أحسنوا إلى المزارعين.. فإنَّكم لم تزالوا سمانًا ما سمنوا

لأننا بلد زراعي ..وكلنا او معظمنا تيراب مزارعين ..

استوقفتني هذه العبارة التي قيلت منذ مئات السنين ..واظنها للقائد الاموي زياد ابن ابيه ..

والزراعة هي المال الذي لا ينضب .. والخير الذي لا يفنى..

وكل الافندية الذين نراهم الآن ملء السمع والبصر في شتى المجالات معظمهم ابناء مزارعين وتربالة..

زرعوا وشتلوا وحصدوا مع آبائهم وحرسوا العيش بالكشاكيش وسهروا قرب التقاند والجداول..وساقوا الفجراوي وتغنوا مع انين السواقي ..

معظمهم تعلموا من خير الارض الخضراء ..

واذكر ان بعض المزارعين من ذوي اليسار كانوا يقيمون البيوت المحمية وينتجون ويبيعون في غير الموسم بأسعار ممتازة ويصيفون في اوروبا.. هذه فعلها احد القضاة السابقين من آل معروف في بارا..

عبارة زياد بن ابيه هذه اسقطتها على حالنا الزراعي الان ..فوجدتها كالتالي: " قد اسئنا للمزارعين .. فاصبحوا ضعافا ..فضعفنا نحن "..

والضمير هنا يعود الينا جميعا .. دولة ومجتمع ومؤسسات .. كلنا نتحمل الوزر ..

الدولة اهملت الزراعة ومدخلاتها وفرطت في المشاريع الضخمة ورفعت الدعم عن المزارعين..

حتى بلغ بنا الحال ان يصل عندنا كيلو الطماطم في غير موسمه الى عشرين جنيها .. وكيلو الضأن الى 80 جنيها ..و نستورد الثوم من الصين ..

كلنا تركنا اراضينا بورا وهربنا من ارضنا البكر الى المنافي والفيافي والاصقاع البعيدة .. وساهمنا جميعا في تردي البيئة السياسية والامنية ..حتى اصبحنا لا نستطيع حتى اطعام انفسنا..

اذن هي دعوة لنا جميعا ..متخصصين وغير متخصصين :

هل من امكانية لعودة قوية للزراعة ..؟

وكيف؟

يعني مثلا نحنا عندنا ملايين من اشجار النخيل .. ومن كل الاصناف ..

لا اعرف من التمر غير العجوة والبركاوي والمشرق والقنديلا ..

ولم ار في الاسواق الخارجية اي منتج تمر سوداني .. رايت مرة تمر سوداني مكتوب عليه"بلح اسواني" .. زيو وزي الكركديه السوداني الذي يستورد من السودان ويصدر من مصر..

وهل يعقل ان تكون مصر من اكثر الدول المصدرة لمنتجات التمور هي وايران والسعودية ..ونحن لا نذكر نهائيا ..

هل يعقل ان لا يكون لدينا مهرجانات تمور ؟ ..ولا مصانع تمور؟ ..

انظروا لمهرجان بريدة للتمور في السعودية:

هذا المهرجان خلال ايام قلائل كانت مبيعاته مليار ونصف المليار ريال ..

ووفر فرص عمل مؤقتة لـــــ4000 سعودي ..

هذا في السعودية التي ليس فيها نهر النيل ولا النيلين الازرق والابيض ولا نهر عطبرة ولا بحر العرب ولا سيتيت ولا الرهد ولا الدندر ولا القاش ..

من مشاريع شركة دال ..زراعة حديثة ومتطورة ..

Quote: إستخدام تقنيات حديثة لتطوير الزارعة في السودان JANUARY 26, 2014 الخرطوم – رويترز: تستعين شركة ‘دال’ للخدمات الزراعية في السودان بأحدث التقنيات لتحسين وزيادة الإنتاج الزراعي. وقد تأسست الشركة التابعة لمجموعة ‘دال’ الإقتصادية في عام 1984. وتتولى في الوقت الراهن إدارة مساحات ضخمة من الأراضي الزراعية قرب العاصمة الخرطوم، كما تمد نشاطها إلى مناطق اُخرى في السودان. وقال المهندس علي الشيخ مدير شركة ‘دال’ للخدمات الزراعية أن الشركة تستخدم نظام الري المحوري المتطور المعروف في أنحاء العالم، والذي يحقق أقصى درجات الكفاءة في استغلال موارد المياه. وتنتج مجموعة ‘دال’ القمح والذرة والبطاطا وغيرها من الحاصلات الزراعية في الأراضي التي تديرها للإستهلاك المحلي وللتصدير. ويسعى السودان إلى جذب إستثمارات محلية وخارجية إلى قطاع الزراعة. ويهدف إلى تحقيق اكتفاء ذاتي من المحاصيل المختلفة بحلول عام 2015. ويعمل القطاع الزراعي في السودان حاليا على زيادة الصادرات من القمح والفاكهة وزيوت الحبوب والصمغ العربي. وقال الشيخ ان الخطة تشمل أيضا توفير العلف الحيواني لتحسين إنتاج الحليب. وتساهم ‘دال’ بنصيب كبير في قطاع الإنتاج الحيواني في السودان. ووضعت خطة لزيادة عدد الأبقار في زراع التربية التي تديرها، من 2000 رأس في الوقت الحالي إلى عشرة آلاف رأس مستقبلا. كما تهدف الشركة إلى الوصول بإنتاج الحليب في زراعها إلى مليون لتر سنويا. وتتولى ‘دال’ أيضا تنفيذ برنامج لتدريب صغار ملاك الأراضي. وقال الشيخ ان الشركة تقدم للزراع الذين يملكون مساحات صغيرة من الأراضي إرشادات وتدريبات وخدمات اُخرى لتحسين الإدراة الزراعية وزيادة الإنتاج. ويستفيد الزراع آدم علي من برنامج المساعدات الفنية الذي تقدمه شركة ‘دال’ في زيادة إنتاج الحليب بمزرعته. وقال علي انه إستطاع زيادة إنتاج الحليب من الرأس الواحدة إلى ما بين 32 و34 رطلا في اليوم بعد أن كان لا يزيد على ما بين 12 و14 رطلا. وقال مشرف في مركز ‘دال’ لمنتجات الألبان يدعى أحمد حسن ان الشركة تبيع العلف الحيواني للزراع بأسعار معقولة وتشتري إنتاج مزارعهم من الحليب بسعر السوق.

المزارعون التقليديون هم ضحايا الاهمال ..

في منطقتنا مثلا (شندي) ..كان اردب البصل يتجاوز المليون قبل انتاج محصول البصل للموسم الجديد .. فربح منه التجار ارباحا طائلة ..

لانهم اشتروا البصل من المزارعين وخزنوه ..

وحينما طرح المزارعون المحصول الجديد في الاسواق اصبح الاردب بثلاثين الف فقط ..

يعني ما بجيب حق التعبئة ..

فآثر كثير من المزارعين تركه للبهائم ترعى فيه على بيعه ..

المستفيدون هم المخزنون والذين يبيعون في الاسواق البعيدة ..القضارف وغيرها ..

لماذا لا تشتري الدولة انتاج المزارعين باسعار معقولة ؟