقِيقَةِ في هذه المدينة على فَتَاكَ القُدُّوس يسوع، الذي مَسحتهُ، هِيرودُس وبيلاطُس البُنطيُّ مع أُمُمٍ وشُعوب إسرائيل، لِيَفْعلوا كُلَّ ما تَقدَّمت يدك وعيَّنت مشيئتك أنْ يكون. والآن ياربُّ، انْظُر إلى تَهْدِيداتِهِمْ، وهب لعَبيدك أنْ يتكلَّموا بِكلامِكَ بكُلِّ مُجاهرةٍ، لتمد يَدِكَ للشِّفاءِ، ولْتُجْرَ آياتٌ وعجائبٌ بِاسْمِ ابنك القُدُّوس يسوع المسيح ". فلمَّا صَلُّوا وتَضرَّعوا تزلزل المَكان الذي كانُوا فيهِ مُجتَمِعين، وامتلأوا جميعهم مِنَ الرُّوح القُدُس، وطفقوا يَتكلَّمون علانيَّة بِكلمة الرَّبّ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم العشرون من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
استشهاد القديس ببنودة من دندرة
في مثل هذا اليوم استشهد القديس ببنوده الذي من دندره هذا القديس كان راهبا متوحدا . فظهر له ملاك الرب وقال له البس ثياب الخدمة الكهنوتية ، واذهب لمقابلة أريانوس الوالي . الذي كان قد رسا بمركبه علي دندره يجد في طلب هذا القديس . فجاء إليه وصرخ في وجهه بأعلى صوته قائلا " أنا نصراني مؤمن بالسيد المسيح " فلما عرفه الوالي أنه ذلك المتوحد ، الذي يجد في طلبه عذبه عذابا كثيرا ثم كبله بالحديد وطرحه في سجن مظلم . فأشرق عليه نور سماوي وظهر له ملاك الرب وشفاه من جراحاته وعزاه وكان في المدينة رجل اسمه كيرلس وزوجته وابنته واثنا عشر صبيا فوعظهم القديس وثبتهم فاستشهدوا جميعا بقطع رؤوسهم ونالوا إكليل الشهادة وغضب الوالي عليه فأمر بأن يعلق في رقبته حجر ويطرح في البحر فنال إكليل الشهادة . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائماً . آمين
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 7 : 10 ، 11 )
عادلةٌ هيَ مَعونتي مِنْ عندِ اللَّهِ، المُنجِّي المُستقيمي القلوبِ. اللَّهُ قاضٍ عادلٌ وقويٌّ وطويلُ الرُّوحِ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 12 ـ 16 )
ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسوعُ أيضاً قائلاً: " أنا هو نُورُ العَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلا يَمْشِي في الظُّلْمَةِ بَلْ يَنالُ نورُ الحَياةِ ". فقال لهُ الفرِّيسِيُّونَ: " أنت وحدك تَشهَد لِنَفْسِكَ. فشَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقَّاً ". أجابَ يَسوعُ وقال لهُمْ: " إنِّي وإنْ كُنْتُ قد شهدت لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌّ، لأنِّي أعْلَمُ مِنْ أيْنَ أتَيتُ وإلى أيْنَ أذْهَبُ. وأمَّا أنتُمْ فَلَستُمْ تَعْلَمونَ مِنْ أيْنَ أتيتُ ولا إلى أيْنَ أمضِي. أنتُم حَسَبَ الجَسَدِ تَدِينُونَ، أمَّا أنا فَلَسْتُ أدِينُ أحداً. وإنْ أنا دِنْتُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ، لأنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أنا والآبُ الذي أرْسَلَنِي ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #343
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-29-2015, 02:46 AM
Parent: #342

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-10-2006

اتجاهات ثلاثة: الفردي - الاجتماعي - نحو الله

أمام البشر جميعًا ثلاثة اتجاهات في الحياة هي الاتجاه الفردي، والاتجاه الجماعي، والاتجاه نحو الله... وقد يختار البعض اتجاهًا واحدًا من هذه الثلاثة يسلكون فيه ويركزون عليه. وقد يجمع البعض بين اتجاهين. وما أقل الذين يسلكون في الاتجاهات الثلاثة كلها بحكمة

أما الاتجاه الفردي واجبات الإنسان نحو نفسه وحدها. بينما الاتجاه الاجتماعي فيشمل واجبات الشخص نحو المجتمع الذي يعيش فيه. كما أن الاتجاه الثالث فيهتم الإنسان بواجباته نحو الله في العبادة والسلوك الروحي.

الاتجاه الفردي

فيه يهتم الإنسان كيف يبنى ذاته في كل ما يرفع مستواه:

* كأن يهتم بعقله وذكائه وفهمه. وينمى مواهبه في ذلك، كما يعمل على اكتساب مواهب أخرى. وربما يدخل في تدريبات عقلية لتنمية الذاكرة أو الفهم، أو الاستنتاج، أو سرعة البديهة، أو حل مشكلات عقلية أو ألغاز لتنمية الذكاء أو قوة الملاحظة... فيصير بهذا كله شخصًا لماحًا، يدرك بسرعة ما لا يدركه غيره. وينظر إلى الأمر الواحد من عدة زوايا. ويحسب توقعات لكل ردود الفعل لكل عمل يقوم فيه. وبهذا يكتسب فراسة تنفعه...

* وقد يهتم بثقافته ومعرفته: فيضيف إلى عقله وذكائه كثيرًا من المعلومات في عديد من العلوم والفنون. ويصبح واسع الإطلاع له دراية بأمور متعددة سواء من الناحية النظرية أو الناحية العملية والخبرة...

* وقد يهتم أيضًا بأن تكون له نفسية سويّة، بعيدة عن الخوف والاضطراب والقلق. وما إلى ذلك من الأمراض النفسية. وإن كان يحاربه شيء من هذا كله، يحاول أن يحلله ويعرف أسبابه ويعالجه، حتى لا يقع فيه... وهكذا يصل إلى الصفاء النفسي...

* وقد يهتم البعض برفاهية نفسه ومتعتها، فيحيطها بكل ما يمكنه من أسباب التسلية والمتعة، بحيث أن تكون بريئة. وهكذا يقضى وقته في ألوان من الترفية من قراءات والعاب وموسيقى ومن سائر الفنون... والبعض يجد متعة في نوع من الرياضة يمارسه أو ينبغ فيه أو يكتفي بالفرجة على أبطاله.

* وربما يهتم البعض بقوة جسده أو صحته، ويرى أن ذلك يساعده على رفاهية الحياة والبعد عن المرض والألم. لذلك يضع لنفسه نظامًا ثابتًا للراحة، ونظامًا يوميًا للرياضة، ونظامًا في التغذية والتقوية...

إن كان رجلًا يهمه قوة جسده وصحته. وإن كانت امرأة فإنه يهمها جمال جسدها ورشاقته. وكل من الاثنين يبذل وقتًا من أجل الاهتمام بالجسد.

وغالبية الناس- من الناحية الفردية- يهمهم النجاح في الحياة:

سواء الطالب في دراسته، أو الموظف في عمله، أو رجل الأعمال في مشروعاته، وبالمثل العالم والمفكر. كذلك رب الأسرة وصاحب أي مسئولية، يهمه النجاح في مسؤوليته.

ولكن يختلف الناس في مستوى النجاح الذين يسعون إليه: هل هو نجاح عادى أم متفوق أم عبقري، أم له رقم قياسي... كما يختلفون في طريقة الوصول إلى هذا النجاح. والبعض يقيس نجاحه بالمركز الذي يصل إليه في حياته العملية. والبعض الآخر يقيس نجاحه بمدى إتقانه للعمل الذي يعمله مجردًا من عنصر المكافأة عليه.

كل هذا وما يشبهه يدخل في الاتجاه الفردي.

الاتجاه الاجتماعي:

وفيه الفضائل التي يمارسها الإنسان وسط الناس أو في علاقته معهم.

ومنها: فضيلة الاحتمال وعدم الغضب أو النرفزة:

سواء الغضب داخل نفسه من تصرفات تحدث له من آخرين، أعنى الغضب المكبوت. أو غضب آخر ثائر لا يستطيع ضبطه، ويكون له أثره في علاقته مع غيره. يضاف إليه ما يصاحب هذا الغضب من أخطاء ومن قرارات لها خطورتها...

* فالإنسان الفاضل على المستوى الاجتماعي يضبط نفسه وقت الغضب

ويحرص ألا تصدر منه إهانة لغيره أثناء غضبه، ولا جرح لشعوره. لا بكلمة شتيمة ولا بكلمة تهديد. كما يحرص ألا يفقد أعصابه ويعلىّ صوته. إنما يكون متزنًا مالكًا لنفسه. لا تزعزعه إهانة من غيره، ولا تهبط بمستواه. كذلك في غضبه لا يستخدم العنف الجسماني، كالذي يدخل في عراك يستعمل فيه الضرب واللكم أو ما هو أسوأ من ذلك. فإن هذا كله يهبط بمستواه الاجتماعي، وهو ضد كرامته وسمعته وسط الناس.

* البعد عن الغضب فضيلة سلبية، تقابلها إيجابيًا البشاشة والوداعة:

فالإنسان الفاضل اجتماعيًا يكون بشوشًا له ملامح مريحة تجعل الآخرين يحبونه. وقد يتصف بالمرح البريء وباللطف وبروح الدعابة، فيفرح من يختلط به، وتلذ له عشرته. ويبسط على جلسته مع الآخرين روح الصفاء والود.

وهو يتصف بالوداعة وطيبة القلب، وسعة الصدر في التعامل مع الآخرين. ولا يسمح بأن تتأزم الأمور بينه وبين غيره. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وما أسهل أن يرد على إساءة الغير بفكاهة تجعله يبتسم، وتزول روح التوتر..

وهكذا ينطبق عليه المثل العامي بأنه (إنسان بحبوح).

* وعكس ذلك كله -من الناحية الاجتماعية- الإنسان النكدي...!

الذي بروح النكد يخسر الناس. فالآخرون يبعدون عن عشرته خوفًا من أن يفقدوا معه سلامهم الداخلي. ومن أمثلة ذلك الزوجة النكدية التي في كل مرة تقابل زوجها بالبكاء والحزن، والتحقيقات الكثيرة، والعتاب الشديد على أتفه الأمور..! وبهذا تجعل زوجها يهرب من منزله، ويفضّل قضاء الوقت مع أصدقائه بعيدًا عن النكد..!

3- الرجل الفاضل، يتصف أيضًا بالتعاون، وحسن التعامل، وخدمة الغير

فهو لا يعيش لنفسه فقط، إنما يكون خدومًا للآخرين، يساهم معهم في أمورهم ويتعاون معهم. ولا يدخل في مشاكل مع أحد. ويتحاشى كل ما يضر بالغير. يجد فيه الناس حسن التعامل، فيطمئنون إليه ويحبونه.

ويتبادلون معه نفس الروح والأسلوب. ويرتبط بالصداقة مع كثيرين...

4- والإنسان الفاضل اجتماعيًا، يتميز بالكلام الطيب:

حقًا إن الإنسان: بكلامه يتبرر، وبكلامه يدان. والرجل الفاضل لا تصدر منه إلا الكلمة الحلوة التي تجذب الناس إليه. وله اللسان النقي، الذي لا يجرح ولا يُحرج...

* وهو يتميز أيضًا بالصدق. وصدقه يجعله موضع ثقة الناس. فهم يطمئنون إلى صحة كلامه، وصحة ما ينقله إليهم من الأخبار، وبخاصة إذا ما كان يتميز أيضًا بالدقة التامة وعدم المبالغة. أما الكذوب فيفقد ثقة الآخرين وبخاصة إذا انكشف، وهو يفقد احترام الناس مهما كان مركزه.

* والرجل الفاضل يتميز أيضًا بعفة اللسان:

فهناك ألفاظ لا يستطيع الإنسان العفيف أن ينطق بها، إن كانت خارجة عن حدود الأدب أو الذوق، أو تخدش مسامع الفضلاء! لهذا فهو مهذب في ألفاظه، ينتقيها انتقًاء. وهو يبعد عن الألفاظ الجنسية، وعن الفكاهات الرديئة وعن ألفاظ المجد، وعن الشتيمة والسباب، وعن التشهير ومسك سيرة الآخرين، أو تناولهم بالتهكم والحط من قيمتهم...

*والإنسان الفاضل يستفيد الناس من علمه ومعرفته وحتى من أسلوب كلامه.

وهو لا يضيع وقت غيره في ثرثرة، ولا يتحدث في أمور ليست من اختصاصه، ولا من تخصصه. بل يقول الكلمة المتزنة الموثوق بها التي لها مراجعها، والكلمة التي تضيف إلى سامعه ما ينفعه وما يحتاج إليه...

5- الإنسان الفاضل من صفاته أيضًا الشفقة والعطاء:

كما لو كان كل من يقابله يأخذ منه شيئًا... إن لم يكن نفعًا ماديًا، فعلى الأقل يحس أنه يشعر باحتياجاته وظروفه ويتعاطف معه في إشفاق وبإخلاص...

6- كذلك الإنسان الاجتماعي الفاضل هو إنسان عادل منصف:

يعطى كل ذي حق حقه. لا يظلم أحدًا، ولا ينحاز إلى أحد ضد أحد. بل هو منصف في كل أحكامه ومعاملاته. ويأخذ للآخرين حقهم حتى من نفسه! ولا يمكن أن يرتفع على حساب غيره، أو ينال راحته على تعب غيره. وهو مستعد أن يعتذر لأي إنسان له حق عليه، فينصفه ويعطيه حقه...

7- والإنسان الاجتماعي الناجح يتصف بالنشاط والحيوية:

إنه لا يكون خاملًا أبدًا في المجتمع الذي يعيش فيه. بل هو شعله من نشاط. أينما حلّ يملأ المكان حركة وبركة. وكل مسئولية يقوم بها، يظهر فيها إنجازه وإنتاجه، ويشعر الكل أنه دائمًا يعمل. وهو لا يكسل ولا يبحث عن راحته، بقدر ما يسعى إلى نجاح العمل. وهكذا يعجب الناس بحيويته، ويصبح موضع ثقة في كل ما يتولاه من مسئوليات، غير شهوته لمسئوليات أكبر..
+++

Post: #344
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-29-2015, 11:32 AM
Parent: #343

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

(يوم الأربعاء من الأسبوع الثالث من الخمسين المقدسة)
29 أبريل 2015
21 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 44 : 23 ، 26 )
اِسْتَيْقِظْ يارَبُّ لماذا تَنام، قُمْ ولا تَقْصِنا عنك إلى الانقضاءِ. قُمْ يارَبُّ أعنَّا وأنقذنا مِنْ أجْلِ اسمك القُدُّوس. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 20 : 29 ـ 32 )
وفِيما هو خارج مِنْ أرِيحا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ، وإذا أعْمَيانِ كانا جالسيْن بجانب الطَّريق. فَلمَّا سَمِعَا أنَّ يَسوعَ مُجْتازٌ صَرَخا قائِليْنِ: " ارْحَمْنا يارَبّ، يا يسوع ابن داود ". فانْتَهَرَهُما الجَمْعُ لكي يَصمُتا، فازدادا صياحاً قائِليْن: " ارْحَمْنا يا ربنا يا ابن داود ". فَوَقفَ يَسوعُ ودعاهما وقال لهُما: " ماذا تُرِيدَانِ أنْ أفْعَلَ بِكُما؟ " قالا له: " يا ربنا، أنْ تَفتح أعيُنُنا! " فَتَحَنَّنَ يَسوعُ ولَمَسَ أعيُنَهُما، وللوقتِ أبْصَرَا وتَبِعَاهُ.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 57 : 9 ، 10 )
سأقوم بالغدوات، أعتَرِفُ لَكَ في الشُّعُوبِ يارَبُّ، وأُرتِّلُ لَكَ في الأُمَمِ. لأنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 20 : 17 ـ 19 )
وبينما كان صاعداً إلى أورشليم أخذ الاثْنَيْ عَشَرَ معه على خلوةٍ وقال لهم في الطريق: " ها نَحْنُ صَاعِدونَ إلى أورُشَلِيمَ، وابْنُ الإنسان سيُسَلَّمُ إلى أيدي رُؤساءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَةِ، فَيَحكُمونَ عَلَيهِ بِالمَوتِ، ويُسَلِّمُونَهُ إلى الأُمَمِ ليستهزئوا بِهِ ويَجْلِدوهُ ويَصْـلِبُوهُ، وبعد ثلاثة أيَّامٍ يَقُومُ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 2 : 14 ـ 16 )
لأنَّ الأُمَمُ الذين ليس عِنْدَهُمُ ناموس، مَتَى فَعَلوا بِالطَّبِيعَةِ ما هو في النَّامُوسِ، فَهؤلاءِ إذْ ليس لَهُمْ ناموس هُمْ نامُوسٌ لأنْفُسِهِمِ، الذين يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكتُوباً في قُلُوبِهِمْ، شاهِداً أيضاً ضَمِيرُهُمْ وأفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنها مُشْتَكِيَةً أو مُحْتَجَّةً، في اليوم الذي فيه اللَّه يَدِينُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إنْجِيلِي بيسوعَ المسيح.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 21 ـ 25 )
لَمْ أكتُبْ إليكُم لأنَّكُم لا تَعرِفونَ الحَقَّ، بَلْ لأنَّكُم بهِ عارِفون، وأنَّ كُلَّ ما هو كذبٍ ليس في الحَقِّ. مَنْ هو الكذَّابُ، إلاَّ ذاك الذي يُنكِر أنَّ يَسوعَ هو المَسِيحُ؟ فذاك هو ضدُّ المسيح، الذي يُنكِرُ الآب يُنكِرُ الابنَ أيضاً. وكُلُّ من يُنكِرُ الابنَ فليسَ هو مؤمناً بالآب، وأمَّا المُعترِف بالابن فإنَّهُ يَعترِفُ بالآب أيضاً.وأنتُم فما سَمِعْتُموهُ مِنَ البدءِ فليَثبُتْ إذاً فيكُم. فإنَّهُ إنْ ثَبُتَ فيكُم ما سَمِعْتُموهُ مِنَ البدءِ، فإنَّكُم أنتُم أيضاً تَثبُتون في الابنِ وفي الآبِ. وهذا هو الوعدُ الذي وَعَدَنا هو بهِ: الحياةُ الأبديَّةُ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 4 : 32 ـ 35 )
وكان لِجُمْهُورِ الذين آمَنوا قَلْبٌ واحِدٌ ونَفْسٌ واحِدةٌ، ولَمْ يَكُنْ أحَدٌ مِنهُمْ يقول إنَّ شيئاً مِنْ أمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كانَ كُلُّ شيءٍ عِنْدَهُمْ مُشْتَرَكاً. وبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كانَ الرُّسُل يَشهدون بِقيامَةِ الرَّبِّ يَسوعَ المسيح، ونِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كانت على جَمِيعِهِمْ، إذْ لَمْ يَكُنْ فِيهمْ أحَدٌ مُحْتاجاً، لأنَّ كُلَّ الذين كانوا يَملِكونَ حُقُولاً أو بيوتاً كانوا يَبِيعونها، ويأتُونَ بثمن الشيء الذي يُباع، ويَضَعُونَهُ عِندَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ، فكانَ يُوزَّعُ على كُلِّ أحدٍ كما يَكونُ له احتِياجٌ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الحادي والعشرون من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- تذكار والدة الاله القديسة مريم العذراء
2- نياحة القديس بروثاوس قس أثينا
1- فى مثل هذا اليوم نعيد بتذكار السيدة العذراء الطاهرة البكر البتول الذكية مرتمريم والدة الإله الكلمة أم الرحمة، الحنونة.شفاعتها تكون معنا . آمين .
2- وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيح القديس بروثاؤس اللاتيني هذا الأب كان من علماء مدينة أثينا فاجتمع بالقديس بولس الرسول . وجرت بينهما مباحثات أدت به إلى أن يؤمن علي يده فعمده وعلمه كل الفرائض المسيحية ورسمه قسا علي تلك المدينة وقد اجتمع هذا القديس بالقديس ديونيسيوس الأريوباغي وكان هذا من علما أثينا أيضا . وقد حضر هذا القديس نياحة السيدة العذراء وقام في وسط التلاميذ وعزاهم بكلمات منظومة أنشدت بالآلات الموسيقية ورد جماعة من اليهود والأمم إلى معرفة السيد المسيح (عن مخطوط شبين الكوم ) وأراد الشعب رسامته أسقفا فلم يقبل وقال " ليتني أقدر علي القيام بواجبات القسيسية " ولما أكمل سعيه الصالح انتقل إلى الرب الذي أحبه.صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 17 : 46 ، 49 ، 50 )
حَيٌّ هو الرَّبُّ ومُبارَكٌ هو إلَهي، ويتعالَى إلَهُ خَلاصِي. مِنْ أجْلِ هذا أعتَرِفُ لَكَ يارَبُّ في الأُمَمِ. وأُرتِّلُ لاِسْمِكَ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 23 ـ 26 )
فقال لهُمْ: " أنْتُمْ أنتُمْ مِنْ أسْفَلُ، وأنا أنا مِنْ فَوقُ. أنْتُمْ مِنَ العَالَمِ، أمَّا أنا فَلَسْتُ مِنَ العَالَمِ. وقَدْ قُلْتُ لَكُمْ: إنَّكُمْ تَمُوتُونَ في خَطَاياكُمْ، لأِنَّكُمْ إن لَمْ تُؤمِنُوا أنِّي أنا هو تَمُوتُونَ في خَطَاياكُمْ ". فقالوا لَهُ: " مَنْ أنْتَ؟ " قالَ لَهُمْ يَسوعُ: " مِنَ البَدءِ كَلَّمتكُمْ مراراً. وعندي كثيرٌ أقوله مِنْ أجلكُمْ وأحْكُمُ، لكِنَّ الذي أَرْسَلَنِي هو حَقٌّ. وأنا أيضاً ما سَمِعْتُهُ مِنهُ، فهذا أتَكلَّم بِهِ في العَالَمِ ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #345
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: محمد الزبير محمود
Date: 04-29-2015, 12:01 PM
Parent: #344

