مطر الرِّشاش ودعاش جمَّاع وشدو العذاري....

مطر الرِّشاش ودعاش جمَّاع وشدو العذاري....

ياطير الصعيد ماشفت ناس تبَّاب
قامو مبدرين قالو: المِزرقِن جاب
فجَّر موسي عاقِر قشَّة الهبَّاب
عقر مُرحالها قاطع ردَّة الدوداب
"معلي ودهدلول"
آواه لو أُعطيت اجنحة لكنت عبرت أفاقاً وأفاقاً اليكِ
اتخذت تحت السنط والهجليج متكئ الجميل
وقبعت أبسم للرعاة حداءهم ينداح ....
اذ ينداح ضوء الفجر فى كل الحقول
ورقصت جذلان المشاعر عند دندنة الطبول
ولكنت من الحان قريتنا وعرس شبابنا نمقت ُ الاف المقاطع والقصيد
من عبق الشاعر فضيلي جمَّاع................
لله درّه حين قال:
حيران تصيدتُ وفتحتُ للعشق المحدِق الف نافذة وباب
ولكنى .. بالأهل اقســم والصّحاب
لم أعشق الغزلان الإ فى ديارك يا عيــون
خُيرتُ بين النيل والشمس التى تلد الرِّشاش
آه .. كل الجبين معسول المذاق
لكن قلبي صاح منتشياً وغـرد للدِّعاش....!
وذات رشاش جادعنا الجنرال ود المكِّي...
حليل يا المكِّي براقها ورعدها الكرَّة
حليل عُربانها قيزانها المهيلة الغرَّة
شارفت ليها شاشيتَ وبساسق برَّة
مطبوع ريدها في أعضايا شامة وغُرَّة
الرِّشاش من أجدب ، فصول أهل البادية، وأشدها رهقا، ويكون العمل فيه متواصلٌ ، ليله كنهاره،
حيث تهطل أمطارٌ، متفرقة في المناهل، ويطاردها الرعاة أينما هطلت، بل يشيمون البروق،
ويعرفون مناهلها، لذا تجدهم قبل ان تنعق الضفادع، ينيخون عيسهم علي ضفافها، ويصنعون الأحواض، و"النَّحَّالة"،
فتعُبّ النِّعم الماء عبا، حتي نجد النَّوق، التي تعاف القذي في الماء، أو قذي الشراب،
نجد البدو ،يرجزون لها الأراجيز، ويترنمون بصوتٍ شجيٍّ:
عسل مو مِي.... !
حاتي...حاتي إتضوقي....!
فتأتي العيس وهي تستنُّ ، حيث تُرخي أعناقها ، وهي تُرزم ، وتكرعُ من حوض الماء، ،
وصاحبها يخلط الملح بالماء، ويسدُّ بعشب "العيقراب" مجري المياه، حتي ينساب عذبا ، من "النَّحَّالة" إلي الحوض،
ولا يلتفت وإن قذيت عينه، من الأتربة و لا يأبه لرجليه المملوءة من طين الجروف ،
ويالروعة الشاعر الفصيح المظعون السليماني الكباشي حين يقول:
عرب النَّاقة جو ناطَّين
فوق الرُّوسهن أجمل من جنا الوِزِّين
دقُّو وجاجو كِرعينهُن ملانات طين
أسمح من سروايل البزر واحدين
والرِّشاش تشتدُّ فيه أُوار الحرِّ، ويكون العشب قليلا، لذا يندر أن يكون به رواحا للنِّعم،
وبالرغم من المعاناةِ والرَّهق، إلا ان البدو يستشفون من كل شئ جمالا، يالروعة شاعرهم "دُخري أُمات أزمَّة"
الشاعر الرَّقيق الشفيف الأستاذ فضيلي جمَّاع حين يقول:
فى صوته أبصرت برقكِ حين شال
ورأيت ريلاً أدعج العينين يمرح فى التِّلال
واللحن يأخذنى اليكِ .. الى الرمال
والمجد كل المجد للانسان ..فى الريف البعيد
هأأنت تحتوين ذل الفقر والجهل الحقود
ها أنت قيثار يضجُّ رخاءه اللحن الجديد....
وها هي مغنية الجراري، تشدو بالرِّغم من المشقَّة والرَّهق، وقد أتعبها وِرْد الدَّونكي،
حيث وقفّن العذاري صفا، متراصَّات ، وأمامهنَّ السِّعون والقِرب والسُّقا، وخلفهنَّ مطيّهُنَّ و دوابَّهنَّ ونوقهنَّ عطشي ،
وبالخيام الممدودة طنائبها تركن الصغار والعجزة وكبار السِّن يشربون بالميقات و"العُبار"، وصغار الماعز والضأن ....الخ ،
أنهكها العطش، حتي طال مكثها تحت الأشجار،ولكن كان عزاء العذاري ان الخريف،
بدأت تظهر أم بشاره ،مبشرة بخريف الرتوع ، حيث يرحلن إلي المخارف ،وتمتلأ المناهل والخيران والأودية ،
ويرتحن من عناء ورد الدوانكي ونشل الآبار فأنشدن من غنا الجراري وهنَّ يخاطبن كاتب الدونكي ويكنينه ب "أبو حديبة" لأعوجاج ظهره:
"أبو حديبي جانا إنزَفْ
قال لينا: أقيفَن صَفْ
بجينا البِتور الغف
وننزِل بعيد في القفَ
الغف هو النبات الأخضر المتشابك وبتوِّر اي ينبت به وهو المطر
والقَف اي السّناف والتلال والقيزان والعلو و......الخ
وما أروع واصدق مُغنية الجراري ، وهي تتمني هطول السواري المُدجنة،
وتريحها من مساسقة دوداب الورود ونشل أبار منطقة شرشار وماءها المالح:
دمر شرشار مو بلودنا
عيل زرقّنْ جِلودنا
تجينا السارية تقودنا
ويصبح عيل رادودنا
الله الله ......الرادود من الرِّدة وهي الطريق الذي تكثر به المساسقة
من الدَّمر إلي المناهل...........
ومنَّا شُبَّال معزّة للعذاري ،ولهن نشدو و إيَّاهنَّ نعني عندما نقول:
بناتن ديمة لي توب المحامِد زاردة
دوداب وِرْدَهن دي سادْرَة هاديك وارْدَة
ديل ملكن هواي صيد الرَّوينة الشَّاردة
نَفَلْ البادية قول نفْسَنْ وهيطة وباردة

الأخ والصديق الطبيب البيطري ،وإبن البادية، جمعة محمد سعيد البَّري الكباشي،شاعر شفيف ومرهف ، ورائع جدا في وصف الطبيعة، وتضاريس وجغرافيا الرُّحل ،ونجوع البادية، وهوادج ستَّات اللَّكيك، وله وصف مُدهش في وصف مناسبات البادية وأفراحها، وعبق الموروث، فله منا التحايا الزاكيات، وشُبَّال معزة وإعجاب.....
الشاعر مفتون بالطبيعة، وخاصة مُشرع وأضاة ووعرة أُم كحل الشهير، سمع الشاعر قصص، أهل البادية عن هذا المورد الجميل، خاصة في فصل "الدَّرت" والشتاء وزاره مرة فقال:
واقْعْ البارِحْ الشَّربك قعوي ؤزرزَّر
قلب واريبو وإتحامر سحابُو إتفزَّر
النَّوْ جاكي يا ام كُحل الخريفك جزَّر
شال دهرابِك إشلهت سماكي المزَّر
القعوي هي الضفادع وما أروع الخريف حين يختلط نعيقها مع شقشقة العصافير "الزرزَّر "،الزرزور، فهذا يعني هطلت بالليل السواري الغزيرة واقع البارح، والروعة عندما تهب رياح المطر المعبقة برزازه، "واريب" ، حيث أنها تملأ السحاب سريعا
إنظروا لروعة هذا الوصف للسحاب الممطر
إتحامر سحابو إتفزَّر قمَّة الوصف
وعندما يكون "الدهراب" ليلا وهو السواري المصحوبة بالرياح، يصبح السماء رايب أي به تخا تشبه اللّبن او الروب المتقطَّع
"سماكي إتمزَّر"
كنت مفتون جدا، لرائعة دكتور جمعة "خريف باديتنا"
ورائعة حنفي برَّاق الصعيد" وروائع الشاعرين المجيدين حقا ود الشلهمة وودالشريقاوي وفي نظري المتواضع ،
روائعهم من أجمل ماقيل في وصف الطبيعة، وخاصة الخريف والدَّرت، وحركة أهل البادية
وسابقا تطرقت لخرائد ماتعة ، وسوف أورد ماتزعفني به الذاكرة التي صارت "كالتِّرز" ، مع شرح حتي يتم الإمتاع
ولكن يوم أمس وجدت "ضبيةمُسيال" ببريدي ، من دكتور جمعة،معبقة بنوَّار السِّعات والإندراب، وعبس النوق
خريف ام كُحُل
جمعة البري 27/5/2014
انْحَــلَّ آام كُحُـل بعـد النَشَــاف كَرَّابـِك
وجَـاكِي الفَــرَّحِك من هَمْـبَرِيبُو شَرَابـِك
يا القَـــلَـبَن رَشــايْمِك وَدَّرَنُـو سَــــرابـِك
ويا الزَرْقَـن سَـمَاكِي اللَـيْلـَة عِيدِي شَبَابـِك
يا سلااام شوفو إنحل كراب "قشاطة" النشاف والمحل! كلنا يعلم عندما يكرب الإنسان "كراب"
علي بطنه هذا يعني أنه يستعد لأمرٍ ما أو أنه منهك جدا ، والذي جعلها تضع هذه الكرابة المطر الغزيز،
وكأنها تعيد شبابها ونضارتها بالمطر وهذا صحيحا فكأن الجفاف هو شيخوخة المناهل
والمسدار طويل سوف اروده في مربوعات......

َشمِّـك هَـاجَرَتْ وَهَـج السَمَايـِم سَــابـِك
و يا البَــدَّر خَـرِيفِك ومـا انْكَشَـف دَرَتابـِك
ما جَـفَّـن غَـدايْرِك ومـا انَـفَـضْ وَرَتابـِك
و يـا الغـابَن مُـحُـولِـك والفَـتَـق تَيـْرَابــِك
الورتاب هو ورق القصب او العشب عامة..........
يا الكَـسَـرَن مَرانْـعِـك وانْسَـرَف دودابـِك
سَـماحِك سَمَّحُو الرَعَد البـِكُر فِي سحابـِك
لَيـْلِـك جَـمـَّـلُو البَــرْق البـِـفِـج دَهَــرابـِك
والسَّـارِي البـِسُوق سَـوَّاكِي دَرْب وسَرَابـِك
الدوداب هو شارع او الطريق من الفرقان والدكك للمورد إن كان طريق بهائم او ري.....
ماأجمل ليل البدو بدوي الرعد وهدير السواري....

االنَــعْ البـِشِـيل لَـيلـُو و نِهــارُو سَـخَــابـِك
ونـاغُـــوشِـك نَـتَـر دَعَـتاً بـِنِـف و دَوَابــِك
فَـجَـغَـيْب ،كَرِّك آامْ بُـوح البـِجـِضْ مُـتْلابـِك
ومِن عَـصْـراً كَبـِير كَبَرَوسُـو بَــان حَـلَّابـِك
يا سلااام النَّع هو المطر الغزير تقول مغنية الجراري
النعَّاع أبو رزيز
برَّاقو صوط هزيز
ويقول الشاعر الفحل جمعة ود جودة العوني الكباشي
السِّهريج ملان ما بسقي أُم الدَّيف
بلا النَّع البخلِّي الفودة سلَّت سيف
عطشتوها رايكن كيف
قطَّاعة السقارير فوق ليالي الصّيف
الدعت هو الهوام من ثعابين وعقارب و.....
أم بوح هي البقر ، الكر يقصد به حظائر العجول "متلاب"
والكبروس هو إناء من جذوع الشجر يتم به حلب النوق والبقر
ومازال مسدار أم كحل زمل وسلبة.........!

سمْحَة البَـرْقَة بـِتْهَــاب النَّـدَى المَـا بْهَـابـِك
وسَـمْحَـات زَرَاف رَيْــرَة اللِـقَـن مُـضْـرَابـِك
ياحـْلـَيل فـَـرَّتِك والسَّـرْحَـة فَــوق هَـبـَّابـِك
وقَــفِـك فَـوقُــو حَــارُوك النَعـَم مِـتْشَـابـِك
البرقة يقصد بها الضأن وفي الخريف لا تسرح الغنم صباحا ، لأن الندي الذي يكون علي العشب والأوراق يسبب لها المرض وشوف جمال التشبيه ، الضأب تهاب الندي ولكن الندي لايهاب "أم كحل"
وزراف ريرة هي الإبل والنوق ، يقول طقاق توية
زراف ريرة البسوقنُّو
طال شوق البريدنُّو
الفرَّة اي النشوق ودائما تكون فرَّة البهايم بعد الرجوع من رحلة الجزو ، وكثيرا ماتكون شمالا ،
حيث التلال والقيزان والسهول المنبسطة، والقف هي التلال والقف أيضا هو النبات الغزير الشديد الإخضرار ،
الحاروك هي مرحات النوق أو النوق الكثيرة والقف هنا تعني النبات المتشابك
بيـاضِــك ودَمْـبَـلابـِك والسِّـحــا ووَرَتَــابـِك
وحَـنْـتـُوتِك مِفَـرِّش فَـوق دَرُوكِي وشَـابـِك
قَـفَـــلِـك وانْـدِرَابـِك والبَــنُـو ومَــعَــرَابـِك
والكِــتـِر المِـجَـرْجِخ والسَّـعَات واطْـيَـابـِك
"البياض والدمبلاب والسِّحا والورتاب" كلها أسماء عُشب
والدرو هو حافة الخيران والأودية
القفل والمعراب وإلإندراب، والكِتر والسِعات هي أشجار، والبنو رأس الأغصان وبرضو إسم عشب
ومجرجخ أي من كثافة الأوراق وإخضرار الأغصان صار مُنحنيا وهذا لعمري من أكثر الإنحناءات جمالا وأنفةً
ونواصل.....
قول خميس عُشاق الواوير والنَّم الليلة علي فد صفحة............!
الليل كلّثو نومهم خزاااااااز

=



العبيد
خبير الصحارى في الغرب الذي تعرفه غزلانها وخيلها وليلاها وليلها.
وفصيح الفصحاء الذين تملأ ترانيمهم سهول البطانة و وهاد الشرق،

و شقاق ليل العتامير والمفازات ومسايل الوديان في البوادي
وراسم لوحات أقمارها ونجومها وصباحتها الموشاة برفيف النحل، ونوار البرَّم الفاقع الصفار،
وتلميذ آل العباسي وآل الشيخ قريب الله ومقتفي آثارهم ودارس ألواحهم.
المقدم ود المقدم الرجل الطيب (عبيد ود الطيِّب).


والذي ما زار بوستاً من البوستات إلا ونفحه غيثاً غدقاً سخاءً رخاءً من أرق و أعتق أنواع الشعر.
و رُشاشاً من الطِيب المستخلص من قطرات ندى الحنتوت،
ودعاشاً فريداً أحلى من (جريعة البِنونـِــــــــي . ومِسكة أب مُحَّــــــــارْ)

العبيد ود الطيب يحمل "كاميرته" وعدساتها التي تلتقط صور "الغزلان" و الجِمال والجَمال في تلك الفضاءات
الرحبة والجمال الأخاذ


والجِمال تخب وترقل تعبر تلك الفيافي المدهشة،
و تتوقف لتستريح في الظلال الوفيرة والسخية ،
أو تبرك لتشرب الماء المملح عند العيون والغدران في بوادي السودان.

العبيد وكما قال جماع:

ماجنٌ حطم القيود وصُوفىٌ قضى العمر نشوةً وابتهالا
حاسر الرأس عند كل جمال مستشف من كل شىءٍ جمالا




التحية لكم
والرحمة لجماع،
ودوام الصحة للمبدع الكبير الأستاذ (فضيلي جماع) ..
ونتابع معكم
...
..
.

الصديق الصادق الحادق وحاذق.....
معزّة كبيرة لشخصكم الوهيط...
وشكرا لِمُسيال الرِّبعة الزينة ....وشكرا لعيسك التي أنختها بفرقاننا
وتُرحلك الملوءة بالدُّخن ، مٌسيالك أشبه بمُسيال الفارس هلال ود بخيت
للشاعرة الرائعة جدا بت مازن الجرارية....
"أديتني رحل فوق بيتي وقَّيتا
وأديتني جمل فوق أبلي هدَّيتي
ومبدوع الزمان للجارة سوَّيتي...
شكرا من الحنايا أخي الصادق عبدالله...
ولروينة الصيد التي أهديتنا نقول :
غتميل السِّحاب والسماء المتزَرْقِن
زاد شرفيبنا لي من المدامِر مرقِن
المعزة التوقرن من الأنيس بِندَرْقِن
خلَّن قلبي بُوص كبدي وحشاي أنحَرْقِن
نواصل مسدار أم كُحل لدكتور جمعة

شِــدَرِك عارشُــو شَعَــلَوباً قـَطَــع رارابـِك
وفـَرْعِـك لـولَحُــو الزِّيف العَـقَـب كَـرْكـابـِك
سَـماحِـك في سَـمَـاح زولاً بـِـرُدْ تِـرْحـابـِك
ويا امْ كُـحُـل السَّـماح ناسـاً بِقُـولُـو حَبَابـِك
جمعة البري
الشعلوب هو نبات متسلعق والمقطع هذا جميل جدا
"شدرك عارشو شعلوبن قطع رارابِك" يا سلااااام
الراراب هي اشعة الشمس التي تدخل عبر مسامات أوراق الشجر
وكأن الشعلوب من كثافتة لم يترك منفذا لذخول أشعة الشمس او الضوء ،
يعني يمكن إقيِّل تحت الشجرة دون أن "يزقِّف" خيمة او مشمعا،
يقول ربيعنا بالبادية ، أبو الطيب المتنبي، في وصف "شعب بوان" بكسر السَّين،
وكانت مشهورة بكثرة الأشجار وتدفق المياه
فسرت وقد حجبن الشمس عني وجئن من الضياء بما كفاني
وألقى الشرق منها في ثيابي دنانيرا تفر من البنان
يا سلاااام فرعك لولحو الزَّيف العقب كركابك
يميل الغصن بفعل النسايم التي أعقبت دوي الرعد وهطول المطر
وهذا شبيه بقول بخيت ود عبدالمولي:
اللّيلة الصعيد شال وإتخلف برَّاقو
والفرع لولتو الزِّيفة وكرس نقناقو"
وما أجمل الختام وسماحة الترحابك
الكتراااايل من الفرع لولتو الزيفة وكرسْ نقناقو ...
قلبي به بنقنق براهو......
لولاهو الشَّرف......بلحيل.....
شكرا دكتور جمعة ، علي هذا الألق والعبق

خريف أم بادِر...
البرّي الكباشي لدكتور جمعة
سوف أوردها كاملة حتي يتم الإمتاع ....
ومن بعدها سوف نقف في المربوع الطافر او الشطرة الكافرة.......كما يقول الصديق الرَّائع أسامة نور الدائم
ثم نشرح ما أمكن مع قناعتي إن الشَّرح يُفسد كثيرا..

