شجون المسجون وفنون المفتون - محي الدين بن عربي.

من أروع ما قرأت لأبن عربي.. الكتيب أقل من 100 صفحه يحوي خلاصة "السير" من المحسوس إلي اللامحسوس .. قسم لـ 3 أبواب: القسم الأول:في العامل والقسم الثاني في العمل والقسم الثالث في المعمول به ، ولكن ماراعني فيه أنه لايختلف عن أفكار كريشنامورتي غير أن الشيخ محي الدين بن عربي يستخدم الأدب الرمزي العصي لتوصيل أفكاره وبهذا يكون خطابه موجه لعقول معينه دون أخري..
المتلقي من إبن عربي لايستفيد من منهجه مالم يكون عنده خلفيه ولوبسيطه بمصطلحات القوم! فيما يستخدم السيد كريشنامورتي- (كِيّ) - رصد آليات الفكر، لتوصيل مايود توصيله - في غياب تام - للغه - (صريحه أم رمزيه )..
السيد "كريشنامورتي" في الغالب الأعم لايعلمك شيئ بل أنت الذي تتعلم وتكتشف لوحدك بمصاحبته أو بمعايشة خطابه لتكون نفسك الراصد والمرصود : لوعيك ومحتوياته بدون أي وصايه لمنهج ما عيك - كممارس - لأن كريشنامورتي لايتبع لأي منهج !
للإستفاده ساقوم بتنزيل رابط الكتيب هنا ومن ثم مقتطفات من هنا وهناك للسيد كريشنامورتي بالذات في عملية: الراصد والمرصود وعملية الرصد نفسها لانها ذات صله ولها علاقه وطيده بماجاء في الكتيب: العمل، العامل والمعمول به .وعليه ، نجد، أن"المشارك" وليس المتابع لمحاضرات كريشنامورتي سوف يحظي بفهم عميق لرمزية إبن عربي المستخدمه في منهجه.

عنوان الكتيب:
شجون المسجون وفنون المفتون ابن عربي.pdf

https://docs.google.com/file/d/0B8E9Z57shYOkSU5aVzVzR3FtMkU/edit

.

الراصد والمرصود (مترجم) .

