رأيت في قلب الخرطوم..معرض الكتاب المقدس!

لفت نظري و أنا أسير في شارع القصر أعداد من الناس يدخلون و يخرجون من ذلك المكان الذي ترتفع منه الترانيم الدينية ذات الطابع المسيحي عبر مكبرات الصوت.قادني الفضول لدخول المكان الذي تبين لي أنه معرض للكتاب يشرف عليه مجموعة من الشباب الجنوبيين و بعض الأقباط السودانيين و المصريين. الجميع يبدو عليهم التهذيب و يستقبلون الناس و الابتسامة على وجوههم.

الكتب المعروضة معظمها باللغة العربية و تحمل عناوين من قبيل..قصص من الكتاب المقدس..كيف تختبر الرب ؟ دراسات من الإنجيل و هكذا.
تجولت في المعرض لبعض الوقت و اشتريت منه رواية كوخ العم توم ثم غادرت.

في اليوم التالي كنت أمر بنفس المكان فشاهدت مجموعة من الملتحين أمام بوابة

المعرض و هم يتكلمون بحماس مع القائمين عليه فوقفت لبعض الوقت مستمعا..كانوا يطالبون

بعقد مناظرات لكشف الضلال الذي تحتويه الكتب المعروضة حسب قولهم ..بل أن البعض قد

أنهمك فعلا في الخطابة بصوت عال..أحد المصريين-أعتقد أنه مصري لأن لهجته مصرية- قال

لهم أن النقاش هنا غير مفيد و طالبهم بتوفير مكان مغلق يجري فيه النقاش لأن أصحاب

المكان-على حد قوله- لا يريدون مثل هذه التجمعات هنا..الشيء الذي أكده أحد الأخوة

السودانيين حينما قال أن هذا المعرض مقام بموجب ترخيص رسمي من السلطات المختصة وهو

فقط معرض كتاب و ليس محلا لأركان النقاش و المناظرات و أضاف:"ما ليكم ستاشر سنه

بتتكلموا براكم في زول جا سألكم أمشوا بالله ما تخلونا نتكلم ساكت."

سلامات يا سيف النصر ..
جيت بس أسلم عليك ... لعلك طيب .!!

سيف النصر لك التحايا الكثيرات

اها الحصل شنو بعد داك!!!!!

مودتي
رباب

ناذر يا ظريف:

كيفك و كيف الخرطوم على حسك . شكرا على مرورك.

رباب الكارب:

سلام كتير و شوق أكتر

الحصل أنو المعرض أتواصل ..عديت من قدامو بعد كم يوم و لقيتهم بيوزعوا الأنجيل في الشارع أمام بوابة المعرض و كمان أدوني نسخة.


يظهر فعلا أنو السودان الجديد ملامحو بدت تظهر.

رواية كوخ العم توم رواية مشهورة و قد كنت أسمع عنها منذ زمن و لكن هذه هي المرة

الأولى التي يتاح لي قراءتها فعليا.

و قد أتضح لي أنها رواية مسيحية بامتياز فهي مليئة بالأستعارات الأنجيلية و

الأقتباسات المطولة من الكتاب المقدس..ربما سأعود للحديث عن ذلك لاحقا.

أستغرب من حالنا نحن المسلمين ....

نسعى لنشر الدعوة و المصاحف في قلب أوروبا المسيحية

و نمنعهم من فعل نفس الشيء؟


ما المانع في وجود معرض "للكتاب المقدس" في قلب الخرطوم أو أي مدينة أخرى.

لماذا نخشى الآخر ؟
\

أليس لدينا البديل المقنع؟

إليست لدينا ثقافة قادرة على ملء الفراغ؟

لماذا الخوف من الآخر؟

سلام ...

ميزتك يا سيف أنك ( بتبحلق ) وبتتلفت وبتسأل وبتمعن التفكير ، ويمكن دي مصيبتك...
سيف لاحظ المنهج : مناظرة لكشف الضلال ، وليس حوار وعرض آراء وممارسة فكرية أو روحية متسامحة ، مناظرة من أجل إلغاء الآخر

دمت يا عزيز مفنجلا عينيك عبر الزجاج السميك لنظارتيك...

