Post: #1
Title: قراءات مختارة- حرية الفكر والإعتقاد د. جمال البنا
Author: nile1
Date: 07-25-2014, 02:56 PM
حرية الفكر والإعتقاد من كتاب (مطلبنا الأول هو الحرية) للدكتور جمال البنــا هذه هى أولى الحريات وهى تشمل حرّية كل فرد في الإيمان بما يشاء من أراء وأفكار أو عقائد طبقاً لتفكيره الذي يعود بدوره إلى ظروفه وثقافته الخ ... وأى تقييد لهذه الحرية يعد انتهاكا لحرية الإنسان في أخص خصائصه، وعدوانا على ابرز الصفات التى يتميز بها الإنسان على الحيوان أو بقية الكائنات. وبناء على هذه الحرية تقوم كل الحريات الأخرى. فإذا لم تكن قائمة لا يكون لكل الحريات الأخرى وجود أو قيام. وإذا وجدت أنفتح الباب أمامها. وأى محاولة لكبت حرية الفكر لا يمكن تفسيرها إلا بالرغبة فى استعباد الإنسان وتسخيره تبعاً لإرادة الحاكم، لأن معناها هو إفقاد الإنسان القدرة على اتخاذ قرار أو تحديد موقف أو الإيمان بمبدأ . وفى الوقت نفسه فإن حرية الفكر والاعتقاد تتطلب، ضرورة، توفير حرية الوصول إلى الأفكار من الصحافة، أو الكتابات أو الإذاعة الخ... لأن الإنسان لا يبلور أفكاره إلا بفضل اطلاعاته وثقافاته وتوفير الكتابات بكل أنواعها، بل وتوفير حريات كالاجتماعات التى تلقى فيها المحاضرات أو المعاهد والهيئات التى تعرض أو تدرس أفكاراً بعينها. وأن تكون حرية الفكـ ر هى قاعدة الحريات الأخرى لا ينفى ارتباطها بالحريات الأخرى. فهى تفتح الباب لها. ولكنها فى الوقت نفسه لا يمكن أن توجد فى مجتمع الانغلاق. وهذا أمر طبيعى، فالحريات تتفاعل بعضها مع بعض وكل واحدة منها تأخذ، وتضيف، تؤثر وتتأثر، بالحريات الأخرى. ويدخل فى حرية الفكر حرية الاعتقاد، وبالطبع حرية تغيير المعتقد، بما فى ذلك الدين، وقد ادعى بعض الإسلاميين إيمانهم بحرية الفكر، ولكنهم يرفضون حرية تغيير المعتقد ويتمحكون بمختلف الاعتبارات التى يرتفقون بها على هذه الحرية ويعطلونها بها، وكائنة ما كانت هذه الاعتبارات التى يسوقونها، فلا يمكن أبداً أن تسامى المبدأ المقدس: مبدأ الحرية أو تبرر أى مساس بها. ولما كان الأئمة الأربعة، وبعض الصحابة، وحتى الشيعة وأئمة المذاهب الإسلامية الأخرى قد اجمعوا على وجوب معاقبة المرتد بعد استتابته، فإن لم يتب فالقتل هو عقوبته ويقتل "كفراً لآحداً، أى لا يصلى عليه، ولا يكفن أو يغسل أو يدفن فى مقابر المسلمين. وتصبح أمواله فيئاً للمسلمين " الخ ... نقول لما كان الأمر هكذا، فلم يوجد حتى الآن مفكر مسلم يصرح بأن هذا الإجماع لا يعد إجماعا للأسباب التى استبعد من اجلها أبن حنبل الإجماع، ولو كان إجماعا فهو خطأ، وأن الذين وضعوه وإن توخوا به حماية العقيدة، فقد خانهم التوفيق فى تقرير الوسيلة المثلى لذلك وأنهم فى الحقيقة كانوا يعبرون عن روح عصرهم المغلق الذى تحكمه الجهالة من ناحية والاستبداد من ناحية أخرى. وأنه ليس هناك من حرج من أن يخطأ هؤلاء جميعاً لأنهم ليسوا أنبياء، أو معصومين. وما دام الخطأ يجوز على كل واحد منهم فأين العجب فى أن يخطئوا جميعاً.. وبحق قال ابن حنبل "من ادعى الإجماع فقد كذب". لقد سقطت أغلبية المفكرين الإسلاميين المعاصرين فى هذا الامتحان، كأن أحداً منهم لم يقرأ and#64831;أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَand#64830; [99 يونس]. وقد عرضنا لهذه النقطة بإفاضة فى كتابنا "الإسلام وحرية الاعتقاد" واستعرضنا أراء أكثرهم حرية وانفتاحاً وأنهم