ما جاتِكْ سموم ما إنفكَّ فيكي قهبَّنْ
وماحزمك سراب قفِّك لتيب ما صبَّنْ
يا أمْ بادِربريدنَّك رشايمن هبَّن
وغتميل عينة النترة السماها اتغبَّن
خريف شُرِّي البسوق مطراتو غب ماغبَّنْ
وأصبح قالب النَّو الجبالو إتغبَّنْ
الهرع الرَّكز حامَن طيورو إتنبَّنْ
وبقلب ساري عام دفقن حوالبو إنكبَّن
بسقنَّك دعاش ريم التّعول الصبَّنْ
وبرونِّك رزاز نفس الخريف الوبَّن
بلولنِّك فريع ماركَّا فوقو غربَّنْ
بتاتنِّك جِدي أمَّاتُو نافرات تبَّن
بجاورنِّك صعيد بهم الكريب الشَّبَّن
جديِّات حمر كولة الفي محل ما إتربَّنْ
إتردَم قفاهِن وفوق فحولِن ربَّن
ديل ملكن هواي صيد الخلا البِنحبَّن
يا أُم بادر شبيهك ما انكرم واتربَّنْ
عروسن ربعنت فرهَد شراها ولبَّنْ
محبتي

بسقنَّك دعاش ريم التّعول الصبَّنْ
وبرونِّك رزاز نفس الخريف الوبَّن
بلولنِّك فريع ماركَّا فوقو غربَّنْ
بتاتنِّك جِدي أمَّاتُو نافرات تبَّن
المقطع دي طافر..... وخاصة الشطرة الثانية
القهبَّن من القهبونة....والرَّشايم من المفردات الموقلة في المحلية ومفردة لها وقع خاص عند أهل البادية
شوف الغتميل مع السماها اتغبَّن.....
والطيور الإتنبَّن من التنبؤ بهطول المطر أظن أجملها وأكثرها فالا هو طوير العينة......!

Quote: بسقنَّك دعاش ريم التّعول الصبَّنْ وبرونِّك رزاز نفس الخريف الوبَّن بلولنِّك فريع ماركَّا فوقو غربَّنْ بتاتنِّك جِدي أمَّاتُو نافرات تبَّن يا عبيد ده مقاطع آسره وصور مشهدية .. بلولنِّك فريع ماركَّا فوقو غربَّنْ .. دى فريع محجوزللقمارى والبلوم والعصافير .. فريع طافر من الشدره وفوقه عصفور والزيفه (حاره) وهو ينود ..عبر عنه ود عبد المولى الفرع لولته الزيفه وكرس نقناقو ويحيلك راساَ الى ابى صخر الهذلى وإنِّي لَتَعْرُوني لِذِكْرِاكَ رِعْدَةٌ كما انْتَفَضَ العُصْفُور بَلَّلَهُ القَطْرُ والاماتو نافرات يحيلك الى المتنبىء فى الرّامِياتُ لَنَا وهُنّ نَوافِرٌ والخاتِلاتُ لَنَا وهُنّ غَوافِلُ ده مجرد مقاربه مع تحياتى محمد الحاج

شكرا الصديق الشاعر محمد الحاج

Quote: ياطير الصعيد ماشفت ناس تبَّاب قامو مبدرين قالو: المِزرقِن جاب فجَّر موسي عاقِر قشَّة الهبَّاب عقر مُرحالها قاطع ردَّة الدوداب "معلي ودهدلول"

روعة روعة بوست جميل يااخ

العبيد اخوي...
ده نضما نخليهو نرجعلو بعد الدوام....
الكورة ذاتا الليلة بجليها عشانو
انت عارف ياهو ده الكيف الصح
وينن الجماعة
ودشيقوق
جنابو
اب سن
بدر
وحنفي
والاخرين

صديقى عبيد
لك تحياتى
ومرةً اخرى
ادق عصاى على المنابر
واجرجر خطوى
فى سوق الكلام
...........
ها انت
توغظ الطفل الذى كنا
ليدير القلب نحو البر الاول ،وينضدد ارجوحة الشجر القديمه
ويشد حقب الرواحل ويرخى ارسنة الحنين الى امكنه طفله،
تتهجأ خفقان القلب فى العتمه،ويفتح نوافذ من غيم وبرق ومطر
ويسدل ضفائر حبيبة ضيعها فى الريح ،ليقبض صدى صرخته الاولى
ولهاةٍ مفتوقه وقلب مجروح ،وذاكرة تشخب شوقاً وحنين الى الهنا والى الهناك
لرفيف الفراشات على ثرى الغدير ،وجلبة الصغار ، لاصوات الثغاء والرغاء
والخوار لرنين الحكايات المبتوره ،لذؤابات الصغار تهفهفها الريح ويهدهدها النعاس
للبدويات وانكسار الهواء على شعرهن المرصون لكحلٍ يسيج بلورهن
لينقع جفاف الروح فى الرزاز ،ويلملم ماتناثر من نقوش الجرار القديمه على مدارج الروح
ويتلفت كطفل فى عجاجه
ويمتح دلاء الفجيعة
فى ليل السعال
فالحياة هى فى مكان اخر كما يقول ميلان كونديرا

شكرا لتبتبت الكتف
باسط المكّي ياصديق الخندريس والشدو المقفَّي
ليتني أجعل هذا البوست لشعر العذاري وهزيجهن وشدوهن ....
إحداهُنَّ تمدح إبن عمها اوعشاها وخيرها وتوب قطاها
لم يكن عاطلا يحلِّق بالفريق كمايقول ود قدَّال
"سوَّاحي الفريق يا أم دقمتن محبوكة
لا تباجحيهو لا تدِّي الأمانة يضوقه
ولم يكن من حارس الهناق والجاعر ولا من أهل الصُفاق والجراري
فقالت معتزة برحيله بنوقه في وقت الرِّشاش نحو الجنوب سعيد ود عوض الكريم ود سعيد النفيدي الكباشي
ماكَرْ لي رقاصه
وماحام في المَداسه
سعيد قلَّ الرداسه
فوق لون الدباسه
الردَّاسة يقصد بها النوق وقَلْ اي ذهب بها نحو رحلة الجنوب....
والدباس طائر كالقمري إلا لونه يختلف فالدباس لونه أدكن من القمري
ثم إحداهُن تمدح شقيقها الضي ود صباح قبل ان يقتل في عواتيل وتلال ساري......
والوقت رشاش ، وردت إلي البئر ولم تجد بها إلاَّ الحسان ونقانقٌ ربدُ فقالت.....
خلاس البير اتشنَّت
بردت لي البننّت
الضَّي جروكها وحنّت
ولي المنجر ما اتسنّت
*جروكها أي نشَّاها من المعطن ومكان المورد
والمِنجر أي الضعيف الهذيل والذي لا يستطيع النجوع في الرّشاش ومطاردة الأمطار والتّعول
محبتي

Quote: العبيد اخوي... ده نضما نخليهو نرجعلو بعد الدوام.... الكورة ذاتا الليلة بجليها عشانو انت عارف ياهو ده الكيف الصح وينن الجماعة ودشيقوق جنابو اب سن بدر وحنفي والاخرين

عبد العزيز يا صديق الدِّعاش والهمبريب ولمَّة السمحين
الشاعر الراحل ودنمر الهواري ، كان مثلك بدار الفرنجة....
وهو بدوِّي قُح ، يطرب لأجراس الهوادج ، وحنين النوق ...
والوقت رشاش ، أخبره أهله أن فلان قادمٌ لديارك البعيدة
فماذا تريد أن نرسل لك.......
فتذكر الرحيل والنشوق وقال:
بدور ليمكن يشيقني اتقوَّت
والبيني مابينكم عبارها مفوَّت
الجالسة العلي ضهر المكندر عوَّت
شوقي عليها وركن راف وروحن هوَّت
الشطرة الأخيرة دي عجيبة ، وتحكي عن حالنا...
محبتي
وياصديقي محمد الحاج ، نعاود فرقانكم بعد غدٍ ،
لأني أتخذت ليلة الخميس والجمعة لأنس البادية فقط، فلا النت ولا قوقل ولا المدينة......!
أبقو عوافي

الاخ عبيد الطيب
تحياتي
بوست بستان وريف ويانع الزهور مثل صاحبه
ونشوق اهل البادية ورحلاتهم فيها الشوق والحنين
للديار ولي اماكن الذكريات ولقاء المحبوبة
وببثو كل الاشواق والحنين دا من خلال اشعار
او نفثات ناي وعزف وتر
واعتقد انو الحنين دا هو المدي الناي والربابة نغم مميز عندهم
ومربوع الحاردلو دا مليان بالحنين البتحركو هبة نسام بس
هَبْهَابْ الشَمَال الجَانِي نَسَّام رِيحُو
حَرَّك سَاكِناً أَزْمنْ كَتَمْتَ وَحِيحُو
الجَرْحَ الدَلَكْ نَيُّو وقَطعْ من قِيحُو
فتقُو علَيْ بُرّيبْ نَامَة بَيْ سُريحُو
والخريف في الباديه له وقع خاص لانه ياتي حاملاً البشريات بالخير والمراتع
شوف اللوحة الرسمه الشاعر عبد الباقي الشكري
تِعْلِك دودا فوق حقَّاص ضهـورِك خَتَّ
وضُهْرِيكْ سَابَـق السَّارْية وصبيبو انحتَّ
قِبْلِيـكْ ساوَق أم بَرَد البِرَمِّـي سَقطَّـا
جبَّالِك جَبَد كُجَـر السحـاب واتغطى

البيت الاخير دا لوحة تشكيلية عجيبة

ود المقدّم،
إنت إن شاء الله تضرُبا بيضا محل ما تقبِّل، يا بركة من جعل محمد نبي.
يا اخوي ما قُتلك شوفوا لي طريقة أقضي لي معاكم سنة
في بوادي الكبابيش كان لساني دا ينطلق، أهلنا قالوا، في المثل، القِرد
العوّد ما بتعلّم الرقيص، عِلآ كان كرف نسام البوادي ساكت برُد
رويحتي. إن شاء الله الغربة تعقِر.
البرق البشيّل عبادي وينو سماهو؟
وين ضُل غيمو للبهم القرن فوق ماهو؟
دى بت حلق الأرض من مويتو من مرعاهو
ضربنا الصي وِدِرنا وما عِرِفنا تخاههو
دغاي البِهيم الفي المجاعة رِبايتو
مِتِل دغاي حشاك الفوتوهو رُباطو
مطّر يا كريم صبّح للقعوي غوغايتو
بعد دِى الحالة اشوف فوق الجبل توتايتو.

دي حافضا مِن انا سغير،
ولك مودتي يا ود المقدم...

عروسن ربعنت فرهَد شراها ولبَّنْ


العبيد ياخ شوف القصبه الفرهد شراها ولبن ياخ هذا إستلاف للحلاة
والجمال لمن يستحق الحلاة والجمال وما أجمل العروس عند الربعنه
بعد الميروق وود شيقوق يقولك العنكوليب ياخ عيش البلد والتبر
نقده تكد ما تشبع فصه تمص ما تشبع ياخ زولك دا سحار عديل
رسم الحقيقة ليس فى أحسن تقويم ولكن شبهها لنا -شكرا يا العبيد

الأستاذ عبيد الطيب
تحيات زاكيات
ومرحبتين بعودتك للمنبر العام بعد رحلة الوطن الحزينة. قال الشاعر الفحل صلاح أحمد ابراهيم:

يا طير إن مشيت سلّم على حِبّاني
جيب خبر الوطن يمكن قِلِيبه طرانيْ
جيب نسّام زلاله المنو مرّة رواني
جيب لمحات جماله الأصلو مو براني

ونتابع هذا االأدب الرفيع االذي تبذله هنا مشكورا ولي عودة ..

سعيد بطلَّة أهل الخندريس والقارص سمحين النَّافلة
محمد ود الحاج
وعلي ودالفكي
ومعاوية ودالمدير
والمنصور ودالمفتاح
وبلَّة ود شيخنا البكري
سوف أعود للجميع تفصيلا..
ومعروضي لكم حليب وغبوق من بارينا...!
وقارص من شنَّة يلفها نبات المحريب أو كما قالت مُغنية الجراري:
حِسْ بلاَّس وحِس طنَّه
والحاروك دي أهنَّه
فواقِك من الشنَّة
الفوقو النَّحل بنَّه
سجم الفيهُن هزَّل
جوني رقاق مغزَّل
لقيت باهيم معزَّل
خاف حاروكهُن نزَّل
محبتي

Quote: صديقى عبيد لك تحياتى ومرةً اخرى ادق عصاى على المنابر واجرجر خطوى فى سوق الكلام ........... ها انت توغظ الطفل الذى كنا ليدير القلب نحو البر الاول ،وينضدد ارجوحة الشجر القديمه ويشد حقب الرواحل ويرخى ارسنة الحنين الى امكنه طفله، تتهجأ خفقان القلب فى العتمه،ويفتح نوافذ من غيم وبرق ومطر ويسدل ضفائر حبيبة ضيعها فى الريح ،ليقبض صدى صرخته الاولى ولهاةٍ مفتوقه وقلب مجروح ،وذاكرة تشخب شوقاً وحنين الى الهنا والى الهناك لرفيف الفراشات على ثرى الغدير ،وجلبة الصغار ، لاصوات الثغاء والرغاء والخوار لرنين الحكايات المبتوره ،لذؤابات الصغار تهفهفها الريح ويهدهدها النعاس للبدويات وانكسار الهواء على شعرهن المرصون لكحلٍ يسيج بلورهن لينقع جفاف الروح فى الرزاز ،ويلملم ماتناثر من نقوش الجرار القديمه على مدارج الروح ويتلفت كطفل فى عجاجه ويمتح دلاء الفجيعة فى ليل السعال فالحياة هى فى مكان اخر كما يقول ميلان كونديرا

الصديق وإبن البادية محمد الحاج علي
من سرق دُنيانا يا أنيق الحرف والشَّدو المقفَّي...!
هل هي العولمة والمدينة الغول..؟
أم التضاريس البخيلة والهرع المهاجر...!
أم الإنسان العجول وطبيعة الإستنزاف في عقله الباطني...!؟
منذ أن لوي زندي وزندك هذا الزمن العيفة....
فياصديق الظعائن والشيوم، نحن درافين الشاعرة السعودية الرائعة
أشجان الهندي:
في موسمِ الأمطارِ
حين يسيلُ شهدُ القطرِ....
فوقَ لهيبِ ثغرِ النارِ
قد يُمطرُ البدويُّ شوقاً،.....
أو يحنُّ
يشفُّ إنْ شفّتْ عناقيدُ النجومِ،
يخفُّ من ولهٍ إلى شفةِ الغيومِ؛
فإن همى غيمٌ على أعجاز غيمٍ
يطمئنُّ.........
يَروي و يُروى عنهُ
أنّ الماءَ يروي عشقَهُ؛
فيضيءُ إذ يشتاقُ.....
ذاك الفتى البرّاقُ
سبّاقٌ إلى سكبِ الغرامِ على الغمام
القطرُ فضيٌّ
وصدرُ الغيمِ لؤلؤةُ الظلام
وغرامُهُ
- ذاك الفتى البدويُّ
مكتملُ التمامِ،
معتّقٌّ،
عذبٌ
كماءِ الوردِ
مختلطٌ بأنفاسِ الخيام
وهو الفتى المشتاقُ...
توّاقٌ
ربابتُهُ تئنُّ..
البرقُ وجهُ حروفهِ،
والرعدُ لحنُ...
أم نحن كما قال الرائع الحاج سعدالله"عرقوب"
يوم تلقانى أقروب تابع الخبـّابه
يوم تلقانى عامل (تايتى) فى معرابه
يوم تلقانى راصد لى جدى الهوّابه
يوم تلقانى لابس رسمى ود جـلابه

يوم تلقانى تابعها أم عجيلاً تــــرَّسْ
ويوم تلقــــانى سارح بى الهباب ما عــــَّرسْ
يوماّ لى سفيهاً لى الصُفاق بتكـــرَّس
ويوم تلقانى فى أم المدن بتدرٍَّس
محبتي

Quote: بوست بستان وريف ويانع الزهور مثل صاحبه ونشوق اهل البادية ورحلاتهم فيها الشوق والحنين للديار ولي اماكن الذكريات ولقاء المحبوبة وببثو كل الاشواق والحنين دا من خلال اشعار او نفثات ناي وعزف وتر واعتقد انو الحنين دا هو المدي الناي والربابة نغم مميز عندهم ومربوع الحاردلو دا مليان بالحنين البتحركو هبة نسام بس هَبْهَابْ الشَمَال الجَانِي نَسَّام رِيحُو حَرَّك سَاكِناً أَزْمنْ كَتَمْتَ وَحِيحُو الجَرْحَ الدَلَكْ نَيُّو وقَطعْ من قِيحُو فتقُو علَيْ بُرّيبْ نَامَة بَيْ سُريحُو والخريف في الباديه له وقع خاص لانه ياتي حاملاً البشريات بالخير والمراتع شوف اللوحة الرسمه الشاعر عبد الباقي الشكري تِعْلِك دودا فوق حقَّاص ضهـورِك خَتَّ وضُهْرِيكْ سَابَـق السَّارْية وصبيبو انحتَّ قِبْلِيـكْ ساوَق أم بَرَد البِرَمِّـي سَقطَّـا جبَّالِك جَبَد كُجَـر السحـاب واتغطى البيت الاخير دي لوحة تشكيلية عجيبة

