نيويورك تحتفي بالصحفية والناشطة امل هباني وتحتفي بالجائزة "كمان"

احتفلت مدينة نيويورك بالصحفية والناشطة السودانية امل هباني بطريقتها الخاصة . بعد نيلها الجائزة
الخاصة من مؤسسة حملة اضطها د المرأة " جانا " في نيويورك . ما كان من الممكن ان تغادر
امل المدينة بدون ان نحتفي بها وتحتفي وتنقل الينا " نفس وروح السودان"
بصوت امرأة وقفت من اجل نصرة اخواتها ونافحت ضد قانون ا لنظام العام
في وقت كان فيه الرجال يتاورون خجلا فلها التحية والتجلة والتقدير .

اخى الاستاذ صلاح
لقد كانت امل هى مبعث الأمل فى جسد وطن منهك ضعيف البنية من صدمات الظلم
التحية لك على هذة الخاطرة لمن تستحق ارفع وسام وطنى

اخى الاستاذ صلاح
لقد كانت امل هى مبعث الأمل فى جسد وطن منهك ضعيف البنية من صدمات الظلم
التحية لك على هذة الخاطرة لمن تستحق ارفع وسام وطنى

بهذه المناسبة قدمت الجالية السودانية في نيويورك الناشطة والصحفية امل في ندوة مصغرة
قدم الندوة الاخ الاستاذ اسامة خلف الله حيث اشار الي ان الجائزة التي نالتها الاستاذة امل
هي جائزة لكل السودانيات والسودانيون المضهدون في كل مكان .
واشار الي التاريخ السوداني الممثل في مهيرة بت عبود التي تعد من اوئل الناشطات السودانيات
في العهد الاستعماري أعاد الي الاذهان مهيرة جديدة ممثلة
في الاستاذة امل التي ردت الاعتبار الي المرأة السودانية في هذا المحفل الدولي الهام .
وقال انها مبادرة الي حماية فئة النساء من " الفهم الذكوري "
. شاركته في التقديم الاخت الاستاذة فخر تاج عضو اللجنة التنفيذية
في الجالية السودانية , التي اشارت الي ان الجائزة هي تقدير الي ان
قهر واضطهاد النساء في كل مكان لايمكن ان يمر ان تحس به
بعض الجهات وتكرم كل من قام به في اي بقعة من الكرة الارضية . وقالت لها لقد " شرفتينا "
بهذا النصر السوداني وكلنا نتوق لرفع الصوت عاليا
ونوحد الصفوف من اجل ايقاف الظلم والاضطهاد الذي تتعرض له المرأة السودانية في كل مكان .

شارك في التقديم والترحيب بالاستاذة امل شخصي الضعيف مرحبا باسم الصحفيين
في نيويورك بوجودها بين ظهرانينا ومعبرا ان فوزها بالجائزة هي
تكريم لكل الصحفيين السودانيين الذي يرفعون الصوت والصورة والقلم من اجل
توصيل الرسالة الاعلامية في كل بقاع البلاد . مشيرا الي ان امل كانت صوت
النساء المستضعفات والمضطهدات في كل بقاع البلاد . مع التمنيات بزوال دولة الظلم
رجوع العدل والانصاف الي المرأة السودانية التي
هي " الاخت والام والعم والخالة والحبيبة والزوجة "
والتي تستحق منا كل التقدير والانصاف والاحترام .

بعد ترحيبها اشارت الاستاذة امل الي ان الصعو بات العديدة التي
واجهت العديد من الصحفيين الاحرار الذين يريدون قول الحقيقة
وتحقبق العديد من الاهداف التي نحلم بها من عدالة اجتماعية
ونشاط نسوي فعال في كل المجالات . وكان همنا هو التغيير
وكان لابد من التضامن من اجل التغيير فى سعينا نحو التغيير
انشأنا ه"شبكة الصحفيين السودانيين" في العام 2008
- هذه المجموعة كان هدفها هو التعبير عن الحقيقة التعبير
عن معاناة المواطن السوداني سواء كان رجل او امرأة
. بمعني واضح ومباشر كان الشعار هو " التغيير" .