المبشر سوداني عجوز
تحية طيبة
قلت في بوست مجاور

http://sudaneseonline.com/board/480/msg/+++-%d9%87%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d...-+++-1428779956.html
Quote: أحبائى الكرام ..
ها هو غيد القيامة المجيد ..
المسيح قام .. بالحقيقة قد قام ..

بعد أن صُلب المسيح ، قام فى اليوم الثالث ..
قام تاركاً قبراً فارغاً .. احتار فيه اليهود والرومان ..
ولكن لكى يعرف الجميع .. أننا نعبد إلهاً حياً ..
الذى قال عن نفسه .. " أنا هو الطريق والحق والحياة .. "

سؤال بسيط
هل كان السيد المسيح إلها ام بشرا حينما صلب ؟؟؟
إن كان بشرا فكيف يتحول البشر الى إله ؟؟؟
وإن كان إلها فكيف لبشر ان يصلبوا الإله ؟؟؟؟
هذا بزعم أنكم تعتقدون في صلبه على عكس ما إعتقد !!!
تحياتي

Post: #346
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-29-2015, 10:08 PM
Parent: #345

الأخ الحبيب محمد الزبير ..
شكرأً أخى لسؤالكم المشروع ..
Quote: سؤال بسيط
هل كان السيد المسيح إلها ام بشرا حينما صلب ؟؟؟
إن كان بشرا فكيف يتحول البشر الى إله ؟؟؟
وإن كان إلها فكيف لبشر ان يصلبوا الإله ؟؟؟؟
هذا بزعم أنكم تعتقدون في صلبه على عكس ما إعتقد !!!
تحياتي


وأنا يشرفنى .. بل يسعدنى أن أجيب على أسئلتكم هذه ..
نعم .. يا أخى .. إن السيد المسيح .. كان بشراً .. مائة فى المائة ..
ولكن إلوهيته لم تفارق ناسوته ( الإلة "المتجسد") لحظة
واحدة ولا طرفة عين ..
ويا أخى لو كنتم من متابعى هذا البوست منذ الجزء الأول
لعرفتم عدداً من الحقائق..
ولطالما وجدت فيكم جدية البحث عن الحقيقة .. سأحاول تلخيص
مسألة الإله المتجسد .. والرب وحده القادر أن يضع الكلمات
التى سأكتبها الآن ..
أولاً .. الله خالق الكل .. وبما فيه الإنسان الذى أحبه .. لأن الله محبة ..
وعندما خلق الله آدم .. من تراب .. وخلق حواء من أحد أضلاع آدم ..
وجعل الله آدم فى جنة عدن .. يأكل من جميع الخيرات الموجودة
فى الجنة .. إلا من شجرة واحدة .. كانت فى وسط الجنة .. قائلاً
له " من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً ، وأما شجرة معرفة الخير والشر
فلا تأكل منها ، لأنك يوم تأكل منها ، موتاً تموت " ..

إلا أن آدم أخطأ عندما أكل من ثمر هذه الشجرة المعنية عن طريق حواء
التى أعطت آدم ليأكل .. وأكل آدم ..
وهنا أخطأ آدم .. ونتيجة الخطأ الموت ..
ولا يمكن أن تمحى هذا الخطيئة إلا بعملية الفداء ..
والفداء .. لابد وأن يكون عن طريق سفك الدم ..

وهنا .. لابد أن تتلاقى محبة الله لآدم ( لبنى البشر أجمعين ) .. نعم لابد
أن تتلاقى محبة الله مع عدالته الإلهية .. السمائية .. وهذه لايمكن أن تتأتى إلا بأن
يتنازل الله (نحن نؤمن بأن الله يتنازل .. ولا يتعالى) .. وهنا تنازل الله
آخذاً صورة بشر فى شخص السيد المسيح حتى يتعامل مع بنى البشر
وجهاً لوجه .. حتى يستطيع بنو البشر معرفة الله الحقيقى .. عن طريق
السيد المسيح .. لأن الله ذو الجلال والإكرام .. تنازل فى هيئة بسيطة
مبسطة .. وأود أن أشرح هذه النقطة ببساطة .. لو كان لدينا محطة كهرباء
لها من القوة الكهربية القادرة أن تحرق منطقة بحالها .. أو بمعنى أبسط
لو لمس انسان هذه المحطة فى المنطقة الخطرة .. لتفحم جسم هذا الإنسان ..
ولكن .. إن كان لدينا " حجر بطارية " 1.5 فولت .. به السالب والموجب ..
هذا الحجر لا يؤثر فينا .. لأن القوة الكهربية التى به .. لا تصعق الإنسان ..
وهكذا يكون القصد المجازى .. السيد يسوع المسيح عندما جاء الى عالمنا
هذا جاء بصفته الإنسانية البسيطة .. أى أنه الإله المتجسد أى الذى أخذ جسد الإنسان ..
حتى تتم فيه عملية الفداء .. وكما قلت آنفاً .. بدون الفداء .. " بسفك الدم " ،
لا تحصل المغفرة .. وهكذا تحمل آلام الصليب ليفتدينا نحن الخطاة ..

ولدىّ سؤال واحد لكم أخى محمد الزبير ..
الله .. ذو الجلال .. الذى خلق كل الكون .. والكواكب والبحار والإنهار والطيور
والزواحف والإنسان ... الخ .. الخ ..
الا يمكن أن ينزل فى هيئة إنسان أو على هيئة بنى البشر ؟؟؟؟؟؟ ...
هل تعتقد أخى .. عندما كان الله يخاطب الأنبياء .. كان يخاطبهم فى أى صورة ..؟؟
نعم .. كان فى بعض الأحيان يخاطبهم عن طريق الملائكة .. ولكن فى بعض
الأحايين .. كان ينزل لهم فى صورته المبسطة .. والتى تتماشى مع طبيعة البشر ..

و هناك أمر آخر وجب علىّ أن أوضحه .. نحن نؤمن بإله واحد ذى ثلاثة
أقانيم .. والثلاثة هم واحد " الآب والإبن والروح القدس " والثلاثة هم واحد ..
ونحن نؤمن بأن السيد المسيح هو الكلمة .. وكما يقول الأصحاح الأول من
انجيل يوحنا :" فى البدء كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ."

وحتى أنتم فى القرآن .. تؤمنون بأن المسيح عيسى ابن مريم " كلمة الله " ..
فيا أخى .. إن كنتم تؤمنون بأن المسيح هو كلمة الله .. وما هى كلمة الله ..
فالكلمة تعبر عن قائلها .. ومن هو قائلها .. سوى الله نفسه ..

يا أخى .. يكفى هذا المقدار .. ولكن لى عندكم رجاء .. اذهب وابحث
يا أخى .. بل قبل البحث .. اطلب من الله بإخلاص .. ان يرشدكم ..
حقيقة .. إن لم يكن هناك ارشاد من الروح القدس .. لتدخل الشيطان
ليبعدكم عن الطريق الصحيح .. اطلب يا أخى وصلى .. بالحاح الى
الله .. وأنا واثق كل الثقة .. إن كان طلبكم مخلصاً .. فإن الله سيرشدكم
بالطريقة التى تستطيعون فهم الحقيقة كاملة ..
والرب يبارك حياتكم .. أخى محمد الزبير ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست .. ملحوظة: أرجو عدم التهكم يا أخى .. " المبشر سودانى عجوز" ..
كلنا هنا لمعرفة الحقيقة .. لأنه يوم الدين .. سنقف سوياً للحساب العسير ..
فإن لم تكن أخى واثقاً .. من معرفة الحقيقة .. والطريق والحياة .. لكان
المصير صعباً .. يا أخى .. وهناك لن يتشفع لكم .. بأنكم ولدتم من أسرة
مسلمة .. وليست مسيحية .. مرة أخرى .. أنت مطلوب لمعرفة الحقيقة
لخلاص نفسكم .. وزى ما بيقول المثل السودانى .. " كل شاتاً معلقة من عرقوبا "
مرة أخرى الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #347
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-30-2015, 03:53 PM
Parent: #346

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

(يوم الخميس من الأسبوع الثالث من الخمسين المقدسة)
30 أبريل 2015
22 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 1 ، 3 )
رَحْمَةً وحُكْماً أُسَبِّحُكَ يارَبُّ، أترنَّمُ وأتَفهَّمُ في طَريقٍ بلا عَيبٍ. وعِندَ مَيَلان الشِّرِّير عَنِّي لَمْ أكُنْ أعْلَم. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 13 : 53 ـ 58 )
وحدثَ لمَّا أكْمَلَ يَسوعُ هذهِ الأمْثَالَ انْتَقَلَ مِنْ هُناكَ. ولمَّا جاءَ إلى وَطَنِهِ كانَ يُعَلِّمُهُمْ في مَجْامعهم حتى بُهِتُوا وقالوا: " مِنْ أيْنَ لِهذا هذه الحِكْمَةُ وهذه القُوَّاتُ؟ أليْسَ هذا ابْنَ النَّجَّارِ؟ ألَيْسَتْ أُمُّهُ مَرْيَم، وإخوَتُهُ يَعقوبَ ويُوسِي وسِمْعَاَن ويَهوذا؟ أوَلَيْسَتْ أخواتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِندَنا؟ فَمِنْ أينَ لِهذا هذِهِ كُلُّها؟ " وكانوا يَشكُّون فيهِ. فقال لَهُمْ يَسوعُ: " لا يُهان نبيّ في مكان ما إلاَّ في وطَنِهِ وبَيْتِهِ ". ولَمْ يَصْنَعْ هُناك قُوَّاتٍ كثيرةً لعَدَمِ إيمانِهِمْ.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 101 : 8 )
في أوقاتِ الغَدَواتِ كُنتُ أقتُلُ جَميعَ خُطَاةِ الأرضِ، لأُبِيدَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّبِّ جَميعَ صَانِعِي الإثْم. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 22 : 34 ـ 40 )
فالفرِّيسيُّون لمَّا سَمِعوا أنَّهُ أبْكَمَ الصَّدُّوقِيِّينَ اجتَمَعوا معاً، وسألهُ واحِدٌ منهُم، وهو ناموسيٌّ، مُجرِّباً إيَّاه وقال: " يا مُعَلِّمُ، أيَّةُ وصِيَّةٍ هيَ العُظْمَى في النَّاموس؟ " أمَّا هو فقال لَهُ: " تُحِبُّ الرَّبَّ إلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، ومِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، ومِن كلِّ أفكاركَ. هذهِ هيَ عُظمى الوصايا وأوَّلها. والثَّانية التي تُشبهها: أنْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهاتَيْنِ الوَصِيَّتَيْنِ تَعلَّق النَّاموس كُلُّهُ والأنْبِياءُ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 2 : 17 ـ 20 )
هُوَذَا أنْتَ تُسَمَّى يَهُودِيَّاً، وتَتَّكِلُ على النَّامُوسِ، وتَفْتَخِرُ بِاللَّهِ، وتَعْرِفُ مَشِيَئَة اللَّه، وتُمَيِّزُ الأمُورَ المُتَخَالِفَةَ، التي تَعَلَّمتها مِنَ النَّامُوسِ. وتَثِقُ أنَّكَ قائِدٌ لِلعُمْيَانِ، ونُورٌ للذينَ هُمْ في الظُّلْمَةِ، ومُهَذِّبٌ للأغْبِيَاءِ، ومُعَلِّمٌ للصبيانِ، ولَكَ صُورةُ العِلْمِ والحَقِّ في النَّامُوسِ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 2 : 26 ـ 3 : 1 )
كتبتُ إليكُم هذا عن الذين يُضلُّونَكُم. فأمَّا أنتُم فالمَسحَةُ الَّتي قبلتموها منهُ ثابتةٌ فيكُم، ولستُم مُحتاجين إلى أن يُعلِّمَكُم أحدٌ، بل كما تُعلِّمكم هذه المَسحَةُ عَينها، وهى صادقة لا كذب فيها. وبحسب ما علَّمتكُم فاثبتوا.فالآنَ أيُّها البنون، اثبُتُوا فيهِ، حتى إذا ظَهرَ يكون لنا ثقة، ولا نخجل منهُ عند مجيئهِ. إن علمتم أنَّهُ بارٌّ هو. فاعلَموا أنَّ كُلَّ مَن يعمل البرَّ فإنه مولودٌ منهُ. اُنظروا أيِّة محبَّةٍ أعطانا الآب حَتَّى نُدعَى أبناء اللَّهِ! مِن أجلِ هذا لا يَعْرِفُنا العالمُ، لأنَّهُ هو أيضاً لا يَعرفُهُ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 5 : 1 ـ 6 )
وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنانِيَّا، وامْرِأَتُهُ سَفِّيرَةُ، بَاع مُلْكاً واخْتَلَس مِنَ الثَّمَنِ، وامْرَأَتُهُ لها خَبَرُ ذلِكَ، وأتَى بِجُزْءٍ مِنَ المالِ وَوَضَعَهُ عِندَ أَرْجُلِ الرُّسُل. فقالَ له بُطرُسُ: " يا حَنانِيَّا، ما بالك قَدْ ملأ الشَّيْطانُ قَلْبِكَ لِتَكْذِبَ على الرُّوح القُدُسِ وتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الحَقْلِ؟ أليس وهو باقٍ كانَ يَبقَى لَكَ؟ ولمَّا بيعَ، أيضاً ألَمْ يَكُنْ في سُلْطانِكَ؟ فَما بَالُكَ وضَعْتَ في قَلبِكَ هذا الأمْرَ؟ أنت لَمْ تَكْذِبْ على النَّاسِ بل على اللَّهِ ". فلمَّا سَمِعَ حَنانِيَّا هذا الكلام وقَعَ وماتَ. وكان خوفٌ عظيمٌ على جميع الذين سَمِعوا ذلك. فَنَهَضَ الأحْدَاثُ وكَفَّنوهُ وأخرجوهُ خارِجاً فدفنوهُ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثاني والعشرون من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- نياحة البابا الكسندروس الاسكندرى ال19
2- نياحة البابا مرقس الثانى
3- نياحة البابا خائيل الاسكندرى
4- نياحة القديس اسحق الهوزيني
1- في مثل هذا اليوم من سنة 44 ش ( 17 أبريل سنة 328 م ) تنيح الأب القديس البابا الكسندروس التاسع عشر من باباوات الكرازة المرقسية وقد ولد هذا البابا بمدينة الإسكندرية من أبوين مسيحيين . ونشا في خدمة الكنيسة فرسمه البابا مكسيموس أغنسطسا ، والبابا ثاؤنا شماسا ، والبابا بطرس قسا . وكان بكرا طاهرا ولما دنا وقت استشهاد البابا بطرس دخل إليه الكسندروس في السجن هو والأب أرشلاؤس الذي صار بطريركا بعده وسألاه أن يحل أريوس من الحرم فأعاد حرمه أمامهما وعرفهما أن السيد المسيح قد ظهر له في رؤيا وأمره بذلك وأعلمه بجلوس الأب أرشلاؤس بطريركا بعده وبعد الأب أرشلاؤس يجلس البابا الكسندروس وأوصي بهذا كهنة الإسكندرية وأمرهم بعدم قبول أريوس وألا يكون له معهم شركة . ولما جلس البابا أرشلاؤس علي الكرسي وقبل أريوس لم يمكث سوي ستة أشهر وتنيح ولما جلس البابا الكسندروس تقدم إليه أعيان الشعب وسألوه أن يقبل أريوس فأبي وزاده حرما وقال لهم أن البابا بطرس أمره هو والبابا أرشلاؤس بذلك ولما خالف البابا أرشلاؤس هذا الآمر نزعه الله سريعا من كرسي الرئاسة . وبعد هذا نفي أريوس من البلاد فذهب إلى الملك قسطنطين الكبير وتظلم إليه من هذا البابا فأمر باجتماع مجمع الثلاثمائة وثمانية عشر في نيقية فاجتمع تحت رئاسة البابا الكسندروس الذي جادله وأفحمه ثم حرمه هو ومن يقول بقوله ونطق بالأمانة مع بقية الآباء ووضع القوانين والشرائع والأحكام التي لا تزال بين أيدي المؤمنين إلى يومنا هذا . وبعد أن رتب صوم الأربعين وعيد الفصح عاد إلى كرسيه غالبا . وكانت مدة جلوسه علي كرسي الكرازة المرقسية خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرين يوما . صلاته تكون معنا آمين
2- وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 535 ش (17 أبريل سنة 819 م ) تنيح الأب المغبوط مرقس التاسع والأربعين من باباوات الكرازة المرقسية . هذا البابا كان من أهل الإسكندرية ، بكرا طاهرا عالما فاضلا . وقد رسمه البابا يوحنا شماسا فقسا فكان كل من يسمعه يطرب بصوته وبحسن نغماته في الصلاة وسلم إليه البابا البطريرك تدبير البطريركية ولم يكن يعمل شيئا إلا بعد أخذ رأيه ، وعندما البسه الاسكيم المقدس في الهيكل . صاح أحد الشيوخ قائلا : هذا الشماس الذي اسمه مرقس سيستحق أن يجلس علي كرسي أبيه مرقس لما تنيح البابا يوحنا أجمع الأساقفة علي اختياره بطريركا فهرب إلى البرية ولكنهم لحقوا به وأحضروه ورسموه بطريركا في يوم 2 أمشير سنة 515 ش ( 26 يناير 799م ) فأهتم بشؤون الكنائس وعمر ما خرب منها ورد أرباب البدع إلى الرأي القويم وأبرأ مرضي كثيرين وأخرج من بعضهم الشياطين وقال لبعضهم أن ما أصابكم حدث نتيجة تجاسركم علي التناول من الأسرار المقدسة بجهل ، فاحفظوا نفوسكم منذ الآن من الكلام الرديء الذي يخرج من أفواهكم . وفي أيامه استولي العرب علي جزائر الروم وسبوا كثيرين من نسائهم وأولادهم وآتو بهم إلى الإسكندرية وشرعوا في بيعهم فجمع من المؤمنين مالا علاوة علي ما كان عنده من أموال الأديرة ودفع في سبيل إنقاذهم وإطلاق حريتهم ومبلغ ثلاثة آلاف دينار وكتب لهم أوراق عتقهم وزود من رجع إلى بلاده بالمال اللازم له وزوج من بقي منهم وصار يعتني بهم وأهتم هذا الأب بكنيسة المخلص التي بالإسكندرية وجددها فأحرقها بعض الأشرار فعاد وجددها ثانية . ولما أراد الرب نياحته مرض قليلا فقام بخدمة القداس وتناول الأسرار الإلهية ثم ودع الأساقفة الذين كانوا عنده وتنيح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي عشرين سنة وشهرين واحد وعشرين يوما.صلاته تكون معنا . آمين
3- وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 567 ش ( 17 أبريل سنة 851 م ) تنيح الأب القديس البابا خائيل الثالث والخمسون من باباوات الإسكندرية كان هذا الأب راهبا قديسا وقد رسم قمصا علي دير القديس الأنبا يحنس وكان ذا سيره صالحة فاختاره بطريركا وأعتلي كرسي البطريركية في 24 هاتور سنة 566 ش (20 نوفمبر سنة 849 م ) . ولما حلت أيام الصوم المقدس صعد إلى البرية ليقضيها هناك . فتذكر حياته الأولى في البرية فسأل الله ببكاء وتضرع قائلا أنت تعلم يارب أني لا أزال أهوي الوحدة وأني ليس لي طاقة علي هذا المركز الذي أنا فيه فقبل الرب دعاءه وتنيح بسلام بعد عيد الفصح . بعد أن قضي علي الكرسي سنة واحدة وأربعة أشهر وثمانية وعشرين يوما . صلاته تكون معنا . آمين
4- وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيح الأب القديس الأنبا أسحق . وقد ولد بمدينة هورين من أعمال شباس من أبوين طاهرين وكان اسم أبيه إبراهيم وأمه سوسنة وقد توفيت وتركته صغيرا . ثم تزوج أبوه بعد ذلك واتفق أن حدث في البلاد غلاء عظيم وكانت امرأة أبيه تبغضه فلا تعطيه من الخبز إلا القليل . فكان يفرقه علي الرعاة الذين كان يرعى معهم ويبقي هو صائما إلى الغروب مع أن عمره كان وقتئذ ابن خمس سنين وشعر أبوه وحل طرف العباءة وجد قطع الطين خبزا وشهد الحضور بأن الصبي قد فرق ما كان معه من الخبز كما رآه البعض وهو يربط قطع الطين هذه في طرف عباءته فتعجب والده ومجد الله لما كبر الصبي مضي وترهب عند رجل قديس اسمه الأنبا ايليا وأقام عنده مدة وبعد نياحة الأنبا ايليا مضي إلى جبل برنوج وأقام عند شيخ يدعي الأنبا زخارياس وكان أبوه يجد في البحث عنه فلما عثر عليه عند القديس وطلب منه الذهاب معه أشار عليه معلمه أن يطيع والده ويعود معه فعاد ومكث حتى مات أبوه ففرق كل ما تركه له وانفرد في مكان بناه لنفسه يبعد قليلا عن المدينة وداوم علي النسك والعبادة إلى أن تنيح بسلام فدفنوه في محل عبادته . ونسي مكانه وبعد سنين أراد الرب إظهار جسده فظهر نور عظيم علي قبره . رآه جماعة من الحصادين مدة ثلاثة أيام متوالية . فجاء المؤمنون ورفعوا جسده ووضعوه علي جمل وساروا به حتى وصلوا إلى مكان بين هورين ونشرت فوقف الجمل عن السير . فعلموا أن هذا بإرادة الرب وبنوا في هذا المكان كنيسة . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائماً أبدياً . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 20 ، 21 )
أنْفُسُنا تنتظرُ الرَّبَّ في كُلِّ حينٍ، لأنَّهُ هو مُعيِنُنا وناصرُنا. وبهِ يَفرحُ قلبُنا، لأنَّنا على اسْمِهِ القُدُّوسِ اتَّكَلْنَا. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 28 ـ 30 )
قال لهُم يسوعُ: " مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإنسانِ، فحينئذٍ تَعلَمونَ أنِّي أنا هو، ولَسْتُ أفْعَلُ شيئاً مِنْ نَفْسِي وحدي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي أبي فبهذا أتَكَلَّم. والذي أَرْسَلَنِي هو مَعِي، ولَمْ يَتْرُكْنِي وحدي، لأنِّي أفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ كُلِّ حينٍ ". وفيما هو يقول هذا آمَنَ بِهِ كَثِيرونَ.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #348
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 04-30-2015, 06:33 PM
Parent: #347

