أغصان الثقافة الجديدة على الشجرة السودانية -مقال جدير بلاهتمام لعبدو باشا

أغصان الثقافة الجديدة على الشجرة السودانية -مقال جدير بلاهتمام لعبدو باشا


10-21-2014, 10:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1413925313&rn=0


Post: #1
Title: أغصان الثقافة الجديدة على الشجرة السودانية -مقال جدير بلاهتمام لعبدو باشا
Author: زهير عثمان حمد
Date: 10-21-2014, 10:01 PM

المواطنون السودانيون مناضلون يوميون، يضيفون النضالات الثقافية إلى نضالات الحياة. لا يكتمل نشاط، على ما يرغب المنظمون هنا. لا شيء يؤكد ضرورة الالتحاق بالورشة، حول كتابة مقالة نقدية حول كتاب، التي دعا إليها «اتحاد الكتاب السودانيين». غير أن ثمة ما حدث، بحيث فاجأ عدد الحضور المنظمين أنفسهم.
35 صحافياً وصحافية وباحثا وباحثة، جاءوا بعيداً عن المشادات الخفية، القائمة بين المثقف ومادته، بين المثقف والمثقف الآخر. هنا، في الفندق، في العاصمة الخرطوم، معرض للفنون المحلية. جديد الفنون والموروث. عناصر الحياة اليومية تكشف أن الثقافة نعيم لا يضاهى، وسط الأيام الحارقة، الدائرة على الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.
لا وجود لصفحات ثقافية، بأساليبها وحساسيتها المعروفة. هنا يسعون خلف لقمتهم اليومية. غير أن الثقل اليومي للحياة لا يخفي أغصان الثقافة الجديدة على الشجرة السودانية العملاقة. الاقتصاد، الاقتصاد، الاقتصاد. إنه الفناء الأول بالسودان. صحيح أن الحياة اليومية، تختزن اللغات والمعاني. غير أن الحياة الثقافية لا تدور إلا في الهوامش.
ليس المسرح القومي السوداني قصر الحمراء، غير أنه قصر الفنانين المسرحيين بالسودان، يجتمعون بساحته، تحت أشجاره، على قدح شاي أو فنجان قهوة، أو سيجارة. لا شكاية. الحماسة سيدة الموقف، على الرغم من هيئة المسرح المعمارية الفقيرة، وسط البيوت، الفقيرة، ووسط الغبار الطالع من حركة السيارات، في الطريق المجاورة للمسرح. صالة المسرح بلا سقف. منصته مصبوبة. ستائره، لا تأثرات واضحة عليها ببلاد الغرب. الملصقات يدوية.
الفنانون المجتمعون، تحت الأشجار العامرة بالظل، لا ينفكون يرددون، أنهم بصدد الانتهاء من بناء جسر غير عابر، بين الذاكرة والمخيلة، بين الواقع والأحلام. لن تصل المسرح، إلا بعد المرور بتقاطعات مزدحمة. ذلك أن المسرح ليس في الخرطوم، المسرح في أم درمان. مسرح مجروح بالحاجات. الآلآت متهالكة.
دور النشر لباس آخر، للحياة الثقافية بالسودان. دار عز ناشطة. تربطها علاقات بدور النشر اللبنانية الكبرى. في الورشة واجه المثقف الآخر، صورته المختلفة. اتهمه بعدم الاعتراف به. الاعتراف ليس رغبة. الاعتراف ضرورة، مصطبة على إقامة اللحمة بين البشر العاملين في المجال الثقافي، حيث لا يجدون توهجاتهم منعكسة على الصفحات الثقافية، بغيابها، أو في الملاحق الثقافية، على ندرة الملاحق هذه. وإذ ينشر الواحد للآخر، لا يجد الأخير ثمن مادته بيده بعد النشر. الثقافة هواية إذن. الكتابة الثقافية، ينقصها الاحتراف.
حين سألت أعضاء الورشة، ورشة أقمتها على مدى ثلاثة أيام، عن سبب عدم قدرة الثقافة السودانية، على خروجها من محليتها إلى العالم العربي، إلا عبر أسماء قليلة، كالطيب صالح، أجاب أحدهم، بأن تراث السودان الروائي، على مدى المئة عام الماضية، بحدود الخمسين رواية، خمس منها للطيب الصالح. وأن هناك من المعاضل، ما ليس له علاقة باختلاف المناطق. لم يحسم السوداني، اتفق الجميع على ذلك، هويته. عربي، أم أفريقي. تواضعه الشخصي مؤثر، في حضوره العربي. زهده قاتله. المسرحيون كثيرو العدد. فنانو مسرح، لا تطريز أثواب. الفاضل سعيد، عبد الله علي ابراهيم، عادل ابراهيم، مجدي النور، نعمات حماد. وغيرهم.
بزياراتك كل المنتديات الثقافية، ثمة جملة واحدة تتردد. لا تسهل علينا السلطة ما نصنعه أو ما نشارك بصنعه. المسؤولون بمركز عبد الكريم الميرغني قالوا ذلك. أصحاب جائزة الرواية المعروفة باسم «جائزة الطيب صالح للرواية». وأصحاب المكتبة العامة المعروفة بأم درمان. سمحت الجائزة بإبراز أسماء، غير معروفة. ليلى صلاح كمثال. صاحبة رواية «الغابة السرية». الثقافة غير محتكرة بالمؤسسات الغنية. لأن حضور الثقافة العام، يبدو مشفراً. يكثف مسؤول الأنشطة الثقافية والفكرية، باتحاد الكتاب السودانيين، الأمر بالقول، إن «ورشتك هي الأولى بتاريخ السودان. كل الورش السابقة إما سياسية أو رياضية. استغرقنا وقتاً لاستصدار رخصتها».

عبيدو باشا

(السودان)