وما يزال القتال مستمرا .....

الحكومة قصفت كم قرية وكبدت الحركة خسائر فادحة...
الحركة ردت على الحكومة وأنتزعت منها تلك القرى والمدن..
وكبدت (العدو) خسائر فادحة..
السودانيون يركضون فى مكاتب حقوق الانسان العالمية..
ومكاتب الآمم المتحدة..
وكل نّفاج يمكن أن يستمع الى مهازل الدولة السودانية..
ويضغط عليها لتتراجع عن القتال..

الحكومة تخرج لسانها للمجتمع الدولى كافة..
ولا احد يستطيع أن يجبرها على فعل شئ....
أمريكا متواطئة مع الحكومة السودانية فى كل شئ!
فلو أن الولايات المتحدة الامريكية تريد اسقاط نظام الخرطوم..
ما كلفها الامر كثيرا..
ومن جهة أخرى تمارس الضغوط الناعمة على حكومة السودان..
وتمد لها حبل الصبر 25 سنة..

ووسط كل هذه الفوضى والعبث..
يموت انسان جبال النوبة..
بالجملة والقطاعى..
و لجملة اسباب....
تتعلق بالحرب وتداعياتها..

ومواطنو الولاية..
فى أنتظار أن يجود عليهم المتحاربون...
بأتفاقية توقف نزيف الدم..
ولكنه حلم أبعد من حلم الجعان بالعيش...

ومثلما على رأس الدولة السودانية مفسدون وقتله..
يوجد فى قمة الهرم الحركى الشمالى بعض المفسدين والقتله....
وجميع المتقاتلين..
استمرأوا لعبة الموت..
ولون الدم..
و أستسهال الكذب..
وطعم المال الحرام الذى ينتزعونه انتزاعا من فم الاطفال والمرضى والمسنين..

ولقد قلناها من قبل..
ألاف المرات..
أن قضية جبال النوبة والنيل الازرق لا يجب أن ترتبط باسقاط نظام الخرطوم..
لآن هذا مستحيل اولا..
ومجحف فى حق أهالى تلك الولايتين ثانيا..
ودوليا لا مجال لذلك على الاطلاق..
ولآن اسقاط النظام شأن قومى..

أكلونا البراغيث!
فى كيف نقول ذلك؟
وكيف نتجرأ؟
وكيف؟
وكيف؟

حتى وصلتنا اخبار من مصادر لا يتسرب اليها الشك..
بقبول الحركة التفاوض على الولايتين فى الجولة المقبلة للمفاوضات...
بعد أن تعرضت لضغوط من عدة جهات دولية ومحلية ولاسباب أخرى غاية فى الاهمية...

حسنا...

فى حال التوقيع مع الحكومة على الولايتين...
ماهو موقف الحركة شمال من الجبهة الثورية ؟
بحسب العقد (النضالىى) المبرم بينهما ؟

فى حالة المشاركة فى الحكم مع الانقاذ..
وسوف لن تكون تلك المرة الاولى..
لقد سبقتها المرحلة الانتقالية لاتفاقية نيفاشا..
هل سوف يغير ياسر عرمان من سياسة استغلال الامر..
وتمكين اصدقائه ومريديه...
ثم يعطى للنوبة (عطية مزّين) كما حدث فى المرحلة الانتقالية؟

ثم نأتى لاهم نقطة..
وهى الترتيبات الامنية..
هل سوف توافق الحركة على تسليم الجنود للحكومة للدمج فى القوات المسلحة ؟
لآن فى حالة رفض الحركة..
تظل مسألة عدم الثقة بين الطرفين عالقة..
فتمسك الحكومة على الزناد..
وتمسك الحركة على الزناد ايضا..
فتندلع الحرب لاتفه الاسباب..

كيف يمكن معالجة هذا الامر ؟

ثم نأتى للوضع الآمنى فى الولاية..