أحبائى الكرام ..
هذه حلقة جديرة بالمشاههدة وهى تحت عنوان:
" علماؤنا وعلماؤهم " ..
وهى حلقة من حلقات سؤال جرئ وتقديم الأخ الحبيب رشيد ..


شاهدوا واستمتعوا ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #349
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-01-2015, 05:15 AM
Parent: #348

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 5-11-2006

الالتزام.. صفاته وعناصره

الإنسان الفاضل يلتزم بكل كلمة يقولها، وبكل وعد يعد به، وبكل اتفاق يبرمه مع آخرين، وبكل نظام يخضع له...

كما يلتزم بكل عهد بينه وبين الله. ويلتزم بقيم وأخلاقيات وقواعد روحية. وهو يحيا حياة على مستوى المسئولية. لذلك فهو محترم من الكل. إن قال كلمة، تكون لها عند الناس أهميتها ووزنها، بل تكون أفضل من أي اتفاق مكتوب وموثق. حتى إن لم يقل كلمة، بل هز رأسه بعلامة الموافقة، يدركون تمامًا أنه سيلتزم بهذه الموافقة، بدون شهود وبدون إمضاء!!

التزامه هذا دليل على الرجولة، ودليل على احترام الكلمة، واحترام الوعد والاتفاق. إنه سلوك شريف...

والإنسان الفاضل يلتزم أيضًا بما يقرره ويفرضه على نفسه. وكذلك بما يقرره النظام العام، وما توجبه المبادئ السليمة. وكذلك يشعر أن هناك التزامًا تفرضه وصايا الله بما يلزم لها من طاعة...

الوفاء بالوعود والعهود:

إنك في حياتك كلها يا أخي لاشك قدمت لله الكثير من التعهدات في مناسبات متعددة. فهل وفيّت بهذه الوعود أمام الله؟ وهل كنت في كل ذلك على مستوى الالتزام بما وعدت الله به؟! كم من مرة وقعت في ضيقة شديدة، وتعهدت أمام الله -إن هو أنقذك منها- أن تفعل كذا وكذا... فهل أنت قد التزمت بكل ما تعهدت به أمام الله في ضيقتك؟ وكذلك ما تعهدت به أثناء مرضك؟!

وهل أنت التزمت بكل نذر نذرته أمام الله؟

وكم مرة -أثناء مشاعر التوبة التي مرت بك- تعهدت أن تترك الخطيئة نهائيًا ولا تعود إليها... فهل التزمت بتلك التعهدات؟

وكم مّرت عليك مناسبات مقدسة، أو مناسبات تاريخية، وقفت فيها أمام الله تعده بوعود كثيرة. فهل التزمت بكل ما قلته من وعود؟ أم أن لسانك كان يردد قول الشاعر:

كم وعدتُ الله وعدًا حانثًا ليتني من خوف ضعفي لم أعِدْ

وإن كان هذا هو مدى التزامك بمواعيدك في علاقتك مع الله، فماذا نقول بالأكثر عن التزامك بالوعود وبالمواعيد في علاقتك مع الناس؟!

راجع نفسك بدقة وحاسبها عن مبدأ الالتزام في كل حياتك العملية... وضع أمامك في هذه المحاسبة مضار عدم الالتزام.

عدم الالتزام

* إن عدم الالتزام يحوى في داخله لونًا من اللامبالاة، ومن التسيبّ، والتحلل من كل رباط، وكل شرط وكل اتفاق... بطريقة لا تدعو إلى الاحترام! وعدم الالتزام ليس فيه أي شعور بالمسئولية أمام الله وأمام الناس وأمام الضمير. وليست فيه جدية. بل هو دليل على الضعف...

وغير الملتزم يحاول أن يتفطن بالحجج والأعذار، ليفلت من المسئولية!

نعم، ما أكثر أن يعتذر بالعوائق والموانع، وبأن الأمر قد خرج تمامًا من نطاق إرادته وقدرته، أو أن الظروف لم تسمح! أو أنه قد نسى، أو لم يجد الوقت، ولم يجد الإمكانية...! وغالبًا ما يكون السبب الحقيقي هو أنه لم يتعود على أن يحيا حياة الالتزام، وأن يحترم كلمته!!

أما الإنسان الروحي الملتزم، فإنه يبذل كل جهده للانتصار على العوائق إن وجدت! وأن ينفذ التزامه مهما حدث، ومهما كانت الصعوبة... كرجل على مستوى المسئولية... بل إنه يشعر في داخله باحتقار لنفسه، حينما يقدم عذرًا لإعفائه من الالتزام!

* لذلك فإنك تشعر بالراحة، حينما تعمل مع إنسان يتميز بالالتزام...

إن اتفقت معه على شيء، تتوقع تمامًا انك تتفق على أمر مضمون سيأتي بنتيجة سليمة... إنك في عملك مع الملتزمين تنام مستريحًا، واثقًا بأنك تعمل مع من يقّدر الموقف ويحترم الاتفاق.

* أما غير الملتزم، فإنه يسلك بحسب هواه، ولا يبالى بأمر ولا بنظام. ويحاول أن يتملّص من كل ما يراه قيدًا...

وهو لا يخضع لشيء من النظام العام، شاعرًا بأن له حريته الخاصة، مهما كسرت هذه الحرية في طريقها من نظم أو قواعد! لذلك فإن غير الملتزم لا يفهم المعنى الحقيقي للحرية، ظانًا أن الحرية هي لون من التسيب لا يلتزم فيه بشيء! ومعتقدًا أن النظم هي قيود تقيد فكره وإرادته وعمله!! بينما الحرية الحقيقية هي أن يتحرر من الشهوات والرغبات والعادات التي تقيده...

* وإذ يتحلل من الالتزام باسم الحرية، يضطر المجتمع أن يلزمه بالقوة. فيخرج من الالتزام إلى الإلزام... وهكذا تلزمه القوانين والعقوبة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويحتاج من المجتمع إلى مراقبة ومحاسبة ومتابعة وتفتيش. فإن أصرّ على عدم التزامه، يتعرض للجزاء. فيضطر إلى أن يلتزم على الرغم منه!

صفات الملتزم

الملتزم لا يلتزم بالعمل فقط، وإنما أيضًا بنوعية ممتازة في أدائه..

وبهذا يحالفه النجاح في كل ما يعمل، لأنه يعمل بجدية وإخلاص. ولا يحتاج مطلقًا إلى رقيب، يكفى ضميره ونيته الطيبة.

وهو يشعر أن أي تقصير في التزامه، إنما يسبب حرجًا له ولكل العاملين والمتعاونين معه، مما لا يرضاه لنفسه ولهم...

* وهو خارج محيط العمل مع الناس، يسلك بالتزام في حياته الخاصة، في كل ما يمس روحياته، في كل عبادته من صلاة وتأمل، وكل علاقته مع الله -تبارك اسمه- في طاعته والعمل بوصاياه... ويكون ملتزمًا في كل نظام روحي يضعه لنفسه، فلا يتهاون فيه ولا يقصّر...

* وهكذا يكون الملتزم باستمرار قدوة ودرسًا لغيره، يتعلمون من حياته الجدية.

* والملتزم يحرص على كل طاقاته، لكي يستطيع الوفاء بالتزاماته... فهو يحرص كل الحرص على وقته، لأنه يحتاج إلى هذا الوقت في القيام بالمسئوليات التي تلقى على عاتقه... لذلك فهو حريص ألا يضيّع هذا الوقت في تفاهات تعرض له، أو تسليات يمكنه الاستغناء عنها...

* ولأن الملتزم لا يحب أن يقف النسيان عقبةً في طريق وفائه بالتزاماته، لذلك فهو يذكّر نفسه باستمرار بما يجب عليه عمله..
+++

Post: #350
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: بكرى ابوبكر
Date: 05-01-2015, 05:06 PM
Parent: #349

nothing wrong with the post ya Umo

Post: #351
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-01-2015, 05:22 PM
Parent: #350

الأخ الحبيب بكرى ..
شكراً لردكم ..

عندما أريد أن أكتب أى شئ ..

وها أنا عملت لكم COPY .. من اللنك الخطأ .. " نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب "

andlt;a href="http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=postandboard=480andmsg=1418170396andrn=350" target=_selfandgt;Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسبRe: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب

وبدلاً من البوست :" عدت هذه المرة لأبشر بالمسيحية ... "

يكون العنوان تحت ..
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب

أرجوك يا باشمهندس .. اعطنى كلمة سر أخرى ...
لأننى لاحظت شئ آخر .. وهو كلما أردت أن أقوم بالرد ..
لابد وأن أكتب "كلمة السر" فى كل مرة ..
أرجو البحث .. والاستقصاء .. لأننى أشعر بأن هذه العملية
غير طبيعية ..
ولكم منى جزيل شكرى وتقديرى ..
عمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #352
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-01-2015, 05:43 PM
Parent: #351

أحبائى الكرام ..
الآن وعلى قناة الكرمة ..
ومن خلال هذا الرابط :
http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

أبونا الورع .. مكارى يونان ..

شاهدوه .. واستمتعوا ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #353
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-02-2015, 04:59 AM
Parent: #352

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 12-11-2006

القيم السليمة والتقييم الخاطئ

إن كلمة (قيم) اللغوية هي كلمة جمع ومفردها (قيمة). وتعني الأشياء ذات القيمة التي تقود الإنسان في حياته. والمقصود بها اصطلاحًا. هي الأمور السامية ذات القيمة التي يهتم بها كل من يتبع طريقًا فاضلًا، ويتمسك بها كمبادئ يبدأ بها كل عمل يعمله...

فم هي الأشياء التي لها قيمة في تقديرك؟ والتي تقودك في حياتك؟

إن الناس يختلفون من جهة القيم. فالإنسان الروحي له قيم عالية يضعها أمامه باستمرار. بينما هناك أشخاص في العالم، يعيشون بلا قيم أو لهم قيم أخرى غير روحية، أو لهم تقييمهم الخاص للأمور.

* في قلب كل إنسان يوجد اهتمام بشيء معين له القيمة الأولى في تقديره الخاص. ومن أجل هذا الشيء يبذل كل جهده. وفيه يركّز كل عاطفته. فهناك من يركز كل همه في المال، ويعطيه كل القيمة. وهناك من يركز القيمة كلها في الشهرة أو العظمة. وهناك من يجعل القيمة كلها في النجاح أو التفوق...

وبحسب هذا التركيز قد تختفي القيم السابقة التي ربما لا يفكر فيها إطلاقًا!

وهنا يقف أمامنا موضوع هام هو:

الغرض والوسيلة:

فإنسان له غرض معين يعطيه كل القيمة، ربما في سبيله لا يهتم بنوعية الوسيلة التي توصله إليه، وقد تكون وسيلة خاطئة! فلا مانع مثلًا من الكذب والخداع والفن والحيلة لكي يصل إلى غرضه أيًا كان هذا الغرض! فإن وصل، يشعر بفرحة النجاح، حتى إن كانت راحتك قائمة على تعب الآخرين!

لا شك إن هذا هو إنسان وصولي، يعيش بلا قيم، قد فقد السمو في الغرض والوسيلة، كليهما! وفرحه فرح باطل!

أما الإنسان الروحي، فيضع أمامه غرضًا صالحًا. ولابد أن تكون وسائله الموصلة إلى هذا الغرض الصالح هي وسائل صالحة أيضًا.

فهكذا يكون أصحاب القيم والمبادئ.

وهنا نتعرض لموضوع هام هو:

معنى النجاح

كل إنسان يشتاق إلى النجاح. ويمثل النجاح إحدى القيم التي يضعها أمامه. ولكن ما هو النجاح. ونقصد النجاح بمعناه الحقيقي...

ذلك لأن الأشرار يفرحون أيضًا إذا ما نجحوا في تحقيق الشر الذي يريدونه! وكل صاحب غرض يفرح بنجاحه في الوصول إلى غرضه مهما كان خاطئًا! ونحن لا نقصد النجاح بهذا المعنى..

فالنجاح الحقيقي هو أن تصل إلى نقاوة القلب، وليس فقط إلى تحقيق أغراضك أيًا كانت.. وهكذا يكون النجاح هو أن تنتصر على نفسك، لا أن تنتصر على غيرك.

والنجاح هو أن تصل إلى ملكوت الله في قلبك. وكل غرض آخر لك يكون داخل هذا الملكوت.

فإن خرج نجاحك عن هذه القيم، يكون فشلًا لا نجاحًا.

والعجيب أنه كثيرًا ما يطرح إنسان بأنه قد نجح بينما السماء ترثى لحاله! وقد يضمن أنه نجح في أمر من أمور هذا العالم الحاضر، بينما يكون قد خسر أبديته!

وهنا لابد لنا أن نعرض لإحدى القيم الهامة وهى الاهتمام بالأبدية.

الاهتمام بالأبدية

الإنسان الروحي يكون اهتمامه الأول هو بأبديته، أي في مصيره الأبدي. وينمو في هذا الشعور حتى تشغل الأبدية كل اهتمامه، تصير الأبدية صاحبة القيمة الأولى في حياته. وكل عمل أو غرض يتعارض مع أبديته يرفضه رفضًا كاملًا. وهذا الاهتمام بالأبدية يجعل لحياته اتجاها روحيًا ثابتًا، حريصًا على محبة الله وحفظ وصاياه.