صديق القارص والنشوق والنِّجوع...
علي ود الفكي سلاااام ومعزة كبيرة..
نعم المربوعة الأخيرة لوحة عجيبة وفوق ذلك قمَّة الأماني
ماذا يريد أهل البادية بعد هذا الخريف الماهل
التِّعول تطأ القيزان والتلال وهي كما تعلم زوجها وعريسها كما قال أبوزيد الهلالي لبنته وهو مردفها علي فرسه وعندما رأت أثر التِّعول علي التلال سألته "أبوي الليلة الأرض سمحة خلاس:
ليرد عليها: وطاتها جوزها.....!
وما أجمل مطر الضُهري الغزير....
ثم مطر القبلي وأهل البادية عندما يرونه يفرحون ويعرفون حتما انه واصل ويقولون "مُربط عجيل"
ولكن ما أروع هذا الشاعر الرائع والشطرة الأخيرة
" جبَّالِك جَبَد كُجَـر السحـاب واتغطى"
دي ياصديق ربع طافر.....!
ولايقدر عليه إلاّ فحول الشعراء أهل "أُم خمج"
أمثال عبدالباقي الشكري
وهنا يُحضرني مربوع للشاعر الصادق الحادق وحاذق:
إتخلفن لها البُطحاني والعبَّادِي
ونفضنُّو المِتل جبب أُم صريمة يدادِي
نحن ترانا للشابورة ديمة نحادي
عنزالشَّاي مراقبة من غرامة القاضي"
ونعم يا ود الفكي أخوي أهل البادية روحهم الخريف
شوف عمنا شيخ جامع علي التوم كيف صور المشهد في هذه اللوحة:

حلاّل الكُرب الحلّ ناس كبسور
إحل دعتورة من دونكيكا يا دكتور
إجيها السَّاري إملالها الرَّهد والخور
تكون أم سنطة سالت والعِريد مَمْطُور
وشق أبو قو تقوم في الِّدفري والخَافور
وبي غربو وصعيدو يزرب البقور
ومن عصراً كبير تسمع نَعِيع التّور
ومن أم هيل صباح بتلاصف البتٌّور
وبي الضرّاب تشم دلكي ومعاها بخور
وإجنك منو مارقات زي بنات الحور
وناس الديسها مو قرماد فساسي طيور
إقلب ضحوي ويسوق فوق عَدَل مجرور
وإجن مارقات علينا الحوّي وأم كنجور
وكل الشوقرن بي غادي لي كركور
وناس الكجك أبو دومتاً تقول شختور
نطلع فوق شواشيهن أناث وضِكُور
نقوم من بدري نعصم الراوي فوق تادور
نطبق الرحلي من أم حايمي لي أم داقور
والخلفات إبيتن بي صبــــــاح تقنـــــــــور
اللعرج إقوم اللَّصْلُو جندي أم زور
إلفح سرجو فوق عكداوي واركب دور
أم باعج تدج تتناي بي البزّور
وتبعد غادي من دار الزرع والبور
نحسب في أصابعنا التمانية شهور
وحتان نسمع الجراري والطنبور
لو سيرة عرس لو حفلة سبوع وطهور
نضُر لي عودة الدارعين سلاح جاعور
حمدا لي الإله ربي الكريم وغفور
إبسط النعمة من الوادي لي أم سرور
وها دارنا المن المحل بقت صنقور
ندج فيها بي السارحات محل ما ندور
*كبسور هو راعي الضأن ويطلقونها عليه أهل النوق تندرا..
دعتورة يقصد بها إبله وهي إسم لناقة،النَضُر هو الحفلة التي تقام لمناسبة ما
مثل عودة أهل النِّعم من رحلة الجزو أو الجنوب وتكون من الجراري،
محبتي

Quote: ود المقدّم، إنت إن شاء الله تضرُبا بيضا محل ما تقبِّل، يا بركة من جعل محمد نبي يا اخوي ما قُتلك شوفوا لي طريقة أقضي لي معاكم سنة في بوادي الكبابيش كان Kعِلآ كان كرف نسام البوادي ساكت برُد رويحتي إن شاء الله الغربة تعقِر البرق البشيّل عبادي وينو سماهو؟ وين ضُل غيمو للبهم القرن فوق ماهو؟ دى بت حلق الأرض من مويتو من مرعاهو ضربنا الصي وِدِرنا وما عِرِفنا تخاههو دغاي البِهيم الفي المجاعة رِبايتو مِتِل دغاي حشاك الفوتوهو رُباطو مطّر يا كريم صبّح للقعوي غوغايتو بعد دِى الحالة اشوف فوق الجبل توتايتو

ود المدير يا سمح يازين.....
تحيَّات بطعم النوَّار والدعاش....
حالك ياصديق كحال عمنا شيخ جامع علي التوم ، مدَّ الله في عمره
عندما داهمه المرض، وسكن المدينة وبني له بيتا، لم يطب له المقام هُنالك ،
فرزم قلبه وحنَّ للنشوق ، وشاشت روحه للنجوع وأرعدت حناياه وشنَّت للمقيل تحت الأشجار الورافه فقال:
البيت المسوَّر كلُّو
قلبي أباهو قاشرت الرِّقاد فوق ضلُّو
مع اللِّنقيبها من نومة الفجُر بتقلُّو
كم لله كم قضيت زماناً حُلُّو
*********************
أيَــا م وإنتهت عُقب مِي جاية
وبناية الطّين أَخير من ما نَقُعْدُوا فَضَاية
رِكُوب التَّيس ؤسوق أُم قُجّة بي المَحَلاية
أحلي من شراب الببسي بي الكُباية
محبتي ياودالمدير ويوما ما سنلتقي في رحاب الوطن الماهل ،
وإن جمعتنا الأيام البيض بالبادية فذاك المُني...

صديق النَّم والرَّسيس والهسيس والجراري العنقالي...
جميل الطَّلة والنفحات والدواخل ،أخو مُشبَّال
المنصور ود المفتاح
سلام من القلب صادق


قال أحدهم يصف ود سيد الرَّيدة العطوي الكباشي وهو من البدو الأقحاح:
سيد الرَّيدة مو العرضان أبو مريكيب
رجلة وجود شوفتو إتطيِّب الما بطيب
وزرو أُم تاج مع سِت بيتو واللِّنقيب
ونستو الجِرِّة صرجيب الجمال النِّيب
ديل يا صديق هُمُ الذين وجدهم سيدي الشيخ العباسي ، يجلسون تحت شجرة كِتر وارفة، يضحكون ملء الأفواه ومن قلوبهم، ومشبول علي أغصان الأشجار بجانبهم الصيد والحُبار، يأكلون من نعم البراري ويشكرون الخالق علي ما أعطي، فقال: لله درّهم من أناسٍ بسطاء وهيطين قنوعين بما قسم الكريم، وقتل الله الطموح الزَّائف..!

أردت بهذا البوست أن نجعل للأُنس سويعات وللعمل مثلها........!
وأردت ان نستأنس ولو قليل بحركة أهل البادية في الرِّشاش....
أنظر ماذاقال أحدهم ، وفي الرِّشاش أوقف حتي الحُب والرّيد إلي حين إشعار آخر
وكما لأفراح البادية مواسم، أيضا للرَّيد وأنس العذاري مواسم، أخونا الشّاعر فضل ود زايد الكباشي، وهو في أيَّام "الشَّلهوب" أو بما يسمّي مجازا شهر العسل، أخبر ستّ الرّيدة ، أنه في هذه السنين المُمْحِلة وفي وقت الرِّشاش تحديد أخبرها سوف يترك كل شئ حتي يجنّب نوقه الهزال وجفاف السنين، لأن في عُرفه الرَّيد من نوافِل الحياة لا واجباتها...
"الرّيد يا البنيّة نوافِل
وفكري معاكي في سنين المَحَل ديل قافِل
ما بِتتطّاردْ الجَايِِح عليها السَّافِل
بلا نِعْلات شَبط ؤعَزبَنْ مكلَّق ؤحافِل"
"الجايح عليها السّافل يقصد إبله وجايح اي مُمْحِل ومُجْدِب
وحتي ترك إرتداء الحذا الثقيل ولجأ "للشبط" لأنه خفيف والعزب المكلَّق وحافل هو البعير القوي "
للشبط الناشق مع الناشقين....عند صاحبات الجراري طعم خاص
"شبيط القاش مِنريدو
وَعَدْنا رشاش من سيدو"
وهي نفس الحسناء، التي هام بها وجدا ، حتي أن سهامها اصابت معالق قلبه،
"يا عانْس الرَّشيد الطّارد البرَّاق
موسْها حِلاقة قلبي مِعَدِّماه العلاَّق
نِدوة وشوفها قُبَّال الخريف ماساق
ولابسة كنيبو دايرة تكمِّل العُشَّاق"
وإلإنسان إبن بيئته لذا أجاد حين وصفها بسحابة أم بشار حين تظهر قبل إكتمال الخريف! إذن الخريف للبادية كل شئ.....!
محبتي ودمت سمحا

يا ود المقدم مالك علينا حركت فينا هذه الأشجان ودغدغت مشاعرنا إلا تعلم أننا كإبلنا نحن إلى تلك الديار و يشوقنا البرق وتشرئب \الروحانا للنشوغ كلما شدى أو لاح بربق في لاصعيد أو السافل:


النشوغ، أو"الشوقارة" أو "النجعة"، هو الرحلة التي يقوم بها رعاة الإبل وربما البقر والأغنام في أول موسم الخريف نحو الأماكن التي تهطل فيها الأمطار مبكراً فينبت العشب وتخضر الأرض ويتوفر الماء ويترك العرب أسرهم في مناطق الدمر ويرتحل الرجال فقط.يقول الشاعر عمر الشيخ محمد ربّاح:
نجعنا حلالي قبّال السحاب ما يسْتّي
نامن نسمة السافل قرّبت بشتي
أنا وعاليبو فارقنا أم شلوخاً ستي
واواي الوناقيب ليها شقّ كبدتي

العبيد ولدي

كيفك يا آآآآ دخرنا

اتاريك مولع النيران بجاي وما بتقول عوك ؟

Quote: الرِّشاش من أجدب ، فصول أهل البادية، وأشدها رهقا، ويكون العمل فيه متواصلٌ ، ليله كنهاره،

بالحيل الرشاش اجدب فصول اهل البادية فيهو العليقة بالعيش المولع نار وفيهو السوفة وفيهو فذع الضراع الاخضر البرفع البقرة الواقعة من عكوتا
فيهو البهلة

وكمان يا العبيد اخوى الرشاش لاحقنا نحن في بلدان الخليج ما بنجر نفسنا الا وكتين نعرف البهايم كدت

Quote: يا طير إن مشيت سلّم على حِبّاني جيب خبر الوطن يمكن قِلِيبه طرانيْ جيب نسّام زلاله المنو مرّة رواني جيب لمحات جماله الأصلو مو براني

الربيع السمح وزين بلَّة ود الشيخ البكري
طلَّتك كندوة أُم بشَّار،تلوح لي من بعيد عبرها ملامح
النشوق والهوادج، وأشتمَّ عبرها نفل الخزامي ونوَّار السِّعات...
أولا معروضك من ودنمر الهواري لمحبتهم في نفسك
دور ليمكن يشيقني اتقوَّت
والبيني مابينكم عبارها مفوَّت
الجالسة العلي ضهر المكندر عوَّت
شوقي عليها وركن راف وروحن هوَّت
تركت لي شيومها أعتالي قزع وودعاع
وأبريت عابر الغارات طويل الباع
بتتمتَّل علي البقلب دماسنا شعاع
نباها وعف لسان وجمال وسمح أطباع
تبارى بعض شعراء العرب في وصف الأبل وهي راحلة بحثا عن المراعي
جقلة أم باعج الفوت هولها
اعدلو مشيها بي المحلايه ماترتولها،
عليكم تنزلو القشه العكف جادولها
ونشارك عكصه فى الدار التِّربى عجولها،
عكصة هي بقر الوحش "الجآذر والمها" والجادول هي مراعي الجزو
والسهول الخضراء المنبسطة ونباتها شتوي مثل "الدرَّا م والهليف "
يقول بخيت ود عبدالمولي:
الدرَّام كمل فِضْل الهليف يا المردي
وإنحنا مع النكور توتالنا من البردي
بتين يا ناقة فوق عِد.....تردِي
نلقاهو المرشَّم والشلوخ زيق فردِي"
التوتال هو مايصنعة البدو من رص السروج والحوايا مع المشمعات
حتي تكون ضرا لهم من البرد وأحيانا نقول فلان مسك الوادي "متوتلبو"
يقول الشاعر ودالصغيِّر:
ود إنْدَرجو جاك ضَكَر الطريق أرْقِلْبُو
طالب الرَّاسي مَسْتُور العِروض مو مِسِلْبو
دور اللَّدْرَع اللِّبس الشفون بِقدِلبو
نزل الجرف ؤمَسك الوادي مِتّوتِلْبُو
قال الثاني في وصف الإبل
جقله أم شعبه تُقَّالة قبيلة البادِي
وبزرك قامو فوق خشبا حسوسو روادى
نوت بالنجوع قطعت مرق الوادى
علقت واصبحت من أم لعوته وغادى
شوف صوت السروج مع حركة الجمال مثل صوت الرادي
مرق الوادي اي مكان عبوره ومكان ما يضعف الوادي وينحسر
ثم قال كبيرهم
شربن خور دقج وقامن عُقد لايسارا
دليلهن دانا تيس حردا ألجرايدو كبارا،
الجكنيبى التَّعمس القوز نعمها أتبارا
مابتتقل قريب مضرابها دار بقارا
ليتك تقف معي ياودشيخنا البكري في وصف الإبل ب"عُقد"
قمَّة التشبيه حين تجتمع الإبل تماما وهي تسير ..
كغابة الأشجار الملتفة وصغيرة
محبتي وبجيكم صاد

Quote: يا ود المقدم مالك علينا حركت فينا هذه الأشجان ودغدغت مشاعرنا إلا تعلم أننا كإبلنا نحن إلى تلك الديار و يشوقنا البرق وتشرئب ارواحانا للنشوغ كلما شدى أو لاح بريق في لاصعيد أو السافل النشوغ، أو"الشوقارة" أو "النجعة"، هو الرحلة التي يقوم بها رعاة الإبل وربما البقر والأغنام في أول موسم الخريف نحو الأماكن التي تهطل فيها الأمطار مبكراً فينبت العشب وتخضر الأرض ويتوفر الماء ويترك العرب أسرهم في مناطق الدمر ويرتحل الرجال فقط يقول الشاعر عمر الشيخ محمد ربّاح نجعنا حلالي قبّال السحاب ما يسْتّي نامن نسمة السافل قرّبت بشتي أنا وعاليبو فارقنا أم شلوخاً ستي واواي الوناقيب ليها شقّ كبدتي

الأخ الربيع والصديق والرفيق
العمدة محمد التجاني قش
لك التحيِّات النواضر من القلب، بطعم القرقدان والقضيم
والغبوق والعتيم والقارص وفوح أم غليلة...
تعترينا ياصديق في أوقاتٍ ما، ريح شوقٍٍ عاتية
وفي مقدمتها غارة من خيول الهموم والحُزن الرّزين..
وإذا عاجت رقابنا، لا نري إلاَّ البنقالة والباكستان والشماخ والجفاف والأتربة و.........الخ
أحيانا تعتريني أسئلة تكاد تقدح نيران الحنين الكامن في الحنايا، ومراتٍ تقدح في جمال روحي....!
فيقف الفارس بلاجواد، ولا سيف ولازاد والأفق مد البصر
فنلجأ إلي الذكريات الهرمة ، والقلم العيفة..
قبل ايَّام جادعني الجميل منصور ....
فتذكرت الصيد في الرِّشاش فقلتُ معافرا:
مرقن شوقرن من الضراع ماصبَّا
فتَقْ ليهِن شِقيلن عِرقُو بان ماتغبَّا
سواري النترة جاتهِن مطرو أرعد وكبَّا
وسيد فرزاعة لي التَّيس البعافط دبَّا
قلع باريها منشط تاني جكَّه وخبَّا
إدَّارق بي الشدر كتم النَّفس وإتخبَّا
بعد ماخَطَّ سيبتو ولي السبيدرعبَّا
قلج قارحها قدامْهِن هباب ما شبَّا
محبتي

Quote: العبيد ولدي كيفك يا آآآآ دخرنا اتاريك مولع النيران بجاي وما بتقول عوك ؟

أبوي الطيب
سلااام ومعزة كبيرة يازول يا سارية
وسعيد بطلّتك وهي عندي كضُل السِّحاب لأهل البادية
تفرحنا وتُسقي يباب الروح الماحلة.....
أو كما يقول شاعر البطانة
"رزاها الضُّل وأسياد البهايم ساقو
أرعد ودودا فوق سهم العناطة زراقو

Quote: بالحيل الرشاش اجدب فصول اهل البادية فيهو العليقة بالعيش المولع نار وفيهو السوفة

أو كما يقول المظعون الكباشي:
الضان والبقر في الضَّيقة
أكلن بعضهن بذرة وعلوق ماريقا
أُمَّات ولدن برك وإجوجا لي الكاريقة
سيدهِن لا صرف عيش لا جدع كلّيقة

Quote: وفيهو فذع الضراع الاخضر البرفع البقرة الواقعة من عكوتا فيهو البهلة .........

عمنا شيخ جامع مرّة ترك النجوع مع ألبل وشوقر مع البقر ، والبقر جاهو الرِّشاش "رزَّز" وبقوا إلاَّ يقوقسو البقرة حتَّان يرفعوها فقال:
أما حكاية ... تبقى حكــــاية
بعد شيبتا اسرح تانى بى (ام قوقاية)؟
حمره الكبّــــــى تـُب والله ماها سعاية
كان جاها الجفاف بصبّح مراحها فضاية
مابتقدر تجاوز بيهن المحلايـــه
بتلقى اسيادها منرمسيـن جميع فى التـــاية
من رفع المرززه راقده فى الصلأّيــة
من جاها الجفاف مـدَّاغة الهدًام
وقعت فرق بعيد من أم عريساّ زام
ناس قوقسوها وارفع تانى من قدام
تقول محَكوم عليهن جملة بى الإعدام

Quote: وكمان يا العبيد اخوى الرشاش لاحقنا نحن في بلدان الخليج ما بنجر نفسنا الا وكتين نعرف البهايم كدت

أي والله بلحيل شوف الكباشي دي قال شنو:
السَّاري البِتُك رعدو وقلب واريبتو
مُشهاد برقو فوق قوز الجواد وعنيبتو
عانْس البي صعيد ناس تيقة طالت غيبتو
رشّشُو أهلها والحارس الخليج وا سيبتو
محبتي وما تنقطع ...شفت طلَّتك عدلت الرّشاش كيف !