Quote: الراصد والمرصود، الرقيب، الإشراط* ج. كريشنامورتي ترانا ندرك وجود انقسام في الحياة، فيَّ، فيك. الـ”أنت” والـ”أنا” عبارة عن أجزاء عديدة. الذات مركَّبة من العديد من الأجزاء. أحد الأجزاء هو الراصد وبقية الأجزاء هي المرصود. الراصد يصير واعيًا بالأجزاء، لكن الراصد أيضًا واحد من الأجزاء؛ إنه ليس مختلفًا عن بقية الأجزاء. لذا يجب عليك أن تكتشف ما هو الراصد، المختبِر، المفكِّر: ممَّ هو مكوَّن؟ وكيف يحدث هذا الانقسام بين الراصد والمرصود؟ الراصد، نقول، هو واحد من الأجزاء. فلماذا فصل نفسه، فتولَّى صفةَ المحلِّل الذي يعي، القادر أن يسيطر، يغيِّر، يكبت، إلى آخر ما هنالك. الراصد هو الرقيب… حاصل الإشراطات الاجتماعية والبيئية والدينية والثقافية. أي أن الانقسامات الثقافية قررت أنك مختلف عن الشيء الذي ترصده… أنت “الذات العليا” وتلك هي “الذات الدنيا”، أنت المستنير وتلك هي غير المستنيرة. فما الذي خوَّلَه سلطةَ أن يدعو نفسه “مستنيرًا”؟ ألأنه صار الرقيب؟ والرقيب يقول: “هذا صواب، هذا خطأ، هذا جيد، هذا سيء، يجب أن أفعل هذا، يجب ألا أفعل ذاك” – وهي حصيلة هذا الإشراط، إشراط المجتمع، إشراط الثقافة والدِّين والأسرة، إشراط العِرْق بأسره، إلى آخر ما هنالك. الراصد، إذن، هو الرقيب، مشروطًا تبعًا لبيئته، وقد تولَّى سلطةَ المحلِّل. وكلٌّ من باقي الأجزاء يتولَّى هو الآخر سلطتَه؛ لكلِّ جزء سلطتُه، وبالتالي، هنالك صراع. ومنه، يوجد نزاع بين الراصد والمرصود. فحتى تتحرر من هذا النزاع، عليك أن تكتشف إنْ كان بوسعك أن تنظر من غير عينَي الرقيب؛ أي أن تكون واعيًا، أن تعي بأن عينَي الرقيب هما حصيلة إشراطه. فهل يمكن لتلك العينين أن تنظرا في حرية، أن تنظرا نظرًا بريئًا، حرًّا؟ * هل يقوى الذهن على التحرر من هذا الإشراط كله؟… أنا مشروط بثقافة ما برحتْ موجودةً منذ آلاف السنين… فهل يمكن لخلايا المخ بالذات أن تتحرر من الإشراط كلِّه، بوصفه الراصد، بوصفه كيانًا ينصاع، بوصفه كيانًا مشروطًا بالبيئة، بالثقافة، بالأسرة، بالعِرْق؟ إذا لم يتحرر الذهن من الإشراط فهو لا يستطيع أبدًا أن يتحرر من النزاع، وبالتالي، من العُصابية… ما لم نتحرر تحررًا تامًّا فنحن أناس غير متوازنين؛ ومن جراء عدم توازننا ترانا نتسبب في مختلف صنوف الأذى. ومنه، فإن النضج هو التحرر من الإشراط. وتلك الحرية ليست قطعًا حصيلة الراصد، الذي هو بالذات مصدر كل ذاكرة، كل فكر. هل بوسعي أن أنظر بعينين لم يمسَسْهما الماضي قط؟ – فتلك هي خاصية العقل السليم. هل بوسعك أن تنظر إلى الغيمة، إلى الشجرة، إلى زوجتك، زوجك، صديقك، من دون صورة؟ وعيُك أن عندك صورة[1] هو أول شيء، أليس كذلك؟ أن تعي أنك تنظر إلى الحياة من خلال وصفة جاهزة، من خلال صورة، من خلال مفاهيم – وهي جميعًا عوامل تحريف – وأن تعي ذلك من دون أي اختيار. فمادام الراصد يعي هذه [العوامل] هناك عندئذٍ تحريف. لذا، هل بوسعك أن تنظر، هل بوسع الذهن أن يرصد من دون الرقيب؟ هل بوسعك أن تصغي بلا أي تأويل، بلا أي مقارنة أو حُكْم أو تقييم، أن تصغي إلى ذاك النسيم، إلى تلك الريح، بلا أي تدخُّل من الماضي؟

المصدر:
http://www.samawat-jadidah.org/j_krishnamurti/by_k/observer-...censor_conditioning/

الرجوع للنسخه الأصليه باللغه الإنجليزيه:
http://www.jkrishnamurti.org/default.php
.

ابن عربي قال في باب العمل من أراد ان يحرس خواطره عليه :

Quote: 1-مبادرة كل خير يخطر بباله، فإنه بمنزلة البذر. 2- منع الشهوات والإسراف في الأكل والشرب والنوم. 3- مجالسة العلم. ثم قال: وأنت إذا إعتمدت علي ما أوصيتك به من مراقبة الخاطر ، علمت من هناك جميع ما تحتاج إليه،وإستغنيت عن هذا الكتاب وعن مثله من كل وصيه وعلاج