هذا الاتجاه الروحي يفقده الذين جعلوا القيمة الأولى لحياتهم هي الانشغال بالعالميات وبالمركز والمتعة انشغالا ملك كل تفكيرهم، وأنساهم الحياة الأبدية، كما أنساهم قول السيد المسيح: "ماذا يستفيد الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه"...!!

ليتك تسال نفسك أيها القارئ العزيز: م هي قيمة الحياة الأبدية عندك؟ هل هي إحدى القيم الأساسية التي تحرص عليها، ولا تبرح ذاكرتك في أي وقت؟ أم أنت لا تفكر فيها على الإطلاق، تشغلك عنها اهتمامات كثيرة؟ فما هي هذه الأمور الكثيرة التي تنال منك اهتماما وتقيمًا أكثر من أبديتك؟! أما آن الأوان أن تصلح موازينك الروحية، وتعيد تقييمك للأمور، حتى تنال ما يليق بها من اهتمام وتركيز في قلبك وفي فكرك وفي توزيع وقتك؟

إنه كلما ترتفع قيمة الأبدية في قلبك وفي فكرك، فعلى هذا الحدّ تصغر وتتضاءل قيمة شهوات العالم في نظرك.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهذه بلا شك واحدة من معالم الطريق الروحي... لأنه سيأتي وقت يفارق فيه الإنسان كل ما في العالم من متع وملاذ، ويقف ليقدم للّه حسابًا.

لقد جرَّب القديس أوغسطينوس كل شهوات العالم قبل توبته، ولكن لما تاب وصغرت كل هذه الأمور في نظره، أستطاع أن يقول: جلست على قمة العالم، حينما أحسست في نفسي أني لا أشتهي شيئًا ولا أخاف شيئًا.

أتركك الآن يا قارئي العزيز وإلى اللقاء في المقال المقبل لنكمّل باقي تأملاتنا.
+++

Post: #354
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-02-2015, 01:24 PM
Parent: #353

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 19-11-2006

عودة إلى القيم السليمة

تحدثنا في العدد الماضي عن القيم السليمة التي يلتزم بها كل إنسان، حتى وصلنا إلى الاهتمام بالحياة الأبدية.. واليوم نتابع حديثنا في موضوع القيم السليمة فنتكلم عن:

علاقتك بالغير

ما هي قيمة الإنسان في نظرك، أي إنسان؟ هل تنظر إليه باعتباره أخًا لك في البشرية؟ تحبه، ويهمك أمره. هل تهتم بكل أحد؟ آخذًا درسًا من الله الذي يهتم بالكل، طبعًا في حدود قدراتك... هل تحرص على مشاعر الناس، كل الناس؟ وهل تقدّر قيمة النفس، أي نفس؟

هل كل إنسان نفسه ثمينة عندك؟ وهل كل إنسان نفسه تمامًا كنفسك؟ تحب له ما تحبه لنفسك. وتحرص عليه وعلى مصالحه. كما تحرص على أعزّ أحبائك: ما يصيبه كأنه أصابك، وما يفرحه يفرحك. وما يسئ إليه كأنه أساء إليك؟

هذه هي إحدى القيم التي يحافظ عليها الإنسان الروحي، أعني تقديره لقيمة النفس البشرية، وحرصه الشديد في المحافظة على حقوق وعلى مشاعر كل أحد...

إنك يا أخي -إن ارتفعت قيمة الإنسان في نظرك- لوجدت نفسك بالضرورة تحترم كل إنسان، وتحب كل إنسان، ولا تجرؤ على أن تجرح شعور إنسان ما. ولا تجرؤ على أن تخطئ إلى أحد، ولا أن تخطئ مع أحد! بل تخاف أن يطالبك الله بدمه في اليوم الأخير..!

* أنا أعرف أنك تهتم بمشاعر الكبار. ولكنك قد تتجاهل الصغار وتنساهم! اعلم إذن أن الله تبارك اسمه يهتم بالكل: بالصغير وبالكبير، بالسيد وبالعبد، بالخادم وبالمخدوم.. يشرق بشمسه على الأبرار والأشرار، ويمطر على الصالحين والطالحين... ويشبع كل حي من رضاه... فلنتبع خطواته..

ليس أحد منسيًا عند الله. كل نفس عزيزة عنده، يرعاها بكل حب وإشفاق، كراع صالح يهتم بكل خرافه...

فكن أنت هكذا، لأن الله قد ترك لنا مثالًا نحتذيه...

لو صار للإنسان هذه القيمة في نظرك، ستحترم حرية الناس، وستحترم حقوقهم. فلا تغضب أحدًا، ولا تغضب أحدًا، ولا تظلم أحدًا، ولا تضر أحدًا، ولا تشهر بسمعة أحد، بل تشمل الكل بمحبتك..

وقيمة النفس البشرية، تدعوك إلى خدمة الناس، حينما يحتاجون إلى ذلك. بل -لو أدّى الأمر- بذل النفس من أجلهم... وأيضًا الاهتمام بالنفس الواحدة، فلا تضيع في زحمة الجماهير..! وهكذا نرى الإنسان الروحي يتعب لأجل غيره...

هنا ونعرض لإحدى القيم الأخرى وهى:

الراحة والتعب:

الإنسان العادي يهمه أن يستريح ولو تعب الناس. أما صاحب القيم فيجد راحته الحقيقية في أن يتعب هو لكي يستريح الناس الراحة عنده هي أن يريح غيره لا نفسه، بل أن نفسه تستريح في راحة غيره.

والراحة في مفهومه هي راحة ضميره وليس راحة جسده... ولا مانع عنده في أن يتعب جسده، إن كان بذلك يمكنه أن يريح غيره، وبذلك يرتاح ضميره...

وهو يدرك تمامًا أن الراحة الحقيقية هي الراحة في الأبدية فليتنا نتعب ههنا بقدر إمكاننا في عمل الخير، عارفين إن الإنسان في الأبدية سيأخذ أجرته بحسب تعبه على الأرض.

وكل الأبرار قد تعبوا في عمل البر، وفي نشر البر، وفي الجهاد المتواصل لأجل بناء ملكوت الله على الأرض.

لذلك فإن التعب من أجل الخير هو إحدى القيم التي يهتم بها الإنسان البار، وهو علامة من معالم الطريق الروحي..

ننتقل إلى نقطة أخرى في موضوع القيم، وهى:-

الروح والجسد:

غالبية الناس.. في تقييم احتياجاتهم- يعطون كل القيمة للجسد وليس للروح، ويظهر هذا في اهتماماتهم العملية: فهم يقدمون كل الاهتمام بأجسادهم وبأجساد أبنائهم وأقاربهم... وهكذا يهتمون بطعام الجسد، وبصحته، وقوته وجماله. ويعطون الجسد كل ما يحتاج من غذاء ومن دواء وعلاج، وما يحتاجه من راحة ونشاط واستجمام...

أما الروح قد تنال نفس الاهتمام. لأن تقييم احتياج الروح ليس واردًا على الذهن، وربما يكون مهملًا...!

لذلك تضعف أرواح الناس، إذ لا تجد غذاءها الروحي الكافي، ولا الاهتمام بكل ما تحتاج إليه من تقوية ومن رياضة روحية، ومن سائر المنشطات الروحية كالقراءة والتأمل والتراتيل والاجتماعات الروحية، والصلوات والألحان، والعظات، والتداريب الروحية...

حقًا إن التقييم الذي نعطيه للروح هو الذي يحدد مسلكنا في الحياة.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهو الذي يجعلنا نهتم بالقيم الروحية، وبالوسائل الروحية التي تنمينا روحيًا، وتدفعنا إلى التقدم باستمرار في الطريق الروحي...

وسنضرب مثالًا في العمل الروحي وهو الصلاة:

ما هو تقييمك للصلاة؟

* هل هو مجرد معونة لك في وقت الضيق؟ تلجأ إليه (حينما تحتاج) إلى الله؟!

* أم هي فرض عليك؟ إذ لم تؤده تشعر بتأنيب ضمير، لمجرد التقصير!

* أم هي غذاء روحي لازم لك؟ إن لم تتناوله تفتر في حياتك الروحية!

* أم هي متعة تشعر بحلاوة مذاقها؟ فتنسى الدنيا وكل ما فيها، وتود لو طال بك الوقت في الحديث مع الله!.

حسب تقييمك للصلاة، تكون درجة روحانيتك فيها، وتكون أيضًا قدرتك على الاستمرار في عمل الصلاة...
+++

Post: #355
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-02-2015, 11:32 PM
Parent: #354

أحبائى الكرام ..

هذه المناظرة الثانية مع الشيخ عمار من السودان ..


شاهدوها .. واستمتعوا ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #356
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-03-2015, 10:21 PM
Parent: #355

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

(يوم الأحد الثالث من الخماسين المقدسة)
3 مايو 2015
25 برموده 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 116 : 1 ، 2 )
أحْبٍبْتُ أنْ يَسمعَ الرَّبُّ صوتَ تَضرُّعي، لأنَّهُ أمالَ بِسمعه إليَّ، فدعوته في أيَّامِي. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 12 ـ 20 )
ثُمَّ كلَّمهُم يسوعُ أيضاً قائلاً: " أنا هو نورُ العالم. مَنْ يَتْبعني فلا يمشي في الظُّلمةِ بَل ينال نور الحياة ". فقال لهُ الفرِّيسيُّون: " أنتَ وحدك تشهدُ لنفسِكَ. شهادتُكَ ليست حقاً ". أجابَ يسوعُ وقال لهُم: " إنِّي وإنْ كُنتُ قد شهدتُ لنفسي فشهادتي حقٌّ، لأنِّي أعلمُ مِنْ أينَ أتيتُ وإلى أينَ أذهبُ. وأمَّا أنتُم فلستم تعلمون مِنْ أين أتيت ولا إلى أين أمضي. أنتُم حسبَ الجسدِ تدينون، أمَّا أنا فلستُ أدينُ أحداً. وإن أنا دنتُ فدينونتي حقٌّ، لأنِّي لستُ وحدي، بَل أنا والآب الذي أرسلني. ومكتوب أيضاً في ناموسِكُم أنَّ شهادةَ رَجُليْن حَقٌّ: أنا أشهد لنفسي، وأبي الذي أرسلني يشهد لي ".فقالوا لهُ: " أين أبوكَ؟ " أجاب يسوعُ: " لا أنا تعرفونَني ولا أبي أيضاً. لو كُنتُم تعرفونَني لعرَفتُم أبي أيضاً ".هذا الكلام قالهُ في الخزانةِ وهو يُعلِّمُ في الهيكل. ولم يقدر أحدٌ أن يُمسكهُ، لأنَّ ساعتهُ لم تكُن قد جاءت بعدُ.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 116 : 4 ، 6 )
بِاسم الرَّبِّ دعوتُ، ياربُّ نجِّ نفسي. الرَّبُّ هو رحومٌ وصدِّيقٌ، وإلهُنَا يرحمُ. الذي يحفظ الأطفال هو الرب، اتَّضعت فخلَّصَني. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 21 ـ 30 )
قالَ لهُم يسوعُ أيضاً: " أنا أمضي وستَطلُبونني، فلا تجدونني وتموتونَ في خطاياكم. وحيثُ أمضي أنا لا تقدرونَ أن تأتُوا " فقال اليهود: " ألعَلَّهُ يَقتلُ نفسهُ لأنه يقولُ: إذ أمضي أنا لا تقدرونَ أنتُم أن تأتوا؟ " فقال لهُم: " أنتُم أنتم من أسفلُ، وأنا أنا من فوقُ. أنتُم مِن العالم، وأمَّا أنا فلستُ مِن العالم.وقد قلتُ لكُم إنَّكُم تموتونَ في خطاياكُم، لأنَّكُم إن لم تُؤمِنوا أنِّي أنا هو تَموتونَ في خطاياكم ". فقالوا لهُ: " مَن أنتَ؟ ". قالَ لهُم يسوعُ: " مِن البدءِ كلَّمتكُم مراراً. وعندي كثيرٌ أقوله من أجلكم وأحكُم، لكنَّ الذي أرسلني هو حقٌّ. وأنا أيضاً ما سمعتهُ منهُ، فبهذا أتكلم به في العالم ". فلم يعلموا أنَّهُ كانَ يكلمهم عن الآب. قال لهُم يسوعُ: " مَتَى رفعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينئذٍ تَعلَمونَ أنِّي أنا هو، ولستُ أفعلُ شيئاً من نفسي وحدي، بل كما علَّمَنِي أبي فبهذا أتكلم. والذي أرسلني هو معي، ولم يترُكني وحدي لأنِّي أفعل ما يُرضيهِ كلِّ حينٍ ". وفيما هو يقول هذا آمن به كثيرونَ.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي
( 3 : 1 ـ 17 )
فإن كُنتُم قد قُمتُم مع المسيح فاطلُبوا ما فوقُ، حيثُ المسيحُ جالسٌ عَن يَمين اللَّـهِ. واهتمُّوا بما فوقُ لا بما على الأرض، فإنَّكُم قد مُتُّم وحياتُكُم مُستترةٌ مع المسيح في اللَّـه. ومتى أُظهِرَ المسيحُ حَياتُنا، فحينئذٍ هُناك أنتُم تُظهَرون معهُ في المجدِ العظيم.فأميتوا الآن أعضاءكُمُ التي على الأرض. أعْنِي: الزِّنا، النَّجاسةَ، الهوى، والشَّهوة الخبيثة، الطَّمع الذي هو عِبادةُ الأوثان، فأنه من أجل هذه الشرور يَحلّ غضب اللَّـه بأبناء المعصية، الذين بينهُم أنتُم أيضاً سلكتُم قبلاً، حين كُنتُم تعيشون فيها. فأمَّا الآنَ فاطرَحوا عَنكُم هذه كُلَّها: الغضبَ، السَّخَط، الخُبثَ، والافتراء، والقول القبيحَ لا يَخُرجن مِن أفواهِكُم. ولا تكذبوا بعضُكُم على بَعضٍ، إذ خَلَعتم الإنسانَ العَتيقَ مع جميع أعمَالِهِ، ولبستُمُ الإنسانَ الجَدِيدَ الذي يتجدَّد للمَعرفةِ شبه صُورةِ خَالقهِ، حَيثُ ليسَ يُونَانيٌّ ولا يَهُوديٌّ، ولا خِتَانٌ ولا غُرلَةٌ، ولا بَربَريٌّ سِكِّيثيٌّ، ولا عَبدٌ ولا حُرٌّ، بل المسيح الكُلُّ وفي الكُلِّ.فالبَسوا كمُختاري اللَّـه القدِّيسين المحبُوبينَ أحشاء رأفاتٍ، ولطفاً، وتواضعاً، ووداعةً، وطول أناة، وكونوا مُحتملين بعضكم بعضاً، ومسامحين بعضُكُم بعضاً إن كان لأحدٍ على صاحبه شكوى. فكما غفر لكُمُ المسيح هكذا اغفروا أنتُم أيضاً. وعلى جميع هذه الأشياء البسوا المحبَّة التي هيَ وثاق الكمال. وسلام المسيح يَملك في قُلوبكُم الذي له دُعيتُم في جسدٍ واحدٍ، وكونوا شاكرين. وكلام الرَّب فليسكن بغنى، وأنتُم بكلِّ حكمةٍ تُعلِّمونَ نفوسكم وتؤدبونها، بمزامير وتسابيح وأغانيَّ روحيَّةٍ، مُتَرَنِّمين بنعمةٍ في قلوبكم للرَّبِّ. وكُلُّ ما تعملونه بقولٍ أو فعلٍ، فاعْمَلوا الكُلَّ بِاسم رَبِّنا يَسوعَ المسيح، شاكرينَ اللَّـهَ والآب به.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 3 : 13 ـ 24 )
لا تتعجَّبوا أيها الإخوة إنْ كان العالمُ يُبغضُكُم. فقد عَلِمنا أنَّنا قد انتقلنا مِنَ الموتِ إلى الحياة، لأنَّنا نُحبُّ الإخوة. ومَنْ لا يُحبَّ أخاهُ يَبقَ في الموتِ. وكُلُّ مَنْ يُبغضُ أخاهُ فهو قاتلُ نفسٍ، وقد عَلِمتُم أنَّ كُلَّ قاتل نفسٍ فليس لهُ حياةٌ أبديَّةٌ ثابتةٌ فيهِ. بهذا قد عَرفنا المحبَّة: أنَّ ذاكَ أسلم نفسهُ لأجلِنا، فنحنُ يَنبغي لنا أن نضعَ نُفوسنا لأجل إخوتنا. ومَنْ كان لهُ في هذا العالم معيشة، ورأى أخاهُ مُحتاجاً، فحبس رحمتهُ عنهُ، كيف يمكن أن تكون محبَّةُ اللَّـه ثابتة فيهِ؟ يا أولادي، لا نُحِبُّ بالكلام ولا باللِّسان، بلْ بالعَمَلِ والحَقِّ! فبهذَا نَعْرِفُ أنَّنا مِن الحَقِّ وإننا بالحق نُقنِعُ قُلُوبَنَا قُدَّامَهُ. وإن كان قلبنا يلومنا فإن اللَّه أعظَمُ مِن قلبنا، وهو عالمٌ بكُلِّ شيءٍ.يا أحبَّائي، إن لم تبكتنا قلوبنا، فَلنَا ثقةٌ مِنْ نحو اللَّـهِ. وكل شيء نسأله نَنَاله مِنْهُ، لأنَّنَا نَحْفَظُ وصَايَاهُ، ونَعْمَلُ الأعمال المرضيَّة قدامهُ. وهذهِ هيَ وصِيَّتُهُ: أنْ نُؤْمِنَ بابنهِ يَسُوعَ المَسِيحِ، وأن نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أوصانا. والذي يَحْفَظْ وصَايَاهُ فذاك ثابتٌ فيهِ وهو أيضاً ثابتٌ في ذلك. وإنما نعلم أنَّهُ يحل فِينَا: مِن الرُّوحِ القدس الذي أَعْطانا.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 10 : 37 ـ 43 )
أنتُم تعلمون الأمرَ الذي صار بأرض اليهوديَّةِ مُبتدِئاً من الجليل، بعد المعموديَّة التي كَرَزَ بها يوحنَّا. عن يسوع الذي من النَّاصرةِ إذْ مَسَحَهُ اللَّـه بالرُّوحِ القدُسِ والقوَّة، الذي جال يعمل الخيرات والشفاء لكلّ الَّذينَ تسلط عليهم الشيطانِ، لأنَّ اللَّـه كان معهُ. ونحنُ شهودٌ بكل ما صُنع في كورة اليهوديَّة وفي أورشليمَ. الذي قتلوهُ مُعلِّقينَ إيَّاهُ على خشبةٍ. فهذا أقامهُ اللَّه في اليومِ الثَّالثِ، وأعطاهُ أنْ يظهر علانيةً، ليسَ لجميعِ الشَّعبِ بل لشهودٍ سبقَ اللَّه فاصطفاهم من البدء، لنا نحنُ الذين أكلنا وشرِبنا معهُ بعد قيامتهِ من بين الأمواتِ. وأوصانا أن نَكرزَ للشَّعبِ، ونشهدَ بأنَّ هذا هو المُعَيَّنُ من اللَّه دَيَّاناً للأحياءِ والأمواتِ. ولهُ يشهدَ جميعُ الأنبياءِ إن كلَّ مَنْ يؤمنُ بهِ ينالُ بِاسمهِ مغفرة الخطايا.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الخامس والعشرون من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- استشهاد القديسة سارة ووالديها
2- تذكار القديس ببنوده المتوحد
1- في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة سارة وولداها وهذه كانت من أهل إنطاكية زوجة لرجل اسمه سقراطس أحد قواد دقلديانوس . وكان هذا القائد قد ترك دينه المسيحي تملقا للملك وكان يتظاهر أمام زوجته بأنه إنما فعل هذا خوفا من الملك . ورزقها الله ولدين فلم تستطع أن تعمدهما بإنطاكية خوفا من الملك ومن زوجها . فأخذتهما وسافرت إلى الإسكندرية لتعمدهما هناك . فأراد الله أن يظهر عظم أمانتها منفعة للأجيال المقبلة فأهاج رياحا شديدة كادت تغرق المركب . فخافت المرأة أن يموت ولداها بغير عماد . فصلت صلاة طويلة ثم شرطت ثديها اليمين وأخذت من الدم وصلبت علي جبيني ولديها وقلبهما ثم غطستهما في البحر ثلاث مرات باسم الأب والابن والروح القدس وبعد ذلك سكتت الرياح وهدأ البحر وسارت المركب ولدي وصولها إلى الإسكندرية دخلت الكنيسة وقدمت ولديها للبابا بطرس خاتم الشهداء ليعمدهما مع أطفال المدينة . فلما أخذ الولدين ليعمدهما جمد ماء المعمودية كالحجر . فتعجب البابا من ذلك فأخذ الولدين مرة ثانية فتجمد الماء ثانية . وهكذا إلى ثلاث مرات فاستغرب البابا واستخبر من والدتهما عن الآمر . فعرفته بما جري لها في البحر وما عملته لولديها فمجد الله قائلا : " حقا أنها معمودية واحدة " . ولما عادت المرأة إلى إنطاكية أنكر عليها زوجها ما فعلته وأخبر الملك بذلك فاستحضرها ووبخها قائلا : " لماذا ذهبت إلى الإسكندرية لتزني مع النصارى ؟ " فأجابته القديسة : " أن النصارى لا يزنون ولا يعبدون الأصنام ومهما أردت بعد هذا فافعله وسوف لا تسمع مني كلمة أخري " فقال لها : " عرفيني ماذا عملت بالإسكندرية " فلم تجبه . فأمر بشد يديها إلى خلفها ووضع ولديها علي بطنها ثم حرقها بالنار فحولت وجهها إلى الشرق وصلت . ثم أسلمت روحها الطاهرة مع ولديها . ونالوا جميعا إكليل الشهادة . صلاتهم تكون معنا . آمين
2- وفي هذا اليوم نحتفل بتذكار القديس ببنوده المتوحد والقديس ثاؤذورس العابد ومائة شهيد استشهدوا جميعا ببلاد العجم . صلواتهم تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 115 : 12 ، 13 )
الرَّبُّ ذكرنا وبَارَكنا، بَارَكَ بيت إسرائيل، بَارَكَ بيت هارون، بَارَكَ الذين يخافون الرَّبّ، الصِّغارَ مع الكبار. هللويا
إنجيل القداس
إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 1 ـ 42 )
فلمَّا عَلِمَ يسوع أن الفرِّيسِّيين قد سمعوا أنَّ يسوعَ قد كوّنَ لهُ تلاميذ كثيرين وأنَّهُ يُعمد أكثرَ مِنْ يُوحنَّا، مع أنَّ يسوعَ نفسهُ لم يكُن يُعمِّدُ بل تلاميذُهُ، تركَ اليَهوديَّة ومضى أيضاً إلى الجليل. وكان لا بُدَّ لهُ أن يجتازَ بالسَّامِرة. فأتى إلى مدينةٍ مِنَ السَّامِرة تُدعَى سوخارُ، قريبة مِنَ الضَّيعةِ التي أعطاها يعقُوبُ ليوسف ابنهِ. وكانت هُناك عين ماء ليعقوب. فلما تَعِبَ يسوع مِنَ مَشي الطريق، جلسَ كذلك على العين، وكان وقت السَّاعةِ السَّادسةِ. فجاءت امرأةٌ مِنَ السَّامِرة لتملأ ماءً، فقال لها يسوع: " أعطيني لأشربَ " أمَّا تلاميذهُ فكانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا لهم طَعاماً. فقالت لهُ المرأةُ السَّامِريَّةُ: " كيف وأنت يهوديٌّ تَطلُبُ مِنِّي لِتشرب، وأنا امرأةٌ سامريَّةٌ؟ " لأنَّ اليهود لا يُخالطون السَّامِريِّين. أجابَ يسوعُ وقال لها: " لو كُنتِ تعرفين عطيَّة اللَّـه، ومَنْ هو الَّذي يقولُ لكِ أعطيني لأشربَ، لكنت أنت تسألينهُ فيعطيكِ ماءً حيّاً ". قالت لهُ المرأةُ: " يا سيِّدُ، لا دَلْوَ لكَ والبئرُ عميقةٌ. فمِنْ أينَ لكَ الماءُ الحيُّ؟ ألعلَّك أنتَ أعظمُ مِنْ أبينا يعقوب، الذي أعطانا هذه البئر، ومِنهَا شرب هو أيضاً وبَنوهُ وماشيته؟ "أجاب يسوعُ وقال لها: " كُلُّ مَنْ يَشربُ مِنْ هذا الماء يعطشُ أيضاً. وأمَّا مَنْ يَشربُ مِنَ الماء الذي أُعطيهِ أنا لهُ فلنْ يعطشَ إلى الأبد، بل الماءُ الذي أُعطيهِ لهُ يكون فيهِ ينبوعَ ماءٍ يفيض حياةٍ أبديَّةٍ ". قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أعطني هذا الماء لكي لا أعطشَ ولا أجيء إلى هنا لأملأ ماءً ". فقال لها يسوعُ: " اذهبي وادعي زوجكِ وتعاليْ إلى هنا ". أجابت المرأةُ وقالت: " ليسَ لي زوجٌ ". قال لها يسوعُ: " حسناً قُلتِ أن ليسَ لي زوجٌ، لأنَّك تزوجتِ خمسةُ أزواجٍ، والَّذي معكِ الآنَ ليسَ هو زوجكِ. فهذا الذي قُلتِه حقٌّ ". قالت لهُ المرأةُ: " يا سيِّدُ أرى أنَّك نبيٌّ! آباؤُنا سجدوا على هذا الجبل، وأنتُم تقولون إنَّ مكان السجود في أورشليمَ، حيث يحل السجود ". قال لها يسوعُ: " صدِّقيني يا امرأةُ، تأتي ساعةٌ فيها يسجدون للآب لا على هذا الجبل، ولا في أورشليم. أنتم تسجدونَ لِمَن لا تعلمون. أمَّا نحنُ فنسجُد لِمَن نَعْلَمُ. لأنَّ الخلاصَ هو مِنَ اليهود. لكن تأتي ساعةٌ، وهيَ الآن، حين السَّاجدون الحقيقيُّونَ يَسجدون للآب بالرُّوح والحقِّ، لأنَّ الآب إنما يطلب مثل هؤلاء السَّاجدين لهُ. اللَّـه روحٌ. والذين يسجدون لهُ فبالرُّوح والحقِّ ينبغي أن يسجدوا ". قالت لهُ المرأةُ: " نحنُ نعلمُ أن مسيَّا، الذي يُدعَى المسيحُ، يأتي. ومتى جاء فهو يُخبرُنا بكُلِّ شيءٍ ". قال لها يسوعُ: " أنا هو الذي أُكلمُكِ ". وعند ذلك جاء تلاميذُهُ، وكانوا يتعجَّبونَ أنَّهُ يتكلَّمُ مع امرأةٍ. ومع ذلك لم يقُل لهُ أحدٌ: " ماذا تَطلُبُ؟ " أو " لماذا تُكلِّمها؟ " فتركت المرأةُ جرَّتَهَا ومضت إلى المدينة وقالت لِلنَّاس: " تعالوا انظروا هذا الإنسان الذي قال لي كُلَّ ما فعلتُ. فلعلَّ هذا هو المسيحُ؟ ". فخرجوا مِنَ المدينة وأقبلوا إليهِ.وسألهُ تلاميذُهُ فيما بينهم قائلينَ: " يا مُعلِّمُ، قم فَكُلْ " فقال لهُم: " إنَّ لي طعاماً آكله لستُم تعرفونهُ أنتُم ". فقال تلاميذهُ بعضهُم لبعضٍ: " ألعل أحداً أحضر لهُ ليأكُل؟ " قال لهُم يسوع: " طعامي أنا أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمِّم عملهُ. ألستم تقولون: إنَّهُ بعد أربعةُ أشهُرٍ يأتي الحصادُ؟ ها أنا أقولُ لكُمُ: ارفعوا أعينكُم وانظروا إلى الحقول إنَّها قد ابيضَّت للحصاد. الذي يحصد يأخُذُ أُجرتهُ ويجمعُ ثمراً للحياة الأبديَّة، لكي يفرح الزَّارعُ والحاصِدُ معاً. فإنَّ في هذا يَحقّ القول: إنَّ واحداً يزرعُ وآخر يَحصُدُ. إنِّي أرسلتكُم لتحصُدوا ما لم تتعبوا فيهِ. آخرون تَعِبوا وأنتُم دخلتُم على تعبهم ".فآمَنَ بهِ مِنْ تلك المدينة كثيرون مِنَ السَّامِريِّين بسبب كلام المرأةِ الشاهدة لهُ أنَّهُ: " قال لي كُلَّ ما فعلتُ ". ولمَّا آتى إليهِ السَّامِريُّون طلبوا إليهِ أن يُقيمَ عِندهُم، فأقامَ هُناك يوميْن. فآمن بهِ جموع كثيرة أيضاً من أجل كلامهِ. وكانوا يقولون للمرأة: " لسنا مِنَ أجل كلامك نؤمنُ، فإننا نحن أيضاً قد سَمِعْنَا ونَعْلَمُ حقّاً أنَّ هذا هو المسيح مُخَلِّصُ العالم ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #357
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-04-2015, 03:15 AM
Parent: #356