مع هـذا يتمسكون بعقوبة الردة [1].. وهناك واقعة أخرى أكثر دلالة فيما نحن بصدده .. فقد روّع المجتمع المصرى عام 1996 بصدور حكم من محكمة الاستئناف بالتفريق ما بين الدكتور نصر أبو زيد وزوجته السيدة ابتهال يونس على أساس أنه مرتدّ، ولما كان هذا حكما "استئنافيا" فقد تكتلت كل القوى المناصرة لحرية الرأى من محامين، أو قضاه، أو كتاب أو مسئولين فى جمعيات حقوق الإنسان لمجابهة هذه الكارثة ومحاولة استدراكها أمام الملاذ الوحيد الباقى "النقض" . "الشاهد" كما يقولون أن جهود عباقرة الكتاب ومدرهى المحاماة وأساطين القضاة تركزت فى محاولة إثبات إن ما كتبه نصر أبو زيد لا يعد ردة طبقاً لما قرره أئمة المذاهب وما وضعوه من أصول وضمانات، ولم يخطر ببال أحدهم إن من حق المفكر أن يشذ حتى عن الثوابت، وأن له الحق فى الكفر والإيمان. لأننا إذا وضعنا أى حد، بأى أسم أمام حرية الفكر غرسنا بذرة التدخل التى يمكن أن تقضى على الحرية. لم تدر هذه الفكرة فى ذهن أحدهم فيدفع بها لأنها كانت مما تقشعر لها جلودهم، كما لم يدر بخاطر أحدهم أن ينتقل من إطار الفقهاء ليصل إلى إطار القرآن.. وكنا قد اقترحنا على بعض أفراد هيئة الدفاع أن ينقلوا المعركة فى المحكمة من الفقهاء إلى القرآن وأن يدفعوا بالآيات التى تقرر حرّية العقيدة and#64831;فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ..and#64830; الخ... ولكنهم لم يستسيغوا الفكرة، مع أنها هى الأمل الوحيد، فضلاً عن أنها تجعل لمطالبتهم بحرية الفكر سنداً قرآنيا. يدفع عنهم الاتهام ويكسب لهم الموقف لأنهم تلقوا تأسيسهم الثقافى عن الشريعة الإسلامية فى كليات الحقوق على أيدى فقهاء، أو من مقررات فقهية. فهم فى الحقيقة كالفقهاء الذين يعيبون عليهم تمسكهم بالمذاهب، وقد انتقد أحدهم أخذ المحكمة بأرجح الأقوال فى مذهب أبى حنيفة ودفع ذلك بدفوع قانونية، ولم يخطر له ببال أنه لم يعد ضروريا أن نأخذ اليوم بما جاء به أبو حنيفة وأن علينا أن نعيد النظر فى أقوال أئمة الفقه فى ضوء التطورات، وما جاد به العصر من ثقافات وما تفتحت عنه الاختراعات والاكتشافات عن وسائل بحث .. وهناك عامل آخر لعله كان كامناً فى أطواء نفوس اليساريين منهم وأعماق عقلهم الباطل. وهو أنهم -على نقيض ما يُظن- لا يؤمنون بالحرية وإنما بالمادية الجدلية التى تخضع الحرية للضرورة. وهكذا يتضح لنا أنه فى حميا معمعة من أكبر معارك الحرية تكتل فيها كل أقطاب الحرية لم يكن هناك إيمان حقيقى بحرية الفكر، ولم يكن لدى أحد الشجاعة ليقول إن من حق المفكر أن يؤمن أو يكفر دون أن يحكم عليه بالموت أو يعامل معاملة المرتدين بما وضعه الفقهاء. من أحكام، وكان من الممكن أن يقيموا هذا على أساس من آيات القرآن الكريم. فيكسبوا الحرية.. والأصالة .. ويفترض بالطبع مع حرية الفكر والاعتقاد أن تُستأصل شافه التكفير وتجريم أى مذهب أو فكرة أو عقيدة. فالأفكار ليست حلالاً أو حراماً ولكنها صحيحة أو خاطئة.. ولا يعد الخطأ مبرراً لوقف الحرية، فقد يكون الخطأ طريق الصواب. والخطأ بعد، اعتبارى وما يراه البعض خطأ يراه الآخرون صوابا. ولهذا فليس من حل إلا ترك الآراء تشتجر، وتتعالى وتتناظر. لأن هذا هو ما يلقى بالأضواء الكاشفة والأبعاد العديدة للقضية.. وأن ما يؤدى فى معظم الحالات إلى الخطأ إنما هو فى الحقيقة إبراز بُعد واحد وتجاهل الأبعاد الأخرى. وهو ما لا يتضح إلا بحرية عرض كل الآراء ..
