سجنستان الدكتوقراطية ( مسرحية )

مسرحية مسودنة من فصل واحد
حقيقية من وحي الخيال وخيالية من وحي الحقيقة

تنويه أول: أى تشابه فى الأسماء أو الوقائع أو الأحداث هو محض مصادفة لا علاقة له بأى شخص فى واقعنا الحالى.
****

أبطال المسرحية:

1- شعب جمهورية (وطن الجدود) : وهو شعب مغلوب على أمره على مر العصور.

2- حمدين مُشاكِل ضُلُّو : قيادى من جماعة الأشقاء التقدميين، معتاد دائماً على سجون جمهورية وطن الجدود.

3- أحمد الغرباوي: ناشط من حركة " أحرموني ولا تحرموني " تعرّضَ للتعذيب على يد زبانية أمن الدولة وهو شاب جرئ قوى الشكيمة.

4- جوزيف إسحاق منسق حركة "إياك أعني يا جارة " بجمهورية وطن الجدود وهو مدرس تاريخ ومهموم بقضايا وطنه.

5- عشا البايتات: شاعر يظهر على المسرح دائماً وفى يده ديوان "لاشيء عندي أخسره فقد خسرت كل شيء" ويرتدى جاكت سبور على بنطلون جينز ويبدو طويل القامة وسيم القسمات.

6- د محمد الحزين ( السعيد سابقا ): مثقف سبق وأن تحاور مع الزعيم فى معرض كتاب جمهورية وطن الجدود وكان شجاعاً وجريئاً.

7- فيها ولا أطفيها : سياسى معارض وعضو مجلس الشعب ورئيس حزب النخوة.

8- الزعيم أبو غَضَب : وهو رجل تجاوز الثمانين إلا أنه زور فى شهادة ميلاده وصبغ شعره أملاً فى أن يعيش حياتين.

9- شَلْهَتة : زوجة الزعيم : وهى سيدة حيزبون بلغت من العمر أرذله.

10- غَضَب أبن الزعيم: شاب أ ر ع ن وأحمق لا يستطيع الحديث باللغة العربية الفصحى لأن ثقافته فرانكو آراب .

11- حِنْدِلّة: أخو غَضَب وابن أبى غَضَب.

12- أم نفسين :خطيبة غَضَب وقد تزوجها فيما بعد وسيرزقون بغضبان الصغير.
***

( تظهر شخصيات فرعية فى المسخرة الشعرية مثل ( أب نونات وشيخ الخلوة ومغنية الدلوكة ) ظريفة ( ورئيس الديوان الجمهوري وأسمه المُقَرِّط ).

يدور تاريخ هذه المسرحية في زمن مجهول وقد عثرنا عليها في أوراق أحد المعارضين قضى نحبه منذ عدة أعوام.. ويبدو من أحداث المسرحية أنها حدثت بعد انتخابات رئاسية في الزمن البائد .............
يبدأ العرض بموسيقى تصويرية شبيهة بموسيقى شهيرة تم تلحينها لقصة علي بابا والأربعين حرامي .
ثم يفتح الستار على المسرح وقد انقسم إلى قسمين القسم الأول موكب كبير يتقدمه رئيس جمهورية "وطن الجدود" الذى فاز فى الإنتخابات الأخيرة ويبدو الزعيم وقد ارتدى "عراقي وسروال وصديري وطاقية حمراء اللون" ، أما القسم الثانى فيوجد به جمهرة من جموع الشعب من كافة الطبقات والفصائل ويفصل جنود الأمن المركزى موكب الزعيم عن جماهير الشعب ، يصعد الزعيم على منصة عالية ليلقى كلمة العرش فتخفت الأصوات ويهدأ الضجيج ويتم تسليط الأضواء على الزعيم.

