هل هجر الانجليز السودان ام أخرجناهم منه !!؟...دا السؤال المحيرني

انا أتكلم عن جيلي ... جيل العجائز. بعد حربنا ضد الانجليز،
حاربنا حكومة ازهري
حاربنا حكومة عبود
لم نحارب حكومة سر الختم الخليفه ...
لم نحارب حكومة المحجوب ...
حاربنا حكومة الصاق الاولي.
حكومة سوار الدهب اعتبرناها تحصيل حاصل.
حاربنا حكومة الصادق التانيه
نميري كانت له عدة حكومات على مزاجه ... اشتراكية ... راسمالية واخر حاجة دينية ... كل واحدة كانت اسوء من التانيه ... جيلنا حاربها كلها.
نامن ظهرت الإنقاذ، مثلي وزملائي قد هرمنا. وبعد مرور 25 سنه والإسلاميين قاعدين في راسنا تركنا الحرابه للأجيال الجديدة واكتفينا بأضعف الايمان ... لسانا لسع شغال ومن حظنا ظهرت وسائل إعلامية اسفيرية كانت من نسج الخيال في أيام شبابنا وكت كان التلغراف قمة التكنولوجيا الإعلامية. تمكن القليل منا من استعمالها والبعض بمساعدة احفادهم.
جيلنا اصبح مراجع قديمه مرمية في البيوت يستفيد منها أحيانا الأبناء والاحفاد. نامن تنقطع المويه والكهربه في البيت بسألوني احفادي. في زمنكم الأمور كانت كيف يا جدو!!!؟
وردي عليهم دايما:-
1- الاستعمار كان احسن ... ليه!!؟ لانه بيتنا كان عنده رغم ملصق في الباب تصلنا بيه التلغرافات والجوبات بواسطة البوستجي. مصاريفي الخاصة وانا طالب بمدرسة خورطقت الثانويه كانت 50 قرش شهري تصلني في مواعيدها في حوالة داخل جواب "مسوجر" يعني مسجل، اسلمها لصاحب الدكان ويسلمني بدلها ال50 قرش بعد خصم أي مبلغ استدنته منه وربما يصل الى 5 او 10 قروش.
كل المدرسين في خورطقت وادي سيدنا حنتوب رمبيك كانوا انجليز ما عدى مدرس العربي والدين. كان في المدرسة جامع كبير له مأذنه عاليه ... كل أبناء أقاليم السودان كانت ممثلة في الطلاب.
داخليات ومعامل ومكاتب وفصول المدرسة ومكتبتها وسفرة الاكل في المدرسة، احسن من أي جامعة قائمة اليوم في السودان. نسافر بالقطار درجه ثانيه تقدم لينا الوجبات والمشروبات احسن من أي فندق الان. والوصول من الخرطوم الي الأبيض بالمواعيد المظبوطة بالدقيقة.
والي الخرطوم كان اسمه برمبل شاهدته في امدرمان عام 1952وانا صبى، كان على ظهر حصانه عدة مرات يتجول ومعه عساكره السودانيين. اذا وجد ورقه مرميه قدام البيت طرق الباب وطلب من صاحب البيت ازالتها. عربات النظافة التي تجرها البغال تجوب الشوارع لحمل الاوساخ. تانكر ماء لرش الشارع في المساء. الشوارع تضاء بعد صلاة المغرب. كان في واحد من إدارة الكهربه يمر بالشارع وفي يده قناية طويله يفتح بها لمبة الكهربه وبعد العاشرة يرجع بالقناية ويطفي اللمبات. الترماي والباصات كانت منتظمة في مواعيدها.
في الخريف كانت المجاري جهازه بصورة مستديمة. اذكر الخور المبلط النظيف والذى ينحدر من حي العرب حتى ابروف مارا بجامع الشيخ قريب الله. وأيضا المجرى المغطى بالواح الاسمنت والذي يربط السوق ويمر بمحطة مكي و ود أورو موازيا لخط الترماج حتى يصل النيل في اب روف. حيث توجد معدية منتظمه تأخذك لشمبات ثم الترام الي المحطة الاوسطى الخرطوم. وخور أبو عنجة الجبار المنحدر من سهول غرب امدرمان حتى الموردة. يعني الخريف كان نعمه ونسايم وافراح.
التسعيره في السوق واضحة على البضاعة بامر الوالي المستر "برمبل" مافيش تلاعب وغش.
2- كل الحكومات التي تولت بعد الانجليز ازهرى – عبدالله خليل – عبود وكان احسنها - اشتغلت بالصراع الحزبي وبنفسها اكتر من انشغالها بشعبها.
3- المحجوب كان راقي وعالم وشاعر وشخصية عالمية ... كان زعيم المعارضة الماهر ثم اصبح رئيس الوزراء المحنك. لسوء حظ السودان وتعطش الصادق المهدي، للسلطة قتلت حكومته بالرغم من ان المحجوب من نفس حزب الصادق.
4- سر الختم كان استاذي ورجل عظيم في شخصه لا يقل عن المحجوب حاول المستحيل لكن الأحزاب اقتالت حكومته الانتقالية لاستعجالها للسلطة.
5- تحالف الصادق المهدي والترابي والاخوان المسلمين هو الجاب الحكم الإسلامي الكارثي المشوه الطالباني. وبدأ الانهيار الجد للدولة. وعلى مسرح السياسة اليوم فلم "عودة دجانقو" دجال السودان الأكبر الترابي ونسيبه الصادق مع الحاكم بأمر الله عمر البشير والباقي انتو عارفنه ... الوثبه الاولي والوثبة التانيه ... كذب سرقات اختلاسات اغتيالات وامطار الخريف. وبهؤلاء انهار كل شيئ البنوك والعمله الوطنية الطيران السكة حديد مشروع الجزيرة. وهكذا أصبحت حكومة السودان معزولة عن العالم وعزلتنا معها بعد ان صنفت اليوم عالميا بالفاشلة وبعدها الصومال.
ذي ما قالته في البدابه انو جيلنا حارب وحارب ووقع في اشر اعماله لانه كان يبحث عن الاحسن. بعد هذا العمر مش لي حق أقول لاحفادي زمن الانجليز يحليلو!!!
فاين الوالى الإنجليزي "برمبل" في الخمسينات من الوالي الحالي الفاشل "الدكتور عبد الرحمن الخضر"