من كتاب (مطلبنا الأول هو الحرية) للدكتور جمال البنــا
|
Post: #2
Title: Re: قراءات مختارة- حرية الفكر والإعتقاد د. جمال البنا
Author: nile1
Date: 07-27-2014, 06:00 PM
Parent: #1
كل عام وأنتم بخيـــر
|
Post: #3
Title: Re: قراءات مختارة- حرية الفكر والإعتقاد د. جمال البنا
Author: احمد عمر محمد
Date: 07-27-2014, 08:50 PM
Parent: #2
الاستاذ nile 1 تحية طيبة و كل عام و انت طيب مقال رائع و لكن عندي استطراد فيما حشي به من حق الحرية التي يطالب بها البنا غالباً الهدف والسعي وراء الحصول على حرية غير مشروط من البشر يكون الهدف الاساسي منها التنصل من الشروط التي اوجد من اجلها البشر و ساسوق اليك ما يجعلني على يقين ان الكُتاب احياناً يهرفون بما يعرفون ويتنكرون له حيث انهم فقط يمسكون بالقلم من الناحية التي تريحهم ويتقافلوا عن التكامل الذي من اجل اوجدت الحياة وذلك رغم معرفتهم بأساس الحياة والامر الذي من اجله اوجدت فلو لاحظنا ان البنا يتبجح في رؤيته ان اساس الحرية مطلق من حيث الايمان والكفر وربط ان منحها او الحرمان منها مربوط بالحاكم الذي يفصلها لشعبه او من في ملكه وللاسف فأن قضية الحاكم اياً كانت فانها قضية عابرة فالحكام في الاصل لهم تاريخ صلاحية و تداول الملك نفسه منحة لا قوة او ذكاء وعبقرية من مالكها. لذا التعويل على ان الحاكم هو من يقوم بتقييد حرية الناس انما هو من باب الكيد و الالتفاف وادخال طلب الحرية في معترك الساسية واختلاف الالوان بين جمهور البشر كامثلة نجد ان العلمانين يروون انهم في الطريق الصحيح و بذا يقيدون حرية من يريد الطريق القويم والمسلم يسعى ان يكون قادراً على احياء ما امر الله به في البسيطة حسب قدرته لذا بين هذا وذاك يرمي كلٍ الاخر بانه السبب في تقييد الحريات مربط الفرس عندي ان الذي سعى واراد ان يحاجج به البنا هو القران متخذاً من الاية (فمن شاء ....) الخ قاعدة يعتمد عليها في حرية التفكير والهدف الهروب من سلب الحرية ولو رجع الى القران الذي حاجج به فان بين صفحاته ان الله خلق الخلق كافة للعبادة. اليس هذا دليل يبطل ما يسعى اليه اذا كان هو مرجعه القران. هذا يقودنا ان الحرية ليست مطلق نعم ستقول لي كل انسان مخير في ان يختار ماشاء و لكن الحياة اشبه بالمركب فلو فعل كل ما يحلو له تهتك اساسها وفقدت امانها و بعد حرية الفكر الكثير القاتل. الحرية في الفكر و الاعتقاد يتهافت الناس اليها وكانها فقط ما سلب منه بل ان لها ثمن باهظ لانها ليست صكاً يمنح ومن خلاله تستقيم امور الحياة بل وراءه من متاعب جمه فبعدها ينفرط تماسك الحياة لان بعد الحصول عليها بصورة اعتباطية كما يسعى المنادون لذلك فان الكل سيفعل ما يحلو له وهذا ما يفكرون به على المدى القريب و لكن ما هو ثمار التحرر الغير منضبط. اذا كان الملوك و السلاطين و الحكام و الدول تسعى لعقاب من يتجرأ لينال منها ومن كرسيه فتعمل على سلب حياة من يقدم على ذلك أفلا تعتقد من حق الاسلام ان يحمي بيضته ولا تقل لي من اعطى الانسان ان يسلب الانسان حياته فتلك امور مترابطة فمن اعطى الملك وهو المالك المطلق لا يعيه ان يوجد من بين الخلق من يقوم على حماية العقيدة في الارض فبها يبسط العدل وبها يتساوى الناس اذا ان الاساس في المعتقد الحرية ولكن الحرية لا تعني اول ما نحارب ان نحارب من منحنا اياها ومنحنا ما نفكر به فتكون سهامنا في انتقاد الدين و الرسل والكتب بل وتتعدى ذلك في اننتقاد ذات الاله. تعليق جاء على عجالة و يحتاج الى تفنيد بعده فقط احببت ان يظل البوست عالياً و لي عودة ان شاء الله. الاجازة على الابواب او تكاد قد دخلت علينا مجددا عيدك مبارك و لي عودة ان امد الله في الاجال تحياتي احمد عمر
|
|