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 26-11-2006

الهدف والوسيلة

نحن جميعًا نتفق في الأهداف أو الأغراض، مادامت النية سليمة، ومادام الهدف نافعًا وخيرًّا. ولكننا قد نختلف في الوسائل الموصلة الأهداف...

فما هي أسباب الاختلاف في الوسائل إذن؟

سببها اختلاف الفكر والعقل. فكلٌ منا له فكره الخاص ونظرته الخاصة إلى الأمور. كذلك تختلف الأفكار في درجة الذكاء، وبالتالي في الاستنتاج وفي الحكم والتقدير. ويختلف الناس أيضًا في الطباع وفي نوع النفسية. كذلك يختلفون من جهة البيئة المحيطة بكل منهم ومدى تأثيرها عليه..

لذلك نجد أشخاصًا يتميز كل منهم بطيب العنصر وبمحبة الخير. ومع ذلك فوسائلهم مختلفة... كلٌ منهم له طريقته وأسلوبه، وله منهجه الخاص في الوصول إلى الغرض. ولهذا كثير ما يحدث خلاف في العمل الجماعي حسبما نرى العديد من الهيئات...

أحيانًا يوجد تنوع وأحيانًا أخرى يوجد اختلاف وخلاف...

ونحن لا نعترض على التنوع، فهو يؤدي إلى ثراء في الفكر وفي الخبرة. أما الاختلاف والخلاف فكثيرًا ما يتسبب في انقسام وصراعات. وربما يتحول من الموضوعية إلى خلاف شخصي يتطور إلى خصام وعداوة!

ويحدث الخلاف حينما يرى البعض أن طريقه هو الطريق السليم الوحيد، وينتقد غيره من الطرق ويحاول تحطيمها!

والحل هو إيجاد تنسيق وتكامل وتعاون بين الطرق المتعددة المتنوعة الواصلة إلى نفس الغرض الواحد...

وسنضرب الآن عدة أمثلة من الاختلاف حول الغرض الواحد..

ففي موضوع الإصلاح مثلًا:

الإصلاح أمر يريده الجميع ويتفقون عليه. ولكن تتعدد الآراء وتختلف في الوسائل التي يمكن بها أن يتم الإصلاح المنشود...

* فيرى البعض أن الإصلاح ينبغي أن يتم عن طريق لجنة من الحكماء، أو من الشيوخ ذوى الخبرة والمعرفة يضعون مفهومه وقواعده وأنظمته... بينما يرى البعض الآخر أن الإصلاح يضعه الشعب كله صاحب المصلحة الأولى فيه. وأنه لابد أن يتم برضي الشعب وموافقته على كل بند من بنوده...

* يرى البعض أن الإصلاح يتم عن طريق الحلول الإيجابية البناءة، وهى واضحة المعالم للجميع. بينما يصرّ البعض الآخر على أن الإصلاح السليم لا يمكن بناؤه إلا بواسطة دراسة متأنية متعمقة تخص كل الموضوعات التي يشملها الإصلاح. وليس المهم عامل الزمن، بل التركيز على الإتقان...

* يرى البعض أن لا أسلوب يوصل إلى الإصلاح إلا العنف، عن طريق النقد الشديد والمنشورات والتجريح والتشهير... ذلك لأن المخطئين الذين سيتخلص الإصلاح منهم، لا يمكن إزاحتهم إلا باستخدام الشدة معهم وكشفهم أمام الجماهير. بينما يرى آخرون أنه لا يجوز -في أسلوب الإصلاح- أن نفقد الوداعة واتضاع القلب، بل نحتفظ بروحياتنا...

وهكذا تتعدد الوسائل، بل تختلف أحيانًا، والغرض واحد وهو الإصلاح.

وللأسف، لا ننكر في موضوعنا هذا، أن البعض يستخدم أحيانًا:

مبدأ ميكيافيللي Machiavelli الذي ينادي بأن الغاية تبرر الواسطة the end justifies the means!

فيرى أنه مادامت الغاية سليمة، فلا مانع من استخدام أية الوسائل مهما كانت خاطئة! وإن عاتبت هذا الشخص على أخطائه، يحتج بأنه يسعى إلى غرض نبيل! كلا، فالغرض النبيل يلزم أن تكون وسائله نبيلة أيضًا. ولا يصح الجمع بين الخير والشر ليسيرا معًا في طريق واحد!!

* بالمثل أب يقسو جدًا على ابنه حتى يعقده نفسيًا. ويحتج بغرض مقدس هو تربية ابنه! هذا الغرض سليم، ولكن الوسيلة مخطئة... أو أم تتدخل في صميم الحياة الزوجية لأبنتها، وقد تتسبب في فصلها عن زوجها! وتبرر ما تفعله بحرصها على كرامة ابنتها.. إنها وسيلة غير حكيمة تؤدي إلى الضياع..

وكثيرًا ما ضيعّ الناس علاقاتهم بغيرهم، كنتيجة للوسيلة الخاطئة...

مثال ذلك شخص يسعى إلى مصالحة غيره. إنه هدف سليم بلا شك.. ويرى أن وسيلة ذلك هي العتاب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكنه في طريقة العتاب، يعيد الأوجاع والجروح القديمة، ويضغط عليها بأسلوب يتعب الطرف الآخر. ويخرج من العتاب وقد ساءت العلاقة عن ذي قبل! لأن طريقة العتاب كانت سيئة... بعكس ذلك إنسان آخر يستطيع بالعتاب أن يكسب الموقف. بل يجعل الطرف الآخر يتفهم الموضوع على أحسن وجه، ويعتذر له، ويخرجان صديقين وكأن شيئًا لم يكن...

العتاب هو العتاب. ولكن وسيلته عند واحدٍ مقبولة ومجدية. وعند آخر متعبة ومؤذية، وتأتي بعكس المطلوب..!

إنسان يعاتب بطريقة هادئة، والآخر يعاتب بطريقة ساخطة.

الأول يعاتب بحب وعشم، والثاني يعاتب بحقد وانتقام.

هذا يريد أن يصالح. وذاك يريد أن يثبت للطرف الآخر أنه مخطئ، وأنه يستحق ما ناله منه..!!

لذلك، نصيحتي لك أيها القارئ العزيز:

إن اشتركت مع أحد في عمل ما، أو من أجل خير ما، لا يكفي أن يكون مشتركًا معك في الهدف أو الغرض، وإنما ينبغي أن يكون مشتركًا معك أيضًا في الوسيلة وأسلوب العمل...

لئلا تكون طريقته في تنفيذ الغرض المشترك غير طريقتك. فتختلفان معًا، أو يسبب لك مشاكل باعتباركما شريكان في عمل واحد...

ما أكثر الوسائل للغرض الواحد. وكلُ منها ترى أنها الأفضل والأصلح.

ولنضرب المثل فتربية الأبناء: إنه هدف سليم يتفق عليه الجميع. ولكنهم يختلفون في أسلوب التربية:

* فالبعض يمنحون أولادهم الحرية الكاملة، كما في كثير من بلاد الغرب. وحينما يكبر الأولاد، لا يمارس الآباء أية سلطة عليهم. ويبررون ذلك بأنهم يريدون للابن أن تكون له شخصيته المستقلة التي لا تقع تحت ضغط..

* هناك أسلوب عكس هذا يلجأ إليه آباء آخرون، وهو التشديد الكامل لحماية الأبناء من الانحراف. ولكنه قد يوجد كبتًا له ردود فعل سيئة...