مطر الرِّشاش ودعاش جمَّاع وشدو العذاري....
الأخ الأديب الدكتور / عبيد الطيب
أكرمتني كثيرا حين وسمت كلماتي المتواضعة مقرونة بدعاش الغرة ام خيرا جوة وبرة! واعتذر كثيرا على المجيء متأخرا، فقد غبت طويلا من هذا المنبر الجميل, ولي أسبابي وعلى رأسها أنني مشغول منذ فترة ليست بالقصيرة بإعداد ثلاثة مؤلفات (مخطوطات) للدفع بها للنشر في القاهرة ربما في \اكتوبر أو نوفمبر القادمين. لذا فإن السياحة والدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي رغم أهميتها وطعمها الحلو إلا إنها صارت عندي هذه الأيام من قبيل الترف. عليه أقدم اعتذاري على المجئ متأخرا حتى أقول كلمة شكر لك على هذا البوست الناجح.
مزيد احترامي وتقديري أخي الأديب وأنحناءة لك وللمتداخلين .يق

العبيد ود ابوي الطيب

دقيت هسه لام الوليدات - الايام دي قادلة وسط اهلها في حدب الدندر واتشهلت طب للسفر والصيام في البنادر

بالحيل مبسوطة من الغيم والدامة القامت قدام البيوت - قالت لي الغنم بالحيل اتراحمن من الشوقارة

وقالت لي كمان الموليتة فتقت طب في ضهور السماسم تاني العندو تيراب سمسم نضيف يبقى عليهو عشرة مع الموليتة

بعد اسبوع بتلقى حوض الخدرة يقلب في اضيناتو في محلات المرانع

وبعد اسبوع بتلقى الجنيات شايلين الخدرة جوة الفرقان للبيع بسجم م رمادا

وبعد اسبوعين البقر دفرة وعقلة نحمد الله

Quote: كرمتني كثيرا حين وسمت كلماتي المتواضعة مقرونة بدعاش الغرة ام خيرا جوة وبرة! واعتذر كثيرا على المجيء متأخرا، فقد غبت طويلا من هذا المنبر الجميل, ولي أسبابي وعلى رأسها أنني مشغول منذ فترة ليست بالقصيرة بإعداد ثلاثة مؤلفات (مخطوطات) للدفع بها للنشر في القاهرة ربما في \اكتوبر أو نوفمبر القادمين. لذا فإن السياحة والدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي رغم أهميتها وطعمها الحلو إلا إنها صارت عندي هذه الأيام من قبيل الترف. عليه أقدم اعتذاري على المجئ متأخرا حتى أقول كلمة شكر لك على هذا البوست الناجح. مزيد احترامي وتقديري أخي الأديب وأنحناءة لك وللمتداخلين

أديبنا الدّخري
وشاعرنا الوهيط الدكتور فضيلي جمَّاع
سلام بنفل السودان القديم ومعزة من القلب
متي غبت من الذاكرة حتي تعتذر ؟
فشعرك الجميل صار لكردفان خاصة وللسودان عامة
شامة وغُرةَّ
أعانك الله في تجويد هذه المخطوطات، ويقيني سوف تكون إضافة حقيقية للقارئ والباحث
من سماحة نفسك أن سميتني "الدكتور" ولكنني لم أتحصل علي هذه الدرجة العلمية....
محبتي ودمت وهيطا وسمحا

Quote: العبيد ود ابوي الطيب دقيت هسه لام الوليدات - الايام دي قادلة وسط اهلها في حدب الدندر واتشهلت طب للسفر والصيام في البنادر

يا سلااام علي لمَّة الأهل...........
"ستَّات ريدنا من تالاهِن الهوا ضارب
بخور شيبة ولبانن طلقنُّو مغارب
ستَّات اللّكيك والمنزل المتقارب
فيهن فسحة ليّا ولي طويل الغارب

Quote: بالحيل مبسوطة من الغيم والدامة القامت قدام البيوت - قالت لي الغنم بالحيل اتراحمن من الشوقارة

الناس في الدَّامة وإنت مشوقِر
رعيتا عضاوة الدَّلج الصعيد ناس أوقِر
ديك البُهرة في القف القِنافو متوقِر
هبود جلد أبو نصا رقيق مو أمْبوبِر
وردت أيضا "الدَّامرة"

Quote: وقالت لي كمان الموليتة فتقت طب في ضهور السماسم تاني العندو تيراب سمسم نضيف يبقى عليهو عشرة مع الموليتة بعد اسبوع بتلقى حوض الخدرة يقلب في اضيناتو في محلات المرانع

قصبة وعندها القيف دقَّ والخور كوَّر
بتتمايح متل فرع الزِّقي النوَّر
محبتي

الله يجازي محنك يا العبيد

والله بديت اقرا في كلامك المفند فوق دا وفجأة دخل على واحد نضاااااااااااااام

قمت اسلم عليهو بهمة عالية لكن بيني وبينك من جواي قلت ليهو أ.... أ ....ك

فوق الى حين ميسرة

الناس في الدَّامة وإنت مشوقِر
رعيتا عضاوة الدَّلج الصعيد ناس أوقِر
ديك البُهرة في القف القِنافو متوقِر
هبود جلد أبو نصا رقيق مو أمْبوبِر


ههههههها والله دي نحن عايزين ليها مترجم يا العبيد اخوى

بدر البوادي ياصديق النّجوع والهوادج والشلايل
وإيد الفايقة، ويا صاحب الخندريس والشّدو الرزين
سلام من القلب وللمعزة ، ومادام وقتنا رشاش أهديك غبوق من جديد استاذنا علي الشيخ ودالمُر
بنات ود المعز والغول وناس كشكاش
كم فوقهن عقرت القايمة بضرة رشاش
أبوخبَّن بِلولِي سحِن مودراش
خرَّار دومو فوق عاج الرَّسن بشَّاش
*عقرت اي طليته ووصلته وعرفت المرعي، والبضرة هو النبات الجديد الذي طعن لتوّه
تيس العُلَّف الخبَّاب
فوقو كريت ولاحط وباعج النّوراب
كنت آ حلالي فوق سرجو البِظِرْركَّاب
وبهجم بيهو ناس عجَّانَة المَهباب
****************************
*المهباب خلطه من العطور اليابسة، عندما تسحن وتخلط تسمي السِنْبل
"حت بت البكان الطاحني سنبلها
لي زملي العلاد هي طامحي راجلها
وبعد ان يضاف إليها السائل من العطور تسمي "المهباب"
اها أجمل رائحة العطور مع أوَّل الرشاش وحين تختلط برائحة الدعاش والهمبريب.....!
محبتي

Quote: الناس في الدَّامة وإنت مشوقِر رعيتا عضاوة الدَّلج الصعيد ناس أوقِر ديك البُهرة في القف القِنافو متوقِر هبود جلد أبو نصا رقيق مو أمْبوبِر ههههههها والله دي نحن عايزين ليها مترجم يا العبيد اخوى

دي يا وهيط الدليل والشاعر الرائع النور ود حمد الدويحي، بعد الرجوع من رحلة الجنوب ،أسرج اشمط وشوح وغُزلاني أوكما يقول شاعرنا ودالمُر:
الغزلاني دقُّو وأُمهاتُو هبارب
أشمط وشوح ولي جنحين وواسع غارب
علي لخلوخة الجرف أم هواين ضارب
عجَّل يا اللَّحَوْ قبل الشمس ماتغارب
أها عمنا النور ترك النوق بعيد وإمتطي العنافي وإتجه صوب الدَّيار والفرقان وعشان جملو عاجبو وجملو مشوقر بدري قال
الناس في الدامرة وإنت مشوقر
وأوقر دي منطقة بدارفور مرعاها خصب
وعندما إقترب من مناطق المخارف ، شبَّت له في العلو "القف" نارا "البُهرة"، فشامها ان تكون ، نار في هشيم اشعلتها ذات الخصر النحيل ، لتصنع لها منها رماد "هبُّود" لدباغة جلود زينة الهودج ، ياأبوي الطيب عربك ديلا يستشفون الجمال من كل شئ
شوف الرائع ود بعيبيش يشبه شعر أم عروض بحبك "الفايقة"
والفايقة سيور مدبوغة ورقيقة جدا وتتم حباكتها بعناية فائقة وتكون متدلية قال:
كنَّانة أُمها الطمبة أمضمير الرَّايقي
رصَّان ديسها كيف حبك الحريم لي الفايقي
القصبة الفوقها عينة النترة كابة وسايقي
وضمير القروحت جات لي المشارع تايقي
مربوعة كووووولها طافرة..!
إنظر ماذا وصف وإكتني المحبوبة
كنَّانْة أُمَّها يا سلااام ، طمبة، أم ضمير ، والرايقي ، اي رايقة ولكن رايقي إمالة الكبابيش
وكنَّانْة بنون أولي مشدَّدة ونون ثانية ساكنة، شوف ضمير او خصرها ،
ك خصر النَّاقة العطشي والتي تتوق وتذهب للمورد"المشارع" ،وترزم من العطش
محبتي وتصبحوا عوافي

الدُعاش والرشاش ونغمة الأستاذ الشفيف
فضيلي جماع وصدق الراوي قولاً
شبب فينا حُب شابات بعدما شِبنا
أحسست نقيطات من مطر الرُشاش وأنا قابع في غرفتي ويدي في الكي بورد
( هبشت رأسي تأكيد أني ما تحت شدرة في لبادية )
أخي الجميل عبيد ود المقدم عودتنا على الجمال والروائع من شعر وكلم البادية البسر الروح
لكن تغيب وتغتس ثم تقلع ونفضل صائمين من قولك الشجي وما أصعبه من صوم
ومطر الرُشاش الرشَّ
رائعة الفنان ابن كردفان صديق عباس خير تعبير عن جمال هذا البوست بحروفه المنقوشة بالذهب


الجمال كثير بنرجع شوية شوية
يا ود المقدم

صديق الجمال والموروث والمفردة الأنيقة
السمح خالد المنسي...
سلام ومعزة وتحايا بطعم الضَّحوي العوير والنحاسي الماطر.....
شكرا لعبق الرائع صديق عبّاس
هذه الفتاة وجدها الشاعر ود أبكر بمنطقة أم خروع "كبابيش" وهي منطقة الشاعر الرائع
محمد ودعبيدالله الكباشي برجع ليها تاني مع ودعبيدالله
يقول عمنا شيخ جامع في مرثية ود إبل الملوك
خطَّام ضعاين أُمَّات شلايل
وهجَّام البرشَّن بي الفتايل
وعقَّار البعيد مِزنيهو شايل
بِجَن بلقنُّو قيق قومة النجايل
دائما أهل البادية في الخريف يرسلون طلائعهم وهم يمتطون النجائب من الجمال يرسلونهم إلي الإماكن البعيدة
ل"يعقرو" التلال والسهول والجواديل و............ ويسمون هذه الطلائع ب "الدّور"
ويقولون : الدور عقر منطقة كذا وكذا وكذا ووجد المنطقة الكذا خريفها واسع وجديد لذا عند الصباح يرحلون لها
وأحيانا تترك فرقانك وباديتك بمنطقة وتذهب لقضاء حاجة في منطقة أُخري وعندما تعود تجدهم "مقيمين" او مكثوا يوما ،
وكثيرا ماتجدهم رحلوا إلي مرعي آخر، لأن "دورهم عاد" ووجد لهم الماء والكلأ،
لذا تجدهم ، في الصباح الباكر او الدَّغش يهدمون الخيم ويقربون العيس ويضعون عليها الهوادج
ويرحلون وما أروع الشاعر الفحل ود قدَّال الكباشي عندما يقول:
مع الوبَّان دليلهُن قام
بريقات الصعيد جابلَّهن نسَّام
هدموا وشيلو البُرَّاقة فوق كدَّام
بعشُّوا الضيف حليب أهلي العزاز وكرام
*والُبُرَّاقة هي الهودج اوما علا من الهودج لذا عندما تلوح لناظرك ظعائن من الأفق البعيد
اول ما تري هو أعلاه الهوادج، وما أروع طقَّاق توية الماهر الحاج جابر الكباشي الراحلي عندما يقول:
"أُم بُرَّاقتن تبين وتغص
علي الدّوماتو جابَن ميص
ولله در الشاعر الراحل النور شيخ إدريس عندما وصف حركة العيس عندما ينيخونها ويشبلون
عليها العطُف والهوادج والجحف ، وتتحرك الظعائن من مورد إلي مورد
الشبلت خروسها وبي الدَّهب مرصوصة
دانولها الوهيط أب حُوفتن مرشوشة
من وادي المِلِك قطعوبها فوق كاروشة
قاموا مضاري قاطرين الرَّدوف أُم شوشة
*المضاري هي خيم العذاري التي ترحل مع النشوق والشوقارة وأهل رحلة الجزو
والردوف هي الإبل وناقة ردوف اي عجَّلة مرتين لذا تجدها ممتلئة شحما، وحوفة اي زروة سنامة ومرشوشة اي بها مصاع الجمل "البول"
وكثيرا ما"يشويم" أحدهم نحو فرقان المحبوبة فيجد إلا الأطلال ،حيث رحلوا أهلها إلي مراعي أُخري
وما أروع محمد ودالمصايد الكباشي عندما يصوِّر المشهد ومن غنا الجالسة:
رحلوبها من أُمَّات حرير
علولها فوق سمْح الهدير
نزلوبها عِداً حوضُو جِِير
عَشّوها في أُم الصَّغير
كتلت مَرِيْ ومَطْعُونة ضير
راجل البيان حسن الكبير
يوريني بيتها كان أطير
لله درَّه حين قال:
"علولها في سمح الهدير
عشوها في أُم الصغير
كتلت مري ومضعونة ضير"
علّق الصديق طه السراج فقال :
"تضاريس وجغرافيا وموروث، و
وعن الرحيل وأجراس الهوادج يُعجبني قول بخيت ودعبدالمولي:
يا الكاهلية أهلك شالو طبقو الرَّحلي
جرسك حسُّو فوق ود السهيت بي المحلي
الناس نامو وأني إبليس قعد بمدحلي
هسَّاع تلّل الريق فوق عراطْم الكحلي
*ود السَّهيت يقصد الجمل القوي، والسهيت الذي يرضع أمَّه لوحده ولم يشاركه الذي يحلب النوق
"بترضع ود سهيت ما دكَّمك حلاَّب"
وتلَّل اي نقَّع او صفا وبرد وصار عذبا أهل البادية يقولون تلَّل الماء أي صفا وصار عذبا
"التلَّل تحت الكِتري
خايفالك الفكري
نامن جبت الذِكري
لعب الفار فوق حِِِكْري
حكري أي حُضني
وما أجمل بخيت عندما يقول في الرحيل:
أم سيحان حَدَق الأريل الجفَّالا
رحل بي الجمعة خلاّ ديارنا ما بتتولا
جرسك ناقر العيدان عملُّو جلاله
يا ناس وينها زرية قريش وهلاله
*شوف جرسك ناقر العيدان "عملُّو جلالة" اي كأن صوت أجراس الهوادج مع حركة العيس
وعيدان الهودج كأنها طبول الدروايش وصوت الرِّق.....
محبتي

سلام العبيد ود ابوي الطيب

الف شكر على الشرح الوافي لتلك الابيات

Quote: دائما أهل البادية في الخريف يرسلون طلائعهم وهم يمتطون النجائب من الجمال يرسلونهم إلي الإماكن البعيدة

نان يا اخوى الطلائع دي ما اتطورت بالحيل مع تكنولوجيا الاتصالات - الطلائع بقت تطلع بحثا عن محلات الخريف المدندن ولما تلقاهو ما بترجع للفريق لا ابدا ناسك بقوا شايلين ليك السامسنغ والاي فون والجلاكسيهات يتصلوا في ناس الفريق يقولوا ليهم تعالوا علينا نحن في محل البقر دفرة وعقلة

Quote: الهرع الرَّكز حامَن طيورو إتنبَّنْ وبقلب ساري عام دفقن حوالبو إنكبَّن

يا عبيد يا صديقنا في الغار (طال شوقك على العبكن جلادن وجنّك)

أهلكم ديل عندهم مفردة متميزة وفريدة وعندهم فقعة لذيذة كدي في آخر الكلمة

بتقلب تقول لادغ المهيش جسمي
أنا الوداني أشوفو يشوفني كان مو القسمي
منحوت الحضارمي البادروه بالبسمي
هجر ديرتو ونجع يا إدريس وغيرت اسمي
(ود إدريس)

صاحبنا حنفي يدعي (وله الحق) إنكم بارعين لحد الدهشة في التشبيهات
أو الوصف والاقتباس الفوق دا واحدة من التشبيهات أو الاستعارات الغريبة ونادرة
(دفقن حوالبو) ..

واصل الله لا قطع مدادك
ياخي زي البوستات دي ألحقنا بيها في رمضان الحار دا ..
وقيل فيها شبهة أو كراهة
عشان تريانة وندية وبتديك جمة شوية

سلام اخي بدر الدين

قلت شنووووووووووووو؟

Quote: (طال شوقك على العبكن جلادن وجنّك)

والله بالغت في دي

Quote: نان يا اخوى الطلائع دي ما اتطورت بالحيل مع تكنولوجيا الاتصالات - الطلائع بقت تطلع بحثا عن محلات الخريف المدندن ولما تلقاهو ما بترجع للفريق لا ابدا ناسك بقوا شايلين ليك السامسنغ والاي فون والجلاكسيهات يتصلوا في ناس الفريق يقولوا ليهم تعالوا علينا نحن في محل البقر دفرة وعقلة

أبوي الطيب سلاااام ومعزة
قلت لي سيد البقر "أُم بوح"
أصلو يا الحبيب سيد البقر محظوظ ، وما بمشي بعيد
بحلِّق بي بقرو في دُوَّار الشبكة، وحارس ستَّات اللكيك، عليك الله شوف البدو ديل وصفوا سيد البقر كيف، بقول عبدالسيد الكاهلي:
كان سألوني من اُم بُوحة
بقول ليهم وجيبة ولي الصغار مصلوحة
لكن سيدها مابلعب بعيد بي روحة
ومابحمل فراق النّاير البي شلوخة
اها ولدك العبيد كان بريد البقر خلاااس..
وبريد سرحتهن في الخريف، الوديان ملانة والقف والخافور والدِّفرة ومرة مرة بتسمع ليك قوقاي عذاري ،
عليك الله يا أبوي الطيب شوف البدوية دي وفصاحتها لأ أظن يجاريها أحد في وصف الرَّيد والشوق وألم البين ودهشة اللقاء قالت:
حقيقي الرَّيد دي صَعَب
بِدْني الزُّول لي الكعب
الشَّاف مريودو إنْرَعب
كيف مضروب أُم شِعب
*أم شعي يقصد البندقية
اها الله يجازي محن الجلاكسي والايفون.....الخ
بَّردن حرارة اللُّقيا والأشواق، لكن يا الحبيب نحنا الشبكة عندنا ماحاقت وماعمَّت ،
فما زالت الطلائع تبحث عن المرعي ومازال الشيوم موجود
محبتي

بوست ينعنش بالواحد ويدودربو....الشكر للجميع وخاصة صاحب البوست.

