شكرا أصدقائي الفاشلين ،،،

مقال رصين لعزمي عبد الرازق تم ارساله من صديقة جدير بالقراءة و هو يعبر عن واقع التعليم في زمن الافك و الكذب ،،،

Quote: شكراً أصدقائى الفاشلين : فى كل عام نُرذل بالإعلام من فرط (بلاهته) وهو يزف أوائل الشهادة السودانية كما العرسان ويبالغ في الحفاوة والدلال ، يصنع منهم شخصيات أسطورية ، ويروج لمدارسهم التجارية ، ويلصق بهم هوايات لم يمارسوها بالمرة ( بحب البطيخ وبشجع الهلال وبلعب التنس وبموت في هيفاء وهبي وبكره الدروس الخصوصية) أكاذيب، أكاذيب ،، ومن ثم تتاجر فيهم المؤسسات والشركات الفاشلة ، وتسوق عبر حفلات تكريمهم البائسة لمنتجاتها الرديئة بطريقة أقل ما توصف بأنها انتهازية ، الأول يكرم الأول وللطيش رب يحميه، او فليشتر بندقية ، هو حر ..!! الصورة التى لم تتغير حتى نتيجة اليوم هى أن اوائل الشهادة السودانية بخلاف كونهم يصنعون عن قصد وبطريقة انتقائية ، فكلهم أبناء أسر خاصة ، يدرسون فى مدارس خاصة ، وتحت إشراف ادارات خاصة ،وبيئة تعليمية خاصة ،ورعاية خاصة جدا ، وبعد ذلك تتبارى المؤسسات فى تقديم الجوائز المغرية لهم ، وتكرمهم على طريقة العباقرة ، وتتكرم لهم بعمرة رمضان كمان ! * فليحتفى البعض كما يشاء .. اما انا فسوف أحتفى بالذين لم ينجحوا هذا العام، أصدقائي الفاشلين، فهم أحق بالتكريم لأنهم ضحايا ولأننا ركلناهم فى سلة الاهمال، وطمرنا جوهرة النبوغ في دواخلهم، جربنا على رؤسهم الحلاقة ولم نوفر لهم مدارس جيدة ، ولا بيئة تعليمية جيدة .. وللفاشلين يقول برنادشو : (هناك ظروف ذكية ، وهناك ظروف بليدة ) .. نحن الأن فى زمن الظروف ال ب ل ي دة . فقد كان هولاء ضحايا البؤس المقيم ، وعسر الحال ، وجمود المناهج الدراسية ، وهروب الاساتذة بخارطة النجاح ، وكانوا ضحايا للسياسات التعليمية العقيمة ، وللإزدواجية المفضوحة .. فمن أين لهم بالنجاح وعيونهم مهدودة من شدة الحرمان والفقر والجراحات، صنعوا من عجينة الموت اليومي تماثيل خالدة ، وباتوا الليل كله يتقلبون في فراش الأسى ومخدة الهواجس . من اين لهم بالنجاج ومدارس " القش" التى يدرسون فيها بلا كهرباء ، ولاماء ، ولا طباشير ، ولا أدراج ، وليس فيها أجهزة حاسوب بالطبع ، وليس فيها أساتذة بالمرة بل لا توجد مدارس في الحقيقة .. من اين لهم بالنجاح والمقررات لم يكملوها بسبب الظروف الطبيعية وغير الطبيعية ، ومجالس الأمناء التي تتحكم فيهم كل همهما مص دماءهم وانتهاك أدميتهم بالطرد ؟ .. من حقهم علينا ، وعلى الحكومة والشركات أن ينتبهوا لمشاكلهم بدل المتاجرة بجراحهم ، وأن يكرموهم فى مهرجان ضخم يليق بفشلهم ومأساتهم نيوتن طرده الاستاذ من المدرسة لأنه مهمل وبليد ، لكنه عاد وإكتشف أخطر قانون فيزيائى على وجه الأرض ،وانشتاين كان يكره المناهج الدراسية ويسخر منها ،ومخترع الهندسة الوراثية كان متشردا بارعا ، والعقاد لم يتخرح من جامعة ، لكنة أنتج كل هذه (العبقريات) .. ومحمد صلى الله عليه وسلم كان أمياً ولكنه وهو المعلم الأول للبشرية ... فما الذى صنعته فينا هذه المناهج ؟، شكراً أصدقائى الفاشلين ..!!