هنا نجد كريشنامورتي يقول أهم خطوه يتخذها الممارس هي مراقبة الفكر وبالطبع هذا الكلام يتماشي مع مايدعو له ابن عربي إلا أن الأخير ينطلق من منطلقات عقديه! فعندما يبادر الممارس بفعل الخيرات،ويتحكم في الشهوات والإسراف في الأكل والشرب والنوم، ومجالسة العلم هذه الأشياء هي بمثابة خواطر - أفكار - تتحرك في حيز الزمان والمكان وهي يمكن مراقبتها من غير أي أحكام مسبقه(منهج) لتسقط كليا أو لتحل محلها خواطر اخري حميده(ملائكيه)- والأمر بكلياته لايحتاج إلي أي منهج لتتبناه بقدرما هو يحتاج إلي إعتماد ذاتي وشعور بالمسؤليه الفرديه لتتمكن من تجويد و مراقبة أفكارك وهي تمر علي شاشة الذهن. ابن عربي يزف البشري تلو الأخري للسالك ويقول إذا عمل بهذه الوصايا فسوف لايحتاج إلي أي وصايا اخري بل هو سائر في الإتجاه الصحيح!! وهذا كذلك ماقاله كريشنامورتي راقب خواطرك من دون اي حكم مسبق وسوف تصل إلي وجهه تؤدي نحو الإتجاه الصحيح للحقيقه! فالسالك لايحتاج إلي أي سلطان خارج نفسه ليوجه نحو الحقيقه!! هنا يلتقيان الإثنان لأن الحقيقه واحده بلادروب.الحقيقه ليست حكراُ علي جهه دون أخري.. أي إنسان بمقدوره أن يتجه نحوها ليصلها ، الأمر برمته ، لايحتاج إلي أي تعقيد. الحقيقه هي بسيطه لاتحتاج إلي اي لغه أو إلي أي أدب رمزي لنتقفي اثرها.
.

ثم قال الشيخ بن عربي في باب العامل: تحت عنوان: إيضاح شريعه بحكمه رفيعه:

Quote: إذا فارقت النفس هيكلها بقي لها ما إكتسبته من العلوم الربانيه والأعمال الدينيّه، والأخلاق الصالحه الزكيه، فلذتها بها مستمره،كلما لاحظت ذاتها إمتلأت سرورا... وإذا فعلت خلاف لماسبق ستكون غير سعيده وغير صالحه وشريره... الأول خلود في نعيم والأخير خلود في جحيم.

وهذا امر واضح يظهر معني الجنه والنار ، الثواب والعقاب ومن ثم البعث والنشور وكل هذه الإكليشيهات... الوجود كله عباره عن تحول من الجزئيه إلي الكليّه وهذا لايتم إلا بالتطور نحو الاحسن! والتطور نحو الأحسن لا يتم بإعادة الشئ نفسه كما نتصور بل يتم بتطويره المصحوب بخلق جديد للذات المتطوره!.
ثم قال في نفس الباب تحت عنوان: زياده:

Quote: كل مشاهد في عالم الكون تمثيلات معان في عالم العقل، والحقيقه غير زائله ، ولابائده بزوال المثل، وإنما يصور العقل ذاته في الهيولي،ثم ينظر بذاته إلي معاني ذاته،فيلتذ لا بشئ خارج عنه لذه عجيبه سرمديه، ونعني بالعقل هاهنا النفس العاقله،وهذا هو الترجمان الأعظم.

يقول ابن عربي :كل شيئ نراه خارج الذات هو موجود بداخلها!! هذه الورده الحمراء ، السماء ، الكواكب وكل هذا الوجود هو بداخل الذات في شكل معاني وليس خارجها!!وهذا صحيح لأنك عندما تنظر إلي أي مجسم أنت لاتنظر إليه بالفعل بل تنتقل صورته إلي ذهنك من خلال ذبذبات ضوئيه لتصل جهازك البصري - السمعي بواسطة أعصاب وسائل مائي تتحول داخل وعيك في شكل صورة ورده حمراء او أي مجسم ماثل أمامك.فكرة الإلهـه، الصلاه إليه، الكعبه، الكنيسه... هي أشياء داخل وعيك.عقلنا يصور ذاته لذاته - عقلنا بمثابة قطره من بحر العقل القديم. كذلك مانراه من وجود هو عباره عن عدد غير متناهي من الوجود بالنسبه للراصد.
.

يقول كريشنامورتي:
لكي نأنسن الرغبه علينا عدم كبحها بل علينا أن نفهمها لتسقط من تلقاء نفسها...أي نرصدها من غير تحيز .. وكذا كل محتويات ذهننا حتي العنف..
راقب وأرصد العنف لتفهمه من جذوره لأنه هو الشئ الفعلي موجود عندنا ... اللاعنف شيئ غير موجود لذا لايمكن محاربة العنف باللاعنف...
يقول كريشنامورتي أقف مع العنف وراقبه أي أفهمه يقف تباعا له اللاعنف!

