أمس كانت محاكمة صديقي ماو

قصة التهمة الموجهة ضد ماو

في يوم السبت الموافق 29/6/2013 قبل صلاة المغرب بدقائق كان متوجهاً إلي ميدان الخليفة حيث كانت تعقد ندوة الصادق المهدي الشهيرة تلك وفي بوابة ميدان الخليفة تعرض إلي اعتقال من قبل جهاز الأمن وتم ترحيله إلي مكاتب الأمن السياسي في موقف شندي و من ثم أدخل إلي معتقل موقف شندي حبس منفرد و تم إطلاق سراحه بواسطة نيابة أمن الدولة الجرائم الموجهة ضد الدولة في يوم الثلاثاء الموافق 3/9/2013 حيث تم عمل ثلاثة ضمانات شخصية له مع وضع شيك بقيمة خمسين مليون جنيه سوداني وكتابة عشرات التعهدات والتي تمنعه من عمل أو فعل أي شئ و تم حظره من السفر وغيرها من التعهدات وإدراج أسمه في البلاغ رقم 3498 وتم عرضه علي محكمة الخرطوم شمال ومن بعدها تحولت القضية إلي محكمة أمدرمان وسط حيث صعدت من الدرجة الثانية إلي الدرجة الأولي ويوم أمس تم النطق فيها بالسجن لمدة 10 أعوام تم تخفيضها لمدة عام مع غرامة قيمتها مليون جنيه بعد أن تم توجيه التهمة له وفقاً إلي المادة 65 إدارة منظمة إرهابية الفقرة الرابعة بغرض القتل و 21 الاشتراك الجنائي مع دكتور محمد بشري قباني بنفس الحكم في إدارة هذه المنظمة الإرهابية علي حد زعمهم .

صديقي محمد الأمين الفيل الشهير بماو لن ترهبك تلك القوة ولصوصها من العسكر ولا سجون العتمة بتودر طريق الكادحين سوف أفتقدتك وستظل نوراً يسطع في دواخلي ...


آخر كلام : أنت رجل فكن كما عرفتك ...

صديقي داخل السجن

مهند الفحل ضابط جهاز الأمن والشاكي ضد ماو ... كما تدين تدان ...

الكثيرين لا يعلمون أن الحماس والغيرة وحب الوطن لا القشرة والبوبار وإفتعال النضال هي التي ولجت بماو إلى دهاليز السياسة وإختارته بطلاً معروفاً للسدنة في أقبية التعذيب والسجون . معرفتي بماو كانت قبل فترة طويلة من إعتقاله بمسجد الإنصار في ندوة الكلام الملولو والمعتاد لإمامهم النابغة . دشن ماو نشاطه الفعلي في مواجهته مع أفراد النظام برغبة كاملة وكبيان بالعمل شارك في أول أحداث الثورة السودانية في شرارتها الأولى في 30 يناير وطور تجاربه في الإحتكاك مع النشطاء الفاعلين بمواقع التواصل الإجتماعي هدفه الحماس لا التجسس كما أشاع البعض عنه . من نفس مجموعات التنسيق الثورية بالفيسبوك إلتقيت بماو عضواً وكادراً نشطاً يفضل (البيان بالعمل) لذا كان معظم الناشطين الناضجين تنظيمياً يتحاشون الإنخراط والإنجراف لحماسه الثوري المشبوب بالعاطفة في هكذا تنسيقات تتطلب الحذر والعمل بخطة وفق مهام محددة وخصوصاً أن ماو غير مصنف تنظيمياً في تلك الفترة لدى معظم النشطاء المعروفين . ماو تعرض لمضايقات أمنية كثيرة قبل إعتقاله الأخير لطريقته المكشوفة والمصادمة في التعبير . إعتقال ماو سبقته إجتماعات لمجموعة معروفة من الناشطين كنت من ضمنهم كنا نراقب بقلق ما ستسفر عنه أقوال الصادق لمريديه وكان يحدونا الأمل في خروج الإمام ولو لمرة واحدة عن خطه المعتاد في حماية النظام بالدعوة لإعتصام على الأقل لنحرض النشطاء لإنجاح الأمر مجموعة منا كانت تتوقع ألا يأتي الإمام بأي شئ جديد وهو ما إستلزم وضع خطة بديلة لحشد مجموعات متفرقة تقاطع الصادق إذا إستشعرت حياده عن المأمول . إتفقنا على ذلك وإنفض الإجتماع . في نهار يوم الندوة تلقيت إتصالاً من إحدى الرفيقات أخبرتني أن ماو وضع لنفسه خطة بديلة وإختار حماية المجموعة في الميدان من أفراد القوات الأمنية (موقف نبيل ونادر) وفي مساء الندوة إعترضته مجموعة منهم وهو ما دونه شخصياً من أسباب إعتقاله ورحلته في بيوت الأشباح وسلسلة محاكماته تكاد معروفة للجميع .

ماو ... من يحاكم من ؟ أعذرني يا صديقي فالظروف التي أبعدتنا قسراً في المنافي لن تثنينا أبداً عن حمل أقلامنا وريشة ألواننا لندعو آخرين قربك وشرفاء مثلك للوقوف معك ومع كل صاحب قضية ومبدأ .. الحرية لمحمد الأمين الفيل وللدكتور محمد بشرى قباني ولكل سجناء الرأي والضمير .. والحرية للوطن ...