:إطلاق سراح الحوار

:إطلاق سراح الحوار

اهم خبر حالياً في وسائل الإعلام السوداني هو خبر مفاده إطلاق سراح الإمام الصادق المهدي و سنجد من بين الحواشي روايات وتغطيات تجسد أطوار مختلفة من الإعتقال وإطلاق السراح وما تبع ذلك من احتفالات في مواقع مختلفة إلا أن المبتدأ الذي يمثله هذا الخبر هو أنه يمثل إطلاق لسراح الحوار الوطني والذي مر بتجربة عصيبة وزلزلة عظيمة كادت أن تعصف به وتجعله نسياً منسيا إذ أنه لايعقل لاي مراقب حصيف لمجريات الراهن السياسي في البلاد أن يكون هنالك حوار وطني حقيقي والإمام الصادق رئيس أكبر أحزاب المعارضة رهين محبسين أحدهما يمثل السجن العمومي وما يتعلق به من اجراءات قانونية تابعة والآخر يمثل سجن سياسي من اختراع بعض قصيري النظر في الحزب الحاكم والذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا وهم ناجحون جداً في قتل أي أمل أومشروع لنجاح سياسي لحزبهم وهم لايشعرون
صحيح أن العمل السياسي ومكايداته وما يرتبط به من صراع يجب إلا يمس جوهر الأمن القومي ويجب ألا يكشف ظهر القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى وإن أخطا بعض السياسين في تقدير ذلك فإن العلاج يجب ألا يكون فيه اضرار اخرى للأمن الوطني والذي لحمته وسداه هو الوفاق الوطني والاستقرار السياسي والاتفاق على ثوابت للحياة السياسية ظلت غائبة عن مجتمعنا منذ أمد بعيد وعليه فان البحث عنها هو أجدى وانفع للبلاد والعباد في ذات الوقت حيث أن تقوية أواصر الوحدة والوفاق تمثل قوة دافعة لتحقيق الأمن في كافة مستوياته سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية ولأن ذلك يمثل قوة معنوية جبارة وهي بلا شك من عوامل النصر والثبات
والأن وقد تم إطلاق سرح الحوار الوطني لابد من معالجة أي عقبات تقف في طريقه ولابد من اصطفاف وطني تام خلف القوات المسلحة السودانية وهي تزود عن وحدة البلاد وسلامتها ولابد من فصل تام بين ميادين المعارك السياسية والتي يجب الا تؤثر على ميادين المعارك العسكرية ولا تتقاطع معها لأن من شأن هذا الأمر أن يحقق الاستقرار لكل مجال لكل مقام حيث أن التفريق بين معرضة الحكومة ومعارضة الوطن يجب أن يكون شعاراً للجميع حتى تتحقق الغايات المرجوة من الحوار الوطني وهي الوفاق والاتفاق على ثوابت ترسي الاستقرار السياسي من خلال التداول السلمي للسلطة دون اقصاء لاحد وتحقق نهضة اقتصادية شاملة للبلاد ينتفع منها كل أبناء الوطن وتنجز سلاماً مستداماً ينعم به كل أهل السودان وترسي توافق على الدستور تحقق الاستقرار المنشود والمفقود في بلادنا منذ الاستقلال حيث ظل الصراع والكيد السياسي يحول دون ذلك وظلت الأحوال الاقتصادية في تراجع الى الوراء .
ومن هنا فإن كل أطياف الشعب السوداني يجب أن تتحرك الى أهدافها وفق الخطوات المامولة والا تظل حبيسة ما مضي من حبس للإمام الصادق أو غيره لان النظر الى المستقبل هو الذي ينفع البلاد ويحقق النصر لها وينقلنا من حالة الركود السياسي والصراع الاجوف الى حالة التوافق البناء والالتفاف حول الأهداف التي تدفع ببلادنا الى الأمام وتجعلها تحتل مكانها المفترض والمنظور في محيطها الاقليمي والدولي

http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/6363bff1-c4e9-4bc8-b90f-edb2c554881e