Understanding, Not Controlling, ..Desire

تابع هذه الماده:
http://www.jkrishnamurti.org/krishnamurti-teachings/view-vid...ntrolling-desire.php

تعاليم كريشنامورتي تتلخص في الآتي:
الحقيقه بلادروب فهي لاتحتاج لأي سلطه خارجيه لتوصل إليها.. كما أنها لاتحتاج لأي لغه لتعبر عنها!.
راقب ذهنك ومحتوياته من غير أي أفكار مسبقه .. تسقط كل محتوياته الغير حميده اي يتم تنظيفه بالمراقبه وليس بالقمع(الله، نار ،جنه...).
هذه الخطوات تبني الفرديه بناءا صحيحا ، ومن ثم تبني المجتمعات الإنسانيه للأفضل.
وهذه الأشياء إن لم يكن جلها فأغلبها نادي بها محي الدين بن عربي، النفري،البسطامي ، جلال الدين الرومي... ومن الفلاسفه - في عصرنا هذا ويعتبرون
بمثابة تلاميذ* لكريشنامورتي: إيكارت توول، ديباك شوبرا ...إلخ.

.......................................
*عاشوا تجربته .

كريشنامورتي يعرف الوعيّ ومحتوياته :

Quote: الوعي يعني التيقُّظ، المعرفة، الإدراك، الرصد. ومحتوى الوعي هو معتقدك، لذَّتك، خبرتك، المعرفة المعيَّنة التي جمعتَها، سواء من خلال الخبرة الخارجية أو من خلال مخاوفك، تعلُّقاتك، ألمك، عذاب الوحشة، الأسى، البحث عن شيء أكثر من مجرَّد الوجود الجسماني – ذاك كلُّه هو وعي المرء وما يحتويه.

أو لتبسيط هذا المعني يمكننا القول بأن محتوي الوعيّ هو الإيقو والوعيّ صرف من غير محتوي يعتبر السيوبر إيقو - الإنسان الكامل.
.
http://www.samawat-jadidah.org/j_krishnamurti/by_k/our_consc..._humanity/#more-2085

.

كريشنامورتي يعرف الموت تعريف بسيط لم يسبقه عليّه أحد (حتي الأديان)!

فيما معني تعريفه:
الموت هو موت محتوي الوعي! - إفراغ تام لكُل محتوياته (دينك، أولادك، آلهتك ، جسمك،ممتلكاتك ...) - كلما إكتسبته من الوجود عدا وعيّك بوعيّك أي يبقي الرقيب وهو بطبيعة الحال العقل القديم.
.

خلاصة مايبشر به الشيخ محي الدين بن عربي إذا تخطينا رمزيّة اللغه التي يستخدمها ليُخفي ورائها الحقيقه وبساطتها! نجده يلف ويدور في محورين:
1- أدب الوقت أو كما قال الأستاذ محمود محمد طه: إدخال الفكر في العمل!
2- مراقبة الوعيّ وكل مايدخله (التوحيد).

الملاحظ لماسبق يجد أن الشيخ بن عربي بإستخدامه للرمزيه قفل باب الزياده لكثير من الناس في عصره ومابعده
كما انه أخر كثير من تطوير الإنسانيّه للأفضل بدل ما كان بمقدوره أن يشارك في تقدمها بالذات في الجاانبان الذاتي والموضوعي.

الحقيقه لايمكن تحتكر أو تكون لناس دون ناس تانين.. الحقيقه تتبدي للإنسان علي حسب إستعداده لتلقيها وهي محايده تماماً .
.



ا

شكرا محمد
متابعة لصيقة
ـــــــــــــ
الحليلة

دا كلام رائع جدا يا محمد
وتحليل منك جيد

الشيخ محيّ الدين بن عربي في عنوان فرعي بالكتيب: موعظه لهم وذكري قال:

Quote: ومن ترقي من هاهنا،ذائقا بالعمل، مجاهداً لفكرته من التقلقل، مستقيماً، رافضاً للحواس، ملازماً لحاله عشقيّه،ملاحظاً للحمد، رقي من محل الإنس إلي مقام التوحيّد، ومن هنالك يسير الوصول حتي يصل إلي اليسير فافهم.