* وهنا طريق وَسَط: لا هو بالحرية التي فيها تسيب، ولا هو التشديد والتقييد.. هو أسلوب الأب الذي يصادق ابنه. ويشرح ويعلّم ويُقْنِع ويحاور... ولا شك أن الإقناع -ولو أنه يأخذ وقتًا وجهدًا- إلا أنه يُوجِد حافزًا في الداخل، يكون أفضل من الأوامر والنواهي التي هي مجرد ضغوط من الخارج...
+++

Post: #358
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-04-2015, 10:36 AM
Parent: #357

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

(يوم الاثنين من الأسبوع الرابع من الخماسين المقدسة)
4 مايو 2015
26 برموده 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 43 : 5 )
لماذا أنتِ حزينةٌ يا نَفسي ولماذا تُزعِجِينَني. توكَّلِي على اللَّهِ فإنِّي أعترِفُ لهُ. خلاص وَجهي هو إلهي. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 16 : 17 ـ 20 )
وهذه الآياتُ ستتبعُ المؤمنين بِاسمي: يُخرجون شَّياطين، ويتكلَّمُون بلغاتٍ. ويحمِلونَ حيَّاتٍ بأيديهم، وإن أكلوا شيئاً مُميتاً فلا يَضُرُّهُم، ويضعون أيديهُم على المرضى فيبرأون.ومن بعد ما كَلَّمهُمُ الرَّبَّ يسوع ارتفع إلى السَّماء، وجلس عن يمين اللَّـه. أمَّا أولئك فخرجُوا وكرزوا في كُلِّ مكانٍ، وكان الرَّبُّ يَعملُ معهُم ويُثبِّتُ الكلام بالآياتِ التي تتبعهم إلى أبد الآباد. آمين.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 43 : 3 )
أَرْسِلْ نُورَكَ وحقَّكَ، فإنَّهما أهدياني وأصعداني إلى جبلكَ المُقدَّس، وإلى مَسكنِكَ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 4 : 30 ـ 34 )
وقال: " بِماذا نُشَبِّهُ ملكوتَ اللَّـهِ؟ أو أي مثلٍ نُضربهُ لهُ؟ أنهُ كحبَّةِ الخردل، التي إذا زُرعت في الأرض فهي أصغرُ جميع البذور التي على الأرض، فإذا زُرعت ترتفع وتصيرُ أكبر البُقول جميعها، وتصنعُ أغصاناً كبيرةً، حتَّى أنَّ طيور السَّماء تستطيع أن تتآوى تحتَ ظلِّها ". وبأمثالٍ كثيرةٍ كهذه كان يُخاطبهم بالكلمة حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا، وبغير مَثَلٍ لم يكُن يُخاطبهُم. وفي الخلوة كان يُفسِّرُ الكل لتلاميذهِ.
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 4 : 4 ـ 8 )
وأمَّا الَّذي يَعملُ فلا تُحسَبُ لهُ الأُجرةُ على سبيلِ نعمةٍ، بل على سبيلِ دَينٍ. وأمَّا الَّذي لا يعملُ، ولكن يؤمنُ بالَّذي يُبرِّرُ الفاجر، فإيمانهُ يُحْسَبُ لهُ براً. كما قال داودُ في تطويبِ الإنسان الَّذي يَحْسِبَ لهُ اللَّـه بِرّاً بدون أعمالٍ: " طوبى للَّذين غُفِرَتْ آثامهم وسُتِرَتْ خطاياهم. طوبى للرَّجُل الذي لا يَحْسِبَ لهُ الرَّبُّ خطيَّةً ".
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 3 : 8 ـ 12 )
لهذا أُظهِرَ يسوع ابنُ اللَّـهِ ليُبطِل أعمَال الشَّيطانَ. كُلُّ مَن وُلِدَ مِن اللَّـهِ فلن يعملُ الخطيَّةً، لأنَّ زَرعَهُ ثابتٌ فيهِ، ولا يستطيعُ أن يُخطئ لأنَّهُ مَولودٌ من اللَّـهِ. فبهذا يتبيَّن لنا أبناء اللَّـهِ مِن أبناء الشَّيطان. كُلُّ مَنْ لا يعملُ البرَّ فليسَ هو من اللَّـهِ، وكذا مَن لا يُحبُّ أخاهُ.لأنَّ هذه هيَ الوصية التي سمِعتُموها من البدءِ: أنْ يُحِبَّ بعضُنا بعضاً. ليس كَما كانَ قايينُ الذي كان مِن الشِّرِّيرِ فقتلَ أخاهُ. ولماذا قَتَلهُ؟ لأنَّ أعمالهُ كانت شرِّيرةً، وأعمالُ أخيهِ كانت بارَّة .
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 5 : 21 ـ 25 )
فلمَّا سَمعوا دخلوا إلى الهيكل نحو الصبح وطفقوا يُعَلِّمونَ. فأمَّا رئيس الكهنة والذينَ معه، فدعوا المجمع ومشائخ إسرائيل، وأرسلوا إلى السجن ليأتوا بالرُّسُلِ. فلمَّا انطلق الذين أرسلوهم لم يَجدوهُم في الحبس، فعادوا وأخبروا قائلين: " إنَّنا وجدنا الحبس مُغلقاً بكُلِّ حرصٍ، والحُرَّاس قياماً على الأبواب، ولكن لمَّا فتحنا لم نجد هناك أحداً ".فلمَّا سَمِعَ الكاهنُ وقائدُ جُند الهيكل ورؤساء الكهنة هذه الأقوال، تحيروا في أمرهُم فطفقوا يُفكِّرونَ: ما عسى أن يصير هذا؟ فجاء إنسان وأعلَمهُم قائلاً: " هوذا الرِّجال الذين وضعتُموهُم في السِّجن هُم في الهيكل يُعلِّمون الشَّعب! ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السادس والعشرون من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- استشهاد سوسيتيوس بن سوسيبطرس
2- استشهاد البابا يوأنس الاسكندرىال78
1- في مثل هذا اليوم استشهد القديس سوسنيوس . كان هذا القديس ابنا لأحد خواص الملك دقلديانوس . وكان قد ظهر له ملاك الرب وقوي عزمه علي نوال إكليل الشهادة . فحفظ هذا الآمر في قلبه وحدث أن أرسله الملك إلى مدينة نيقوميدية لتجديد عبادة الأوثان فحزن هذا القديس جدا واستحضر قسا واستعلم منه عن كل أمور الدين حتى عرف حقائقه ولما علم أبوه بحاله وشي به لدي الملك أنه لا يعبد الأوثان فأمر بتعذيبه فعذبوه بكل نوع من العذاب المريع وكان الرب يقويه ويصبره . وأخيرا قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة . وكان عدد الذين شاهدوه وقت العذاب وأمنوا بسببه ونالوا إكليل الشهادة ألفا ومائة وسبعين شخصا .صلاتهم تكون معنا . آمين
2- وفي مثل هذا اليوم من سنة 1009 ش ( 21 أبريل سنة 1293 م ) تنيح البابا يؤنس السابع البطريرك الثامن والسبعون . ومن أمره أنه بعد أن رشح أراخنة القاهرة البابا غبريال الثالث للبطريركية واختاروه ورسموه قمصا ، اتفق بعض أراخنة مصر علي يوأنس بن أبي سعيد السكري وعملوا قرعة هيكلية فسحب اسم غبريال فنازعه يوأنس المذكور ومن كان معه فأبطل القرعة وقدم يوأنس في 6 طوبة سنة 978 ش ( أول يناير سنة 1262 م ) بعد وفاة البابا ( أثناسيوس الثالث ) سلفه وأقام بطريركا ست سنين وتسعة شهور وتسعة عشر يوما ثم عزل وتولي مكانه البابا غبريال الثالث من 24 بابه سنة 985 ش إلى 6 طوبه سنة 987 ش ثم عزل غبريال وأعيد يوأنس بأمر السلطان في 7 طوبه . وفي أيامه أمر السلطان في سنة 980 ش أن يحفروا حفرة كبيرة ويجمعوا النصارى ويحرقوهم فيها . وطلب البطريرك وقرر عليه دفع خمسين آلف دينار وأقاموا سنتين يحصلونها وأعتقوا النصارى الذين جرت عليهم شدائد كثيرة في أيامه . وقاسي الأساقفة تجارب شديدة وتنيح البابا غبريال سلفه في مدة رئاسته الثانية فتقدم عليه في جدول البطاركة واستمر البابا يوأنس علي الكرسي في المدة الثانية اثنين وعشرين سنة وثلاثة شهور وتسعة عشر يوما وتنيح بسلام في 26 برمودة سنة 1009 ش ودفن بالبساتين بدير النسطور .صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 119 : 15 ، 105 )
مِصْباحٌ لِرِجْلِي هو نَاموسُكَ ونُورٌ لِسُبِلي. فليُضئْ وجهُكَ على عبدِكَ، وعلِّمْنِي حقوقَكَ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 39 ـ 42 )
قال لهُم يسوعُ: " لو كُنتم أولاد إبراهيم، لكُنتُم تعملونَ أعمال إبراهيم! والآنَ تطلبوني لتقتلوني، وأنا إنسانٌ يقول لكُم الحقَّ الذي سمعتَهُ مِن اللَّـهِ. هذا لم يعملهُ إبراهيم. أنتُم تَعملونَ أعمال أبيكُم ". قالوا له: " نحن لسنا مولودينَ مِن زناً. لنا أبٌ واحدٌ هو اللَّـهُ ". فقال لهُم يسوعُ: " لو كان اللَّهُ أباكُم لكُنتم تَحبُّونَنِي، لأنِّي خرجتُ من اللَّه وأتيت. لأنِّي لم آتِ مِن نفسي وحدي، بل هو الذي أرسلَنِي ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #359
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-04-2015, 03:34 PM
Parent: #358

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 1-12-2006

تهنئة لجريدة الأهرام في عيدها المائة والثلاثين

يسرني أن أهنئ جريدة الأهرام على هذا الجسر الطويل الممتد الذي عبرته خلال ثلاثة قرون من الزمان، في عهود تنوّع حكّامها من خديوي، إلى سلطان، إلى ملك، إلى رئيس جمهورية. وقد زارها ثلاثة من رؤساء جمهوريتنا: جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك. وجلسوا في مكاتبها، وتحدثوا إلى محرريها، وامتدحوا خط سيرها الذي تحوّل باستمرار إلى الأفضل...

كم من جرائد عامة سبقت الأهرام أو عاصرتها، ولكنها اختفت ولم تستمر، وتخلّفت عبر هذا الزمن الطويل. أما (الأهرام) فقد صمدت أمام تيارات كثيرة حتى احتفلت بعيدها المائة والثلاثين...

وأهنئ جريدة الأهرام على ذلك العدد الكبير من مشاهير الكتّاب الذين حرروا فيها، من قادة الفكر والقلم، ومن رجال السياسة والأدب، من يمنحون هيبة للكلمة، ويستخدمون وقارًا في التعبير... من أمثال د.طه حسين، ود. نجيب محفوظ، والأستاذ توفيق الحكيم، ود. لويس عوض، ود. بطرس غالي، والأستاذ أحمد بهاء الدين، والأستاذ أحمد الصاوي محمد، والأستاذ يوسف السباعي، ود. يوسف إدريس، وبنت الشاطئ... وكذلك من احتضنتهم جريدة الأهرام من بداية عملهم الصحفي، إلى أن بلغوا علو قامتهم فيها... وأيضًا بعض من تتلمذوا في (الأهرام)، ثم أنشأوا لهم صحفًا خاصة، أو استعارتهم مجلات وجرائد ليصيروا رؤساء تحرير لها...

ومن هنا، فإن (الأهرام) لم تكن مجرد صحيفة أو جريدة، وإنما مدرسة ضمت العديد من الأساتذة وأخرجت للصحافة العديد من أصحاب الأقلام المعروفين...

وبهذه المناسبة أهنئ الأهرام أيضًا على مجموعة مميزة من رؤساء تحريرها: بدءًا بمؤسسيها سليم تكلا وبشارة تكلا، ومرورًا بالأستاذ محمد حسنين هيكل، والأستاذ علي أمين، والأستاذ أنطون الجميل... إلى رئيس تحريرها حاليًا الأستاذ أسامه سرايا.

وإلى جوار كل هؤلاء نذكر كوكبة تحيط برئيس التحرير: من نواب رئيس التحرير، والمشرفين على الأقسام المتعددة للجريدة، ومحرري الأبواب المتنوعة، حيث تصل في مجموعها إلى أكثر من ثلاثين صفحة، الأمر الذي يحتاج إلى جهد عقول كثيرة...

نهنئ (الأهرام) أيضًا بتنوع موضوعاتها وأهميتها. فهي تشمل إلى جوار السياسة الخارجية، ما تنشره عن أخبار الدولة، وكافة ما يهم القراء من موضوعات في التعليم، والاقتصاد، والفكر المستنير، وفي الأحداث الجارية، وما يلزمه من الإعلانات بتعدد أنواعها.. وكذلك آخر أخبار الرياضة والفن...

ولا ننسى إطلاقًا صفحة الكاراكاتير characatures التي أشرف عليها مدى سنوات طويلة الأستاذ الفنان صلاح جاهين، الزجّال والشاعر والروائي والرسّام الفكاهي، الذي أسعد كثيرين بإنتاجه الأدبي والفني.

كما كانت الصفحة قبل الأخيرة لجريدة الأهرام تمثل أهم ما يُنشر في الصحف عامةً عن الوفيات والعزاء. وقد نمت حتى أصبحت تحوي عددًا من الصفحات...

يضاف إلى كل هذا، الإصدارات الخاصة بالأهرام. ولعل في مقدمتها الأهرام الدولي، والأهرام الاقتصادي، وعديد من المجلات. وأذكر هنا إنني كنت -أثناء تواجدي للعلاج في أمريكا- أقرأ جريدة الأهرام كل يوم، ويسرني صدورها بانتظام في بلاد الغرب.

إن ثقة الناس بجريدة الأهرام وما تنشره، جعلها واسعة الانتشار في مصر وخارج مصر أيضًا. وهذه الثقة أيضًا هي التي ساعدت الأهرام على الاستمرار مدى 130 عامًا، والى المزيد في مستقبل الأيام أيضًا...

وجريدة الأهرام لا تمثل وجهة نظر حزب من الأحزاب السياسية كما في الجرائد الحزبية. كما لا تمثل فكر شخصي معين أو هيئة ما كما في الجرائد الخاصة. إنما هي تمثل مصر أولًا وأخيرًا، في سياسة من الحياد ومن الرزانة في النشر، حافظت عليها كل هذا الزمن..

وحتى اسمها أيضًا (الأهرام) له الطابع المصري الصميم.. والحياد الذي اتصفت به الأهرام، هو من الأسباب الهامة الرئيسية التي ساعدت على ثقة القراء بها.

إن عدد المشتغلين في جريدة الأهرام من محررين وإداريين وموظفين وعمال -سواء في نفس الجريدة أو إصداراتها- هو عدد كبير جدًا... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولذلك كان من السهل أن يكون لها مركزها -بالانتخاب- في عضوية نقابة الصحفيين، وحتى في منصب النقيب نفسه أحيانًا...

وهذا الأمر أضاف إلى جريدة الأهرام مركزا آخر مميزًا إلى جوار مركزها المميز في التحرير والإدارة وسعة الانتشار...

إن صدور (الأهرام) كجريدة يومية بحجمها المميز، وكذلك ما صدر عنها من مجلات... كل ذلك كان لابد في تسهيل تنفيذه، من وجود مطابخ خاصة تقوم بهذا العبء كله. وهكذا أنشئت مطابع الأهرام، ونمت على أحدث طراز، وأصبحت تُطبع فيها أيضًا جرائد أخرى أفسحت الأهرام صدرها لها، واحتضنت طبعًا في مطابعها.

وبهذا صارت لمطابع الأهرام شبه خدمة عامة تقوم بها بالإضافة إلى طبع جريدتها الخاصة وباقي إصداراتها...

وبعد، إن الحديث عن كل ما يتعلق بجريدة الأهرام، قد يطول بنا حتى يتحول هو أيضًا إلى هرم آخر...

لذلك، فليعذرني القارئ العزيز إن اكتفيت بهذه النقاط البسيطة التي ذكرتها في تحية وتهنئة (الأهرام) بعيدها المائة والثلاثين، جعله الله عيدًا سعيدًا للجريدة وأسرتها العريقة من المحررين والقراء.
+++

Post: #360
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-05-2015, 00:54 AM
Parent: #359

اختبار الأخت نديم ..

من خلال برنامج " سؤال جرئ "

مع الأخ الحبيب رشيد ..



شاهدوا هذه الحلقة المباركة ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #361
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-05-2015, 11:04 AM
Parent: #360

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

(يوم الثلاثاء من الأسبوع الرابع من الخماسين المقدسة)
5 مايو 2015
27 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 1 ، 2 )
لِيترأَّف اللَّهُ علينا ويُبارِكنا. وليُظهِر وجهَهُ علينا ويرحَمنا. ليُعرَف في الأرضِ طَرِيقُكَ، وفي جميع الأُمَمِ خلاصُكَ. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 4 : 35 ـ 41 )
وفي ذلكَ اليوم لمَّا كانَ المَساءُ قالَ لهُمْ: " لنجتَز إلى العَبْرِ ". فَصرفوا الجَمعَ وأخَذوهُ مَعهُمْ في السَّفينةِ. وكانتْ مَعهُ سُفُنٌ أُخرى. فَحَدَثَت ريحٌ شديدة، وكانتِ الأمواجُ تقع في السَّفينةَ حتى كادتْ السَّفينةُ تَمتَلِئُ. وكانَ هو في المُؤخَّرِ نائماً على وسادةٍ. فأيقَظوهُ وقالوا لهُ: " يا مُعَلِّمُ، أمَا تحفل أن نَهْلِكُ؟ " فقامَ وانْتَهَرَ الرِّيحَ، وقال لِلبَحرِ: " اسْكُتْ. وابكَمْ ". فَسَكَت الرِّيحُ وصَارَ هُدوءٌ عَظيمٌ. ثُمَّ قالَ لهُمْ: " ما بالكم خائفين؟ أليس لكُمْ إيمانٌ بعدُ؟ " فخافوا خوفاً عظيماً، وقال بَعضُهُم لِبَعضٍ: " مَنْ تُرى هذا؟ فإنَّ الرِّياحَ والبَحرَ تُطِيعهُ! ".
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمورباكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 5 ، 6 )
فلتَعترِفْ لكَ الشُّعوبُ يا اللَّـهُ، فلتعتَرِفُ لك الشُّعوبُ جميعاً. ليُبارِكنا اللَّهُ إلهُنا، ليُبارِكنا اللَّهُ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 1 : 40 ـ 44 )
فأتَى إليهِ أبرصُ يَطلُبُ إليهِ جاثياً قائلاً لهُ: " ياربُّ، إن شئت تقدر أن تُطهِّرني ". فتحنَّن عليهِ يسوعُ ومدَّ يدَهُ ولمسَهُ وقال لهُ: " أُريدُ، فَاطْهُرْ! ". فذهبَ عنهُ البرصُ حالاً وطَهَرَ. فأنتهرهُ وصرفهُ للوقتِ، وقال لهُ: " انظُر، لا تَقول لأحدٍ، بل امضِ وأرِ نفسكَ للكاهن وقَدِّمْ عَن تطهيرك القربان الذي أمر به موسى، شهادةً لهُم ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 3 : 19 ـ 21 )
ونحن نعلمُ أن كلَّ ما قيل في النَّاموس إنما قيل للذينَ في النَّاموس، لكي يستدَّ كُلِّ فمٍ، ويصير العالم كُله تحتَ قِصاص اللَّـه. لأنَّهُ بأعمال النَّاموس لا يتبرَّر كلُّ ذي جسدٍ قدام اللَّـه. لأنَّ بالنَّاموس عُرِفت الخطيَّةِ. وأمَّا الآن فقد ظهر برُّ اللَّـه بدون النَّاموس، مشهوداً له من النَّاموس والأنبياء.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 3 : 13 ـ 17 )
لا تَتعجَّبُوا يا إخوتي إن كانَ العالمُ يُبغِضُكُمْ. نحنُ نعلَمُ أنَّنا قد انتقلنا مِن المَوت إلى الحياة، لأنَّنا نُحِبُّ الإخوةَ. ومَن لا يُحِبَّ أخاهُ يبقى في المَوت. وكُلُّ مَن يُبغِضُ أخاهُ فهُو قاتلُ نفسٍ، وقد عَلِمتم أنَّ كُلَّ قاتل نفسٍ ليس لهُ حياةٌ أبديَّةٌ ثابتةٌ فيهِ. بهذا قد عَرَفنا المحبَّةَ: أنَّ ذاكَ وضعَ نفسهُ لأجلنا، فنحنُ ينبغي لنا أن نضعَ أنفسَنا لأجل إخوتنا. وأمَّا مَن كان لهُ في هذا العالَم مَعِيشةُ، ورأى أخاهُ مُحتاجاً، فحبس رحمته عنهُ، فكيفَ يمكن أن تكون محبَّةُ اللَّـهِ ثابتة فيهِ؟.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 5 : 27 ـ 29 )
فلمَّا جاءوا بهم، أقاموهم في المجمع. فسألهم رئيس الكهنة قائلاً: " ألسنا أوصيناكُم وصيَّةً أن لا تُعلِّموا أحداً بهذا الاسم؟ وها أنتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكُم، وتريدونَ أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان ". فأجاب بطرس والرُّسلُ وقالوا: " ينبغي أن يُطاعَ اللَّـه أكثرَ مِن النَّاس ".
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم السابع والعشرون من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
استشهاد بقطر بن رومانيوس
في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل بقطر بن رومانوس وزير الملك دقلديانوس . وقد ربته أمه مرتا علي المبادئ المسيحية وارتقي في رتب المملكة حتى أصبح الثالث في مرتبتها . وكان له وقتئذ عشرون سنة وكان كثير الصوم والصلاة وافتقاد المحبوسين وإعانة الضعفاء والمساكين . ولما قطعوا رأس القديسة ثاؤذورا أم القديسين قزمان ودميان لم يجسر أحد أن يدفنها خوفا من الملك . فتقدم هذا القديس وأخذ الجسد وكفنه ثم دفنها غير مبال بأمر الملك . وكثيرا ما كان يبكت والده علي عبادته الأوثان . فوشي به عند الملك فاستحضره وطلب منه أن يعبد الأوثان طاعة للآمر الملكي فحل القديس منطقة الجندية ورماها في وجهه قائلا : " خذ عطيتك التي أعطيتنيها " وألقاها بين يديه ، فأشار أبوه علي الملك أن يرسله إلى الإسكندرية ليعذب فيها وفيما هم سائرون به ودعته أمه باكية فأوصاها علي المساكين والأرامل والمنقطعين . ولما وصل الإسكندرية عذبه الوالي أرمانيوس عذابا كثيرا ثم أرسله إلى والي أنصنا فعذبه هذا أيضا ثم قطع لسانه وقلع عينيه . وكان الرب يقويه ويصبره كل مرة وكانت صبية عمرها خمس عشرة سنة تنظره من شباك منزلها أثناء العذاب فرأت إكليلا نازلا علي رأسه فاعترفت بذلك أمام الوالي والجمع الحاضر فأمر الوالي بقطع رأسها ورأس القديس بقطر , فنالا إكليل الحياة في ملكوت السموات . ويوجد حي في الإسكندرية لم يزل للان يعرف باسم البقطرية نسبة لهذا القديس حيث يظهر أنه كانت هناك كنيسة باسمه في هذا الحي .صلاتهما تكون معنا ، ولربنا المجد دائما . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 54 : 1 ، 2 )
اللهُمَّ بِاسمِكَ خلِّصْني، وبقُوَّتك احكُم لي. استَمعْ يا اللَّـهُ صَلاتي، وانصتْ إلى كَلام فَمي. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 51 ـ 55 )
" الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ كانَ أحدٌ يَحفظُ كلامِي فَلنْ يَرى المَوتَ إلى الأبَدِ ". قالَ لهُ اليهودُ: " الآنَ عَلِمْنَا أنَّ بِكَ شيطاناً. قَدْ ماتَ إبراهيمُ والأنبياءُ أيضاً، وأنتَ تَقولُ: إنَّ مَنْ يَحفظُ كلامِي فَلنْ يَذوق المَوتَ إلى الأبَدِ ". ألعَلَّكَ أنت أعظَمُ مِنْ أبينا إبراهيم الذي مات؟ والأنبياءُ أيضاً مَاتوا. مَنْ تَجعلُ نَفْسَكَ؟ " أجابَ يَسوعُ قائلاً: " إنْ أنا مجَّدت نَفسِي فليسَ مَجدِي شيئاً. موجود أبي الذي يُمَجِّدُنِي، الذي تَقولونَ أنتُمْ إنَّهُ إلهنا، ولم تَعرِفوهُ. أمَّا أنا فَأعرِفُهُ. وإنْ قُلتُ إنِّي لا أعرِفُهُ أكُونُ مِثلَكُمْ كاذباً، لكِنِّي أعرِفُهُ وأحفَظُ كلامه.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #362
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-05-2015, 08:25 PM
Parent: #361