فقد حدث ووقعت الحكومة مع الحركة على اتفاقية وقف القتال فى جبال النوبة عام 2002..
وقد تم ذلك فى سويسرا..
وأرسلت القوات الدولية لحفظ الامن..
ولكن الوضع الامنى لا يمكن ان يستتب (بجرة قلم)..
فقد تواصلت ما اسمته الحكومة (بالتفلتات)..
ولم يكن الامر مجرد تفلتات..
ولكن هزة امنية بمستوى (8 ريختار)..
حتى توقيع اتفاقية نيفاشا..
ليزداد الامر سوءا...
حيث اصبح طرفى الاتفاق يكيدون لبعضهم البعض..
ثم ينسبون الجرائم لبعضهم البعض..

وحدث ان سيدة متقدمة فى السن كثيرا..
عايشت فترة الحرب...
والفترات الانتقالية ..
فقد قالت فى كلام بسيط جدا ولكنه بالغ الاثر..
فى فترة الحرب كان القاتل والمقتول معروفان..
أما الان فانت لا تعرف من هو القاتل..
هل وضعت الحركة فى حساباتها كيف يمكن تدارك هذه المشكلة المعقدة ؟

كل هذه الاسئلة هل وضعت لها الحركة حساباتها..
أم أنها تتواصل فى غيها..
تتصلب فى رأيها الآحادى..
ولا تقبل بالرأى الاخر..
تماما مثل الانقاذ ؟

نتمنى مخلصين..
أن يتم التوقيع على السلام..
وتضع الحرب أوزارها..
ويعود الهدوء على اقل تقدير..
لنفوس أهل الولاية..
التى اضطربت وما زالت تضطرب بفعل الحرب العبثية..
التى فاقت الثلاثين عاما .
وما تركته من خراب لا يمكن لمجّلد أن يحتويه..
أو لقلم أن يرصده..

نريده سلاما دائما..
لا يعيش بضعة سنوات..
مع ارهاصات الحرب..
الآسوأ من الحرب نفسها..
ثم تندلع مرة أخرى..

نريد تغييرا جذريا يتم فى الولاية بموجب الاتفاقية المرتقبة..
وأن اسقاط النظام يجب ان يتم عن طريق الشعب السودانى كافة..

وعلى الحركة الشعبية..
أن تعى بأن أهل الولاية الرافضين للحرب..
أكبر بكثير من عضوية الحركة..
و لا يمكن تجاوزهم..
أو نزع انتمائهم للولاية..
وأن الحركة بمثل هذا الاسلوب..
فى التشنج بآرائها ..
انما تزيد الامر تعقيدا..
وتخسر هى ولا تكسب..

لذلك عليها أن تضع فى الاعتبار برنامجا مدروسا طويل الامد...
لرأب الصدع والتمزيق الذى حدث فى النسيج الاجتماعى لاهل الولاية..
فلقد رأينا كيف كان بعض جنود الحركة يتعاملون مع الاهالى بغرور وعنجهية..
ونّفروا الاف المواطنين من الحركة..

لذلك على قيادة الحركة..
الشرفاء منهم والمخلصين..
وضع تدابير تمنع أى احتقان مستقبلى..
نتيجة غبن او ثأر ..الخ

أرجو من الاخوة والاخوات..
ممن درجوا على تقديم النصح لى..
عن طريق بريدى الداخلى..
أو أى وسيلة أخرى ..
أن يكفوا عن ذلك..

أعلم أن تصرفهم يأتى من باب الآخوه..
والحرص على أن نتجنب الخطأ ..
أعلم ذلك وأقدره..
ولكن بالمقابل..
لى تجربتى فى الحياة
واعلم متى وكيف ولماذا أقول كلاما..
أو أكتب شيئا..
وأن صمتى على النصيحة لا يعنى قبولها..
فيجب ان يقف الامر عند هذا الحد..
مع خالص شكرى..
.....
no body tells me what to do


نواصل موضوع البوست....

إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء.
إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء:
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا، وتقتل الصغارا !”

أمل دنقل


نصغى بإهتمام أيتها العزيزة نور تاور ..
فالأمر فاق حد الإحتمال و مستشفيات جبال النوبة إمتلأت بالجرحى
المأساة أن الشهداء جميعهم من نفس المنطقة حتى الجيش الذى يقاتل لحكومة السجم و الرماد
و مسلسل الإبادة العرقية و التخريب المتعمد .. لماذا ربط قضية جبال النوبة ببقية قضايا السودان؟
وأين حكامات الحروب من خارج جبال النوبة من مسارح القتل و الموت المجانى؟

يُرفع للأهمية

شكرًا يا نور تاور
لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا كن عونا لجبال النوبة والنيل الأزرق وكل الهامش . انها سياسة الافتقار الإبارتيدي حتى يقتل الأخ اخية والابن ابيه من اجل حفنة من الدريهيمات ليسد بها رمقه .

