كيف يكون عذاب الدنيا، طرفاً من عذاب الآخرة، يحدثنا عنه الأستاذمحمودمحمدطه

كيف يكون عذاب الدنيا، طرفاً من عذاب الآخرة، يحدثنا عنه الأستاذمحمودمحمدطه


07-12-2014, 02:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1405172530&rn=1


Post: #1
Title: كيف يكون عذاب الدنيا، طرفاً من عذاب الآخرة، يحدثنا عنه الأستاذمحمودمحمدطه
Author: منصوري
Date: 07-12-2014, 02:42 PM
Parent: #0

كوستي 4/7/1966م ص. ب. 71
عزيزي الأستاذ الفاتح . تحية طيبة، مبـــاركة
أما بعد، فإني أشكرك على كتابك الكريم الذي وافاني منذ حين، وكنت، ومازلت، شديد الاحتفاء به، والحرص على أن أفصل الرد عليه تفصيلاً يناسب الأسئلة الذكية التي طفح بها، ومن أجل ذلك أرجأت الرد عليه طوال هذه المدة، وكنت أنتظر أن يقل إلحاح العمل على شيئاً ما، ولما تراخى الزمن، واستيأست من أن أجد من الفراغ بعض ما أحب، أقدمت على الكتابة حتى لا أبطئ عليك أكثر مما أبطأت.....عذاب الدنيا طرف من عذاب الآخرة


وأما أن عذاب الدنيا طرف من عذاب النار فهذا حق لا مرية فيه.. والحق إن الجنة موجودة، الآن.. والنار موجودة: "وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين * وما هم عنها بغائبين * وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفسٍ شيئا والأمر يومئذ لله" فعبارة "وما هم عنها بغائبين" تؤيد القول بأن عذاب الدنيا وألمها طرف من عذاب النار التي تكون في الآخرة، وهو موجود الآن في هذه الحياة الدنيا.. ولما كان عذاب الدنيا طرفاً من عذاب الآخرة فإن من يقع عليه يكون كفارة له عن عذاب الآخرة، ذلك بأن الله لا يعذب مرتين.. وأنت لا شك تذكر القصة المشهورة في التاريخ.. في حرب الجمل حين خرجت عائشة، رضي الله عنها، على علي بن أبي طالب، وكان أخوها محمد بن أبي بكر في الجيش، فلما هزم أصحاب عائشة، أقبل محمد على هودجها، وأدخل يده عليها، وهي لا تراه، فقالت: "من هذا الذي يريد العبث بحرم رسول الله؟ أحرقه الله بناره.. فقال محمد بن أبي بكر: إنه أنا يا أختاه.. قولي نار الدنيا.. فقالت: نار الدنيا".. فكأن محمداً علم أن دعوة أخته مستجابة.. وقد استجيبت في حقه، فلما قالت: نار الدنيا، سرى عنه.. وقد كان من أمره، بعد الفتنة الكبرى، أنه قتل في مصر، وأحرقت جثته في جوف حمارة.. كما يحدثنا التاريخ....