حكآيتى مع ست الشاى...

رمضان كريم..
تصوموا وتفطروا على خير..

حينما عدت الى السودان عام 2007 لم أحصل على أى وظيفة...
رغم اللف والدوران والامتحانات والانترفيوا..
والنجاح والتفوق فى كل شئ...
ثم تأتى النتيجة بالنفى..
أخيرا ابلغنى فآعل خير...
بأن الحكومة سوف لن تمنحنى اى وظيفة ....
بسبب طول لسانى عليها فى فترة وجودى فى الخارج..
وان الموافقة النهائية تأتى من جهاز الامن...
وهذا هو السبب..

استوعبتنى جريدة الخرطوم...
بأعتبار أنها حينما بدأت فى القاهرة...
كنا اول الكّتاب..
وبدون اجر طبعا..
ثم أن فضل الله محمد رئيس التحرير آنذاك..
هو رئيس تحرير جريدة الصحافة حينما بدأت عملى الصحفى..
لذلك فأن المسألة أتت كنوع من جبر الخواطر...
والعلم بشخصيتى..
ولسبب آخر هو أن جريدة الخرطوم بمشاكلها المالية المتواصلة..
مطمئنة تماما من أن الجرأة سوف لن تواتينى بأن اشتكيها فى مكتب العمل..
اذا لم تمنحنى مرتبى..
كل الامور كانت مرّتبة فضل من الله...


قصتى مع ست الشاى فى الطريق..
الصبر..

كنت اخرج من الجريدة بعد الثالثة عصرا..
وفى طريقى الى محطة المواصلات..
كنت أعبر شارع خلف مبانى الكمبونى...
مرورا بالكتب المستعملة المفروشة فى الارض..
كانت هناك ست شاى...
تجلس تحت حائط قديم مكسور..
لا يمدها بأى ظل..
المهم مكان كانت تجلس فيه..
وتبدا فى رمى اللقيمات فى تلك الساعة...
اضافة الى بيع الشاى والقهوة..
فى درجة حرارة فوق الاربعين..
ودرجة نيران الكانون فوق المائة..
وهى منهمكة فى عملها...
فيما كنا نتبادل الحديث ونجتر الذكريات ونضحك..

فقد كانت زميلتى فى المرحلة الابتدائية..
مليئة حيوية ونشاط..
شاطرة..
وشقية..
فقد شاركنا فى كثير من الشقاوة..
ونجونا من الجلد عدة مرات..
حتى انتهت المرحلة الابتدائية..
وتفرقت بنا السبل..
ثم لم اقابلها الا وهى تجلس وظهرها مسنود الى ذلك الحائط المكسور..

للقصة بقية...

سالتها أن كانت قد بحثت عن عمل آخر ولم تجده..
رّدت قائلة. انا واحدة من قصص النزوح بسبب الحرب..
تذكرين منزلنا وحدائقنا ومزارعنا..
كل شئ انتهى..
البيوت اصبحت خاوية على عروشها..
المزارع والبساتين و(الجباريك) كلها اصبحت أماكن خطرة وغير آمنه..
لآنه قد تاتيك الرصاصة وأنت تعمل.
أو يتهمك أىّ الفريقين بأى تهمة تقودك الى القبر..
المهم أن نعمل أى عمل شريف.
لدفع الايجار والفواتير..
ثم طعام العيال ومدارسهم.
ثم علاج الكبار وأدويتهم المتواصلة..
ثم قروش الصندوق لمشروع يداعب خيالك..
ثم دفع اقساط التلاجة او التلفزيون او البوتاجاز..
هذه طاحونه أعنف من أى خلاطة كهرباء ثلاثية الدفع..

ثم سألت والعمل؟
ردت بمنتهى الثقة والهدوء..
العمل هو أن نستمر فى العمل..
ولا ننسى أن ندفع للبلدية حينما تصادر متاعنا...
فندفع لها لنعيد ادوات البيع..
ثم قد يعترضنا سارق منتصف الليل فى طريق العودة..
فيسرق مجهود اليوم بالكامل..

استمرت زياراتى لصديقتى ست الشاى..
وكتبت عن ستات الشاى فى جريدة الخرطوم وكأننى أحداهن..
هذا لآننى كنت اتلقى المعلومات (فريش)..

تفرقت بنا السبل مرة اخرى..
وعدت الى كندا بعد جولة نصف مكوكية للبحث عن وضع افضل فى اى دولة..
أخيرا..
وبالآمس فقط...
علمت أن ست الشاى صديقتى قد توفيت..
ورحلت بهدوء..
فجأة..
وبلا سابق أنذار..

وما زال النزوح مستمرا....
ومازال القتال مستمرا..
وما زالت الضمائر ميته..
لا يهم أين توجه المدفعية..
واين تسقط ومن يقتل ومن يغادر..
المهم أن تستمر الحرب..
لان تجار الحرب..
مابيشبعوش....

سلامات
الأخت العزيزة
نور تاور
رمضان كريم وتصومي وتفطري علي خير
واصلي متابعين
والتحية لست الشاي ولكل إمراة مجتهدة

سلامات محمد نور..

قلبى وآجعنى شدييييييييييييييد..
والدمعة ذاتها ابت تنزل..
كّترنا عليها..
وأخ يا بلد..

