عنقرة يكتب عن عروة وعلي عثمان ونميري وأهل الباطن

Quote: ".... وأرى إعابة الأخ محجوب عروة للطريقة التى استولت بها الحركة الإسلامية على السلطة فى الثلاثين من يونيو 1989م غير متسقة مع تاريخه ومواقفه. فلقد كان الاستاذ محجوب عروة طرفا أصيلا فى التنسيق بين الإسلاميين والرئيس الاسبق جعفر محمد نميري عليه رحمة الله، لإسقاط الحكومة الديمقراطية، وكان عروة قد نشر فى صحيفة "السوداني" حواراً أجراه مع نميري فى القاهرة وقمت بإعداده للنشر باسم "خالد الأمير" وبسببه تم اعتقاله من قبل حكومة الصادق المهدي الأخيرة بتهمة التآمر على الديمقراطية، وكن اعتقالهم فى يوم كشف الانقلاب المايوي الذي قاده المرحوم العميد أحمد فضل الله فى 18/6/1989م. وكان من المفروض ان يسافر عروة الى القاهرة فى نفس اليوم مع الاستاذين علي عثمان وأحمد سليمان المحامي عليه رحمة الله لمزيد من التنسيق مع الرئيس نميري، وكان هناك اجتماع تنسيق فى الداخل فى منزل الاستاذ احمد سليمان المحامي فشل لغياب الاستاذ عوض الجيد المحامي الذي رشحه الرئيس نميري للاستاذ محجوب عروة للتنسيق معه للعمل المشترك لاسقاط الديمقراطية الثالثة. ولا اتفق مع الذين يزعمون أن محجوب عروة قد تغير موقفه من الانقاذ بعض رفض ترشيح الاستاذ احمد سليمان له وزيرا للتجارة فى اول حكومة للانقاذ، فلقد كانت لمحجوب بعد ذلك مواقف عدة داعمة للانقاذ منها سفره الى الرئيس نميري لمحاولة الاصلاح بينه وبين الاسلاميين لكسب دعمه للثورة، ولقد صار الامر قاب قوسين أو ادنى لولا اصرار العميد احمد فضل الله يرحمه الله على ضرورة تنحي الرئيس البشير وإعلان النميري رئيسا لمجلس قيادة الثورة، وهذا ما لم يكن مقبولا ورغم ان نميري لم يكن مقتنعا بذلك، إلا أن احمد فضل الله وبعض معاونيه فى الداخل، وبعض الشيوخ واهل الباطن اوهموه أن الإنقاذ آيلة للسقوط، وأنه الأقوى لخلافتها..!"

اليوم 23 نوفمبر بصحيفة المستقلة وفى بابه اليومي: تأملات