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 10-12-2006

الفضائل لا تتعارض بل تتكامل

لا يوجد تناقض في الفضائل, ولا يهدم بعضها بعضًا مهما بدت بعض التناقضات للعين غير الفاحصة! والإنسان الحكيم لا يقتنى إحدى الفضائل على حساب فقد فضيلة أخرى, بل يجاهد لاكتساب الكل...

لذلك فهو يجمع بين الحب والحزم, وبين الرحمة والعدل, وبين الوداعة والشجاعة, وبين البساطة والحكمة... فكلها فضائل تتمشى معًا في غير تعارض ولا تناقض. وسنبدأ حديثان عن تكامل الفضائل...

الحب والحزم

الشخصية المتكاملة تجمع بين الطيبة والقوة, وبين الحب والحزم. وهذا الأمر لازم جدًا في محيط الآباء, والمدرسين, ورجال الإدارة. فيكون في طبعهم الحنو, ومن صفاتهم أيضًا الهيبة. وليس من الصالح أن حنوهم يفقدهم هيبتهم. فالهيبة لازمة لحفظ النظام وحفظ القيم. والحنو لازم حتى يطيعهم الناس عن حب وليس عن رعب!

* على أنه من الأشياء الغريبة في محيط الأسرة, أن الوالدين يوزعان أحيانًا الحب والحزم فيما بينهما: فيكون للأم الحب, وللأب الحزم! بينما ينبغي أن يكون الحب والحزم لكل منهما...

وفى هذا, نرى أنه إذا أخطأ الابن أو حاول أن يخطئ, تحاول الأم أن تمنعه عن ذلك بقولها له"... لئلا يغضب أبوك ويعاقبك".. دون أن تقول له إنه هي أيضا لا ترضى عن ذلك الأمر!! ويختلط الأمر على الابن, ولا يعرف أين الحق. وكل ما في الأمر أنه يتقى غضب الأب!

* ويحدث أحيانًا أخرى أن رئيسًا لإدارة ما يريد أن يكسب محبة مرؤوسيه, ولأجل هذا يتهاون في حقوق العمل ولا يكون حازمًا في معاقبة المخطئين.

وربما تحدث نتائج سيئة جدًا, لهذا الحنو الخالي من الحزم.

الوداعة والشجاعة

هاتان الصفتان لا تتعارضان. فمن الخطأ أن يظن شخص أن صفة الوداعة تمنعه من الشجاعة, وتحوُله إلى جثة هامدة لا نخوة فيها ولا شهامة ولا حياة..! كما من الخطأ أن تحوله الشجاعة إلى التهور أو إلى العنف بفقدان وداعته. وإنما عليه أن يستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة, ويستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة. وتظهر كلً من هاتين الصفتين في الحين المناسب لها. وكما قال سليمان الحكيم " لكل شيء زمان. ولكل أمر تحت السموات وقت".

الوداعة ليس معناها الضعف, والشجاعة ليس معناها العنف. والوداعة والشجاعة يجب أن تمتزج كل منهما بالحكمة والفهم. وأتذكر أنني قلت مرة في رثاء أستاذ عظيم لنا:

يا قويًا ليس في طبعهِ عنفٌ ووديعًا ليس في ذاتهِ ضعفُ

يا حكيمًا أدّب الناس وفى زجره حبً وفي صوته عطفُ

لك أسلوبُ نزيه طاهرُ ولسانُ أبيض الألفاظ عفُّ

إذن ليكن الإنسان وديعًا. ولكن لا يسمح للطيبة أو الوداعة, أن تفقده كرامته وحقوقه وهيبته، وتدفع غيره إلي اللعب به، وإلا فسوف يكره الناس الطيبة، والمشكلة ليست فيها، وإنما في إساءة فهمها، وفي استخدامها وحدها بعيدة عن غيرها من الفضائل. ولذلك يجب أن نزن كل فضيلة بميزان دقيق، ولا نمارسها وحدها بغير حكمة...

البساطة والحكمة

من الأخطاء الواضحة أن يوصف إنسان بالبساطة، بينما لا تكون له حكمة. بل تكون بساطته هذه لونًا من السذاجة، وتؤخذ عليه بعض التصرفات. ويحاول البعض أن يعذروه، بقولهم عنه أنه بسيط! وفي الواقع ليست هذه بساطة حقيقية.

* فالبساطة هي عدم التعقيد، وليست عدم الحكمة، وليست هي السذاجة.. البساطة الحقيقية هي بساطة حكيمة. والحكمة يمكن أن تكون أيضًا حكمة بسيطة. ومن الجائز أن يقول إنسانًا كلامًا حكيمًا جدًا، وبأسلوب بسيط. وتكون له حكمة في عقله، وبساطة في قلبه وفي أسلوبه. فهو يتصرف في عمق الحكمة وبكل بساطة. حكمته ليس فيها تعقيد الفلاسفة. وكلامه العميق يكون واضحًا وبسيطًا يفهمه الكل.

* كذلك فليس معنى البساطة أن تصدقّ كل ما يقال لك بدون تفكير، أو تعطى مجالًا للبعض أن يخدعك أو يلهو بك! إنما في بساطة تعاملك مع الناس، تكون مفتوح العينين حاضر الذهن، تستطيع أن تميز الذئاب التي تلبس ثياب الحملان. كما لا تعيش في جو من الحذر والشك والظنون...

* وأيضًا الإنسان البسيط -حينما يطيع من هو أكبر منه- إنما يمزج الطاعة بالحكمة. وبهذا لاتقاد شخصيته المتكاملة بفضيلة واحدة منفصلة عن باقي الفضائل الأخرى...

الرحمة والعدل

هاتان الفضيلتان يمكن أن تجتمعا معًا، ولا تناقض بينهما...

والله -جل جلاله- من صفاته الرحمة وأيضًا العدل، بغير انفصال بينهما. فرحمته مملوءة عدلًا، وعدله مملوء رحمته. ويمكن أن نقول إنه عادل في رحمته، وإنه رحيم في عدله.

هما صفتان تتكاملان، ولا تتناقضان إطلاقًا

إذن متى يختلف العدل عن الرحمة عند بعض البشر؟ يحدث الاختلاف في حالة التطرف من جهة ممارسة أيّ منهما.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أي عندما يتحول العدل عند البعض إلي قسوة، أو تتحول الرحمة إلى استهانة بحقوق العدل، وتشجيع الآخر على الخطأ، ولو عن غير قصد!

وهنا يمكن أن نقول إن الشخص الرحيم يمكن أن يعاقب المخطئ، ولكن في رفق على قدر ما يحتمل ذلك المخطئ. وأيضًا بقصد إصلاحه وإعطاء درس لغيره، وليس بروح الانتقام ولا بعنف...

وهكذا فإن المسئول عن إدارة عمل، لا يجوز له أن يسلك في فضيلة التسامح والعفو عن المخطئين، بأسلوب يسئ إلي العمل، وتسقط به هيبة الإدارة، ويسوده التسيب واللامبالاة!! وهنا يكون المسئول قد فقد فضيلة العدل وفضيلة الحزم، وظنّ أن المعاقبة خطية !

إنما بالتكامل في الفضائل، يعرف الإنسان متى يعفو، ومتى يعاقب. ويكون روحيًا في كلا الحالين. ويعرف متى يعمل العمل المناسب، في الوقت المناسب، وبالسبب الداعي إليه...
+++

Post: #363
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-06-2015, 02:48 AM
Parent: #362

مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 17-12-2006

لا تجعل راحتك على تعب الآخرين -1

ما أكثر الخطايا التي يقع فيها من يبنى راحته على تعب الآخرين... وسنضرب لذلك أمثلة عديدة منها:

1- من يقيم حفلة ساهرة صاخبة، بميكروفونات تنقل الصوت عاليًا عبر عدة شوارع...

ويستمر على ذلك إلى ما بعد منتصف الليل في لهو وغناء وضوضاء. ولا يبالى في كل ذلك بشعور غيره ولا بمصلحته! فالمحتاج إلى نوم لا يستطيع أن ينام. والتلميذ لا يستطيع أن يذاكر. والمريض يزعجه الصوت، وربما يكون قد تناول حبوبًا منومة تفقد مفعولها. وباقي الناس تفقد حريتهم في الكلام وفى القراءة وفي الاستمتاع بوقتهم... ولكن صاحب الحفلة مسرور بحفلته، وغير عابئ بتأثيرها على غيره!

* ومثال ذلك أيضًا: من يفتح راديو أو ترانزستور في أتوبيس أو قطار... هو يريد أن يسمع ولا يهمه غيره...

2- مثال آخر: من يجد لذته في التهكم والضحك على غيره...

فيتخذ ذلك الشخص مجالًا للسخرية والتفكه والتسلية، غير مبال بجرح مشاعره, جاعلًا السامعين يشاركونه في جعل ذلك الإنسان أضحوكة لهم.. وبخاصة إن كان لا يستطيع الدفاع عن نفسه، أو يحتشم من ذلك لأن الذي يستهزئ به أكبر منه سنًا أو مقامًا...

هذا الساخر إنما يحاول أن يجد راحته في تعب غيره نفسيًا.

3- كذلك من يدخن سيجارة, وبجواره من يكره رائحتها...

ينفخ دخانها في وجهه أو فيما حوله. ولا يهمه أن غيره يكاد يختنق من رائحة الدخان, وبخاصة لو كان ذلك في مكان مغلق! ونشكر الله أن كثيرًا من شركات الطيران تمنع التدخين داخل الطائرة... ونلاحظ أن زوجات كثيرات يتعبن من أزواجهن المدخنين الذين يعكرون جو البيت كله برائحة دخانهم...

* يدخل تحت بند التدخين أيضًا المصانع التي تلوث الجو بالدخان، وتؤذى صحة الإنسان.. وكذلك العربات التي تنفث في سيرها دخانًا.

4- مثال آخر: من يتعب غيره بمكالمات تليفونية قد تطول...

يطلب غيره تليفونيا في أي وقت. وقد يكون ذاك نائمًا, أو على مائدة الطعام, أو عنده ضيوف, أو يكون منشغلًا بعمل هام يجب أن يقوم به.. ويظل هذا الشخص يتكلم ويتكلم, دون أن يسأل هل الذي يسمعه لديه وقت لسماعه أم لا؟ بينما اللياقة تقتضى أن يسأل..!

5- وبنفس الوضع، الحكم على بعض الزيارات...

إنسان يزور صديقًا أو قريبًا له على غير موعد، دون أن يتأكد هل هذا الصديق مستعد لاستقباله أم لا! ولكنه يدخل ويجلس ويتكلم. وقد تطول الجلسة, وصاحب البيت يخجل من أن يقول له أنه مُنشغل, أو كان على وشك الخروج لمهمة معينة أو موعد مع آخرين... ويكون هذا الضيف وهو جالس في بيت صاحبه, إنما هو جالس على أعصابه!

وما أصعب مثل هذه الزيارات إن كانت خلال أيام الامتحانات، ويعلو فيها الصوت، والطلبة الذين في البيت يحتاجون إلى هدوء.. ولكن هؤلاء الضيوف يحاولون أن يجدوا راحتهم, ولو على تعب غيرهم!

6- أيضًا هناك أشخاص يريدون أن يتكلموا, وربما في موضوعات لا يستريح لها سامعوها..!

وقد يتحدثون عن أسرار أناس آخرين, أو مشاكل معينة, أو أخطاء قد حدثت, أو يفتحون أذهان سامعيهم لمعرفة أمور جديدة عليهم من الخير لهم أن لا يعرفوها.. ولكنهم يريدون أن يتكلموا, ولو أتعبوا السامعين, ولو صبوا في آذانهم معلومات مؤذية, ولو أتلفوا أفكارهم..!

وقد يحاول السامع أن يهرب, ولكنهم يضغطون بالكلام لأنه يجدون متعتهم في الحديث, شاء السامع أن يسمع أم لم يشأ! هذا بالإضافة إلى إضاعة وقته..

7- كذلك من يضغط على غيره, إنما يبحث عن راحة هو بتعب الغير..

وقد يكون هذا الضغط على إرادته, لكي ينفذ ما لا يريد! وربما يُستخدم فيه أحيانًا الإلحاح المتعب الذي يشكل ضغطًا على أعصابه وعلى أُذنيه, وقد يكون الضغط مباشرًا أو عن طريق وسطاء. أو قد يكون ضغطًا على ضميره بلون من التهديد... المهم أن يصل هذا الشخص إلى تحقيق غرضه بالضغط أو بضغوط. ولا يهمه مطلقًا شعور من يضغط عليه, ولا تعب أعصابه أو تعب ضميره, وتعب فكره وتعب إرادته, ومقدار الوقت الذي تستغرقه الضغوط...

8- هناك أشخاص آخرون يستريحون نفسيًا عن طريق الشكوى والبكاء, ويشركون غيرهم في آلامهم باستماع مشاكلهم ومتاعبهم وأحزانهم...

ولو حدث ذلك مرةً أو في أحدى المناسبات, لكن ممكنًا الاحتمال بشعور المشاركة الاجتماعية.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن ماذا عن أشخاص تعودوا الشكوى والبكاء والنكد..؟! فما أن يقابلوا حتى ينفتح ريكوردر الشكوى والحزن والتعب والبكاء إلى غير ما لا نهاية! ومهما حاول السامع أن يخفف عنهم لا يستطيع. ويزداد الأنين والتعب, وربما لغير سبب أو لسبب تافه, أو بحديث متكرر وبلا نتيجة! المهم أنه يريدون أن ينفسوا عن أنفسهم, ولو تعب سامعوهم... نصيحتي لمثل هذا الشاكي أن ينظر إلى ملامح سامعه.. ويرى هل تعب أو ضجر؟ وهل من الممكن أن يكمل كلامه أم لا...

ما أكثر الذين يفقدون أصدقائهم ومعارفهم, بمداومة الشكوى والبكاء...

9- نقطة أخرى هي التبرج:

إنسانة تقف طويلًا أمام المرآة قبل أن تخرج من منزلها. ولا تفارق المرآة حتى ترضى تمامًا عن نفسها وأنها صارت في منتهى الجمال والفتنة, وأن كل من يراها لابد سيعجب بها! ولا يهمها في كل ذلك أنها قد توقع غيرها في شَرك. بل كل راحتها النفسية أن تكون موضع الإعجاب, ولو تعب الذين يعجبون بها! نصيحتي لها: لا تجعلي محبة الذات تقودك, بل اهتمي أن لا تكوني عثرة لأحد...

10- نقطة مشابهة, مع اختلاف في التفاصيل: وهى بعض المُتزينات في الحفلات:

إنسانة تريد أن تكون الأولى في إحدى الحفلات. وقد تحضر حفل عُرس, وتحاول أن تكون أجمل وأشيك من العروس نفسها! فتلبس ملابس فوق مستوى الكل, وتتحلى بحلىّ لا تتحلى به امرأة أخرى. تريد أن تجذب انتباه الكل, ولو ألغت وجود غيرها! حتى ولو أتعبت باقي النساء وشعرن بصغر نفس وبضآلتهن إلى جوارها! هذه أيضا تبحث عن راحتها بتعب الأخريات.

وإن ناقشها أحد في ذلك, ترد قائلة "إنها حفلة, ويجب أن أهتم فيها بأناقتي".

نعم، ولكن في حدود المعقول, ودون إثارة الغيرة, ودون الدخول في مقارنات. أليس في الحفلة ما يناسب مستوى المشتركات فيها, بأناقة معقولة..

