و ليال عشر ... فيها اربع مسائل ... بن العربى

و ليال عشر ... فيها اربع مسائل ... بن العربى


09-23-2014, 11:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1411513501&rn=0


Post: #1
Title: و ليال عشر ... فيها اربع مسائل ... بن العربى
Author: احمد حامد صالح
Date: 09-23-2014, 11:05 PM

من كتاب
أحكام القرآن لابن العربي
محمد بن عبد الله الأندلسي (ابن العربي)

الآية الثانية قوله تعالى : { وليال عشر } : فيها أربع مسائل :

المسألة الأولى في تعيينها أربعة أقوال : الأول أنها عشر ذي الحجة ; روي عن ابن عباس ، وقاله جابر ، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح . [ ص: 334 ]

الثاني : عشر المحرم ; قاله الطبري .

الثالث : أنها العشر الأواخر من رمضان .

الرابع أنها العشر التي أتمها الله لموسى عليه السلام في ميقاته معه .

المسألة الثانية أما كل مكرمة فداخلة معه في هذا اللفظ بالمعنى لا بمقتضى اللفظ ; لأنها نكرة في إثبات ، والنكرة في الإثبات لا تقتضي العموم ، ولا توجب الشمول ; وإنما تتعلق بالعموم مع النفي ; فهذا القول يوجب دخول ليال عشر فيه ، ولا يتعين المقصود منه ، فربك أعلم بما هي ; لكن تبقى هاهنا نكتة ; وهي أن تقول : فهل من سبيل إلى تعيينها وهي :

المسألة الثالثة قلنا : نحن نعينها بضرب من النظر ، وهي العشر الأواخر من رمضان ; لأنا لم نر في هذه الليالي المعتبرات أفضل منها ، لا سيما وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ; فلا يعادلها وقت من الزمان .

المسألة الرابعة قال ابن وهب عن مالك : { وليال عشر } ; قال : الأيام مع الليالي ، والليل قبل النهار ، وهو حساب القمر الذي وقت الله عليه العبادات كما رتب على حساب الشمس الذي يتقدم فيه النهار على الليل بالعادات في المعاش والأوقات .

وقد ذكر شيخ اللغة وحبرها أبو عمرو الزاهد أن من العرب من يحسب النهار قبل الليل ، ويجعل الليلة لليوم الماضي ، وعلى هذا يخرج { قول عائشة في حديث إيلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه ، فلما كان صبيحة تسع وعشرين ليلة أعدهن عدا دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : يا رسول الله ، ألم تكن آليت شهرا فقال : إن الشهر تسع وعشرون } ، ولو كانت الليلة لليوم الآتي لكان قد غاب عنهن ثمانية وعشرين يوما ، وهذا التفسير بالغ طالما سقته سؤالا للعلماء باللسان [ ص: 335 ] وتقليبا للدفاتر بالبيان حتى وجدت أبا عمرو وقد ذكر هذا ; فإما أن تكون لغة نقلها ، وإما أن تكون نكتة أخذها من هذا الحديث واستنبطها .

والغالب في ألسنة الصحابة والتابعين غلبة الليالي للأيام ، حتى إن من كلامهم : " صمنا خمسا " يعبرون به عن الليالي ، وإن كان الصوم في النهار . والله أعلم .

Post: #2
Title: Re: و ليال عشر ... فيها اربع مسائل ... بن العربى
Author: احمد حامد صالح
Date: 09-23-2014, 11:12 PM
Parent: #1

الفخر الرازى
التفسير الكبير

( والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسري هل في ذلك قسم لذي حجر )

اعلم أن هذه الأشياء التي أقسم الله تعالى بها لا بد وأن يكون فيها إما فائدة دينية مثل كونها دلائل باهرة على التوحيد ، أو فائدة دنيوية توجب بعثا على الشكر ، أو مجموعهما ، ولأجل ما ذكرناه اختلفوا في تفسير هذه الأشياء اختلافا شديدا ، فكل أحد فسره بما رآه أعظم درجة في الدين ، وأكثر منفعة في الدنيا .