فحوي هذه الفقره والذي يستخدم فيه الشيخ محي الدين الرمزيه العصيه ليكشف عن حقيقه بديهيه وهو يزيد المتلقي حيره في حيره ، عندما يقول إليه" فأفهم"وأفهم دي بكل بساطه شديده يتعني ماتعني: هو إفراغ محتوي الوعي لاغير!!! هذه الجمله بإمكان الشيخ أن يقولها واضحه وصريحه من دون مايخفيها بأدب رمزي!! لأن محتوي الوعي يدخل "للوعي" عن طريق الحواس ورفض الحواس يعني رفض لكل ما هو داخل من خلالها لتنتهي الإيقو المحدوده ويبقي الوعيّ اللامحدود الذي يتوحد مع المحيط. لولا أن كُل فكر الشيخ يقوم علي الرمزيّه لوجدنا له العذر لأنه كان بالسجن ولذا كان لزاماً عليه أن يسلك هذا المسلك .
.

الأخوين الحليله ومنصوري
سعيد بهذه الطّله.
.

ماجاء به السيد جدو كريشنامورتي من فكر يختلف عن أفكار الفلاسفه وعن بعض أفكار رجالات الدين! فكر هذا الرجل فكر "نفساني" بإمكان أي إنسان عادي وبسيط أن يتحقق منه ، بعكس أفكار الفلاسفه ورجالات الأديان البيبحثوا علي أرضيه طوباويه لتطبيقه بالخطب الرنانه والكلام الإنشائي المنقول والمعسول!
بيقول: فيما معني قوله: مشكلة الإنسانيه بصفه عامه بتتلخص في الآتي: كل نزاعتنا وخلافاتنا ناتجه عن الأنا والإنتا... الإنسانيّه تركت ما هو يجري - فعلاً- بعالمنا وتمسكت بما جري في الماضي ومن ثم هي تتعامل بالصور والصور هي ليست حقيقه وإنما هي من صنع الذاكره. اي ، أنها تتعامل مع الأنا وهي محتويً للذات وليست جوهراً لها.. وبالطبع الانا ، مخزنه بالذاكره وليست هي مجرد مخزنه ومهمله علي إرشيف الذات بل هي وبكل أسف تسحب من هنالك لتستخدم في حركة الحياه "السياله" المستمره المتدفقه ، وهذه الصور بالطبع مشحونه بآلام وذكريات الماضي الموجعه والتي لاتصلح كحكم محايد ليحاكم أحداث الآنيّه والبطبعها تعتبر ، صيروره ابديّه!.الوعي بهذه الكيفيّه لايعول عليه كثيراً، لأنه "متسخ" خالي من طاقه وبالتالي هو محجوب ، لأن طاقته تبددت في الصراع السببه تجني الماضي علي الحاضر - تعدي الذاكره علي الآنيّه- .يقول كريشنامورتي لايمكن أن تحل مشاكلنا بهذه الأنا - الذاكره القديمه - وعليّه إذا أردنا حلول مستدامه للإنسان علي هذا الكوكب ، يجب كنسها وتنظيفها من وعينا.. يكون ذلك بمجابهة المعلوم لا بمجابهة المجهول. مثلاً: إذا عايزين نحارب العنف - المعلوم- علينا مجابهته هو وليس بمجابهة اللاعنف - المجهول - وهكذا دواليك.... بهذا ينظف الوعي من الأنا الضيق ويكون كضيئ الشمس يرسل ضيائه علي الفراشه كمايرسلها علي الذبابه ، يرسلها علي القديس كما يرسلها علي المجرم.بهذا تنعم الفرديّه بجمعيتها - توحدهـا- وهنالك فقط ينبثق الجديّد - المقدس.هذا أمر بسيط وفعال كما أنه متاح للجميع إلا من أبي! . لاوصايه ولاسلطه تستطيع حجبه عنك! إخلع نعليّك وأدخل علي المقدس من أي باب شئت!.
.

شكرا محمد على هذه السياحه اللطيفه...
نتابع معك..

مرحب بأخونا خالد المهدي .
تشكر علي المتابعه.

.............

تقبل صادق عزائنا للأم الروحيّه آمنه لطفي.
نسأل الله أن يتغمدها برحمته وأن يلزمكم الصبر.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

.
.

