الأمريكي الحزين!!

كان مغرما بقيادة السيارات لدرجة ( الهبلسة ) ...

هل حقاً أمريكا هي بلد الصخب والعنف و( الجاز )؟؟ أم هي بلد ناطحات السحاب والأضواء التي تلغي الفرق بين الليل والنهار؟؟

كيف يتسلل الحزن العميق إلى قلب فنان عظيم في بلد مثل امريكا!!

والله عجائب..

تحياتي

في أمريكا أكثر من 84 ناديا تحمل إسمه وتضم عددا من الشبان والفتيات يزيد على 400 الف عضو .. كانت أمه فلاحة عادية وكان أبوه عاملا متواضعا .. أما هو فكان نجما لا حدود لإبداعاته وطموحاته ..

كسرة:
هل حقاً الناس في أمريكا يسرعون في الاكل والكلام والحركة ولا يجدون وقتاً للهدوء والتفكير؟؟ أم حقاً إن امريكا بلد مهووسة بالضجة وتفكر كل يوم في تقاليع تغزو بها العالم؟

والله عجائب ..

إن الصخب والضجيج يخفيان حزنا عميقا ياكل قلب امريكا .. لقد وقف مهندس فنان ذات يوم في نيويورك وقال : ( هذه مدينة مليئة بالزينة .. لكنها زينة مفجعة ) ..

يقولون: ( إن المشكلة الكبرى التي تفرض نفسها على معظم البيئة الأمريكية هي أن الآلة تسيطر على الإنسان وتسبقه في كل شئ، ولذلك فإن المدينة الأمريكية هي فرن ملتهب يبتلع الإنسان ولا يعطيه فرصة للإستمتاع بصداقة أو حب أو فن .. أو شئ عميق آخر).

أمرك عجيب والله يا ست الستات امريكا!!

ماتت أمه الحنون وهو في الثامنة من عمره بعد أن أصيبت بسرطان في الرئة .. وكانت فجيعة الصبي الصغير، لم يعرف بعدها - وطول حياته - طعم الحنان، لقد تركته أمه لعالم شديد القسوة، لا يوجد فيه من يهتم بالآخرين .. كل إنسان يهتم بنفسه ولا يفكر في الغير .. حتى أبوه .. تزوج بامرأة أخرى بعد وفاة أمه .. قال صاحبنا عن ذلك الزواج الثاني لأبيه : ( لقد كان يزيدني شقاء أن أرى في حجرة امي امرأة اخرى ).

قاتل الله السرطان عدو الإنسانية ..

الأمريكان أكثر الناس اهتماما بسباق السيارات. وقيادة السيارة عندهم فن وليست عملا من الأعمال. ولاشك أن موقف الأمريكي في الحضارة المعاصرة شبيه بموقف الهندي في حضارته القديمة.. يقولون إن الهندي كان يتخلص من أزمته في هذا الكون بتعريض نفسه للخطر، كأن يمتنع عن الأكل مدة طويلة. أو يعيش مع الثعابين، أو يقف شهرا كاملا على قدم واحدة .. أنه كان يتفنن في الوصول إلى الوسائل التي تزيد من شعوره بالخطر ... والأمريكي يعرض نفسه للخطر عن طريق السيارة حتى يشعر باللذة وبطعم حاد للحياة. ويستريح الأمريكي عندما يصل الى حافة الخطر وينجو ...

غايتو حكاية الهندي يقف برجل واحدة لمدة شهر كامل دي معجزة .. يا أخي دا الواحد برجلين ما يقدر يقيف يوم كامل.. تقول لي شهر 30 يوم وبي فد رجل!!!

تحياتي

الروائي العظيم ( جون شتاينبك ) الذي كان يشتغل عاملا زراعيا في الجنوب الأمريكي .. وتعتبر رواياته لوحات رائعة للطبيعة الأمريكية، تحدث كثيرا عن المياه والحقول والسماء والليالي المقمرة والشمس الدافئة .. كان يريد أن يقول للأمريكان: إن في الدنيا شيئاً غير الآلة .. إن الحقول أجمل من ناطحات السحاب، واشعة الشمس الدافئة أعظم من تكييف الهواء، والإنسان أرقى من السيارة.

ولكن الأمريكي الحزين الذي نتحدث عنه في هذا البوست اختار السيارة ليتخلص عن طريقها من القلق ... فخلصته من الحياة .. يا حسرة!!

تحياتي

التقى بممثلة إيطالية شابة واحبها بعنف وحرارة ورأى فيها طريقه الوحيد للخلاص من كل الأسى الذي يعانيه. قال عنها : أنها الجنية التي تستطيع أن تفعل كل شئ من أجلي .. وقال عنها أيضا : انها الممثلة الوحيدة التي ينطبق عليها التعريف المثالي الكامل للمرأة .. واحبته هي أيضاً بكل ذكائها وحرارتها .. وعلقت صورته في إطار ذهبي بحجرتها في هوليود.

لكن وقفت أمها في وجه ذلك الحب؛ لأن الأمريكي الحزين لم يعجبها ، وخضعت الممثلة الصغيرة لأمها وتزوجت رجل آخر ، وحضر صاحبنا حفل الزواج .. وخرج وهو يقول: ( إن المرأة كائن يتركك .. إما بالموت أو الخيانة ) .. لقد تركته أمه بالموت وتركته حبيبته بالخيانة.

غايتو والله الإثنين قاسيات .. بس شيلي صبر سااااااااي يا وليد ..

تحياتي

انها أزمة البحث عن طعم في حياة بلا طعم لأنها حياة جاهزة أعدتها الآلة اعدادا كاملا. عالم يصبح الكائن الإنساني فيه قزما بالقياس إلى ناطحات السحاب والمدن الواسعة المزدحمة. ولو كان المجتمع يهتم بالمعاني الإنسانية لوجد فناننا الشاب فيه ما يؤمن به ويحل عن طريقه ماساته النفسية: مأساة اليتم بلا أم ولا أب ولا صديق ولا حبيبة....

الأديب الأمريكي المعروف ( وليام فوكنر ) الذي كان يعمل في صباه ساعي بريد عانى الحرمان والإهمال وقسوة الحياة الأمريكية، وقد كتب عن الزنوج وصور ما كانوا يعانون من عذاب وما عاناه هو شخصيا بسبب وجود تلك الظاهرة الخالية من الإنسانية. فهو الأبيض معذب تماماً مثل الزنوج .. لأنه عاش في عالم خلق كل ذلك الأسى وتلك المرارة.