ليس لفقيرات وطني من بواكي
ستات الشاي ديل انا قاعد احبهن والله
بشوف فيهن عزة النفس
خالص العزاء يا خية
لعلها ارتاحت

Quote: وبالآمس فقط... علمت أن ست الشاى صديقتى قد توفيت

لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته اللهم أغفر لها وتقبلها وتجاوز عنها
خالص العزاء لكي ولأسرتها

يانور التحية لصديقتك ست الشاي في عليائها...
لقد مشت دربها المقدس النبيل ،، واصطلت بنارها المقدسه
مجمرة بهية
عزيزة شريفه
ولك التحايا،،ورمضان كريم.

رحلت ببساطة كدا! وتركت من تعولهم لمن يا ترى؟ الله كريم
لعلها تجد مكانا باردا في الدنيا الأخرى يعوضها لهيب الأولى
البركة فيكم يا نور

سلامات اختي نور
وان شاء الله البركة فيكم وربنا
يتقبلها ويوسدها الباردة عوضا
عن سموم الارض

لا حول ولا قوة إلا بالله
و الله يا نور حاجة تمغس وتكفر أستغفر الله العظيم ، حكام نايمة وقايمة ما جايبه خبر للشعب المسكين البيموت كمد وقهر .. حسبنا الله ونعم الوكيل .

العزيزة نور .... رمضان كريم
بعد ما كنت مستمتعة بقراءة البوست بقدر ما حزنت
لوفاة صديقتك الله يرحمها ويغفر ليها

الحبيبه نور صبر جميل والله المستعان , بلد تنزف ولا تجف الدماء مثل مريض الهيموفيليا متي يكف الوحش ويشبع من هذي الدماء , اله الحرب بكل عدته وعتاده يصول ويجول ينتقي الاحسن والاصدق ويترك لنا دمع لا يرقي والم لا يهدأ
اللهم الطف بشعب السودان
اللهم احفظ السودان

العزيز عبدالحفيظ أبوسن...

(ليس لفقيرات وطنى من بواكى)..

الغريب فى الامر ان فقراء السودان هم اغنياؤه..
مثل ست الشاى هذه امتلكت المنزل والزرع والبستان والوظيفة الحكومية..
ولكن حينما دخلت الحرب..
حولت حياتها الى جحيم بين عشية وضحاها..

الحكومات السودانية عكس كل الحكومات..
فهى تقوم بافقار الشخص...
وتعّجل برحيله من الدنيا..
بدلا من تقديم الخدمات التى توفر له الرفاهية..

تشكر على الدخول..

العزيز عبدالعزيز عثمان..

مجمرة بهية\عزيزة شريفة..

وهى حقا كذلك..
وكذلك كل بائعات الشاى والاطعمة..
عليها رحمة الله..
وشكرا على الدخول..

العزيز معاوية الزبير...

رحلت ببساطة كدا..

فى رايى أن الرحيل قد بدأ منذ أن بدأت الدراما فى حياتها..
ولكنها كانت شديدة المقاومة..
وكانت تخفى الامها..
حتى ذلك اليوم..
الذى انتقلت دون حسرة على هذه الحياة..
التى تفرضها الحكومات السودانية..
علينا نحن الشعب السودانى..

الاخ الكريم سليمان القرشى..

تشكر على الدخول..
ولا اراكم الله مكروها فى عزيز لديكم..

العزيز أمير محمد ادريس..

والله يا نور حاجة تمغس..

معك الف حق يا امير..
حاجة تمغس..
وذلك حينما يكون الموت أعتباطا..
لاسباب غير منطقية غير استهتار الحكومة وفسادها..
وتحويل حياة الناس الى نكد وعذاب..
وجهاد أمام الكوانين المتقدة..
حتى الممات..

العزيزة احلام وهبى..

الف شكر على المرور..
هكذا حال السودانيين..
فى الداخل والخارج..
فى الحالتين يهلك السودانى..
بسبب فساد الحكومات واستهتارها..

العزيزة اخلاص عبدالرحمن المشرف..

(بلد تنزف ولا تجف)..

وستظل تنزف..
طالما أن من يتحكم فى رقابنا..
عديم الضمير وجشع وقاتل..

حالتنا نحن السودانيين..
لم ترد فى ألاولين والاخرين..
ويمكنك أن تتأكدى من ذلك فقط بمقارنة ما يحدث فى السودان...
مع اى بلد آخر..
....
مفيش مقارنة..

Quote: كانت هناك ست شاى... تجلس تحت حائط قديم مكسور.. لا يمدها بأى ظل.. المهم مكان كانت تجلس فيه.. وتبدا فى رمى اللقيمات فى تلك الساعة... اضافة الى بيع الشاى والقهوة.. فى درجة حرارة فوق الاربعين.. ودرجة نيران الكانون فوق المائة.. وهى منهمكة فى عملها...

‎إنا لله وإنا إليه راجعون
‎تقبلها الله قبولا حسنا مع الصديقين والشهداء
‎صادق التعازي لك الأستاذة نور
ولأسرتها المكلومة
‎وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا
‎ـــــــــــــــــــــ
‎الحليلة

Quote: فى الحالتين يهلك السودانى.. بسبب فساد الحكومات واستهتارها..

أختي نور تاور
لك التحية
وهذا هو الحاصل البتحصل وبدون محصول
قوماً همهم الكم
النصيب
كبر كومك
وأصبح حالنا باين
نرجى في مطر السحابة

الله يكون في العون أختي نور
ولك التحية

إنا لله وإنا إليه راجعون.

لك الله يا وطني...