الامارات العربية المتحدة VS دولـــــة قطــــر.. مواقف متباينة وغير مفهومة لقادة البلدين..

بصراحة في كثير من الأوقات أحياناً تصاب بالحيرة في فهم موقف قادة البلدين أو أمراء الإمارتين الخليجيتين الموصوفتين بالثراء الفاحش من أو تجاه جماعة الإخوان المسلمين

فدولة الامارات العربية المتحدة ممثلة في قيادتها تعادي تنظيم الاخوان المسلمين حد التطرف في العداء وتنفق بسخاء المليارات من الدولارات في محاولة القضاء على هذا التنظيم وإسقاطه أو منعه من الوصول لسدة الحكم في بعض البلدان..

ويتجاوز الأمر مجرد الانفاق المالي والمساعدات والدعم الاقتصادي والمؤازرة السياسية والدبلوماسية والإعلامية ليصل حد التورط والتدخل المخابراتي والعسكري في شئون دول أخرى بعيدة كل البعد ولا تربطها أي حدود جغرافية مع الإمارة الخليجية الثرية كما يحدث في ليبيا على سبيل المثال

وكما حدث في مصر من تقديم كافة أنواع الدعم السياسي والمساندة الإعلامية والمساعدات الاقتصادية، بصورة ربما تجعل حتى من أكثر المصريين عداءاً للإخوان يرفع حاجبيه من الدهشة :) ... وغيرها الكثير..

بينما في ذات الوقت تلوذ دولة الامارات صاحبة الصخب والصوت العالي في معاداة الإخوان بالصمت تماماً حيال قضايا تمسها وأمنها القومي بصورة مباشرة كما في قضايا خلافاتها ونزاعاتها الحدودية مع دول مثل إيران وسلطنة عمان وغيرها..

أو على أقل تقدير تلجأ للتهدئة ولا تبذل ربما عشر معشار الجهد الدبلوماسي والسياسي المحموم الذي تبذله في معاداتها لتنظيم الإخوان!

بينما على النقيض تماماً تلعب جارتها الثرية الأخرى مشيخة " قطر" دوراً في الاتجاه المضاد للدور الإماراتي بالانفاق بسخاء منقطع النظير على تنظيم الاخوان ولملمة شعث الجماعة المتفرقة وإيصالهم لكراسي الحكم في العديد من الدول...

فقطر في سبيل الإخوان تتولى منفردة عبء الإنفاق على أنظمة كاملة تمتد من حماس إلى السودان بقضاياهم المعقدة والمتشعبة وبصورة ربما تفوق ما تنفقه الحكومة القطرية على المليون أو المليون ونصف المليون نسمة من تعداد سكانها بمقيميهم وزوارهم.. !

وبطبيعة الحال فقد تعدى الدور القطري في مساندة الإخوان مجرد التعاطف السياسي وتقديم السند والمؤازرة الإعلامية عبر الواجهة الإعلامية للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين ما يعرف باسم " قناة الجزيرة " التي تتولى قطر مهمة احتضانها والانفاق عليها..

إلى أيضاً التورط والتدخل المخابراتي والعسكري في شئون العديد من الدول.. كما يحدث في اليمن وليبيا، والأخيرة التي اتهم رئيس الحكومة فيها دولة قطر صراحة بتقديم مساعدات عسكرية لما يسمى بقوات " فجر ليبيا" وهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية معها ومع السودان!

ومن المعلوم بطبيعة الحال أن النظام في السودان يعاني من صعوبات اقتصادية جمة وموارده " الذاتية" لا تسمح له حتى بإرسال مجرد عكاكيز ساي إلى ليبيا ؟؟

السؤال : دوافع الدولتين.. البلدين.. أو المشيختين ديل لا تبدو مفهومة بالصورة التي تبرر هذا السباق المحموم بينهما في اتخاذ تلك المواقف الحادة مع / أو ضد جماعة الإخوان..

الأنظمة السياسية في كلا البلدين أنظمة قديمة ومستقرة، ولا تواجه أي تهديدات واضحة لا الآن ولا حتى ربما في المستقبل المنظور، وتداول الحكم فيهما من الوالد إلى الولد أو خلافه لا تشوبه تلك المشاكل والتعقيدات الكبيرة وربما حتى هو مضمون بأهمية البلدين الاقتصادية..

بالتالي لمصلحة من ما تقوم به كل من دولتي قطر والإمارات من استخدام لأموالهم الكثيرة في إلهاب الصراعات في العديد من دول المنطقة ؟؟

ولا هو بس مجرد ترف زائد عن الحد من عبد الله بن زايد وقريبه التاني تميم بن حمد يجعلهما يزجان ببلديهما المستقران في أتون صراع نتيجة وجود الأموال والمليارات الفائضة عن الحاجة في حوزتهما