Quote: صديق الجمال والموروث والمفردة الأنيقة السمح خالد المنسي... سلام ومعزة وتحايا بطعم الضَّحوي العوير والنحاسي الماطر..... شكرا لعبق الرائع صديق عبّاس هذه الفتاة وجدها الشاعر ود أبكر بمنطقة أم خروع "كبابيش" وهي منطقة الشاعر الرائع محمد ودعبيدالله الكباشي برجع ليها تاني مع ودعبيدالله يقول عمنا شيخ جامع في مرثية ود إبل الملوك خطَّام ضعاين أُمَّات شلايل وهجَّام البرشَّن بي الفتايل وعقَّار البعيد مِزنيهو شايل بِجَن بلقنُّو قيق قومة النجايل دائما أهل البادية في الخريف يرسلون طلائعهم وهم يمتطون النجائب من الجمال يرسلونهم إلي الإماكن البعيدة ل"يعقرو" التلال والسهول والجواديل و............ ويسمون هذه الطلائع ب "الدّور" ويقولون : الدور عقر منطقة كذا وكذا وكذا ووجد المنطقة الكذا خريفها واسع وجديد لذا عند الصباح يرحلون لها وأحيانا تترك فرقانك وباديتك بمنطقة وتذهب لقضاء حاجة في منطقة أُخري وعندما تعود تجدهم "مقيمين" او مكثوا يوما ، وكثيرا ماتجدهم رحلوا إلي مرعي آخر، لأن "دورهم عاد" ووجد لهم الماء والكلأ، لذا تجدهم ، في الصباح الباكر او الدَّغش يهدمون الخيم ويقربون العيس ويضعون عليها الهوادج ويرحلون وما أروع الشاعر الفحل ود قدَّال الكباشي عندما يقول: مع الوبَّان دليلهُن قام بريقات الصعيد جابلَّهن نسَّام هدموا وشيلو البُرَّاقة فوق كدَّام بعشُّوا الضيف حليب أهلي العزاز وكرام *والُبُرَّاقة هي الهودج اوما علا من الهودج لذا عندما تلوح لناظرك ظعائن من الأفق البعيد اول ما تري هو أعلاه الهوادج، وما أروع طقَّاق توية الماهر الحاج جابر الكباشي الراحلي عندما يقول: "أُم بُرَّاقتن تبين وتغص علي الدّوماتو جابَن ميص ولله در الشاعر الراحل النور شيخ إدريس عندما وصف حركة العيس عندما ينيخونها ويشبلون عليها العطُف والهوادج والجحف ، وتتحرك الظعائن من مورد إلي مورد الشبلت خروسها وبي الدَّهب مرصوصة دانولها الوهيط أب حُوفتن مرشوشة من وادي المِلِك قطعوبها فوق كاروشة قاموا مضاري قاطرين الرَّدوف أُم شوشة *المضاري هي خيم العذاري التي ترحل مع النشوق والشوقارة وأهل رحلة الجزو والردوف هي الإبل وناقة ردوف اي عجَّلة مرتين لذا تجدها ممتلئة شحما، وحوفة اي زروة سنامة ومرشوشة اي بها مصاع الجمل "البول" وكثيرا ما"يشويم" أحدهم نحو فرقان المحبوبة فيجد إلا الأطلال ،حيث رحلوا أهلها إلي مراعي أُخري وما أروع محمد ودالمصايد الكباشي عندما يصوِّر المشهد ومن غنا الجالسة: رحلوبها من أُمَّات حرير علولها فوق سمْح الهدير نزلوبها عِداً حوضُو جِِير عَشّوها في أُم الصَّغير كتلت مَرِيْ ومَطْعُونة ضير راجل البيان حسن الكبير يوريني بيتها كان أطير لله درَّه حين قال: "علولها في سمح الهدير عشوها في أُم الصغير كتلت مري ومضعونة ضير" علّق الصديق طه السراج فقال : "تضاريس وجغرافيا وموروث، و وعن الرحيل وأجراس الهوادج يُعجبني قول بخيت ودعبدالمولي: يا الكاهلية أهلك شالو طبقو الرَّحلي جرسك حسُّو فوق ود السهيت بي المحلي الناس نامو وأني إبليس قعد بمدحلي هسَّاع تلّل الريق فوق عراطْم الكحلي *ود السَّهيت يقصد الجمل القوي، والسهيت الذي يرضع أمَّه لوحده ولم يشاركه الذي يحلب النوق "بترضع ود سهيت ما دكَّمك حلاَّب" وتلَّل اي نقَّع او صفا وبرد وصار عذبا أهل البادية يقولون تلَّل الماء أي صفا وصار عذبا "التلَّل تحت الكِتري خايفالك الفكري نامن جبت الذِكري لعب الفار فوق حِِِكْري حكري أي حُضني وما أجمل بخيت عندما يقول في الرحيل: أم سيحان حَدَق الأريل الجفَّالا رحل بي الجمعة خلاّ ديارنا ما بتتولا جرسك ناقر العيدان عملُّو جلاله يا ناس وينها زرية قريش وهلاله *شوف جرسك ناقر العيدان "عملُّو جلالة" اي كأن صوت أجراس الهوادج مع حركة العيس وعيدان الهودج كأنها طبول الدروايش وصوت الرِّق..... محبتي

خطَّام ضعاين أُمَّات شلايل
وهجَّام البرشَّن بي الفتايل
وعقَّار البعيد مِزنيهو شايل
بِجَن بلقنُّو قيق قومة النجايل

المفردة قيق هي مفردة لها رنينها الموسيقي
الجميل وحلو على الأذن ونجد مثل هذه المفردات ذات الفعل التصويري لحركة أو فعل كثيرة في
عاميتنا السودانية الغنية بالتعبير الدقيق
نحن قوم نجهل عاميتنا السودانية البسيطة لكن هي في الحقيقة من أغنى العاميات المحلية
في العالم وهي ثورة تحتاج لرجال للتنقيب فيها وعرضها للعالم أجمع في ثوب جميل

نرجع لود جماع
ذاك الشاعر الفذ الجميل وقوله كثير وجم
وبدخل في العضام جوة
يتخطى المشاعر التي يداعبها الشعر متعمق لي داخول ( يقوّم شعرة الجلد )
قصيدة عيني عليك باردة
وعيني عليك باردة
مردافة
دقرت عيني
وما شاء الله وهي افضلهن قولا
هذه القصيدة حسب علمي البسيط أن شاعرها الشاعر الجميل فضيلي جماع
لكن وجدتها في كثير المواقع أنها من أغاني التراث ( ونحن نقصد بالقصيدة عندما
من التراث أي أنها مجهول شاعرها )
فدلنا أخي العبيد هل شاعرها فضيلي جماع أو التصحيح من هو شاعر هذه الأغنية
لكن هي بتشبه نضمي ود جماع البدخل في العضام جوة
( وقلبي كان شفتي حرايةالقايلة )
وهييييييييع دا قول ود جماع عندما تداعب مشاعره روح الشعر مفردة
تحياتي يا عبيد
وبجيك براحة براحة

Quote: بوست ينعنش بالواحد ويدودربو....الشكر للجميع وخاصة صاحب البوست

الأخ إسماعيل عبَّاس
لك من التحايا الماطرة ، ما يفوق الهرع وعينة النترة
محبتي

Quote: تشكر اخي المبدع دوما عبيد الطيب مقدم , سعدت جدا بماتحمل بوستاتك عن عبق الموروث التراثي الذي تمكنت فيه بجدارة منذ زمن مبكر حينما كنت بالمدارس الثانوية والمجداعات التي ابدعتم فيها انذاك وصديقك الحبوب المرح المبدع فكرا وشعرا وعلما وعملا تشكيلي الاستاذ عبدالرحمن قلباي كما يحلو ان ينادي دائما ابن شرق كردفان من ديار اهلنا البزعة , يا سلام يا حليل قومية مدارسنا وتنوعنا الثقافي انذاك داخل قبة تعليمية تحوينا جميعا من مختلف جهات السودان الاخري , تشكر مجددا واتمني اسمع عنك وصديقك عبد الرحمن قلباي

يا سلااااااام يشهدالله وقفت جزلا فرحانا
إن ريح القُربِ نَم
وأنتفح عنَّا الزُّكَم
فهو أحلي مايُشم
من أُصيحابي الكرَم
سعيد بطلتك البهية الصديق والزميل والنديد والرفيق

الإمام موسي الإمام
زيارتك يا صديق نسيمٌ عليل وواريب تملأ سحاب الذكريات ويعود منها ودالمقدم مُربعةٌ ركائبه ..
الرّهد أبودكنة والناس الجميلين ، والصديق الرائع جدا والشاعر المُبدع أحمد عبدالرحمن "قلباي"
منذ الثمانينات والثانوي وأيَّام روائح الطرب وقبل أن يبتعلنا بلعوم الزمان الشَّقي، تلاقينا وصاحبي قلباي بالبقعة "سوق ليبيا"
وكان معنا صديق قلباي الفنان ودالبكري، وآخرون ..
امثال محمد الحسن ود أم او كما يحلو لنا "الكيك"
ومنذ ذلك الزمان لم ألتقي به ، أجمل صديق عرفته، سرقته منّي التضاريس والجغرافيا..!
لك يازميل وللصديق التلَّة قلباي أقول
سلام مدفور مع الهرع الفَجُر مِتراحِل
سلام لي ناس بريدهُن وشاشو قلبي الماحِل
سلام لي ناس مراسي وناس ضفاف وسواحِل
سلام لي ناسْ جرارِق نَمْ كبار وفطاحِِل
محبتي لكم وطّلتك غمام يا صديق
ويا ود الإمام

Quote: سلام اخي بدر الدين قلت شنووووووووووووو؟

ود شيقوق سلامات ياخ
المربوع دا لي عمك يوسف ود عبشبيش

وقصتو إنو قبضوهو في الكاملين وسجنوه وباعوا جملو والمسألة دي حرت فيهو
قال (المخاطب الجمل):
سرجك دللو وملصوا القلايد منّك
وسيدك قيدو شك وإت في المزاد جالبنّك
الخلاك بالهاري السنين سالبنّك
طال شوقك على العبكن جلادن وجنّك

إذا لقيت غنا ود عبشبيش انتبه للربع الأخير
دائماً بفك آخرو فيهو


تحياتي مثنى وثلاث ورباع

العبيد صبحاك خير


بدر الدين ود ابوي بابكر

Quote: ود شيقوق سلامات ياخ المربوع دا لي عمك يوسف ود عبشبيش وقصتو إنو قبضوهو في الكاملين وسجنوه وباعوا جملو والمسألة دي حرت فيهو قال (المخاطب الجمل): سرجك دللو وملصوا القلايد منّك وسيدك قيدو شك وإت في المزاد جالبنّك الخلاك بالهاري السنين سالبنّك طال شوقك على العبكن جلادن وجنّك إذا لقيت غنا ود عبشبيش انتبه للربع الأخير دائماً بفك آخرو فيهو

ياخ ربنا يحفظكم انت والعبيد ود ابوي الطيب وكل من رسم حرفا في هذا البوست المتميز بطيب حادي ركبه وكرمه الفياض

يا اخونا انا عندي سياسة براي الزول الكريم بعلمه قطع شك ندى في بيته وندي في سفره وحاتم في اي جغرافية اناخ عليها دابته