لاحولا ولاقوة الا بالله ياربي توقف هذه الحرب اللعينة
اهلنا تعبو في الجبال

العزيز عبدالرحمن عزاز...

ماتت ضمائر الذين يقودون القتال فى جبال النوبة....
منذ قديم الزمان وسالف العصر والاوان.
وأصبحت نتائج المعارك هى المحك لحاملى السلاح..
كم قتلنا وكم غنمنا وكم دمرنا..
جميع الاطراف المتحاربة..
ومعظم بياناتهم عن نتائج المعارك مفبركة ومغلوطة..
يضيفون اليها ارقاما لترفع رؤسهم عاليا...
هذا ما جنته ايدينا من القتل والخراب..
ثم ترد الحكومة باسوأ من ذلك..

قضية جبال النوبة يا عبد الرحمن..
اصبحت أكثر من شائكة...
ولمليون سبب وسبب..
أولا لآن الحرب بدأت بأهداف وانحرفت عنها..
وتحولت من طلب الحقوق الى اسقاط النظام..
وطلب الحقوق هو سبب الذهاب والحرب مع الجنوب..

كانت هناك اسباب مشروعة...
رغم اننى لا اعترف باى مشروعية ف للقتل والاقتتال...
ثم حدث لنا ما حدث على يد الحركة الشعبية الام..
الامر الذى يرفضه قصار النظر ممن ينتمون الى الحركة من منازلهم...
وخاصة انتماءات ما بعد نيفاشا..
ونضال الاسافير..
من وراء حجاب..

ثم وبعد نيفاشا حيث جاءت النتيجة مؤيدة تماما لكل حرف كتبناه فى فترة الحرب الاهلية الاولى..
وحذرنا منه..
كانت النتيجة للاسف مثلما توقعنا...
ومثلما كتبنا وحذرنا..
فما الذى قاله لى احد اعضاء الحركة ( الاجانب)...
والذين يعيشون فى اخر الدنيا ولم يروا كيف يكون شكل البندقية وتداعيات الحرب..
ان ما قاله بالحرف الواحد هو (جون قرنق ضغطوه) عشان كدا ما قدر ياخد لينا حقنا..
ويا لحزنى واسفى على هكذا جهل مميت..
وسقوط فى الكرامة وموات للضمير..

أولا دكتور جون لم وليس مسئولا عن قضية جبال النوبة..
ولا البقارة ولا الجلابة ولا الفلاته ولا الجن الازرق..
قضية النوبة تقع تحت مسئوليتنا نحن النوبة مباشرة..
فما الذى فعلناه؟
وما الذى جنيناه؟
منذ ان نطقت أول بندقية قبل ثلاثين عاما ؟

والذين سلمونا للغير بكل رضى وطيب خاطر..
من مسئول لمسئول حتى المهذلة التى تسمى بياسر عرمان..
هؤلاء فاقدى الثقة فى انفسهم..
وقد ادمنوا استعباد النفس للغير..
واستكانوا لسقوط الكرامة..
اوردونا موارد الهلاك..
يجب ان يحاسبوا حسابا عسيرا..

فى حرب جبال النوبة التى فاقت الثلاثين عاما...
يحاسب الجميع حسابا عسيرا..
حكومة وحركة وحتى الحركات الدارفورية التى استخدمت ارض الولاية لتحارب الحكومة...
بدعوة من الحركة الشعبية شمال..
تحت مسمى الجبهة الثورية..

التنازل عن الحق..
هو الذى اوصل الولاية لما هى عليه..
لذلك تبدأ محاسبة كل من تسبب فى القتل والتخريب والاذى..
وهذه قضايا لا تسقط بالتقادم..