وتحدثت امل عن قانون " النظام العام" الذي صمم علي استهداف المرأة السودانية في كل مكان .
وعملت مع العديد من المنابر علي محاربة القانون حيث بدأت من المهنة التي اعرفها
وهي الصحافة ورغم ان الصحف السودانية تحولت الي دعاية للنظام
وتحول رئيس التحرير تحول " رجل امن " ورقيب داخلي للصحيفة
واتجهت الي البرلمان ليس البرلمان الحالي ولكن البرلمان " القديم"
حيث كان علي الاقل " احسن حالا" وتشجع القليل منهم علي العمل
علي مناهضة قانون النظام العام وحققنا بعض النجاحات المحدودة
في الوقوف ضد الضغيان الذي يمارسه هذا القانون الجائر .

اشارت الاستاذة امل في الندوة الي الكتابة سواء كانت في الصحافة
او غيرها هي احدي وسائل التعبير الفعالة جدا. اما الكتابة في السودان
وخاصة الصحافة اصبحت اما وسيلة للتعبير عن الرأي بقوة وجسارة
وهذه في ظل النظام الحالي وفي ظل الدفاع عن الحريات الاساسية
وضد ما يسمي بالنظام العام هي احدي الوسائل لاصطدام مع النظام .
وهي من ناحية اخري وسيلة من وسائل " الاسترزاق " .
انقسم الصحفيين في السودان الي قسمين قسم يقول الحقيقة
ويتعرض للاعتقال والتعذيب والتشهير وقسم يتملق
" ويسترزق" من النظام ويتمتع بكل المزايا . كصحفي
وناشط يحب ان تختار اي الفريقين أنا اخترت الفريق " المصادم"
وسأحكي لكم ما حدث بسبب الصدام مع السلطة . التي تركت
كل القضايا البلاد الملحة وتبنت قضية اسمها " النظام العام " .
ط

قانون النظام العام اصبح واحدة من ايدلوجيات النظام الحالي
وبسبب هذا القانون تم اعتقالي خمس مرات واشهرها كانت
حادثة لبني احمد حسين التي تحولت الي قضية راي عام دولي .
واصبح القانون وسيلة من وسائل السيطرة علي النساء في
كل مكان بسبب او بدون سبب من قبل شرطة ما يسمي بالنظام العام .

واشارت امل الي ان النظام استغل قانون " النظام العام "
و ما ينطوي عليه لقهر النساء , مرة توقف المراة بتهمة
" الزي الفاضح " ومرة اخري بتهمة " الاخلاق بالذوق العام "
ومرات بسبب " الخمار" ومرات بسبب " مزاج " الشرطي ؟؟؟ !!!
بين هذه وتلك يمارس المسئولين عن النظام العام التحرش الجنسي واللفظي
وانتهاك حقوق المرأة السودانية في كل مكان . وكان لابد من التصدي
لهذه الاستغلا ل السئ للسلطة المخولة في هذا القانون المهين لكرامة النساء .

"جنيه امل"
تاريخ الاستاذة امل في هذا العمل الهام يعود الي العام 1998 ولكن العام 2009
كانت نقطة التحول الكبري في تاريخها النضالي حيث اعتقلت بسبب دفاعها
المستميت عن حقوق النساء . ووصلت ضمانة الافراج عنها الي مبلغ خرافي
( حوالي 400الف دولار) . وجاء ت قضية صفية اسحاق 2011 وما ادراك ما قضية
صفية اسحاق وتصدت امل لهذه القضية بعنفوان المرأة السودانية ودخلت السجن
واصر "قضاة النظام " علي الا تخرج من السجن الا بعد ان تدفع وتحولت القضية
الي "رأي عام محلي " وتدخل الشعب السوداني كله لدفع المبلغ التي وصفت حينها
" بجنيه امل " حيث تبرع كل افراد الشعب السوداني لاخراج امل من سجن النظام
- واصرت امل علي ان يكون المبلغ مناصفة بين الشعب السوداني والصحيفة .
وخرجت امل من سجن النظام وهي اكثر شراسة وقوة للوقوف ضد قانون
النظام العام والقوانين الاخري المقيدة لحرية المرأة السودانية في كل مكان .

