القنوات الفضائية هى نتيجة الفشل وليست السبب فيه يا سعادة الأمين العام لهيئة علماء السودان

منقول من سوداناسل

Quote: القنوات الفضائية هى نتيجة الفشل وليست السبب فيه يا سعادة الأمين العام لهيئة علماء السودان برفسور احمد مصطفى الحسين بسم الله الرحمن الرحيم (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل ال###### إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) اوردت الصحف السودانية خبرا غريبا منسوبا لأمين عام هيئة علماء السودان البروفيسور محمد عثمان صالح. يقول الخبر الغريب (قطع الأمين العام لهيئة علماء السودان بأن القنوات المحلية ساهمت بشكل كبير في هزيمة المشروع الإسلامي للدولة....). لو صحت نسبة هذا الخبر لهذا الرجل فانه يوفر فرصة لدارسى الفلكولور السودانى لتقديم مثال حى لكثير من الأمثال السودانية الدارجة من مثل، (عينك فى الفيل وتطعن فى ضلو)، و(غلبتا نسيبتا أدبت حماتا)، و(كلو زوال عاجبوا الصرايهو) وطائفة أخرى من الأمثال السودانية البليغة التى تسير فى نفس المنحى. وأنا لا استطيع ان اصدق أن السيد البرفسور لا يدرى أن أجهزة الاعلام - وكل المؤسسات الاخرى ومنها هيئته – هى من انتاج ذات المشروع الذى يتهمها السيد البرفسور بأنها ساهمت فى افشاله. وحقيقة الأمر لم يكن هناك مشروع اسلامى حتى نقول أنه فشل أو نجح. فعلى الرغم من أن الإنقاذ طرحت فى بداياتها حزمة من الشعارات الاسلامية والتى تتضمن تطبيق الشريعة الاسلامية، والمساواة والعدالة والجهاد، فلم يكن احد يحتفظ بقدر قليل من الدماغ فى جممته يصدق أن الأشخاص الذين تصدروا القيادة فى فترة الانقاذ الأولى قادرين على تطبيق اى من الشعارات الاسلاموية التى رفعوها وذلك لسبب بسيط هو أنهم ليسوا متدينين ولا تحتل قيم الدين فى نفوسهم مكانا أكثر من الحيز الذى يمكنهم من الصراخ ملوحين بعصيهم بتلك الشعارات الاسلامية بمناسبة وبغير مناسبة. وهى على كل حال شعارات لو قيض الله لها ان تطبق لخلفت الحياة ومنجزاتها العصرية قرونا كثيرة، رغم أن محاولة تطبيقها الفاشلة قد حققت كثيرا من ذلك. ان المشروع الاسلامى الحقيقى لا يبدأ بالدولة ولا بالقوانيين وانما يبدأ بالافراد وتربيتهم. فكما يقول الاستاذ محمود محمد طه اذا كنت تريد ان تقيم الدولة الاسلامية فحققها فى نفسك اولا والا فان فاقد الشى لا يعطيه. فالنماذج الاسلامية الأولى - كأبى بكر وعمر- التى انتجها البعث الاسلامى الأول لم تحقق ما حققته من انضباط رفيع فى السلوك والزهد ونزاهة الحكم وعدالته، وأقامت دولة اسلامية قائمة على العدل بالقدر الذى تحملته مواعين ذلك العصر ووسعته من تلك القيم، بالصراخ وجلبة الشعارات وانما بما تلقوه من تربية سلوكية فى مدرسة النبوة. ولن ينبعث المشروع الاسلامى الحقيقى الا بما انبعث به المشروع الاسلامى الأول من تربية وفق منهاج النبؤة. وهذا ما ظل الأستاذ محمود وأبنائه يدعون له منذ اكثر من نصف قرن. ولذك فان فشل ما سماه السيد البرفسور بالمشروع الاسلامى لم يكن بسبب القنوات الفضائية او غيرها ولكنه كان بسبب الغياب التام للتربية الاسلامية وفق منهاج النبؤة فى عقول وقلوب اصحابه. ولهيئة علماء المسلمين دور كبير فى ذلك الغياب. فقد تربى اصحاب مشروعه الاسلامى على اساس يقوم على فكرة ان الدين والتدين هما عملية تحصيل نظرى من كتب السلف والتمشدق بها بعبارات مستحدثة ومتكلفة وهم لا يعلمون أن هذا لا يغير شيئا من طبيعة النفس الأمارة الكامنة فى دواخلهم وهى اس كل ما حدث من فشل. يقول تعالى على لسان سيدنا يوسف وهو نبى (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم). ومن أراد أن يرحمه الله ليخلصه من شرور نفسه يهديه الى طريق النبى. ولا يمكن ان تتغير هذا النفس التى تحسن لصاحبها باطله وهوى نفسه الا بالتربية وفق المنهاج النبوى وهو ما هو غائب تماما فى تربية اصحاب ما سماه السيد البرفسور بالمشروع الاسلامى. ولهذا السبب ركز القران على خطورة اتباع هو النفس فى عديد الأيات ووضح أنها السبب فى فشل الفاشلين وبعدهم عن الدين. فقال جل من قال (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا)، وقال أيضا (لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون)، و قوله تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) وقوله تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل ال###### إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون). فهذه الايات توضح ان الابتعاد عن الدين والتدين انما يكون بسبب اتباع هوى النقس. فالذى يكون هذا حاله لا يمكن ان يقيم مشروعا اسلاميا ولا غيره ولا يكون امره الا فرطا وكذلك كان حال اصحاب مشروعك الاسلامى. فاصحابك لم يكن مشروعهم مشروعا اسلاميا ولكنه كان مشروع النفس السفلى ودولتها التى ظهرت فيها كل الشرور التى يمكن ان يتخيلها الانسان. ولما تيقنوا من ذلك تركوا حتى الصراخ القديم بالشعارات الاسلامية ولم يعرفوا حتى الان أنها لم تكن لله وانما للدنيا والجاه (صم بكم عمي فهم لا يرجعون). وكان لهيئتك دور كبير فى كل ذلك ليس فقط بسكوتها عن كل ذلك وانما بالمشاركة الفعلية فيه. القنوات الفضائية يا سعادة الأمين العام ادوات تكنولوجية محائدة نعبيها نحن بما فى نفوسنا من خير او شر وكل القائمين علي امر تلك القنوات أبناء النظام ونصرائه فماذا كنت تنتظر منهم؟ وقديما قيل كل إناء بما فيه ينضح. وقيل ايضا انك لا تجنى من الشوك العنب.

up

up