القتال الان يتجه الى كادقلى..
والكل يعلم كم هى مأهولة بالسكان..
وأن الضرب لا يمس المنشآت الحكومية...
بقدر ما يحصد ارواح الابرياء من اطفال وعجزة..

ندعو الله مخلصين...
أن يرفع عنهم هذا البلاء المميت..
وأن يهلك كل الطغاة بدون فرز..
وأن يعجل بالنصر وبالفرج..
أأأأمين...

العزيز صديق الغالى...

ربط قضية جبال النوبة باسقاط النظام..
من أكثر القرارت الرعناء والمستفزة والمهينة لآهل الولاية..
هذا لآننا اصلا عانينا فى الحرب الاهلية الاولى..
ومن قبل عانينا من حرب المراحيل..
ثم نعانى من بطش الانقاذ لربع قرن من الزمان..
ثم حرب 6\6..
من من البشر يستطيع أن يتحمل هذا ؟
فالناس تموت فى هدوء وفى صمت..
بالمرض والجوع والقهر..

كل هذا لماذا؟
لآن ياسر عرمان اتفق مع اصحابة فى قوى الاجماع..
ليستخدم قضية جبال النوبة ككارت يسقط به الحكومة..
هذا كل ما فى الامر..
ولم يضع فى الحسبان..
أن ما من قضية اقليم يمكن ان تستخدم لاسقط نظام حكمى..
هذه لم تحدث من قبل فى تاريخ البشرية..
ولكن ياسر عرمان المنفوخ هوا وعنجهية من المحيطين به من المتردية والنطيحة وما اكل السبع..
الذين أدمنوا الدماء والقتال والمال الحرام من دم الشعب السودانى..
ومابيشبعوش! كما قال شاعر مصر العملاق عبدالرحمن الابنودى..
لآن ياسر عرمان قد قرر ارضاء اصدقائه..

علما بأنه قد فاز على عمر البشير فى جبال النوبة من قبل..
بفارق لا يمكن معه فوز عمر البشير..
فما الذى حدث؟
أنسحب من الحملة الانمتخابية بلا اى مقدمات.ز
دون ان يصدر بيانا او يعقد مؤتمرا صحفيا يوضح فيه سبب الانسحاب..
ولم يعتذر لمن فوزروه ولم يشكرهم..
ثم يستخدم جبال النوبة الان لاسقاط النظام..
أى مهزلة وأى تهريج وأى جنون وأى سفاله هذه التى يمارسها ياسر عرمان باسم جبال النوبة ؟

الان وبعد جولة طويلة عريضة....
وفترة من الزمن مات فيها الاف من البشر...
وزادت الامور سوءا..
خاصة هذا العام الذى سبقته ثلاثة اعوام بدون زراعة..
وغياب التجارة...
وارتفاع جنونى فى الاسعار الى ارقام خرافية..
فالحركة لا تحتاج بأن تقتل...
ولا الحكومة تحتاج بأن تقتل..
لآن المواطنين يموتون على اى حال..
دون ان يكلفوا احدا مليما واحدا...

فهل هذا هو النضال؟
ثم ينبرى لك احد مواهيم النضال الاسفيرى ليقول..
ان ياسر عرمان ذهب ليساعد اهله فى جبال النوبة..
وآخر يقول لك..
غصبا عن النوبة الحركة الشعبية شمال باقية لتساعد النوبة..
نضال غصبا عنكم..

لماذا اذكر ياسر عرمان كثيرا ؟
هذا لانه عبقرية فى فن الغدر والتآمر..
وهذا لآنه الممسك بكل الخيوط الان..
وآهما عبدالعزيز الحلو بجدوى كل خطوة يخطوها..
وهذا لآن عبدالعزيز الحلو ..
استسهل تسليم الامر لياسر عرمان....
كما استسهلوا من قبل تسليم الامر لجون قرنق..
فيما انصرف هو لما نحجم عن ذكره هنا..
ناسيا أن ألف باء تاء ثاء القيادة..
هو تحمل المسئولية..
فاين المسئولية التى تحملها عبدالعزيز الحلو..
مع أخطر مجرمين اثنين فى تاريخ الحروب الافريقية ؟
ياسر عرمان وعقار الذى يسميه اهالى جبال النوبة (اب كروكور) وهو ثعبان قاتل لمجرد اللدغة..