العبيد ود ابوي الطيب

الحكي التحت دا بالحيل عجبني وقع في عيني بالصدفة هسه

Quote: وقعت فصول هذه القصة المأساوية والمؤثرة بأرض البطاحين في سهل البطانة الذي تتعدد فيه القبائل، ولعل أكبرها قبيلة الشكرية التي تتفرع إلى عدة فروع أهمها (السناب) و(النوراب) و(العيشاب) و(المهيداب) و(البعلاب) و(العكيكاب)"1". كما نجد بجانبها قبائل أخري هي (الخوالدة) و(اللحويين) و(الكواهلة) و(الأحامدة) و(الضباينة)، كما تتفرع من هذه القبائل قبائل أخرى وتخرج منها بطونٌ وأفخاذٌ أُخَر، وهنالك قبيلة (البطاحين) ذات الفروع المتعددة وأهمها (الصافاب) و(العركشاب) و(العلاماب) و(الصحباب) و(الديقلاب) و(الهديباب) و(الشرحاب) و(العوضاب) و(الفرجاب) و(النافعاب) و (العبادلة) و(البتقاب)، وتشارك هذه القبائل في نفس المنطقة قبائل أخرى وهي (الدليفاب) و(المهلاب) و(الحسانية) و(الأحامدة) و(العسافاب) والأخيرة فرع من فروع قبيلة (الجعليين) "2" المعروفة والتي تعتبر من أكبر القبائل السودانية. يلعب الرعي الدور الأساسي والهام في حياة القبائل التي تعيش في سهل البطانة الخصيب الذي يقع إلى جنوب منطقة (أدرامة) وشرق (أم حطب) و(الهواد) و(الجيلي) والقلعة (رانج)"3 ". يتصف أهل البطانة بصفات بدوية سلكت في قيم العُربان من شجاعة وكرم وشهامة، وتعتبر أرض البطانة أرضاً للشعر القومي وينابيع روضته ومهبط إلهامه. ينتمي أبطال هذه القصة ـ التي وقعت أحداثها في حوالي منتصف القرن الماضي ـ إلى قبيلة البطاحين ذائعة الصيت، وتفصح تفاصيلها المأساوية وأحداثها التراجيدية المؤلمة والمحزنة عن أن القتيل (يوسف ودنعمان) الذي ينتمي إلى قبيلة (العسافاب) المتفرعة عن قبيلة البطاحين كان صديقاً حميماً لقاتله الشاعر البطحاني (عمر ود الشلهمة) الذي كان من أفذاذ الهمباتة، سلك سلوكهم، وتأدب بأخلاقهم، حمل قيمهم، وكان شاعراً فحلاً وفارساً مغواراً لا يشق له غبار، شجاعاً يحمي العرض والقبيلة، كريماً يعضد الضعيف نوالاً ويقري الضيف جوداً ، إذا ما سمعت مطاياه صوت مِزهَرٍ أيقن أنهن هوالك. في سمته الرائع كانت تجلس هيبة، وفي هيكله المهاب كان يبدو طولاً، قوي البنية، واضح الرجولة، تنبئ قسمات وجهه القاسية عن عزم وجد وفؤاد صميم. وبحكم نهوضه"5" كان (عمر ودالشلهمة) يأتي بما غنمه من إبل إلى صديقه (يوسف ود نعمان) الذي كان يعمل تاجراً للإبل والمواشي ويمتلك متجراً في سوق (أبودليق) معقل البطاحين وتخصص في تصدير (الدبابيك)"4" إلى مصر فقد كان يجمع هذه الإبل عن طريق شرائها من الهمباتة ومن ثم تصديرها إلى الريف المصري حيث يقوم ببيعها هناك. ولما كان يوسف رجلاً أصمعي الفؤاد يتسم بالحكمة والذكاء ويتصف بالعطف والكرم أحبه مجتمع البطانة وابتسمت له الدنيا فصار النجاح يلازمه كل يوم في تجارته. ذات مرة لاحظ (عمر) أن من بين الإبل التي قام يوسف بشرائها من الهمباتة إبلاً تحمل وسم قبيلة (اللحويين)، وهم أخواله، فساءه الأمر، ولكنه آثر التريث والتصرف بحكمة وما تقتضيه صداقته بـ (يوسف)، فذهب إليه هادئاً غير ثائر وإن كان قلبه يحمل من الأسى ما يحمل وعندما أدركه قال له:- يا صديقي جئتك اليوم ولدي رجاء فقد لاحظت أنك قمت بشراء إبل منهوبة من أخوالي اللحويين عليه أرجو أن لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى، فأنا الآن بين أمرين أحلاهما مُر فإن تركت لك هذه الإبل أكون قد أخطأت في حق أخوالي اللحويين وتساهلت في الدفاع عن أموالهم وصون حقوقهم وهم عترتي ودمي، وإذا تعرضت لك أكون قد أخطأت في حق صداقتنا ومودتنا، عليه أكرر لك يا صديقي ألا تدعني أرى مرة أخرى مثل هذا المشهد فهو يضعني في حرج بالغ. صمت يوسف ولم يرد على صديقه فكانت المرة الأولى أن يفترق الصديقان دون كلمة وداع. رغم ماحدث ظل الصديقان ينعمان بصداقتهما ومودتهما ومرت بينهما الأيام والليالي إلى أن تكرر ذات المشهد فجاء عمر إلى يوسف وهو يستشيط غضباً وقال له:- لقد حذرتك من قبل أن لا تشتري إبلاً نهبت من أخوالي، وقد أتيت الآن لأعلمك بأني سوف أأخذ هذه الإبل وأردها إلى مالكيها، فرد عليه يوسف:- لم أقصد شراء هذه الإبل، ولكن شراؤها تم بواسطة السبابة من العملاء ولم يخبرني أحد أنها تعود إلى أخوالك عندما دفعت ثمنها، ولا أستطيع الآن تسليمك إياها فلا أحد سوف سيعوضني ثمنها، عند ذلك أراد عمر أن يلجأ للقوة لأخذ الإبل وحدثت ملاسنة بين الرجلين تطورت إلى مشاجرة كانت ثمرتها المرة أن قام يوسف بصفع عمر على وجهه صفعة قوية استل عمر على أثرها سيفه وقال ليوسف :- أين سيفك ؟ فالمبارزة هي الفيصل بيننا والإبل يستحقها من يبقى حياً!! واستعد الفارسان أصدقاء الأمس أعداء اليوم للقتال، وأتخذ كل منهما موقعه للمبارزة، بدأت المبارزة قوية كانت النظرات قوية وكل منهما يحمل رأسه على كفه ولا يأبه بالحياة أو الموت وأرجلهما تثير النقع وهي تضرب على الأرض ضرباً قوياً وصيحاتهما تتعالى بكلمات التحدي والفخر والموت يقترب إقتراباً حثيثاً منهما ويجول حول المكان ويدنو وصليل سيفيهما يصمي الآذان ويخترق المسامع فهرع نحوهما نفرٌ من أهل البصائر استطاعوا بصعوبة بالغة أن يحولوا بينهما في الوقت المناسب والأنفاس متهدجة والعيون حمراء كالشرر والجمر، كان الناس يعلمون أن قتل أياً منهما للآخر سينذر بفتنة قبلية تراق فيها دماء كثيرة، لذا بعد أن خمدت المبارزة سعوا بين الصديقين لإصلاح ذات البين، وجاءت مبادرة حسنة من يوسف تنم عن أصالة معدنه وتكشف عن نفس فاضلة حينما قال للوسطاء بأنه قد أخطأ في حق صديقه عندما صفعه على وجهه ودونكم وجهي الآن فإذا أراد عمر أن يرد علىَّ ويصفعني فله ما يريد، وإن قبل مني تعويضاً فإنني علي استعداد لأن أدفع له ما يطلب، وإن عفا عني فإنني جدير بعفوه وليجزه الله عني خير الجزاء. وقع هذا الحديث الذي نقله الوسطاء إلى عمر موقعاً حسناً في نفسه واستحال حنقه إلى ذلك الود القديم، وقال:- إن يوسف صفع أخاه فكيف يرد الأخ الصفعة لأخيه، وأعلن أنه قد عفا عنه لوجه الله، فاغرورقت أعين الحاضرين بالدموع تأثراً بنبل الموقف وفرحاً بانتهاء الأزمة. وهكذا تم الصلح بين الصديقين والذي نجم عن الحب والمودة التي جمعت بينهما، فاحتفل القوم بهذا الصلح وذبحت الذبائح ونحرت النحائر وضربت الدفوف ورقصت النساء وجاء الصديقان يعرضان بسيفيهما في مودة وإخاء وطرب في وسط الساحة فانطلقت الزغاريد من أواه النساء وعلى الخدود سال دمع هتون وتملك الجميع فرح وطرب لا حدود له ولا نهاية. لم يرض يوسف ود نعمان أن ينتهي الفرح هكذا فأعد مفاجأة أطربت الجميع عندما رأووه وهو يدفع أمامه مجموعة من الإبل لينيخ بها أمام منزل صديقه عمر وهو يقول له: هذه إبل أخوالك اللحويين إذهب بها إليهم فعانق عمر يوسف عناقاً تأثر به كل من كان حاضراً ولكنهم ما كانوا ليدروا ماذا كان يخبئ القدر وكيف أنه رسم لوحة سوداء لنهاية هذين الفارسين. الذي حدث بعد ذلك كان أمراً مدهشاً وعجيباً فبنهاية الفرح وبهجة الصلح استعد يوسف لمرافقة دبوكته المتجهة إلى الريف المصري فجاءه عمر مودعاً وطلب منه أن يضم إلي دبوكته جملاً له ليقوم ببيعه في مصر ضمن جماله وأن يأتي له بثمنه، تقبل يوسف الأمر بسرور فهذه سانحة يستطيع من خلالها أن يعوض صديقه عما بدر منه تجاهه، وعندما أزف وقت الرحيل اختفى الصديقان عن أعين الجميع كما كانا يفعلان في الماضي في مثل هذا الموقف ليخفيا ضعفهما عند الوداع، ويداريا دموعهما عن الأعين ساعة الفراق، فقد نسجت الصداقة خيوطها بين الرجلين منذ أوائل الصبا من فتائل المودة برفق وإحكام، ثم انطلقت القافلة في طريقها إلى مصر ويوسف يملؤه التفاؤل وهو متيمناً بجمل صديقه كفأل خير، وكان ليوسف ما تمناه وبيعت الإبل بمصر بسعر مجز بعد رحلة شاقة و عندماعاد إلى الديار كان الرضا يتملك قلبه وعزم أن يعطي صديقه الذي كان أول من استقبله مبلغ ثلاثة جنيهات رغم أن جمله قد بيع بجنيهين، فأخطره بما عزم ثم قال له إن المبالغ التي لديه كلها عملات فاروقية من فئة الخمسة جنيهات فخذ هذه العملة ذات الخمس جنيهات وعليك أن تعيد لي جنيهان أو تأتي لي لاحقاً ريثما أتحصل على فئات أصغر ليتسنى لي إعطاءك مالك، ففضل عمر أن يأتي لاحقاً لاستلام ماله. يوسف كان متزوجاً بامرأة حسناء حادة اللسان والطبع ، ولم تكن راضية عن الصداقة التي تجمع بين زوجها وعمر والذي كانت تكن له كراهية غير مسببة، وقد سبق لهذه المرأة الزواج مرتين قبل اقترانها بيوسف، وكان عرب البطاحين يتشائمون من مثل هذه المرأة ويسمونها (قرَينة) ، وذات يوم أتى عمر إلى منزل صديقه يوسف بغرض التحية وأخذ ثمن جمله ولكن يوسف لم يكن موجوداً حينذاك بمنزله إنما كان بمتجره بالسوق، ومن ثم بدأت المأساة في نسج خيوطها وبدأ القدر في إحكام قبضته، وذلك عندما استقبلت زوجة يوسف عمراً استقبالا فاتراً سرعان ما تبدل إلى نهج عدائي تخللته عبارات قاسية وكلاماً نابياً مسيئاً ليس له ما يبرره اندهش له الضيف وسرعان ما استحالت الدهشة إلى غضبة مضرية عندما قالت له عليك بالانصراف الآن من هذا المنزل فيوسف الذي تعرفه والذي لم تستطع أن ترد له الصفعة التي صفعها لك العام الماضي سيأتي في أي لحظة وإذا وجدك هنا (بعرِسَك) ولن يحدث خيراً، فعزم عمر على أمر خطير وقال لها والغضب يملأ كل ذرة من كيانه :- تأكدي أن يوسف لن يضاجعك بعد اليوم أبداً. وغادر قبل أن تغلق الزوجة باب منزلها في وجهه بعنف"7". اتجه عمر تحمله أرجل الغضب إلى دكان الحداد أحمودة بالسوق وعندما وصله قال له وهو يطلب منه أن يصنع له مدية حادة متمثلاً بقول من قال: الحداد أخوي داير لي منك خُوسه"8" نصيحه حديدتا وعن غيري مي ملبوسه تاخد حِـدَّتا إن ركَّـت الناموسـه تتلقف كما تهتز عصاية موسى !! ظل عمر منتظراً يكابد غضبته وثورته إلى أن صنع له الحداد ما طلبه وسار نحو دكان يوسف والدماء تندفع إلى رأسه في عنفوان شديد وعندما وصله أدرك يوسف يجلس القرفصاء على دكة دكانه وأمامه يجلس عدد من الحاضرين يتآنسون، فابتدره قائلاً:- لقد جئتك من الأمام لأقتلك يا يوسف ولم آتك من الخلف فنحن معشر المهاجرة"9" أبناء البطاحين لا نعرف الغدر فأستعد بما تستطيع الدفاع به عن نفسك.ظن يوسف أن صديقه عمر يمزح وهو ظن شاركه فيه الآخرون، لذلك ابتسم متهكماً فكرر له عمر التحذير ولكنه لم يأبه وعندها هجم عليه وبقر بطنه - وسط دهشة الجميع - إلى أن برزت أحشاءه وسقط على الأرض ولكنه استطاع بيديه العاريتين أن يضم أحشاءه قبل أن تصير إلى التراب وهو لايكاد يصدق ما حدث له ويرنو بعينيه إلى وجه عمر عله يرى فيه سبباً للذي حدث ، ولكن عمر أشاح بوجهه ثم جلس على الأرض وقذف بالمدية أمامه وأجهش بالبكاء، وعندما أفاق الجميع من الدهشة سارعوا نحو يوسف لإنقاذه فوجدوا آثاراً على يديه كآثار الحريق نجمت عن حرارة الأحشاء فأعادوها برفق إلى البطن وضمدوا الجرح الذي كان كبيراً بعمامة أحد الحاضرين ومن ثم انطلقوا به نحو المستشفى وذهبوا بعمر إلى مركز بوليس أبودليق، مضت ثلاثة أيام قبل أن يسلم يوسف الروح لبارئها علم خلالها بالسبب الذي من أجله إعتدى عليه صديقه عمر فطلق زوجته وهو على فراش المرض وكان يخبر عُواده بأنه عافٍ عن صديقه عمر حتى ولو مات، كما أوصى بأن تؤخذ من دكانه ثلاثة جنيهات وتعطى لعمر وهو يقول إنه مال مستحق لعمر في ذمته ولابد من الوفاء به قبل أن تأتي المنية. بدأت محاكمة عمر برئاسة مفتش مركز الخرطوم بحري آنذاك المستر سمسون الذي كان يتمتع بسلطات إدارية وقضائية واسعة، كانت الوقائع واضحة وأقر بها المتهم وسجل بها اعترافا قضائياً وأصر على أقواله في كافة مراحل التحقيق والمحاكمة وبدأ رئيس المحكمة في البحث عن دفاع للمتهم حتى تأتي العقوبة مخففة وقال له:- يا عمر يمكن أن ترجع عن اعترافك إذا كان قد صدرت تحت تأثير، ولكن عمر أصر على اعترافه إصراراً شديداً، وعندما عاد رئيس المحكمة إلى تكرار حديثه للمتهم مزيناً له الرجوع عن اعترافه فثار عمر وقال لرئيس المحكمة:- لماذا تدافع عن روحي، إنها ملكي وليست لك يا مستر "سمسون"، أقول لك للمرة الأخيرة إنني مذنب وأصر على جميع ما ورد في أقوإلى من اعترافات ولتعلم أنني فارس وتقف خلفي قبيلة أفرادها أشداء وأقوياء وأن الفارس الذي قتلته تقف خلفه أيضاً قبيلة وأفرادها لا يقلون قوة وشجاعة عن أفراد قبيلتي وأن سلامة القبيلتين تكمن في إعدامي وإن لم تحكم بإعدامي فأنت وحدك دون غيرك من يتحمل مسئولية ما يحدث من إراقة للدماء في وسط هاتين القبيلتين. فلم يجد رئيس المحكمة بعد ذلك مناصاً من أن يصدر حكم الإعدام في مواجهة عمر ود الشلهمة، وبعد تأييد الحكم تم اقتياده إلى زنزانته بسجن كوبر جوار المشنقة. حددت إدارة السجن يوم الشنق وقبل الميعاد المحدد بيوم واحد سمحت السلطات لأهل عمر بزيارته لوداعه فكان ذلك يوماً مشهوداً وتاريخياً إذ تدفق لوداع عمر رهط من أهله كان على رأسهم شقيقه الشاعر محمد ود الشلهمة الشهير بالفنجري وشقيقه الشاعر طه ود الشلهمة وشقيقته الشاعرة زينب بنت الشلهمة التي جاءت بصحبتها بعض بنات القبيلة يحملن في معيتهن كؤوس القهوة وكل ما يحتاجنه في صناعتها وكان هنالك الشاعر أحمد عبد الله ود بلال وغيرهم من البطاحين حتى إكتظ بهم المكان على سعته وعندما أطل عليهم عمراً مخفوراً بحارسيه وهو يرزح تحت وطأة قيوده الحديدية كان مبتسماً مرفوع الرأس يضرب الأرض برجليه المقيدتين ضرباً ومن ثم بدأت ملحمة الوداع الشعرية تلك الملحمة الرائعة التي أضحت من الملاحم الخالدة في تاريخ البطاحين الحديث وشكلت الزاد الأخير لعمر قبل سفره الذي مضى فيه في سبيل الأولين والآخرين وعندما رأت زينب شقيقها يقبل عليهم وعلى سمته تبدو مخائل الصمود والشجاعة والصبر أطلقت زغرودة طويلة جاوبتها زغرودات أُخر من رفيقاتها رد عليها عمر هزاً بكلتا يديه حتى سمع الجميع صوت الحديد الملتف عليهما ، وقبل أن تحتضن الزينة شقيقها قالت له : - مَـا خَجَلْتَّ سِـتَاتْ القُـنَاعْ السَـابِـلْ"10" خَـليتْ الوَراكْ وَدْ عَـينُو قَـوِّي يِقَابِلْ مِمَـا قُـمْـتَ دُودَاً للقـوَاسي مِـدَابِلْ"11" الموتْ أَصلو مَدروعْ في الوَرِيدْ ومْتابِل"12" ثم مدحته بقولٍ فيه إلتماس المتمني: َبدُورَكْ يَاعُمَر فَوقَ أَرْبَداً شَوبَاحْ"13" تَنُصْرَالصَفْ تَقِلْبَ المِلبِسَاتْ قُمَّاحْ"14" فَجَ اللَّبْيَضَ اَبْ زَبَداً جُلَلْ وَامْرَاحْ"15" نِيلْ اللَّزْرَقْ الفَوقْ القِيُوفْ طَمّاَحْ"16" ثم برز إلى تحيته شقيقه الفنجري وهو يصفه بالأسد الهصور والصابر المتيقن ويخبره أن نبأ إعدامه غداً نبأ أثار في الجميع ما أثاره من الأسى والألم عند البطاحين وغيرهم : - أَب رِسوَه الغُلاد كُفُوفُو وشُدَادْ ضِرعَاتُو"17" خَبَرَكْ هَجَّجْ الكَـونْ والمِريكِز جَـاطُو فِـيك شِـيتاً قَـطِعْ شَكاً منافي غُلاطُو صَبرَك إِلا مِن صَبَّارِينْ هِـلاَلَه الفَاتُو"18" أصر عمر أن يشارك في توزيع أقداح القهوة على ضيوفه ومودعيه وعندما حمل بيديه المقيدتين قدحاً من القهوة ليمده لشقيقه الفنجري أمسك الفنجري بيدي عمر وقال له : - مَوتَكْ دُرتُو فوقْ أَصدأَ ومَخَمَّسْ دَافِرْ "19" يَابِسْ فَوقْ سِروجِنْ مَاهو حَاكمَك كَـافِرْ "20" يا مُقنَع كواشْفَ أَمـاتْ وَضِيباً وَافِرْ21" مـا دَام العُـمُر عَـارِيه خَلُو يسَافِرْ "22" فرد عليه عمر قائلاً : لن أبخل به أبداً .. ! عندها إلتفت الجميع حيث كان أحدهم ينتحب وهو أمرٌ ما أراد له البطاحين أن يحدث أبداً فقد رغبوا أن يودعوا مسافرهم دون نحيب أو دموع ، ولكن عندما اكتشفوا أن المنتحب هو أحد الحُراس الذي تأثر بما يدور أمامه من وقائع محزنة عاد الإطمئنان إلى قلوبهم وقام الفنجري إلى زجره وقال : - نِحنَا قُلوبنَا مـا نَزَلْ الخَفِيفْ في دَارِنْ يَمشَّنْ دُغْـرِي بالدربْ المشوبُو كُبارِنْ رَاسـياتْ الجِبَالْ كَيفِنْ رَحِـيلْ حَجَّارِنْ البِلدا المِحَـنْ مَجـبورْ يِلولي صِغَارِنْ واستطرد قائلاً وهو يفخر بقومه ويفضلهم على الإنجليز الذين أمروا بإعدام شقيقه ويتعهد بأنهم سيسيرون في درب مقاومة المحتل كما فعل جدودهم : أَصـدَقْ نِحنَا مِن الإِنقِلِيزْ في عُهودْنَا ومـا بنَبَطِل الدَرْبْ المَشوبُو جِدُودْنَا يا البُرَيبَه ما بنقبَل خَللْ في عُروضْنَا"23" نفدَاهِنْ رُخَاصْ بي دَمَّـنَا ومَوجُودْنَا وتستمر أنشودة الفخر لدى الفنجري فيقول ويصف بأس قومه وشدتهِم موجهاً نظمه إلى بنات القبيلة فيقول:- كَانْ يا المَلكَه إِتْشَمَسْ نِحَاسنَا وقَـحَّه "24" واتعمتَّنْ لُبوسْ خَيلاً وِحديدُنْ شَحَّـه "25" وابْ عُوارْ فَسَخ مِنُو القَميصْ واتلَحَّه "26" داكْ يُومـاً بَورِيكي البَطَلْ والصَـحَّه "27" ويقول: نحنا الزيـنـّا راقـد بالتِريـك ومَشَـوّن ونحنا إيـدينا يـاأم خـَدّاد حقيقـة بسَوّن نحنا الفِي مَحَاكرالضِّيق وجُوهنا بضَوّن وديــدان عَـركَة اليـوم الصُقـورا بخَوّن"28" ثم إلتفت إلى عمر حاكياً عن أرومته الكريمة وأصله المعروف ويقول له – وقد غشاه ما يشبه الندم والحسرة – لو كان السلاح بيدينا يا عمر لخلصناك من هؤلاء الأنجاس ولرأيت من أمرنا عجباً :- نَسْـلَك مُــو بَخِـسْ أَصـيلْ مَعْــرُوفْ وحَكَمَوكْ النِجُوس مـا لقِيتْ خَلاصنَا كُفوفْ "29" كَـانْ الهَـاري في إِيدَينَا ووَقَفْنَا صُـفوفْ "30" كان تَشوفْ البِرغي والطَابِقْ الحِملْ مردُوفْ "31" ولكن ... : - الشِي الفِـيكْ مَـاهَا ظِـنونْ تمام مَوكُـودَه واجـبَه السُـتْرَه للبِتلَكْ دَوابِي جِدُودَه "32" يـا فارسَ الطَواقِيهُنْ حَدِيد الخُـودَه المـوتْ مُو بِدعه لكـنْ الرِجال مَفقُودَه ثم بدأ الفنجري يرفد مربعاته بالحكمة والإيمان والتسليم بالأمر الواقع موضحاً لشقيقه أن موت الشرفاء والأعزة من أمثاله أفضل من عيش غيره من الحقيرين والأذلاء . يقول : - كُـلْ شَي لَيهُو مَبْدَا ووَقْفَه عِنْ تَحديدُو "33" ويبقَى وينفَذ الدَايـرو الكَـريم وبرِيـدُو ما دَامْ البِخافْ يَـومْ في العُمُر ما بزِيدُو أَخير يا أَب رِسْوَّه تَسليمْ الأَمُرْ ليْ سِيدُو ويقول : - المُـو بَانِيكْ مـا بِكْسِرلُو فِـيكَ قَصِيرْ "34" والمكتوبَـه بِتصَادفَكْ مَحَـلْ مَا تْطِيرْ قَبـراً إِتحَفَرلكْ مـا بِندَفِـنْ فِي الغَيرْ مـوتَ العِـزه لا عِيشَةَ الذَليلْ وحَقِيرْ وبعد أن إمتدت أغاني فخره ومدحه وحماسته ما شاء لها أن تمتد جلس الفنجري في مجلس الوداع لينهض شقيقه الشاعر طه ود الشلهمة – وزينب ورفيقاتها يلهبن المشاعر بزغاريدهن المتكررة – ويتقدم خطوات نحو شقيقه عمر الذي ظل صامتاً ينظر إلى طه وعندما إلتقت النظرات إختلطت المشاعر وتخثر الوجدان وتوارت الأحزان خلف تجلد الرجلين فلم تسقط من أعينهما دمعة ووضع طه يده على صدر عمر وقال له دون أن يخرجه عن صمته البليغ : - قَلبَكْ مُـو لَحـمْ مِـنْ الدَبَـادِبْ طَـايِرْ "35" صِنديدْ وَقْعَـةْ العَركَـه الخِـيولاَ دَمَايِرْ "36" المَـوتْ يا جَليسْ أُم رُوبَـه كَاساً دَايِرْ "37" سَمَاحتُو عَليكْ مِتِلْ نَورْةَ العَريسْ السَايِرْ ثم يقول له وهو يرى الإبتسامة ترتسم على شفتيه : - المـوتْ البِريعْ القَـلِبْ ويَهابُوا النَاسْ فَرْحَانْ بَيهُو تَضْحَكْ ومُنْبَسِطْـلُوخَلاَصْ مَسامِي جِدودُو نُدَّرْ وفي الصَدَفْ فُرَاسْ "38" وما سمِعنَالنَا بُنياناً بِنْسَقِفْ غَيرْ سَاسْ ثم أخذ طه يذكر شقيقه عمر بأن هذه الدنيا إلى زوال بما فيها من البشر وأشار إلى موقفه أثناء المحاكمة والذي من خلاله رفض عمر أن يرجع عن إعترافه وأصر أن يصدر الحكم عليه بالإعدام وبذلك حفظ مجداً وعِزاً قديماً سلك في أوائلهم . يقول : - الحَي فِيها مُــو مَوْعُـود مِعَمِرْ دِيمَه وأصلُو الدُنيا زَايله ورَاحلَه مَاهَا مُقِيمَه ساسَكْ دَقُّو جَابِر وطُوبتو سَابتَّه قَدِيمَه"39" إِتْ عَمَّرتْ مـا بَاصَرْتَّ بيْ تَهدِيمَـه"40" واستمر طه ليزيد عمر من مدحه موضحاً صموده في الحبس وشجاعته في المحاكمة والموت والتي لم تترك للشامتين سبيلاً للقول أو التندر ويقول له نظل بك يا عمر منتصبي القامه ومرفوعي الهامة وليس هذا بغريب عليك لأنك ذا أصلٍ كريم ومن قوم أعزاء . يقول : ماظهَرَت علامة الخوف على صبي عـينو ودُوداً باقـي شَـبَك الخُـتــّه بينك وبينو"41" هـِن حَــالاك حُـلُـوياً مابتكمِّـل زينـو"42" إلا يحجبـك المولى إن بقيـت جـِب شينو مـا بَضَّعْـتَ شَمتَاناً بِيَضْحَـكْ لايـمْ وقلبَكْ مَنشِي مِن صَخرْ الجِبال الصَايمْ العُمر أَصلُو في الدُنيا أُم قدودْ مُو دَايمْ وقِـدامَك شَفِيع وَيـلْ الذُنُوبو جَرايمْ تَيرَابَكْ عَـزِيزاً طِينُو مَاهُـو مِبَنْقـِرْ "43" ود نَاساً رتُـوتْ مَـاهُنْ عبِيد بَازِنْقِرْ "44" يا أَبْ رِسوَّه العَليْ ضُلَعْ المِرَادْفَه مِصَنقِرْ مـا خَتَيتْ كِِلِمْةً سِيدا يِمشي مُـدْنقِرْ ويستمر طه في مدح شقيقه وقبيلته وقومه من البطاحين طويلاً إلى أن يختم بمربع في مدح عمر قال فيه : - أَبْ رِسوَّه الجَريدتُو مُلَوَجَه ومقْلُوبَه "45" لَفَّـاخْ السَمينَه المِنْفَدِعْ عَـرقُوبَـه "46" إِنْ طَـالَ العُمُرْ لابُد وِسَادتُو الطَوبَه مَـا خَجَلْتَّ جِنْسِيةً عَليكْ مَنْسُوبَـه وعندما أزِفت ساعة الفراق بإنتهاء الوقت المحدد للزيارة بدأت تلوح على وجه عمر علامات أسىً وحزن إندهش لها الحاضرون ولكنه قطع عليهم دهشتهم عندما قال لست حزيناً ولست آسياً إلا على ذلك الفارس الشهم والصديق الصدوق يوسف ود نعمان الذي قتلته وأشعر الآن بفقد ذلك الأسد إبن القبيلة العزيز ونسل الأكارم أشعر بفقد سيد العنانيف .. ثم أطرق وقال:- يِبْكَنَكْ بَنَاتـاً مِـن الفَسِـلْ بِتَّـرَّنْ "47" يَـا سِيدْ العَنَانِيفْ اَبْ قمَاقْماً خَـرَّنْ "48" يا رَيْسَ الدَبَابِيكْ في السَمَايمَ الحَرَّنْ "49" ثَابِتْ قَلبُو مَا خـلاَّ المَصَارِينْ جَرَّنْ "50" ****** بالأَشْـوَلْ فَـرقـاً بِقَـالي صَعِـيـبْ "51" وَدْ عِـز القَبيلتَينْ العَـزِيزْ مَـا بْخِيبْ نِحاسْ جدُو البيرزِم صَافي مَاهُو دَلَيبْ "52" نارُو السَّاهَا تَلَّبْ فِيها غَـيرْ جِـقْلَيبْ "53" ولأول مرة تغرورق أعين الحاضرين بالدموع وهم يسمعون عمر يرثي قتيله متحسراً على فراقه فأسرعوا لمعانقته ووداعه وما بين السماء وأبصارهم قام سوادٌ قاتمٌ حملوه أمامهم متلمسين طريقهم نحو بوابة الخروج وخطاهم تثقلها مشاعر قاتلة وأحاسيس مريرة وهم يغادرون السجن العتيق وعلى أثر مناداة خفيضة عاد طه والفنجري إلى عمر الذي قال لهما : بعد أن تحملا عند الفجر جثماني إنزعا عني سروالي الذي عليَّ واعطوه لبنات عمي ليعرفن إن كان عمر قد ثبت عند لقاء الموت أم لا .. ! ثم توجه نحو حارسيه ووضع نفسه بينهما دون أن يسمع رداً من شقيقيه . عند الفجر واجه عمر المشنقة برهبتها وحبالها وعيدانها وهو مبتسماً وبعد إشارة من المسئول تأرجح جسد عمر في الحبل وهو مشدوداً إلى العيدان لتشرق شمس البطاحين حزينة كسيفةً وهم يحملون تحت أشعتها جثمان عزيزهم لمواراته ثرى مقابر الحاج يوسف ود دهاشا حيث إلتقت هناك حشود من القبائل بما فيها قبيلة العسافاب التي ينتمي إليها قتيل عمر فكان تشييعاً مهيباً تناقلت الأجيال أخباره جيلاً بعد جيل . ولا تزال بنات عم عمر وبناتهن وحفيداتهن يحتفظن وإلى يومنا هذا بذلك السروال الذي يشهد على بسالة عمر أحمد محمد علي الشلهمة ببياضه ونصوعه..** الهوامش: (1) وقفات مع شعراء البطانة ص 10. محمد عبد الرحيم كبوش وعبد القادر عوض الكريم الحسن: – الجزء الأول – دار جامعة أم درمان الإسلامية للطباعة والنشر 1989م. (2) المرجع السابق ذات الصفحة . للمزيد راجع موسوعة القبائل والأنساب للبروفيسر/ عون الشريف قاسم. (3) يقول الأستاذ ميرغني ديشاب في تصديره لمخطوطه {معجم شعراء البطانة} إن أرض البطانة هي المنطقة الممتدة في شرق السودان بين نهر أتبرا شرقاً والنيل الأزرق غرباً وهي عبارة عن سهل متسع يشمل اليوم ثلاثة أجزاء من ولايات ثلاث هي كسلا والقضارف والجزيرة. (4) الدبابيك: مفردها دبوكة وتعني المائة من الإبل. (5) النهاضة أو النهاضين أو النهاض هم الهمباتة والنهوض هو الفعل من الكلمة. (6) وردت كلمة (قرينة) في قاموس اللهجة العامية في السودان لدكتورعون الشريف قاسم بمعنى الزوجة . (7) أنكر البعض هذه الجزئية الهامة من الرواية منهم الأستاذة سمية الحسن طلحة التي قالت عبرموقع سودانيز أون لاين: إن زوجة يوسف ود نعمان الشيماء بنت الشيخ الهابر بريئة مما نسب إليها. بل ذهبت أكثر من ذلك وهي تنقل حديث خالد الصديق ود نعمان إبن أخ القتيل وهو يورد سبباً مغايراً لما ورد في القصة وهو دافع الثأر إذ قال: السبب هو أن أحد الذين لهم غرض قد اصطاد في الماء العكر عندما أختلف الفنجري ويوسف ود نعمان حول إبل اللحويين وأختفى الفنجري على اثر ذلك مدة ثلاث سنوات فذهب ذلك الرجل وأخبر أولاد الشلهمة أن أولاد نعمان قتلوا أخاكم الفنجري ولم يصدقوه باديء الأمر فذهب وحلف لهم أنه صادق فصدقوه وليتهم تبينوا أكثر عندها أنبرى عمر للأخذ بالثأر وبعده كانت الكارثة. (8) الخوسة : المِدية او السكين. (9) المهاجرة: كلمة بطانية تعني الهمباتة. (10) القُناع : القِناع . قنع المرأة ألبسها القناع . وهو ما تغطي به المرأة رأسها . سابل : المرخي أو المتدلي . (11) الدود : الأسد - مدابل : مصادم. (12) متابل : من تبل أي أسقم وورث العداوة. هذا المربع الشعري نسبه د. عون الشريف للفنجري بينما نسبه الباحث علاء الدين أحمد علي كمبال لزينب. (13) بدورك: أريدك. أربد: الأربد النعام ويراد به الجمل أو الجواد. شوباح: سريع واسع الخطو. (14) الصف: الجيش. تقلب: تهزم وتصد. الملبسات: الخيول المعدة للحرب. قماح: قمح خسر. (15) فج: شق. اللبيض: تريد به النيل الأبيض، وفي ذلك أشارة إلى كرامة من كرامات أحد الأولياء الصالحين في المنطقة والذي يقال أنه قد شق بعصاه النيل الأبيض. جلل: عالية. امراح:عالية كذلك. (16) اللزرق: النيل الأزرق. القيوف: جمع قيف وهو ما يلي الشاطئ من علو. طماح: من طمح اذا شب واشرأب. (17) أب رسوة : الأسد. (18) هلاله: يقصد بهم الهلاليين المنتسبين لأبوزيد الهلالي الذين يتسمون بالشجاعة والقوة والصبر. (19) أصدأ : الحصان القوي الذي يميل لونه إلى الحمرة . مخمس : الحصان ذو الحجول في أرجله الأربعة وغرة في جبينه . دافر : مهاجم بقوة وسرعة . والمعنى العام للشطرة أن الشاعر كان يتمنى أن يموت شقيقه في معركة وهو على صهوة جواده القوي . (20) كافر: يعني بها القاضي الإنجليزي. (21) الوضيب: الشعر. (22) عاريه : العاريه هي الدين أو الإستعارة والشاعر يشبه العمر وكأنه إستعارة من الله يجب ردها . (23) البريبة: صغير الظبي توصف بها الفتاة الحسناء. (24) قحه : أحدث صوتا.ً (25) شحه : من شح وهي من الألفاظ التي تعبر بصوتها عن معناها . وهنا تعني الصوت الذي يصدره الحديد. (26) أب عوار : السيف. (27) البطل والصحه: الباطل والصحيح. (28) ديدان: أسود. بخون: يهبطن، الإشارة هنا للصقور التي تهبط من الجو لتتغذى على جثث قتلى المعركة. (29) ما لقيت خلاصنا كفوف : أي لم تجد الخلاص على أيدينا وأكفنا . (30) الهاري : السيف . (31) البرغي : الجمل ، والرغي هو صوت البعير الضاج ، والطابق الحمل مردوف يعني به البعير أيضاً. (32) دوابي: أسود. (33) عن: عند. (34) الموبانيك : أي الذي لم يخلقك ... القصير : عظم المفصل . (35) الدبادب : من دبدب أي أحدث صوتاً بأرجله كمن يضرب على الأرض . (36) دماير : جماعات . (37)أ م روبه : الروبة : الشعر وتلقب الحسناء بأم روبة . (38) الصدف: مقابلة العدو. (39) دقو : أي حفره . جابر : متين . سابتة : ثابتة . (40) ما باصرت : لم تلجأ . (41) شبك الخته: كناية عن الحبس. (42) هن: أصلها إن استبدلت الألف هاءً، والمعنى العام لهذه الشطرة والشطرة التي تليها أن ممدوح الشاعر يبدي أفضل وأجمل ما عنده لمن يخلص إليه ويصادقه وهو أشرس ما يكون لمن يعاديه. (43) مبنقر : النبات الذي ينبت ضعيفاً وما يلبث أن ينكمش ثم يفنى وتعافه البهائم . (44) رتوت : شجعان . البازنقر : العبيد خاصةً المجندين منهم . (45) ملوجة : سريعة ومتحركة . (46) المنفدع عرقوبه : كناية عن ضخامتها . المعنى العام للشطرة أن هذا الأسد القوي يستطيع أن يضرب ويطيح بهذه البقرة السمينة أو غيرها . (47)الفسل : قصد به العيب . بترَّن : أي يتفادينه ويبعدن عنه . {هذا المربع الشعري ينسبه الكثيرون للشاعرة السارة بت بادى ود نعمان}. (48) العنانيف : الإبل مفردها عنافي . (49) الدبابيك : مفردها دبوكه وهي المائه من الإبل . (50) في هذه الشطرة يشير عمر إلى تصرف قتيله عندما بقر بطنه إذ سارع قتيله إلى ضم أحشائه بيديه ليعيدها إلى داخل البطن . (51) الأشول : الأسد . (52) دليب : ضرب من الدلوكة والإيقاع . (53) الجقليب : إضمحلال الصبر وعدم التجلد عند الخوف . وفي هذه الشطرة البليغة يكاد يلخص لنا عمر قصته مع قتيله يوسف ود نعمان بل وينجح في ذات الوقت بوصفه بالشجاعة . ** { كانت ردود الفعل متباينة وكثيفة وبعضها لا يخلو من خطورة عندما نشرت هذه القصة لأول مرة ويقيني أن العثور على الحقيقة كاملة في رواية شعبية كهذه أمرٌ يجابه صعوبات جمة, خاصة في ظل صراع أحفاد وأنصار كل من الفارسين عمر ويوسف وحرص كل فريق منهما على إبراز رجلهما بالكيفية التي تروق لهما وفي ظل الطبيعة الخاصة بالرواية الشعبية والأدب الشعبي الذي حاول أن ينقلها إلينا إذ يعتمدان في الإنتشار والتداول على الشفاهية مما يوقعهما في براثن التحوير والنِحَلْ, سواء في الأحداث أو في الأشعار. وقصة إعدام شاعر قصة مثيرة تغري من يتداولها من الرواة بإضافة المزيد من الأحداث أو إخفاء بعضها لأغراض درامية أو لأي أغراض أخرى وقد وضح لي ذلك تماماً في التباين الذي إكتشفته وأنا أتقصى جذور هذه القصة العميقة الدلالة وأحداثها المثيرة من المصادر التي أتيحت لي وهي مصادر شفاهية إذ أن القصة لم ترد كاملة أو مفصلة في أي مصدر من المصادر الشعبية المكتوبة فيما وقعت عليه من مصادر وقد تبين لي أن هنالك أحداثاً لم تفصح عنها الذاكرة الشعبية في القصة وربما تم إقصاءها لأسباب تتعلق بكيان ومشاعر قبيلة البطاحين ذات القيم النبيلة والثراء الأخلاقي العظيم. وقد لايعلم المتلقي ماعانيت في سبيل ذلك من رهق على أنني بنيت خطتي وأنا أكتب هذه القصة على محاور ثلاثة, أولهما يتعلق بإيراد أجزاء كبيرة ومهمة من الملحمة الشعرية التي صاغها شعراء يعتبرون من شعراء الصف الأول في شعرنا القومي, فأولاد الشلهمة وشقيقتهم إمتازوا بموهبة كبيرة ويصطادون قوافيهم من وجدانهم الثري بجزالةٍ وإقتدار واتضح لي بجانب ذلك انهم يتمتعون بحس وطني عالٍ وهم يناهضون المستعمر الإنجليزي بأقوال مباشرة وقوية ولا يفوتني أن أذكر أن هنالك الكثير من الأشعار قيلت في رثاء يوسف ود نعمان إلا أننا لم نتعرض لها سوى في نذر يسير وذلك بحكم الخط الدرامي الذي سلكناه في القصة. المحور الثاني هو إبراز القيم التي حملتها هذه القصة كقيم الشجاعة والإيثار والصبر والوفاء والتعاضد والتعاطف والعبقرية الشعرية وغير ذلك من ما يمكن إستنباطه من القصة. أما المحور الأخير فكان التركيز على المشاعر الإنسانية في القصة وإبانتها بشكل واضح}. ////////////////////

