من "خُرتاية المشّاء": المقدمة

من "خُرتاية المشّاء": المقدمة


07-12-2014, 08:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1405193754&rn=2


Post: #1
Title: من "خُرتاية المشّاء": المقدمة
Author: osama elkhawad
Date: 07-12-2014, 08:35 PM
Parent: #0


Post: #2
Title: Re: من andquot;خُرتاية المشّاءandquot;: المقدمة
Author: osama elkhawad
Date: 07-13-2014, 06:32 PM
Parent: #1



من "خرتاية (1) المشّاء"

المقدمة

هذه نصوص حرة مثلما كتب ادواردو كاليانو عن "ذاكرة النار":

"لا أعرف إلى أي شكل أدبي ينتمي صوت الأصوات هذا. ليس "ذاكرة النار" مقتطفات أدبية مختارة و هذا واضح. و لكن لا أعرف إن كان رواية أو مقالة أو ملحمة شعرية أو شهادة أو تاريخا أو ...إن اتخاذ قرار حول هذا الأمر لا يسرق مني النوم، كما لا أؤمن بالحدود التي تفصل بين الأجناس الأدبية استناداً إلى ضباط جمارك الأدب" (2).

أذكر في هذا الصدد أن صديقا قرأ "بنك بجنب الخصيتين" ،قال في بداية تعليقه ما أسعدني قليلا "لم أضحك في حياتي مثلما ضحكت حين كنت أقرأ .."،لكن سعادتي التي لم تدم سوى ثوانٍ، تبخّرت بعد ما أتمَّ تعليقه "مقالك "بنك بجنب الخصيتين". فقلت على الفور "و لكن هذا ليس مقالاً". بعد فترة قلت في سرِّي "يبدو أنه كان محقا إلى حدٍّ ما، فربما ما علّق عليه، لا ينتمي إلى جنس أدبي صافٍ"...

"خرتاية المشاء" من نسل عبارة "الأولاد أبّان خرتايات" ، التي أوردها عبد الله بولا في مقدمته لكتابٍ لصلاح الزين "(3).

و قد وظّفتُ تلك العبارة في "بنك بجنب الخصيتين"،
كالآتي نصّه:

هاء-الأولاد أبَّانْ خُرْتايات:

مصطلح نحته و صكّه علي المك، لوصف بعض شباب كُتاب خرطوم الثمانينيات من القرن العشرين. و أورده بولا في مقدمته لكتاب صلاح الزين "عنهما و الإكليل و الانتظار"، و الذي كان آخر كتاب أعاد سعيد الطيب قراءته لكي ينفتح له ما استغلق عليه من نصوص صلاح الزين المعقَّدات، حتى يحظى بمنزلة القارئ النموذجي عند أمبرتو أيكو.

و سيتحوَّل المصطلح لاحقا على يد "رسَّام على ضفاف السين" إلى "مُتبنْيويِّ الخرطوم" .

و مثلما أنَّ بولا أبدى رضاه عن "الأولاد أبَّانْ خرتايات"،إلّا من عُجْمةٍ ميَّزتْ خطاب أحد من أولئك المساخيط المطموسين المسنوحين في عُرْف جدّة سعيد الطيب حسبما ورد في مذكراته، فإنَّ "سعيد الطيب" كان مهتما بالمصير المأساوي الدياسبوري الذي آل إليه "أبَّانْ خُرْتايات" الذين أقاموا شمال الأطلسي. فجوهر الإقامة في الجحور العربية الريفية، معادلٌ لجوهر الإقامة شمال الأطلسي،مما عزَّز عنده فكرة "الطابع التراجيدي للحياة". و قد توصَّل إلى ذلك من عنوان رواية لم تُكْتب بعد:

"السعادة لا تعبر الأطلسي شمالا".

أمّا "المشّاء"، فهو لقب استعرته من "الرائي" رامبو، بعد قراءتي في "البلاد السعيدة"،رسائله المعنونة بالعربية "العابر الهائل بنعالٍ من ريح".
و انعكست تلك القراءة، لاحقا في "هاجس المشّاء"، و كتابي "خطاب المشّاء" و نصوص أخرى.

"من خرتاية المشاء" مزيج من بصيرة الشاعر، و عين السوسيولوجي، و زفرة المنفيِّ،و ألاعيب السارد، و تنهيدة الخاسر و سخريته.
من منّا بلا خسران؟؟

و من كان منكم بلا خسارة، فليمدّ رجليه، و ليفخرْ بشجرة عائلته المقدسة،
و له أن يعلن نفسه ربا على مملكة السعادة.

هوامش:

(1)"خرتاية" كلمة سودانية، و أصلها في العربية الفصحي كلمة "خريطة"، و هي وعاءٌ من جلد و غيره يُشَدُّ على ما فيه.
أنظرْ "قاموس اللهجة العامية في السودان"، لعون الشريف قاسم، الطبعة الثانية الصادرة عام 1985، عن "المكتب المصري الحديث" في القاهرة، ص 327

2-ادواردو كاليانو، ذاكرة النار، سفر التكوين ،ترجمة أسامة أسبر، دار الطليعة الجديدة، الطبعة الأولى، 1995، ص 7.

3-كتب بولا "وعندما عدت للسودان في الفترة التي ذكرت أنفاً احتفت بي جماعات الشباب الثقافية احتفاء بالغاً، فهمت مغزاه فيما بعد. فقد كنت في نظرهم واحداً من فرسان التمرد وحركة التجديد الثقافي الأشاوس في السبعينات. ومع ذلك فقد زلزلتني لغتهم وضقت بها أيما ذرع. وكادت حواراتي معهم تذهب الى خصومة وقطيعة وقد زاد من ضيقي بتلك اللغة دفع أصدقائي القدامى من أبناء جيلي رفاق معركة التجديد في السبعينات لي للانضمام الى (الحملة) المعارضة لمن سموهم بـ: (الأولاد أبّان خرتايات) كناية عن تقليد الحقائب التي يحملها المثقفون الشبان معلقة على أك########م. لكنني تحصنت بتقليد قديم وبقسم قطعته على نفسى ألا أعارض مشروعات التجديد ما لم يتبيّن لي بالبراهين القطعية أنها زائفة ولم يكن بين أولئك الشبان أباّن خرتايات من يمكن ان تلصق به صفة الزيف (اسامة الخواض ، عبداللطيف على الفكي، محمد خلف الله، محمد عبدالرحمن حسن وأمفريب والفاتح المبارك وآخرين كثر ) وفهمت أنهم أنما احتفوا بي استنجاداً من نار نقد المحاربين القدماء ضمن معانٍ أُخر منها التقدير لدور محاربي السبعينات في معركة التجديد الذين انقلبوا أعداء لهم حين طرحوا مساهماتهم التجديدية في التسعينات".
الكتاب صادر في نوفمبر 1992 عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة.

Post: #3
Title: Re: من andquot;خُرتاية المشّاءandquot;: المقدمة
Author: osama elkhawad
Date: 07-14-2014, 05:47 AM

الكلمة التي تم شطبها من الهامش الثالث هي:

أك ت ا ف ه م.