الان وبعد ان اتضح اننا على صواب..
وان امر الولايتين لا يمكن ان يتم باسقاط النظام..
وبعد ان علمت الحركة بأن عليها ان تقبل بالتوقيع مع الحكومة...
مثلما فعلت من قبل فى نيفاشا..
قل لى..
من الذى سيعيد الاف الارواح التى ازهقت بسبب تعنت الحركة..
ورفضها للسلم ..
والتمسك باسقاط النظام من خلال المنطقتين؟
من الذى سوف يحاسب فى هذه الحالة ؟

حتى الموت فى جبال النوبة..
يتم بلا كرامة وعزة نفس..

الأستاذة المحترمة/ نور تاور
لك التحية والتقدير
الوجع وجعان:
وجع عام يصيب البلاد ويفرز المعاناة من شظف العيش وقلة المعينات الأساسية وتردي الخدمات وتفشي العطالة وازدياد معدلات الجريمة وتدهور التعليم والتسول وخلافه
وجع خاص ويشمل العام أيضاً ويتمثل في فقدان الولد أو الأب أو الام أو الشقيق والأحباب وهتك الأعراض، ويتضمن أيضاً الهجرة القسرية ومغادرة الأرض والعيش تحت رحمة الآخرين
أبناء جنوب كردفان... أنا وأنت وأخرين كُثر هم الذين ابتلوا بالوجع الأخير وما زالت الأوجاع تتوالى
الحركة الشعبية تشن غاراتها على المواطنين في القرى والفرقان، غارات جماعية بأسلحة حديثة من أجل تحرير السودان من المؤتمر الوطني
والحركة الشعبية بدأت القتال منذ عام 1983م في عهد النميري ثم سوار الذهب ثم الصادق المهدي ثم المؤتمر الوطني
هل تلقي الحركة الشعبية السلاج إذا ذهب المؤتمر الوطني غداً.... يا أستاذة نور تاور؟ أشك في ذلك لأنها كانت تقاتل قبل مجئ المؤتمر الوطني. ورغم قراءتي وإطلاع على الكثير من أهداف الحركة الشعبية، لكني عجزت تماماً عن الهدف الأساسي للحركة الشعبية حتى الآن
والجيش يضرب بالطيران والراجمات والمدافع على الحركة الشعبية (وتقع الضحايا تحت صراع الأفيال) من أجل حماية المهجّرين
ويجتمع الفرقاء في الخارج لحل مشاكل الداخل، وينفض الاجتماع قبل أن يبدأ
وفي كل يوم يذهب العشرات ضحايا الحكومة وضحايا الحركة الشعبية
وفي كل يوم يتأخر الإقليم سنين وهو مسرع الخطى نحو التخلف... والناس تتقدم
وفي كل يوم تتصالح الأقوام المتحاربة على وجه الأرض ونحن في كل يوم نكيل التهم ونرمي بالمزيد من الحطب (العويش) في النار
والحركة الشعبية قالت إنها لن تتخلي عن هدفها الأول والأخير من الحرب، هدف غير قابل للرجوع أو النكوص أو التخلي عنه وهو: تحرير السودان...كل السودان ومن جنوب كردفان، ولذلك فهي تستمد شرعية القتال من هدفها الرامي إلى تحرير السودان من جنوب كردفان
بينما كل السودان (باستثناء دارفور وجزء من جنوب النيل الأزرق) يتمتع بالتنمية، يتمتع بالأمن والإستقرار والطمأنينة وحفلات التخريج