المصدر : غير معروف لكن ماهو حقي

Quote: ثار عمر وقال لرئيس المحكمة:- لماذا تدافع عن روحي، إنها ملكي وليست لك يا مستر "سمسون"، أقول لك للمرة الأخيرة إنني مذنب وأصر على جميع ما ورد في أقوإلى من اعترافات ولتعلم أنني فارس وتقف خلفي قبيلة أفرادها أشداء وأقوياء وأن الفارس الذي قتلته تقف خلفه أيضاً قبيلة وأفرادها لا يقلون قوة وشجاعة عن أفراد قبيلتي وأن سلامة القبيلتين تكمن في إعدامي وإن لم تحكم بإعدامي فأنت وحدك دون غيرك من يتحمل مسئولية ما يحدث من إراقة للدماء في وسط هاتين القبيلتين.

هنا القيم والعبق وهنا السماحة والمروءة والنُّبْل
لله درَّه من رجلٌ تشبهه هذه المربوعة ويستحقها ويزيد ....
مَوتَكْ دُرتُو فوقْ أَصدأَ ومَخَمَّسْ دَافِرْ "
يَابِسْ فَوقْ سِروجِنْ مَاهو حَاكمَك كَـافِرْ "20"
يا مُقنَع كواشْفَ أَمـاتْ وَضِيباً وَافِرْ"
مـا دَام العُـمُر عَـارِيه خَلُو يسَافِرْ
شكرا ليك كتير أبوي الطيِّب
وشخصي مسكون جدا بشعر عمر ومحمد الفنجري وطه ابناء الشهلمة وطه عندي جرتووووو براها
ايضا شقيقتهم رائعة
صديق جميل ورائع أهداني كاسيت قديم بصوت طه ود الشلهمة

ويا ابوي الطيب في بوست "الدَّرب إنشحط" بدر الدين دي هو الأثبت معي انا مربوعة
"الدَّرب إنشحط واللُّوس جبالو إتناطن"
أنا صاحبها الشاعر يوسف ود عبشبيش
ويا خالد أخوي الشطرة في المربوعة
"بجن بلقنُّو كيف قومة النجا يل"
بجيك صاد بي مهلة يا خالد..
محبتي للجميع

Quote: ويا ابوي الطيب في بوست "الدَّرب إنشحط" بدر الدين دي هو الأثبت معي انا مربوعة

وين دا يا العبيد اخوي من دربي دا بتلهمو ليك

عبيد تحياتي وشكرا للرد المليان والمحفّز. وشايفك تصر على وصفي ب (ربيعك) ودا طبعا مقام رفيع بالحيل ما أظنّي لحقته والي أن أعود لك بالرواقة (كان اتلقت) وجدت في اوراق قديمة لي أحد ردودي عليك في بوست سابق ملئ بالدرر كعادتك ساورده هنا (بتصرف) الي أن أعود.