الشيخ/ عبدالله الأسد
تحياتي
شكرا لك على سردك الجميل لواقع حقيقي مر به السودان، وزمن ربما عايشة الكثير
من ( الجدود) الأحياء، أمد الله في أعمارهم ومتعهم بالصحة والعافية. وشتان بين
الأمس واليوم، فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر كما يقال، وجرفته معها ليس من باب
التباكي على الماضي، ولكن بسبب أن الوضع الراهن لا يسر، يبقى في خضم هذا الواقع
الأليم الأمل والأمل فقط، لذا ندعوك أن تتذكر وتكتب لنا و لأحفادك ولهذا الجيل، الذي
فقد ظله وأصبح همه الهجرة والهروب من السودان، ليعلم من شهود أحياء بأن السودان
كان بخير وسيعود إلي سيرته الأولى......
( لفظة شيخ عشان العمر وليس شيخ دين كيما لا تختلط التخصصات).

معذرة صاحب البوست و الضيف الكريم حماد الطاهر, بس سؤال للاستاذ حماد, اسمك شبه لي اسم زول من نيالا حي الجير, دا انت زاتو و لا بس شبه؟

يا عبدالله الأسد
أحيي فيك شبابك الدائم
(مع إنه أحيي دي ناس تلفزيون السودان سحكوها سحك
لكن أقبلها مني)
تعرف
مرة لاقيت لي مهندس قديم الله يرحمه
ناس عشرينات القرن الماضي
فقال لي كلام مهم ما زلت أذكره
قال لي إنه الأنجليز قالوا لناس الحركة الوطنية
ما تستعجلوا الإستقلال
خلونا شوية نطور ليكم البلد
(ما في خلاف طبعا أنه الإنجليز مسكوا بلد جايطة
و"مهدية" ووضعوا فيها أسس دولة حديثة زي ما ذكرت في مساهمتك دي)
لكن جماعة الإستقلال
غفر الله لهم
استعجلوا الإسنقلال
مشكلتنا كلها في هذا الإستعجال
(والبزعل أنها كانت في غالبها طموحات أفندية لورثة السلطة
لا جهد وطنيين لإستقلال بلد وتطويره)
لأنه المؤسسات المنوط بيها الحكم والقيادة
لم تنضج بعد
والوعي بالحكم الديمقراطي ومتطلباته
لم ينضج بما يكفي للمحافظة عليه

وبقينا إذن تحت رحمة مؤسسة واحدة
عندها قوة السلاح
وهي طبعا الجيش
لموا فينا العساكر في ثلاث إنقلابات قاتلة
لمن بقينا نفتش للدرون
لمن بقينا نقول:
يا حليل السكة حديد
يا حليل الخطوط البحرية
يا حليل البوستة
يا حليل الخطوط الجوية

وطبعا
يا
حليل
الإنجليز