ونحن في جنوب كردفان نخرّج الأميين الذين درسوا كيفية فك الكلاش والجيم وتركيبه وحشر الخزنة فيه وكيفية الكمين والكر والفر
والظلم ظلمات... فالذي درس في مدرسة أبوجبيهة أو كادقلي أو تلودي الثانوية العليا تحت وقع الدانات والغارات والحرب النفسية... عليه أن ينافس ذلك الذي يدرس في مدرسة الشيخ مصطفى الأمين أو الخرطوم الجديدة أو أسماء عبد الرحيم حتى يتسنى له المنافسة للدخول للجامعات
وتلك المرأة التي تلد في منطقة مقطوعة من العالم لمدة ثلاثة أشهر في الخريف، عليها أن تربي أبناءها مثل تلك التي تلد في رويال كير حتى ينافس في الثقافة والمعرفة بل وحتى في الاختيار والرغبات العلمية
استاذة نور،
كان يمكن للحركة الشعبية منذ أن اندلعت كثورة تُعبّر عن الغبن والظلم وتسعى لانتزاع حقوق منطق إقليمية وقع عليها الظلم منذ عشرات السنين... كان يمكن أن تكسب الكثير من جماهير المنطقة المعنية، من المظاليم ومن أصحاب الوجعة والغبن
ولكنها آثرت أن تفتك فتك الغبينة والانتقام والثأر والتفشي بمن لا ينتمي إليها فكرياً من أبناء جلدتها وبمن لا ينتمي إلى عرق مؤسسيها
هذه حقيقة يا أستاذة نور تاور وموثقة، والشواهد كثيرة وضحايا الفتك والانتقام والثأر لا يعدون ولا يحصون.
أستاذة/ نور تاور
وأنا أتابع كتاباتك منذ وقت طويل مضى، بعضها مدبج عندي مثل موضوع "الغيان السياسي في جبال النوبة وقضية حق تقرير المصير" الصادر في جريدة الخرطوم عدد 2089 بتاريخ 24 أبريل 1999م... أتابع ذلك وأرى التحول الإيجابي في نظرتك للحركة الشعبية... وأعجب بذلك الرأي. لأنك ربما اتضحت لك معالم كثيرة عن الحرب في جنوب كردفان بعد مضي هذا الوقت، أو ربما قدرت أن هذه الحرب لا فائدة منها. فهي منذ 1983 لم تحقق هدفاً ويمكن أن تكون حققت أهدافاً لآخرين يرون في استمرارها ضرورة لوجودهم وثرائهم وبقائهم، أو ربما أيقنت أن ثمة تطورات قد طرأت تملي بالضرورة وضع حد لهذا العراك الوحشي، لهذه المطحنة، هذه المجزرة التي تتجدد كل يوم بعدة طحن وجزر أكثر فتكاً.
إن الحديث الذي يهمك ويهمني ويهم منطقتنا ذو شجون كثيرة
ومثلما أن الحرب أولها كلام، فإن آخرها أيضاً كلام
فالحكومة والحركة عليهما أن يتكلمان، لأن مجرد الاجتماع واللقاء يعتبر بصيصاً في نفق مظلم
أما أنت وأنا، فلا حول لنا ولا قوة
ولكننا لن نصمت
نتمنى فقط أن يكون المتحدث والكاتب والراوي صادقاً
وأن يكون المستمع حكيماً
ولك شكري
ببــــــــــــــو

