لماذا نجح اردوغان ولم ينجح اخوان السودان ؟؟؟

Quote: من كلماته. : لم نصب بالغرور طيلة فترات نجاحنا السابقة ولم نقع في فخ سياسة التمييز بين من صوت لنا ومن لم يصوت لنا

لا اعرف الكثير عن ملابسات انتخاب اردوغان وكيفية نجاح حملته الانتخابية ولكن تلح علي بعض الاسألة من باب المقارنة بين هذا وذاك ..
هل كان اخوان السودان ليصلوا الى الحكم لولا وصولهم بالقوة العسكرية؟
وضمان بقائهم بالقوة الأمنية؟
وضمان استمرارهم بنهب موارد الدولة والمواطن؟

سلام

الديمقراطية الآن في تركيا مضت بعيداً
أردوغان هو أول رئيس للجمهورية التركية يتم انتخابه من قبل الشعب، فمن قبل كان يتم اختيار الرئيس من قبل البرلمان.
الجديد في حكم إسلاميي تركيا (أو أردوغان وزمرته الحاكمة) إنهم فهموا نفسية المواطن التركي واحتياجاته، فالأتراك شديدي الاعتداد بتركيا الأم، تركيا الوطن، وتركيا وريثة الإمبراطورية العثمانية الإسلامية.
نجاح أردوغان الأساسي تمثل في نهج إدارته للدولة والتعاطي مع المشكلات في الداخل والخارج، مثل إدارته للصراع مع مختلف خصومه السياسيين وإن كان يميل للصدام مع هؤلاء الخصوم،
وأيضاً في تعامله مع الكثير من الملفات المعقدة بشيء من التروي والحكمة، فقد نجح أردوغان في إدارة ملف الأقليات في تركيا (الأكراد والارمن والعلويين، ...)، وقبل الانتخابات الأخيرة قامت حكومة أردوغان ممثلة في برلمانها ـ الذي يتمتع فيه حزب العدالة والتنمية بأغلبية مريحة ـ بإقرار قانون وتعديلات دستورية تصب في مصلحة حلحلة القضية الكردية وتلبي العديد من مطالب الأكراد. بل أنّ الأكراد أنفسهم تفأجأوا بالحوار الدائر بين زعيمهم الحبيس عبد الله أوجلان (أيبو) وحكومة العدالة والتنمية، ذلك الحوار الذي تم الإعلان عنه في عيد النيروز العام المنصرم إن لم تخني الذاكرة حيث خاطب الزعيم الكردي الحشد الجماهيري (مستخدماً الفيديو كونفرس) مطالباً حاملي السلاح الركون إلى الحوار كوسيلة لتحقيق المطالب الكردية.
على صعيد العلاقات الخارجية تعاملت حكومة العدالة والتنمية مع قضية الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي بأسلوب العصا والجزرة، وقد استفادت من المعايير الأوروبية ومطلوبات الانضمام (الجزرة) لتعتبرها خارطة طريق لنهضة الدولة التركية.
وقد وظف أردوغان العديد من المواقف الدولية لإثارة الحماسة في نفوس الترك، وكمثال على ذلك مقاطعته الشهيرة لأحدى جلسات الحوار في منتدى دافوس العالمي عندما شعر بأن المحاور لم يعدل في توزيع الفرص بينه وبين الرئيس الإسرائيلي، فخرجت على أثر ذلك جموع الترك لاستقباله في المطار فاستقبلوه استقبال القائد المنتصر للقومية التركية، الأمر الذي أظهر أردوغان لدي الخارج بأنه زعيم يحظى بالقبول من شعبه.
وغير بعيد على الأذهان موقف حكومة أردوغان إزاء أحداث الباخرة مرمرة وتشددهم تجاه إسرائيل وضرورة أن تقوم إسرائيل بالاعتذار العلني، وقد تم ذلك في صفقة أظهرت الأتراك في موقف القوي الأمر الذي عزز قناعة الأتراك بأنهم باتوا يعيشون في دولة ذات هيبة ويحترمها الآخرون.
الموقف الثالث موقف حكومة العدالة من أحداث غزة، رغم أنّ الكثير من الساسة في تركيا يرون أنّ الأمر فيه بعض المبالغة في مساندة ودعم المطالب الفلسطينية على حساب العلاقة الإستراتيجية مع إسرائيل.
لكن رغم كل المواقف السابقة نجد أن تركيا لا تزال تحتفظ بعلاقات جيدة مع إسرائيل تتمثل في العلاقات الدبلوماسية والتبادل التجاري، وتوسط الحكومة التركية لدى حماس، بالإضافة إلى سعي تركيا لحل مشكلة استخراج الغاز الطبيعي من حوض المتوسط، حيث تكمن المشكلة في عدم اعتراف المجتمع الدولي بدولة جمهورية شمال قبرص التركية التي تمتد تلك الدولة وتغطي مساحة مقدرة من ذلك الحوض، وتركيا باعتبارها الحاضن الأساس لجمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها دولياً تركيا الآن تسعى لحلحلة مشكلة الثروات الطبيعية في سواحل المنطقة والتي من ضمنها سواحل شمال قبرص التركية وبالتالي الاستفادة من عمليات التنقيب واستخراج الغاز في المنطقة، ويرى بعض المتابعين أنّ الأمر في طريقه للحل بدلالة اكتمال الأعمال الأساسية في الأنبوب البحري الممتد من تركيا عبر المتوسط إلى جمهورية شمال قبرص التركية والذي يهدف إلى نقل المياه من تركيا إلى تلك الجمهورية، وربما يستخدم هذا الخط في نقل الغاز حسبما يرى هؤلاء المحللون.
لكن النجاح الأساسي لحكومة العدالة والتنمية تمثل في النجاحات الاقتصادية والقفزة الهائلة لمستوى المعيشة للمواطنين الأتراك
حالياً يتم تقديم خدمات المضان الاجتماعي والتأمين الصحي لكل مواطن تركي
الدولة تدفع بالكامل الرسوم العلاجية
الدولة تقوم بدفع كفالة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بل وتشجع الأسر على الإبقاء على كبار السن في المنزل بغرض الرعاية واستلام المبالغ بصورة راتبة وعدم إيداعهم في المراكز الخدمية لمثل هذه الحالات مثل دور العجزة والمسنين.
التعليم في تركيا الآن أصبح يغطي جميع المناطق
المستشفيات،
سفلتة أكثر من ستين ألف كلم خلال فترة حكم العدالة والتنمية منذ العام 2002م،
المطارات في كل البلديات الكبرى.
والآن مطار أستنبول الجديد الذي سيكون الأكبر في المنطقة والذي من المتوقع أن يكون الرابط بين الشرق الأوسط وأوروبا،
وهنا بيت القصيد أو الإجابة على تساؤلك المطروح في صدر البوست والمتعلق بنجاح إسلاميو تركيا وفشل كيزان السودان، فمثلاً تمويل مشروع المطار الجديد تم بالكامل عبر شركات ستقوم بإدارة العمل وتشغيل المطار لمدة عشر سنوات مستفيدة من الأرباح والدخل. ولم يخرج إسلاميو تركيا بفتاوى تحرم المعاملات الربوية في تمويل مثل هذه المشاريع الكبرى، كما لم يسعوا لنيل نصيب الأسد من عائدات المشروع وفضلوا المصلحة التركية على مصلحة الحزب ومنتسبيه وشركاتهم. ونفس الأمر تم في مشروع مترو الأنفاق الذي يربط شقي استنبول أسفل البحر
أما على صعيد الدين الخارجي تركيا في عهد العدالة والتنمية أصبحت دولة مدينة للعديد من الدول والصناديق، فعلى سبيل المثال قامت تركيا بسداد آخر ديونها على صندوق النقد الدولي العام المنصرم ودخلت في مفاوضات بغرض إقراض الصندوق مبلغ خمسة مليار دولار.
ارتفع مستوى الدخل الشخصي للأتراك والآن بإمكان أي مواطن تركي امتلاك منزل بتمويل من البنوك والشركات المتخصصة.