تحيه للجميع التفسير الايدليوجى للظواهر قد لا يكون مصيبا فى الكثير من الاحوال خصوصا اذا غاب المتامل عن جغرافيه المكان لمده طويله ثم عاد...ان كان المعرض المقصود فى مبنى كمبونى جوار موقف حافلات الصحافه مطلا على شارع القصر قريبا من نادى العمال فاشهد انه اى هذا المعرض للكتاب المقدس عند المسيحيين ظل يقام منذ ايام دراستى بجامعه الخرطوم فى النصف الثانى من الثمانيات وقد اخذت منه نسخا مجانيه عديده للكثيرمن الكتب التى تتحدث عن المسيحيه بالانجليزيه والعربيه لذا لا اعتقد ان للسودان الجديد الذى بشرت به الحركه الشعبيه بعد تحالفها مع المؤتمر الوطنى دورا فى قيام هذا المعرض لانه كما اسلفت ظل يقام منذ الثمانينات فى ذات المكان...

الاخ سيف.

شكرا لهذا البوست الهام.

رغم أن المتشددين لا يريدون لهذا المعرض أن يقام ولكن نقول انهم تطورو بعض الشئ ولم يحرقوا المعرض كما حدث من قبل بجامعة الخرطوم.

أنا مبسوط جدا من مداخلات الاخت والاخوات التي تمت حتى الان فكلها تتحدث عن تسامح ديني عميق.
شكرا لكم جميعا.

دينق.

Quote: ما المانع في وجود معرض "للكتاب المقدس" في قلب الخرطوم أو أي مدينة أخرى.

هاني عربي

سلام...من ناحيتي أنا ما شايف أي مشكلة..خصوصا أنو الآخر هنا مواطن سوداني .

إيهاب سلامات

Quote: ميزتك يا سيف أنك ( بتبحلق ) وبتتلفت وبتسأل وبتمعن التفكير ، ويمكن دي مصيبتك...

كفانا الله شر البحلقة يا صديقي...لكن كما قلت كان التسامح غائبا تماما في ذلك المشهد

دمت.

أحمد الأمين

سلامات

الخرطوم في منتصف الثمانينيات كان فيها معارض من كل شكل و لون..و هذا المعرض فعلا كان مقاما في المكان الذي وصفته بالضبط..لكني لا أذكر أني قد رايته خلال حقبة التسعينيات... ربما كان هنالك ولم ألحظه ..وربما هي الآيدلوجيا. فقط أبشرك بأني قد تحررت لحد كبير من كثير من الأوهام الآيدولوجية تلك.

دينق العائد من السودان بعد غيبة

أرجو أن تكون قد أستمتعت بوجودك في السودان كما أستمتعت أنا..

شكرا على الكلام اللطيف.

معا من أجل التسامح الديني.

Quote: لماذا نخشى الآخر ؟ \ أليس لدينا البديل المقنع؟ إليست لدينا ثقافة قادرة على ملء الفراغ؟ لماذا الخوف من الآخر؟

Sobajo

دائما كنت أستغرب هذا الخوف المرضي الذي يشيع في كثير من بلدان هذه المنطقة..تقوم الدنيا و لا تقعد إذا أشتكى أحدهم من أن اللعبة الفلانية فيها ما يشبه أحد الرموز الدينية الخاصة بديانة ما مختلفة عما هو سائد..هل تصدق أن بعضهم قال بأن العلامات التجارية لبعض أنواع السيارات هي محاولة خبيثة من الغرب لجعلنا نتعود على رؤية الصليب و هناك من يفكر في تغيير علامات الجمع و الضرب لأنها أيضا تشبه الصليب.


