محن سودانية- عدم التوثيق لحياتنا

محن سودانية- عدم التوثيق لحياتنا


06-19-2014, 07:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1403206623&rn=0


Post: #1
Title: محن سودانية- عدم التوثيق لحياتنا
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-19-2014, 07:37 PM


دعوني استعير تعبير (محن سودانية) من الاستاذ شوقي بدري و أنا هنا اوجه له الإشادة ‏بما يقوم به في دأب بتوثيق لبعض جوانب الحياة السودانية التي عاصرها في أمدرمان بما ‏يعتبر ردم لفجوة كبيرة في التوثيق لحياتنا و لشخصياتنا. و تعبير ( محن سودانية) هو ‏استخدام بارع لما يراه استاذنا شوقي بدري من تقصير و (سبهللية) تتعلق ببعض السلوك ‏السوداني. و كلمة محن على ما أفهم تعبير هو دارجي سوداني يعني الاستغراب و ‏الاندهاش بما يخالف المعنى المتعارف عليه في اللغة العربية الفصحى.‏
سقت هذه المقدمة لكي أشير لتقصير بيّن في حياتنا السياسية و الاجتماعية بل و ‏الأكاديمية من عدم اكتراث بالتوثيق. فكثير من الأحداث العظام مرت بالشعب السوداني و ‏لم يتم توثيقها من خلال مذكرات يكتبها أو يسجلها الذين كانوا على سدة الحكم أو ‏السياسيين المقربين من أهل الحكم بل و حتى زعماء الأحزاب و السياسيين الذين توفوا أو ‏الذين لا زالوا على قيد الحياة لا يميلون لكتابة مذكراتهم و هم قد كانوا شهود على أحداث و ‏شهود على مواقف و على شخصيات.و تلك الأحداث ليست ملك لهم و لكن لهذا الشعب ‏الذي يعيش بلا ذاكرة لذلك تجيء رؤيته للأحداث و موقفه من كثير من الرموز القومية ‏السياسية الاجتماعية متناقضا و مشوشا. لذلك تمر الأحداث و المواقف علينا مرور الكرام و ‏لا نأخذ منها الدروس أو العبر. بل حتى لا نستطيع تكوين فكرة سليمة و علمية و صادقة ‏أو متفق عليها نحو أي من الوقائع التاريخية أو الشخصيات القومية أو تكوين رأي عام ‏مشترك حولها أو حول الأحداث الراهنة. ‏
فإذا نظرنا إلى حياتنا السياسية نجد أن معظم سياسيونا قد ذهبوا بدون أن يكتبوا مذكراتهم و ‏لا زالت الساحة السياسية بها رجال تقلّدوا مناصب و مواقع سياسية لعقود من الزمان و ‏تنازلوا و هم على قيد الحياة و يذهبون إلى رحاب الله و صدورهم تنطوي على أسرار ليست ‏ملكا لهم بل ملك للشعب السوداني كله.‏
كنت استغرب و أنا أجد أن هناك وثائق موجودة يرجع تاريخها لأكثر من مائة عام حول ‏تاريخ العراق و الشام و الخليج و هي وثائق يعتمد عليها اليوم في تقييم الأحداث و في رسم ‏الخطط في تلك المنطقة و هناك كثير من الوثائق التي ترجع لفترات أقدم من ذلك و يتم ‏تسويقها لأنها تعني الكثير لواضعي السياسات و الدارسين و المحللين.‏
من ناحية أخرى فإن كتابة المذكرات الآن تدر على صاحبها و على الناشر مبالغ ضخمة.و ‏اليوم يوجد ناشرون على كافة المستويات. لذا من الأحرى أن يتم الترويج لفكرة التوثيق من ‏جانب المسئولين عن دور النشر و أن يعملوا على إقناع السياسيين و رجال الحكم و رموز ‏المجتمع بفكرة التوثيق لحياتهم و للأحداث القومية. و أن تعمل تلك الدور على توفير ‏الكوادر و المعينات التي تساعد في الحصول على التوثيق بدلاً من التوثيق للأحداث و ‏الشخصيات الهامشية و الباهتة و التي تملأ أخبارها و حكايتها وسائل الإعلام. ‏
محن سودانية- عدم التوثيق لحياتنا

Post: #2
Title: Re: محن سودانية- عدم التوثيق لحياتنا
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-20-2014, 05:30 AM
Parent: #1

على سبيل المثال الشيخ الترابي يعمل في السياسة منذ الستينات و كذلك الصادق عبدالله ‏عبدالماجد و علي عبدالله يعقوب و يسن عمر الإمام....إلخ.‏
و أبوالقاسم محمد ابراهيم شهد معظم احداث مايو و هو حي يرزق.‏
و محمد ابراهيم نقد الذي فقدناه و الخاتم عدلان و علي عبدالله ابراهيم و غازي سليمان ‏الذي فقدناه و علي الحاج و كثيرون غيرهم من رجال الصف الأول و الثاني في الأحزاب. ‏تخيل كم ستجني دار نشر من أموال إن هي نشرتا مذكرالت الترابي أو ابو القاسم أو علي ‏عثمان؟ ‏

Post: #3
Title: Re: محن سودانية- عدم التوثيق لحياتنا
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-21-2014, 04:18 AM
Parent: #2

كدليل على ضعف أو غياب التوثيق عندنا أن لا زلنا نملك نصف الحقيقة في كل أحداثنا العظام رغم أن الساحة السياسية تعج بكثير من ‏السياسيين المخضرمين الذين كان من المفترض أن يدلوا بما يملكون من حقائق على الأقل حول الأحداث البارزة و الشخصيات الوطنية ‏المعروفة و غير المعروفة.فقط شهادة لله و للتاريخ و للوطن.‏
فمثلا بعض رموز الجبهة الوطنية السابقة و من أهمهم من الأحياء الآن الصادق المهدي و غازي صلاح الدين كنا نريد منهم تقييماً سياسيا ‏و أخلايا و وطنيا لتجربة الغزو الأجنبي كما كانت تسميها مايو. و كذلك أحداث الجزيرة أبا. و كلاها حسم عسكري لاراء و توجهات ‏سياسية كان يجب أن تحسم في الإطار العسكري. و لكن العسكريون غاية ما يملكون هو سلاحهم و تفكيرهم المبرمج على (الحسم) و ‏‏(القوة).‏