Quote: سلام يا عبيد وزوارك الكرام والشكر مرة اخري علي هذه الاستراحة الظليلة التي نهرب اليها من معافرات الحياة جميعها ومن وجائع التشظي الذي يعاني منه وطننا الجريح. وشكرا علي وصفي ب(ربيعك) فذاك شرفٌ عظيم أرجو أن أكون قدره. أنت خبيرٌ بشعر البادية لا شك في ذلك كما أبنت في هذا الفضاء الأسفيري. أما أنا فلا أعدو أن أكون عاشقاً له عشقُ يكاد يعميني عما سواه من ضروب الأدب. مداخلتك في الرد علي مليئة بالجواهر وربما عدت لها مرة أخري. ماخده قوام قنايه وخُضرة السَنَمَكّه وراحتك ونوم عيون العاشق البتبكا فى زول فاقدك سرف عينيهو ما بِتوكّا يا ام إسما مقام جبلاً قريب لى مكّــه عجيب هذا الوصف يا عبيد: "قوام قناية" هذه علي وزن (ممتلئة ريّانة كعود قصب السُكّر) او كما قال الزول الطيّب....عليه رحمة الله، في جزئية نثرية هي عندي في مقام الشعر تماما لعلها كانت في وصف حُسنة بت محمود. أما الوصف الأعجب فيما أري فهو "خضرة السَنمَكّة" فهي الخضرة الدُقاقة والتي أشتهرنا بها أهل السودان من دون خلق الله والتي لم أر لونا أجمل منها لبشر في طول العالم وعرضه! ولمن قال أن شهادتي مجروحة فيهم (أهل السودان)، بالحيل، فله ذلك.. والسَرَف هو الماء الينبوع والذي شبه به دمع عاشقها الذي ينهمر كالسرف ولا ينحبس حتي بالوكاء (وهنا يوجد تشبيه آخر مستتر دسه الشاعر دساً ماكراً فضح وجوده الوكاء وهو الحبل الذي يربط به خشم السِعِن أو القِربة) وكأنه يقول (ينهمر دمعه كانهمار الماء من فوه القرب حتي يعجز معه الوكاء من وقفه). شفت كيف! ما قت ليك، يا ود المقدم، جماعتنا ديل بسبقوا كثّير عزّة ذات نفسه!

لحين ميسرة

الأخ خالد المحجوب
سلاااام ومعزة كبيرة
لم أتأكَّد من القصيدة ....هل هي للرائع جمَّاع أم لشاعر آخر...
وهنا عمنا الشيخ جامع أمد الله في عُمره، يصوِّر رحلة الجنوب في بداية الرِّشاش، عندما وصل مكان إبله ونوقه
ووجدها عطشي وتملكها الهزال فقال مخاطبا بعيره البرَّز:
عطش ناس أُم خليفات والمعاها الغُرَّز
خلّي منامنا راقد في عيونا مخرَّز
إفرق إيديك أوعاك في الرَّقل تتَّرَّز
ولي هسَّاع قِدَّامك فجاج يا البرَّز
وعندما وصل شيخ جامع مراح إبله ونوقه قابلته ناقته بت دعتورة تشكي من المحل وجدب الرّشاش
وهي ترزم وتُكثر من الحنين فقدمت له عُرضحال وقالت:
من شافتني بت دعتورة عجت وحنت
وقالت الدنيا من بعدك علي أشنت
بعد ماكنت بلوب الدُّودها عيل إتقنّت
بقيتا بحوس وسط فرقان معاي بننت
بعد ما كنت بنجع بدري لي الشوقارة
وبعد ما كنت من ام حوش بقع لايسارة
شوف الدنيا ماعملت معاي خسارة
بعد ما اتهنت بقيت ربيعة لي الكبسارة
----------------------------------
أُم حوش منطقة ذات تلالٍ خصبة بشرق وشمال دارفور ، والكبسارة من كبسور
وهوالإسم الذي يطلقونه أهل النوق علي صاحب الضأن تندرا ، قالت حكَّامة الجراري
الزيَّادية الرائعة "إندريشه" أو أظنها بت عجَّاك قالت ساخرة من صاحب الضأن:
البرق الشَّال وإتَّكاكا
قريب لي أم زور هاداكا
يا كبسور أُوعاكا
تقوم إتدفِّق ماكا
شوق با بدر البوادي ..شال وإتَّاكا دهشة....!
نرجع لعمنا جامع وعُرضحال نوقه وهي تشكو له
بعد ما كنت في بلد الوحش و ام شامة
كنت معاي زمَّالتن قلاد كققامة
شوف الدنيا ما عملت معاية ملامة
بعد ما اتهنت بقيت ربيعة لي الغنامة
----------------------------------------
بعد ما كنت في بلد الرغـــــــــــــــــام والصي
بلد ما فيها عيل بقر الوحـــــــــــــــــش والمي
شوف الدنيا ما قلبت خـــرابها علي
كان إطرشـــــــــــــــني لاهانق حمار لاعَيْ
-----------------------------------
بعد ماكنت برعي الدرمة والسعداني
وكنت محروسة بي المنقستو والجبخاني
شوف الدنيا ماقلبت علي عقــــــــــــباني
كان إطرشـــــني من سمعت جعار في أضاني
الدَّرمة والسَّعداني من بباتات مراعي الشمال والشمال الغربي "الجزو"
فعمنا شيخ جامع قرب قُشَّاطته وحزم نوقه متوجها نحو الجنوب فقال مصوِّرا هذه الرحلة او النجوع:

من( ام سنطه ) بى الإتنين بدينا الرحله
عماها الجفاف صبحت صحارى ومحله
تعود ليها الأيام يارب تكون منمهله
نجى ونلقاها زى سكـــر كنانه وأحلى
الليله الصعيد بتشالعن يرّاقه
وبت دعتورها وقفت طولها عملت قاقه
ناس ودجوده جاهزين لى مشاكل الناقه
شدّوا الكوعو فاج منو ومدردم ساقه
ممّا شافت البرق الشلع لافوق
بت دعتوره حلفت قالت آ بتروق
ها الساعه الكجيك تقّـَّلها ضرَب القوقْ
ولاّ لى هسّاع بلاقط فيها غادى وإسوق
الكجيك هو أحد الوناقيب أو الأناقيب الذين يرعون النوق وينشدون الواواي
ومن ما شافت البّرّاق شلع فى سدورها
الشرّامه دارت النجعى بى بذورها
بت دعتوره تانى القرعه ما بتدورها
خلّت عيقرابة (ام حايمى ) لى بقــّورها
وبت دعتوره من ما تنـــوّى
بتلقى اسيادها مندرجين وواقفين قــوّى
ناس ود جوده جاهزين لى مشاكل الحوّى
شدُّو الفوق غدارفو الصوف تحت متــلوّى
أنظرو له كيف يصوِّر رحيل النوق وقوة تحملها للرحيل
بعد ماكنتى تترعّــى وتقيل لى مشيكى
الليله اصبحت مفدور ما رضع حاشيكى
الليل والنهار شايلاه فوق كرعيكى
مابتعاينى لى المرضان ومغروم بيكى؟
بعد ماكنتى تترعّــى ورحيلك حــلّو
وسيدك ديرتو من بدرى ومكجّر ضلّو
بت دعتوره حتى حوارها ما بتطلو
الليله إنقيبها من نوم النهار بتغّــلو
قامت ناشه من( تّنـــــه ) البقت متروده
بت دعتوره جات عاقبه الطليح بى حوده
مابدّرلهن أحمد جنى ود جوده
فوق واحداً بقاوى القوز غصب بى زنوده

وسوف نكمل رحلة عمنا شيخ جامع في مداخلة أُخري
محبتي

Quote: فوق واحداً بقاوى القوز غصب بى زنوده

هيييييييع
والله كلام يا عبيد

قو أهيد
كمّل وبنجيك صادين

Quote: فوق واحداً بقاوى القوز غصب بى زنوده هيييييييع والله كلام يا عبيد قو أهيد كمّل وبنجيك صادين

دي يا بدر البوادي اصلو متروك من الركوب ومدخور لرحلة الرّشاش لقوته وتحمله للسرج....
شوف عمنا جامع في مسدار البرَّز :
يوم اللَّيلة يا البرّز نجعت نجوع
وليك مرّات تشيل منِّي الرّسن وإتدُوع
إيدك فاجّه من الزّور قبالت الكوع
وممّا أصبحت كيف طير النِّعام بتزُوع
---------------------------------
مولَّد ود إصال اللَمٌّو بت دعتورة
أبوه الجابو ابو كوعا بعيد من زوره
الهدَّاف التحت لي العارضة شات الكورة
رحيلو بفرْطق السرج من قبل كاتوره

نرجع ونواصل ما نقطع من عبق عمنا شيخ جامع
عقبن فادو كركور الحبل نطنّه
وبت دعتوره خطت بالها فى ناس بنّــه
دليلهن لفَّه دار بييضهن البرعنه
فوق حيماوى شنحيباً طويل ومحنّى
شوف روعة الوصف لرحيل النوق ، عقبت اي برتو من آخرو وسنَّدت روسها ، بترمي قدَّام ...منطقة بّنَّة
وبعد ان نزلت التَّاية أسرج الدليل مطيته وعقر العواتيل والتلال بحثا عن عُشب البياض وهو أحسن أعشاب الرِّشاش
الساريه البولول برقها اللمّيع
اصبح ماها راقد فى الرمال والقيع
دليل الهبرب السنتينى ما بِتطيع
أصبح سرجو فوق واحداّ هميم وسريع
أوقفتني مفردة "السَّنتني"..الهمبرب هي البكرة او الناقة الشموس
السارية البولول برقها الماكود
اصبح ماها راقد فى الرمال والفــود
من واوى الكجيك لى امات عيونا سود
دليلهن صبحَّ السرج فوق ( كلال) مشدود
شوف روعة وجمال مطر السواري ، عندما تطلع الكافرة من الصباح الرباح ، تجد حتي الرمال سايلة...
وشوف الغزل في النوق "أُمات عيونا سود"

والليلى الصعيد براقو كتّـــر هرجو
كبّا الصافى واصبح من تحت بى خرجــو
الحدب اللَّهلْهِن فى الصُّبان بِندرجو
دليلهن صبّــح ( الزرزور) مكرب سرجو
*شوف جمال المفردة "برَّاقو كتَّر هرجو لدوي الرَّعد......
الحُدْب للنوق ..شوف
"اللَّهلْهِن في الصبان بندرجو" اي في وقت صبنة المطر ..العطش نجد أهلو النوق بكونو جادين "بندرجو
عند الدَّيره عبدالله الكجك نطاها
وخطّا التَّايه لى دعتوره فى مُشهاها
عصراَ بدرى باطيت السفاف خطاها
وبقت السَّرحه لى ود اللبيب ما حلاها
ألبل في الخريف بتكون أحواض الملح "البواطي" بربطوها في شعب طوال وتوضع أمام مراح الإبل وبكبوا فيها ملح "الزَّقومي أو الضريري" والنوق بتسفُّو وبسموه السُّفاف وهو هام في الخريف
دليلهن شده فوق غزلانى
وعلّق فوقو جيمو وضبية الجُبخانى
بت دعتوره دارت ملحة المدوانى
ودارت الرجعه بى ود اللبيب عقبانى
يويم الليله قول (ود اللبيب) أرتاح
من طلقة مرابيعو المعا البوّاح
لقـَت دعتوره بييــــضاّ تقول تـُفّــاح
وجمعت ريشها عقبان لا أنقطع لاراح
مربوعة شاملة وكاملة والشطرة الأخيرة رائعة
صباح (ود اللبيب ) اليوم نعيم وسروره
هو ودعتوره نازلين الوطا الممطوره
نهر سربيبها بى البييضــه والخافوره
عقد الفرده يلعب شد مع البازوره
محبتي

اقدل يا العبيد ما تعترلك نالة

Quote: اقدل يا العبيد ما تعترلك نالة

ماتعترلي تبسه ولا محريبة ولا نالة يا أبوب الطيب

شوف معاي جمال صباح الأنقيب .الوليد الصغيرون راعي النوق الإسمو وداللّبيب
صباح الود اللبيب اليوم نعيم وسوروه
هو ودعتورة نازلين الوطاه الممطورة.
نهر سربيبها في البيِّضة والخافورة
وعقد الفردة بلعب شَدْ مع الباذورز

دعتورة .نوقو وما أجمل المطر والأرض الممطورة
في الموروث قال أبو زيد الهلالي "سمح الأثر هي المطرة...
نهر سربيبها أي قال هع للحشَّاو والرق صغار الإبل التي لم يشبل عليها العقال
والبييض والخافور نباتات...
ثم إطمأنَّ وعقد ثوبو "الفردة" أي إتقشط وذهب لللعب واللهو مع الصغار "البذُّور"
من المربوعات التي أعجبتني جدا لشيح جامع علي التَّوم شاشايو للبروق...
برَّاق الصعيد مارقَّد
العين لاجه والقلب إتستخلَّ وسقَّد
الخلاني كيف أُم الصغير بتفقَّد
يا محلحل سواجيرنا السِّحاب إتعقَّد
شوف الشطرتين الثانية والثالثة..............
محبتي

عبيد
لك تحياتى
يا صديقى
ولكل الذين مروا من هنا وتركوا عطر محبتهم
فاذا كان الصعيد طلق هوا ودهرابوا
والفرع لولتو الزيفه وكرس نقناقوا..كما قال ود عبد المولى
فانت اطلقت من صعيد الروح
ريم الحنين الى البر الاول،وتركتنا نركض فى المروج البكر ،
ونلملم ماتناثر من عشب القفار ،ونغازل غزالات الدوّ
فالفن والشعر خصوصاً يعيد الحياة من الترنح الى التوازن،فلا يمكن
ان اتصور الحياة بدون شعر ففى الشعر موسيقى وايقاع وحنين وبالشعر يمكن قبض اللحظات الهاربه
فنيتشه قال(لعبت موسيقى بتهوفن فى عصر الكبت الفكتورى دوراً فى رفع مستوى الصحه العامه)
فالشعر هنا يرفعنا الى مقامات ويحرر ارواحنا من الرسف فى القيود
ويسرج افراس الحنين،ويطلق الصهيل الجموح ،ويصفف فى الذاكرة
فلوات ذاهلة فى الغياب وسهوب ممعنة فى الحنين،
ويترك القلب يتلفت ويخب فى بيد وبيد ، لى وراء تلالها البيضاء
ازهار واقمار وفراديس ضائعه، ناى واصابع مفتوحة للريح
ليردد مع الشريف الرضى:
وتلفتت عينى فمذ خفيت
عنها الطلول تلفت القلب
وكما قال اخر
بعد ماكنت رايق امترف
ياقلبى العليل بقيت تتهرف
فوق علوك مرقت تشرف
للوادى الصبح سايل اُغديره مسرف
فالحنين الى الهناك يترك القلب
يسادر ابارى الهم
اقعد إلوى واشر فى النم
شكراَ طويلاً لك على هذا الجمال يا صديقى
وابقوا على المحبه

محُمَّد ودالحاج علي ...
صديقي في الكلام الوَعِر كما يقول بروفسير ود شقدت
الجمال في بلادي صبن مطره ،وأصبح خريفه رشاشا
وشجر المحبَّة الوارف ظلَّه ، صار هشيما، من سموم الكراهية والبغضاء ، ودبور الكبرياء الزائف،
وفوانيس المفردة الأنيقة والحرف النَّديّ،إنطفأ ضوءها ،حتي صفَّرت علي تبلديَّات مناراتنا الشَّامخة،
وطاويط الظُلمة الكبوس،فقلت مايضرُّ أنِ أحتطبت لكم تُقَّابةٌ من عبق الموروث، تكون وقودا للذِهن والعقل والوجدان ،
وعربون محبَّة لأهل الخندريس وعشَّاق الجمال، ومُعايدة عبارة عن "خم الرَّماد"،
قبل وصول شهر البركات والغفران ، للرائعين الجميلين الذين، سايلوني وطايبوني في هذا البوست ،
الذي صار خريفا بقدومهم وركبهم الميمون
يقول الشاعر الفحل الرائع عبدالوهاب الكباشي الرّبيقي:
أني مُعجب خلاس بي كردفان الغرَّة
وبي سحابها المِزرقِن وبي رعدها الكرَّة
جنوبك جابْلُو نسَّام زاد قلوبنا مسرَّة
وشمالك فيهو صيدن بي الجواديل فرَّة
يقول الصديق حسن دياب
عُربان عبلة نزلوا الدَّو جمالهُن دلَّت
ونيران عبلة فوق قلب المتيَّم تلَّت
قصة ريدنا قولو إتعقَّدت ماإنحلَّت
آخر طلقة من هدف البريريب جلَّت
محبتي للجميع

Quote: من( ام سنطه ) بى الإتنين بدينا الرحله عماها الجفاف صبحت صحارى ومحله تعود ليها الأيام يارب تكون منمهله نجى ونلقاها زى سكـــر كنانه وأحلى الليله الصعيد بتشالعن يرّاقه وبت دعتورها وقفت طولها عملت قاقه ناس ودجوده جاهزين لى مشاكل الناقه شدّوا الكوعو فاج منو ومدردم ساقه ممّا شافت البرق الشلع لافوق بت دعتوره حلفت قالت آ بتروق ها الساعه الكجيك تقّـَّلها ضرَب القوقْ ولاّ لى هسّاع بلاقط فيها غادى وإسوق

يا سلاااااااام يا سلااااااااام يا ود المقدم
بت دعتورة ....
والليلة الصعيد بتشالعن براقو
يا ود المقدم يا أخي أهلنا ديل كانوا بلغين في اللغة
أنظر كيف سمو جهة الجنوب صعيد
وجهة الشمال سافل ( اسماء لها مدلولاتها )
صاعد وسافل اي نازل
وهو مجر النيل الخالد يبين حقيقة علمية أن السائل يندفق من أعلى إلى اسفل
ويناسب منحدر للمنخفض من العالي
نجي ونلقاها زي سكر كنانة وأحلى
وما أحلى من السكر إلا السكر
وقالوا قطعة سُكر قلنا
أحلى وأنضر

عماها الجفاف صبحت صحارى ومحله
تعود ليها الأيام يارب تكون منمهله

أَخْ ويا سلااام علي المهلة وسمحة المهلة
وتعود ليها ايامها وتخضر من تاني بعد محلة