تفسكي والخواجية نانسي عبيد الرحمن وحليب الإبل

تفسكي والخواجية نانسي عبيد الرحمن وحليب الإبل


11-30-2014, 03:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1417357211&rn=1


Post: #1
Title: تفسكي والخواجية نانسي عبيد الرحمن وحليب الإبل
Author: أبوبكر عباس
Date: 11-30-2014, 03:20 PM
Parent: #0

بالرغم من اللغط الدائر حالياً بموريتانيا حول جودة ألبان مشروع تفسكي، إلا أن تجربة السيدة نانسي عبيد الرحمن تعتبر رائدة في مجال تصنيع الحليب ومكافحة الفقر.

قصة بداية المشروع كما تصفها جريدة الرياض في إحدى أعدادها القديمة (2007):

نانسي عبيد الرحمن تعتزل الهندسة النووية وتحترف بيع الحليب
نواكشوط - محمد ابو المعالي

لا تملك ناقة واحدة.. لكنها تعتبر أشهر بائعة للحليب في موريتانيا.. قالت ذات يوم إن "حليب الإبل سائل غريب.. فيه من الفوائد ما لم يطلع عليه العالم حتى الآن، وسأسعى لأن يعرف الجميع حقيقة ذلك".. إنها المهندسة البريطانية "نانسي عبيد الرحمن" التي جاءت إلى موريتانيا سنة 1970، بعد أن تزوجت من أحد الطلاب الموريتانيين في الخارج، وعادت معه الى وطنه كمعارض يساري، قبل أن يصبح وزيرا في حكومة الرئيس الأسبق المختار ولد داداه، قررت هي وزوجها الانفصال في ثمانينيات القرن الماضي، لكنها قررت أن لا تنفصل عن موريتانيا التي عاشت فيها عقوداً من الزمن، وقد تطلب منها الأمر تفكيرا وتقديرا.. فهي مهندسة فيزياء نووية، ليس لها بين هذه الصحاري والسهول القاحلة، في بلد يعاني التخلف والفقر، فرصة عمل في مجال تخصصها.

ولما لم تجد مجالاً لاستغلال تخصصاتها الدراسية في موريتانيا، قررت أن تستغل خبرتها الطويلة بالحياة في هذا البلد الذي أقامت فيه طويلاً وتجولت في مختلف بقاعه، فقد أدركت مبكراً أن عزوف الموريتانيين عن بيع الحليب نتيجة لنظرة تقليدية ترى فيه عملاً مخلاً بالمروءة، قد يكون فرصتها للاستثمار في هذا المجال، ولكسر حاجز تقليدي الذي طالما حرم الموريتانيين من الاستفادة من ثروتهم الحيوانية الكبيرة، فقامت بإعداد دراسة حول انشاء مصنع صغير لتعليب وبيع الحليب في نواكشوط، وقدمت العرض لعدد من المصارف والبنوك الموريتانية، رغبة في الحصول على قرض تمويل، لكن الفكرة لاقت اعراضاً كبيراً من البنوك، قبل أن تأتي النجدة سنة 1989من أحد الدبلوماسيين الفرنسيين العاملين في بعثة التعاون الفرنسي بنواكشوط، حيث تمكن من إقناع رئيس البعثة بتبني الفكرة، واستطاع هذا الأخير الحصول لها على قرض من احد البنوك الموريتانية وبضمانة فرنسية، لكنه كان قرضاً صغيراً، لا يكفي لتمويل المشروع الذي حلمت به، ومع ذلك - تقول نانسي - قررت المغامرة، وأطلقت مشروعاً صغيراً.

وتضيف نانسي "فكرت في البداية في اسم المشروع، الذي أردت له أن يجذب الموريتانيين ويستحوذ على اهتمامهم، فتذكرت أنني عند بداية قدومي لموريتانيا، وحينما كنت أتعلم لهجتهم العربية، كان هناك اسم غريب، لكن جميع الموريتانيين تنشرح صدورهم لذكره، انه اسم (تفسكي)، وهو اسم يطلقونه على موسم الربيع، إنه بالنسبة لهم موسم جميل فيه الحليب والربيع، وتتكاثر الماشية ويعم الخير"، فقررت ان اسمي المصنع باسم "مصنع تفسكي"، وكان في البداية مجرد ورشة صغيرة، لبيع حليب الإبل، لأن البقر لا يتوفر في العاصمة نواكشوط وضواحيها، وكان أقصى ما ننتجه في البداية هو عشرات من اللترات في اليوم، فقررت بعد فترة اقامة نقاط في داخل البلاد تابعة للمصنع تقوم بشراء حليب البقر من منمي الحيوانات، وإرساله إلى المصنع لإعادة تعليبه، وندفع للمنمين عن كل لتر من الحليب حوالي نصف دولار، كما نساعدهم في مواسم الجفاف بإعطائهم الأعلاف على أن يقوم بتسديد الثمن لاحقا عندما تمطر السماء وتنبت الأرض ويصلح حال الماشية، واليوم أصبحنا نجمع حوالي 20ألف لتر في اليوم الواحد من تلك المراكز، ولدينا حاليا حوالي 855مركزا للتجميع يزودون المصنع بالحليب".

وتتحدث نانسي بفخر عن قصة نجاحها في مهمة كانت ذات يوم أمرا مستحيلا في موريتانيا، بسبب نظرة المجتمع لها، فقد أصبح مصنع "تفسكي" يتطور يوما بعد يوم، وينتج حليبا طبيعيا طازجا، كما ينتج العديد من مشتقات الألبان، فبعد أن كان مجرد ورشة لا يتجاوز عدد العاملين فيها خمسة موظفين، أصبح الآن عدد الموظفين فيه 230موظفا.

نانسي مهندسة الفيزياء النووية، عاشت حياة مليئة بالكفاح، قبل أن يستقر بها المطاف كبائعة للحليب في نواكشوط، فبعد زواجها من رفيق حياتها السابق المصطفى ولد عبيد الرحمن وهو حينها طالب موريتاني في فرنسا، اقامت معه هناك وعملت في العديد من الميادين، كالترجمة والبنوك واضطرت أحيانا للعمل في الفنادق كعاملة يدوية تنظف وتطبخ، لتوفر تكاليف معيشتها وزوجها الذي لا يزال طالبا جامعيا، وبعد أن عادت الى موريتانيا فتحت محلا للسكرتيريا والطباعة، ثم محلا لبيع زيوت السيارات لكنها في النهاية قررت أن تقتحم حرفة أحجم الموريتانيون عن اقتحامها بموجب العادات والتقاليد، فقررت العمل في بيع الحليب لتصبح في ظرف سنوات عديدة صاحبة أكبر مصنع لانتاج وبيع الحليب في المنطقة.