أما قوله : ( والفجر ) فذكروا فيه وجوها :

أحدها : ما روي عن ابن عباس أن الفجر هو الصبح المعروف ، فهو انفجار الصبح الصادق والكاذب ، أقسم الله تعالى به لما يحصل به من انقضاء الليل وظهور الضوء وانتشار الناس وسائر الحيوانات من الطير والوحوش في طلب الأرزاق ، وذلك مشاكل لنشور الموتى من قبورهم ، وفيه عبرة لمن تأمل ، وهذا كقوله : ( والصبح إذا أسفر ) [ المدثر : 34 ] وقال في موضع آخر ، ( والصبح إذا تنفس ) [ التكوير : 18 ] ويمدح في آية أخرى بكونه خالقا له ، فقال : ( فالق الإصباح ) [ الأنعام : 96 ] ومنهم من قال المراد به جميع النهار إلا أنه دل بالابتداء على الجميع ، نظيره : ( والضحى ) [ الضحى : 1 ] وقوله : ( والنهار إذا تجلى ) [ الليل : 2 ] .

وثانيها : أن المراد نفس صلاة الفجر وإنما أقسم بصلاة الفجر لأنها صلاة في مفتتح النهار وتجتمع لها ملائكة النهار وملائكة الليل كما قال تعالى : ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) [ الإسراء : 78 ] أي تشهد ملائكة الليل وملائكة النهار القراءة في صلاة الصبح .

وثالثها : أنه فجر يوم معين ، وعلى هذا القول ذكروا وجوها :

الأول : أنه فجر يوم النحر ، وذلك لأن أمر المناسك من خصائص ملة إبراهيم ، وكانت العرب لا تدع الحج وهو يوم عظيم يأتي الإنسان فيه بالقربان كأن الحاج يريد أن يتقرب بذبح نفسه ، فلما عجز عن ذلك فدى نفسه بذلك القربان ، كما قال تعالى : ( وفديناه بذبح عظيم ) [ الصافات : 107 ] .

الثاني : أراد فجر ذي الحجة لأنه قرن به قوله : ( وليال عشر ) ولأنه أول شهر هذه [ ص: 148 ] العبادة المعظمة .

الثالث : المراد فجر المحرم ، أقسم به لأنه أول يوم من كل سنة ، وعند ذلك يحدث أمورا كثيرة مما يتكرر بالسنين كالحج والصوم والزكاة واستئناف الحساب بشهور الأهلة ، وفي الخبر أن أعظم الشهور عند الله المحرم ، وعن ابن عباس أنه قال : فجر السنة هو المحرم فجعل جملة المحرم فجرا .

ورابعها : أنه عنى بالفجر العيون التي تنفجر منها المياه ، وفيها حياة الخلق ، أما قوله : ( وليال عشر ) ففيه مسألتان :

المسألة الأولى : إنما جاءت منكرة من بين ما أقسم الله به لأنها ليال مخصوصة بفضائل لا تحصل في غيرها ، والتنكير دال على الفضيلة العظيمة .

المسألة الثانية : ذكروا فيه وجوها :

أحدها : أنها عشر ذي الحجة لأنها أيام الاشتغال بهذا النسك في الجملة ، وفي الخبر : ما من أيام العمل الصالح فيه أفضل من أيام العشر .

وثانيها : أنها عشر المحرم من أوله إلى آخره ، وهو تنبيه على شرف تلك الأيام ، وفيها يوم عاشوراء ولصومه من الفضل ما ورد به الأخبار .

وثالثها : أنها العشر الأواخر من شهر رمضان ، أقسم الله تعالى بها لشرفها وفيها ليلة القدر ، إذ في الخبر اطلبوها في العشر الأخير من رمضان ، وكان عليه الصلاة والسلام إذا دخل العشر الأخير من رمضان شد المئزر ، وأيقظ أهله أي : كف عن الجماع وأمر أهله بالتهجد