ناشطة وكاتبة ومعتصمة ومتظاهرة
حاولت امل ونجحت في الربط بين الحسنيين وهو رفع راية القلم و راية النساء ,
حيث جمعت بين العمل الصحفي وعملت كناشطة في قضايا النساء ,
اعتقد ان عمل امل في هذه القضية لم يجئ فقط من كونها تدافع عن بنات جنسها
ولكن جاء من باب احساس امل بان قضايا المرأة في السودان من " القضايا المنسية "
. ولابد من التصدي لها ولابد من الوقوف بقوة خاصة عندما ركز النظام
علي قضايا " النظام العام " وترك القضايا الاساسية التي يعاني منها الشعب السوداني
بصفة عامة وتعاني منها المرأة السودانية بصفة خاصة والمراة السودانية بطبعها صبورة
. لذلك نجحت امل في التصدي لهذه القضايا عبر عمودها الصحفي وعبر العمل النسوي
في المظاهرات والاعتصامات والتي سببت صداعا "للنظام" واكسبتها قدرة علي الصمود
والتصدي للعمل النسوي بكل الوسائل المتاحة ولا يخفي دور الاعلام في هذا الشأن .

جائزة الدفاع عن النساء المضهدات التي نالتها الاستاذة امل من مؤسسة " جانا"
لم تكن الاولي وبالطبع فانها لن تكون الاخيرة مادامت في طريقها ودفاعها الشرس
عن حقوق المرأة السودانية . نالت امل جائزة " شبكة الصحفيين السودانيين "
التي تحدثنا عنها من قبل . ونالت جائزة الخاتم عدلان لحقوق الانسان .
ونالت جائزة من الحزب الشيوعي السوداني . كل هذه الجوائز لم تأتي اليه
ا " طواعية " ولكن عبر قتالها واصرارها للدفاع عن هذه الحقوق
في كل المنابر " المحلي " منها والدولي .

لا لقهر النساء
الجهد الذي بذلته الاستاذة امل واخريات من الناشطات والسودانيات والناشطين بالمناسبة
الوقوف ضد اضطهاد المرأة في السودان تصدي لها عدد من الرجال ووقفوا ضد
" العنف المنظم" الذي يمارسه النظام ضد النساء . الجهد ادي الي تأسيس منظمة
" لاقهر النساء" وهي مبادرة وعمل منظم شكلت مجموعة ضغط ووجدت
سند " جماهيري" للوقوف ضد الممارسات الخا طئة التي ارتكبت وما زالت
ترتكب ضد المرأة السودانية والتي ترتكب تحت عدة مسميات
تارة باسم " الدين" وتارة باسم "القيم السودانية "
وتارة اخري باسم الحفاظ علي السلوك العام .

تجلد المرأة السودانية في الشوارع
امل اشارت الي نقطة هامة في فترة النظام حدثت " ردة" للمرأة السودانية
- تاريخيا المرأة السودانية حصلت علي التصويت قبل حوالي 70 سنة ,
" المرأة الكويتية حصلت عليه في 2009" تحولت المرأة السودانية
" لمواطنة من الدرجة الثانية " . رغم ان المرأة لسودانية كانت " رائدة"
في الحقوق المدنية منذ الخمسينات الا انها في عهد " الانقاذ" حدثت لها
"ردة" وتراجع لايواكب العصر في العديد من القضايا منها الحق في "الميراث العادل"
وخطت النساء المغرب وتونس خطوات كبيرة فيما يتعلق بتعدد الزوجات .
المرأة السودانية الان في العهد " الاسلامي " فانها " تجلد في الشوارع"
مع " سبق الاصرار والترص"

اشارت امل في مداخلتها ان هناك العديد من الاسباب التي ادت الي " الردة " حيث
اشرنا الي ان المرأة السودانية كانت " رائدة " وقائدة عبر التاريخ السياسي
والاجتماعي والثقافي عبر العقود الطويلة في مسيرة البلاد ولكن في عهد "المبروك"
تناقص الدور المميز الذي لعبته المرأة عبر التاريخ . اهم الاسباب
هي بالطبع " التردي الاقتصادي " الكبير الذي حدث في ظل النظام الحالي .
واضف اليها " النزوح" بعد اصبحت بقية الاقاليم السودانية طاردة
هاجرت المرأة الي العاصمة " الكومية " كما كان يسميها احد الظرفاء
وعندما نتحدث عن النزوح فنحن نتحدث عن " الظروف السيئة " التي
احاطت به واحاطت بالانسان السوداني علي وجه والمرأة السودانية
علي وجه الخصوص التي ضربت " في مقتل "
. وادي الفقر الي تمتهن المرأة اي مهنة تحفظ لها كرامتها
اصبرو معي لتعرفوا عدد بائعات الشاي في الخرطوم وحدها وصل الي كم .