الديّن الحق هو رجوع الشخص لذاته! الذات هي الحقيّقه وهي النبع الصافي. المسيحي ، البوذي، المسلم، اليهودي، الملحد وكُل هذه الإكليشيهيات بمثابة إنقسام وتبديد لطاقات الإنسان، لأن إستمرارية كُل واحد فيها يتوقف علي إلغاء الآخر - ضمنيّاً أو صراحةً!! أي هي- في صميم بنيتها - تفرق ولاتجمع! علماً بأن الحقيقه هي واحده ولاتقبل أي تجزئه! وهي عصيّه علي مراوقة العقل،. كما أنها أعمق من عمل المنطق(نعم أو لا ) - الضديّه- بل ، هي عدد لامتناهي من الخيارات تخرج عن برزخ المعقولات!!!.
الوجود يلتقي في نقطه واحده وهي الذات ولكن يلتقي عندما تكتشف الذات! الأديان الإبراهيميّه ، البوذيه ، الطاويّه، المجوسيه ، الإلحاد ، كُل واحد من هذه المعتقدات لايتمكن من ممارسة تعاليمه بصوره مقبوله مالم ينطلق من الذات ! وأي فرد يتوكل وينطلق من الذات سوف ينتهي إلي دين "الحب" كما قال حبيبنا الشيخ إبن عربي:

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي

إذا لم يكن ديني إلى دينه داني

لقد صار قلبي قابلا كل صورة

فمرعى لغزلان، ودير لرهبان

وبيت لأوثان وكعبة طـائـف

وألواح توراة ومصحف قرآن

أدين بدين الحب أنى توجهت

ركائبه.. فالحب ديني وإيماني

لكن وبكُل أسف معظم الناس يمارس هذه الطقوس وهذه الشعائر من خلال (الروتين العادي) لذا تجده - الفرد - المجتمع - لم يتطور روحيّاً للأحسن لأنه متشبث بشكليات مايعتقدته! بموجب الرجوع للذات ، ستتلاشي أو تسقط تماماً ، كُل هذه الفوارق والإنقسامات او تكون غير ذات اهميه لتذكر.
نخلص لحقيقه مفادها الآتي:
ميلاد الفرد الحُر، يبدأ بمجرد ما تموت الانا المجازيّه التي هي أُس كُل هذه البلاوي وبميلاد الفرد الحُر سيأتي ميلاد المُجتمع المتعافي تباعاً ومن دون أي وصايه خارجيّه!

.

الدنيا ليست مدخلاً للآخره ، بل هي الشاطئ الآخر لها...
إذا صار يومك هذا مليئ بالسعاده والحبور فحتماً ،
سيكون غدك هو الآخر مليئ بالسعاده والحبور .
ثم قس علي هذا المنوال، لتجد يوم القيامه نفسه
منبثق من يومك هذا ! جنّه أو نار (إصطلاحاً)،
نعيم أو شقاء!..

لكشف حجب المجهول عليّك مجابهة المعلوم!
نظف وعيّك من الغيره ،الحسد تلقائياً ينهمر عليّه
"الحب".
لايُمكن البحث عن الحُب (الله)! ازل المعوقات من
علي الطريق تجده يحل محلها ، علي طول!

علي اساس تكون الوعيّ ذاته ،عليّك إحترام هذه اللحظه
وإحترام هذه اللحظه يكون بمراقبة كُل صغيره وكبيره
تدخله ،عن طريق "حواسك"!

افتح نوافذ الغرفه يدخل عليك ضيئ الشمس، اغلقها
تمنعه من الدخول عليك!
ضيئ الشمس لامقطوع ولاممنوع متاح للجميع- الصالح
والطالح!.
فقط ، كُن موجباً كالأنثي، ليتجسد فيّك الحُب الإلهـي!!.
.
.

"إذا كانَ عينُ الحبِّ ما ينتجُ الحبُّ فما ثمَّ من يهوى ولا من له حبُّ
فإن التباسَ الأمر في ذاك بين وقد ينتج البغضاءَ ماينتجُ الحبُّ "

.

عندما يسأل كريشنامورتي فيما إذا كان يوجد إلـه - حقيقه - أو كيفما تريد أن تسميه يقول:
لايمكن للكتب ولا للكهنه ، ولاللفلاسفه ولا لرجالات الدين المخلصيّن الإجابه عنه.
لايستطيع أي أحد سواك أن يجيب عليّه ولهذا يجب أن تعرف نفسك.