الزعيم: أنا الزعيم لا كَذِبْ .... أنا الزعيم لا كذب

وهنا يخرج (حمدين مشاكل ضلو) من بين الجماهير ليقول بصوت مرتفع :

يا للعجب ..... يا للعجب

الزعيم يستمر فى خطابه وقد ارغى وأزبد : أنا الزعيم المنتخَب

يظهر جوزيف إسحاق وهو يقول:

ونحن شعب من حطب

الزعيم: أنا الزعيم لا كذب

حمدين مشاكل ضلو: ونحن سوء المُنْقَلَب ... الخير فينا قد ذهب ... والشر جاء وإقترب

فيقاطعه شيخ الجامع: إن كان ربى قد وهب ... أو كان أعطى ......

وهما يقاطعه الشعب هادرا وهو يشير إلى الزعيم : أو سلب

يتنحنح الشيخ وهو مبهوت ويكمل:

قصراً مشيداً من ذهب , لا تسئلن عن السبب

يظهر أحمد الغرباوي ويندفع رافعاً لافتة يندد فيها بالزعيم ثم يقول:

ال ك ل ب عضنا ثم هب ... ومن خنوعنا قد وثب

للحكم صار منتخب ... ألا يا ضيعة الشعب

حمدين مشاكل ضلو يخاطب الجماهير:

إبليس منه قد عجب ...صديقه أبو غضب

يقاطعه حمدين مشاكل ضلو : بل إنه أبو غَضَب.... بل إنه أبو غَضَب

ثم يكمل حمدين مشاكل ضلو : وقلبه من الحُجُب ... كأنه وما كسب ... ولا لربنا اقترب ، ولا صام فى رجب

أحمد الغرباوي:هل تشعرون بالغضب ... وقد تمادى وضرب

الزعيم: إن كان عقلى محتجب ... أو كان يومى فى لعب ..فالسوط عندى منتصب

أحمد الغرباوي : الشعب أضحى فى نَصَب

وهنا يشير الزعيم إلى وزير الداخلية إشارة ذات مغزى وفجأة تظهر مجموعة من الجنود المدججين بالسلاح يقبضون على أحمد الغرباوي ويدخلونه إلى مكان فى طرف المسرح مكتوب عليه لافتة "قسم بيت ود أم بعلو" ونسمع صريخ وعويل من داخل القسم ثم يخرج جندى مشمر الأكمام فيسأله الضابط:

ماذا فعلتم يا غجر

الجندى: أدخلنا سيخاً فى الدُبُر

الضابط: إياك أن تنظر وتسترق النظر ، فالله يلعن من نظر

تعود الأضواء للرئيس حيث يقول:

وزوجتى أم غَضَب فى جيدها .........

د. محمد الحزين السعيد سابقا يظهر بأناقته المعهودة ويقول بتأفف :

( عود الطَّرَب ) ، ومن جهلها........

الزعيم مقاطعا :بل من عِلْمها أعطيتها دار الكتب

وهنا تظهر زوجة الزعيم وقد أحمر وجهها غضباً وتشير إلى د. محمد الحزين وهى تقول: يا من يثير ذا الشغب ، رسالتى أخذتها ........

د. محمد الحزين مقاطعا : يا للعجب

هى: عن الأدب

وهنا يظهر رئيس الديوان الجمهوري وأسمه المُقَرِّط حيث يصعد إلى منصة الزعيم يحمل فى يده ورقة يقرأها للرئيس ويقول بصوت مرتفع:

إن الفساد للركب

يتحدث المُقَرِّط بالتليفون ثم يقول للرئيس:

أودعته فورا الطلب

ورصيدكم طال الشُهُب

الزعيم ينحنى على ولده حِنْدِلّة وهو يقول له:

من فاز فيهم بالقصب

حِنْدِلّة : المريخ طبعاً قد غلب
الزعيم: والمنتخب ؟

حِنْدِلّة بخيبة أمل: الصفر كان من خشب

الزعيم مبتسماً ابتسامة حائرة :

هذا بفضل "ابو النسب"

ثم يوجه حديثه للجمهور مكملاً خطابه الرئاسى:

أما غَضَب إبنى ، قد علمته ..........

