رؤية لتحقيق الإستقلال الحقيقى للسودان

رؤية لتحقيق الإستقلال الحقيقى للسودان

بقلم : محمد يوسف محمد احمد
mailto:[email protected]@hotmail.com

عندما يلتقى المواطن السودانى بسودانى اخر فى اى مكان و,يبادره للوهلة الأولى بسؤال ( من وين الأخو؟ ) ، لا تظنوا انه يسأل عن عنوانه أو مكان اقامته ، انما يسأل عن القبيلة التى ينتمى اليها . حيث تتحدد مدى فعالية التعارف واستمراريته بناءا على ذلك .

فى بلد أهلها مازالت هذه ثقافتهم ، كان من أكبر أخطاء الإنقاذ وحزبه المؤتمر الوطنى سياسة الحكم اللامركزى وما تبعها من إجراءات انتخابية حتى مستوى الولاة ، هذه العملية – بلا شك - هى مفتاح كل الشرور فى السودان الحديث ، لأنها لم تشعل القبلية فحسب ، بل تعدتها الى خلق الفتن بين بطون القبيلة الواحدة ، فاستشرت العداوات والفتن بين الناس ، حتى انشغل الناس عن الحكم ، واصبح الهدف هو الفوز بالمناصب واقامة الإحتفالات لمكايدة المهزومين.

ما هو الداع أصلا لإقامة الانتخابات فى كافة مستوياتها ، إذ من المؤكد ان مرشحى المؤتمر الوطنى هم الذين سيفوزون بها ، وبعدها سوف لن نسمع من الآخرين ، إن وافقوا على المشاركة أصلاً ، الا عبارة ( الانتخابات مزورة ) ، على شاكلة ( التحكيم فاشل ) فى المباريات الرياضية . فطالما الأمر كذلك لماذا تصرف هذه الأموال الضخمة فى بلد يبكى فيه أطفاله من سوء التغذية ، ويتلوى شيوخه من قلة الدواء والرعاية . ويتفشى الأمية والجهل وتردى الخدمات على كافة المستويات ؟

حل مشكلة السودان يا سادتى لا يتم الا وفق الآتى :-

• أن يستقيل الرئيس البشير من رئاسة المؤتمر الوطنى ، ، تأكيدا على قوميته ، وينزع عنه لباسه المدنى ومن ثم يستمر ببزته العسكرية القومية رئيسا للسودان .

• يتولى البشير بهذه الصفة العسكرية ، تعيين ولاة الولايات من العسكريين الأكفاء المؤهلون إداريا للحكم . ويكلفهم بتعيين وزراء أكفاء لا ينتمون الى احزاب سياسية.

• البشير وولاة الولايات العسكريون ، هم المعنيون بالحفاظ على سيادة السودان .

• البشير يقوم بإختيار رئيس للوزراء ويكون ، شخص لا ينتمى الى اى حزب ، وعلى قدر عال من المؤهل العلمى والفكرى ومعروف بوطنيته الصادقة ، ويكلفه بتشكيل مجلس الوزراء ، من وزراء مهنيين لا ينتمون الى أحزاب ، ويكونوا على قدر عال من الوطنية .

• الوزارات الغير سيادية التى لها علاقة بالخدمات ، تعمل بالتناسق مع مثيلاتها فى الولايات . على سبيل المثال ، وزير الرزاعة الاتحادى يكون رئيساً لمجلس وزراء الزراعة فى السودان وعضويته من وزراء الزراعة فى الولايات ، وهكذا كل وزارة خدمية ، لسهولة انسياب الخطط والموجهات ولتساوى فرص التنمية.

• استقطاب الكفاءات المهاجرة خارج الوطن لتكليفهم بهذه الوزارات على مستوى المركز والولايات ما أمكن ذلك ، خاصة ان المغتربين و لبعدهم عن الوطن ، يعرفون قيمة الوطن اكثر من المقيمين فى السودان ، لانهم مجربين مقولة ( من فارق داره قل مقداره ) وبذلك نحسب انهم سيكونوا اكثر حرصاً على الدار التى تعطيهم القيمة (السودان) . بالإضافة الى انهم اكتسبوا خبرات فى مجالات تخصصهم المختلفة من خلال الاحتكاك بالجنسيات المختلفة .

• فتح الحريات والسماح للإحزاب بممارسة أدوارها وتكوين جمعياتها العمومية ، وممارسة الديمقراطية داخل أحزابها ، بدون السماح لهم الإساءة لشؤون الحكم وسيادة الوطن .

• يستمر الوضع على هذا الحال – بدون تحديد مدة زمنية - حتى تنضج الأحزاب ، وتتوافق على اعادة التشكل، حتى لا يكون فى السودان اكثر من ثلاث احزاب ، حزب يمينى وحزب يسارى وحزب وسط. .

• وقتها تجرى انتخابات عامة على كافة المستويات ، ويكلف الحزب الذى يتحصل على اعلى الاصوات ، من الأحزاب الثلاثة ، بحكم السودان منفردا ، ويتم حل الحزب الذى يتحصل على اقل الاصوات ،
وبالتالى يصبح فى السودان حزبان فقط ،حزب يحكم وتحصل على اعلى الأصوات ، وحزب معارض الذى يليه فى عدد .
إذا تم ذلك سيحق لنا جميعاً الاحتفال بإستقلال السودان الحقيقى . أما بغير ذلك حتى الحوار المفتوح الآن ، هو مجرد ذر للرماد فى العيون ، ولا يخرج عن كونه عطاء من يملك لمن لا يستطيع ، لأن كل الحزبيون الذين يجلسون على تلك الطاولة المستديرة مع المؤتمر الوطنى ، لا يمثلون أحزابهم ، لأن أغلب الأحزاب إن لم تكن كلها ، لم تنجح حتى فى عقد جمعياتها العمومية ، وفاقد الشىء لا يعطيه . فكيف نريد الإعتماد عليهم لحكم الوطن . إلا إن كان هذا اعدادا مبكراً للاستماع الى موسيقى عسكرية مع انقلاب عسكرى آخر لنبدأ من جديد


. ويا أمان الخائفين .

رؤيتك فاشلة بمجرد اقتراحك بقاء المجرم رئيساً للسودان.

يا شيخ اسماعيل
لك التحية

الذى تراه مجرما ، استولى على السطة بالقوة ، وباقى فيها ، ويملك السلطة والقوة ، وكل مثل هذه العبارات بل وحتى التمرد المسلح ، لم يستطع ان ينتزعه من الحكم .

والان نحن بنتكلم فى خمسة وعشرين سنة .

وهو وحزبه بمحض ارادتهم طرحوا الامر للتفاوض واعطاء مساحة من الحريات .

هل نلتف مع بعض ونحاول الوصول الى الحل الذى يجعل لنا نتلف حول وطننا .

واذا تقول هذه الرؤية فاشلة لوجود البشير رئيسا للحكم .

انت رؤيتك شنو؟