العزيز باسط المكى...

لو قدر القيام بمسح سكانى الان..
فسوف يذهل الجميع من الرقم المهول..
للذين ماتوا أو قتلوا أو نزحوا فى حرب 6\6..
ومع ذلك ينبرى لك أحد مواهيم النضال الاسفيرى ليقول لك..
هذا هو النضال ولا شئ غيره..

اللهم الطف بمن تبقى من الناس فى ولاية جبال النوبة..
وارحم الاموات رحمة وآسعة..
وأدخلهم فى فسيح جناتك...
ونجى الاحياء منهم..
من بطش الحكومة والحركة الشعبية والجبهة الثورية..
آآآآآآآمين...

تشكر على المرور...

الآخ الفاضل اسماعيل ببو...

قرأت مداخلتك ثم أعدت قراءتها حتى لا يفوتنى حرف وآحد..
لآنها مكتوبة من رحم المعاناة الذى أتينا منه جميعا نحن أهالى جبال النوبة..
وبجيمع مكوناتنا..
ولآن البندقية لم ولا ولن تفرز...
والدمار الذى يحدث للمنشآت الحكومية يتضرر منه الجميع...

الشاهد أن هذه الحرب حصرا على النوبة..
لانهم اختاروا هذا الطريق...
ومعهم بعض الوجوه المحدودة جدا من الولاية وخارجها..
تماما مثل توظيف اهل الولاية فى وزارات شمال السودان...
لاعطاء الحكومة شكلا قوميا..
وهذا الانتماء لاعطاء الحركة شكلا قوميا..
أما المنتشرين حول العالم يناضلون من وراء حجاب...
ويملآون صفحات الاسافير سبا وبؤسا...
فهولاء لا وجود لهم عندى..

كل المسألة بدأت بالظلم والتهميش..
وانتهت بالظلم والتهميش...
وأن الموت والدمار المتواصل منذ اكثر من ثلاثين عاما..
بدأ مع الديمقراطية الثالثة ..
فى حركة غير حكيمة من الصادق المهدى..
فأوردتنا موارد الهلاك..

أنا أتفق مع ردة الفعل التى قامت من النوبة فى نهاية الثمانينيات..
رغم اعتراضى التام على اى شكل من اشكال العنف..
فقد كانت تلك حرب للدفاع عن النفس والارض والعرض..
اضافة الى طلب الحقوق من المركز...
اضافة الى ما ليس منه بد..
لآن الحرب فرضت على الولاية وفرقت بين النوبة والعرب علنا..
واستخدمت سلاحا اشد خطرا من طائرات السوخوى..
وهو الدين والعروبة..
فقد كانت حربا مؤلمة وقاسية جدا..
خاصة وأن المتعايشين فى تلك الولاية الغالية..
لم يعرفوا غير بندقية الصيد ولمئات السنين..

حسنا عرف ابناء الولاية لعبة المركز بعد حرب المراحيل..
فرفضوها...وتعهدوا بعدم تكرارها...
ولقد شاركت فى عدة ورش عمل فى كادقلى..
عن كيفية رأب الصدع...
واعادة النسيج الاجتماعى الى حالته الاولى..
ولكن..

تدّخل الغير فى شئون الولاية الخاصة..
تنفيذا لرغباتهم وعن طريق قيادات نوباوية مهلهلة داخل الحركة..
هى التى اججت النيران مرة اخرى..
وأعادتنا الى مربع واحد..
حتى اصبحت المسألة فى منتهى التعقيد والقسوة...

لماذا ؟
أولا باستقدام الحركات الدارفورية الى الولاية...
لمحاربة الحكومة من هناك..
هل سمعت يا اخى بأن ابناء جبال النوبة فى الحركة الشعبية..
استغلوا دارفور لمحاربة الحكومة فى المركز ؟!
ولكن هذا يحدث محل الحيطة التى جعلوها قصيرة..
وهى نحن وارضنا وارواحنا وكل ما نملك...

ثم مسألة الجبهة الثورية...
ثم قوى الاجماع ..
ومن ثم قرار اسقاط النظام من جبال النوبة!!!!!!
لا اعتقد أن اهانة وجهت لنا بمثل هذا الشكل وفى اى حقبة تاريخية مضت..
ولو ان القرار صادر من النوبة فى الحركة اصحاب الوجعة...
اذا لقلنا قد يكون لهم منطقهم الذى لا نفهمه..
ولكن القرارا صادر بقدرة عالية من التآمر..
وعدم احترام للولاية واهلها..
فقد تدخل اهل المركز فى شئون الولاية..
وهذه هى النتيجة..

لماذا ؟
لآن هناك فى الحركة الشعبية من اهلنا من هانت عليه نفسه..
فشملتنا الاهانة.
لآن من يهن يسهل الهوان عليه ما بجرح بميت ايلام!
وان ما يحيرنى...
ماذا سيقوله النوبه الذين استجابوا لاوامر عرمان..
وظهروا فى الفضائيات مؤيدين اسقاط النظام من جبال النوبة..
وموقعين بذلك على استمرارية الابادة لاهلهم وذويهم؟!!!
ثم يجوبون العالم يطلبون العون فى وقف الحرب؟!!!
كيف سيكون حالهم حينما يعلن ياسر عرمان تراجعه عن القرار..
وأمتثاله للقوى التى ضغطت عليه ؟
ثم يوقع مع الحكومة ويجلس معها فى كرسى الحكم؟
مثلما فعل بعد نيفاشا ؟

الحديث ذو شجون واكثر من شجون..
وسوف اعود اليك مرة اخرى...