فقط يعاب على أردوغان حماسته الشديدة لبعض القضايا الدولية والتي تضر بعلاقات تركيا كدولة صاعدة
كما يعاب عليه ربط بناء الدولة بشخصيته كحاكم للجمهورية الثانية ومخلص الأتراك من عبء الحكومات السابقة وتسلط العسكر.
كما يعاب عليه عدم إيلاءه الاهتمام الكافي للعديد من القضايا الداخلية مثل انتهاج نهج المصالحة بدلاً عن الصدام مع الخصوم السياسيين.

سوداني مقيم في تلك النواحي

تحياتي

Quote: سُئل أردوغان في إحدى المؤتمرات " كيف جعلت تركيا تصل للدرجة الـ 9 كأغنى دول العالم بعدما كانت الـ 111 قبل توليك السلطة .. أجاب بإختصار: لا أسرق

ودا الزيت....

السبب هو الالتزام التركي بأسباب الديمقراطية والدستوريـة


أحمد الشايقي

Quote: السبب هو الالتزام التركي بأسباب الديمقراطية والدستوريـة أحمد الشايقي

استاذ/ احمد حقيقة الشعب التركي التزم التزام حقيقي للديمقراطية، بينما هرول اخوان السودان الى القوة ....

Quote: ودا الزيت....

الاخ عبدالعزيز ،،،، صحيح ده الزيت وكمان الزبدة ،،،

Quote: سلام الديمقراطية الآن في تركيا مضت بعيداً أردوغان هو أول رئيس للجمهورية التركية يتم انتخابه من قبل الشعب، فمن قبل كان يتم اختيار الرئيس من قبل البرلمان.

شكرا اخ تبلدية على الاضافة واثراء البوست بهذه المعلومات الضافية عن السياسة التركية والاتراك عموما ،،،

واعتقد ان الخطأ الفادح الذي وقع فيه اخوان السودان هي النقاط التي اتت بين السطور هي العداوة التي انتهجوها مع السودانيين والروح الانتقامية والانشغال بالنفس متمثلة في التمكين.