و في الجانب الآخر -حتى أبدو منصفا- من يفكر بذات الطريقة..كنت أستمع لنموذج من مناقشات أعضا الكونغرس الأمريكي حول الحرب في العراق و سمعت أحد الأعضاء من الحزب الجمهوري يقول أن بقاء القوات الأمريكية في العراق و أفغانستان ضروري لأن المتطرفين المسلمين يعملون من أجل أن يرفعوا علامة الهلال على البيت الأبيض!!

سلامات يا سيف النصر، وشكرا..

Quote: في اليوم التالي كنت أمر بنفس المكان فشاهدت مجموعة من الملتحين أمام بوابة المعرض و هم يتكلمون بحماس مع القائمين عليه فوقفت لبعض الوقت مستمعا..كانوا يطالبون بعقد مناظرات لكشف الضلال الذي تحتويه الكتب المعروضة حسب قولهم ..بل أن البعض قد أنهمك فعلا في الخطابة بصوت عال..أحد المصريين-أعتقد أنه مصري لأن لهجته مصرية- قال لهم أن النقاش هنا غير مفيد و طالبهم بتوفير مكان مغلق يجري فيه النقاش لأن أصحاب المكان-على حد قوله- لا يريدون مثل هذه التجمعات هنا..الشيء الذي أكده أحد الأخوة السودانيين حينما قال أن هذا المعرض مقام بموجب ترخيص رسمي من السلطات المختصة وهو فقط معرض كتاب و ليس محلا لأركان النقاش و المناظرات

يبدو أن التنفيذيين في سلطات الخرطوم بدأوا يفهمون أن اتفاقية السلام ودستور الفترة الإنتقالية تعطي المسيحيين وغيرهم الحق في إقامة معارض كما يشاءون.. لا أدري كيف تمت مصادرة معرض الكتاب الشيعي من معرض الخرطوم الدولي؟؟ وعلى جماعة معرض الكتاب المقدس أن يتوقعوا أي مفاجآت مثل هجوم كالذي حدث في جامعة الخرطوم على معرض الكتاب المقدس في بداية التسعينات على ما أظن.. المهم أن الحريات سوف تسود رغم أنف الجهل والجهلاء..

ياسر

السلام عليكم
ربما لم تصادفوه
ولكن هناك معرض ( دائم )
للكتاب المقدس
وهو ليس جديداً ولم يواكب اتفاقية السلام
ولكنه كان هناكً
منذ أن وعينا على الخرطوم
ويقع في السوق الأفرنجي بالخرطوم
بين مليون صنف بشارع الجمهورية والجامع الكبير بالخرطوم
بالقرب من فندق اراك ومنصفون
ويلاصق دار جامعة الخرطوم للنشر ( سابقاً) التي انتقل مقرها لجوار مكتب القبول بمحيط جامعة الخرطوم
ولا أدري إن كان لا يزال قائماً هناك ام انتقل لمكان آخر
..........
كلمة أخيرة
السودان كان دائماً مكاناً للتسامح الديني
لم يبدأ تاريخ السودان بهؤلاء الكيزان
كما لم يبدأ التسامح الديني باتفاقية نيفاشا

........................
وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق

السلام عليكم
ربما لم تصادفوه
ولكن هناك معرض ( دائم )
للكتاب المقدس
وهو ليس جديداً ولم يواكب اتفاقية السلام
ولكنه كان هناكً
منذ أن وعينا على الخرطوم
ويقع في السوق الأفرنجي بالخرطوم
بين مليون صنف بشارع الجمهورية والجامع الكبير بالخرطوم
بالقرب من فندق اراك ومنصفون
ويلاصق دار جامعة الخرطوم للنشر ( سابقاً) التي انتقل مقرها لجوار مكتب القبول بمحيط جامعة الخرطوم
ولا أدري إن كان لا يزال قائماً هناك ام انتقل لمكان آخر
..........
كلمة أخيرة
السودان كان دائماً مكاناً للتسامح الديني
لم يبدأ تاريخ السودان بهؤلاء الكيزان
كما لم يبدأ التسامح الديني باتفاقية نيفاشا

........................
وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق