راديو دبنقة دبنق الحكومة

راديو دبنقة دبنق الحكومة


11-30-2014, 07:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1417372507&rn=0


Post: #1
Title: راديو دبنقة دبنق الحكومة
Author: محمد علي عثمان
Date: 11-30-2014, 07:35 PM


( راديو دبنقا).. لماذا لا نتحول عنه ونردد: (ما بطيق لي غيره أسمع)؟


11-30-2014 02:18 AM
الخرطوم - مقداد خالد

يقول النائب البرلماني، عبد الله علي مسار، إن تلفازه يبث قناة تلفزيونية وحيدة هي (راديو دبنقا) وينوه وزير الإعلام السابق، إلى أن زوجته عطلت (الريموت كنترول) وباتت لا شغل لها سوى أن (تشغلها ليهم) -طبقاً للغة الشباب- وذلك بتشغيل دبنقا، على مدار اليوم.
ومنذ تدشين بثه على القمر الصناعي (نايلسات) وراديو دبنقا يغزو البيوتات السودانية وفيما يلي سنعرف الأسباب التي تجعل راديو دبنقا محطة مفضلة لزوجة مسار وبقية السودانيين.

الانتقال إلى (نايلسات)

كل المعروف عن راديو دبنقا قبيل شهر مارس للعام 2013م أنه محطة إذاعية تبث من هولندا، وموجاتها موجهة تلقاء إقليم دارفور، وتحديداً نواحي سكان المعسكرات.
بعد ذلك التاريخ؛ صار بإمكان سكان بقية الأقاليم الاستماع إلى راديو دبنقا عبر (نايلسات) وهو القمر المفضل للسودانيين.

الأغاني

إن سألت عن السبب الذي يجعل من راديو دبنقا "جبل مغنطيس" ينشد إليه الأهالي كـ "إِبر صغيرة" فهو بثه للأغنيات السودانية معظم اليوم.
ربما لهذا السبب، لا تحيد زوجة مسار عن دبنقا، فالترفيه كما هو معلوم أحد أهم جاذبات العمل الإعلامي، لذا لا غرو أن السيدات في فترات الأعمال المنزلية المعتادة، والشباب في فترة التجهيز للخروج من المنزل، والآباء في فترات الاسترخاء والكسل، وأصحاب المحال والعاملين في الأماكن التي تتطلب الانتظار؛ أن يروحوا عن أنفسهم بسماع الغناء السوداني.
من يريد الغناء الأصيل المحفوظ في حقيبة للفن، ومن يريد الغناء الشبابي الجديد، ومن يلتمس الأغنيات الخاصة بأقليمه؛ كل هؤلاء تكون وجهتهم راديو دبنقا. فالمحطات السودانية مملة، والإذاعات تبث أغنيات العرب والعجم فيما المادة السودانية شبه مفقودة.
الخطير في الأمر، أن المنشدين إلى دبنقا، حتّام أن تطرق آذانهم الأخبار المتخللة لجميل الأغنيات، أما المتسمرون أمام الشاشة لأي سببٍ كان فستمر أمامهم الأخبار وتتكرر، ولا شك أن كثرة الطرق تجعل المتتبعين لاحقاً متبنين لمواقف (تطير عصافير برلمانيي الحكومة).

اللغة السهلة

يميل المتحدثون في وسائل الإعلام السودانية عادة لاستخدام لغة صفوية، متقعرة، ومتكلفة، تؤدي إلى أن يجعل المستمعين (أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَيسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ)، ويصروا على تحويل المحطة بصورة فورية.
في راديو دبنقا يحصل العكس، حيث اللغة شديدة البساطة، يفهمها الجميع، بمن فيهم ذاك الذي لم يفك الخط ويقول ما أنا بقارئ.
اللهجة المستخدمة في دبنقا خالية من التصنع والتكلف الزائفين، ولذا يعجب الناس بـ (دي تفاصيل النشرة، أمس الضهر، عندو حمى ورجفة، لمّن كان بيسقي ماشيته).

الهجوم الإعلامي

يريد نواب البرلمان تحجيم راديو دبنقا، واجترحوا من الوسائل التشويش، والحجب عبر مخاطبة القمر الناقل.
أخبار النواب واعتراضاتهم المتكررة على دبنقا واعتادت الصحف على نشرها، شكلت عامل جذّب اضافياً نواحي القناة الباثة لراديو دبنقا.
مؤكد أن المعارضين لن يحيدوا عن (دبنقا)، ينضاف إليهم المنجذبون بدافع الفضول ليعرفوا سر تميز النواب من الغيظ من هذه المحطة، وحتى الممالئين للنواب سيتحولون -هم الآخرون- إلى القناة لأجل أن يسمعوا بآذانهم ما يبثه الراديو فيتمكنوا من وضع خططهم المضادة.

الصوت المعارض

أمينة قطاع الفكر والثقافة في المؤتمر الوطني، انتصار أبو ناجمة، قالت أخيراً إن الشباب بات منجذباً للمعارضة.
معظم السودانيين سئموا من الإعلام الدائر في فلك الحكومة ويقدس لها، وبالتالي تحولت بوصلتا العين والأذن نواحي راديو دبنقا، ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكل ما من شأنه أن يعكر صفو الحكومة.
ذلك يقودنا إلى سبب آخر في كون دبنقا إذاعة جاذبة، وهو أن الإذاعة مفتوحة للمعارضين المحجوبين تماماً من الظهور في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة وأحيانا المقروءة ليطلوا على جمهور المتابعين، ويقولوا رأيهم في كل قضية وشأن.
كذلك علينا أَلّا ننسى بأن المواطن السوداني -لا سيما في الذهنية الخليجية- هو ذلك الشخص الذي يلعن "سنسفيل" حكومته سواء كانت هذه الحكومة ديمقراطية أو قادمة على صهوة الدبابات.

الشعار الجاذب

على وقع أغنية (زولي هوي) للفنان الرائع عمر احساس، زج القائمون على أمر دبنقا شعارهم.
ولأن أغنية (زولي هوي) جميلة الكلمات، وعالية التطريب، وخفيفة اللحن، فقد لاقت استحسان السودانيين بكل أعراقهم وسحناتهم، وعليه ومن ذات الباب ولج شعار القناة لقلوب السودانيين.
وفي حال أجريت استفتاء صغيراً عن شعار الشارة لراديو دبنقا، فسيتغني كثيرون باسم (راديو دبنقا) على وزن (زولي هوي). وفي هذه الحالة ستظهر الفروق الجلية بين المحطات السودانية المستلبة والمشدودة لثقافات الخارج، ودبنقا الذي عطن شعاره في السودانوية.

السلاح الخاطئ

إِذن؛ كلها أسباب تجعل من راديو دبنقا ملازماً للسودانيين. المفارقة أن نواب البرلمان حينما أرادوا تحجيم تلك المكانة تخيروا سلاحيّ الحجب والتشويش .. أظنهم اختاروا السلاح الخاطئ.



الصيحة