يقاطعه الشاعر ( فيها ولا أطفيها ) وهو ممسكاً بكتابه ليقول بصوت جهورى:

....... قول الكذب

الزعيم محتداً : بل علم العرب ... القلب فيه قد وعى

الشاعر ( فيها ولا أطفيها ) وقد احتد أكثر وأكثر:

والعقل منه قد ذهب

الزعيم:من طبعه حسن الأدب

( الشاعر فيها ولا أطفيها ) :هاها ... شربْ ضربْ هربْ نهبْ

الزعيم: إذا رأيتم وجهه

( الشاعر فيها ولا أطفيها ) مقاطعا : فلتقرأوا (من شر غاسق إذا وقب)

الزعيم منادياً على غَضَب: أين هو .... أخرج لهم

يظهر غَضَب فيقول له الزعيم: ولتعطهم شعر العرب

غَضَب لا يحسن اللغة العربية فيقول للجماهير وقد توجه إليهم:

أنا ياهو دي ... يا هو دي أنا

شكلى صحيح ما ليهو دوا .... لكن اختصاصى فى الهوا

ماما سابت لى فى البلد أطيان كتيرة ما ليها عدد

كان عندها 12 ولد ما فضل منهم إلا انا

يظهر حِنْدِلّة غاضباً ، فيكمل غَضَب وهو يشيح له بوجهود...

حِنْدِلّة أخوي ما هنا علشان راسو فى الهوى


ثم ينظر إلى الجماهير ويقول:

أحرموني ولا تحرموني


وهنا يمسك (عشا البايتات ) كتابه ويقرأ بصوت جهورى للجمهور:

إبن وأب و ك ل ب و ك ل ب

يقاطعه (غَضَب) قائلاً بالإنجليزية

Shut up

يواصل (عشا البايتات ): قانونه دم يسيل للركب

غَضَب:Shut up

ولا عجب

جاء الذهب

والإبن فاز باللقب

غَضَب صارخاً فى ضيق:Shut up


وفى خاتمة حقيقية خيالية تقف سيارة شرطة خارج المسرح لتقوم بالقبض على الممثلين والمؤلف والمخرج ومعظم الحضور من الجمهور.
أما جمهور النت والفيس الذي قرأ المسرحية فسوف يتعقبه الأمن ، أما قراء صحف المعارضة الذين سيقرأونها فقل عليهم يا رحمن يارحيم.
وفى فاجعة تاريخية يتولى ( غَضَب ) حكم البلاد ويقوم بتغيير اسم البلد إلى (سجنستان الديكتوقراطية ).

هذه الدولة الوليدة يبدو ان لا بواكي عليها

تذكرت قصة اولئك المعارضين الذين تم القاء القبض عليهم ووضعوهم على متن قارب وانزلقوا في لجة البحر العريض حتى تحطم قاربهم
سبحوا حتى وصلوا لجزيرة
وجدوا على طرف الجزيرة رجلا يصطاد السمك
سألوه: البلد دي فيها حكومة؟
قال : ايوة فيها
قالوا بحزم: نحن ضدها

تحياتي، أبا جهينة:

هذا درب جديد لم نعهد من قبل أنّك من طوارقه. المسرح. أهنئك على كتابة تدفع للتأمّل على مستوى المصائر الفردية والجماعية.

صديقي واخي البرنس عبدالحميد
مرورك يبهجني دائما
هذه ثاني مسرحية
الاولى اسمها ( زواج عنكبوتي)
الكتابة المسرحية مرهقة وتحتاج الى ان يكون قلمك متحفزا وذاكرتك تجوب اركان المسرح بين فصول المسرحية ومشاههدها وابطالها وديكورها واضاءتها الخ

اكرر الشكر
دمتم
تحياتي للاسرة الكريمة

هي ليست "سجنستان" فقط ... بل الأمر تعدّى هذه المرحلة من البشاعة إلى ما هو أكبر ...