وبعد, يا قارئي العزيز, أرى أن هذا الموضوع يحتاج إلى مزيد من الأمثلة. فإلى اللقاء في المقال المقبل, إن شاء الرب وعشنا.
+++

Post: #364
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-06-2015, 11:30 AM
Parent: #363

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
(يوم الأربعاء من الأسبوع الرابع من الخماسين المقدسة)
6 مايو 2015
28 برموده 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 119 : 49 ، 50)
اُذكُرْ كَلامَكَ لعبدِكَ الذي جعلتني عليه أتَّكِلُ، هذا الذي عزَّاني في مذلَّتي، لأن قولك هو أحياني. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 6 : 47 ـ 52 )
ولمَّا صار المساءُ كانت السَّفينةُ في وسط البحر، وهو وحدهُ على الشاطيء. فلما رآهُم مُعذَّبينَ في الجذف، إذ كانت الرِّيح تواجههم. وافاهم نحو الهَزيع الرَّابع من اللَّيل ماشياً على البحر، وكان يريد أن يتجاوزهم. فلمَّا رأوهُ ماشياً على البحر ظنُّوهُ خيالاً، فصرخوا. لأنَّهُم رأوهُ كُلهم واضطربوا. فللوقت خاطبهم وقال لهُم: " ثِقوا! أنا هو. لا تخافوا ". وصعد إليهِم إلى السَّفينة فسكَنت الرِّيحُ، فبُهِتوا جداً في أنفُسِهِم، لأنَّهُم لم يُدركوا أمر الأرغفة إذ كانت قُلوبُهُم غليظةً.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 119 : 23 ، 24 )
ضَعْ لي ياربُّ نَامُوساً في طريق حُقوقك، فأطلبهُ في كُلِّ حينٍ. فَهِّمني فأفحصُ ناموسِكَ، وأحفظُه بكُلِّ قلبي. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 3 : 31 ـ 34 )
ثم جاءت أُمُّهُ وإخوتُهُ فوقفوا خارجاً وأرسلوا إليه يدعونهُ. وكانَ الجمعُ جلوساً حولهُ، فقالوا لهُ: " ها هيَ أُمُّكَ وإخوتُكَ خارجاً يطلبونكَ ". فأجابهم قائلاً: " مَن أُمِّي وإخوتي؟ " ثمَّ نظر إلى الجالسينَ حوله وقال: " ها أُمِّي وإخوتي، لأنَّ كل من يَصنعُ مشيئة اللَّـهِ فهذا هو أخي وأُختي وأُمِّي ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
( 2 : 13 ـ 18 )
فأمَّا الآن في المسيح يسوع، أنتم الذين كنتم من قبل بعيدينَ، صِرْتُم بدم المسيح قَرِيبينَ. فإنَّهُ هو سلامنا، الذي جَعَلَ الاثنين واحداً، ونقض بجسده حائط السياج الذي كان واقفاً في الوسط أي أزال العداوة. وأبطل بجسده ناموس الوصايا في الفرائض، لكي يَخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً، صانعاً سَّلاماً، ويُصالح الاثنين في جسدٍ واحدٍ مع اللَّـه بالصَّليب، قاتلاً العداوة به. وجاء فبشَّركُم بسلامٍ، أنتُم القريبين والبعيدين. لأنَّ به صار لنا معشر الفريقيْن المدخل بروح واحد إلى الآب.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 4 : 8 ـ 13 )
وقبل كلِّ شيءٍ، فلتكن محبَّتكم بعضكُم لبعضٍ صادقة، لأنَّ المحبَّة تغطي كثرةً من الخطايا. كونوا مضيفين بعضكم بعضاً بلا دمدمة. وكلُّ إنسان منكم فبحسب الموهبة التي أخذها من اللَّه، فليخدم بها بعضكم بعضاً، كوكلاء أمناء على نعمة اللَّـه المتنوِّعة. وكل مَن يتكلَّم فليتكلم بمثل كلام اللَّـه. وكل مَن يخدم فليخدم بقوَّةٍ يمنحها اللَّـه، لكي يتمجَّد اللَّـه في كل شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والقدرة والكرامة إلى دهر الداهرين. آمين.أيُّها الأحبَّاءُ، لا تستغربوا البلوى المُحرِقة التي بينكُم حادثةٌ، لأجل امتحانكُم، كأنَّ ذاك شيءٌ غريبٌ يحدث لكُم، بل كما اشتركتُم في آلام المسيح، افرحوا الآن لكي تفرحوا أيضاً عند ظهور مجده مُبتهجينَ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 20 : 1 ـ 6 )
ومن بعد ما انتهى الشَّغبُ، دعا بولسُ التَّلاميذَ فعزَّاهم وودَّعهُم، وخرج فانطلق إلى مكدونيَّةَ. فلمَّا جال هذه البلدان وعظهُم بكلام كثيرٍ، ثم أقبل إلى هلاَّسَ، ومكث هناكَ ثلاثةَ أشهُرٍ. غير أن اليهودِ دبروا له مكيدةٌ، وهو مزمعٌ أن يصعدَ إلى سوريَّةَ، فصارَ رأيٌ أنْ يرجعَ على طريق مكدونيَّةَ. فخرج معه سوباترس الذي من بيرية، وأرسترخُسُ وسكوندُسُ اللَّذان من تسالونيكي، وغايوسُ الذي من مدينة دربة، وتيموثاوسُ الذي من لسترة. ومِن أهلِ أسِيَّا: تيخيكُسُ وتروفيمُسُ. هؤلاءِ سَبقوا وانتظرونَا في ترواسَ. فأمَّا نحنُ فخرجنا مِن فيلِبِّي بعدَ أيَّام الفَطير وسرنا في البحر، ووافيناهُم في ترواسَ في خمسَةِ أيَّامٍ، ومكثنا عندهم سبعَةَ أيَّام.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثامن والعشرون من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
استشهاد ميليوس الناسك
في مثل هذا اليوم استشهد القديس ميليوس كان هذا الأب ناسكا ومجاهدا طول أيامه ساكنا مع تلميذيه في مغارة بجبل خوراسان وحدث أن خرج ولدا ملك خوراسان لصيد الوحوش ونصبا شباكهما فوقع هذا القديس داخلها . وكان لابسا ثوبا من الشعر فلما رأياه خافا منه وسألاه قائلين " أمن الإنس أنت أم من الجن ؟ " فأجابهما " " أنا إنسان خاطئ ساكن في هذا الجبل لعبادة الرب يسوع المسيح ابن الله الحي " فقالا له " ليس اله إلا الشمس والنار فقدم الضحايا لهما وإلا قتلناك " فأجابهما : " ان هذه خليقة الله وصنعة البشر وأنتما لا تعرفان الحق . الأفضل لكما أن تعبدا الإله الحقيقي ، خالق هذه كلها " فقالا له : " أتزعم أن المصلوب من اليهود اله " ؟ فقال " نعم ذلك الذي صلب الخطية وأمات الموت هو الإله " فحنق الاثنان عليه وأمسكا تلميذيه وعذباهما ثم قتلاهما . وظلا يعذبان القديس مدة أسبوعين أخيرا وقف أحدهما من خلفه والأخر من الأمام ليضرباه بانشاب ورماه الواحد من هنا والأخر من هناك حتى تنيح بسلام وفي الغد ركضا وراء وحش وضرباه بالنشاب فعاد سهم كل منهما في قلبه فمات الاثنان . صلاة هذا القديس تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي
( 74 : 12 ، 13 ، 22 )
أما اللَّـه فهو ملكنا قبل الدهور، صَنَعَ خلاصاً في وسط الأرض. أنتَ شدَّدت البحرَ بقوَّتِكَ، أنت سحقت رؤوس التنانين على المياه. قُم يا اللَّه فاقضِ لقضائي، ولا تنسَ صوتَ المُتضرِّعين إليك. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 7 : 14 ـ 29 )
وعند انتصاف العيد، صعدَ يسوع إلى الهيكل، وكان يُعلِّمُ. وكان اليهود يتعجبون قائلين: " كيف هذا يعرفُ الكتاب، ولم يتعلَّم؟ " أجابهُم يسوع وقال: " تَعليمي أنا ليس هو لي بل للذي أرسلني. فمَن يصنع إرادة الذي أرسلني يعرفُ تعليمي، هل هو مِنَ اللَّـهِ، أم أنا أتكلَّمُ مِنْ نفسي. مَنْ يتكلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يطلُبُ مجد نفسهِ، أمَّا مَنْ يطلُبُ مجدَ الذي أرسلهُ فهو صادقٌ وليس فيهِ ظُلمٌ. أليس موسى أعطاكُمُ النَّامُوس؟ وليس أحدٌ مِنكُم يعملُ بالنَّاموس! لماذا تَطلُبون أنْ تقتُلُوني؟ ".أجابَ الجمعُ وقالوا: " بِكَ شيطانٌ. مَنْ يطلُبُ أن يقتُلكَ؟ " أجابَ يسوع وقال لهُم: " عملاً واحداً عَمِلتُ فتَتَعجَّبونَ جميعاً. مِن أجل هذا أعطاكُم موسى الخِتان، وليس الخِتان من موسى، بَل مِنَ الآباء. فتختِنون الإنسان في السبت. فإنْ كان الإنسانُ يقبلُ الخِتان في السَّبت، لئلاَّ يُنقضَ ناموسُ موسى، فلمَاذا تسخطونَ عليَّ لأنِّي أبرأتُ إنساناً كُلَّهُ في السَّبت؟ لا تحكُموا بحسب الوجوه بل احكُموا حُكماً عادلاً ". وكان قومٌ مِنْ أهل أُورُشليم يقولون: " أليسَ هذا هو الذي يطلُبونَ قتله؟ وها هو يتكلَّمُ جِهاراً ولا يقولون لهُ شيئاً! ألعلَّ الرُّؤساء تيقَّنوا حقاً أنَّ هذا هو المسيح؟ ولكنَّ هذا نعرفه مِنْ أينَ هو، أمَّا المسيح متي جاء فلا يعلم أحدٌ مِنْ أينَ هو ".فصاح يسوع في الهيكل وهو يُعلِّمُ قائلاً: " أنَّكُم تَعرفونني وتعلمون مِنْ أينَ أتيتُ، ولم آتِ مِنْ نفسي، ولكن الذي أرسلني هو حقٌّ، الذي أنتُم لستُم تعرفونهُ. أمَّا أنا فاعرِفُهُ لأنِّي مِنهُ، وهو الذي أرسلني ".
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #365
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-06-2015, 09:51 PM
Parent: #364

آسف ..
ألغى للتكرار ..

Post: #366
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-06-2015, 09:51 PM
Parent: #364

أحبائى الكرام ..

هذا اختبار جميل من الأخت الحبيبة مهرائيل ..



استمعوا .. اليها وهى تصف .. عذاب القبر ..

الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #367
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-07-2015, 11:31 AM
Parent: #366

إصحوا
وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

(يوم الخميس من الأسبوع الرابع من الخماسين المقدسة)
7 مايو 2015
29 برمودة 1731
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 127 : 3 , 2 )
إذا ما أعطى أحِباءَهُ نوماً، هوذا مِيراث الرب البنون. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 7 : 1 ـ 4 )
واجتمعَ إليهِ الفرِّيسيُّون وقومٌ مِنَ الكتبة الذين جاءوا مِنْ أُورُشليم. فرأوا بعض تلاميذه يأكُلون الخُبز بأيدٍ دنسةٍ، أي غير مغسولة، لأنَّ الفرِّيسيِّين وسائر اليَهود لا يأكلون ما لم يغسلوا أيديهُم مراراً كثيرة، مُتمسِّكين بتقليد الشُّيوخ. ومِنَ السُّوق لا يأكلون إن لم يغسلوها. وأشياءُ أُخرى كثيرةٌ تسلَّموها مُتمسِّكين بها، مِنْ غسل كُؤوسٍ وآنيةٍ وقدورٍ.
( والمجد للَّـه دائماً )

باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 97 : 8 , 7 )
اسجُدوا للَّهِ يا جميعَ ملائكته، سَمِعَتْ صِهيونُ ففرِحَتْ، وتهلَّلتْ بناتُ اليهوديَّة مِنْ أجل أحكامِكَ ياربُّ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 4 : 21 ـ 25 )
ثم قال لهم: " هل يوقَدُ سراجٌ لِيُوْضَعَ تَحتَ المِكيَالِ أو تَحتَ السَّرِيرِ؟ أليسَ ليوضَعَ على المَنارَةِ؟ لأنه ليس خَفِيٌّ لا يَظْهَرُ ولا شيءٌ كان مستوراً إلاَّ ويُشهَرُ. ومَنْ له أُذُنَانٌ للسمع، فليَسمَعْ! " وقال لهم أيضاً: " انظروا ما تَسمَعُونَ! بِالكَيلِ الذي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُم ويُزَادُ أيُّها السَّامِعونَ. لأنَّ مَنْ له يُعطَى، ومَنْ ليس لهُ فالذي عِندَهُ يُنْزَعُ مِنهُ ".
( والمجد للَّـه دائماً )

القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
( 3 : 22 ـ 26 )
إن برّ اللَّه إنما هو بالإيمان بيسوع المسيح، إلى كُلِّ وعلى كُلِّ الذين يؤمنونَ. لأنَّه لا فرق. إذ الجميعُ أخطأُوا وأعوزهم مَجْدُ اللَّه، فالجميع يتبررون مجَّاناً بنعمتهِ بالخلاص الذي أتوه بيسوع المسيح، الذي قَدَّمهُ اللَّه كفَّارةً بالإيمان بدِمهِ، لإظهار برِّه، مِنْ أجل الصَّفْحِ عن الخطايا السَّالفةِ بإمهال اللَّه. لإظهار برِّه في هذا الزَّمان الحاضر، ليكون باراً ويُبرِّر مَن هو مِنْ الإيمان بيسوع المسيح.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 3 : 18 ـ 24 )
يا أولادي، لا نحب بالكَلاَمِ ولا بِاللِّسَانِ، بلْ بالعَمَلِ والحَقِّ! فبهذَا نعلم أنَّنا مِن الحَقِّ وأننا بالحق نُقنِعُ قُلُوبَنَا قُدَّامَهُ. لأنَّ إنْ يلومنا قلبنا فإنَّ اللَّه أعْظَمُ مِن قلبِنا، وهو عالمٌ بكُلِّ شيءٍ. أيها الأحبَّاء، إن لم تبكتنا قلوبنا، فَلنَا ثقة من نحو اللَّهِ. وكل شيء نسَأله نَنَالهُ مِنْهُ، لأنَّنَا نَحْفَظُ وصَايَاهُ، ونَعْمَلُ قدامه ما يرضيهِ. وهذهِ هيَ وصِيَّتُهُ: أنْ نُؤْمِنَ بابنهِ يَسُوعَ المَسِيحِ، وأن نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أعْطَانَا وصِيَّةً. ومَن يَحْفَظْ وصَايَاهُ يَثُبُتْ فيهِ وهو أيضاً ثابتٌ في ذاك.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل مشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 5 : 30 ـ 33 )
إنَّ اللَّه إلهُ آبائِنا أقامَ يسوع الذي أنتُم قتلتُموهُ مُعلِّقينَ إيَّاهُ على الخشبة. هذا رفَّعَهُ بيمينه رئيساً ومُخلِّصاً، يُعطي إسرائيل التَّوبةَ ومغفرة الخطايا. ونحنُ شُهُودٌ لهُ بهذه الأُمور، والرُّوحُ القُدُسُ أيضاً، الذي أعطاهُ اللَّهُ للذين يؤمنون. فلمَّا سَمِعوا هذا الكلام حَنِقوا، وجعلوا يتشاورون أن يقتلُوهُم.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم التاسع والعشرون من شهر برموده المبارك
لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
1- نياحة أرسطوس الرسول
2- نياحة القديس أكاكيوس أسقف أورشليم ومن معه
1- في مثل هذا اليوم تنيح القديس أرسطوس الرسول كان هذا القديس من السبعين رسولا وقبل نعمة الروح المعزي مع الرسل في عليه صهيون . وتكلم معهم باللغات وخدم وكرز وتألم معهم مرارا كثيرة ثم وضعوا عليه اليد ورسموه أسقفا علي أورشليم . وقد علم فيها وفي غيرها وأجري الله علي يديه آيات كثيرة منها تحويل المياه المالحة إلى عذبه وجاهد مع بولس الرسول في رحلاته العديدة حيث كان خادما له وهو الذي ورد ذكره في الإصحاح التاسع عشر من سفر أعمال الرسل . وبعد أن بلغ سن الشيخوخة تنيح بسلام .صلاته تكون معنا . آمين
2- وفي مثل هذا اليوم تنيح القديس أكاكيوس أسقف أورشليم وكان قد نشأ بارا ، واضطهد زمانا طويلا وأجري الله علي يديه آيات وعجائب ثم تنيح بسلامصلاته معنا .ولربنا المجد دائما . آمين

مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 1 ، 7 )
لِيترأَّف اللَّـهُ علينا ويُبارِكنا، وليُظهِر وجهَهُ علينا ويرحَمنا. ليُبارِكنا اللَّـهُ إلهُنا، ليُبَارِكنا اللَّـهُ. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 54 ـ 59 )
أجابَ يَسوعُ قائلاً: " إنْ أنا مجدت نَفسِي فليسَ مَجدِي شيئاً. موجود أبي الذي يُمَجِّدُنِي، الذي تَقولونَ أنتُمْ إنَّهُ إلهنا، ولمْ تَعرِفوهُ. أمَّا أنا فأعرِفُهُ. وإنْ قُلتُ إنِّي لا أعرِفُهُ أكُونُ مِثلَكُمْ كاذباً، لكِنِّي أعرِفُهُ وأحفَظُ قَولَهُ. إبرَاهيمُ أبُوكُمْ كان يتَهَلَّلَ مشتهياً أنْ يَرَى يَومِي فرَأى وفَرِحَ ". قال لهُ اليَهودُ: " ليسَ لكَ خَمسونَ سَنَةً بَعدُ، ورَأيتَ إبرَاهِيمَ؟ " قال لهُمْ يَسوعُ: " الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: قَبلَ أنْ يَكُونَ إبرَاهيمُ أنا كائِنٌ ". فأخذوا حِجَارةً لِيرجُمُوهُ. أمَّا يَسوعُ فتوارى وخَرجَ مِنْ الهَيكَلِ وعبر ماشياً في وسطِهِمْ ومضى هكذا.
( والمجد للـه دائماً )
+++

Post: #368
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-07-2015, 11:09 PM
Parent: #367

أحبائى الكرام ..
هذه حلقة خاصة من سؤال جرئ
وتحت عنوان .. " اختلافات أساسية بين الإسلام و المسيحية ":


شاهدوها والرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++

Post: #369
Title: Re: نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب
Author: Sudany Agouz
Date: 05-08-2015, 03:46 PM
Parent: #368

أحبائى الكرام ..
اليوم يوم الجمعة ..
بعد قليل ومن قناة الكرمة .. ومن خلال
هذا الرابط ..
http://alkarmatv.com/watch-alkarma-mehttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-me

سيكون اللقاء الروحى الأسبوعى .. وعلى الهواء
مباشرة ..
أرجو مشاهدة هذه الحلقة ونوال بركاتها ..
الرب يبارك حياتكم ..
أخوكم وعمكم العجوز ..
ارنست
+++