خمرٌ قديمة في الذاكرة, وعركي يغني, وسلمى .. توجد (حفلة تخريج)

خمرٌ قديمة في الذاكرة, وعركي يغني, وسلمى .. توجد (حفلة تخريج)


07-18-2014, 10:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1405718706&rn=0


Post: #1
Title: خمرٌ قديمة في الذاكرة, وعركي يغني, وسلمى .. توجد (حفلة تخريج)
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 07-18-2014, 10:25 PM

اخذ محمود يتمتم بما يشبه الاعتذارات الواهيه

- شربنا لينا كاسين قبل ما نجى .. كدى انت روقى
شويه ... العشا جاهز ؟..

- منعم انا حأفرض عليك حظر ... ما ممكن الببنيهو
فى شهور تبوظو لى فى ساعتين ... كدى هسع جهزوا
السفره .. حأنوم (هبه) واجيكم

كنا تماما كتلميذين نالهما التقريع العنيف من استاذ لغه عربيه لئيم ... شرعنا فى اعداد السفره ونحن نتضاحك سرا .. ومحمود يمارس الطنطنه التحت تحت كأجمل مغلوب على امره ... أخذنى هذا الطقس العائلى الحميم ... كان قريبا جدا لبعض ما حلمنا به انا وسلمى كثيرا .. سلمى ,

( عليها اللعنه
وعاصفة الطبول ..
وساعدى الاسمر ..
وهذا النشيد .. )*

سلمى .. تلك المقيمة الابديه .. الراحلة دوما فى الوريد .. العصيه على النسيان , تسللت - كعادتها - تلك الضحكة الواثقه لعينيها من غرفتها النائيه الموصدة خلف سهوب الذاكره وانتصبت جلية امام ناظريَ.. هنيهة وانفتحت كنوز الذكريات.
كنا فى طريقنا لحضور حفل تخريج طلاب كليه الفنون بجامعه السودان .. سلمى وانا .. محمود وساميه .. احمد ونسرين والنذير وعثمان .. كان الحفل شديد الازدحام , لكن النذير نجح وبسهولة شديده فى الحصول على بعض المقاعد الاماميه بطريقه لا يعلمها الا هو .. كان دبيب النشوة متصاعدا فى عروقي حتى اقصى حدود الاحتمال .. عيون سلمى الضاحكه .. والاصدقاء .. وتلك الخمر الجيده التى جاء بها عثمان من سوبا خصيصا لذاك المساء .. وعركى يغنى ويغنى ..

( ضحكك شرح قلب السما )

وتزداد عيناها اتساعا وضحكا .. تتصاعد النشوة وراء حدود الاحتمال .. وانا اغدو طيفا لطيفا يحلق حول ملاك .. همست باذنيها شعرا.. عشقا .. بوحا رقيق الفواصل .. همسا اقرب لصلاة روح طاهره .. غناء نازفا ما فى الوريد .. وممعنا فى عذوبته .. وشاهقا فى المقال.
.. وعركي يغنى ..

( ياريت انت تعرف ... لحدت وين بعزك .. وفى اعماقى حسيتك ..)

وانا ما زلت امارس الصلاة عشقا هامسا باذنيها .. شفتاى تكاد تلامس خصلات شعرها .. ضحك عينيها يزداد ضجيجا فى العروق .. خالجها انذاك مزيجا فريدا من الخجل والفرح والارتباك ... رجعنا مشيا حتى المجمع الطبي .. غنيت لها

( حاجه فيك )

غنت لى ..

( وامضينا باقى الليل
مشوار يطوح القام
وسرحنا متقاودين ...
نتلاقى احلى كلام )

اجتاحنى الفرح العارم وهى تودعنى ( وعم سيد ) يتظاهر بالغضب الشديد لتاخرهم وهو يفتح باب الداخليه

- منعم .. الله يخليك لى ... تانى خأخت ليك قزازه احتياطى فى شنطتى .. ولا اقول ليك تانى اصلك ما تشرب .. انا ما حأقدر استحمل فرح زى ده !!