"بداية الحكمه أن تعرف نفسك"
.

قال إبن عربي في باب العامل تحت عنوان فرعي : علاج:

Quote: كما أن النفس في الظاهر إذا منعت محبوبها ضاقت وغضبت ، كذلك في الباطن قد يُحتجب عنها أمرُ حقّ ، فيجد الإنسان إنحصاراً وضيقاً لايعلم له سببا ، فاليبعد عن الفاني تُكشف له المعاني.

هنا يقصد إبن عربي بالفاني والغير فاني: علي أن لاتتعلق بالأثر وتترك المؤثر أي يجب علي المرء ترك كلما يتعلق بالصور(الفانيّه) وأن يركز كُل حواسه في التأثير المباشر الذي يحسه ويشعر به في ذاته- الوعي (غير فاني) ..هنا نجد كرشنامورتي يقول: راقب محتوي وعيّك(في الآن) وأترك الصور الـ(في الماضي والمستقبل).. عندما تنظر لأي شيئ حاول أن تتوحد معه من دون أي تسميّه أو أي أفكار مسبقه(الراصد والمرصود) اي أنظر إلي المنظور إليه كما هو ماثل أمامك!.
.يقول في الفقره الثانيّه بعد الفقره أعلاها:

Quote: الشوق إلي الأشباح شوق إلي الفاني.....

يعني ، عندما تحب النفس يجب أن لاتتعلق بصور الماضي ولكن عليها أن تشعر ،تحس وتراقب مايتركه الحب من أثر في النفس كما قال الشاعر المغني: وقت شفتك .. شعرت الرعشة من صوف راسي لي كرعي ..) هنا يجب مراقبة الرعشه من صوف الرأس إلي الكرعين! لأن هذا هو الحقيقه الباقيه ولكن محبوبته شيئ موضوعي خارج عن ذاته (صوره ميّته ، فانيّه، والحيّ هو مايشعر به في تلك الآنيّه) وهذا يؤكد مانادي به كريشنامورتي: عدم التعلق بالصور(إذا قابلت زيد اليوم فقابله بعتباره زيد الآن وليس زيد الأمس - صورته المسبقه بذهنك - وهذا مايحصل دائماً عندما نتعامل مع الوجود نتعامل معه بأفكارنا المسبقه والتي راكمناها في(الماضي).

.

عبر نستخلصها:-
1- هذا الوجود - في الحقيقة - هو تجليات الله أوهو الطرف الآخر المحسوس منه (المقيد) والعدم هو الطرف الآخر الغير محسوس منه(المطلق) وبين هــاذان الطرفان يسري برزخ الإمكان وهذا البرزخ يلامس الوجود كما أنه يلامس العدم!.كما تلامس الماده الطاقه وبينها برزخ طرفه ماده وطرفه الآخر طاقه أو كما في الجسد والروح أو كما في الحيّاه والموت وهكذا عموم الضديّات لها نفس تلك الخاصيّه.الإنسان مشروع أُتِيّ به مُكتمِلْ بايلوجيّاً ولكن عنده الإمكانيّه ليتقفي أثر خالقه والأمر هنا متروكاً إلي الإنسان وحده... أي لديّه حريّة الإختيّار (ليظل في بايلوجيّته تلك أو ليخرج منها نحو التكامل الروحي وهذا يتم في برزخ الإمكان الذي يفصل بين الماده والروح ويتحقق تكامله بالمراقبه وليس بالمحاسبه لأن الأخيره تعتبر عنف ولاعنف عند الجناب الإلهـي.بهذا يكون الديّن معبد مُشيّد بالقلوب وليس مُشيّداً بالكنائس والمساجد والسنقاق.. لتخشع القلوب فيّه حُبّاً لله وليس أن تخشع فيّه مخافةً منه!
القلب (الوجدان) لايعرف الخوف كما تُوهِمنا العاده ، بقدرما هو مُصممْ علي أن لايعرف غير الحُب والقلب بهذه الخاصيّه هو بيتاً للإله ومن ثم بيت الإلـه يستحيّل أن يتسلل إليّه الخوف! .
.